آخر 10 مشاركات
ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، للكاتبة الرائعة حلم يعانق السماء ، عراقيـة (مميزة) (مكتملة) (الكاتـب : *انفاس المطر* - )           »          312-الطرف الثالث -روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          353 - رياح الجمر - ريبيكا ونترز (الكاتـب : حنا - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          399 - خفقات في زمن ضائع - ديانا هاميلتون ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          396 - دموع على خد الزمن - جين بورتر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-18, 06:54 PM   #251

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي


بنتظارك سوسو خلي بالك من المززززز
❤❤❤❤❤❤❤
😉😉😉😉😉😉😉


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 09:49 PM   #252

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

سيتم نزول الفصل السادس
ما زلنا مع دواخل قمر وحمزة
وبداية مشاعر رائد
لايكاتكم وتعليقاتكم وتقييماتكم
ظبطوني الاسبوع ده 😂😂
دمتم في رعاية الله


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 09:55 PM   #253

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل السادس

ظلت قمر تسير بلا هدف .. تطير خصلات شعرها بنسمة هواء تارة .. وتلفحها آشعة الشمس الحارة تارة .
ملامحها جامدة .. ثم تائهة .. ثم شاردة .. ثم قاسية
بعد خروجها من شركة أكمل الفايد بعدما أخذت تفاصيل حياتها المهنية الجديدة من سكرتيرته الشابة أمل التى أخذت بياناتها ورقم هاتفها .. وأعطتها اسماء وأرقام هواتف مصورين محترفين يعملون لدى الشركة ورشحت لها أفضلهم .
أرتها نماذج عديدة لملفات عارضات أخريات ونماذج لصورهم فى وضعيات مختلفة وبملابس مختلفة .. بعضها يلائمها وبعضها لن تلبسه أبدا على الملأ.
بعد خروجها شعرت بأن اضطرابها يتلاشى وثقتها بنفسها تعود بقوة ..
تحتاج للتركيز وقوة الإرادة لكى لا يجبرها أحد على شئ وبنفس الوقت تنفذ ما تريد بطريقة ملائمة لها .
ربما هى خطوة أولى فى مشوارها الطويل لإثبات ذاتها .. تبدأ كعارضة ثم مَن يعلم أين ستكون بعد خمس سنوات مثلا ؟!.
وكل خطوة تحتاج منها موازنة حتى لا تتنازل فتندم .. تعلم أن ما اختارته مجالا صعبا .. بل خطرا .
ولكن كما قال أكمل .. الشهرة .. الأضواء .. المال الخاص بها .. خطف أنفاسها حقا منذ أن كانت صغيرة ..
منذ أن بدأ غرورها فى التفتح فجعلته يزداد وهى تشعر أنها الأفضل .. الأجمل ..
ولكنه الخوف مجددا .. يتسرب إليها من حيث لا تعلم فينغص أى فرحة قد تشعر بها ولو للحظات .. نعم هى خائفة ..
تخاف من هذا المجال .. تخاف من الفشل .. تخاف من والديها .. تخاف من حمزة !.
عليها أن تثبّت قدميها على أرض صلبة .. تريد الحياة بقوة .. لكن لا تستطيع أن تكون عائمة على هوامش مهتزة.
عليها محو الخوف .. عليها الإستعداد للمواجهة فى أية لحظة .. لن تظل طويلا فى الظلام .


بعد وقتٍ طويل عادت قمر بعد العصر تقريبا بعدما وصلت لحل فى أمر المال الذى سيطلبه المصور .. لن تستطع أن تطلب من والدها المبلغ الكبير الذى أخبرتها به السكرتيرة ..
فكل شئ عند الحاج سليمان العامرى محسوبا .. لذلك كان الحل التقليدي فى الذهب ! .. سوار أحضرته لها دارين فى عيد مولدها العشرين .. وآخر أحضره لها حمزة فى عيد مولدها الثامن عشر ..
المهم الآن حلمها هى .. وفقط هى
فتحت قمر بوابة المنزل الخارجية لتدلف بعدها وتغلقها ولكن امتدت أصابع حانقة تقبض على ذراعها الأيسر بعنف وتدخلها عنوة ثم تسحبها جانبا قليلا .
عرفت أنه هو .. قبضته العنيفة دوما على نفس المكان من ذراعها .. هسيس أنفاسه الحادة العصبية يخبرها بهويته قبل أن يتكلم .
وحين تكلم خرج الكلام كالحمم الملتهبة الغاضبة :

" أين كنتِ ؟ "

نظرت قمر لعينيه الحمراوين غضبا وابتلعت ريقها ببغض محاولة سحب ذراعها منه ثم قالت بحدة :

" اتركني أولا واسأل بهدوء "

تطاير شررا من عيني حمزة فانفجر هادرا :

" أي هدوء وأنتِ ذهبتِ بلا سائق بلا هاتف ولا أحد يعلم إلى أين ... ماما نجوى تقول لي في النادي وقدميكِ لم تخطُ إليه .. فأين ذهبتِ ؟ ... وتقولين هدوء ... أي هدوء معكِ ؟ "

اشتدت قبضته فشعرت بذراعها ينفصل عن مكانه فتأوهت بضيق وملامحها تنزعج بشدة .
تسارعت أنفاسها بقوة فوضعت يدها اليمنى على عنقها وهى تهتف بتشنج مشحون بما يعتمل فى صدرها :

" اختنقت .. اختنقت .. ذهبت لأتمشى قليلا على طريق البحر ... لا تضغط عليّ هكذا ... أشعر بحصار رهيب يخنق أنفاسي ... دعني أتنفس قليلا "

لم يفلت حمزة ذراعها ولكنه سكن فجأة وهو يحدق نحو عنقها فارتبكت خوفا وهى ترى جنونه يتصاعد فى عينيه حتى سأل بصوت يوشك على الإنفجار مجددا :

" أين خاتمكِ ؟ "

أبعدت قمر يدها المرتجفة عن عنقها تنظر إليها بنظرات زائغة وعقلها يحاول العمل بسرعة ثم قالت بإمتعاض :

" نزعته لآخذ حمامي صباحا ونسيت إرتداءه بعده ... لم أنزعه عمدا .. أنا لم اعتد عليه بعد .. حتى هذا تريدني أن ابتلعه مرة واحدة "

تبتلعه !
تبتلعه !!
سيصاب بشئ ما فى هذه اللحظة من شدة غضبه
تكاد عروقه النافرة تنفجر جراء غليان دمائه الحارة بهم
احتقنت ملامح حمزة بشدة فاحمرّ وجهه وزادت شراسته وهزها من ذراعها هاتفا بإهتياج :

" تبتلعينه ؟! ... خاتم كلفنى مبلغا طائلا ليُصمَم لأجلكِ وحدكِ وتقولين تبتلعينه ... ظننت أنكِ ستظلِ ممتنة لي طوال حياتكِ على إرتدائكِ خاتم لم تكونِ لتحلمِ به "

لهذا اختاره بهذا التصميم - الخاص المميز - !
ليذكرها دوما بعظم ما أحضره لها فيكسر عينها لتخضع له !
بمنطق الواقع الأليم ( اطعم الفم .. تستحي العين )
يظنها تافهة لتنبهر بمجرد خاتم فترفع رايتها البيضاء وتعلن رضوخها لمجرد التمتع بما سيغدق عليها من هدايا – خاصة مميزة –!
اتسعت عينا قمر ونست آلالام ذراعها هاتفة بدهشة منفعلة :

" ممتنة ! .... لهذا أحضرته ... لتذلني به "

صُعِقَ حمزة من ردها .. أهذا ما فهمته من معنى الخاتم الذى يجمع اسميهما ؟
و..... تبتلعه !!
كيف يفكر عقلها هذا ؟!..
بل يشك أن لديها عقلا من الأساس ...
ظل صامتا والتهور يتجلى فى عينيه .. تعرف تلك النظرة المشتعلة المخيفة حين يوشك على الوصول لآخر جنونه خاصة أن أصابعه تعتصر ذراعها عصرا.
منذ زمن طويل وتلك النظرة تخيفها .. لأنها رأتها سابقا قبل .. صفعة !.
حاولت التنفس بهدوء وقالت بصلابة محاولة إبعاد تلك النظرة عن عينيه :

" حمزة .. أنا أشعر بالإختناق وأنت لا تفهم ... كل ما حدث بالأمس كان صدمة لي .. أتفهم .. صدمة ... أنهيت امتحاناتي للتو وأريد ان أخرج للحياة فأجد قيد الزواج يلتف حولي ... افهمني ودعني أتنفس قليلا "

صمتت تطالعه بنظراتها البريئة فبردت ملامحه قليلا ولكن ظلت متجهمة
صدمة ! .. لهذه الدرجة يا قمر ! ..
قيد ! ... ممَ مصنوعٌ هو قلبكِ هذا ؟!
بعدما حدث بالأمس تقولين هذا بكل برود اليوم
يا لقلبكِ ... بل ... يا لحجركِ
حجرٌ قلبكِ يا قمر .. حجر
مسحت على شعرها بيدها بتعب ثم قالت بإنهاك :

" اترك ذراعي يا حمزة .. تؤلمني "

ترك ذراعها بقوة مبتعدا قليلا فأخذت تمسد مكان قبضته - على سترتها السوداء الطويلة التى ارتدتها قبل اقترابها من المنزل – وهى تنظر له بحزن مفتعل .
كم تعلم تأثيرها عليه .. كم تبرع فى رسم البراءة والحزن والألم لتغويه ... تتبدل فى لحظة من الجانى للمجنى عليه.
أغمض حمزة عينيه ليتلافى نظراتها التى أصابت قلبه – رغما عنه – ولا يعرف لهذا الحب دواءا..
ولا يجد سوى الكتمان ستارا يحمى به قلبه وكبريائه..
فيظل متمسكا بواجهة من التملك مخبئا ذلك العشق خلف بوابة لأجلٍ غير مسمى – قد يكون قريبا وقد يكون بعيدا -
مرر كفه على وجهه ثم مرره على شعره بحدة وهو يزفر بقوة وقال بنبرة قاتمة :

" هل تعرفين كم مرة اتصلت بكِ منذ الصباح ؟ ... ظننتكِ نائمة ثم فجأة أغلقتِ الهاتف فاتصلت بماما نجوى لتخبرني أنكِ بالخارج وبالنادي كالعادة "

كاد يجن وهو لا يعرف لها طريقا فأنهى عمله سريعا ليأتِ وينتظرها .. فقط ليطمئن أنها بخير ثم يعاقبها .
دارت فى عقله كلمات دارين وهو جالس فى سيارته خارج بوابة المنزل يوم قالت له أن يخبر قمر بحبه لها ويرضي جانبها الأنثوى فتميل له.
ألم يفعل بالأمس فصدته ؟! .. ألم تعش معه ليلة كالأحلام ثم تستيقظ فتخرج دون أن تتذكره بكلمة ؟!
لا تعلم دارين أن قمر هى مَن تضع الحواجز .. ولا يعلم ماهية هذه الحواجز تحديدا !!.
أين إذن تلك الفرصة التى يمكن أن يخبرها فيها بحبه ؟!.. وإن أخبرها .. يا لهول ما ستفعله به ..
ابنة عمه ويحفظها عن ظهر قلب .. ستستغل كل لحظة لتهن كبريائه وتذكره بتأثيرها عليه وضعفه تجاهها..
ويا لضعف الرجال حين يعشقون
يتألمون .. يتمزقون .. ولا يتكلمون
وكيف الكلام والكبرياء غالٍ كمنطقة محذورة الدخول ؟!!
المعاناة أرحم وأرحم من نظرة تكبر فى عين أنثى تمس المحذور
انفعل مجددا بأفكاره المتخبطة فالتفت إليها متسائلا بحنق :

" لماذا لم تذهبي بالسيارة ؟ "

نفخت قمر وهى تكرر بنزق :

" قلت لك ذهبت لأتمشى ... أتمشى ... هل أطلب من العم فتحى أن يمشي بجانبي بالسيارة خطوة بخطوة مثلا ؟! "

تقبضت يد حمزة سائلا بنفاذ صبر :

" وهاتفكِ ؟ "

هزت قمر كتفها قائلة بلا مبالاة :

" انتهى شحنه "

كز حمزة على أسنانه بقوة محاولا تمالك أعصابه .. يمنع نفسه عن إرتكاب أى حماقة ستودي بهما معا إلى عواقب وخيمة .
اقترب منها خطوة فغريزيا ابتعدت خطوة بتوجس ليسألها بهدوء مخيف :

" لماذا لم تخبريني أنكِ ستخرجين ؟ "

احتدت نظرات قمر من السلطة التى زادت ويمارسها عليها الآن فقالت بتمرد :

" لم اعتد أن أخبر أحدا إلا أمى "

فصاح حمزة بقسوة :

" وكذبتِ عليها ... دوما تكذبين دوما ... أم تظنيننى صدقت خدعة التسوق ؟ .... لقد تغاضيت يومها بمزاجي ولكن الآن خطواتكِ كلها محسوبة عليكِ ... كل خطوة من حقي أن أعلم إلى أين "

حدقت قمر به بنظرة متفاجئة ثم ماتت نظراتها بإحساس الذنب ثم عادت بإصرار أقوى..
ثم قالت بجمود شديد :

" أنا لست كاذبة ... لقد غيّرت رأيي حين خرجت "

تجاوزته خطوات قليلة ثم توقفت .. عاد إحساسها بإختبائها فى الظلام
مزقتها إهانته لها غضبا وغلا
شُحِن صدرها بغيرة قديمة منه ومن أخته فملأت نفسها حقدا عليه
هل يجرؤ أن ينعت دارين بالكاذبة ؟! ...
استدارت بأنفاس قصيرة حادة وقالت بنبرة قاسية فى صرامتها :

" المرة الأخيرة التى أسمح لك فيها بمخاطبتي بهذه اللهجة ... اسمع يا ابن عمي ... أنا لا أخاف ولا أهتم بأحد .. ولا أحد يجبرني على ما لا أريد .. لا تظن للحظة أني ضعيفة أو أنك ستتزوجني رغما عني ... ولكنني لآخر لحظة أحترم أبي وعمي ... ولكن إن لزم الأمر بإمكاني أن أبيع الجميع لو جاء أحد على كرامتي "

استدار حمزة إليها بوجها بعيدا تماما عن الغضب .. ضاعت نظرته المخيفة وتبددت القسوة خلف طيات خيبة الأمل..
تلمح شيئا من الإزدراء فى عينيه .. شيئا أهانها أكثر من كلماته
للحظة شعرت أنه يتباعد للغاية .. يتباعد .. يتباعد
وقلبها يدق .. يدق ..
العيون تتجمد عند نظرات تقطع كل جسور التواصل الخفية
تحركت أصابع حمزة ببطء قاتل فأمسك بالحلقة الفضية التى تحمل اسمها فى بنصره الأيمن وظلت أصابعه مترددة عليها ..
لا تزال عينيه تحارب لتبتعد عن وجهها وعينيها ..
وآآهٍ من نظرة عينيها ..
آآهٍ من قسوة عينيها ...
انخفضت عيناها فظلت على يديه طويلا
شعرت بأنه يمسك قلبها بداخل أضلعها بقبضته ويضغط عليه فأوجعها بشدة .
ها قد اقترب هدفها وستتخلص منه لنهاية عمرها
الخوف .. الخوف مجددا .. ولكن هذه المرة يسحب روحها رعبا
كيانها كله يصرخ .. لمَ كل هذا الخوف ؟ ... لمَ ؟
ارتجف جسدها حين تحركت أصابعه .. ألما غير محتمل .. ألما يذبح صدرها فينزف وجعا ..
ضغط حمزة على الحلقة فى إصبعه كمَن يقاوم شيئا بكل ما يحمل من قوة
ينظر لنظرة عينيها على يديه فينقبض قلبه خوفا من نتائج ما يفكر به
تذبحه بقسوتها .. تذبحه بألمها .. فى كل الأحوال تذبحه فينزف وجعا أكثر منها بكثير ..
ليس قمر .. يهون كل شئ .. ولا تهون قمر مهما فعلت
عادت يديه ببطء إلى جانبيه فرآها ترمش كمَن عاد سالما من قلب الفزع
استدار بدون كلمة ليخرج من البوابة ولكنه التفت ينظر إليها من فوق كتفه وقد لمعت عيناه بغرابة فقال بنبرة ميتة :

" اعلم أنكِ قد تبيعين أي أحد .... وللأسف نقطة ضعفي الوحيدة أني شارٍ لكِ "

الآن فقط عرفت .. كيف تذبح الكلمات ؟.





.........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 09:58 PM   #254

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

تجاوزت الشمس نهاية البحر .. فذاب القرص الذهبي فى الأمواج الفيروزية الحانية .
تاركة حمرة خفيفة فى حضن السماء تملأ الأجواء بدفءٍ طفيف قبل أن يسدل الليل أستاره وتعلن الرياح الباردة هبوبها بلطف .
وها هو بعيدا عند تلك النقطة .. عند تلك الحمرة..
يحاول الولوج لدفئها قبل أن يختطفه الظلام وتكتنفه البرودة ولكن هيهات ..
لابد لليل أن يأتِ ..
ولكن لماذا أصبح يغفل دوما سحر الليل وشجنه ؟!
لماذا يغفل دوما أن الليل يأتي ليأتِ بعده نهارا تشرق فيه شمس الحياة بآمال مزهرة للقلوب ؟!
ربما بسبب ما عاناه فى سنواته الأخيرة .. ربما بسبب بداية النهاية التى شهدها خطوة بخطوة بعينيه ..
لتأتِ النهاية أخيرا ... راحة .... وعذاب
هنا أمام البحر الذى تعشقه ..
يقف مستندا على سيارته السوداء الضخمة مختفيا خلفها مراقبا الأمواج بحركتها الرتيبة و المتجددة فى نفس الوقت ..
غريب أمرها تلك الأمواج .. برغم حركتها التى تتكرر بنفس الشكل إلا أننا لا نمل النظر إليها ..
وكل نظرة تمنحنا شعورا مختلفا ... وشرودا جديدا .. هنا أمام البحر يقف ...
.. وعلى بعد أمتار يرقد جسدها تحت التراب
اختار مقبرتها هنا فى مقابر قريبة من البحر
يدرك أن هذا لن يشكل فارقا معها حيث روحها الآن ... ولكن يشكل فارقا معه هو حين يزورها فيخرج ليجد البحر على بعد خطوات منه .
يأتى ليقف .. يتذكر.. ويتذكر
تلمع عيناه كماستين بلونهما الأسود القاتم بدموعٍ حبيسة .. ولن تُذرَف .
لأنها تجمدت !
أصبحت جزءا لا يتجزأ من عينيه الحادتين الثاقبتين
عيناه ذات الغلالة الشفافة المحيطة بالماس الأسود .. هكذا أصبحت
وهكذا ستظل .. وهكذا يريدها !
المقابر اليوم شعرها قابضة أكثر من كل مرة يأتى إلى هنا
على قبرها وضع الوردة البيضاء رقم ' خمس وعشرين '
منذ سنتين وشهرا يضع على قبرها ورود بيضاء كلما زارها كل شهر ..
كان من المفترض ان تكون الوردة رقم ' خمسين '!!
لولا سنتين قضاهم حزنا وغضبا خلف قضبان باردة شقت روحه قبل جسده .
اليوم وضع الوردة خمسة وعشرين وسط باقى الورود الذابلة ..
يذبل سريعا الورد البلدي .. لكن أوراقه الجافة لها جمال آخر ... جمال الذكرى ..
قبرها الوحيد المزين بالورود وسط كل القبور المحيطة به رغم رقي المقابر فى هذه المنطقة ..
مقابر راقية !
هل فكر يوما فى أن يبحث عن مقابر راقية سوى بعد أن عرف أنها ... ؟!
يدرك أيضا أن رقيها لن يشكل فارقا معها هى بل معه هو ...
ليثبت أنه أكرمها فى حياتها وبعد مماتها
قرأ الفاتحة وهمس بدعاء طويل بتلك الرهبة التى يشعرها دوما فى المكان
ثم خرج ليقف أمام البحر كعادته
يتذكر ليلاه ولياليها
وأهم ليلة .. ليلة الحلم
ثم ليلة زفافه ...


" " أرجوك اخرج قليلا رائد ... سأبدل ملابسي فقط
" تبدلين ملابسكِ بنفسكِ وأنا موجود ؟! ... أنتِ تخطئين بحقي فى أول ليلة زواج ... طوال الزفاف وأنا أحلم باللحظة التى سأنزع عنكِ هذا الفستان بيدي ... وها قد جاءت "
" " مستحيل ... لن تفعل
" سأفعل "
" " رائد لا تقترب أكثر .... أقسم أني ....
" أقسم أنا أني سأفعل "


كانت خجولة بدرجة لم يرها من قبل ..
دوما كانت تتحاشى النظر فى عينيه مباشرة وكأنها لآخر لحظة لم تصدق أنها تزوجت من ' رائد زهران '.
فقط مرات قليلة ربما تُعَد على أصابعه وجد منها جرأة لتبادره وهى تنظر فى عينيه تماما .
ووقتها كان يفقد سيطرته لأبعد حد معها .. مستغلا تلك المبادرة بجموحٍ عاصف .
فهى فرصة لا تأتي كل يوم
ورغم مبادرتها إلا أنها كالعادة كانت ترفض أن يلمسها فى النور .. بيدها كانت تغلق أضواء غرفة نومهما خجلا .
لا يعلم لمَ أتى ليزرها اليوم بيد أن موعده بعد عدة أيام ؟! ...
فقط طاوع رغبته فى القدوم ... فجاء
منذ قليل واكتست السماء بظلام الليل وهو غارق فى بحر الشرود الليلى ..
متضايقا .. مختنقا .. ربما لهذا جاء
هبة نسيم باردة حملت بعض الأتربة مرت ضاربة وجوه المارة فأغمض رائد عينيه عفويا .
وإذ بفستانٍ أسود رآه أمس فقط .... يراوده مجددا .




........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 10:03 PM   #255

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

كانت تقف وسط الأمواج الساحلية على الشاطئ أمام ناظريه .. تحرك قدميها فى المياه ضاربة الأمواج بلا إكتراث .
شعرها الأسود الطويل يتطاير خلفها لامعا تحت آشعة الشمس .. دوما رأى شعرها هى وأختها أكثر ما يميزهما .. لأنه لم يكن ينظر لوجهيهما سوى نظرة الأخ لأخته !.
حتى جسدها بدا له ضئيلا فى بنطالها القصير وقميصها الهفهاف بالمقارنة مع الفتيات التى عرفها فى الجامعة وبعد أن انتهى من الدراسة .
بل هو لم يدقق النظر فى جسدها من الأساس .. وكيف يفعل وهى مثل أخته تماما ؟! .
ينظر إليها من مكانه على الرمال بين كل فينة وأخرى مطمئنا أنها أمام عينيه .. فهى أمانة !!.
تعلقت عيناه على الجانب الآخر بفتاة شقراء في ثوب سباحة مثير عرف فورا أنها أجنبية فارتسمت على شفتيه إبتسامة عابثة واشتعلت عيناه الخضراء بلهبهما الساحر ..
كاد يتقدم خطوة ذاهبا إليها حين عادت عيناه تطمئن على الأمانة !..
إنقبض قلبه بشدة حين لم يرها وعيناه تتسع وتدور بسرعة باحثا عنها .. ثم لم تلبث أن عادت لنفس المكان الذى كانت تتلاعب بأمواجه ليقترب ركضا من ذلك المكان فتتعمق نظراته وهو ينظر للبحر .
ثم تتسع بشدة وهو يلمحها بعيدا قليلا ترفع ذراعها وتحاول إخراج رأسها من الماء وعلى ما يبدو أنها تشهق مقاومة الغرق .
لم ينتظر أكثر من ثانية واحدة ليركض نحو البحر فيلقي نفسه بين أمواجه سابحا بقوة حتى وصل إليها ليرفعها إلى أعلى فتشهق طلبا للهواء ثم انغلقت عيناها .
أحاطها بذراعه سابحا بذراعٍ واحد حتى خرجا من البحر ومددها على رمال الشاطئ يضغط بكفيه على صدرها بقوة حتى سعلت بشدة والمياه المالحة تخرج من فمها ففتحت عينيها للحظة ثم عاودت إغلاقها .
ظل يناديها ولكنها لم تستجب للنداء فحملها بسرعة متجها نحو الفندق القريب الذي يقيمون فيه فترة المصيف فطلب الطبيب وصعد بها إلى غرفته هو حتى تعود أخته وأختها من التسوق فتعود لغرفتها .
دخل الغرفة ووضعها برفق على الفراش وجلس جوارها يناديها بقلق واضح .. قلق الأخ !.
يجب أن تكون بخير فلماذا هى فاقدة للوعي هكذا ؟! .. نهض ليحضر زجاجة عطره وعاد يجلس جوارها ، وضع القليل من العطر على يده وقربها من أنفها فتململت بألم لا يعلم سببه ! .. ولكنه ربت على خدها برفق وهو يناديها مجددا .
لحظات قليلة ثم وجدها تفتح عينيها السوداوين ببطء فتنظر له بنظرة غريبة ..
ليجد يدها ترتفع بإنهاك فتمرر ظاهر أصابعها على يده التى لا زالت على خدها هامسة اسمه بضعف شديد :
" حمزة "
إرتجافة غريبة قوية صعقت جسده فجأة فخفق قلبه بنغزات راعدة ...
ثم عاودت عيناها الإنغلاق مع إرتخاء يدها على صدرها .. ثم استكانت وانتظمت أنفاسها ليعلم أنها نائمة ..
ببطء شديد سحب يده من وجنتها بقلق من نوع آخر تماما ..
ظل يحدق فى وجهها الهادئ دقائق طويلة بنظرة أخرى تماما وكأنه يراه لأول مرة ...
قمر ذات السبعة عشر عاما .. العنيدة المشاكسة .. صاحبة النظرات الغاضبة القوية ...
أخته !!
أخته كشمس ودارين !!
إذاً ما هذا الذى يشعر به الآن ؟!
إبتلع ريقه بصعوبة وهو ينهض ببطء من جوارها فيتذكر همستها باسمه .. كأجمل ما سمع اسمه ...
نظرتها اللحظية الغريبة .. الضعيفة .. فيراها هو منتهى الإغواء ...
لمستها ليده .. اللا واعية .. كأنعم لمسة شعر بها بحياته ...
إنسابت عيناه على جسدها بملابسها المبتلة فعقد حاجبيه بشدة وهو يراها ملتصقة بجسدها مظهرة ما تحتها باللون الأسود ...
لأول مرة يلاحظ أن قمر ليست ضئيلة .. قمر رشيقة ..
جسدها كغصن ملتف بإغراء مهلك ...
نعم .. غصن .. يزينه شعرها حالك السواد كالعقيق الأسود ..
غصن العقيق ...
اتسعت عيناه بصدمة مدركا خطورة المنحنى الذي مالت به أفكاره فالتف حول السرير ليطوى عليها طرف المفرش فيغطيها عن عينيه ..
ربااااه ... عن عينيه هو !!
إنها قمر ... ابنة عمه ... و....أخـ....
لا ... أبدا ليست أخته
اتجه نحو الباب ليخرج بسرعة ولكن التفت لينظر نظرة أخرى لوجهها فتتلوى أحشاؤه بإضطراب مقلق ..
ثم خرج بشعور رهيب بالذنب من تلك النظرات التى اختلسها إلى جسدها ...
اتصل بدارين يخبرها ما حدث بإقتضاب لتعود هى وشمس من التسوق خاصة أن والده أخذ والدته ليتجولا فى القرية السياحية قليلا ...
ولا زال شعور الذنب يضايقه بشدة ..
لقد خان أمانة عمه !


فتح حمزة عينيه في سيارته الحمراء متنهدا بعمق ثم مسح على وجهه بكفه متذكرا ذلك اليوم الذى غير مشاعره تماما نحو قمر .
تلك الرحلة التى دعا فيها والده شمس وقمر ليقضيا المصيف معهما ووافق عمه على مضض بعد أن أدرك ميل ابنتيه للذهاب خاصة وأنهما لا يذهبا إلى رحلات ولا مصيف نهائيا .
مرر يده على شعره بإرهاق ثم أسندها على المقود مجددا .. منذ أن خرج من منزل عمه وهو يدور بسيارته بتهور حتى توقف على طريق البحر الذى ادعت أنها كانت تتمشى عليه ..
يعرف أنها كاذبة .. لكن ايضا يثق بها مهما فعلت ! .. وما حدث سابقا لم يزعزع ثقته بقدر ما ألهب غيرته .
فلتذهب أينما أرادت .. هو يثق بها ..
لكنه يخاف عليها .. يغار عليها .. بجنون .. بتملك .. ولا سيطرة له على هذا ..
كلما تصور كمية النظرات التى لاحقت شعرها الأحمر المجنون وغصنها الملتف وهى وحدها – تتمشى – يجن جنونه ...
فرد كفه أمامه لينظر للحلقة الفضية فى إصبعه .. ارتداها بالأمس فقط .. ولكن قمر تقيده منذ سنوات ..
منذ ذلك اليوم تحديدا وقد تغير كل شئ .. لا يعرف إلى الآن ما الذى حدث فجأة بعد تلك النظرة الجديدة التى رآها بها ؟!.
بل من أين جاءت تلك النظرة الجديدة من الأساس ؟! .. لا يعلم ..
ولا يريد أن يعلم الآن .. كل ما يهمه هو أنه يستعذب كل ما جمعه بها منذ ذلك اليوم وحتى الآن .. حتى شجاراتهما معا .
منذ ذلك اليوم الذى أصبح بعده يراقبها بنظرة غريبة .. يلاحظ شرودها .. عبوسها .. نبرتها المحتدة فى الكلام دوما .
توهانها .. وآآه من نظرة التوهان التى تلقيها عليه منذ كانت صغيرة .
تتوه منه فيتوه فيها ...
يسحره شعرها بلونه الأسود حين كان يطير بعيدا مع نسمات الهواء ..
ليلهب جنونه ذلك الشعر الأحمر الآن .
يغويه جسدها – الرشيق – بعيدا تماما عن ضآلته السابقة حين تمشي فيشعر أنها تخطو على قلبه ليهتز فى أضلعه .
دوما أحب مراقبة خطواتها .. ليست إغراءا بقدر ما كانت تثيره بطريقة أخرى ..
لديها مشية مميزة بها .. مشية أحبها بعيدا عن اى رغبة ...
مشية مضبوطة بقوامها الفارع وكبريائها المغرور ...
بعدها أصبح يتجنبها وكأنه يخشاها .. يخشى التورط فيها ..
فكلما نظر إليها يضج قلبه بجنون .. وكلما نظرت إليه بعينيها ارتعد جسده بطريقة تزعجه .. وتثيره ..
سافر ... سهر ... صاحب ...
ولكن ابدا لم تدعه همستها او لمستها لحاله ..
هو ابن الخامسة والعشرين – الخبير – توقعه فتاة نارية بنظرات مغوية ذات سبعة عشر عاما .
لتتولد مشاعر تكتنفه فى غربته القصيرة فتحتل كيانه وهو يتذكر مواقفهما العادية حين كان يراها – أخته – بنظرة جديدة وروح قمرية .


حتى جاء بعد ستة أشهر متأكدا من مشاعره لوالده قائلا بجدية :
" أبي ... أريد أن أخطب قمر "
لن ينس نظرة والده المندهشة وهو يرفع رأسه عن أوراق العمل ثم سأله بتعجب :
" لماذا ؟! "
عقد حمزة حاجبيه وهو يرد بسؤال مستغربا :
" لماذا ماذا ؟! "
تلاشت دهشة كامل ليسأله مجددا بتأن :
" لماذا تريد خطبة قمر ؟! ... ومتى خطرت الفكرة فى بالك من الأساس ؟! "
ودون تردد وبحزم حمزة أجابه بنظرات قوية :
" لا يهم متى .. المهم أني أريد خطبتها "
ظهرت إبتسامة خفيفة على وجه كامل متسائلا :
" لماذا هى تحديدا ؟! .. أنت لم تلمح لهذا من قبل ... ما الذى حدث فجأة ؟! "
جلس حمزة على الكرسى أمام مكتب والده قائلا بتوتر :
" ما الداعي لكل هذه الأسئلة أبي ؟! ... أريد خطبة ابنة عمي .. ما الغريب فى هذا ... ألست موافقا ؟ "
اتسعت إبتسامة كامل فاستند بظهره لكرسيه خلف مكتبه مجيبا بحذر :
" موافق يا حمزة ... لن تجد أفضل من قمر ... لكن ... "
تصاعد توتر حمزة سائلا بقلق يحث والده على الكلام :
" لكن ماذا ؟! "
ظل كامل صامتا يرقب حمزة بتسلية وهو ينتظر كلامه بنفاذ صبر ثم تكلم بجدية :
" لكن أنا لا اعلم حقا سبب طلبك المفاجئ هذا .... أنا أعلم أنك شاب مميز كما ربيتك أنت وأختك ... لكن أعرف ايضا أن لك علاقات عابرة ... وأخشى أن تكون اخترت قمر تحديدا لأنها ... مضمونة "
عقد حمزة حاجبيه مكررا بإستغراب :
" مضمونة ! "
رد عليه كامل موضحا وكأنه يزرع كلماته بولده :
" نعم ... أحيانا من كثرة علاقاتنا فى فترة الشباب نفقد الثقة فى الفتيات فنتجه لأكثر مَن نحن على دراية بهم ... ربما فكرت فى الإستقرار ووجدت أن قمر مناسبة لأننا نعرف تربيتها وأخلاقها ... وأخاف عليك من هكذا قرار ... انت تريد الزواج ... والزواج لا يُبنَى على مجرد تناسب "
أطرق حمزة قليلا ثم رفع رأسه قائلا :
" وإن قلت أني .... أحبها "
رفع كامل أحد حاجبيه ثم عاد بنظره إلى الأوراق أمامه قائلا :
" اذهب واتصل بعمك وأخبره أننا نريد زيارته اليوم مساءا "


انتبه حمزة من شروده على صوت هاتفه فالتقطه ليجد اسم فؤاد على الشاشة ففتح الخط ليأته صوت فؤاد عابثا كالعادة :

" ألم أقل أن تأتِ الليلة لنحتفل بخطبتك ؟! .... سنحتفل بأول مَن وقع فى الفخ "

تأفف حمزة بضجر وهو يرجع رأسه على ظهر المقعد قائلا بضيق :

" لا أريد فؤاد ... مزاجي ليس رائقا "

رد فؤاد بمكر :

" ليس رائقا ... منذ الآن .... أنت مَن أحضرته لنفسك ... لا أحلى من حياة العزوبية والقطع الأجنبية "

أغمض حمزة عينيه بتعب ولم يرد فتابع فؤاد بخبث :

" تعال وسيعتدل مزاجك ... أنا وتيم بإنتظارك ... لا تتأخر "

أغلق فؤاد الخط ليظل حمزة ناظرا للسماء المظلمة قليلا ...
وسط الظلمة يلفت نظره نجمة لامعة بعيدة .. تراءى له وجه قمر بعد قولها لما قالته اليوم ..
فتتقبض يداه متذكرا قسوة نظرتها وجمود ملامحها
مثلما لا يعرف ماذا حدث فجأة ليجد نفسه يحبها هكذا ... لا يعرف أيضا ماذا حدث لها بعد موافقتها عليه منذ سنوات ؟!..
فجأة تبدلت .. تغير كل شئ وزادت نبرتها حدة ... ربما بعد ....
نفخ حمزة بضيق ليدير السيارة راغبا فى تناسي كل ما حدث .. واتجه حيث ينتظره فؤاد وتيم .



........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 10:09 PM   #256

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

بعد عدة أيام

برقت أضواء الكاميرا كما برقت عيون المصور خلف تلك العدسة الخادعة إعجابا بتلك الحمراء الطفولية المجنونة ..
هكذا رآها مصورها .. وجه طفلة وجسد إمرأة ذات شعر مجنون .. تفنن فى صورها كمَن يراهن على مغامرة مثيرة ..
ملابسها هى اختارتها بما يتناسب معها .. وقفتها هى مَن حددتها بغرور أنثى متمردة ..
لم تجعله يملي عليها أمرا واحدا ..
وهو تركها تلبس كما تحب .. تقف كما تحب .. تبتسم كما تحب ..
ولكن تنظر كما يحب ..
كانت أوامره الوحيدة لها تخص نظراتها كما قال له أكمل ..
نظرة ثقة ..
نظرة غرور ..
نظرة جرأة ..
نظرة حزن ...
ونظرة إغواء بجدارة ...
يثق بإختيارات أكمل كثيرا .. ربما هو - ينظر- لتفاصيل الأنثى التى أمامه فيصورها حسبما يرى ..
لكن يعرف أن أكمل – يشعر – بتفاصيل الأنثى التى أمامه فيخبره كيف يجب أن تُصوَر .
وغالبا يستمع لكلامه لأنه أكثر صوابا رغم خبرته الطويلة وشهرته كمصور محترف .
واليوم أكمل نبهه قبل التصوير بجدية واثقة :

" " ركز على نظراتها ... أريد عينيها

وقف أكمل يراقبها بجدية ولكن عينيه توهجت بشغف .. قبل أن تدخل جلسة التصوير كانت عيناها تبدي قسوة ممتزجة بجمودها الغريب.
لكن ما أن سطعت أضواء الكاميرا حتى تحولت قمر لكتلة ثقة .. ثقة تصل لحد الغرور القاسي .. والمثير.
يجذبه الغرور كثيرا .. الأنثى المغرورة أكثر صعوبة ..
وهو اعتاد حياته كلها بالصعوبات لذلك لا يستلذ بالسهل ..
الأنثى المغرورة تصبح شهية أكثر حين توقعها عيون ' أكمل الفايد ' ...
ولكن أيا كان ما سيحدث .. فإن علاقته بقمر علاقة مهنية بحتة .
بعد وقت طويل مرهق لكن ممتع .. انتهت جلسة التصوير فبدلت قمر ملابسها ثم اتجهت نحو أكمل بثقة متسائلة :

" ما رأيك ؟ "

وضع أكمل يديه فى جيبيه وسار معها باتجاه باب غرفة التصوير الواسعة قائلا بإيجاز :

" سننتظر الصور "

عبست قمر قليلا وتسائلت بغير رضا :

" " أهذا رأى ؟!

توقف أكمل فتوقفت خطواتها ثم استدار ناظرا إليها قائلا بنبرة عميقة :

" كوني واثقة مما تفعلينه ... لا تسألي احدا عن رأيه .. ولا تهتمي لرأي احد "

ضيقت قمر عينيها قائلة بحيرة :

" لا أصدق إنك أنت مَن يقول هذا ... ظننت أنك ستقول لي تعلمي من أهل الخبرة ... خذي النصيحة من الكبار فى المجال "

ارتفع ذقن أكمل تلقائيا وقال بثقة :

" تعلمي من أهل الخبرة .. لكن لا تظهري ذلك ... وخذي النصيحة ... لكن لا تطلبينها "

لسبب ما كانت كلمات أكمل تترسخ فى أعماقها فتملأها ثقةً أكبر ..
تشعره يفهمها إلى حد ما .. وبطريقة ما ..
تتعجب من كلامه إليها وحضوره اليوم وكأنه يعرفها منذ وقت طويل وهى مجرد عابرة في حياته .
عادت تسير بجواره وسألته بإهتمام :

" " لماذا أردت حضور جلسة التصوير ؟!

ظل أكمل يسير ثم رد بعد لحظات :

" أردت أن أحضر هذه الجلسة شخصيا "

توقفت قمر هذه المرة ونظرت إليه متسائلة :

" " لمَ ؟!

لكن أكمل لم يتوقف بل ظل بخطواته المتمهلة وهو يجيبها :

" " ستعرفين إجابات أسئلتكِ في الوقت المناسب

فهمت أنه قصد كل أسئلتها التى كانت والتى ستكون لذلك فضلت الصمت حتى خرجا تماما.
فالتفت أكمل إليها قائلا بمهنية :

" بعد الإطلاع على الصور أمل ستخبركِ بموعد بدء تدريبكِ واستكمال باقي البيانات ووقتها سيكون عقدكِ جاهزا ... الصور إجراء شكلي لا أكثر حتى يرها حسان .. فأنا قد قررت أنكِ ستكونين معنا فى هذا العرض "

اومأت قمر برأسها وقد شعرت به جديا للغاية .. اليوم .. وذلك اليوم فى مكتبه أيضا .. كان شديد الجدية بعكس مقابلته وكلامه معها فى النادي.
لكن نظراته تظل كما هى أينما ذهب ..
عيناه الزرقاوان تلمع وتتوهج وتتجمد .. وكأنها في وادٍ وصاحبها في وادٍ آخر .
ولكن بكل حالاتها تكون شديدة الجمال .. وبكل حالاته يظل أكمل شديد الجاذبية .
يبدو أن ' أكمل الفايد ' له وجوها عدة لم ترَ منها شيئا
قُطعت أفكارها حين وجدته يتجه لسيارته فيفتحها بجهاز التحكم الصغير قائلا بلباقة :

هيا اركبي سأوصلكِ ""

ابتسمت قمر بإمتنان وقالت بخفوت :

" لا شكرا ... سأسير قليلا على طريق البحر "

هز أكمل رأسه وفتح باب السيارة ثم وجدته يستند عليه بذراعيه ويبتسم إبتسامة ساحرة فجأة قائلا وهو ينظر لعينيها بوهج عينيه :

" انتبهي على بشرتكِ من الشمس .... لا أريد أن أراكِ المرة القادمة .... برونزية "

وبغمزة شقية من عينه الزرقاء كان يركب سيارته وينطلق بها
تاركا قمر تشيعه بجمود ... وخفقات قلب ... مجنونة .


سارت قمر قليلا حتى وصلت للرصيف العريض المطل على البحر فأخذت تسير بتثاقل ..
تتردد فى أذنيها مداعبة أكمل فيضطرب كيانها ..
كانت تقول عنه شديد الجدية لتفاجئ بوجها آخر سمرها مكانها بقلق غريب ...
عليها الانتباه أكثر ... أليست هى مَن نبهت نفسها قبلا ان التعامل معه يجب أن يكون بحذر شديد وإلا وجدت نفسها واقعة فى غرامه !.
ومَن تلك التى لا تغرم بذلك الكائن شديد الجاذبية ؟!
تذكرت منذ عدة أيام ذلك الكائن الآخر شديد الوسامة ' فؤاد رائع ' ! ، الذى كلمها فى حفل دارين ...
انجذبت له هو الآخر بصورة عجيبة ..
لماذا تتخبط مشاعرها هكذا من هذا لذاك لأى وسيم يمر عليها ؟!
ثم يأتى وجعها الغريب ...
حمزة !
نعم .. هو وجعٌ يحتل قلبها وعقلها وروحها .. حمزة لا يجذبها بهذه الصورة العشوائية.. حمزة يوجعها ! .
لا تعرف لماذا يؤلمها .. وبنفس الوقت يجمدها ؟!
معه تحتد وتتجمد مشاعرها .. يقسو قلبها متحولا لكتلة حجرية ..
وللغرابة تلك الكتلة الحجرية لا تسكن بثقلها فى صدرها خامدة ..
بل تظل تنغزها بوجع حتى يذهب حمزة من أمامها ثم تعود لطبيعتها .
منذ رحلة المصيف التى شاهدت فيها حياة حمزة عن كثب …
كانت عيناها دوما تختلس النظر لكل ما حولها من مناظر طبيعية تراها لأول مرة فى تلك القرية السياحية المبهرة دون أن تظهر إنبهارها أمام عائلة عمها .
ومما لاحظت أيضا كان نظرات الفتيات العربيات والأجنبيات إليه ...
والأسوأ كان نظراته إليهن .
نادرةٌ هى العيون الملونة فى محيطها .. لذلك دائما كانت تجذبها عينا حمزة وإلى الآن .
ونظرات عينيه إليهن كانت تشعلها بمعنى الكلمة .. غضبا وغيرة ...
غضبا من الأحمق الذى ينظر لسواها وهى وحدها مَن تستحق هذه النظرات بإعتبار أنها – الأجمل – !.
وغيرة منهن وهى تتمنى نفس النظرة توجه إليها هى .
ليست غيرة للحب .. ولكنها غيرة للغيرة .
حتى ذلك اليوم الذى أنقذها فيه من الغرق .
كانت تريد أن تعرف كيف يكون شعور السباحة فى الماء ؟! .
فهى وشمس تربيا - من المدرسة للبيت ومن البيت للمدرسة - .. لا رحلات .. لا نشاطات .. لا مهارات !.
لا يملكان أي شئ يمكنهما أن يقولا أنه يميزهما
حياتيهما مغلقة لأبعد الحدود .
لذلك فى تلك الرحلة التى وافق والدهما على ذهابهما إليها بأعجوبة أرادت أن تتعلم ولو شيئا واحدا.
كانت تقف على الشاطئ تتلاعب أصابع قدميها بالرمال المبتلة ثم قادتها خطواتها البطيئة نحو البحر .. تمشي ببطء فيغمر الماء قدميها ثم ساقيها .. صعودا وصعودا .. ثم لا تعلم بعدها كيف شعرت بالغرق ؟!
المياه غمرتها وكأنها ازدادت فجأة فأخذت تشهق بقوة محاولة إخراج رأسها من المياه .. حتى وجدت ذراعيه تنتشلها بقوة ثم غامت الدنيا .
لحظات قليلة فتحت بعدها عينيها وهى تسعل فيخرج الماء المالح من فمها .. ثم رأت وجهه أمامها .. قلقا .. ملهوفا ...
ولكنها خشيت سؤالا واحدا قادما لا محالة ...
' لماذا نزلتِ إلى البحر طالما لا تجيدين السباحة ؟! '
ويا لإحراج الإجابة .. ويا لعجز الخجل
سؤال – بسيط - للغاية جعلها تغمض عينيها – لتتظاهر - أنها فاقدة للوعي !!
حتى وجدته يحملها إلى الفندق لترى خلسة بطرف عينها أنها بغرفته .. على سريره .
غمرت أنفها رائحة عطره الذى كان يحاول إفاقتها به .. ثم شعرت بكفه يغطى خدها ويربت عليها برفق لتستيقظ .
لا تعلم ما الفكرة التى جالت برأسها حينها
سوى أنها شعرت برغبتها للمس يد رجل !!
فقط أرادت تجربة ذلك الشعور الصاعق حين تلمس يد أنثى يد رجل ..
ربما كان شعور مراهقة لكنها استجابت له بقوة .
فرفعت ظاهر أصابعها تمر بنعومة على ظاهر يده هامسة باسمه وهى تنظر له بضعف لتر تأثير لمستها عليه ثم أغمضت عينيها .
ولم تفتحها إلا عندما شعرت بدخول الطبيب الغرفة فتظاهرت بالإستيقاظ حتى لا تُكشَف .
ما تعجبت منه أنها لم تشعر بأي شئ حين لمست يده ! ... لقد ظنت وقتها أنها ميتة المشاعر .. لذلك حين قال عنها باردة الاحساس تضايقت من وصفه .
وبعد قليل كانت إجابتها على سؤال شمس والذى أخافها حرجا من قبل :

" كنت على الشاطئ وفجأة اشتدت الأمواج وانزلقت قدماىّ فسحبتني المياه للبحر "

دوما لديها إجاباتها – المعلبة – والتى تُصدَق بسذاجة فى غمرة الموقف .
بعدها بستة أشهر وجدت والدها يخبرها أن حمزة تقدم لخطبتها .
أول ما تذكرته كان نظراته الجريئة للفتيات التى حفظتها فى الرحلة .
ليدور فى خاطرها - فكرة - جعلتها تستشيط غيظا ...
حمزة أراد إمتلاك الفتاة – الخام – التى يعرف تربيتها المغلقة .. التى ستعامله بخضوعٍ تام ...
لتأتِ فكرة أخرى معاكسة تماما .. حمزة سيكون وسيلة – الإنطلاق – لها من حياتها الخامدة ...
سيكون – الحركة – الحيوية لمياهها الراكدة ...
وبين فكرة وأخرى ظلت تتبعثر من هنا إلى هنا وموافقة والدها جاءت بسرعة البرق .
ومَن أفضل من ' حمزة ' – زينة شباب العامرى - ؟!..
لذلك حسمت أمرها أن تتبع فكرتها الثانية وتوافق .. إلى حين فكرة – جديدة –
ولكن كل الأفكار طارت مع رياح الشتاء الراحلة يوم أن .....
وظلت فكرتها الأولى مترسخة بذهنها بقوة .. تطلق شرر القسوة بداخلها فتطلقها هى فى وجهه .
ما يجمعها بحمزة ليس حبا
ما يجمعها بحمزة ليس له مسمى – من ناحيتها –
فمن ناحيته هو تدرك قمر أن حمزة يريدها – إمتلاكا – ولا شيئا آخر – أبدا – .
فها هى الأيام مرت منذ رأت وجهه آخر مرة .. لا زيارات .. ولا مكالمات ...
السيد حمزة بدأ فى دور - التمنع - حتى تشعر بخطئها !
ولكن أبدا لن تجعل – سى السيد – يشعرها بذرة ذنب .. أو ندم .



.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 10:13 PM   #257

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

دخل رائد منزله بعد منتصف الليل .. قلبه منقبض بشعور اعتاده طويلا حتى تعود عليه .
جسده بارد حتى العظام من برودة الهواء على البحر
كبرودة روحه وقلبه المظلم .. الساكن .. الصامت .. الراكد ..
وكل ما يعنى حالة – الخمول – التى تحتل كيانه فتصل حد الإعياء
حتى وجهه قد ناله من – الذبول – ما أخفى وسامة ملامحه وجمال طابع الحسن على ذقنه .
المنزل أيضا فقد روحه المشرقة .. وكأن النهار غاب عنه ليبدو له دوما على هذه الحال من الصمت المهيب والظلام الخانق .
تخترق أضواء بسيطة ردهات المنزل والدرج .. فيبدو المنزل الراقى الفخم وكأنه – عتيق –
لقد أحبت ذوق المنزل فلم تغير منه شيئا .. هى فقط أضافت له حيوية وإشراقة نابعة من وجود – إمرأة - فى المنزل .
أضافت له لمسة أنثوية على – استحياء – كحيائها الغريب .
اتجه نحو الدرج بتثاقل ليُفتَح باب غرفة المكتب ويطل السيد زهران بوجه مكفهر آمرا بكلمة واحدة دخل بعدها المكتب :

" تعال "

أغمض رائد عينيه لحظة ثم فتحهما متنهدا بتعب .. ليس بقادر على الكلام الآن ، يود لو يقبل يد والده ليدعه هذه الليلة لحاله .
استدار متوجها للمكتب عازما على تأجيل أى حديث للغد حين بادره والده بسؤاله الجامد وهو يوليه ظهره :

" لماذا ذهبت إلى المقابر اليوم أيضا .. ألم تذهب منذ عدة أيام ؟ "

فتح رائد فمه للحظات قبل أن يسأل وهو بالكاد لا يصدق :

" " أنت تراقبني ؟

استدار زهران إليه هاتفا بحنق :

" " ولمَ لا ؟! .. طالما ابني الوحيد فقد عقله

فرد رائد كفيه بجانبه وهو يرد مبهوتا وغضبه يهدد بالتصاعد :

" لا أصدق ... ما الذى حدث لتفعل هذا ؟! "

أطبق زهران شفتيه بغضب ثم سأل بغيظ :

" هل نسيت أن اليوم كان موعد توقيع عقود التوكيل الذى سعينا لأشهر لأجله ؟ "

زاغت عينا رائد متذكرا ذلك الموعد المحدد منذ وقتٍ طويل فأطبق شفتيه ممتعضا من نفسه ليأته صوت والده محتدا :

" " بالطبع .. وكيف ستتذكر وقد كان لديك موعد مع ميتة ؟

نظر رائد إليه بحدة هاتفا بلا وعى :

" " أبي

اشتدت أعصاب السيد زهران ليضغط على الجرح مباشرة قائلا بحزم :

" بلا أبي بلا أمي .. متى ستفيق لنفسك وتعود كما كنت .. لقد نسيت أن لدي ابن .. أربع سنوات وأنت في دنيا غير الدنيا وكأن عقلك قد مُسِح .. تعيش مع أشباح ذكريات وصور قديمة .. ميتة "

احتدت أنفاس رائد وأظلمت عيناه فصارت أكثر سوادا وتقبضت يداه لتنفر عروقه تلقائيا فتتوحش ملامحه كـ - مسخ – لا يمت لعاشق بصلة .
ليضغط زهران أكثر مكررا :

" هل تسمعني ؟ ..... ميتة "

ميتة .. ميتة .. أشد الكلمات وقعا على قلبه ...
يؤمن تماما بالقضاء والقدر ولكن يظل الفراق صعبا .. والحزن حيا ...
غريبا حزنه .. يقولون أن الحزن يهون بمرور الوقت ..
لكن حزنه هو يزيد كلما مر الوقت
حزنه كالعمر ... كلما مرت عليه xxxxب الساعة .. يكبر ...
وأسبابه تكثر !!
إن كان حزن عليها كأى رجل يحزن على زوجته
فالآن يحزن على العمر الضائع .. والشباب الماضي .. والحياة الفاقدة للحياة .
فراق ليلى لم يعد السبب الوحيد للحزن
فراق ليلى كان وسيظل أول الأسباب .. ولكنه ليس الوحيد .
أغمض عينيه التي اتسعت بشراسة لحظات يتمالك أعصابه .. فكأنما يمسك قلبه بيده مانعا ثورته يخمد كل مشاعره ليتجمد تماما .
فتح عينيه فيرى والده سوادها القاتم ويسمع صوت رائد المتجمد :

" هل أنهيت كلامك ؟ .. أعتذر بشدة عن تخلفي لحضور إجتماع اليوم ... يمكنك خصمه من راتبي سيدي "
كز السيد زهران على أسنانه قائلا بنفاذ صبر :

" رائد لا تتحامق .. أنا بلغت آخر ما عندي من صبر .. أعصابي لم تعد تحتمل هذه الحياة الكئيبة التى تجبرنا على العيش فيها "

استدار رائد يولي والده ظهره ليهم بالمغادرة من هذا الحوار العقيم وهو يقول بلا مبالاة وقحة :

" انتهينا .. آسف مرة أخرى .. لن أنس أى مواعيد مجددا .. وإن كنت قد ضقت بالحياة معي لهذه الدرجة فسأتركها لك خضراء وأرحل "

استشاط زهران غضبا وعيناه تتسعان ذهولا من رد ولده فصاح بقوة :

" " ولد

توقف رائد مكانه واستدار نصف إستدارة يرمق والده ببرود ساخرا بالقول :

" ولد !! ... منذ بلغت العشرين من عمري وأنت توقفت عن مناداتي بولد ... واليوم وقد تجاوزت الثلاثة والثلاثين تقولها "

زفر زهران بإمتعاض وتوجه ناحية رائد فوقف قبالته قائلا بإصرار يعرفه رائد جيدا :

" اسمع .. هذا البيت الذى كان يضج بالحياة والألوان وحولته أنت لهذا السواد سأعيد إليه الحياة والألوان ثانيةً .... لذلك لا تتفاجئ من خطوتي القادمة وإياك أن تعترض "

قلقا خفيا ساور قلب رائد وهو يعرف تلك النظرة فى عينيّ والده فضيق عينيه متسائلا بتحدٍ :

" ماذا تقصد ؟ "

عاد السيد زهران لهدوئه فقال بتأنٍ مغيظ :

" أقصد أن الإجتماع تم تأجيله لحين عودة سيادتك لأن الملفات كانت معك "

تصاعد قلق رائد أكثر من تغيير والده للحديث خاصة وهو يعلم طبيعة والده المراوغة .
استدار السيد زهران ليغادر فأمسك رائد ذراعه ليكرر سؤاله :

ماذا تقصد ؟ " "

نظر زهران إلى يد رائد بإمتعاض ثم أزاحها عن ذراعه قائلا بهدوء يحرق الأعصاب متجاهلا سؤاله :

" ستخبرك سكرتيرتك بالموعد الجديد ... بعد إذنك سيد رائد ''

خطا خطوات خارج المكتب فوضع رائد يديه فى خصره متنهدا بعمق ثم خرج خلف والده ليقول بنبرة أرادها معتذرة :

أنا آسف " "

توقف السيد زهران عند أول درجة كان سيصعدها ليستند بيده على سور الدرج ويلتفت لرائد قائلا بنبرة شبه آسفة :

" آسف ! .. حتى هذه الكلمة لم تعد قادرا على قولها .. أصبحت وقحة ككل كلامك .. أنا مَن يأسف لأني تركتك عامين على هذه الحال ... تصبح على خير "

نظر أمامه مجددا ليصعد الدرج شاعرا بهموم كثيرة ملقاة على عاتقه
فى حين ارتمى رائد على أقرب كرسي له ومد ساقيه وهو يغوص فى المقعد الوثير وقد ثقل صدره وانقبض قلبه أكثر وأكثر .


..........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 10:19 PM   #258

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

تقلّب كامل بإنزعاج فى سريره جراء رنين الهاتف الذى لا يتوقف لذلك التقط هاتفه بضيق وفتح الخط ثم وضع الهاتف على أذنه وهو لا يزال فى دوامة النعاس .
وصله صوت مذعور يهتف بقلق عارم :

" كامل بك أدركنا .. لقد غرقت العبّارة .. غرقت الشحنة بأكملها "



بعدها بساعات قليلة

رن هاتف شاهندا برنة حمزة المميزة فاستدارت وهى تحاول فتح عينيها ثم نظرت بعينين نصف مغلقتين إلى الساعة على الجدار لتجدها بعد الفجر بقليل !.

توقف رنين الهاتف ولكنها كانت قد فتحت عينيها بإستغراب وأخذت نفسا عميقا مفكرة فى حال حمزة هذه الأيام .. ليس على طبيعته .. دوما واجم يفضل الانفراد بنفسه كثيرا .. وكلما سألته عن قمر أجابها بإقتضاب.

كانت قد أخذت الهاتف لتتصل به عندما عاود الهاتف رنينه مجددا فشعرت بخطبٍ ما .

اعتدلت جالسة على السرير تتأكد أنه رقم حمزة بالفعل ثم ترد بقلق :

" حمزة .. هل لا زلت بالخارج ؟ ... لقد قلت لى أنك ستعود بعد قليل عندما كلمتك "

جاءها صوت فؤاد مرتبكا على غير العادة :

" سيدة شاهندا أنا فؤاد ... عذرا أني أحدثكِ لأن السيد كامل لا يجيب .... حمزة ... حمزة فى المشفى "








انتهى 🌺🌺🌺


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 10:20 PM   #259

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 69 ( الأعضاء 12 والزوار 57)
‏sandynor, ‏rasha moner, ‏dmo, ‏Rasha kazem, ‏نوف كرسبي, ‏ليال الحنين, ‏ياسمينا شام, ‏فاطمة باشا, ‏yoyo helmy, ‏ليلي احمد as, ‏ام ادم منير, ‏همهماتى

💖💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-02-18, 10:29 PM   #260

امونتى المسكرة

? العضوٌ??? » 311411
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » امونتى المسكرة is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

امونتى المسكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.