آخر 10 مشاركات
[تحميل]الشيخ سلطان للكاتبه/ تبارك توتايه "عراقيه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] ملامح الحزن العتيق ، لـ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          العيون الحالمة -شرقية زائرة- للكاتبة الآخاذة: Jάωђάrά49 *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          آثر على الرمـــال ..قلوب زائرة للكاتبة الآخاذة:*عبير محمد قائد(بيـــرو)* *كاملة* (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-18, 07:00 PM   #681

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
رائد ده نفسي افهم حكايته حياه واحد بطل يثق بجنس النساء والسُخامه
قمر الطين كملت علي الباقي بعد ما كان بدأ يلاقي فيها ايلي فقده
الشمس بقي ديه علي اد ما هيه مفيده علي اد ما القرب منها بيوجع ويحرق وممكن يعني العين وكفايه أن القمر بياخد ضياه منها فهماني انت طبعا 😉
والله خساره حمزه في جتتها قمر الطين ديه 😠
بس حاسه ان القلم ايلي قمر هتاخده قرب
أما رائد ده قافل باب ودارين هتفتحه
يا مساء الياسمين

اكمل لم يفقد ثقته بالنساء لكنه اتجرح مرة والموضوع عدى لحد ما جات قمر وفكر فيها فترة واكتشف انها ملك غيره

الشمس تحرق فعلا .. الجملة دي حتقريها النهارده باذن الله من وجهنا الجديد

فهماكي 😂😂

مانا بقول لحمزة كفاية بقا يقولي بحبها 😂😂

هو انا خايفة اقول لاضرب انا 😂😂 هو القلم بتاع قمر لسه شوية 😂😂

حبيبتي انتي ربنا ميحرمني منك 💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 08:21 PM   #682

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور ...
المشكله ما بعرف اشتم 😞😞😞😞


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:06 PM   #683

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضوور للفصل متشوقين ع الاخر

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:07 PM   #684

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

العجيب انى كنت متعاطفة مع قمر ولكن مع مرور الفصول والكاتبه ما قصرت ههههه أصبحت لا اطيقها وخسارة فيها حمزه يعنى الإنسان تأتى له فرصة ليصبح افضل ويجد من يحبه ويتمنى منه الرضا ودى جبله مفيش فايده فيها مازالت أسيرة الماضى لا أدرى هى تبحث عن إيه قال عايزه تتحرر من ماذا يا مصيبه دى كانت عايزه واحد زى رائد يعرفها أن الله حق كان ثنائى يجنن وكانوا ولعوا فى بعض يا طولت بالك يا حمزه متى سيأخذ موقف منها دى عينيها فارغه أما أكمل وشمس فموضوعهم مش سهل هما الاتنين مجروحين بزيادة ودارين ربنا معها احسنتى عزيزتى بإنتظارك 💞😘

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:11 PM   #685

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 9 والزوار 17)
‏قمر الليالى44, ‏زهرورة, ‏houda4, ‏طوطه, ‏مشاعل 1991, ‏وهيبة1, ‏mira maram, ‏جواهر الخليج, ‏زهرة الحنين


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:25 PM   #686

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الرابع عشر

" أهلاً ببنات العامري "

ما أجملها لذة السيطرة الهائلة ولعبة تحريك عرائس الماريونت
لا يمكن إغفال ذلك - الصدق - المشع من - العروس - المتحفزة بنكهة – البن -..
نكهة مريرة في صرامتها .. مهلكة في إدمانها .. لكنها الوحيدة التي تضبط معدل – شغفك - ..
نيرانها تشعل – سطوة – إحساسك بمذاق على قياس – مزاجك -..
وبقدر طاقة – المجازفة – التي خاطر فيها شغفا في – المخاطرة – نفسها ..
مخاطرة اللهاث إنتقاما .. ليس للإنتقام نفسه .. بل لشغف المخاطرة
أتت النتيجة هكذا أمامه .. كالشمس حقا .. أجمل .. تستحق المجازفة وترضي المخاطرة .

طيف إبتسامته يتسع بقسوة متسائلا بتحفز التلاعب وعيناه تتنقلان بينهما :

" توقعت هذه الزيارة .. لكن من شمس فقط ... لا أعلم ما الذي أدخلكِ بين رجل وزوجته المستقبلية يا قمر ؟! "

ولا يمكن إغفال نيران الغضب والتحامل المشعة من - القهوة الفائرة - ..
تخفي وجهها الوهاج لتنطلق بسوادها في وجهك مغافلة إياك عن مذاقها الحقيقي ..
ضغطت شمس على أسنانها ليرتجف جسدها بشرارات الغضب والتي ازدادت وقمر تقول بخفوت :

" أنا آسفة يا أكمل "

اتسعت عينا شمس بصرامة ووجهها يتحرك ناظرا لوجه قمر لا تصدق دكضعفها أمامه ..
هل هذه المتمردة التي أوقعت هذا البلاء فوق رؤوسهم ؟!
بنظرة ندم بعينيها البريئتين نسيت قوتها ثم تنظر لأصابعها فتراها تلتف على خاتم حمزة لتدرك مدى تخبط قمر..
لا تفهم ما تريده .. تريد حمزة أمام حمزة .. وتريد أكمل أمام أكمل
وما أقسى تخبطها وهى تدهس كل القلوب تحت قدميها في محاولتها لفهم ذاتها المجهولة .
وجهها كان يعود له حين نطق أكمل بقسوة تحذيرية جادة :

" لا تنطقي اسمي بلسانكِ هذا "

مشاعرها تحتد وعيناها تعودان لاشتعالهما وهى تلمح قمر تطرق برأسها فتجابهه بقوة :

" كلامك معي أنا "

عيناه انتقلت لوجه شمس فيرى النار بداخلها بعينيه .. كيف تكون بهذه الصورة الشفافة ؟!..
النار تشتد وتلتهب بقسوة .. قسوة رهيبة تمتلكها هذه المرأة بداخلها ..
هل هو الحزن على زوجها الراحل ما جعلها قاسية هكذا .. أم الموضوع له أبعادا أخرى ؟! ..
ومنذ متى كان الحزن جالبا للقسوة بهذه النظرة المتحجرة بعينيها ؟!
كل خطوة بريق عينيه يصطدم بشعلة من عينيها حتى وقف أمامها قائلا بصوته الخافت :

" تكلمي إذن "

عيناها بعينيه .. كم هى باردةٌ عينيه !!.. كمحيط متجمد في ليلة شتوية قارصة ..

( لماذا يا قمر .. ماذا ينقصه حمزة بدفء عينيه حتى لا يكفيكِ ؟ )

بكل ما تملك من غل تجاهه كانت تسأل :

" ماذا تريد ؟ "

للمرة الثانية يكون قريبا منها هكذا وجها لوجه .. إنها تُلاشي القمر !..
القمر بجانبها يتضائل تاركا آشعتها تخترق كل الأجواء
يبدو إنها أخذت الكثير من اسمها .. في نار عينيها ووهج الغضب بملامحها ما يحاكي شمسا صغيرة ..
حاجباه ارتفعا وهو يقول ببراءة استمتاعه :

" أنتِ مَن يجيب عن هذا السؤال ... ماذا تريدين مني ؟ "

أخذت شمس نفسا عميقا ثم ردت عليه بنفس النبرة :

" أنا لا أريد منك أي شئ .. فقط اتركنا لحالنا "

بثبات ودون أن ترف برموشها تنظر إليه فتزيد إستمتاعه وهو يسأل بورقة لن يضحي بها حتى إن تأكد أنها غير موجودة :

" هل هذا يعني أنه ليس هناك خطة للإيقاع بي ؟ "

صمتت شمس وهى تنظر إليه فيعود تراسل الأسهم المتقاذفة
بعيدا عن عيون باكية لزينة .. عيون كاذبة لقمر .. عيون وقحة لوجدان
عيون مغوية بإحتراف لكثيرات
عيناها تختلفان في معناهما العميق فلا تستطيع الإمساك بمشاعرها
لكن ما يسهل قراءته .. نار الغضب وجليد القسوة ..
راقبت قمر صمتهما وشئ من غيرة يشع داخلها بومضاته البراقة فتقول بخفوت :

" لا ... أنا مَن أردت أن أعمل فجئت إليك .... لم يعرف أحد منهم شئ "

بعد لحظات كان وجهه يلتفت لقمر قائلا بنبرة إزدراء واضحة :

" هذا يعني أن ذلك اليوم في النادي أنتِ بعتِ أختكِ بالفعل وأنتِ تدعي أنني أريدها "

خفضت قمر نظرها لا تحتمل هذه النظرة في عينيه فيطرق قلبها ذنبها في حق الجميع وأولهم حمزة ..
كم تحتاج لحضنه الآن ينتشلها من كل ما تشعر به هذه اللحظة
دمعت عيناها وهى تتذكر أنها منذ أيام كانت تتمنى أكمل
ما هذا الغباء والحمق الذي يصيبها مؤخرا ؟!
بتلك الورقة البالية له واللامعة لهما كان يواصل كلامه ونبرة السيطرة تتضح بقوة :

" مع إنني لا أصدق حرفا مما تقولانه وهذه التمثيلية أصبحت سخيفة جدا .. فلا أمتع من اللعب على المكشوف ... إلا إنني سأُسَلِم أنه لا يوجد خطط وإنكِ بعتِ أختكِ يا قمر "

عاد بعينيه لشمس فيتلاعب بأوتار أعصابها وهو يحدق بشفتيها متابعا :

" وأنا اشتريت "

تلميحاته كلها تصيبها بإستفزاز هائل فارتفع صوتها بحدة :

" وما دخلي أنا ؟ "

استفزها أكثر حين ابتسم قائلا بهدوء :

" المساواة في الظلم عدل ... قمر ظلمتني وظلمتكِ وظلمت خطيبها وأهلها ... والآن أنا أظلمكِ أنتِ فقط ... أترين كم أنا طيب القلب ؟! "

زادت وتيرة تنفسها وافترقت شفتاها لترد حين همست قمر :

" أكمل .... "

نظرته الحازمة أوقفتها فابتلعت ريقها بتوجس وقلبها ينتفض خوفا وهو يضع يديه بجيبيه سائلا شمس :

" هل تعرفين كيف تعرفت علىّ أختكِ المحترمة ؟ "

أطرقت قمر برأسها خزيا فأجاب ساخرا :

" ألقت بنفسها أمام سيارتي "

مصدومة نظرت شمس لأختها فيزيد إحساس أكمل بصدقها وهو يواصل رجمه لقمر في عينىّ شمس :

" وأنا بكل شهامة أخذتها للمشفى ليتضح لي بعدها أنها خطة للعمل في عرض الأزياء الذي أجهز له "

ارتعشت شفتا قمر غير قادرة على مواجهة الاثنين وإرادتها لأمان حضن حمزة تعلو في هذه اللحظة فوق كل رغباتها ..
وأكمل لا زال مستمرا :

" جعلتها نجمة العرض .... ولن أخبركِ بتجاوبها معي ونحن وحدنا حتى لا تشعرِ بالخزي منها أكثر .. ليتضح لي أنها أيضا خطة لتجعلني على علاقة بأختها ... ومؤكد أختها شاركت فيها "

ها هو يعود مجددا .. تأكيده لتلك النقطة يشعرها برهبة الأمر إن علم أحد كما يقول ..
فعاد صوتها يرتفع والغضب يملأ كيانها تريد الإنفجار :

" ألا تفهم .... ليس هناك خطط "

ظل أكمل محدقا بوجهها الأحمر فيجذبه إشعاع الغضب وطاقة الكره به
وللغرابة ابتسم قائلا بنبرة استفزتها أكثر :

" اخفضي صوتكِ .. لن يخدعني مبدأ خذوهم بالصوت هذا "

أغمضت شمس عينيها وراقب حركة شفتيها بتمتمات غير مسموعة فارتفع حاجباه متوقعا ما تتمتم به !..
ثم فتحت عينيها تحاول استعادة هدوئها قائلة :

" سيد أكمل من فضلك .. دعنا ننهي هذا الأمر .. أنت تعلم أنه ليس هناك أي خطط وقمر قالت هذا يومها لتبرر وجودها معك .. نعم هى اخطأت ولكن لا تصلح الخطأ بخطأ أكبر منه "

اومأ أكمل قائلا بجدية :

" حسنا ... دعينا ننهي الأمر "

استدار يتجه لمكتبه يأخذ منه ملفا ثم عاد إليها يناوله لها متابعا :

" هذا العقد الذي وقعته قمر .. ادفعوا الشرط الجزائي ينتهي العقد ... وربما .... "

تلكأ قليلا لتستوعب ما تقرأ مضيفا :

" ينتهي الزواج "

اتسعت عينا شمس وهى تقرأ قيمة الشرط الجزائي .. المجنونة الغبية .. كيف وقعت على هذا الرقم ولم تحسب لأي شئ ؟!.
نظرت شمس إلي قمر بصدمة فدمعت عينا قمر إحساسا بالكارثة التي فعلتها ثم نظرت لأكمل هامسة برجاء :

" لا تفعل هذا "

يا إلهي .. كم تشبهها حتى في رجائها المنكسر .. كيف أعجبته من قبل هذه الضعيفة ؟!!.
بهدوء كان يرفع ظاهر أصابعه إلي وجنتها قائلا بصوته الخافت بنبرة إغوائه الخاصة :

" لا أستطيع مقاومة سحر أختكِ يا .... صغيرة "

توقفت يده قبل أن تصل لوجه قمر حين أمسكت شمس بمعصمه هادرة بقوة :

" لا تلمسها "

أبعدت يده بعنف وألقت الملف أرضا وقد بلغت آخر ما لديها من صبر
وبهذه اللحظة فقط كان يسري بينهما رابطا من عينيه لعينيها
وهو يقول متذكرا سؤالا سأله في يوم ما لقمر :

" اليوم عرفت إجابة سؤالي "

ظل ينظر لعينيها ثم قال بجدية مَن يدرك شيئا :

" إنها ... حارقة "

تناظره شمس وقلبها يطرق صدرها كالحجر الغاضب الذي يريد الإنفلات ..
نبرته كانت جادة تماما وهو يواجه عينيها الثائرتين بقوله :

" لا تنسوا بعد دفع الشرط الجزائي سيظل هناك سرا صغيرا معي .. قمر أخفت كل ما فعلت عن عائلتها وعن خطيبها ... وسأكون أكثر من سعيد وأنا أفضحها .. وأفضح خطتكما "

ابتعد عنها خطوة يتابع كلامه النهائي :

" ببساطة يا شمس أخشى أنكِ لن تتخلصِ مني ... على الأقل الآن .. أتمنى أن تبلغِ موافقتكِ على زواجنا لوالدكِ بأسرع وقت حتى يبلغني بها وننهي الأمر "

صمت لحظات وضيق ما يخنقه فيقاومه قائلا :

" وإن لم تبلغيه أنتِ .... سأبلغه أنا ... "

صمت مترددا إلا أن الكلمات خرجت من بين شفتيه كسلاح أخير :

" أن أختكِ كانت مستعدة أن تسلمني نفسها إن أردت "

اتسعت عينا قمر فاغرة شفتيها بذهول رهيب واضعة يدها على جانبها تضغطه بقوة وأنفاسها تختنق ..
وبلحظة كانت يد شمس ترتفع .. لتصفعه ..

وبنفس اللحظة كانت يده هو تمسك معصمها هذه المرة توقف يدها في الهواء ثم يجذبها إليه تلك الخطوة التي تفصلهما ..
قبضته تشتد على معصمها ووجهها القريب من وجهه يحكي ..
يرسم ملامحها الثائرة بعينيه فيحفظها عقله بسهولة إنسيابية ..
وهذه الحسنة البارزة في جانب ذقنها الأيسر .. كيف لم ينتبه إليها من قبل ؟!..
عطرها حزين .. خلف ثورتها يكمن الحزن مهلكا لجمالها ..
جمالها خريفي عاصف بنجمات نارية مشتعلة بعينيها .. نجمات قاسية ..
عيناها الكارهتان تخبره أن هذه المرأة ستحزنه بشدة ..
هذه المقامرة سيخرج منها - بشظايا - جديدة ..
لكن ربما هو يحتاج الشظايا الجديدة لتنزع القديمة .. يحتاج أن يطرق باب – التحديات – كالماضي ..
أن يمارس هوايته كرجل عشقته الصعاب وحفظته الطرقات الطويلة الممتدة ..
مَن اعتاد على الشقاء تتعبه الراحة .. لذلك لا يستسيغ المرأة السهلة ..
ليس هو مَن يتزوج بسهولة وإعتيادية
وليس هو مَن يفضح بنات الناس بأسلحة عالم القوي فيه مَن يرتفع والضعيف يُسحَق ..
لكن الكلام لا حساب له .. الكلام في أوقات كهذه أقوى الأسلحة حتى وإن كان يدور في مدارات النذالة .
للحظة توقفت عيناه على شفتيها قبل أن ينفض يدها ويستدير قائلا بقوة نبرته :

" شرفتم يا بنات ..... الحاج سليمان العامري "


غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:32 PM   #687

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

جالسة على كرسيها الدوار تضع لمسة أخرى في لوحة الخطوط العشوائية ..
ثم توقفت يدها بفرشاة الرسم قبل أن تضعها جانبا وتسكن ..
إبتسامة بدأت بالظهور على شفتيها ثم ضحكة خافتة ثم ضحكة عالية وأعلى ..
ضحكاتها لا تتوقف وهى تتذكره .. ذلك العاصفة سبب هذه اللوحة ..
تتذكر وجه والده وهو يحايله ألا يحرجه بعد أن قال لوالدها على العشاء
تتذكر وجهه وهو يقود سيارته بصمت على حافة إنفجار وهى جواره ..
لقد كادت تضحك أيضا وقتها ..
زادت ضحكاتها فنهضت عن كرسيها لتخرج للشرفة ..
الحمد لله أنه لا زال شهما ليوصلها بعد العشاء وإلا كان ألقاها على الطريق السريع ورحل متخلصا منها ! ..
مسحت دمعتين عند زوايا عينيها من كثرة ضحكها فتتذكر أول جملة بادرته بها في المطعم ..
وقتها نظرت حولها قبلها لتتأكد من وجود البشر حولها عسى أن يدافعوا عنها إذا ألقاها في البحر من النافذة الزجاجية بجوارهما !.


" صدقت عندما قلت لوالدك أنك لا تعرف الإبتسام على الأقل "

ظل يتناول طعامه بصمت حتى تعطف عليها بإحدى جمله وهو ينظر لطبقه بجمود :

" هل ترين أن الوضع يتطلب إبتسام ... أنا أتزوجكِ مرغما أم أنكِ تتعمدين إغفال هذه الحقيقة ؟! "

كلماته تضربها في مقتل لكنها تستدعي مزاجها الساخر بطريقة عجيبة
فابتسمت قليلا لتقول ساخرة :

" واضح أن إبتسام وحنان وصفاء ماتوا عندك منذ زمن "

شعرت به سكن قليلا عاقدا حاجبيه وكأنه يخاف المزاح !
فاتسعت إبتسامتها قائلة ببساطة :

" ولماذا أتعمد إغفالها ؟! .... أنت المرغم ولست أنا ... عن نفسي هذا قراري وبإرادتي أنا "

ترك السكين من يده فحمدت ربها بعد أن رأت هذه النظرة بعينيه !!..
ظل ينظر إليها .. إلي عينيها السوداء المحددة بزينتها .. ثم سألها :

" أريد معرفة لماذا وافقتِ علىّ حقا ؟ "

أسبلت دارين أهدابها فترد مراوغة :

" اعتبرني مجنونة "

عاد يمسك السكين ليتناول طعامه قائلا بسخرية ضايقتها هذه المرة :

" أعتبركِ !! ... أنتِ بالفعل مجنونة .... وغبية "

نادرا ما يغلبها الغضب أو تتحكم بها العصبية .. وفي تلك الأوقات تفضل الصمت حتى لا تَجرح أو تُجرَح ..
رفعت عينيها تنظر إليه فتجد إبتسامته الساخرة بها طيف إنتصاره ..
للمرة الأولى ترى عينيه تلمعان خطفا وهو يقول بإبتسامته الصغيرة :

" اهدئي ... عيناكِ تطلقان شررا "

وبلحظة كان شـرر عينيها يخفت ..
أعادتها جملته لهدوئها .. وربما هى تلك النبضة التي قبضت قلبها فجأة وهى تنظر لعينيه ..
فعادت تبتسم قائلة بثقة :

" تجيد قراءة العيون ... وهذا مُبَشِر "

تلاشت إبتسامته مع جمود عينيه العائد فأضافت برقة وهى تميل برأسها قليلا :

" نسيت أن أقول لك .... مبارك خطبتك "

انحدرت عيناه لفستانها الوردي الداكن فيعترف لذوقها بالجمال .. أكثر ما يجمله أنه مغلق بأناقة الحماية من العيون ..
لكن باللحظة التالية كان لون الفستان يتبدل للأسود فيتوه المكان ويتراجع الوقت ويرى طيفها الضبابي الراحل ..
حتى هز رأسه منزعجا قائلا بضيق :

" لا تنتظري مبارك مني "

تراقبه يغمض عينيه ويفتحهما .. تشتد يداه على الشوكة والسكين ثم ينركهما حانقا ..
رافضا النظر إليها فتجذب أفكاره عنوة وهى تقول بجدية :

أنا لا انتظرها رائد " "

نظر إليها فترفض عيناه وتنفر وتكره أن تناديه باسمه .. كم من المعاناة يحملها بداخله تجعله رافضا أن تنطق اسمه امرأة .. أخرى..
وتطايرت أفكاره تصيبها بشرر عينيه هو هذه المرة وهو يأمر جديا :

" توقفي عن مناداتي هكذا "

تفاجأ بنظرتها وهى تحمل شيئا من حنان عاتب فتسأله بعد لحظات صمت طالت وهى تتأمله هادئة :

" هكذا كيف ؟! "

صمت .. وصمتت .. حتى أوصلها لبيتها واجما بلا كلمة .. لكن ما شعرت به حقا أنه يشعر بحمل ثقيل يُلقَى عليه .


تنهدت دارين وهى تخفض رأسها حين طرق باب غرفتها ثم فتح ليقف كامل عنده مبتسما متسائلا :

" دارين ... مشغولة ؟ "

استدارت دارين تنظر إليه مبتسمة مستندة بظهرها لسور الشرفة تجيبه :

" لا أبي .. ولو مشغولة أترك كل شئ لأجلك "

تقدم كامل مبتسما يقف بجوارها سائلا بقلق :

" كيف حال رائد معكِ ؟ "

ضحكت دارين وهى تكتف ذراعيها فتقول :

" أي حال !! .. خطبتي كانت بالأمس فقط .. لماذا هذا القلق في عينيك وصوتك ؟ "

تنهد كامل ناظرا لابتسامتها قائلا :

" دارين أنتِ تخوضين تجربة جديدة ... خاصة مع رجل ذو وضع خاص "

اومأت دارين بعجب لترد بعذوبة صوتها :

" أبي دائما تخبرني أن رائد ذو وضع خاص ... رائد ظروفه ( كانت ) صعبة ... مختلفة .. والآن الوضع أراه عادي .. فقد عاد لعمله وخطبني وسنتزوج قريبا وانتهى الماضي بكل ما يحمله "

عبس كامل ملتفا ليقف أمامها قائلا :

" إن كانت هذه نظرتكِ للأمر فأنا أخاف عليكِ منذ الآن "

ارتفعا حاجبا دارين وهى تتسائل بفضول :

" لماذا ؟ "

فيرد كامل وصوته القوي يحمل قلقه وعزمه :

" لأن والده مريض وقد يمر بنفس الأحداث التي مر بها سابقا ... عليكِ أن تتحلي بالقوة لتواجهي معه أي ظرف "

أخذت دارين نفسا عميقا تومئ برأسها وترد بهدوء :

" اعلم أبي وصدقني فكرت في كل شئ "

أمسك كامل بسور الشرفة ينظر للسماء قائلا بخفوت :

" ثقتكِ هذه هى التي تجعلني مطمئن قليلا رغم كل القلق الذي يملأني "

أنزلت دارين ذراعيها فتربت على كتفه قائلة بإصرار :

" لا داعي للقلق أبي ... ابنتك ستتزوج وسيتحدث الجميع عن زفافها على رجل الاعمال ( الناجح ) رائد زهران "

التفت كامل جانبا ينظر لوجهها فيتذكر كلام شاهندا .. دارين بها شعلة بهجة مختلفة بالفعل ..
فيهز رأسه وهو يقول متعجبا :

" تبدين غريبة هذه الفترة دارين "

تخللت شعرها بأصابعها تحركه متسائلة بإبتسامة ناعمة :

" لماذا تقول هذا أبي ؟! "

فيرد كامل بنظرة تحاول الوصول لمشاعرها :

" لأن هناك شيئا بعقلكِ لا أعرفه ولا أستطيع تحديده "

ضحكت دارين ضحكة صغيرة بدت أنها تخفي بها أفكارها ثم تقول بروحها الحرة :

" لا تقلق أبي ... كما قلت لي من قبل .. ابنة كامل العامري رأسها مرفوع وكلمتها مسموعة .. وقراراتها نابعة عن إقتناع تام وليس تأثير من أي شخص ... "

شعت ثقة عينيها وهجا نابضا وهى تضيف :

" أياً كان "

وحينها اومأ كامل برأسه بإرتياح ما .



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:39 PM   #688

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


بدلت لمياء ثيابها بعد عودتها من الصيدلية وصلت العشاء لتظل جالسة بوجوم على سجادة الصلاة لوقتٍ طويل ..
بعد دقائق كانت والدتها تفتح الباب وتدخل مباشرة فانتفض جسد لمياء قليلا وهى تنظر إلي قامتها القصيرة الممتلئة وجلبابها البيتي الكئيب ..
شعرها الأسود بخصلات شيب بيضاء لا تصدق والدتها أنها من تأثير العمر وتتشبث بفكرة إنها تأثير صبغات الماضي الكثيرة ..
نهضت لمياء تبتسم في وجهها ابتسامة باهتة فتسألها أمها بنبرة صوتها القوية التي تكرهها لمياء :

" هل أخذتِ راتبكِ اليوم ؟ "

تصارع لمياء لإبقاء تلك البسمة وهى ترد :

" الأسبوع القادم "

فتسألها والدتها مجددا : " ألن يزيد راتبكِ ؟ "

استدارت لمياء تبحث في أوراقها على الطاولة وهى تجيبها :

" أنا لم أعمل سوى شهرا بها فكيف يزيده الآن ؟ .. ثم إنها صغيرة ودخلها ليس عاليا "

خطوة حانقة من أمها وهى تسألها غاضبة :

" والمال الذي تريدينه الأسبوع القادم للماچستير من أين أحضره لكِ ؟! .. راتبك سبعمائة جنيها وتأخذين سبعة آلاف سنويا وجدكِ يدفع .. لماذا أدخلتنا في هذه الدوامة ألم يكن كافيا تعليمكِ ؟! "

رفعت لمياء وجهها تنتظر لحظات تحتد أنفاسها ثم قالت بغل :

" كنتم تعلمون أن الماچستير سيأخذ أموالا طائلة وقلتم معكِ في أي شئ حتى تكتفين تماما من التعليم فلماذا تلومينني الآن ؟ "

فجأة ارتفع صوت والدتها بغتة فانتفض جسد لمياء نافرا وهى تصرخ :

" ظننت أنكِ ستعملين في وظيفة تكفي إحتياجاتكِ .. منذ عامين تجلسين هكذا لا وظيفة ولا عريس مناسب ولا لكِ وجود "

ثم استدارت وخرجت وهى تدعو عليها بدعوات قبضت قلب لمياء فدمعت عيناها .. ما بين دعوة بالحرق .. دعوة بالخراب .. دعوة بالشلل .. ثم تنهيها بقولها :

" منك لله يا لمياء .. حسبي الله ونعم الوكيل "

ارتعشت شفتا لمياء تقاوم دموعها بقوة وقلبها ينهار بصدرها موتا بتلك الدعوات وخوفا من إستجابتها فتغمض عينيها هامسة بملء روحها

" يا رب ... إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالي "

فتحت عينيها تشهق الهواء بإرتجاف ثم مدت يدها تتناول هاتفها تكتب له

"' أين أنت ؟ "'

دقائق مرت قبل أن تأتها رسالة ضياء الدين

"' في المعرض .. كيف حالكِ صغيرتي ؟ "'

دائما ما تجلب ' صغيرتي ' الدموع لعينيها فينهشها الإفتقاد للحنان وهى تجيبه

"' بخير ... وأنت كيف حالك ؟ "'

هل تكذب إن قالت أنها تهتم ؟! .. لأنها لا تهتم بحاله هو بقدر ما تهتم بأن تسأل أي شخص هذا السؤال .. أين أنت .. كيف حالك ؟!.
كم ملت حياتها الأنثوية البحتة الخالية من أية لمسة ذكورية تجعلها تشعر أنها منفرة للجنس الآخر ..
لماذا لا يقتربون منها وكأنها شحنة كهربية صاعقة ؟!
بعد لحظات كانت تقرأ رده

"' متعب جدا ... منذ يومين وأنا لم أنم تقريبا بسبب التجهيزات الأخيرة في معرض السيارات الجديد "'

ابتسمت بمرارة وهى تجلس على سريرها تكتب

سيارات مجددا !! "'

استلقت على سريرها تقرأ إجابته

"' نعم مجددا .. هى هوايتي الأولى وشغفي الدائم .. ماذا عنكِ ... أيهما تحبين أكثر .. القراءة أم الكتابة ؟ "'

نامت لمياء على جانبها تحاول تخيل وجهه فترسم صورا مختلفة الجاذبية ..
رجل يعشق السيارات وتبدو الحيوية مشعة فيه .. رجل يهوى الشعر ويمنحها إهتماما غير عادي ..
رسومات عقلها تختلف لكن كلها تنبض بالحياة والرجولة .. والوسامة .
تفكر في إجابة سؤاله الذي لم يسألها إياه أحد قبله فتكتب

"' امممم .... القراءة "'

عدة وجوه ضاحكة أرسلها إليها ثم كتب

توقعت "'

عبست لمياء وهى تسأل

"' ولماذا توقعت ؟! "'

وجوه ضاحكة أخرى تبعث مرحه لنفسها ثم تقرأ

"' لأنها لا تُتعِب يا صغيرة ... مجرد أنكِ تفتحين كتابا أو تمسكين بهاتفكِ وتحركين عينيكِ على الأسطر فقط "'

ارتفع حاجب لمياء بـشر فبدا وجهها مرحا شقيا وهى تكتب

"' هذا معناه أنني كسولة لا أحب بذل الجهد أليس كذلك ؟ "'

بين كل جملة وأخرى وجوهه الضاحكة تزداد فتشعر بإستمتاعه بالحديث معها مانحا إياها شعورا غير مسبوق بالبهجة وهو يرد عليها

"' أنا لم أقل هذا "'

نامت على ظهرها واضعة الهاتف على صدرها فتبتسم وهى تكتب

"' كلامك يعني هذا "'

بلحظات كانت تنسى كل ما قالته والدتها ورسائله تتواصل تزهر في قلبها

"' كلامي يعني أنكِ أميرة "'
"' والأميرة ليس عليها سوى الراحة والتدلل "'
"' لو كنت أعرفكِ لكنت أتيت إليكِ الآن حاملا الشوكولاتة لتدليلكِ "'

تأوهت وهى تضغط الهاتف على صدرها وإبتسامتها تتسع فتكتب

"' لا أحبها "'

أرسل سؤاله بعد لحظات

"' هل هناك فتاة لا تحب الشوكولاتة ؟ "'

قلبها يرفرف تحت أضلعها بإحساس لم تعرفه أبداً فتكتب بشقاوة لا تدركها

"' نعم أنا "'
"' أفضل أن تدخل علىّ بثلاثة كيلو من الموز "'

شعرت به يضحك حقا وهو يرسل لها الوجوه الضاحكة الكثيرة ثم يكتب

"' هذا عندما أكون زوجكِ "'

تجمدت إبتسامتها قليلا ورسالته تضرب قلبها ثم تتابع قراءة ما يرسل

"' وكأي زوج مختنق من زوجته فيحضر الموز والبرتقال للبيت لا لها "'
"' أما في حالتي فأنا صديقكِ وأخاكِ الأكبر لذلك سأدللكِ بالشوكولاتة والورود أيضا "'

خفتت إبتسامتها قليلا وهى تكتب

"' حسنا اقتنعت بوجهة نظرك "'
"' أريدها ورودا جورية حمراء "'

كان رده صريحا مباغتا

"' أقسم لو أننا في نفس المحافظة لوجدتِ عندكِ أجمل باقة جوري أحمر لأجمل لمياء "'

أغمضت عينيها بشعور الذنب راغبة في الهرب واللجوء لعزلتها
لكنها عاندت نفسها مستسلمة لذلك الخدر الذي يبعثه بها وكتبت

"' إذن الحمد لله أننا في محافظتين مختلفتين وإلا لكانت جاءت صداقتي عليك بالخسارة "'

صدقه مس قلبها فلا تعرف كيف تشعر به هكذا وهى تقرأ

'" لا تقولي هذا .. أتعرفين لمياء ؟ "'
'" منذ عيد ميلادكِ وبعد الثلاثة أيام التي أغلقتِ فيهم هاتفكِ ونحن نتكلم تقريبا يوميا .. وكم أشعر بالسعادة لذلك خاصة عندما تخطئين وتناديني ' آبيه ' رغم إحساسي بأنكِ لا زلتِ خائفة مني "'

قرأت الرسالة مجددا ثم سألته بإستغراب

'" أنا خائفة ؟!! ... بالطبع لا "'

لحظات قرأت رسالته فزادت رسومات عقلها عنه

'" نعم خائفة بدليل أنكِ لا تحكين لي عنكِ أبدا أو عن حياتكِ "'

أصابعها تتحرك على الهاتف بإنسياب عجيب وكأنها ليست هى فترد

"' لأنك تعرف كل شئ ... دراستي وعملي وهواياتي وأغانىّ المفضلة حتى أنك عرفت أشياءا لا يدركها بي أحد مثل أمر رهبة الجمهور هذا "'

فيحثها ضياء على البوح بالمزيد

'" هذا ليس كل شئ ... هذه حياتكِ العادية التي يعرفها الجميع .. أنا أريد أن أعرفكِ أنتِ .. أعرف لمياء التي لا يعرفها أحد "'

شفتاها ترتجفان كأنفاسها بحالة غريبة تنتابها فتكتب بصدق

"' لكن أنا هكذا ... هذه هى كل حياتي "'
'" أنا أبسط من البساطة ... ليس لدىّ أسرارا ولا شيئا أخفيه "'

لحظات طويلة مرت قبل أن يرسل رسالته

'" حسنا سنرى "'
'" انتظري دقيقتين أنا أخرج من المعرض سأركب سيارتي وأحدثكِ "'

انتظرت قليلا حتى أتتها رسائله

'" لمياء أنا آسف علىّ أن أغلق الآن لأني سأتحرك بالسيارة ولن أستطع الكتابة "'
"' سأحدثكِ عندما أصل البيت "'

تنهدت وهى تنهي المحادثة كاتبة

'" حسنا سلام .. لا تقود بسرعة '"

لن تكذب وتقول إنها تهتم أيضا .. جملة أرادت قولها مثل جمل كثيرة فقرأت رسالته الأخيرة

"' حاضر صغيرتي .. لا تقلقي علىّ '"

وما أقسى أن تفعل وتقول وتشعر بلا إحساس حقيقي .. أن تستسلم – للزيف – رغبة في الهرب ..
أن تستسلم لخطوات شيطان دعاها قبلا لتكذب على أحمد علها تلفت إنتباهه ثم يدعوها الآن دعوة أكثر إغراءا ..
هل هذا وقت الذنوب ؟!
بعد كل الإلتزام والضمير والمبادئ يخنقها هذا الشعور بالذنب والخطأ ..
وما عليها سوى أن تقاوم ذلك التعطش النهم للمزيد .. مزيد من كلمات .. إهتمام .. أسئلة .. حنان .. ورجولة .
جفناها ارتخيا لتضيع في سبات عميق علها تفقد كل هذه المشاعر المتناقضة .



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:45 PM   #689

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


فتح أكمل باب الغرفة المظلمة بهدوء واتجهت عيناه لسريرها متوقفا لحظات في سكون الغرفة ثم التفت ليغادر حين سمع صوتها الجميل :

" تعال يا حبيبي "

عاد يغلق الباب مضيئا نور الغرفة ثم اقترب منها ليجلس بجوارها ينظر إليها بأجمل إبتساماته متسائلا بهدوء وهو يغطي كفها بيده :

" لماذا لم تنامِ إلي الآن ؟ "

تبسمت فأضاءت الدنيا من حوله .. ما زالت رائعة الجمال .. عيناها منحنيتان حزنا زادها جاذبية رغم سنوات عمرها ..
اعتدلت جالسة وربت كفها الدافئ على وجنته وهى تقول بإبتسامتها الجميلة :

" تأخرت يا حبيبي "

نظر أكمل لساعة يده المشيرة لبعد منتصف الليل ثم تناول كفها يحني رأسه يقبله مغمضا عينيه لحظات طالت ثم رفع وجهه قائلا :

" كنت أفكر ... وأنهي أمورا مُعلَقة ... وابدأ أمورا مُعقَدة "

تأملت ملامح وجهه الوسيمة بعينيها العاشقتين وقالت بنبرة صوتها العذبة وهى تنظر لعينيه :

" كفاك يا حبيبي .. عش حياتك واعشق وتزوج واملأ البيت أطفالا .. لا أريد أن أرَ بعينيك نظرة الحيرة هذه ... احكي لي ماذا بك ؟... تعودت الكتمان ورفعت أطنانا من الهموم عن ظهري وجاء الوقت لترتاح "

ابتسم أكمل لعينيها فبدا شبيها بأبيه لأقصى حد .. لكن أكمل يفوقه وسامة ..
أكمل ورث وسامة أجداده الأتراك كما ورثها والده .. وزرقة عينىّ جدته التركية رحمها الله ..
أخذ نفسا عميقا ثم قال لها بنبرته الخافتة :

" كنت أظنكِ نائمة وأتيت لأطمئن عليكِ ... لكن بما أنكِ لم تنامِ بعد فسأحكي لكِ شيئا "

بعد دقائق من حيث لا تدري كانت دموعها تسبقها وهى تهتف بجزع :

" أرملة يا أكمل .... هل هذا آخر صبري وصبرك ؟ "

مسح أكمل دموعها بيديه محاوطا وجهها بحنان وهو يقول :

" أمي اهدئي أتوسل إليكِ ... أنا لا أتحمل دموعكِ يا راوية "

دموعها تتزايد وهى تقول بنبرة حزينة :

" اختفت البنات في الدنيا حتى تختر أرملة "

يعاود أكمل مسح الدموع عن عينيها قائلا بهدوء :

" أمي .. إنها في السابعة والعشرين ... صغيرة وجميلة جدا وتبدو كأنها لم تتزوج من قبل ... كما أنها من عائلة محترمة ووالدها رجل وقور حج بيت الله ووالدتها تشبهكِ في طيبة قلبها "

ارتعشت شفتا راوية برغبة بكاء جديدة وهى ترد عليه بحزن عينيها :

" لن تكون الرجل الأول بحياتها يا حبيبي ... أنت تعبت كثيرا وتستحق زينة البنات "

أغمض أكمل عينيه لحظة وقسوة الذكرى تجمد قلبه .. لا تذكري اسم زينة ..
تلك التي لم تُقدِر ذلك التعب وخجلت منه فرحلت وكأنها تنتشل نفسها من العار .
سحب يديه عن وجهها فيمسك بكفيها قائلا :

" أنا طلبتها من والدها منذ أسبوع أمي "

أطرقت برأسها وهى تقول بنبرة حزينة :

" بدون أخذ رأيي يا أكمل "

أمسك أكمل ذقنها يرفع وجهها لتنظر إليه قائلا بنبرة غريبة رهيبة التعب :

" أمي أنا اخترتها ... دعيني أتزوجها وأرتاح "

نظرت راوية لعينيه فترى معاناته من شئ ما لا تدركه .. دائما أكمل كتوما فيما يخص مشاعره وهمومه ..
دائما يتصرف وحده حتى لا يحملها أحزانا تشقيها .. فيتحمل هو كل الشقاء فداءا لها ولأخته .. وأخيه ..
رجل منذ الخامسة عشر من عمره منذ رحيل والده فرفع البيت فوق كتفيه ..
يا الله ... كم تحمل من أجلهم صامتا حنونا مبتسما لم يكل ولم يمل يوما ..
وكم تتمنى له زينة البنات .. وكم تتمنى أن ترَ أولاده قبل موتها ..
لكنها دائما تشعر به .. وشعورها يخبرها أنه سيرتاح حقا إن تزوج هذه المرأة .

تنهد أكمل بإنهاك نفسي رهيب وهو يشعر أنه عالق .. كبريائه عالق .. كرامته عالقة تطالبه بالتحرير منذ رحلت ..
لماذا تؤثر عليه لهذه الدرجة البغيضة .. لدرجة أنه يريد هذه الراحة .. راحة الكسر ..
إنه حقا لا يهتم بإنتقام سخيف من قمر .. وقته ومسئولياته ليسا فارغين لهذه السخافة ..
وهى أيضا لا تستحق دقيقة من وقته يشغل نفسه بالتفكير في إنتقام منها
هو يريد المجازفة نفسها
ولكن حتى وإن لم يرد إنتقاما فلا مانع من كسرها قليلا
يريد الزواج بشمس ليكسر قمر فيكسر زينة .. كم أصبح معقدا ليدور كل هذه الدائرة ليخرج من شباك قديمة ظن أنها قُطعِت ليكتشف أنها لا زالت تكبله ..
يا إلهي .. كم يكرهها مَن كان يناديها بزينة البنات .. يكرهها لدرجة أنه يتمنى موتها لما فعلته به ..
أو ربما أن كل هذا هو تأثير الرفاهية
ربما حقا مَن اعتاد الشقاء تتعبه الراحة .. حتى في زواجه يريد الطريقة الأصعب والأكثر تعقيدا حتى ولو لم يرغب بكسر أحد .
أو ربما أنه يريد .. شمس .. نفسها .

فُتِحَ الباب ليطل رأس أخيه جاد ذو الأربعة والعشرين عاما مبتسما فيلتفت أكمل يبتسم له فاتحا ذراعيه ..
تقدم جاد منه يحتضنه بقوة فتقوى ذراعا أكمل حوله مستمدا دعما من براءته سائلا :

" حتى أنت لم تنم بعد .. هل كنت تنتظرني ؟ "

أبعد جاد وجهه عنه يهز رأسه نفيا بطفولية فيضحك أكمل بخفوت وهو يداعب شعره ..
يد راوية ربتت على كتفه فالتفت إليها لتقول بحنان العالم :

" تزوجها وارتاح يا حبيبي "

تلاشت إبتسامة أكمل بنظرة واجمة من عينيه حتى سمع صوت جاد :

" أكمل .. يتزوج !! "

نظر إليه أكمل يبتسم في وجهه قائلا بعد تنهيدة عميقة :

" نعم جاد ... أكمل أخيرا يتزوج "

نظر جاد إلي والدته فيتسائل ببراءة طفولية يحملها ميزةً من .. التوحد ..

" وأمي لماذا تبكي ؟! "

عاد أكمل ينظر إليها فيرى اللؤلؤ الثمين لقلبه ينسدل صمتا على وجنتيها الناعمتين فابتسم لها قائلا :

" لأنها سعيدة ...أليست هذه دموع الفرح يا راوية ؟ "

تبسمت راوية في وجهيهما .. أغلى ما تملك في هذه الدنيا .. ثم قالت بحنانها وهى تمسح وجهها :

" أسعدك الله يا حبيبي وأراح قلبك "

أمسك أكمل كفها يقبله فأمسك جاد كفها الآخر مقلدا إياه لتضحك دامعة العينين حتى قال أكمل بإبتسامته :

" أدامكِ الله لي أمي ... أردت إخباركِ أن والدها اتصل بي ليخبرني بموافقتها وعلينا أن نذهب معا لنطلبها منه رسميا ... ما رأيكِ لو ذهبنا بعد غد ؟ ... أريد منكِ فقط أن تتحدثي إلي والدتها لتؤكدِ الموعد بنفسكِ .. أنتِ أصبحتِ حماتها الآن "

ابتسمت راوية بأمل الفرح القادم وهى تجيبه :

" حاضر يا حبيبي .. وأعدك من الآن أنني سأعاملها كابنتي ... ستكون زوجة الغالي .. ربما سأحبها أكثر من أختك شهرزاد "

ضحك أكمل قائلا :

" لا تقولي هذا لشهرزاد وإلا ستغار من الآن ... أنا سأبلغ والدها بالموعد .. وسأتصل بنفسي بشهرزاد وأخبرها وإلا ستقول كما تقول دائما منذ أن تزوجت وسافرت نسيتموني "

اومأت راوية وهى تدعو له من أعماق قلبها :

" أسعدك الله يا حبيب قلبي .. قلبي راض عنك يا حبيبي "

ضمها أكمل إليه فيفيض قلبه بحبها ثم سمع سؤال جاد :

" ما اسمها ؟ "

ابتعد أكمل عنها ينظر لجاد لحظات قبل أن يجيبه بنبرة غريبة :

" اسمها شـمـس يا جاد .. شـمـس "

أمال جاد رأسه يكرر الاسم سرا فتبدو عيناه حزينتان ثم سأل مجددا :

" حلوة ؟ "

شردت عينا أكمل قليلا يتذكر ملامح وجهها ثم أجابه :

" حلوة جدا يا جاد .. ربما هى أجمل فتاة ستراها عيناك "

لم يبتسم جاد كما ظن أكمل بل بدا غير مرتاحا ثم قال بعد لحظات :

" لكن اسمها شمس ... والشمس تحرق "

ليغادر بعدها الغرفة تاركا – نقطة نار – في قلب أكمل .


.........

غلا فاطمة likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 23-04-18 الساعة 10:16 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 09:51 PM   #690

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

دخلت قمر غرفة شمس وأغلقت الباب خلفها فتقول بنبرة تحمل غيرة لم تخطئها أذن شمس :

" أمي تقول أن ( عريس ) شمس ووالدته قادمين غدا ليطلبكِ رسميا وتقرأوا الفاتحة "

تحدق شمس للسماء بتبلد في وقفتها المائلة على إطار الشرفة وقمر تقترب منها تسأل مجددا بمغزى واضح :

" هل وافقتِ عليه .... بهذه السرعة ؟! "

وقفت جوارها تنظر إليها متسائلة بنفس النبرة :

" أجيبيني يا شمس .... كنا عنده أول أمس واليوم تبلغين أمي وأبي بموافقتكِ "

ظلت شمس صامتة كالحجر حتى نطقت بصوت ميت كعينيها :

" هل عندكِ حل آخر ... هل ستدفعين الشرط الجزائي ... ما فائدة تأجيل المحتوم إذن ؟ "

فترد قمر بقوة :

" نعم عندي ... لا نفعل شيئا .. وهو لن يفعل شيئا .. أكمل ليس هكذا .. أكمل رجل ولن يفعلها وينفذ تهديده .. هو يخيفنا فقط "

نظرت شمس إليها فتهزأ عيناها وهى تسألها ساخرة :

" هل تعرفينه لهذه الدرجة ؟! "

صمتت قمر لحظات تختار .. كلمة .. ثم قالتها بنبرة خاصة :

" أشعر به "

نظرة اشمئزاز طلت من عينىّ شمس وملامحها تشاركها الإمتعاض وهى تقول :

" لا أصدق أن كل هذا القرف بداخلكِ ... تشعرين به !! ... يا متزوجة يا محترمة !! ... كنت اعتقد أنكِ أنانية مغرورة وأعطيتكِ عذركِ بصغر سنكِ وحياتكِ المغلقة .. ولكن اتضح لي أن حياتي أنا فقط هى المغلقة ... أنتِ غلبتِ مَن تربوا في الشارع على أساليب المكر والخداع ... أصبحتِ أكثر مكرا وخداعا منهم "

عقدت قمر حاجبيها هاتفة :

" أنا يا شمس "

عادت شمس تنظر أمامها قائلة ما تشعر هى به :

" أحاسيسكِ كلها كاذبة .. لن تشعرِ به أبداً ... إنه مجروح الكرامة .. كبرياؤه ينزف ولن يرض سوى بالإنتقام .. سواء بالزواج مني أو .. الفضيحة .. لن يتردد في فعلها لحظة واحدة ... لأنكِ أهنتِه حين اكتشف أنكِ ملكا لغيره "

إحساسها بالكارثة يزداد لكنها بطريقة ما تشعر به حقا رغم كرهها له ..
عادت تنظر لقمر وشعرها الأحمر القاسي كقسوة عينيها فتشارك أكمل إحساسه برغبة الإنتقام ..
هى نفسها تريد الإنتقام من قمر بعد ما أدخلتها به
قست عيناها فبدا الأختان شبيهتان بتلك النظرة وهى تقول لها بإزدراء :

" لن تفهميه أبداً ولن تفهمِ أحدا لأنكِ لا تنظرين سوى لنفسكِ وطموحكِ حتى وإن دهست الكل تحت قدميكِ ''

عينا قمر تحتد أكثر وأصابع الغل السوداء تتشعب داخلها وشمس تضيف بإستفزاز :

" لا تذكرت .. أنتِ تنظرين أيضا .. لدارين ... تضعينها هدفا أمام عينيكِ العمياء تحاولين العبور فوقه ... ولكن لن تستطيعِ يا قمر "

سمعت شمس صوت أنفاس قمر المتقطعة غضبا فتلهب غضبها أكثر بتشفٍ :

" دارين ببرائتها ونقائها أصبح ظفرها برقبتكِ "

فاض الغل بقمر وهى تهدر في وجهها :

" يكفي "

انعقد حاجباها ووجهها يحمر غضبا فتقول ثائرة :

" هذا ما أنتِ ماهرةٌ به .... تضعينني أمام صورتي السوداء الناقصة ... وأنتِ ... هل هذه تضحية إنقاذا لسمعة العائلة أيتها الكبيرة العاقلة ؟ "

لم تنتظر إجابة وهى تتابع بقسوة :

" أنا سأجيبكِ ... لا يا شمس ... هذه ليست تضحية ولا خوف منكِ على العائلة التي لا تهمكِ بشئ ... هذه استكانتكِ وخضوعكِ للأمر الواقع بمنتهى الرضا والمسمى تضحية ... لتشعرين مَن أمامكِ بالذنب طوال حياته ... لتظلِ دائما في دور الضحية المظلومة "

عاد الجمود المظلم يخطف عينىّ شمس فتبدو متبلدة الإحساس وقمر تواصل بثورتها المتمردة :

" فعلتِها مع أبي من قبل وأنتِ تعودين لعبد الخالق بمنتهى الإستسلام بعد أن رماكِ مرتين .. ونجحتِ .... أبي أصبح يشعر بالذنب تجاهكِ وسيظل هكذا طوال حياته ... وأمي أيضا تشعر بنفس الذنب لأنها وافقت أبي ... والآن دوري أنا ... تريدين أن تعاقبيني وتحمليني ذنبا طوال عمري لأشعر كم أخطأت وأنتِ المنقذة التي مدت لي يدها "

قاسيات حقا نحن بنات سليمان العامري
القمر ضائع والشمس آفلة
ووالدها انحنى ظهره بذنبها .. ووالدتها سكن الحزن عينيها
معطوبةٌ هذه العائلة ولا ندرك موضع الخلل
اومأت شمس ببرود قائلة بنبرة الظلام في صوتها :

" كلامكِ صحيح ... ونعم يا قمر لن أنكر .. أريدكِ أن تحملِ ذنبي طوال عمركِ "

اقتربت قمر خطوة تقول من بين أسنانها :

" لن يحدث يا شمس ... لأن هذا الزواج لن يحدث إلا على جثتي "

بنفس البرود قالت شمس :

" ادفعي الشرط الجزائي .. اوقفي الفضائح .. امنعيه إن أستطعتِ "

ابتسمت قمر بقسوة وهى تسأل بسخرية :

" أمنع الزواج ... أم أمنع أكمل ؟ "

انطلقت شرارة النار بعينيّ شمس قائلة بصلابة :

" الاثنان "

مالت قمر برأسها تعقد حاجبيها متسائلة بإستغراب مصطنع ونبرتها تحمل مغزى وقح :

" ألا ترينها غريبة قليلا أن تفهمِ أكمل هكذا من مقابلة واحدة معه ؟! ... كرامته المجروحة وكبرياؤه النازف !! ... كل هذا دققتِ به بمقابلة واحدة فقط .. أم ... آآه تذكرت ... مقابلتين ؟! "

هزت شمس رأسها فتقول بإشتعال عينيها :

" ألم أقل أنكِ أصبحتِ مقرفة .... الخيانة أصبحت داء بكِ "

تتسع إبتسامة قمر بإستفزاز وهى تقول بنفس النبرة :

" هل تعرفين كيف كان شعوري أول مرة قابلته بها ؟ ... كنت انظر إليه مبهورة بوسامته وجاذبيته وسيطرته ... وعندما تعرفت إليه عن قرب وجدت به رجلا بما تحمل الكلمة من معنى ... إهتمامه .. نصائحه .. كلامه .. عيناه الزرقاوان وغزلهما الذي يغشي العينين "

صمتت قليلا أمام وجه شمس الذي يثور شيئا فشيئا فتشعر بإنتشاء الحقد وهى تكمل :

" ولذلك أنا أعذركِ حقا لسرعة الموافقة على طلبه حتى لو بدعوى الإنتقام ... طلب كهذا لن يأتِ إليكِ على طبق من فضة كل يوم .. الإنتقام معه سيكون متعة ... أعجبكِ كثيرا يا شمس ... أليس كذلك ؟ "

سكن كل شئ فجأة بصفعة شمس ..
للمرة الأولى تمتد يد شمس عليها ..
للمرة الأولى تبرق عينا قمر بهذه الضراوة وهى تحسم الأمر
شمس لن تأخذ أكمل .


يتبع في الصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t400173...l#post13271387

......


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.