بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب

[الأسيرة بأفكارها]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 98 ( الأعضاء 65 والزوار 33)
‏الأسيرة بأفكارها, ‏Aya youo, ‏سرى النجود, ‏هبه رمضان, ‏ساميحة, ‏امانى منجى, ‏maha elsheikh, ‏nabilahamdy, ‏karima seghiri, ‏tamtam 24, ‏sara liam, ‏om gomana om, ‏rahmamomin, ‏مهيف ..., ‏ام معتوق, ‏داليا انور, ‏ليله طويله, ‏yousra 05, ‏halimayhalima, ‏Mema11, ‏ميمي 80, ‏راءحة الجنة, ‏rihab91, ‏قمر سهران, ‏basma fateen, ‏simsemah, ‏Berro_87, ‏Fatima hfz, ‏زينب12, ‏حنان ياسمين, ‏AyOyaT, ‏bila korn, ‏ouertaniradhia, ‏Damdom9, ‏فديت الشامة, ‏شاكرة, ‏samah@sama, ‏safoo985, ‏خفوق انفاس, ‏Gogo01, ‏سماح الطيبة, ‏time up, ‏نعمة الرحمن, ‏#احبك, ‏روني زياد, ‏maiswesam, ‏نداء1, ‏يمنى اياد, ‏تفاءل..., ‏مينى10, ‏AYOYAAA, ‏awttare, ‏Roro2005, ‏lara ali, ‏Malak_, ‏نبيله محمد, ‏eman eman, ‏امم حور, ‏Bnboon, ‏الجميله2, ‏أرق المشاعر, ‏صافي.., ‏ريتال مصطفي, ‏Ghadaelgammal

[amatoallah]

السلام عليكم تسجيل حضور

[rihab91]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 106 ( الأعضاء 72 والزوار 34)
‏rihab91, ‏Berro_87, ‏Topaz., ‏Hopeoun, ‏Hadaldal, ‏amatoallah, ‏نداء1, ‏lama., ‏زينب12, ‏Dona ashraf, ‏بيون نانا, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Gogo01, ‏امانى منجى, ‏rere87, ‏أسمهان الأمين, ‏Aya youo, ‏هبه رمضان, ‏ساميحة, ‏nabilahamdy, ‏karima seghiri, ‏tamtam 24, ‏sara liam, ‏om gomana om, ‏rahmamomin, ‏مهيف ..., ‏ام معتوق, ‏داليا انور, ‏ليله طويله, ‏yousra 05, ‏halimayhalima, ‏Mema11, ‏ميمي 80, ‏قمر سهران, ‏basma fateen, ‏simsemah, ‏Fatima hfz, ‏حنان ياسمين, ‏AyOyaT, ‏bila korn, ‏ouertaniradhia, ‏Damdom9, ‏فديت الشامة, ‏شاكرة, ‏samah@sama, ‏safoo985, ‏خفوق انفاس, ‏سماح الطيبة, ‏time up, ‏نعمة الرحمن, ‏#احبك, ‏روني زياد, ‏maiswesam, ‏يمنى اياد, ‏تفاءل..., ‏مينى10, ‏AYOYAAA, ‏awttare, ‏Roro2005, ‏lara ali, ‏Malak_, ‏نبيله محمد, ‏eman eman, ‏امم حور, ‏Bnboon, ‏الجميله2, ‏أرق المشاعر, ‏صافي.., ‏ريتال مصطفي, ‏Ghadaelgammal

[ميريزااد]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 106 ( الأعضاء 72 والزوار 34)
‏ميريزااد*, ‏امانى منجى, ‏Hopeoun, ‏sweet123, ‏rihab91, ‏Berro_87, ‏Hadaldal, ‏amatoallah, ‏نداء1, ‏lama., ‏زينب12, ‏Dona ashraf, ‏بيون نانا, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Gogo01, ‏rere87, ‏أسمهان الأمين, ‏Aya youo, ‏هبه رمضان, ‏ساميحة, ‏nabilahamdy, ‏karima seghiri, ‏tamtam 24, ‏sara liam, ‏om gomana om, ‏rahmamomin, ‏مهيف ..., ‏ام معتوق, ‏داليا انور, ‏ليله طويله, ‏yousra 05, ‏halimayhalima, ‏Mema11, ‏ميمي 80, ‏قمر سهران, ‏basma fateen, ‏simsemah, ‏Fatima hfz, ‏حنان ياسمين, ‏AyOyaT, ‏bila korn, ‏ouertaniradhia, ‏Damdom9, ‏فديت الشامة, ‏شاكرة, ‏samah@sama, ‏safoo985, ‏خفوق انفاس, ‏سماح الطيبة, ‏time up, ‏نعمة الرحمن, ‏#احبك, ‏روني زياد, ‏maiswesam, ‏يمنى اياد, ‏تفاءل..., ‏مينى10, ‏AYOYAAA, ‏awttare, ‏Roro2005, ‏lara ali, ‏Malak_, ‏نبيله محمد, ‏eman eman, ‏امم حور, ‏Bnboon, ‏الجميله2, ‏أرق المشاعر, ‏صافي.., ‏ريتال مصطفي, ‏Ghadaelgamma

[نداء الحق]

تسجيل حضور
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 111 ( الأعضاء 75 والزوار 36) ‏نداء الحق, ‏Tota Yehia, ‏بيون نانا, ‏Roro2005, ‏نور المعز, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏maiswesam, ‏امانى منجى, ‏Hopeoun, ‏sweet123, ‏rihab91, ‏Berro_87, ‏Hadaldal, ‏amatoallah, ‏نداء1, ‏lama., ‏زينب12, ‏Dona ashraf, ‏Gogo01, ‏rere87, ‏أسمهان الأمين, ‏Aya youo, ‏هبه رمضان, ‏ساميحة, ‏nabilahamdy, ‏karima seghiri, ‏tamtam 24, ‏sara liam, ‏om gomana om, ‏rahmamomin, ‏مهيف ..., ‏ام معتوق, ‏داليا انور, ‏ليله طويله, ‏yousra 05, ‏halimayhalima, ‏Mema11, ‏ميمي 80, ‏قمر سهران, ‏basma fateen, ‏simsemah, ‏Fatima hfz+, ‏حنان ياسمين, ‏AyOyaT, ‏bila korn, ‏ouertaniradhia, ‏Damdom9, ‏فديت الشامة, ‏شاكرة, ‏samah@sama, ‏safoo985, ‏خفوق انفاس, ‏سماح الطيبة, ‏time up, ‏نعمة الرحمن, ‏#احبك, ‏روني زياد, ‏يمنى اياد, ‏تفاءل..., ‏مينى10, ‏AYOYAAA, ‏awttare, ‏lara ali, ‏Malak_, ‏نبيله محمد+, ‏eman eman, ‏امم حور, ‏Bnboon, ‏الجميله2, ‏أرق المشاعر, ‏صافي.., ‏ريتال مصطفي, ‏Ghadaelgamma

[bambolina]

يسعد مساكم
انا اجيت ومعي فصلي الطوييييل
جاهزين؟

[Maysan]

مساء الورد لنيفو والجميع ..


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 138 ( الأعضاء 89 والزوار 49)
‏Maysan, ‏nadahosney, ‏امايا, ‏Hadaldal, ‏مون شدو1, ‏maha elsheikh, ‏ويليام, ‏seham26, ‏Dona ashraf, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏روني زياد, ‏Topaz., ‏bambolina, ‏awttare, ‏didi dodo, ‏butter fly, ‏Alzeer78, ‏Aya youo, ‏ساميحة, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏ام لمي ولارا, ‏ام الارات, ‏زينب12, ‏Cnblu, ‏نهى حسام, ‏نداء الحق, ‏هبه صلاح, ‏شيماء عبده, ‏يمنى اياد, ‏امانى منجى, ‏~لحن الذكريات~, ‏حنان ياسمين, ‏الغفار, ‏فديت الشامة, ‏بيون نانا, ‏Roro2005, ‏نور المعز, ‏maiswesam, ‏Hopeoun, ‏sweet123, ‏rihab91, ‏Berro_87, ‏amatoallah, ‏نداء1, ‏lama., ‏Gogo01, ‏rere87, ‏أسمهان الأمين, ‏هبه رمضان, ‏nabilahamdy, ‏karima seghiri, ‏tamtam 24, ‏sara liam, ‏om gomana om, ‏rahmamomin, ‏مهيف ..., ‏ام معتوق, ‏داليا انور, ‏ليله طويله, ‏yousra 05, ‏halimayhalima, ‏Mema11, ‏ميمي 80, ‏قمر سهران, ‏basma fateen, ‏Fatima hfz, ‏AyOyaT, ‏ouertaniradhia, ‏Damdom9, ‏شاكرة, ‏samah@sama, ‏safoo985, ‏خفوق انفاس, ‏سماح الطيبة, ‏time up, ‏نعمة الرحمن, ‏#احبك, ‏تفاءل..., ‏مينى10, ‏AYOYAAA, ‏lara ali, ‏Malak_, ‏نبيله محمد, ‏eman eman, ‏امم حور, ‏Bnboon, ‏الجميله2

[bambolina]

بسم الله سأبدأ التنزيل يرجى منكم التوقّف عن التعليق

[bambolina]

الفصل الخامس

يقف أمام النّافذة يحدّق من خلالها كما هو معتاد أن يفعل، لكنّه اليوم ينظر ولا يرى سوى صورة رمادية باهتة لفراغ شاسع لا يغريه بإطالة الوقوف، يقفل النافذة معتذرا لها فجمال ما تخفيه لم يقلّ بل يزدادا بهاء ككلّ يوم لكنّه هو من لا يرى في الكون شيئا جميلا اليوم، وكيف سيفعل وهو لا يرى نفسه مقبلا إلّا على... فراغ... مستقبل بارد، فارغ لا حياة فيه ولا روح، تماما كماضيه إنّما أشدّ قسوة وبشاعة

نعم الأمر مختلف، فهو إن كان في الماضي لم يكن يعلم ما يفقد، إلّا أنّه اليوم يعلمه تماما!!

متيبّس الأطراف، متعرّق الجبين، جلس حسين فوق مقعده أمام المكتب، ينظر حوله فلا يرى إلّا ذات الفراغ يحاوطه يضيق حينا فيخنقه ويتّسع أحيانا فيتوه فيه

يغمض عينيه بألم، كلماتها تتردّد واضحة في هدوء المكان، تضرب أوتار قلبه قبل أسماعه، تجلده بسياط الفقد القريب

" أنا قرّرت أعطي نفسي وأعطي أخوها لمنال فرصة، أنا كنت فعلا رفضته وبلّغت منال بهاد الرفض بس... هوّ إجا قبل ما يعرف قراري... مش يمكن هاي إجابة الاستخارة"

صدمة

صدمة كانت كلماتها ألجمتهما فيها هو وأخيه قبل خروجهما في الصّباح، ثورة اشتعلت في صدره من غضب وعدم رضا أوشك على الانقياد لها وربّما الصعود لذلك الكاسر وتهشيم وجهه وتكسير عظامه قبل أن يجرؤ على أخذها منهم

لكنّه محمّد بملامحه المتجمّدة وذراعيه الصلبتين كبّلتاه وأخرجه من المنزل قبل أن يستجيب لخيالاته ويجرح أوّل ما يجرح أخته نفسها

صوت حركة بالخارج استجلبت انتباهه فوقف بتحفّز يبحث عن من يفرغ فيه إحباطه وغضبه فعسى أن تكون هي

عندما وجد المكان فارغا توجّه مباشرة نحو المطبخ باستنفار يبحث عن قاتلة الفئران تلك، ونادى قائلا: سيبي الفيران وخلّيها في حالها تسترزق وتاكل عيش واعمليلي كوبّاية شـ....

نظر حسين بصدمة إلى فوزية التي ما إن سمعت صوته حتّى خرجت إليه تبتسم ابتسامتها التي دوما ما تتغلغل لداخل صدره تبثّه دفئا لا يعلم من أين منبعه

بهالتها المميزة التي تنبع من داخلها، كشمعة مقدّسة تشتعل دائما دونما انطفاء، قد تخفت حينا وتتوهّج أخرى لكنّها دوما هناك تبثّ بجانب النّور المريح دفئا غريب، قد لا يخصّه لكنّه يتغلغل بداخله وإن من بعيد

يشعر أنّ دهرا قد مرّ منذ أن رآها آخر مرّة ورغم شعور الخيبة الذي فاجأه للوهلة الأولى عندما لم يجد "السيّدة منشن" سالبة إيّاه فرصة تقريعها إلّا أنّ سعادته كانت صادقة وحقيقيّة: لاااا معقوله؟ الستّ فوزية رجعت المكتب؟ الشّمس خلاص هتنوّر المكتب من تاني؟ طب والله مش مصدّق يعني أخيرا هرجع اصطبح بالوشّ اللي زيّ القمر ده؟

ضحكت فوزيّة من قلبها فلكم اشتاقت لصفاء قلبه وخفّة دمه وقالت: يا بختها اللي هتكون من نصيبها يا أستاذ حسين

قالتها وناولته كوبا من الشّاي بالحليب كانت تعدّه له قبل أن يأتي للمطبخ: طب بقولّك إيه يا وزّه ما تكوني انت المبخته دي وتتجوّزيني؟ أنا أسمّعك كلام حلو وإنت تدلعيني!!

قهقهت فوزية رغما عنها واتّجهت ناحية مكتبها على الكرسيّ تقاوم تعب جسدها الذي أنهكته مسؤوليات الحياة التي حملتها وحيدة: نتجوّز!! يوه جتك إيه يا أستاذ حسين، انت تتجوّز بنتي ممكن إنّما انا! ده انت حتّى من دور عيالي قال بعد ما شاب ودّوه الكتّاب

باعتراض قال حسين ضاحكا: شاب مين ده اللي شاب؟ ده انت أحلا شباب، بعدين مين بنتك دي اللي انا اتجوّزها، دي ما فيهاش غير ميزتين اتنين بس أوّلا إنّك أمّها وتانيا إنّها بتقتل الفيران، وبعدين... دي تنفع بنتي، أربيها.. أضربها.. أهزأها.. إنّما اتجوّزها دي تبقى كده ولعت نار

مقهقة أجابته فوزية: شكلكوا قضّيتوها تتخانفوا، انت مش

طايقها وهي كانت بتروّح تكلّم نفسها

جلس حسين أمامها على المكتب وقد وجد في الحديث معها ملهاة مناسبة لمأساته: دي جت بتحاسبني عشان جبتلك دكتور تخيّلي بنتك الهبله مش عارف معزّتك عندنا قدّ ايه

بحزن على ابنتها أجابته: معلش يا ابني ما تزعلش منها لو كانت قالتلك حاجه تزعلك أصلها حسّاسه حبتين بزياده

رفع حسين حاجبيه بمشاكسة وقال: لا مين دي اللي تقدر تزعلني انا طلعت اشطر منها ودبّستها بعزومه، بس هي طنّشت عامله نفسها مش واخده بالها فاكراني هنسى بس على مين انا هفضل وراها لمّا اخلّيها تعزمني

رفعت فوزية يدها وضربتها على صدرها تقول بحميّة: وانت لسّة هتستنّاها لمّا هيّ اللي تعزمك انت تيجي تشرّف عندنا بأيّ وقت البيت بيتك يا بني ما انت عارف معزّتك عندي إنت والأستاذ محمّد قدّ إيه

مبتسما بمكر اقترب حسين برأسه منها وقال بحماس: وإنت عامللنا إيه على العشا النهارده يا وزّتي؟

.................................................. .................................................. ......................

[bambolina]

أنفاسه تتلاحم ضيقا، روحه حبيسة بين جدران غريبة.. جدران بيتٍ وجدران أحاسيس، أمّا أفكاره فهائجة كمجوعة من الثيران الهلعة، تتراكض، تتخبّط ببعضها، يتعثّر بعضها فتنهرس تحت أقدام الآخرين الذين بدورهم يزدادون خوفا و... اهتياجا

يذكر أنّه قد قرأ مرّة أنّ حبّ الثور للّون الأحمر ليس سوى خرافة بل إنّه في الواقع لا يميّز بين الألوان أصلا وأنّ ما يثيره في مصارعة الثيران ليس اللون الأحمر بل الحركة بحدّ ذاتها، واليوم يشعر كما لو أنّه أحد هذه الثيران العمياء لا يميّز من صواب الأفكار شيئا لكنّ ينطح كلّا منها دونما تمييز

لقد جاء إلى هذا البلد مقرّرا إنهاء حالة الشتات التي يعيشها هو وأولاده، متلهّفا لغد يجمعه وإيّاهم على سفرة واحدة وتحت سقف واحد حيث ينام قرير العين ضامّا إيّاهم بين جناحيه مطمئنّا أنّهم في حماه هانئين مطمئنين

جاء ولم يكن يحمل لذات النقاب في قلبه سوى شعورا بالأمل، أملٌ أنّها ستكون المرساة التي سيرسو على شاطئها بهم حيث يجدون الراحة بعد عناء رحلة طويلة تاهوا بها في بحر زواجاته الفاشلة التي تقاذفتهم بفعل عواصف غضبه وفشل اختياراته

وحين عرف برفضها ورغم تلك الخيبة التي شعر بها والخذلان الذي أحسّه هناك في إحدى زوايا عقله جنين من بذرة جبن خائف، غفت مطمئنّة أن لا أسوأ قد يأتي عليه وعليهم، فحالهم الآن أفضل ممّا سيكون لو تلقّوا ضربة خيبة جديدة أخرى على أمّ آمالهم، وعلى هذا استقرّ عقله حتّى الأمس، حين جاءت شقيقته تخبره أنّ ذات الصوت الرقراق العذب والقهوة التي لا تُنسى قد غيّرت رأيها وقرّرت الموافقة، حينها استنفر كلّه معلنا حالة من العصيان والثورة وبات هو بكلّه ساحة لحرب أهليّة ضروس الخاسر فيها... الجميع

ففي حين ثارت كرامته اعتراضا حاثّة إيّاه على ردّ المعروف وهو الذي لم يكن يوما... كريما فيما يخصّها، هفا قلبه سعادةً، وأنّ جسده المحروم شوقا، كلّهم حدّد انتماءاته وقرّر موقفه إلّا... روحه

فما بين ذكريات وذكريات بين زوجتين كانت حياته مع إحداهما معركة قصيرة انتهت بتقهقر الاثنين والجائزة ولد لم يربحه أيّهما، والأخرى معركة طاحنة طويلة لم يستسلم فيها خلالها أيّهما، قتلتهما لولا فترات من هدنة كانا يلتقطان فيها أنفاسهما، حاولت فيها هي ربحها بخلق نقاط ضعف جديد في حصونه مع كلّ ولد جديد وآخرها كان "النمر" الصغير الذي أنجبته بعد أن كان خطّ النهاية بينهما يلوح واضحا من... قريب

زواجتين يدرك أنّه لم يكن بريئا من فشلهما لكنّه أيضا يعلم أنهّما مثله لم تحاولا بضمير إنجاحا يليق بشراكة المكسب فيها للجميع بل هنّ بطرق ملتوية حاولن الكسب بإخضاعه، وهو بغروره وصلفه وعنجهيّة شبابه لم يتنازل، بل ظلّ ثابتا لا يتزعزع، صارما لا يتنازل، كاسرا لإرادة الجميع!!

واليوم ها هي زواجة جديد تلوح في الأفق، امرأة أخرى يقولون أنّها ستكون نصفه الحقيقيّ ولكن، ما الذي يعرفونه وهل... يضمنون؟ هل تعرف النّساء النّساء؟ هل يفهمن ما في العيون كما يفعل هو؟ هل يقرأن المكر والعبث كما يجيد قراءته هو؟ هل يعلمن ما الذي تخفيه المظاهر البريئة من طهارة خادعة؟ لا أحد يفعل... مثله هو

وماذا إن كان ذاب لهفة حين سماع صوتها، وماذا إن تلوّى نشوة لمذاق قهوتها، هل يجعل منها هذا حقّا زوجة ملائمة؟

بالطّبع لا، بل يجعل منها ذكرى خارجة عن مألوف حياته قد ينساها يوما، وقد يتذكّرها يوما ببعض الحنين

ولكن... متى كان جبانا هو ليستسلم قبل البداية؟ ماذا إن كانت هي فعلا... رُبعه الآخر ورُبعه والله كثير!

لماذا إذا عليه أن يرفض فرصة جديدة لحياة أفضل، فما بقي في العمر ليس كالذي ظلّ وقد آن له أن يسلّم رايات الشتات مستسلما لهذه الفرصة التي لم يبحث عنها وإنّما جاءته بتصريف قدريّ، هديّة من ربّ العباد على طبق من ... لهفة...

صوت منال التي جاءته حيث يقف في شرفة شقّتها قاطع تخبّط أفكاره تسأله بلهفة وتوتّر: قرّرت؟ أحكي معها؟

ينظر لفنجان القهوة بيدها بغير ودّ، يعلم كيف هو، لا شكل ولا طعم، كحياته... حياته التي يرجو أنّها ستصبح معها أفضل وأنّ مرّها بيديها سيصبح أشهى، وأنّها ربّما ستنجح يوما بالتسرب لداخل أحشاءه وأنّها ستجد لها مستقرّا صغيرا تحشر نفسها فيه ملاصقة لأولاده

بتصميم متجاهلا أيّ ومضات تحذيريّة تدعوه للتريّث، مقرّرا أن يمنح نفسه اليوم فرصة رؤيتها ودراستها ومحاولة معرفة خفايا نفسها كما هو معتاد أن يفعل بمهارة، قال: احكي معها وخبريها إنّه بدّي حقّي بالرؤية الشرعية!

.................................................. .................................................. ......................
يتبع بقية الفصل هنا
https://www.rewity.com/forum/t402401-121.html