آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          2002-شيء في القلب-أماندا برونينغ-درا الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          المواجهة الدامية - شهادة للتاريخ عن انهيار الاتحاد السوفيتي - رسلان حسبولاتوف (الكاتـب : علاء سيف الدين - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          101 - من يزرع الشوك - آن هامبسون (الكاتـب : عنووود - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-18, 08:00 PM   #721

ام الور

? العضوٌ??? » 370815
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » ام الور is on a distinguished road
افتراضي


تسجيييييييييييل حضور

ام الور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 09:05 PM   #722

RimaRim

مشرفةقسم الديكور ومشاركة متميزة بفعالية لنقرأ معا وفراشة قسم الديكور

 
الصورة الرمزية RimaRim

? العضوٌ??? » 373397
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,831
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » RimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond reputeRimaRim has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووور
بانتظارك حبيبتي ❤
لقد عددددت ههههه


RimaRim غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 09:35 PM   #723

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
واخيرا الاتنين وصل هرمنا من أجل هذه اللحظة امتى الساعه التاسعه تيجى
😂😂😂
حبيبتي يا لامار ربنا ميحرمني من رأيك يا قمر
كل عام وانتي بخير حبي 💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 09:44 PM   #724

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضووور للفصل متشوقين ع الاخر نشوف حصل ايه بين اكمل وقمر

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 09:46 PM   #725

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الخامس عشر

هذا الاسبوع كان مليئا جدا جدا ولذلك اعتذر بشدة عن عدم اجابتي عن بعض تعليقات الفصل السابق وسأجيبها كلها بإذن الله

اليوم أحمل إليكم حكايا أبطالنا ..
مشاعر أكمل ..... مشاعر رائد..... مشاعر دارين .... مشاعر لمياء ..... مشاعر شمس
و..... للأسف .. مشاعر قمر

تمعنوا في تنقلاتهم ورغباتهم المتناقضة وأسبابهم المجنونة
أسباب أكمل
وأسباب دارين

قراءة ممتعة
دمتم في رعاية الله


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 09:56 PM   #726

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الخامس عشر

ساعتان تركها بعد أن كانت تدخل إليه مباشرة .. وهذه النظرة الباردة بعينيه وإزدرائها الواضح ..
نظرة تبعد أكمل عن مصدر الدفء وتجعل حمزة الآن هو المطلوب .
ظلا ينظران لبعضهما طويلا لكن عيناه فقدت ما كانت تراه فيها من جمال ..
شعرها الأحمر مستفز بصبغته الصناعية .. وجسدها نحيفا ضئيلا لا يغني شهوة ولا يثأر لرغبة .. تبدو كوجه صناعي لغلاف مجلة لا حياة به ولا طبيعة ..
هى ضريبة معرفة الحقيقة وما وراء الستار البرئ .. في لحظة مواجهة يُفقَد البريق وتتضح الصورة اللامعة ..
فيوضَع كل فرد في حجمه الحقيقي .
أخذت قمر نفسا عميقا ثم قالت بثبات حاولت التشبث به :

" هل يمكنك أن تسمعني لحظات ؟ "

تململ أكمل جديا زافرا بحنق ليقول بإنزعاج :

" هل أنا متفرغ لكِ ؟ .. كل يوم أجدكِ عندي هنا "

بلحظة كان سؤالا يضرب عقل قمر بجنون .. هل كان ليكون هذا إستقباله إن كانت شمس هى الآتية ؟!.
قلبها يدق بشعور بارد وهى تقول بوجوم :

" لن آخذ من وقتك الكثير "

استدار أكمل بكرسيه الجلدي يواجه الجدار أفضل من رؤيتها قائلا ببرود :

" وحتى القليل الذي ستأخذينه أصبح كثيرا جدا عليكِ "

نظرت قمر لظهر الكرسي وشعور الضآلة يعاودها بقوة فخفت صوتها صاغرا معترفة :

" اعلم أني خدعتك و.... "

قاطعها أكمل بجمود وهو يريح رأسه للخلف :

" أنا سألتكِ في اليوم الأول الذي خطيتِ فيه بقدميكِ هنا إن كنت مرتبطة أم لا "

صمت لحظة يستمع فيها لأنفاسها المرتعشة فيحتقر ما فعلته بزوجها متابعا :

" وأتذكر حينها أن كلمة لا خرجت بثقة "

عجز ينتابها يجعلها مشوشة الأفكار .. باردة الأطراف تائهة الوجهة
شاحبة المحيا لا تستطيع الوقوف والصمود لمواجهة .. صغيرة مهمشة تلعب دوما دورا إحتياطيا وضعها والدها به ..
في إطار صورة يحركها الآخرين تقف ولا تفعل شيئا .. الآن تتسائل لماذا رضيت منذ البداية فاختارت الغيرة والعناد طريقا ؟!..
لماذا لم تتفوق في دراستها وصار حلمها عظيما ؟!..
لكن حتى وإن تفوقت فيها لم يكن عقلها ليكشف أبدا عن حلم عظيم .. كانت ستظل مجرد شهادة مُعلَقة على حائط ..
في بيتٍ تُحبَط فيه الهمم ويُقلَل فيه من شأن الأفراد المؤنثة فإن عقلها مكبل مهتز الثقة بل ربما لا يملكها في أساسه الهش .
ابتلعت ريقها فتشعر بحلقها جاف كالصخر ويخرج صوتها به رغبة بكاء خفية :

" خفت أن يؤثر ذلك على عملي وأنكرت أنني مخطوبة ... لم أكن اعلم بأن كل ذلك سيحدث.... "

صمتت وشعور الذنب يضرب قلبها أقوى من كل مرة فيخفت صوتها هامسا :

" بيننا "

للمرة الأولى تواجه أكمل باردا جليديا رافضا النظر إليها هكذا .. لا .. المرة السابقة تتذكر أن كل نظراته كانت لشمس أيضا وهى لم تحظى سوى بإحتقار عينيه ..
إحتقار تشعر أنه ليس لما فعلته به وإنما لشئ آخر لا تفهمه !.
صوته كان محملا بسخريته وإحتقاره متسائلا :

" بيننا !! ... ما الذي حدث بيننا بالضبط ؟!! "


لا زال ينظر للجدار مسترخيا فتتلاشى صورتها تماما في عقله مُلاشية معها صورة قديمة أخرى .. ويظل فقط الشعور البغيض بجرح الكبرياء ..
صورة أميرة لطالما رأى فيها سندريلا الخاصة به ما دام يرى في عينيها المنبهرتين أنه أميرها الفريد ..
لكن تلك النظرة الأخيرة هدمت كل شئ .. نظرة اهتز فيها الأمير في عينيها وضاع الإنبهار ولا يعرف لماذا ؟..
أكان يضعها في حجم أكبر أكثر تفهما بمشاعر أكثر عمقا ظن أنها بداخلها ليكتشف فجأة مدى سطحيتها وبريقها الزائف هى الأخرى ..
ما بين دراسته وعمله وعلاج والدته وأطباء جاد وزواج شهرزاد وحرب إستعادة ميراثهم الضائع و.. شقاء .. شقاء ظن أنه لن ينتهي ..
اهتز الأمير في عينيها لأنها رأته مع صديقاتها يعمل في .. مقهى شعبي ..
لن ينس نظرة عينيها ما حيا ..
وهى تنظر له من أعلى لأسفل بصدمة وتكررها لتتأكد أنه هو ثم تندفع الدموع تغرق وجهها لتهرب ..
وكذب نظرة عينيها .. كذبها لأن قلبه خاف صدق معناها .. فتشبث بكذبة أنها بكت وهربت لأنه أخفى عنها ..
مرارة ضحكة قاسية إندلعت في أعماقه تحرق مشاعره فأغمض عينيه وهو يتذكر أنه كان سيخبرها بنفسه ..
لم يكن قد مر عليه أسبوع في ذلك العمل الإضافي فانتظر حتى يستقر به ثم يخبرها أنه وجد عملا مسائيا بجانب عمله الصباحي ظانا أنها – بتقدير هائل - سترتمي بين ذراعيه بطفولية كعادتها فيحميها وهو يبعدها عنه ..
وما بين حمل كتفيه والدراسة والعملين كان ينتزع وقتها إنتزاعا ليرها .. وقتها هى لا شئ يعلو عليه ولا شئ يشغله أيا كان .
تصلب فكه بقسوة عينيه وهو يعلم أنه إن استدار الآن سيرى زينة وليس قمر .

لذلك ظل ثابتا صلبا وصوته يأتيها باردا قاسيا كجليد جارح :

" أتظنين أن بعض الكلمات على الهاتف ومقابلة واحدة قد تؤثر بي لدرجة أن يكون هناك .... بيننا "

وذهب وراءها .. لم يكن ليتركها تهرب منه هو فلحق بها ..
أمسك ذراعها يديرها إليه .. وهوى قلبه بنظرتها ووجهها الأحمر الغارق بالدموع هامسا :

" زينة انتظري "

تقبضت يده على ذراع الكرسي وصوتها لا زال يرن بأذنيه واضحا ويدها تشير للمقهى قائلة بقهر :

" كيف تفعل بنفسك هذا ؟ "

حينها فقط ارتخت قبضته عن ذراعها يستوعب سؤالها .. قلبه يُكذِب وعقله يعطيه إشارات واضحة ..
كم مرت بحياته لحظات فارقة .. لكن لم يتمزق يوما بين عقله وقلبه كتلك اللحظة ..
حين يتوقف كونك عن الدوران .. ينكسر لوح الثقة الزجاجي وتضخ الشرايين ألم – الشظايا –
بحملٍ كالجبال فوق الأكتاف يدميها .. إحدى الكذبات الكبرى تنحر القلب العليل بلا رحمة ..
لتنفر دمائه ببطء منهك كإنهاك صاحبه بلهاث الشقاء .. وترقص هى ..
ترقص فوق دمه ملطخة الأقدام بإنتشاء القتلة .
حينها ترك ذراعها صامتا .. لم تنتظر
استدارت تلحقها صديقاتها فيراها كيف تبعدهم عنها هاربة من – العار – الذي شهدنه معها .
متصلبا في جلسته شامخا يوهم نفسه أن هذه اللحظة لم تمس كبريائه .

كان صوته لا زال يحمل قسوة الجليد وتهكم المقتولين في اللحظات الأخيرة :

" إلا إن كانت أثرت عليكِ أنتِ فهذه ليست مشكلتي أنكِ حمقاء تقعين بنظرة وتأتين بكلمة "

أرادت أن تجهش بالبكاء .. بكاء طويل تغسل فيه روحها .. وتعلم أنه لن يكفي ذنبها ..
دمعت عيناها وهى تقول بنبرة إستعطاف غريبة عليها :

" أنا لست هكذا وأنت تعلم ... كلكم تلقون اللوم علىّ لأني أردت تحقيق حلمي وخانتني الطريقة "

لا ليست غريبة عليها .. دائما ما تستكين أمام أكمل لأنه .. غريب
خوفا وقلة خبرة كانت معه دائما خاضعة حتى لا يرحل ..
لكن حمزة ليس غريبا .. حمزة تظهر أمامه كما تريد بلا خوف أنه قد يتركها يوما ..
وإن تركها كحبيبا سيظل في محيطها سندا وابن عم .
استدار أكمل بحركة سريعة فتجفل من قسوة ملامحه وهو يهدر فيها :

" حلم سخيف وفتاة أكثر سخفا .. ماذا تريدين الآن ؟ ... اخرجي "

انتفض جسدها بقوة أمره فترى تشابه غريب بينه وبين شمس .. نفس رأيها عن سخافة حلمها .. نفس هدر القوة في إلقاء الأوامر ..
لن يفهمها أحد .. لن يقدر مشاعرها أحد .. حمزة أيضا يضعها في نفس إطار سليمان العامري ..
ما ذنبها وقد ولدت لترَ أبناء عمها يملكون كل شئ وهى مقيدة في كل شئ
الغيرة شعور مكتسب تشعب بقوة في داخلها وتعترف أنها تغار من حمزة ودارين ..
مختنقة أرادت التنفس وحدها ولم تقصد أبدا خيانة ..
كانت تتوق ليوم تقف فيه على قدميها ويعلم الجميع من هى ' قمر العامري '
خانتها الطريقة .. لكن ليس بيدها .. لم تتعامل مع البشر يوما سوى زميلاتها .. لم تواجه الحياة ..
خانت حمزة .. حين انجذبت بلا وعي لأكمل
وخانت نفسها وتربية ' سليمان العامري ' بداخلها .
وبقوة شعورها بالذنب أطرقت برأسها تطالبه بالسماح :

" سامحني لأني كذبت عليك .. لم يكن بيدي صدقني "

نهض أكمل يلتف حول مكتبه متجها إليها وجسده كله يبعث شررا فيقول بنبرة عنيفة محتقرة :

" بعد كل ما فعلت لأجلكِ .. بعد كل فكرة خطرت في بالي تجاهكِ .. وهذا الشعر الذي أطلقتِه مرة لأجلي ... كم أنتِ مقرفة .. كيف فعلتِ هذا بزوجكِ ؟ ... ومؤكد أنه لا يعلم إلي الآن .. والله لو فعلت زوجتي هذا لقتلتها "

رفعت قمر عينيها المتسعتين إليه فتُصعَق وهى تعي سبب إحتقاره لها ..
كل هذا الغضب لأجل .. حمزة !!!
غاضبٌ لأجل رجل مثله وضع نفسه في مكانه فيشعر بهول الأمر عليه..
هى وكل ما فعلت لا يهمه بشئ .. ويفكر بزوجها وما يشعره الآن !!
كم سيتشابه مع شمس بعد .. كيف يتشابه معها إلي هذا الحد ؟!!
مَن هو ' أكـمـل الـفـايـد ' ؟!!

تدور في مدارات الأسئلة وساقاها تترنح فتتراجع خطوة تقول بصدمة :

" لم يكن زوجي "

يا إلهي .. كم هى حقيرة
يحمد الله أن زينة غادرت حياته وإلا كانت خانته بحجة أنه لا يليق بها ..
لا .. مهما بلغت سطحية زينة لم تكن لتفعلها .. زينة ليست خائنة .. زينة ضعيفة .. حبها ضعيف..
تجيد الهرب .. بعض النذالة .. لكن لا تقوى على خيانة .

جاءته بعدها في نفس المكان .. نفس المقهى لتتأكد من قرارها .. جاءته بعد أن امتنعت عن رؤيته وتجاهلت إتصالاته ..
لكنه لم يبعث برسالة واحدة .. أراد أن تكون الكلمة الأولى لها .. إما أن تكون بداية وإما أن تكون الكلمة الأخيرة .
يتعجب من نفسه كيف كان له قدرة على مسامحتها إن اعتذرت وعادت نظرة عينيها كما كانت وهو الذي لا يسامح بسهولة .
جاءته وليتها ما تكلمت

" أكمل اترك هذا العمل لا يليق بك .. تخيل أن إحدى صديقاتي قالت لأمي ذلك اليوم أن زينة تبكي لأنها رأت أكمل يعمل في مقهى وأمي قالت لي بالحرف تريدين الزواج من ... ( صبي قهوة ) "

كقطع مثلجة حادة خدش كلامها كرامته .. لحظات طويلة ظل صامتا وعيناه فقط تحكي ..
وسط ما يحمله كانت نسمة ربيعية محملة ببهجة حياة ..
وفجأة هبت عاصفة أسقطت أوراق الحب تحت الأقدام لتقتلع الجذور من الجذور .
قلبه خرج من الأمر باردا متجمدا كصوته :

" أنا صبي قهوة يا زينة "

بكت عيناها .. كان يعلم أنها دموع الوداع .. حتى وإن لم تكن تنوي الرحيل ..
لم يكن ليبقيها على ذمة قلبه بعد تلك النظرة بعينيها ..
هناك أمور تتعلق على الحافة .. تنتظر نظرة .. كلمة .. تنهيها .. تدفعها للسقوط والتحطم .
وتحطم كل شئ وصوتها الباكي يضرم النار في كبريائه :

" مهما كانت مسئولياتك ... لا يليق بك يا سليل الأتراك .. أنت أجمل من المكان نفسه يا أكمل "

بلحظة فاصلة كانت يده تمتد لتلمسها اللمسة الأخيرة .. وباللحظة التالية نفورا أصاب جسده فتراجعت قبضته .
صوته كان بعيدا .. بعيدا ثابتا صلبا .. محطما والنار تشتعل بكل ما فيه :

" أنا لن أترك هذا العمل "

لمحة تمرد ظهرت في عينيها وهى تقول بإندفاع :

" وأنا لن أستطيع الاستمرار وأمي وصديقاتي يعيرو.... "

( لماذا قطعتِ الكلمة ؟ .. قوليها ودمري كل شئ .. احرقي ولا تأبهي )

استدارت راحلة .. أكانت تنوي حقا الرحيل أم كانت ورقة ضغط تنتظر منه إستجابة لها ؟ ..
لا يعلم .. لم يتصل .. ولم تتصل .. وانتهى كل شئ .


هز أكمل رأسه وهو يقول لقمر بإحتقار مضاعف :

" عذر أقبح من ذنب .. أنتِ تافهة وأنانية وحقيرة والأمر الآن أصبح بيني وبين شمس ... وأنتِ ... لا مكان لكِ بيننا "

بيننا ! .. أصبحت بينه وبين شمس !
تراقب قمر إنفعالات وجهه وتشعره متباعدا اليوم .. هو يفكر بحمزة ..
وشمس تفكر بحمزة .. وهى .. بمَن تفكر ؟
تفكر بنفسها فقط .. وما ذنبها إن كان لا أحد يفكر بها ؟
عند تذكر شمس كانت تلعب بورقة أخيرة تبعده بها عنها :

" شمس لا علاقة لها بشئ .. شمس تأذت كثيرا في زواجها الأول .. اترك شمس لحالها هى ليس لها أي ذنب .. أقسم لك لم يكن هناك أي خطط بيني وبينها لإيقاعك .. شمس لا تفكر في الزواج مجددا "

استدار أكمل يقول بجدية وهو يتجه للنافذة :

" أعلم أنه لم يكن هناك خطط ... رغم أنني لم أرى شمس سوى مرتين إلا أنني صدقتها .. إنها ... ليست مثلكِ "

هل عليها أن تغار من شمس كما تغار من دارين .. هل سيظل الجميع فوقها ؟..
لماذا تسأل ؟!... هى بالفعل تغار من شمس !
وبطيف الغيرة الشرس كانت تسأله وتتلاشى إستكانتها :

" وطالما أنك صدقتها لماذا تدخلها في الأمر ؟ "

لم تكن تتوقع رد أكمل :

" جميلة "

باغتتها الكلمة بصدمة جديدة وهو يتابع ناظرا للسماء :

" حارقة كـشمس صيف في عز الظهيرة "

صعبة .. ستشقيه .. وهو محتاج لجولة شقاء جديدة تعيده لنفسه
تعيده قبل رفاهية المال .. وذنوب الكأس
عيناه المظلمتان كانت تبحث عن آشعة الشمس بلا وعي وهو يواصل :

" وداخلها أجمل بكثير وهى تمسك بيدي تبعدها عنكِ بحمائية تجعلها بمائة رجل حتى بعد أن بعتِها بقلب بارد "

تلمع عينا قمر بتلك الضراوة ويدها ترتفع لخدها المصفوع بالأمس من شمس ..
فيضيف أكمل وعيناه تلتقط شعاعا بعيدا :

" كنت أقول عنكِ جميلة ... لكن الفارق كبير بين جميلة الوجه والروح وجميلة الوجه الخائنة سوداء القلب .. لقد أصبحتِ مشوهة في نظري "

استدار أكمل يواجهها فيستعيد سيطرته الباردة وغروره الواثق قائلا :

" الخلاصة أنني أدخلتها في الأمر لأنها أعجبتني ... سأتزوج شمس وستعيش معي أجمل أيام حياتها ... ولتموتي بحسرتكِ وتحترقي غيرة منها "

احتدت أنفاس قمر وقلبها يتمزق بالكبت فتقول بغل :

" تريدني أن أغار منها ... لأنك أحببتني ولا تستطيع تحمل الخسارة بعد ما فعلته بك لأنك وجدتني ملكا لغيرك "

صمت أكمل طويلا ونظراته تعري حقارتها فتترسخ ضآلتها أمامه..
كان يعلم أن وجهها الحقيقي يظهر الآن بلا إستكانة أو ضعف أو خوف على عمل ..
وجهها وطريقتها كأخت زوجته المستقبلية !
حتى قال بهدوء ساخر :

" غبية ... أنتِ تغارين منها لأنها أحسن منكِ وستمتلك كل ما خسرتِه أنتِ ووجودكِ هنا اليوم بعد أن وافقت هى يثبت ذلك ... غبية وحمقاء إن كنتِ ظننتِ أني تأثرت بكِ ولو بذرة .. هيا اذهبي ومارسي ألاعيبكِ على غيري عسى أن يقتلك زوجكِ يوما ويرتاح الجميع من سمومكِ "

ظلت قمر تنظر إليه بقوة والإهانة تمزق كيانها ثم استدارت لتغادر مكتبه صافقة الباب خلفها بعنف .




.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 10:05 PM   #727

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


"' كيف حال صغيرتي ؟ "'

قفزت الرسالة على شاشة هاتفها فابتسمت لمياء وهى تمد ساقيها على الأريكة تشاهد التلفاز لتكتب بإسترخاء

"' بخير .. أجلس في منزلي أشرب الشاي باللبن وأشاهد التلفاز "'

ليأتها سؤال ضياء الدين إهتماما

"' ما هذا الفراغ اليوم ؟! .. لا عمل ولا دراسة ! "'

والدها في عمله ووالدتها عند جدها تحضر معونة الشهر المالية !
فتهز لمياء رأسها نفيا تكتب

"' لا شئ على الإطلاق ... لم أذهب للعمل لحضور قراءة فاتحة صديقتي الوحيدة ولا مزاج لي الآن لأفتح كتبا للدراسة "'

فيرتطم قلبها بضلوعها بمداعبة كلمتين

"' سلامة مزاجكِ "'

توقفت لمياء عن الكتابة تضع الهاتف على صدرها وإبتسامتها تتسع بحالمية فينتفض قلبها بإنتفاض الهاتف برسالته

"' ما الذي يشغله ؟ "'

إجابات كثيرة فكرت فيها لتكتبها .. ربما حكايات تكتب مقالات
وأهم حكاية هو الفراغ نفسه !
والعمل الغير مناسب .. والحرمان العاطفي .. والنفس التي تشتاق لسعة مال لتشتري ما ترغب ..
يتم القلب .. التعطش الشـره بداخل روحها للإهتمام .. للإنصهار عشقا بنظرة رجل ..
كم هو يـتيم قلبها الأخضر .
نفسا مرتعشا أطلقته من فمها فتنزعج ملامحها وتستغفر الله بدمعة لمعت في عينيها ثم تكتب

"' لا شئ .. أو بمعنى أدق لا شئ جديد "'

واجمة وهى تقرأ تفسيره المختصر

"' مللتِ من الروتين .. عمل ودراسة ودراسة وعمل "'

تبتسم بمرارة رافعة حاجبيها فتومئ برأسها كاتبة

"' نعم .. مللت كثيرا "'
"' أين أنت الآن ؟ "'

كم هو جميل هذا السؤال ! .. أن تمتلك الحق في أن تسأله لشخص تعرف أنه سيجيبها لأنه أعطاها حقوقا عليه ..
هل حقا أعطاها حقوقا عليه ؟! .. كيف .. ومتى ؟!!..
إلي أي مدى سيكون الإنحدار أكثر ؟!..
لكنه حقا سؤالا جميلا .. أن تقول ( أين أنت ؟ ) .. وليس ( أين أنتِ ؟ ) !
أطرقت برأسها تبتسم بحنان بعد أن قرأت رسائله

"' أنا في محطة البنزين لاملأ السيارة وقودا ثم مباشرة إلي البيت "'
"' سأموت من جوعي .. لم آكل سوى مرة واحدة في الثامنة صباحا "'

بدون شعور كانت تكمل سلسلة الاسئلة التي تتوق لتسألها

"' كيف تفعل هذا ... لماذا لم تأكل ؟ "'

فيرد ضياء بعد صمت قليل

"' الضرائب حددت مبلغا ضخما علىّ وأنا أحاول التفاوض معهم .. كنت غاضبا طوال اليوم "'
"' أخيرا أصبحت وحدي الآن لأسرق لحظات هادئة اتكلم معكِ بها لاهدأ قليلا "'

لحظة .. لماذا تسميه إنحدارا ؟!
لماذا لا تكون صداقة ؟!
صداقة تحتاج إليها أكثر منه ..
ولحظة أخرى .. لماذا شعرت أن كلامه بعد صمته .. مشاركة ؟!
ولحظة ثالثة .. لماذا شعرت أنه يحتاج أن يشاركها – هى – ما يحدث معه ؟!
ولحظة رابعة .. كان آذان العصر يؤذن فتنتفض كليا وتنزل ساقيها تعتدل جالسة على الأريكة بإنقباض رهيب لقلبها .
شفتاها تردد الآذان .. عيناها تدمعان .. وأصابعها تتحرك ببطء شديد

"' إن شاء الله تصل لحل يخفف المبلغ فلا تقلق "'

هدوء دقائق ما بعد الآذان وهى تنهض تتجه لغرفتها فتضع الهاتف جانبا وترتدي إسدال الصلاة لتصلي العصر ..
سبع دقائق مرت في هذا الهدوء قبل أن تنهي صلاتها و تلتفت تنظر لهاتفها يرتعش برسالة ..
فتداهمها دموعها بغتة لتشهق باكية .. دقائق طويلة ظلت تبكي ولا تدري لماذا ؟!
تزحف من سجادة الصلاة على يديها وركبتيها حتى سريرها تلتقط هاتفها ثم تعود لسجادة الصلاة مجددا تجلس عليها تكمل بكائها وهى تفتح هاتفها تقرأ الرسالة

"' لمياء أين أنتِ ؟ "'

دموعها نزلت على الهاتف وهى تكتب باكية ضاحكة

"' تقول أنك تهدأ بالكلام معي .. على أساس أنني اكتسبت صفة المهدئات من عملي في الصيدلية "'

يرسل ضياء وجوها ضاحكة ويكتب

"' كفى شقاوة "'

ازداد بكائها لحظات أخرى ثم تكتب بمرارة غير عادية

"' شقاوة !! ... أنا !! ... مستحيل بالطبع "'
"' أنا والشقاوة لا نمتزج "'

فيرد ضياء مؤكدا

"' لا شقية ... ولكنكِ لا تعلمين "'
"' أتتذكرين حوارنا حين قلت أنكِ لا تحكين لي عنكِ شيئا ؟ "'

توقفت دموعها قليلا فتكتب بإنهاك روحها

"' نعم .. أنا لا أنسى كلامك "'

لا تعلم لمَ شعرت أنه يبتسم أو شعرت .. بحنان .. وهى تقرأ

"' وأنا أيضا .. قلتِ لي أنني أعرف كل شئ عنكِ ولكن لم تخبريني بأحلامكِ "'

باللحظة التالية كانت تأتيها رسالته

"' لمياء لحظة أنا سأتحرك بالسيارة الآن "'

افترقت شفتاها بإحتياج ما ثم كتبت بإستسلام

"' حسنا سلام "'

فتقفز رسالته للشاشة سريعا

"' لا تغلقِ الآن ... أريد الحديث معكِ "'

اعتدلت لمياء في جلستها بإسدالها على سجادة الصلاة في وسط الغرفة فتبدو كالمساكين وهى تكتب بوجوم

"' كيف ستكتب وأنت تقود السيارة ؟ "'

لحظات مرت ثم بعث لها رسالته

"' أنا تحركت بالفعل ولذلك سأسجل لك رسائل صوتية أسهل "'

لحظة .. واثنتان .. وكان مقطع صوتي من خمس ثوان يُرسَل إليها
إصبعها تردد على زر التشغيل ورهبة الترقب تشتعل في كيانها .. كيف سيكون صوته ؟.

"' أخبريني لميا بماذا تحلمين ؟ "'

يا الله .. ما هذا الصوت الرخيم ؟!
سكنت لمياء في مكانها تعيد الإستماع للخمس ثوان مرات لا تعلم عددها
صوته .. جميل .. جميل للغاية
لم تسمع مثله من قبل .. بل لم تسمع رجالا من قبل .. هذا صوت لنغمات القصائد والإلقاء العشقي .
هل يمكن أن يصدقها أحد إن قالت أنها حقا قبل صوته لم تسمع صوت رجل من قبل ؟!
لحظة مجددا .. هل يناديها لميا وليس لمياء ؟
لحظة أخرى .. هل تسارعت دقات قلبها بدرجة لم تشعرها من قبل ؟

نهضت عن سجادة الصلاة تخلع إسدالها ثم تخرج من الغرفة بحالة غريبة تجلس على كرسي جانبي تكتب

"' لا اعلم .. لا أعرف حقا بماذا أحلم ؟ "'

ثلاثة عشر ثانية أخرى تفصل بينهما وهى تسمعه

"' كيف هذا ... لابد أن لكِ أحلاما كثيرة .. فأنتِ صغيرة ومؤكد جميلة فكيف لا تحلمين بشئ ؟! "'

يا إلهي .. كيف يؤثر صوت في قلب لهذه الدرجة ؟
عقلها يلهيها بتسارع صورها عنه .. تتراكب الوجوه على الصوت في محاولة لتجميع وجه واحد ..
صوته يخترق كل ما بها .. يلتف حول تعطش روحها فتصرخ إستجابة

"' وكيف عرفت أنني جميلة ؟ "'

كم ثانية ؟ .. لا تعلم .. في دوامة لم تدخلها من قبل كانت تغرق

"' أشعر بذلك .... حتى أنني أكاد أرى ملامحكِ من كلماتكِ "'
"' ولكن أنتِ مَن يجب أن تدركِ جمالكِ الداخلي والخارجي ... ولذلك أعطني يدكِ وانهضي معي "'

مسحورة بصوته وهدوئه كتبت

"' إلي أين ؟! "'

أرادت أن تعطيه يدها وهى تعيد سماع الرسالة فتمد يدها للفراغ المرير
لكن بلحظة ما شعرت أنه أخذ يدها بالفعل

"' إلي غرفتكِ ... اغلقي الباب خلفكِ .... اضيئي النور .... قفي أمام مرآتكِ .... اطلقي شعركِ .... وابتسمي "'

دقيقة من السحر .. من الأمور الحالمة .. ودقات القلب الغريبة
كل أمر حالم منه يترك صمته لحظات بعده شاعرا كلماته وكأنه معها ويراها..
تشعر بدفء يده تمسك يدها هامسا

"' ماذا ترين في المرآة ؟ "'

لا تعلم متى نفذت أوامره وأصبحت أمام المرآة في غرفتها .. شعرها منسدلا على ظهرها وعيناها تشعان ضياءا مختلفا ..
لا تعلم متى كتبت

"' أنا "'

ولا تعلم متى سمعت همس الصوت الرهيب

"' وأنا .... ألا ترينني ؟ "'

ولا تعلم إن كانت تنظر لنفسها في المرآة أم تنظر لهاتفها لتكتب بلا وعي

"' كيف أراك ؟ "'

يدها استندت لظهر كرسي منضدة الزينة الصغير تستمد دعما لقلبها المنتفض وساقيها الهلاميتين وهى تستمع بإنصات شديد

"' أنا أقف خلفكِ تماما .... انظر لعينيكِ السوداء في المرآة .... أحاول الوصول لأعماق الليل الحالك بهما .... وانتظر .... "'
"' أن اسمع أحلامكِ "'

أعماق الليل بعينيها .. كيف يراها ؟!
كيف يشعر بها ؟!
ارتعش جسدها وهى تعيد الرسالة مرارا وتكرارا فيصدر أنينا خافتا من شفتيها ..
هل هذا غزل بعينيها ؟ .. أم لأنها لم تسمع غزلا من قبل صارت تتوهم ؟
صارت تتعطش للمزيد وهى تكتب

"' كيف عرفت أن عينىّ سوداء ؟ "'

أخفضت عينيها وجانب منها يهتف .. غبية .. ساذجة بحمق
لكن روحها عادت تئن وهى تسمع

"' ألم أقل أنني أشعر بكِ وأكاد أراكِ ؟ ... حتى أن ..... "'

توقف .. لكن الرسالة الصوتية ظلت ثانيتين معلقة بإرتباك على الجانبين
صوت نفس حاد ميزته بجانب أصوات السيارات على الطريق بجانبه
فجأة أخذ صدرها يعلو ويهبط لاهثة وهى تكتب

"' ماذا ؟ "'

فتسمع بعد لحظات نبرة صوته رزينة جادة أكثر من اللازم

"' لا شئ ... هيا دعينا نعود لأحلامكِ "'

نظرت لمياء لعينيها في المرآة فترى احتدادا متمردا غريبا ثم تكتب

"' لا ... تابع ما كنت ستقوله "'

لم تكن يوما فضولية .. لكنه الجوع الذي ينهش كيانها بمخالب الحرمان
الجوع الذي يكبر ? وحش يقتات على مبادئها وهى تسمع

"' حتى أن رائحة شعركِ تصيبني بالجنون وأنا أقف خلفكِ هكذا "'

دارت بها الدنيا .. تهاوت على الكرسي الصغير وتهاوى معها أول حجر من صرح القواعد الراسخة التي بنتها يوما بعد يوم ..
تهشم فوق رأسها وقلبها يقرع مستمعة إلي .. ضحكته .. في رسالته

"' أنا أمزح صغيرتي .... جملة خطرت لي لا أكثر ... تعرفين كل الشعراء خيالهم واسع "'

ضحكة مرتبكة وكأنه يغطي خيالا راوده برسالة بها نبرة غرور مصطنع
وجملة تقفز إلي خاطرها هى ... ما أجملها ضحكته !
وجملة أخرى أغلقت كل الأبواب في وجه العواصف فجأة لتكتب بحسم

"' حسنا سيد شاعر أنا سأغلق الآن .. يجب أن استعد للذهاب لقراءة الفاتحة "'

لكن العواصف هبت بداخلها فعليا وهى تسمع رسالته الأخيرة

"' حسنا حبيبتي اعتني بنفسكِ وسنتحدث عن أحلامكِ لاحقا "'

لا .. لا يقصدها .. إنها عفوية جدا كأنه يحدث ابنته أو أخته أو .. مجرد صديقة ..
حبيبتي .. ما أجملها من كلمة .. وما أجملها بصوته هو
صوته يعزفها عزفا بألحان خاصة متناغمة بمقياس رجل الحلم والقصائد
حبيبتي .. إن لم يقولها مثل هذا الصوت .. فمَن بعده يقولها ؟!


.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 10:11 PM   #728

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

المنزل كئيب .. حزين .. كل ما حولها يبكي مع صاحبه صامتا
كل شئ غارق في ظلام .. لوحة خالية إلا من الأسود
كل شئ يكلمها .. يحتاج إليها ..
تنقلت دارين من غرفة إلي أخرى عدا غرفة واحدة .. غرفته .. لن تدخلها اليوم .. وربما لن يسمح لها بدخولها أبدا .. تعلم !!.
ظلت تنظر إلي باب غرفته تفكر كيف وصل بها الحال إلي هنا ؟
ورغم كل هذا الحزن إلا أن المنزل كان خاليا من الأصل من اللمسات الأنثوية المؤثرة..
كل هذا الظلام سيتغير .. بعصاها السحرية ستنثر رذاذ الألوان نبضا دائما ..
تحديها .. وإلهامها الذي لن يفهمه أحد .. خطوة في رحلتها لن تتنازل عنها .
نزلت دارين الدرج تتجه لغرفة المكتب لتر السيد زهران فتطرق بابها ثم تفتحه..
وتوقفت حين رأته .. فتوقف هو عما كان يفعل عندما رفع عينيه لينعقد حاجباه متفاجئا متسائلا :

" ماذا تفعلين هنا ؟ "

أعصابها هادئة مسترخية رغم شعلة بهجة تنير فيها بحماس ، تتأمله في حلته الرمادية وقميصه الأسود المفتوحة نصف أزراره بفوضى كعادته فتنزل يدها عن مقبض الباب وتسأل بجدية :

" أين والدك ؟ "

هز رائد رأسه مستوعبا ما حدث فيلقي الملف الذي كان يأخذه من يده على المكتب بحدة هاتفا بسخط :

" لذلك اتصل بي يطلب مني أن أحضر له الملف من المنزل .. لأن سيادتك هنا "

ابتسمت دارين فاستفزت أعصابه وهى تتجه تجلس بكل أريحية على الأريكة المجاورة قائلة :

" تركني أشاهد المنزل وقال سيعمل قليلا في المكتب .. دعاني اليوم فلم أستطع رفض دعوته .. لم أكن اعلم أنه سيجعلك تأتي ويرحل هو "

وضعت ساقا فوق الأخرى وبصرها يتحرك في غرفة المكتب الذي يغلب عليها اللون البني ..
ظل رائد ينظر إليها لا يصدق أن امرأة أخرى تجلس هنا .. عيناه تشرد في ذكرى حارة على هذه الأريكة فتلمع قطرات العرق فوق جبهته ..
يده تمتد لجهاز التحكم الصغير على المكتب فيشغل مكيف الهواء ثم يتشاغل ببضعة أوراق على المكتب سائلا بعد دقائق صمت :

" لماذا وافقتِ ؟ "

نظرت دارين إليه لحظات قبل أن تعطيه جوابها الذي لن يفهمه أحد :

" لن تفهم .. ولن يفهم أحد ..... أنت إلهامي الجديد "

عقد رائد حاجبيه الكثيفين متسائلا فتبدو تلك العقدة مألوفة لملامحه الخشنة تزيدها وسامة جبلية ..
حين تضيق عيناه بحدة تحمل لمحة خطورة مكتسبة تدعو للخوف ..
رائد حكاية جبل صلب تلون بسمرة الشمس ليجمع بين الحضارة والهمجية .
أطرقت دارين برأسها تكتم ضحكتها وهى تفكر في ردة فعله إن قالت له فلسفة رأيها – الفني – به ..
ليس بعيدا أن يقيدها تحت إحدى عجلات سيارة الدفع الرباعي خاصته .
فتجاهلت تساؤل عينيه وهى تقول بهدوء :

" فيما يخص المنزل ... أنا أريد غرفة كبيرة لي وحدي .. ولا أريد شيئا آخر "

استدار رائد حول المكتب مغتاظا من عدم فهمه لها فيقول بجمود :

" سيكون لكِ غرفة .... وحدكِ "

مشددا على حروف آخر كلمة ناظرا لها بتحد ثابت وتجاهل متعمد ..
افترقت شفتاها لترد إلا أنها عادت تطبقهما وهى ترى كلمة في عينيه تتأرجح لتخرج حادة مسممة :

" لابد أن تعرفِ من الآن .... أنني لن أقربكِ ... وزواجنا إرضاءا لذاك الرجل المريض بمرض الموت "

أخفضت دارين عينيها ووجهها يتورد فيتوهج جسدها بإرتعاشة خفية وتتجاهل كلماته قصدا في قولها الهادئ :

" أريدها كبيرة لتكن لي مرسما ... هل تعرف أنني خريجة فنون جميلة ؟ ... ربما أخبرك والدك في جملة عابرة أغفلتها قاصدا "

بحدة عينيه يلتقط ذلك الوهج .. ذلك التورد الشهىّ .. فيطرق الرضا رجولته ..
وكأنه يدرك موضع إرباكها وتوقيت إطراق عينيها .. تلك التي تنظر إليه بكل الثقة وتجابهه بعبارات مغلفة بالغموض ..
دائما كلامها يشعره أنها تعلم مواضع أقفاله ومفاتيحها الصحيحة وهذا يضايقه لأبعد حد ..
من العدل أن يمسك هو أحد مفاتيحها عله يعرف متى يهدأ الإعصار وما هى حدوده ؟.
بضخامته تحرك نحو الأريكة فيجلس جوارها قاصدا قائلا ببرود :

" تفاصيلكِ لا تهمني "

ابتسمت والأريكة تهبط بهما بثقله منتفضة فتكتم دارين ضحكتها الرنانة ..
تنظر إليه جوارها قريبا جدا لدرجة مفهومة ..
إن كان يختبر تأثيره عليها فستبشره بفشله لأن تأثيره عليها مختلف وغير مرئي ..
ليس فقط برجولة جذابة وطاقة عالية تشع منه .. ولا بوسامة تحتد عليها العينان ..
لكن بـ - طاقة ملهمة - من الغضب والحزن المكتوم .. الألم الساكن بعينيه الجامدتين ببريق زجاجهما الأسود ..
أنفاسه المحملة بعبق العواصف الشتوية ترتفع بها عضلات صدره .. لتنخفض بنيران ثورة بركانية تقرأها بجسده ..
تأثيره عليها ليس كـ تأثير رجل على أنثى لم تحب من قبل يسهل قراءته ..
تأثيره عليها ? لون خيالي ظل رسام مجنون يبحث عنه طوال حياته حتى وجده أمامه فبرقت عيناه لينهل منه .
اشتد بريق عينيها وهى تنظر لجانب وجهه فتقول بنبرة ذات وقع غريب على أذنيه :

" منذ ثلاث سنوات أجهز لمعرضي الأول ... أشتق الإلهام من كل شئ حولي .... لكن لم يلهمني شئ أكثر مما ألهمتني إياه قصة زواجنا الغريبة .. هذا هو الإلهام الذي أحدثك عنه "

التفت رائد إلي وجهها القريب فيتسائل هل حقا جلس قريبا منها إلي هذا الحد ؟!..
ربما كان ينتظر منها أن تنهض مبتعدة لا أن تلتفت تناظره بهذا الثبات ..
يتنفسان نفس الهواء فيتوقف القلب دقة عن الخفقان ..
وينعقد حاجباها قليلا بهزة أرضية في أعماقها لا تعلم إن كانت انتقلت إليه ..
رائحة دخان السجائر ممتزجة بعطره القاسي ألف فكرة للوحة جديدة ..
وعيناها السوداء تفسر له إلهامها ذاك بجنون وهى تواصل بنفس النبرة :

" لوحة غريبة كلها خطوط عشوائية .. سوداء ورمادية .. لأجد خطا ورديا يشق كل هذا الظلام والكآبة ... وفوق كل هذا هناك خيالين ... كل منهما يصارع لينقذ الآخر .... من الغرق "

أول اختبار لجسده المروض بنغمة صوت تستطيع أن توقظ صخب رجولة تعودت الإستكانة حزنا ..
ملامحه جامدة لكن تجزم أن هناك زلزالا يشق أرضه كاشفا نيران أعماقها ..
لكنه يتمرد على أي شعلة قد تخرق قوانين القهر والحزن به .. قد تعيد إشعال حواسه .. وحرارة عينيه ..
عيناه ..
عيناه تنحدر تتابع حركة شفتيها وهى تتلمس نيران روحه بخفوت :

" هل فهمت الآن لماذا وافقت عليك ؟ .... قد تعتبرني مجنونة وغير واقعية .. لكن هذا ما حدث ... ومنذ متى لم يكن الفنانون مجانين ؟! ... إنه شعور غير قابل للسيطرة ..... مثل الشعور الذي جعلك تنزع دبلتك "

عيناه اتسعتا وهو يتحسس موضع دبلته الخالي في إصبعه فينهض بحدة معلنا هزيمة صغيرة وهى تدرك موضع قفل جديد في روحه ..
الشعور الذي جعله ينزع دبلته .. خيانة امرأة يعشقها .. وخيانة امرأة مفروضة عليه ..
حين تكون الخيانة مُضاعَفة ..
كيف يخون امرأة فقدها وانتهى الأمر مع امرأة فعلية في حياته ؟!.
التقت بعض المرارة بابتسامتها وهى تنظر لظهره العريض فتغير الموضوع مدركة ما يعانيه :

" آه تذكرت ... لوحة فرسي نيڤادا ... أريد شيئا آخر أيضا .. أريد مكانا بالحديقة لنيڤادا ... لن أستطع تركها في حديقة منزلنا والابتعاد عنها "

هل ارتاح الآن بعد معرفة سببها المجنون ؟! .. المجنونة .. إنها مجنونة حقا ..
تناول الملف مرة أخرى من المكتب وهو يرد عليها بصلابة خشنة :

" هناك مكان مخصص في الحديقة الخلفية للخيل ... على ما أذكر أنني أخبرتكِ أن لدىّ حصان "

وقفت دارين تومئ برأسها متنهدة فتقول بخفوت :

" جيد أنك تذكر ... ما أخبرتني به "

تحركت باتجاه الباب تغادره قائلة :

" سأذهب لأرى ذلك المكان ... ثم أغادر "

سمع رائد صوت باب المنزل يُفتَح ويُغلَق فرمى الملف مجددا من يده زافرا بقوة وهو يمسح وجهه بكفه .



......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 10:26 PM   #729

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

تبدو حقا كقراءة فاتحة
جلسة تعارف بين العائلتين تمتلئ صخب العلاقات الجديدة
لم تصدق سرعة الأمر وكيف حضر عمها وزوجته وحمزة ودارين ..
والدها يبدو رزينا مفكرا يتوخى الحذر ليفعل ما به صالحها أيضا هذه المرة ..
والدتها جعلت المنزل يقف على قدم وساق وكل ما به يلمع مشرقا ورائحة الطعام تملأه حياة دافئة مبهجة كدفء أول يوم في شهر رمضان المعظم وبهجة أول يوم في العيد .
قمر اختفت منذ الصباح ثم عادت دخلت غرفتها ولم تخرج إلا حين جاء حمزة ليتناول الجميع الغداء معا ..
كانت مختلفة تماما وبعينيها لمحة دلال شقية غربية .. هناك ما كان يحدث تحت طاولة السفرة لينظر إليها حمزة نظرة خاصة متوعدا ..
وبعد الغداء صعدت لغرفتها صامتة مجبرة على الإبتسام فترى من شرفتها حمزة وقمر في الحديقة الصغيرة وهو يحاول أن يضغط على قدمها بقدمه فتبعد قمر قدمها عنه ضاحكة لتدرك ما كان يحدث تحت الطاولة ..
تضحك حقا .. تضحك بنبرة عالية مبالغ فيها حتى وضع حمزة كفه على فمها يكتم ضحكتها ثم يختفيا خلف إحدى الأشجار الضخمة .
سحبت شمس الستائر تسدلها بحدة وهى تكاد الإنهيار
الجاحدة الأنانية تضحك وهى هنا يبكي قلبها وروحها عذابا يتجدد
تشعر بالحصار وبلحظة ما سيتفاقم الكبت وتنفجر قالبة الطاولة على رؤوس الجميع ولن تأبه لأحد ..
لتفاجأ بدارين تدخل عليها غرفتها تساعدها في إنتقاء ثوبها وتصفف لها شعرها رغم إصرارها على جمعه .
بدت دارين شاردة تفكر لكن بهجة الحياة تسطع منها كعادتها .

الجميع بالداخل ..
حتى قمر تجلس جوار حمزة بل وكانت في إستقبالهم !
وهى واقفة هنا وقد استدعتها والدتها منذ عشر دقائق .. تستند لنفس الجدار تسمع الأصوات الآتية من الداخل رغما عنها ..
دائخة .. تترنح وسط صحراء كلما وقعت فيها نهضت وحدها
مرتخية خائرة القوى تتسائل بإنهاكها عن أسباب ما يحدث .. عن مدى أنانية قمر .. عن مدى حقارته هو ..
كم ستظل في هذا الطريق ضائع الدروب .
نفسٌ حاد أشعل نيران قلبها فتشعر بجسده الصغير بين يديها يرغب معها في البكاء الطويل .
أجفلت ولمياء تضع يدها على كتفها فتنظر لها بعينين متسعتين قاسيتين لكن لمياء كانت في واد آخر هامسة بذهول :

'' ما هذا يا شمس ؟! .. أين عثرتِ عليه ؟!! ... إنه صارووخ أرض جو ! "

تجمدت شمس باردة الأطراف وهى تنظر إليها بينما تلتفت لمياء نحو باب غرفة الصالون التي خرجت منها للتو بعينين مندهشتين فتتابع بخفوت حتى لا يسمعها أحد :

" ووالدته امرأة جميييلة وطيبة جدا .. لم أرى في حياتي امرأة مثلها "

رمشت شمس بعينيها تأخذ نفسا طويلا لكن جسدها يتصلب لا إراديا والإختناق يداهمها فيقسو كل ما بها .
وفجأة وجدت لمياء تضع يدها على صدرها هاتفة همسا بإستعراض :

" آآه قلبي ... هل سمعتِ ضحكته ؟! .. يا ربي .. وأنا التي كنت أفكر أنكِ ستكونين من نصيب أحمد .. صبرتِ ونلتِ يا شمس .. هذا ضرب أحمد ومَن أتى بأحمد "

ما الذي يحدث لها ؟! .. لمياء مختلفة تماما هى الأخرى
لم تتكلم يوما عن أحمد بهذا الشكل .. لم تظهر مرحها من قبل بهذا الشكل
لمَ هذا الطيف المبتهج المتمرد في عينيها ؟!
أمسكت لمياء بيدها تقول بخفوت :

" والله لا أحسدكِ يا شمس .. أنتِ تعلمين كم أتمنى لكِ الخير .. والآن هيا ادخلي الجميع بانتظاركِ وأنا سأدخل خلفكِ "

لأنها لن تستطيع الدخول أمامها فينظر الجميع إليها ولو نظرة عابرة
ترهب التجمعات البشرية وتعاني الإرتباك المؤلم وإنعدام الثقة بالنفس
دائما تلتصق وسط البشر حتى لا يلحظها أحد أو تنفرد بنفسها تماما حتى لا ينظر إليها أحد ..
ابتسمت لمياء لشمس وسط أفكارها المريرة فتتحرك لتقف خلفها بانتظارها أن تدخل .

نفسا حادا آخر وكانت تستدير لتدخل

? ثورة نارية صغيرة حولها شهبا بإنتظار اللحظة المناسبة لتتقاذف عليك ..
بخطوات صلبة ذات جبين شامخ دخلت حرة ? وطن يأبى الاستعمار ..
وطن يغريه بثورته أن يكون المحتل الوحيد ..
أن تتوقف الأصوات ربما مرحبة وربما تترقب أو تراقب تفاصيل السلام القادم ..
ويقف هو .. بعينيه الباردتين .. الجامحتين بجرأة
حين ينظر فإنه يسلب شيئا لا تحدد ماهيته .. يخطف شيئا ممَن أمامه عنوة ..
يراقب إقتحامها الناعم فيدقق خفية بتفاصيل جسد ملتف بدعوات الإغراء ..
الأسود .. لطالما رآها ترتدي الأسود .. الأسود والكحلي .. الأسود والأبيض ..
لا يعلم إن كان الأسود بدعوى حزنها أم قسوتها
قسوتها في نظراتها الحادة .. كل رفة جفن بذبحة سكين
لكنها شهية ? الرغبة في أن تطفئ نار شمعة بين إصبعيك
هل اشتهاها حين التقاها ؟
أم هى غريزة الحماية التي تجري بدمه فيرغب أن يحميها من .. أختها ؟!
أختها التي تجلس تتدلل على زوجها أمامه منذ أن جاء وكأنها توصل إليه رسالة ما .
وربما لأنها مثله ذاقت ألم البيع من أقرب الناس إليها .
لا يعلم لإشتهائها سببا
شعور غريب ينتابه أمامها بالعطش الشديد .. شعور يجعله يقرر كل مرة يراها أن تكون له ..
عطشا لمخاطرة .. عطشا لصعوبة .. عطشا لشقاء .. لا يهم
المهم أنه قرر خوض المجازفة .

كانت تتقدم منه هو .. لكن في لحظة كانت يدها في يد والدته التي قبلتها على وجنتيها ثم ظلت تنظر إليها قائلة بجمال نبراتها الحنونة :

" بسم الله ما شاء الله .. جميلة كما قال أكمل "

لا يعلم لماذا شعر أن تلك النظرة الآن سيتذكرها طويلا ؟!
ربما لفرط ما فيها من إمتهان قاسي وإحتقار النظر إلي .. كاذب
لكنه لم يكن كاذبا .. هكذا رأى .. هكذا قال .. هكذا يراها الآن وكل وقت ..
هى امرأة كل الأوقات .. ربما لن يراها طوال حياته إلا جميلة
جمالها في إبائها ورفعة روحها وكبرياء أنوثتها المتطرفة .
حين مد لها يده بتحية خافتة وجد أصابعها فقط في مصافحتها .. باردة كالثلج .. وحينها تركها مخفضا عينيه ووالدته تقول لها :

" تعالي اجلسي بجواري "

عاد الصخب يرتفع بكلمات عمها وأبيها له فتسمع إتفاقات الزواج المرتقب ..
ونقاشات والدتها ووالدته وهى تشكر في جمالها وراحتها لها ..
وأمامها نظرة قمر المتسلية كأنها شامتة سعيدة بما يحدث لها .
يد راوية غطت كفها وهى تتحدث لوالدتها ثم تنظر إليها قائلة بخفوت :

" الله أكبر .. صدق أكمل حين قال لأخيه أجمل فتاة ستراها عيناك "

نظرت شمس إليها فتتعجب كيف تكون هذه المرأة والدته هو ؟!
كانت تتوقع امرأة متسلطة مَن تنجب منتقم مثله .. امرأة تنظر إليها بإمتعاض أنها أرملة من الدرجة الثانية ..
لكن أمام كتلة الحنان الجميلة هذه عاودتها رغبة البكاء مجددا.
منشغلا بالحديث مع والدها وعمها وحمزة ووالدته بجوارها هى تتابع بحزن متقطع :

" جاد ابني الأصغر ... سأدعوكِ عندنا لتتعرفِ عليه .. هو لا يحب التجمعات كثيرا لأنه .... لأن ... لأنه مصاب .. بالتوحد "

كل جوارحها انخطفت فجأة .. قلبها أخذ ينبض بعنف الألم فتتلوى أحشائها ..
داخلها كان ينهت بأنفاسها وهى تركز مع والدته فتسأل بخفوت :

" كم عمره ؟ "

وسط كل الأصوات حوله ميز سؤالها المرتعش .. صوتها المهتز ..
وانتظر ردة فعلها على الإجابة .
ابتسمت راوية بألم قائلة :

" هو ليس صغيرا .. هو صغيري أنا .. عمره أربعة وعشرين عاما ... واثقة أنكِ ستحبينه "

دمعة أسفل عين راوية كانت أصابع شمس تمتد لتمسحها بلا وعي لتدمع عيناها هى ..
بروحها تهمس .. يا رب ..
تنبض ألما وكل ما حولها يذكرها .. كيف تستمر الحياة للبعض والبعض الآخر يظل عالقا في ثنايا الماضي ؟.
بين طيات الألم تسكن حتى أصابها تبلدا أمات وهجها وحيويتها .
نقطة نار جديدة تشتعل في قلبه وأصابعها تمتد تمسح دمعة والدته
نقطة نار ترتفع بوهج وعينا الشمس تدمعان فيبعد عينيه سريعا حتى لا ترى نظرته .
أمسكت راوية يدها ثم مسحت عينيها فتقول بإبتسامة :

" وابنتي شهرزاد هى أوسطهم ... مسافرة لندن مع زوجها .. لا تتخيلين فرحتها حين أخبرها أكمل أنه سيتزوج أخيرا ... صاحت هى وولديها الصغيرين في الهاتف وأخذا يغنيان لخالهما ... أكمل يسافر لهما بإستمرار والصغيران متعلقان به "

هناك شيئا يتشكل بداخلها وهى تستمع أنها ستكون جزءا من هذه العائلة ..
لا تعرف أتكرههم أم تحسدهم لترابطهم الذي تشعره في كلام هذه المرأة ؟!
وراوية تتابع كلامها بسعادة حقيقية :

" أتعرفين أنني أحببتكِ من قبل أن أراكِ ؟ ... وأحببت اسمكِ .. أكمل قال لي شمس صغيرة وجميلة جدا .. وقبل أن ندخل هنا قبل رأسي قائلا ستدركين لماذا أريدها حين ترينها يا راوية "

أكمل قال .. أكمل قال .. كم كذبة أخرى كذبها على هذه السيدة الرائعة ؟
ضحكت راوية وهى تربت على ظهرها تواصل :

" والله معه حق .. اسمعي .. قبل أن نقرأ الفاتحة أخبركِ أنكِ منذ اليوم أنتِ ابنتي وفي عيوني "

يا الله .. ما هذه السيدة ؟!
بعينيها المندهشتين ترى نظرة أكمل الخاطفة ثم يعود لكلامه مع والدها ..
نظرة تخبرها أنه يسمع كل كلام والدته إليها ويلتقط ردود فعلها هى ..
هل توهمت طيف إبتسامة على شفتيه ؟!.

ارتفع صوت والدها بغتة قائلا لها :

" شمس .. أكمل يطلب يدكِ على سنة الله ورسوله .. قولي رأيكِ يا ابنتي أمام الجميع "

اتجهت الأنظار إليها فعاودها الإختناق بالحصار
ارتفعت عيناها لقمر فترى إبتسامتها الباردة ..
نظرة لوالدتها فترى بعينيها الرجاء وإبتسامة الأمل ..
نظرة أخرى لوالدها فترى إنتظاره فقط .. بلا أي تعبير كان حقا يترك لها القرار ..
وبنظرة لوجه دارين الواثق كانت تؤزارها أن تكون سيدة قرارها .
عيناها اتجهت لعمها كامل وهو يسألها :

" نقرأ الفاتحة يا شمس ؟ "

بإبتسامة هادئة ينظر إليها متمعنا مدققا فأخفضت عينيها أرضا .
ليرتفع صوت حمزة ممازحا :

" السكوت علامة الرضا "

فيربت كامل على ركبة سليمان وينظر لأكمل قائلا :

" فلنقرأ الفاتحة "

ارتفعت الأيادي وهمس الأصوات تقرأ الفاتحة .. وارتعشت يداها وهى ترتفع لتقرأ تكاد الانفجار باكية .
بين كل النظرات التي نظرتها إليهم جميعا كان أكمل ينتظر .. نظرة عينيها .. لكنه لم يجدها أبدا.

ارتفعت أصوات زغاريد من حيث لا تدري من والدتها أم والدته ..
الجميع وقف وازداد ضجيجهم فجأة وهى تدور مقيدة ..
كل ما انتبهت إليه أنها أصبحت في حضن هذه المرأة الجميلة ثم في حضن والدتها ..
ثم تلقفتها أحضان والدها وعمها وشاهندا ودارين بكلمات مشوشة تائهة من عقلها ..
ثم إحتضان لمياء ومباركتها لها واستئذانها للمغادرة حتى لا تتأخر.
طرفت عيناها نحوه بقوة فتراه كيف يحتضن والدته مقبلا رأسها ثم ينحني مقبلا يدها .
ما هذا التناقض الذي تحياه في هذه اللحظة ؟!
اقترب حمزة منها فيضع يده على مؤخرة رأسها مقبلا جبهتها كعادة سلامه عليها يبارك لها بإبتسامة دعم رائعة ..
ثم يستدير مباركا لأكمل بنظرة دعمه لشمس فيفهمه دون كلام أنه أخا وسندا لها ..
لكن ما لاحظته بتشوش أن أكمل كان ينظر إليه متجهما .. بلا سبب !.

وحين امتدت يده ليصافح يد أكمل ارتفع هتاف نجوى فجأة :

" قـمر "

استدار حمزة يرى ما يحدث فتتسع عيناه وهو يرى قمر ممددة على كرسيها فاقدة الوعي ليتجه إليها مسرعا يربت على وجنتها يناديها ملهوفا.
يقف الجميع حول قمر متسائلين قلقين وحمزة يحملها يصعد بها غرفتها ..
تصعد دارين ونجوى وشاهندا معها ويتجه سليمان للهاتف لطلب الطبيب فيخبره كامل أنه سيذهب لإحضاره بنفسه .
ربتت راوية على كتف شمس تسألها ما الذي حدث لقمر فتنظر لها شمس بجمود بلا رد ..
انفض الجميع فجأة وانقلبت مناسبتها هى لمناسبة قمر !
وبخطوات ميتة كانت تخرج من الغرفة هامسة اسمها بخوف رغما عنها :

" قمر "

توقفت عند نفس الجدار خارج الغرفة حين أمسك أكمل معصمها قائلا بخفوت :

'' اهدئي ... إنها تمثل "

التفتت شمس إليه بحدة فتشع النار من عينيها ناظرة لمعصمها في يده ..
قاسيا كالبلور الأملس تلتف أصابعه حوله كأوتار قيثارة ستبدأ في العزف ..
ترك أكمل معصمها بهدوء وهو يقول :

" أريد مقابلتكِ غدا "

لا تعلم لماذا توقفت حقا ولم تصعد لقمر .. ربما صدق جزء منها أن قمر فعلت كل هذا لتحول الأنظار إليها وتفسد يومها .
ولمَ لا ؟! .. ليس غريبا على قمر الإستعراض الرخيص !..
يا إلهي .. متى تحولت علاقتهما بهذا الشكل البشع ؟
رفعت شمس عينيها إلي عينيه فتتسائل بتهكم :

" لماذا ؟ .. تريد إنتقاما جديدا ؟ "

تهكما مريرا وهو يقف أمام امرأة في غموض شعرها المجموع تكمن الاسئلة ..
امرأة في نظرات عينيها تندلع قسوة ثأر تريد إشعال النيران به لترتاح .
مالت زاوية شفتيه وهو يقول مصححا :

" أريد أن أتحدث معكِ "

هزت شمس رأسها بإستهانة .. ها هو قد أخذ حقوقه عليها وبدأ باستخدام أول حق .
ظلت تنظر أمامها فترد ببرود :

" لا تضيع وقتا .. لا يوجد كلام بيننا .. كلامك مع أبي "

التف أكمل يقف أمامها منتظرا عينيها فيقول ساخرا :

" منذ أيام كنت تقولين كلامك معي أنا ... عامةً لا تخافي لن أؤذيكِ ... وإن أردت فإن بيدي أسلحة أكثر قوة من .... النذالة "

تراجعت شمس خطوة فيقبض على نظرة عينيها وهى تقول بإشعاع النار فيهما :

" ألا يعتبر تهديدك لنا نذالة ؟ .. أنا لا أخاف إلا من خالقي "

امرأة في روحها – غيبوبة – حزن تائهة فيها .. حزنٌ سيغرقه ..
لا تدرك أنها تقف أمام رجل يزيده الحزن صلابة .. تقف أمام عينين لم تبكيا أبدا ..
تنظر لوجه لم ينزل عليه دمعة واحدة حتى صار قاسيا ?صخر اليابس .
ارتفع حاجب أكمل وهو يقترب تلك الخطوة قائلا بنبرة ذات مغزى :

" أختك تخاف من ظلها "

امرأة ثابتة أمامه ملامحها لا تلين .. لا تناور ولا تراوغ ..
واضحة .. كوضوح الشمس .. تهتف بثبات كبريائها رغم خفوت نبرتها :

" اسمع ... إن كنت تظن أنك تلوي ذراعي بالفضيحة وهذا الكلام الفارغ فأنت مخطئ .. أنا في كل الأحوال أود لو ظللت هكذا طوال عمري .. وقمر لا تهمني إن تأذت سمعتها أو لا طالما أنها ارتضت أن تذهب لواحد مثلك بقدميها "

لا تعرف لمَ يقترب منها وهو يقول بنبرة خافتة هادئة :

" طالما لا تخافِ من الفضائح لماذا وافقتِ علىّ إذن ؟! "

نفس نظرة عينيها حين تنظر لمنصور بصرامة فيتراجع أمامها ..
لكن أكمل لم يتحرك بل اتسعت عيناه قليلا منتبها محدقا بتلك النظرة .
ربما حقا كانت تنتظر تراجعا .. كم هى ساذجة ..
لا يعلم ما الذي ثار به فجأة وهى تقول بعنفوان ووجهها يشع غضبا :

" أبي .... أبي خط أحمر .. ولن أدع سمعته أو كرامته تتأذى إن علم بما فعلته قمر .. واعلم أنك نذل وستفعلها إن رفضنا "

ولا تدرك أنها تقف أمام رجل حين يحزن يشتعل بصمت .. بدون دموع ..
وحين يُباع .. يبيع بقسوة
وحين يريد .. يخاطر ليأخذ
وحين يغضب .. ينفجر كالجحيم .
ارتفع حاجبا أكمل ساخرا ليقول :

" رفضتم ! ... مَن تقصدين بصيغة الجمع هذه ؟ .. من ناحية قمر فهى رافضة وتشتعل الآن .. ومن ناحية والديكِ فهم أكثر من موافقين وأنا أنتشل ابنتهما الأرملة المسكينة .. وكل هؤلاء لا يهموني بشئ .... "

أمال رأسه وهو يبتسم إبتسامة عريضة مستفزة فيضيف بإستفزاز :

" المهم أنتِ فقط ... إن كنت قد رفضتِ أنتِ كنت سأفعلها "

راقب أكمل ملامح وجهها فتضيق عيناه على الحسنة البارزة في جانب ذقنها ..
لا يعلم لمَ تزين شفتيها رغم بعدها عنهما ؟!
لم تكن تتوقع أن تصل لأقصى مراحل الإستفزاز فتقبضت يدها تمنعها عن صفعه هاتفة بخفوت حتى لا يسمعها أحد :

" ألم أقل نذل ؟ "

اومأ أكمل برأسه ببرود قائلا بعد تنهيدة مفتعلة :

" لم يكن هذا رأي أختكِ وأنا أعاملها بمنتهى الشهامة وأساعدها على تحقيق حلمها السخيف وهى تخدعني "

شيئا ما يحيط بهما .. حارا .. حارقا .. دائما ما يحترق مكان وجودهما
إمتزاجا للهبه الأزرق ووهجها الناري .. شحنات تتقاذف من جسديهما تتصادم حرارةً.
امتعضت ملامح شمس وهى ترد عليه :

" تخدعك ! .. ألا ترى أنك تضخم الأمور كثيرا .. كل هذا لأنها لم تخبرك أنها مخطوبة ؟! "

كيف عادت تستند للجدار ؟! .. وكيف أصبح قريبا منها هكذا ؟!
لماذا دائما يكون قريبا منها حين يتحدث إليها ؟!
منذ لقائهما الأول وجسدها اعتاد قربه فيستعد دائما لإطلاق شحنات الغضب كرها وتحفزا ..
بنظرة عينيه لا ترى قسوة الإنتقام ولا غضب الخطط المتوقعة ..
كانت ترى لهبا أزرق يشتعل بأعماق الجليد .. لكن للغرابة لا يذيبه ..
الجليد يظل باردا مظلما لا يصل إليه النور .
هادئا واثقا يتجاهل سؤالها بقوله الحازم :

" أريد مقابلتكِ غدا .. وفي نفس المكان الذي انتظرت فيه أختكِ عندما خرجنا معا .. عند نفق ( .... ) على البحر الساعة الثالثة "

الوقح الحقير .. هل انتظر قمر هناك حقا ؟
يأخذ كل أخت جولة !
انعقد حاجباها غضبا وهى تبعد كتفه بظهر يدها مغادرة قائلة بإحتقار :

" قلت كلامك مع أبي "

ذراعه امتدت أمامها واضعا كفه على الجدار يمنعها التحرك متسائلا بتلاعب :

" هل تعرفين أن قمر جاءت لي الشركة اليوم ؟ "

التفتت شمس إليه فيشفق على ملامحها المتفاجئة وهى تهمس بنبرة لم يخطئ الخوف بها :

" لماذا ؟ "

أفكارها تدور في مدارات ممتلئة بأفعال قمر ..
لماذا ذهبت إليه وما الذي دار بينهما لتعود مختلفة متدللة على حمزة ؟!.
تخاف أن تنحط قمر أكثر فتملأ البيت خزيا .

كفه تلمس الجدار جوارها نزولا ببطء كأنه يتلمسها هى فتشتعل حواسه بجنون لا يعرف سببه ..
? صعود جبل شاهق بلا ضجر .. فقط لتشاهد المنظر من أعلى ..
أو تحاول أن تمسك نجما في الأفق تحداك بلمعانه ..
فقط لمجرد أنك تحب التحدي .
أنزل أكمل ذراعه أخيرا قائلا بنبرة مقايضة :

" لا تتأخري غدا "

وبنظرته السارقة بجموحها كان يستدير عائدا للغرفة ..
نظرة .. تعالي وسأعطيكِ جوابا .. لكل ما تريدين !.



انتهى 🌺🌺🌺

اليوم أحتاج دعمكم بشكل خاص لذلك انتظر تعليقاتكم وارائكم بشووووق
وأرجو ذكر أكثر جملة اختلجت لها مشاعركم ولو للحظة
دمتم في رعاية الله

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 10:33 PM   #730

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 27 والزوار 14)
‏sandynor, ‏knan, ‏dmo, ‏ريما الشريف, ‏عطيه, ‏rasha moner, ‏kholod1, ‏samam1, ‏روحي أنا, ‏فديت الشامة, ‏ريتال مصطفي, ‏Nesrine Nina+, ‏لمعة فكر, ‏azizakahraman, ‏jadayal, ‏AYOYAAA, ‏ام الور, ‏طوطه, ‏وهيبة1, ‏ابوعلولي1, ‏awttare, ‏نوال11, ‏miss u both, ‏دينا باسل, ‏RimaRim+


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.