آخر 10 مشاركات
110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          وصية الزوج (الكاتـب : Topaz. - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          آسف زوجتى ..أريد الزواج من أخرى *_* (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-18, 12:39 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الـرابـع عـشـر..



أسندت ظهرها على يد الأريكة و مدت قدميها إلى الجهة الأخرى باسترخاء ويدها ترتاح على بطنها.. حينها جاء سرمد ووضع الجهاز على الطاولة التي تتوسط الصالون وهو على وضع المراقبة.. تقدم حتى وصل إلى مقعد منفرد و جلس باسترخاء و مد قدميه في الأرض.. بقيا صامتين حتى تنحنح سرمد وهو يعدل من جلسته بتوتر خفي و ثقة ظاهرية.. ناداها بهدوء فردت عليه بهمهمة خافتة و عينيها مغلقة.. قال بهدوء يخفي ارتباكه..: أريد أن أسألك عن شيء ولكن لا أريد مضايقتك..
باختصار وهي على حالها ذاته..: اسأل..
شبك أصابعه ثم قال و نظره في اللاشيء..: أريد أن أعرف كل شيء عن حياتكِ مع والدتك و زوجها..
فتحت عينيها بهدوء ولم تجب وهي تنظر إليه.. فقال بسرعة..: أنا آسف ..
بهدوء..: ماذا تريد أن تعرف..
توتر بجلسته وهو يضرب قدمه في الأرض بحركات متتالية..: لا أريد أن أضايقكِ..
بذات هدوئها..: ماذا تريد أن تعرف..؟
باختصار..: كل شيء..
ابتسمت بمرارة وعدلت من جلوسها حيث لامست قدميها الأرض و نظراتها مصوبة عليه ثم هتفت بحرقة وهي تمد كفها و تعدد عليه..: هل تريد أن تعرف أول مرة اقترب فيها مني و أنا أبكي خوفًا مما يفعل..؟ أم تريد أن تعلم عن نظراته القذرة تجاهي بعدما بلغت..؟ هل تريد أن تعرف كم مرة لامسني بيديه القذرتين..؟ أم ملامسته لي بعينيه وهو يشعرني بأنني لا أرتدي شيئًا..؟ هل تريد أن أعدّ لك الليالي التي بقيت فيها مستيقظة خشيةً من اقتحامه للغرفة بعد أن تنام والدتي..؟ أم تريد عدد المرات التي هربت منه فيها و اختبأت تحت السرير حتى لا يجدني..؟ هل حقًا تريد أن تعلم عندما أوشك على اغتصابي و انقذتني منه والدتي..؟ أم أنك تريد معرفة اتهامه لي بأنني أغريه حتى ينقذ نفسه من سكين والدتي..؟ أم أنك لديك الفضول حتى تعرف نظرات والدتي و تصديقها له.. والسبب على حد قولها أنني أغار من علاقتهما..! بحق الله هل تريد معرفة معاناتي لمدة سنة كاملة و تحملي لدعواتها عليّ و لنظراته الفاجرة..!
كانت عينيها تذرف الدمع وشريط ذكرياتها يمر أمامها و معاناتها بعد ذلك.. جلسات الدكتور النفسي و صعوبة علاجها.. الإكتئاب الحاد الذي لازمها ولم تتخلص منه إلا بعد يأس.. مقاومتها للحياة وهي ترمي بها من كل جانب.. اقترب منها عندما شهقت بقوة و احتضنها.. تشبثت به وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة.. قال بحنان جارف..: اهدئي سُلافا.. أنا آسف.. أنا آسف..
كرر إعتذاره بلطف و حنان وهو يشد عليها بين ذراعيه وعلى صدره.. دفن ملامحه في شعرها ثم قبله.. هدأت بعد وقت و ابعدها عنه.. مد يده و كفكف دموعها ثم أهداها قبلة بين حاجبيها.. وضعت رأسها على كتفه وهو يربت على ظهرها بخفة.. بقيا صامتين حتى رفعت رأسها بتعجب وقالت..: هل سمعت ذلك..؟
غضن جبينه باستغراب..: ماهو..؟
بثقة وهي تقف..: اسمع صوت استنجاد..
اصغى سمعه ثم وقف وقال..: أنا أيضًا أسمع ذلك..
تقدم من النافذة و فتحها.. أصغى سمعه مرة أخرى ثم أغلقها وهو يقول..: لم أسمع شيئًا ..
نظر إليها عندما لم يجد ردًا ووجدها واقفة بعينين متسعتين أمام جهاز الحاسوب.. تقدم حتى وصل إليها و اتسعت عيناه أيضًا.. أخرجها من صدمتها وهو يهزها بقوة و يقول بحدة..: سُلافا.. يجب أن نسرع..
كانت ما تزال تنظر إلى المشهد أمامها و زوج والدتها القذر يحاول تقبيل هيفين وهي تصرخ باستنجاد.. قدميها ثابتة في الأرض ولا تستطيع تحريكها.. هل كُتب عليها أن تعيش الماضي مرة أخرى..؟ التفتت إلى سرمد عندما وضع معطفها عليها و كأنها مغيبة.. هزها برفق وهو يقول..: ليس الوقت المناسب سُلافا.. يجب أن ننقذ هيفين من يد ذلك القذر..
اومأت برأسها وهي تساعده بإدخال يديها في أكمام المعطف و تحركت معه إلى السيارة بجمود.. صراخ هيفين ذكرها بنفسها.. نفس الإستنجاد.. بحتها وبكائها هو ذاتها في الماضي.. رجائها له يكاد يكون رجائها.. وصلا بوقت قياسي نتيجة لسرعة سرمد.. ترجلا و تقدمت معه إلى الباب.. طرقته ببعض الحدة و فتح لها الباب.. نظرت إليه بإزدراء.. قال بوقاحة..: انظروا إلى من شرفتنا بالزيارة.. سُلافا العاقة.. ثم نظر إلى سرمد خلفها وقال بسخرية..: هل جلبتِ معكِ أيضًا حارس شخصي..
نظرت إليه بكره عميق ثم قالت بكل هدوء استطاعت جمعه ..: ابتعد من أمامي..
تكتف باستفزاز وقال..: ماذا سيحدث إذا لم ابتعد..؟
بحقد..: سأقدم عليكَ شكوى بأنكَ تحرشت بي..
تراجع إلى الخلف بخطوة غير محسوبة و كأنها صفعته بالماضي على وجهه.. أما هي فتقدمت بثقة و من خلفها سرمد الذي نظر إلى صالح بكره مماثل جعله يدرك بأنه يعرف الكثير.. نظرت سلافا إلى هيفين الواقفة بخوف و ملامحها الباكية .. ملابسها المشعثة قليلًا و يديها التي تضعها على صدرها وكأنها تحمي نفسها بذلك.. التفتت بحدة إلى صالح الذي تقدم وهتفت بشراسة وهي تشير إلى هيفين..: ماذا كنت تفعلُ لها..؟
جلس على المقعد برأس المكان وقال بوقاحة..: لا شأن لكِ بذلك..
نظر إلى هيفين بحدة و صرخ..: اذهبي إلى غرفتكِ ماذا تنتظرين..!
كان متوترًا من حضور سُلافا إلى بيته و بوقت غير متوقع أبدًا.. تبًا.. أراد الإستمتاع بهيفين قبل عودة خديجة من الخارج و أتت سُلافا و أفسدت متعته.. قال بعجرفة ..: لماذا أتيتِ إلى هُنا..؟
جلست على أقرب مقعد و جلس بجانبها سرمد ثم قالت بسخرية و قوة..: أتيت حتى أتوسل إلى أمي كي تسامحني و أخبرها كيف كنت أغار منكما في الماضي و كيف قررت جذبك إلي..!
توترت ملامحه بصورة واضحة ولم يعقب على كلامها.. نظرات سرمد تكاد تصرعه .. ألا يكفيه نظرات سُلافا المتوعدة..؟ ابتلع ريقه بتوتر عندما سألته بسخرية..: بالمناسبة.. أين زوجتك..؟
لم يحتاج بأن يرد لأنها قالت بذات سخريتها وحدة كلماتها..: كالعادة.. في الخارج و إلا لم تكن لتتجرأ وتقترب من تلك الصغيرة..
وقف بقوة وقال بحدة..: لا شأن لكِ.. و الآن إلى الخارج..
وضعت قدميها فوق بعض و قالت بثقة..: ذلك في أحلامك.. أنا لن أتحرك خطوة واحدة قبل مجيء زوجتك.. لن أترك لك الفرصة حتى تعتدي على تلك الطفلة..
ثار واقترب منها بسرعة حتى قبض على عضدها ثم أوقفها بقوة و صرخ..: ستخرجين حالًا.
وقف سرمد بغضب و ابعده عنها بقوة ثم قبض على ملابسه من صدره وقال بهمس غاضب..: إياكَ أن تقترب منها مرة أخرى..
نفضه بإزدراء و ابتعد عنه بأنفاس متسارعة.. حينها اخرجت سلافا جهازها اللاسلكي و نظرت إلى صالح بقوة وكره و قربته منها ثم أعلنت..: لدينا حالة اعتداء.. أريد سيارة أمن.. و ذكرت الموقع ..
تقدم صالح إليها بغضب ولكن عاجله سرمد بضربة من قدمه على ساقيه من الخلف.. جثى بألم فـ كبله سرمد و بقي واضعًا ركبته فوق عنقه حتى يضمن عدم تحركه.. أما سلافا فقد تحركت بخطوات واسعة وهي تبحث عن هيفين.. وجدتها تجلس على الدرج بخوف و تضم ركبتيها إلى صدرها.. جلست بجانبها وقالت..: اهدئي هيفين.. لن يحدث لكِ شيء..
فاجأتها وهي ترمي بنفسها على صدرها و تقول من بين شهقاتها..: شكرًا لكِ سُلافا.. شكرًا لكِ..
ربتت على كتفها بهدوء وقالت..: اهدئي الآن و اسمعيني..
ثم شرحت لها بأنها يجب أن تذهب معها إلى مركز الأمن و تقدم إفادتها بخصوص صالح.. و بأنهم سيحمونها منه.. قاطعها صوت سيارة الشرطة فوقفت و سحبت هيفين حتى تقف معها.. وضعت يدها على كتفها بمؤازرة و قالت..: لا تخافي.. من المهم أن تقولي كل شيء.. هوَ لن يبقى كثيرًا هناك لأنه لا يوجد دليل..
تحركت سلافا بهدوء ولكن أوقفتها يد هيفين.. التفتت فقالت..: وأنا ماذا سيحدث لي..؟
بلطف..: سأضعكِ بمكان آمن ولن يستطيع الإقتراب منك.. ثقي بي..
قاطعمها رجل الأمن وهو يقول..: المعذرة.. ولكن يجب أن نأخذ الفتاة إلى التحقيق..
اومأت سلافا و تقدمت بثقة و من خلفها كانت هيفين بيد رجل الأمن.. خرجت وهي تنظر إلى بعض الجيران الذين يتابعون ما يحدث بفضول.. اقتربت من سيارة الشرطة التي وضع فيها صالح.. أشارت للشرطي بأن يفتح الزجاج الخلفي.. فتحه بطاعة فقالت عندما اتضح لها صالح..: وعدتكَ في المرة الفائتة بأنكَ ستشرفنا في الأمن قريبًا.. وقد وفيت بوعدي..
قال بغيظ..: الأمر لم ينتهي هُنا.. لا تنسي ذلك..
بتحدي..: افعل ما يحلو لك..


بعد أن ذهبت سيارتي الأمن بوقت .. ركبت بجانب سرمد .. عندما اغلقت الباب التفت عليها سرمد و سألها بهدوء..: لماذا لن تقدمي الدليل الذي يدين صالح وهو يعتدي على هيفين..؟
بغموض..: لدي خطة أخرى..
باختصار..: ماهي..؟
ابتسمت و غمزت له بعينها..: ستعرفها لاحقًا..



،



الوقت الآن يقارب الثالثة ظهرًا.. بقيت عشر دقائق و يغادر و تبقى هي ساعتين إضافيتين حتى تكمل باقي العمل كالعادة .. كانت تدون بعض الأرقام المتعلقة بشركاء أحمد عندما فتح باب المكتب بهدوء ووقف متكئًا عليه.. نظرت إليه باستفهام من وقفته فقال بهدوء..: اذا أردت المغادرة مبكرًا فغادري.. تبدين شاحبة ..
مسحت بيدها على خدها بردة فعل تلقائية ثم لفظت بهدوء..: أنا بخير.. العمل ينفعني..
اومأ برأسه فقالت..: هل استطعتما معرفة عدوكما أم ليس بعد..؟
زم شفتيه بغيظ وقال..: ليس بعد..
باستغراب..: غريب حقًا.. كورت لم يستطع معرفة عدوه حتى الآن..! * ثم بسخرية* بالتأكيد أن ذلك يصيبه بالجنون..
ابتسم أحمد من معرفتها لحالة كورت .. فقالت بتهكم..: أخشى أن يصيبه مرض في الأعصاب قريبًا..
وضع يديه بجيبيّ بنطاله وهو يسترخي باستمتاع.. واصلت كلامها و هي تضع قلمها بين أسنانها الأمامية و تضغط عليه بخفة و تفكير ..: هل ذهبت به إلى الطبيب..؟ عصبيته غير طبيعية على الإطلاق.. أما غضبه فهو شيء آخر.. * ضخمت صوتها بتخويف وهي ترفع أصابع يدها كالمخالب* يصبح كالوحش الكاسر..
ضحك بخفة وهو ينظر إلى الباب الآخر.. التفتت فوجدت كورت ينظر إليها بسخرية.. غرزت أسنانها بباطن خدها و شتت نظراتها إلى أحمد الذي كان يبتسم بإغاظة لها.. حينها قال كورت بجمود..: اهتمي بعملكِ ولا شأن لكِ بأي شيء آخر..
نظرت إليه وقالت بحدة..: و متى سيكون لي شأن..؟ وأنا في قبري أم في المشفى أصارع الموت..؟
بحزم و وضوح..: أي كان من فعل ذلك سأحاسبه.. و سيندم على تلاعبه.. أي شيء غير ذلك لا شأن لكِ به..
زمت شفتيها بعدم رضا و تجاهلها وهو يوجه حديثه لأحمد..: هيا لنغادر.. لدينا عمل آخر..
اومأ بهدوء و عاد إلى مكتبه و أخذ معطفه ثم خرج وقال ..: المفتاح لديك.. عندما تنتهين من العمل تغلقين الباب خلفك..
هزت رأسها بصمت وهي تنظر إليهما يغادران بجانب بعضهما..
بقيت حتى تأكدت من مغادرتهما و اتجهت إلى باب مكتبها و اغلقته بالمفتاح ثم عادت إلى مكتب أحمد بخطوات سريعة.. دخلت بخفة و اتجهت إلى الدرج الأخير و فتحته.. مدت يدها بخفة حتى لامست أصابعها القلم.. سحبته بين سبابتها و الوسطى بحذر حتى اخرجته.. ابتسمت بانتصار ونظرت إليه وكأنه يحوي كنزًا.. اغلقت الدرج بخفة و نفضت يديها ثم استقامت و عادت إلى مكتبها.. فتحت القلم ولفته بحركة لولبية حتى بانت أجزاءه الداخلية.. أخذت الغطاء و وضعته بجيبها بحرص ثم أعادت تركيب القلم الأساسي ووضعته على الطاولة أمامها.. أكملت باقي العمل و غادرت بعد ذلك إلى شقتها.. اخذت جهاز الحاسوب وفتحته ثم أدخلت رأس القلم في المكان المخصص له.. لحظات فقط و ظهرت صورة أحمد على ملئ الشاشة وهو يفتح الخزنة السرية.. بقيت تراقب شفتيه وهي تتحرك ببطء وهو يلفظ الأرقام دون صوت.. اخذت قلم و سجلت الرقم على كفها بعد أن قرأته من شفتيه.. نظرت إليه براحة كفها و ابتسمت ثم قامت باستعجال و أخذت هاتفها و أرسلت إلى كرم بأن الأمر قد تم.. سحبت بعدها ورقة جريدة من الطاولة أمامها و كتبت الرقم عليها حتى لا تنساه.. عادت إلى الأريكة و جلست باستمتاع لا يُضاهى.. لحظات فقط و تحول استمتاعها لحزن وهي تتذكر كمال .. صحيح بأنها عرفته قريبًا.. ولكنها أحبته بحق.. و موته بين يديها هو ما يُحزنها أكثر.. أن يموت بسبب حمايته لها بينما من المفترض أن تكون هيَ من تحميه.. تنهدت بتعب و رمت برأسها إلى الخلف وهي تغمض عينيها.. تذكرت عندما كانت بغرفة التحقيق يوم وفاة كمال..




بغرفة التحقيق..


دخل كرم بهيبته المعتادة و صافحها ثم احتضنها بخفة وهو يعزيها.. جلس بعد ذلك على المقعد أمامها و وقفت سلافا بجانبها ثم وضعت يدها على كتف روسلين بمواساة.. سألها كرم عما حدث بالتفصيل و أجابته بالتفصيل.. ثم قالت بثقة..: لقد طال الأمر.. أنا أعمل لديهما منذ ثلاثة أشهر ولا يوجد تقدم ..
كرم بهدوء..: ماذا تقترحين..؟
كفكفت دمعتها بسرعة وقالت..: سأسرق الأوراق من خزنة أحمد..
عقد كرم حاجبيه بقوة و قال بعدم موافقة..: احذري أن تخالفيني روسي أو أن تعملي شيئًا دون علمي..
بحدة خفيفة..: ذلك الحل الوحيد .. أحتاج شهورًا حتى يثق بي أحمد و يُطلعني على أعمالهم الغير قانونية..
وقف كرم وهو ينهي النقاش بأمر قاطع ..: فليكن كذلك.. إذا لزم الأمر ستعملين معه لسنوات وليس أشهر فقط..
وقفت وهي تستند بكفيها على الطاولة و تميل بجسدها ناحيته..: و ماذا عن الطرف الثالث..؟ انهم لا يتوقفون.. وقد يكشفونني قريبًا لدى أحمد و كورت و لن نجني شيئًا..
رفع اصبعه بتهديد و أمر..: إياكِ و مخالفة أوامري.. لن تفعلي شيئًا قبل موافقتي.. ثم خرج بخطوات واسعة حادة..
ضربت قدميها في الأرض باعتراض و هي تتمتم..: تبًا .. سأجعلهم يدفعون الثمن ..


قبل يومين.. و عندما سلمتها سلافا القلم .. بقيت تنظر إليه بعدم فهم.. أخذته منها سلافا و هي تشرح لها كيفية استخدامه.. رأس القلم شفاف و اسطواني .. و باقي القلم قاتم و يميل لونه للبني.. و في نهاية رأس القلم منفذ للـ usb .. أما الرأس الشفاف فهناك كاميرا مخفية و صغيرة جدًا لا يلاحظها إلا من لديه خبرة فيها.. شرحت لها سلافا تركيبها و فتحها و كيف تستطيع تركيبها على أي قلم آخر .. سلافا بهدوء..: ضعيها في باب الخزنة ووجهيها إلى الأرقام إذا استطعتِ..
بخبث..: لماذا لا أوجهها إلى الخارج بحيث عندما يفتح أحمد الخزنة نرى وجهه..
باستغراب..: نحن نريد الرقم السري للخزنة و ليس وجه أحمد..!
ضحكت روسلين بخبث وقالت ..: بالتأكيد.. و لكنني لاحظت على أحمد اذا كان يعمل فهو ينطق الأحرف و الأرقام بدون صوت.. يحرك شفتيه فقط.. و استطيع تهجي الأرقام منه..
رفعت سلافا كتفيها بعدم اهتمام..: لا يوجد فرق.. من وجهه أو يديه.. افعلي ما يحلو لكِ.. و احذري من أن يلاحظ ذلك..
بثقة..: لن يلاحظ.. اطمئني..





،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 12:39 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الآن .. في غرفة التحقيق..


كانت هيفين تدلي بأقوالها و كل ماكان يفعله صالح.. و لكن لا يستطيعون ابقاءَه أكثر و لا يوجد أي دليل يدينه.. أقوالها لا تكفي.. نظر سرمد إلى سلافا بتأنيب عندما رأى ملامح هيفين الخائفة بعد أن أبلغوها بأنها تستطيع المغادرة.. تجاهلته و تقدمت إلى هيفين.. احتضنت كتفيها فقالت..: ماذا سيحدث لي..؟
بهدوء..: سأنقلكِ إلى مبنى الأمن.. مبنى يوجد عليه حراسات و لا يستطيع صالح الوصول إليكِ أبدًا.. ولكن..
هيفين بخوف..: ولكن ماذا..؟
بثقة وهي تمشي معها..: لا تخافي وأنا معكِ.. فقط يجب أن آخذ هاتفكِ حتى لا يستطيع تحديد مكانكِ منه..
بريبة..: هل يستطيع فعل ذلك..؟
بكره عميق لفظت..: انه أخطر مما تظنين.. لذلك سآخذ هاتفكِ معي و سأحضر لكِ خطًا جديدًا.. كما أنكِ لن تذهبي إلى الجامعة بعد الآن حتى تنتهي القضية.. لن تخرجي إلى أي مكان قبل إخباري بذلك.. و أعدكِ بأنني سأحل ذلك سريعًا..
بخضوع وهما تخرجان من المركز.: حسنًا ..




،




ليلًا .. كانا جالسين في مستودع بولانت بعد خروج صالح من المركز.. بولانت بهدوء ..: اذًا .. تلك المفوضة سلافا تكون ابنة زوجتك..
بهدوء ..: تمامًا..
بتساؤل..: هل لذلك شاركتني بالعمل..؟
بلا مبالاة مفتعلة..: ليس تمامًا.. لدي أسباب أخرى..
بثقة و قوة..: لا تهمني أسبابك .. أحذرك فقط من إقحامي بالمشاكل..
بثقة وهو يضع فنجان قهوته على الطاولة في الوسط..: اطمئن.. لن أفعل شيئًا يسبب لنا المشاكل..
استرخى بولانت وهو يحرك أصابعه بتناغم على الطاولة..: أتمنى ذلك..
أعاد جسده إلى الخلف وقال بهدوء..: هل استطاع رجالك معرفة سبب انتقال المفوضة روسلين إلى الشقة ..؟
بولانت بابتسامة سخرية..: حسب ما توصلنا إليه من الخادمة أن ليفانت أحضر عشيقته إلى البيت ثم غادرت روسلين بعد ذلك و لم تعد إلى هناك..
أصدر صالح صفيرًا خفيفًا و قال بضحكة خبث..: لم أتوقع منه ذلك.. فعلى حسب ما أعرف أنه يحبها جدًا..
حينها ارتفعت ضحكات بولانت ثم لفظ بابتسامة..: نحن لا نعترف بالحب يا رجل .. قد يكون يحبها و لكن ذلك لا يمنعه من الإستمتاع مع غيرها..
بسخرية..: حقًا كذلك..




،



بعد عدة أيام..


" سأسافر لمدة اسبوعين .. رحلة عمل .. انتبهي لنفسكِ "
كانت هذه رسالة ليفانت لها منذ نصف ساعة.. أعادت قرائتها للمرة العاشرة تقريبًا.. هذه ليست المرة الأولى التي يسافر فيها.. ولكنها الأولى التي يكون وضعهم فيها سيء.. هي غاضبة منه جدًا بسبب إخفائه التهديدات عنها.. ماذا كان يظن نفسه فاعلًا وهو يذهب و يفتعل علاقة مع رنده بمباركة كرم..! تذكرت عندما سألت كرم بمباشرة إذا كان يعلم عن ليفانت و رنده.. ورد عليها بكل ثقة أنه كان يعلم منذ البداية بالتهديدات.. ولكنه نفى معرفته بتصرفات ليفانت بعدها.. قال فقط بأنه أُجبر على مجاراة ليفانت بتصرفاته و دفع بإبنة أخيه إليه حتى يتماشى مع خطته.. تنهدت و عادت بجسدها للخلف أكثر على مقعد سيارتها.. بقيت لعدة دقائق ثم ترجلت إلى المقهى أمامها.. تريد قهوة عَلّها تعيد إليها مزاجها الذي تشعر بأنه سلبي جدًا لدرجة أنها تريد الإستلقاء فحسب.. ولكنها غير معتادة على التكاسل.. دخلت المقهى الذي يتشاركان بحبه هي و ليفانت.. طلبت قهوتها وهي واقفة فهي يجب أن تلحق إلى العمل قبل مجيء أحمد.. كانت متكئة على الرف الزجاجي بملل عندما شعرت بالبرد نتيجة دخول أحدهم إلى المقهى.. التفتت و رأت الذي لم تتوقع رؤيته الآن.. تجاهلته و التفتت إلى النادل وأخذت طلبها ثم غادرت دون أي اهتمام به.. نظر إلى الواقفة بجانبه بصمت و قال باستغراب..: هل رأتنا و تجاهلت الأمر أم أنني أتخيل..!
رنده بهدوء..: انها تعرف كل شيء..
بذات استغرابه..: ماذا تعرف..؟
بذات هدوئها..: كل شيء.. عني و عنك والتهديدات..
بدهشة حقيقية..: من أخبرها بذلك..؟
رفعت كتفيها بقلة حيلة و قالت..: لقد رأتني مع كرم منذ فترة وكانت معها صديقتها ..
قال بقلق ..: إذا كان أولها تجاهل فما التالي..!
باستهزاء رقيق..: ادفع ثمن أفعالك..
لفظ بضجر..: لا تبدأي باللهِ عليك.. * ثم بهمس* ما الذي تحيكينه مجددًا يا روسي..!
ضحكت بخفة ثم قالت..: اعذرني ليفانت.. لن استطيع الخروج معك مرة أخرى..
بهدوء..: لاعليك.. اتفهم ذلك.. لقد انتهى كل شيء ..
لاذ بالصمت بعد ذلك وهي اتجهت لتطلب لهما.. عادت إليه و ناولته كوب القهوة ثم خرجا بصمت وهما يمشيان بجوار بعض .. قالت بعد لحظات وهي ترتشف من كوبها..: هل تفكر فيها..؟
تنهد ثم قال بتقرير للواقع ..: دائمًا ما أفكر فيها .. هي تسكنني بكل لحظاتي و لا تترك لي مجال للتفكير حتى بنفسي..
ابتسمت..: هل يضايقك ذلك..؟
فلتت منه ضحكة خافته ثم لفظ بمرح..: في البداية كان يستفزني جدًا .. كان شيئًا جديدًا عليّ أن يشغل وقتي شخص آخر .. لقد قمت بكل الحماقات حتى لا أجعلها تتمكن مني و لكنني في النهاية استسلمت لها .. ولست نادمًا على ذلك .. * تنهد و أردف بعشق * إنها روحي ..
اتسعت ابتسامتها و قالت برقة ..: أتمنى أن أجد شخصًا يحبني هكذا .. لا أعلم كيف تتحملها بكل جنونها ..!
ضحك بخفة وقال..: جنونها يروقني مع أنه يصيبني بالجنون أحيانًا و لكن لا يهم ما دامت معي ..
بفضول ..: كيف تعرفتما على بعض..؟
قال بابتسامة و عينان لمعتهما واضحة..: كنت أتعالج لدى أخيها .. و ذات يوم صادفته وكانت معه .. أول مالفتني هو لون عينيها .. كانت شقاوتها واضحة منها .. هل تعلمين أنها أخافتني ..!
رددت بتعجب ..: أخافتك ..!
بتأكيد..: نعم .. بقيت تنظر إلي نظرات متفحصة حتى انتابتني الريبة منها .. ثم رفعت جهازها اللاسلكي و قالت لقد وجدت المشتبه به .. * أردف بمرح * لقد قالتها بجدية حتى أنني كنت سأهرب لو لم يوبخها آردا ثم اعتذر مني ..
بضحكة..: ماذا فعلت أنت..؟
رفع كتفيه بقلة حيلة ..: لقد قابلتني بنظراتها التي تأسرني وهي تبتسم فكبلتني و لم أفعل شيئًا..
ابتسمت ولم تعقب وهي تسمع تنهيدة ليفانت العميقة .. نظرت إلى الخلف و قالت بعفوية..: لقد ابتعدنا عن السيارة جدًا..
نظر إلى الخلف ثم إلى قدميها بابتسامة..: بالتأكيد قدميكِ تؤلمكِ..
نقلت نظراتها إلى قدميها وحذائها المرتفع..: أنا معتادة عليها..
ليفانت..: حسنًا .. هيا لأوصلك حتى منزلكِ..
وافقته وهما يعودان أدراجهما إلى السيارة المركونة أمام المقهى..





،




منشغلة بالأوراق أمامها .. لقد توصلوا إلى مكان الخادمة البكماء و ذلك سيساعدها في خطتها .. ضحكت بخبث عندما جال بذهنها ردات الفعل المتوقعة لما ستفعله .. رن هاتفها فرفعته و وجدته رقم غريب .. ردت بهدوء واثق ..: مرحبا..
وصلها آخر صوت توقعت أن تسمعه..: أين هيفين..؟
اطبقت جفنيها باشمئزاز..: لا شأن لك..
بتهديد ..: هيفين ستعود اليوم إلى البيت.. أو سأرفع عليكِ قضية..
بغيظ و تحدي ..: افعل ما يحلو لك..
اغلقت الخط بنرفزة وقد تعكر مزاجها بشدة .. يجب عليها أن تتعجل بخطتها .. تنتظر فقط انتهاء روسلين من مهمتها حتى تبدأ هي أيضًا ..




،



" اظن بأن ما لديك مهم و إلا لم تكن لتوقظني في هذا الوقت "
كانت كلمات أحمد وهو يتحدث إلى كورت في الهاتف وهو ينظر إلى ساعة يده التي تشير للثامنة صباحًا ..
كورت بغموض..: لقد توصلت إلى هوية عدونا..
اعتدل أحمد بجلوسه وقال بسرعة ..: من يكون..!
باختصار..: شخص يُدعى بولانت ..
عقد حاجبيه بغرابة..: لم أسمع به من قبل..!
كورت ببرود ..: لأنه جبان و لا يستطيع إظهار نفسه سوى بأسماء مستعارة..
أحمد ..: حسنًا .. ماذا غير ذلك..؟ هل توصلت إلى هويته الكاملة أم إلى اسم من اسمائه المستعارة..
بهدوء واثق ..: جميعها .. هل تعرف ما الغريب في الأمر..!
باختصار..: ماهو..؟
..: أنه يحمل نفس كنيتك..!
بصدمة..: ماذا يعني ذلك..!
كورت بعصبية ..: ذلك ما أريد معرفته .. لقد قلت لي ذات مرة بأن والدك كان لديه علاقات عابرة.. قد يكون ناتج إحداها..!
كانت الدهشة قد ألجمت أحمد .. لديه أخ .. بعد كل هذا العمر يتضح بأن لديه أخ .. لا يصدق ذلك ..!
وصله صوت كورت وهو يناديه بملل ..: هل ما زلت على الخط ..؟
بعدم استيعاب..: ماذا تعرف عنه بعد..؟
ببرود ..: لا شيء مهم .. اسمه المستعار هو المجنون .. الذي ربحنا منه الصفقة الفائتة .. يبدو بأننا أغضبناه و لم ندرك ذلك..!
بدهشة ..: لا أصدق ذلك .. لدي أخ و يكون عدوي ..! ماهذا.. هل نلعب أم ماذا..؟
كورت بهدوء وهو يتفهم حالة أحمد ..: استجمع نفسك أحمد فلدينا عمل كثير .. انتظرك هُنا ..



،





واقفة أمام النافذة بعد أن فتحت زجاجها و الهواء البارد يضرب ملامحها .. ضيقت عينيها عندما رأت سيارة أحمد تدخل من الباب الخارجي .. رفعت يدها حتى ترى الوقت بعقدة تعجب .. نظرت إليه مجددًا وهي ترى ترجله السريع من السيارة و خطواته الواسعة.. بالتأكيد حصل شيء .. يجب عليها معرفته .. عادت إلى مكتبها و انتظرته ولكن مر الوقت و لم يظهر بعد ..! بالتأكيد اتجه إلى كورت و ذلك يؤكد لها بأنه حدث شيء.. اشغلت نفسها بالأوراق أمامها و كانت كل دقيقتين تنظر إلى الساعة في هاتفها الموضوع على الطاولة .. تأفأفت بملل .. ما بال الوقت لا يمر ..؟ حاولت التركيز بما بين يديها .. قليلًا و انسجمت بالأوراق أمامها .. بعد ما يقارب الساعة دخل أحمد بملامح واجمة .. ناظرته بتعجب و سألت بعفوية..: هل حدث شيء..؟
زم شفتيه بغيظ وقال..: لقد عرفنا هوية عدونا..
ابتلعت ريقها بارتباك .. لفظت بتوتر ..: من هو..؟
رفع كتفيه بلا مبالاة ..: شخص يُدعى بولانت .. يكون أخي..
شتت نظراتها حتى لا يدرك معرفتها المسبقة ولم تعقب على ذلك .. قال بهدوء..: لم تندهشي ..!
فلتت منها ضحكة متوترة وهي تنظر إليه وقالت بفتور..: ليس هكذا .. فقط لم أكن أعلم بأنه لديك أخ ..!
أحمد ببرود..: أنا أيضًا لم أكن أعلم..
رفعت حاجبيها بردة فعل تلقائية .. ما هذا البرود..! يعلم حديثًا بأنه لديه أخ و يتحدث ببرود .. و لم تعلم بأنه قد أخرج كل انفعالاته قبل ساعة في مكتب كورت .. هوَ عندما لم تعقب تجاهلها و دخل إلى المكتب .. رفعت هاتفها بسرعة و أرسلت إلى كرم بما حدث .. عندما كانت تحذف الرسالة خرج أحمد فأفلتت الهاتف من التوتر .. رفعته بشحوب و يدها ترتجف و حذفتها بسرعة .. كل ذلك حدث أمام ناظري أحمد المستغرب .. لفظ بهدوء..: تبدين شاحبة .. هل وصلك خبر ما..؟ كان ينظر إلى الهاتف بيدها .. ابتلعت ريقها وقالت بهدوء ألبسته بعض الثقة ..: لا يوجد شيء .. فقط رسالة تافهة ..
تجاهل الأمر بإرادته وقال ..: اجلبي لي الأوراق التي تخص المناقصة الفائتة..!
بتعجب ..: أي مناقصة..؟
باختصار ..: مناقصة شحنة السلاح الفائتة ..
تعجبت وهي تسأل بهدوء ..: أين هي..؟
حينها ضرب بكفه على جبينه و هو يتذكر بأنه وضعها في الخزنة .. قال بهدوء ..: عودي إلى عملك ..
تعجبت من غرابته اليوم .. يبدو بأن الوضع أربكه من الداخل حتى لو لبس الجمود و أظهر بأنه لم يؤثر فيه..





،




أخذت منه الظرف الأبيض و سألته بهدوء ..: هل هي كاملة ..؟
بثقة ..: كاملة..
بذات هدوئها سألت وهي تقلب الصور بين كفيها ..: هل رآك أحد..؟
بنفي ..: لم يراني أحد..
ربتت على كتفه بخفة و قالت بابتسامة ..: أحسنت ..
ذهب بعد ذلك و نظرت هي إلى الظرف و قالت بهمس ..: اقترب وقت الحساب يا صالح..




،



بعد انتهاء الدوام .. خرج أحمد ولم يتبقى في المكتب سواها .. أغلقت باب مكتبها و تسللت إلى مكتبه بخفة و توجهت إلى الخزنة.. أدخلت الرقم و فتحتها بهدوء .. قلبت الأوراق و كانت بعض الصفقات الممنوعة.. و بعض المذكرات .. أخذتها و أعادت إغلاق الخزنة ثم توجهت سريعًا إلى حقيبتها .. وضعتها فيها و لبستها و اتجهت إلى الباب .. فتحت قفله بهدوء و عادت لتغلق باب مكتب أحمد ثم خرجت من المبنى كله .. كانت متوجهة إلى سيارتها و نظرها على معطفها وهي تغلقه .. اصطدمت بقوة بجسد أمامها .. تأوهت وهي تمسك كتفها و تشعر بأنه قد خُلع من مكانه .. اطبقت جفنيها بألم و قالت محدثة الذي اصطدمت به ..: انتبه لخطواتك مرة أخرى..
بسخرية ..: لست من كان يمشي و عينيه على معطفه ..
فتحت عينيها بقوة .. شحبت ملامحها بشدة وهي ترى أحمد أمامها .. تشعر بجسدها بارد حقًا .. قال بهدوء وقلق وهو يرى شحوبها ..: ماذا حدث ..؟ هل تتألمين..!
وازنت نفسها بصعوبة و قالت بتوتر..: ماذا تفعل هُنا..؟ ألم تغادر..؟
بهدوء ..: بلى و لكنني نسيت بعض الأوراق المهمة و عدت لأخذها ..
ابتسمت بشحوب وقالت ..: حسنًا .. إلى اللقاء .. ثم تحركت بخطوات واسعة جعلته ينظر إليها باستنكار .. ركبت سيارتها و غادرت وهو ما زال واقفًا يتبع أثرها .. تحرك إلى الداخل بهدوء و خطوات بطيئة .. عاد إلى مكتبه و توجه إلى الخزنة .. فتحها بهدوء و بصدمة أخذ يقلب الأوراق القليلة المتبقية بين يديه .. تصفحها بسرعة .. لا يوجد ما هو مهم فيها .. المهم قد اختفى .. وقف بغضب شديد .. إلى هُنا و يكفي .. أخرج هاتفه و ضغط عدة أرقام .. و صله بعدها صوت دينيز الهادئ ..: مرحبا..
مباشرة ..: هل دخل أحد إلى مكتبي..؟
بصوت غريب ..: ليس و أنا متواجدة..
باختصار ..: حسنًا .. اغلق الخط وهو يفكر .. من سيدخل مكتبه .. و دينيز هي أول من يحضر و آخر من يغادر .. ومض بذهنه ارتباكها منذ قليل .. توترها صباحًا .. غموضها و أسبابها الغير مقنعة بظهورها أمامهم منذ البداية.. تحذيرات بولانت عن عدوهما القريب .. بالتأكيد يقصدها .. تمتم بغضب وهو يشد أنامله على هاتفه حتى ابيضت ..: بالتأكيد دينيز .. دينيز..







،





من الجهة الأخرى .. اتفقت مع كرم بكيفية ايصال الأوراق له .. رن هاتفها وكان أحمد مجددًا .. لم تجبه و هي تشعر بأنه قد كشفها .. ضغطت عدة أرقام و وضعت السماعة فوصلها صوت سلافا الرقيق .. قالت بدون مقدمات ..: أظن بأن أحمد كشفني ..
بتوتر و قلق ..: أين أنتِ..؟
بتوتر وهي تنظر إلى الطريق تارة و إلى هاتفها الذي يومض بمكالمة أحمد على الإنتظار ..: أنا متوجهة إلى الشقة المجاورة حتى أسلّم سرمد الأوراق و يوصلها إلى كرم..
بتحذير ..: لا تذهبي إلى هُناك روسي .. اذا كان قد اكتشفك فهو أول مكان سيبحث فيه عنكِ ..
بهدوء ..: لا تقلقي .. لن أذهب بسيارتي .. سأركب سيارة أجرة و أسلم سرمد الأوراق ..
بقلق حاد ..: لا تذهبي روسي .. أنا سأكلم سرمد و سيقابلكِ بمكانٍ آخر ..
بخضوع ..: حسنًا سلافا و لكن بسرعة فلا يوجد لدينا وقت ..
اغلقت سلافا بسرعة و اتصلت على سرمد حتى تقول له عن التغيير الطارئ .. أما روسلين فقد ارتفع رنين هاتفها مجددًا وكان المتصل أحمد ..



،



وصله ظرف مكتوب عليه " يسلم إلى يد بولانت هاكان أوزدمير " .. ضغطه بخفة يريد اكتشاف محتواه و كان خفيف جدًا .. خمّن بأنه قرص صلب .. اخرجه بهدوء و قلّبه باستغراب .. تحرك بخطوات واسعة إلى حاسوبه و أدخل القرص .. لحظات فقط و ظهرت صورته مع صالح في مكتب صالح في زيارته له قبل أيام .. الرسالة واضحة .. صالح سوف يخونه و إلا لماذا وضع الكاميرا..؟



بجهة أخرى .. ابتسامة عريضة تسكن شفتيها وهي تنظر إلى الجالسة أمامها منذ ما يقارب العشر دقائق .. بعد جلبهم لها من مكانها الذي تختبئ فيه .. قالت بخبث ..: هوليا .. أهلًا و سهلًا ..
قلّبت الأوراق التي بين يديها بابتسامة و قالت بثقة ..: كما وصلني بأنكِ تعانين من مشكلة النطق .. و لكن هذه الأوراق تنفي ذلك..
وضعت الأوراق بحدة على الطاولة و قالت للمرتبكة أمامها بقوة ..: أحتاج توضيحًا ..



،



بجهة ثالثة .. يقلب الصور بين يديه بغضبٍ عاتٍ .. الحقير .. يصوره حتى اذا أراد التراجع يهدده بها .. لن يجعله يفلت بفعلته ..
تمتم بغضب ..: أنا لك يا بولانت .. لن تفلت مني أبدًا ..
توجه بخطوات غاضبة إلى الخارج و كل ما يراه هو بولانت بين يديه..




،





قبل ذلك ..




يوم اعتقال صالح بتهمة التحرش .. و بعد مغادرة الأمن ..

تسللت للداخل بهدوء بينما بقيَ سرمد في الخارج يراقب الحي الهادئ بعد الإزعاج الذي حدث و تفرق الناس كلٍّ إلى وجهته ..
تحركت بخطوات سريعة و هي تأخذ الكاميرات .. فلم يعودا بحاجة إليها بعد الأدلة التي معهما.. غادرت بسرعة بعد انتهائها و ركبت بجانب سرمد و غادرا المكان ..

،

قبل يومين .. كلفت رجل أمن بمهمة تصوير صالح وهو يدخل إلى مقر بولانت .. و يأخذ له أكثر من صورة بوضعيات مختلفة .. و اليوم استلمت الصور منه .. و بعد استلام كرم الأوراق التي تدين كورت و أحمد قامت بتنفيذ خطتها التي كانت ببساطة الإيقاع بين صالح و بولانت .. و من جهة أخرى يقبضون على كورت و أحمد عندما يصلهم الأمر من الجهات الأعلى .. لذلك أرسلت إلى بولانت الفيديو الذي أخذته من الكاميرا و أرسلت إلى صالح الصور التي التقطها رجل الأمن ..




.
.
.



انــتــهــى ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-18, 11:06 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الـفـصـل الـخـامـس عـشـر..




بعد أن اغلقت الخط توجهت إلى مواقف سيارات جانبي .. رفعت هاتفها مرة أخرى و ضغطت أرقام ليفانت .. وصلها الإزعاج من حوله قبل أن يصلها صوته و يبدو بأنه في المطار .. تأكدت من ذلك بعد أن طلبته سيارة من سيارات الشركة متعذرة بأن سيارتها تعطلت وقال لها بأنه سيهاتف الشركة و سيرسلونها لها لأنه في المطار مع مدير أعماله .. و بعد ما يقارب الـ خمس و أربعون دقيقة وصلت السيارة و استقلتها .. و الآن هاهي متوقفة في الشارع المقابل لشقتها .. كانت متيقنة من معرفة أحمد لكذبها عليهما من اتصالاته المتكررة .. ولكنها باتت متأكدة من ذلك وهي ترى ولوج أحمد إلى المبنى للمرة الخامسة .. فهو يغادر و يضع رجلهم جان في المراقبة و يعود ثم يدخل المبنى و يخرج بكل مرة وهو غاضب أكثر من خطواته الواسعة و اتصالاته المتكررة ..
تكاد xxxxب ساعتها أن تتم العاشرة مساءً.. اغلقت هاتفها و اخرجت البطاقة ثم كسرتها لنصفين وحذفتها على المقعد بجانبها .. أرخت رأسها على المقعد و وجهها للمقعد بجانبها و أغمضت عينيها بهدوء .. جسدها قد انزلته للأسفل عندما مر جان من جانبها .. فتحت عين واحدة تريد أن ترى ماهو الوضع و كان مطمئنًا فعادت و استقرت بجلستها ثم اطلقت زفرة خافتة .. رن هاتفها الشخصي فرفعته ووجدتها سلافا .. كالعادة تسأل عن مكانها و تحذرها من القدوم إلى شقتها .. اغلقت هاتفها و اعادت نظرها للإمام .. تصلب جسدها بتوتر رهيب وهي ترى نظرات أحمد المسلطة عليها من مسافة قريبة .. و كردة فعل تلقائية ضغطت على مفتاح التشغيل و أغلقت الأبواب وهي تضغط على دواسة البنزين بسرعة حادة .. رفعت هاتفها بارتباك واتصلت على سلافا و نظرها تارة للأمام وتارة للمرآة الجانبية وهي ترى أحمد في سيارته خلفها .. لم تجبها سلافا فشمتت بهمس وتمتمت ..: أين ذهبت الآن ..! اتصلت على سرمد فأجابها سريعًا .. شرحت له الوضع باختصار و أكد لها بأنهم قادمون حالًا و يجب عليها فقط إلهاء أحمد .. زادت سرعتها وهي تدخل بأحياء ثم تخرج منها ولا زال خلفها .. ضغطت بتوتر على شفتها السفلية .. كيف تُلهيه الآن و هو مصرٌّ هكذا .. كانت افكارها تتوالى عليها بسرعة شديدة وهي تبحث عن منفذ قد ينقذها .. رأت أمامها منفذ إلى شارعٍ عام .. زادت من سرعتها وانعطفت إلى اليمين للخروج من الحي الذي كانت قد دخلته .. كانت الأرض زلقة من ذوبان الثلج المتراكم على جوانبها .. ومع سرعتها الشديدة و انعطافها لم تستطع التحكم بالمقود ..تقلبت السيارة أمام ناظري أحمد ثلاث قلبات ثم استقرت على الأرض وعجلاتها للأعلى..





،



دخل بخطوات غاضبة و صرخ بجنون ..: بولانت أوزدمير .. اخرج من مخبأك ..
خطوات واثقة قاطعت كلامه ووقف أمامه بولانت بـ استهتار و لفظ بسخرية وهو يحرك خرزات السبحة بيده..: اووه .. صالح يلماز .. تبدو غاضبًا جدًا .. هل استطيع معرفة السبب..؟
تقدم صالح بجنون أكبر من سخرية بولانت ..: بالطبع تستطيع .. فهذه فكرتك و أنت المنفذ ..
مازال على وقفته وقال ببرود..: ماذا تريد..؟
بغضب أعمى وصدره يرتفع و يهبط بسرعة غير منتظمة..: لا تمثل البرود .. سأقتلك .. اقسم بأني سأقتلك .. لن أجعلك تغدر بي بهذه البساطة .. اتبع كلماته وهو يسحب السلاح من خاصرته و يصوبه على صدر بولانت .. تقدم بولانت بثقة حتى لامسته فوهة السلاح و وضع يده عليه يريد سحبه وهتف ببرود..: تؤ تؤ .. لازلت صغيرًا على ذلك يا بابا .. اتركه سيؤذيك..
ابعد صالح يده بحدة وقال بهسيس غاضب و عينيه متحجرتين..: لا تسخر مني والا ......
قاطعه بسخرية و برود ..: والا ماذا..؟ استطيع أن أرى خوفك من عينيك .. ويبدو بأن هذه المرة الأولى التي تستخدمه فيها .. * وبسخرية أشد * أليس كذلك صغيري..؟
سحب صالح الزناد بقهر من سخريته .. تراجع بولانت بحذر من نظرات صالح التي تشي بنيته .. قال بتوتر ..: حسنًا صالح .. اهدأ .. اجلس حتى نتفاهم بهدوء ..
ثار أكثر وهو يهتف بعلو ..: هل تراني طفلًا أمامك حتى تسكتني ببضع كلمات .. أنا لا أغفر الخيانة أبدًا ..
تقدم بولانت مجددًا و حاول سحب السلاح ولكن كفيّ صالح منعتاه عن ذلك وهو يردد بغضب ..: سأريك ما معنى الغدر ..
دخلا باشتباك على السلاح .. بولانت يريد أخذه و صالح يرفض الخضوع حتى دوى صوت الطلقة و تهاوى السلاح في المنتصف .. رفع صالح عينيه بدون استيعاب إلى ملامح بولانت المتفجرة بإحمرار و عروق وجهه البارزة التي تشي عن ألم شديد وكأنها حقًا ستنفجر و تتناثر دماءه عليه .. انزلقت نظراته إلى كف بولانت التي وضعها على صدره و الدم المتفجر من بينها .. عاد بخطوات لا إرادية إلى الخلف ونظر إلى كفيه .. كان هناك دم يسكن بينها .. نقل عينيه بدون استيعاب إلى جسده و ابصر الدم الآخر الذي يلوث ملابسه من جهة الصدر .. دمعت عيناه وهو يرى ارتطام جسد بولانت في الأرض .. و عينيه الجاحظتين إلى الأعلى .. أيقن بموته من سكون حركته .. وقع نظره على السلاح بجانب قدم بولانت .. تقدم بجمود و جثى بركبتيه على الأرض .. رفعه و بقي ينظر إليه .. تراجع بخوف عندما توهم بحركة في قدم بولانت.. نقل نظراته في المكان وقد عاد إليه إدراكه .. يجب أن يهرب من هنا قبل أن يكتشفوه .. تحرك بخطوات واسعة إلى الخارج .. وقف بجانب الباب و بحث بعينيه .. كان المكان هادئ .. انتفض بخفة عندما شعر بخطوات خلفه والتفت بسرعة ولكن لم يجد أحد .. فقط جسد بولانت الساكن على الأرض..رائحة الموت يشعر بها تعبق في المكان .. تحرك بخطوات واسعة إلى الخارج و الظلام المخيم على الأرجاء يزيد شعوره بالخوف .. ركب السيارة و تحرك بسرعة يريد الإختباء عن الأعين .. عندما وصل إلى منزله مد يده إلى الخلف و أخذ سترة احتياطية يتركها للضرورة .. لبسها فوق ملابسه وترجل واضعًا يده الممتلئة بالدماء في جيبها .. فتح الباب و توجه إلى دورة المياة في الطابق الأسفل .. غسل كفيه و استحم .. مازال يرتجف ولا يصدق بأنه قد قام بقتل شخص .. وضع رأسه تحت الماء و أغمض عينيه بشدة .. لا يريد أن يتذكر ماحدث .. ولكنه لا يغادر ذهنه.. بكى بصوت غير مسموع وغرز أسنانه بكفه من جهة السبابة.. بقي لوقت طويل تحت الماء حتى سمع طرقات على الباب و من خلفه صوت خديجة البارد ..: هل أنتَ بخير..؟
كفكف دموعه و خرج من الماء ثم قال ببحة ..: بخير .. اجلبي لي منشفة نظيفة..
ببرود ..: حسنًا .. ستجلبها لك الخادمة..
وغادرت دون اكتراث .. أما هو فكل ما كان يفكر فيه أنه يجب عليه السفر .. لا يجب أن يبقى هُنا أبدًا ..





،





" هل عثرتما عليها "

التفت سرمد إلى كرم وهو يلبس معطفه وقال بعجلة ..: لقد توقفت اشارة هاتفها في شارع فرعي في منطقة شيشلة ..
اومأ كرم..: قد تكون تخلصت منه..
بتوتر..: نحن ذاهبون إلى هناك حتى نستطلع عن الوضع .. لن نترك شيئًا للحظ..
بموافقة ..: حسنًا ..



،



بمكان الحادث ..

ترجلت سلافا و سرمد بخوف شديد وهما يحدقان بصدمة لسيارة روسلين المنقلبة .. تقدما بسرعة و بخطوات شبه راكضة إلى السيارة .. جثت سلافا بمسافة بعيدة قليلًا من باب السائق ولم يسعفها الظلام لرؤية شيء .. أما سرمد فقد دار حول السيارة يريد أن يستكشف سبب الحادث .. تراجعا إلى الخلف عندما وصل رجال الدفاع المدني .. وقفت سلافا بجانب سرمد وضمت كفيها إلى فمها وهي تنفخ فيها حتى تدفؤها وتتمتم بالدعاء أن تكون روسلين بخير .. شد سرمد على كتفها بصمت وهو يرى رجال الدفاع المدني يرفعون السيارة .. صرخ بعدها أحدهم ..: لا يوجد أحد في السيارة ..
ابعدت سلافا يد سرمد من كتفيها .. تقدمت وقالت بحدة..: ماذا يعني ذلك.. كيف لايوجد أحد في السيارة..؟
بهدوء..: يمكنك التقدم و الاستكشاف بنفسك ..
تقدمت تتبعها خطوات سرمد الصارمة .. فتحت الباب ولا يوجد أحد .. نظرت إلى السيارة بتدقيق .. ثم التفتت إلى الرجل و طلبت منه قفاز و مصباح صغير .. ناولها ماتريد و لبستها وتقدمت إلى السيارة .. أشارت بالمصباح على المقعد .. ولا يوجد شيء .. مررته بهدوء إلى زجاج باب السائق .. عقدة تكونت بين حاجبيها وهي ترى أثر الدماء على الباب من الداخل.. رفعت المصباح ووجهته إلى مقعد الراكب في الأمام .. فتحت عينيها باتساع وخوف عندما رأت بقعة دم متسعة على جانب المقعد وبضع قطرات متفرقة .. تحركت بخطوات واسعة إلى باب الراكب وهي تدقق فيه أكثر .. هناك دماء متجمعة بكثرة من جهته و من زجاج النافذة المهشم .. نادت سرمد بتوتر و ارتباك وكان يكلم أحد رجال الدفاع المدني .. استأذن وتقدم منها وقال بقلق تمكن منه..: إلى ماذا توصلتِ..؟
بخوف وهي تقبض على ذراعه..: يبدو بأن أحمد اختطف روسي..
انظر إلى الدماء هنا .. ثم اشارت على مقعد روسلين..: هناك على الباب يوجد دم و يبدو بأن روسلين فقدت وعيها واصطدم رأسها بالباب .. ثم أشارت إلى سقف السيارة المندعج للداخل..: انظر إليه .. يبدو بأنه تعسر عليه اخراجها من الباب بجانبها فسحبها من جهة الراكب وهذا يفسر لنا سبب الدماء المتجمعة على المقعد و الزجاج..
سرمد بتفكير ..: أو قد تكون هي خرجت بنفسها قبل وصول أحمد ..!
اومأت وقد فكرت هي ايضًا بذلك .. سألها سرمد ..: هل يوجد أي شيء من مستلزماتها هنا أم انها مفقودة..؟
فتشت سلافا السيارة و وجدت فقط حقيبة روسلين في المقعد الخلفي .. اخذتها ووجدت هاتفها وبعض المستلزمات .. رفعت هاتفها حتى تريه سرمد و قالت برهبة من الموقف ..: يبدو بأن التفسير الأول هو الراجح .. لو كانت خرجت بنفسها كانت ستأخذ هاتفها معها حتى نستطيع تعقبها منه..!





،





بعد ساعة .. في المركز.. هتف كرم بحدة ..: ماذا يعني مفقودة..؟ كيف حدث ذلك..؟
سرمد بتوتر..: لا نعلم سيدي .. عندما وصلنا إلى موقع الحادث لم يكن هناك أحد..
سلافا بمحاولة للهدوء..: ماذا نفعل سيدي..؟
كرم بحدة ..: ماذا سنفعل..؟ سنتركها لتتلقى عقاب أفعالها..
بدهشة..: هل سنتخلى عنها..؟
كرم بغضب ..: ألم تقولي بأنكِ حذرتِها من القدوم إلى الحي أو الشقة..
بثقة ..: لقد فعلت..
حينها صرخ بغضب وهو يطبق بيده على سطح المكتب..: حسنًا .. اذًا دعيها تتحمل نتائج تهورها.. ثم غادر بعنفوان و غضب شديد..

نظرت سلافا إلى سرمد وقالت بعدم استيعاب..: لا أصدق أنه كرم الذي يقول هكذا..!
بطمأنة..: إنه خائف عليها فقط .. هو لن يتخلى عنها ابدًا .. بالأساس يكون قد بدأ بالبحث عنها الآن..
صمتت وهي تجلس على المقعد .. قالت بهدوء..: هل عثرنا على أحمد..؟
نفى بهزة بسيطة من رأسه..: هاتفه لا يلتقط الإشارة.. أن تكون روسلين معه احتمال كبير..
بهمس..: إلهي احفظها..





،




واقفان أمام بعضهما بشموخ .. قال كورت وهو ينظر إلى الجسد المسجى على الأرض خلف أحمد ..: من تكون..؟
بهمس مغتاظ..: لا أعلم .. كل ما عرفته بأنها خائنة و قدومها إلينا كان لهدف وهو سرقة الأوراق التي تخص عملنا الغير قانوني..
بتفكير عميق ..: قد تكون عميلة سرية..!
التفت أحمد بهدوء و نظر إليها .. باقتضاب..: قد تكون كذلك.. سأنتظر استيقاظها ثم سأسحب منها كل شيء .. بالرضا أو بالغصب..
ببرود ..: حسنًا ..



،



دخلت مجددًا إلى غرفة التحقيق .. جلست أمام هوليا وهي تنظر إليها بتدقيق .. ثم قالت بهدوء ..: هل ما زلتِ مصرة على عدم التحدث..؟
لم تجبها فعاودت المحاولة ..: صمتكِ لن يفيدكِ .. فأنا أعلم مثل ما تعلمين بأنكِ لا تشتكين من شيء .. النطق لديكِ سليم ..
أيضًا قابلها الصمت من جهة هوليا و نظراتها المصوبة على الطاولة بينهما .. سلافا بهدوء و ثقة ..: بولانت سيتخلى عنكِ..
ارتبكت نظرات هوليا ولكنها مستمرة بالصمت .. أعادت سلافا حديثها ..: بولانت سيتخلى عنكِ إذا علم أنكِ هُنا .. وقد يأمر رجاله بالتخلص منكِ..
كان تركيز سلافا منصب على فم هوليا .. رأت شفتيها تتحرك و تعاود السكون .. وكأنها مترددة هل تتكلم أم لا .. قالت لها بثقة ..: قولي ما تريدين قوله .. لن يحدث لكِ شيء إذا تحدثتِ..
بصوت مبحوح..: أريد حقي في الصمت..
اطبقت سلافا جفنيها بمحاولة للصبر .. تبًا .. تريد حقها في الصمت و الوقت لا يساعدهم اطلاقًا .. قد يكون ما تعرفه هوليا كافٍ لتحديد خطواتهم .. ضربت بقبضتها على الطاولة بقوة أفزعت هوليا وقالت بحدة..: سأعود لكِ ..
وخرجت بخطوات غاضبة .. أمسكها سرمد من مرفقها وقال بهمس ..: لا نستطيع ابقائها أكثر .. لا يوجد لدينا أي تهمة عليها ..
بحدة خافتة وهي تتحرك ..: أظن تهمة التسلل إلى مكتب و الخروج منه تهمة كافية حتى تبقيها لدينا لوقت أكثر..
تحرك بجانبها وقال بهدوء..: لم نستطع التوصل إلى روسلين من خلال المتعقبات .. يبدو بأنها تلفت في الحادث أو أنها لم تكن ترتديها..
صمتت وتقدما إلى غرفتهما المشتركة ..



في الجهة الأخرى ..

رفع كرم هاتفه للمرة الرابعة و نظر إليه بتردد .. هل يخبر ليفانت أم لا..؟ دلّك رأسه بهدوء و أسدل جفنيه .. صداع يفتك برأسه .. لم يجد حتى الآن أي تقدم ببحثه عن روسلين .. اخذ قراره وضغط أرقام ليفانت .. ولكن أجابه الصوت الآلي بأنه مغلق .. ترك له رسالة صوتية عندما يفتح هاتفه يجدها ..




،


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-18, 06:35 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




بعد 36 ساعة ..



أنين خافت يصدر منها .. فتحت جفنيها بهدوء وهي تشعر بجسدها جميعه يصرخ من الألم .. حاولت الإعتدال وهي تنقل نظراتها إلى المكان حولها .. غضنت جبينها بألم وهي تعتصر ذاكرتها تريد أن تعلم لماذا هي بهذا المكان .. كان مكان واسع و كأنه مرآب سيارات .. مليء بالأعمدة المتفاوته و من جهة يوجد درج للأعلى .. و من الجهة الأخرى باب حديدي أسود ومقعد يركن إلى جانبها .. كان المكان يغرق بالظلام فقط نور خافت من تحت الباب الموصد .. لم تستطع الإعتدال وهي تستكشف الحبل حول معصميها بأناملها .. حركت قدميها وكانت نفس النتيجة .. مقيدة .. زفرت بتعب وهي تعاود الإستلقاء فقد تذكرت ما حدث .. و آخر شيء تتذكره هو ارتطام رأسها القوي في الزجاج و شعورها بالسائل القاني الذي ظلل نظراتها وهو يبلل جفنيها .. بالتأكيد أنها الآن بحوزة أحمد و كورت .. نظرت حولها بشرود .. كم مضى من الوقت..؟ وهل عرف أحمد هويتها الحقيقية حتى الآن أم لا ..؟ كرم و سلافا و سرمد .. ماذا حدث لهم..؟ قاطع تفكيرها خطوات واسعة تبعها دخول عاصف من ناحية الدرج .. كان أحمد و من خلفه كورت بملامح غاضبة .. ازدردت ريقها بتوتر وهي ترى نظراتهما الحادة .. عندما وصلا إليها رفعها أحمد غير عابئ بآهتها أو اصابتها و رمى بجسدها على المقعد .. تأوهت بصمت وهي تعقد حاجبيها من شدة ألمها .. هتف أحمد بغضب ألبسه ثوب البرود..: المفوضة روسلين ..! تشرفنا بمعرفتك..
اغلقت عينيها بشدة وهي تدرك معرفتهما لهويتها الحقيقية .. شدها أحمد من ياقتها حتى أصبح وجهها مقابلًا لوجهه الغاضب وصرخ بعنف..: هل استمتعتِ و أنتِ تخدعيننا..
لفظت بسخرية و تحدي يجري بدمها ..: كثيرًا..
لم يتمالك أعصابه وهو يضربها بكفه على وجهها بكل قوته.. ضغطت فكها من الألم الذي تشعر بأنه شطره لنصفين .. صرخ بغضب وهو يهزها..: من أنتِ حتى تخدعينا..؟ مجرد فتاة حقيرة تافهة ..
اطلقت ضحكة ساخرة خافته جعلته يصرخ بجنون .. أبعده كورت من أمامها و أخرج سلاحه ثم صوّبه على رأسها وقال ببرود قاتم..: أين الأوراق..؟
رفعت رأسها و تلاقت نظراتهما .. قالت بتحدي ..: في مكان لن تستطيعا الوصول إليها فيه أبدًا ..
سحب الأمان وقال بتحذير..: إذا استمريتِ على سخريتكِ لن يكون خيرًا لكِ اطلاقًا ..
بقوة..: أنا لا أخشى الموت .. أنتَ من يجب أن يخاف .. لا أن تطلق التهديدات..!
بنفاذ صبر..: ماذا تعرفون عنا..؟ و أين الأوراق..؟
بهدوء واثق ..: ستنتظر إجابتي كثيرًا ..
بتجاهل ..: بالتأكيد أن من أرسلكِ هو رئيسكِ كرم ..
لم تجبه فقط نظراتها مرتفعة إليه بثقة .. لم يتحمل أحمد وتقدم منها بغضب ..: تحدثي .. أنتِ هُنا بمفردكِ .. لن يستطيعوا الوصول إليكِ..
رفعت زاوية شفتيها بسخرية فقبض أحمد على فكها بحدة وقال بهسيس غاضب و بشرته الفاتحة قاتمة من شدة غضبه..: أجيبي ..
حينها رن هاتف كورت .. أخرجه بيد و الأخرى ما زالت مصوبة على رأس روسلين.. قال لأحمد الذي افلت روسلين ..: انه رجلنا .. بالتأكيد لديه شيء هام .. قد يكون وجد ليفانت..!
فتحت عينيها على اتساعهما بصدمة وهي تسمع حديثهما .. يا إلهي .. ليفانت.. بالتأكيد أحمد الآن يفكر بأنه قام بخيانته و لم يخبره أو يحذره منها .. قلبها يضرب صدرها بشدة من توترها العميق .. لا تحتمل أن يصيب ليفانت شيء .. اصغت سمعها لكلمات كورت المختصرة .. بعد أن اغلق الخط هتف أحمد بنفاذ صبر ..: ماذا حدث..؟
بهدوء و نظراته على ملامح أحمد..: لقد مات بولانت.. وجدوه مقتولًا ..
تبلّدت حواسه وقال بعدم تصديق..: مات..! قُتِل..؟ ثم صرخ بصوتٍ عالٍ وهو يشتم ببذاءة و يركل العمود أمامه .. ثم قال بصوت مشدود..: هل وجدوا قاتله..؟ نفى كورت بتأتأه صغيرة و هتف بصرامة..: اهدأ .. هناك شيء آخر..
التفت وصدره يعلو ويهبط بتسارع و استفسر بنظراته فقال كورت بغيظ..: صديقك العزيز ليفانت .. مسافر للخارج ..
كانت منصته لحديثهم وابتسمت بإرهاق عندما سمعت كلام كورت و رأى أحمد ابتسامتها.. تقدم بأعصاب تالفة و رفع سبابته بتهديد..: سأعود لكِ لاحقًا .. لن تستطيعي النجاة مني..




،





وصلهما بلاغ عن جريمة قتل رجل ببداية عقده الخامس .. وتفاجئا حقًا بأن الرجل لم يكن سوى بولانت .. أرسل سرمد نظرات حارقة إلى سلافا الواقفة بصمت .. لم يخطر ببالها أن صالح سيتجرأ و يقتله.. عقدت جبينها بتفكير .. لماذا توقعت أنه صالح .. قد يكون غيره فعالم بولانت مليء بالأعداء .. بعد انتهائهم من جمع الأدلة و نقل بولانت إلى المشفى استقلا سيارة سرمد التي قدما فيها إلى هنا .. قال سرمد وهو يقود و بدون أن ينظر إليها..: هل تظنينه صالح..؟ منذ أخبرتني بخطتك وأنا غير مرتاح..
بهدوء..: قد يكون هو وقد يكون غيره .. فأصحاب المال الأسود كثيرون..
سرمد..: لابد بأن نحقق مع صالح و رجال بولانت حتى نعلم آخر من رآه..
هزت رأسها بسكون .. قال بعد لحظات..: تعلمين بأنه اذا كان صالح هو القاتل فأنتِ المحرضة على الجريمة..
ببرود..: أنا لم أحرض أحد ..
هتف سرمد بحدة..: اذًا لماذا لم تقدمي أدلة اعتداء صالح على هيفين..؟
ما زالت متدثرة بالبرود..: أنت تعلم بأن الكاميرات التي وضعناها غير قانونية .. كما أنك تعرف سببي جيدًا.. وهو الإيقاع بين بولانت وصالح..
بسخرية..: أنتِ لن تقنعيني بأسبابكِ الواهية أليس كذلك..؟ فالكاميرات نستطيع وضعها بدون قوانين في المكان الذي نراه مناسبًا .. و السبب الثاني لم اقتنع بهِ اطلاقًا ..
بهدوء ولا مبالاة..: تلك مشكلتك..
بصوتٍ بدأ يعلو..: و مشكلتك أيضًا .. أنتِ لم تسلمي الدليل لأنكِ تريدين الإنتقام من صالح .. ولكن ما هيئة انتقامكِ هو الذي لم استطع التوصل إليه..
ألقت عليه نظرة باردة ولم تعقب عليه فهتف بحدة..: أنتِ ستكونين المحرضة للقتل سلافا .. هل تستوعبين ذلك..
أجابته بنفاذ صبر..: أنا لم أحرض أحد .. لم أقل له اذهب و اقتل بولانت .. هذا اذا افترضنا أنه هو القاتل ..
بتحقيق ..: لماذا لم تسلمي الأدلة سلافا..؟
بضجر ..: لأنها لن تفيدني .. أنت تعلم بحالات التحرش و الإعتداء يحكم على المذنب من سنتين إلى خمس سنوات فقط .. و أنا أريد لصالح أن يتعذب أكثر مثلما عذبني و عذب هيفين أيضًا .. أريده أن يتعاقب بعقاب يستحقه ..
سرمد بسكون..: كنتِ تعلمين بأنه سيذهب إلى بولانت وقد يطلق النار عليه..
بإعتراف بارد..: نعم .. ولكن لم يخطر ببالي أنه قد يقتل أحدًا .. فهو جبان لا يستطيع حمل السلاح حتى .. و بالأساس لم اتوقع أن يصدقا ذلك فهي واضحة جدًا لو فكرا بذلك.. هذا لو كان القاتل صالح بالطبع..
بثقة..: سيظهر بأنه القاتل أو أحد من طرفه ..





،



بعد ساعتين ..


لم يذق طعم النوم أبدًا .. وكلما غفت عيناه يستيقظ بفزع و صورة بولانت مقتولًا لم تفارقه .. رفع هاتفه عندما وصلته المكالمة التي ينتظرها .. سيسافر للخارج و أخذ وقتًا حتى استطاع أن يدبر له حجزًا مستعجلًا .. لم يستطع الإصرار على الحجز حتى لا يثير ريبة الرجل الذي كلفه بذلك .. أخبره الرجل بأن رحلته ستقلع بعد ساعتين.. شكره بهدوء و اغلق الخط .. وقف متجهًا إلى حقيبته التي قد جهزها من ارتباكه و خوفه .. فهو لم يغادر المنزل مطلقًا و ظل حبيس المكتب .. سحب حقيبته و أخذ جواز سفره و مستلزماته وتحرك بخطوات واسعة إلى الخارج .. بعد اغلاقه للباب التفت على صوت صافرات الشرطة القريبة وجدًا منه .. كيف لم يسمعها..؟
اتسعت عيناه بريبة عندما ترجلت سلافا و بجانبها ذلك الأسمر الطويل .. قال بهجوم..: ماذا حدث مجددًا حتى تشرفاني بالزيارة..؟
رفعت سلافا ورقة بيضاء أمامه وقالت ببرود ..: إذن تفتيش..
بتوتر وضع يده على الباب وقال بحدة..: لا تستطيعون الدخول..
ببرود أكبر..: نحن هنا لنقوم بعملنا ولا تستطيع منعنا..
ثم بأمر للرجلين خلفها ..: فتشوا سيارته .. و الباقي منكم سيفتشوا الداخل..
تحركا رجال الأمن بسرعة تنفيذًا لأمرها .. فتح لهما السيارة مجبورًا و يكاد يتصبب عرقًا .. صوت رجلي الأمن وصلها تباعًا ..: -هناك دم على مقبض الباب..
- وجدت السلاح ..
رفعت سلافا حاجبها بسخرية من شحوب صالح .. تناولت السلاح بطرف سبابتها و سألت صالح ..: هل هو مرخص..؟
اومأ بصمت .. قلبته حتى أصبحت فوهته أمام عينيها وقالت..: عيار 9 ملل .. ضعوه في الكيس و خذوا عيّنة من الدم على المقبض .. ثم تقدمت حتى وصلت خلفه وهو واقفٌ بتصلّب .. وضعت القيود وقالت بانتصار..: صالح يلماز .. أنت موقوف بتهمة قتل بولانت هاكان أوزدمير..
وقادته إلى سيارة الشرطة وهو يهتف بتوتر..: أنا لم أقتل أحدًا..
بسخرية ..: كلكم كذلك .. لم تقتلوا أحدًا و لم تسرقوا شيئًا .. بريئون طاهرون..
دفته بحقد إلى السيارة و أمرت الرجلين بنقله إلى المركز..


حينها خرج سرمد و بيده مجموعة أوراق لمعاملات غير قانونية.. استقلا السيارة و غادرا بصمت ..



،


قبل ذلك بساعة ..



دخلت غرفة التحقيق مرة أخرى و دون كلام جلست على المقعد أمام هوليا .. فتحت الملف بيدها و قدمته إليها مردفة بكلماتها..: لقد قُتل بولانت ..
فتحت عينيها باتساع و احتقنت بدموعها وهي ترى الصورة .. رفعتها بأنامل مرتجفة و صدرت منها شهقة بكاء قوية .. ارتجف دقنها ببكاء .. حينها تحدثت سلافا بهدوء..: هل ما زلتِ مصرّة على التمسك بحق الصمت..؟ هل ستسلميننا القاتل أم ستجعلينه يعيش براحة ..؟
انزلت الصورة و كفكفت دموعها وشهقات خفيفة تصدر منها .. قالت بصوت مرتجف ..: ماذا تريدين أن تعرفي..؟
سلافا بهدوء..: ما صلتك لـ بولانت..؟
بإرتجاف ..: انه أخي..
سلافا باستفهام..: هل يعني بأنكِ أخت أحمد..؟
بهدوء و توضيح..: لا .. لاعلاقة لي بأحمد .. بولانت أخي من الأم .. آبائنا مختلفين .. بينما أحمد أخ بولانت من الأب فقط ..
اومأت بفهم ..: من أصدقاء بولانت المقربون..؟
هوليا..: لا يوجد لديه أصدقاء .. كان بارعًا بتكوين العداوات أكثر..
باستفسار..: لماذا أرسلكِ إلى أحمد.. ولماذا جعلكِ بكماء
بزفرة..: كان بينهما عمل و يريدني أن أجلب له ما يحصل.. و جعلني بكماء حتى اذا اكتشفني أحمد فهو لن يستفيد مني بشيء..
سلافا..: حسنًا .. سؤال أخير.. من تظنين أنه قد يقتل بولانت..؟
ارتجفت شفتيها بوضوح وتردد .. شجعتها سلافا فقالت..: أظنه صالح..
بمفاجأة..: لماذا..؟
رفعت كتفيها بقلة حيلة..: لقد سمعت بولانت يتحدث إلى رجاله و يأمرهم أنه عند انتهائه من صالح سوف يتخلصون منه.. اظن بأن صالح قد اكتشف بولانت..
وقفت واقتربت منها و ربتت على كتفها بمواساة .. ثم مدت إليها ورقة و قلم وقالت ..: اكتبي هنا أسماء رجال بولانت .. كلهم اذا كنتِ تعرفين أسمائهم.. وبعدها ستغادرين..
اومأت بموافقة و غادرت سلافا بعد ذلك..




،




الآن ..


سأل بخوف شديد..: ماذا يعني مفقودة يا كرم..
كرم بهدوء..: يعني أنها مفقودة ليفانت .. كل ما عليك هو البقاء هناك وعدم المجيء..
بحدة..: هل جننت..؟ لا استطيع البقاء هنا و زوجتي مفقودة..
كرم بحزم ..: نحن نقوم بالعمل على إيجادها .. إياك و الرجوع إلى هنا حتى نعثر عليها..
بغضب..: افهمني كرم .. لا استطيع البقاء هنا مكتوف الأيدي..
بصرامة ..: أنا آمرك ليفانت .. واذا خالفتني اعلم بأنني سأجعلهم يوقفونك في المطار ولن تستطيع حينها معرفة وضعها .. إذا بقيت فأنا سأخبرك بالمستجدات.. رجوعك فيه خطر عليك و عليها..
بعدم فهم ..: لماذا فيه خطر..؟
كرم بجدية..: لا استطيع قول أكثر من ذلك .. وجودك في استانبول فيه خطر عليها .. القرار لك ..

جلس ليفانت بانهيار على المقعد خلفه بعدم استيعاب .. روسي مفقودة..! ووجودي فيه خطر عليها .. بحق الله ماذا أفعل .. تمتم بخفوت..: يارب احفظها لي .. يارب احميها..





،




بغرفة التحقيق .. و بعد أخذهم لبصمات السلاح و مطابقة الدم على مقبض سيارة صالح بدم بولانت و كانت النتيجة متطابقة .. و للتأكد أكثر جعلهم يفحصون تحت أظافر يده وكشف الجهاز عن آثار بارود .. ناظره سرمد بتدقيق وقال بهدوء..: من الواضح بأنك قد استحممت و لكن لم تستطع محو أثر البارود..!
لم يجبه صالح بشيء ونظره شارد للاشيء.. نقل نظراته بصمت إلى سرمد الذي قال..: سننقلك إلى المحكمة مباشرة .. لا داعٍ لتبقى هنا أكثر و أنت قد قدمت افادتك و اعترفت بأنه قتل متعمد..



في الخارج .. وقفت أمامها بقوة وقالت بهمس حاد..: هل أنتِ مرتاحة الآن و زوجي سوف يُسجن..!
بسخرية ..: لست من قتل شخصًا يا أمي .. انه زوجك و كل شخص سيتحمل نتائج أفعاله..
بحدة..: لست والدتك .. أنا ليس لدي ابنة اسمها سلافا..
اومأت بموافقة ساخرة..: لم تقولي أي جديد .. فهذا الكلام منذ عقد كامل .. ولكني أريد أن أوضح لك شيء .. أنا لم أُغري زوجكِ .. هو من كان يتحرش بي..
ببرود..: وهل تظنين بأنني سأصدقكِ..؟
بدهشة زائفة ..: معاذ الله .. أنا أوضح لكِ فقط .. و أنتِ ستصدقينه بالطبع .. ثم أردفت وكأنها قد تذكرت ..: ولكن يؤسفني أن أقول لكِ بأنه تعرّض لهيفين أيضًا ..
بصوت بارد وملامحها لم تتأثر ابدًا ..: انها تفتري عليه مثلكِ..
ضحكت سلافا بسخرية ومرارة .. مهما فعلت لا يمكن أن تقنع أمها بطهرها .. قطعت ضحكاتها وهي ترى خروج صالح مكبّل اليدين برفقة سرمد و رجلي أمن .. بصوت ساخر..: أهلاً بزوج أمي الذي لا يخطئ .. أتمنى لك حياة سعيدة حيث سـ تُقيم..
سرمد بتحذير ..: سلافا .. ليس وقت الكلام الآن .. سنذهب إلى المحكمة ..
نظرت سلافا بقهر إلى أمها التي تقدمت إلى صالح بخوف عليه و احتضنته .. نظر إليها صالح بنظرات سخرية و كأنه يقول مهما فعلت هي ستبقى معي.. زمت شفتيها بغضب والتفتت إلى الخارج بتخاذل ..





في المحكمة..


القاضي ..: يُسجن المتهم حتى موعد الجلسة القادمة مع رفض الكفالة .. و دوى بعد ذلك صوت مطرقته لإنتهاء الجلسة و غادر .. تفرق الحاظرين و قاد صالح أربعة من الحراس إلى السيارة المعتمة التي ستنقله إلى السجن..





،



بقيت جالسة على المقعد بعد خروجهم ثم أمالت جسدها من الجانب حتى ارتطمت بالأرض .. تأوهت وغرزت أسنانها بباطن خدها من الألم .. جسدها مليء بالرضوض وبعض الجروح .. شدّت على شفتيها واعتدلت حتى أصبح ظهرها متكئًا على الجدار خلفها .. مدت رجليها أمامها بوضع مريح علّها تهدأ قليلًا من آلامها .. ثم بدأت بمحاولة فك قيودها.. حركت أناملها تبث بها بعض الحياة .. ظلّت لوقت طويل وهي تحاول ولم تيأس أو تمل.. ولكنها تعبت.. تريد فقط الوصول إلى قلادتها ولكنها لم تستطع .. رمت رأسها للخلف بتعب لعدة دقائق ثم أعادت محاولاتها .. وبعد وقت استطاعت تحريك العقدة قليلًا .. وكان ذلك كافيًا لبثها الأمل ..
ابتسمت بحماس و أكملت تفكيك العقدة حتى أصبحت رخوة .. سحبت يدها اليمين ثم اتبعتها باليسار.. حركتها قليلًا من الألم مكان القيود.. رفعت يديها إلى عنقها بسرعة و فتحت القلادة .. كانت قلادة حديدية خفيفة على شكل مستطيل و في المنتصف اسمها مكتوب بزخرفة جميلة .. قلبتها للجهة الأخرى وحركت إبهامها على الجهاز الصغير جدًا .. ضغطته بسرعة و لبستها مجددًا ثم أعادتها تحت ملابسها الشتوية .. ابتسمت بانتصار ووضعت القيود مجددًا.. جلست بتوتر عندما سمعت خطوات قادمة من ناحية الدرج .. اغلقت عيناها بهدوء وهي تتذكر عندما لبستها للإحتياط بعدما علمت باكتشاف أحمد لها .. فتحت عيناها عندما توقفت الخطوات أمامها و سمعت صوت انسحاب المقعد.. أحمد بهدوء..: سنساوم بكِ..
بسخرية..: بماذا..؟
بعدم اهتمام..: سنسلمكِ إليهم سليمة إذا وفروا لنا طائرة خاصة تنقلنا من هنا إلى المكان الذي نختاره.. يعني عملية تبادل نظيفة..
ضحكت بسخرية و لم يهتم لها أحمد وهو يغادر..




،




بثورة ..: لا استطيع التصديق .. مفوضة و عميلة سرية لا نستطيع العثور عليها.. أي تطور هذا..!
سرمد بعصبية..: اهدئي.. أنتِ تشتتين تفكيري..
بحدة..: ماذا لو كانت تتألم الآن.. ماذا لو قتلوها.. لن نعلم بذلك أبدًا.. نحن لا نعرف حالة صديقتنا بعد.. هل أنت مدرك لذلك..!
بحدة مماثلة..: نعم أنا مدرك لذلك.. اصمتي حبًا بالله..
جلست على مقعدها بغضب و التزمت الصمت وهي تفكر بروسلين.. أين من الممكن أن تكون..؟ أحمد و كورت أذكياء جدًا .. و فرصة الخروج من بين يديهما قليلة.. ولكن كما يقولون " لا يوجد هناك جريمة كاملة " .. انتفضت على صرخة سرمد الحماسية.. بحدة..: ماذا هناك..؟
بفرحة حقيقية ..: أحد المتعقبات التي سلمناها لروسي قد اشتغلت .. انها تشير بإشارات متقطعة ولكنها بنفس المكان لا تتحرك..
تقدمت بعدم تصديق وقالت ..: ابحث عنها بسرعة ..
بحث عنها وطال البحث لما يقارب الساعتين .. لأنه من الصعب تحديد المكان مادامت الإشارة متقطعة.. يجب أن تبقى لما يقارب العشر دقائق متواجدة حتى يستطيع الجهاز البحث عنها.. وبعد جهد استطاعا تحديد المكان ليقفزا بصرخة حماسية.. ذهبت سلافا و بلغت كرم بذلك .. أخذا بعض الدعم و غادرا بسرية تامة..




.

.

.


انــــتـــهــى..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-18, 06:36 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الــفـصـل الـسـادس عـشـر..




يجلس على المقعد أمامها منذ ما يقارب النصف ساعة .. يقلب سلاحه بين يديه و يفتحه و يعيد تركيبه بصمت وهدوء وكأنه لم يكن ذلك الغاضب.. رفعت عيناها إلى ملامحه الساكنة .. غضنت وجهها وقد اشتد عليها الألم .. كتمت تأوهاتها وهي تغرز أسنانها الأمامية على شفتها السفلى .. ارتكت برأسها على الجدار خلفها و أطبقت جفنيها بهدوء.. هل استطاعوا تحديد مكانها أم أن الجهاز لا يلتقط الإشارة..؟ فهي في مرآب سيارات ولا تعلم حتى إذا كانت المنطقة بأكملها تستطيع التقاط الإشارة.. كرم بالتأكيد غاضب منها .. و سلافا بالتأكيد غاضبة ومتذمرة من عدم إيجادها حتى الآن .. أما سرمد فهو بالتأكيد يركن للهدوء و التفكير العميق .. فتحت عينيها باستغراب تريد أن تتأكد من الصوت الهادئ الذي وصل لسمعها للتو.. ابعدت رأسها عن الجدار و نظرت إلى أحمد بصمت .. وهو عندما رأى نظراتها المستغربة أعاد بهدوء ..: لماذا أخبرتني عن الخادمة هوليا وكان من الأجدر أن تحميها فهذه هي وظيفتك..!
مالت شفتيها باستغراب من سؤاله .. إلى ماذا يهدف..؟ قال بهدوء..: ألم يكن عليكِ حمايتها..؟
روسلين ببساطة ..: لأنني لو لم أكشفها فكانوا سيكشفونني لكما.. كما أنكما كنتما ستساعداني بمعلومات عنها..
بسخرية باردة..: برافو .. أنتِ تستحقين الوسام بجدارة..
روسلين بهدوء و تأكيد متعجب..: أنتَ هادئ..!
أحمد وهو يحشو المشط بالرصاص ..: سنقوم بالمساومة ولكنني أنتظر كورت حتى ينهي أعماله لذلك أنا هادئ .. فلا شيء يستحق غضبي ..
روسلين ونظراتها مصوبة عليه..: هل تظن كرم سيخضع لكما..؟
ببرود..: هو مجبور على ذلك .. و إلا ستموتين هُنا ولن يستطيعوا العثور عليكِ .. أما نحن فسنغادر تركيا بأي طريقة ..
روسلين باستفهام وهي تراه يركب المشط ..: لماذا اخترت هذا الطريق أحمد..؟ كنتَ ستصبح مهندسًا ..
ببرود وهو يقلب السلاح و يتفقده بيده ..: أنتِ لا تعلمين شيئًا..
بثقة ..: أعلم الكثير .. فأنتما كنتما مراقبان منا لسنوات .. و نعلم عنكما كل شيء ..
وضع أحمد السلاح على فخذه و تكتف ناظرًا إليها ثم قال بهدوء ..: ماذا تعرفين عني..؟
بصوت هادئ به رنة تعب ..: أعلم بأنك كنت على علاقة مع فتاة من الحي عندكم و عندما حملت افتضح أمركما و تبرأ منك والدك لأن هذا الشيء غير مقبول لديكم و أنتَ جلبت له العار..
أحمد بتوتر وهو يطرق بقدمه الأرض .. قال بملامح مشدودة ..: أظنكِ أجبتِ بنفسكِ على سؤالك..
روسلين بتجاهل وهي تنظر إليه بثقة ..: كما أن الفتاة قد خضعت للعنف من والدها و أخيها مما أدى إلى إجهاضها و تضرر الرحم لديها و قد قرر الأطباء استئصاله .. وكان أهلكما قد اتفقا على تزويجكما ولكنهم لم يجدوكما كلاكما .. فأنتَ اختفيت و هي هربت من منزل أهلها و قد ظنوا بانكما هربتما سويًا ..
زم أحمد شفتيه بغضب وقال بحدة ..: عملكِ لا يسمح لكِ بالإطلاع على خصوصيات الغير..
ببرود..: اذا كان الغير مجرم و يهرّب السلاح لأبناء وطنه حتى يكسب النقود فعملي يعطيني كل الحق بالإطلاع و البحث حتى أقوم بردعه ..
استقام بحدة وتقدم إليها بغضب من نظراتها المستفزة .. قبض على ياقتها وقربها إليه حتى بات لا يفصلهما سوى مسافة لاتكاد تذكر وقال بهمس غاضب وهو يضع فوهة السلاح على صدغها ويضغطها بقوة..: احذري من إغضابي دينيز .. فأنا قادر على أن أصبح مجرمًا حقيقيًا الآن..
باستفزاز ..: روسلين و ليس دينيز ..
بحدة وخفوت وهو يضغط على الحروف ببطء..: أنا لدي حياة سأعيشها لذلك لن يؤثر فيّ استفزازك ..
ركزت عينيها باتساع على عدستا عينيه العشبية و لفظت بخفوت وهي ترى تركيزه على صفاء عينيها..: لدي مكان حبيبتك ..
أفلتها بصدمة فتأوهت من ارتطام ظهرها في الجدار .. تراجع إلى الخلف حتى يستوعب ما قالته .. لديها مكانها ..! هتف بعدم تصديق..: ماذا قلتِ..؟
بثقة ..: لدي مكانها ..
عاد إلى المقعد و قال ببرود ..: لا أصدقك..
رفعت كتفيها بلا مبالاة و عادت للصمت متكئة برأسها للخلف وهي تسمع صوت تفكيك السلاح بحدة مجددًا .. غرق المكان بالهدوء و تشعر بأن جسدها يكاد يتهاوى من فرط إرهاقها .. حاولت التحرك قليلًا فتأوهت بخفوت .. وصلها صوته البارد..: لا تحاولي التحرك كثيرًا فأنتِ لن تضري سوى نفسك..
تجاهلته فهي بوضع لا تستطيع الرد فيه .. فخذها الأيمن تشعر بألم شديد فيه .. مالت برأسها جانبًا حتى ترى سبب الألم الذي لم يتوقف منذ عودتها للوعي .. انعقدت حاجبيها بشدة وهي ترى الشق الطولي على جانب فخذها و الدم المتجمع فيه .. زفرت بألم وهي تدعو بأنهم قد استطاعوا تحديد مكانها .. فتحت عينيها على الخطوات السريعة المتجهة نحوهما و جان الذي قال بخوف ..: سيدي الشرطة قادمة ..
قفز أحمد واقفًا وقال بحدة و توتر ..: كيف حدث ذلك ..؟ ثم نقل نظراته بتشكيك إلى روسلين التي تشعر بقلبها يضرب بقوة .. قالت بهجوم ..: ماذا هناك..؟ لماذا تنظر إلي هكذا ..؟
سحبها بقوة حتى وقفت وارتطمت بجسده ثم جعل جان يفك رباط قدميها و دفعها أمامه ناحية الدرج فقالت بحدة ..: ماذا تفعل ..؟ اتركني..
أحمد بغضب..: كان عليك التفكير قبل إخبارهم بمكانكِ..
هتفت بحدة وهي بالكاد تخطو حتى لا تسقط ..: لا تهذي .. كيف بإمكاني أن أخبرهم بمكاني وأنا مقيدة هكذا..
قال وهو يدفعها و تكاد تشعر بجسده ملاصق لجسدها و يديه تقبض على ذراعيها بقوة آلمتها ..: بالتأكيد لديكم طرق ملتوية حقيرة مثلكم ..
بسخرية..: بالطبع .. فأنا قد أرسلت إليهم في الحلم بأنني هنا..
ضغط على ذراعها بقوة و استمر بدفعها أمامه .. قالت باعتراض و حدة ..: ماذا ستفعل ..!
صرخ بغضب و توتر..: أنتم من تسبب بذلك ..
عقدت حاجبيها بتوتر من كلامه .. حينها وصلا إلى الباب الذي يؤدي إلى الخارج و بدّل وضعية يديه حيث أصبح ذراعه بالعرض على رقبتها و سلاحه قد صوبه إلى صدغها.. فتح جان الباب و خرجت روسلين وخلفها أحمد و جان على مشهد من كرم و سلافا و سرمد و بعض رجال الأمن .. حركت روسلين جسدها باعتراض وثبتها أحمد بضغطه أكثر على رقبتها حتى كاد يخنقها .. كان أصوات رجال الأمن ترتفع وهم يطلبون منه الإستسلام و تسليم روسلين .. أما كرم و فريقه فقد كانوا بوضعية الدفاع مصوبين أسلحتهم إلى أحمد .. هتف بغضب عارم وهو يوجه نظراته إلى كرم الواقف بثقة ..: إذا كنت تريدها سالمة ستتركني أرحل أو ستموت أمام عينيك ..
كرم بقوة و صوت مرتفع ..: أخفض سلاحك و سلّم الرهينة ..
أحمد وهو يشد روسلين إليه بقوة و إصرار ..: سأتحرك الآن و إذا لحق بي أي أحد لن أتردد بإطلاق النار ..
تحرك بخفة وحذر أمام نظراتهم و قد ابعد سلاحه من صدغها و أصبح يؤشر به عليهم تحسبًا لأي حركة منهم .. نظرت روسلين إلى كرم وهما يقتربان من أحد سيارات الشرطة بالقرب منهم و التي يبدو بأن أحمد سيغادر فيها .. أطبق كرم جفنيه بموافقة و بحركة مباغتة ضربت روسلين رأسها بقوة بوجه أحمد .. تراجع بضع خطوات ويشعر بألم بكامل وجهه .. تقدم كرم بخطوات واسعة من الخلف و ضرب بركبته على ساق أحمد فجثى بألم .. وضع كرم القيود وقال ..: أحمد هاكان أوزدمير أنت موقوف بتهمة اختطاف رجل أمن .. يحق لك الصمت و أنصحك باستخدام هذا الحق ..

أما روسلين فهي ما إن ضربته حتى أصابها دوار شديد و تهاوت على الأرض على مرأى من سرمد و سلافا اللذان تقدما إليها بسرعة .. فحصتها سلافا بسرعة و قالت لسرمد ..: انها فاقدة للوعي .. يجب علينا نقلها إلى المشفى ..
نظر سرمد بعطف إلى جسد روسلين و الكدمات الواضحة من أثر الحادث و بعض الدماء المتجمعة بأماكن متفرقة .. فتح رباط يديها و قال بحنان وهو يزيح شعرها إلى جانب وجهها ..: تبدو مرهقة جدًا .. سأحملها إلى سيارتي و اذهب بها إلى المستشفى ..
رفعت سلافا جسدها وقالت بهدوء ..: كورت غير متواجد هنا ..
نظر سرمد إلى رجال الأمن الذين خرجوا بعد تمشيط المكان ولم يجدوه .. رفع نظراته إلى سلافا الواقفة .. قالت بهدوء وهي ترفع كتفيها ..: سيهرب .. لن يستطيع الظهور بأي مكان الآن وهو مطارد ..
هز رأسه بموافقة و حمل روسلين الغائبة عن الوعي بين يديه إلى سيارته التي تقدمتهم إليها سلافا وفتحت له الباب الخلفي حتى يضع روسلين هناك ..




قبل ذلك بوقت ..


كان قادمًا بعد أن أنهى أعماله و استخرج له و لأحمد جوازات سفر مزيفة للإحتياط .. فتح عينيه باتساع وهو يرى أنوار سيارات الشرطة و تبعها خروج أحمد وهو يصوب سلاحه على رأس روسلين .. عاد بسيارته إلى الخلف وهو يشتم ببذاءة .. كيف توصلوا إليهما..؟ و لماذا رجله لم يخبرهما بذلك .. كوّر قبضته و لَكَم مقود السيارة بغضب وما زال يشتم من الحظ البائس الذي جعل أحمد يقع بقبضتهم .. أدار الإطار بسرعة وعاد أدراجه إلى مكانه الذي أتى منه ..






،






أخبره كرم بأنهم عثروا على روسلين وهي الآن في المستشفى فجسدها مليء بالرضوض و بعض الجروح .. نظر حوله إلى مقاعد المطار و الأصوات الصاخبة .. سيعود إلى استانبول .. لا يعلم كيف مضى اليومين الفائتين وهو يعلم بأن روسلين مفقودة .. لقد أزعج كرم بالإتصالات وكان بعد كل اتصال يصيبه الجنون و الرد هو نفسه " لم نجدها بعد " .. تنهد بخفوت و بتمتمة..: الحمد لك يارب بأن أعدتها إليّ سالمة ..
يريد أن يعود إليها بسرعة .. يريد أن يطمئن عليها بعينيه حتى يهدأ قلبه قليلًا .. زفر بيأس عندما تذكر أحمد .. لم يكن يتمنى له ذلك و لكنه أيضًا لم يستطع تحذيره فروسلين تعمل معه و ستكون أول من يوجّه إليها الاتهام .. استقام بهدوء عندما سمع نداء رحلته و تقدم بذات هدوءه لاستكمال الإجراءات..






،




يلتزم الصمت من بعد مغادرة محاميه .. رفع نظراته بهدوء إلى الضوء الأحمر الذي يومض و يدل على عمل الكاميرا .. انزلق بنظراته إلى الزجاج العريض أمامه و الذي لا يرى فيه سوى انعكاس صورته .. و خلف الزجاج كانت تقف سلافا مع سرمد يراقبانه من الزجاج العاكس و على الطاولة أمامهما الشاشة المصغرة التابعة للكاميرا في الداخل .. سرمد بسكون وهو يركز نظراته على أحمد في غرفة التحقيق ..: يبدو هادئًا جدًا ..
سلافا بثقة ..: بالتأكيد قال له المحامي شيئًا جعله يبدو بهذا الهدوء ..
رفع سرمد كتفيه بلا مبالاة ..: ممكن ..
سلافا وهي تنظر إلى سرمد ..: أين تظن كورت..؟
سرمد وهو يميل بجسده و يديه بداخل جيوب بنطاله ..: لا أعلم .. ولكن لا أظنه سيغادر و يترك أحمد وراءه ..




و في الطرف الآخر .. طرف بعيد عن مركز الأمن ..


" هل قال ذلك..؟"
نظر المحامي إلى كورت الجالس بتفكير عميق .. مميلًا جسده إلى الأمام و مرفقه يتكئ على ركبته و أصابعه تسكن على فكه .. قال بثقة ..: نعم .. لقد قال لي أن أوصل إليك بالحرف الواحد أن تغادر فإن كان هو لم ينجو فيجب على أحدكما النجاة ..
هز كورت رأسه بصمت ثم قال بعد لحظات ..: حسنًا .. كيف هو وضعه..؟ ماذا سيحكم القاضي .. بماذا يتهمونه ..؟
المحامي بهدوء وهو يقلب الأوراق بين يديه ..: اختطاف رجل أمن و المتاجرة بالسلاح كما أن هناك أيضًا تهمة مقاومة رجال الأمن ..
رمى كورت بجسده إلى الخلف وهو يزفر بغضب .. تبًا لدينيز أو روسلين أو أيّ كان اسمها .. يتمنى حقًا أن يقتلها .. لو لم يلقوا القبض على جان مع أحمد كان سيوكل إليه مهمة قتلها .. همس بغضب ..: اللعنة عليكم جميعًا ..
المحامي بهدوء و بمحاولة لتجنب الألغام من القابع أمامه ..: يجب عليك أن ترحل قبل أن يعمموا اسمك و صورتك في المطار .. فرصة نجاتك الآن أكثر ..
وقف كورت بغضب .. ليس راض أبدًا عما قاله أحمد .. ولكنه يعلم بأن ذلك الأفضل .. تقدم حتى وقف أمام مرآة متوسطة الجدار.. نظر إلى مظهره الجديد الذي يطابق الصورة في الجواز المزيف ..
لم يتغير كثيرًا ولكنه أيضًا يصعب التعرف عليه من أول لحظة ..
ابتعد متوجهًا إلى الحقيبة المتوسطة الحجم و سحبها خلفه .. التفت إلى المحامي و قال بأمر ..: سوف أتواصل معك عندما استقر .. و ستوافيني بأخبار أحمد دائمًا ..
وافقه المحامي بصمت و استقام حتى يغادر بعده ..




،






استقرت خطواته خارج مطار أتاتورك .. ضم معطفه عليه بشدة عندما هاجمه برد استانبول .. رفع نظراته إلى السماء الملبدة بالغيوم .. الشمس ليس لها وجود اليوم .. نظر إلى ساعته ثم زفر بخفة وهو يبحث بعينيه على سائقه .. لقد أكد له وقت وصوله .. ابتسم عندما وقفت السيارة أمامه .. ركب في المقعد الخلفي وهو يحيي السائق الذي ترجل حتى يفتح له الباب .. نظر السائق من المرآة إلى ليفانت بعد ان عاود الركوب وقال بابتسامة ..: الحمدلله على سلامتك سيدي .. هل إلى البيت..؟
رد له ليفانت الإبتسامة بأجمل منها وقال بنفي ..: سنذهب إلى المشفى أولاً ..
اومأ السائق بصمت و تحرك بسلاسة يقطع شوارع استانبول حتى وصل إلى المشفى الذي قد زاره مسبقًا حتى يؤكد لليفانت حالة روسلين .. ترجل ليفانت وهو يشكره فهو قد اعتاد شكره بالرغم من لامبالاة سائقه لشكره فهذا عمله .. تقدم حتى وصل إلى موظفة الإستقبال .. سأل عن غرفة روسلين ثم تحرك بخطوات واسعة إلى المصعد ثم إلى الطابق الثاني .. بحث عن غرفتها حتى وجدها .. فتح الباب وكان أمامه ممر صغير .. تقدم حتى اتضح له السرير و جسدها الساكن عليه .. تنام بعمق أو يبدو من تأثير المسكنات .. تقدم بخطوات واسعة حتى اصبح جسده ملاصقًا للسرير .. انحنى بلهفة و قبل جبينها بعمق .. بقيت شفتيه ملتصقة بجبينها وهو يغمض عينيه و يشم رائحتها .. يشعر بها تتغلغل إلى أعماقه و تجعل نبضاته تستكين .. موقنًا هو بأنها داءه و دواءه .. ابتعد قليلًا و مرر نظراته على ملامحها المرهقة .. مد يده ولامس بسبابته الضمادة الصغيرة بجبينها .. ارتفعت كفه إلى شعرها و خلل أصابعه بين خصلاتها وهو يرتبه و يجمعه على كتفها .. استوى بوقفته ثم جلس بجانبها على السرير.. رفع كفها و طبع عليه عدة قبلات عميقة تروي عطشه قليلًا .. نظراته تتنقل بين تقاسيم وجهها الشاحب .. لفت نظره ضمادة أكبر تستقر على ساعدها الأيمن و تكاد تلتف عليه كاملًا .. مد يده و مرر اصابعه برفق على الضمادة .. تنهد بخفوت ثم قال بهمس ..: هل يوجد جروح أخرى ..!
نقل نظراته إلى جسدها المغطى إلى صدرها .. مد يده إلى الغطاء ورفعه ثم أمال رأسه للداخل و مرر نظراته على جسدها أسفله يحاول استكشاف باقي الجروح ولكن ثوب المستشفى لم يعطيه فرصة للاستكشاف .. رفع نظراته إليها عندما شعر بتغير أنفاسها القريبة منه .. وجد عينيها مفتوحة و تنظر إليه بتعب و عدم استيعاب .. ابتسامة واسعة شعر بها تخرج من قلبه وهو يرى عينيها .. اقترب منها ورفع جسده قليلًا .. قبلها بين عينيها بعمق .. ابتعد قليلًا وهو ينظر إلى عمق عينيها بمشاعر شتى .. أبرزها هو الشوق .. لقد اشتاق إليها جدًا .. جدًا .. حركت روسلين شفتيها وقالت ببحة خافتة ..: ماذا كنتَ تفعل ..؟
بابتسامة عميقة قال بحنان ..: استكشف الجروح التي تسكن مؤقتًا جسد زوجتي ..
نظرت إليه بصمت ثم قالت بعد لحظات ببحة ..: لا يحق لك فعل ذلك ..
عقد حاجبيه باستغراب..: لماذا لا يحق لي ..؟
رفعت حاجبيها بتعجب كاذب .. ورغم التعب الذي يحتل جسدها قالت باستفزاز ..: هناك قضية طلاق رفعت إلى المحكمة..
اشتدت عقدة حاجبيه بعدم استيعاب ..: ماذا يعني ذلك ..؟
ببرود ..: ما فهمته ليفانت .. أعرفك ذكيًا و تستطيع فهمها بدون تعقيد ..
أطبق جفنيه وهو يحاول الصبر .. فتحها بعد ذلك و قال ببرود ..: لن أطلقكِ ..
روسلين باستفزاز ..: ستطلقني ما دمت لا أريدك ..
استقام ببرود يخفي تحته اشتعاله منها .. ثم نطق بلهجة باردة قدر الإمكان ..: أنتِ مخطئة .. لا مانع لدي من العيش معكِ و أنتِ لا تريدينني ..
انحنى بعد ذلك و طبع قبلة باردة على خدها و قال قبل أن يغادر ..: انتبهي لنفسكِ عزيزتي .. بيتكِ قد اشتاق إليكِ ..
روسلين بغيظ من بروده ..: أنا لن أعود إلى ذلك البيت ليفانت ..
نظر إليها قليلًا ثم تجاهلها و غادر بخطوات واسعة ..
زفرت غيظها و أغلقت عيناها تحاول العودة إلى النوم .. ستجعله يندم على خداعها بخيانته ..



،



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-18, 06:36 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



يجلس كل منهما على مكتبه الخاص في الغرفة المشتركة بعد انتهاء أعمالهما.. سلافا بهدوء ..: هل أصبحت الشحنة لدينا..؟
أومأ سرمد و أردف قائلًا ..: متواجدة لدينا منذ الأمس .. انها في الفحص .. ولكن الكمية ليست كبيرة كما أنها من الأسلحة الخفيفة..
عقدت سلافا حاجبيها و سألت بشك ..: كيف حدث ذلك ..؟ ألم تكن شحنة كبيرة تقدر بالملايين ..؟
حرك سرمد كتفيه بعدم فهم ..: لا أعلم .. ولكن ذلك ما حدث ..
قد يكون رجل كورت وصلته المعلومات الخطأ .. او انهم قد غيروا نوعية الأسلحة ..
زمت شفتيها بعدم رضا ثم افلتتها و لفظت باعتراض ..: لكن ذلك سيخفف من حكم أحمد ..
سرمد بمرح ..: إنه الحظ يقف بجانبه .. * ثم أردف بجدية * ماذا حدث مع صالح..؟
بجمود احتل ملامحها ..: سننتظر إلى الشهر القادم عند موعد الجلسة .. و بما أنه قد رفض المحامي كما وصلني اعتقد بأن الحكم سيصدر ..
سرمد بعدم رضا ..: لكنكِ تظلين مخطئة ..
سلافا بضجر وهي تستقيم حتى تغادر المبنى ..: أنا لم أخطئ .. اعتبرها خطة عسكرية كما حدث مع أحمد و لننهي الموضوع الآن ..
توقفت فجأة عندما وجدت كرم واقفًا عند الباب .. شتت نظراتها بملل .. نظر إليها سرمد باستغراب من وقوفها المفاجئ .. عندها دخل كرم وهو يضع كفيه بجيوب بنطاله و يقول بهدوء ..: ماذا فعلتِ حتى نعتبرها خطة عسكرية ..؟
عقدت ساعديها على صدرها و التزمت الصمت في حينٍ كان كرم ينتظر ردها .. لفظ اسمها بتحذير ..: سلافا ..!
رفعت رأسها إلى سقف الغرفة وهي تزفر بملل .. عندما رأى كرم تمللها قال ببرود ..: لن ينفعكِ التذمر .. ستقولين لي كل شيء ..
لم يصله منها سوى الصمت فالتفت إلى سرمد الذي كان ينظر إليهما بصمت .. كرم باستفسار ..: هل ستقول أنت أم آخذكما إلى التحقيق وهناك من سيتصرف معكما..؟ فيبدو بأنه لن ينفع معكما سوى ذلك ..!
سرمد بهدوء..: لا داعٍ لذلك .. سلافا قد وضعت خطة عسكرية بدون علمنا و أوقعت بين صالح يلماز و بولانت أوزدمير..
تقدم كرم حتى جلس على مكتب روسلين الفارغ وهتف بصرامة ..: أريد شرحًا كاملًا لما حدث ..؟
سرمد بتوضيح ..: لقد أوهمت كلاهما بأنهما سيغدران ببعض.. و عندما تشاجرا كان صالح يحمل السلاح و ما حدث بعد ذلك أنت تعرفه ..
كرم بحدة ..: بماذا أوهمتهم..؟
نظر سرمد إلى سلافا الواقفة بجمود ثم شتت حدقتيه عنها إلى الجدار أمامه وهو يتحاشى النظر إلى كرم ..: بصور و فيديو ..
أمال كرم شفتيه بتفكير ثم اومأ برأسه و قال بهدوء غريب ..: وكيف حدث ذلك ..؟
ابتلع سرمد ريقه وهو مازال يشتت نظراته ولفظ بخفوت ..: لقد وضعنا كاميرات بمنزل صالح يلماز .. و أرسلت سلافا رجل يأخذ بضع صور لصالح وهو متواجد بمكان بولانت ..
اطرق كرم برأسه بتفكير عميق يحاول تحليل الأحداث .. أصابعه تطرق على سطح المكتب بتفاوت رتيب .. بعد وقت رفع نظراته إلى سلافا و سألها بمباشرة ..: ماذا كانت غايتك من الإيقاع بينهما..؟
نظراتها مصوبة إلى الأرض ببهوت .. كانت ملامحها قد بدأت بالشحوب منذ بداية حديث سرمد و كرم .. وهي التزمت الصمت برغبتها .. فحتى روسلين لا تعلم ماهي غايتها من وضع الكاميرات .. كل ما علمته أنها تحتاج مساعدتها و بأن الرجل
قد آذاها كثيرًا وهي ساعدتها بكل رحابة صدر دون أن تسألها عن غايتها .. رفعت عيناها إلى كرم ببطء و قالت بهدوء..: لا يوجد لديّ غاية .. فقط أردت الانتهاء منهما .. كلاهما مجرمان و لا فرق بينهما و بين كورت و أحمد ..
كرم باستفسار..: ماذا كان يحتوي الفيديو ..؟ و لماذا وضعتِ الكاميرات في بيت صالح يلماز ..؟
سلافا بذات هدوئها..: كان يحتوي مقابلة لبولانت و صالح و بعض كلامهما عن روسلين و تخطيطاتهما لكشفها لدى أحمد و كورت..
كانا يريدان التخلص من ثلاثتهما بالإيقاع بينهما..
كرم بمباشرة ..: لماذا وضعتِ الكاميرات سلافا..؟
بإصرار ..: ليس لشيء .. لقد أوضحت لك ذلك ..
كرم بحدة ..: حسنًا .. فلنقل بأنني قد صدقتكِ .. لماذا أنا ليس لديّ علم بذلك إذا كانت كما تقولين .. خطة عسكرية ..!
بلا مبالاة مفتعلة ..: ظننتك لن توافق ..
استقام كرم بحدة و لفظ بسخرية وبعض الغضب ..: برافو .. لقد أصابتكِ عدوى التصرف دون الرجوع إليّ من صديقتكِ .. أهنئكما ..
التزمت الصمت وهي تقرأ بكلمات كرم الغضب .. وصلها صوت كرم الحاد ..: من حسنِ حظكِ بأنهما مجرمان و إلا كانت العواقب وخيمة ..
ثم التفت إلى سرمد الصامت و قال بوعيد ..: أنا أحذركما من التصرف مرة أخرى دون الرجوع إلي والا لن تجدا ما يسركما مني .. كلامي لن أعيده و أخبرا الغائب بذلك ..
رفعت سلافا نظراتها إلى الباب الذي خرج منه كرم بخطوات واسعة غاضبة .. ثم حدجت سرمد بنظرات غاضبة و تحركت تنوي الخروج ولكن وقوف سرمد المفاجئ أمامها منعها من ذلك .. التفتت إلى الجهة الأخرى بضيق .. ضغط سرمد على أناملها بباطن كفه و قال باعتذار ..: أنا آسف سلافا ..
سحبت يدها بضيقٍ بادٍ على ملامحها وهي تنظر إلى صدره متحاشية النظر إلى عينيه ..: اتركني ..
ضغط على أناملها بحنان و قال باعتذار ..: لم أقصد مضايقتكِ سلافا .. تعلمين بأنني أخاف عليكِ ..
حينها ارتفعت نظراتها إليه بغضب و قالت بخفوت غاضب ..: لا أحتاج خوفك علي .. أنا أدرك مصلحتي جيدًا ..
أمال شفتيه باستياء من غضبها .. لا يحبها غاضبة .. فكيف اذا كان الغضب موجهٌ إليه..؟ همست بغضب وهي تجذب يدها..: اتركني سرمد .. لا أريد اغضابُك..
بخفوت حنون ..: أنا حقًا آسف .. تعلمين مكانتكِ لدي ..
لم يمهلها حتى تتكلم لأنه احتواها بصدره .. تشبثت به بصمت .. سرمد بهمس ..: آسف ..
اومأت ببطء ثم قالت بهمس مماثل ..: أنت أكثر من يعلم ماذا يفعل بي اسم ذلك الرجل ..
خلل أنامله بين طيات شعرها الكثيف وقال بلطف ..: أعلم عزيزتي ..
ابتعدت عنه ورفعت أناملها الرقيقة حتى تمسد على جبينها بتعب ثم قالت بهدوء ..: أنا سأخرج .. سأذهب إلى هيفين حتى أعيدها إلى المنزل ..
سرمد..: هل تريدين أن أذهب معكِ ..
تحركت و أجابت باختصار ..: لا داعٍ لذلك ..
خرجت من المبنى و استقلت سيارتها و تحركت متوجهة إلى المبنى الآمن حيث وضعت هيفين .. بعد وقت وجيز كانت تقف أمام المبنى .. صعدت إلى الطابق الثاني و توجهت إلى الشقة التي تقع في آخر الممر جهة اليمين .. طرقت الباب و بعد عدة ثواني وصلها صوت هيفين المرتبك وهي تسأل عن هوية الطارق .. أجابتها بثقة ولم تكمل جملتها عندما فتح الباب على مصراعيه وهيفين تحتضنها بقوة .. ابتسمت بهدوء وهي تربت على ظهرها ثم ابعدتها عنها و سألتها بهدوء وهما تدخلان إلى الداخل ..: كيف حالك ..؟
اغلقت هيفين الباب و تقدمت إلى سلافا وقالت بانفعال بسيط ..: لقد كدت أجن من الملل .. لا يوجد هنا شيء أشغل وقتي فيه .. فقط آكل و أنام أو أشاهد التلفاز الممل ..
قرصتها سلافا على خدها بخفة وقالت بلطف ..: لا بأس .. هيا اجمعي أشياؤك سنغادر من هنا ..
هيفين بتوجس ..: إلى أين ..؟
جلست سلافا على أقرب مقعد باسترخاء ثم قالت بهدوء وهي تركز بنظراتها على هيفين ..: إلى منزلكِ .. صالح في السجن و سيبقى هناك للأبد ..
شحب وجه هيفين بشدة وقالت بتلعثم وعدم تصديق ..: ما .. ماذا قلتِ..؟
سلافا بهدوء و ثقة ..: صالح في السجن و سيبقى هناك حتى يموت ..
اقتربت هيفين و هتفت بعدم استيعاب ..: ماذا حدث له ..؟ لماذا هو في السجن ..؟
رفعت سلافا حاجبها وقالت بلا مبالاة ..: لقد قام بقتل شريكه .. هذا ما حدث له ..
تهاوت هيفين على المقعد بصدمة .. لم تتوقع أن يصل إلى هذه الدرجة من الإجرام .. بعد لحظات لفظت بخفوت ..: كيف حصل ذلك..؟
التفتت إليها سلافا وهي تلاحظ حالتها المصدومة .. تجلس على الأريكة بضعف و كفيها تحتضنهما بين فخذيها .. رأسها مطأطأ إلى الأسفل و ملامحها متفجرة بالحمرة و توشك على البكاء .. مسحت سلافا بهدوء على رأسها بعطف ..: لا يهم كيف حدث ذلك هيفين .. ما يهم هو ما حدث ..
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع و قالت بشفتين مرتجفتين ..: لم أتوقع أن يصل إلى القتل ..!
سلافا بغيظ حاولت إخفائه عن هيفين حتى لا تجرحهها ..: كل شخص ينال جزاء أفعاله .. هيا انهضي حتى نغادر ..
اومأت هيفين بصمت وهي تمسح على عينيها بحركات طفولية ثم نهضت وقالت ببحة خافتة ..: حسنًا .. امنحيني بضع دقائق ..
غادرتا المبنى بعد ذلك متوجهتين إلى منزل والدتها .. الصمت كان هو السائد على الفتاتين حتى وصلتا .. ترجلتا من السيارة .. رفعت هيفين عينيها إلى الفيللا أمامها بنظرات غريبة .. لم تشعر يومًا بالإنتماء إلى هذا المكان .. دومًا ما كان يتملكها الرعب من العودة إليه و لم يكن بيدها سوى العودة .. وقفت بجانبها سلافا وقالت بلطف ..: أتمنى أن تقيمي فيهِ براحة بعد الآن ..
هيفين بخفوت ..: أتمنى ذلك أيضًا ..
تقدمت سلافا حتى تضغط على الجرس و بعد عدة دقائق فتحت لهن الخادمة الباب .. دخلتا و واجهتهن خديجة بجمود بعد عدة خطوات منهن عاقدة ساعديها على صدرها .. سألت بحقد ..: لماذا أتيتما..؟
سلافا بثقة وهي تنظر إلى ملامح أمها بشوق لا تستطيع التحكم به ..: أتينا حتى تعود هيفين إلى منزلها و أطمئن عليها فيه ..
خديجة ببرود تنقل نظراتها من سلافا إلى هيفين الواقفة بتوتر بجانبها .. قالت ببرود ساخر ..: هل تأتين بها بعد أن أدخلتِ زوجي السجن ..؟ ألم تقل بأنه اعتدى عليها ..؟
سلافا بهدوء ..: أنتِ أكثر من يعلم عن زوجكِ و ماهو قادر على فعله ..
خديجة باستهزاء ..: نعم فأنتن من نفس الشاكلة .. كلاكما اعتدى عليكما زوجي أليس كذلك ..؟
لم تجبها سلافا و كانت نظراتها أعمق من أي كلمات قد تقولها .. خديجة أردفت بلا مبالاة ..: و اذا كان زوجي قد اعتدى عليكما ماذا يعني ذلك ..؟ هو رجل في النهاية و يحب أن يمتع نفسه ..
حالة من الجمود التبست الفتاتين .. لم تستوعبا حتى الآن كلمات خديجة اللا مبالية .. احتاجت سلافا لعدة دقائق حتى ترتسم الصورة أمامها بأبشع شكل .. أما هيفين فهي قد نقلت نظراتها إلى سلافا بشحوب وهي تحاول الإختباء خلفها .. ابتلعت سلافا غصة خانقة و لفظت بخفوت مدرك ..: أنتِ كنتِ تعلمين ..!
لم تجبها خديجة سوى بنظرات باردة .. تقدمت سلافا بانفعال وهي تهتف بصوتٍ عال .. بقهر و مرارة ..: أنتِ كنت تعلمين .. كنتِ ترينه وهو يقترب مني .. لم تمنعيهِ عني .. أي أمٍ أنتِ..؟ أي أم ..!
لفظت كلماتها الأخيرة بصرخة مبحوحة من فرط الانفعال .. كانت خديجة أمامها ولم تتأثر قدر أنملة .. هزتها سلافا بغضب أكبر..: لماذا لم تمنعيه عني..؟ لماذا..؟
ابعدت خديجة يد سلافا بقوة و قالت ببرود ..: ثم ماذا سيحدث بعدها ..؟ سيطردنا إلى الخارج و لن نجد من يتصدق علينا حتى برغيف خبز جاف .. و بدل أن تشكريه على رعايتكِ فأنتِ قد أنكرتِ جميله عليكِ و غادرتِ المنزل ..
سلافا بغضبٍ حاد وهي تهز جسد أمها مرة أخرى..: عن أي معروف و أي جميل تتحدثين بحق الله ..! الحقير كاد يغتصبني و أنتِ تريدين مني مكافأته على ذلك ..؟
صرخت خديجة بعصبية وهي تدفع سلافا و قالت بغضب ..: يكفي إلى هذا الحد .. لن أجعلكِ تتمادي أكثر ..
ابتعدت سلافا وهي تتنفس بسرعة .. صدرها يعلو ويهبط بانفعال حاد .. قالت بعد لحظات وهي تنظر إلى أمها..: ما دام الأمر كما تقولين .. لماذا اذًا دفعتِه ذلك اليوم ..؟ لماذا لم تتركيه يكمل حتى النهاية ..؟
خديجة بلهجة باردة ..: في النهاية تبقين ابنتي ..
فلتت من سلافا ضحكة غير مستوعبة .. ثم التفتت جانبًا و ضحكاتها تعلو أكثر .. لم تستطع السيطرة على ضحكاتها المتوالية .. بعد لحظات هدأت ضحكاتها ورفعت أناملها تمسح بضع دمعات فلتت منها .. قالت بحسرة و حشرجة ..: اهنئكِ صراحة على حاستكِ الأمومية .. تدهشينني دائمًا .. ثم التفتت بجمود إلى هيفين الواقفة بصمت تتابع ما يحدث أمامها .. تقدمت إليها وقالت دون أن تنظر إليها ..: هيا بنا .. المكان هنا ليس آمنًا لكِ .. ثم تجاوزتها إلى الخارج .. لحقت بها هيفين وركبت بجانبها بعد أن وضعت حقيبتها الصغيرة في الخلف .. حركت سلافا السيارة بصمت حتى وصلت إلى الهاوية .. وقفت السيارة و ترجلت بهدوء .. استنشقت الهواء بكميات كبيرة ثم صرخت بقوة .. ارتفعت صرخاتها وهي تجثوا على ركبتيها بانهيار .. تحولت صرخاتها إلى بكاء قوي .. كانت شهقاتها تصل إلى هيفين الحزينة على حالهما .. لقد رأت حقد سلافا على عمها لكنها لم تتوقع بأنه كاد يغتصبها .. لم تتحمل أن تبقى هادئة أكثر و قررت الترجل .. اقتربت من سلافا المنحنية على الأرض و تضم بساعديها بطنها .. شعرها يلامس الأرض بمواساة حزينة .. وضعت يدها على كتف سلافا بغصة و قالت بحزن ..: انهضي سلافا .. لا تجعليهما ينتصرانِ عليكِ..
رفعت سلافا رأسها المتفجر بإحمرارٍ قان .. قالت ببعض الهدوء ..: عودي إلى السيارة .. أريد بعض الوقت فقط ..
اومأت هيفين و استقامت و عادت بخطوات مترددة إلى السيارة .. لا تريد تركها بمفردها كما لم تتركها سلافا بمفردها عندما استعانت بها .. اتكأت على مقدمة السيارة و نظرت إلى زرقة الماء بشرود .. بعد وقتٍ طويل سمعت خطوات سلافا تقترب منها .. التفتت عليها .. كانت نظراتها ذابلة .. ولكن ملامحها قد استردت بعضًا من لونها .. الإحمرار لم يعد يستوطن سوى عينيها .. فتحت سلافا بابها وقالت بهدوء ..: هيا اركبي .. سنعود ..
ركبت هيفين وسألت ..: إلى أين..؟
سلافا بذات هدوئها ..: إلى مكان آمن ..






،






انــتـــهــــى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 08:37 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





الفصل السابع عشر و الأخير



في سيارة الأمن التي ستنقله إلى السجن .. شاردًا على سقف المركبة و ابتسامة خفيفة تزين ملامحه .. يتذكر أول لقاء له معه كورت .. كان قبل أن يكتشف والداه أمر علاقته .. و بعد أن ابتعد عنه ليفانت غارقًا بحزنه على أهله .. يومها كان لديهم مشروع خارج أسوار الجامعة .. مشروع ميداني .. حيث يذهبون بمجموعات إلى عدة أماكن .. قد تكون أسواق او منازل أو حدائق عامة .. يرسمون أشكال هندسية و يصممون من أي قطعة شكلًا جذابًا .. و بأحد محلات الفنون و الهندسة كان هناك رجل ذوقه صعب جدًا .. لم يعجبه أي شيء و إذا حصل و أعجبه يكون لديه عدة اعتراضات .. على اللون أو الشكل أو الزخرفة الدقيقة .. تقدم منه و استأذنه بأخذ الكاتلوج من يده .. نظر إليه باستهجان و قابله أحمد بابتسامة لطيفة .. لم يكن من اللائق أن يتصرف بحدة فمد له الدفتر .. وضعه أحمد بين يديه و قال باستفسار ..: ماهو الشكل الذي تريده ؟
نظر إليه بصمت لعدة لحظات و كأنه يشاور نفسه .. هل يسترسل أم يتجاهله .. ولكنه قرر أخيرًا أن يتكلم .. شرح له بالتفصيل ما يريده و كان أحمد قد اخرج قلمه و أخذ يدون بعض الملاحظات بدقة .. و في النهاية اقترب منه أكثر بعد أن رسم شكلًا تقريبيًا لما يريده .. أخذ يدقق بالرسم الأولي و رفع حاجبيه بعد أن أدهشه فعلًا بفهم فكرته .. وافقه و أخذ صاحب المحل بعد ذلك منه الورقة حتى يصمم الشكل المطلوب .. ودعه بعد ذلك و غادر بانتصار من انجازه البسيط و الذي قد يأخذ عليه العلامة كاملة .. بعد ذلك بشهور دخل أحمد المحل نفسه بيأس .. لقد تبرأ منه والده و لم يستطع العودة إلى المنزل .. لقد حاول بكل الطرق أن يصل إلى محبوبته و يعلم ماذا حدث لها و لكنه لم يستطع .. و الجامعة لم يعد قادرًا على المواصلة فيها .. فهو يحتاج إلى المال .. فآخر شيء كان قد اشترى له ماء و نفذ منه .. عندما دخل وجد الرجل الذي قابله من أشهر يجلس بأريحية و ثقة كبيرة على المقعد و البائع يمد له بعض التصاميم الحديثة .. تقدم إليهما حتى أصبح أمام البائع و سأله بصوت باهت ..: أين صاحب المكان..؟
رفع كورت عيناه ببطء عندما سمع صوت الرجل أمامه .. عقد حاجبيه باستنكار شديد .. فهيأة الرجل مخالفة تمامًا لما رآه عليه قبل أشهر .. كان وجهه ذابلًا و نظرات عيناه بائسة .. حتى صوته يكاد يختفي .. الإرهاق واضح على معالمه .. سأل بهدوء و دون أن يتحرك ..: ماذا حدث لك..؟
التفت إليه أحمد و كأنه لا يعي ماذا يقول .. أعاد كورت سؤاله بصرامة و البائع يشاهد مايحدث بتعجب .. مد أحمد يده وقال بهدوء بعد أن استوعب أن الرجل يحادثه هو ..: مرحبًا سيد
كورت بثقة ..: السيد كورت ..
هز أحمد رأسه ببساطة ولا زال يمد يده ..: تشرفت بمعرفتك .. أنا أحمد..
حينها وقف كورت بثقة و صافحه ثم قال بهدوء..: لم تجبني بعد .. ماذا حدث لك حتى تبدو بهذه الحالة المزرية..!
باختصار نطق..: لاشيء.. لقد جئت أبحث عن صاحب المحل ولكن يبدو بأنه ليس متواجدًا .. سأعود بوقتٍ لاحق..
كورت بصرامة ..: ماذا تريد منه..؟
تنهد بملل وهو يريد الخروج بأسرع وقت ..: أريد أن اسأله اذا كان يريد أحدًا للعمل ..
كورت ببرود..: هل العمل لك ..؟
اومأ وهو يتلفت بصمت وضجر في المكان .. وصله صوت كورت يسأل بثقة ..: ماهو تخصصك..؟
التفت إليه و قال بهدوء..: هندسة .. ولكنني لم أعد أدرس..
نظر إليه كورت بعمق حتى توترت وقفته من النظرات المصوبة عليه .. عاد يتلفت وهو يحاول إلهاء نفسه .. بعد لحظات قال كورت..: هل تقبل العمل لدي..؟
نظر إليه بسرعة وقال بتعجب..: ماذا..؟
كورت بهدوء بارد ..: ما سمعته .. أحتاج لرجل يعمل لدي و ما دمت تحتاج العمل فقد عرضته عليك ..
وافق دون تردد و أصبح يعمل معه .. كانت بداية كورت في التجارة و كانا يحتاجان لمجهود كبير حتى كبرت أعمالهما .. وبعد ذلك فقد اتخذ كورت طريقًا آخر في التجارة و أصبح يتاجر بالأسلحة .. وهو لم يستطع تركه بمفرده و قد أصبحا مع مرور السنوات صديقين .. لقد مرت على صداقته بكورت اثنا عشر عامًا أصبحا فيها مثل الأخوين .. صداقتهما قد تشعبت و أصبحت تحمل معانٍ أخرى لا يدركها سواهما .. عقد حاجبيه بغضب و قد تلاشت ابتسامته عندما تذكر ليفانت .. لا يصدق حتى الآن بأنه قد باعه لزوجته .. لم يحاول حتى مجرد المحاولة لتنبيهه.. قبض يده بقوة وهو يريد أن يلكمها بأقرب جدار علّه ينفس عن بعض مما يكتمه
..









،


اليوم التالي..

يجلسان أمامها بمرح وهما يعلقان على ضربتها لأحمد ثم إغمائها بعد ذلك .. سرمد بخفة ..: هل رأيتِ الظلام أمامكِ وبضع نجوم تبرق بضوئها عندما ضربته برأسك..؟
تعالت ضحكات روسلين وسلافا ثم لكمته روسلين بخفة وغيظ..: أنت سيء جدًا ..
عندها ارتفعت ضحكة سرمد بمرح و سألتها سلافا ..: هل ستخرجين إلى بيتكِ..؟
روسلين بإغاظة ..: لا تحاولي .. لقد عرضتِ علي المبيت لديكِ ولن تستطيعي الإنسحاب الآن..
سرمد بجدية..: اعتقي ليفانت روسي .. أكاد أشعر به الآن وهو يشد شعره من الغيظ ..
روسلين بلا مبالاة..: فليتحمل نتائج أفكاره العبقرية..
ثم سألت بعد أن تذكرت ..: صحيح .. ماذا حدث لكورت..؟ هل استطعتما الإمساك به..؟
زمت سلافا شفتيها بعدم رضا وقالت ببساطة ..: لم نستطع القبض عليه .. عندما وصلنا إلى المطار كانت طائرته قد غادرت ..
روسلين باستفسار..: وكيف افلتوه أمن المطار..؟
سرمد بتوضيح ..: لقد سافر بجواز سفر مزيف وهوية مزيفة .. عندما اشتبه به أحد أمن المطار و وصلنا البلاغ سارعنا إلى هناك .. ولكن عندما وصلنا كانت طائرته قد غادرت .. يعني أننا فوتناه بدقائق ..
روسلين بريبة ..: هل تظنه سيعود و ينتقم مني..؟
سرمد بسخرية ..: ماذا ..! هل المفوضة روسلين خائفة..؟ أين الثقة التي تتسربلين بها..؟
روسلين بضجر ..: هل يمكن لك السكوت لبضع ثوان.. ما أعلمه أن زيارة المريض تكون قصيرة و أنتَ تثرثر على رأسي منذ نصف ساعة ..
سلافا بطمأنه ..: لا تخافي .. لقد تعاوننا مع الانتربول و عندما
يصل إلى أسبانيا سيتم القبض عليه ..
زفرت روسلين أنفاسها المتوترة و ابتسمت سلافا على ملامح سرمد المغتاظة من روسلين ثم وقفت بهدوء وقبلتها على خدها وقالت بلطف..: الحمدلله على سلامتك مرة أخرى .. لقد جلبت لك ثياب نظيفة .. سآتي إليكِ في الغد حتى آخذكِ لدي..
أومأت روسلين بابتسامة و تقدم حينها سرمد حتى وصل إليها وضربها على رأسها بخفة و عناد..: دمتِ سالمة يا الوحش..
روسلين بتذمر وهي تراه يغادر خلف سلافا..: ماهذه اليد ..! لقد أصابني ارتجاج في المخ بسببها و بسبب رأس أحمد بالأمس..
أخرج لها لسانه بإغاظة طفولية منه و غادر وسط تذمرها ..
عندما أغلق الباب غاصت برأسها في الوسادة وهي تتنهد بضيق.. لم يزرها ليفانت اليوم .. تعلم بأنه غاضب منها .. ولكن لا يحق له أن يحرمها من رؤيته .. دخلت الممرضة حتى تعطيها الجرعة .. ابتلعتها و أطبقت جفنيها بخمول..



بعد عدة ساعات ..


فتح الباب بخفة .. تقدم حتى تبين له جسدها .. كانت تنام بعمق .. ابتسم بحنان و اقترب منها بخفة حتى جلس بجانبها .. تأمل ملامحها .. لا زالت مرهقة .. مال بجسده حتى لامس أنفه عنقها .. أطبق جفنيه بخدر وهو يشمها .. دائمًا ماكان يحب رائحة عنقها اذا كانت نائمة او استيقظت لتوها .. طبع قبلة خفيفة ثم ابتعد بعد أن استنشق رائحتها مجددًا .. مد جسده أكثر و أخذ يوزع قبلاته على ملامحها .. استيقظت على شعورها بأنفاس قريبة منها .. شهقت بفزع أجفله .. ابتعد عنها لبضع سانتيمترات فزفرت أنفاسها عندما رأت ملامحه .. لقد كان أول ما فكرت فيه أنه كورت قد عاد للإنتقام منها .. همست بعصبية خفيفة..: ماذا تفعل ليفانت..!
استوى بجلسته بجمود و كل اللهفة لها قد قمعها بأقصى قلبه .. قال ببرود ..: لاشيء ..
تبادلا النظرات لعدة دقائق بصمت .. هي بفرحة أخفتها بمهارة وهي تمشط ملامحه بعينيها .. وهو بغيظ عندما تذكر طلبها للطلاق .. قالت ببرود ..: ماذا تفعل هنا..؟
ليفانت بسخرية ..: أطبخ بيض ..
حبست ابتسامتها من غيظه الواضح .. عندما قابلته بالصمت قال بهدوء ..: ستخرجين في الغد .. سآتي لأصطحبكِ..
باستفزاز ..: سأذهب إلى سلافا .. لا تتعب نفسك بالمجيء..
اطبق جفنيه بمحاولة للصبر .. ثم استقام و غادرها بصمت استفزها .. لم يعترض على ما قالته .. كانت تريد استفزازه و لكن ما حدث بأنه هو من استفزها .. أما هو فقد تقدم حتى مكتب الاستقبال و طلب من الممرضة أن تخبره عندما تخرج زوجته في الغد .. ثم غادر ببساطة متجاهلًا غيظه منها .. سيعرف كيف يخضعها له و بطريقته هو .. لن يتعب أعصابه بالمشادات الكلامية معها ..




،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 08:38 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





اليوم التالي .. حضرت منذ نصف ساعة و ساعدتها على ترتيب مستلزماتها .. أما روسلين فقد دخلت دورات المياة حتى تستحم و تبدل ثيابها .. خرجت وهي تتألم من جرح فخذها .. أخذت سلافا مستلزمات روسلين و تقدمت منها حتى تساعدها في المشي .. تقدمت منهما الممرضة و ساعدت روسلين حتى جلست في مقعد السيارة ..
عادت الممرضة و ركبت سلافا ثم غادرتا إلى منزلها بصمت..
عندما وصلتا ضربت الجرس فنظرت إليها روسلين باستخفاف وقالت بسخرية ..: هل تستأذنين الجن في الدخول إلى منزلكِ أم ماذا..!
نظرت إليها باستخفاف مماثل و فتح حينها الباب .. نظرت روسلين بريبة إلى الباب الذي فتح ولم يظهر من خلفه أحد ثم انتقلت بنظراتها إلى الواقفة بجانبها .. كانت ابتسامتها متسعة وتكاد تحبس ضحكتها على ملامح روسلين المرتابة .. تقدمتها متجاهلة نظراتها ودخلت إلى البيت و لحقتها روسلين وهي تسأل بتوجس..: من الذي فتح الباب..! لقد بدأت أرتاب و يبدو بأنني سأعود إلى منزلي..
رمقتها سلافا بسخرية من أفكارها .. و لحظات حتى طلّت عليهما فتاة تعرفها روسلين و سبق لها رؤيتها .. تقدمت بخجل إلى روسلين وقالت بلطف وهي تمد يدها ..: الحمدلله على سلامتكِ..
صافحتها روسلين بابتسامة وقالت بهدوء..: شكرًا لكِ..
ثم نقلت نظراتها إلى سلافا بتساؤل مرح ..: هل هي تسكن معكِ..؟
نظرت هيفين إلى ملامح سلافا الباردة .. وقالت بهدوء..: نعم .. سأسكن مع سلافا دائمًا ..
أومأت روسلين و لم تطرح الأسئلة أكثر فيبدو من ملامح سلافا بأن هناك ما حدث و أحزنها .. فملامحها الباردة لم تقنعها أبدًا ..
قالت بمرح ..: إذًا .. سنكون ثلاث فتيات بدون أي مخلوق من الجنس الآخر..
سلافا بسخرية ..: نعم .. أنا أفعل أجرًا بتخليص ليفانت منكِ..
تقدمت روسلين إلى أريكة طويلة ورمت بجسدها وهي تتأوه و قالت بلا مبالاة ..: هل يوجد أكل .. أنا جائعة جدًا ..
نظرت سلافا إلى هيفين و قالت ببرود ..: أعطيها خيار يسد جوعها حتى ننتهي من عملنا ..
أخذت روسلين أقرب مخدة و رمتها على سلافا بغيظ تعالت بعدها ضحكات سلافا التي قالت ..: سنطلب الآن ..




،




بعد مرور شهرين ..



ينظر بغيظ متفاقم إلى بهجتها بجانب سرمد و سلافا .. مشاعر عنيفة تكتنف صدره .. تقدم بخطوات واسعة مشتعلة حتى وقف أمامهم.. اعتدل سرمد بوقفته فقد كان مائلًا بجسده إلى الجدار و ذراعاه تحتضنان كتفيّ روسلين و سلافا بود .. تلاشت ضحكات روسلين و تجهمت ملامحها أما سلافا فقد ابتسمت له بلطف .. نظر بحدة إلى ملامح سرمد المستمتعة وقال بهدوء وهو يوجه كلماته بقصد..: بماذا تحتفلون ..! هل ربحتم قضية أخرى ..؟ أم ربما تحتفلون بورقة الطلاق التي وصلتني اليوم..؟
سرمد ببساطة و تجاهل تام لكلمات ليفانت المقصودة .. رفع يده حتى تجذبه الحلقة الدائرية ببنصره ..: نحتفل بخطوبتي..
ليفانت باهتمام ..: بارك الله لكما..
رد عليه سرمد بلطف فالتفت ليفانت بغيظ إلى روسلين وقال بهدوء ..: ارتدي معطفكِ .. أريد أن أتحدث معكِ على انفراد ..
أرادت الإعتراض وهي تلتفت إلى سلافا و سرمد فقابلتها النظرات المحذرة .. زمت شفتيها ثم قالت ببساطة وهي تتقدمه ..: حسنًا ..
لحق بها إلى الخارج بعد ارتدائها لمعطفها .. سألها بهدوء عندما أصبحا خارج المقهى ..: هل أتيتِ بسيارتك..؟
نفت بهزة بسيطة من رأسها فتقدمها إلى حيث يركن سيارته .. لحقته بصمت و الأشواق تستعمر صدرها حتى يكاد يفضحها انفعالها .. تريد أن تقفز عليه و تحتضنه بشدة .. أن تضع رأسها على صدره الدافئ و الرحب لها دومًا .. أن تشعر بنبضات قلبه المستكينة بقربها .. أن يناغشها وهو يستنشق شعرها بعمق و كأنها اكسير الحياة .. اشتاقت له إلى درجة أن ترسل له ورقة طلاق مزيفة بعد أن تركها دون أن يسأل عنها .. كانت تعلم بأنها ستستفزه بذلك و سيترك تجاهلها .. أما هو فقاد بجمود و هدوء يسيطران عليه .. رنت بنظراتها إلى كفه الموضوع على فخذه و يقود بسلاسة بيد واحدة .. تمنت من أعماقها أن تلمسه .. أن يمد كفه لكفها و يرفع أناملها إلى شفتيه ثم يقبلها بعمق .. تنهدت بتعب من أفكارها و عادت برأسها إلى المسند .. اختلس نظرة إليها عندما فلتت منها تنهيدتها .. و عاد يركز بالقيادة حتى و صلا إلى وجهتهما.. ركن سيارته بالمكان الخاص ثم ترجلا منها بصمت و تقدما إلى المقاعد المترامية أمام البحر ..




في المقهى ..


خرجا بعد ذهاب روسلين .. التفتت سلافا إلى سرمد و سألته حتى تتأكد ..: أنتَ من أخبر ليفانت بمكاننا أليس كذلك..؟
رفع كتفيه بخفة مع ابتسامة مائلة و قال بمرح ..: لقد تمادت روسي كثيرًا .. كان صوته يشتعل وهو يسألني عنها ..
سلافا بعدم رضا ..: و أنتَ أخبرته ..! روسي ستظنني أنا من أخبره ..
غمز لها سرمد بمكر و قال بثقة ..: اطمئني .. فهي مشتاقة إليه و قد تدعو لكِ لأنكِ منحتها الفرصة لإرواء شوقها..
سلافا بابتسامة ..: لقد تغيرتَ سرمد..!
ابتسم بالمقابل ..: للأسوأ أم الأفضل..!
بتفكير ..: لقد اصبحت أكثر شفافية بوصف مشاعرك .. و الأهم من ذلك تفهمك لحالات الحب.. أردفتها بابتسامة واسعة..
تأوه بألم زائف و هو يضع يده على صدره قائلًا ..: الحب ..! يكاد
قلبي أن يقفز كلما رأيتها..
بضحكة ..: لا أمل فيك .. كنتَ بنصف عقل و أتت خطيبتك لتأخذ
النصف الثاني و نبقى نحن نندب حظنا على صديقنا المجنون..
بمرح تلبسه ..: فلتشكري الله على وجودي بحياتكِ ..
ارتفعت زاوية شفتيها باستهزاء ..: كلامك كثير .. فلنعد إلى المركز قبل أن يعاقبنا كرم على اختفائنا..




،


في السجن ..

يمتد جسده الطويل على الفراش الصلب .. يطبق جفنيه بتفكير ..
لقد فكر بكل شيء حدث له في حياته .. و يعقبها بماذا لو .. اليوم
صدر الحكم عليه و على جان .. فـ جان سيقضي أربع سنوات .. أما هو فـ سيقضي العشرون عامًا القادمة في السجن .. قد يموت قبل أن يتمها .. ما يحزنه أكثر هو القبض على كورت بمطار اسبانيا .. لقد قال له المحامي بأنه عندما وصل إلى مطار مدريد قبض عليه الانتربول .. فقد كان لديهم علم بوقت وصوله .. ثم حولوه إلى سجن أنقره .. و حكم عليه بالمؤبد .. كما حكم على صالح يلماز قاتل بولانت هاكان بالمؤبد .. انقلب على جانبه الأيمن وهو يفكر باليوم الذي عرف فيه ما حدث لكورت .. لقد كان كورت قد ثمل و أصبح يهذي .. يقول كل شيء حدث له .. لقد عاش يتيم الأم و الأب .. بميتم مديره قاسٍ لا يرحم .. كانوا يبحثون عن المال ببيع المناديل .. و إذا عادوا إليه دون مال لأن لا احد يحتاج للمناديل فهو يضربهم .. و كلما كبروا أكثر كلما ازدادت قسوته أكثر ..
وبعد أن أصبح وليّ نفسه ترك الدراسة وهو في الثامنة عشر .. بحث عن كل مكان من الممكن أن يشكل له هيئة عمل .. بالبناء و النجارة .. بالأسواق .. و بكل مكان قد بحث له عن عمل .. لقد جمع المال بكل جهد و بعد أربع سنوات تكون له رأس مال لمشروع صغير .. عندما
عمل معه كانت أعماله قد بدأت تكبر و يحتاجون للجهد .. و لكن
بسبب مدير الميتم الحقير فقد تسبب لهم بخسارة كبيرة حقدًا على كورت الذي جعلته الديون يخرج عن طوره وهو يرى آماله تتهاوى أمام عينيه .. لذلك
لجأ إلى التجارة الغير قانونية حتى يعوّض خسائرهم و انهالت عليهما الصفقات بعد ذلك .. و بعد أن تفادى كورت الخسارة بطريق لم يكن يريده فقد كان أول ما بحث عنه هو مدير الميتم و لم
يستغرق وقتًا للعثور عليه .. لقد قتله منذ أول فرصة .. و كانت
هذه أول جريمة قتل .. و كما انهالت عليهما الصفقات فقد كثر
أعداء كورت و كان لا يتوانى عن قتلهم .. أصبح لا يرحم .. و الرحمة ليست بقاموسه من الأساس .. لقد تلبس اسمه تمامًا ..
و الآن .. مصيرهما واحد .. كما كان مصير كل من لجأ لطريق
الحرام ..





،



تنظر إلى ضجيج الناس من حولهما بصمت قطعه ليفانت بسؤاله الهادئ..: هل تريدين الطلاق حقًا ..؟
زمت شفتيها إلى الداخل حتى اصبحت خطًا مستقيمًا ثم افلتتها وزفرت بصمت .. لم تجبه فـ التفت إليها .. لا ينكر شوقه إليها .. ولم يصعب عليه التنبؤ بحالتها وهي ترسل ورقة طلاق مزيفة .. فهي
تظنه لا يسأل عنها و لذلك أرادت استفزازه .. يعترف بأنها نجحت بذلك .. فحتى لو كانت الورقة مزيفة فكلمة الطلاق وحدها كفيلة بأن تستفزه .. قال بهدوء و نظره مركز على هدبها الكثيف..: لم تجيبي..!
حينها التفتت إليه و سألته ..: لماذا اخترت خيانتي..؟
ليفانت بهدوء ..: كان أول حل أمامي .. عندما وصلتني رسالة التهديد و سألتني اذا كنت قد اصطدت فتاة جاءت الفكرة ببالي .. لذلك نفذتها..
روسلين بتساؤل..: من كانت الفتاة التي في المحادثة ..؟ هل هي رندة ..؟
ببساطة و صدق ..: لا أحد .. لقد اشتريت رقمًا آخر و بعثت بنفسي كل تلك الرسائل و كنت أعلم بأن فضولكِ سيجعلكِ تعبثين بالهاتف .. و عندما دخلتِ إلى المكتب بعثت رسالة جديدة حتى يظهر لكِ الإشعار..
روسلين بألم ..: لقد آلمتني ليفانت .. حقًا لم اشعر بحياتي كلها مثل ذلك الألم ..
منع نفسه من الاقتراب و اكتفى بصدقه ..: أنا آسف ..
عادت بنظراتها إلى الأمام ..: كيف تعرفت على رندة..؟
تنهد بخفوت وهو يعيد جسده إلى مسند المقعد ..: لقد أخبرت كرم
بعد أن خرجتِ من المكتب بما فعلته و لم يكن بيده سوى إكمال
خطتي بما أنني لا أعرف غيركِ حقًا ..
روسلين بغيظ ..: كرم إذًا .. يبدو بأنه أراد الانتقام مني على معارضتي لأوامره .. ثم التفتت بغضب إلى ليفانت و هتفت بعصبية ..: ماذا كنتَ ستفعل إذا وقعت تلك البلهاء بحبك ..!
ابتسم من غضبها ثم قال ببرود ..: اطمئني .. تستطيعين أن تقولي بأنها كانت في مهمة لأنها في مجال الأمن مثلكِ تمامًا..
روسلين بسخرية ..: وهل نحن لا قلوب لدينا أم ماذا..!
رفع كتفيه بلا مبالاة و التزم الصمت .. نظر بخفة إلى رأسها الذي اتكأت به على كتفه و ارتسمت ابتسامة عميقة و صادقة على شفتيه .. همست ..: ليفانت ..
همهم بخفوت فأكملت ..: هل تذكر اصابتي قبل سنتين .. عندما كنت بمهمة ..
تغيرت و تيرة أنفاسه عندما ومضت تلك الأيام بباله .. قال بخفوت ..: ما الذي ذكركِ بها..؟
مدت يدها حتى وضعتها فوق نبضاته و قالت بهدوء ..: لقد وعدتني
عندما استيقظت بأنكَ لن تتركني أبدًا ..
ليفانت بضيق من اتجاه الحديث إلى نقطة يكره التحدث عنها ..: ماذا حدث روسي ..؟ تعلمين بأنني لا أحب أن أتذكر تلك الأيام..
اعتدلت بجلوسها و مالت باتجاهه ثم نظرت إلى عينيه بعمق ..: لقد شعرت بأنكَ تخليت عني .. كنت متأكدة من عدم خيانتك لي .. و لكنك جعلتني أشعر بأنك تستطيع التخلي عني لأهدافك ..
غضن جبينه باعتراض و حدة ..: تعلمين بأنني فعلت ذلك لأجلكِ أنتِ..
روسلين بحدة ..: لكنكَ لم تستفد شيئًا ليفانت .. أنتَ لم تمنع عني الخطر .. فقط جعلتني أتجرع المرارة كلما تخيلتكَ بأحضان غيري..
أردتَ أن تجرب هذا الطريق فقط .. كنتَ تعلم بأني لن أصدق خيانتك و لكنني أيضًا سأفكر فيك مع امرأة غيري..
قبض على عضدها وهو يسأل بحدة ..: هل تظنين بأنني سأجعلكِ تتألمين و أنا أضاحك غيرك ..!
نظرت إلى أنامله التي تضغط على عضدها فسحبها بصمت .. قالت بهدوء ..: ألم يحدث ذلك ليفانت..؟ كنت تضاحك تلك الرندة وانا أتألم .. هل كنت أبدو لكما حديثًا للتندر..!
ليفانت بنفاذ صبر ..: حسنًا .. اعترف بأن ذلك أغبى شيء قد فعلته بحياتي .. لكنني كنت خائفًا عليكِ فقط ..
روسلين ببرود ..: كنتَ تستطيع إخباري حتى انتبه أكثر .. كنت تستطيع فعل الكثير .. ولكنك اخترت ما سيؤلمني فقط ..
اقترب منها أكثر حتى لامست ركبتيه فخذيها.. مد كفيه ليقبض على كفيها و يرفعها إلى ثغره و يقبلها بعمق .. وضع كفيها على صدره و قال بصدق ..: أقسم لكِ روسي .. بكل مرة أرى لديكِ هوية جديدة مزيفة اشعر بقلبي يتمزق .. أمنع نفسي بصعوبة من حبسكِ لديّ .. امنع كلماتي من الإعتراض على وظيفتك .. أبقى بقلق دائم حتى تنتهي المهمة .. ولا أكاد أزفر أنفاسي حتى أرى لديكِ هوية جديدة تجعل أنفاسي تضيق بصدري .. لا أملك إلا أن أقلق عليك .. أعلم بأنكِ تحبين وظيفتك ولا تستطيعين التخلي عنها .. و أعلم بأن التحقيق يجري بعروقك .. لذلك أنا لا أريد أن أمنعكِ من وظيفتكِ .. و لكن لي رجاء .. لا تدخلي بأي مهمة هذه الفترة .. أريد أن أقضي وقتًا أكثر معك .. هل تستطيعين تحقيق ذلك ..؟
روسلين بهدوء ..: حاليًا لا يوجد أي مهمات سرية ..
ابتسم بعمق و قبلها على خدها قبلة جعلتها تتورد وهي ترى نظرات العابرين إليهما.. ابتعد وهو يغمز بعينه بحركة محببة..: هل تصالحنا..؟
اومأت بابتسامة .. و قبل أن تتحدث قاطعتها رنة هاتفها .. استقامت و اخرجته من جيب بنطالها .. زمت حاجبيها باستغراب عندما رأت رقم سلافا .. فتحت الخط فوصلها صوت سلافا باستعجال ..: أين أنتِ روسي..؟
روسلين باستغراب ..: مع ليفانت .. ماذا حدث ..؟
سلافا باستعجال ..: هناك مداهمة و يجب أن نكون بموقع الحدث .. أعطني العنوان سآتي إليك ..
بعد أن أملتها العنوان وقفت بتوتر .. سألها ليفانت..: ماذا كانت تريد..؟
روسلين بجمود ..: هناك مداهمة و يجب أن نكون بموقع الحدث ..
وقف و اقترب منها بقلق ..: هل هناك خطر عليك ..؟
روسلين بتقرير للواقع ..: حياتي دائمًا بخطر ليفانت .. انتظر سلافا أن تأتي و استفسر منها ..
قبل جبينها بعمق ثم عادا إلى المقعد بانتظار قدوم سلافا .. بعد وقت وقفت روسلين عندما وصلتها المكالمة المنتظرة .. وقف معها و احتضنها بقوة .. همس بإذنها ..: انتبهي لنفسك .. سأنتظر مكالمتك..
اومأت بصمت و رفعت جسدها بين ذراعيه و قبلته على خده ثم ابتعدت وهي تلوح بيدها دون أن تنظر إليه .. وصلت إلى سيارة الأمن وهي شاحنة مصغرة معتمة تخفي ما بداخلها .. فتحت الباب الخلفي و وجدت سلافا و سرمد يجلسان و رجل أمن يجلس خلف المقود .. ركبت و اغلقت الباب ثم التفتت إلى سلافا التي ناولتها سترة الحماية .. رمت معطفها بجانبها و لبستها ثم أعادت لبس المعطف وهي تسأل بهدوء ..: أين المداهمة..؟
سلافا بهدوء ..: في منطقة ...... لقد وصلنا بلاغ مجهول عن وجود رهينة بأحد المباني هناك كما أنه يوجد تبادل اطلاق النار يتوجب وجودنا هناك..



،


عالشاطئ.. جلس مرة أخرى عالمقعد و زفر بخفوت .. الحقيقة بأنه
لم يكن سيتجاهل روسلين لمدة شهرين .. كان يريد تأديبها قليلًا ..
ولكن ما حدث له منذ اسبوعين جعله يتأخر بمحادثتها .. لقد طلب من كرم أن ينسق له زيارة لأحمد في السجن .. و بعد محاولات استطاع اقناع كرم و لكن عندما كان في السجن رفض أحمد الخروج له .. وقال للحارس أن يوصل له بالحرف أنه لا يتشرف باللقاء مع خائن لم يقدّر سنوات الصداقة بينهما .. كان يريد الإعتذار منه و شرح موقفه و لكنه عاد خائبًا .. لم يتمنى لأحمد الشر أبدًا .. لم يكن بيده أن يحذره و زوجته تعمل هناك .. إذا كان
ابتعد عنها و افتعل المشاكل حتى يجنبها الخطر فهل يذهب و يسلمها لهما على طبق من ذهب ..! لقد أحزنه حقًا أن أحمد سيكون في السجن العشرين عامًا القادمة .. أحمد لا يستحق ذلك.. نظر إلى أمامه و الشمس على وشك المغيب .. و قد نشرت خيوطها بوداع جميل في السماء .. ابتسم بخفوت فهو يعشق المغيب .. وقف و تقدم حتى الحاجز الذي يفصله عن البحر .. أخرج هاتفه و أخذ بضع صور للشمس وهي تودعهم بعلياء ..
همس بخفوت وهو يقلب الصور ..: أنتِ تشبهينها بجمال روسي ..



،

أعادت هاتفها إلى جيبها الخلفي بعد أن هاتفت هيفين حتى تؤكد عليها أن تتأكد من اقفال الباب جيدًا لأنها ستتأخر فلديها مناوبة
ليلية .. سألتها روسلين ..: كيف تجدين حياتك مع هيفين..؟
سلافا بابتسامة خلابة ..: إنها لطيفة .. كالنسمة .. لا تشعرني
بوجودها إلا عندما أصر عليها أن تجالسني..
سرمد بهدوء..: وماذا يحدث مع والدتك..؟
بضيق..: تعيش وحيدة .. لم استطع ترك هيفين لديها عندما علمت
بأنها كانت تعلم بكل شيء .. لقد قلقت على هيفين من أن تستخدمها والدتي حتى تكسب المال .. ثم هتفت باستياء ..: يا إلهي .. أشعر بالخجل عندما أتكلم عنها ..
صمتوا جميعهم بعد كلامها و قطع الصمت كلماتها المتوترة ..:

" لم أتوتر منذ وقت هكذا "
استغربت منها روسلين .. أما سرمد قال بهدوء وهو يحرك حلقة الخطوبة بيده ..: لماذا أنتِ متوترة هكذا..؟ ليست أول مداهمة لنا ..
لعقت سلافا شفتيها بتوتر ثم لفظت ..: لا أعلم .. في السنوات الفائتة و بكل مداهمة لنا كنت أتخيل صالح يلماز بأحداها لذلك كنت أتحمس .. و الآن بعد أن دخل السجن كنت اشعر بسعادة وراحة و بأن حياتي قد تغيرت .. ولكن جاء خبر المداهمة ليصفعني الواقع و يعيدني إليه ..
ابتسمت روسلين بخفة .. أما سرمد فقد حرك شفتيه باستهزاء ..: أحلامك عالية جدًا .. ما رأيك أن نحجز لكِ رحلة إلى المريخ
أيضًا ..!
رمته سلافا بسلاحها بغيظ و استلمه هو بضحكة فقالت بهمس
مغتاظ ..: أنتَ سيء جدًا ..
سرمد بضحكة ..: و أنا أحب ذلك ..
روسلين وهي تجهز سلاحها ..: لقد وصلنا ..




،





ليلًا ..



دخلت بتعب إلى بيت المزرعة .. رمت مفاتيحها و السلاح مع الشارة بتعب على طاولة المدخل .. تقدمت بإرهاق إلى غرفة النوم وهي تتجاوز الصالة و لم تنتبه لجلوس ليفانت .. استقام بتعجب من حالتها و لحق بها .. عندما دخل الغرفة وجدها قد استلقت على السرير بكامل ثيابها و حتى الحذاء الرياضي لا زالت ترتديه..
تقدم بقلق حتى وقف بجانب السرير و مال إليها .. وضع يده على جبينها يتحسس حرارتها ففتحت عينيها بإرهاق .. ابتسمت له بتعب حتى تطمئنه .. همس بخفوت ..: هل تشعرين بشيء ..؟
نفت بتأتأه بسيطة و أردفت بخمول ..: اشعر بإرهاق فقط .. المداهمة كانت صعبة قليلًا .. و اضطررنا أن نستدعي الدعم ..
ليفانت بقلق ..: هل حدث لأحد شيء ..؟
نفت بتأتأه و اطبقت جفنيها .. جلس بجانبها وقال بهدوء ..: انهضي روسي .. لن ترتاحي بملابسك الضيقة هذه ..!
روسلين بخمول ..: لا استطيع ليفانت .. اشعر بأن عظامي مفككة من الإرهاق ..
استقام و تقدم حتى غرفة التبديل .. تناول ملابس نوم مريحة و عاد إليها .. رفعها بحنان وقال بلطف ..: ساعديني روسي .. لن أجعلكِ تنامين هكذا ..
اعتدلت بجلستها ثم أخذتها منه و نظرت إليه تنتظر خروجه ..
بابتسامة ..: سأساعدك ..
نظرت إليه بحدة جعلت ضحكته تنفلت باستمتاع ثم استقام حتى يغادر الغرفة .. عندما اغلق الباب بدأت بتغيير ملابسها بكسل شديد .. بعد انتهائها رمتها على الأرض و عادت للإستلقاء وهي تسحب اللحاف فوقها .. دخل حينها وهو يراها مستعدة للنوم .. اقترب حتى وصل إلى ملابسها ورفعها ثم قال بسخرية و استفزاز..: هل تبادلنا الأدوار ..! أنا الزوجة التي تهتم بالمنزل و أنتِ الزوج الذي يكد حتى يجني المال..!
روسلين بنعاس ولا زال جفنيها مطبقين ..: تعمل خدمة في العمر و تتذمر ..
رفع ليفانت قميصها و استنشقه بعمق .. ثم نظر إليها بمكر ..
وضع ملابسها بسلة الغسيل ثم تقدم إلى جهته من السرير بعد أن أطفأ النور .. شعرت بجسدها ينسحب إلى جهته فأصدرت همهمة معترضة .. بعد أن أصبحت بين ذراعيه اطبقها عليها وهمس بشوق ..: هل تنامين بعيدًا عني يا ظالمة .. لقد مرّ شهرين .. ألم تشتاقي إلي..؟
همست ..: نم ليفانت ..
اقترب من وجهها و عندما شعرت بأنفاسه الحارة ترتطم ببشرتها فتحت عينيها بإرهاق .. قابلتها ابتسامة عريضة ثم غمزة محببة
وهو يقتنص شفتيها بقبلة عميقة .. ابتعد عنها بعد وقت حتى يسترد أنفاسه أما هي فتشبثت به و همست بصدق ..:
أحبك ليفانت .. كما لم أحب أي شيء بحياتي ..







،

،


،





تـمـت بحمـد الله ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-18, 10:32 PM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 7 والزوار 5)
‏فيتامين سي, ‏غاليه 1, ‏جنغوما, ‏بحور الشوق, ‏المنافس 2007, ‏linda saqer, ‏Lolo abed


قراءة ممتعة لكم ..... وردود ممتعة للغاليه رمـاد الشوق ....



رابط لتحميل الروايه


https://www.rewity.com/forum/t406269.html#post13131672


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-03-18, 01:29 AM   #30

اشتقت لك ميشو

? العضوٌ??? » 419504
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » اشتقت لك ميشو is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

راوية جد رائعة
استمتعت بكل حرف قراته
ننتظر جديدك


اشتقت لك ميشو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.