شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول) (https://www.rewity.com/forum/f525/)
-   -   نوفيلا القلب الملعون...للكاتبة ديدي ..مكتملة ..مميزة (https://www.rewity.com/forum/t401759.html)

pretty dede 26-01-18 05:21 PM

نوفيلا القلب الملعون...للكاتبة ديدي ..مكتملة ..مميزة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيفكن ياوردات ولأول مرة بشارك بقسم الخيال

اليوم أتيت لكن
بنوفيلا القلب الملعون
أتمنى أن تنوزل إعجابكن


شكر خاص للجميلة سما نور على الغلاف المميز

https://www.rewity.com/forum/picture...ictureid=28806

الفصول
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن والأخير

pretty dede 26-01-18 05:26 PM


المقدمة


وعلمت منذ النظرة الأولى أن قلبي قد لُعن..
كل قلب حين يدق للحب ينتفض معلنًا ثورته محطمًا قيوده؛
إلا قلبي فقد قُيد بلعنةِ حُبك..

قيل أن العشق كالثمرة لها نكهة تجعلك مأسورًا نهمًا لتذوقها باستمرار؛

إلا عشقي فكان الثمرة المحرمة التي ما إن تذوقها؛
حتى شعرت بمرارتها وسوءها؛ لكن لم أملك الخيار
فقد كانت مسممة جعلتني محمومة أتوسل الخلاص،
خلاص لن أناله سوى بالهلاك؛

سيبقى قلبي ملعونًا بعشقك, موسومًا بك..
فيظل مهما تحول لرماد؛ يعود كالعنقاء ينبض من جديد معلنًا حبه..

فغدى قلبي القلب الملعون..

************


pretty dede 26-01-18 05:28 PM


انتظروني في تمام الساعة السابعة بتوقيت مصر مع أولى فصول النوفيلا
وستنشر يوميًا بنفس التوقيت..

pretty dede 26-01-18 07:54 PM


سيتم تنزيل الفصل الأول الآن..
قراءة ممتعة

pretty dede 26-01-18 07:57 PM


الفصل الأول


هل سمعت من قبل عن قصة القلب الملعون؟..
ذلك القلب الذي كان هائمًا دون مرسى..

بكل شاطيء يظل يبحث عن ماينقصه, ولا يجده..
وحين وجد الحب, وجد ما كان ينقصه؛
لكن رغم أنه كان هو مفتاح نجاته؛

كان أيضًا جحيم هلاكه..


_تعالي إليَّ.. تعالي إليَّ.. المسيني.. حرريني..
شهقت تفتح عيناها على إتساعهما, تفغر شفتيها تتنفس بإضطراب؛
ذلك الصوت مازال يغزو عقلها، ولا تعلم ما الذي يحدث معها!..

تنهدت بيأس, ونهضت تجر ساقاها بإرهاق،
اتجهت للمطبخ ترتشف بعض المياه وعقلها مشغول بذلك الصوت..

_كابوس آخر..
التفتت برأسها تنظر لجدها, إبتسامة صغيرة ترتسم على ثغرها تهز رأسها بضعف..
تحرك خارج المطبخ متمتمًا بهدوء:" اتبعيني.."

وضعت الكأس على المنضدة, وتحركت خلفه فوجدته جالسًا على الأريكة بدعوى للإنضمام إليه؛
فاتسعت إبتسامتها, وأسرعت تجلس بأحضانه, تتشبث به كعادتها منذ الصغر..

رفع يده يداعب بأصابعه خصلات شعرها بحنان،
يقول بخفوت دافئ:" هل مازال الكابوس يخيفكِ؟!.."
تنهدت بيأس، قائلة بحيرة:" المشكلة أنني لا أشعر أنه حُلمًا ياجدي..
أنا أشعر به حقيقيًا كأنه يناديني.. ذلك الصوت كأنني أعرفه بطريقة ما، ولكن......"

قطعت حديثها بزفرة قوية, لا تعرف كيف تكمل؟..
هذا الصوت رغم أنه يثير بقلبها الخوف, لكنه مألوف بطريقة غريبة،
كأن به سحر يجذبها إليه؛ رغم تلك القشعريرة التي تنتابها كلما حلمت به،
لكنه حقيقي وأقوى من أن يكون حلمًا..

أغمضت عينيها بتعب واضح تحاول الإسترخاء بين ذراعي جدها؛
الذي نظر لرأسها المنكس بإشفاق،
لا يدري ماذا يفعل ليساعد حفيدته المسكينة, التي ما إن بلغت التاسعة عشر
وذلك الصوت يطاردها بأحلامها!..

مع قلق بدأ ينتابه من الأمر الذي أصبح يتزايد مع الوقت, وشكوك باتت مريبة..

**********
يتبع

pretty dede 26-01-18 08:00 PM



بجامعتها تتابع محاضراتها بنشاط متحمسة, تعشق ذلك القسم الذي تخصصت به,
قسم التاريخ يساعدها في البحث عن كل ماهو خاص بالماضي, الأساطير,
تلك القصص القديمة التي تستهويها دومًا, ما جعلها محبة للتاريخ
عمل جدها بالتحف الأثرية, متجره القديم الممتلئ بهم..

كم تحب أن تذهب إلى هناك لتبقى معه, تتطلع حولها بإنبهار لم يفارقها حتى الآن..

منذ أن أتت للعيش معه بعد وفاة والديها بحادث سيارة,
نجت هي منه بأعجوبة حين كانت بالثانية عشر..

هاهي الآن مولعة بالتاريخ القديم خاصة تلك الأساطير,
تسجل كل ما يقوله محاضرها بنهم شديد مندمجة معه؛ كأنها بعالم آخر مسحورة به..

بعد إنتهاء المحاضرة نوه المحاضر عن رحلة لأحد القصور القديمة المعروفة
ببلدة مجاورة بعد يومين.. بصورة إجبارية سيتم بعدها عمل بحث عنه..
همهمات متباينة صدرت من حولها منها متذمرة,
فالبعض يرى زيارة تلك الأماكن مملة للغاية لا ينتج عنها
سوى الكثير من الأحاديث حول قصص أغلبها خرافية تم تحريفها مع الزمن بأقاويل مختلفة..

غير أنها ليلة رأس السنة تعبر عطلة يحتفل بها الجميع, يذهبوا لزيارة مكان كهذا..
والبعض الآخر وهي منهم أبدوا حماسهم للأمر, فرؤية معالم أثرية من تحف
ومعالم معمارية قديمة لا تزال محتفظة بقوتها, تتحدى الزمن هو شيء رائع بل مبهر بحق..

انتهت المحاضرة وخرجت برفقة صديقتها تتحدثان عن الرحلة التي ستكون بعد يومين..

لتسرع إلى منزلها تبحث عن جدها بمتجره أسفل البناية بالحي القديم,
تجده منشغلاً بترتيب بعض الأرفف, فقد استلم لتوه شحنة جديدة
من المستحضرات المستخدمة في إعداد بعض الوصفات الطبية,

وأيضًا الخلطات السحرية, برغم أنهم أصبحوا بعالم متطور لا يزال البعض
يتشبث بالعادات والتراهات القديمة من مزاولة للسحر..

هي مولعة بذلك الأمر حين وجدت الصناديق تركت مابيدها من كتب,
ملقية حقيبة يدها, تتحرك إتجاه جدها بحماس, تهتف بلهفة:
" لقد وصلت الوصفات التي كنت تنتظرها جدي..
ستعلمني فائدة كل وصفة, وفيما تستخدم كما وعدتني.."

التفت ينظر إليها بإبتسامة هادئة, وهو يرى حماسها المعتاد بهذه الأمور,
حفيدته الجميلة تبدو مناسبة جدًا لتخلفه في الأمر,

سيخبرها فيما بعد عن ذلك الإرث رغم عدم إقتناعه بمصداقيته,
لكن لن يضر أن يخبرها من باب العلم..

تنهد بروية, ثم قال بصوته الدافئ:" بالطبع عزيزتي لقد وعدتكِ, والآن اخبريني كيف كان يومكِ؟.."

اتسعت إبتسامتها, مع لمعة عينيها ببريق يعرفه جيدًا,
تنحني لتجثو على ركبتيها تنظر لتلك الوعية الزجاجية المتراصة
على الأرفف السفلية, تقول بسعادة:" هناك رحلة إلى بعض القصور التاريخية.."

ضحك بخفوت, يهز رأسه بإيماءة, يقول بتقرير:" هذا إذًا لذلك تبدين سعيدة..
لا أدري ما هو سر تعلقكِ بتلك الأمور لهذه الدرجة؟.. لقد أصبحت هوس بالنسبة إليكِ ستيلا!.."

رفعت رأسها تنظر إلأيه بحاجبين معقودين إمتعاضًا, تقول بعتاب:
" جدي كيف تقول هذا وأنت تعمل بهذا المجال!.. إنه رائع.. يجعلك تشعر بأنك بعالم آخر.."

تنهد بتثاقل, يقول بإرهاق:" في الواقع لقد ورثت الأمر عن أجدادي لم أختر هذا الطريق..
في بعض الأحيان لا تختار طريقك, بل تجد نفسك وضعت به دون شعور.."

رمقته بإستغراب, لا تعرف ماسر ضيق جدها من الأمر,
لكنها عادت تقول بإبتسامة رقيقة:" لكنني سعيدة بهذا الطريق وأريد أن أمشي به,
سأتعلم كل شيء منك كما تعلمت أنت قبلي.."

حماسها جعله يبتسم بإستسلام, يومئ برأسه قبل أن يجثو جالسًا بجوارها,
قائلاً:" ستتعلمين كل شيء بوقته ستيلا.. لا تتعجلي.."

مدت يدها تتلمس بعض الأوعية تتساءل عن ماهيته فأجابها جدها
برحابة صدر لتتوالى أسئلتها مع متابعتهما لترتيب الأرفف..

يبدو أنه سيخبرها بتلك الأسطورة التي توارثتها عائلته بأقرب وقت..

*************
يتبع

pretty dede 26-01-18 08:04 PM


في اليوم المحدد للرحلة الميدانية لم تنم جيدًا لقد داهمها الكابوس الليلة الماضية,
وكان أشد قوةً مما سبق, لقد شعرت بذلك الصوت يكاد يخترقها إختراقًا؛
جعلها تنتفض رعبًا؛ لولا أنها كانت ملزمة بالذهاب ما ذهبت للرحلة..

تلك الكلمات الغريبة الذي رددها الصوت لم تكن سوى نداء يجذبها,
لكن الجديد في حلمها هذه المرة جملة قالها بصوت عميق..

" لقد حان الوقت لتأتي.. استسلمي.."

وقفت مع رفاقها تتطلع إلى ذلك القصر العريق, خوف غريب دب بأوصالها
جعلها تود العودة؛ لكن وجدت قدميها تتحركان دون شعور منها لتدلف..

تلفتت حولها مبهورة, تستمع إلى المحاضر يخبرهم عن قصته..
حديقته المهملة بعض النباتات المزهرة التي تنبت من تلقاء نفسها
بجوار الأشجار العريقة المتساقطة أوراقها بهذا الوقت من العام,
تكاد تصبح أغصانها عارية إلا من بعض الوريقات الصفراء الذابلة..

تحركت مع المجموعة حتى وقفت أمام أقفاص حديدية ضخمة
بأبواب متقنة الصنع بأقفالها المتآكلة..

مدت يدها تتلمس تلك الأبواب, والمحاضر يقول بصوتٍ عالٍ كي يسمعه الجميع:
" تلك الأقفاص كانت لبعض الأسود.. كان يربيها الفولاذي, غذاؤها كان لحم البشر.."

شهقات مستنكرة خرجت من بعضهم مهمهمين بقسوة الأمر,
بينما هي تستمع بعينين متسعتين إنبهارًا تكاد ترى تلك الأسود أمامها..

ليتساءل أحدهم:" لِمَ لقب بالفولاذي؟.."

أجابه المحاضر بعملية بحتة:" قيل أن ملابسه كانت فولاذية ثقيلة
يحتاج لحملها رجلين, كما أن قلبه لم يكن يعرف الرحمة,
يقتل دون شعور, لذلك أطلق عليه ذلك الإسم.."

_أين ذهب, أو كيف انتهى؟..
انطلق السؤال من أحدهم بفضول قد بدأ ينتابهم أكثر..

ليجيبهم:" البعض يقول أن هناك ساحرة ألقت عليه لعنة
فحولته لحجر موجود بغرفة بالقصر لم يستطع أحد فتحها.."

ضحكة ساخرة ندت من أحدهم, يقول بتهكم مستنكر:
" إن كان لم يره أحد كيف نعرف أنها قصة حقيقة, ربما هو قصر كغيره من القصور..
كل هذا تراهات, لا يوجد سحر يحول أحدهم لحجر.. نحن نضيع وقتنا.."

رمقه المحاضر بنظرة محذرة, فهذا المشاكس دومًا يسخر مما يدرسون,
لا يدري لِمَ دخل هذا القسم من الأساس؟..

سيطر على أعصابه, يزفر بحنق, قبل أن يقول بصبر:
" أهل البلده الذين عايشوا تلك الأحداث هم من قصوا تلك القصة.."

ليهمهم ذلك المشاكس مرة أخرى بسخرية:" مجرد أساطير لأصحاب العقول الحالمة.."

هز المحاضر رأسه يأسًا, ثم أمرهم بإتباعه للداخل, فتحرك الجميع,
هذه المرة فغر الجميع أفواههم من جمال المنظر..

القصر رغم قدمه الذي تعدى السبعة قرون, لا يزال رائع بتصاميمه,
رسوماته ذات الألوان المبهرة دون أن تتأثر بعوامل الزمن,
الشمس تغمر المكان من كل إتجاه لتضيء كل ركن من أركانه,
ثم تتركز على ذلك الكرسي المتوسط القاعة..

تحركت ستيلا منجذبة لذلك الكرسي حتى وصلت أمامه تنظر إليه بإعجاب شديد..

كرسي ضخم مهيب مغطى بجلد باللون الأبيض العاجي,
بظهر عريض يعلوه عقرب ذهبي ملتفٍ حول نفسه ذيله بحالة الهجوم,
وعلى كل جانب للكرسي رأس أفعى ضخمة بفم مفتوح مظهرًا أنيابها الحادة..

يرتفع عن الأرض بأربعة درجات رخامية..
بجوار الكرسي صندوق كبير من الزجاج الشفاف بداخله سيفين ضخمين,
درع حديدي مستدير به بعض الإنبعاجات تدل على أنه قد استخدم في نزالات شرسة,
ثم خوذة للرأس حديدية..

أجفلت على أصوات رفاقها تلتفت إليهم, تتحرك معهم يتجولون بأرجاء القصر,
حتى وصلوا إلى غرفة مغلقة, حاول أحدهم فتحها فلم يستطع..

ليخبرهم المحاضر أن تلك الغرفة هي الغرفة الرئيسية للقصر,
لم يستطع أحد فتحها من قبل, تلك التي يقال أن الفولاذي المتحجر متواجد بها..

حاول بعض الشباب فتح الباب مرة أخرى؛ لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل,
فانطلقوا لمشاهدة باقي الغرف بالقصر..

بعدها سمح لهم المحاضر بجولة حرة..
انقسمت المجموعة لثنائيات يتجولون, يتحدثون, يتناولون بعض الطعام..

أما "ستيلا" فلن تدع أي فرصة لمشاهدة أكبر قدر من المعالم,
أمسكت بكاميرا خاصة بها تلتقط الكثير, والكثير من الصور..
تتحرك بكل مكان, قبل أن تعود إلى الممر الخاص بالغرفة الرئيسية للقصر,
فالباب كان مميز جدًا برسوماته المنقوشة..

فهو يمثال الكرسي بالقاعة الكبيرة..
وقفت تنظر إليه تلتقط الصور, تقترب, تبتعد حتى تأخذ العديد من الصور,
تلك الأفاعي البارزة على الباب الحديدي..

لم تظن أن ترى باب لغرفة بضلفتين من الحديد أبيض اللون يكاد يوازي لون المقعد الجلدي,
بمنتصفه نفس العقرب يقسمه الباب حين يفتح نصفين متوازيين..

هذا ما عرفته حين وجدت الباب يُفتح أمامها دون إنذار..

**************
يتبع

pretty dede 26-01-18 08:07 PM


اتسعت عيناها بفاه مفغر بذهول, ألم يقل المحاضر أن الباب لم يُفتح من قبل!..
لكن ما جعلها تجفل منتفضة تتلفت حولها تبحث عن أحدهم ذلك الصوت..

" تعالي إليَّ.. المسيني.."

دون إرادة وجدت قدميها تتحركان للداخل, لتتسع عيناها أكثر,
ويتدلى فكها حتى قارب البلاهة..

تشعر كأنها بعالم الأساطير فالغرفة كانت خيالية بحق..

تحركت أكثر للداخل تتطلع حولها النوافذ مرتفعة تجعل الغرفة مغمورة بالشمس فتضيء
المكان بطريقة تجعله يلمع بتألق..

ذلك الفراش الضخم كان بمفرده تحفة أثرية لا يمكن مقاومتها..
بأعمدته الحديدية, مفارشه البيضاء المغطاه بالأتربة..

ما بال هذا المكان ممتلئ بهذا اللون!.. يبدو أن مالك هذا القصر كان عاشق للون الأبيض..
تحركت مرة أخرى لذلك التمثال الضخم الواقف بشموخ بمنتصف الغرفة..

لا يمكن لنحات أن يكون بهذه البراعة لينحت تمثال كهذا, إنه حقًا يكاد يكون بشرًا..
رغم أنه من الحجارة إلا أنها استطاعت أن تميز ملابسه الحربية..

أيعقل أن يكون هذا هو الفولاذي؟..
وقفت أمامه فلم تصل حتى لكتفه.. ضخم للغاية..

مسحورة مع تلك الكلمات التي تتردد الآن بقوة..
" المسيني.. حرريني.."

رفعت يدها تتلمس صدره العريض بإنبهار.. يدها تتحرك صعودًا إلى عنقه,
ثم وجهه, يدها تتلمس وجنته الحجرية..
رفعت بصرها تنظر إلى وجهه مأسورة, ظلت لقد طويل تنظر إلى عينيه..
عيناه سوداوان كأنهما حجران كريمان, تكاد تقسم أنهما يلمعان الآن ببريق غريب..

عقدت حاجبيها تضيق عيناها بتركيز حين هبطت نظراتها مع يدها إلى شفتيه تتلمسهما,
هل ابتسم الآن؟.. أم هذه الإبتسامة كانت على ثغره من قبل!..

لكنها أجفلت حين سمعت صوت باب الغرفة يغلق بقوة, كأنه أطبق عليها..

فتركت التمثال لتسرع للباب تحاول فتحه لكنها لم تستطع..
حاولت وحاولت, ثم نادت بأعلى صوتها كي يسمعها أحدهم إلا أنها لم تجد من يسمعها..

ركضت إتجاه نافذة بالغرفة منخفضة بعض الشيء تنظر منها,
لتتسع عيناها بإرتياع وهي ترى رفاقها قد بدؤا بالإستعداد للرحيل,
صرخت بقوة تنادي عليهم لكنهم لم يلتفتوا إليها,
تزيد كل ثانية وهي تجدهم يستقلوا الحافلة منطلقين بها..

كل صرخاتها كانت تضيع مع صوت الرياح العالي رغم وجود الشمس بالسماء..
ركضت مرة أخرى إلى الباب تحاول فتحه بإستماتة لكن دون جدوى..

حين يأست جثت على ركبتيها تشهق باكية بقوة, تسند جبهتها للباب, تشعر بالبرد ينخر عظامها..

لا تدري كم من الوقت مر عليها إلا حين وجدت الغرفة بدأ الضوء فيها يخفت تدريجيًا,
الشمس تحولت إلى غيوم رمادية كئيبة ترسل بالنفس الرعب..

لا تعرف ماذا يحدث معها؟...
حبيسة بهذا القصر بغرفته الرئيسية تسمع صوتًا مزمجرًا يتردد بأرجاء المكان يزيدها رعبًا،

تحاول فتح الباب المغلق لكن هباءً, لا تستطيع حتى تحريك المقبض،
التفتت برأسها حين سمعت صوت؛ لتتجمد مكانها بوجه شاحب،

تفغر شفتيها حتى تدلى فكها, اتسعت عيناها تكادا تخرجان من محجريهما؛

حين رأت ذلك التمثال الحجري يتحول إلى هيئة بشرية يتمطى ممددًا ذراعيه ليزيل تيبس جسده،

لكنها أجفلت منتفضة على ذلك الصوت المتكاسل بتسلية مرعبة:" هاقد بدأنا.."

****************
يتبع

pretty dede 26-01-18 08:08 PM

انتهى الفصل الأول اتمنى لكم قراءة ممتعة..

MRMR GAMAL 26-01-18 11:09 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 05:08 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.