آخر 10 مشاركات
[تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (الكاتـب : الحكم لله - )           »          1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1017-درب الفردوس شيرلي كمب - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-18, 05:06 PM   #321

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
الف شكر ليكى ياحبيبتى لاهتمامك بالرد على كل تعليق كتبته وبجد انا محظوظة انى عرفتك واتشرف بمتابعة محترفة زيك ان شاء الله
عارفة لما تبقي راجعة تعبانة وعايزة تنامي وملكيش نفس تتكلمي .. وفجأة حد يقولك كلمة تلاقيكي فرحتي وضحكتي وقمتي زي الحصان ... اهو ده اللي حصل بالظبط 😉😉

قبل دقيقة واحدة كنت عايزة انام ومش وقادرة ودلوقتي فرحانة جدا بكلامك ده 😍😍😍😍

ربنا ميحرمني من وجودك غاليتي ويرزقك كل السعادة وراحة البال 💖💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 03:37 AM   #322

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 01:37 PM   #323

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي



عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 09:20 PM   #324

sarah moha

? العضوٌ??? » 345076
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » sarah moha is on a distinguished road
افتراضي

المقدمه رائعه ومشوقه بالتوفيق حبيبتي مستنين الفصول علي احر من الجمر

sarah moha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 09:54 PM   #325

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل السابع يلا بينا 💃💃

مشعارفة ليه عندي احساس رهيب ان النور حيقطع 😂😂

الحاسة السادسة عندي مش جاية غير في المصايب 😂😂😂

النهارده التركيز على الأوصاف .. المنزلين .. سليمان وكامل .. نجوى .. جميعهم الإطار الذي يحاوط ابطالي وسيرافقنا لفترة طويلة

كما أن مشاعر أكمل بدأت بالظهور .. أكمل معجب لا محب وهناك فارق كبير

واروح بقا انزل الفصل وابطل رغي 😂😂

😘😘😘😘😘




التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 05-03-18 الساعة 10:28 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 09:56 PM   #326

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل السابع


ساعات قليلة بين المكالمة الكارثية ووجوده الآن فى الميناء ...
لقد كان كل شئ على ما يرام ... وفجأة انهارت الصفقة الجديدة
ضاع المال وسط أمواج البحر الهادئ الذي لن يجب تساؤلات
وقف كامل ينظر لكل ما حوله بضبابية .. يحاول تمالك أعصابه حتى جاء إليه أحد العمال بكرسي خشبي قديم ليرح قدميه قليلا .
بدا شديد التعب خاصة بعد ساعات القيادة الطويلة المرهقة لينتقل من محافظة إلى محافظة أخرى .
ولكن ' كامل العامرى ' لم يكن يجرحه التعب ... كان يجرحه – الفشل –
لكنه يدرك أن الأمر ليس بيده
استغفر الله بصوتٍ مسموع ثم مسح وجهه بكفه متنهدا وقال بتسليم :

" قدر الله وما شاء فعل "

ظل يراقب الحركة القائمة فى الميناء .. كل شئ بدا خانقا ومزدحما .. لا يعرف من أين أتى كل هؤلاء الرجال من الجهات المدنية والجنائية للبحث فيما حدث ؟!.
جاءه رئيس عماله الذي وكل إليه مهمة إستلام الشحنة ليخبره بكلمات مقتضبة ما سمعه من رجال الشرطة فأصغى كامل بإنتباه شديد ليقول بجدية :

" لم يكتشفوا أسبابه بعد .... ولكن كيف حدث ذلك الحريق ؟ ... لا توجد أي مواد قابلة للإشتعال فى الشحنة "

رد عليه رئيس العمال بصبر مغلف ببعض الإشفاق :

" ليس من الشحنة سيد كامل ... الحريق حدث فى المرآب ثم أحدث انفجارا فى الجانب الأيمن للطابق السفلي للسفينة وبعد ذلك استخدم طاقم السفينة كميات كبيرة من الماء لإطفاء جزء من الحريق الذي انتشر بالأعلى لمحاولة الهرب لذلك تجمع الماء بشكل كبير وأدى إلى ميل السفينة ثم غرقها "

أطرق كامل برأسه وشعور العجز يتسلل بين جنبات روحه المفعمة بالطاقة والحماس ثم سأل بصوتٍ خفيض جاهد كي لا يظهر إنكساره :

" المهم الطاقم كلهم بخير كما أخبرتني ؟ "

أجابه رئيس العمال ببعض التفاؤل :

" الحمد لله كلهم بخير لقد نجحوا فى الهرب على قارب النجاة "

تردد الرجل قليلا ثم عاد ليسأل :

" شركة التأمين ستغطي خسائر ما حدث أليس كذلك سيد كامل ؟ "

تشنجت ملامح كامل أكثر وهو يهز رأسه قائلا بمحاولة للتماسك :

" لا اعلم ... لا زالت التحقيقات قائمة ولا نعلم بماذا ستنتهي أو كم ستأخذ من الوقت ؟ "

استأذن منه رئيس العمال بأسف حيث لا يوجد كلام أكثر يقال وغادر ..
رفع كامل عينيه يراقب ما يحدث أمامه من حركة دؤوبة وقد غشيت نظراته – نظرة – نادرا ما تظهر فى عينيه ..
نظرة إنكسار واضحة .




.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 10:04 PM   #327

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

بعد يومين

دلفت قمر إلى مكتب ' أكمل الفايد ' بخطوات واثقة وهى تحمل ملف صورها بيديها تضمه إلي صدرها ..
هذه الفترة تشعر بإصرار قوي عاد يجري فى عروقها خاصة مع ابتعاد حمزة عن الصورة منذ آخر لقاء بينهما ..
يبدو أن كرامته لا زالت تنبض بألم كلماتها القاسية الأخيرة إليه
لكن وللغرابة هى لا تشعر بأي شئ حيال هذا الابتعاد .. لا يضايقها .. ولا يفرحها ..
وكأن الأمر لا يخصها ولا يعنيها من قريب أو بعيد !! ..

رفع أكمل رأسه ليقابلها بنظراته الداكنة المتوهجة كالعادة بينما ملامحه فى واديها الجاد ...
تنساب نظراته على فستانها الملون بخطوط عشوائية من تدرجات الأزرق فوق قميصها الأبيض طويل الأكمام .. ورغم احتشامها اليوم بفستانها الواصل لكاحليها إلا أنها بدت جميلة أكثر من اللازم خاصة مع ذلك الحزام الأبيض الذي يبرز دقة خصرها ..
عيناها المكحلتان لتتسعا أكثر .. وشفتاها بلون الرمان اللامع
تعجبه كثيرا حقا .. وما يتعجب له أنه يفكر بها وحده .. كيف لتلك الصغيرة ذات الاثنين والعشرين عاما أن تلقي بنفسها أمام سيارته لتحقق حلمها ؟!.
مجنونة .. ويعجبه جنونها .. جريئة .. ويجذبه جرأتها .. متهورة .. وبراءتها تأسر أي رجل .. إلا هو ..
هو يأسر .. لا يؤسر
لم يقابلها سوى أربع مرات ونجحت في لفت نظره لأبعد حد .. مميزة إذن ..
ولكنها تبقى .. مراوغة تجيد التلون .. وهذا أكثر ما يزعجه
ولكن تفكيره الآن في لقائهما الخامس يأخذ منحنيات أخرى .. من أين ظهرت له ' قمر العامرى ' ؟!.
فتاة صغيرة جميلة لا زالت تحمل طفولتها بين طيات أنوثتها .. وأنوثتها هذه تجذب .. رجولته .

تعلقت عيناها بعينيه وهى تتقدم نحو المكتب لتجلس أمامه مباشرة بلا استئذان وتمد له يدها بالملف قائلة :

" الصور "

ألقى أكمل نظرة عابرة على الملف ثم تراجع بجسده مسترخيا فى مقعده وهو يقول :

" رأيتها "

عبست قمر قليلا متسائلة بإهتمام :

" كيف ؟! "

شبح إبتسامة توهمت أنها رأتها قبل أن تختفي وهو يقول بثقته المربكة :

" طلبت نسخة لي "

رغما عنها يخفق قلبها بشعور مثير من نظراته الغامضة ومعنى كلامه المبطن ...
لي !! .... ماذا يقصد بـ - له - ؟! ..
تجاهلت مشاعرها الحمقاء المستفزة وسألته بنبرة قوية :

" حسنا ... إذاً ما الخطوة التالية ؟ "

ضاقت عيناه قليلا وهى تتركز عليها أكثر بينما يرد قاصدا شيئا محددا بعد لحظات صمت وترتها :

" ظننتكِ ستسألينني عن رأيي "

أخفضت بصرها لحظة ثم رفعته إليه بتوهج إصرارها قائلة بلا مبالاة لم تخل من الأدب :

" إن أردت قول رأيك فقل ... وإن لم ترد فلا بأس ... الأمر عائد إليك "

توهجت نظراته أكثر وهو يلاحظ أنها تعلمت درسه السابق لها
تتعلم .. ولكن لا تُظهِر ... تأخذ النصيحة .. ولكن لا تطلبها
تعجبه كثيرا ثقتها بنفسها رغم صغر سنها .. طريقتها فى الكلام معه بكل ثقة لكن بكل احترام ..
لا ترتبك .. ربما المرة السابقة فقط لم تكن على طبيعتها الوهاجة هذه .. لكن بعدها عادت وبقوة لذلك التحدي الذي لا ينضب فى عينيها ..
مرة أخرى تعود نظراته لعينيها .. يرى فيهما إختلافا غريبا رغم أنهما عاديتان .. سوداوان كمعظم الناس ...
لكن بهما براءة وتحدي يمتزجان ليخرج الناتج مغويا بإمتياز ...
ثم تقوده فكرة الإغواء لشفتيها .. فتنخفض عيناه تتركز على شفتها السفلى ..
شفتاها مميزتان .. ممتلئتان عرضيا بشق جذاب فى منتصف شفتها السفلى .
ابتلع ريقه وهو يسبل أهدابه مخفيا تأثره كرجل بهذا الشق المثير الذي اكتشفه فى الصور ليره الآن على الطبيعة ..
وقال بنبرة محايدة :

" الكاميرا أحبت وجهكِ "

ابتسمت قمر ببطء واثق آخذة ملاحظته ? أثمن – رأي – قد تحصل عليه ..
لا تعلم لماذا تثق به إلي هذه الدرجة وكأنها تعرفه منذ زمن .. بل لا تعلم من أين جاءت هذه الثقة التي تشعرها تجاهه ؟!..
ثقتها نابعة من حاجتها للوثوق في شخص ما .. أي شخص عدا مَن يحمل لقب العامرية ..
أي شخص يأخذ حلمها على محمل الجد .. يفتح لها أبوابا مغلقة في وجهها .. يخرج روحها إلي الهواء لتتنفس بعد إختناق ..
وليس أمامها سواه .. ' أكمل الفايد ' هو مصب ثقتها التي لا تدرك منبعها ..
اللعنة .. إنها تثق به أكثر مما تثق .. بحمزة !.
اختفت ابتسامتها قليلا وعادت تسأله بترقب :

'' الآن ماذا ؟ "

رفع أكمل عينيه إليها فتعود ملامحه لجديتها وهو يسأل سؤالا بعيدا :

" هل تدركين الصعوبات التي ستواجهينها في هذا المجال ؟ ''

أطرقت قليلا وهى تفكر أن أكثر الصعوبات ليست في العمل ..
الصعوبات مكمنها ذاتها .. تربيتها القاحلة ...
الصعوبات تتمثل فى عائلتها ..
والصعوبة الأكبر تتجسد فى .. حمزة
رفعت رأسها إليه وقد انتاب ملامحها لمحة قلق طفيفة وهى تجيبه بعزم :

" أيا ما كان خلف الستار الخفي لهذا المجال ... اعلم مَن أنا .... وما أريده حقا ... دعني أنفخ الرماد عن الجمر المشتعل تحته ليتوهج أمام أعين الناس ... دعني أحرك المياه الراكدة .... ربما لن تفهمني ... لكن يكفي أن أخبرك أني مستعدة لمواجهة أي شئ "

ردد كلماتها فى عقله مرة أخرى مستشعرا ذلك الخطب الغريب بها ...
يشعر أنها لا تصدق ما تقول .. تكذب على نفسها ولا تعرف ماذا تريد حقا ...
تتشبث فقط بحلم مثير بأظافرها بكل عناد .. لمجرد – العناد –
حتى لو كان حدسه صادقا ليستغل هو الفرصة ويستفيد منها ..
أخذ نفسا عميقا وهو يميل للأمام فيشبك أصابعه على المكتب ملقيا قنبلته بكل جدية :

" ستكونين نجمة العرض يا قمر .... نجمة فستان الزفاف "

للحظات طالت وهى جالسة ولم يبد على وجهها أي شئ .. تحدق به بلا إستيعاب ..
هل قال – نجمة – العرض ؟!!
اضطرب قلبها بسرعة دقاته واشتعل كيانها بشعلة ترقب مثيرة وهى تتسائل في خاطرها .. لكن .... كيف ؟! ..
وجدت صوتها ينساب بالسؤال بخفوت :

" لكن ... كيف وأنا مبتدئة ؟! "

نهض أكمل من خلف مكتبه واستدار يقف قبالتها واضعا يديه فى جيبي بنطاله الرمادي قائلا بعملية :

" أنا ارسلت صور العارضات لحسان وهو وافق عليها جميعها ولكن ظلت العارضة الأولى مجهولة .. حسان أراد وجها معروفا وربما مشهورا ليعطِ صدى أكبر للعرض "

شع الغرور من عينيه عفويا وهو يتابع بنبرة صوته الخاصة :

" لكن اسمي أنا الذي سيوضع على العرض "

ظلت صامتة رافعة رأسها تنظر إليه .. مأخوذة لا إراديا بهالة الجاذبية الغريبة حوله ..
فيما يضيف هو بثقة مغترة تليق به وبنبرة صوته بدرجة مهلكة :

" وكل ما يفعله أكمل الفايد .. لابد ان يكون مفاجئا .... له نكهة خاصة ومذاق فريد .. مثل مذاق جمالكِ أنتِ "

صمت لحظات راقب فيها وجهها بتمعن ...
تجلس محدقة به وربما تنتظر أن يقول أنه يمزح وأنها لن تنفع ..
ابتسم أخيرا ابتسامته الساحرة وهو يراها تكاد لا تصدق موضحا بما لا يقبل الجدل :

" العارضة الاولى لعرض حسان الورداني هذا العام ... ستكون مفاجأة أكمل الفايد للجميع .... ستكون قمر .... قمر العامرى "

زاغت نظرات قمر شاعرة بدقات قلبها الهادرة تعصف داخل صدرها لتهمس بداخلها ...

( لقد رآنى أكمل .... رأى قمر )

رفعت نظراتها إليه فتجده لا يزال محدقا بها بنظراته المتوهجة بطبيعتها فتكرر فى نفسها بتأكيد ...

( أكمل رأى قمر )

مصعوقة كانت تسيطر على كيانها فرحة طاغية تجاهد كي لا تظهر وإحساس الثقة بذاتها الذي يبثه بها يملأها نشوة ..
تلاشى ذلك الشعور الموحش بالفراغ الداخلي فشعرت أنها – ممتلئة –
ذلك الشعور المقيت الذي كان يشعرها دائما أنها مجرد – هواء – لا يراه أحد اختفى بلحظات .. بكلمات قالها أكمل منذ قليل ..
لم تستطع الجلوس أكثر فنهضت تتجه لنافذة مكتبه تنظر خلالها بابتسامة تعكس تحررها الداخلي ..
عيناها تبرقان بلمعة انتصار وأنفاسها تتعثر باضطراب جسدها
وقف أكمل خلفها يشعر بآشعتها القمرية وهى تشع منها إشعاعا
يقترب أكثر ليشعر بعطر شعرها يداعب أنفه فيرتخي جفناه قليلا .. وتنغلق يديه بداخل جيبيه ونظراته تطرق أسفل شعرها ..
حتى وجدها تستدير إليه تسأله بابتسامة غريبة :

" سأكون نجمة العرض حقا ؟! "

ابتسم قليلا وعيناه تُرفَع تطوف على ملامحها الهادئة ثم تضيق على شعرها بتركيز قائلا بخفوت :

" شعركِ لن يظل أحمر "

تحركت يده ببطء ليخرجها من جيبه وترتفع قليلا تمسك خصلة بين سبابتها ووسطاها يلمسها مدققا النظر بنعومتها هامسا :

" ساختار لونه بنفسي "

غافلة كانت عن نظرات عينيه ومعناها بدوار الفرحة التي تشعرها – بإنجاز – حياتها ..
امتدت أصابعها تمسك بخصلات شعرها - كطفلة - وابتسامتها تتسع فسألها أكمل بخفوت وهو ينظر لعينيها :

" هل تعرفين الآن لمَ أردت حضور جلسة تصويركِ شخصيا ؟ .... حتى اتأكد من اختياري "

هزت قمر رأسها بتشتت وهى تسحب خصلة شعرها – المنسية - بين إصبعيه وتبتلع ريقها الجاف بتوتر..
فانزل أكمل يده جواره وتابع يسألها بابتسامة لم تر في جاذبيتها :

" هل تعرفين لمَ اخترتكِ أنتِ لتكونِ نجمة العرض ؟ "

نظرت له بترقب بعينيها الواسعتين البريئتين وقد عجزت عن الكلام بفعل دقات قلب من نوع آخر ..
فتابع بصوته الأجش المغو مدققا فى عينيها :

" أحتاج عينيكِ .... أريد هذه النظرة بهما ... نظرة تلقينها على مَن أمامكِ بإغواء غير مقصود تجمع بين البراءة والتحدي .... براءة الطفلة .... وتحدي الأنثى ... وعندها يصل جمالكِ لدرجة تسلب العقول "

سكنت قمر تماما تحدق بملامحه شاعرة بانتقالها من – حالة – إلى – حالة – أخرى ..
حالة عصبية مقلقة تسمى – حمزة العامرى – إلى حالة جذابة براقة تسمى – أكمل الفايـد –..
حالة تحرق أعصابها .. إلى حالة تعزف بهدوء على أوتار مشاعرها ...
ارتفعت يد أكمل مجددا حتى وجهها وتوقفت .. ينتظر منها – تمنعا - ولم يجد ..
فكأنه أخذ – إشارته – الخضراء منها
عيناها في عينيه فيغرقها الموج الأزرق سالبا منها أي إرادة على مشاعرها ..
لامس ظاهر سبابته خدها لمسة خاطفة .. وحينها فقط أغمضت عينيها بارتجاف وانقلب كيانها وهى تشعر بأكمل يحكم قبضته حول مشاعرها كلها..
قبل أن تنتفض من سكونها أمامه على صوت هاتفها فتطلق أنفاسها المحبوسة ..
أنزل أكمل يده متنهدا بعبث فيما فتحت هى عينيها تنظر له بصدمة فتقابلها عيناه بابتسامة تحمل أكثر من معنى ..
تحركت باتجاه المكتب فتخرج هاتفها من حقيبتها وترد بارتباك :

" نعم شمس "

ظلت تستمع قليلا وأكمل يرى ارتعاش جسدها الواضح ارتباكه فابتسم ابتسامة جانبية صغيرة واعيا لتأثيره عليها ..
بعد لحظات قالت قمر بتماسك :

" حاضر .. أنا قادمة "

ظلت لحظات تعنف نفسها على سكونها المأخوذ بجاذبية أكمل الخطيرة ...
إنه حقا كما قال ... خطر ... خطر على القلب والعقل ...
أغلقت الهاتف والتفتت باضطراب نحوه فترى نظراته لامعة بإغواء كما عهدتها ..
فتقول أي شئ يخطر على بالها :

" إنها ... شمس .. أختي "

رفع أكمل حاجبيه وهو يرى وجهها يتورد بوضوح لأول مرة ثم قال بتلاعب :

" قمر ... وشمس .... اممم ... قمر اسم على مسمى .... تضئ الليل إذا طلّ وجهها ... فهل أخذت شمس من اسمها أيضا ؟ "

صمت لحظة مضيقا عينيه البارقتين ونبرة صوته تغوي كعادتها مضيفا :

" هل هى حارقة ؟ "

ابتسمت قمر بلا معنى ولم ترد ....
لم يعجبها سؤاله عن شمس ... شمس أفضل بكثير من أن يأتِ ذكرها بهذه الطريقة المراوغة ...
ولكن شعور آخر صعقها تماما وهى تحس .. بالغيرة .. عليه
نظرت قمر إليه فتدرك دقات قلبها السريعة وحرارتها فتخاف التفكير في الأمر ..
ويضرب عقلها ذكراه وهو يحملها بين ذراعيه فترتجف وتطرق برأسها
ظلت صامتة تتلاعب بهاتفها فى يديها حتى عاد أكمل لجديته مجيبا أول سؤال لها :

" سيبدأ تدريبكِ قمر ... ستأخذين التفاصيل من أمل ... أريدكِ أن تتعلمِ بسرعة ... تبقى ثلاثة أشهر على العرض "

اتجه نحو مكتبه بخطوات واسعة وهو يتابع بمهنية واثقة :

" ركزي جيدا ... لا تنسي أي تفصيل صغير ... أريد تدريبكِ أنتِ تحديدا أن ينتهي سريعا .. وهذا رقم هاتفي الشخصي إذا احتجتِ شيئا هاتفيني فورا "

أومأت قمر برأسها متعجبة لذلك التبدل بين الجدية والتلاعب الذي يجيد التحكم فيه وهى تمد يدها تأخذ من يده البطاقة الحاملة لرقمه .. الخاص .
وبعد بضعة كلمات مقتضبة كانت تتجه نحو باب مكتبه حين أوقفها نداؤه :

" قمر "

توقفت قمر مكانها وقلبها يشتعل بداخلها وهى تتنفس بصعوبة ..
وقبل أن تستدير إليه شعرت به خلفها تماما من تلك الحرارة التي أغرقتها فتجمدت قدماها باردة الأطراف ..
وتوقف الزمان .. وهو يمسك يدها بيده فيرفعها يديرها ببطء لـ .. يقبل النبض المجنون في رسغها ..
واتسعت عيناها وهى تفقد كل أحاسيسها إلا به هو .. فلا عادت هى موجودة .. ولا عاد حمزة موجود ..
توقفت شفتاه طويلا ويدها ترتعش بيده كجناح عصفور يرفرف في سماء الربيع ..
لحظات تمنت فيها قمر شيئا أبعد من – ذاتها - ..
شيئا عاليا كموج هادر متلاطم الأسرار ولكنه جاذبا برهبة ..
شيئا يحمل كل تناقضات عالمها ومراهقتها الحبيسة تستيقظ وتستجيب له بقوة ..
شيئا يريدها أن تستدير فـ... تعانقه !
وابتعدت شفتاه ببطء ينافس ذلك البطء الذي أنزل به يدها جوارها مجددا ويتراجع خطوة ..
لتدرك أن أكمل كان يكتب بشفتيه – بداية – لشئ مجهول الهوية
شئ يهون لأجله كل عزيز ..
ولكن .. حمزة ......

كانت آخر فكرة مضطربة طرقت عقلها بتشتت ..
قبل أن تخرج من مكتب أكمل دون الالتفات و النظر إليه لتأخذ تفاصيل التدريب من سكرتيرته أمل ...
أصرت أن تكون مواعيد التدريب نهارا حتى تعللها لوالدتها بذهابها إلى النادي فكتبت أمل ذلك لتضعه فى برنامج التدريب ثم أخبرتها أن تدريبها سيبدأ بعد غد .

لتغادر قمر الشركة بعدها بتشوش رهيب .. بإحساس عميق بالشعور بالذات ... ثم الذنب ... وشعور آخر تحاول تجاهله .. تجاه أكمل .




.........

غنجة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 10:10 PM   #328

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

منزل سليمان العامرى .. المغربية

هتفت نجوى وهى تمسك ظهرها بتعب وتجلس تستريح على كرسي جانبي في المطبخ :

" قمر أعدي السلطة حبيبتي .. تعبت وأنا واقفة طوال اليوم وحدي وأختكِ في الكلية "

بدت قمر شاردة منذ وصلت البيت ويدها تتلاعب بخاتم خطبتها الذي ارتدته حين وصلت ..
ثم تتحرك أصابعها على رسغها فتشعر بشفتيه .. هنا .. على رسغها
فترتفع يدها لأنفها تحاول العثور على عطره العالق بيدها طوال طريق عودتها للنادي حتى تتصل بالعم فتحي ليأتِ ويأخذها من النادي ويعيدها للبيت كالعادة ..

لتناديها أمها مجددا : " قمر "

انتفض جسد قمر باضطراب وعيناها تتسعان وهى تنظر لوالدتها بنفس التشوش فتقول نجوى باستغراب :

" بسم الله الرحمن الرحيم .... لماذا انتفضتِ هكذا حبيبتي ؟! "

تبعد قمر عينيها عنها قائلة :

" لا شئ أمي "

ثم تبدأ بتقطيع الخضراوات فتتذمر لتخفي ارتباكها بالقول :

" لماذا لا نحضر خادمة ونرتاح لا افهم "

عقدت نجوى حاجبيها وهى ترد بحزم :

" أنا لا احتمل شخصا غريبا في بيتي .. ثم أن أبيكِ لا يأكل إلا من يدي "

شردت قمر مجددا وهى تقطع الخضراوات فيأتي لعقلها سؤالا

ماذا يفعل أكمل الآن ؟ .. هل سيأكل مثلها ؟ ... هل عاد من عمله ونام بملابسه على سريره ؟ .. هل هو وحده أم .....

آهة عالية خرجت منها والسكين ينزل على إصبعها بدلا من ثمرة الخيار فتركت ما بيدها لتفتح الماء وتغسل إصبعها من الدم ثم تمسك إصبعها بقوة حتى لا ينزف ..
نهضت نجوى وهى تقول بخيبة أمل أم :

" حتى السلطة تجرحين يدكِ بها .. كان الله بعونك يا حمزة .. أختك ما شاء الله تحب المطبخ وأنتِ لا تستطيعين إعداد سلطة "

حمزة .. لماذا كل الأحاديث والأفكار تعود إليه ؟!
دققت قمر النظر بوالدتها وهى تكمل إعداد السلطة رغم ألم ظهرها ..
والدتها بجسدها متوسط الطول الممتلئ قليلا وملامحها الطيبة البشوشة التي تنم عن جمالها وهى صغيرة ..
شعرها الأسود الذي يحمل شعرات الفضة الكاشفة عن العمر وبعض التجاعيد في زاويتي عينيها وجبينها ..
لا زالت جميلة ملامحها هادئة .. مذاق جمالها الذي يتحدث عنه أكمل من جمال والدتها..
وتلف وتدور وتعود هذه المرة ... إلي أكمل .


بعد المغرب كان الجميع يتناولون العشاء فى صمت .. الإنارة البيضاء تعكس سطوع كل ركن في المنزل بطرازه القديم الأصيل ..
المنزل من الخارج كبيوت العائلات القديمة ذات الطابقين
على عكس منزل كامل العامرى الذي ينطق بالحداثة
يحيطه حديقة صغيرة بها أشجار ضخمة .. لا هى فاكهة .. ولا هى مميزة .. هى فقط أشجار .. ويفترش أرضها العشب الأخضر..
على عكس حديقة منزل كامل العامرى الواسعة التي وقفت قمر بها تتأمل الورود المختلفة وأشجار الفاكهة وخاصة شجرة اليوسفي الخاصة بحمزة ..
فينطق كل ما بها عن ذوق ساكني المنزل الراقي والرقيق ...
بالداخل بدا كل الأثاث ثقيلا مصقلا .. ألوانه داكنة فخمة .. بعضه مطعم باللون الذهبي .. بعضه مُحلَى بالأرابيسك الأنيق ...
عدا غرف البنات ذوقها حديث نسبيا وألوانها مبهجة .. اختيار نجوى ..
أما غرفة الحاج سليمان فلم تكن جديدة .. بل كانت جديدة ولكن ليس فى الشكل .. فهى نسخة طبق الأصل عن غرفة والده ووالدته فى منزل العامرى الكبير .. طلبها الحاج سليمان - عمولة - محتفظا بالغرفة الأصلية هناك فى المنزل الكبير فى الحى القديم ..
خزانة ملابس ضخمة تصل للسقف .. سرير واسع ذو حواف ذهبية .. منضدة زينة بمرآة مستطيلة كبيرة .. وخزانة أخرى صغيرة لوضع المفروشات ...
مَن يدخل الغرفة يشعر أنه دخل خلسة لفيلم ( الحرافيش ) !!
وهذا هو زمان العامرى الكبير .. زمان - الفتوة - .. قبل أن يتغير كل شئ ويصبح كل امرئ هو فتوة نفسه ..
بعدها تم الإنتقال إلى هنا ليبدآ هو وكامل تأسيس الشركة بدلا من المحلات المتفرقة التي كانوا يملكونها ...
رغم اعتراض سليمان على بيع المحلات وتقييد التجارة فى شركة واحدة إلا أنه كان لابد من الخضوع لأمور السوق ..
المحلات لم تعد تكسب مثل السابق .. والشركة هى الحل الوحيد والمضمون ..
كامل أراد الشركة .. كامل لم يكن طموحه مجرد – بائع – فى محل حتى لو كان محله ويجلس فيه على مكتبه مراقبا العمال والزبائن ..
كامل ارتفع بسقف طموحه .. وبلغه بالفعل .. حتى فى تربية دارين وحمزة ...
وسليمان اكتفى بـ - العادي – .. وظل فيه .. حتى فى تربية شمس وقمر .
ليسوا أثرياء بمعنى الكلمة .. ولكن وضعهم أكثر من جيد في السوق والشركة لها اسمها وسط التجار ..
ويظل أهل بيت سليمان لا يملكون الترف والرفاهية التي يملكها أهل بيت كامل ..
رغم أن المكسب تقريبا واحد .. إلا أن كامل ينفقه ليوفر لهم سبل الراحة و- التميز –
وسليمان لا يحب التبذير والإسراف على أشياء فارغة وبالنهاية – مصير البنت لبيت زوجها -.

قطع الصمت صوت الحاج سليمان جادا :

" لماذا لم تخبريني عن حادث حمزة يا قمر ؟ "

وقعت الملعقة من يد قمر على طبقها فأصدرت رنينا قويا وهى تلتفت نحو والدها فاغرة الفم متوقفة التنفس وربما النبض ...
بينما شهقت شمس ونجوى فى آن واحد قبل أن تسأل نجوى بهلع :

" حادث ماذا ؟ .. حمزة بخير ؟ "

التفت سليمان إليها مجيبا بضيق :

" حادث سيارة ... لم يأتِ الشركة منذ عدة أيام وظننته أخذ إجازة حتى أخبرني كامل أن سيارته اصطدمت بشجرة ضخمة ... هو بخير لكن ذراعه الأيسر مكسور ومُجبَّر .. أنا ذهبت إليه لأراه اليوم "

هتفت شمس :

" منذ متى ؟ ... ولماذا لا نعلم نحن ؟ "

نظر والدها إليها ثم نظر إلى قمر قائلا بلهجة ذات مغزى :

" تسألينني أنا ؟! ... إذا كانت خطيبته نفسها لم تعلم عنه شيئا ولم تهتم بسؤاله عن غيابه عنها .... قال لي أنه لم يخبرها حتى لا تقلق عليه .. لكن مع هذا أختكِ ليس لديها ذرة دم لتشعر أن هناك شيئا خاطئا "

نظرت شمس إلى قمر فوجدتها لا تزال تحدق بوالدها عاجزة عن نطق كلمة .
وفجأة نهضت من مكانها لتصعد الدرج سريعا إلى غرفتها وترتمي باكية على سريرها ..
لا تعلم أتبكي حمزة حقا .. أم تبكي نفسها .. أم تبكي أكمل .. أم تبكي كل ما يحدث ؟!!.


بعد ساعة تقريبا وجدوا قمر قد بدلت ملابسها وتخبرهم بكلمات موجزة أنها ستذهب لتره ..
أشار والدها إليها بالتوقف قائلا بحزم :

" خذي شمس معكِ "

ضغطت قمر على أسنانها بقوة مدركة قصد والدها أن لا تختلي بحمزة وهو مؤكد بغرفته وحده ..
ورغم شرعية هذا وجدت نفسها تمتعض من والدها لأنه – ربما – يعتقد أنها – صغيرة - لن تستطع التعامل معه بمفردها ..
حانت منها نظرة لشمس التي تبادلها النظر فترى احمرار عيني قمر ووجهها الذي لا ينقصه كلام والدها بهذه اللحظة ..
فتدخلت قائلة بجدية :

" أنا طوال اليوم في الكلية ولن أستطع الذهاب .. ساتصل به للاطمئنان عليه اليوم .. وغدا سنذهب أنا وأمي لنره "
بعد لحظتين ردت قمر باختناق وهى تراه ينظر إليها :

" دارين ستكون معي "

استدارت قمر لتتجه بخطواتها المختنقة نحو باب المنزل فتخرج منه منادية على العم فتحي الذي يسكن غرفة صغيرة مع ابنه المسافر الآن فى الحديقة الصغيرة المحيطة بالمنزل ليوصلها بالسيارة .




..........

غنجة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 10:20 PM   #329

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

نظرت قمر للطريق من نافذتها فى المقعد الخلفي للسيارة .. ظلت فى غرفتها تفكر وتفكر قبل أن يغلبها – الفضول – للذهاب إليه.
أخفى عنها كل ذلك الوقت .. والدها قال أنه أصيب منذ عدة أيام .. لقد أخفى عنها حتى تكون هى المخطئة فى نظر الجميع ! .. حتى تظهر الخطيبة التى لا تسأل عن خطيبها !.
تملكها الغيظ وهى تفكر أنه رد لها كلامها القاسى بالفعل !..
فلا أسوأ من أن يحرجها أمام العائلة كلها بهذه الطريقة .. لكنها لن تظهر له ولو لحظة حرج حتى لا يشعر بالانتصار..
حادث سيارة ! .. لكن والدها قال أنه بخير .. فقط ذراعه مكسور ... لكن ...
ماذا إن كان الحادث أكثر قوة .. أكثر بشاعة ؟!
هل كانت لتحزن عليه كـ - ابن عمها – فقط ... أم ......
اختبار ... بل هناك اختبارات متتالية تتآمر عليها هذه الأيام ...
منذ عدة أيام كان سينزع خاتم الخطبة لتشعر بالخوف فى قلبها المتوجع ..
واليوم تعلم أنه أصيب فى حادث ليخفق قلبها للوهلة الأولى بنفس الوجع النازف وربما أكثر قوة ...
كل ما يحدث يمكن أن يخلصها منه كما خططت مع شمس ..
لكن لمَ تشعر أن كل هذا يختبرها ويتحداها ...
كل هذا لا يشعرها إلا – بالوجع – وربما الغضب .. وربما الإصرار .. وقطعا التمرد.
علاقتها الموجعة بحمزة إلي ماذا ستؤول ؟!
ها هو عقد القران بعد أقل من أسبوع .. هل هى مستعدة له ؟!
هل هى موافقة بالفعل عليه أم تنتظر لحظة تنهي فيها كل شئ ؟!
علاقتها الغريبة بحمزة .. لا منها أنعشت حياتها وحركت مياهها الراكدة .. ولا منها علاقة صالحة لزوجين مستقبليين ..
إذاً وبعد ؟!.
ولكن ألم يقل والدها أن ذراعه مكسور .. إذاً سيتأجل عقد قرانهما لا محالة إلا إذا ...

قطع شرودها صوت العم فتحي يخبرها بوصولها فتنبهت أنها أمام منزل عمها لتنزل من السيارة ببطء وهى تتذكر كلماته يوم خطبتهما وهو يخبرها أنه يعتبر ما يملكه .. ملكها هى .
دخلت إلي المنزل فاستقبلها عمها وزوجته بترحاب رغم تحفظ عمها الغريب معها .
لم تعلم الظروف الصعبة التي يعانيها فى عمله لهذا فسرت إقتضابه في الحديث معها بشكل خاطئ .. هو مؤكد يظنها الآن لا تصلح لابنه الوحيد ولن تهتم به مستقبلا .
لكن ظلت شاهندا على معاملتها الراقية الودودة لها .. وهذا ما استغربته !.
جلست معهما دقائق سألت فيها عن حمزة قبل أن تأتِ دارين فتحتضنها برفق وهدوء كالعادة ثم تجلس أمامها مبتسمة .
ردت شاهندا سؤالها برفق :

" هو بخير يا قمر ... نعلم كيف تفاجئتِ اليوم بالخبر من والدكِ لكن حمزة أراد ألا يخبر أحدا حتى يتعافى قليلا لكي لا يقلق أحد عليه وأولهم أنتِ "

ابتلعت قمر ريقها بتوتر وهى تستشعر رفق نبرة صوت شاهندا فيزول استغرابها وعقلها يؤنبها لما ظنته به أنه يحرجها أمام العائلة ..
ثم ينساب السؤال على لسانها بقلق غريب :

" هل يمكنني رؤيته ؟ "

اتسعت ابتسامة دارين وهى تنهض فتقول بمودة :

" مؤكد ... تعالي معي نصعد له "

نهضت قمر بدورها متمتمة باستئذان خافت ولحقت بخطوات دارين

فالتفتت شاهندا إلى كامل مبتسمة بحب نابض قبل أن تربت على ذراعه فى حنان متسائلة :

" لا زلت لا تريد إخباري بما يقلقك لهذه الدرجة .... ابنك أخذ هذا منك وأخفى عن خطيبته ما حدث له "

التفت إليها مبتسما ابتسامة شاحبة ثم ربت على ظاهر كفها الموضوع على ذراعه قائلا بخفوت :

" مشاكل العمل حبيبتي ... تعرفين غياب حمزة أصبح يؤثر على الشركة "

ورغم أنها لم تصدق حرفا إلا انها تعلم عن يقين أنه لن يخبرها حتى لا تقلق..
فهذه هى عادته منذ بداية معرفتهما .. يشاركها كل شئ فتقاسمه فرحه وألمه .. ولكن إن تعدى الأمر الألم ووصل إلي أنه سيقلقها .. فإنه يظل صامتا .
هى أيضا أخذت هذا منه .. يوم حادث حمزة عندما أخبرها فؤاد هاتفيا وهم فى المشفى كان كامل قد سافر لير ما حدث فى الميناء .
وهى تماسكت وأيقظت دارين لتذهبا معا دون إخبار كامل بشئ حتى يطمئنوا على حمزة أولا .. وعاد كامل في صباح اليوم التالي وعلم كل شئ بنفسه .
وبجانبها كان هو قد استسلم لتفكيره المقلق كما فى الأيام السابقة .. غدا لديه موعد فى مجموعة زهران التجارية ..
وكم هو مؤلم لرجلٍ مثله أن يذهب إليهم خالي الوفاض .


طرقت دارين الباب بالخمس طرقات المميزات لها فسمعت صوت حمزة سامحا لها بالدخول..
دخلت مبتسمة وتقدمت من سريره خطوات تسأله بمرح :

" هل تحسن الألم ؟ "

عقد حمزة حاجبيه وهو يجيبها بدون رد :

" كنتِ معي قبل ساعة وسألتني نفس السؤال "

التفتت دارين نحو الباب وعادت تنظر له ثم مالت للأمام قليلا هامسة بخفة وهى تغمز بعينها اليسرى :

" أحضرت لك المُسكِّن "

وقبل أن يسألها عن مقصدها اتجهت للباب فاومأت برأسها مبتسمة لقمر التي ظلت بانتظارها حتى تخبرها أن تدخل ..

تقدمت قمر من الباب بتوجس وكلها يفيض ترقبا .. لا زال القلق يساورها وهى تدخل إلي الغرفة فتلتقط عيناها حمزة راقدا فى فراشه ..
ترى تلك النظرة المتفاجئة بعينيه .. ثم توتره الغريب .. ثم جموده
خفق قلبها أكثر وعيناها تمر عليه حتى ذراعه المكسور المجبّر ثم كدمة واضحة فى ذراعه الآخر ..
تنظر لوجهه فترى جرح في جبينه وكدمة حمراء تحت عينه وأخرى في ذقنه ..
ابتلعت ريقها بصعوبة شاعرة بارتجاف أطرافها تأثرا وهى تعود لعينيه فتلتقط إشتعالهما باللهب الأخضر للحظات قليلة ثم انطفآ وسكنا كما سكنت الغرفة بخروج دارين تاركة الباب مفتوحا..
تقدمت منه ببطء فطالعها ببرود عاكس لهيب صدره .. بدت بسيطة فى بنطال جينز وبلوزة بيضاء طويلة .. ولكن ما لفت نظره هو شعرها المجموع فى كعكة عالية بلا أي خصل منسابة حول وجهها الجميل..
منذ صبغت شعرها وهو لم يرها تجمعه ليلا أو نهارا .. حتى وجهها كان خاليا من أي زينة الآن..
بدت لعينيه فتاة تعكس رقة غريبة عنها ليجد نفسه يتسائل لماذا هى ليست هكذا فعلا ؟!.

جلست على طرف الفراش ونظرت لعينيه بقلبٍ وجل .. اشتاقتهما !
رباااه ... كم اشتاقت للهب عينيه
حتى وإن رأت عيونا بمختلف الألوان والجاذبية .. تظل عينا حمزة مرجعا لاشتياقها ..
لا تعلم لمَ تحب عينيه بهذا الشكل ؟!
تنقلت عيناها مرة أخرى على جروح وجهه فيخفق قلب حمزة بعنف لذلك الخوف الذي سكن عينيها..
قمر لها قلب ... قمر تشعر ... ولكن لا تستجيب لشعورها
يعلم تماما هذا ولا يدري أسبابه
أما هى فكانت أمامه لا تدري ماذا تقول ؟ ... حدسها يخبرها أن لها يدا في الأمر ..
ظل لقاء ليل عينيها المظلم مع مروج عينيه الساكنة طاغيا بصمته على أي كلام ..

حتى تحدث حمزة بجمود :

" لماذا جئتِ ؟ "

لماذا جاءت حقا ؟!
لتره ! ... لترَ مَن ؟!
ولماذا أرادت رؤيته ؟!
هى نفسها لا تعرف لتجيبه .. كبرياؤها يأبى قول كلمة لأطمئن عليك ..
لذلك نظرت لذراعه المكسور المعلق على حامل إلى صدره ثم خفضت بصرها عن عينيه هامسة بغباء :

" كيف حالك ؟ "

وصل همسها الناعم لأذنيه فقاوم رغبته لإغماض عينيه وترديده فى عقله مرة بعد مرة ...
فقط ظل صامتا يرمقها بخيبة أمل واضحة فرفعت عينيها إليه لتر تلك النظرة التي تشعرها بالإهانة ..
نظرة تعني أنها معدومة الإحساس .. باردة .. كما قالها لها صريحة من قبل .
مرت عينا حمزة عليها شاعرا بالإشتياق يفتك به ..
منذ أسبوع لم يرها فشعر أنه دهرا كاملا يمر عليه دون رؤية غصن الياقوت ..
حبة الكرز الحمراء التي تحلي حياته .. يليق بها كثيرا ذلك الشعر الأحمر
لكن لا يليق بأعصابه الثائرة وهو يتخيل كل نظرة ونظرة إلي خصلاته
كتم زفرة مشتعلة كادت تخرج من بين شفتيه فأطلق نفسا هادئا قبل أن يعاود سؤاله :

" لماذا جئتِ ؟ "

ينتظر .. وينتظر أن تقول ..لاطمئن عليك .. خفت عليك .. أردت رؤيتك ..
ولكنها لا تقول شيئا .. لا تريد ..
فيشتعل قلبه نااااار ... نار لا تنطفئ به وداخله يتوسلها .. الحب .
يا إلهي .. كيف تعلق بها قلبه لهذه الدرجة فعشقها هكذا ؟!
يتعجب حاله لتلك التي كانت أخته .. أخته .. يكاد يصرخ بها

كانت أختي يا بشر فكيف صارت حبيبتي يلهف قلبي لها بكل لحظة ؟!

حاولت قمر التركيز قليلا وهى تسمع صوت أنفاسه علت فجأة لتتعمق عيناه بنظرة غريبة أربكتها ..
فتجيبه بما خطر فى بالها :

" أخبرني أبي و... "

صمتت هى فالتقط هو طرف الحديث ليقول ساخرا :

" لم أتصور أن تأتِ .. قلت ستكتفي بمكالمة "

عادت نغزات قلبها أقوى ولكن تزامنت مع نغزات جانبها الأيمن التي تؤلمها كلما شعرت بالضيق ..
تحركت أصابع يديها معا بتوتر وهى تغمض عينيها ثم تفتحهما ناظرة إليه متسائلة بعتاب حاولت إخفائه :

" هل تراني سيئة لهذه الدرجة ؟ "

ظل ينظر إليها فتأسرها عيناه رغما عنها وهى تتعلق بمروجه الخضراء كطفلة تجري بإنطلاق فى يوم صيفي مشمس ..
نعم هكذا هى عيناه .. مرج أخضر فى يوم مشمس ..
شمسه لهب حارق ...
واخضراره مزهر مزدهر ...
عيناه تحكي لها ألف حكاية لا مجال لكلمات لتفسيرها ...
حتى همس بعد لحظات صمت طويل بما لم يستطع إخفائه :

" ليتني أراكِ سيئة .... ليتني لم أركِ أساسا "

أطبقت شفتيها عاجزة عن منع ألمها بالتسرب إليها هذه اللحظات
دوما كانت قوية أمامه .. لكن وجوده بهذه الحال فى فراشه جعل قلبها يئن منفصلا عن تمردها الواه ..
حتى وجدته يضيف - لا إراديا – بحنان لم تعتده منه :

" حين وُلِدتِ ترك عمي تسميتكِ لماما نجوى كما أسمت شمس قبلكِ ... وقررت أن تسميكِ قمر ... كنت صغيرا واقفا انظر إليكِ طفلة على ذراعيها ... ثم صعدت بجانبها على السرير وطلبت منها أن أحملكِ ... فأعطتني إياكِ بين ذراعىّ ... ظللت انظر إليكِ بانبهار ... طفلة جميلة بيضاء بعيون واسعة ... وفجأة قلت لماما نجوى ... معكِ حق يا ماما نجوى ... إنها فعلا قمر "

أصغت بإهتمام شاعرة بكل كلمة تخترق روحها وهى تتخيل نفسها بين ذراعيه وهى طفلة كما يقول ..
هو أيضا كان يتخيلها بين ذراعيه طفلة .. فتاة .. وامرأة
ابتلع ريقه وابتسامة حنين صغيرة ترتسم بمرارة على شفتيه فتنهد بأسف قائلا وعينيه تعاتب عينيها :

" إنها فعلا قمر .... قمر يشع نورا يبدد ظلام كل ما يمر عليه ... فكيف لا أراها ؟! .... رغما عني رأيتها .... وليتني لم أرها ... فالقمر أصبح مظلما فجأة ولا أعلم لماذا ؟ "

أشاح بوجهه يخفي تغضن ملامحه بعذاب قلبه الذي يعشق فتاة لا تحبه وذكرى كلماتها في آخر لقاء جمعهما توخزه أشواكا ..
نعم .. قمر لا تحبه .. وجودها معه مجرد إعتياد
ولكن حتى الإعتياد لمَن في حالته هو القشة التي ستنجيه مستقبلا
سيتشبث بهذه القشة حتى يصل معها إلى شاطئ آمن فيغرس به جذور عشقه هو ...

تصاعد ألمه أكثر غافلا عن ألمها هى هذه اللحظة ...
القمر أصبح مظلما !!
هل يراها حقا أظلمت ؟
رغما عنه رآها .. ورغما عنها تغار ...
تغار منه ومن أخته ... تراهما أفضل منها .. وهذا لن يتغير إلا إن أصبحت هى الأفضل ..
تشعر أنها جسد بلا ذات .. تريد كيان باسمها هى وليس باسم والدها أو اسم ابن عمها ..
رغم مشاعره التي تدركها شيئا فشيئا .. رغم مشاعرها المتناقضة الآن بين الألم والتشتت وخفقان القلب ...
إلا أن كل هذا لا يكفي .. لا يكفي .

مال للأمام قليلا محاولا رفع الوسادة التي يستند عليها فنهضت هى لتعدلها له ..
اللعنة على عطرها الذي أفقده صوابه من قبل .. ذلك المزيج بين الفاكهة والزهور فيشعر أنها فوق جزيرة إستوائية مرتدية أطواق الورد ...
لكن ما يميزه بقوة هو رائحة الكيوي المنعش .. الحلو اللاذع ... تبدو طفلة حتى فى اختيار عطرها ...
هذا عطر ليس لفتنة رجل .. هذا عطر للعناق الحاني والرغبة فى الحماية لا أكثر ...
يوما ما سيختار لها عطرا بنفسه .. عطرا لأنثى مثلها .. مثيرة .. وهاجة .. عنفوانية ...
عطرا يذهب العقل فتنة وإثارة .. وليس عطرا للتربيت على وجنتها برفق أبوى !.

عدلت الوسادة خلفه ثم عادت تجلس وهى تنظر إليه محاولة استعادة تماسكها أمامه حتى سألها وهو يرفع حاجبه الأيسر :

" لماذا تنظرين إلىّ هكذا ؟! ... لا تقولي أنكِ اشتقتِ لعينىّ "

حاولت ألا تبدي أي تأثر وهى تهمس بتهكم :

" ماذا ؟ "

لن تتغير أبدا .. ستظل باردة ..
هز رأسه كمَن ينظر إلى طفلة ثم قال بثقة :

" منذ صغركِ وأنتِ لا تملين النظر إلي عينىّ كلما تواجدنا معا "

صمت لحظة يلاحظ احتداد عينيها متابعا بابتسامة مغترة ماكرة :

" هناك أشياء سهلة الملاحظة على رجل مثلي "

لم تنزل نظراتها عنه رغم تورد وجهها بل ظلت تتأمل عينيه ثم قالت بتعقل غريب :

" أنت الوحيد ذو العيون الملون في عائلتنا .. عيناك هبة من الله وعندما يرى الإنسان أي شئ جميل يقول سبحان الله ويظل ينظر إليه "
ظل ينظر إليها طويلا فذاب ليل عينيها الساحر فى غابات عينيه الداكنة حتى أخفضت هى بصرها شاعرة بسخونة وجنتيها..
عندما همس بعاطفة واضحة وهو يتأمل وجهها :

" سبحان الله "

ثم أطرق برأسه قائلا بسخرية :

" إذاً الأمر لا يتعلق بي أنا .... شكرا للتوضيح "

دخلت دارين حاملة كوبين من عصير الفراولة فأعطت قمر واحدا وناولت حمزة الآخر فقال حمزة بلؤم وهو يرمق قمر بلهب عينيه :

" فراولة حمراء ... وشعر أحمر .. ووجنتان يشتعلان بالأحمر ... هكذا سأنفجر قريبا يا دارين "

كتمت دارين ضحكتها وهى ترى شفتىّ قمر تتمتمان بتوعد وهى تتجنب النظر لحمزة .. وربما تشتمه ..
ثم قالت بعفوية :

" الأحمر .... فعلا ... هذا ما كنت أحتاجه للوحتي الجديدة "

نظر كلاهما إليها ولكنها سارت حتى الباب ثم التفتت تقول ممازحة :

" انتبه لأفكارك يا حمزة ... أصبحت ... ملهمة ... جدا "

أصبحت ملتهبة .. مشتعلة .. فوق الإحتمال ...
لقد طال الوقت كثيرا وهو ينتظرها لتكن فى بيته ...
منذ خمسة سنوات ينتظرها هى .. هى فقط .. فهل تعى - هى - ذلك ؟! .
حالما خرجت دارين وضعت قمر الكوب على الكومود بحدة وكأنها ترفضه لأن دارين مَن قدمته لها !.

لتسأل بجدية وهى تتميز غيظا من تلك التي ذهبت .. لترسم :

" كيف حدث الاصطدام ؟ "

شعر حمزة بزوال ارتباكها وعودة التحدي لعينيها فجابهها متحديا :

" لا شأن لكِ "

ضغطت قمر شفتيها بقوة قبل أن تذكره بما تنساه هى دوما :

" أنا خطيبتك إن كنت نسيت "

ضحك حمزة عاليا لحظات حتى تأوه واضعا يده على جانب خصره ثم اعتدل فى جلسته بصعوبة قائلا بنبرة مبحوحة :

" لم أنسَ ... لا تقلقي ... تذكري أنتِ فقط "

رغما عنها يتلوع قلبها ألما وهى تراه مسجى هكذا متألما لا يستطيع الحركة بعد أن كان يملأ المكان حوله حيوية وصخبا..
نظرت لموضع يده ثم عادت تنظر لباقي الجروح على ذراعه ووجهه قائلة بضيق :

" كل هذا من مجرد اصطدام بشجرة ... لا أصدق "

عادت نظرة الازدراء لعينيه كما كانت فى آخر لقاء بينهما بينما يقول بنبرة محتقنة بذكرى ذلك اليوم :

" كان الاصطدام قاسيا قدر قسوة كلماتكِ قبله بأيام .. لا تعتقدي أني نسيت ... لن أنس أبدا يا قمر "

ضايقتها نظرته تماما كما ضايقتها ذلك اليوم ..
نظرة تذبح بما تحمل من إهانة ممتزجة بالعتاب والتألم والجرح النابض ..
نظرة لا تعرف كيف يمزج بها كل هذا ويصلها بهذا الوضوح ؟!
لكنها لم تستمع سوى لكلمة قبله بأيام فتتوتر بشعورها أنها السبب بطريقة ما ...
ظل صامتا وملامحه التي اكتسبت شيئا من الغضب أكدت لها ذلك ..
فتلومها عيناه وهما يتحددان بنفس الغضب المتألم .
هزت رأسها بإعتراض ثم قالت مدافعة ومندفعة :

" لا تقل أني السبب .. إياك أن تحملني الذنب "

نبرة استهزاء واضحة شابت صوته وهو يرد بغيظ من ردها البارد :

" أنا لم أقل هذا "

ولكن تذكر كلماتها كان له نفس الوقع المؤلم الذي ملأه غضبا كما فى ذلك اليوم فوجد نفسه يهتف بحدة :

" ثم هل هذا كل ما يهمكِ حقا ؟! ... جئتِ لتتأكدِ أنكِ لست سببا فى أي شئ حتى لو بطريقة غير مباشرة أليس كذلك ؟ ... أم جئتِ لتطمئنِ أن عقد القران قد تأجل ؟ ... أنتِ حتى لم تقولِ أنكِ جئتِ للاطمئنان علىّ "

فتحت شفتيها لترد ولكنه سبقها بالقول القاتم :

" تأجل عقد القران بالفعل يا قمر .. ستظلين دوما أنانية جحودة "

اتسعت عيناها وهى عاجزة عن الرد حتى وجدته يأمرها من بين أسنانه :

" اخرجي يا قمر "

وقفت مباشرة هامسة بدهشة غاضبة :

" هل تطردني ؟! "

تستفزه لأقصى درجة وهى تنهض لا تهتم به .. ولا باصطدامه القاسي .. ولا بتأجيل عقد القران ..
لا تهتم سوى بنفسها فتغضب لما تظنه طردا لها .. ولو تعلم أنه يتمالك أعصابه حتى لا يجرحها كما تجرحه هى دائما .
لم ينظر إليها وهو يقول بنبرة مخيفة :

" اخرجي لأني أتحكم فى أعصابي بصعوبة الآن وإلا سترين وجهي الآخر "

وهى لم تنتظر ليقول شيئا بعد هذا فخرجت مباشرة تنزل الدرج مسرعة ثم اتجهت لباب المنزل ففتحته وخرجت وأغلقته دون أن تودع أحد ...

وفي طريقها للسيارة كانت يدها تمسك برسغ يدها الأخرى وتتذكر ..
غريب .. إنها لم تتذكر أكمل للحظة في وجود حمزة !..
ولكنها دائما ما تتذكر حمزة .. في وجود أكمل !!.





........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 10:24 PM   #330

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اليوم التالي

صافح كامل العامرى السيد زهران بصلابة رجل ينهض بعد كل كبوة
كعادته كان شامخا .. صلبا .. حرا .. عيناه لا تنكسر
يدرك أن لكل مشكلة ألف حل وحل لكن أبدا الإنكسار ليس أحدهم
ظهره مستقيم لا يُحنَى والهيبة المتوارثة في عائلة العامرى جيلا بعد جيل لا تفارقه هو ولا أخيه ..
رغم أنها تظهر أكثر على سليمان بوقاره ورزانة ملامحه ومظهره المحتفظ بالجلباب الرجولي والعباءة الفخمة ..
إلا أنها تظهر على كامل بوضوح في كبرياء ملامحه وثقة عينيه وتعابيره الحرة الأبية ..
سليمان يحتفظ بهيبته في بيته مع عائلته بما يتناسب مع شيبه الظاهر في تجاعيد وجهه ويديه رغم الصلابة التي لا زال يتمتع بها ..
وكامل يبدلها بحنان غامر لأولاده وشقاوة محببة عابثة لامرأته رغم الخصلات الفضية التي غزت شعره إلا أن ملامحه لا زالت تحمل وسامته التي أورثها لحمزة .

جلس كامل على الكرسي أمام المكتب يفتح زر سترة حلته السوداء وبعد عبارات تحية مقتضبة بدأ زهران حديثه جالسا على كرسيه الجلدي خلف مكتبه :

" علمت ما حدث للشحنة كامل بك .. الامر ليس بيدك ولا سوء تنظيم .. الحكاية كلها قضاء وقدر ... لا أريد أن تعود عن قرارك للعمل فى هذا المجال بسبب ما حدث "

طرق الباب ودخل بعدها رائد متجها للمكتب حيث صافح كامل بتحية خافتة ثم جلس على الكرسي الآخر أمامه وتابع ما يدور حتى تكلم كامل بثقة :

" لا تقلق زهران بك ... لم أعتد الرجوع عن قرار أخذته .. جئت لأن موعد التسليم اقترب وتجهيز شحنة أخرى سيأخذ وقتا لذلك سأدفع لكم المال مع التعويض المتفق عليه فى العقد ولكن ... "

صمت لحظة أطرق فيها قبل أن يرفع رأسه متابعا بنفس الثقة :

" أريد فقط مهلة قصيرة حتى لا يؤثر ذلك على عمل شركة العامرى وبإمكانك أن تأخذ ما تريد من ضمانات .. شركة التأمين ستتكفل بالخسائر لكن الأمر سيأخذ وقتا .. لذلك أحتاج للمهلة لأدفع المال من حسابي "

ناظر رائد والده منتظرا قراره فابتسم زهران قليلا مستندا بذراعيه على مكتبه ثم قال بغموض :

" لا أريد ضمانات .. ولا أريد شحنة .. ولا أريد مال "

طالعه كامل بتساؤل مندهش بينما علا الاستغراب ملامح رائد لكن ما أقلقه بالفعل هو تلك النظرة التي رمقه بها والده فجعلت التوجس يحفز كل خلاياه ترقبا وهو يسمع سؤال كامل :

" ماذا تعني زهران بك ؟! "

تلك النظرة من عينىّ والده الدقيقتين يحفظها جيدا وهو يُقدِم على قرار هام درسه جيدا ..
فقط يخشى هذه المرة أن يكون القرار .. يخصه .

حتى سمع والده يفجر قنبلة فى قلبه مباشرة عندما قال بحسم :

" دارين ابنتك .... يأخذها ابني رائد "





انتهى 🌺🌺🌺
وكما يقولون قراءة ممتعة
والحمدلله النور مقطعش 😂😂


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.