آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-18, 11:24 PM   #871

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي


والله وحشتيني كتير كتير سوسو ووحشنى ابطالك كل سنة وانت طيبة

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 09:05 PM   #872

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
والله وحشتيني كتير كتير سوسو ووحشنى ابطالك كل سنة وانت طيبة
حبيبتي لامار شكرا
وانتى وحشتيني كتير
كل سنة وانتى طيبة 💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 09:51 PM   #873

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل السابع عشر الجزء الثاني


فتح حمزة باب المنزل لتندفع قمر بأنفاس ثائرة ترتطم بكتفه بقوة راكضة لغرفة النوم فتصفق بابها بعنف وتغلقه بالمفتاح ثم ترمي المفتاح بعيدا .
توقف حمزة مذهولا ثم أغلق الباب ليتجه للغرفة يمسك مقبضها يفتحها فينعقد حاجباه وهو يجده مغلقا .
تستند قمر للباب تغمض عينيها بغضب ثم تفتحهما فترى لوحات دارين الثلاث أمامها فوق السرير فيندلع غضبها أكثر
تسمع صوت حمزة يرتفع باستغراب :

" افتحي الباب يا قمر .. ما الذي يحدث ؟! "

تتمرد عيناها رفضا لكل ما حدث الليلة فتقول بعناد :

" " لن أفتح

استغراب حمزة يتزايد متحولا لبداية غضب وهو يقول بهدوء قدر الإمكان :

" قمر لا تدعي جنونكِ يفسد الليلة .. افتحي الباب "

استدارت قمر بفستانها المنتفش فتضرب الباب بكفها قائلة بحدة :

" أنت أفسدتها بنفسك .. اتركني الآن "

سمعت صوت خطواته تضرب الأرض بغضب مبتعدا فتبتعد عن الباب لمنتصف الغرفة ..
تدور حول نفسها وهى تلهث ثم امتدت يدها تنزع الطوق الماسي وطرحتها عن رأسها تلقيهما على الكرسي الصغير لمنضدة الزينة ثم تقف ناظرة لنفسها .
ممَ تشكو لكي تمر ليلة زفافها كأن لم تكن ؟ .. كل حياتها عاشت وسط عائلتها مهمشة لا رأي لها ولا تأثير ..
ويأتي يوم زفافها فتشعر أنها ضئيلة للغاية في نظر الجميع ..
الزفاف كان زفاف شمس وأكمل .. المدعوين لشمس وأكمل .. كل الفخامة والرقي لشمس وأكمل..

( وأنا .. أين زفافي أنا ؟ .. سرقوا فرحتي .. سرقوا فرحة عمري كله .. ليلتي التي لن تتكرر في حياتي أخذوها مني )

دموعها تسيل على وجنتيها شاعرة بكآبة تحتل عميقا بها .. تعاستها اليوم تجاوزت كل ما مضى .. حتى تعالت شهقاتها فوضعت يدها على فمها تكتمها .
حتى سمعت صوت مفتاح يدور في الباب قبل أن يُفتَح ويدخل حمزة متجهما فيرتعش جسدها خوفا من نظرته وهى تستدير مجفلة تسأل همسا :

" كـ .. كيف ؟ "

ينظر حمزة لوجهها الباكي فينعقد حاجباه مندهشا كل هذه الدموع الليلة .. ما الذي يضايقها لهذا الحد ؟.. ولماذا تقول أنه أفسد الليلة ؟!.
ينظر لطرحتها الملقاة على الكرسي الصغير فتحيد عيناه لشعرها الأحمر المنسدل على ظهرها حتى خصرها فيقول بهدوء مريب :

" تعالي "

ارتعشت شفتا قمر وهى تنظر لعينيه الخضراوتين فترى غضبه منها لتهتف وهى تعاود البكاء :

" لا "

جمدت ملامح حمزة وغضبه يتصاعد جديا لأنها أفسدت كل خططه لليلة فيقول بهدوء صارم :

" إن اقتربت أنا لن يحدث خير .. اقتربي "

تزايدت دموعها وهى تغمض عينيها بقهر فخطفت نبض قلبه لكن ملامحه لم تلين وهو يسمع صوتها الخافت عنيدا :

" ماذا ؟ .. هل ستحاسبني الآن ؟! "

مال رأس حمزة قليلا وهو يحدق بنقش أزهار الجوري بالحناء على ذراعها الأيسر فيبتلع ريقه وخيالاته تعاود غزو عقله فيقول بخشونة صوته وملامحه التي لا يظهر بها تأثره :

" أحاسبكِ ! .... الليلة !! "

ضاقت عيناه قليلا فيبدأ إشتعالهما بخضرة الغابات وهى تقف أمامه بفستانها الأبيض وزينتها الرائعة ? قمر حقيقي سيشع الليلة ..
غافلة عن عينيه التي تتجرأ .. خطواته التي تقترب .. تهتف قمر بصوتها الباكي :

" خطبتي كانت فوق البيعة وزفافي أيضا فوق البيعة .. لماذا وافقت أن يكون الزفاف معهما ؟ .. أنا يحق لي زفاف وحدي "

توقفت خطوات حمزة وعيناه تنفعلان بشراسة وهو يفهم ما يحدث فتنطبق شفتاه مانعا نفسه عن ردٍ قاسي حتى قال بجمود بعد فترة صمت أرعبتها بنظراته :

" فوق البيعة مجددا .. كل هذا الزفاف الفخم لم يعجبك ؟! "

هزت قمر رأسها لا تعي سوى بشعورها الآن فتجيبه بقهرها :

" لم يكن زفافي .. كان زفاف شمس وأكمل "

شيئا ما في قلب حمزة انغلق هذه اللحظة .. كأنه بابا صغيرا من عدة أبواب مفتوحة لأجلها .. كأن كلماتها وعدم تقديرها لكل ما رتبه مع أكمل قد أصاب شيئا به .
ارتفعت يداه يخلع سترته فيلقيها أرضا بقوة وعيناه تخيفانها .. تعرفه جيدا حين تتدفق الدماء لوجهه فتدرك كم هو غاضب هذه اللحظة .. تقسو ملامحه بالنار التي تهددها لمواجهة تهوره .
جفنيها يتسعان وهى ترى ربطة عنقه تلحق بسترته ثم يفك أزرار قميصه وهو يقترب منها .. عيناه تشتعلان بجحيم يحرق كل ما وفره لها من مروج دافئة لليلة ..
حتى وقف أمامها باردا متباعدا ينظر لعينيها فتزول دموعها شيئا فشيئا حتى اختفت تائهة بنظرات عينيه ..
وفجأة امتد كفاه لشعرها فتراجعت خطوة شاهقة لكنه أعادها مكانها يقربها واضعا كفيه على مؤخرة رأسها قائلا بصوت جليدي بشراسة قسوته وهو ينظر لعينيها المذعورتين :

" شمس أرادت أن تتزوج معكِ في نفس اليوم وأنتِ تشعرين بذلك ... أريد أن أعرف حدا لكل هذه الأنانية بداخلكِ ... كلما حاولت أن أصفو ناحيتكِ تعكرين كل شئ .... حتى هذه الليلة .. لكن لن أسمح لكِ .. أتوقع بعد كل هذه الدراما أن تقولِ اخرج من غرفتي .. لكن لا .. ما أريده أنا سيحدث .. برضاكِ أو رغما عنكِ .. أنتِ حددي بنفسكِ كيف تريدين أن تكونِ الليلة .... زوجتي ... أم جاريتي ؟ "

شهقت قمر شهقة مكتومة وعيناها المتسعتان تقرآن جديته فيما يقول حين شعرت بأصابع كفيه تغوصان بخشونة بين خصلات شعرها حتى .. سحاب فستانها الذي بدأ يفتحه ناظرا لعينيها بشراسة نظراته الجريئة ..
قلبها يعلن عصيانه بدقاته التي ترتفع وهى تتأمل وسامته الليلة .. عيناه الخضراوتان .. أنفه المحدد .. شفتيه الشقيتان .. ذقنه الحليق الحاد ..
جسدها يرتجف ويده تواصل رحلتها مع السحاب لأسفل فتدمع عيناها قائلة بخفوت منكسر وهى تطرق برأسها :

" لا أحد يفهمني .... لم أستمتع بأي شئ في حياتي وكأن لا وجود لي ... لم أفعل أي شئ بحياتي ... حتى زفافي لم أستمتع به مثل باقي الفتيات ... لماذا لا تفهم ما أشعر ... لماذا لا تراني جيدا .. ماذا تراني حقا ... فتاة جميلة صغيرة اخترتها لتكون زوجتك ... فقط بلا هوية ولا شخصية .. مجرد جمال شكلي ما لفت نظركِ لي "

لم يهتز للحظة بكلماتها وقد صارت عادتها المخادعة .. الدموع .. في الفترة الأخيرة وهى تحكم على مَن حولها بلا فهم .
كفه توارت خلف الفستان يتحسس بشرة ظهرها فتذوب أنفاس قمر وتغمض عينيها تستسلم لشعورها الرائع بين يديه ..
يقترب حمزة أكثر حتى يهمس في أذنها بقوة ويداه تبدأ رحلة خلف رحلة :

" ليس شكلكِ ولا جمالكِ ... بل نظرة التمرد في عينيكِ ... وروحكِ المشاغبة منذ صغركِ .... جنونكِ يا ذات الشعر الأحمر الذي لم يجرؤ أحد في العائلة كلها على فعله "

شفتاه تتسحبان حتى شفتيها الحارتين بطعم دموعها تقتنصها إنتقاما عنيفا لكل ما قالت الليلة فتنهار ساقاها ليضمها إليه بذراعٍ واحد ..
يده تلمس عنقها مبعدا الفستان عن كتفها الأيسر وهو يهبط برأسه يقبل ما ينكشف له ببطء مشوق ..
ما أسهل الاستسلام هذه اللحظة .. ما أجمله .. حين تذوب بسحر حرارة أنفاسه .. حين تتلاشى به كما تمنت ..
موجة ضباب حارة تلقفتها وكل ما حولها يحترق بلمساته التي لا ترحم .. بلا تمهيد تتجرأ .. كأنه يعاقبها ..
عقابا لذيذا حارقا أنساها ماذا كانت تقول .. ولمَ غضبت .. ومَن هى ؟..
وأزهار الجوري على ذراعها تستقبل شفتيه بترحاب الإزهار .. تتفتح له كل حواسها الأنانية فتعلو أنفاسها بأنين مطالب ..
الفستان ينخفض .. وجسدها يرتعش .. ويداها ترتفع لخصلات شعره هامسة بضياع الاختيار الحارق :

" الليلة سأكون ... زوجتك .. حمزة "

شفتاه تحرق كل ما في طريقه وهو يلتف حولها لتصل للشامة النجمية التي تفقده صوابه على كتفها حتى همس إليها بصوتٍ فاتر رغم فورة مشاعره :

" تريدين أن تستمتعِ بحفل زفاف ! ... لو كنتِ انتظرتِ لكنتِ تذوقتِ ما ينسيكِ كل حياتكِ ... استمتاعا مختلفا عن مجرد استمتاع بحفل زفاف أو بأي شئ آخر ... لكن كعادتكِ أفسدتِ كل شئ .. لذا لا تلومينني وأنا غاضب "

واستجابت بكل ما بها حين اختفى الفستان من حولها .. رغم أنها لم تفهم ماذا يقصد ؟ .. وتركته ينفذ وعده حرفا .. حرفا .


......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:02 PM   #874

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

عيناها بنظرتهما الميتة تراقبان المفتاح وهو يدور في الباب الخشبي ذو النقوش الفخمة .. وهى تدور معه ..
وكأنها محشورة في مساحة كالمساحة التي دخل فيها المفتاح للتو .. الفكرة وحدها أصابتها بالإختناق فتشعر أنها لا تتنفس حقا رغم إنتظام أنفاسها الباردة .. وسرعان ما انفتح الباب أمامها ويده تشير لتدخل .. بيتها .
قدماها تثقلان بخطواتهما فتمتد قدمها اليمنى لتخط أول خطوة إلي سجنها ..
يداها تحاول التصرف مع ذيل الفستان والطرحة التي تعلق نهايتها على ذراعها حتى دخلت المنزل وتركتهما خلفها .
بعد خطوات قليلة توقفت في وسط الظلام تميز الأثاث الخاص بالبيت ..
والدتها رأته حين جاءت لترتيب ثيابها لكنها رفضت بشدة أن تذهب معها متعللة بأنه لن يشكل فارقا .
ليت الظلام يظل .. لا تريد أن تراه .. ولا تريده أن يراها .. تحتاج للظلام لتستتر خلفه من خزي إستسلامها للأمر الواقع مجددا ..
وماذا كان سيحدث لو رفضت ؟ .. ستقوم الفضائح وتشتعل الدنيا بما فعلتاه بنات سليمان العامري وهما يوقعن رجل لتتزوجه الأخت الكبرى الأرملة ..
هذا ما كانت تظنه .. هذا ما كان يهددها به .. هذا ما قالت على أساسه نعم .. حتى أخبرها هو أنه أدرك عدم وجود خطط وأتم الأمر ليلتزم بإتفاقه مع والدها ..
هكذا صارت موافقتها أمام الجميع أمر واقع .. مرير .. مخزي
لماذا لم تقل لا بعد معرفتها ؟ .. ماذا كان سيحدث ؟ .. بعض اللوم لها من الجميع .. تصغير والدها وهو يتراجع في كلمته أمامه .. فضائح كانت ستنتقل لتمس قمر وحدها .. والعار الذي سيلحق بأبيها حين يعلم ما فعلته قمر .. العار الذي وافقت من البداية لتمنعه ..
فأي خيار كانت تملكه .. لا في كل الأحوال سيكون لها عواقبها .. ونعم أيضا لها عواقبها ..
عواقبها أن تقف هنا الآن لا تشعر بنفسها .. بيدق حركته الأيدي ومات .
كورقة شجر سقطت من غصن مائل فتقاذفتها عاصفة خريفية مغبرة
بكرامة مهدورة .. أنوثة منتَقصة .. ابن مفقود .. قلب مقتول ..

( هذه هى أنا .. شمس العامري ..
شمس فقدت وهجها وأظلمت
ثقيلٌ قلبي بداخلي .. يحمل هموما ملء فضاءٍ عريض
متى غابت إبتسامتي ؟! .. لا أدري
متى أصبحت رمادية وأنا كل الوهج ؟! .. لا أدري
ولا أريد أن أدري )

دخل أكمل مغلقا الباب خلفه ثم امتدت يده لبعض الأزرار في الحائط فأضاء النور الأول ثم الثاني ثم الثالث فتغمض شمس عينيها مجفلة ثم تفتحهما فتتلاشى كل أفكارها وكأنها تتذكر الآن أنه خلفها ..
لتجد نفسها واقفة في منتصف البهو الواسع .. عيناها تتجولان ببطء في المكان وهى تتحرك خطوات لعالمها الجديد ..
كعبا حذائها يطرقان كلما تحركت على الأرض اللامعة المصقولة .. كل دقة كعب بمطرقة تنزل على رأسها تشوشها وسط الهدوء ..
واسعا .. واسعا للغاية قليل الأثاث العصري وكأنه .. كأنه حر .. يعطي إحساسا بالحرية وإنطباعا بالانطلاق .
وجميلا .. من العدل الاعتراف بأنه مريحا للعين والنفس .. لكن كل قطعة أثاث شعرت بها تخبرها هوية منتقيها .
على يمينها طاولة الطعام المستطيلة بلون السكر وكراسيها التي لم تعدها بلونها النبيذي الداكن ..
على يسارها أريكتين كبيرتين مميزتين على شكل قوسين .. إحداهما أبيض والآخر أسود .. وسطهما منضدة سوداء عليها تحفة زجاجية جميلة الشكل لأزهار ملتفة حول بعضها ..
اللوحات على الجدران ذات الألوان الراقية كانت مميزة بحس فني متذوق للجمال ..
والمرايا ذات السحر الخلاب لإطاراتها وكأنها من عصرٍ آخر .
أجمل ما حولها .. الأبواب الزجاجية التي تطل على الحديقة المظلمة في هذا الوقت ..
منذ أن رأت في منزله النوافذ الكثيرة التي يدخل منها الشمس لكل البيت وهى تتمنى لو تدخل الشمس بيتها هى أيضا .. أو البيت الذي ستُسجَن فيه .
وقف أكمل يتأمل تأملها في منزلهما .. ذيل فستانها المغطى بطرحتها يتهادى خلفها فيثيره لوقوع الثوب بأكمله تحت قدميها ..
قوامها رشيقا للغاية يظهره الفستان بتحد مستفز كأنها فقدت الكثير من وزنها في الشهر الماضي لكنه لا زال مضبوطا على مقياس مزاجه الجامح ..
مزاجه الناري العاصف بتخيلاتٍ شتى منذ أن رآها في القاعة .. وتحول الشغف .. لرغبة ..
بهيئتها الملوكية تبدو كما رآها سابقا .. وطن .. وطن يريد أن يكون محتله الوحيد ..
كم يريد رؤية عينيها في هذه اللحظة .
تحرك أكمل بهدوء ليتجاوزها فتنتشر سحب عطره القوي حولها تخنقها ..
تراه متجها نحو منضدة رخامية ذات مرآة في زاوية البهو فيلتقط قداحة صغيرة بيده ثم .. أشعل نارها ليضئ بها شمعتين مستديرتين على المنضدة ثم وضع القداحة مكانها ..
يده تتحرك بتمهل يتلف الأعصاب حتى رفع عينيه ناظرا للمرآة وتوقف قليلا ..
يراها .. فيزداد عطشه الغير مبرر أمامها .. حين رفعت عينيها تجاهه وقست كعادتها تنظر له بغضب يصل للكره ..
شامخة لا تنحني رغم أنه يشعر بدوارها وصداعها ويدرك أنها على وشك الإنهيار .. ومع ذلك تغريه مقاومتها في لحظات كهذه ..
ارتفعت يداه يخلع سترته ببطء يطويها على ذراعه وعيناه لا تزالان تحدق بالمرآة فانقبض قلبها بقوة متقلصا على نفسه ..
لا تريده أن يستدير الآن .. لا تريد أن ترى نظرة عينيه في هذه اللحظة ..
أنفاسها صارت قصيرة مختنقة وهى ترف بجفنيها تقاوم الدوار .. وهو يحدق في المرآة لرفة جفنيها بذبحة سكين قسوتها ..
عينا أكمل حادت نحو إحدى الشمعتين ذات الرائحة المتسللة لأنفه وطيف إبتسامة بدأ بالظهور على شفتيه مستمتعا بهذه اللحظة ..
شهية ? الرغبة في أن تطفئ نار شمعة بإصبعيك .. يتذكر إشتهائها الأول ونار الشمعة يلهب عينيه أكثر ..
وبلحظة ما سكن كل شئ وهى تراه يمد يده نحو الشمعة فـ .. يطفئ نارها بإصبعيه .
وحينها تلف الباقي من أعصابها فرفعت شمس يدها لجبهتها تغمض عينيها تريد الجلوس وإلا ستقع .. إنه يتلاعب بها .. يتلاعب بأعصابها .. وهو بارع في هذا منذ أن عرفته ..
إبتسامة أكمل تزداد وصوته الخافت بنبرة إغوائه الساكنة تسمعه هادئا ناظرا لها في المرآة :

" مؤكد لن تجعليني أحملكِ كما يحدث في ليلة كهذه ... لذلك اتبعيني وحدكِ "

بهدوء تحرك متجها لإحدى الغرف فظلت واقفة مكانها حتى أجبرت ساقيها على التحرك .. خلفه .
دخلت شمس الغرفة الكبيرة ذاهبة الأنفاس .. إلا أن أول ما وقعت عيناها عليه هو السرير المستدير الواسع فهوى قلبها ..
وبرغم كل ما يملأها من عجز لكنها رفعت عيناها تتأمل الجدار المميز خلف السرير .. جدار حجري بنقوش كأوراق الشجر المنحوتة في الصخر .. جدار أشعرها بالحزن فشعرت بالرغبة في الإستناد عليه والبكاء طويلا .
أغلق أكمل باب الخزانة فأجفلت وهى تستدير ناحيته فتراه تخلص من ربطة عنقه وفتح أول ثلاثة أزرار من قميصه ..
واقفا ينظر إليها وعيناه تخيفانها بنظراتهما المدققة السارقة بجرأتها .. طيفا متلاعبا يموج مع الموج الأزرق الهادر بهما ..
يقف عند كل جزء يلمسه بعينيه فتتلون شمس وتبرد أطرافها بألم
ملامحه جادة عكس جموح عينيه .. يتوقف عند وجه القهوة اللاسع بعينيها المكحلتين .. وشفتيها الورديتين .. ثم الحسنة البارزة في ذقنها .
تبتلع ريقها بصعوبة وهى تخفض عينيها فتهمس دون القدرة على مجابهته أكثر :

" هل يمكن أن تخرج ؟ "

كان ينتظر مبادرتها .. يتوقعها منذ بداية الطريق .. حدود لن تتنازل عنها بسهولة ..
يبتسم أكمل وحاجباه يرتفعان قائلا بخفوت :

" أخرج !! "

أطرقت شمس بلا رد فتواصل عيناه بلا ملل تأمل جمالها في الفستان المبهر وزينة وجهها المتقنة و .. شعرها المرفوع ..
لحظة أغمض فيها عينيه يحاول تخيل خصلاته وهى حرة .. طوله .. ملمسه ..
جميلة .. جميلة بشكل يسبي العقل ويفتن القلب .. لكن .. ليس قلبه ..
وإن اشتهاها .. وإن أرادها هوى نفسه .. سيظل قلبه بعيدا جدا في مكان جليدي مظلم حتى هو لا يعلمه .
امتدت يده لجيبه فأخرج هاتفه يلتقط لها صورة ثم ينظر للصورة لحظات قبل أن تعود عيناه للأصل قائلا بهدوئه الخافت :

" لم أتصور أن يكون الفستان بهذه الروعة عليكِ .... ولم أتصور أن تكونِ جميلة إلي هذا الحد الليلة "

رأت قدماه تتحرك تجاهها فيتصلب جسدها وهى تسمع نبرته الجادة ناظرا للتاج على شعرها :

" جمالكِ مميز دوما .. لكنكِ الليلة .... ملكة "

مطرقة الرأس لا يسمع سوى أنفاسها رفضا وإنهيارا
كلماته لا تصيب هدفها .. لا تحرق أنوثتها .. لا ترضيه بنظرة مرتبكة
امرأة لا تمتثل لكلمات الغزل في سوق العاشقين
فيقف أكمل أمامها يشعل النار في هذا التمثال الحي أمامه بقوله الهادئ :

" اعلم أنكِ تعانين كثيرا بعد رحيل ..... ابنكِ "

ارتفع رأس شمس بحدة تنظر إليه بعينيها الصارمتين فتتوهج عيناه بقوة عينيها المفاجئة ..
يرى النار بأعماقها لا تهدأ ولا تحتمل كلمات وصدرها يرتفع وينخفض بصعوبة ..
تتابع عيناه الزرقاوتين حركة العقد الماسي متابعا كلامه ببطء خبيث بلحظة ما امتدت يده لجانب خصرها :

" واعلم أن زواجنا كان رغما عنكِ لكن ... هذا لا يمنع .. أن ... "

ودون أن تشعر امتدت يدها .. و.. صفعته
لم تكن صفعة .. بل لمسة حادة مباغتة لأصابعها على خده قبل أن تغطي فمها متفاجئة من فعلتها .. مجرد رد فعل تلقائي لأي يد قد تمتد لجسدها .. أو لأي أحد يذكر يوسف ابنها .
أغمض أكمل عينيه يتمالك أعصابه زافرا نفسا ثائرا خشنا وفي اللحظة التالية كانت شمس بين ذراعيه ..
يداه امتدتا فجأة تجذبانها إليه فترتطم بصدره متأوهة متفاجئة
جسدها تصلب كلوح من الخشب رغم أنوثتها التي يشعرها فلم تقدر على دفعه وأصابعه تشعرها تفتح سحاب فستانها ببطء حتى نزلت أول دمعة منها ..
وتسمع همس صوته محذرا في أذنها :

" هذه المرة الأخيرة التي ترفعين فيها يدكِ عليّ "

صدرها اختض على صدره وهى تكتم بكاءها فتشعر بجسدها كله أصابه الشلل وذراعاه لا زالت حولها ..
قهر .. وإنتهاك يمزق روحها وأصابعه في طريقها لأسفل السحاب والفستان يتراخى حول جسدها ..
ثم .. ثم .. ضاعت أنفاسها حين ارتفعت أصابعه تلامس منتصف ظهرها فشهقت طلبا للهواء هامسة بإرتعاش :

" أرجوك "

لكنها لم تجد سوى عطره .. لم تجد هواءا نقيا فاختنقت لتشهق مجددا ..
تراخى الفستان أكثر حين فتح الزر اللؤلؤي الصغير عند منتصف ظهرها ثم ابتعدت يداه فتسمع همس صوته مجددا :

" شششش ... لن ألمسكِ إلا برضاكِ يا شمس "

اقشعر جسد شمس بنبرات صوته والبرودة تتسرب إليها فيتلاشى وعيها قليلا ..
لقد أخذ حقه .. أخذه كاملا منها بكل العجز الذي تشعره بهذه اللحظات
يغمض أكمل عينيه وشفتاه تلمسان أذنها خطفا فيتمنى لو تستجيب الآن .. يشعر بإرتجافها بين ذراعيه فتندلع ثورة مشاعره تجاهها ..
يريدها .. الآن .. الآن .. لكنه .. ابتعد خامدا الثورة مؤقتا
ابتعد ينظر لدموعها .. تلك الدموع التى تمنى مرة أن يتذوقها بين شفتيها
امتدت يده تمسحها عن وجهها فتغمض شمس عينيها بوجع .. بلحظة ضعف يراها يرغب أن يمحها مطمئنا بالقول المتلاعب المفتعل :

" لم تكونِ ستستطيعن فتحه وحدكِ .... وأنا في الخدمة لأي شئ آخر "

ابتعدت يده عن وجهها متنهدا وهو ينظر للحسنة البارزة في جانب ذقنها فيقول ببراءة مزيفة :

" لو رضيتِ لكنتِ ستشعين بين ذراعيّ كاسمك ... خسارة "

ذراعاها حاوطت جسدها المرتعش على الفستان المتراخي ولا زالت مطرقة الرأس تخشى مواجهة نظرات عينيه .. لكن شيئا من راحة يجد طريقه إليها بعد كلماته الواعدة أنه لن يلمسها سوى برضاها .
افترقت شفتاها لتخبره أن يخرج لكنها رمشت بغرابة وهى تسمعه يقول :

" لا تجعلي ابن عمكِ يقبل جبهتكِ مجددا "

وعيها يعود ببطء فتدور أفكارها تحاول الفهم .. لماذا تذكر هذا الآن ؟!
ثم تتجمع الأفكار .. قمر كانت تخرج معه وهى متزوجة ولا تعلم بماذا سمحت له ؟..
هل .. هل يعقل أنه يخشى أن تكون مثل قمر .. أو أن يشك بها يوما ؟..
هل أصبحت موضع شك بعد كل هذه السنوات .. بعد كل الألم ؟
تتنفس بغضب تريد الصراخ بوجهه حتى رفعت وجهها المحتقن تنظر إليه تقول بصوتٍ جامد :

'' حمزة أخي .. لكن ماذا أقول ! .. كلٌ يرى الناس بعين طبعه "

اومأ أكمل برأسه واضعا يديه في جيبيه فيرد عليها بعد لحظات بنبرة جادة باردة وهو ينظر لعينيها الغاضبتين :

" منذ أن ارتديتِ خاتمي في يدكِ وأنتِ أصبحتِ ملكي .. والآن أصبحتِ على ذمتي .. انسي أكمل الفايد الذي رأيتِه اليوم الخاص بالإعلام والتلفاز وهذا الكلام الفارغ .. أنا تربيت في منطقة شعبية من أصل البلد .. أظن فكرتي وصلت .. مفهوم ؟ "

تحذيرا تاما وصلها بهدوء فأشاحت بوجهها نحو الجدار الحزين صامتة وجانب منها يعترف أنه محق .
حتى رحمها أخيرا وهو يتحرك للباب يمسك مقبضه آمرا دون النظر إليها :

" لا تغلقي الباب بالمفتاح .. لأن ملابسي أنا أيضا هنا "

وأخيرا .. أغلق الباب خلفه لتتنفس هى ..
تتجه بخطوات منهكة للمرآة تنظر لنفسها .. سال الكحل من عينيها
كانت قد عزمت ألا تبكي أمامه .. وها هى بكت في أول لحظة شعرت فيها بالعجز والقهر ..
جسدها ليس مستعدا .. بل روحها المختنقة بداخلها ألما لم يزول بالسنين وهى سجينة غرفتها تشارك الحزن صباحا ومساءا ..
اعتادت الحزن .. الذكريات المؤلمة .. ذكريات فتاة في بداية عقدها الثاني يموت طفلها على ذراعيها .
امتدت يداها تنزع تاجها .. تسقط الطرحة .. تسقط الفستان عن جسدها فينهار الجميع أرضا بموتهم المحتوم ممتنة حقا وبمنتهى العجز أنها لن تعافر مع سحابه بقواها الخائرة ..
وتستدير هى بموت آخر تخرج ثوبا بيتيا ترتديه ، ثم تتجه لطرف السرير تكور نفسها عليه .. وتغمض عينيها .



انتهى
يتبع بالفصل الثامن عشر


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:09 PM   #875

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير ساعلن سيدا بقرات رواية متشوقة لقراتها

زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:12 PM   #876

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الثامن عشر

تململت في نومها فأبعدت شعرها الثائر عن وجهها وهى تزفر بنزق .. شيئا ما يقرصها بقوة حارقة في خدها .. ذقنها .. أذنها .. ليتجرأ بعدها وهو يقرصها في .. شهقت قمر وأفكارها الناعسة تطير وهى تفتح عينيها السوداء تطالع وجه حمزة الغامض بجموده مستندا بمرفقه جوارها مشرفا عليها .
ظلت تنظر إلي ملامحه الجادة قليلا تحاول استيعاب وجوده جوارها قبل أن تقول بصوتها النائم المبحوح :

" هل هناك شخص يوقظ شخص هكذا ؟! .. وجهي كله يؤلمني "

تفرد عضلات جسدها مصدرة تأوها خافتا وهى تتثاءب قائلة بنفس النبرة المثيرة :

" آآه .. ليس وجهي فقط ... جسدي كله يؤلمني .. لقد كدت تكسر عظامي "

يزفر حمزة بخشونة متذكرا ليلة أمس فينغزه جسده مطالبا بها مجددا ..
تستجيب بقوة .. لأنها تحب السيطرة مثله .. فتحول الوقت لجنون مستبد متبادل تخسر بقوته وشغفه .. ويخسر بعنفوانها وجنون أنوثتها ..
لقد حذرها بالأمس ألا تلومه وهو غاضب ..
غضبه منها كان يحركه كثيرا بعنف حتى كاد بالفعل كسر عظامها وخشونته تتزايد كلما تذكر كلماتها ..
لم تكن الليلة كما توقع تماما بنعومة سحرها وشغف إشتياقه .. لكن أيضا كان لها سحرها الخاص بمتعة جامحة مختلفة .
أصابع يده تتلاعب بخصلاتها الحمراء على الوسادة تفك تشابك أي عقدة تجدها فترفع قمر يدها تمسك بخصلة هائشة تنظر لها بحسرة قائلة :

" يا خسارة كل ما فعلته بشعري في مركز التجميل .. بعثرته تماما .. جعلته كله يتشابك "

وجهها يتورد وهى تنظر لعينيه ثم تخفض نظرتها سريعا مبتسمة
اشتدت أصابع حمزة على الخصلة التي يفكها فيشدها بقوة لتتأوه قمر مجفلة فيرتاح قليلا وهو يقول بهدوء بارد :

" الشعر الناعم يغريني للنظر ... لكن الشعر المتشابك يغريني للّمس "

رفعت عينيها لوجهه فتلمس وجنته براحتها قائلة بنعومة :

" لم أر أحدا في حياتي يحب الشعر المتشابك "

ليس هذا فقط .. بل حمزة هو نقيض أشياء كثيرة لم ترها من قبل .. وربما لأنها لم تر من الأساس أحدا ..
تتذكر يوم قال لها أنه لن يفتح لها باب سيارته ليتركها تفتحه هى لأنه يعتبره ملكها..
لكن دائما حمزة يمثل لها الرجل الشرقي كما هو فى الواقع .. لا يتفاهم .. فقط يتعصب ..
هو الواقع تماما بعيدا عن خيال أي رواية من الروايات التي قرأت القليل جدا منها قبل أن تكتشف أن قراءة الروايات الرومانسية الخيالية ليست إحدى هواياتها ..
تلح عليها ذاكرتها لتنغزها بما فعله معها يوم خطبتهما .. ربما نعم .. أحيانا يكون رومانسيا !!.
لم يرد حمزة وملامحه تزداد صلابة تزيد وسامته فتبتسم قمر وهى تحدق بجمال عينيه ثم تمد يدها تلمس خصلات شعره المبللة متسائلة بنعومة :

" متى استيقظت ؟ "

لحظات طويلة لم يرد عليها حتى تلاشت ابتسامتها بنظرات عينيه الداكنة وابتعدت يدها عن شعره فيقول أخيرا بفتور :

" منذ قليل "

ابتلعت قمر ريقها تخفض نظراتها لحظات تعدل وضع الغطاء الخفيف على جسدها ثم تحاول الإبتسام قائلة :

" سألتني ذات يوم إن كنت أبدو جميلة حين أستيقظ من النوم .. وهآنا أمامك .. جميلة أم أشبه العفريت ؟! "

ملامحه منغلقة التعابير ينظر لوجهها ثم تنخفض عيناه لعظام كتفيها البارزة أمامه ..
جميلة نعم .. يحب جمالها منذ وقت انتباهه إليه .. لكنها لا تعلم أنها تشوه هذا الجمال بأفعالها ..
يده الأخرى تمتد تتحسس تلك العظام ببرود عينيه فتغمض قمر عينيها ثم تفتحهما قائلة بإنهاك :

" ألا زلت غاضبا من كلامي ليلة أمس ؟! ... ظننت أنني قد صالحتك "

ابتسم حمزة ابتسامة جانبية قاسية مفكرا في مصالحتها المتفردة ليلة أمس ثم يرد عليها :

" ستحتاجين أكثر من هذا بكثير لتعتذرِ "

احمرّ وجهها تخفض عينيها عن عينيه وسؤال مجنون يأتي لعقلها .. ماذا يفعل أكمل وشمس الآن ؟!
ربما نائمان بعد صخب الأمس أم .. ربما لا زالا مستيقظان حتى الآن !
وهى هنا تحاول مصالحة زوجها الغاضب يوم صباحيتها .
محاولة أخرى للابتسام ويداها ترتفعان لكتفيه تهمس بنبرة مدللة :

" حمزة ... غضبي كان فترة مؤقتة بعد الزفاف وتلاشى ما إن ... لمستني "

ابتسم حمزة ابتسامة غريبة فيهز رأسه بأسف قائلا :

" لا زلتِ صغيرة يا قمر "

ابتسامتها تختفي وذراعيها ينزلان من حول عنقه فتسأل بتمرد عينيها :

" هل تراني هكذا بعد كل ما كان بيننا ... بعد كل ذلك الجنون ؟ "

ارتفعا حاجبا حمزة وهو يراها تتحدث بكل طاقتها بلا خجل .. ولماذا يتعجب .. منذ متى قمر تخجل ؟!.
أيام طويلة طافت في ذهنه لهما معا .. يوم قراءة الفاتحة .. يوم الخطبة .. واليوم الذي يليه .. يوم عقد القران .. ويوم .. الصفعة .
لو تعرف كم هو ممتن لأنه يراها الصغيرة التي حملها بين ذراعيه كثيرا وهى طفلة .. لأنه لو رآها بمنظور آخر لكان له ردا آخر على فعلتها .. وكل أفعالها .. وكل كلامها الطائش .
سبابته امتدت تحدد ملامح وجهها وهو يقول ساخرا بنبرة إستخفاف :

" وماذا يحدث إن كنت أراكِ صغيرة تستحقين الدلال .. لماذا أشعركِ تعتبرينها إهانة ؟! "

ظلت قمر تنظر إليه تشعر بالإهانة حقا .. تبعد وجهها عن أصابعه .. تريد البكاء مجددا .. نبرته الساخرة خدشت كرامتها التي تحاول إيجادها ..
عيناها تجمدتا تمنعهما من البكاء بقسوة فالتفتت لتنهض لكنه أدارها إليه مثبتا يده على كتفها .. جسدها يتصلب لتقاومه وتنهض فيمنعها في كل مرة حتى صارت تتنفس بقوة غاضبة مسبلة جفنيها حتى لا تراه .
يراقب حمزة حركة صدرها العنيفة فيبسط كفه عليه لتعلو نبضات قلبها تحت يده وهو يميل عليها مقبلا شفتيها بتمهل ..
انتفضت قمر وهى تحاول دفعه بلا فائدة .. لحظات طالت شفتاه تقتحمانها فيها حتى هدأت أنفاسها الغاضبة لتحل محلها نسائم خافتة بإستجابتها ..
وحينها ابتعد حمزة ينظر لوجهها الأحمر بإبتسامة باردة قائلا بهدوء وهو يربت على خدها بحركة مستفزة :

" أريد أن أفطر "

عيناها تقدحان شررا وهى تنظر إليه تريد خنقه وشعورها بالإهانة يتزايد .. أن تشعر بقبلته – المتملكة – تسجنها كأنها حقا جاريته ..
قبلة بلا أي عاطفة كانت فقط تستفز روحها لـ.. لتكسرها .
نهض حمزة بنظرة أخيرة باردة لجسدها مغادرا الغرفة بصمت قاتم
تقرأها في عينيه .. تستحق الكسر .. ألم تكسره بالأمس بعد كل ما فعل ؟ .. علام تريد البكاء إذن ... والبادئ أظلم ؟!.



.........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:20 PM   #877

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

جلس بهدوء على حافة السرير ينظر إليها .. ملامحها مرهقة للغاية بالنسبة لعروس نامت ليلتها وحيدة !.
يلتفت برأسه للخلف ينظر للفستان الملقى على الأرض أمام منضدة الزينة وأمنيته أن يوقعه بيديه تغزو أفكاره مجددا ..
ثم يعود بنظره إليها في ثوبها البيتي البسيط فيمد يده يحيط وجنتها الناعمة يناديها بخفوت :

" شمس "

شعرها البني مجموعا أيضا أثناء نومها وقد تشعثت خصلات بسيطة حول وجهها فيبتسم أكمل وهو يقترب بوجهه قليلا منها مناديا مجددا :

" شمس "

إبهامه تتحرك برفق على وجنتها وأنفاسها تعلو وهى تتحرك محاولة فتح عينيها .. حتى ضرب الإدراك عقلها فجأة وعيناها تتسعان عن آخرهما منتفضة وهى تشعر بحركة يده المحيطة لخدها ..
وضع أكمل سبابته على فمه هامسا :

" ششش .. والدتكِ على الهاتف "

رمشت شمس تستوعب مقاومة النوم وهى تستقيم جالسة ورغما عنها نظرت لثوبها فتمتد يدها تتشبث بحافته عند رقبتها حين مد أكمل إليها سماعة هاتف المنزل اللاسلكية هامسا بسخرية :

" تريد الاطمئنان عليكِ يا عروس "

تناولت شمس الهاتف تضعه على أذنها قائلة بصوت متحشرج :

" أمي "

تنظر إليه جالسا مكانه لا ينهض ينظر إليها كلها ببريق عينيه وهى تستمع إلي كلمات والدتها ثم ترد عليها :

" الحمد لله بخير .. أنتِ كيف حالكِ ؟ "

تستمع مجددا ثم تخفض عينيها قائلة بإرتباك :

" نعم .. نعم "

يبتسم أكمل ثم تتحول ابتسامته لضحكة خافتة وهى تهرب بعينيها فينهض متجها للمرآة وهى ترد بنفاذ صبر :

" نعم أمي انتهينا "

تراه يمشط خصلات شعره المبللة قليلا بأصابعه مبتسما فتستشيط شمس غيظا وهى تستمع لصوت نجوى الباكي :

" حسنا حبيبتي .. البيت صامتا دونكِ ودون قمر يا شمس .. لا حرمني الله منكما "

ترد شمس عليها بوجوم :

" لا تبكي أمي "

يخرج أكمل مغلقا الباب خلفه فتزفر شمس بعمق ونجوى تقول :

" أسعدكِ الله يا شمس .. سامحيني حبيبتي إذا ضغطت عليكِ في أي شئ "

ترفع شمس الغطاء الخفيف عن جسدها وتنزل قدميها أرضا وهى تقول بهدوء :

" لا تقولي هذا .. أنا في أفضل حال لا تقلقي "

تستمع مرة أخرى ثم ترد بإقتضاب :

" حسنا أمي "

تتمتم شمس بتحية خافتة وهى تنهي المكالمة ثم تميل تلتقط هاتفها من جوارها تنظر للساعة فتراها تجاوزت الظهر بقليل .
نهضت تلتفت في الغرفة الأنيقة ثم اتجهت لخزانة الملابس تأخذ طاقما بيتيا وتتجه للحمام .

بعد وقت طويل وحمام دافئ استرخت تماما لمواجهة يومها الأول هنا .. البيت جميل بالفعل .. أجمل ما به وسعه كأنه ساحة لرقصة باليه قادمة ..
اتجهت للمرآة فتنظر للفستان الرائع الحزين كأنه يعاتبها على ما فعلته به .. تنحني لتلتقطه وتتجه به للخزانة فتعلقه بها بجماله المبهر وتعلق الطرحة عليه كالوشاح ثم تتجه للمرآة مجددا ..
تمد يدها لتبعد المنشفة التي تلف بها رأسها لكنها تتوقف وهى تنظر إلي الباب .. ثم اتجهت إليه لتغلقه بالمفتاح ..
أمام المرآة وقفت تمشط شعرها الطويل وتجففه جيدا وهى تتذكر لمسة يده لوجنتها وهو يوقظها برفق .. يتصرف بكل راحة وكأن أمر زواجهما كان طبيعيا للغاية !.
ألقت شمس فرشاة الشعر بحدة على المنضدة أمامها وهى تزفر بقوة ثم تجمع شعرها وترفعه وتلفه في كعكته الكثيفة المعتادة ..
تأخذ من مرطب البشرة تضعه على ذراعيها بعنف وهى تنظر لعينيها في المرآة .. كم ستحتمله بعد ؟ .. كم ؟ ..
بالأمس لم تنم جيدا وكل عدة دقائق تستيقظ مجفلة لا تستوعب المكان الجديد .. لم تشعر بالأمان للحظة والباب المفتوح يوهمها أنه سيغير رأيه ويأتي إليها في أي لحظة ..
حتى غلبها التعب لتنام بعمق في ساعات الصباح الأولى ولم تشعر إلا وهو يوقظها .
نفخت بنزق وهى تقرر مواجهته وعدم الجلوس في غرفة مغلقة فاتجهت للسرير المستدير تلتقط الغطاء تطويه بعناية ثم ترتب السرير وتأخذ هاتفها تضعه في جيبها فترى .. كوبا من العصير بجواره ..
لقد دخل الغرفة وهى تأخذ حمامها إذن .. ربما بعد اليوم يجب أن تغلق الباب بالمفتاح أثناء نومها .

خرجت شمس من الغرفة لتصدمها الشمس من كل اتجاه .. الأبواب الزجاجية المطلة على الحديقة وآشعة شمس الظهيرة الحارقة تخترق كل شئ بجمال ..
بخطوات بطيئة كانت ترى المنزل نهارا .. هادئ إلا من صوت التلفاز
تتبع شمس الصوت حتى وصلت للغرفة التي يجلس بها فتدخل وهى تتلفت حولها في الغرفة المنيرة ..
غرفة أنيقة واسعة بها أريكة بيضاء راقية وعدة كرسي متباعدة على بساط فخم كبير باللونين الأبيض والأسود .. التلفاز معلق على الجدار بحجمه الكبير وعلى الجدار الآخر مكتبة تحتوي عدة كتب وأسطوانات ..
خطت شمس لاحدى الكراسي القريبة من الأريكة التي يحتلها بجسده فتسمع صوته دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه الذي يطالعه بإهتمام :

" هل شربتِ العصير ؟ .. لم تأكلِ شيئا بالأمس "

لم ترد شمس وهى تجلس تكمل تأملها في الغرفة والزروع الصناعية في زواياها تعطيها شكلا مبهجا ..
حتى وصلت بعينيها لزاوية بعيدة تبدو ركنا وحيدا في الغرفة بها مدفأة حجرية تناقض بقدمها كل التمدن العصري في المنزل ..
جميلة بشكل لا تتوقعه عن قرب وهى التي تراها في أفلام العصور القديمة .. حميمية دافئة وأمامها عدة وسائد عريضة بألوان مختلفة تخطف القلب قبل النظر .
رفع أكمل عينيه عن الحاسوب ينظر إليها فتتوقف أصابعه لحظات على لوحة المفاتيح وعيناه تمر على طاقمها البيتي الرياضي ..
نبيذيا أنثويا يحدد قوامها فتتوهج عيناه بإبتسامة عابثة متسائلا عن الحذاء الرجولي !..
فقط لو تحرر شعرها لتحرر كل حزنها غارقا في فيض أنوثتها
عيناه تلمسان نظرة عينيها نحو المدفأة المميزة .. الصيف قادم بحرارته .. فهل من الممكن أن تكون الشتاء التالي بين أحضانه أمام هذه المدفأة .. أم ماذا سيحدث ؟.
أدار أكمل حاسوبه ناحيتها قائلا وهو يضغط أحد الأزرار :

" شاهدي "

نظرت شمس إليه ثم نظرت لشاشة الحاسوب لصورة إليهما معا وهو يلبسها العقد الماسي فتأخذ انتباهها وهى تميل قليلا لتقرأ الكلام المكتوب تحت الصورة عن الطاقم الماسي ..
يدها أخذت تقلب صورة خلف أخرى وحاجباها ينعقدان بإهتمام والصور تمر لهما مع مشاهير الفن والرياضة .. متى أخِذَت كل هذه الصور .. هل تصورت حقا مع كل هؤلاء دون أن تشعر ؟.
صور لها وحدها فتقرأ الكلام المكتوب عن فستانها المبهر .. صورهما وهما يرقصان .. وهو يدور بها رافعا إياها .. ثم صورهما مع أقاربها وأقاربه .. والديها .. والدته وجاد ..
وصورة لها هى وقمر توقفت عندها طويلا بعينين غائمتين لتغلق بعدها الحاسوب بحدة .
يجلس أكمل مكتفا ذراعيه واضعا ساقا فوق الأخرى ينظر إليها بجرأة منتظرا أن تنتهي حتى قالت بتهكم :

" كل هذا الزفاف والمطربين المشهورين والطعام الفاخر للإستعراض لا أكثر .. لكي يتحدث الجميع عن زفافك الفخم والمظاهر الكاذبة "

أنزل أكمل ساقه يميل مستندا بمرفقيه على ركبتيه يرد بهدوء :

" أنتِ إلي الآن لا تستوعبين العالم الذي دخلتِ به أليس كذلك ؟ ... أو .. العالم الذي أدخلتكِ به أختكِ "

نظرت شمس إليه فتخطف عيناه الزرقاوتين نظرتها عنوة لتقول ما ضايقها منذ الأمس :

" جعلت حمزة يتكلف نصف تكاليف هذا الزفاف وهو لا ذنب له "

اتسعت عينا أكمل قليلا تبرق بنظرتهما الجادة وهو يتراجع لظهر الأريكة ..
هل هذا كل ما يضايقها ؟! .. ما تكلفه حمزة !
لحظات صمت ينظر إليها وهى تبادله النظر بقوة شاعرا أنها تتعمد ذكر خوفها على حمزة بعدما حذرها ألا يقبل جبهتها مجددا ..
فيبتسم وهو يرد ساخرا بلمحة غرور :

" نصف !! .. زفافكِ تخطى المليون جنيه يا عروس .. هذا بالطبع بخلاف فستانكِ والطاقم الماسي الذي كان حديث الجميع اليوم ... حمزة لم يدفع سوى خمس بالمائة من التكاليف "

فغرت شمس شفتيها قليلا وهى تحدق به بعينين متسعتين غاضبتين حتى سألته بخفوت :

" هل يعلم ؟ "

يرفع أكمل أحد حاجبيه ثم يرد وهو يميل يفتح حاسوبه مجددا :

" لا .. يظن أن الفندق أعطاني خصما لأنهم يعرفونني .. ولا تخبريه "

أمره كان جادا وهو ينظر لعينيها ثم يعود للشاشة أمامه فيزداد غضب شمس وهى تعتبر ما فعله تقليل من عائلتها لتقول بحدة :

" لماذا ؟! .. ظننتك ستخبر الجميع إستكمالا للإستعراض "

ينظر إليها أكمل بطرف عينه قائلا بسخرية :

" إستعراض ! "

تنهض شمس بكل ما بها من غضب فيلتفت أكمل إليها يمسك معصمها يثبتها في مكانها قائلا بتحذير :

" هذا الكلام بيني وبينكِ .. لا تخبري أحدا لأن هذا سيجرح كرامة حمزة إن علم "

تعقد شمس حاجبيها بشدة وهى تنظر إليه بعجب غاضب مجنون ..
بينما يترك أكمل معصمها ويعود لشاشة الحاسوب متأملا إحدى الصور ثم يهز رأسه قائلا إعجابا بخفوت كأنه يحدث نفسه :

" هذا الفستان حقا تحفة فنية ... وبريق الماس على عنقكِ تحفة أخرى .... لا اعلم إن كانا كذلك حقا أم لأنهما عليكِ أنتِ ... لكن أظن ... "

صمت لحظة ينظر لاتساع عينيها المندهشتين من حديثه مع نفسه فيغمز لها قائلا بإبتسامة :

" القالب غالب "

مجنون .. إنه حقا مجنون .. إنه يتسلى على حسابها
أنفاسها تتتابع وقلبها يتضخم بالحنق والغضب وهى تشعر بسجنه حولها فترفع عينيها تنظر للباب الزجاجي المطل على الحديقة حيث يهدأ تنفسها بنور الشمس .
يشعر بها أكمل متغاضيا مؤقتا عن كل الغضب بها حتى يجد ثغراتها التي تمكنه من الولوج لأعماقها ..
الأمر ممتع حقا كأنك تحل شفرة أحد الألغاز المثيرة بعقدها
حتى يروي هذا العطش بداخله ..عطش يجعله راغبا أن يمد يده ليفتح سحاب سترتها عنوة لترى عيناه خباياها ..
وبيده الأخرى يحطم مشبك شعرها مطلقا إياه ليراها أمامه حرة .. حرة في كل شئ .. ومن كل شئ .
حك أكمل جبهته شاعرا بأن الجلوس جوارها بملابسها هذه وأفكاره التي تنحرف رغما عنه أصبح خطرا حارا في هذه اللحظة فأغلق حاسوبه وهو ينهض قائلا بجدية :

" سنسافر بعد عدة أيام .. شهر عسلنا يا حرمي المصون .. سنقضي أسبوعين قبل شهر رمضان "

نظرت شمس لظهره مغادرا فتسأل مندهشة :

" أي سفر ؟!! ... أنا لا أريد "

لم يتوقف أكمل متجاوزا باب الغرفة فيقول بصوتٍ جاد مسموعٍ لها :

" أبلغتكِ لتستعدِ ... لا لتخبرينني برأيكِ العظيم .. اعتبريه إستكمالا .. للإستعراض "

في هذه اللحظة تظن حقا أن الخروج للحديقة أمر حياة أو موت .. أو نجاة من هذا الإختناق.




........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:29 PM   #878

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


فتحت لمياء باب الشقة لتدخل وتغلقه فتلاحظ هدوء البيت .. آه تذكرت .. والدتها قالت بالأمس أنها ستذهب إلي جدها .. ربما لتحضر المعونة الشهرية .
وضعت مفتاحها في حقيبتها ثم أخرجت هاتفها وفتحت الانترنت قبل أن تضعه على طاولة الطعام وتدخل لتر والدها ..
نائما على ظهره واضعا إحدى ذراعيه على عينيه وصوته العالي يخبرها مدى إرهاقه في العمل اليوم حتى أنه نام وهو ينتظرها ..
مؤكد كان ينتظرها .. طالما بجواره الجريدة والقلم فمؤكد أنه كان يحل الكلمات المتقاطعة حتى عودتها .. لأنها اتصلت به وأخبرته بما حدث وإنها ستتأخر .
خرجت من الغرفة بهدوء مبتسمة تخلع حجابها وهدوء المنزل يشعرها بالجوع .. يغريها لأن تدخل المطبخ وتدلل نفسها بأكلة تحبها .
دخلت غرفتها تبدل ثيابها ثم خرجت إلي الحمام ثم عادت لتصلي العشاء .. وما أن أنهت صلاتها حتى ابتسمت إبتسامة عريضة ..
حان وقت الدلال
ربما والدها أيضا لم يأكل .. حين تحضر الطعام ستوقظه ليأكل معها
ربما بعض الأرز مع الدجاج المقلي وأصابع البطاطس سيكون ظلائما لهذا الوقت المتأخر ..
اتجهت لهاتفها ترى الإشعارات فتقرأ رسالته المعتادة يوميا تقريبا

"' أين أنتِ لميا ؟ "'

ضحكت بخفوت وتركت الهاتف مكانه دون أن ترد متجهة للثلاجة لتخرج الطعام وحين فتحت بابها .. تلاشت الإبتسامة ...
لا دجاج ... حسنا لا بأس .. ربما شيئا آخر
لكن الثلاجة كانت فارغة إلا من ثلاث بيضات كالمساكين قابعين في آخر رف ..
ظلت لمياء تنظر للبيض بوجوم ثم امتدت يدها لتأخذ الثلاث بيضات وأغلقت الثلاجة ... لا .. عادت مجددا تفتح الثلاجة لتضع .. بيضة .. وتكتفي باثنتين .
اتجهت بهما إلي المطبخ تخرج وعاءا صغيرا تضعهما به وتضع عليهما الماء ثم تضعه على النار ..
ثم فتحت أحد الأدراج تنظر به ثم ضحكت .. لا بطاطس أيضا ..
تنهدت وهى تخرج رغيفين من الخبز لتضع عليهما الجبن الأبيض ثم تخرج من المطبخ تنتظر سلق البيض .
لن توقظ أباها .. لماذا توقظه ؟ .. ليأكل بيضة واحدة .. ربما كان أفضل لو أحضرت بعض الشطائر الجاهزة معها .
لا حول ولا قوة إلا بالله .. ومَن يراها تحضر الماچستير يعتقد أن الآلاف تجري في أيديهم .. لا يعلمون أنه مال جدها .
جلست على كرسي طاولة الطعام وهى تقول بخفوت :

" الحمد لله الذي يستر عباده .. يا رب لا تجعلنا نمد أيدينا أبدا لأحدٍ سواك "

رنة الهاتف أرسلت الرعشة في قلبها فانتفض فجأة وهى تنظر للشاشة فترى رسالة عتاب

"'هاتفكِ مغلق طوال اليوم "'

تعود الابتسامة لشفتيها وهى تكتب

"' ليس مغلقا ولكنني لم أفتح الانترنت اليوم .. كنت مشغولة جدا وللتو دخلت البيت "'

لحظات مرت قبل أن تقرأ

"' لكن الساعة الحادية عشر "'

فتكتب لمياء بتلقائية

"' الفتاة التي تتسلم مني العمل في الفترة المسائية لم تأتِ لأن عندها حالة وفاة واضطررت أن آخذ مكانها وأعمل للفترتين "'

لحظات أخرى تمر ثم تقرأ

"' لا تفعليها مجددا "'

هذه المرة اللحظات كانت عندها وهى تتأمل – جمال المنع – من – رجل –
حتى لو لا تعرفه إلا منذ بضعة أشهر إلا أنها لا تنكر مكانته التي صارت لديها ، فتكتب بهدوء نفسها

"' هذا كان رغما عني والصيدلية أمام شارعنا ليست بعيدة "'

رسالته التالية كانت صوتية فركضت مشعة الوجه إلي غرفتها تلتقط سماعات الهاتف ثم عادت جريا توصلها به لتسمع الرسالة

"' أقول لكِ لا تفعليها مجددا ولا تتأخري خارج المنزل هكذا "'

أغمضت عينيها وهى تخفض الصوت قليلا .. صوته عاليا غاضبا آمرا بلا نقاش ..
ووجهها يشع ويتورد ويتوهج وهى تجلس بإرتعاش ..
تعيد سماع الرسالة فتضع يدها على قلبها النابض ثم تميز ضجة وأغاني فتكتب

"' أين أنت ؟ "'

رسالة صوتية أخرى وكأنه سأم الكتابة أو .. سأم تواصلهما بالكتابة !

"' في زفاف أحد أقاربنا "'

صوته كان هادئا هذه المرة .. وكأنها أخرجته بسؤالها من حالة إلي حالة أخرى ..
لكن كما سمعته أول مرة .. كأن أذنيها ما سمعت رجلا قبله ..
هى لا تسمع صوته .. هى تشعر صوته
ولم تدري وهى تكتب بعفوية

"' أنا أيضا كنت في زفاف صديقتي بالأمس "'

تتذكر شابا وسيما نظرت إليه بالأمس حتى رأت زوجته تأتي وتجلس جواره وهو يبتسم لها ..
وآخر أكثر وسامة ميزته عيناها في الخفاء حتى اصطدمت بعينيه لكنه لم يبال بها وهو يشيح بوجهه ..
قتل أنوثتها .. قتلها بنظرة باردة لم تستمر عليها لأكثر من ثانية .. لماذا لم يدقق بتفاصيلها .. لماذا لم تشعر بحرارة نظرته ؟
ألن تستقبل نظرة حارة من رجل إليها أبدا ؟
لوحت بيدها بإستنكار لأفكارها الشيطانية وهى تهمس لنفسها

( مؤكد جننتِ ... تريدين نظرة تنتهككِ يا غبية !! .. احمدي ربنا أنه يحميكِ من عيون مَن لا يتقي الله .. اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك )

البيض !
وقفت تنزع السماعات من أذنيها وتتجه سريعا للمطبخ فترى الماء يغلي في الوعاء والبيض بدأت قشوره تتشقق فاطفأت النار لتبدأ في تبريده بالماء وتقشيره ..
وفي النهاية صار لديها شطيرتين من البيض بالجبن .. الحمد لله .
في طبق صغير وضعتهما وخرجت لتجلس مكانها أمام طاولة الطعام فتعيد السماعات الصغيرة لأذنيها وتستمع للرسالة

"' ماذا ؟ .. كنتِ في زفاف صديقتكِ بالأمس ولم تخبريني "'

عقدت حاجبيها وهى تتناول شطيرتها وتفكر بصوته الذي أتاها خافتا وكأنه ينذر بالغضب فكتبت

"' قلت لك من قبله بثلاث أسابيع أن لديّ زفاف ولكنني لم أخبرك يومه بالتحديد "'

بلحظة كانت رسالته مكتوبة بإقتضاب

"' حسنا لميا "'

لا تعرف كيف تحدد مشاعره هكذا رغم أنها لا تراه .. رغم بعد المسافات وصعوبة الالتقاء لكنها تعرف أنه غاضب الآن .. فقط تعرف .. لا يهم كيف ؟!.. ولا يهم لماذا هو غاضب ؟!
فقط شعرت برغبة في إسترضاءه فكتبت بإبتسامة دلال

"' آبيه ضياء الدين ... لا تغضب من صغيرتك '"

مؤكد .. مؤكد ابتسم الآن .. نعم مؤكد ابتسم !!
ثم أتتها رسالته القصيرة فتسمع صوته الهامس

"' ماذا ارتديت ؟ "'

هامسا .. هامسا أكثر من اللازم لدرجة أوقف الطعام في حلقها وزادت وتيرة تنفسها وهى تكتب

"' ماذا ؟ "'

فتسمع صوته مجددا لكن أقل همسا

"' فستانكِ .. ماذا كان لونه ؟ "'

نعم أقل همسا .. لكن مع صوته هو يرسل الرعشة للجسد .. صوته جميل ..
إذا كان هذا صوته فكيف هو شكله ؟ .. ربما يمتلك بعض شعيرات بيضاء تزيده جاذبية الأربعين .
وعلى ذكر الجاذبية كتبت بجاذبية

"' ورديا فاتحا "'

فأتتها حروفه مكتوبة

"' امممم "'

لا تعرف لماذا ابتسمت ووجهها يحمر فجأة لكن بلحظة ما شعرت أنها تنزلق !.. لكن لم تدرك أين تنزلق ؟!
تتناول شطيرتها الثانية وهى تكتب بنهم

"' اممم ماذا ؟! "'

صوته كان صافيا هادئا لا ضجيج حوله في الرسالة

"' لا شئ ... فقط أتخيل شيئا "'

مبتسما .. تجزم أنه مبتسما فتبتسم هى الأخرى وعقلها يحاول تخيل هذا الـ ( شيئا )
لا زال النهم يسيطر عليها .. نهم الجوع .. أم نهم التعطش .. أم نهم الإحتياج .. أم نهم .. الإغواء ..
أسرعت في أكلها وهى تكتب بجوع لصوته

"' أين أنت ؟ .. الصوت اختفى من حولك "'

ولم تتأخر رسائله صافية الصوت لكن تخللها حزنا شعرته

"' خرجت من القاعة لأريح رأسي قليلا .. أنا في سيارتي "'
"' أتعرفين ... تذكرت يوم زفافي ... كنت خارجا من قصة حب تركت في قلبي جرحا لن أنساه أبدا .. ثم تعرفت على زوجتي بالصدفة وتزوجتها في أقل من سنة "'

سكنت ملامحها وهى تتذكر زواجه .. لماذا لا تهتم بهذا الأمر ؟ .. ربما لأنها لا تفكر بشئ خاطئ .. علاقتهما في حدود الصداقة ولا شئ أكثر لذلك لم تعي الأمر إهتماما .
لكنها سألت بفضول لمعرفة قصته

"' أحببتها ؟ "'

لم تدرك أنها تدخل حياته الشخصية بقدميها لكنه فتح لها الباب قائلا

"' هى طيبة .. أصيلة وتريد الحفاظ على بيتها .. ليست جميلة للحد المبهر .. لكن أنا أيضا لست وسيما على الإطلاق "'

عقدت لمياء حاجبيها رافضة قوله .. لا يمكن أن يخدعها خيالها الجميل عنه .. صوته أكبر دليل على وسامته .. فكتبت جديا

"' لا تقل هذا "'

رسالته كانت محملة بضحكة جميلة مع قوله

"' إذا رأيتِني ستعلمين أنني على حق "'

أنهت طعامها ونهضت للمطبخ تغسل الطبق ثم تذهب للحمام تغسل أسنانها وتعود تأخذ هاتفها وسماعاته وتغلق الضوء لتدخل غرفتها مغلقة الباب خلفها .
تتجه لسريرها تنام بلحظة تمني لو كان هو هنا .. لو كان بجوارها .. لو كان ملكها وهى ملكه لعاشا حياة حالمة لنهاية عمريهما !.
عادت لسؤالها بذاك الفضول المتعطش

"' لم تخبرني هل أحببتها ؟ "'

دقائق مرت لم يصلها شئ .. خيالها يسرح منها في ظلام الغرفة .. لماذا تريد أن تعرف ؟! .. ولمَ تشعر أن إجابته ستكون فارقة بالنسبة إليها ؟!
وجاءتها إجابته على سحب حزن صوته المميز

"' حين يجرحنا الحب الأول يا لميا .. يصبح من الصعب أن نحب بعده ... صعبا جدا "'
"' أنا سأغلق الآن وأعود للقاعة .. سلام "'

لم تكتب سلام .. لم تكتب شئ وهى تهمس في سرها

( لا يحبها )



............


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:41 PM   #879

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

وقفت دارين في شرفة الغرفة الأنيقة تنظر لحديقة منزلها الجديد .. الحديقة الخلفية تمتد على مساحة واسعة من الأرض مما يمنحها حرية ركوب نيڤادا كما تريد .
استدارت تستند للسور بظهرها فتنظر لغرفتها .. ألوان الجدران كما أرادتها وأخبرت بها والده .. كبيرة مقسمة حتى تكن مرسمها .. وغرفة نومها .
عليها أن تتعود أن حياتها ستكون محصورة في هذه الغرفة لفترة طويلة قادمة !.
تثبت عيناها على السرير العريض .. عريض أكثر من اللازم لفتاة وحيدة .. أو ستكون وحيدة ! ..
جنون ما تفعله خاصة بعد أن وضح لها كل شئ بخشونته المعتادة وما تدركه أنها لا تبالي ! ..
الأمر في حد ذاته مغامرة غريبة مجنونة قد تخرج منها بلهاث السعادة أو بلهاث الخسارة .. لكنه مجازفة تريد خوضها ..
كيف تقاوم وتقول لا .. لرقصة جنون تحت عاصفة رعدية برقية ممطرة ؟!..
لجولة ركض شديدة السرعة هربا من حمم بركانية تجري خلفك ؟!..
لمعرفة خبايا ساحر حير العالم أجمع بحيله ويعرض عليك كتابه المفتوح ؟!.
هكذا حدث الأمر معها .. هكذا تشعر بمنتهى الجنون الصاخب بالحماقة
وبمنتهى البساطة نعم تعترف أنها .. حمقاء .
حمقاء وذاكرتها تردد آخر كلامه معها في زفاف حمزة فـ .. ينغزها قلبها نغزة غريبة .. نغزة لكرامتها الغالية ..
ورغم هذا أيضا وبكل عناد .. لا تبالي سوى بمتعة إقتناص الجنون المرتقبة !.
تركت دارين الغرفة لتنزل للمكتب تسلم على والده قبل أن تغادر لكن خطواتها تباطأت على الدرج وهى تراه يفتح الباب يدخل المنزل ثم يغلق الباب غير منتبها إليها ..
يلقي سلسلة مفاتيحه بإهمال على طاولة ذات مرآة بجوار الباب ثم يخرج هاتفه بوجوم ينظر إلي شاشته ثم ينفخ ويلقيه على نفس الطاولة ..
يتحرك خطوات وهو يخلع سترته متجها للدرج حتى .. رآها .. تقف منتصف الدرج تنظر إليه بلا ابتسامات ..
نظرة عينيها كانت تحمل .. تحمل عتابا حادا حاولت أن تخفيه .. لكن ملامحها الجادة أخفقت هذه المرة .
مال رأس رائد قليلا ينظر إليها نظرات مدققة واضعا يده على سور الدرج قائلا بإستهانة :

" قدماكِ أخذت على البيت "

عيناه وسوادهما العميق قاسيتان بجرأتهما .. بإستهانتهما .. والإشتياق إليهما مؤذي .. إلهامهما مؤلم ..
من قدميها في حذائها الرياضي ثم بنطالها الچينز الداكن ثم بلوزتها الحمراء حتى الوشاح الملون الطويل حول عنقها ينسدل لركبتيها فيخطف عينيه بألوانه التي نساها .
رفعت دارين ذقنها وهى تعاود نزول الدرج فيتلاشى العتاب خلف الثقة وهى تقول بنبرة جادة :

" اتصل بي والدك لآتي لرؤية التعديلات ... والدك جعلهم يعملون على قدم وساق لينهون المرسم سريعا "

ارتفع حاجبا رائد وهى تصل إليه تقف أمامه على أول درجة مصححا ببرود :

" لينهون غرفتكِ سريعا "

ظلت دارين تنظر لعينيه قليلا ثم اومأت برأسها ضاحكة بخفوت لتقول :

" نعم .. غرفتي .. في الواقع أنا ممتنة لك لأنك جعلت لي غرفة في منزلك ولم تجعلني أنام مع حصانك في الحديقة الخلفية "

أظلم وجه رائد بجديته فيقول بنظرة مخيفة ونبرة سمعتها تحذيرا :

" لستِ خفيفة الظل .. ولا تجيدين المزاح فتوقفي أفضل لكِ "

ابتسامة صغيرة كانت لا تزال تزين شفتيها حين مالت ابتسامتها قليلا وتألقت عيناها بوعدها المعتاد قائلة بإستخفاف :

" شكرا على النصيحة .. أعدك بتقوية مزاحي حتى أجيده فيما بعد .. لأجلك "

نزلت الدرجة المتبقية فيقصر طولها عنه حتى شعرت بضخامته تغطيها وعيناه تقدحان بغضبهما الدفين هاتفا :

" أنتِ مستفزة "

تجاوزها ليصعد الدرج فتلتفت دارين برأسها تتحداه بقولها :

" جيد إذن أنني أحرك فيك شيئا .... أحيانا أشعرك كالحجر "

توقف رائد مكانه ، عيناه تتسعان غضبا وأعصابه تشتد كالأوتار فتنفر عروق رقبته وقدمه تصعد درجة أخرى محاولا التحكم في أعصابه لكن دارين تواصل ضغطها عليه بتحد :

" تذكر أن هذا أول شئ تريد تغييره بي .. لذا لا تغضب حين ابدأ أنا بتغييرك أيضا "

يد رائد هبطت بحدة على سور الدرج ثم استدار هادرا في وجهها :

" الزمي حدودكِ "

صوته علا بلا إرادة منه ووجهه الاحمر رأت به شيطانه الغاضب واضحا
أنفاس دارين صارت أقوى وعيناها تبرق متسعة بتحدٍ رهيب وهى تسأله بقوة مشددة على حروفها :

" وما هى حدودي بالضبط يا رائد زهران ؟ "

ضيق رائد عينيه وهو ينظر لوجهها فينعقد حاجباه وهى تجابهه وجها لوجه .. عيناها – فائقة – التحدي بعينيه لا يرف لها جفن ..
للحظة شعر أنها .. أنها تثأر .. ترد على ما قاله لها في زفاف أخيها ..
طالما لا تحتمله فلماذا ترضى بالبقاء معه لأجل أسبابها التافهة ؟!
ظلا ينظران لبعضهما بقوة وكل منهما في أفكاره حتى جاء صوت زهران من عند باب غرفة المكتب :

" هل أعجبتكِ الغرفة دارين ؟ ... ألوان الجدران جعلتها كما أخبرتني "

نظرة أخيرة لوجهه بها من الحزم ما يماثل الغموض بها قبل أن تستدير متجهة لزهران قائلة ببشاشة :

" نعم .. شكرا ... معظم وقتي أقضيه وأنا أرسم لذلك ترتاح عيناي لألوان معينة للجدران حولي "

ربت زهران على كتفها وهو يقول بإبتسامة :

" حسنا إذن أول دعوة لمعرضكِ تكون لي .. أريدكِ في شئ هام "

نظر رائد إليهما بحنق ثم استدار ليصعد الدرج فيعلو صوت والده يناديه :

" رائد أريدك أنت أيضا "

دخل زهران ودارين غرفة المكتب فأغمض رائد عينيه زافرا بنزق وهو ينزل الدرج ليلحق بهما فيسمع سؤال دارين الحنون :

" حسنا أول دعوة لك .. لكن أخبرني أولا كيف حالك ؟ "

وقف رائد عند الباب يراقب يدها التي حطت على كف والده وهى تجلس بجواره على الأريكة التي جلسا عليها سويا من قبل تشرح له أسبابها المجنونة .
يرى كف والده تغطي يدها قائلا بهدوء متزن :

" بخير دارين ... وهذا هو ما أريدكما بشأنه "

نظر زهران لرائد ثم أعاد نظره لدارين قائلا بخفوت :

" أنا سأسافر ... رحلة علاج قصيرة .. قد أعود منها وقد .... "

دون أن يكمل كلامه كان رائد يهتف مندفعا :

" أي سفر ؟ "

يتجاهل زهران سؤاله وهو يطرق برأسه وعيناه ترسمان الحزن قائلا :

" مر على خطبتكما شهر ونصف .. أعرف أنها مدة قصيرة لكن ... الأمر ليس بيدي وأنا أريد أن يتم زفافكما قبل سفري "

لم يستوعب ما يقال وأفكاره تدور حول مرض والده و.. مرض ليلى فيدخل لمنتصف الغرفة يقف أمامه سائلا بحدة :

" أي سفر .. ولماذا لا تتعالج هنا ؟ "

نظر زهران إليه فيجيب بإختصار :

" هناك علاجا جديدا يجربونه بالخارج "

علاج جديد .. أيعقل أنه كان هناك فرصة لنجاة ليلى من هذا المرض ؟
لكن .. أفضل أطباء في البلد أخبروه أنها في مرحلة متأخرة ولا يوجد شئ آخر لفعله .
صوته مات مع نزيف قلبه قائلا بحسم خافت :

" إذن سأسافر معك وهذا الأمر لا نقاش به "

فيرد زهران قاصدا الكلمة :

" والزفاف ؟ "

عينا زهران تتسع ورائد يلعن شاتما بصوتٍ واضح وهو يستدير بحدة وتطرق دارين برأسها تغمض عينيها ثم تفتحهما مبتسمة .
لم تغضب .. ولم يعرف الضيق طريقا لها .. ربما أثمرت تربية كامل العامري وهو يبثها حنانا منذ صغرها ..
وربما هى طاقتها الخاصة .. طاقة تحمُلها الواثقة المشعة بالنور .. منذ البداية وتعلم أن قدرتها على تحمله تفوق خيال الجميع حتى هو نفسه .
يظن أن بضعة كلمات قد تضايقها ولا يعلم كم تقدر ما مر به فتعطي له عذره دوما ..
في دوامته يعيش .. دوامة تريد إنتشاله منها لتتذوق إنتصارها كما اعتادت .. أن تتحداه وتضغط عليه كلاميا ليعرف أنها ستقف له فلا يتمادى أكثر .
وحتى إن تمادى .. ستتحمله !.
اختفت ابتسامتها سريعا حتى لا يمسكها بها أحد فيظنون أنها مجنونة !
خطيبة تبتسم وخطيبها يشتم زفافهما .. مؤكد مجنونة !!
صوت زهران كان صارما بقوله وعيناه تشتدان بقوة هيبته :

" رائد .... ما قلته أنا هو الذي لا نقاش به .. سفري بعد شهر ونصف ولن تسافر معي .. أنا لن احتمل عصبيتك في وقت علاجي وأنا أحتاج للراحة والهدوء .. لكن كما قلت لك .. الزفاف سيكون قبل سفري إن وافقت دارين "

زفر رائد نفسا محترقا وزهران يلتفت لدارين سائلا برفق حازم :

" ما رأيك دارين .... لو كان الزفاف ثالث أيام العيد بإذن الله ؟ .. أي بعد شهر ونصف لتجدِ الوقت لترتيب ما تريدين "

التفت رائد برأسه ينظر إليها بطرف عينه هاتفا داخله بضراوة حانقة

( سأقتلها إذا وافقت )

ظلت دارين مطرقة برأسها قليلا تفكر .. تحسب التواريخ وما يلزمها .. وأهم من هذا تحسب .. قدرتها ..
هل هى مستعدة أن تكون معه بعد شهر ونصف .. صباحا ومساءا تراه وقد تسمع منه كلامه المسمم .. هل قدرتها على التحمل في أوجها هذه الفترة بحيث تساعدها فى رغبتها في الإنتصار ؟.
رفعت عينيها تنظر إليه فترى إنتظاره لرفضها بفارغ الصبر .. فارغ البهجة .. فارغ الحياة .
وقدرتها على التنازل قليلا عن .. الاحترام .. لكن دون المساس بكرامتها للحد الذي يتطلب رحيل .
ليس معه .. مَن رأى ما رآه .. والله وحده يعلم ما عاشه في السجن
هى قدرتها على التفهم لشخصيته التي تعقدت بعد أن كان فارسا للرعد..
وتفهم تضحية والده التي تستنتجها وكل الشواهد تخبرها أن هذا الرجل الصلب أمامها .. ليس مريضا .
لحظات أخرى قالت بعدها لزهران بثقة دون أن تعيره إهتماما :

" موافقة .. وأبي سيرتب معك كل شئ .. والآن بعد إذنك أنا مضطرة للمغادرة "

صافحها زهران بود حقيقي يومئ برأسه برضا فتقول دارين بنظرة ذات مغزى :

" تعود سالما بإذن الله "

ابتسم زهران وهو يبادلها النظر محاولا إخفاء الأمر عن عينيها الثاقبتين فتنهض دارين وتمنعه عن إيصالها لباب المنزل ثم تخرج دون كلمة واحدة له.
ظل رائد يحدق في إثرها متسع العينين لا يصدق ما تفعل .. لماذا تتمسك به هكذا ؟! .. ألا كرامة لديها ؟! .
التفت زهران إليه هاتفا بغضب :

" توقف عن غبائك هذا "

دماؤه تحترق بما يتعرض له من إجبار فيتجه بخطوات نزقة للباب حين سمع صوت زهران حازما :

" اعلم ما تفكر به ... تفكر بموتي .. تفكر إن سافرت وعدت ميتا فلن يجبرك أحد على الزواج .... تريد أن تأجل زفافك انتظارا لموتي "

توقف رائد مكانه يستدير مندهشا ينظر لوالده متسائلا :

" ما هذا الذي تقوله ؟ "

نهض زهران يواجهه رافعا سبابته قائلا بصلابة :

" كن رجلا وحافظ على كلمتك أمام أهلها .. الجميع يعلم أنك طلبتها بإرادتك والتعجيل فقط بسبب مرضي .. وإن كانت الفتاة تعرف حقيقة الأمر وأني أنا مَن طلبتها وتقبلت ذلك إكراما لي .. فهذا يعني أنها تهتم لأمري أكثر منك "

ارتفع صوت رائد فجأة حادا :

" وأنا ورطت نفسي بها لأجلك "

أجفل زهران من شدة صوته فعاد كلامه بحزم نزق :

" كن رجلا إذن كما كنت وأتمم معروفك إكراما لي ولها ... وإن كنت لا تريدها فعلى الأقل عاملها جيدا من باب المودة والرحمة يا أخي "

تاركا له غرفة المكتب هاتفا بحنق :

" أنا تعبت منك ... سأتفق مع والدها على كل شئ واضرب رأسك أنت بالحائط "

ظل رائد وحده بعد أن خرج والده فيلتفت يضرب باب الغرفة بقدمه لينضرب الباب بالحائط مصدرا صوتا عنيفا قبل أن يغادر الغرفة غاضبا لغرفته هو .. وليلى .
ها هو قد تحدد موعد زفافه ملوي الذراع لينفذ أمر والده ..
فتح رائد باب الغرفة وصفقه خلفه .. يتنفس بعنف ما يجيش في صدره
يقترب من منضدة الزينة ينظر لفرشاة شعرها .. يلمسها فيهدأ تنفسه بالحنين .. شعرها الأسود بلمحته البنية بين أصابعه .
أحمر شفتيها لا زال مكانه .. يلمسه فتغيم عيناه بالذكريات .. هنا على هذا الكرسي كانت تجلس تضع منه على شفتيها وبعد دقائق يضيع بشفتيه .
نظر رائد لخزانة الملابس ثم اقترب منها يفتحها .. يلمس الحرير الملون لملابسها .. قميص نومها الأبيض .. الأحمر .. الأصفر ..
كفه على شق بطنه المتألم بنزيف كيانه .. والآخر يمسك الأبيض يقربه من أنفه مغمضا عينيه .... لا زالت رائحتها به أم ربما .. هى رائحة الذكرى .. وخياله الهامس محترقا

( كيف أحببتكِ لهذا القدر ..... كيف تجرين بعروقي مع دمي .... متى أصبحتِ لعنتي ليلى ... متى كرهت الحياة دونكِ .... كيف ... متى ؟ )



...........


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 10:49 PM   #880

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

كل شئ يبرق برقا .. يتلألئ مع الأضواء الكاذبة .. وأمام جسد الحرية الذي يرغبه الجميع .. يقفون عاجزين عن معرفة المعنى الحقيقي للحرية .
وهى تجلس في أفخم ركن في هذه القاعة الراقية تشاهد الكل من بعيد ..
ركن مخصص لـ ' أكمل الفايد ' وحرمه
للمرة الأولى تحضر عرضا للأزياء بحضور نجوم المجتمع والفن والسياسة والرياضة وكل الفئات العليا بما تملكه من أموال .
وهى جالسة تملك المال نعم .. كيف لا وهى ابنة العامري ؟ .. لكن لم يكن مالها ليُصرَف هنا أبداً ..
هى جالسة هنا بالإجبار .. لأنها حرم الرجل الذي يقدره كل هؤلاء .. لا يعرفون ما خلف ستاره الخفي .. ما خلف عينيه الراقيتين .
تلاقت أعينهما وهو يقترب منها كأنه يقرأ أفكارها
تمر عيناه على فستانها الأسود .. أجمل فستان بالعرض أشتراه لها من ' حسان الورداني ' قبل أن يراه الجميع ..
لا ترتدي سوى كل داكن قاتم .. فليهديها إذن ما تريد .. مؤقتا ..
بها ميزة حقيقية اكتشفها اليوم .. لا تكابر ..
حين أخبرها أنه لابد أن تأتِ معه الليلة وبعد معارضة مسلية كانت تخضع - للأصول –
وبعد معارضة أخرى للفستان كانت تخضع – للظروف – كزوجة يجب أن تظهر بمظهر معين في وسط معين .

الليلة .. في أوج جاذبية أنوثتها تبدو .. بجمالٍ هارب من كلاسيكية الزمن الجميل ..
قوام يُشعَر به ? قفزة مباغتة في ماءٍ مثلج
لديها عينان سبحان مَن سواهما .. طاعنتان في الإغراء .. بقدر ما تحمل نظرتهما من قسوة .. وإنهاك ..
وبقدر ما تحمل شفتاها من لذة كؤوس الخمر المسكرة .. عيناه تغيمان بدكنة زرقتهما ..
حتى تلك الحسنة البارزة في ذقنها وتتصارع فكرتان بضراوة في عقله
خصلات شعرها البنية المُخبأة .. ومذاق قبلة تلك الحسنة .

يخبرها عقلها أن هذا الذي يقترب منها هو زوجها .. ونظرة عينيه الخاصة هذه لها ..
ورجفة جسدها هذه بسببه .. وضيقها ودوارها من دوامته .
أشاحت شمس بوجهها حين اقترب منها أكمل يمسك يديها ليوقفها مبتسما ..
تشعر بأصابعه تتحسس نبض رسغها وهو يسألها بخفوت :

" ما رأيكِ ؟ "

لم ترد شمس وهى تنظر في اتجاه آخر وأذناها لا تريدان سوى سماع الموسيقى الهادئة المنبعثة بسحرها في المكان ..
ربما لأن ما يفعله الآن هو نوع آخر من السحر لا تريد الشعور به وذراعه تلف خصرها ببطء وهى تطرق برأسها فيهمس أكمل في أذنها :

" ابتسمي قليلا .. أضواء الكاميرات لا ترحم "

تعبت .. وذلك البريق المفاجئ يضئ عليها من وقتٍ لآخر
لم تستطع .. ماتت الابتسامة قبل أن تولَد حين رفع ذقنها بإصبعيه ينظر لملامحها الجميلة فيخرج صوتها مهتزا بالعجز :

" أنت تستغل وجود الناس حولنا ... ابعد يديك عني "

ابتسم أكمل فاضاءت عيناه لامسا الحسنة البارزة ثم اومأ برأسه هامسا :

" أنا ... مستغل .... جدا "

ودون أن تقدر على فعل شئ كان يميل برأسه مقبلا تلك الحسنة أخيرا .. لا .. لم يكن يقبلها .. بل يأخذ ما يسعى خلفه ..
المذاق .. حين شعرت بطرف لسانه عليها قبل قبلة شفتيه .
دفعة ضئيلة من كفها في كتفه وعيناها تتسعان بشدة فابتعد وجهه ينظر لوجهها الأحمر غضبا ضاحكا بخفوت دون أن يتخلى عن رشاقة خصرها على ذراعه مغيرا الموضوع ليشغل عقلها بقوله :

" هذا هو العرض الذي أرادت قمر الإشتراك به .. هذا هو سبب معرفتنا .. أو لنقل .. سبب كل المصائب "

ارتجفت شفتا شمس بإرتجاف جسدها وهى تكتم صراخها به بقهر فتقول من بين أسنانها بطاقة غضب مهولة مما فعله :

" أنت سبب كل المصائب "

نظر أكمل أمامه محافظا على واجهته المبتسمة قائلا بسخرية :

" نعم .. وأختكِ هى البريئة المظلومة ! ... حاولي الإبتسام كما قلت لكِ ... جاء ابن عمكِ "

نظرت شمس حيث ينظر فتتسع عيناها بصدمة وهى ترى حمزة يتقدم منهما بالفعل ..
يمد حمزة يده مصافحا أكمل فيبادره أكمل ببشاشة غريبة :

" كيف حالك حمزة ؟ "

يبتسم حمزة وهو يرد عليه :

" أهلا أكمل .. كل شئ واضح أنه ممتاز .. مبارك مقدما "

يومئ أكمل برأسه بينما ينظر حمزة لشمس مبتسما ثم .. يتقدم خطوة يقبل جبهتها ويبتعد متسائلا بإهتمام :

" كيف حالكِ شمس ؟ .. أنتِ بخير ؟ "

تنظر بطرف عينها لأكمل فترى نظرته العدائية لحمزة ثم إليها فتمتد يدها تحاول إبعاد يده عن خصرها وأصابعه تنغرس فيه بقوة وهى ترد على حمزة :

" نعم حمزة "

تتقبض يد شمس وهى تفشل في إزاحة يده حتى تسمع حمزة قائلا :

" قمر لم تستطع الحضور معي لأن صديقتها في المشفى واضطرت أن تذهب إليها "

ذراع أكمل ابتعد عن خصرها وحمزة يجلس جواره فتجلس هى تنظر إليهما يتحدثان بعفوية ..
لقد دعا حمزة وقمر للعرض ليذل قمر حقا .. ألن ينتهي إنتقامه ؟

توقفت الموسيقى الهادئة لترتفع أخرى أكثر صخبا ويصمت الجميع بخفوت الأضواء .. ويبدأ العرض ..
فستانا خلف آخر .. جمال التصميمات يفتح باب متعة والفساتين تنسدل على أجساد منحوتة بحرفية الرشاقة ..
وتتعدد الألوان .. الوردي .. الأحمر .. الأصفر .. الأزرق .. الأرجواني .. الأخضر .. الأسود ..
وفستانها .. وإتساع عينيها وهى تراه على جسدها هى قبل أن تضعه تلك العارضة على جسدها ..
بلحظة ما شعرت بضوء الكاميرات عليها وهى تنظر لملامحه الغامضة وكأنه .. كأنه ينتظر شيئا .
وتستمر الألوان .. ثم اللون الأبيض .. فستان .. وآخر .. وآخر أكثر إبداعا ..
ثم تغيرت الموسيقى بأخرى خاصة .. تغيرت الأضواء .. والبريق المتسع يغشي العينين ..
وفستان الزفاف يتقدم كإعصار يطيح بقلوب الجميع .. لا .. بقلبين فقط ..
تموجات ناصعة البياض لؤلؤية الهوى تمشي بخيلاء متمهل تدهس تحت قدميها قلوبا ..
والكل ينظر للوجه الحزين رغم غروره .. ذو الجمال الفريد من نوعه ..
ونظرة العينين البريئتين بطفولتهما وإغوائهما الساحر ..
حتى تصل العيون لنيران الشعر الأحمر .. وتشتعل القلوب .

كادت تنسى ما تريد .. كاد كل ما بها ينطفئ .. كادت تسكن للخضوع البغيض الذي عاشته الفترة السابقة ..
نظرة الثقة في عينيها لم تعرفها من قبل وأضواء الكاميرات تبرق عليها فيرتفع ذقنها سطوا على عقول مَن يراها ..
لا يهم شئ الآن طالما قدمها وقفت على أول درجة .. كما وعدها .. نفذ وعده ..
لا تهم الطريقة .. حلمها في قبضتها فليذهب الجميع للجحيم .
وقف حمزة ببطء يستوعب ما يراه .. مذهولا .. مصدوما .. مخدوعا ..
لون أسود يلطخ قلبه بصفعات قاسية .. لون أسود ينتشر بخلاياه .. يجري بعروقه .. يحدد عينيه .. ملامح وجهه .. أنفاسه ..
لون أسود مغبر لم يعرف بشاعته قبلا
جحيما خالصا يعيشه بغضب لم يجربه يوما .. غضب يدفعه ليحطم كل شئ .. كل شئ .
وقف أكمل بجواره عيناه تلمعان بالوعيد الذي طغى على صوته الخافت :

" لا تتعجب ... إنها قمر بالفعل ... أنا الذي أتعجب أنك لا تعرف .. وأنا الذي دعوتك لتفرح بنجاحها ! ... هل تعرف كيف تعرفت أنا وشمس ؟ "

ينظر أكمل لشمس الواقفة جواره بصدمة النظر إلي قمر .. ثم إليه ..
عيناها متجمدتان بطعنة ما رأت .. بطعنة ما فعله .. لقد .. لقد خانها
استأمنته مجبرة على نفسها .. فخانها
نظرة عينيها تقبض قلبه بمقدار الكره بهما
لن تكرهه يوما كما تكرهه في هذه اللحظة
ملامحه الجادة أرادت شمس قتلها وهو يتابع كلامه بهدوء يملكه هو وحده :

" جاءتني قمر لتصبح عارضة أزياء و.. تعرفنا "

تغلي دماء حمزة وقمر تستدير لتعود ببطء ثم تستدير مجددا للكاميرات وصوت أكمل في أذنيّ شمس كفحيح الأفاعي :

" إنها قمر ... شكلا ... ومضمونا .. لم اشأ أن أضيع عليك فرصة رؤيتها بفستان زفاف نجمة العرض .. أنت زوجها ... والأولى برؤيتها "

السم يسري في عروقه يقتله قتلا بطيئا .. لا .. بل يدفعه للقتل
يدا حمزة تتقبضان بشدة وهو يفكر بدمائها حتى صار وجهه بلون الدم .
بإبتسامة ناعمة يستدير وجهها بفخر تشعره بكيانها للمرة الأولى ..
يستدير ليستقبل ' حسان الورداني ' الذي اقترب يحيط خصرها ملوحا للمدعوين وصوت التصفيق يتصاعد .. يتصاعد .. يتصاعد
مشوشا على كل شئ حين التقطت عيناها أحدا خاطئا .. أحدا لا يمكن أن يكون هنا .. بل ليس من المفترض أن يكون هنا ..
افترقت شفتا قمر وعيناها تستقران بكل الذعر على عينيه الخضراوتين ..
سوداوتين رأتهما في هذه اللحظة ..
ويختفي الفخر والثقة بكل الرعب .. الهلع .. الخوف .. والخسارة .
وبمنتهى الجنون .. علمت أن شيئا بغيضا سيحدث الليلة .

ويرتفع رأس أكمل بكبرياء واضعا يديه في جيبيه متنفسا بعمق ..
وكل ما حوله يكتب كلمة .... الـنـهـايـة .


انتهى 🌺🌺🌺
اتمنى لكم قراءة ممتعة
وحشتوني جدا جدا الفترة اللي فاتت
اشتقت لتفاعلنا .. لا حرمني الله منكم
تقبل الله منا ومنكم صالح أعمالنا
كل عام وأنتم بخير

amira fetyan likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.