آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-18, 03:03 PM   #801

emanibrahim

? العضوٌ??? » 412365
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » emanibrahim is on a distinguished road
افتراضي


حلوووووووىجدا جدا

emanibrahim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-18, 11:07 PM   #802

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تصبيرة جميلة عن اكمل ووجدان
حبيت كلامه لها بانهةلس خائنا
وظهور عز الدين صديق اكمال
بانتظار القادم
وكل عام وانتى بالف خير


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 10-05-18, 12:20 AM   #803

عنك

? العضوٌ??? » 168167
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,058
?  نُقآطِيْ » عنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عنك متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-18, 06:15 PM   #804

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

عزيزتي هل ستقومين بانزال فصول في رمضان؟

MerasNihal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-18, 10:57 PM   #805

جزيرة

? العضوٌ??? » 307068
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 398
?  نُقآطِيْ » جزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond repute
افتراضي

بالتوفيق.....................

جزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-18, 07:33 PM   #806

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-18, 09:49 PM   #807

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير ...هو مش المفروض في فصلين اليوم؟

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-18, 09:57 PM   #808

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساؤكم هداية وغفران
كل عام وأنتم بخير ونحن على أعتاب الشهر الفضيل
رمضان كريم عليكم

اليوم الفصل السادس عشر
والفصل السابع عشر الجزء الاول

لن يتم تنزيل أي فصول في شهر رمضان وبإذن الله انتظروني بعد عيد الفطر المبارك

لذلك أتمنى لكم قراءة ممتعة وأن تعيشوا كل لحظة معهم
وسيتم الرد على كل تعليقاتكم على مشهد الاسبوع الماضي بإذن الله واعتذر للتأخير احبائي

دمتم بكل السعادة 🌺🌺
كل عام وانتم بخير


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-18, 10:08 PM   #809

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل السادس عشر

خرجت شمس من بوابة منزلهم الصغيرة تستقل السيارة التي طلبتها وما إن ركبت حتى أمرت السائق بالتوجه نحو ذاك النفق الذي سينتظرها عنده غير منتبهة للسيارة التي لحقتها .
باردة جامدة وألف شعور يتقاذفها .. أكثرهم تعذيبا .. كرهها لنفسها
يوما ما انتقمت من نفسها وهى توافق على عبد الخالق لتنتقم لكرامتها التي أهدرتها بيدها ..
ثم وافقت على العودة إليه إستكمالا للإنتقام وإشعالا للذنب في عيون والديها ..
ليس قمر فقط مَن تحمل تلك الأنانية البغيضة .. هى أيضا تحملها وهى ترغب أن يشعر الجميع بذنبها فتوافق مرة تلو الأخرى على ما يلقونها به بمنتهى الخضوع ..
تتقن العقاب بالإستسلام .. تتقن لعب دور الضحية كما قالت قمر
قمر مهما فعلت تبقى واضحة صريحة حتى في أكثر مشاعرها سلبية .. حين تغار تُظهِر .. حين ينتابها البرود تتجاهل بقسوة .. وحين تخطئ تكابر بلا إهتمام ..
لكن هى حين تغار تُخفي .. حين ينتابها البرود تخضع بتبلد ..
خضوع – لئيم – لتثقل كاهل والديها بإحساس الذنب .
وتعترف أنها هذه المرة أيضا دافعها ليس فقط تجنبا لفضائح لا تهتم إن أثيرت ..
بل لأن والديها فتحوا معها من الأصل موضوع الزواج ووافقوا على مقابلة أكمل ..
جانب منها خضع لترى الذنب فيما بعد وهى تعود إليهما مطلقة !.
استندت شمس لزجاج النافذة تراقب الطريق يتسارع بسرعة السيارة وعيناها تموتان بعد أن كانا كل الوهج ..
متى صارت تكره نفسها بهذا الشكل ؟ .. متى تشكلت هذه المشاعر السوداء بداخلها لتخرج بأقسى صورة تمس والديها ؟..
كانت تحب نفسها بالفعل .. تحب ما أخذته من وهج اسمها .. تحب صرامتها المتحفظة وهى تحدد أهدافها ..
أهداف تخرجها هى الأخرى من العلبة المغلقة التي وضعها والدها بها .
أهداف تجعلها مستقلة تتحدى الجميع بتفوقها وتقدمها وحدها رغم وحدتها وقلة ثقتها بنفسها وهى صغيرة ..
كانت تعلم إن تأذى إحساسها ستكره نفسها وتموت بعده لذلك ظلت وحيدة ..
إلا أن هناك مَن دفع الثقة بكيانها رغما عنها ليخرجها من علبة والدها محررا وهجها فاستجابت بكل روحها ..
ثم رحل تاركا الثقة تتحول لقسوة .. والقسوة تتحول لإنتقام من ذاتها لاستجابتها .. والإنتقام جاء في صورة عبد الخالق ..
ثم الرحيل المؤلم والفقد العزيز .
كم رأت في حياتها القصيرة !
والآن صارت قسوتها جزءا منها .. صارت تكره نفسها فعليا .. تتخفى خلف جدار الألم لتخفي أنانيتها .
كم تأذى بيت سليمان العامري المغلق !.
قد يراهم الجميع بأفضل حال لكن الألم النفسي أحيانا أشد من الألم العضوي .
انتبهت لاشتداد الهواء فترى البحر يظهر والسائق يلتف بالسيارة والأنفاق تبدأ بالظهور واحدا تلو آخر ..
لم تكن ستأتي .. أبدا لم تكن تفكر في المجئ لولا حديثها مع قمر صباحا وهى تسألها لماذا ذهبت إليه بالأمس ؟! ..
فترد قمر وهى تلتف حولها تمسك بيدها ناظرة لخاتم أكمل بها تقول بنبرة شعرت بسمها يندفع في أوردتها :

" لَحِقَ يخبركِ !! .. واضح أن العلاقة بينكما تتطور أسرع مما ظننت ! .. ولماذا لم تسأليه ؟! .. الأفضل أن تتصلِ به هو ليخبركِ لا أن تأتِ إلىّ ... مؤكد أعطاكِ رقمه الخاص ( جدا ) كما أعطاني إياه من قبل .. أو إذا أردتِ أعطيه لكِ أنا ... أو اذهبي إليه واسأليه وجها لوجه ماذا حدث ( بيننا ) .... لكن انتبهي على نفسكِ يا شمس ... أكمل يستطيع أن يوقع مَن أمامه بنظرة إن أراد ... والآن بعد إذنكِ لأن ( زوجي ) بإنتظاري "

مستفزة ببرودها .. قسما بالله كانت ستصفعها مجددا
وبرغم إستفزازها إلا أنها تحسدها لأنها لم تستفز أحدا مثل قمر يوما ..
دائما تصمت وتكتفي بنظرة جامدة لتشعر مَن أمامها بنقصه وعلو منزلتها أمامه وأنها لن تنحدر لمستواه !.
قاسيةٌ هى بطريقتها .. وقاسية قمر بطريقتها .. وكلتاهما ضائعتان في العلبة المغلقة .

دقائق قليلة وكان صوت السائق ينبهها للوصول فرفعت رأسها عن زجاج النافذة ثم أخرجت ورقة نقود من حقيبتها لتعطيها له وتترجل من السيارة .
وقفت مكانها أمام النفق لا ترى أحدا .. الهواء البارد يصل لعظامها فترتجف وهى تطرق برأسها في دوار عدم الإستيعاب لكل ما يحدث لها .
حتى وجدت يدا تجر مرفقها بغضب صاحبها وصوت تعرفه قائلا بعنفه :

" قلتِ أنكِ لا تريدين الزواج وأفاجأ بالخبر اليوم .. هيا اركبي معي "

اتسعت عينا شمس وهو يجرها تجاه سيارته فثبتت مكانها تحاول نزع مرفقها من قبضته قائلة بصرامة :

" هل جننت يا منصور ؟ .. اترك ذراعي .. بلا فضائح في الشارع "

اقترب منصور منها فيحذرها بعينيه قبل قوله :

" لم أكن أنوي التحدث في الشارع .. أتيت لبيتكِ من بابه ووجدتكِ تخرجين فتبعتكِ إلي هنا "

عاود جرها فيزداد عنفها وهى تثبت في الأرض هاتفة :

" قلت لك من قبل طلبك مرفوض .. اتركني "

سينفجر والغضب يستعر بداخله والرفض يهينه خاصة ممَن يراها لا تستحق كل الهالة المزيفة حولها وهى أرملة ..
لا يحق لها أن تمل شروطها ويأتي اليوم الذي يُرفَض فيه من مثلها أيضا .
بدا مجنونا وهو يتشدق بسماجة مستفزة :

" آه مرفوض لأجل عريس الغفلة "

بلحظة ما تحولت شمس لتمثال تهب ناره الصارمة باستعداد لأن تحرق مَن أمامها ..
وبنفس اللحظة يد منصور كانت تنتزع عن مرفقها فتسمع صوته بنبرته القوية مخيفا :

" ألم تقل لك اتركها ؟ "

لا تعلم ماذا حدث ومتى أتى أكمل يقف بجسده بينها وبين منصور ..
كل ما شعرت به أنه أبعد قبضة منصور عنها وأمسك ذراعها الآخر ليجعلها خلفه .
ثار منصور هائجا فيهتف وهو يدفع أكمل في كتفيه شاتما :

" وما دخل أهلك أنت ؟ "

كل شئ بأكمل قدح غضبا ?ـشـذر عينيه الأزرق وهو يرد عليه بشراسة وقبضته تندفع في وجه منصور :

" أنا ما دخل أهلي ! .. أنا هو عريس الغفلة "

كتمت شمس شهقة بيدها وهى ترى منصور يقع أرضا ويتجمهر بعض المارة حوله والبعض الآخر حولهما يحاولون فض الاشتباك .
وجسد أكمل يبعث شرارات نافرة لكل مَن حوله تجعلهم يبتعدون عنه هذه اللحظة وهو يهدر فيه تحذيرا عنيفا :

" إياك أن تقترب منها مجددا "

نهض منصور يبصق على الأرض ناظرا إليهما بكره حاقد أسود ثم دفع بعض الرجال من حوله بعنف متجها لسيارته ليركبها منطلقا ..
وحينها انفض بعض الأشخاص من حولهما وأكمل يستدير إليها هاتفا بغضب :

" هيا "

تجاوزها متجها لسيارته فتلفتت شمس حولها بحرج ثم تبعته مضطرة بعد أن كانت تنوي ألا تركب معه ..
لكن نظرة إلي وجهه المتجهم هذه اللحظة وعرفت أن الأمر سيكون أسلم إن ركبت بصمت .

بعد دقائق قليلة مبتعدا عن ذلك النفق سمعت سؤاله وهو ينظر للطريق أمامه :

" مَن هذا ؟ "

نظرت شمس لجانب وجهه القاتم ثم أعادت بصرها للطريق ترد :

" منصور ابن عم أبي "

بجمود ملامحه يعاود سؤالها بنبرة حنق أخفاها :

" ماذا كان يريد ؟ "

نقرت شمس على حقيبتها بسبابتها وهى تجيبه ببرود :

" يريد الزواج بي "

امتعضت ملامح أكمل هاتفا بداخله

( ننتهي من ابن عمها يظهر لي ابن عم أبيها )

قبضته اشتدت على مقود السيارة فتراه يتجاوز إحدى السيارات برعونة وسرعته تزداد قليلا ..
تنتبه للمقود الذي يمسكه بيد واحدة فتراه كيف يتحرك لأقصى اليمين ثم لأقصى اليسار فتنحرف السيارة غضبا .
زفرت نفسا طويلا ثم تقول بهدوء قدر إستطاعتها :

" توقف "

شفتاه تنطبقان شاتما بداخله ابن عمها على ابن عم أبيه‍ا لدقائق أخرى تمر والسيارة تشق هواء البحر فتنفخ شمس ببرود ..
التف بالسيارة لمنطقة تحوي عشرات السيارات المصفوفة ليتوقف وينزل صافقا بابه ثم يتجه حيث مقدمة السيارة فيستند عليها ناظرا للبحر .
ظلت شمس جالسة في السيارة تنظر لظهره بعجب ثم نزلت منها تتجه إليه حتى وقفت أمامه تسأله بثبات :

" لماذا ذهبت قمر إليك بالأمس ؟ "

نظر أكمل إليها فيرى بضعة شعرات تتطاير من شعرها البني .. تستغيث تريد التحرر من قيدهم المجموع على رأسها العنيد كعينيها ..
وشفتاها المتصلبتان فاقدتا الدلال وكأن ما أحد قبّل أنوثتهما يوما ..
نظرة لبلوزتها – السوداء - تحت السترة الرمادية الرسمية وتأكد أنها جاءت لمقابلة عمل !..
ثم بنطالها – الأسود - الواسع على ساقيها الطويلتين بكلاسيكية انقرضت منذ زمن فيهمس داخله

( زيجة بيضاء من أولها ! )

حتى وصل للحذاء فارتفع أحد حاجبيه !..
حذاءٌ أسود ذو كعب صلب قطعة واحدة فيهز رأسه هامسا لنفسه بسؤال كاد يخرج من بين شفتيه

( ألم تجدِ حذاءا أكثر رجولة من هذا !! )

عيناه ارتفعتا لعينيها فتنطق شفتاه ساخرا :

" لماذا لم تسأليها ؟ .. كيف حالها الآن .. ألا زالت ( مريضة ) ؟! "

نفس إجابة قمر .. كل منهما يرميها للآخر بلا أي إعتبار لها .. مجروحة الكرامة تشعر بنصل حاد يصيب كيانها فيملأها عنفا أن توجهه لقلبيهما هما.
أشاحت بوجهها صامتة تتذكر إستيقاظ قمر قبل مجئ الطبيب الذي فحصها مؤكدا أنها بخير وربما يكون ضغطها قد انخفض مجددا لا أكثر !.
ينظر أكمل لخاتمه في يدها فيشعر بالرضا لأنها لم تنزعه .. هذا الخاتم الذي ألبسه لها بالأمس قبل أن يذهب بعد مجئ الطبيب ورحيله وعودة والدها ووالدتها بعد الإطمئنان على قمر .
خاتما عاديا بفص ماسي صغير يحيطه عدة فصوص أخرى ليشكلوا معا وردة ماسية ..
لا يعكس أي فكرة له عنها وكأنه أراد إيصال رسالة غلو ثمنه فقط لا أكثر ! .. وكأنه حقا .. يشتريها .
لن ينس نظرة عينيها وهو يلبسه لها .. نظرة تحمل من الوعيد ما يعد أنها ستخدشه بحدة هذا الماس يوما ما .
عاد لعينيها القاسيتين فيقول متهكما :

" جيد أنكِ أتيتِ ... لأخر لحظة كنت شبه واثقا أنكِ لن تفعلِ "

تنظر لوجهه فتسأل بقسوة عينيها رغم معرفة الإجابة :

" لماذا تريد أن تتزوجني ؟ "

مالت زاويتا شفتيه لأسفل وهو يقول بإستفزاز :

" فراغ ... وجدت أنني أملك وقتا فقلت أجرب الزواج والطلاق "

لو يعلم والدها أنها تتناقش في طلاقها الآن !
أطل الإشمئزاز من عينيها وهى تزفر نفسا ثائرا فتعيد سؤالها قائلة بصوتٍ حازم رغم إختناقه :

" اسمع .. أنا أتيت لنضع النقاط فوق الحروف من أولها .. أنا أشعر أن حياتي كلها قُلِبَت فجأة ولا اعلم لماذا ! .. أشعر أني دخلت في دوامة لا أعرف كيف دخلتها ! ... لا يوجد خطط فلماذا تريد أن تتزوجني ؟ "

أنهت كلامها بحدة فيرى لوحها الزجاجي على وشك الإنكسار ..
لا يليق بها أن تنكسر .. لا يليق بها سوى حدة المزاج وعنف الأفعال – حاليا - ..
أما – بعد - .. حين تشتعل نار أنوثتها فتلهب حولها مواسم الصيف وعواصف الشتاء .
عيناه تتوهج وإشعاعها السارق يخترق عينيها مقتربا منها قائلا بخفوت صوته المغوي بطبيعته :

" لأحرق قلب أختكِ "

عيناه تخطف نظرتها إجبارا فتستدير تتنهد بإنهاك ثم تقول بجمود :

" وكيف ستحرق قلبها .. ستأخذني كل يوم غصبا .. ستضربني وتترك علاماتك على جسدي حتى إذا رأتني يقتلها ذنبي ؟! "

تقطع كلامها فأطبقت شفتيها شاعرة بمرارة الأخوة المبعثرة بين أختين ألقت إحداهما بالأخرى في نار تدرك مدى أذاها عليها ..
فهزت رأسها وهى تقول بمرارة إحساسها وجمود صوتها :

" إذاً أنت واهم إن ظننت أن هذا سيؤثر بها أو يحرق قلبها .. قمر لا تهتم سوى بنفسها وما تريده "

عقد أكمل حاجبيه مندهشا من سواد أفكارها وهو يقرأ حزنا تصاعد حولها فجأة ثم خبت قاسيا ..
ظل صامتا ينظر إلي ظهرها ثم ترتفع عيناه لشعرها فتحرقه أصابعه لينزع ذلك المشبك الصغير ليحرره ..
يحررها رغما عنها تلك الخصلات الناعمة التي يبدو أنها كُتِبَ عليها جمعا حتى تزهق أنفاسها أو يصيبها الشيب .
كتف أكمل ذراعيه قابضا يديه حتى لا يفعلها فتميل رأسه قليلا وهو يرد عليها بهدوء :

" أعرف .. وأنا لست ضعيفا أو جبانا لأفعل كل هذا بامرأتي "

أغمضت شمس عينيها فتحرقها دمعة أبت إلا أن تتجمد وهى تسمعه يتابع بثقة جادة :

" بالعكس تماما يا شمس .. ستعيشين معي أجمل أيام حياتكِ وليحترق قلبها هى غيرة وحقدا وحسدا لكِ على ما ستعيشينه من سعادة "

فتحت عينيها فترفع أصابعها تمسح تلك الدمعة العالقة وقلبها يبكي حزنا على ما آلت إليه في لعبة لا دخل لها بها .
لم ترد لدقائق طالت وهو يعاود تأملها فيشده قوامها وهى تقف بأنوثة لا تقصدها وإنما تسكن جسدها بعفوية ..
جسدها مضبوطا على مقاييس الإغراء فيغوي من مجرد النظر ..
وبكل أنوثة الكلاسيكية القديمة يبرز الاختلاف بينها وبين بنات جيلها ..
رغم – رجولة – الحذاء إلا أنه يبدو عليها متطرفا فاحش الإغراء دون قصد منها ..
تنحرف نظراته الزرقاء كما انحرفت أفكاره دون أدنى درجات البراءة فيتمنى لو تستدير هذه اللحظة تحديدا ..
شفتاه تنطقان ببطء خافت وعيناه تبرقان في واد آخر :

" هل سمعتِني ؟ .. ستعيشين معي أجمل أيام حياتكِ ... وهذا وعدي لكِ .. وأنا لم أخلف وعدا من قبل "

بداخله يهتف بضراوة حارة

( استديري ... استديري )

تبتسم شمس وهى تهز رأسها إستهانة بوعده فتقول ساخرة :

" ألا ترى أنك ستكون الخاسر الوحيد بالأمر ؟! .. قمر ستتزوج حمزة وهو يعشقها .. وأنا سأعيش أجمل أيام حياتي بحسب وعدك .. ماذا عنك .. هل ستكرس حياتك كلها لإنتقامك السخيف من قمر على شئ تافه ؟ "

عقد أكمل حاجبيه وأمنيته أن تستدير تضيع مع الرياح فيهمس بداخله

( خسارة )

وبهذه اللحظة كانت شمس تستدير أمامه بحدة فتهب الرياح الحارة مجددا تنفخ في الوهج الأزرق ..
توقف الكلام على شفتيها وهى تنظر لوجهه تدرك اتجاه نظراته فترتفع عيناه عليها بتمهل متعمد مستفز ..
تئن أنوثتها المُنتَقصَة قبلا فلو يعلم كيف ذبحها بتلك النظرة لرحل ولم يريها وجهه مجددا .
يداها تمسكت بطرفي السترة فتغلقها حولها وهى تكتف ذراعيها تتمسك بقناع الثبات الصلب تتابع كلامها وتعيد سؤال الأمس :

" فقط لأنها أخفت عنك إنها مخطوبة أم أن الأمر تخطى ذلك وأحببتها بالفعل واحترق قلبك ولذلك تريد أن تحرق قلبها ؟ "

أحيانا التشبث بكذبة قد يمنحنا إخفاءا تاما لصدق ما نشعره ..
إحساسه لا يمكن وصفه أو التعبير عنه بكلمات ..
شغفا .. مخاطرة .. سيطرة .. تعطشا .. لن يفهمه أحد كما لا يفهم هو لماذا يشعر بكل هذا منذ أن دخل اللعبة كلها أو .. منذ أن رآها ..
أسبابه هو يجب أن تظل في صندوقه الأسود الذي لم يفتحه لأحد ..
لكن الأسباب – العلنية – ستظل دائما تحمل اسم قمر وإنتقام لا يفكر فيه من الأساس .
لا قمر ولا مَن مثلها يستحقون دقيقة تفكير من وقته .
رفع أحد حاجبيه وعيناه تبحثان فتمتعضان بإغلاق السترة عن نظراته فيعاوده مزاجه الساخر قائلا ببراءة مفتعلة :

" أختكِ ليس بها أي ميزة لتُحَب سوى جمالها وهذا بنظري لا قيمة له .. فقد رأيت أجمل منها بكثير ... كل الموضوع كما قلت لكِ أني متفرغ قليلا هذه الأيام وضربت الأفكار بعقلي أن أنتقم من أختكِ الساذجة وبكِ أنتِ .. سأجعلها تجرب نار الغيرة ... ومن أختها "

عيناها بعينيه كوجه قهوة لاسع .. تُنزِل ذراعيها فتُفتَح السترة مجددا ..
تنتظر إنخفاض عينيه لكنها تجزم أنه يحاول سرقة شيئا منها بتلك النظرة ..
هناك ما يخفيه خلفها .. غامضا بسحر كامن في زرقة الـ ....
سمعت صوت الأمواج عالية خلفها فيهب هواء البحر لتدخل شعرة واحدة عينيها ..
شعرة واحدة منفلتة من غرتها أغمضت عينيها وهى تبعدها باصبعيها فيتأوه أكمل بداخله منزلا ذراعيه ليتجاوزها مستنشقا الهواء البارد ..
يرتفع صدره واضعا يديه في جيبي بنطاله الجينز فتلتفت رأس شمس تنظر لظهره تبتسم ساخرة ..
يخفي وجهه ظنا بأنه يخفي أفكاره ! .. أحب قمر وإجابته كاذبة !
صوتها كان مقررا وليس متسائلا وهى تقول :

" أحببتها ؟ .. لأن حينها سيختلف الأمر "

عقد أكمل حاجبيه وهو يستدير ينظر إليها فيقرأ ملامحها المتأكدة من قولها !..
وبلحظة جنون قرر مجاراتها سائلا :

" وكيف سيختلف ؟! "

بنظرة جمعت ضجيجا من القسوة والعناد والتلاعب قالت بصخب روحها الثائرة :

" سأوافق .. وأساعدك أيضا ... لا تتعجب .. أنت لم تجرب إحساسي وأختي تورطني في أمر تعلم جيدا وقعه على نفسي "

ظل أكمل ينظر لتلك النظرة في عينيها قبل أن يستدير مجددا قائلا بنبرة غريبة :

" بالنهاية يبدو أن هناك تشابه بينكما بحكم الوراثة "

لحظات صمت مرت قبل أن يسألها فجأة بنفس النبرة :

" هل كان هناك خطة ؟ "

بمنتهى البرود أجابته :

" مجددا ؟! .. أنت لن تصدق إجابتي بكل الأحوال "

لحظات أخرى مرت ثم قال :

" أجيبيني هذه المرة وسأصدقكِ "

حرفان كانا يخرجا من بين شفتيها بجمود :

" لا "

أنفاسه تعلو قليلا متسائلا :

" هل كنتِ تعرفينني من قبل ؟ "

إرتفاع الأمواج المباغت يحرك كل شئ حولهما والحرفان يتكرران :

" لا "

الهواء يشتد حوله وهدر الأمواج ينعكس لعينيه وسؤال ثالث :

" هل رأيتني للمرة الأولى في منزلكم ذلك اليوم ؟ "

مباشرة وبثلاثة أحرف ردت عليه :

" نعم "

ينتبه لشخص ما يصف سيارته على الصف الآخر وسؤال رابع :

" هل أخبركِ والدكِ باسمي قبل ذلك اليوم ؟ "

ونفس الحرفين يتكرران منها :

" لا "

كل شئ يدور حول المأزق – الجميل - .. في كيف تختار مأزقك ؟!
أن يكون في حياتك امرأة كالمأزق لا تدري كيف وقعت فيه بإرادتك ؟!
امرأة تخاف عليها منك .. وتخاف منها عليك
امرأة كالـسـر لابد أن يُخفَى شغفها وخيوط تحريكها الحادة
عيناه تضيق على هذا الشخص الذي وقف مستندا لمقدمة سيارته يتلاعب بهاتفه فيحاول التذكر أين رآه من قبل !..
يده تفتح زر قميصه الثالث وهو يتذكر شيئا ما فيأخذ نفسا عميقا قائلا :

" وأنا أصدقكِ .... لأيام ظللت أفكر لماذا لم تجد قمر مبررا آخر سوى أن تقحمكِ في الأمر ؟! ... ثم قرأت عدة أوراق عنكم مفادها أن شمس العامري أرملة "

هزت شمس رأسها وهى ترد عليه بإستهزاء :

" ولذلك استنتجت أن هناك خطة وقررت الإنتقام منا لمجرد التفكير فيها .. ما زلت عند رأيي أنك الخاسر الوحيد "

أفكاره تترتب فتنتج فكرة مجنونة في عقله متجاهلا قولها ليقول :

" سأكلم والدكِ أن يكون الزواج الخميس الثالث من الشهر القادم "

اتسعت عينا شمس برهبة مفاجئة فتسأل بنبرة خرجت حادة :

" ولمَ هذا اليوم ؟ "

ارتفع رأس أكمل وهو يحدق في ذلك الرجل بتركيز قائلا :

" هكذا أنا أريد ... وهذا الشهر لن تري وجهي به لذا ارتاحي واستعدي "

قلبها يدق ترقبا فتثور نفسها حقدا هاتفة بداخلها

( عسى ألا أرى وجهك أبدا )

التوت شفتاها وهى تقول بحنق ساخر :

" تريد أن تتزوجني بعد شهر واحد من طلبك لي "

زفر أكمل نفسا نزقا وابتسامة جانبية صغيرة تظهر على شفتيه وهو يتذكر أين رأى ذلك الرجل فينظر إليه نظرة مخيفة وهو يرد عليها :

" أنتِ أرملة ومثلكِ يتزوج في أقل من هذا ... درءا للشبهات "

غير واعية بأفكاره في هذه اللحظة وتركيزه المنصب على هذا الرجل فقدت كل أعصابها غضبا وهى تهتف فجأة :

" أنت قليل الأدب "

ارتفع حاجبا أكمل وهو يلتفت ينظر لوجهها الأحمر الغاضب مندهشا وتركيزه كله يتحول إليها ثم ....
ضحك .. ضحك عاليا بطريقة أغاظتها ..
لأنها محقة ! .. لأنه وبمنتهى الصراحة والوقاحة منذ أن رآها اليوم وهو لم ينظر لها نظرة واحدة تحمل أدنى أدب !.. لذلك يستحق !.
هدأت ضحكاته قليلا وعيناه تنظر خطفا لذلك الشخص هامسا بداخله

( حقاً حارقة )

ضيق أكمل عينيه وهو يرى الهاتف يستقيم قليلا في يد الرجل ..
فجأة وجدته يستدير يقف أمامها يغطيها تماما بجسده محدقا بعينيها فتراجعت خطوة رغما عنها وهى تنظر إليه بعينين صارمتين وأنفاسها تهدر بغرابة ..
ابتسامة ذات مغزى ظهرت على شفتيه وهو يرفع كفيه أمامها بنظرة غريبة ..
نظرة للمرة الاولى تراها على وجه رجل بهذا القرب .. نظرة حارة تحمل شقاوة صاخبة للمرح .. وإشتعالات الحرائق .. ومباغتة الزلازل ..
نظرة تخطف بجموحها الجرئ .. سارق .. متلاعب ..
هل هذه النظرة التي تحدثت عنها .. قمر ؟!
خصلات شعره السوداء تتلاعب كعينيه بشدة الهواء وهو ينزل كفيه يضعهما مجددا في جيبيه ويقول بهدوء :

" حين تقولين شيئا لي بعد اليوم لا تتراجعي بعده .. وبمناسبة قولك أني سأكون الخاسر الوحيد .. لا تقلقي ... لم أدخل شيئا بإرادتي وخسرت فيه من قبل ... بدليل أني منذ أول لقاء بيننا أدركت أنه لا يوجد خطط ومع ذلك التزمت بكلمتي مع والدكِ ... بمزاجي "

يتابع تعبيراتها التائهة الصارمة تنفعل تدريجا ? يوم شتوي غربت عنه الشمس وكساه الظلام في وسط النهار ..
حتى قالت بإستيعابها للأمر :

" كنت متأكدا أنه ليس هناك خطط قبل أن يحدث أي شئ وأتممت الموضوع فقط لتلتزم بكلمتك مع والدي ! ... هذا يعني أنه لو رفضت أنا لم يكن هناك فضائح ولا زواج ولا تهديد ولا أي شئ "

ارتفع حاجبا أكمل ناظرا لاحمرار وجهها غضبا فيرد بتلاعب مستفز :

" احتمال "

الاحمرار يتزايد والنيران تندلع والشمس تعلن آشعة نفورها ..
ترتعش شفتاها لاهثة قليلا فتنبض توهانا مريرا بهذه النظرة وهى تستدير تخفيها عنه تقول بخفوت :

" إذن إنتقامك الآن ليس منا بل منها هى فقط بعد أن تأكدت أني خارج كل هذا ومع ذلك تريد إدخالي به بالإجبار .. لا زلت تريد أن تحرق قلبها .. أنت أحببتها حقا "

كاللعبة تشعر .. بمنتهى المرارة تريد أن تخنق قمر خنقا .
عيناه تطرف لذلك الشخص خلفه فيرى كيف غير موقعه ربما ليحصل على رؤية أفضل !ً.
يتحرك أكمل مقتربا منها فيغطيها مجددا قائلا بهدوء :

" يوما ما حين تعرفينني جيدا ستعرفين الجواب بنفسكِ "

لا تريد أن تعرف شيئا .. بعد أن تورطت أمام الجميع بالموافقة كيف ستأتي الآن وتقول لا ؟!..
حقير .. ظل يتلاعب بها مهددا لآخر لحظة وهى تظن أنه ينتقم للخطط المزعومة ليأتِ ويخبرها أن كل شئ بعدها صار إلتزاما منه بكلمته ..
أي كلمة ! .. وهل مثله له كلمة !
تحركت لتبتعد مغادرة فيناديها أكمل هادئا :

" شمس "

لم تتوقف وهى لا ترى الطريق الذي تسير به وعيناها تتشوش بغلالة دمعية ..
ضاع عمرها كله .. ضاع عمرها بلا أهدافها .. بلا حياة ..
ضاعت في طريق لا تعرف كيف ضلت ببدايته حتى وصلت لهذه النهاية ؟..
ظُلِمَت .. لا .. هى مَن ظلمت نفسها من البداية وهى تهدر كرامتها تحت قدميه ..
كرامتها بدأت وانتهت عنده .. والدهما أيضا نسى أن يخبرهما كيف تكون الكرامة فكبرت بتصلب صارم حتى أهدرتها بلا وعي ..
ها هى صارت تفكر مثل قمر وهى تلقي اللوم عليه .
يد أكمل أدارتها إليه برفق هامسا اسمها مجددا وهو يمسك بمرفقها فتستدير بحدة تنظر له بإتساع عينيها القاسية ..
تلمعان بالدموع فتتسعان عن آخرهما حتى تتجمد الدموع داخلهما تأبى الهطول ..
ورغم ذلك انحدرت دمعة ببطء .. دمعة حزينة بوحدتها تبعها بوهج عينيه ..
تبعها حتى مالت تختفي بين شفتيها .. وحينها أراد أن يبحث عنها بينهما ..
يلتقطها هو .. يتذوق ملوحتها .. يتذوق مرارتها

ترك مرفقها بهدوء فابتعدت تشير لسيارة أجرة تلقي نفسها بها ويلمح وجهها لمع بباقي الدموع رغم جموده حين توقفت إشارة الطريق قبل أن تتحرك السيارة .
عيناه التفتت بشراسة لذلك الشخص الذي لا زال يتلاعب بهاتفه فيلتقي بعينيه ليرتبك ويستدير يركب سيارته راحلا !..
وجدان .. هذا الشخص رآه مرة مع وجدان .. منذ أن تركها يتلقى منها إشارات لا تريحه والآن ترسل مَن يراقبه .. تجن لتعرف لماذا تركها ؟.
عادت عيناه للطريق فينتبه للثوان المتبقية لإشارة الوقوف ويرى سيارة الأجرة لا زالت مكانها تحمل .....
تحمل امرأة صارت تهمه .
يعلم أنها لن تعود معه لذلك تركها تركب سيارة الأجرة ثم ركب سيارته منطلقا يتبعها حين فتحت الإشارة .. حتى بيتها .. ثم يعود .


يتبع في الصفحة التالية وهذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t400173...l#post13323268

.........



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 14-05-18 الساعة 10:54 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-18, 10:08 PM   #810

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 17 والزوار 18)
‏انجوانا, ‏nadahosney,‏ابوعلولي1, ‏rowdym, ‏Jojo90, ‏نداء1,همس البدر,‏هّـمًسِـآتٌـ,wiamrima, ‏شوشو العالم, sandynor+ ‏AYOYAAA,مليكة النجوم ,‏قلب حر,نوال11,RimaRim +, ‏فديت الشامة


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.