آخر 10 مشاركات
215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] جبروت الشيخ وقلبي ، للكاتبة/ بنين الطائي "عراقية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-18, 06:09 PM   #381

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 14 والزوار 20)
‏ام زياد محمود, ‏totamohamedusama, ‏الشيماءعمر, ‏esraa.ahmed, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Mrs.hamdallah, ‏bambolina+, ‏kouki kouki, ‏نداء1, ‏English teacher90, ‏maiswesam, ‏ام لينا33, ‏دلال الدلال, ‏Alzeer78


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:12 PM   #382

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل حالا
الرجاء التوقف عن اضافة الردود


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:21 PM   #383

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الثاني
"انتي اتجنّنتي! عايزة تسيبينا وتسافري عشان تاخدي واحد ما فيهوش ميزة واحدة وكمان إسمه كاسر طب ما الموضوع باين من عنوانه اهو!!!"
تنهّدت لميس بضيق، فكلمات حسين لا زال صداها يطرق أسماعها بقوّة مجرِّدة لحقيقة الوضع بشكل فجّ
تستعجب هي بنفسها من تلك الحيرة التي وبدلا من أن تنتهي بل وتقمع قمعا من داخلها تزداد تشبّثا في تلابيب عقلها بل وروحها المُضناة أيضا
العريس غير مناسب وهذه حقيقة هي تدركها فحتّى امرأة بظروفها كأرملة سبق لها الزواج ستُتاح لها خيارات أفضل وقد حدث هذا فعلا بل وعدّة مرّات ولكن السؤال هو هل هي تستحق الأفضل؟!
ارتكزت لميس بجسدها على ظهر سريرها وفركت صدغيها بقوّة والأفكار تكاد تفتك برأسها، ما تستعجبه من نفسها حاليا هو أنّها لطالما رفضت كلّ من تقدّم إليها خلال السنة والنّصف الماضية وذلك بعد أن استكملت علاجها بالكامل بل إنّ كلّ طلب زواج لم يكن يأخذ من حيّز تفكيرها أكثر من دقائق هي الوقت المناسب لصياغة رفض مهذّب وغير جارح، فلماذا الآن بالذّات هي تفكّر بالـ... تفكير؟ ألم تكن قد قرّرت أن تنأى بنفسها عن كلّ الحاجات الدنيوية التي لا تؤدّي إلّا إلى الهلاك؟ ألم تكن قد قرّرت أن تعيش لتكفّر فقط عن عظيم ذنوبها حتّى يأخذ الله روحها؟ هل هو إلحاح منال أم هو ذلك الإحساس المؤلم المُرضي بداخلها أنّها ستلاقي أخيرا... ما استحقّته
صوت طرقات خفيفة على الباب جعلها تعتدل وتنادي سامحة بالدخول
ابتسمت تلقائيا برقّة ما إن أطلّ عليها محمّد بجسده الذي وإن كان يميل قليلا إلى الامتلاء إلّا أنّه امتلاء عضليّ يضفي عليه بعضا من ضخامة لا سمنة، جلس بجانبها على السرير وابتسم لها متفهّما قبل أن يسألها: إنتِ كويّسة؟
هزّت رأسها بخفّة وأجابت بابتسامة مرتعشة وصوت خفيض يقرب للهمس: الحمد لله، وهوّ عامل إيه دلوقت؟
تنهّد محمّد بهمّ على حال شقيقه قبل أن يقول لها: هيكون كويس ما تقلقيش الموضوع بس فاجأه انتِ عارفة إنّ حسين انفعالي وما بيعرفش يسيطر على أعصابه بس قلبه طيّب، شويّة وهيروق من نفسه
تغضّن جبينها بألم وصمتت تفكّر بأخيها الذي ما إن أخبرتهم عن أخ منال حتّى بدأت إمارات الضيق تظهر عليه ليتجلّى في أكبر صوره بينما تسرد عليهم البيانات العامّة للعريس فيأتي الانفجار حين أخبرتهم أنّها تحتاج أن تتحدّث معه لترى إن كان هناك بعض التفاهم بينهم أو القبول قبل أن يأتي هنا لمقابلتهم بشكل رسميّ!
معارضة إخوتها وحتّى شقيقتها زاكية التي لم تعرف شيئا عن الموضوع بعد كان أمرا تتوقّعه دون ممانعة أو اعتراض منها فهي قد استخارت ربّها وتوكّلت عليه، ولكنّها لم تتوقّعه أن يكون عنيفا بهذا الشكل!
صوت محمّد الهادئ يناديها انتزعها من أفكارها لتجده ينظر في عمق عينيها وكأنّه يحاول التغلغل لرأسها لقراءة أفكارها قبل أن يقول: إنتِ من جوّاكِ عارفة طبعا إنّ حسين معاه حق، أخو منال فعلا ما فيهوش أيّ ميزة مشجّعة على القبول وانا مستغرب بصراحة من صاحبتك دي، منين بتحبّك ومنين تجيبلك عريس بالمواصفات دي ولّا كمنّه أخوها شايفاه لقطة يعني، أنا اسمع إنّ القرد بعين امّه غزل إنمّا اخته كمان!
قالها محمّد ممازحا في حالة تعتبر نادرة محاولا ترطيب الأجواء فتبسّمت لميس دون مرح حقيقيّ فأكمل محمّد جادّا: إنتِ جميلة جدا يا لميس وصغيرة اللي قدّك ما تجوزوش لسّة وبيختاروا وبيتشرّطوا إيه اللي يجبرك تقبلي الجوازة التعيسة دي وأوعي تقوليلي عشان أرملة والكلام الفارغ دة لإن سبق وجالك عرسان كتير وكلّهم أحسن منّه سواء من ناحية السنّ أو الظروف الإجتماعية وفي منهم الملتزم الحافظ للقرآن والي كان ممكن يعينك في دينك ومع ذلك كنت بترفضيهم من غير لحظة تفكير شمعنا دة اللي وافقتي عليه؟
أجابته لميس بسرعة: بس أنا ما وافقت يا محمّد
فقال بسرعة: وما رفضتيش يا لميس ودة يعني إنّ القبول وارد وارجع وأسألك شمعنا هو ليه مش أيّ واحد قبله يكونش عشان أردنى والباقى كانوا مصريين ؟
نظرت له لميس وقالت نافية بسرعة وحميّة لأخويها: لأ طبعا شو هالحكي! أوّلا احنا كلنا مسلمين زيّ بعض وتانيا وهاد الأهم بكفّي إنّك انت وحسين مصريين عشان أعرف شو يعني رجل مصري وأحبّهم كلّهم
ضحك محمّد وقال مناكفا: لا لا يا لميس مش لدرجة تحبّيهم كلّهم إحنا كدة هنتعب واحنا بنعدّ كان كفاية علينا واحد بس من كلّ اللي تقدّمولك دة غير إنّ ستّات مصر كلّها ممكن ييجوا يخلّصوا عليكي واحنا ساعتها مش هنقدر عليهم
همست حينها لميس قائلة بخزيّ متخفّية به خلف لهجة مصريّة: ميستاهلوش
كلمتها وبلهجته صعقت عقله فشلّته لثانية عن التفكير فسألها بصدمة: ميستهلوش؟ تقصدي إيه؟ تقصدي إنهم ميستاهلوكيش عشان كدة كنتِ بترفضيهم؟
دمعت عينا لميس وقالت بصوت مرتعش: لأ يا محمّد... أنا قصدي... إنّهم ما بيستاهلوا وحدي زيّي عشان هيك كنت برفضهم
شحبت ملامحه وردّد قائلا: وحدة زيّك؟
دمعة سقطت من زوية عينها وأكملت بصوت مختنق مجروح: العرسان اللي إنت بتحكي عنهم حتّى لو ما كنت رافضة فكرة الزواج ككل كنت راح أرفضهم بكلّ الأحوال لإنهم كلهم... كلهم أحسن منّي، كلّ واحد فيهم بيستاهل زوجة متله طيبة، بيضا من جوّة نقيّة و... طاهرة مش مشوّهة الروح و... مدنّسة!
قالتها لميس وانهارت باكية رغما عنها فاحتضنها محمّد مغمضا عينيه يداري ما يعصف بهما من ألم جرّاء توالي الذكريات
لميس أختهم التي لا يزال لا يميّز إن كانت وجدتهم أم هم من وجدوها، ولكن ما يعلمه أنّهم حين فعلوا كانت بقايا انسان، أرملة مشوّهة بلا ملامح وروح كسيرة مثقلة بجبل من الذنوب
صمتت ولم يسألا ولم يكن من الصعب عليهم أن يعرفا بعضا من خفايا نفسها فأن يحرق رجل نفسه وزوجه ليس يحتاج إلى الكثير من الذكاء للفهم وخاصّة... بالنسبة لهما، فالحكاية بالنسبة لهما مجرّد اسطوانه قدرية... مكرّرة ومشروخة، لكنّهما مع ذلك تقبّلاها هكذا ودونما محاكمة، شفقة بالبداية ورضا لاحقا، فضميرها المثقل بالذنب مع إلحاحها بطلب التوبة كانا مسكّنا لوجعهما ومحفّزا لمسامحتها فهناك غيرها أذنبت ولم تَتُب يوما مخلّفة وراءها ما من المفترض به أن يكون فلذتين من كبدها دون أن يؤرقها ضميرها يوما فتعود لترى نتيجة ما خلّفته وراءها من دمار، أمّا هي وبعد مدّة لا بأس بها فكلّ ما أخبرتهم به كان أنّ الأمر تعلّق بظهور شاب عرفته بمراهقتها هناك في الغربة، فأعادا تواصلهما دون علم زوجها وأحيا ما كان علاقة بينهما، تساهلت معه وأخطأت إلّا أنّها لم تتمادى بارتكاب كبيرة من الكبائر، وكان أن علم زوجها فاقتصّ لنفسه منها وقتل نفسه معها قهرا، وهنا كان آخر حديث له هو معها حول هذا الأمر... حتّى الآن، وكم يتمنّى لو أنّ الآن لم يكن!
تنحنح محمّد وتململ بانزعاج فأبعدت لميس جسدها عنه ليقول لها بضيق وتشنّج وإنّما بإيمان صادق: إيه الكلام الي انتِ بتقولي دة، أمّا تكون روحك انتي اللي ما بتقوميش عن سجادة الصلاة واللي قرّبتِ تختمي حفظ القرآن روحك مشوّهة ومدنّسة النّاس العادية اللي زيّنا كدة تبقى روحنا شكلها إيه!
مسحت لميس بقايا دموع من على وجنتيها وقالت بحزن: إنت فاهم قصدي كتير منيح يا محمّد... أنا انسانة بماضي بشع، أنا ما بشبه أبدا الإنسانة اللي بيتوقّعوها، أنا عملت بحياتي ذنوب عظيمة بكفّي... بكفّي إنّي كنت السبب بإنّه زوجي يفقد عقله، ينسى ربّه وحسابه، يحرقني و... يقتل حاله
ما إن أنهت لميس كلماتها حتّى انخرطت ببكاء جنائزيّ وكأنّما ما حدث قبل أربع سنوت قد حدث الآن للتوّ
.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:22 PM   #384

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2


في بيت والدته وفي غرفة الضيوف الأبعد عن صالة المعيشة حيث صخب لعب أولاد أخيه الثلاثة الصارخ ونقاش والدته الحادّ مع أمّهم ، وحيث ولديه "العنود" و"نبراس" يتشاجران كالعادة، استلقى الكاسر بجسده الطويل الضخم على الكنبة منهكا يقاوم النوم بعد وجبة طعام دسمة من صنع يدي والدته، لو كان الأمر بيده، لو لم تخبره والدته أنّها تريد أن تتحدّث معه بأمر مهمّ يظنّ هو أنّه يتعلّق بولديه، لكان قد عاد لبيته حالا لينام بضع ساعات قليلة قبل أن يعود لعمله تحت ستار الليل الأسود، ليجدّد من لقاءه اليومي بل الليليّ، مع الوجه الآخر البشع من الحياة.. وجه الرذيلة والفحش، العهر والفسوق الذي لا حدّ فيه ولا رادع، حيث لا خشية من الله ولا حياء من عباد الله، فقط هم.. هو ومن مثله.. من يحملون العصا ويجلدون بها... عصا القانون الغليظة هي فقط من ترعبهم قليلا، تكبحهم بعض الشيء ولكن وللاسف ومهما غلّظ عليهم الضربات يجدون الطرق بل ويبتكرونها أيضا لينتشروا ويتفشّوا بالمجتمع بشكل معدي وخطير... ألا لعنة الله عليهم... بل عليهنّ!

كانت عيون الكاسر على وشك الإطباق رغم كلّ تلك الأصوات المزعجة التي تصله من الخارج عندما دخلت والدته بطولها الممشوق وجسدها الممتلئ ترتدي عباءة منزليّة قديمة بدت له بلا لون ولا ملامح، تمشي باستقامة غريبة على امرأة في عمرها وحجمها فيما جديلتها التي غزى فيها البياض السواد ثابتة على ظهرها تصل لمنتصف ظهرها، تحمل بيدها صينية عليها فنجانين كبيرين من القهوة

سارع الكاسر بالجلوس علّه ينتهي بسرعة من ذلك الحديث ويغادر

بادرها قائلا: خير ليش صواتكم طالعة انتي و"إم رامي"؟

رغما عنه نطق اسمها بضيق فهو لا يرتاح لزوجة شقيقه هذه أبدا

تأفّفت والدته من كنّتها قائلة: ابنها الصغير ماسك بإيده الشوكولاته وماشي بالبيت ما ضلّ لا باب ولا كنباية إلّا توسّخوا منّه وهي مو بالدنيا ماسكة التلفون تبعها وبتكتب وبتضحك زي الهبلة وبس حكيتلها قومي شوفي ابنك بدل ما بتضيعي وقتك عحكي فاضي فتحت صوتها بقلّة أدب وبالآخر كلّ اللي طلع معها تعالي يا عنود غسليله وليش العنود شو جابرها بالله

رغما عنه تضايق الكاسر فهو مدرك جيّدا لاستغلال زوجة شقيقه الكسولة لابنته في تنفيذ كثير من متطلّبات أولادها لكنّه رغم ذلك قال لوالدته بضيق: بسيطة ما فيها اشي لو ساعدت مرة عمها شوي

بنرفزة وضعت والدته الفنجان من يدها وقالت: تساعدها بشو ان شاء الله ليش هيي بتعمل اشي غير انها ماسكة تلفونها طول نهار اشي واتس واشي فيس حتّى ولادها ما بتلتفتلهم، أي غرفة نومها ما بتنضب إلّا يوم الخميس لمّا بيروّح أخوك من العقبة

دلّك الكاسر صدغه بضيق فهو لا طاقة له بشكاوي النساء وتذمّرهنّ الدائم ولكن فقط ولأنّها والدته سأل مبديا بعض الاهتمام: مش على أساس حكى همّام إنّه خلص بدّه يستأجر بيت إله ولولاده

بغضب أجابته والدته: من وين يا حسرة ليش هو لمّا بيروّح بتترك إشي بجيبه، بتغرّب وبتعب وبشتغل عشان ييجي يصرفهم هون على مطاعم وهدايا وشمّات هوى وبس ييجي وخلال يومين بخلصوا فلوسه وبيجي يحكيلي لو احتاجت مرتي اشي وأنا مش هون أعطيها وبس اجي برجعلك اياهم بحكيله يا حبيبي ما بدّي ترجعلي بس خاف عقرشك ولادك لسّة صغار بدهم كتير ليكبروا بحكيلي حاضر ومعك حق والأسبوع الي بعده على نفس السيرة

رفع الكاسر حاجبه باستغراب فحسب معرفته فمرتّب شقيقه منذ انتقل للعمل في فرع الشركة التي يعمل فيها الى العقبة أكثر من جيّد وتفاءل هو ووالدته حينها أنه سينتقل لبيت خاص به من جديد أخيرا

أكملت والدته قائلة: مرته هاي يا ابني بتخرّب ما بتعمّر، الله يرحمه أبوك قبل ما يموت باع كم شقفة الأرض اللي عنده ووزع فلوسها عليكم وعلى أختكم وهو عايش انت شريت بيت هون على قدّك وشغّلت الباقي منهم حتّى ييجيك دخل تاني يعينك عمصاريفك، وأختك طلعت شاطرة اشترت شقة وبتأجّرها لتستفيد من أجارها، وهو عمل زيكم بس ستّ الحسن ما عجبتها منطقتنا مش قدّ المقام، ضلّت تلحّ على راسه حتّى باع البيت حتّى تستأجر بمنطقة راقية وهيها دارت الأيّام ورجعت لنفس المنطقة الي مش عاجبتها وببيت مش بيتها يعني لا طالت تفاح الشام ولا عنب اليمن، ما بعرف ليش هيك حظّي بالكناين أنا يا ربّي

رفع الكاسر حاجبيه بضيق فها هي والدته ستبدأ بسرد قصّته مع كلا زوجتيه السابقتين، وقف ليهمّ بالمغادرة قائلا: أنا رايح عبيتي أنام بدّك إشي لازمك إشي؟

أمسكت والدته بيده بسرعة ونهرته بصرامة أورثته إيّاها قائلة: تعال اقعد وين رايح لسّة ما حكيت معك

ابتسم الكاسر هازئا وقال: كل هاد ولسّة ما حكيتي؟

ضربته على يده وقالت: قصدي بالموضوع اللي حكيتلك عنّه

زفر بضيق وقال: تفضّلي يا إم كاسر خير

اقتربت والدته منه بجسدها الممتلئ وقالت بصوت منخفض وكأنّها لا تريد لأحد أن يسمع ما تقول أو ربّما لأنّها مثله لاحظت ظلّ زوجة أخيه الظاهر من خلف زجاج باب غرفة الضيوف المنقوش تروح وتجيء دون كلل أو داعٍ: أختك حكت معي اليوم

تأفّف كاسر بغضب وقام ليغادر من جديد فنهرته أمّه قائلة: بتتأفّف بوجهي يا ولد! اذا كان إنت كاسر فأنا كسّارة راسك اليابس، هاد اقعد منيح واسمعني كويّس، بصراحة ومن الآخر هيك أنا ست كبيرة وما عاد عندي قدرة على مشاكل ولادك طول نهار مع بعض ولا المراكضة ورا ابنك وحلّ مشاكله كلّ يوم والتّاني مع ولاد الجيران

قطّب الكاسر جبينه وفتح فمه ليتكلّم ولكن والدته سارعت بإسكاته تعلم بأيّ هراء سيتحدّث: يا ابني ولادك هدول قطعة من قلبي بس أنا كبرت وما راح أضل عايشة عشانك وعشانهم طول العمر، ولادك بمرحلة مراهقة بدهم اهتمام خاص وصحّة قويّة، بزماني كنت أمشي بالسّاعات أدوّر عليك بين الحارات وما أتعب، رغم كلّ مشاكلك كنت أقدرلك لإنّي كنت بقوّتي، سبحانه ربّك بوزّع الرزق كل شي بوقته وأوانه حتّى الصحّة، وولادك حرام لا إم بتسأل عنهم ولا أبو بهتمّ فيهم

اعترض الكاسر بعصبيّة: أنا مش مهتمّ بولادي "يمّا" الله يسامحك، الله العالم كيف بحمل همهم وبضلّ أفكّر فيهم ليل نهار،بس ظروف شغلي وبتعرفيها وأصلا همّي السبب الرئيسي اللي بخلّيني أهلَك بشغلي عشان أحميهم وأوفّرلهم أمان بمجتمع مليان فساد ولا بعمركم ممكن تتخيّلوه

أمسكت والدته بيده وقالت مهدّئة: بعرف والله بعرف بس كمان ولادك بدهم استقرار، بدهم بيت وأسرة، العنود ونبراس مراهقين يعني بمرحلة حسّاسة بدهم عين قوّية، بدهم صدر حنون وإيد حديد، يا ابني الله يرضى عليك من الآخر هيك هاي العروس اللي بتحكي عليها منال عاجبتني وقلبي ارتاحلها

ضيّق الكاسر عينيه وقال لأمّه مستهزئا: بنتك هاي من طول عمرها حولة وما بتعرف توصف

حدجته أمّه قائلة بغضب: أسكت لا تحكي على أختك هيك بعدين إذا هاي حجتك الأمر سهل خد كم يوم إجازة وتفضّل سافر عمصر منّه بتطمّن على اختك ومنّه بتعاين بنفسك

نظر لها مصدوما وقال: من عقلك إنتي "يمّا" أنا أصلا مش موافق أتجوّز ولو وافقت بدّك إيّاني أترك شغلي وأسافر عشان أشوف عروس يمكن تعجبني وبالأغلب لأ، ليش هون ما في عرايس

اقتربت والدته منه أكثر حتّى أوشكت على الالتصاق فيه وقالت بصراحة بدت له مغيظة: يا كاسر يا حبيبي إنت مش أي وحدة بتقدر تتحمّلك عشان نروح نختارلك عشوائي ترى حرم خطيّة نظلم بنات النّاس!

رفع كاسر حاجبيه بصدمة وقال: يعني هسّة هالقد أنا عاطل وبالمرتين الي اتجوّزت فيهم كانوا همي الملائكة وأنا الحق عليّ بالطلاق

هزّت والدته رأسها موافقة وقالت: آه الحق عليك مش لإنهم كانوا كويسات لأ بالعكس التنتين كانوا كلهم عوج وبدهم تكسير راس، بس بتعرف كم نسبة المتزوجين والمتزوجات الي بعانوا بحياتهم ومش طايقين بعض ورغم هيك كاتمين بقلبهم وساكتين وبداروا وبراعوا عشان المركب تسير وعشان ولادهم ما يتشتّتوا وبيوتهم ما تنخرب؟ كتاااار وهاي أخوك قدّامك أوّل واحد بس إنت اللي طبعك صعب وراسك يابس وبدّك كل اشي يمشي على مزاجك

هزّ الكاسر رأسه وقال موافقا: معك حق وأبوي كمان الله يرحمه يا ما شاف بس صبر وتحمّل

فتحت والدته فمها لتوافقه قبل أن تستوعب ما قال فتفتح فمها وتبدأ بالصّراخ: آه يا قليل الأدب يا اللي ما بتستحي.. الهم الجنّة نسوانك على قد ما تحمّلوك وتحمّلو جلافتك

قهقه الكاسر ضاحكا وأمسك يد والدته يقبّلها قائلا: أي بمزح معك يا حجّة شو ما بتلقي مزح!

نفخت والدته الهواء بضيق وقالت: يكسر يهودك ان شاء الله شو لسانك طويل ومتبرّي منّك وأخلاقك زفت... المهمّ

هذه المرة قال الكاسر بضيق حقيقي: يمّا والله تعبان اليوم ونفسي أنام، ما بدنا نخلص من هالموضوع؟

قالت والدته بإلحاح وإصرار: لا ما بدنا نخلص لتسمعني للآخر، منال حكتلي عن عنها أرملة وصغيرة وما معها ولاد وبتحكي شعر عن أخلاقها ودينها وأدبها غير جمالها شقار وبياض وعيون زرق يعني كاملة والكامل الله، وإنت بصريح العبارة يا ابني ما بيمشي معك غير هيك، وأنا زيّها حاسّة إنها هاي اللي راح تكون شريكة العمر لأنها صاحبة دين يا ابني واللي بتعرف دينها منيح بتعمل اللي عليها قبل ما تطلب اللي إلها، بعدين منال بتحكيلي إنها شبعانة وعينها مليانة يعني ما راح تطلب منّك طلبات فوق طاقتك وتفكّر حالها بدها تحقّق كلّ أحلامها الوهمية على دورك زيّ مرتك الأولى اللي كانت مفكّرتك بنك عشان عندك بيت ملك، وكمان بتخاف ربّها يعني ما راح تعصي أوامرك وتكسّر كلامك وتردلك كلّ كلمة بكلمتها وتقضّيها من بيت لبيت من ورا ضهرك زيّ التانية

صمت كاسر يفكّر بكلام والدته ويقلّبه بين أفكاره فهو وإن كان يرفض الزواج منذ طلاقه لزوجته الثانية قبل سنتان ونصف بعد أن كره النساء ومشاكلهنّ ويئس أن يجد من تحتمله وتحتمل طباعه التي لا ينكر أنّها صعبة إلّا أنّه أيضا لا ينكر أنّه بعمره هذا يشتاق لاستقرار لا يجده، يشتاق لبيت يجد فيه راحته، يشتاق ليرى أبناءه كلّهم من حوله كما وأنّه يشتاق لـ..............

آآآه صدق من قال "أعزب دهر ولا أرمل شهر" وهو محروم منذ شهور وسنين والأمر بعد استلامه لبعض قضايا "الليل وآخره" منذ شهور ومع ما يراه ويُعرض عليه بالمجّان باحتراف مثير للغثيان بات... قاتلا

تنهيدة شقّت صدر الكاسر حمّست والدته فقالت تشجّعه: فكّر يا ابني فكّر بشبابك اللي بضيع وفكّر بولادك اللي مشتّتين كل واحد فيهم ببيت، البكري "صارم" ببيت جدّته أم إمّه بعد ما مقصوفة الرقبة مرتك التانية طفّشته من عندك والمدلّل آخر العنقود "نمر" مع إمّه وكلّ يوم والتّاني بتهدّد بدها ترجّعلك إيّاه عشان تسحب منّك فلوس أكتر و"العنود" و"نبراس" عندي هون، شوف ما أحلاك إنت وإيّاهم لمّا تلتمّوا ببيت واحد!!

.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:24 PM   #385

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3


في الصباح

كانت لميس تضع آخر أطباق الإفطار على الطاولة عندما شعرت بقبلة رقيقة تحطّ على جانب رأسها فالتفتت بسرعة وبأمل لم يخب

ابتسمت برقّة وتوجّس لحسين الذي وقف أمامها كطفل مذنب يتأمّل عينيها المحمرّتين بأسى وسألها: عاملة إيه النهاردة؟

مدّت كفّها وربّتت على كتفه بحبّ وقالت: الحمد لله دائما وأبدا إنت عامل إيه؟

ابتسم حسين بخفّة لأنها قالتها بالمصرية فأجابها: الحمد لله أنا "منيح"

ضحكت بخفّة قبل أن تشعر بألم موجع بقلبها فتدمع عيناها لتستدير بشكل سريع تداري الحزن وتقول: الفطور جاهز ابدا كُل وأنا راح أروح أشوف محمّد وأجيب الشاي

أوقفها حسين قائلا: أنا آسف يا لميس عشان تغابيت عليكي مبارح وعلّيت صوتي أنا بس...

صمت عاجزا عن التعبير لكنّها لم تحتج إلى تكملة لكلامه فقالت: ما صار إشي إنت أخوي ومعك حق تهتم فيّي وتخاف على مصلحتي وأنا فكّرت بالموضوع ولقيت إنّه معك حقّ وان شاء الله اليوم راح أتّصل على منال وأحكيلها إنّه مو موافقة على أخوها

صدمة ظهرت على حسين قبل أن يقول: بجد؟

ابتسمت وقالت: طبعا بجد أنا مستحيل أتزوّج من غير رضاك إنت ومحمّد، يلّا افطر راح تتأخّر وأنا رايحة أشوف حمّودي

قاطعها صوت محمّد يقول: مفيش داعي حمّودي جه بنفسه أهو

ذهبت لميس لتحضر الشاي وجلس محمّد مكانه على رأس الطاولة وأخذ ينظر لحسين الذي كان يأكل بانفعال مكتوم ويداري عينيه عنه كمذنب مفضوح

سأله قائلا: مالك يا حسين في إيه مش عادتك تقعد تاكل وانت ساكت يعني

نظر له حسين نظرة سريعة قبل أن يكمل أكله قائلا: أبدا ما فيش يا محمّد جِعان بس

ابتسم محمّد وقال: لا مفيش إيه بس، إنت كلت رغيف كامل زيت بزعتر من غير ما تلاحظ حتّى إنّ طبق الفول مش موجود ومن غير ما تقدّم عوارض الرفض والشجب والاستنكار ومن غير ما تتّهم لميس بمحاولة "أَردَنِتنا وتحريضنا على التخلّي عن هويّتنا المصرية بالبدء من حيث المعدة!

صوت ضحكة ناعمة قاطع نظرة الذهول المرتسمة على وجه حسين والذي كان ينظر للطاولة باستنكار قبل أن ينظر للميس التي كانت تحمل بيدها طبق الفول المدمّس نظرة اتّهام بالغدر والخيانة، فاقتربت منه تضع طبق الفول أمامه مبعدة صحني الزيت والزعتر لآخر الطاولة قائلة: هاي صحن الفول كنت ناسيته على الطاول بالمطبخ ما بسترجي ما اعمله أصلا، حرّمت من بعد أوّل فطور عملتلكم اياه ومن بعد الخطبة الوطنية العصماء المطوّلة اللي ألقيتها عليّ عن أهميّة صحن الفول بحياة كلّ مصري فخور قبل ما يبدأ يومه

قهقهة صاخبة ملأت جنبات المكان أكملوا من بعدها افطارهم بشكل هادئ يداري به كلٌّ منهم ما يجول بنفسه من أفكار وبعدما انتهو سارع محمّد للخروج يريد أن يلحق بمواعيد محاضراته فيما ساعد حسين لميس بتنظيف الطاولة بمبادرة غريبة، وبعد أن انتهى سألها: أنا شايفك هتروّقي الشقّة إيه هو النهاردة ما فيش درس بمركز التحفيظ؟

أجابته لميس: بلى في، بس أنا حاسة حالي تعبانة شوي بدّي أرتّب الشقّة وأروح أنام

هزّ حسين رأسه بتفهّم فالارهاق واضح فعلا على ملامحها فأخبرها أن لا تزعج نفسها بالطّبخ اليوم وأنّه سيحضر معه الغداء

أوشك حسين على مغادرة الشقّة لكنّه توقّف على الباب فجأة وناداها قائلا: لميس.. أنا سمعت كلامك مبارح مع محمّد

صمتت لميس بألم ولم تجد ما تقوله ولكن حسين أكمل: أنا صحيح معرفش تفاصيل اللي حصل بحياتك زمان لكن اللي اعرفه هو كلام ربّنا نفسه، دة بس اللي اصدقه وآمن فيه وانتي كمان لازم تصدقي وتقتنعي فيه ولّا انت بتحفظي من غير اقتناع؟

نفت لميس برأسها بشدّة وقالت بخشيّة: لا طبعا استغفر الله العظيم طبعا بصدّق ومن غير لحظة شكّ

ابتسم حسين وقال: ممتاز وربّنا سبحانه وتعالى قال بكتابه الكريم "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" 25 الشورى صدق الله العظيم

.................................................. .................................................. ......................

لاهثة دخلت بتول المكتب فيما عيناها تجريان لتنظرا للسّاعة المعلّقة على الحائط بجزع، لقد تأخّرت... تأخّرت كثيرا، يا الله المواصلات قد كانت كارثيّة اليوم فهل تضاعف عدد سكّان القاهرة فجأة أم أنّه يتهيّأ لها ذلك

ذهبت إلى المطبخ التحضيريّ الصّغير وتناولت كوبا زجاجيّا بسرعة من الخزانة وأسرعت لمبرّد الماء في صالة الاستقبال حيث مكتبها وملأته وأخذت تعبّ منه عبّا فيما قطرات كثيرة تفلت من وزايا فمها وحافّة الكأس وتنساب على رقبتها متسارعة لتختفي خلف فتحة قبّة قميصها الأبيض إلى حيث لا يعلم إلّا الله

أبعدت بتول الكأس عن فمها ووضعته على المكتب قبل أن تمسح فمها المبلل بباطن كفّها وظاهره ثمّ تمسحها ببنطالها الجينز الكاحل

وبعدها قامت ببساطة بفكّ رباط شعرها المهلهل على وجهها ليتهّدل حتّى أعلى كتفيها فتلملمه بأطراف أصابعها وترفعه أعلى رأسها برباطه من جديد وحينها فقط تنفّست... فتنفّس هو!

لقد كان حسين الشارد منذ الصباح يفكّر بما جرى بالأمس بينه وبين شقيقته عاجزا عن التركيز في أيّ شيء، لا سيّما وشعوران يتنازعانه جاعلان من روحه ساحة لمعركة ضارية لا غلبة لأيّهما فيها، مقتولا كان ما بين خشية فقدها وذنب طاعتها، ليس أنّه مقتنعا بالعريس ولكن لعدم أمانة أسباب رفضه، حينها وبعد أن يئس من نفسه قرّر الذهاب للمطبخ وصنع كوب من الشاي باللبن علّه يجد نفسه بعد استرخاء احتسائه أمام نافذته الحبيبة، وبينما هو ينتهي من اعداده رآها تدخل كالصاعقة وتأخذ الكوب دون أن حتّى أن تلاحظه

بصدمة وبينما يزفر أنفاسه أدرك حسين أنّه منذ تلك للحظة وحتّى الآن وهو ممسكٌ لأنفاسه، بالبداية صمت لأنّه أراد مناكفتها ولكنّه وبينما يلاحظ الفوضى التي تلفّها علم أنّها تحتاج لحظات الخلوة تلك لتلملم ما تبعثر من ذاتها فصمت لإعطاءها تلك الفسحة من نفسها، ولكنّه لم يعلم أنّه غرق معها بفوضاها حتّى انتهت لتعود لدور السيّدة الناظرة "أمينشن" من جديد!

على باب المطبخ الضيّق وقف حاجبا كلّ ما وراءه عن الرؤية بسبب طوله الفارع وقال: طب مش تسلّمي الأوّل!

شهقت بتول بقوّة ووضعت يدها على صدرها المنتفض جزعا قبل أن تنظر إليه بصدمة وتسأل: إنت هنا من إيمتى.. إحم أقصد حضرتك هنا من ايمتى؟

كتّف حسين ذراعيه على صدره فضاق قميصه الكحليّ فوق صدره وكتفيه ومال على إطار الباب قائلا باستفزاز مقصود: من ساعة ما خدتي الكوباية من غير تلاحظيني، تصدّقي أنا كرامتي تعوّرت والمصيبة إنّ كرامتي لمّا بتتعوّر بيقى صعب تخفّ

ضيّقت بتول عينيها وقالت ببرود وغيظ من تطفّله عليها: معلش يا أستاز حسين هنزل دلوقتي حالا أجيبلك شويّة سبيرتو تطّهرلك الجرح وكلّه يبقى تمام

قطّب حسين حاجبيه قليلا قبل أن يفتح عينيه بعد أن أدرك مقصدها فرمى رأسه للخلف مقهقها فوقفت هي أمامه مبهوتة من ردّة فعله فهي كانت قد أحسّت بالندم ما إن نطقت كلماتها وشعرت بالغيظ من نفسها لأنها سمحت له باستفزازها في حين أنّه مديرها في العمل وعليها أن تحرص على وضع الحدود فيما بينهما لا مجاراته في مهاتراته الطفولية، وكانت فعلا قد أوشكت على نطق أسفها حين بدأ يضحك مسبّبا الفوضى في مسار دروتها الدموية التي أدّت لتصادمات أليمة بين نبضات قلبها

ما إن أنهى حسين ضحكاته حتّى اقترب منها ليتّكئ على مكتبها وينظر لها بمرح بينما يتفحّص شكلها العفوي على غير العادة ويقول لها مازحا: الجينز مأثّر عليكي النهاردة، أنا أوّل مرّة أشوفك لابسة جينز على فكرة

نظرت بتول لنفسها بارتباك ومسحت على ملابسها بتوتّر وقالت بينما ترفع نظّارتها بطرف سبّابتها: لا أنا بلبس كدة دايما بس في الجامعة إنّما النهاردة ملحقتش أروح البيت واغيّر هدومي للأسف

أجابها بعفويّة: للأسف ليه بس دة كدة حلو ولايق عليكي جدا اربتكت بتول من مجاملته العفوية وهربت منه بعينيها وقالت بحياء: لا ما ينفعش طبعا لكلّ مقام مقال ودة مكتب محاماة محترم ما ينفعش في اللبس الكاجوال دة

وقف حسين وقال بصوت منخفض لا يكاد يسمع بينما يغادر مكتبها: اممم اممم طبعا دة مكتب محترم يليق عليه مظهر السيّدة أمنشن أكتر من مظهر بنّوتة روشة وحلوة

ورغم انخفاض صوته إلّا أنّها سألت باستغرب: هي مين السيّدة امنشن دي؟

وقف حسين ورفع حاجبه قائلا: ما شاء الله دي ودانك بتسمع دبّة النملة... لا حضرتك السيّدة أمنشن دي الست الناظرة بتاعة المدرسة اللي يتدرس فيها جودي آبوت

نظرت له بتول بحيرة وفتحت فمها لتسأل ولكنّه قاطعها قائلا: وأوعي تسأليني مين جودي آبوت عشان دي زميلة دراسة من أيّام الزمن الجميل

كان حسين يوشك على الوصول لمكتبه حين وقف فجأة يسألها: صحيح نسيت اسألك عن صحّة الستّ فوزية

عندها تجمّدت ملامح بتول وقالت ببرود: الحمد لله النهاردة أحسن من امبارح، شكرا على السؤال

كلماتها استفزّته فأجابها ببرود: دة أقل واجب يا بتول عيب الكلام دة

حينها قالت بصوت منخفض وبجمود: بسّ مش من واجبك تجيبلها دكتور وتشتري الدوا والغدا، مش من حقّك تجرحنا بالشّكل دة

كلماتها صدمت حسين فصمت قليلا يفكّر بها قبل أن يقترب منها قائلا: أجرحكم؟ أوّلا يا آنسة بتول تصرّفي اللي مش عاجبك وبتقولي إنّه جرحكم دة فعلا واجب تحتّمه عليّ العشرة الطويلة ما بينا وبين الستّ فوزية، تانيا بقى أنا واثق إنّ مافيش حدّ انجرح غيرك انتي عشان انتي حسّاسة بزيادة، وتالتا بقى ودة الأهم إنّك انسانة أنانية وما بتفكّريش إلّا بنفسك

بهتت بتول وقالت بصدمة: أنا!

اقترب منها وقال مؤكدا: أيوة انتِ يا بتول عشان انتِ من شويّة بس كنت بتقولي إنّك مامتك بقت أحسن ومع ذلك جايّة تلوميني على الدكتور والدوا اللي لولاهم ما كنتش هتعرف حتّى غنها تنام ودة بس عشان كرامتك ناقحة عليكي حبّتين

صمتت بتول تفكّر بكلامه قليلا فخجلت فعلا من نفسها فوالدتها فعلا ما كانت لتتحسّن بتلك الصورة لولا الأدوية التي تتناولها مسكّنة لها الألم ولكنّها أبت التنازل عن موقفها فمدّت أصبعها أمامه تقول باتّهام: بس مكنش من حقّك تجيب أكل

زفر حسين بضيق ونظر لعينيها التي تقاوم نزف الكرامة فيهما: والله أنا حبّيت أكرم والدتك واخواتك واعزمهم على الغدا وهم قبلوا العزومة يعني من الآخر كدة موضوع ميخصّكيش

بغيظ أجابته: بس الي بيعزم حدّ لازم يقبل عزومته هو كمان

ابتسم حسين وقال بمكر: وانا ما عنديش مانع شوفي انتي تحبّي تعزميني على ايه وايمتى وانا بطني جاهزة في أيّ وقت

تلجّمت بتول قليلا من الصدمة فهي لم تتوقّع أن يقبل كلماتها بتلك البساطة فقالت بحنق: انا ماليش دعوة انا اصلا مكلتش حاجة على فكرة

ضحك حسين بصخب من جديد وتوجّه لمكتبه قائلا: آنسة بتول غالبا كوباية الشاي باللبن الي انا عملتها وعارف انّ طعمها يقرف بردت فياريت تكبّيها وتعمليلي غيرها وتجيبيهالي على المكتب

.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:29 PM   #386

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4 الاخير

ما إن أغلق العسكريّ الذي كان يقتاد العاهرة التي تمّ القبض عليها ليلة الأمس خارجا ليدخلها الحجز بعد انتهاءه هو من التحقيق معها حتّى ارتمى الكاسر على كرسيّه مرهقا، هذا العمل يقتات على قواه العصبيّة والجسديّة والفكرية، هو لا يعلم كيف عاد لهذا الفخّ من جديد فكلّ ما كان يريده تتّبع مشتبه به في قضيّة ترويج للمخدّرات وإذ به يعود لهذا الوكر القذر من جديد وهو الذي أقسم أن لا يعود للعمل في قضايا الآداب يوما فهو حقّق ببعضها في بداية استلامه لوظيفته ولكنّه كرهها جدّا لا سيّما وأنّه يقرّ بأنّها تؤثّر فيه... في نظرته للمجتمع عامّة والمرأة خاصّة، يذكر جيّدا أنّه كان أحيانا يضيّق الحصار على زوجته الأولى من سوء ما يراه ويعرفه ممّ يسيب له شعر الرأس ولكن الآن فالخوف في قلبه يكبر ويسيطر من أنّ قذارات كهذه قد تصل لبيته يوما، يخاف على أولاده بشدّة فيحارب كأشرس ما يكون وكلّه من أعصابه، هذا طبعا غير محاولات بعضهنّ البائسة لغوايته في سبيل اخلاء لسبيل أوسماح لممنوع، لا يعلمن أنّهنّ كيف أنّه حين يتجرّأن على مجرّد التفكير بتلويثه فقط بأطراف أصابعهنّ بأيّ جحيم يلقين بأنفسهنّ وهذه التي خرجت منذ قليل أتقنت الغواية، تلاعبت بأعصابه واستنفرت جسده المحروم الضعيف بلا حصانة، فاستحقّت تلك الصفعات منه

فرك الكاسر صدغيه ألما وكلمات والدته ترنّ في أذنيّه من جديد فوالدته لطالما احترفت "الزنّ" وكم كرّر والده أمامهم في قديم الزمان أنّ كلماته لا تردّ وأوامره لا تفنّد لتأتي والدته فتختلي به لساعة واحدة فيخرج بأوامر مختلفة وكلمات جديدة، وهو في الحقيقة بعقليّة منحرفة كان يظنّ أنّ والدته تبرع في غواية والده ليخرّ لطلباتها صاغرا حتّى لمح جلستهم الرومانسية مرّة في غرفة نومهم من شقّ الباب المفتوح... والده يمسك جهاز التحكّم عن بعد وعيناه بالتلفاز فيما والدته تجلس بجانبه ملاصقة... وفمها في أذنه!!

قاطع أفكاره الشرّيرة عن والدته صوت هاتفه الخاصّ فسارع بالإمساك به وما إن شاهد اسم ابنته العنود ذات الخمسة عشر عاما حتّى لمس زرّ القبول الأخضر ووضعه على أذنه ليجيب بصوت صارم: السّلام عليكم

أجابته ابنته بصوت منخفض متردّد على عكس ما يكون عادة: وعليكم السّلام كيفك بابا؟

قطّب الكاسر حاجبيه وقال شاعرا بوجود خطبٍ ما بحسّه المهنيّ العالي وشعوره الأبويّ الصادق: عنود بابا شو في مالك؟

بصوت مرتعش أجابته ابنته: ما في شي بابا بس حبّيت أطّمن عليك

بتركيز أكبر سألها وباهتمام أكثر: بس أنا مبارح بالليل كنت عندكم وتعشّيت معكم احكيلي ليش اتّصلتي حد مزعلك؟ متقاتلة إنتي وأخوكي؟

حينها انخلع قلبه من مكانه عند سماعه لشهقة فلتت منها وهي التي لا تبكي إلّا لأمر جلل، قويّة لا تنكسر بسهولة، ليذوب قلبه شفقة وهي تقول بصوت مختنق بالغصّات: بابا بليز خلّينا نرجع لبيتنا نعيش معك، والله أنا بعرف أنتبه للبيت وبعرف انضّفه كمان وراح أتعلّم أطبخ وأدير بالي عليك بس رجّعنا للبيت

وما ان انتهت حتّى غرقت في بكاء حزين قهر قلبه وفتّته تفتيتا فهي ابنته، نقطة اللين في قلبه الصلب، الأكثر وجعا فيه: عنود بابا إحنا حكينا من أكتر من سنتين أسباب سكنكم عند جدّتكم وما في مرة اعترضتي أكيد في سبب مزعلك احكيلي مين ما كان اللي زعلك راح اخدلك حقّك من عيونه

تنهنهت العنود وقالت بحقد وغضب طغى أخيرا فوق حزنها فهي أوّلا وآخرا ابنة أبيها: مرة عمّو

سأل الكاسر باستغراب فيبدو أنّ الأمر أبسط ممّا ظنّ: مالها؟

حينها انطلقت ابنته كالصّاروخ تسرد عليه ما كان بينها وبين زوجة أخيه وهو ما لم يكن بسيطا أبدا وما إن انتهت حتّى كان يغادر من مكتبه وشرر حارق يخرج من بين عينيه!

...................................

ما إن وضع الكاسر اصبعه على جرس بيت والدته حتّى سارعت ابنته لتفتح له الباب فتوجّه لغرفة الضيوف حالا وأمسكها بين ذراعيه متأمّلا وجهها وكم حمد الله أن لا أثر للصفعة عليها فهو حينها ما كان ليرضيه سوى ردّها لزوجة شقيقه آلاف مؤلّفة

سأل ابنته بخشونة: وجّعتك؟

هزّت العنود رأسها نفيا فربّت على رأسها وقبّل جبينها ثمّ أمرها قائلا: روحي نادي جدّتك ومرة عمّك وادخلي غرفتك

قالت العنود بثقة: حاضر

وغادرت ابنته وما كانت إلّا دقائق حتّى دخلت والدته قائلة بغيظ: يعني بنتك عملت اللي براسها ورنّت عليك ما أنا أخدت بحقها وبهدلتها لحنان وعرّفتها قيمتها بس ابدا اسمها العنود وهيي عنود طالعة عليك عقلها يابس

بغضب أجابها: بدّك إيّاها تنضرب وتنهان وما تحكيلي، إذا ما شكت لأبوها لمين بدها تشكي؟

ثوانٍ فقط وكانت امرأة بعمر الثلاثين تدخل عليهم الغرفة ، سافرة بصبغة شعر حمراء باهتة، مرتبكة الملامح، شاحبة رغم ما صبغت به وجهها من ألوان أرادتها طبيعيّة وميّزها بحرفيّة ، ترتدي بيجاما قطنية ببنطال أبيض وبلوزة حمراء منتصفة الأكمام، ظاهرها الاحتشام وباطنها غير ذلك، التصقت بجسد مكتنز بإعتدال ينأى هو عن النّظر إليه إن لم يكن قرفا فمراعاة لكرامة أخيه وهذا ما لا تستوعبه هي بسفاهة منذ سنوات

بصوت مرتجف قالت: السّلام عليكم

صمت مريب قابلها فازداد ارتجافها... خوفها و... اثارتها فأكملت بغباء: كيفك أبو صارم؟

نأى الكاسر بوجهه عنها وعضّ على نواجذه يضغط على نفسه بقوّة قبل أن يقول: شوفي حنان... في سببين بخلّوني أتغاضى عن تصرّفاتك السخيفة والعوج تبعك... أوّلا إنّي سخافات النسوان ما إلي طاقة عليها... تقيلة علي لا بعرف أبلعها لا بميّ ولا حتّى بسفن آب... والسّبب التّاني إنها بعيدة عنّي ما دخلني فيها بسسسس يوم ما بتقرّب منّي هون بضطر أعمل الواجب اللي أخوي ما عرف يعمله معك... أربّيكي

نظرات الكاسر كانت حادّة صارمة ومخيفة وكلّ ذلك بعثرها وحبس أنفاسها اللاهثة بإثارة وترقّب ولكنّها رغم ذلك قالت: خير سلفي بشو مدايقتك أنا ومش منتبهة

حينها أفلت غضب الكاسر من عقاله فوقف بطوله المهيب أمامها وصرخ فيها قائلا: ام رامييي!! ولادي وإمّي خط أحمر وإنتي بتعرفي شو يعني خطّ أحمر بالنّسبة للكاسر، مرّة تانية بتمدّي إيدك عبنتي بكسرلك إيّاها

حينها اشتعلت عيون حنان وقالت بغضب وحقد على ابنته: بس يا كاسر بنتك هيّي اللي ضربت ابني أوّل

رفع الكاسر اصبعه قائلا: أوّلا اسمي بالنّسبة الك أبو صارم وبس وتانيا لمّا ابنك اللي مش مربّى يدخل على غرفتها ويمزعلها ورق الواجب المدرسي اللي تعبت عليه خلّيها تضربه وتكسر راسه كمان

اعترضت حنان قائلة بقهر: بس هاد صغير

أجابها بعناد: خمس سنين مش صغير بيفهم شو يعني غرض مش إله وأساسا لو عرفتي تربيه كان ما بدخل لمكان ما بخصّه من الأساس من غير إذن صاحبه

بقلّة أدب ووقاحة أجابته: بس هاد المكان أساسا كان إله قبل ما ولادك ييجوا ويحتلّوه

هنا وقفت والدته ناهرة إيّاه بحدّة: إنتي ما بدّك تحترمي حالك، البيت هاد بيتي أنا وبستقبل في اللي بدّي إيّاه والكاسر وولاده إلهم فيه زيّ ما لهمّام وولاده ولّا ليكون فكّرتي حالك صرتي صاحبة البيت وبدّك تؤمري وتنهي في على كيفك!

لمعت دموع التماسيح في عيون حنان وقالت: الله يسامحك يا عمتي وأنا اللي معتبرة حالي زي بنتك

لكن الكاسر لم يسمح لها بالتمادي بتمثيليّتها فقاطعها قائلا: حنان.. ولادي ما دخلك فيهم وبتعملي حسابك بنتي ما بتطلبي منها ولا طلب لإنها مش موجودة هون لخدمتك وراحتك واي اشي لازم تساعد في إمّي وبس هيّي اللي مسموحلها تطلب منها... مفهوم؟!

بحقد مشتعل أجابته بكلمة واحدة: بأمرك

انتهى الكاسر منها وتوجّه نحو باب الخروج ولكنّه وقبل ان يغادر سأل والدته: وينه نبراس ما شفته؟

قالت والدته بيأس: لسّة ما روّح مع إنّه كلّ ولاد الحارة اللي معه بالمدرسة روّحوا من أكتر من ساعة!

قبض الكاسر يده وقال لإمّه: هيني طالع أشوفه

وخرج من المنزل وشعر فجأة أنّ سنوت عمره تضاعفت من شدّة ما يشعر به من تعب وثقل، بالنهاية يبدو أنّ والدته لديها حقّ وأنّه آن له أن يتزوّج ويضمّ أولاده إليه من جديد تحت ناظريه وبين ذراعيه، ويبدو أن لا خيارات عديدة لديه حاليا سوى هذه اللميس التي تعجب والدته وشقيقته فمن هو ليخالف رأيهما!!

.................................................. .................................................. ......................

مساءا

أنهت منال المكالمة ووضعت الهاتف على الطاولة الصغيرة التي تتوسّط صالة المعيشة في شقّتها وشردت قليلا

لاحظ زوجها شرودها وصمتها فوضع الحاسوب المحمول من يده وسألها: خير يا منال مالك سرحانة فإيه؟ هي مش جارتنا لميس اللي كنت بتكلّميها دي؟

نظرت له منال بأسف وقالت: آه هيّي

استغرب جمال وسألها: وليه بتقوليها وانتي زعلانة كدة

أجابته بأسى بينما تضع رأسها على كتفه: عشان كانت بتعتذرلي عن الموافقة على الكاسر أخوي

قال جمال ببساطة: طب والله ربّنا بيحبّها

رفعت منال رأسها عن كتفه وضربته بقوّة على ذات المكان قائلة: ما تحكي على أخوي!

فضحك قائلا بينما يمسّد بيده على مكان ضربتها: بقى يا ناكرة الجميل مش دة هو الكتف اللي كنتِ هرساه من شويّة؟

وقفت منال بغضب وقالت بتوعّد وحنق: طيّب يا جمال أشوف لمّا تيجي تنام مين اللي راح تسمحلك تهرسلها صدرها براسك اللي قدّ طنجرة المحشي!

قهقه جمال ووقف يحتضنها قائلا: تعالي بس يا مجنونة متأفرويش الموضوع عارف إنّي مهونش عليكي

رفعت حاجبها بتجبّر وتكتّفت قائلة: لأ عادي على فكرة

زفر جمال بغلٍّ وتمتم قائلا: كاسرة زيّ اخوكي ما انا عارفك بسّ اعمل ايه بحبّك

اقتربت منه بدلال وقالت بفرح: سمعتك على فكرة بس معلش سامحتك خلص

قبّل جمال يدها ضاحكا على هبلها فهي سريعة الغضب سريعة الإرضاء ثمّ أجلسها بجانبه وسألها بصدق: قوليلي بس إيه اللي زعلك برفض لميس مش إنتِ من امبارح وانتِ محتارة ومش عارفة إيه اللي هتعملي لو الكاسر فضل راكب دماغه ورافضها؟ أديها جت من عند ربّنا ورفضته هيّ كمان!

نظرت له منال مفكّرة وقالت باقتناع: معك حقّ والله بتعرف شو؟ إنت بتجنّنننن

ابتسم جمال وقال بغرور: ما انا عارف طبعا دة انتي مامتك داعيلك بليلة القدر والله

فتحت منال فمها لتهشّم غروره ولكن نظرات الأسى سرعان ما عادت لوجهها فسألها متحسبنا بداخل نفسه على هذا الابتلاء: خير مالك ليه قلبتي للوشّ التّاني من تاني بس

فقالت بأسى طفلة فقدت لعبتها: كان نفسي فيها للكاسر

أجابها جمال بطولة بال: معلش يا حبيبتي كلّه نصيب

ثمّ نظر لها وأكمل مناكفا: يا حبيبتي دة بدل ما تفرحي لإنّ أخوكي غالبا كان هيقتلك لو لميس وافقت عليه دة انتي انكتبلك عمر جديد والله "للأسف"، دة انا كنت خلاص جهّزت صورة بروفايل سودة مكتوب عليها إنّا لله وإنّا إليه راجعون وتقريبا غيّرت الحالة الاجتماعية بالفيس من متزوّج لأرمل

كانت منال تستعدّ للهجوم عليه عندما قاطعها صوت رنين هاتفها معلنا مكالمة مجّانية عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعية فسارعت للإجابة عليها بلهفة فهذه لا بدّ والدتها

دقائق فقط وكانت منال تغلق الهاتف وتضرب يدها على وجهها شاحبة

فزع جمال ووقف يساندها سائلا بجزع: خير يا منال في إيه؟ مامتك أو حدّ من اخواتك جرالهم حاجة؟

نظرت له منال وقالت بنبرة باكية: جمال!

أجابها بلهفة: خير يا حبيبتي

قالت بصوت مرتعش: غيّر صورة البروفايل تبعتك وجدّد الحالة... الكاسر ركب طيّارة مصر هلّأ وخلال كم ساعة بكون هون بالمطار... جاي يطلب إيد لميس من اخوانها!!!

.................................................. .................................................. .................................................. .................................

انتهى الفصل يا جميلات قراءة ممتعة
ملاحظة: أرجو منكم عند عدم فهمكم لأي كلمة السؤال عنها هنا أو بالفيس انتم مرحب بكم كما أرجو من اخواتي المصريات الصبر عليّ قليلا لو وجدتم بعض الهفوات باللهجة حتّى يصبح الامر بالنسبة لي اكثر عفوية وبالنسبة للزوار مرحب بكم تماما الفصول ستبقى ظاهرة المحتوى حتى اخر الرواية
ونهاية الفصل كما ترون طويييييل

يعني خليكم كريمات بدي تعليقات وتقييمات وريفيوهات زي المطر
وما تنسوا اللااااااااايك


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:30 PM   #387

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

اهداءات من القارئات الغاليات ارجو من الاشراف اضافتهم للمشاركة الأولى في الرواية

غلاف جميل ومميز اهداء من الجميلة العذوب سليمان "دروب"



اقتباسين من قلب الرواية عن الفصل الأول بتصميمات رائعة من الجميلة هبة عاطف






bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:38 PM   #388

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 18 والزوار 24) ‏bambolina, ‏Mrs.hamdallah, ‏mouna latifi, ‏الاء ابراهيم, ‏سيدة11, ‏أسـتـر, ‏الشيماءعمر, ‏الأسيرة بأفكارها+, ‏kouki kouki, ‏شوقا, ‏Enas Abdrabelnaby, ‏Fatima hfz+, ‏نداء1, ‏رغيدا+, ‏Nadia khaled, ‏ام زياد محمود+, ‏English teacher90, ‏maiswesam

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:39 PM   #389

سيدة11

? العضوٌ??? » 408910
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 258
?  نُقآطِيْ » سيدة11 is on a distinguished road
افتراضي

نحنو بانتضار😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😚😚😚😚😘😘😘😘😘😘😘😘😚😚😚😚😚😘😘😘😘😘😘😚😚 😚

سيدة11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 06:39 PM   #390

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

وصللللت حبي ...طبعا حطيت بس ليكات راح ارجع
اقرا على اقل من مهلي . ايجاني تلفون طويل ومقدرت احضر
اللايف ....رايحة اقرا .....


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.