آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-01-18, 07:56 PM
| #62 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  الفصل السادس " قدركِ يانارية.. القلب الملعون.." حين عاد ليوناردو كانت تقف بوجه شاحب مع تلك العجوز, جسدها يختض من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها, تكاد تفقد الوعي, تضع يدها على بطنها, كأنها تحمي صغيرها.. رمق ليوناردو العجوز بنظرة مخيفة, لتردها له بجمود, ثم تحركت بعيدًا عنهما.. سحب ليوناردو ذراع ميريديث خلفه, وهي تسير دون شعور, حديث العجوز يتردد بأذنها, لا تعرف كيف وصلت للسفينة, ومتى تحركت لتجدها تبتعد عن القرية المحترقة.. دمار.. دماء.. دخان متصاعد يخنقها يجثم على صدرها يمنعها من التنفس.. ارتجفت حين سألها دون إنذار:" ماذا قالت لكِ العجوز؟.." التفتت تنظر إليه بعينين مرتعبتين, ترتجف, هامسة:" مجرد حديث.." ارتفع حاجبه بترقب, يردد:" مجرد حديث, يجعلكِ ترتجفين!.." هزت رأسها تحرك رأسها بكل إتجاه, لا تستطيع النظر إليه بعد ما رأته قبل قليل.. لكنها قالت بصوت متقطع:" العجوز.. العجوز مخيفة.." لا يعرف لِمَ لم يصدقها, فقال بتعجب:" لم أعهد منكِ الخوف هكذا!.." نظرت إليه بإرتياع، ثم أسبلت جفنيها, قائلة بخفوت محاولة إخفاء رجفتها:" فقط حديثها أثار بي الذعر.." اشتعلت نظراته وتحفز جسده, قائلاً بشراسة:" سأقتلها.." _لا.. كلمتها خرجت صارخة مرتاعة, تمسك بذراعه تغرز أظافرها بلحمه دون وعي.. فعقد حاجبيه بريبة أكبر؛ فاستطردت مبررة بتعلثم تحيد بعينيها عن عينيه المتفحصتين:" لا.. لا تقتلها دعها وشأنها.. مجرد عجوز خَرِفة.." تركت ذراعه سريعًا محاولة ضبط إنفعالاتها.. عيناه قاتمتان بقسوة أرعبتها يحاول تفرس ملامحها، يشعر بالغضب الشديد جسدها متوتر, وقد أغلقت ملامحها حتى لا يستطيع قرائتها.. لكنها عادت تنظر إليه تبتلع ريقها بصعوبة, تهمس متسائلة بحذر:" ماذا تعرف عن القلب الملعون؟!.." **************** يتبع التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 03-02-18 الساعة 06:50 AM | ||||
|  |
|
31-01-18, 07:58 PM
| #63 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لوهلة شعرت أنه سيسحقها؛ فقد اتسعت عيناه وازدادتا قتامة, لكنه لم يكن ناظرًا إليها فقد شرد بعيدًا لفترة ظنت أنه لن يجيبها؛ لكن وصلها صوته كأنه قادم من أعماق الجحيم, لولا أنها تنظر إليه لظنت أن هناك شخص آخر يتحدث غيره.. _أسطورة سخيفة غير حقيقية.. ثم نظر إليها بعينين عاصفتين بغضب, وأكمل محذرًا:" لا تشغلي بالكِ بها.." رمقته بطرف عينها بحذر, ورفعت يدها تضع خصلات شعرها خلف أذنها تومئ برأسها إيجابًا.. نظرت أمامها بصمت تتطلع للمياه أمامها, والسفينة تسير بسرعة مع تسارع حركة الرياح.. تقبض بأصابعها على الحافة الخشبية بقوة، مارأته منه بالقرية لم يكن بحسبانها يرعبها بشدة، ألم حاد يحترق قلبها, وصوت تلك المرأه لا يبارح عقلها منظرها الغارق بدماء ابنها يفزعها.. أجفلت على صوته, وهو يقول:" أتعلمين لِمَ قتلت أمي أبي!.." التفتت إليه برأسها تنظر إليه بعينين متسعتين بفضول غريب, ثم همست:" لم تخبرني من قبل.." إبتسامة قاسية ارتسمت على ثغره, قبل أن يقول بسخرية سوداوية: " قتلته بسبب أسطورة القلب الملعون.." انتبهت إليه بكل حواسها تنتظر أن يكمل.. أخذ نفسًا عميقًا يزفره بقوة، مردفًا:" كما تعرفين أمي كانت ساحرة من سحرة النار.. وأبي كان بشري عادي.. أحبها وأحبته وتزوجها, ولم يكن يعلم حقيقتها، عاشا سبع سنوات بحالة جيدة، بعد أن علم أبي بحقيقتها كنت قد بلغت الخامسة، لم يستطع تحمل سحرها الأسود؛ فتآمر عليها ظنًا منه أنه سيخلصها من الشر، حاول إستخدام إسطورة القلب الملعون، لكن لأنه بشريًا, ولا يستطيع أن ينفذها علمت أمي, حاول أهل البلدة قتلها وقتلي.. هربنا سويًا, لكن أبي لحق بنا, كانت أمي بحالة غضب شديد, وجنونها قد بلغ مبلغه، وحين رأت أبي قتلته أمام عينيَّ مخرجةً قلبه بيدها.. لقد شاهدت قلبه ينبض بيدها حتى توقف, وألقته هي بجوار جثته ورحلت بي.." تجمدت أطرافها بعد سماعها القصة، رغم أنها شعرت بالحزن عليه لرؤيته مقتل والده, لكن نبرته الحاقدة وهو يتحدث أرعبتها، ابتلعت ريقها بصعوبة، قائلة:" لا أشعر بأنك حزين لموته!.." رفع ذقنه بشموخ، يقول بإزدراء:" يستحق فقد خانها.. رغم أنها حزنت عليه والتمست له عذر أنه لم يكن يعلم حقيقتها.." أطرقت برأسها تكاد تبكي قهرًا مما تشعر به، ارتجفت حين شعرت بيده تتلمس شعرها, تبعد خصلاته المتطايرة عن وجهها.. وهو يتابع بتحذير مبطن:" أبي لم يكن يعلم حقيقة والدتي.. ورغم ذلك قتلته أما أنتِ حبيبتي فتعرفين جيدًا حقيقتي وقد قبلتِ بي.. الخيانة أمر لا يحتمل وعندي لا سماح فيها مطلقًا.. لذلك العقاب يكون مضاعفًا.." ياإلهي دقات قلبها تنتفض كأرنب مذعور تكاد تصم أذنيها، ربما كانت تعلم حقيقته, لكن رؤيته أمر آخر.. حين تستمع لأحاديث وقصص عن شيء ما، يكون الأمر مختلفًا تمام الإختلاف عندما تراه بعينك.. وهي رأت, وعرفت حقيقته المفزعة.. أغمضت عينيها بعذاب حين مال عليها, يقبل وجنتها يلف ذراعه حول خصرها بتملك صريح، هامسًا بأذنها:" أيتها النارية أنا وأنت قدرنا مشترك.. لا تحاولي أن تفكري بشيء آخر إلا أنا.." ************* يتبع | ||||
|
| |
|
31-01-18, 08:00 PM
| #64 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ضامة قبضتها بقوة تعتصرها حتى خدشت أظافرها باطن كفها, جسدها يختض وكل كلمة قالتها العجوز بشأن مصيرها تصليها الجحيم, تشعر بدوي مهلك بأذنيها, لا تستطيع إخراج الصوت من عقلها.. " أنتِ فقط يانارية من سيخلص العالم من شره.. مصيره ومصيركِ بين يديكِ, ومصيركِ الهلاك إن لم تختاري الصواب.. قلبكِ ملعون بحبه.. ولُعن أكثر بدماء الأبرياء.. أنتِ من إخترت طريق عشقه, وبقدميك سرتِ إليه, يقويه حُبكِ له ويزيد جبروته, إن ولد ذلك الطفل فمصيركِ الهلاك, ستتلظي بنيران الجحيم, يحترق قلبكِ ولن تجدي الخلاص.. لا سبيل لديكِ سوى الموت, القلب الملعون هو مصيركِ وقد خُتمتِ بوشم النار.." فردت كفها المرتعش تنظر إلى باطنه بخوف, تلك العلامة التي وشمتها بها ترعبها, بل وتزداد سوادًا يومًا بعد يوم, ربما لا تشعر بألم يدها, لكن كأن العجوز وشمت قلبها بوجع لا يحتمل.. تستيقظ كل ليلة على كابوس مرعب, جسدها يتصبب عرقًا, تلهث بعنف.. كابوس مفزع.. صرخات وصرخات.. نيران تحيط بها من كل إتجاه.. قرية كاملة تحترق وأهلها أموات غارقين بدمائهم.. وبلحظة تجد تلك الأجساد تنهض صارخة بوجهها تخبرها أنها هي من تسببت بذلك.. ثم دماء.. دماء تُسكب فوقها لتغطيها من أعلى رأسها حتى أخمض قدميها.. بحر أحمر اللون تغرق فيه.. ليوناردو يقف على شاطئه ينظر إليها برعب, يحاول إنقاذها, لكنه يفشل دومًا.. بحر الدماء.. دماء الضحايا وكلما صرخت وحاولت المقاومة ومدت يدها لتمسك بيد ليوناردو الممدودة, تجد من يسحبها بقوة بعيدًا عنه, لتغوض أكثر بالدماء.. وتحاول مرة أخرى الخروج صارخة بإسمه؛ لكنه يواليها ظهره بكتفين متهدلين حزنًا, بعد ذلك تجده يقتل مرة أخرى, ويحرق.. وتلك الأيادي تسحبها لتغرقها أكثر بالدماء صارخة أن هذا ما اقترفته يديها.. ضمت قبضتها مرة أخرى بخوف, ثم فردتها تمسح بباطن كفها الأخرى عليها مخفية تلك العلامة عن عينيَّ ليوناردو حتى لا يعرف ما حدث.. ************ يتبع | ||||
|
| |
|
31-01-18, 08:02 PM
| #65 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| " هناك لحظات فارقة بعمر الإنسان تستطيع تغيير حياته وتقلبها رأسًا على عقب.. خاصة تلك اللحظات التى يواجه فيها الموت وينجو بإعجوبة.. هنا من يغير حياته للأفضل, ويحاول أن يصلحها لينال نهاية طيبة.. وهناك من يتحول إلى الأسوء محددًا مصيره, ونهايته بيديه وهو أكثر من واثق أن النهاية ستكون الجحيم بعينه لا بديل له.." منذ تلك الحادثة وهي تغيرت تمامًا, تبكي دومًا, حتى حين يقترب منها تشعر بجسدها يشتعل, إختناق يكاد يزهق روحها, لا تستطيع التنفس, وهو يشعر بالقلق بسبب ما يحدث معها, فقد الكثير من الوزن.. يظن أن حملها يؤثر عيلها, يعرف أن حمل النارية مهلك, بل وولادتها تكاد تكون مميتة, يحاول بشتى الطرق أن يوفر لها كل الراحة التي تحتاجها, لكن تلك الكوابيس التي تطاردها ولا تخبره سوى بأنها مجرد خوف على طفلها.. لم تعد تذهب معه بحملاته, ترفض بشكل قاطع.. تغيرت تمامًا منذ تلك المرة, لم يخبرها أنه عاد يبحث عن تلك العجوز الذي يعرف, بل واثق تمام الثقة أنها سبب تغيرها, لكنه لم يجدها, كأنها مجرد سراب اختفت.. في فجر اليوم سيرحل مع رجاله, وهي تحاول أن تثنيه عما سيفعل, لكنه لم يعيرها أي إهتمام.. الحمل يجعلها عاطفة رقيقة, ستعود لطبيعتها قريبًا بعد الولادة.. ********* يتبع | ||||
|
| |
|
31-01-18, 08:05 PM
| #66 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| " أحيان كثيرة ماتجبرنا الظروف على التصرف عكس إرادتنا.." ذلك الألم الذي لا يوصف مع كل دقة تهدر بصدرها تشعرها, كأنها تعاني نهاية حياتها.. تلفظ آخر أنفاسها.. كيف يمكن لقلب يعشقها يؤذيها بهذا الشكل!.. كيف لعشق أن يتحول نقمة ولعنة؟!.. أجل هو قلبها الملعون.. دومًا كانت ملعونة؛ لقد صدق من أطلق عليها لعنة، لعنة.. لعنة لنفسها قبل غيرها، طوال حياتها البائسة لم تتمنى شيء وتحقق؛ حتى أحلامها البسيطة كانت أكبر من أن تعطيها لها الحياة.. تمنت عائلة صغيرة فنُبذت من والديها، تمنت الحياة الهانئة والرفاهية؛ لكن ماقابلته هو حياة قحط, وتعثر مع كل خطوة.. بقت منزوية وحيدة تراقب من حولها العائلات, قبيلتها, وتجمعاتهم المحرمة عليها، فقط تراقب من علو كنجم وحيد بليل حالك، منبوذة تتسول دفء نيران تزيل قليلاً من برودة الجو حولها، تدفئ قلبها الذي تغلفه ثلوج القيت عليه ممن حوله؛ ليطفئوا شعلة صغيرة أضاءها على استحياء ورهبة؛ وحين لمحوا فقط شرارة واهنة صدرت منها؛ أسرعوا ليهيلوا عليها الثلوج لتجمدها أكثر وأكثر.. حين وجدت الحب وظنت أنها ستشعل تلك الشعلة, لم تدري أنها ستتحول لنيران تحرقها دون معرفتها، كيف لقلب عاش منذ صغره بين الثلوج, أن يتحمل تلك النيران المهلكة!.. فأحالتها لرماد, لكن رماد يشتعل أكثر, وأكثر فشراراته مختبئة أسفل جذوره، ما إن تغفل عنها؛ حتى تشتعل مرة أخرى بشراسة أقوى.. حبيب أرسله إليها القدر ليعوضها؛ فاكتشفت أنه ما ألقاه أمامها سوى لعنتها الأبدية.. كيف لملعون أن يرزق بسعادة أو بادرة أمل، كان عليها أن تعرف أن الملعون لا يلقى بطريقه إلا شيطان ليراقفه إلى الجحيم, ليتلظيا سويًا بالنيران، فالشيطان ملعون أيضًا.. هل يمكن لملاك أن يتنزل لملعون سوى ليقبض روحهَ.. هذه هي حياتها ملعونة منذ البداية وبذنب لم تقترفه يديها؛ ولكن هناك من يولد بالدنيا؛ ليشب مثقولاً بذنوب من حوله, فيتحمل وزرها متعللاً أنه لم يخلق سوى للتحمل.. ************* يتبع | ||||
|
| |
|
31-01-18, 08:10 PM
| #67 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لا تدري لِمَ قادتها قدميها للعودة إلى هنا؟.. لا تعرف حتى كيف وصلت.. كل ماتعرفه أن فور رحيله؛ وجدت نفسها هنا تقف أمام الباب الخشبي المتهالك تنظر إليه وألم يعصف بصدرها.. مدت يدها المرتعشة تدفع الباب تدلف بخطوات متهالكة.. ذلك الصقيع المحيط بها وسط ظلمة المكان كم هو موحش يطبق على صدرها.. أخذت نفسًا عميقًا باردًا تكتمه بصدرها للحظات, قبل أن تزفره بألم، بحركة من أصابعها أشعلت المشاعل المعلقة بأرجاء المكان؛ ليغزوه الضوء المتراقص من النيران.. تطلعت للمكان بعينين دامعتين تتذكر ماحدث به, منذ أن أتى إليها ليوناردو وما مر عليهما حتى الآن.. كم هذا مهلك لقلبها المعتصر مما يعانيه.. أليس من حقها السعادة؟.. أجفلت تلتفت برأسها؛ حين سمعت صوت أحدهم يقول بهدوء:" ماهو قراركِ؟.." كانت تلك العجوز التي رأتها من قبل بالقرية، لكن ماذا تفعل هنا!.. همست بصوت معذب:" كيف وصلتِ إلى هنا، وعرفتِ مكاني؟.." لم ترمش العجور تنظر إليها بصلابة قاسية، تقول بثقة: " كنت أعلم أنكِ ستعودين إلى هنا حينما يغادر.." ابتلعت غصة مسننة تستحكم بحلقها، تشيح بوجهها عن العجوز، تفغر شفتيها المرتعشتين شاهقة بصمت، قبل أن تضع يدها على بطنها المنتفخة, تهمس بألم:" لماذا؟.." لم تجيبها العجوز؛ فأكملت بقهر:" لماذا لا أستطيع العيش بسعادة؟.." وصلها صوت العجوز بقوة:" لأنكِ اخترتِ الطريق الخطأ.." ضحكت بيأس دون مرح، تردد:" الطريق الخطأ!.. لطالما عشت متوارية عن الأنظار ألتمس الطريق الصحيح؛ لكن الجميع دفعني بعيدًا.. لماذا يحدث معي ذلك؟.." _هذا مصيركِ.. قدركِ.. التفتت إليها بوجه مشتعل بغضب رغم بكائها، تهتف بثورة ملوحة بيدها بالهواء:" لم أختر هذا القدر.. بل هو من ألقي على بابي, ودفعوني لعلاجه.." رمقتها العجوز بنظرة جامدة مصاحبة ذلك بقولها البارد: " وأنتِ سرتِ إليه بعد رحيله.. هذا قدركِ لن تستطيعي الهرب.." سقط ذراعاها بجوارها تطرق برأسها بإنهزام، دموعها تهبط بألم، هامسة بمرارة:" لِمَ قدري هكذا!.. أردت فقط الحب.. الحياة.." _حبكِ ملعون.. عادت تضحك من بين دموعها, تقول بقلة حيلة: " ألست ملعونة منذ طفولتي!.. ما الجديد!.. ملعونة حياتي فلا سبيل للتغير.." زفرت العجوز كأول رد فعل لها بعد جمودها الطويل، تقول بهدوء: " ميريديث أنتِ تعلمين ما سيحدث.. إن لم تفعليها سيدمر كل شيء.." عقدت حاجبيها مع تجهم وجهها, تتطلع للعجوز بنظرات حانقة بشك، تحاول أن تتحلى ببعض الأمل الزائف، تقول بريبة:" لِمَ عليَّ أن أصدق ماتقولينه؟.. قد تكونين متآمرة.." التوت زاويتي شفتي العجوز بإبتسامة ساخرة، تقول بقوة:" تعلمين أنني أقول الحقيقة.." لكنها هتفت بغضب:" لا.. لن أصدق.. ليو......" قاطعتها العجوز بغضب:" ليوناردو سيدمر هذا العالم.." صرخت وقد جن جنونها:" لن يفعل هو لا يؤذي سوى من أذاه.. أنتم تريدون أذيته.." هزت رأسها بيأس من دفاعها المستميت عن ذلك المجرم، النارية تعشقه لكن هي وحدها من تستطيع إيقافه؛ وإلا سيدمر كل شيء.. لن يتوقف ذلك المجنون عما يفعله من قتل الأهالي, وإحراق القرى خلف تفكيره وإنتقامه الأعمى.. تنهدت بتثاقل، تتحرك إتجاه تلك المشتعلة حرفيًا, تتوهج حولها هالة مضيئة تنبأ بالهجوم، تمد يدها تمسك بكف ميريدث، تقول مهادنة:" لقد رأيتِ بنفسكِ جنونه ميريديث، عشقه للقتل.. الكوابيس تلاحقكِ, أرواح الأبرياء الثائرة تطالبكِ بإيقافه.." نفضت يدها بعنف، تبتعد عنها وقد تحولت نظراتها للجنون، تصرخ بإتهام:" كوابيسي لم تطاردني إلا حين وسمتني بذلك الثقب الأسود.." مدت كفها تبسطه تظهر ذلك الثقب, وبيدها الأخرى تخدشه بأظافرها كأنها تحاول محوه، تضيف بنبرتها الصارخة المشتعلة:" ذلك الثقب اللعين هو مايبتلعني بدوامته المخيفة، يتلاعب بعقلي دون توقف.." لكن تجمدت بفاه مفغر, وعينان متألمتان؛ حين قالت العجوز بترقب: " وماذا عن تلك المرأه التي رأيتها تحتضن ابنها بعد أن قتله الفولاذي أمامها؟.. أمامكِ أنتِ.. هل هذا تلاعب أيضًا؟!.." زمت شفتيها بقوة مع دموعها المقهورة, أجل.. ذلك المشهد لايزال يرعبها، رأته بنفسها وبريق الإنتشاء بعينيه.. تلك النظرة لن تنساها أبدًا.. سقط رأسها كوردة ذابلة على صدرها تشهق بتقطع يدمي القلب.. لتربت العجوز على كتفها بمواساه:" يكفي ميريديث لن يساعدك هذا.. فقط قراركِ.. اختاري الصواب.." رفعت رأسها تنظر إليها بعينين ذبيحتين تتوسلها أن تتركها؛ لكنها ضنت عليها بذلك، لتهتف مختنقة بقهر تضع يدها على بطنها:" وما ذنب صغيري؟.." عاد الجمود للعجوز، تقول بقسوة:" ذنبه أن والديه ملعونان، الأفضل له ألا يولد ليعاني.. هل تريدينه منبوذًا مثلكِ؟.." لقد وضعت الملح على جرحها النازف؛ بل ضغطته بكل قسوة لتجعلها تكتم صرخاتها المفجوعة بشق الأنفس، رفعت وجهها لأعلى تحاول التنفس لكن هباءً لا تستطيع الإختناق يكاد يجعلها تفقد الوعي.. والعجوز تراقبها بدقة, تحتاج إلى دفعة لتقرر وإلا لن ينتهي الأمر.. لذلك تصنعت الحنان، تقول برفق:" لن تذهب تضحيتكِ هباءً عزيزتي.. ستجتمعين أنتِ وصغيركِ فيما بعد؛ لكن بمكان أفضل لكلاكما.." نظرت إليها بلهفة تقول بإستجداء:" حقا!.." ابتسمت العجوز بمكر، مؤكدة:" بالطبع ستكونا معًا.. ما هو قراركِ الآن؟.." أغمضت عينيها تومئ برأسها موافقة بوهن متهدلة الكتفين بإنهزام، لم تعد تستطيع أن تواصل بعد الآن.. مايحدث يفوق طاقتها، وهي ستجد بطريقة ما لخلاص لليوناردو ليجتمعوا سويًا ربما بعالم آخر.. أما العجوز فقد زفرت بإرتياح لقد سار المخطط كما يجب، وعليها أن تنفذ سريعا قبل أن تتراجع النارية بلحظة ضعف؛ لذلك أمسكت بكتفها تضغط عليه بقوة, تقول:" علينا أن نقوم بالأمر بأقرب وقت.. عندما يعود.." نظرت إليها بفزع، تردد بهلع:" حين يعود!.. أي بعد يومين.." هزت العجوز رأسها إيجابا، تتطلع إليها بقوة، تقول: " أجل يانارية كلما كان أسرع كلما قلت معاناتكِ ومعاناته.." ضغطت فكيها بقوة وألم جديد يخترقها يكاد يقسمها نصفين.. لكنها أومأت برأسها مرة أخرى دون رد, خانعة لما سيحدث فيبدو أن هذا هو مصيرها منذ البداية.. ************ يتبع | ||||
|
| |
|
31-01-18, 08:14 PM
| #68 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| منذ عادت من منزلها القديم وعذابها يزداد كل دقيقة، تموت قهرًا بسبب ماستفعله، تنازع بين رفضها وقبولها للأمر.. الوضع بات لا يطاق وهي بالمنتصف، رأت أفعاله وجنونه، لتقرر أن تساعد في إيقافه، وقلبها يتهمها بخيانته بعد كل مافعله لأجلها.. ليوناردو من جعلها تعيش بحياه لم تحلم بها، اعطاها حبه، قلبه، كل ماتريد؛ لكن ذلك لا يشفع لما يفعله باﻵخرين، تنهيدة محملة بوجعها خرجت منها، تنظر لذلك الكتاب الذي أرسله إليها مع أحد رجاله.. خوف مشوب بالقلق ينتابها إتجاه تلك العجوز؛ كلماتها تثير ريبتها؛ تريد أن تأخذ حذرها مما هي مقبلة عليه، لقد قررت وانتهى الأمر ستوقف الفولاذي؛ لكن مع قيامها بشيء آخر دون معرفة العجوز.. رفعت يدها تنظر لتلك القارورة الزجاجية الصغيرة ذات السائل الأحمر، دماء ليوناردو كانت قد أخذت منه في وقت سابق؛ لتقوم ببعض تعاويذ الحماية له.. رفعت يدها بالقارورة تضعها على قلبها, متمتمة بكلماتها الحزينة:" سيبقى قلبي لك للأبد.." ثم أمسكت بورقة تخط عليها بعض الكلمات السحرية، قبل أن تلف الورقة على القارورة, هامسة:" كوني دومًا مع قلبي.." وضعت القارورة على منضدتها الخشبية، وسط تعاويذ أخرى، تتلفت حولها تلقي نظرة على الغرفة تودعها للأبد.. تحمل الكتاب لتخفيه جيدًا.. خرجت من الغرفة تجول بأرجاء القصر قبل أن تدلف لغرفة نومها.. لتجفل منتفضة حين وجدت العجوز مع بعض الرجال ينتظروها هناك.. تحفز جسدها مع توهج هالتها بهجوم, قائلة بغضب:" من هؤلاء؟.." رفعت العجوز يدها مهدئة, موضحة:" ليساعدونا ميريديث.." عينا ميريديث تشتعلا بالغضب, تهتف بحدة:" لم يكن هذا إتفاقنا.. لن يؤذي أحد ليو.." جذت العجوز على أسنانها بغضب, لن يستطيعوا أن يقتلوا الفولاذي, لو كانوا يستطيعوا لفعلوها دون الحاجة لمساعدة تلك النارية الحمقاء, لكنهم بحاجة إلى شغله إن حاول أن يقاوم أو لمنع النارية من تنفيذ التعويذة.. زفرت بحنق, تقول بمهادنة:" عزيزتي إنهم فقط ليساعدوا إن إحتجنا للمساعدة.. تعلمين أننا لن نستطيع أن نؤذيه.." صدرها يعلو ويهبط بإضطراب, تعلم ذلك لكنها تريد التراجع, حانت منها نظرة لتجد تلك القيود الحديدية؛ فشعرت بقبضة جليدية تعتصر قلبها تكاد تمزقه, تلك القيود التي ستقيد بها ليوناردو بنفسها.. عضت على شفتها السفلى بقهر, تتنهد بألم مع تجمع الدموع بعينيها, لم تستطع أن تتحدث فقط أومأت بخنوع.. سمعت صوت ليوناردو ينادي عليها:" أيتها النارية.. أين أنتِ؟.." ************** | ||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
13Likes
العرض العادي
