08-02-18, 02:35 PM
| #281 | |||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
|  اقتباس:
| |||||
|  |
|
08-02-18, 02:37 PM
| #282 | |||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
08-02-18, 02:39 PM
| #283 | |||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
حيوجعك قلبك لكثر عليها يازهروره | |||||
|
| |
|
08-02-18, 03:02 PM
| #284 | ||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| " الفصل الـ ١٢ " : انا من سنين لم أره لكن شي ظل في قلبي زماناً يذكره وحقّ الله هذا الشتاء الخامس بعد رحيله ولم ألتقيه لكنّ الذكريات تُريقُ دمع أشواقي تعصرُ قلبي وتُذيبني فيه .. !! م.ن : : من نافذة السيارة التي تقطع الطريق من كلية الطب لمنزلها .. حيث تدرس السنة الثانية ..ابتسمت سماء لقد تدربت سنوات حتى تقول منزلها رغم انها لاتشعر انه منزلها ابداً .. عندما تخرجت من الثانوية لأول مرة في حياتها البائسة شعرت بالفرحة تغمر قلبها .. شعرت بارتجاف السعادة وارتعاشتها لان نسبتها تؤهلها لدخول كلية الطب .. ومرة اخرى فرحت لقبولها في كلية الطب .. ومرة اخرى فرحت لتجاوزها السنة التحضيرية بمعدل عالي .. الاحساس الذي رافق نجاحها كان جديد وضعت يدها على قلبها وقالت هذا هو الفرح الذي اقرأ عنه ..واسمع عنه ..وجدت سماء ان كل مايسعدها اصبح متعلقاً بها بنجاحاتها بثناء دكاترتها ومديحهم .. تجاوزت خيبات الماضي حتى وان بقي جزء في قلبها مُظلم لقد طعنها فهد في قلبها مرتين .. اغمضت عينيها لاتريد تذكر تلك الليلة قبل 5سنوات حيث زارهم فهد كان كما يبدو بدا نسيان وجودها او تجاهله .. اغلقت عينيها بيديها الذكرى فقط تجعلها تخجل وتكره نفسها عادت بذاكرتها لتلك الليلة .. " بعد عامان لسفر فهد كانت زياراته قليلة جداً وفي الغالب يمكث من اسبوعين لثلاثة .. يزور الجدة فيها بعد ان سافر تلك الليلة بدون ان يودعها اخرجت فستانها الجديد ولم تعد لارتدائه ابداً .. لكن الجدة قالت انه لايحب الوداع وفي زيارته بعد عام خرجت الجدة في مشوار كانت قليلة الخروج بل ان سماء تكاد تجزم انها خرجت مرة كل عام منذ وُضعت في رعايتها .. قبل خروج الجدة قالت لسماء : فهد بيجي جهزي القهوة والشاهي .. بسرعة ذهبت للمطبخ وجهزت القهوة ووضعت الاواني الجميلة كانت تركض بين المطبخ وغرفتها لترتب نفسها اصبحت تملك مجموعة لابأس بها من الملابس الجميلة والاحذية عادت للمطبخ راكضة وهي تطلب من الخادمة وضع الحلويات وتجهيزها ثم لغرفتها لتمشط شعرها .. عندما فتحت الخادمة لفهد كانت سماء واقفة .. تبتسم له وهي تتعلم فتح حوارات معه .. والحديث معه لقد جمعت مجموعة من الاسئلة حتى تبدو محاورة راقية : السلام عليكم سماء : اهلاً .. واقتربت منه مصافحه وارتعش قلبها عند ملامسة ايديهم لكن كما يبدو التيار الكهربائي لم يصل لفهد ابداً ..سألها : وين جدتي ؟ سماء : راحت مشوار .. فهد : غريبة !! مشوار وين ؟ سماء : مدري والله .. اخذ فنجال القهوة وبدأ يرتشفه ثم نظر لساعته : اخاف تتأخر .. خافت ان يخرج قبل ان تتحدث معه فقالت : لا قالت بتجي بسرعه .. نظر لها فهد ثم قال : كيف دروسك ؟ سماء : في كل المواد اجيب الفل مارك وسوو مدرستي مسابقة تهجئة بالانجليزي والعربي وشاركت واخذت الأولى على مستوى الرياض .. كان هذا الموضوع الوحيد الذي تستطيع ان تسهب فيه .. كانت دراستها هي الحياة الوحيدة التي تعرفها .. فهد بغياب ذهني عن حديثها : شاطرة .. هذه الكلمة وكأنها مازالت اليتيمة التي يرعاها اثارت غضبها فقالت : شاطرة ! انت مو ملاحظ اني كبرت .. فهد بابتسامة : الا كبرتي وصرتي كبيرة وشاطرة .. ووقف : باروح عندي شغل واحاول امر الليلة اذا جت جدتي .. ركضت سماء بغباء ووقفت امامه تسد عليه طريق الخروج : لاتروح الحين اقعد معي .. كان فهد ينظر لها فجأة رفع يده لوجهها ووضع اصابعه على خدها وابتسم .. كانت هذه الحركة كفيلة بهبوب اعاصير في قلب سماء لكن تحول نظراته للشفقة جعلها تمسك بيده قبل ان يبتعد فقال لها فهد : انا اخذ اخبارك من جدتي .. سماء : عارفه بس انا اشتاق لك .. عندما انهار سد كتمانها وبدأت مشاعرها بالقفز رغماً عنها لم تستطيع ان تكبت اكثر فقالت : فهد انا احبك .. قبل ان تكمل .. كأنه عرف ماستقول شعربه وضع اصبعه على شفتيها لاسكاتها ثم رفع يده الاخرى في رفض وجسده يبتعد كأن الكلمة رمحاً القت به نحوه ويخاف ان يصيبه : لا .. لا ياسماء انتي ماتحبيني .. بس لاني الشخص الوحيد الي تعرفينه .. تتوقعين انك تحبيني .. انتي مجرد امانة ياسماء وعمك قال لي صريحة انه فقط يبيني محرم لك وانك بمجرد تخرجك تطلعين من ذمتي .. واتوقع ماقصرت عليك طول هالسنين ابداً .. لكن لاتتوهمين من زواجنا شيء انتي بنت شاطرة وقوية ومش محتاجه حبي عشان تحسين بقيمتك .. قاطعته ولأول مرة باكية : بس انا احبك ومن زمان .. تجاوزها فهد ناحية الباب والتفت لها : بيجي يوم تشكريني ياسماء اني ماخذت اعترافك بالحب على محمل الجد .. انتي مراهقة وهذا شيء طبيعي في عمرك لكن لاتخلطين بين امتنانك وحبك ولاتخلطين بين رعايتي وحبي .. كانت كلماته كالسهام تخترق جسدها الذي تحول لحجر والغريب انه حجر يسمح باختراق هذه السهام ونفاذها في قلبها وعقلها وروحها .. ان يتحول فهد من حنون ولطيف لشخص يرفض حبها امر صعب جداً .. لاتعلم ان كانت ستتجاوز هذا الألم يوماً.. كان ألم كلماته كرداء من دبابيس تشده على جسدها .. نظرت له وهو يخرج ثم لجدتها التي دخلت تواً وهي تستوقفه .. ولم تبقى لتفسر لاحد او تسمع تفسيره لخروجه او وقوفها باكية فهرعت لغرفتها .. تغلقها وتستند على الباب كأنها تشك انه سيفتح فجأة ويطل منه من يتفرج على عري مشاعرها ..كانت هذه الطعنة الأولى من فهد ولم تمضِ ربع ساعة حتى عاجلها بالطعنة الثانية عندما سمعته يقول لجدته بصوت مختنق ومتألم : احس اني مخنوق احس هالوصية فوق تحملي وهم كل يوم يكبر ويخنقني .. احس اني مشتت بين دراستي وتفكيري في هالبنت ...... لم تعد تهتم بماقاله او بتعدد همومه او مشاكله جلست مكانها وهي تكرر في رأسها ان فهد قال هالبنت ولم ينطق اسمها هاقد عادت نكرة .. بل عادت هم يخنقه .. لم تكن شيء لاحد لتكون شيء لفهد .." مسحت سماء دموعها مازالت هذه الذكرى تؤلمها .. كانت هذه اخر مرة رأت فهد فيها .. لم تعد تخرج له في زياراته التي اصبحت قليلة جداً .. لقد نضجت كثيراً واصبح قلبها قوّي حاولت نسيانه فلم تستطع فأغلقت على فهد حبه وجرحه في جزء عميق من قلبها .. وتركت للأيام مداواته ولم تفعل لا الأيام ولا السنين استطاعت انتزاع فهد ..هي الان تعلم ان حبه لم يكن حب مراهقة وليته كان .. : وصلت سماء للمنزل تعرف ان فهد عاد منذ اسبوع للرياض منهياً الدكتوراه ... لم تعد تسأل عنه ابداً بل لم تهتم لتسمع مقاطعه او ترى صوره عند الجدة بعد ان استخدمت جهازاً ذكياً .. ويبدو ان الجدة احترمت تباعدها وعزته لكونها لاتهتم بفهد .. هي فقط من فهم هذا التقارب بشكل خاطيء لا الجدة ولا الحفيد يريان فيها اكثر من ضيفة مؤقته وقد حان موعد الرحيل بالنسبة لها .. لن تنتظر حتى تتخرج فبينها وبين التخرج سنين طويلة .. وهي معتمدة على نفسها وتكسب مالاً من التعاقد مع دور النشر لترجمة الكتب الانجليزية والروايات لتقوم الدار بطباعتها .. وجدت انه عمل جميل وبدات به منذ خمس سنوات كان اسلوبها الكتابي وعباراتها ودقة ترجمتها قد اكسبتها عقدين مع اكبر دار للنشر وتكسب منه مالاً جعلها تستقل بنفسها وتشتري ماتريد : سلام الجدة بصوت ضعيف : هلا رمت سماء حقيبتها وهرعت للجدة : وش فيك ؟ وجهك احمر !؟ متحركة .. الجدة : ماتحركت بس من الصبح وانا احس بدوخة سماء : الله يهديك ليه مادقيتي علي اجي .يالله للطببب الجدة : وشهوله الطبيب انتي ماتعرفين مانتيب دكتورة ضحكت سماء : لا لسى ماصرت دكتورة بعدين حتى لو صرت دكتورة انتي بالذات مستحيل اثق في نفسي وانا اشخصك .. الجدة : اهم شيء لاتقولين لفهد .. جاي يعزمني اليوم لحفلته مسويتها سويره ولولا انها لفهد ماعزمتني .. ضحكت سماء هي لن تخبر فهد بكل تأكيد لانها لن تتحدث معه سوى بطلب الطلاق .. الجدة : عطيني بس مسكن يمك واتركيني ارتاح .. سماء : لو ماخليتينا الحين نروح للدكتور دقيت على فهد .. الجدة : ماعند منك الا فهد هو يقول عنادي عليك وانتي على من زين خلي جينا تجيب عباتي .. سماء بضحكة : على الزمن : : عاد فهد لمنزله بعد ان زار جدته لم تكن على مايُرام .. لكن كانت تشيد بسماء في كل مرة يزورها فيها .. سماء التي اصبحت في كلية الطب الآن .. تفوقها الدراسي اذهله .. سعادته لاتوصف بقدرتها على الوقوف على قدميها لايريدها ان تتعلق به للأبد .. وتذكرها آخر مرة ترتدي تنورة تصل لنصف ساقها بلون غامق وقميص كاروهات لايتذكر لونه كانت اول مرة يراها جريئة ولاينكر انه قسى عليها لكن جرأتها ارعبته وخوفه ان تتعلق به جعله يرحب بتهربها من ملاقاته .. ابتسم بحبور وتذكر فيصل .. سنوات قليلة ويُطلق على بنت اخوك الدكتورة سماء .. وقفت سارة عند دخول فهد : اهلاً حبيبي جيت في وقتك .. فهد : ماجت جمانة اليوم ؟ سارة : ماجت وبيني وبينك جمانة صايرة كئيبة .. الي بيجي ويقول لي هموم ومشاكل لايجي .. فهد : ليه مشاكل !؟ جمانة وش فيها ! سارة : نفس الموال الحمل والاطفال .. فهد : طيب هي سوت فحوصات وسليمة وعبدالرحمن كذلك سارة : زوجها متفهم وماقال شيء لكن هي .. فهد : الله يرزقها عاجلاً غير آجل لازم اوديها لدكتور صديق وشاطر .. قاطعته سارة : الحين رجعت واكيد بتشيل عننا كلنا بس اول شيء الحفلة الي سويتها لك عندك معازيم غير الي عطيتني اسمائهم .. فهد : لا انا قلت لجدتي اليوم وهي تعبانة بس لازم تحضر ( ونظر لوالدته بحده ) ولازم تلقى الاستقبال الي يليق فيها وتكون راضية .. سارة بتملق: اكيد حبيبي انا مستحيل انسى محبتك لها او محبتها لك..والحين خلنا بعد الحفلة نخطب هناء .. كشر فهد : ماتملين سارة : في بالك احد !؟ اكيد لا !! والبنت جميلة ومتعلمة ومثقفة .. والاهم بنت عمك .. فهد : اوك على خير ان شاء الله .. سارة : اخيراً بافرح فيك .. في هذه الاثناء دخلت جمانة ومثلما كل مرة تشاهد فهد منذ عودته من السفر تحتضنه بعمق .. احتضن فهد اخته وابتسم لها : كل اجازة اشوفك احلا من قبل جمانة : لاتذكرني باجازتك الحمدلله اخيراً الي رجعت لنا بالسلامة .. فهد : الحمدلله مهما كان مافيه مثل الوطن والاهل .. يالله عطيني اخبارك نظرت خلسة لوالدتها بقلق ثم ابتسمت باشراق : وش رايك نطلع هالاسبوع نتغدى سوا .. فهد : تم .. علي الغداء وعليك اختيار المكان .. بس نهاية الاسبوع لاني من بكرة باداوم مع الوالد .. جمانة : تداوم في الشركة او مجموعة فيلديز فهد : بابدأ بالشركة بما ان الوالد فيها .. لم يلاحظ فهد توتر اخته ابداً .. بل استئذن وخرج .. وقفت جمانة تنظر من النافذة العريضة لاخوها وهو يخرج .. تتمنى ان يذهب حيث يعمل عبدالرحمن .. منذ ثلاث سنوات وهي تشك بخيانته لكن الاربع اشهر الاخيرة تأكدت من ذلك حيث يخونها مع مندوبة احدى الشركات العالمية .. وهي حسب شكها ليست اول غزواته منذ زواجهم او اخر غزواته .. لكن لم تستطيع مسك دليل ابداً وكلما فتحت معه الموضوع اتهمها بعدم الثقة في نفسها وحجمها واحتقرها او تجاهل الموضوع برمته طالباً منها فعل ماتراه مناسب .. هي الان بعدما تأكدت تريد ترك عبدالرحمن لكن ليس قبل انتهاء موضوع فهد وهناء حتى لاتكون هناك عراقيل فهي تحب هناء وتعلم انها تحب فهد كثيراً ..وتحمد الله ان لا أطفال بينهما م}منة بحكمة الله وتاركه والرتها تعتقد ان حزنها بسبب الحمل حتى لاتعيق طلاقها من عبدالرحمن .. : : الحمدلله تطمنت عليك .. ام عبدالكريم : مشوار على الفاضي .. قايلتلك مافيني شيء سماء : معليش الحين تطمنت انتي كل ماتحسين بشيء اخذتي مسكن وهذا غلط .. ام عبدالكريم : زين روحي نامي وارتاحي عشان بكرة تروحين معي .. سماء : وين ؟ الجدة : لحفلة فهد .. وقفت سماء وعقدت يديها : اسفة ماراح اروح معك .. الجدة : لازم تروحين .. سماء : بصفتي ايش ؟ اروح لمكان ماعرف فيه احد الجدة بتحدي: بصفتك بنتي سماء : بس انا مش بنتك .. الجدة : بصفتك طبيبتي طيب ضحكت سماء : اسفة ماراح اروح ابداً .. الجدة : اجل مانيب رايحه انا بعد .. سماء : يكون افضل انتي تعبانة اصلاً .. الجدة بغضب : المفروض تقولين لاوالله لتروحين ولاروح معك موب افضل .. الحين والله لتروحين معي وانتي ماتشوفين الدرب .. هه حلفت عليك الا اذا بتأثميني .. سماء بمزاح : كم مرة قلت لاتحلفين علي .. الجدة : مليون مرة بس باحلف عليك سماء : زين بس مانطول .. .. : : في منزل عبدالرحمن يجلس عبدالكريم وفهد وعبدالرحمن وفارس .. عبدالكريم : طبعاً حنا اهل ومابيننا رسميات .. لكن انا جاي اخطب هناء لفهد عبدالرحمن : اكيد فهد ... لكن فارس قاطعه بثقه متجاهلاً رده : فهد اخو وعزيز واكثر شخص يعرفه انا وشفت اخلاقه في الغربة قبل لاشوفها هنا واذا علي انا موافق لكن طبعاً الرأي لهناء .. اذا وافقت انا واثق مانلقى احسن من فهد واذا رفضت الحياة لها والاختيار لها وحنا مستحيل نجبرها لأي سبب كان .. قال فارس جملته الاخيرة وهو ينظر لعبدالكريم بتحدي .. مذكراً اياه باجبارهم جمانة للزواج من عمه الذي اخذ جمانة ليضعها مع اكسسوارات المنزل ويمارس علاقاته بكل اريحية خارج المنزل .. تنحنح فهد : اكيد يافارس الرأي الاول والاخير لهناء.. بينما فهد وجد نفسه في منزل عبدالرحمن حيث اخذت والدته كلمته واخبرت هناء وحددت موعد واخبرت والده ولم تنتظر لانتهاء الحفلة كما قالت ليجد نفسه في نفس اليوم يذهب لخطبتها .لايهم فاليوم كالغد لكن احساسه الغريب في داخله يشعر انه يخسر شيئاً لايعلم ماهو .. الاكيد انه ليس حريته فطالما كان ملتزماً وليس له علاقات ابداً .. : التزم عبدالرحمن الصمت بعد مقاطعة فارس له مازال فارس حتى بعد ست سنوات غاضباً .. وهو امر يدل على حقده لايهمه من يعطي هناء لفهد المهم فقط ان يتزوجها .. فإذا استمر غضب جمانة وشكها فزواجه على وشك الانتهاء ولذلك من حسن حضه ان الرابط اذا انقطع من جهته سيتصل من جهة هناء.. : : منذ اصبحت سماء تكسب المال وهي لاتبخل بشيء على نفسها .. الغريب انها رغم دراستها العلمية البحته تحب الازياء والملابس .. كانت الحفلة التي اصرّت الجدة على الذهاب لها فرصة لتتباهى بفستانها الجديد .. وقفت امام المرآه ورأت نفسها فتاة جميلة طويلة ذات شعر طويل بلون القهوة المميز طالما سألنها زميلاتها عن الصبغة التي تستخدمها لشعرها ولم يصدقن انه طبيعي .. وضعت احمر شفاه بلون الكرز على شفتيها الممتلئة وكحل خفيف على عينيها العسلية الواسعة .. وارتدت ساعتها الوحيدة بل القطعة الوحيدة لديها من حلي .. هدية الجدة لها بعد قبولها في كلية الطب .. نظرة اخيرة لقدها المياس في الفستان القصير الذهبي .. الذي ابرز سمارها الخفيف .. من يصدق انني نفس الفتاة البائسة التي ترتدي ملابساً تجعلها تبدو تائهه فيها .. ملابساً اكبر منها من يصدق ان من الشعر المتلبد ككرة صوف تخرج هذه السنابل الحريرية لكنها تعلم جيداً ان الفتاة اليتيمة مازالت هنا في مكانٍ ما .. بل تجزم انها احياناً عندما تنظر للمرآه تراها بدل هذه الطويلة التي تبدو واثقه وهي ابعد ماتكون عن الثقة بالنفس .. بل ان مجرد التحديق بها يجلها تتعرق وتهرب بعينيها وتكاد تبكي .. وعزاؤها الوحيد ان لااحد يعلم عن ثقتها المتدنية هم ينظرون للقشرة فقط .. .. اخيراً ارتدت صندلها العالي .. واخذت عبائتها وخرجت : ماشاء الله ماشاء الله سماء: وش رايك ؟ الجدة : فوق الزين دكتورة من قدك ياسماء .. سماء : وين شنطة علاجك الجدة : مالها داعي .. سماء : لا لازم تكون معنا وجهاز التنفس يكون معنا خلينا نتركها في السيارة للضرورة .. الجدة : حتى لو اقول لا رايك الي بيمشي .. يوم كبرت وضعفت وانتي تستقوين علي ضحكت سماء بصوت عالي : انتي من عرفتك قوتك في لسانك وهو ماشاء الله ماجاه قصور ابداً .. ابتسمت الجدة واعطت يدها لسماء لتساعدها للخروج بها للسيارة .. : : في المجلس الكبير يقف فهد ووالده وفارس لاستقبال المدعوون لحفلة تخرجه التي صورت شكل آخر من البذخ والثراء .. كان فهد قد اعطى والدته اسماء زوجات اصدقائه في الغربة لتتم دعوتهن مع ازواجهن .. بعد انتهاء المدعوون توجهوا للجلوس والجميع يبارك ويهنيء .. همس فارس في اذن فهد : ونقدر نقول مبروك الحين .. هناء وافقت الله يوفقك انت وياها .. فهد : الله يبارك فيك .. فارس : وش ناوي تسوي .. انا طلبتني كلية الطب بجامعة الملك سعود احاضر عندها مرتين في الاسبوع للمستوى الاول مقدمة الاحصاء.. فهد : انا بعد ارسلولي ايميل .. وارسلت لي جامعة ثانية واعتقد اني بأجل الخيارات الان لين اشوف الاعمال .. فارس : اذا بتصير رجل اعمال ليه متغرب ومتعب عمرك ابتسم فهد بهدوء : فارس انا مريت اليوم الشركة ومنها طلعت للمجموعة واحس انها رجل مريض ..!! فيه خطأ يافي الحسابات او آلية التشغيل .. فارس :..وبتداوم في المجموعة فهد : اكيد لين اشوف المشكلة نماء المشروع بطيء وهو كم له . نظر فارس لعبدالرحمن الذي يجلس يمينه وزير ويساره رجل اعمال معروف ..كان هو الخطأ وفارس يثق بذلك وبدون دليل .. فلولا الغاؤه التوكيل هو وهناء لذهب بما بقي لهم من والدهم .. شعر عبدالرحمن بالنظرات فرفع نظره لفارس واعطاه احدى ابتساماته الاستفزازية برفعة حاجبه بتعالي .. : : دخلت سماء مع الجدة المنزل .. قاومت فضولها كثيراً حتى لاتدير نظرها في كل شيء حولها لاتريد ان تبدو غير معتادة على الاجواء الفخمة .. مع انها حتى في خيالها واحلامها والوصف الذي تترجمه في الروايات والكتب لقصور وحفلات لم تتخيل ان تكون بهذا الجمال .. وقفت عاملة بزي رسمي لتأخذ العباية منها .. بدأت بالارتجاف .. وشعرت بالعرق يسيل بخط خفيف على ظهرها العاري .. كانت متوترة جداً .. عند دخولها البهو الواسع كان الضيوف يجلسون ويقفون وكانت العاملات يتحلقن حول كل مجموعة بصوانيء الحلوى والشوكلاته واشياء ملونة وجميلة لاتعرفها ابداً .. بينما الاخريات يحملن القهوة والمشروبات .. لم تتخيل ابداً ان فهد وجدته ينتمون لهذه الطبقة .. طالما اعتقدت انهم من الاغنياء البسطاء .. وابتسمت لفكرة ان هناك اغنياء بسطاء .. شحنت عقلها بالحيلة التي تمارسها لتخفف من قلة ثقتها بنفسها وبأن الموجودين افضل منها ..ربما تلك التي ترتدي فستاناً اسود لديها عادة ان تضع اصبعها في انفها .. وتلك التي ترتدي فستاناً ازرق تأكل البرقر وهي تجلس على الارض .. وتلك ربما زوجها يعذبها .. اما تلك فربما تشخر ليلاً .. اما تلك التي تقدمت لاستقبالهم ربما .. ربما .. توقف عقلها امام نظرات المرأة المحتقرة لها .. ربما تعرف انني لااملك الثقة التي تبدو خارجياً علي : اهلاً ام عبدالكريم .. زارتنا البركة .. الجدة التي مازالت ممسكة بيد سماء : مطلعين البركة من بيتكم ياسويرة التفتت سارة حتى لايكون احد سمعها وضحكت : مشكلتك ان ذاكرتك تضعف .. لانك الي طلعتي من البيت .. ( وبحركة انيقة بيدها كأنها تبعد حديث الجدة المتبخر في الجو ) ماعلينا اهلاً بك تعالي في مكانك الي جهزته .. ( ثم ادارت نظرها لسماء ) : هذي مين !؟ لاتقولين مكشخه الخادمة وجايبتها .. لم تأبه فعلياً سماء بنعتها بالخادمة لانها لاتجد حرجاً من خدمة هذه السيدة الطيبة فعرفت بنفسها : انا سماء لتقاطعها الجدة بصوت مرتفع : هذي الدكتورة سماء .. ابتسمت سماء في سرها نبرة الفخر التي دائماً تسمعها في صوت ام عبدالكريم تجعل لدراستها وتعبها وسهرها نكهة خاصة . مرة اخرى لاحظت نظرة الاحتقار على السيدة التي عرفت انها ام فهد ثم تقدمت منهن لتضع الجدة في المكان المخصص لها .. ثم اجلست سماء الجدة وعندما حاولت الجلوس بجانبها قالت سارة : اوه سوري عزيزتي هذا الجزء من الصالون مخصص للعائلة انتي تعالي ..( واخذت تدير نظرها في المكان الواسع كانها لاتجد مكان يليق باحتقارها للفتاة ) لكن الجدة امسكت يد سماء بشده وقالت : هذي من العائلة اقرب لي منك ومن بنتك ..!! تنهدت سارة لاتريد تحدي هذه المرأة على الاقل حتى لايغضب فهد قبل زواجه من هناء خاصة وهي ترى جمال واناقة والاهم تعلق الجدة بهذه الفتاة .. : شعرت سماء بتوتر من النظرات الموجهه لها من الموجودين .. وبدأت تكرر انا الدكتورة سماء انا الدكتورة سماء الاولى على دفعتي في السنة التحضيرية والاولى على مدرستي في الثانوية العامة والثانية على مستوى الرياض والرابعة على مستوى المملكة .. لكن النظرات جعلتها تفتح حقيبتها الصغيرة بلامبالاة وهمية وشحذت عقلها للخطة ب عند التوتر من الجمهور المحدق بها تخيلت ان الجميع بدائرة حمراء على انوفهم كالمهرجين ابتسمت وتلاشى قليل من توترها .. كانت جمانة وهناء تقفان للتأكد من راحة الضيوف لتمر سارة بهما .. روحوا سلموا على جدتكم وشوفوا من معها .. ثم بسرعة رسمت ابتسامة متكلفة لضيفة مهمه .. بمجرد مارأت هناء الفتاة ذُهلت : جوجو هذي الفارة المسكينة الي شفناها زمان جمانة : شكل جدتنا العزيزة بدلتها .. وتقدمت للسلام متجاهلات الفتاة كلياً التي وقفت .. جمانة : كيفك ياجدة ؟ الجدة : سلمن على سماء قصدي الدكتورة سماء جمانة مدت يدها : اهلاً سماء كنتي صغيرة اول مرة شفناك سماء : اهلا فيك اما هناء بالكاد مست اصابعها ولم تتكلم معها بدون ان تعرف سبب هذه الفتاة غير مريحة ابداً .. جمانة : قال لك فهد ياجدة .. الجدة : فهد يقول لي كل شيء بس اليوم ماكلمني لايكون فيه شيء جمانة وهي تنظر لهناء بسعادة: فهد خطب هناء وهي وافقت .. كان الرائي يعتقد ان الحديث الدائر لايهم سماء خاصة وهي تنظر للبعيد بعنق مشدود .. لكن لااحد يعلم ان هذه العبارة جعلتها تعود نكرة اكثر من ذي قبل .. حاولت ان تبين ان لااهتمام له او لخطبته .. لم تستطع ان تنظر للفتاة هناء .. سمعت تمتمة الجدة ولاتعلم ماذا تقول فعقلها الغبي جداً فيما يخص قلبها بدأ بعزف موسيقى حزينة .. يالله لاتجعلني ابكي الآن .. انا مجرد وصية بالنسبة له .. فتحت شنطتها مرة اخرى واخرجت هاتفها لم يمض على حضورهم سوى نصف ساعة وخسرت فيها مابنته من ثقة لمدة ٤ سنوات .. شعرت بالحرارة حول عينها وجفنها يارب لاتجعلني ابكي امامهم .. لايهم لقد اتخذت قرار الابتعاد عنه .. سأطلب الطلاق واقف لأشكره على رعايته هو وجدته بشكل رسمي .. واحمل حقيبتي وارحل ثم سيسمع اسمي في كل مكان فيه علم وطب وتفوق .. وقفت سماء وابتسمت بتكلف لجمانة وين دورة المياة .. جمانة : استخدام او زينه .. سماء : زينة جمانة : اخر الممر يسار فيه درجتين اطلعي يمين هناك تلقين مرايا وادوات زينة للضيوف واعطتها ظهرها ..وتركتها مسكت الجدة يد سماء التي انحنت لتصغي لقولها : ماقالي انه خطب هناء مع انها له من زمان .. تلقين امه طايرة من الفرح هناء تربيتها .. نفضت يد الجدة بهدوء وهي تشعر بالحقد عليها الا تفهم انها تتألم تتحدث هكذا وكأنها لاشيء .. الم يخطر ببالها طوال هذه السنين ان ارتباطها بفهد جعل لها قلباً طامعاً لحبه : انا باروح للمغاسل .. الجدة : لاحد سألك من انتي قولي جايه مع الجدة سماء بحاجب مرفوع : لاحد سألني من انا باقول انا الدكتورة سماء عبدالله الفيصل .. وذهبت تتمايل بفستانها الجميل وجسدها الجميل وشعرها الحريري لااحد من الموجودين يعلم ان داخل هذا المظهر فتاة مازالت هشة وخائفة ومجروحه .. : : المكالمة التي ينتظرها فهد اخيراً .. المحامي المفصول من عمله في المشروع قبل اكثر من سنتين .. ورفع على المشروع قضية فصل تعسفي لكن وللغرابة ورغم براعته لم يكسبها : اهلاً استاذ نادر نادر : استاذ فهد بلغوني انك تدورني فهد خرج للبحث عن مكان هاديء خاصة وان الضيوف منتشرين في الحديقة والصالونات .. وفي الحديقة الخلفية يتم تجهيز العشاء وطارلات الخدمة لذا توجه للجزء الخلفي للفيلا ودخل مع احد الابواب : استاذ نادر ابي اعرف ليش انفصلت .. وبشكل صريح نادر : اذا بتنصرني قلت لك لاني تعرضت لظلم كبير .. فهد : تفضل .. انا الاحظ فيه تجاوزات واخطاء لكن مانيب عارف فين .. بدأ المحامي بسرد التفاصيل حيث اكتشف خطاء وذهب به لعبدالرحمن الذي نظر للحساب بهدوء ثم امر بفصله وفصل المحاسب .. وختم كلامه بأن لديه صور من الاوراق التي شك بالتلاعب في حساباتها وباوراق لتحويلات لشركات لم نتعامل معها ابداً .. انهى فهد المكالمة وهو يشعر بالتخبط .. لكن قبل ان يفكر في حديث المحامي لفت نظره فتاة في اخر الممر تميل بجذعها النحيل والانثوي لتعدل حذائها بينما شعرها يلامس الارض بشكل يغري اي يد للامتداد وجمعه .. اقترب فهد لاشعورياً .. وقلبه يخفق بشده لقد رأى الكثير من الفتيات والجميلات دقق في ساقيها ومايظهره فستانها القصير وهو يشعر برغبة غريبه للمسها كانت مشغولة بما تعمل اتكون هناء ايكون محظوظاً وأول من قفز قلبه لها هي خطيبته ..ثم رفعت جسدها ونفضت شعرها لتعديله والتقت عيناهما .. في البداية شهقت بحده ثم عقدت حواجبها ثم نظرت له بنظرة لم يفهمها لكنها بسرعه تحولت لاحتقار وكره .. هو يعرف هذا الوجه هو يعزف هذه العينان .. هو يعرف هذا الحزن العميق في العيون الواسعه بلون العسل .. هو يعرفها .. لكن يجهل من هي .. رفعت سماء رأسها ثم التفتت لتجد الرجل الراقف ارعبها في البداية لكن قلبها عرفه حتى قبل ان تنظر لوجهه .. فهد .. ازداد وسامه ازداد جسده صلابه .. وازداد قلبها حماقة للقفز على الاوردة والشرايين لشخص نسيها ويبحث عن حياته ..تقدمت خطوة منه ثم نظرت اليه من اعلى لأسفل .. كانت تراه يبتلع ريقه حاول الكلام ثم تراجع .. فاعطته ظهرها وعادت للصالون تتمايل وهي تعلم انه يحدق فيها .. : : وإن مزقتنا دروبُ الحياةِ فمازلتُ أشعرُ أني إليك.. أسافرُ عمري وألقاكَ يومًا فإني خُلقتُ وقلبِي لديك. م.ن : : قراءة ممتعة | ||||
|
| |
|
08-02-18, 03:06 PM
| #285 | ||||
| شكرااا عزيزتي ع البارتاات الجميله لك اسلووب مدري شقول عنه ماااشااءالله سلس وعميق ماتددرين شكثر تعمقت في هالروايه صارت تاخذ جزء من تفكيري صرت اقكر ف سماء بشكل كبير متعاطفه معها كثير متشووقه متى تكبر وتقوى شخصيتها بانتظارك عزيزتي بليز اذا عندك امكاانيه طوولي الباارت شوي دمتي بخير🌸 | ||||
| |
|
08-02-18, 09:31 PM
| #290 | ||||
| روووعة. .فصل جميل جدا. . من البداية و انا انتظر سما تكبر و تحصل مواجهات بينها وبين فهد . .سماء صارت شابة جميلة متعلمة معتمدة على نفسها.. أخلاقها عالية. . .مترجمة. .طالبة متفوقة في كلية الطب. .على هالاساس خسارة فهد ح تكون كبيرة اذا طلقها. .يا خوفي ينطبق عليه المثل( يا مبدلين غزالانكم بقرود )..و يندم طول عمره.. تدخلات سارة في حياة أبناءها و خياراتهم تحرمهم من السعادة في البداية جمانة و الآن فهد. فارس كمان صار دكتور و سيلقي محاضرات في كلية الطب. .فهل سيكون هناك لقاء مع سماء و بداية قصة جديدة. . عبدالرحمن أتوقع لحظة المواجهة مع فهد و اكتشاف حقيقة اختلاسه قربت ... فكيف سيكون ردة فعل فهد و أبوه و أمه على الحقيقة المرة. . | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
310Likes
العرض العادي
