آخر 10 مشاركات
1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-18, 04:15 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





الفصل الثامن..



بعد عدة أيام..


وضعت الهاتف بين خدها و كتفها لتتصفح أوراق كانت على سطح مكتبها اليوم.. تهاتف سلافا بخفوت و قلق ، وصلها صوت سلافا بقلق مماثل ..: هل أنتِ متأكدة..؟
زفرت بربكة وهي تنقل نظراتها بين الباب و الأوراق بيدها وهي تأكد..: انا انظر إليها الآن.. اوراق عمل تحمل اسم ليفانت و أحمد ولكنها لم توقع بعد..
سلافا بتعقل ..: لذلك يجب أن تهدئي.. قد يكون أحمد يفكر باتفاق عمل مع ليفانت..
روسلين بتساؤل و ريبة..: اذا كانا حتى الآن لا يوجد بينهما أي عمل فماذا كانا يفعلان هناك..؟
هتفت سلافا و بذاتِ ريبة روسلين و مع أنها حاولت اخفائها ..: قد يكون لقاء تعارف..
تحركت روسلين بعصبية وهي تقف و تهتف بحدة ..: بحق الله سلافا ، لقد رأيتهما مثلي.. لم يكن لقاء تعارف اطلاقًا..
سلافا برقة تحاول أن تهدئ روسلين و هي متفهمة لحالتها ..: أعلم و لكن..
قاطعتها روسلين بانفعال وهي تتحرك لنافذة المكتب ناظرة للأرض الخضراء أمامها .. همست بعصبية..: لكن ماذا .. ماذا.. اللعنة .. أنا ابحث منذ أيام و لم أتوصل لأي شيء.. لقد بدأت اشك به حقًا .. تبًا لهم..

قاطعتها حركة عند الباب و لمحت من طارف عينها حذاء رجولي لامع لتحبس أنفاسها و يدها الممسكة للهاتف قد تجمدت ، اغمضت عينيها لتقول بخفوت..: وداعًا ، سأهاتفك لاحقًا..
ثم استدارت بتوتر إلى أحمد المائل بجسده على الباب و يديه مستقرة بجيوب بنطاله له الكتاني ، ابتلعت ريقها لتستقر نظرات أحمد هناك ثم رفعها لتعانق ملامحها الشاحبة جدًا و أنفها الأحمر من الهواء البارد القادم من النافذة ، بقي ينظر إليها بهدوء حتى أوشكت على الاختناق بأنفاسها ثم تجاهلها تمامًا و أكمل خطواته إلى مكتبه ، حالما اغلق الباب زفرت انفاسها متكئة على الجدار خلفها ، وضعت يدها على صدرها جهة قلبها وهي تكاد تشعر به يضرب اضلاعها بقوة ، بقيت على حالتها لثوان حتى اعادت هدوءها النسبي ليفزعها من جديد رنين الهاتف المكتبي ، عقدت حاجبيها و هي تنظر إليه ثم تقدمت حتى وصلت له ، رطبت شفتيها الجافة من الهواء ورفعت السماعة لتجيب .. وصلها صوته البارد على غير العادة قائلًا ..: أجلي مواعيدي اليوم حتى الغد..
بخفوت..: حسنًا..
اغلق الخط دون أي اضافة لتجعد ملامحها باستغراب ، أما في الداخل فقد اتكأ على مرفقيه على المكتب مريحًا رأسه لراحة يديه ، تفكيره منحصرًا على ما حدث قبل أيام ، الفتاة في المطعم أثارت ريبته ولا يعلم لماذا ولكنه يشعر بأنها مرتبطة به بطريقةٍ ما ، زفر انفاسه ورفع رأسه ناظرًا لمساحة المكتب أمامه ، انه واسع جدًا ، نقل نظراته و لأول مرة يشعر بالوحدة منذ شهور ، لا يعلم لماذا انفاسه تختنق بصدره ولا يستطيع زفرها ، شيء ما يجثم عليه وهو مستسلم له بكل إرادته.. يحتاج لشيء يعيد له حيويته ، استقام بضيق ولم يعد يتحمل جو المكتب الخانق ، تحرك بخطوات واسعة خارجًا من المكان ، كان مكتب دينيز خاليًا و لم يلقِ لها بالًا ، تجاهل المصعد و هو ينزل السلم بذات السرعة ، يد تحمل معطفه باصبعين على كتفه و الأخرى واضعًا لها على الدرابزين ، وصل للأسفل و فتح الباب ليستقبله الهواء البارد الذي اصطدم بوجهه بشده ، اغمض عينيه وهو يستنشق بهدوء ، يشعر بالهواء البارد يدخل إلى رئتيه منتشرًا لكل أوردته و يبعد عنه الضيق ، فتح عينيه بهدوء وقابلته الأشجار أمامه ، نقل نظراته باستغراب للجهة اليسرى عندما وصلته ضحكات عالية لرجل و فتاة ، شده الصوت ليتحرك ناحيته بفضول وهو يبحث بعينيه عن صاحبيه ، تقدم بخطوات قليلة ليقف بدهشة وهو يرى دينيز تضحك و يقف معها كمال..



في الجهة المقابلة..

واقفة مع كمال و هو الحارس الذي ارسله كرم .. لقد وجدته في المطبخ يحضّر له قهوة لتطلب منه أن يعمل لها واحدة ثم خرجا ليتناقشا بعدة أمور و منها السياسة التي و بعد جهد استسلمت بأنهما لا يتفقان بأي رأي ، صمتا قليلًا عندما لم يستطيعا اقناع بعضهما ليقطع كمال الصمت قائلًا ..: سيدة روسلين..
قاطعته بتأتأة نافية وهي تقول بسخرية ..: آنسة دينيز لو سمحت..
ضحك بخفة على سخريتها ثم تنهد لتنظر إليه بصمت تنتظره ليكمل كلامه .. هتف كاشفًا لمخاوفه ..: السيد أحمد ذكي جدًا .. وهو يشك بالوضع و لكنه لا يستطيع أن يتقين..
زمت شفتيها بضيق ثم فتحتها لتخرج هواءً باردًا من بينها ، لفظت بغيظ..: هل لا زال يسألك عني..
اومأ بصمت ثم قال بضيق و بصوت مشدود ..: لقد سألني اذا كان لديكِ اقارب هُنا ما عدا زوجة والدك..
ضحكت بسخرية ثم ارتفعت ضحكاتها ليضحك كمال بالمقابل
فكما يقال " شر البلية ما يضحك " .. صوت من خلفهما جعلهما يستديران بسرعة ، ازدردت ريقها بارتباك من أن يكون سمع شيئًا ، نظرت لكمال نظرة خاطفة لتجد ملامحه واجمة لا تشي بشيء ، حوّلت نظراتها لأحمد الذي رفع حاجبه بشك و بصوت بارد ..: لم أكن أعلم أن بينكما معرفة..
رفعت روسلين كتفيها بعدم اهتمام و أجابت ببرود ..: لا يوجد بيننا شيء ، فقط تناقشنا قليلًا..
أحمد و نظراته على أنفها المتورد من البرودة و خديها الشاحبة قليلًا و يكاد يجزم بأنها باردة جدًا، سأل بهدوء..: هل استطيع معرفة نوع النقاش..؟
روسلين بتبرم ..: سياسي.. ثم اشارت على كمال وهي تردف ..: رأسه كالصوان لم يقتنع بأي رأي لي..
احمد باستخفاف ..: نحن الرجال غالبًا لا نتفق مع المرأة..
زمت شفتيها بملل ثم هتفت ..: ارجوك ، لا داعي للبدء بحديث عن المرأة و الرجل..
ثم رفعت كوب القهوة حتى استقر امام فكها بمسافة قليلة قائلة ..: انا سأعود للداخل لقد تجمدت من البرد..
تحركت دون أن تسمع رأيهما لتزفر انفاسها.. يبدو بأنها ستبذل جهدًا أكبر حتى يثق بها أحمد.. ستتوقف عن اللقاء بـ سلافا الا بمكان منعزل و عند الضرورة فقط.. هي بغنى تام عن اثارة شكوكه بالوقت الحالي ، و مع ذلك هي مصرة على معرفة علاقته بليفانت..

عندما غابت عن انظارهما التفت أحمد إلى كمال مستفسرًا ..: هل توصلت لأي شيء آخر؟
بثقة ..: لا سيدي.. لم أتوصل لشيء..
ربت أحمد على كتفه ليلفظ ..: و مع ذلك استمر بمراقبتك لها لأطمئن..
هزة بسيطة من رأس كمال اكتفى بها أحمد ليقول كمال بهدوء ..: بالإذن سيدي..

ثم تحرك بخطوات واسعة تاركًا احمد ورائه غارقًا بأحضان الطبيعة و يشعر بأن الهواء قد هدأ بعضًا من ضيق صدره ..



،





بمقعد أمام المركز تجلس سلافا شاردة و جوارها سرمد الذي قاطع شرودها قائلًا..: بماذا تفكرين..؟
دون أن تلتفت إليه و لا زالت على نظراتها الشاردة و كأنها تحادث نفسها ..: سألتقي بها.. يجب أن أعرف ماذا كانت تريد..
عقد حاجبيه لوهله ثم ارتفعت وهو يدرك عمن تتحدث.. سألها بهدوء ..: هل استطيع معرفة ما يحدث لكِ..؟ أم أنني لست أهلًا لثقتك..!
استدارت نحوه لتقول ببساطة ناظرة لعينيه العسلية الجذابة ..: هل تتذكر عندما التجأت إليك بالماضي و أنتَ ساعدتني..؟
غضن جبينه مستغربًا.. لقد مضى أكثر من عقد كامل على ذلك اليوم ، أردفت دون أن تنتظر رده لتنطق بخفوت ..: انه نفس الموضوع.. الفتاة التي رأيتها كانت تشبهه جدًا وكأني أراه واقفًا أمامي..
التزم الصمت ناظرًا للأمام ثم قال ببحة و شعور غريب يسكنه ..: من هو..؟
بحقد دفين ..: زوج والدتي
نظر إليها بصدمة و الحروف تتلعثم على اطراف شفتيه .. ليقول أخيرًا..: هل .. هل هو من كان يؤذيكِ..؟ اذكر جيدًا عندما قلتِ بأنكِ تحتاجين للحماية لأن هناك من يريد أذيتكِ..
وقعت نظراتها بجمود باهت على يده المرتجفة ثم نقلتها إلى ملامحه التي بين طياتها تسكن الصدمة ، اقترب منها باندفاع و احتضنها بشدة ، اغمضت عينيها و جسدها الذي كان متصلبًا من احتضانه المفاجئ تراخى ببطء .. وصلها صوته بهمس موجوع ..: لماذا لم تخبريني سلافا.. لماذا..؟
لم تسعفها الكلمات لترد عليه و عوضًا عن ذلك ارتفعت يدها لتربت على ظهره بخفه ثم ابتعدت عنه ناظرة إلى الثلج الذي بدأ يتساقط بخفة ، السماء شاحبة كئيبة تفتقد لدفء الشمس كروحها التي عادت للشحوب مجددًا.. تسللت يد سرمد إلى كفها ليقبض عليها بلطف و هو يتابع عيناها المرتفعة للسماء ، ضغط على راحتها بخفة لتنظر إليه و ترسم ابتسامة باهتة على شفتيها ثم هتفت بوجع و غصة تشعر بأنها تطبق على أنفاسها .. : أنت لم تسأل كيف كان يؤذيني..
شد قبضته عليها و لفظ بتردد ..: بماذا كان يؤذيك الحقير..؟
جذبت يدها منه لتمسك بها عضد الأخرى مشتتة نظراتها عنه و بنبرة لم يخطئ الألم فيها ..: لقد حاول اغتصابي..




،




الـتاسعة مساءً..


اوصلها كمال للمبنى الذي يوجد به الشقة المزيفة كما دأبت أن تفعل منذ اخباره لها بشكوك أحمد ، رفعت نظراتها للطابق الذي تقع شقتها فيه قائلة بتذمر ..: لقد اصبحت اشعر بالملل ولا طاقة لي للصعود ثم النزول مرة أخرى..
لم يلقي بالًا لتذمرها وهو يقول ..: لا فائدة من الكلام الآن ، انزلي ثم اغلقي الباب خلفك بهدوء..
اخذت حقيبة يدها ثم التفت للباب و فتحته لتترجل بهدوء جعل كمال يرفع حاجبه بريبة من خضوعها الغريب ليصرخ بقهر عندما اطبقت الباب بكل ما لديها من قوة ، تمتم بسباب مقهور وهو يراها تمشي بهدوء وكأن العالم كله متوقف على خطواتها ، ضغط على دواسة السرعة لتحتك عجلات السيارة بحدة مصدرة صريرًا جعلها تجفل و تقفز إلى درجات المبنى التي كانت أمامها ، التفت إليه بحقد لتراه يؤشر لها بيده و ابتسامة انتصار احتلت شفتيه ، كشرت بغيظ ثم اخذت نفسًا عميقًا لتضع يدها على صدرها و ترتب انفاسها ، و استدارت لتستقل المصعد إلى شقتها



،


وضعت رأسها بين كفيها المسندة إلى طاولة المقهى مبهوتة من هول ما سمعت .. تجلس أمامها هيفين بانكماش من ردة فعلها .. اقترب منها سرمد بعد أن نهض من الطاولة الأخرى تاركًا لها الخصوصية بالحديث مع الفتاة التي استطاعا ايجاد رقم هاتفها بسهولة وقد كان يتابع تقاسيمها منتبهًا لشحوبها الذي يزداد مع كل دقيقة تمر و الفتاة تتكلم بارتباك و تردد واضحان له من بعيد.. وضع يده على كتف سلافا بقلق ناظرًا للفتاة التي زاد انكماشها على المقعد ، بهمس متوتر ..: هل أنتِ بخير..؟
رفعت إليه عينان مرهقتان و على ملامحها ترتسم المرارة بأقسى صورها ، ربت بيده الأخرى بخفة على خدها وهو يعيد سؤاله بقلق أكبر حالما رأى فكها المشدود من ضغطها عليه و كأنها تكتم صرخة روحها المظلومة..: هل أنتِ بخير..؟
عند نبرة الإهتمام بصوته لم تستطع التحكم بعبراتها التي تقافزت لمقلتيها مكونة طبقة شفافة منعت عنها رؤية ألمها الذي انعكس على حدقتيه ، جلس على المقعد جانبها ليجذبها إلى صدره ، تشبثت بمعطفه الصوفي دافنة وجعها بين طيات صدره العريض ، مرّت عدة دقائق حتى سمع همهمة صادرة منها ليبعدها عنه قليلًا و يقول مستفسرًا ..: ماذا قلتِ؟
بخفوت ورجاء مس أعماقه ..: اشعر بالضيق سرمد ، أريد أن ابتعد عن هُنا سريعًا.. أرجوك..
استقام ليوقفها معه وما زال محتفظًا بها قريبة منه ثم نظر للفتاة المراهقة أمامه قائلًا بصوت غليظ ..: هيا لأعيدك إلى المنزل..
وصلته اجابتان جعلته يرفع حاجبيه بعدم فهم لـ اللا التي لفظتاها بوقت واحد.. هيفين بخوف جلي أما سلافا فنبرتها كانت قاطعة.. ثوانٍ فقط حتى استطاع فهم رفضهما ، تنهد بخفوت ماسحًا بكفيه على وجهه قبل أن يقول ..: حسنًا .. سأوصلك إلى مكان قريب .. ولا أريد اعتراض.. اردف كلمته الأخيرة عندما رأى الرفض على ملامحهن..
ثم تحرك بهدوء ترافقه سلافا متشبثه به و كأنها تطلب أمانه و خلفهما كانت هيفين تنظر إليهما بحزن سنواتها المهدورة على يد ظالم كان من المفترض أنه حاميها..








،




مستلقية على الاريكة بوضعية الجنين و رأسها يستقر بأريحية على فخذ ليفانت ، يده تمشط شعرها بتموجاته الطبيعية بحنان ، انحنى بجسده ليقبل صدغها بحب ثم ارتفع مع ارتفاع جفنيها إليه كاشفة عن لون عينيها الصافي ، ابتسم بهدوء ليضع أنامله على جفنيها يمنع نظرتها الفاتنة أن تؤثر فيه أكثر ، رفعت يدها لتبعد كفه و تحتفظ بها قريبة من قلبها.. أخيرًا قطع الصمت قائلًا بخفوت عميق..: مضى وقت طويل لم تنامي بحضني هكذا..
رفعت كفه إلى ثغرها و قبلته بعمق أرجفه و عبث بنبضاته ثم اعادتها لموضعها السابق قرب نبضاتها.. رفعت حدقتيها و قبل أن تنطق قاطعها صوت هاتفه يشي بوصول رسالة .. عقدة تكونت ما بين حاجبيها وهي تستشعر توتر جسده و العِرق النابض بصدغه يفضحه ، اعتدلت بجلوسها لتستفسر بتعجب ..: ماذا حدث ؟
رطب شفتيه وهو يقول بثقة واهنة يريد أن يلهيها عن الموضوع ..: لم يحدث شيئًا حبيبتي.. عودي للإستلقاء..
أضاف جملته وهو يأشر لها على مكانها السابق ، وافقته لتعود إلى مكانها وهي تقول..: لماذا إذًا توترت هكذا..؟ هل تعرف المرسل..؟
ابتسم بلطف وهو يمسد جبينها بلطف لترتخي ملامحها و قال ..: وكيف لي أن أعرف وانتِ تحتجزينني هكذا..؟
لفظت بممازحة وهي تحرك حاجبيها طلوعًا و نزولًا ..: لا أعلم.. قد تكون اصطدت لك فريسة مع غيابي المتكرر و تخاف الآن من انكشافك..
ضربها بخفة على جبينها قائلًا بحنق ..: أي قول هذا..!
ضحكت بخفة لتستدير وهي تضع يدها حوله و تقول بنبرة ناعسة..: امزح فقط حبيبي ، لا يوجد داعٍ لتستخدم يدك بحجمها الكبير..
اعاد الكرة وهو يضرب بخفة على رأسها لتصمت متنعمة بقربه ، أما هو فقد أعاد رأسه للخلف مسدًلا جفنيه وهو يكاد يجزم على محتوى الرسالة و تهديد جديد.. أعاد رأسه إليها عندما جذبه سكون حركتها أخيرًا ليجدها قد غرقت بالنوم .. ابعدها بلطف ليستقيم ثم ينحني عليها ليقطف منها قبلة صغيرة قبل أن يبتعد قليلًا و يقول بهمس حنون على بشرتها الصافية..: يبدو بأن قدري قد كتب علي أن أحملك من هنا و هناك ، وهذا أحب على قلبي مني..
ثم رفعها بخفة ليستدير قاصدًا غرفة نومهما..




،





يلفهما الصمت منذ ترجلت هيفين في مكان قريب من منزلها .. يقود بسلاسة حتى وصل إلى منزل سلافا .. اطفأ محرك السيارة وهو يتلفت إليها مستفسرًا عما حدث بصمت.. شعرت بنظراته تخترق درع صمتها فقررت أن تبوح علها تنفض وجع حديث هيفين.. وصله صوتها ببحة موجعة ..: انه يعيد نفس الكرة معها..
بصدمة فتح عينيه على وسعها ، ألجمته الصدمة لبضع دقائق و عندما وجد صوته لفظ بكره عميق تولد لديه منذ ساعات .: يا إلهي .. إنه منحرف حقًا..
قبضت يدها بعنف لترفعها إلى مستوى عينيها وهي تتخيل عنق ذلك الحقير بينها و بنبرة حاقدة ..: لقد قال لها بأنني كنت راضية..
اغمض عينيه بشدة يمنع انفعاله عنها ووقع كلماتها تصيبه بشدة .. يدرك كم هو مؤلم لها ما حدث ، لم تمهله وهي تنهال بقبضتها على مقدمة السيارة و تردد بعنف ..: الحقير.. يقول لها كوني مطيعة كسلافا.. لقد كنت طفلة .. طفلة .. و مع ذلك كنت اشعر بأن ما يحدث غير طبيعي ، لم أكن مطيعة.. اقسم أني لم أرضَ أبدًا..
جذب يدها بقوة كي لا تؤذيها وهي ما زالت على حالتها الهستيرية و تقاومه ، اخذت تضربه بيدها الأخرى ليقبض عليها و تصبح مقاومتها واهنة ، اخيرًا وضعت رأسها على صدره لتبكي بصوت عال هذه المرة و لم تكتفي ببضع دمعات ، ربت على كتفها بمواساة صامتة وهو لا يجد ما يسعفه من الكلمات ليواسيها بها ، وقد كان ذلك أفضل فما تعانيه يعجز عن مواساته الكلام..
بعد مضي الوقت هدأت لتبتعد عنه وهي تمسح على وجهها بأطراف أناملها و قد تضرج بالإحمرار.. اعتدلت بجلوسها بصمت ليسأل بهدوء..: بماذا تفكرين..؟
بعزم و قرار لا نقاش فيه ..: سأواجهه.. على كل حال أنا لم أعد تلك الفتاة الخائفة التي تهرب من هنا لهناك خوفًا من غدر قد يأتيها خفية..
قابل عزمها بإصرار ..: سأكون معك..
لم تعترض فهي تحتاجه بجانبها.. فهي لا تضمن بأن ذلك الحقير لن يتجاوز حدوده..





،





صباح اليوم التالي..



دخلت بصخبها المعتاد لغرفة المكتب التي يستخدمها ليفانت عندما يحضر عمله للبيت.. لم تجده هناك ، رفعت صوتها لتنادي عليه و لكن أجابها الصمت .. وقع نظرها على هاتفه الذي كان يومض طيلة افطارهم و نزق ليفانت الواضح من إصرار الطرف الآخر ، تقدمت بفضول لتستكشف ما يخبئ عنها ، مدت يدها لترفع الهاتف و عندما استقر بكفها فتحته بخفة ليصل حينها اشعار جديد ، جذبها اسم المرسل فقد كان ايموجيات مختلفة .. لمست على الاشعار ليدخلها إلى البرنامج الشهير لمواقع التواصل.. اتسعت عينيها بذهول وهي ترى محتوى الرسائل ، لا تصدق ابدًا .. بأصابع مرتجفة ونبضات مرتبكة لمست على الشاشة لتصل إلى بداية المحادثة ثم تنزل ببطء وهي تقرأ كل حرف فيها و تشعر بألم حارق في قلبها ، وضعت يدها على صدرها تمسد يساره و تحاول تخفيف انقباضه ، التفتت بعيون دامعة عندما سمعت صوت ليفانت لتجده واقفًا عند باب المكتب و نظراته مستقرة على هاتفه الذي تقبض عليه بشدة ، وصله صوتها باختناق و يدها ترتعش..: هل ما قرأته صحيح..؟
حول نظراته إلى عينيها الباكية وهو يشعر بألم حاد سكن صدره من بكائها فهي نادرًا ما تبكي.. قمع شعوره ليتقدم ببطء حتى لم يعد يفصله عنها الا مسافة بسيطة ليقول بصوت بارد..: من سمح لكِ بتفتيش هاتفي..؟
نظرت إليه بعدم استيعاب لنبرته الباردة و سؤاله الغريب.. لم يمنعها يومًا من هاتفه.. فما باله الآن..؟
مد يده ليأخذ هاتفه و هو يعيد سؤاله بنبرة أشد..: من سمح لكِ روسي..؟
مسحت بظاهر يدها عينيها لتراه واقفًا بجمود ينتظر ردها.. تراجعت للخلف ببطء وكل ما كان يجول ببالها أنه ليس ليفانت.. ترجم عقلها الكلمات لتصله بهمس مرتجف و خيبة سكنت ملامحها..: لست أنت.. لست ليفانت الذي أعرفه..
ثم تقدمت بخطوات سريعة متجاوزة له حتى خرجت من المكتب ، حينها ترك لمشاعره العنان وهو يقبض كفيه بشدة ثم ارتفعت يده لترمي بالهاتف إلى الجدار و من سخرية الموقف فالهاتف لم يصبه سوى خدش بسيط.. جلس على الأريكة ليضع كفيه على وجهه و يتنفس بضيق.. لم يكن لديه حل آخر..



.


.


.




انتـهـى..


ريتال22 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 10:41 PM   #12

آمال العيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية آمال العيد

? العضوٌ??? » 358740
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,030
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » آمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond reputeآمال العيد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

يعطيك العافية لامارا ع النقل 😘

رواية جميلة جدا
قلم مميز رماد سلمت اناملك 😘


آمال العيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
ياربَ بارك لي في وقتي وعُمري وطهره من الفراغ، وألهمني يا الله البصيرة والحكمة والإتزان 🍁 .
رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 08:34 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع..




مازال يحبس نفسه في المكتب من بعد خروجها الغاضب صباحًا.. يجبر نفسه على التركيز بعمله و عدم التفكير فيها.. يعلم بأنها قوية و ستتجاوز الأمر مهما بدى قاسيًا .. ، تنهيدة طويلة فلتت من صدره و يكاد أن يصرخ من شدة غيظه و دموعها ترتسم أمام عينيه كل ثانية .. لقد تلقى ردة فعلها وهذا ما يريده و لكن هناك شعور يحبطه ، خيبة من أنها قد صدقت فيه ببساطة ولم تتحقق أو تنفعل بردة فعل غاضبة .. استقام و لم يعد يحتمل البقاء أكثر .. سيذهب و يطمئن عليها ، اقتحم عليه المكتب كيان رقيق غاضب قبل أن يتحرك وهي تقف أمامه بانفعال غاضب و تقول بحدة ..: أنا أثق بك.. لم اقتنع مهما بدا الأمر حقيقيًا الا أنني أثق بك.. أنت لن تخونني أبدًا .. لأن قلبك معي هُنا.. * اردفت كلماتها بثقة وهي ترفع يدها قابضة لأصابعها دلالة أنها تمتلك قلبه*..
حبس ابتسامة سعادة كانت ستفلت منه و بدلًا عن ذلك اقترب منها أكثر حتى بات تنفسها الغاضب يضرب بشرة عنقه ثم انحنى و ربت على خدها و لفظ ببرود ..: لا تكوني واثقة هكذا حتى لا يتألم قلبك الرقيق أكثر..
أعادت بذات ثقتها..: أنت لن تفعل إطلاقًا..
بجمود..: أنت غائبة طيلة اليوم ولا تعلمين ماذا يحدث معي..
ارتجاف شفتيها فضح مقاومتها الواهنة و هي تتخيل امرأة أخرى بين ذراعي ليفانت وهي هناك غارقة بين تفاصيل مهمتها.. جاءتها صورة ليفانت مع أحمد في المطعم و ضحكاتهما الصاخبة لتتزعزع ثقتها و تتراجع إلى الخلف ثم تقول بإصرار لا تعلم ماهيته..: لقد غبت لفترات أطول و لم تلتجئ لغيري..
ارتفع حاجبيه بسخرية و قال ببساطة ..: لقد مللت..وهذا ليس التجاء.. * قطع مسافة الخطوة التي تراجعت فيها* حتى بات رأسها يلامس بشرة فكة و بهمس ..: انه احتياج..
رفعت رأسها وهي تبتلع ريقها بصعوبة و غصة تمكنت منها .. خرج سؤالها بنبرة مبحوحة وهي تشعر بقبضة تعتصر قلبها..: تحتاج لغيري ليفانت..؟
تراجع إلى الخلف بحدة ثم أولاها ظهره كي لا ترى انفعالاته على ملامحه ، لا يعلم كيف سيتحمل حتى النهاية وهو الذي لم يجرحها سابقًا بغير قصد ليجرحها الآن بكامل إرادته ، بقي موليًا لها ظهره لثوانٍ طالت حتى وصله صوتها برجاء ..: ليفانت..
قاطعها وهو يتحرك نحو مقعد المكتب ويهتف ببرود ..: لدي عمل روسلين.. اغلقي الباب خلفك..
ثارت أعصابها من بروده فصرخت بعنف وهي تضرب بقدمها على الأرض ثم تقترب بحدة من الجهة المقابلة له و تضرب قبضتها على المكتب و تهتف بهياج مشيرة لنفسها ..: أنا روسي .. روسي.. أنا شعاعك الذهبي ولن أصدق أي شيء أراه او تقوله عن خيانتك لي..

حينها استقام بعنف وهو لم يعد يحتمل ، ثقتها به لا تساعده اطلاقًا .. لفظ بحدة ..: صدقي روسلين.. يجب عليكِ أن تصدقي فأنتِ ستوفرين على نفسك الكثير..
أشارت إليه بتهديد ولفظت بغيظ ..: سوف أوفر على نفسي الكثير ليفانت و لكن ليس بتصديقك و إنما بالبحث وراء سبب تصرفاتك هذه..
شد شعره بقهر منها ومن نفسه وهو يلفظ بعصبية و بنبرة مشدودة ..: لقد خنتك روسي ، لقد خنتك.. قد لا أكون أحببتها ولكنني أحتاجها وهذا يكفيني..
ضربت بمقدمة حذائها طرف المكتب وهي تتنفس بعنف و بعنف مماثل خرجت كلماتها ..: اللعنة عليك ليفانت.. اللعنة..





،




واقفة أمام هاوية أسفلها بحر عميق لو انزلقت خطواتها سيبتلعها دون رحمة ، الهواء الشديد يتلاعب بخصلات شعرها للخلف و يضرب ملامحها بشدة ، تقف بجانبها هيفين التي كانتا قد اتفقتا على الهاتف أن تمرها و تقلها معها و تستفسر منها أكثر عما يحدث معها بمنزل الحقير.. التفتت نحوها لتسألها فوجدتها تنظر إليها بغرابة ، ضيقت من عينيها و كأنها تقرأ افكارها الواضحة على ملامحها الحزينة .. بقيت صامتة لفترة ثم قالت بعدها ببحة خافتة ..: كم عمرك هيفين..؟
ارتبكت ملامحها من السؤال المفاجئ الذي قاطع أفكارها ، بللت شفتيها و تقدمت ناحية الهاوية أكثر ولفظت بحُزن ..: في الثامنة عشر..
زمت سلافا فمها بامتعاض من عديم المروءة الذي تعداها و وصل إلى ابنة أخيه و اعتدى عليها بقذارة ، بتساؤل هادئ هتفت ..: متى أتيتِ لتسكني معه..؟ و هل اعتدى عليكِ منذ قدومكِ أم بعدها..؟
حينها التفتت هيفين و نظرات عينيها تحكي بعمق عن خذلانها منه و جرح انوثتها التي انتهكها رجل أبعد ما يكون عن الرجولة ، فلتت منها دمعة وحيدة ومسحتها برقة تحت نظرات سلافا الصامتة المدققة لكل خلجاتها ، و كأنها ترى فيها نفسها بوقتٍ مضى ، وصلها صوت هيفين الرقيق ككل شيء فيها ..: لقد توفيت أمي ثم بفترة قصيرة توفى والدي و اضطررت للبحث عنه ، كنت أظنه كأبي لذلك لم أتردد و أنا أجده و قد استقبلني بحفاوة كبيرة فـ اطمئننت له ، مضى ما يقارب الشهر و أنا أعيش بفرحة أنني لم أضع بعد والدي و أنه لدي عم يحبني ، لم أكن ألاحظ نظراته لي حتى نبهتني صديقتي و لم أصدقها ، ذلك اليوم عندما عدت من الدرس احتضنني بقوة أثارت بنفسي الخوف ، و من بعدها بدأ يتمادى معي و يدللني حتى أرضخ له ، لقد استعمل كل الطرق القذرة حتى ينالني ولكنه لم يستطع حتى الآن ..

سكتت بعدما انهت قولها و هي تمسح دموعها التي ذرفتها دون إرادتها ، اقتربت منها سلافا و مدت إليها منديل ورقي ، اخذته منها و استمرتا بالصمت لفترة قبل أن تعاود سلافا اسئلتها ..: لماذا لم تأتيني منذ البداية..؟
رفعت هيفين كتفيها بقلة حيلة وهتفت ببحة ..: لم أكن أعرفك ، حتى ذات يوم وجدت صورة في صالون المنزل قد اعتلاها الغبار وهي مخفية وراء الصور ، سألت زوجة عمي عنها و لاحظت الغضب البادي على ملامحها وهي تتقدم مني ثم وبختني وهي تعيدها إلى مكانها..
تألمت سلافا عند ذكر والدتها و بان ذلك على ملامحها التي تجعدت بألم فصمتت هيفين وهي خائفة لا تعلم هل تكمل أم لا حتى وصلها همس متوجع ..: لا زالت غاضبة ،حتى بعد كل هذا الوقت.. لا زالت غاضبة..
رفعت سلافا نظراتها للسماء وهي تبتسم بضيق ، ابتلعت غصتها ثم قالت ..: أكملي..
تابعت هيفين بحذر ..: بعدها بفترة كان هناك مشادة كلامية بين عمي و زوجته و ذكر اسم سلافا فغضبت زوجة عمي و طردته من البيت و لم أعلم من تكون و كل تفكيري كان عن عشيقة له يخونها معها وهي تعلم ذلك .. * ابتلعت ريقها عندما احتدت ملامح سلافا عند ذكر العشيقة *تابعت بحذر أكبر ..: انقطع عمي عن البيت لمدة اسبوع ثم عاد و زوجته كانت قد خرجت إلى جارتهم ، لم يكن في المنزل غيري وعندما سمعت صوت قادم من الصالون خرجت من غرفتي إلى هناك ووجدته يمسك بذات الصورة التي غضبت منها زوجته ، حالما انتبه لي رفع الصورة و هو يتأملها بنظرات غريبة و ملامح هائمة .. رفعها نحوي و هتف بصوت غريب ..: انظري إلى جمالها ، سُلافا.. انها على اسمها تمامًا..

لم تعد تحتمل فقد تلوث سمعها لفترة كافية .. رفعت يدها وهي تلفظ بحدة ..: يكفي .. يكفي.. لا أريد سماع هذه القذارة أكثر..

تراجعت هيفين خطوتين إلى الخلف بخوف من حدة صوتها وضمت كفيها على صدرها لتهدئ من نبضات قلبها الثائرة..وهي حتى الآن لا تدري أي شجاعة جعلتها تذهب إليها في المركز.. ولكن هناك صوت بداخلها يخبرها بأنه لا احد يستطيع مساعدتها سواها ..




،





كانا يتناقشان بخصوص صفقة قادمة و لكن لم يتفقا حتى الآن ، كورت يريد أن يتمم الصفقة بأقرب وقت بينما أحمد يعترض على التوقيت و يريد أن يتريث حتى يدرس الموضوع بالكامل ، قاطعمها رنين هاتف أحمد..رفعه من فوق الطاولة الصغيرة أمامه ، غضن جبينه باستغراب و لم يتوانى عن الإجابة ، فتح الاتصال فوصله صوت دينيز وهي تحييه ، رد تحيتها ثم استفسر عن سبب اتصالها.. قالت بصوت غريب ..: هل استطيع التأخر بالقدوم اليوم..؟
بهدوء أجابها ..: تستطيعين حالما أعرف السبب..
تنهيدة طويلة وصلته قبل أن تلفظ ..: هناك مشكلة تتعلق بزوجة أبي و أريد حلها قبل أن تتفاقم..

رفع حاجبه بسخرية فهو قد قابل زوجة أورهان قبل وفاته وكانت لا تطاق ، رفع يده ونظر إلى ساعته و قال ..: حسنًا ، لديك ساعتين و بعدها أريدك أمامي..

وافقته بخفوت لينزل هاتفه على فخذه و يقابل نظرات كورت المستفسرة .. ببساطة ..: انها دينيز.. زوجة أورهان كالعادة تفتعل المشاكل ..
اطلق كورت صوتًا خافتًا ساخرًا وهو لم يعجبه دخول دينيز بينهما من الأساس.. وقف فارتفعت نظرات أحمد إليه وهو يسأل..: إلى أين..؟
أجابه وهو يتحرك ناحية الباب ..: لدي عمل في المدينة و سأرجع متأخرًا..

خرج من عند أحمد متوجهًا إلى سيارته ، عقد حاجبيه بتعجب وهو يرى ورقة بيضاء مطوية بعناية على الزجاج الأمامي ، مد يده ثم اخذها و فتحها بهدوء.. التفت بحدة و عينيه تبحثان عن أي أي احد قريب حالما قرأ مضمون الرسالة ، جعدها بغضب ثم رماها على الأرض وداسها بقدمه ، فتح بعدها باب السيارة و قد تعكر مزاجه بشدة ، اخذ يتمتم بسباب غاضب وهو يحرك السيارة بسرعة و يستحضر كلمات الرسالة " قد يكون عدوك أقرب إليك مما تتصور" ثم رسمة وجه ساخر و آخر يضحك بشدة..



،



عند تمام العاشرة صباحًا كانت روسلين قد جلست على مكتبها أمام مكتب أحمد بعد أن تجولت في الخارج لمدة ساعتين لتصفي روحها من التشوش الذي تركه فيها ليفانت ، فلتت منها تنهيدة حالما تذكرت ليفانت ، لا تعلم لماذا تصرف هكذا و لا تعلم سبب ثقتها به حتى الآن وقد رأت بعينيها محادثته مع أخرى يبثها احتياجه بكلمات ما زالت تحرقها كالنار عندما تتذكرها ، مسدت ما بين عينيها برقة ثم وقفت بعدها متوجهه إلى الداخل ، طرقت عدة طرقات و دخلت بعد أن وصلها صوته يأذن لها بالدخول ، رسمت ابتسامة لطيفة وهي تلفظ ..: مرحبا..
رفع عينيه إليها بعد سماعه صوتها الناعم و رد إليها ابتسامتها وهو لم يخفى عليه احمرار جفنيها ، تقدمت ثم وضعت بعض أوراق كانت بيدها و تحتاج لمراجعته و توقيعه ، اخذها و قلبها بين يديه ثم وضعها جانبًا وهو يسألها مباشرة..: من أبكاكِ هكذا..؟ هل هي زوجة والدك..؟
رفعت اناملها ومسحت جفنيها بتوتر من ملاحظته و مع أنها لم تبكِ كثيرًا ولكن ملامحها تتأثر من ابسط انفعال ، بللت شفتيها وهتفت بضيق..: لا شيء مهم..

بقي ينظر إليها بصمت وهي واقفة تنتظر توقيعه حتى تخرج و يبدو بأن لا نية لديه لمراجعتها سريعًا ، وصلها صوته بثقة وهو يهتف ..: هُناك شيء وهذا ما انا متأكد منه ، كما أنني أشعر بأنكِ تخفين الكثير.. *ثم أضاف بشك * أنا لم يقنعني بأنكِ أردت لفت الإنتباه عندما اغويت رجل كورت.. كما أنكِ ماهرة بالتصويب ولا أعلم لماذا رفضتِ حمل السلاح معك..

تنهدت بضيق وقد كانت تتوقع هذا الحديث منذ البداية مع أحمد الذي يستخدم عقله وليس يده .. هتفت بنبرة واثقة..: لأنني لم أرد لفت الإنتباه حقًا ..

رفع حاجبه بحدة وقال ..: لماذا إذًا..؟
أجابت ببساطة وكذب أصبحت تحترفه..: لأنني احتاج إلى العمل.. فقد اضعت شهادتي ولم استطع العمل هُنا و بالطبع لا احتمل البقاء مع زوجة والدي..
اضافت كلماتها الأخيرة بسخرية فهمها على انها سخرية من زوجة والدها..
قال بهدوء..: لم تجيبي على الشطر الثاني من السؤال..
بذات بساطتها..: ظننت ذلك واضحًا فأنا رفضت حتى لا اتورط اذا حدثت مشكلة هُنا..

رفع حاجبيه من صراحتها وهو يلفظ..: أنانية..
حركت كتفيها بلا مبالاة و قالت بـ ابتسامة صغيرة..: انا احمي نفسي لذلك ان كنت تراها أنانية فلا بأس..
ضحك بخفوت من منطقها وقال..: حسنًا .. اتركي الأوراق هُنا سأراجعها بوقتٍ لاحق..
اومأت ثم استأذنت و غادرت بخطوات واسعة..




،




عندما دخلت بيتها مساءً سمعت صوت ضحكات ليفانت وهو يحادث أحدهم على ما يبدو.. ولكن دهشتها كانت عندما تقدمت وتوضحت لها معالم الصالون و هناك تستقر أنثى فاتنة بجانب ليفانت وهو يضحك لها ، وضعت حقيبتها على طاولة قريبة وتقدمت بخطوات متوازنة ثم هتفت ببرود و حذر..: لم أكن أعلم بأن لدينا ضيوف..؟
استقام ليفانت بتوتر ملحوظ و هو يبتسم لضيفته ثم يلتفت على روسلين بذات ابتسامته و يقول ..: انها ليست ضيفة روسي ..
قاطعته عندما تقدمت منها ومدت يدها ثم قالت بلطف ومجاملة..: مرحبا ، أنا روسلين زوجة ليفانت..
استقامت تلك التي لم تعد ضيفة ولا تعلم منذ متى لم تعد ضيفة ، صافحتها وهي تقول ببحة..: مرحبا ، أنا رنده..
رفعت روسلين حاجبيها وهي تنتظر تعريفها بنفسها و عندما لم تجد منها ردًا التفتت إلى ليفانت وسألت بسخرية مبطنة..: لم تعرفني على ضيفتنا التي لم تعد ضيفة..!
أجابها بهدوء..: أنتِ تعرفينها ..* ثم أردف ببطء* لقد تعرفتِ عليها بالأمس روسي..
التفتت بحدة وهي تحدق بالواقفة خلفها و عينيها تتجول عليها بحقد و نار تشعر بها تنهشها و تجعل غصة مؤلمة تسكن حلقها ، قبضت كفيها بعنف وهي تقترب منها حتى لم يعد يفصل بينهما سوى ذرات الهواء ، تراجعت رنده إلى الخلف بتوتر و هي تستنجد بنظراتها إلى ليفانت الذي تقدم منهما ليمسك مرفق روسلين و لكنها جذبته بحدة و ما زالت تقابل رنده بنظراتها الحارقة .. تتفحصها بتدقيق ، أنثى فاتنة ، جذابة ، بشرتها البيضاء تجذب الأنظار رغمًا عنها ، شعرها البني الفاتح بتناسق مع بياضها يأسر العين ، ملامحها الهادئة بجمال لا يخطَئ ، اسدلت جفنيها تواري نظرات قهرها وهي تتخيلها مع ليفانت قبضت كفيها بشدة و قالت بغضب..: اغربي..
عندها تحدث ليفانت بتأنيب..: تهذبي روسي..
غرزت اسنانها بباطن خدها تمنع كلماتها من الإنفلات وقالت بحدة..: اغربي من هُنا..
تحركت رنده بتوتر تريد الخروج و لكن قبضة ليفانت منعتها وهو يقربها منه و يهتف بضيق وهو يرى نظرات روسي المشتعلة ..: لن تذهب إلى أي مكان ..
نظراتها استقرت على قبضة ليفانت ثم ابعدتها بألم و هي تشعر بأن قلبها يحترق من منظرهما ، ابتلعت غصة حادة شعرتها تمزق حلقها وهتفت بفم مرتجف وهي تتجاهل كلماته..: اغربي..
كرر ليفانت كلماته ببطء وهو يواجه روسلين بثبات..: لن تذهب إلى أي مكان..
ابتلعت غصتها وتراجعت إلى الخلف بخطوات واهنة وهي تنظر إلى ليفانت بمقلتين تحبس الدمع فيهما بقوة .. قالت بآخر ذرة تحمل ..: حسنًا ، أنا سأذهب.. فلتهنئا ببعض..
ثم استدارت برأس مرفوع و خطوات ثابتة متقدمة نحو حقيبتها .. اخذتها و خرجت من بيتها الذي انتهكت حُرمته عشيقة زوجها..


تحرك ليفانت يريد الذهاب خلفها و لكن يد رنده تشبثت به تمنعه من التفكير بالأمر ، التفت إليها ببؤس وهو يشعر بقلبه يؤلمه من خروجها هكذا ، اومأت له رنده بمحاولة لتهدئته .. غرز اسنانه بشفتيه بعنف ثم تحرك نحو مكتبه وهو يهتف..: احتاج للبقاء بمفردي.. سأعود لأقلك لاحقًا..
اومأت وهي تعود لتجلس في مكانها السابق..


أما روسلين فقد خرجت بخطوات مشتعلة واستقلت سيارتها و تحركت مبتعدة بسرعة جنونية غير مهتمة لأي شيء و كل ما تريده هو الابتعاد قدر الإمكان عن المزرعة ، استغرقت وقتًا طويلًا حتى وصلت إلى حيث شقتها المزيفة و قد هدأت قليلًا ، ركنت سيارتها بالموقف الشاغر أمامها وبقيت فيها عدة دقائق ، لقد اكتسبت صفة الهدوء وعدم ترك مشاعرها و انفعالاتها تسيطر عليها أكثر من مهنتها ، لذلك هي قادرة على الهدوء سريعًا او تمثيل الهدوء حتى تتجاوز اللحظة.. ترجلت وهي تحمل حقيبتها و ترفع يدها و ترتب شعرها بعقدة في الخلف ثم تقدمت بخطوات متكاسلة حتى دخلت المبنى..

و في الخلف كان هُناك شخصٌ ما يراقبها و قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة لا معنى لها ..



،




في نفس الوقت و في بيت آخر..


مستلقية على سريرها و تعبث بخصلة من شعرها بشرود.. تغوص تحت اللحاف وهي تشعر ببرودة تسكنها ، تتذكر حديثها مع هيفين صباحًا.. لم تندهش أبدًا من حقارة زوج والدتها فمن تعدى على طفلة لم تبلغ العاشرة من عمرها سيتعدى على شابة مراهقة دون أي مروءة.. تنهيدة طويلة فلتت منها تحركت و استلقت على بطنها ثم اغمضت عينيها بهدوء تستجدي النوم و عوضًا عنه تتوالى عليها الذكريات بإثبات للماضي و انها مهما تناستها ستعود إليها رغمًا عنها ، شددت على عينيها تريد أن تمحوها و تفكر بأي شيء آخر و لكنها تعود فتبرز بذاكرتها أكثر .. تحركت لتعود و تستلقي على ظهرها وهي تتذكر لحظات من طفولتها البائسة.. كان اشدها وقعًا على نفسها هي أول محاولة له ، لا زالت حتى الآن تتذكر بكائها و خوفها منه وهو يحاول تهدئتها بكلمات لطيفة ولكنها بعمرها الصغير ذاك كانت تدرك بأن ما يفعله خاطئ ، من بعدها توالت عليها اللحظات ، فـ مرة كانت والدتها تطهو وهي تتابع فيلم كرتوني فـ اقترب منها و تلمس بيده القذره مفاتنها التي لم تتوضح بعد فقفزت ثم فرت هاربة إلى الأعلى واغلقت عليها باب غرفتها ، أخرى كان وقت استلام نتائج المدرسة و لا يوجد احد يذهب بها سواه ، كان تفكيرها منصب على شهادتها ولم تهتم بأنه هو من سيأخذها إلى المدرسة ، تنهدت بمرارة وهي تتذكر بعد خروجها من المدرسة و وجدته قد ركن سيارته بموقف منعزل تحت شجرة كبيرة نزلت أوراقها على السيارة مخفية لها قليلًا و عندما ركبت وهي تضحك قبلها وقد كانت تدفعه بضعف و بكاء و لم ينقذها سوى سيارة اخرى مرت بالقرب منهم ليتحرك بارتباك و يعودان إلى البيت وقد كُسرت فرحتها بنجاحها .. مرة أخرى كانت قد بلغت و توضحت معالم أنوثتها قليلًا و كانت نظراته وقحة جدًا عندما تكون أمها غير منتبهة ، لقد حبست نفسها بغرفتها حتى لا تواجهه ومع ذلك لم يكن يتركها بحالها فهي عندما خرجت من دورة المياه المرفقة بغرفتها وجدته أمامها وهي لا ترتدي سوى " منشفة " لا تستر منها الكثير.. تتذكر بأنها صرخت بخوف فاقترب و غطى فمها بيده و حذرها من رفعها لصوتها ، لقد ترجته حتى يخرج و مع ذلك اقترب منها وقبلها كعادته وهي تدفعه بضعف و بكاء كعادتها ، لم يكن يستطيع التمادي أكثر لأن أمها في البيت وهذه رحمة إلهية لها تنقذها منه ، أخرى أيضًا كانت قد بلغت الرابعة عشر من عمرها عندما حاول الإعتداء عليها بالكامل ولم تعد ترضيه القبل و بعض اللمسات المقرفة ، و كما العادة فـ امها هي المنقذة الوحيدة دائمًا و دون أن تعلم أنها تنقذها حتى ، أيضًا في الثامنة عشر كانت عائدة من حفلة تخرجها و دخولها إلى الجامعة ، في السنوات الفائته كانت قد تغيرت معاملة زوج أمها لأمها و كثرت مشاكلهم ، لم يعد يرضيه شيئًا و كانت أمها تتهمه بالخيانة و بأنه لم يتغير إلا بوجود طرف ثالث بالتأكيد ، و عندما دخل الشك بينهما لم يعد يمر يومًا بهدوء الا عندما يبيت خارجًا ، دخلت المنزل بخطوات هادئة حتى لا يستيقظان حاملة لحذائها المرتفع بيدها ، تتسلل حتى غرفتها ولم تعلم بأن هناك شيطان يتربص بها في الممر ليسحبها بقوة إلى داخل غرفة فارغة وهو يكتم أنفاسها حتى لا تصرخ و تستيقظ والدتها التي تنام براحة غير مدركة إلى نوايا زوجها الخبيثة ، لقد اقترب منها كما لم يقترب من قبل و قد صرخت بكل قوتها وهي تدفعه بعنف من فوقها ..

استقامت بعنف وهي تبعد تدفق الذكريات لرأسها ، لقد تناستها تقريبًا حتى لم تعد تأتيها ، و الآن بظهور هيفين ظهرت مجددًا .. تحركت بخطوات مرتبكة إلى المطبخ .. دخلته و اشعلت اضائته ثم فتحت الثلاجة واخرجت لها ماء بارد جدًا ، تريده أن يطفئ حرقتها من ماضيها المغدور .. احضرت الكوب وسكبت لها ثم شربته دفعة واحدة و وضعت رأسها على الثلاجة بتعب.. تشعر بعينيها حارة من برودة الماء .. ابتعدت بإرهاق لتخرج من المطبخ و توجهت إلى غرفتها مرة أخرى.. انسلت بخفة تحت اللحاف ثم مدت يدها واخذت قرصين من الدواء المصاحب للإكتئاب و الأرق لـ الليالي التي لا تستطيع النوم فيها..





،





لم تذق طعم النوم الا ساعتين قبل أن تستيقظ على صوت المنبه.. جهزت نفسها للعمل بسرعة و هي ما زالت على ملابسها فالشقة خاوية لا تحتوي على شيء.. تحتاج ان تذهب إلى الماركت لتشتري حاجيات الطبخ فهي تتضور جوعًا و لم تجد أي شيء يسد جوعها.. كانت بطريقها قاصدة المطعم عندما لاحظت سيارة تتبعها.. حتى انها دخلت إلى طرق فرعية لتتأكد اذا كانت تلاحقها لتجدها تدخل معها .. رفعت هاتفها ووضعت السماعة الخارجية وهي تضغط عدة ارقام محددة و بعد عدة ثوان وصلها صوت أحمد الهادئ فقاطعته بعجل..: هناك سيارة تتبعني..




.

.

.



انـتـهـى..


ريتال22 likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 08:36 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العاشر..



وقف بربكة بعد أن أغلق منها وقد كان بمكتب كورت في المدينة.. طلب من دينيز ارسال موقعها ولكنها قالت بأنها ما زالت تعمل على تمويه السيارة التي تتبعها.. استفسر منه كورت عن المكالمة التي وصلته وهو من كان يتابع التغيرات على ملامحه.. أجابه بنفس ربكته..: دينيز.. هناك من يلاحقها..
رفع كورت حاجبيه تعجبًا وهو يتسائل مَن قد يكون عدوًا لدينيز غيره..؟ استقام بثقة عندما رآه يستعد للمغادرة وهو يقول..: سأرافقك..
اومأ أحمد بصمت وهو يتقدمه نحو باب المكتب..

،

و في الجهة الأخرى عندما اغلقت منه الهاتف ضغطت على رقم كرم فوصلها صوته الرائق وهو يقول..: يا إلهي.. حتى و انتِ بعيدة لم تتركيني و شأني..
ابتسمت بخفة ثم بهتت ابتسامتها وهي تنظر من المرآة إلى السيارة التي لا زالت خلفها وقالت بعجلة..: سيدي.. هناك من يتبعني..
عقد حاجبيه بقلق وهو يقبض على القلم بيده بقوة و يستفسر..: منذ متى..؟
ابتلعت ريقها وهي تحاول التركيز على تمويههم و تهتف..: بعد مسافة قريبة من شقة دينيز المزيفة..
ازدادت عقدة حاجبيه وهو يقول بشدة..: هذا يعني أنهم يراقبونك..
بللت شفتيها وهي تسأله..: سيدي.. هل لازال رجلنا الذي أرسلناه إلى المخازن هناك..؟

بثقة أجابها..: نعم روسي ، لازال هناك ولا يوجد أي وضع مشكوك فيه والا كان قد أخبرني..

وصله صوتها وهي تزفر ثم تهمس ..: تبًا..
استقام بقوة وهو يتحدث بقلق..: ماذا حصل روسي..؟
طمأنته وهي تلفظ..: لا شيء .. لقد علقت بالزحام..
تنهد وهو يعود للجلوس ويقول..: ذلك أفضل.. لن يستطيعوا إيذاؤكِ أمام الناس.. * ثم اردف بسرعة وكأنه تذكر* هل تشكين بكورت..؟
اجابته بثقة..: من قد يكون غيره..؟
اغمض عينيه بقوة ثم فتحها سريعًا وهو يقول..: حسنًا روسي.. ابقي هاتفك مفتوحًا حتى اطمئن.. لدي خط آخر .. سأغلق الآن..
وصله صوتها الواثق وهي تقول..: حسنًا سيدي..

اغلق الخط منها وهو يعاود الإتصال ولكن هذه المرة كان على هاتف ليفانت.. لم يصله رد منه ففتح على خانة الرسائل وهو يطبع الكلمات بسرعة.. يريد التأكد من الأمر أولاً..: ماذا حدث معك..؟ هل لا زالت التهديدات مستمرة..؟



،


بقيت عالقة في الزحام لما يقارب الربع ساعة لتبدأ السيارات بعدها بالتحرك وهي كل دقيقتين تنظر إلى السيارة التي تقف خلفها ويفصلها عنها سيارتين ، تحركت ببطء متماشية مع حركة السيارات البطيئة وبعد أن تجاوزت الزحام لم تتردد وهي تضغط على دواسة الوقود وهي تزيد من سرعتها ولكن ولدهشتها فقد اخذت السيارة التي تتبعها مسار اليمين و سائقها يرسل إليها تحية مستفزة بيده وهو يضحك.. استمرت بالقيادة ثم وقفت أمام أول مجمع تجاري قابلها وهي تعقد حاجبيها بريبة .. ما يحدث هذه الأيام مريب.. بداية من شكوك أحمد ثم خيانة ليفانت التي لا تعلم مسبباتها و الآن هذا الرجل المستفز..!

اخرجت هاتفها بعد رنينه وهي تنظر إليه بتفكير عميق.. لم يكن المتصل سوى أحمد.. ابتلعت ريقها وهي ترفع الهاتف إلى اذنها ويصلها صوته وهو يقول بقلق..: ماذا حدث معكِ دينيز..؟ هل لا زالوا خلفك..؟
تحدثت بنبرة خافته ولا زالت الريبة تلازمها..: لقد ابتعدوا الآن..

غضن جبينه من صوتها الحائر وقال ..: أين أنتِ الآن..؟
أجابته بموقعها ثم أغلقت الهاتف ووضعته على المقعد بجانبها و هي تترجل من السيارة و تتنفس بعمق.. ستنتظر أحمد إلى أن يأتي و تفهم اذا كان كورت ام لا..


،


تكررت لقاءات سلافا مع هيفين بمكانهما المعتاد و بكل مرة تكتشف دناءة زوج والدتها أكثر.. كانت هيفين جالسة على صخرة محدبة ناعمة الملمس و تنظر إلى السماء بنظرات شاردة .. الهواء يطير شعرها للخلف و تظهر ملامحها الناعمة ، جمالها هادئ و جذاب.. بشرة بيضاء و شعر أصهب مع حاجبين بنفس اللون.. و عينان بلون العسل ثم انف مستقيم و شفتين رقيقتين متقوستين للأسفل بحزن .. هي أكثر من يفهمها فما تعيشه الآن لا يساوي ماعاشته من صغرها إلى مراهقتها.. فـ هيفين قد عاشت طفولة سعيدة بجانب والديها بعكسها هي التي كبرت على لمسات ذلك القذر لجسدها.. لا زالت تتذكر هروبها من البيت وما تبعه من أحداث استنزفتها حد اليأس.. فهي لو لم يكن سرمد بجانبها لم تكن لتتجاوزها و لكنه بإصراره بنى لها أملها وها هي الآن أصبحت أقوى و ستعمل بكل جهدها حتى يلقى جزاءه.. لقد هربت بما فيه الكفاية وهي قد اكتفت من التخاذل و الجبن.. زفرت هواء حار من فمها فنظرت إليها هيفين وعندما رأت نظراتها المدققة فيها ابتسمت لها بارتباك.. ابتسمت سلافا بهدوء وهي تقول بتأكيد..: لم تتقبليني حتى الآن..
شتتت هيفين نظراتها ثم استقرت على حضنها و أناملها تلعب بالإسوارة بيدها الأخرى و بعد لحظات صمت قالت..: الأمر ليس هكذا.. و لكنني أشعر بالخجل منك.. فكما تعلمين.. أنتِ قد مررتِ بما يحدث لي و عند النظر إليك لا استطيع التقبل بأنكِ تعرفين..
ناظرتها سلافا بحدة وهي تقول بثقة وحدة..: هو من يفترض به الخجل هيفين وليس نحن.. أنا و أنتِ لم نخطئ.. هل سمعتني..؟ نحن لم نخطئ.. وسأبذل جهدي حتى أجعله يدفع الثمن..

مدت سلافا يدها إلى فك هيفين ورفعت رأسها ثم قالت بثقة..: ارفعي رأسكِ ، اياكِ أن تحنيه لأي أحد لأنه حينها سيدوس على عنقكِ و يمضي..
تحركت شفتا هيفين بارتجاف بما يشبه ابتسامة فـ ابتسمت لها سلافا بثقة وهي تشد على كتفها بمؤازرة ثم قالت..: و الآن أريدكِ أن تخبريني بكل شيء عنه.. حتى اصغر شيء يقوم به ستخبرينني به..



،



دخل مكتبه بعد اجتماع دام لساعة و نصف.. مكتب واسع أنيق يطغى عليه لون البني المعتق مع نقوشات ذهبية تتوزع على جدرانه الأربعة و قطعة سجاد فاخرة بنفس اللون بمنتصف المكان.. جدار زجاجي بالكامل يطل على البسفور بجمال.. و الجدار الآخر تزينه عدة أرفف وضع عليها مغلفات منوعة ولأنه شغوف بالقراءة فقد وضعه ليقضي فيه أوقات فراغه.. و في الجهة الأخرى دورات مياه يطغى عليها اللون البنفسجي بتداخلات بسيطة من الأسود و الذهبي.. رمى بجسده على مقعده بإرهاق فهو لم يذق طعم النوم .. لقد فكر بالتراجع عن خطته فهو لا يتحمل غضب روسي منه ، ولكنه تراجع عندما تذكر رسائل التهديد و كل ما يهمه هو روسي.. سيبعدهم عنها مهما كلفه ذلك.. نظر إلى هاتفه بغيظ عندما وصلته رسالة فقد أصبح يكره رنة الرسائل .. رفعه ببطء و تكاسل ليتفاجئ باتصال من كرم و رسالة ايضًا.. اعتدل بجلوسه بقلق فليس من عادة كرم الاتصال به الا بالموضوع الذي يتعلق بروسي.. فتح الرسالة و قرأ محتواها ولا يعلم لماذا شعر بأنه كتبها على عجل.. ضغط ايقونة الاتصال و وصله بعد ثوان صوت كرم بهدوء..: مرحبًا ليفانت..
رد عليه بقلق و سرعة..: مرحبا.. لماذا تسأل.. هل حدث شيء..؟
تنهد كرم وهو يغلق جفنيه ثم يشرعهما ويقول بذات هدوءه..: هل وصلك تهديد آخر..؟
اجابه ببساطة..: نعم.. قبل أن أذهب إلى العمل..
ضرب كرم قبضته على سطح المكتب وهو يقول بغضب..: تبًا.. لو أعرف رئيسهم فقط..
عندها سأل ليفانت مباشرة بخوف..: هل حدث لروسي شيء..؟
أجابه بصدق واختصار..: لقد تعقبوها ..
استقام بقلق وهو يتحرك نحو الباب و يشعر بقلبه يُعصر و بنبرة مرتجفة..: هل هي بخير..؟
طمأنه كرم عندما سمع نبرته ..: انها بخير.. لقد اضاعوها..
وقف أمام الباب قبل أن يخرج وهو يضع رأسه عليه ويسأل بتعب..: هل هي بخير حقًا..؟
اجابه بضحكة خافته ليطمئن خافقه قليلًا و يقول..: أنا قادم للمركز..
ببساطة وصلته كلمات كرم وهو يخبره بأنها ليست في المركز وانها لديها عمل في الخارج .. اغلق بعدها الهاتف وهو يتمتم بغضب..: تبًا لعملها.. تبًا..


،


وصلا إلى المكان الذي ارسلته و وجدا سيارتها وهي واقفة أمامها و تتكئ بجسدها على مقدمتها.. قبل أن يترجلا وصلت إلى هاتف كورت رسالة جديدة من رقم مجهول جعلته يشتم ببذاءة و غضب.. فقد كان محتواها " أردت أن أفعل لك الخير" مع وجه ساخر.. اذًا.. فقد عرف من يكون عدو دينيز.. فهو ليس عدوها بل عدوه.. أشار له أحمد بالنزول فقال بهدوء يعكس غليان اعصابه..: لدي مكالمة..

اومأ برأسه وترجل .. و في ذات اللحظة رفع كورت هاتفه إلى اذنه بعد أن قام بالاتصال برقم صاحب الرسالة.. بعد رنتين فقط فتح الخط من الطرف الآخر و لم يصله أي صوت فهتف بغضب..: من أنت..؟
لا زال الهدوء من الطرف الآخر ولا يسمع سوى أنفاسه .. قال بتهديد..: أيّـًا كنت.. سأعثر عليك و عندها سنتحاسب..
ضحكات قميئة منفرة قابلته من الطرف الآخر فـ صرخ بغضب..: ليس كورت هالوك من يتلاعب به.. سأعثر عليك مهما كان الثمن..
سمع عدة ضكات قبل أن يغلق الخط بوقاحة من في الطرف الآخر ..

صرخ بغضب ثم أخذ يتمتم بوعيد..: سوف أجدك.. وعندها سنرى من سيضحك..

فتح الباب و نزل وهو يرى وقفة دينيز المتحفزة ضد أحمد.. بالتأكيد تظنهما السبب.. تقدم بخطوات واثقة وآثار الغضب واضحة على ملامحه الصارمة المشدودة.. عقدة حاجبيه و ضغط فكيه البارزة .. ملامحه السمراء تعتليها حمرة جعلتها تبدو وحشية للغاية.. سمع احمد يقول قبل أن يصلهم ..: لماذا بحق الله سنؤذيكِ ؟..
عندما استقر بجانبه التفتت إليه دينيز وهي تقول بحدة..: هل هو أنت كورت..؟
رفع حاجبه بشر و لفظ بحدة ..: كما قال لكِ أحمد.. لسنا نحن.. لماذا سنؤذيكِ ما دمنا اتفقنا على كل شيء..
نقلت نظراتها بينهما بحدة وهي تهتف باستنكار..: حبًا بالله.. انا لا عدو لي سواك كورت.. اذا لم تكن أنت فمن هو..؟
حدجها بقوة وهو يقول بشدة..: كورت لا يكذب.. فـ لتتعلمي ذلك أولاً..
زمّت شفتيها بسخرية ثم عقدت يديها على صدرها وهي تميل بجسدها على مقدمة سيارتها وتقول بثقة و استفزاز..: حسنًا يا كورت الذي لا يكذب.. ما دمت لا يد لك بما حصل فأنا متأكدة بأن من تعقبني له صلة بك.. * ثم اردفت بجدية وهي تشير إليهما* انا لا اعرف غيركما.. وهذا يعني شيء واحد.. انه عدوكما.. أليس كذلك كورت..؟
اضافت سؤالها عندما رأت ملامح كورت تشتد بغضب و قد أصابت تحليلاتها.. لم تتلقى إجابة لسؤالها وهي تلاحظ نظرات أحمد المستفسرة إلى كورت.. اعتدلت بوقفتها وهي تقول..: عامة.. انا سأعود لشقتي.. لن استطيع العمل اليوم بعد هذا التوتر..

عندها تكلم أحمد وهو يشير لها بيده ناحية سيارته..: حسنًا .. دعيني ارافقكِ اذًا.. فقد يكونوا في الأرجاء..
تقدمت من باب السيارة وهي تفتحه ثم تقول بنبرة قاطعة..: لا داعِ لذلك.. لقد رأيتهم وهم يبتعدون.. * ثم التفتت بقوة انثوية و وجهت كلامها إلى كورت الصامت* قل لهم أن يبتعدوا عن طريقي..

ركبت سيارتها ثم تحركت و عقلها يحلل ما يحدث.. من تعقبوها ليسوا من رجال كورت و لكنهم من أعدائه و لا علم لأحمد بذلك.. أو أن حيرته كانت عن أي عدو هو لكثرتهم..قاطع تفكيرها قبل أن تصل إلى شقتها رنين هاتفها الشخصي وكان ليفانت .. فتحت الخط و وصلها ذبذبات صوته القلقة وهو يقول..: هل أنتِ بخير روسي..؟
رفعت حاجبها بسخرية.. يخونها في الليل ثم يظهر اهتمامه بها في الصباح.. لم تجِبه فوصلها صوته يناديها بقلق أكبر..: روسي.. روسي هل أنت على الخط..؟
ابتسمت بخبث وهي ترى المساحة الفارغة أمام المبنى حيث شقتها .. ضغطت على المكابح بسرعة و أصدرت العجلات صوت احتكاك قوي ثم اغلقت الهاتف ببساطة و اطفأت المحرك.. اخذت هاتفها وهي تترجل من السيارة وصوت رنينه يطربها.. فـ ليمت بقلقه .. ولكنها قبل أن تخطو خطوة إلى الأمام تذكرت بأنها لا تمتلك أي ثياب في الشقة ولا بد من ذهابها إلى البيت حتى تجلب مستلزماتها.. عادت إلى السيارة وهي تقودها بغيظ من نفسها.. ضربت رأسها بخفة وهي تخاطبه..: هل تذكرت الآن فقط.. لماذا لم تتذكر من قبل..

تأفأفت بهمس ثم القت نظرة على هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين وضحكت باستمتاع.. انه يستحق ذلك..


،


كانت تغلق الحقيبة بعد أن جمعت مستلزماتها الضرورية عندما شعرت بكفين على وسطها و انفاس حارة تضرب عنقها من الخلف تزامنًا مع نبضات ملتصقة بظهرها و تشعر من قوتها بأنها نبضاتها هي.. اعتصرها بشدة وهو يقول بهمس غريب مزيجًا من الغضب و التأنيب و الراحة..: هكذا إذن روسي.. تجعلينني أكاد أجن قلقًا و انتِ تتجاهلين مكالماتي و تتركين هاتفكِ في السيارة دون اهتمام لقلقي..
استدارت بين ذراعيه لتواجهه بنظراتها الغامضة و على شفتيها ابتسامة ساخرة متوجعة وهي تقول بخفوت..: هل أنتَ حقًا قلقًا علي ليفانت..؟
عقد حاجبيه باستنكار من سؤالها وهو يقول دون تردد..: بالطبع اقلق عليك.. أي سؤال هذا..!
حينها ظهر الألم جليًا على ملامحها وهي تقول بتساؤل حزين..: هل قلقت عليّ بالأمس بعد أن غادرت من هُنا أم أن عشيقتك قد أنستكَ إياي..؟
ابتلع غصته وهو يشعر بها كأشواك حادة تمزق قلبه.. لقد بقيَ بعد مغادرتها لما يقارب الساعتين وكل تفكيره محصورًا بها ولكنه أقنع نفسه بأنها بالتأكيد ستذهب إلى سلافا فهي صديقتها الوحيدة في استانبول.. شدد من احتضانها لكنها دفعته بكفيها وهي تبعد صدرها عنه وتضع كفيها على كفيه لتبعدها عنها وتتراجع عدة خطوات إلى الخلف .. بللت شفتيها عندما لاحظت شروده وهي تشعر بأنها على وشك البكاء.. هل يفكر بغيرها وهي أمامه..؟ هل وجد ضالته لدى غيرها..؟ ألم يتغنى لها بحبه ليلًا ونهارًا..؟ لماذا اذًا يخونها..؟ لماذا يجرحها بأقسى شيء لا تتحمله أي أنثى..؟ انها تحترق وهي تتخيل صورًا عدة تجمع زوجها مع غيرها.. عندما رأت تقدمه منها التفتت بسرعة و أخذت حقيبتها و حملتها على كتفها ثم تحركت بخطوات واسعة تريد الخروج من المكان قبل أن تنهار.. لا تريده أن يرى ضعفها.. مد يده يريد أن يمسك عضدها و يوقفها لكنه تراجع بانهزام وبعد ثوانٍ سمع صوت الباب يغلق ببعض الحدة.. حينها رفع رأسه وهو يزفر من اعماقه.. تراجع إلى الخلف وجلس على السرير واحنى رأسه للأسفل بهم.. لقد آلمه رؤية دموعها مجتمعة بعينيها و تأبى النزول بكبرياء.. حبيبته الواثقة دومًا من نفسها قد كسرها بيده.. رفع رأسه ثم رمى بجسده على السرير وهو ينظر إلى زخرفات السقف بشرود و يهز قدميه على الأرض تناغمًا مع افكاره..





،




نظر إلى ساعته و كانت تشير إلى السابعة مساءً.. ثم نظر إلى باب الشقة أمامه ليتأكد منها.. رفع يده إلى الجرس و ماكانت إلا ثوانٍ حتى فتح الباب و استقبلته نظرات الدهشة من عينيها الزرقاء الشديدة الصفاء.. ابتسم بجاذبيه وهو يقول بمرح..: مرحبًا دينيز..
اجابته بذات دهشتها..: مرحبًا احمد.. هل حصل شيء..؟
ابتسم ابتسامة شملت ملامحه و بذات مرحه..: هل سأظل واقفًا هنا..؟
ابتعدت عن الباب وهي تفسح له مجالًا للدخول ولا زالت الدهشة تملؤها..: اهلًا بك.. تفضل إلى الداخل..
دخل بثقة وهو ينظر إليها و على وجهه ترتسم ابتسامة عريضة من مظهرها.. كانت بمريلة الطبخ و بيدها ملعقة تقطيع ورائحة جميلة تنتشر في الجو.. لفظ بلطف..: يبدو بأنني جئت بوقتٍ غير مناسب..
تقدمته إلى صالون واسع جميل راقي.. مريح بألوانه الدافئة.. اشارت له بالجلوس وهي ترد عليه..: لاعليك.. تفضل بالجلوس حتى آتي.. ماذا تشرب..؟
اجابها فـ انصرفت و التفت هو يتأمل المكان.. كانت الشقة واسعة نظيفة و مرتبة.. ورغم بساطتها كانت فخامتها بارزة.. قطع تأمله صوت اهتزاز صادر من الطاولة الزجاجية أمامه.. نظر إليها باستكشاف ليجد هاتف دينيز موضوعًا داخل تحفة مجوفة فارغة.. رفعه ثم ضغط مفتاح الشاشة وظهرت له الإشعارات الواردة.. رسالتين واردة من رقم سجل بحرف الـ s فقط.. الأولى كان مكتوب فيها " هل أنتِ بخير".. و الأخرى كانت كلمة واحدة " احتاجكِ".. وضع الهاتف بمكانه السابق وهو يعقد حاجبيه بتفكير.. هل يعقل بأن لديها علاقة..؟ لقد مضى على قدومها إلى استانبول ما يقارب ثمانية أشهر.. هل تعرفت على رجل..؟ و ما مدى علاقتها به..؟

حينها جاءت دينيز وهي تبتسم بهدوء و تضع أمامه كوب القهوة مع آخر للماء و قطعتين من كعك محلى كانت قد قامت بطهيه قبل أن يأتي.. وضعته أمامه على الطاولة ثم عادت و أتت بعصير فقط.. وضعته بجهتها ثم تقدمت من ركن يوجد به رف وضعت عليه فواحة عطرية شغلتها لتبعد رائحة الطبخ و تنتشر رائحة الياسمين وهي تعود و تجلس أمام أحمد.. استنشق الرائحة الجميلة الهادئة وهو يسترخي بجلسته و يقول مبررًا لقدومه..: لم استطع الذهاب إلى المنزل وانا لم اطمئن عليك..

ابتسمت بلطف وهي تمنع نفسها عن سؤاله لماذا لم يهاتفها بدلًا من المجيء.. و عوضًا عن ذلك قالت..: لا بأس.. انا بخير..

اومأ برأسه وهو يدقق بملامحها .. لا يعلم لماذا و هي أمامه لشهر ونصف ولم يهتم لأن يناظرها بدقة .. قد يكون لأنه الآن يراها بعين الرجل الذي هي على علاقة معه.. وهو غارق في أفكاره و تدقيقه بها كانت هي بالمقابل متوجسة منه حتى قاطعته قائلة..: لماذا تنظر إلي هكذا..؟
حينها سألها مباشرة..: هل لديكِ حبيب..؟
غضنت جبينها باستنكار حاد ثم هتفت..: ماذا..؟
أعاد سؤاله بثقة و هدوء..: هل لديكِ حبيب..؟ وهل يعلم بشأن عملكِ معنا..؟
بتحفز أجابته..: لماذا تسأل..؟
اشار ببساطة إلى هاتفها وهو يقول..: لقد وصلتكِ رسالة يسألكِ اذا كنتِ بخير و انه يحتاجك..
مدت يدها ثم التقطت الهاتف باستنكار.. فـ ليفانت لا يعرف رقمها هذا.. ضغطت على مفتاح الشاشة وظهرت لها الرسائل.. زفرت بخفوت وهي ترى بأن المرسل لم يكن سوى سلافا..لقد نسيت هاتفها الشخصي في السيارة ولم تجد وقتًا لجلبه من هناك و من المؤكد بأنها قد علمت بما حدث لها اليوم وتريد أن تطمئن.. عقدت حاجبيها و هي ترد عليها باختصار ثم تعيد الهاتف إلى الطاولة و هي تجيب أحمد بثقة..: انها صديقتي.. لقد تعرفت عليها بعد وصولي إلى استانبول بأيام.. وهي لا تعلم سوى بأنني قد وجدت عملًا..
اومأ بخفة وهو يشرب من القهوة و يتذوق الكعك ثم يقول أخيرًا وهو يقف..: حسنًا.. سأغادر الآن ما دمتِ بخير..
استقامت معه وهي ترد بلطف..: شكرًا لزيارتك..
تقدمته إلى الباب وهي تشكره مرة أخرى و تزفر بقوة بعد مغادرته وهي تتكئ على الباب وتفكر ماذا كان سيحدث لو لم تكن متواجدة..؟
عادت إلى هاتفها و اتصلت على رقم سلافا وعندما فتحت الخط سألتها بقلق..: ماذا حدث..؟
اجابتها برقتها الفطرية..: لا تقلقي.. لماذا لم تجيبي على هاتفك..؟
تحركت روسلين حتى وصلت إلى النافذة و بإصبعين ابعدت طرف الستارة حتى ترى أحمد وهو يغادر و بعد لحظات رأته يخرج من باب المبنى و يفتح سيارته عن بعد.. اجابت سلافا وهي ما زالت تراقبه..: لقد زارني أحمد في الشقة.. من حسن الحظ بأنني كنت متواجدة فيها..
سلافا بتوتر..: ماذا يريد منك..؟ ثم اضافت برجاء..: احذري منه روسي.. لا تدعي له مجال للشك.. تعلمين كم هو خبيث..
ابتعدت عن الستارة و اتكأت بجسدها على الجدار و لفظت بهدوء وهي تريد اغلاق الموضوع..: اعلم ذلك سلافا.. انتِ ماذا كنتِ تريدين..؟ بماذا تحتاجينني..؟
حينها زفرت سلافا بعمق و ضيق ..: هل تذكرين الخدمة التي طلبتها منكِ عندما تقابلنا في المرة السابقة..؟
ابتسمت روسلين بحماس وهي تقول..: بالطبع.. هل حان وقت تنفيذها..؟
بتوتر لفظت سلافا..: نعم.. كل شيء اصبح جاهزًا و الوقت مناسب تمامًا.. سوف ارسل لك الموقع على هاتفك و أنا مع سرمد سوف نصل الآن..
ضحكت بحماس وهي تطلق تصفيرًا خفيفًا و تقول بضحكة..: حسنًا.. وانا سأبدل ثيابي و اخرج الآن..
اغلقت الهاتف وهي تتحرك باستعجال نحو غرفة النوم.. استبدلت ثيابها ببدلة رياضية سوداء مع حذائين رياضيين ومعطف ثقيل قصير ثم تحركت ناحية باب الشقة وهي تغادر.. لم تنتظر المصعد وهي تنزل السلم بسرعة .. وصلت إلى الأسفل ثم توقفت وهي تلتقط انفاسها بصعوبة منحنية بجسدها قليلًا.. بعد لحظات رفعت جسدها وهي تبحث حولها عن وجود اي شخص و عندما لم تجد أحدًا اسرعت بخطواتها نحو الباب الخلفي للمبنى وهي تفتحه و تخرج ويضرب وجهها الهواء البارد.. ضمت معطفها عليها وهي تغلقه بالكامل و تتقدم نحو الدراجة النارية التي كانت قد وضعتها سلافا هناك بعد اتفاقهن.. نقلت نظراتها في المكان.. قطعة أرض خالية متسخة من بعض مخلفات العابرين.. لا يوجد أي احد سواها و الهدوء يعم في هذا الحي الراقي كما هو الحال دائمًا.. تقدمت من الدراجة ثم فتحت الصندوق الخلفي وهي تخرج الخوذة بأصابع مرتجفة من برودة الجو .. لبستها ثم ركبت الدراجة وشغلتها ثم قادتها بهدوء حتى خرجت إلى الشارع الآخر .. اسرعت بقيادتها وهي تتبع الموقع الذي ارسلته سلافا..




في الجهة الأخرى كانت سلافا قد وصلت إلى الموقع منذ دقائق قليلة.. بعد لحظات رن هاتفها.. نظرت إلى سرمد الذي كان مشغولًا بالحقيبة الصغيرة الحجم وهو يتأكد من عدم وجود نقص.. رفعت هاتفها و أجابت على المكالمة ثم اغلقت الخط و بعد ما يقارب الدقيقتين ظهرت هيفين وهي تتقدم إليهما بارتباك و تضم يديها إلى صدرها لتحمي نفسها من البرد.. عندما وصلت القت عليهما التحية فـ ردا بتحية مماثلة.. التفتت وهي تبحث بعينيها وعندما لم تجد سواهما هتفت بتساؤل..: ألم تأتِ صديقتكِ..؟
اجابتها سلافا بهدوء..: انها قادمة..
اومأت بصمت وهي تراقب المكان المعزول الذين هم فيه.. لم يطل انتظارهم فبعد ما يقارب العشر دقائق وصلت إليهم روسلين فالمكان ليس بعيدًا عن شقتها .. اوقفت دراجتها ثم ترجلت منها وتقدمت إليهم وهي تحتضن سلافا بشوق ثم تنتقل إلى سرمد الذي وضع يده على كتفيها وهو يتمعن فيها و يقول بمرح ..: تبدين مشرقة و جميلة جدًا * ثم أردف بحقد زائف* بالطبع.. كيف تكونين غير ذلك وانتِ غير مكلفة بمهمات ليلية..
ضحكت بخفة وهي تلتفت إلى سلافا المبتسمة و هيفين الهادئة.. القت التحية على هيفين ثم سألتها بمباشرة..: متى سيعودان إلى البيت..؟




،



" ماذا يحدث كورت..؟"

كانت هذه كلمات أحمد المتسائلة وهو للتو استطاع الذهاب إلى كورت.. أجابه كورت بإرهاق..: ماهو الذي يحدث..؟
أحمد بحدة..: انا اسألك عن ذلك..

كورت بذات إرهاقه وهو يمسح بكفيه على وجهه و بتنهيدة..: ماذا تريد أن تعرف..؟
بمباشرة قال ..: عن الذي حدث اليوم.. الرجال الذين تعقبوا دينيز أنت تعرفهم أليس كذلك..؟
كورت بهدوء..: ليس صحيحًا.. أنا لا أعرفهم..
أحمد باستنكار حاد..: كيف لا تعرفهم بحق الله..؟

تنهد كورت بعمق وهو يقول بتعب..: أنا حقًا لا أعرفهم..
ارتفع صوت احمد بحدة وهو يقف و يهتف..: إذن ماذا يحدث..؟ أريد توضيحًا الآن.. لماذا غضبت عندما اتهمتك دينيز بأنك تعرفهم و لم تدافع عن نفسك.. لماذا..؟

استقام كورت بعصبية بالغة وهو يقول من بين اسنانه المطبقة بغضب..: لا تضغط علي أحمد.. أنا لا اعرفهم.. منذ أيام تصلني رسائل مجهولة و اليوم قبل أن نصل إلى دينيز وصلتني رسالة توضح لي بأنهم من تعقبوها.. * ثم تنهد قائلًا* لقد أعطيت رجلنا في المركز رقم الهاتف و الآن انتظر اتصاله..
قاطع نقاشهم الحاد رنين هاتف كورت .. رفعه بسرعة وهو يقول لأحمد الغاضب..: انه رجلنا.. فتح الخط ثم لفظ بترقب و تساؤل..: هل وجدت شيء..؟
بثقة..: كما توقعت سيدي.. الهاتف مسبوق الدفع و لم يستخدمه سوى مرتين.. و لكنني وجدت شيئًا قد يهمك..
بنفاذ صبر هتف كورت..: ماذا هو..؟
بذات ثقته..: لقد كان بنفس المكان عندما وصلتك الرسالة و عندما هاتفته..
تمتم كورت بغضب وهو ينهي الإتصال.. التفت إلى أحمد الذي لم يعجبه الوضع اطلاقًا ثم غادره بعد ذلك و تركه يفرغ غضبه بالرمي..




،





بوقتٍ متأخر من الليل.. استيقظت مفجوعة وهي تصرخ .. بقيت عدة دقائق وهي متدثرة بلحافها و دموعها تشاركها الكابوس الذي عاشته و كأن الزمن قد عاد لسنوات طويلة مضت.. عندما كان زوج والدتها قد بدأ بالإعتداء عليها.. كان يحاول تهدئتها وهو يقول بأنه شيء يحدث بين الفتاة و الرجل.. و يحذرها من اخبار والدتها بذلك لأنها ستغار منهم.. بكت بصوت مسموع وهي تتذكره بحلمها.. انفاسه القذرة.. لقد شعرت بملمس يديه على جلدها.. استقامت بسرعة وهي تشعر بأنها ستتقيأ.. ولم تسعفها قدميها على الوقوف وهي تجثو على الأرض و تفرغ عصارة معدتها.. ضغطت بكفيها على بطنها وجسدها مقوس للأسفل ببؤس.. بعد فترة غضنت جبينها بإرهاق من الصداع الذي تشعر به يفتك برأسها.. اعتدلت بجلوسها وهي تمسد رأسها و تحاول تخفيف الألم فيه ..استقامت مجددًا وهي تذهب إلى دورات المياه.. جلبت أدوات التنظيف و بعد انتهائها توجهت إلى المطبخ بإرهاق و تعب شديدين.. لم تكد تخطو إلى الثلاجة حتى قاطعها صوت رنين الجرس.. عقدت حاجبيها باستنكار عندما رأت الوقت في الساعة على الجدار أمامها.. من سيأتيها بهذا الوقت..؟ تقدمت إلى الباب و ارتفعت على قدميها وهي تنظر من العين .. اصابتها الدهشة وهي ترى ليفانت متكئًا على طرف الباب.. فتحته وهي تلفظ بقلق..: ماذا هناك ليفانت..؟
لمَ أنت هُنا..؟ * عقدة قلق تكونت بين حاجبيها وهي ترى ملامحه الواجمة وهي تسأل عن أول شيء استنتجته..: هل روسي بخير..؟
حينها كان هو من عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول..: أليست هنا..؟
نفت بتأتأه بسيطة فقال بضيق..: لا يوجد داعٍ لإنكارك سلافا.. أريد أن أكلمها فقط..
بدهشة ..: اقسم لك بأنها ليست هنا.. لماذا قد تكون هنا من الأساس..؟
تراجع بضيق و قلق..: حسنًا سلافا.. اعتذر على ازعاجك..

استدار مغادرًا و تغلق هي الباب ثم تتوجه إلى هاتفها.. اتصلت على روسلين فـ أجابتها الجملة الكئيبة " الهاتف المطلوب مغلق".. حينها توجهت إلى رقمها الخاص بالمهمة ولكن لم يصلها رد.. اعادت الاتصال اكثر من مرة و لم تصل إلى نتيجة.. تمتمت بخوف ..: أين أنتِ روسي.. و ماذا يحدث معك..؟


أما ليفانت فقد وقف بيأس عند سيارته وهو يتسائل.. اذا لم تكوني هنا فأين أنتِ روسي..؟ لقد نهشه القلق منذ مغادرتها صباحًا بعد أن سألته اذا كان قد قلق عليها .. فهو استنتج من كلامها بأنها لم تذهب إلى سلافا ولكنه أراد التمسك بأمل صغير بأنها أرادت اقلاقه فقط..




،


،


،



انــتــهــى..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 02:43 PM   #15

rewaida
عضو موقوف
alkap ~
? العضوٌ??? » 177949
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 5,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » rewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond reputerewaida has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمـاد الشوق مشاهدة المشاركة
صباح الخير .. اول شيء مشكورة عالنقل و سعيدة إن سطور روايتي رح يضمها
هالمنتدى ..


ثانيًا .. التواقيع جدًا جدًا جميلة ورايقة .. مشكورين على جهدكم ..

ممتنة لكم .. و قراءة سعيدة للكل ..


دمتم بود 💜


..
أهلا بكِ بالمنتدى
الرواية كتير حلوة و معبرة للتصميم
و مشكورة ع كلماتك الجميلة ف حق التصاميم


rewaida غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 07:03 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحـادي عشـر..




قبل ذلك بساعات..


تسللتا إلى الداخل بخفة بعد أن فتحت لها هيفين الباب.. تقدمتها هيفين وهي تشير إلى أنحاء البيت و تعرفها عليه.. بيدها الحقيبة الصغيرة و سماعة لاسلكية وضعتها بإذنها.. بعد أن تعرفت إلى الأماكن التي ستفيدها بعملها طلبت من هيفين الذهاب إلى الخارج حتى تعمل بسرية.. زرعت بأماكن محددة كاميرات مخفية.. كـ غرفة هيفين مع الصالون و الممر الذي يؤدي إليها مع ممر غرفة المكتب و في الأخير وضعت الكاميرا الأخيرة في الرف الأعلى من المكتبة و بالزواية حتى تصور جميع أركان المكتب.. بعد انتهاءها وصلها صوت سلافا بارتباك و توتر..: اخرجي الآن روسي.. هناك سيارة قادمة..
بتوتر..: حسنًا..
خرجت من المكتب وهي ترى هيفين قادمة بخوف و ترشدها إلى الباب الخلفي للمنزل.. حينها التفتت روسين إلى هيفين وهي تقول بأمر..: اذهبي و اغلقي على نفسك الباب..
غادرت بخفة وهي تتجه إلى سلافا و سرمد في الطرف الآخر..
و بعد أن وصلت تقدمت وهي تسأل ..: هل الكاميرات تعمل..؟
اجابتها سلافا بالإيجاب وهي تدير الجهاز المحمول إليها و شاشته مقسّمة إلى أربع مربعات تعمل دون أي مشكلة..




،



الآن..


مسترخٍ بجسده في مقعد سيارته فوق التل المطل على البسفور.. قلق أكثر من أي وقتٍ مضى.. لا يعلم أين هي.. لقد ضبط تهوره بقوة وهو يكاد أن يعود إلى سلافا و يبحث عنها .. ولكنه يثق بصدق سلافا.. و الدهشة المالئة ملامحها تؤكد له ذلك.. اغلق عينيه بإرهاق وهو يحاول ترتيب أفكاره و لكنه مبعثر بشدة.. لم يشعر بنفسه و إرهاقه يأخذه إلى عالم النوم.. كان في نومه يصارع التعب.. و يشعر بالبرد يدخل إلى عظامه وهو يجعد ملامحه بإرهاق.. سمع وقع خطوات تقترب منه و بعد لحظات ابتعدت مرة أخرى.. رأى روسلين ولكن كان هناك ضباب يمنعه من رؤيتها كاملة.. فقط عينيها الممتلئة بالدموع و حاجبيها المعقودين بألم و بعدها تلاشت و لم يبقى سوى الضباب.. ناداها بألم و كأن أحدهم يعصر قلبه.. و بأنين و البرد يشتد أكثر كان يهمس بـ اسمها.. وكانت من القسوة حيث لم تعد.. فتح جفنيه ببطء وتعب وهو يرى الثلوج التي بدأت تتساقط و يبدو بأن هذا سبب شعوره بالبرد.. اعتدل بجلوسه بتعب وهو ينوي المغادرة.. وعندما التفت إلى اليمين يريد ربط حزام الأمان كان هناك ورقة مطوية موضوعة على زجاج الباب.. فتح الباب ومد يده ثم أخذها .. تطلع حوله بنظره و لم يرى أحد.. عاد إلى جلسته السابقة وهو يغلق الباب و يربط الحزام .. فتح الورقة بهدوء .. تسارعت نبضاته عندما قرأها وهو يجعدها بقبضة يده بغضب.. ولكن كان هناك قلق عميق احتل أوردته من محتوى الورقة.. كانت تحمل سؤال بسيط و عظيم يجسد مخاوفه .. " ترى.. أين هي امرأتك..؟".. يا إلهي.. سوف تصيبه بمرض عن قريب من كثر قلقه عليها.. رفع هاتفه بأصابع ترتجف وهو يتصل على رقمها ولم يصله رد منها.. اعاد الإتصال و بعد ثالث مكالمة فتحت الخط وهي تقول بصوت مبحوح من النوم..: ماذا هناك..؟
زفر انفاسه بقوة و راحة بعد سماعه صوتها الناعس .. بقي صامتًا لعدة ثوان وهو يطمئن قلبه الأحمق المدله بحبها.. و ثوان أيضًا ثم تحوّل قلقه إلى غضبٍ عاتٍ عندما استوعب أنها تنام قريرة العين وهو يكاد يجن من خوفه عليها.. تنام وهو يجوب الطرقات بحثًا عنها.. تنام بين أغطية دافئة براحة و هو ينام من التعب في سيارته و يكاد البرد يجمد عظامه.. هتف بصوت حاد غاضب..: أين أنتِ..؟
قفزت واقفة وهي تتعثر بالأغطية و تقع أرضًا عندما سمعت صرخته بإذنها.. بقيت جالسة على الأرض ثم هتفت بعد لحظات ببرود..: ماذا هناك ليفانت..؟ لماذا تصرخ..؟
ضرب بقبضته على عجلة القيادة بعنف وهو يهتف بعلوٍ أكثر..: أجيبي .. أين أنتِ..؟
روسلين بذات برودها..: ما شأنك..؟
باشتعال لفظ..: أنتِ زوجتي.. هذا هو شأني..
روسلين بسخرية و مرارة..: لم أعد كذلك منذ احتياجك لغيري..
علم بأنه لن يحصل على جواب سؤاله فهتف بخفوت و بنبرة وعيد..: حسنًا روسي.. ستندمين على عدم إجابتك..
ببرود صقيعي..: افعل كل ما في وسعك.. لا يهمني..
و اغلقت الخط ببرود تخفي تحته اشتعالًا مرًا.. صرخت بغضب وهي تقف و ترمي الغطاء الذي كان ملتفًا حول قدميها.. بقيت تركله وهي تشتم بهمس و بتمتمات غاضبة ..: لا يهمني.. لا يهمني.. تبًا له.. تبًا..




،




تمام العاشرة صباحًا..



رن جرس الباب وبعد لحظات فتحت الخادمة الباب وهي تسأل عن هوية الطارق.. أزاحتها بلطف وهي تتقدم إلى غرفة الجلوس بثقة تخفي ورائها توتر عميق.. دخلت ثم نظرت حولها .. مازال المنزل هو نفسه و لكن التعديلات واضحة عليه.. تشعر بضيق هائل يكتم أنفاسها.. تقدمت إلى أريكة منفردة وهي تحاول بث نفسها الطمأنينة و الثقة ، وضعت حقيبتها بجانبها وهي تجلس.. أنفاسها تتسارع برهبة و شوق عميق إلى أمها.. دعكت أناملها بربكة .. لم يمضِ يوم لم تشتاق فيه إلى أمها.. ضحكتها.. عينيها .. الحنان الجارف فيها و الذي تحول لاحقًا إلى قسوة مهينة.. دعواتها الراضية التي انقلبت إلى دعوات غاضبة.. لقد ذاب قلبها من الشوق إلى حضن أمها.. اثنا عشرة سنة منذ أن فارقتها بانكسار.. بعد أن فشلت من ردم الهوة التي اصبحت بينهما.. بعد أن يئست من اصلاح علاقتهما.. و بعد أن امتلئت روحها بالألم و الجروح التي لم تعد تستطيع تجاهلها.. بعد أن أدركت أن بقائها أكثر يعني موتٌ متوقع لقلبها.. وهي لم تكن لترضى بذلك.. رحلت بما تبقى منها و التجأت إلى أول شخص حنون قابلته.. التوت شفتيها بألم و غصة خانقة تشعر بها كحدٍّ مسنن تجرح حلقها.. مهما ادعت النسيان و القوة يظل ماضيها
يضعفها.. اخذت شهيقًا ثم زفرته بقوه وهي تسمع خطوات واثقة
قادمة إلى مكانها.. حركت يديها أمام عينيها تريد ابعاد الدموع المجتمعة فيها.. ثم رسمت ابتسامة واثقة هادئة وهي تنتصب في جلوسها.. حينها دخلت امرأة في بداية العقد الخامس من عمرها.. أنيقة و راقية.. عذبة الملامح.. تشبهها إلى حدٍ ما.. حبست شهقتها وهي ترى أمها أمامها بعد سنواتٍ من الفراق.. لم تستطع الجلوس.. وقفت وهي تهمس دون شعور منها..: أمي..
كانت المرأة واقفة عند الباب عندما وصلتها همسة من ضيفتها.. عقدت حاجبيها بشدة و غضب قديم يعود للظهور.. تقدمت بخطوات حادة حتى أصبحت أمامها وهي تهمس بغضب..: ماذا تريدين..؟
ما زالت سلافا مأخوذة برؤية والدتها بعد كل هذا الغياب.. رفعت يدها تريد أن تلمسها و لكن قبضة والدتها القوية منعتها وهي تهتف بتحذير وعصبية بالغة و أنفاسها الحارة المتسارعة تضرب وجه سلافا..: إياكِ.. و الآن اغربي من هنا..
سلافا بألم..: لقد اشتقت إليك..
اقتربت منها والدتها لتبتسم سلافا بأمل.. سوف تحضنها بالتأكيد.. مهما يكن فمشاعر الأمومة ستتغلب عليها.. ببطء وهي تلفظ حروفها بقسوة و همس..: ولكني لم أشتاق إليكِ أبدًا.. لقد تمنيتكِ ميتة.. أنا أكرهكِ..
بهتت ابتسامتها و شحبت ملامحها بشدة.. لقد نحرتها بدم بارد.. نحرتها وهي تعلم بذلك.. بقصدٍ و عمد.. ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تبتسم بفتور ابتسامة مرتجفة .. بللت شفتيها وهي ترفع حاجبيها تقبلًا للألم و بصوت حاولت حشده بالبرود و لكنه خرج مرتجفًا به رنة ضعف ..: بالمناسبة.. أين هو زوجك..؟
والدتها أجابت بعصبية بالغة..: ما شأنك..؟ ما شأنك..؟
حينها ابتسمت سلافا بسخرية ..: لا شأن لي.. ولكني أتسائل.. هل هي شقراء أم حمراء التي يمارس معها الآن غرائزه الحيوانية..!
ارتفعت يد والدتها وهي تريد ضربها ولكن سلافا أحكمت قبضتها وهي تقول بمرح زائف..: تؤ تؤ.. لقد كبرت يا أمي العزيزة.. لا تستطيعين ضربي بعد الآن..
ثم قربت كفها لتقبلها بخفة.. حينها انتزعت والدتها يدها بقوة و هي تصرخ بغضب..: اغربي الآن.. اغربي..
قاطعهما صوت غليظ خشن وهو يقول..: ماذا هناك.. لماذا صوتك يصلني إلى الخارج يا خديجة..؟
لاحظ وقفة زوجته المتخشبة و يبدو بأن من أمامها فتاة ولكنها تغطيها بجسدها.. التمعت عيناه بشدة وهو يرى القامة المتوسطة الطول تظهر من أمام زوجته.. سلافا لم يفتها نظرات عينيه و لكنها أيضًا لم تخطئ الحذر فيها.. ظلت تنظر إليه بكراهية عميقة و كل حياتها السابقة تتجسد أمامها على هيئة رجل .. تمنت من كل قلبها أن تفرغ سلاحها فيه.. أن تعطيه ضربات متتالية على فمه القميء.. أن تعذبه ببطئ حتى يطلب الموت ولكن لا يصله.. وما يمنعها من كل هذا إلا وعد قطعته لسرمد بأن تتحكم بنفسها.. نطقت بكل ألم الماضي.. و كراهية الماضي.. و حقد الماضي.. و قوة الحاضر.: زوج والدتي العزيز.. أهلًا و سهلًا بك.. لقد كنت أخبر أمي كيف أغويتك منذ سنوات..
توتر بوقفته وهو يقول بتوجس..: اهلًا بك سلافا.. هل عدتِ إلينا..؟
ابتسمت بقهر و لم تلبث أن ضحكت بقوة حتى دمعت عينيها.. تحفزت والدتها وهي تلتفت بغضب من ضحكتها.. و كأنها ماكان ينقص حتى يدله زوجها أكثر.. كان مفتونًا بضحكتها حتى النخاع ولم يشعر بنفسه وهو يبتسم ببلاهة من ضحكتها العالية.. و لكن خديجة لم تكن لتسمح لها بالبقاء أكثر.. فـ يكفي إلى هذا الحد.. تقدمت وهي تهتف بحدة..: هل ستذهبين أم استدعي الأمن..
توقفت سلافا عن الضحك و هي تقول بقوة و حدة..: استدعي الأمن لأفرغ هذا برأس زوجك العزيز..
قالتها وهي تفتح معطفها و يتضح لهما شارتها و السلاح ..
عادت إلى الأريكة و أخذت حقيبتها ثم توجهت إلى الباب بخطوات واثقة.. و قبل أن تخرج قالت بحقد و كره..: بالمناسبة.. استعد فأنت ستشرفنا في المركز عن قريب..
غادرت ولم تلتفت إلى الخلف.. و لم ترى شحوب وجه زوج والدتها..



على بعد شارعين من المنزل.. كان سرمد يجلس في سيارته وهو يراقب كل شيء حدث هناك من حاسوبه.. ترجل بسرعة عندما رأى سلافا قادمة.. رمت بجسدها عليه فتراجع جسده وهو يتكئ على السيارة.. بقي محتضنًا لها بصمت.. كلاهما صامتان.. و لكن ألمها لم يخفى عليه لذلك شدد من احتضانها وهي تتشبث بجيب صدره .. بعد عدة دقائق ابعدها عنه وهو يمسح بكفيه على جفنيها.. قال بمؤازرة..: لقد كنت جيدة سلافا.. كاد قلبي يتوقف من خوفي عليكِ عندما وصل الحقير..
همست باختناق..: سأجعله يدفع الثمن قريبًا.. قريبًا جدًا..
وضع يده على كتفيها وهو يقبل شعرها و يقول بهمس واثق..: انا متأكد من ذلك..





،





بعد عدة أيام..




وصلت بوقت أبكر من الوقت المعتاد.. سمعت اصوات صادرة من مكتب أحمد و خطوات مكتومة و كأن صاحبها يمشي بخفة و حذر.. تعجبت من أحمد و قدومه مبكرًا.. فـ هي طيلة الشهرين الفائتة تكاد تجره من شعره إلى العمل.. تقدمت بثقة وهي تطرق الباب .. انتظرت للحظات و لم يصلها رد منه.. و الأصوات اختفت.. فتحت الباب و دخلت و لكن لم تجد أحدًا.. غضنت جبينها باستغراب فهي متأكدة بأنها سمعت أصوات قادمة من المكتب.. التفتت حتى تخرج و لكن لفتها انعكاس صورة على زجاج الجدار العاكس.. ابتسمت بخبث وهي تخرج بخفة و تأخذ هاتفها ثم تعود إلى المكتب.. ضغطت عدة أرقام و بعد ثوان وصلها صوت كرم بهدوء راق..: صباح الخير..
اتسعت ابتسامتها وهي تقول..: صباح الخير سيدي..
راقبت تحركات الجسد المختبئ تحت المكتب وهي تجيب على سؤال كرم وهو يسألها اذا حدث شيء لأنها تهاتفه من الهاتف الخاص بالمهمة.. لفظت بخبث شاسع..: لقد وصلت للمكتب مبكرًا سيدي و سمعت صوت صادر من هناك.. لكن عندما دخلت لم أجد أحدًا.. هل أقفل الباب سيدي..؟
كرم بتحذير..: احذري روسي من مخالفة أوامري.. ماذا تحيكين مجددًا..؟
روسلين وهي تحبس ضحكتها..: حسنًا سيدي.. سأقفله..
كرم بوعيد..: سنتحاسب روسي.. سنتحاسب..
ضحكت بخفة وهي تغلق الخط و تعود أدراجها إلى الخارج ثم تغلق الباب بالمفتاح و تغادر إلى خارج المبنى بخطوات واسعة.. وقفت بين شجرتين ضخمتين مقابلتين لمكتب أحمد.. فتحت هاتفها ووضعته على الكاميرا وهي تصور النافذة فيديو.. ثوان فقط حتى ظهرت تلك الخادمة التي استقبلتها أول يوم عند مقابلتها لكورت وهي تتسلل من النافذة ثم قفزت إلى الأرض.. بقيت لحظات في الأرض ثم وقفت وهي تمشي بعرج و يبدو بأنها تتألم من وقوعها على ساقيها.. عندما ذهبت اغلقت التصوير وهي ترسل الفيديو إلى كرم و تكتب له ما حدث باختصار.. فيبدو بأنها ليست الجاسوسة الوحيدة لدى كورت..



،



بعد عدة ساعات..



اخبرها أحمد عن حفل خيري سيقيمونه و أوكل إليها كل شيء.. تأفأفت بضجر فآخر شيء تريده هو تنسيق حفل خيري كاذب.. ظاهره خير و باطنه شر.. اعطاها أرقام شركات منسقة مع أرقام محلات الضيافة.. وهي بدورها اتصلت عليهم و اتفقت معهم على كل شيء.. عندما انتهت رفعت هاتف المكتب وهي تطلب لها كوب قهوة.. أحضرتها لها الفتاة الصامتة ذاتها الجاسوسة.. بقيت تنظر إليها بعمق وهي تفكر.. هل هي بكماء أم أنها لا تتكلم بإرادتها..؟ لم يسبق لها بأن سمعتها تتكلم أبدًا.. اسبلت جفنيها عندما شعرت بأنها أطالت بالتحديق فيها حتى لا تثير ارتيابها.. استنشقت رائحة القهوة بمرح وهي تهمس لنفسها..: انه وقتها تمامًا..



،



بعد مرور أربعة أيام..



اليوم هو الجمعة.. و هو أيضًا اليوم الذي يقام فيه الحفل..

ذهبت إلى بيتها بعد أن علمت من الخادمة بأن ليفانت غير متواجد.. اختارت لها ثوب مناسب مع مستلزماته و عادت بعدها إلى شقتها.. تأكدت من أن كل شيء متكامل في صالة الحفل.. حينها بدأت تصفف شعرها و تضع زينتها .. بعد أنتهائها صفرت بخفة وهي تقول بغرور و ثقة و تكلم صورتها في المرآة..: ما أجملني.. فاتنة .. ثم أرسلت قبلة في الهواء لصورتها و غادرت بعد أن تأكدت من مظهرها .. و الآن هي تقول لأحمد بهمس..: سأذهب للتأكد من زينتي و بعدها سأعود إليك..
نظر إليها بإعجاب حقيقي وهو يقول بمرح..: كل شيء ثابت و جميل.. أنتِ حقًا فاتنة الليلة..
اتسعت ابتسامتها وهي تسمعه يعيد جملته التي قالها عندما رآها عند وصولها " أنتِ فاتنة الليلة".. تطلعت حولها للمدعوين الذين بدؤوا بالحضور وهي تقول بابتسامة..: ومع ذلك أريد التأكد..




أعادت وضع أحمر شفاهِها وتأكدت من ثبات شعرها ثم تحركت إلى الخارج.. كانت تمشي ببطئ قبل أن
ترى ليفانت.. عادت بخطواتها إلى الخلف بربكة وهي تعود إلى دورات المياه.. لماذا أتى..؟ هي من جهزت قائمة المدعوين و لم يكن من بينهما.. من المستحيل أن يحضر هكذا دون دعوة.. تنهدت بخفوت وهي تهمس..: يا إلهى.. ما هذه المصيبة..
اخرجت هاتفها من الحقيبة بيد مرتجفة وهي تضغط على رقم كرم.. عندما أجابها قالت باستعجال و توتر..: كرم.. ليفانت متواجد هنا..
تفاجأ كرم فسألها..: ألم تقولي بأنكِ من جهز قائمة المدعوين..؟
روسلين بتوتر..: نعم .. و لم يكن في القائمة..
كرم بثقة..: حسنًا .. دعي ذلك لي.. ابقي مكانكِ حتى أعاود الإتصال بك..
بهمس..: حسنًا..



اغلق منها ثم اتصل على ليفانت.. أجابه بهدوء..: مرحبا
كرم بثقة و مباشرة..: اذهب إلى مكان لا يوجد فيه أحد.. لدي ما سأقوله لك..
التفت ليفانت حوله وهو يستأذن من الرجل الذي كان يحادثه ثم تحرك بخطوات واسعة
إلى خارج الصالة.. ثم قال بهدوء..: حسنًا .. تستطيع التكلم الآن..
عندما لاحظ كرم الهدوء الذي يدل على خروج ليفانت من الصالة قال..: أريد منك مغادرة المكان..
بهدوء..: لماذا..؟
كرم بثقة..: لـ حماية زوجتك..
قال ليفانت بتوتر..: لا أستطيع المغادرة.. أنا أحد المتبرعين ولا بد من تواجدي هنا..
حينها تنهد كرم وهو يقول بقوة و تحذير..: حسنًا ..اسمعني الآن .. زوجتك بمهمة في الداخل..
أنتَ لا تعرفها، لم يسبق لك رؤيتها من قبل ، أي اسئلة ممنوعة.. اتفه سؤال قد يهدد أمن زوجتك..
و اذا استطعت المغادرة مبكرًا فغادر..
الدهشة ألجمته.. روسلين في الداخل.. تعالت نبضاته وهو يستوعب كلام كرم المتبقي..
لفظ بهمس قلق و متوتر..: في الداخل..؟
كرم بثبات..: نعم في الداخل.. سيطر على نفسك ولا تجعل لأحد مجالًا للشك و لو قليلًا..
يجب عليك حمايتها ليفانت.. و حمايتك لها بعدم معرفتها..
بثقة هتف ليفانت..: لا تقلق.. أنا لا اعرفها.. و ما دمت تهاتفني الآن فهذا يعني بأنها قد رأتني
ولن تتفاجأ عندما تراني مرة أخرى..
حينها استعد كرم لإغلاق الخط وهو يقول..: أنا أثق بك..



في الداخل ..

تنتظر اتصال كرم لمعرفة وضعها وماذا تعمل.. بعد عدة دقائق اهتز هاتفها بيدها .. رفعته
وهي تقول بتوتر..: هل حللته سيدي..؟
بهدوء و ثقة أجابها كرم..: لقد حللته.. ليفانت لا يستطيع المغادرة لأنه من المتبرعين..
هوَ لا يعرفك و انتِ لا تعرفينه..
بارتباك سألته..: هل أغادر أنا..؟ استطيع تمثيل المرض ..
قال بثقة..: لا.. نحن لا نريد إثارة أي شكوك حولك .. كما أننا لم نستطع حتى الآن معرفة تلك
المرأة الجاسوسة.. أريد منكِ فتح عينيكِ و مسامعكِ جيدًا.. قد يكون مديرها متواجدًا ..
زفرت بقوة وهي تقول ..: حسنًا سيدي..
أجابها بمثل ما أجاب زوجها..: أنا أثق بكِ..



عادت إلى الداخل بخطوات بطيئة متأنية.. بحثت عن أحمد حتى وجدته واقفًا مع شخص
شديد الوسامة.. قامته طويلة.. شعره الأسود يحف ياقة قميصه و هناك بعض شعيرات بيضاء
في مقدمة شعره و جوانبه.. ابتسم لها أحمد وهو يعرفها عليه..: صالح يلماز.. رجل أعمال
و لدينا صفقات معقودة متشاركة..
ثم توجه بحديثه إلى صالح يلماز وهو يعرفه عليها..: دينيز أورهان.. مساعدتي..
ابتسمت بلطف وهي تمد يدها و تصافحه .. ابتسم في المقابل وهو يقول..: تشرفت بمعرفتكِ..
روسلين بلطف..: الشرف لي..

بعد أن غادرهم المدعو صالح التفتت روسلين إلى أحمد وهي تسأله..: منذ متى تعرفه..؟
أحمد ببساطة..: منذ ما يقارب الأربع سنوات.. ثم أضاف بإغاظة..: لماذا تسألين.. هل
راق لكِ..؟ لكنه متزوج للأسف..
بغيظ ..: ظريف جدًا.. أنا لم أرتاح له فقط.. في نظراته شيء غير مريح.. مكّارة و خبيثة بشكل
منفر..
ببرود..: أنا لم أرى فيه شيء.. واذا كان خبيث أو مكار فذلك لنفسه.. ما يهمني أنه لم يتعرض
لي حتى الآن.. ولم أجد منه سوى الإحترام..
ببرود مشابه..: أنتَ أدرى.. ثم سألت باستغراب..: أين كورت..؟
أحمد بسخرية..: هل اشتقتِ إليه..؟
بذات سخريته أجابت..: جدًا.. لم أجد أحدًا أعانده اليوم..
ابتسم وهو يقول بمرح..: لذلك لم يؤلمني رأسي اليوم.. عامة.. سيأتي بعد قليل..



في زاوية مقابلة لهما.. يقف بمفرده.. بعينين تائهة يحدق بهما.. روسلين و أحمد.. هل هذه هي مهمتها..؟
ولكن لماذا أحمد..؟ ما هذا الذي يحدث أمامه.. روسلين ترفع حاجبيها بمرح و استفزاز و أحمد تعلو ضحكاته.. منذ متى يعرفان بعضهما..؟ هل يعقل بأن أحمد شخص خطير و مجرم..؟ هوَ لم يفته سلاح أحمد الذي يضعه دائمًا.. ولكن أحمد قال بأنه للحماية .. هل سيضر أحمد روسلين..؟ توتر بوقفته عندما
وصلت أفكاره لإيذاء روسلين.. لا يحتمل فكرة أن تصاب بأذى.. فكيف اذا كان التهديد من صديق طفولته..؟

تقدم بثقة يخفي خلفها قلقه المتعاظم على روسلين .. وصل إليهما وهو يقول بهدوء يشتعل تحته عندما رأى أحمد يضع كفه على كتفها..: مرحبا
بابتسامة صادقة رحب فيه أحمد وهو يبعد كفه و يحتضنه للسلام.. التفت إلى دينيز وهو يعرفها عليه..: ليفانت بارلاس.. رجل أعمال و صاحب الشركة العالمية للإستثمار..
ثم أشار على روسلين وهو يقول..: وهذه مساعدتي.. دينيز أورهان..
عقدة غضب تكونت بين حاجبيه .. فهو يحفظ هوياتها الأربع تمامًا.. مد يده ليصافحها فمدت يدها بالمقابل.. قبض عليها بقوة آلمتها وهو يبين لها استيائه و عدم رضاه بما يحدث أمامه.. قال بهدوء
استشعرت فيه غضبه..: حقًا.. تشرفت بمعرفتكِ دينيز..
اومأت برأسها بصمت وهي تجذب يدها منه .. حينها قال ليفانت بلطف زائف..: منذ متى وهي مساعدتك..؟ لم تخبرني عن ذلك..!
ببساطة أجاب أحمد..: منذ وقت قريب.. ولم يكن هناك مناسبة حتى أخبرك..
استغلت روسلين الفرصة وهي تسألهما..: هل تعرفان بعضكما..؟
أحمد بذات بساطته..: نحن أصدقاء منذ الصغر..




في زاوية أخرى.. يقف بتوتر و ريبة وهو يتابعهم بنظرات كالصقر..
ماذا يحدث..؟ هل كان ما يظنونه غير صحيح..؟ ماذا يعني أن تقف روسلين مع
أحمد وليفانت..؟ هل يعرفون عنها كورت و أحمد..؟ يشعر و كأن الأمور ستفلت
من سيطرته بوقت قريب وهو لن يرضى بذلك مطلقًا.. اخرج هاتفه و ارسل إلى شريكه ..: أريد
منك تفاصيل عمل المفوضة روسلين مع كورت هالوك و أحمد هاكان..



،


بعد وقت..


استأذنت من أحمد مرة اخرى وهي تخرج إلى خارج الصالة.. استنشقت بعمق وهي تشعر بالضيق
من نظرات ليفانت.. صحيح بأنه ابتعد عنها و لكن عيناه لم تفارقانها.. لقد اشتاقت له جدًا.. هذه أول مرة
يفترقان بالمسكن.. كانا يتشاجران و يتعاندان و لكنهما ببيتهما دائمًا و لم يغادراه بسبب شجار.. مجروحة
منه و من احتياجه لغيرها.. ترهقها تخيلاتها لهما سويًا.. وهي بركن قصي تتألم من خيانته.. تريد الوثوق
به كالأول و لكن هواجيسها لم تجعل لها فرصة في الوثوق.. ما دام قد أدخلها إلى بيتهما فهذا يعني بأنها
تعني له الكثير و ليست أي فتاة.. لا تريد البقاء أكثر و لكنها لا تستطيع المغادرة قبل الحضور.. لفت نظرها سلم يؤدي إلى الأعلى.. توجهت إليه بخطوات متثاقلة و صعدته حتى قابلها باب زجاجي صغير..
فتحته و هي تتقدم إلى الجدار أمامها.. اتكأت عليه وهي تنظر إلى المدينة أسفلها.. أخذتها افكارها بما يحصل معها.. علاقة ليفانت و أحمد.. و الخادمة الجاسوسة ، السيارة التي تعقبتها من يكونون..؟ و سلافا
وما يحدث معها.. و أخيرًا ليفانت و رنده .. قطع أفكارها صوت الباب يقفل.. التفتت بسرعة فـ رأت ليفانت يتقدم إليها.. وصل إليها وهي تقف بتحفز.. فهي لم تنسى ابدًا تهديده قبل أيام.. فاجأها وهو يجذبها
و يحتضنها بقوة.. تشبثت به وهي تدفن رأسها في صدره.. بعد لحظات همس بعمق..: غادري روسي..
غادري الآن.. لم أعد استطيع التحمل و أنا قلق عليك..
بهمس و رأسها مازال مدفونًا بين طيات صدره..: لا تقلق.. لن يحدث شيء..
ابعدها عنه بطول يده وهو يمسك ذراعيها و يهتف بتساؤل..: لماذا أحمد..؟
ابعدت كفيه وهي تتراجع إلى الخلف وقالت ببرود..: ألم يقل لك كرم أن الأسئلة ممنوعة..؟
بنرفزة حقيقية قال..: تبًا لكما.. انه صديقي.. يحق لي أن أعرف لماذا أنتِ معه..
و منذ متى تعرفينه..؟ و ماذا فعل حتى يرسلك كرم إليه..؟
تقدمت بحدة وهي تقول..: ليس من حقك أبدًا.. هذه معلومات سرية لا يحق لي
قولها ولا يحق لك سماعها.. ثم قالت بتحذير وهي ترفع سبابتها بوجهه ..: احذر
من طرح الأسئلة ليفانت.. احذر.. اذا كنت تريدني بأمان فأنت ستتوقف و تتجاهل
الموضوع .. لن تسأل أحمد أي سؤال لأنك ستضعني بموضع الشك..
استفزته وهي تقول أحمد بدون ألقاب.. اقترب منها أكثر حتى بات جسده ملاصقًا
لجسدها و قبض على فكها بقوة وقال بأنفاس متسارعة من الغضب..: السيد أحمد..
و ليس أحمد هكذا.. ثم تذكر فقال باشتعال..: و كيف تسمحين له بوضع يده على كتفك..؟
ببرود زاد من اشتعاله أجابت..: ما شأنك..؟
بغيظ من تصرفاتها وهو يحبسها بين يديه..: كل الشأن روسي.. أنا زوجكِ إن نسيتِ ذلك..
بسخرية و مرارة وهي تنظر إليه بحدقتين متألمتين..: و أنا زوجتك و حبيبتك و لكن يبدو بأنك من
نسيت ذلك عندما خنتني..
شدد عليها أكثر و قال بهمس وقوة..: أنا لم أخنكِ..
بسخرية تهكم موجع..: ماذا تسمي ما فعلته اذًا..؟ احتياج..؟ ما اعلمه أن الاحتياج لغير الزوجة
يعني خيانة لها..
رفع يده إلى عنقها و دفع رأسها إليه برفق.. قبلها بعمق و اشتياق .. كانت قبلة موجعة لهما.. فهو
قد طال اشتياقه لها و يؤلمه بأنه مضطر لإبعادها عنه.. عن حبسها بين أنفاسه و على صدره..
أما هي فقد اغمضت عينيها وهي تشعر بدوار مفاجئ.. هي أيام فقط و قد اشتاقت إليه.. فكيف عندما يفترقان للأبد..؟ لن تغفر له خيانته و تنتظر فقط الوقت المناسب للإنفصال عنه.. لا تستطيع معايشة هذا الألم.. و لا تستطيع الغفران.. أنت بضعف وهي تشعر بأن ثغرها يحترق.. يقبلها وتشعر بأنه يقبل عشيقته.. تعيش احساس الخسارة بين يديه.. و سؤال موجع يتردد عليها "هل عاشت معه نفس احساسها الآن..؟" تشعر بأن جسدها يذوب بين يديه.. لا تستطيع الوقوف و لذلك هو شدد من احتضانها أكثر.. لم يفلتها حتى أحس بـ بلل على خده.. مد يده يريد مسح دموعها ولكنها قبضت عليها قبل أن تصل إلى وجهها و قالت ببحة..: لن تمسح دموع أنت سببها..
رفع يده الثانية و احتضن كفها بين يديه ثم رفعه و قبله و أطال بقبلته.. شعرت بأن دفء أنفاسه يحرق كفها.. يبعث بالدفء إلى أوردتها.. و يرتعش قلبها في قربه.. افلتها و اقترب منها حتى لم يعد يفصلهما شيء.. مد كفيه إلى جانب رأسها و قبلها على جبينها
بعمق ثم دفن وجهه بين طيات شعرها بحزن.. بقي على وضعه وهو يشعر بألم يعصر قلبه بعنف.. همس
بمرارة..: سامحيني روسي..
حينها ابتعدت عنه وهي تمسح بكفيها على وجهها و توجهت ناحية الجدار.. وقفت أمامه ورفعت رأسها
و الهواء يضرب بشرتها.. انكمشت عندما احست بدفء على كتفيها.. و دون أن تلتفت ضمت معطفه عليها وقالت ببحة..: عندما تنزل اذهب من سلم الطوارئ حتى لا يراك أحد..
بخفوت..: حسنًا.. و دون إرادته اقترب منها ووضع يده على كتفها واحتضنها بخفه .. قبل صدغها برقة ثم همس بحنان ..: قلبي معكِ .. لا تشكي بذلك أبدًا.. حسنًا؟
لم ترد عليه فأفلتها و ابتعد عنها بخطوات إلى الخلف و يشعر بأنه حقًا وضع قلبه بين يديها ولا يريد مفارقتها.. اسرع بالنزول و تركها خلفه تتنهد بعمق و تفلت منها دمعة حارة جففها برد استانبول القارص..



.

.

.



انـــتـــهــــى.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-18, 11:45 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الـفصل الثانـي عشـر..



انتهت الليلة أخيرًا.. عادت إلى شقتها وهي مستنزفة تمامًا.. استحمت و ارتدت قميص نوم طويل و ثقيل ثم تقدمت إلى السرير و دفنت نفسها بين الأغطية.. كل ذلك فعلته بجمود.. تشعر بأن لا قدرة لديها على الإنفعال.. اغلقت عينيها بهدوء و هي تحاول تصفية أفكارها.. مشتتة هي ، مبعثرة ، منكسرة .. هناك نار حارقة تشتعل في صدرها.. حرقتها تلتهم قوتها.. بالكاد استطاعت إكمال الحفل مع أحمد.. و شعر بإرهاقها فأمرها بالإنصراف و لم تعترض.. فهي بحاجة إلى الإختلاء بنفسها بعد ما حدث بينها و بين ليفانت.. تمردت أول دمعة عندما تذكرت قبلته لها عندما حدثته عن الإحتياج.. و كأنه يخبرها بذلك عن احتياجه الحقيقي.. توالت دمعاتها وهي تدرك بأن ليفانت يبعدها عنه بتعمد.. شهقة بكاء شقت صدرها بحدة.. حينها انهارت بعنف.. لا تجد صدرًا يحميها من عمق آلامها.. بكت وهي تشعر بوحدة فضيعة.. حياتها خالية منذ رحيلها عن ليفانت.. كان يملئ روحها بحبه و حنانه.. لن تغفر له مطلقًا التجائه لغيرها.. رفعت رأسها عندما شعرت باهتزاز هاتفها يعلن عن مكالمة.. غضنت جبينها من الصداع الذي يشطر رأسها نصفين.. تناولت الهاتف بعينين ذابلتين من البكاء الطويل.. كان ما زال يرن و المتصل مصرًا على المكالمة.. دفنت رأسها بين طيات الوسائد ووضعت الهاتف على إذنها.. حينها وصلها صوت ليفانت وهو يقول بلهفة..: روسي..
ببحة و تعب و آثار البكاء عالقة في صوتها ..: ماذا تريد ليفانت..
بمباشرة صريحة ووجع عميق..: أنا أحبكِ روسي.. لم استطع النوم .. لا زالت رائحتكِ عالقة في.. اشعر بأن انفاسكِ تداعب صدري فأحترق و انا أعلم بأنكِ بعيدة عني..
بإرهاق..: أنتَ من اخترت ذلك ليفانت..
أطبق جفنيه بقهر و برجاء..: لا تتركيني روسي.. هل ذلك ممكنًا..؟
دفنت رأسها أكثر وهي تضغط دون شعور بالهاتف على اذنها.. بألم..: لا تريدني في حياتك.. و لكنك لا تريدني أن أتركك و أرحل.. تريد بقائي معلقة .. أي ظلم هذا ليفانت..؟
برجاء عميق موجوع..: لا استطيع تخيل حياتي من دون وجودكِ فيها.. أرجوك..
دمعت عينيها و ببحة..: بأي حق تطلب مني ذلك..؟ أنت من تركني و لست أنا من تركَتك..
بذات النبرة الموجوعة همس بصدق..: اقسم بأن لدي أسبابي..
سأخبركِ بها ذات يوم.. أعدكِ..
بصدق مماثل..: أنا لن انتظرك حتى تخبرني ليفانت.. أنا سأبحث بنفسي.. فأنا حتى الآن لم يقنعني أي شيء مما حدث..
ابتسامة عريضة زينت ملامحه.. قال برجاء لطيف..: هل يعني ذلك بأنكِ لن تتركيني..؟
همست بوجع و صدق..: لقد جرحتني ليفانت.. ثم تهدج صوتها و قالت بضعف..: أنا أتألم كثيرًا الآن..
اخذ يضرب برأسه بقلة حيلة على ظهر السرير و هو يسمع تهدج صوتها.. لا يحتمل دموعها.. فكيف اذا كان هو السبب..؟ لفظ بيأس..: أنا آسف روسي.. ليت بيدي شيء حتى افعله..
حينها لفظت بغصة..: أريد الطلاق.. و لكنني أنتظر الوقت المناسب فقط..
قفز بصدمة وقال وهو لم يستوعب بعد ..: الطلاق..! لماذا..؟
اعتدلت بجلوسها وقالت بعنف..: برأيك لماذا..؟ زوجي يخونني و أنا أردت رد كرامتي بالطلاق..
جلس بتعب و انهاك..: طلاق لا.. أرجوكِ روسي.. لا تدعينا نفترق..
بسؤال مباشر..: أنتَ لا تريدني معك.. و لكن تريدني متواجدة في حياتك.. هل يعني أن ذلك أن يكون لـ كلينا حياتين مختلفتين و نعيش كالأصدقاء..؟
صمت وهو يتذوق كلمة الأصدقاء و كانت مرّة.. لاذعة و كئيبة.. ثقيلة على نفسه العاشقة.. بهدوء..: تقريبًا..
بثقة و قوة..: حسنًا.. ذلك يعني بأنني استطيع المواعدة و الخروج مع سواك.. و لن تكون تلك خيانة ما دمت قد فعلتها أنت مسبقًا..
اعتصر اللحاف بقبضته وهو يتخيلها مع غيره .. تضاحكه و تلاعبه.. تقبله و تستكين بحضنه.. شعر بقبضة تعصر قلبه و يلتوي بألم.. همس باشتعال..: إياكِ روسي.. لن أسمح بذلك مطلقًا..
بدهشة زائفة..: عجبًا ليفانت.. تريد أن تعيش حياتك و أن تتوقف حياتي عليك..!
باحتراق..: أنتِ لي.. حبيبتي و شمسي التي تشرق كل يوم و هي تناغشني بتلاعب و أنا اتبعها برضا..
تنهدت بإرهاق .. ألا يكفيها ما حدث بينهما الليلة..؟
بتعب..: أنا مرهقة ليفانت و أريد النوم..
هدأ عندما شعر بإرهاقها من صوتها و بحنان أذابها..: حسنًا حبيبتي.. سأنهي المكالمة.. ولكن لا تنسي بأنني أحبكِ دائمًا.. بأي وقت و أي مكان..
اغلق الهاتف ووضعه على الأدراج بجانب السرير ثم استلقى بهم و الأفكار تأخذه إليها.. لقد نسي أن يسألها عن مكانها.. كما أنه قلق من أن تبحث عن أسبابه و تتعرض للأذى.. سيمنعها بكل قوته من أن تتوصل إليهم..
أما هي فقد احتضنت هاتفها و تكورت على نفسها بوضعية الجنين و النوم يداعب جفنيها و يدعوها للراحة..






،




كانت واقفة في المكان المفضل لديها.. عند الهاوية و البحر من تحتها.. عندما تريد تصفية ذهنها تأتي إلى هنا.. و لكنها مؤخرًا اصبحت تأتي إليه حتى تقابل روسلين أو هيفين.. التفتت عندما سمعت وقع خطوات خلفها.. تقدمت منها بترحيب و احتضنتها بحرارة.. بقيت روسلين متشبثة بها وهي رحبت بذلك.. شدّت عليها بحنان ثم أفلتتها و ابتعدت.. جلستا على صخرة كبيرة و روسلين تضم معطفها عليها و لم تضع عينيها بعيني سلافا.. وضعت سلافا يدها على عضد روسلين وسألتها بهدوء..: ماذا يحدث معكِ روسي..؟
بقيت على صمتها وهي تنظر إلى الأمواج بشرود ثم ابتسمت بسخرية و أجابت..: ليفانت يخونني..
لم تستوعب بعد فقالت تريد أن تتأكد..: ليفانت يخونكِ..؟
اومأت روسلين بصمت فضحكت سلافا بعدم تصديق وقالت بدهشة حقيقة..: مستحيل .. ليفانت يعشقك ويخاف عليك من أدنى شيء أن يؤذيك.. فكيف يؤذيكِ و يجرحكِ هكذا..!
ببرود ..: لكنه فعلها..
بثقة قالت سلافا وهي تشد على كف روسلين..: لن أصدق ذلك و لو رأيته بعيني..
تنهيدة عميقة فلتت منها وهي تضع رأسها على كتف سلافا و تقول بتعب..: أنا أيضًا لم أصدقه.. أشعر بأن هناك أمرًا وراء ذلك..
قبلت رأسها بمودة و قالت..: حسنًا.. ما دمتِ غير مصدقة لماذا أنتِ مكتئبة هكذا..؟
رفعت رأسها و نظرت إليها و الهواء يطير شعرها على ملامحها..: لقد تركت ليفانت.. أنا الآن أقطن في الشقة المزيفة..
بتفاجؤ..: لماذا..؟
روسلين بغيظ..: لقد جلب فتاة إلى منزلنا.. و لم استطع التحمل و أنا أراهما بجانب بعضهما فتركت لهما المنزل .. كما أنني أريد أن أعلم ما يخفيه بدون ضغط منه على مشاعري..
ابتسمت سلافا وهي تسمع نبرة روسلين المغتاظة و الغيرة تنهشها.. قالت بعطف..: ذلك يؤكد لي بأنه يريد اثبات خيانته لكِ حتى تقتنعي.. ثم أردفت بتساؤل..: لكن من أين وجد الفتاة..؟
بعصبية خفيفة..: لا أعلم سلافا .. كلما أفكر بالموضوع أكثر أصاب بالصداع..
فلتت ضحكة خفيفة من سلافا وهي ترى روسلين هكذا لأول مرة.. ضربتها روسلين بغيظ من ضحكتها وهي تتمتم..: مستفزة ..
ارتفعت ضحكات سلافا و زادت من غيظ روسلين التي وقفت بتهديد وقالت وهي تشير على حافة الهاوية..: هل ستصمتين أم تفضلين أن أرمي بك من هنا و تكون هذه آخر ضحكة لكِ في الحياة..
مسحت سلافا وجهها بكفيها وما زالت بعض الضحكات تفلت منها ثم قالت بإغاظة..: ستأكلكِ الغيرة من الفتاة.. وجودها ببيتكِ يعني بأنها تعرف ليفانت..
نجحت بإغاظتها وهي تقترب منها بامتعاض ثم مدت يدها إلى بطن سلافا لترتفع ضحكات سلافا أكثر وهي تحاول تخليص نفسها من أنامل روسلين التي تدغدغها و لم تعد قادرة على التنفس من الضحك.. لم تتوقفا إلا حين ارتطمتا في الأرض.. رفعت روسلين جسدها من فوق سلافا المبتسمة بألم.. نفضت التراب العالق فيها ثم التفتت إلى سلافا و مدت لها يدها حتى تساعدها على الوقوف.. وقفت هي الأخرى و نفضت ملابسها وهي تضحك ولم تستطع روسلين المقاومة وهي تبتسم لها..




،




أنهى مكالمته مع رجلهما في الأمن قبل دقائق.. لم يستطع التوصل إلى أي معلومة عن الذي يرسل التهديدات.. لقد قرر أن يبحث عنه بطريقته و سيعرف كيف يتوصل إليه.. فليس كورت من يخاف من بضعة تهديدات أرسلها جبان لم يتجرأ لإظهار نفسه و يتوارى خلف تهديدات فارغة.. قاطعه رنة رسالة وصلت على هاتفه.. رفعه ووجدها من رقم محجوب.. فتح الرسالة وكان فيها " احذر مما تبحث"..



،




" هل استطعنا التوصل إلى هوية الخادمة سيدي"


كانت هذه كلمات سلافا وهي تسأل كرم بهدوء و تجلس في المقعد أمامه.. بحث بين بضعة ملفات ثم سحب واحدًا و مده إليها بصمت.. التقطته بصمت وهي تفتحه و تقرأ محتواه.. ارتفعت حاجبيها بريبة وهي تسأل كرم بمباشرة..: من يكون هذا الشخص..؟ لم أسمع به من قبل..!
بهدوء..: لقد سمعتِ به ولكن ليس بإسمه الحقيقي.. بل المستعار..
بقلق وهي تشعر بعدم راحة من هدوء كرم..: من هو..؟
استرخى براحة ثم ابتسم بسخرية وقال..: المجنون..
تلعثمت كلماتها بصدمة.. أشارت بعدم استيعاب إلى الملف في يدها وهي تسأل بصدمة..: هل هو رئيسها..؟
لاحت على ملامحه ابتسامة انتصار وقال..: نعم سلافا.. لقد توصلنا إلى هويته الحقيقية بفضل جاسوسته لدى كورت..
ابتسمت بفرحة ثم انطفأت فرحتها وقالت بقلق..: لكن روسي هناك.. قد يكون من تعقبها منهم..
وافقها بقولها و أردف..: ذلك وارد جدًا لأن روسي قالت بأنهم أعداء كورت وليسو اعدائها..
بقلق أكبر..: هل من الممكن أن يؤذوا روسي..؟ قد يكون عدو مشترك فـ المجنون يعرف روسي و أنها مفوضة..
أكد لها ذلك وقال..: روسي اصبح لديها علم بأن الخادمة تتبع المجنون و قالت مثلك بأنه عدو مشترك.. فهما عندما ابتعدا عنها أرسل لها السائق تحية بيده وهو يضحك.. كما أنهم يراقبون شقة دينيز أورهان وهذا يؤكد بأنهم يعلمون بمهمتها و بدؤوا بالتحرك..
بقلق متعاظم قالت سلافا..: لكن سيدي.. أليس ذلك خطرًا عليها..؟ فهي تسكن الآن في الشقة..
كرم بثقة..: لا تقلقي.. لدي خبر عن ذلك و قد وضعنا كاميرات و سنعلم اذا أراد أحدهم اقتحام الشقة.. كما ان هناك حارسين أمنيين عند باب المبنى.. لكن ليست هذه المشكلة.. اضاف جملته بتفكير عميق.. غضنت جبينها بريبة وقالت بحيرة..: ماهي المشكلة..؟
كرم بمصارحة..: المجنون لديه شريك.. ليس وحيدًا.. و لا زال شريكه حتى الآن غامضًا و لم نستطع معرفته..




،




اليوم التالي صباحًا.. في مكتب أحمد..



تفاجأت عندما علمت بأن الخادمة اعتذرت و قدمت استقالتها.. فكرت ثم اتخذت قرارها سريعًا وهي تقول بثبات وثقة..: لدي شيء يهمك..
رفع رأسه من الأوراق التي كان يقرأها قبل أن يوقعها وهو يقول بهدوء..: ماهو..؟
اخرجت هاتفها من جيب بنطالها الخلفي و تقدمت منه بعدما وضعت الفيديو على الشاشة.. قالت بهدوء واثق..: انظر إليه.. ستتفاجئ عندما تراه..
فتحه بهدوء وهو يعتدل بجلوسه .. بعد ثوان فقط تبدلت ملامحه من الهدوء إلى الغضب الشديد.. ارتفاع صدره و نزوله من تنفسه الحاد السريع.. سلامياته المشدودة و عروق يده النافرة.. لا يصدق ما يراه.. الخادمة المخلصة منذ سنتين وهي لديهما .. بكماء .. تخدمهما بإخلاص.. لا يصدق أن تغدر به هكذا.. ضرب بكفه على سطح الطاولة بغضب ثم استقام بعنف وهو يقترب من دينيز الواقفة بثبات و لم يزعزعها غضبه.. بنبرة مرتفعة قليلًا و تنفسه الحار يضرب فكها ..: متى حدث هذا..؟
بثبات أجابت وهي تشرح له ما حدث..: منذ اسبوع تقريبًا.. وصلت إلى المكتب مبكرًا و سمعت صوتًا قادمًا منه.. عندما دخلت لم أجد احدًا و لكني رأيت انعكاس صورتها على الزجاج.. اغلقت الباب بالمفتاح حتى لا تستطيع الخروج منه و خرجت إلى الخارج ثم صورتها دون أن تنتبه..
شدها من مرفقها وقال بعصبية بالغة ..: لماذا لم تخبريني حينها..؟
جذبت مرفقها بحدة وقالت ببرود..: لقد انشغلت بتنظيم الحفل الخيري أم نسيت ذلك..؟
رفع هاتفها وقال بغضب وهو يخرج..: سأحتاجه لوقت ثم سأعيده إليك..
اومأت بصمت وهي تخرج خلفه ببرود و ابتسامة خبث تتسع على شفتيها.. قابلت كمال وهي خارجة فابتسم من ابتسامتها و تقدمت إليه ثم تحركا سويًا وهو يسألها بفضول..: ماذا حدث..؟ أحمد يخرج وهو غاضب و انتِ تظهرين من خلفه و تبتسمين بخبث..؟
ضحكت بمزاج رائق وقالت بسخرية وهي تحرك حاجبيها صعودًا و نزولًا بإغاظة..: لا زلت صغيرًا على ذلك.. عندما تكبر سأشرح لك..
رد لها بسخرية..: بحق الله.. أنا أكبر منكِ بسنوات..
ضحكت ثم توقفت و مدت يدها إليه.. قال باستظراف..: هل أصبحتِ تطلبين الصدقات..؟
باستهزاء مرح..: يا إلهي .. أنت ظريف حقًا.. * ثم بدلت ملامحها للجمود* أريد هاتفك..
ضحك بخفة ثم أخرج هاتفه من جيب معطفه .. مده إليها وهو يتمتم..: قل أعوذ برب الفلق.. تبدين مرعبة..
اخذته ثم ابتعدت وهي تصدر صوتًا ساخرًا بغيظ ووصلتها ضحكاته من تقليدها لصوته بطفولية..


ضغطت عدة أرقام وهي تتأكد من خلو المكان ثم رفعته إلى اذنها.. عندما فتح الطرف الآخر الهاتف قالت بخفوت..: مرحبا سيدي..
بتعجب قال كرم..: روسي..!
بخفوتها ذاته..: نعم سيدي.. أنا هي..
باستنكار..: لماذا تحادثينني من هاتف كمال..؟ أين هاتفكِ..؟
روسلين بهدوء و ما زال صوتها خافتًا وهي تتلفت حولها..: هاتفي مع أحمد.. لقد أخبرته عن الخادمة و هو أخذه حتى يريه كورت..
رفع حاجبه بعدم رضا وقال..: لماذا فعلتِ ذلك..؟
بتوضيح ..: لقد قدمت استقالتها قبل أن استطيع معرفة ما خلفها وما حدود معرفتها.. الآن بعد أن علما سيبحثان عنها و عن رئيسها و قد نستطيع عن طريقهما معرفة شريك المجنون..
باختصار قال كرم..: حسنًا.. اخبريني عن المستجدات..
بهمس..: حسنًا..


اغلقت الهاتف ثم تقدمت بخطوات واثقة حتى وصلت إلى المطبخ.. مكان كمال المفضل.. وجدته يعد له قهوة أمريكية.. وضعت الهاتف على الطاولة بجانبه ثم خرجت بغرور زائف ورأس مرتفع عندما لاحظت نظراته الساخرة منها..


،


في الأعلى..


يكاد يشد شعره من الغضب الذي يشعر بأنه يأكله.. هما تستغفلهما خادمة بكماء.. الحقيرة.. من حسن حظها بأنها ليست أمامه و الا لكانت الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة.. تمتم بغضبٍ عات..: الحقيرة.. كيف لم أفطن لذلك..؟ و لماذا قدمت استقالتها و ذهبت..؟ إلى أين قد تذهب..! إلى أين..؟ رفع هاتفه وهو يتصل على مكان محدد.. شخص سيخبره عنها أدق التفاصيل.. عندما وصله صوت الطرف الآخر قال بحدة و دون أن يترك له مجالًا..: أريد معلومات كاملة عن هوليا بيركان.. أدق التفاصيل أريدها بعد نصف ساعة على مكتبي.. منذ ولدت حتى اليوم.. حتى أكلها أريد أن اعرفه.. هل فهمت..؟
بتوتر..: فهمت سيدي..


و بعد نصف ساعة.. كان هناك نسختين.. نسخة على مكتب كورت و نسخة على مكتب كرم..

سحب كورت الورقة من فوق الفاكس و قرأها.. كل ما كان فيها هو " لا يوجد فتاة اسمها هوليا بيركان في استانبول .. الهوية مزيفة.."

أما كرم فقد رفع الورقة بابتسامة انتصار ثم تحرك و خرج متجهًا إلى غرفة التحقيق.. و رجل كورت جالسًا هناك بتوتر و ينظر إلى سلافا الجالسة أمامه و سرمد الواقف خلفه و منحنيًا بجسده للأمام حيث ينظر إليه من جانبه.. فهما قد قبضا
عليه عندما كان يبحث عن الخادمة و هما من أرسلا الورقة
إلى كورت ..


,

بنفس الوقت و بمكان آخر.. مستودع قديم واسع.. متجمعة فيه عدة قطع من الأثاث.. مروحة قديمه تصدر أزيزًا كلما وصلها الهواء من الخارج .. و باب واسع يحتل جدار كامل و يفتح من الأسفل إلى الأعلى بالسحب.. و في الخارج عدد كبير من السيارات المعطلة.. و هناك مكتب متوسط الحجم.. فخم يناقض قدم المكان.. و مقعدين منفردين بفخامة لا تقل عن المكتب.. يجلس هناك رجل ببداية عقده الخامس.. حمل هاتفه بين يديه و أرسل رسالته بابتسامة خبيثة و قال لرجله أمامه دون أن ينظر إليه ..: نفذا اليوم ما طلبته منكما.. في الوقت المناسب .. سنضرب عصفورين بحجر.. ثم ضحك ضحكة منفرة من الشر الكامن فيها..



فتح كورت هاتفه ووجد فيه رسالة جديدة.. تهديد جديد.. عقدة تكونت بين حاجبيه عندما قرأها.. لا ينقصه غضب جديد.. فهو قد اكتفى اليوم و تعبت اعصابه.. مد هاتفه إلى أحمد الذي ينظر إليه.. اخذ أحمد الهاتف و قرأها .. مختصرة.. مريبة.. معناها واضح .. و كأنه يشم رائحة الفقد منها .. كانت ببساطة " لقد حذرتك"..





،




عند المغيب..



تراقب غروب الشمس من المقهى الذي توقفت مع كمال فيه حتى يقضيا بعض
الوقت قبل أن يوصلها إلى شقتها.. ابعدت عينيها عن الزجاج و التفتت إلى كمال وقالت بهدوء..: أشعر بأنه يحدث شيء مريب هذه الأيام..
لم يعلق و هي أكملت حديثها و عينيها تتنقل في زوايا المقهى و تشعر بانقباض في قلبها..: المكان هنا ليس مريح.. مكشوف أكثر من اللازم..
رفع حاجبيه باستغراب من كلامها وهو ينظر بدوره إلى المقهى ولم يرى أي شيء غير مريح.. قال بهدوء..: أنتِ تتوهمين ذلك..
رفعت كتفيها دون أن ترد و بقيت ترتشف من قهوتها بهدوء.. عقدة قلق تكونت بين حاجبيها و قالت بمباشرة..: اشعر بأنه سيحدث شيء .. " ثم وقفت بسرعة و أردفت" هيا لنغادر.. لم أعد مطمئنة للمكان..
وقف كمال وهو يضع المال على الطاولة و يتحركان معًا للخروج.. كانت منشغلة وهي تضع هاتفها بجيب بنطالها عندما سحبتها يد قاسية ورمتها على الأرض.. لم تستوعب بعد وهي ترى كمال بجانبها و يخرج سلاحه بسرعة.. نظرت من حولها إلى الناس المذعورين وهم يختبئون خلف الطاولات من اطلاق النار العشوائي.. مدت يدها إلى حزامها من الخلف وهي تسحب سلاحها بسرعة و تبدأ بإطلاق النار مع كمال.. تظهر حتى تهاجم ثم تعود للإختباء عندما يردون عليهما بالمثل.. رفعت جسدها تريد إطلاق النار و لكن هناك رصاصة أصابت سلاحها و التوت معه يدها.. صرخت بألم وهي تعود للجلوس خلف الكرسي و تنظر إلى سلاحها الذي أصبح بعيدًا عنها.. جثى بجانبها كمال و قال بقلق.:: هل أنتِ بخير..
أجابته بهزة من رأسها وهي تحتضن يدها و تشعر بألم شديد.. ارتفع كمال وهو يعاود اطلاق النار و لم يكد يظهر حتى أصابته رصاصة بجانب عنقه.. ارتطم في الأرض بعنف و هو يشهق من الألم ، وضع يده على رقبته ثم رفعها ليرى أنامله غارقة بدمائه و نظر إلى روسلين التي رفعت جسدها بصعوبة و اقتربت منه.. وضعت أناملها فوق يده وهي تصرخ بالمتواجدين الذين ظهروا بعد هروب السيارة التي كان المهاجمون فيها..: اتصلوا على الإسعاف حالًا..
عادت بانتباهها إلى كمال الذي بدأ يفقد الوعي و دمه يتدفق بكثرة.. ضربته بخفة على وجهه تريد أن يبقى مستيقظًا ولا يفقد وعيه.. نظر إليها بجفون مطبقة بنظرات يأس و ربت على كفها ثم تهاوت يده بجانبه وهو يغيب عن الوعي.. صرخت بصوت أعلى تخاطب المتواجدين..: أريد إسعاف الآن.. اتصلوا بالإسعاف..
ثم مدت يدها إلى عنقها وهي تبعد وشاحهها بسرعة و تضعه على رقبة كمال الملقى أرضًا دون أدنى حركة منه.. مدت أناملها بصعوبة و تردد وهي تشهق بخفوت إلى جانب عنقه .. ضغطت بخفة وهي توجه إنتباهها كله ولكن لاشيء.. لا نبض.. رفعت يده بسرعة وهي تضغط بأناملها وكانت نفس النتيجة.. تراجعت إلى الخلف مفجوعة ثم تهاوت بعدم تصديق.. لقد مات .. لقد مات بين يديها.. رفعت كفيها ونظرت إليها وهي توسع عينيها بعدم استيعاب إلى دماء كمال التي خضبتها.. كانت كفيها ترتجف وهي تنظر إليها بلا شعور.. و ألف ألف شعور يمزقها من الداخل.. لأول مرة يموت شخص بين يديها.. وما أقسى ذلك.. رفعت نظرها عندما سمعت صوت سيارة الإسعاف و صوت المسعفين يتقدمون بسرعة و يزيحون المتجمهرين إلى الخلف.. مسحت وجهها بأناملها فتلطخ بالدماء.. وضعت يديها على الأرض و رفعت جسدها بوهن و هي تتراجع بخطوات غير متوازنة.. نفضت ملابسها ثم رفعت ملامحها المرتسمة عليها الفاجعة بأقسى صورها.. بعض خصلات فلتت من عقال شعرها المحكم.. و جفنيها الحمراء و دموعها الحبيسة .. ملامحها جامدة بشكل رهيب.. اطبقت جفنيها بغصة عندما رأتهم يسدلون الغطاء على كمال و نزلت حينها دمعة وحيدة حارة شعرت بأنها احرقت خدها.. تقدم إليها رجل أمن و ناداها.. ناظرته بصمت فقال بلطف..: أنا متأسف سيدتي ولكن يجب حضورك معنا إلى المركز حتى تقدمي إفادتكِ..
اومأت بصمت و تقدمته حتى وصلت إلى السيارة و نظرها يتبع سيارة الإسعاف المغادرة.. ابعدت عينيها بألم و ركبت السيارة بجمود يناقض احمرار عينيها..





،



في غرفة التحقيق..


تجلس هناك منذ ما يقارب النصف ساعة.. قدمت إفادتها و تنتظر خروجها.. فُتح الباب عليها فالتفتت ببرود ثم وقفت بسرعة وهي ترمي نفسها بحضن سلافا.. ربتت عليها بمواساة فلفظت بأسى..: لقد مات بين يدي سلافا.. لم استطع انقاذه..
ابعدتها سلافا و قالت بهدوء..: إنه يومه روسي.. ولم يكن بيدكِ شيء لتفعليه..
شردت روسلين بنظراتها ثم قالت بنبرة مبهمة..: و لكنه أصبح لدي الآن ما سأفعله..
بجدية و حزم قالت سلافا..: إياكِ و التهور روسي.. الخطر لا زال يحيط بكِ و لسنا بحاجة إلى خطرٍ آخر..
عادت للجلوس و قالت ببرود..: لا تقلقي.. لن أعرض نفسي للخطر.. ولكن هناك ما يتوجب فعله..
تنهدت سلافا وهي تجلس في الجهة الأخرى مقابلة لها و تفصل بينهما الطاولة و قالت..: حسنًا.. لدينا الآن مشكلة أخرى..
بجمود..: ماهي..؟
زمت سلافا شفتيها بامتعاض و قالت..: أحمد متواجد في المكتب و يصر على رؤيتكِ قائلًا بأنكِ مساعدته..
غضنت روسلين جبينها و قالت بإعتراض..: تعلمين بأني لن استطيع مقابلته فقد يراني أحد و يعرفني.. كما دخلت هنا بسرية سأخرج بسرية..
سلافا بهدوء..: بالتأكيد.. ولكننا لم نستطع إقناعه بالمغادرة ..
ببرود وهي تضرب رجلها على الأرض بحركة متناغمة..: أخبريه بأنني رفضت مقابلته و أن حالتي سيئة و سوف أعود إلى شقتي حتى أرتاح..
استقامت و قالت..: حسنًا.. سأخبره بذلك.. و اذا رفض المغادرة سوف أخرجكِ من الباب الخلفي..
اومأت بصمت و ضجر وكتفت يديها ثم عادت برأسها إلى الخلف و تنفست بعمق.. مُتعبة جدًا.. تريد الراحة فقط و لا غير..





،



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-18, 11:45 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مسترخية منذ نصف ساعة في البانيو وتغطي الرغوة جسدها بالكامل .. رأسها على المنشفة و جفنيها منسدلان باسترخاء تام و كأنها انقطعت عن العالم .. لا تريد أن تتذكر ماحدث اليوم.. و مع ذلك و دون إرادتها كانت دموعها تنزل بصمت و صورة كمال وهو غارق بدمائه لا تفارقها.. فتحت عينيها بـ انزعاج وقد ذهب كل الهدوء و الإسترخاء الذي عاشته لعدة دقائق.. شطفت جسدها ثم لبست معطف الإستحمام و فتحت الباب و خرجت.. لفتها أصوات صادرة من الصالون.. بخوف شدت ضفتي معطفها و تحركت بسرعة إلى أول درج في خزانة الملابس .. اخرجت سلاحها و تأكدت من حشوه .. تقدمت بحذر شديد و بخطوات متوازنة ثم فتحت باب غرفتها وهي تخرج بذات الحذر وخطواتها من شدة خفتها لم تُسمع.. اقتحمت الصالون وقالت بصوتٍ عال..: ضع يديك فوق رأسك..
فُجع من صرختها وهو يلتفت فزفرت بقوة ثم قالت بحدة..: ما الذي أتى بك يا ليفانت..؟ و من أين عرفت مكان الشقة..؟
اقترب منها بصمت حتى أصبح أمامها و مد يده حينها إلى رأسها ودفنه بصدره و بيده الأخرى احتضن خصرها.. ضمها إليه بعمقٍ حان ولم تقاوم هي حاجتها إليه.. ارتفعت شهقاتها فشدها إليه أكثر وردد بخفوت موجوع..: حمدًا لله بأنكِ بخير.. حمدًا لله..
تشبثت به و دفنت رأسها أكثر و كأنها تريد أن تسكن في قلبه ولا تفارقه أبدًا.. بعد عدة دقائق ابتعدت عنه و مسح هو دموعها ثم قبل عينيها بحنان.. وضع كفيه على جانبي وجهها و قبلها على جبينها فوضعت هي يديها على كفيه ثم قالت ببحة..: لماذا أتيت..؟ و كيف عرفت مكاني..؟
سحب يده و أمسك بكفها .. فتحه ثم قبل راحته بعمق قبل أن يجيبها..: أتيت حتى اطمئن عليكِ.. و حصلت على العنوان بطرقي الخاصة..
قاطعهما رنين الجرس فابتعدت عنه دون تعليق و اقتربت من الباب.. ناظرت من العين السحرية ثم عادت بسرعة و توتر.. سحبته من كفه إلى غرفة نومها وهو يسألها بتعجب..: ماذا يحدث..؟
باستعجال..: ابقى هُنا.. إنه أحمد..
عقدة غضب تكونت بين حاجبيه وقال بحدة..: أحمد..! ماذا يفعل هُنا..؟ و هل يأتيكِ دومًا..؟
لفظت بخفوت و توتر حاد وما زال الجرس يرن..: ليس وقت تحقيقك الآن.. ابقى هُنا حتى يغادر..
ثم ابتعدت وهي تريد الذهاب حتى تفتح و لكن قبضته استوقفتها وهو يقول بغضب..: إلى أين ..؟ هل ستفتحين الباب و أنتِ هكذا..؟
نظرت إلى نفسها وقد نسيت بأنها لا ترتدي سوى معطف الاستحمام.. قالت بخفوت وهي تسحب عضدها..: انتظرني هنا يا بلاء رأسي.. ثم تقدمت إلى الباب و قالت تكلم أحمد من خلفه..: هلّا منحتني دقيقة.. سأعود حالًا..
عادت إلى غرفتها ووجدت ليفانت يجلس على السرير بتجهم.. تجاهلته وهي تذهب إلى غرفة التبديل .. تناولت بنطال جينز و كنزة صوفية و شرعت بلبسها.. ثم خرجت و هي تنفض شعرها و تحاول ترتيبه باستعجال دون أن تنظر إلى ليفانت.. تقدمت إلى باب الشقة و أرسلت نظرة أخيرة إلى باب غرفتها بتوتر.. اخذت نفسًا عميقًا و زفرته بقوة ثم فتحت الباب.. دخل بهدوء عندما همست له وهي ترحب فيه.. تقدمته حتى الصالون و أشارت له بالجلوس ثم جلست مقابله.. قال بهدوء..: أردت الإطمئنان عليكِ فقط.. عندما لم استطع رؤيتكِ في المركز الأمني قلتُ لنفسي بأن أمر عليكِ هنا حتى اطمئن..
بصوت هادئ قالت..: لا بأس.. اعذرني فقد انتظرتني على الباب و لم افتح فقد كنت استحم..
اومأ ببساطة و نظراته تعانق شعرها الرطب الذي يؤكد كلامها ثم قال..: أنا آسف دينيز على ما حدث اليوم.. الهجوم كان تهديدًا لكورت..
رفعت حاجبيها بتعجب و سألت بريبة..: لماذا..؟ ماذا حدث حتى يهددونه..؟ و من يكونون..؟
زفر بهم ثم قال و هو يبوح إليها..: لا نعلم لماذا..؟ منذ اسبوعين تصل إلى كورت رسائل تهديد من رقم مجهول و تحمل مضمون مجهول لم نستطع فهمه.. يحذروننا من أن عدونا أقرب إلينا مما نتخيل.. و عندما بحث كورت وراء الخادمة وصله تهديد آخر يحذرنا من البحث ورائها.. بالطبع لم يهتم كورت و نفذوا تهديدهم عندما هاجموكما..
فتحت عينيها بصدمة وهي لم تتوقع أن كورت يتلقى تهديدات.. و يبدوا بأنهم يقصدونها.. عقدت حاجبيها بتفكير.. أنهم.. أنهم.. هذا يعني بأنهم مجموعة.. نظرت إليه و سألت باستفسار..: هل هما مجموعة..؟
رفع كتفيه بمعنى لا أدري ثم هتف..: قد يكونوا مجموعة.. أو اثنان.. لكنه ليس واحدًا.. الرسائل تصل من أرقام محجوبة او مجهولة..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تفرك كفيها ببعض ولفظت بخفوت تريد التأكد..: حسنًا.. لكن لم أفهم لماذا أنا و ليس أنتَ أو حتى كورت..؟
بتفكير لفظ..: حتى نحن لم نفهم لماذا أنتِ.. قد يكون لأنكِ مساعدتي..
هزت رأسها ولم تعلق ووقف أحمد حينها و قال..: حسنًا.. أنا سأغادر الآن بعدما رأيتكِ.. *ثم أردف *تستطيعين التغيب ليومين أو أكثر..
بخفوت..: حسنًا..
رافقته حتى الباب بصمت.. حينها التفت إليها و مرر أنامله على أهدابها بحركة مفاجئة وقال..: لا تبكِ أكثر.. جفنيكِ حمراء..
تراجعت خطوتين بتوتر رهيب من لمسته البسيطة و قال هو بهدوء وهو يفتح الباب و يغادر..: إلى اللقاء..
اتكأت على الباب وتنفست بعمق تبعد عنها التوتر.. فتحت عينيها وهي ما زالت على نفس وقفتها و شردت بنظراتها إلى السقف المزخرف بفخامة و إتقان ثم رفعت جسدها و تحركت بخطوات رتيبة إلى غرفة النوم.. دخلتها فوجدت ليفانت يقف عند الشرفة و نظراته مصوبة بحدة عليها.. بقيت تنظر إليه بهدوء وهو يبادلها بنظرات مشتعلة.. تفهم ما يدور بباله و تشعر باحتراقه من حظور أحمد.. أكملت خطواتها بصمت و تجاهل وهي تتقدم إلى أرفف الزينة.. تناولت المجفف و شغلته حتى تجفف شعرها فلا صبر لديها حتى يجف من الهواء الطلق.. قبل أن تبدأ شعرت بقبضة تعتصر عضدها و همسة ليفانت المنفعلة تصلها..: ماذا يريد..؟
اطفأت المجفف و التفتت إليه ببرود وصمت دون أن تجيب وهي تسحب يدها منه.. افلتها ثم قال باشتعال و انفاسه الحارة تلفح فكها..: ماذا كان يريد روسي..! و لماذا بقيَ كل هذا الوقت..؟
ببرود..: لقد بقي لعدة دقائق فقط فلا تبالغ بردة فعلك..
حينها اشتعل من برودها.. يحترق وهو يدرك بأنها ليست المرة الأولى التي يأتي بها أحمد إلى هُنا.. يحترق و هو يتذكر حديث أحمد عنها بإعجاب صريح.. يحترق وهو لا يستطيع إعادتها إليه و الخطر ما زال موجودًا.. يحترق و يحترق وهو يرى صدها عنه و برودها معه.. لفظ بغيرة..: كم عدد المرات التي قد أتى بها إلى هُنا..
اقتربت منه حتى التصقت فيه و بهمس بارد..: لا شأن لك..
مسك كتفيها بقوة و لم تعترض وهو يقول باحتراق..: أجيبي..
ببرود أجابت..: لا أذكر.. هل هي خمس مرات أم أربع.. لا يهمني ذلك..
نفضها بحدة و تراجع إلى الخلف حتى يسيطر على أعصابه.. أولاها ظهره و صدره يرتفع و ينزل بانفعال.. تعلقت نظراتها على ظهره بحزن و ألم من حالهما.. لا تريد جرحه ولا الاستنقاص منه.. يؤلمها أنها تظهر الجانب العصبي منه.. التفت إليها وهو يسأل بهدوء يناقض عنف عينيه..: أجيبيني روسي.. ماذا كان يريد..؟
تبدلت ملامحها من الحزن إلى السخرية وقالت..: كان يريد أن يطمئن علي و يقبلني قبلة المساء..
كانت تسخر منه وهذا واضح له و لكن لم يمنعه ذلك من الإشتعال.. تقدم منها بخطوات واسعة حتى احكم عليها بين يديه.. قال بخفوت غاضب..: تريدين قبلة المساء إذن..!
قبلها بغضب و انفعال وهي تجمدت بين يديه وهي تشعر بحرارة شفتيه تغزوها.. عندما شعر بتصلبها خفف من ضغطه على جسدها و تحوّلت قبلته إلى شيء آخر.. فهو قد أضناه الشوق و لن يتركها حتى يرتوي و يستكين قلبه في قربها..




،




وضعت الطبق أمامها و جلست ثم شرعت في الأكل بشهية.. ابتسمت بهدوء عندما تذكرت روسلين.. ترى ماذا فعلت عندما رأت ليفانت.. شردت وهي تتذكر مكالمة ليفانت قبل ساعتين عندما وصله خبر تعرض روسلين لهجوم..



قبل ساعتين..

كانت تلبس حقيبتها بعد أن جمعت مستلزماتها حتى تغادر ولكن قاطعها رنين الهاتف.. وضعت حقيبتها على المكتب و أخرجت الهاتف لترى إسم ليفانت.. أجابت بهدوء..: مرحبا..
باستعجال..: مرحبا سلافا.. أريد العنوان الذي تسكن فيه روسي..
ببرود أجابت..: لا يحق لي أن أخبرك..
لفظ بصبر..: أريد الاطمئنان عليها..
بذات برودها..: لا استطيع إخبارك..
تنهد بخفوت ثم قال..: لطفًا سلافا.. أريد أن أطمئن عليها..
حينها قالت بهدوء..: هي بخير.. و أنتَ لديك أخرى بالتأكيد تنتظرك الآن..
غضن جبينه و بنفاذ صبر..: ماذا يعني الآن..؟
بسخرية قالت..: يعني بأنني أعلم بأنك تخونها..
أعاد رأسه إلى المرتبة وقال..: الأمر ليس كما تظنين.. سأشرح لكِ لاحقًا.. أريد رؤية روسي الآن..
بحزم..: لن أخبرك حتى تشرح لي الوضع وأفهم..
تحدث بنفاذ صبر..: حسنًا.. أتلقى تهديدات من أشخاص روسلين تحقق في قضيتهم و أنا ابعدتها عني حتى لا أعرضها للخطر..
ألجمتها الصدمة فلم تتوقع بأن يكون هذا السبب.. عندما طال صمتها قال..: هل أنتِ على الخط..؟
ابتلعت صدمتها و قالت..: هذا ليس بحل.. فأنتَ لم تبعد الخطر عنها و كنت تستطيع إيجاد حلول أخرى.. ما فعلته غباء ..!
بهدوء..: كان أول حل أمامي.. و الآن أريد العنوان..
تجاهلته و قالت بتصميم..: لماذا لم تخبر روسي..؟
بحدة..: مستحيل.. لن أدفعها إلى الخطر بيديّ.. * ثم بتحذير* إياكِ أن تخبريها..
زمت شفتيها بعدم رضا ثم أملته العنوان و أخبرته عن موضع المفتاح الإحتياطي و أغلقت الخط..


عادت إلى واقعها و هي تنظر إلى الطبق وقد ذهبت شهيتها و لكنها أجبرت نفسها على الأكل فهي تتضور من الجوع.. بتفكير عميق و هي تأكل.. من الذين يهددون ليفانت..؟ هل هما نفس الأشخاص الذين هاجموا روسلين..؟ أم أن ساحة الأعداء كبرت وكل واحدٍ منهم أبرز أسلحته و بدأ بالحرب..؟






،





قبل صدغها وهي تدفن رأسها في عنقه.. لو لم تكن واثقة بأنه لم يخُنها و بأن وراءه شيء لايريد أن تعلمه لم تكن لتسمح له بالإقتراب منها أكثر.. هُناك شيء و هي مصرة على معرفته ولكن ليس الآن.. فلتهنأ بقربه قليلًا.. همس و هو يقبل شعرها..: اشتقت إليكِ..
لم تجبه فقال وفكرة مجنونة تسيطر عليه..: روسي.. أريد أن أطلب منكِ شيء و لكني متردد لأنكِ سترفضين.. لكنه شيء مهم لي للغاية و أتمنى حقًا ألا ترديني خائبًا..
رفعت رأسها لتنظر إليه عن قرب.. قالت بهدوء..: ماهو..؟
بتوتر..: أريدكِ أن تتركي عملك..
بهدوئها ذاته..: لماذا..؟
مرر أنامله بين طيات شعرها و قال..: لا أريد أن أفقدكِ..
رفعت جسدها وهي تشد اللحاف عليها و سألته..: هل تريدني أن أتخلى عن وطني لأنك لا تريد أن تفقدني..؟
بثقة..: أنتِ لن تتخلي عنه.. فقط ستخدمينه من جهة أخرى لا يوجد فيها خطر و قلق..
استلقت بهدوء ثم قالت..: اعذرني ليفانت.. لكنني لا استطيع ترك عملي.. أنا الآن في منتصف قضية مهمة ولا أستطيع تركها لأنكَ تريد ذلك..
احتضنها وقال بلطف و رجاء..: أرجوكِ روسي.. فكري بالأمر..
ابتعدت بهدوء وقالت بجدية..: أنا حقًا لا استطيع ترك القضية لأنني سأُلفت الإنتباه لي و سأكون بخطرٍ أكبر..
بابتسامة..: هل يعني ذلك بأن لا مانع لديكِ من تركه..؟
بثقة تخفي خلفها مكرًا شاسعًا..: أنا حقًا أحب عملي و مغرمة به ولكن اذا توفرت الأسباب لا أُمانع بتركه..





.

.


.




انـــتـــهـــى..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 10:18 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالث عشـر..





صباح اليوم التالي..



مدت يدها حتى تغلق رنين المنبه المزعج لتصطدم بجسد أمامها.. فتحت عينيها بنعاس و رأت أمامها ظهر رجل فصرخت بصوتها كله وهي تقفز و تقف بتحفز.. أما هو فقد قام بفزع من صرختها العالية.. هتف بخوف وقلق..: ماذا حدث يا روسي..؟ لماذا تصرخين..
هي عندما رأته وضعت يدها على صدرها حتى تهدئ من انفاسها المتسارعة.. قالت بخفوت..: لقد أخفتني.. متى عدت إلى هنا..؟ لم اشعر بك..
زفر أنفاسه بغيظ منها وقال..: لقد عدت عند شروق الشمس..
وضعت يدها على وسطها وقالت بتحفز وبعض الحدة..: لماذا عدت..؟ كان من الأفضل أن تبقى مع عشيقتك عندما اتصلت عليك فجرًا..
ضغط على أسنانه وهو يتمنى لو يقبلها حتى تتقطع أنفاسها فتراقب كلماتها قبل أن تنطقها.. العجيب بالأمر أنه يغيظه وبشدة عندما تتهمه بالخيانة .. يشعر وكأنها تقول بأنه يتخلى عن حياته و شمسه.. انزلقت نظراته على جسدها الغض وقال بسخرية..: هل كنتِ تظنين أن المتسلل سوف ينام بجانبكِ و أنتِ بهذا الشكل ولا يفعل لكِ شيء.. * ثم بتهكم* لص مؤدب..
نظرت إلى ثيابها المكونة من قطعتين.. تيشيرت و شورت إلى منتصف الفخذ.. زمت شفتيها حتى تحبس ابتسامتها وهي تهرب بنظراتها بعيدًا عنه.. صمتت وهو في المقابل بقي ينظر إليها بهدوء.. يحفظ كل سكناتها و حركاتها.. كلماتها التي تسخدمها في غضبها و كلماتها التي تقولها بمزحها.. متى تكون خالية البال و متى يكون بالها مشغول حتى لو بشيء صغير.. مثلًا الآن.. هناك ما تود قوله ولكن عينيها ترفضان الخضوع.. وكأنها ستناقض نفسها بما ستقول.. وصدق حدسه عندما اطرقت بنظراتها إلى الأرض وقالت بهدوء..: لا يصح تواجدك هُنا ليفانت..
نزل من السرير بصمت و تقدم إليها حتى احتضن رأسها بين يديه ووضع إذنها على قلبه وقال بهمس..: هل تسمعين قلبي روسي..؟ نبضاته لا تهدأ إلا عندما تطمئن بأنكِ قريبة منها..
رفعت كفيها و انزلت كفيه ثم ابتعدت بخطوات متوازنة حتى جلست على طرف السرير وقالت بنبرة مبهمة..: أنتَ لا تحتاجني.. لديك ذلك المخلوق المسمى رنده.. اذهب إليها ولا تعرضني للخطر..
شد جفنيه بغضب.. كل دقيقتين تذكره برنده.. لا تعطيه فرصة ليعيش معها هذه اللحظات التي لن تتكرر قريبًا.. وصله صوتها الهادئ تقول باستنكار..: لماذا تغضب عندما اذكرك بعشيقتك..؟ ألم تتبجح بخيانتي و أنك تحتاجها..!
بنرفزة حقيقية..: لأنني لا أريدكِ أن تذكريها بوجودي..
فلتت منها ضحكة قصيرة متعجبة وقالت باستغراب..: لماذا..؟ * ثم بسخرية* هل تغار عليها حد أنك لا تريد أن يذكرها غيرك ..!
هتف بغضب..: روسي.. توقفي عن الاستهزاء..
أمالت جسدها للخلف واتكأت على مرفقيها وقالت بهدوء..: حسنًا.. دعنا نعود إذًا لموضوعنا.. وجودك هُنا سيعرضنا كلانا للخطر.. لذلك لا تأتِ مرة أخرى إلى هنا اطلاقًا..
تقدم حتى جلس بجانبها بصمت.. تنهيدة عميقة فلتت منه وقال بتساؤل..: كيف اطمئن عليكِ اذًا..
بسخرية..: من سلافا.. فعلى ما يبدو بأنكَ اصبحت صديقها..
تأفأف بضجر وقال..: لا أرجوك.. لن نعود إلى نفس الموضوع..
اعتدلت بجلوسها وقالت بإصرار..: أنا أعرف سلافا جيدًا.. لن تخبرك بمكاني و تعطيك المفتاح إلا بعد أن تقنعها وهي تعلم بخيانتك..
تمتم بصوت غير مسموع..: يارب الصبر.. عادت لتقول خيانتي..
باستهزاء..: هل أصبحتَ تحادث نفسك ليفانت..؟
هتف وهو يقبض على عضدها بحدة..: لن أكررها أكثر.. اتركي عنكِ السخرية..
تألمت فسحبت عضدها و تركها هو فقالت برقة..: لقد أصبحت تغضب كثيرًا ليفانت..
نظر إليها بعمق و أخذ كفها وقبله ثم قال باعتذار موجوع..: أنا آسف.. غيابك يؤثر علي بشكل سلبي..
رفعت حاجبها بغرور تريد إغاظته ونجحت عندما رأت نظراته المشتعلة.. ضحكت بخفة ثم قالت..: لم تجبني.. ماذا قلت لسلافا حتى أخبرتك..؟
استقام وقال ببرود وهو يخرج من الغرفة..: لاشيء..




بعد نصف ساعة..


وضعت الإفطار على الطاولة أمامه وجلست بصمت.. أكل بصمت مماثل وهو يوزع نظراته عليها و على تصميم المطبخ الراقي.. قطع صمتهما رسالة وصلت إليها.. رفعت هاتفها وقرأتها.. كان يراقب تحول نظراتها من الهدوء إلى الغضب.. غضب شديد و توتر أشد.. تمتمت بفم مرتجف..: اللعنة.. اللعنة عليكما..
استقامت بثورة و سقط المقعد من وقوفها المفاجئ ودفعها له بقدمها.. رفعته بغضب وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة.. اخذت هاتفها و غادرت بخطوات واسعة إلى غرفتها.. رفعت هاتفها أمام عينيها و تشعر بأن غمامة تغشيهما.. ضغطت بأناملها الرقيقة على جفنيها ثم طلبت رقم محدد.. قالت عندما فتح الخط باندفاع.: إنهم يعرفونني..
بقي صامتًا للحظات حتى يستوعب اندفاعها ثم تحدث بهدوء..: حسنًا.. كنا نتوقع ذلك..
صدرها يرتفع و يهبط بسرعة و أنفاسها ثائرة.. واقفة بجمود و تحاول السيطرة على غضبها ولا تستطيع.. عندما لم تُجبه قال بذات هدوءه..: ماذا حدث روسي..؟
زمت شفتيها بتوتر ثم قالت..: لقد قاموا بتهديدي.. وصلتني رسالة من رقم محجوب يوضحون لي فيها بأنهم يعرفونني..
صمت كرم بتفكير عميق وهتف بعدها بسكون..: حسنًا.. أنا موافق على اقتراحكِ بالأمس.. ستقابلكِ سلافا بسرية و ستنفذين كل شيء بسرية.. عملنا معتمد عليكِ روسي.. فلا تخذلينا..
اشتعلت عينيها بحقد عندما تذكرت اقتراحها بالأمس وهي في غرفة التحقيق.. لن تمرر لهما موت كمال أبدًا.. قالت بثقة وقوة..: لن أخذلكما .. ثق بذلك..
أجابها باختصار..: أثق بكِ..

انزلت الهاتف والتفتت حتى تعود إلى ليفانت لكنها وجدته واقفًا أمام الباب بوجه شاحب.. زفرت بقوة وتقدمت حتى وقفت أمامه ثم قالت..: ماذا سمعت..؟
نظر إليها بصمت.. إلى قوتها و ثقتها العتيدة بنفسها.. إلى الإصرار بنظراتها.. خائفٌ عليها بحق.. يعلم بأنها تستطيع الدفاع عن نفسها ولكن ماذا يفعل بقلبه الأحمق.. يشعر بأن قلبه مبلل بالخوف عليها كطائر بلله المطر على غصنٍ أعوج و قد أفسد الإعصار عشه.. يتمنى لو يخبئها فيه.. بين قلبه و عينيه.. وعلى صدره و ذراعيه.. ابتلع ريقه بصعوبة و قال بصوت خافت موجوع..: إنهم يعرفونكِ روسي..
بحزم قاطعته..: لن نتحدث عن ذلك اطلاقًا.. أنتَ لم تسمع شيء و لم تراني من الأساس..
قبض على كتفيها الرقيقة وقال بقوة وهمس..: أنا خائفٌ عليكِ لا أكثر.. لا أريدكِ أن تُصابي بأي أذى..
رفعت حاجبها بحدة وقالت بجمود..: هذه ليست أول مهمة لي.. لماذا أنتَ خائف أكثر من المهمات السابقة..؟
شتت نظراته عن عينيها حتى لا يُفضح سره وقال بهدوء..: أنا أخاف عليكِ دائمًا وهذه ليست أول مره..
بسخرية قالت..: تخاف علي وأنتَ تريد تركي..
نظر إليها بقوة وقد استفزته..: تعلمين بأنني أحبك..
اقتربت منه أكثر وقالت بجدية..: ماهذا الذي تفعله ليفانت..؟ أي تناقض هذا..؟
تهرب من إجابتها وقال بهدوء..: أنا حقًا أتمنى أن تتركي عملكِ هذا..
عادت لتحاصره بقوة..: لماذا تتمنى ذلك و نحن سنفترق..؟
بقوة ظاهرية و توتر خفي..: عندما تتركينه سأعود إليكِ..
صمتت بمفاجأة ثم هتفت بنبرة مبهمة..: هل تخيرني الآن أم أنني لم أفهمك جيدًا..؟
رفع كتفيه بلا مبالاة وهو يحترق من الداخل.. يشعر بأن حياته ستفلت من بين يديه و تتهاوى.. أي غباء جعله يقول ذلك.. يعلم ردها جيدًا.. و ليس هُناك خاسرٌ سواه.. روسلين التي يعرفها لن تخضع أبدًا ولن تتخلى عن مهنتها حتى لو اجتثت قلبها بأناملها و عصرته ولن تتوانى عن ذلك ما دامت في المقابل ستكسب شرف خدمة وطنها.. طال صمتها و هي تطرق بنظراتها أرضًا بعد أن ابتعدت عنه قليلًا.. عقد حاجبيه بقلق من صمتها و جبينها المتغضن.. بماذا تفكر بحق الله..؟ أما هي فقد كانت الأفكار تتقاذفها من كل الجهات.. ما الذي يخاف منه ليفانت..؟ لماذا لا يريدها أن تعلم..؟ هناك قلق في عينيه حتى لو لم ينطقه.. لماذا يريد ابعادها عنه..؟ ثم تخييره لها بين عملها و بينه..؟ هناك ما يحدث وهو مستعد للتضحية بها حتى لا تعلم.. رفعت نظراتها المدققة إليه تحاول استكشاف ما يخفيه.. نظراتها كانت شاردة على ملامحه بتفكير عميق.. بعد فترة قالت بهدوء..: ليفانت.. أجبني بصدق.. ما الذي بينك و بين تلك الرنده حقًا..؟
فاجأه انتقالها بالموضوع وهو الذي يكاد يتصبب عرقًا من شدة التوتر بانتظار اختيارها.. قال بعدم فهم و ملامحه حائرة..: ماذا..؟
بهدوء شديد..: لقد سألتك ما الذي بينك و بينها..؟
زفر انفاسه بعمق وهو يمرر أنامله بين خصلات شعره يشدها بخفة من الأمام إلى الخلف ولفظ بخفوت..: لماذا تسألين..؟
أمالت شفتيها ثم قالت باستنتاج..: لقد ربطت بين ظهورها في حياتك و بين خوفك المبالغ.. * ثم قالت باستغباء وهي تعقد حاجبيها بجدية * هل تهددك..؟
نظر إليها بدهشة حقيقية من استنتاجها و فلتت منه ضحكة متعجبة لم تلبث أن تحولت إلى قهقهة عالية .. يتخيل أن رنده الرقيقة تهدده.. حبست ابتسامتها من ضحكته الظاهرة بأنها من اعماقه.. تركته حتى انتهى و بقيت ابتسامة واسعة على ثغره.. وضعت يدها على خصرها وقالت بغضب زائف..: أنتَ لم تجبني..؟
كانت تفتنه بعقدة حاجبيها و وقفتها المتحفزة.. خصلات الذهب القابعة على كتفيها و ظهرها بجمال.. بحر عينيها الصافي الذي يناقض كلامها الغاضب.. و أخيرًا ثغرها المزموم بحدة.. تقدم خطوتين وقبض على خصرها بين يديه.. قال بافتتنان..: ما هذه اللطافة يارب..
انزل رأسه و مقصده ثغرها الشهي لكنها التفتت بعنفوان ووقعت قبلته على خدها.. رفعها عن الأرض حتى اصبحت موازية له و دفن ملامحه في عنقها.. وكأنه انفصل عن العالم وهو يقبله قبلات متتابعة و يستنشق رائحة الياسمين المختلطة برائحتها الطبيعية و كونت منها مزيجًا يجعل عنقها المكان المفضل لديه.. كانت تتلوى بين ذراعيه بضيق..: اتركني ليفانت.. وجودك هنا غير صحيح.. ابتعد عني.. قالتها وهي تلكمه لكمات خفيفة متتالية على ظهره و كتفيه.. افلتها بعد أن اقتص منها على افسادها لمتعته وهو يغرز أسنانه بعنقها.. صرخت بغضب وقالت بشراسة..: هل أنتَ مجنون..؟ هل نسيت بأنهم لا يعرفون أنني مرتبطة.. تبًا لجنونك.. ستصبح كدمة واضحة..
ضحك باستمتاع وهو يرى غيظها و هي تمد عنقها أمام المرآة لترى أثر عضته و تتمتم ..: تبًا لجنونك ليفانت..
التفتت إليه بعنف عندما سمعت ضحكته فقال باستمتاع حاول إخفائه عنها حتى لا تثور عليه..: تستحقين ذلك.. و حتى يفهمون بأنكِ لي..
تقدمت إليه ثم دفعته إلى الباب وقالت بغضب وحدة..: أنا لست لك.. لست ملك أي أحد.. أنا لدي حريتي.. هل تفهم.. حريتي.. لست لك..
توقف عند الباب و قد كان يمشي برغبته ثم قال ببرود وهو يداعب خدها بسبابته بإغاظة..: وداعًا جميلتي..





،




بعد انتهائه من عمله رفع هاتفه و أرسل رسالة مختصرة .. بعد عدة دقائق وصله الرد فابتسم و ارسل رسالة أخرى لرقم آخر كان مفادها " لقد استأجرت لكِ الشقة المجاورة.. ستنتقلين إليها اليوم و ستبقى السابقة لكِ أيضًا تحسبًا لأي طارئ.. فما داموا يعرفونك فهذا يعني بأنهم يعرفون مكانكِ أيضًا.."
ضحك بخفة فهذا التمويه كافٍ لهم.. فهم إن كانوا يراقبونها فلن يعلموا بأنها ليست بالمكان المتوقع ولكن بمكان مجاور له.. وهو لا يريد لفت انتباههم لو قام بتغيير مكانها إلى آخر بعيد.. قطع افكاره رنين هاتفه.. رفعه و ابتسم بهدوء..: مساء الخير..
برقة ..: مساء الخير ..
تحدث بحنان خاص لها..: كيف أنتِ الآن..؟ هل أصبحتِ أفضل..؟
ابتسمت بلطف وقالت..: أنا بخير.. أريد أن أراك.. اشتقت إليك جدًا..
رفع ساعته ونظر إلى الوقت ثم قال..: حسنًا.. نصف ساعة تكفيكِ حتى تتجهزي.. *ثم بضحكة* سأدعوكِ للغداء بمناسبة شفائك من الانفلونزا التي تصيبكِ كل وقت..
ابتسمت بهدوء و قالت..: حسنًا ..




،




بنفس الوقت.. كانت روسلين قد خرجت من الباب الخلفي و ركبت دراجتها النارية كعادتها عندما تريد مقابلة سلافا.. فما داموا يراقبونها فهم سيتعقبونها وهي لن تعرض سلافا و سرمد للخطر أبدًا.. يكفي كمال الذي مات دون ذنب سوى حمايتها.. وصلت إلى المكان المحدد ووجدت سلافا واقفة أمام سيارتها .. ترجلت وهي توزع نظراتها في المكان من حولها.. اقتربت منها وعندما رأتها سلافا ابتسمت و احتضنتها.. ابتعدت عنها وقالت وهي ما زالت تلتفت حولها باستغراب.. قالت بابتسامة..: لماذا نحن هُنا..؟ لقد توقعت بأننا سنتقابل على الهاوية.. وتعجبت عندما وصلت إلى هنا..
ابتسمت سلافا وقالت وهي تمسح بكفها على بطنها..: أنا أتضور جوعًا.. و هذا أفضل مكان لنتكلم فيه..
ضحكت روسلين وقالت..: و أنتِ عندما تجوعين لا تستطيعين التحمل قليلًا..
رفعت سلافا كتفيها برقة وهي تبتسم ولم تعقب فقالت روسلين..: هل المكان آمن..؟
بثقة..: اطمئني.. آمن تمامًا.. ثم تقدمت وقالت..: هيا إلى الداخل.. سأتجمد من البرد..
تبعتها روسلين إلى الداخل.. كانت أجواء المطعم هادئة و دافئة.. يطغى عليها اللون الذهبي الدافئ مع البني بتمازج مريح.. اختارت سلافا طاولة محددة و بعد جلوسهما بدقائق تقدم النادل حتى يأخذ طلباتهما.. بعد مغادرته ارتاحت روسلين على المقعد و سألت سلافا..: هل كل شيء جاهز..؟
هزت رأسها بموافقة وقالت..: بقي التنفيذ فقط.. هل ستفعلينها اليوم..؟
..: لا.. سأنفذها غدًا.. اليوم لم يتبقى وقت و أحمد بالتأكيد الآن في المكتب ولن يخرج منه إلا بالوقت المعتاد..
اومأت بصمت و صمتت روسلين بالمقابل.. بعد عدة لحظات قالت روسلين بهدوء..: أنتِ ماذا حدث معكِ..؟ هل استطعتِ إيجاد ما تبحثين عنه بعد المراقبة..؟
بهدوء قالت سلافا..: لم يحدث أي شيء حتى الآن.. كل شيء طبيعي..
بلطف و قوة.: هذه البداية فقط سلافا.. سيندم أنا واثقة من ذلك..
ابتسمت لها سلافا بمحبة وهي تشد على يدها الموضوعة على الطاولة.. أتى النادل ووضع الأطباق ثم غادر بهدوء عندما نفت روسلين احتياجهن لشيء آخر .. بدأتا بالأكل بصمت قاطعته سلافا عندما فلتت منها ضحكة مندهشة .. رفعت روسلين عينيها باستغراب وقالت بتعجب..: ماذا حدث..؟ هل أصابتكِ العدوى من ليفانت..؟ هو يتحدث مع نفسه وانتِ تضحكين دون سبب..!
ضحكت سلافا برقة عندما رأت تعجب روسلين ثم قالت وهي تصفر بخفة واستمتاع..: يبدو بأن رئيسنا واقع في الحب.. انظري إليه في الطاولة خلفكِ..
بعدم تصديق..: تمزحين..!
سلافا بضحكة..: تؤ .. انظري إليه يكاد يأكلها بعينيه..
التفتت روسلين وهي تبتسم ولكن ابتسامتها ماتت عندما رأت المرأة التي ترافقه.. شحبت المرأة عندما وقعت عينيها بعينيّ روسلين الحادة.. عقدت سلافا حاجبيها باستغراب وقالت بقلق..: ماذا حدث روسي..؟ لماذا تنظرين إليها هكذا..! هل تعرفينها..؟
التفتت روسلين إلى سلافا وقالت بحدة..: بالطبع أعرفها.. انها عشيقة ليفانت..
اتسعت عيني سلافا بذهول وقالت دون تفكير..: هل يعرف كرم بذلك..؟
كانت روسلين غاضبة بحق.. ماذا يعني أن تكون رندة على معرفة بكرم و ليفانت..؟ هل يلعبون عليها..؟ وقفت بحدة فقالت سلافا وهي ترفع نظراتها إليها..: إلى أين..؟
باختصار..: سأذهب لإلقاء التحية..
استقامت سلافا وهي تقول بخفوت و نهر..: انتظري روسي..
ولكنها لم تلتفت إليها حتى وهي تتقدم بخطوات سريعة.. قالت عندما وصلت إليهما وهي تمثل المفاجأة..: كرم ..!
رفع كرم رأسه بسرعة عندما سمع صوتها.. ألقى نظرة سريعة على رنده الشاحبة و عاد بنظراته إلى روسلين و سلافا الواقفة خلفها.. قال بهدوء ..: ماذا تفعلان هُنا..
رفعت كتفيها بلا مبالاة وقالت..: لاشيء.. نتناول الطعام و نتناقش بشأن قضية.. * ثم أردفت بنبرة مقصودة* لم تعرفنا على الآنسة..!
قال بهدوء وهو يشير إلى كلتاهما..: روسلين و سلافا.. رنده و أكون عمها..
حيتها روسلين باقتضاب ثم استأذنت لتغادر.. اعتذرت منهما سلافا و عادت إلى الطاولة و أخذت حقيبتها و حقيبة روسلين ثم غادرت.. عندما خرجت كانت روسلين قد استقرت على الدراجة و لبست الخوذة .. وضعت لها حقيبتها في الصندوق الخلفي ووصلها صوت روسلين بوجوم..: تعالي إلى الهاوية .. أريدكِ بأمرٍ ما..
وافقتها سلافا وهي تذهب إلى سيارتها..



يتبع





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 10:18 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



على الطريق السريع كانت سلافا تفتح إشارة لروسلين و تنبهها حتى تخفف سرعتها و لكنها كانت متجاهلة كل تنبيهاتها.. لم يكن بيدها سوى زيادة السرعة حتى تلحق بها.. وصلتا أخيرًا إلى الطريق الترابي الضيق ويتسع أكثر عندما تصلان إلى الهاوية.. خففت روسلين سرعتها حتى توقفت.. عندما ترجلت وهي تفتح الخوذة تفاجأت بقبضة قوية على عضدها.. التفتت فقابلتها سلافا بغضب.. قالت بعصبية..: هل أنتِ مجنونة.. ما هذه القيادة السريعة و ما يعني تجاهل إشاراتي..!
ابعدت يدها بهدوء وقالت بمباشرة..: ماذا قال لكِ ليفانت حتى أعطيته عنواني و مفتاح الشقة..
صمتت سلافا وشتت نظراتها عن روسلين.. فهي إن انكرت ذلك سيكون بلا فائدة بعد الذي حدث في المطعم.. قالت روسلين بهدوء مفتعل..: أريد أن أعرف سلافا.. من حقي أن أعرف..
حينها نظرت إليها سلافا وقالت ببساطة..: لقد وعدته بأني لن أقول لكِ روسي..
باستنكار حاد...: أي وعد هذا بحق الله.. لقد رأيتِ مثلي ما حدث في المطعم.. أريد توضيحًا فقط..
لم تعلق سلافا و تقدمت حتى جلست على صخور الجبل و بقيت تنظر إلى الأمواج بصمت.. التفتت برأسها فقط وقالت بهدوء..: تعالي إلى هُنا روسي..
تقدمت روسي و جلست بجانبها و لم تتحدث.. بعد عدة دقائق قالت سلافا..: إنهم يهددونه..
بسرعة..: من..؟
رفعت كتفيها بعدم معرفة وقالت..: قد يكون من هددوكِ أو الذين هددوا كورت و قد يكونوا بالأساس نفس الأشخاص..
بهدوء..: بماذا هددوه..؟
لم تعلق سلافا فقالت روسلين وهي تنظر إليها..: بماذا هددوه سلافا..؟
ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت..: بِك..
باستنكار..: لماذا..؟ ماذا طلبوا منه..؟
رفعت كتفيها وقالت..: حسب ما فهمته بأنهم يريدون منكِ التخلي عن القضية أو سوف يؤذونكِ..
صمتت روسلين ثم هتفت..: لذلك ليفانت يبعدني عنه حتى لا يعرضني للخطر بمفهومه و افتعل علاقة كاذبة من أجل ذلك وحتى يخيرني بينه وبين عملي.. * و أردفت بحيرة و استفهام * لكن اذا كانوا قد هددوا ليفانت لماذا اذًا يهددونني معه..؟ ليس منطقي..!
ابتسمت سلافا بسخرية .. نظرت إليها روسلين وغضنت جبينها من ابتسامتها وقالت..: ماذا لديكِ..؟
ببساطة وهي تشرح بيدها وترسم دوائر بسبابتها في الهواء..: يريدون أن يوقِعوننا ببعض.. لا بد بأنهم يعلمون عن صداقة ليفانت و أحمد و بذلك يريدون لفت الإنتباه عليك حتى يعلم أحمد بأنكِ زوجة صديقه و ينتقم منه تحت مسمى الغدر ثم يتجهون نحوكِ بعذر أنهم هددوا ليفانت ولم يأبه لهم.. يقضي أحمد على ليفانت وهم عليكِ و يتبقى أحمد و كورت بمواجهتهما فقط.. قد يعقدون الصفقات و قد يبدؤونها بحرب.. و طبعًا لا ننسى بأن كورت و أحمد سينتقمون مني ومن كرم و سرمد بحجة أننا من أرسلناكِ إليهم..
غضنت جبينها أكثر وقالت بعدم رضا..: لم يروقني استنتاجكِ ابدًا..
سلافا بابتسامة..: استنتاج فقط..
بتفكير عميق..: و لكنه قد يكون صحيحًا.. لذلك يجب علينا أن نوقفهم.. لا استطيع التفكير بكل هذه الخسارة التي ستحدث..
قالت سلافا ببساطة..: سنحلها بطريقة ما.. بالطبع لن نتركهم يفسدون عملنا أمام أعيننا..
تنهدت روسلين بخفوت..: أنا قلقة على ليفانت.. و بنفس الوقت غاضبة منه.. حبيبي الغبي..





،




اليوم التالي..




تقود سيارتها متجهة إلى مكتب أحمد.. وضعت سماعتها بجانبها بعدما اتصلت على أحمد.. لن يتواجد اليوم حتى العاشرة .. رنت بنظراتها نحو حقيبتها و ابتسمت بسخرية ثم اتجهت بنظراتها إلى الطريق أمامها..



،



في الجهة الأخرى..


تتناول إفطارها
بهدوء و أمامها سرمد يستخدم جهاز الحاسوب و يضع السماعات الرأسية حتى يدقق أكثر.. بعد لحظات ناداها بقوة وجلس بتحفز و عدم تصديق.. وقفت وهي تسأل عن الذي حدث.. قال بحماس..: لن تصدقي ذلك..
اقتربت وسألت بحذر..: ماهو..؟
وقف و ابتعد عن المقعد وجذب يدها حتى تجلس مكانه وقال..: انظري الآن..
نظرت إلى الشاشة كانت على غرفة مكتب زوج والدتها.. قالت باستغراب..: لم أفهم..
بحماس كبير..: ستفهمين الآن..
ثوان فقط و ظهر زوج والدتها وهو يرحب بشخص آخر.. اتسعت عينيها بعدم تصديق وهي ترى الشخص الآخر.. نظرت بصدمة إلى سرمد الذي هز رأسه بموافقة بمعنى أن ما تراه صحيحًا.. فصلت السماعات وهي ترفع الصوت من الجهاز و تراقب .. وصلها صوت زوج والدتها وهو يقول بتملق..: تفضل بالجلوس.. لقد تشرفت بزيارتك..
الرجل الآخر بصوت ثخين..: الشرف لي.. خاصة بعدما افدتك بالمعلومات التي تريدها.. * ثم أردف بخبث* من كان يظن أن ليفانت و أحمد أصدقاء..
ضحك زوج والدتها بشماته ثم قال بتفكير..: لقد تعجبت من عدم معرفتك بذلك فهو بالنهاية قريبك..
الرجل الآخر بسخرية..: أنا ابن الطبقة الكادحة وهو ابن الطبقة المخملية.. لم أكن أعرف عنه بالأساس.. تعرف.. هذه الأمور تحدث كثيرًا..
هز زوج والدتها رأسه بموافقة ثم قال..: لماذا تريد تدميره..؟
بلا مبالاة..: هو لا يهمني.. ولكنك تعلم.. لقد أخذ مني صفقة تساوي الملايين.. وانا لن أرضى بذلك مطلقًا..
بسخرية قال زوج والدتها..: هل تقول بأن عداوتك له لأنه اخذ منك صفقة..؟
بعدم اهتمام..: هو كذلك.. * ثم قال بتساؤل* أنتَ لماذا دخلت بالعمل وأنت كنتَ قد قلت بأنكَ لن تتدخل حرفيًا..؟
بهدوء وهو يحرك كفه على طرف المقعد و يرسم خطوط عشوائية..: لدي مآرب أخرى..
اطبقت سلافا شاشة الحاسوب وقالت بصدمة..: أنا لا استوعب.. بولانت و أحمد يحملان نفس الكنية.. هل هما أخوان ..؟
سرمد بهدوء..: يبدو كذلك..
تابعت سلافا..: هل من الممكن أن تكون الصفقة التي تحدث عنها هي نفسها التي نراقبها..
قال بابستامة..: ممكن..
ابتسمت سلافا بالمقابل و قالت..: متى حدثت مقابلتهما..؟ لم انتبه للوقت..؟
اتكأ بوركه على حافة طاولة الطعام و كتف يديه على صدره وقال..: بالأمس.. العاشرة مساءً..
ضحكت بدهشة وقالت..: من كان يظن أن شريك المجنون هو زوج والدتي.. ثم قالت بسخرية ..: صالح يلماز..
مد سرمد يده و سحب خدها بخفة بين سبابته و الوسطى ثم اعادها إلى شفتيه وقبلها وقال..: بقي فقط أن نخبر روسلين و كرم.. ثم ضرب قبضته بقبضتها بابتسامة واسعة..





،




وصلت إلى مكتبها ثم تسللت إلى مكتب أحمد.. توجهت بخطوات واسعة إلى الدرج الأسفل من الطاولة.. فتحته بخفة وكانت أمامها الخزنة السرية .. اخرجت قلم من جيبها .. رأسه اصطواني و شفاف .. تأكدت منه ثم وضعته في الفتحة الضيقة فوق الخزنة.. أدخلته إلى النهاية بحيث يصبح رأس القلم متوجه لباب الخزنة.. تأكدت من عدم ظهوره وأنه مخفي ولا يتوضح منه شيء.. اغلقت الخزنة و اخرجت منديل قماشي من جيبها ومسحت الأماكن التي لمستها و استقامت ثم غادرت بخطوات متناسقة.. جلست على مكتبها و رفعت هاتفها وهي ترسل باختصار..: تم الأمر..




.
.
.




انــتــهــى..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.