عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة *

[نورهان عبدالحميد]

منتصف الأسبوع .. منزل كامل العامري

" " الفستان الأسود يا ليلى
"؟! " أسود يا رائد .. أحضر خطبتي بفستان أسود
" تحضرينها بفستان أسود وأنا بجانبكِ أم تحضرينها بفستان ملون وحدكِ ؟! "
" رائد هذا ليس عدلا .. كم مرة سأخطب أنا ؟! .. أريد أن اختار لون فستاني بنفسي "
" " أسود
" " أزرق
" " أسود
" " أحمر
" أحمر !! .. هل جننتِ ؟! .. تريدين ارتداء فستانا أحمر أمام كل الناس .. الأحمر هذا تضعينه في ثياب غرفة النوم .. لي وحدي "
" " رائد
"" أسود يا ليلى
"" أسود يا رائد


أرجواني كان .. لم يكن أسود ولا أزرق ولا أحمر .. وكانت ساحرة به .. رقيقة ناعمة خجولة بفطرتها .
وهو لم يتحرك من جانبها .. توعدها فقط بعقاب خاص ..
فلم يحدثها أسبوعا كاملا .. حتى فتك به الشوق فجاء ووجدها بانتظاره .. مشتاقة وأكثر ..
الجرح مفتوح لا زال .. ملتهبا غارقا بدماء الحرمان .. فكيف السبيل لحياة يحاولون زجه بها ؟!.
جالسا في هذه الغرفة وبجواره والده في مشهد تكرر سابقا ولكن شتان الفرق بين مشاعره في المرتين .
الأولى قلبه تراقص مبتهجا على نغمات عشق فاض بكيانه فجأة فأراد احتواءه بين أضلعها هى .
أما الثانية .. اليوم .. الليلة .. يشعر أنه في غرفة إعدام والحبل المخيف يُلَف حول رقبته حرفيا فيخنقه خنقا .
ميتٌ مثلها جالسا شاعرا بكل المشاعر السلبية التي تحيطه وأمواج كراهية من كل العيون تكاد تغرقه .
لماذا وافقوا إذن ؟!
ألن يريحه أحد ؟! .. بل لماذا وافقت هى ؟!.
أغمض رائد عينيه باستسلام بغيض حين سمع صوت والده موجها كلامه لكامل العامري بمودة :
" كامل بك .. جئناك اليوم لنطلب يد دارين لابني رائد على سنة الله ورسوله "


........

[نورهان عبدالحميد]

بنفس التوقيت .. منزل سليمان العامري

بصوتها الحنون رغم نبرة التوسل به قالت نجوى وهى تربت على كتفها :

" ادخلي حبيبتي .. أباكِ قال أناديكِ وأنا سأذهب لأعد القهوة ''

استندت شمس بظهرها للجدار جوار باب غرفة الصالون بعد ذهاب نجوى وأغمضت عينيها .. قلبها يحترق ..
لا زالت ناره تشتعل بكل جسدها والألم لا يهدأ .. لا يهدأ أبدا ..
كرامتها .. تؤلمها كثيرا بعد أن ظنت أنها انتشلت بقاياها إلا أنها لا زالت تحت الأقدام ..
الأصوات الرجولية بالداخل كأصوات الرعد .. مخيفة .. في ليلة ظلماء لا قمر فيها ولا نجمة ..
أصوات - محترفة – في كسر كبرياء الأنثى .. تهشيم كرامتها
شعور خانق بالذل يطبق على صدرها ونبرة التوسل بصوت والدتها تعذبها .. تذبحها ..
ويذبحها أكثر شعورها بثقلها على مَن حولها .. ثقيلة هى بلقبها ? أرملة في بيت والدها ..
الجميع يحاول تغيير اللقب .. الجميع يحاول أن ينعم عليها بلقب جديد ..
وإنحناءة ظهر الحاج سليمان .. وآهٍ من تلك الهيبة التي كانت ترى فيها سندها ..
ورغما عنها تهاوى – السند – مرة تلو مرة
لا يد لها في مشاعرها .. لكنها تحكم عقلها فتلهمه المقاومة
ولكنه – الضعف – يتسلل إليها وستنهار مقاومتها قريبا وهى تعلم
وكم هى بانتظار تلك اللحظة
ذلك الضعف الذي جعلها تقول .. نعم .. مجددا
ثلاث أحرف .. أوقفتها الآن هنا .. هكذا .. مثل مرة سابقة كان قلبها يتمزق بصدرها ولكنها كانت تعاقب نفسها !.
والعقاب كان بثلاث أحرف .. نعم .. العقاب كان .. عبد الخالق
فتحت شمس عينيها الداكنتين كالظلام وبدت تعابير وجهها غير مقروءة وهى تستقيم فتجمد ملامحها تماما .
مجازفة ككل حياتها .. قد تصيب وقد تخيب .. وكم تتمنى لو تخيب
فلتنهي هذا اللقاء أولا ثم تجلس في انتظار – الخيبة - .
استدارت شمس لتخط أول خطوة لمقابلة مصيرها المجهول .. وخطت الباقي ..

" تعالي يا شمس "

بصوته الذي عادت إليه الهيبة كان الحاج سليمان يناديها بوقار رهيب الوقع على نفسها .

وأول نظرة .. كانت إليه .. بلا إطراق .. عيناها في عينيه
عيناه التي كانت بانتظارها
حين وقف ببطء ينظر إليها .. إلي عمق عينيها ..
وتوقف كل شئ

العينان الزرقاوان الداكنتان بأمواجهما الهادرة .. والوجه الجاذب برهبة غريبة ..
عينان تتحدى .. تواجه .. وتنتقم بأقسى ما يمكنها
يموج فيهما الغضب والكره .. وقسوة الإنتقام
عينان تنتظرا أن تر ارتباكا ما على وجهها .. ولكن لم يقابلهما سوى الملامح الجامدة ..
وحينها فقط تم - تأكيد - كل الحسابات – المدروسة -
كما توقع .. كانت تتوقع !
لهذه الدرجة كانت تتوقع فاستعدت بهذا الثبات لهذا اللقاء
وهو الذي ظن أن أختها باعتها في البداية ليقرأ عدة أوراق كُتِبَ فيها أن ' شمس العامري ' – أرملة -
إذن كانت خطة مشتركة بين أختين تجيدان المشي فوق الأحبال ..
ولو لم تكن خطة لما كانت وافقت وقابلته بعدما أخبرها والدها باسمه ..
ولكن أحباله هو ? .. حد السيف .. تجرح .. وتقتل .

العينان البنيتان الداكنتان بظلامهما الدامس .. الجامد .. يحيط بالأمواج التي تقترب خطوة ..
عينان تتحددان بالقسوة وكأنها جزء منهما .. قسوة تقارب الكره البغيض ..
عيناها .. ليست كـ عينىّ قمر .. ليست بريئة مغوية ..
عيناها .. عميقتان بحزنٍ ساكن بهما .. صريحتان بالقسوة الذائبة فيهما ..
واضحة .. واضحة لأنها تجيد التلون كأختها !
ها هى الخيوط تتشابك في يده بشكل آخر
قمر أدت دورها في الخطة .. وحان دور .. شمس.
شمس .. لها النصيب الأكبر .. إذن قمر مجرد بيدق

عيناها .. كأفعى تدور حولك بنعومة حتى تطبق عليك لتخنق أنفاسك

وعيناه .. باردتان .. باردتان كمحيط متجمد قارص سيخدشك جليده إن اقتربت ..

واقترب .. مادا يده منتظرا .. يدها
نظرت شمس لليد المنتظرة مصافحتها لحظات ثم رفعت يدها تضعها بيده بنفس اللحظة التي رفعت بها عينيها لتلتقيا بعينيه مجددا ..
انعقد حاجباها بغضب مستعر ويده تنغلق على يدها بقوة فتحاول جذبها فلا تنجح ولا زالت عيناه تتحدى ..

الحاج سليمان غير منتبها لنظرات الكره والإنتقام قائلا برزانة :
" هذا أكمل يا شمس "

لم تنتبه للاسم .. لم يخطر ببالها شئ مما كان .. تفكيرها في حالة توقف ..
مشاعرها في هذا اللحظة على حافة انفجار .. تريد أن تصرخ .. ثم تبكي .

انتفض الصمت حولهم برنة هاتف المنزل الأرضي بالبهو فاستئذن الحاج سليمان لحظات ليرد على الهاتف .

لا زالت يدها بيده تحاول سحبها فتتقلص أصابعه عليها حتى آلمتها وهو يقول بنبرة صوته الخافتة :

" أظنكِ تعرفينني جيدا ... مبارك نجاح خطتكما "

عقدت شمس حاجبيها تستغرب ما قاله وهى تنتبه للمرة الأولى أنها رأت هذا الوجه قبل اليوم .. لكن أين ؟!.
صوته .. هذه النغمة الراعدة طرقت أذنها .. لكن متى ؟!
عيناها تقسو أكثر وملامحها كالصخر الناعم وهى تسأله بجمود :

" من أين لي أن أعرفك ؟ "

ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيّ أكمل متسائلا وعيناه تبرقان بوهج عجيب مخيف :

" حقا ؟! "

ساذجة كأختها .. كل ما حدث يؤكد أنها تعرفه .. يؤكد أنها خطة
تعامل قمر معه ولابد أنها أخبرتها اسمه .. والدها مؤكد أخبرها اسمه عندما طلبها للزواج ..
وهى نفسها .. رأته يوم سباق الخيل .
يقترب أكثر فترفض شمس التراجع بثبات أثاره وهو يقول بنظراته البارقة :

" ألم يخبركِ والدكِ باسمي إلا الآن ؟! .... غريب ... أنتِ وهى .. نفس البداية الساذجة "

ازداد إنعقاد حاجبي شمس وهى ترى مجنونا يتحدث عن أشياء لا تفقهها ..
تحاول سحب يدها المتألمة في قبضته ولكنه يعتصرها عصرا وهو يقول همسا راعدا بغضب أعماقه وأنفاسه الحارقة :

" أكـمـل "

اتسعت ابتسامته الساخرة وهو يدخل اللعبة بقدميه بجنون متابعا بنبرة لم تسمعها قبلا :

" أكـمـل الـفـايـد ..... يا شمس "



انتهى 🌺🌺🌺
دمتم في رعاية الله

[نورهان عبدالحميد]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 57 ( الأعضاء 21 والزوار 36)
‏sandynor, ‏شوشو العالم, ‏Rasha kazem, ‏مون شدو1, ‏طيش انثى, ‏بيون نانا, ‏ريما الشريف, ‏rontii, ‏Mat, ‏غرام العيون, ‏ذهب, ‏dmo, ‏rasha moner, ‏gdg, ‏فديت الشامة, ‏monefade, ‏سماره2, ‏ري 10, ‏thebluestar, ‏ريتال مصطفي, ‏Agadee


💖💖💖💖💖

[نورهان عبدالحميد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sahar sidawi

أود قراءة عشقك عاصمة ضباب....انها تبدو رواية حلوة وانا أود قراتها❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

نورتي حبيبتي اهلا بيكي دايما
انتي الاحلى
💖💖💖💖

[monefade]

وصفك لمشاعر قمر وشمس فى منتهى الروعه تسلم ايدك

[amira bacha]

فصل راااااااائع و نهاية اروع

[rontii]

يا مرارك الطافح يا شمس اكمل فاكرك الساحرة الشريرة و اختك مجرد عسكري في الشطرنج بتاعك ميعرفش المر اللي انتي فيه
اهربي يا بت و انفدي بجلدك
رائد من زمان ابن مجانين و عايز المزة تلبس اسود اومال في الفرح تلبس اية 😏😏😏😏😏
قمر يجيكي و يحط عليكي يا جزمة قديمة و مقطعة

[نورهان عبدالحميد]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 70 ( الأعضاء 27 والزوار 43)
‏sandynor, ‏bobosty2005, ‏Nermot, ‏ريتال مصطفي, ‏مارينا جمال, ‏ري 10, ‏نوراني, ‏Agadeer, ‏amira bacha, ‏رباب بدر, ‏mansou, ‏طوطه, ‏salimaf, ‏belladone, ‏ريما الشريف, ‏يمامه جدا, ‏سماره2, ‏rasha moner, ‏Khawla s, ‏غرام العيون, ‏لينا&, ‏Noors, ‏بيون نانا, ‏reemoh, ‏Rasha kazem, ‏شوشو العالم, ‏ذهب

منورين 💖💖

[زهرورة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البارت اكثر من رائع ..بس انا مش فاهمة هي دارين مصرة توافق على رائد ليه وهو اصلا قالها أنه مغصوب لو بتحبه كنا قلنا البنت واقعة بس هي اصلا تقريبا متعرفوش طيب ايه الي خلاها توافق واهلها مش موافقين ووقفت في وش اخوها ..هل شافت حاجة في نظرة رائد نظرة تحدي انها ترفض وهي قبلت التحدي ووافقت بس لمدة هي حتدخل في تعب ووجع قلب لأنه رائد عنيد وعايش بالماضي ورافض ينسى اتمنى انها ماتندم ..قمر كويس انو قصرتي في سيرتها احسن بعد عمايلها السودة ..شمس ومصارحتها مع ابوها اخيرا اكيد ارتاحت صحيح ساعات الأهل بيعتقدوا أنهم بيعملوا الصالح لولادهم مع انهم بيضروهم بس مبيعملوش ده عمدا ..شمس وافقت تقابل اكمل الي شاف في نظرتها انها اتفقت مع قمر وشافها أخطر منها المجنون دي حتى نسيته المجنون ناوي على ايه يارب ياشمس تفضلي على برودك أحد ماتنقطيه ونرتاح منه ..اكيد مش حتقدر ترفض برضه عشان قمر أو انو شمس حتقبل التحدي من اكمل وتتجوزه وقالت له انها مش خائفة منه ..الله يستر من الي جاي ياترى مخبيالنا ايه في الفصول الجاية متشوقين مووت نعرف حيحصل ايه بين اكمل وشمس ..بارك الله فيكي حبيبتي ووفقك ودمتي بالف عافية

[نورهان عبدالحميد]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 76 ( الأعضاء 25 والزوار 51)
‏sandynor, ‏NH_1927, ‏ري 10, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏الصلاة نور, ‏لينا&, ‏jojo123456, ‏مشاعل 1991, ‏غرام العيون, ‏Agadeer, ‏يمامه جدا, ‏awttare, ‏bobosty2005, ‏Nermot, ‏مارينا جمال, ‏نوراني, ‏amira bacha, ‏رباب بدر, ‏طوطه, ‏salimaf, ‏belladone, ‏ريما الشريف, ‏rasha moner, ‏Khawla s, ‏Noor

ويروح ناس ويجي ناس وعجبي 😂😂😂
💖💖💖