آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree671Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-18, 12:31 AM   #4361

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1


الفصل التاسع عشر

ما إن دخل محمّد مكتبه حتّى وجد السكرتيرة الجديدة تحوم في الصالة بغير هدى، فوقف أمامها مقطّبا قبل أن يقول بصوت جهوري أفزعها: السّلام عليكم

شهقت السكرتيرة بخوف ثمّ ربّتت على صدرها تهدّئ من نبضاته وأجابته لاهثة: وعليكم السّلام، أهلا يا محمّد بيه، قصدي يا أستاذ محمّد... دكتور محمّد!

هزّ محمّد رأسه بوجوم وأجابها: لو سمحت يا آنسة...

بسرعة أكملت كريمة عنه مذكّرة إيّاه باسمها: كوكي... قصدي كريمة... لا مؤاخذة يا دكتور أصلي مرتبكة حبّتين، لكن بأمر الله كلّها يومين وتلاقيني خدت على الجوّ وفكّيت!

بذات الوجوم أجابها محمّد ذاهلا: فكّيتي؟! يا ستّي معلش ما حصلش حاجه... ممكن لو سمحتِ تعمليلي فنجان قهوة؟ لكن بسرعة لو سمحت لحسن حاسس دماغي هتنفجر!

ما إن دخل محمّد غرفة مكتبه حتّى رمى حقيبته بإهمال يماثل إهمال شقيقه، ثمّ خلع سترته وأبعد ربطة عنقه عنه بنزق، وبعدها اتّجه إلى الحمّام الملحق بمكتبه، وفتح صنبور الماء وابتدأ يرشق وجهه بالماء ليخفّف من حرارة أفكاره عبثا، فصورتها نائمة فوق فراشه صباحا بتلك الطريقة الفوضويّة المغوية لا يزال يفعل بروحه وجسده الأفاعيل

بضيق فتح محمّد أزرار قميصه وابتدأ يرمي صدره المشتعل أيضا برذاذ الماء إلى أن شعر بروحه تبدأ بالهدوء قليلا، فخرج من الحمّام بشكله ذاك في الوقت الذي كانت كريمة تدخل فيه إلى المكتب تحمل بيدها صينيّة تحمل فوقها فنجانا من القهوة وكوبا من الشاي بالحليب

وقف كريمة تنظر إليه مشدوهة بما تراه، تبحلق فيه بعينيها بينما تنقّل مقلتيها ما بين شعره المبلل وصدره المكشوف بشعيراته اللامعة من أثر المياه

تنحنح محمّد واقترب منها يتناول فنجان القهوة ويقول: شكرا يا آنسه تسلم ايديكي... يا آنسه... آنسه كريمه؟!

رمشت السكرتيرة عدّة مرّات وقالت: هااا؟

كتم محمّد ابتسامة فكاهة ظهرت رغما عنه فوق شفتيه وقال: بقوّلك يا ريت تاخدي كوباية الشاي باللبن للأستاذ حسين قبل ما تبرد!

بشرود هزّت كريمة رأسها وخرجت من الغرفة بينما تهمس لنفسها قائلة: تبرد منين بسّ وانا شيلاها والنّار جوّايا قايده، ايه يا بتّ يا كوكي الوقعة المنيلة بستين نيلة اللي انتِ وقعتيها دي! يخرب بيتك هتكرشي على اتنين اخوات مع بعض!!

ما إن خرجت كريمة من المكتب حتّى ارتمى محمّد على كرسيّ مكتبه وأغمض عينيه مهموما

كيف تُراه سيحتمل مهلة الثلاثة أشهر التي وعدها بها؟ إن كان الأمر قد كان صعبا سابقا وهو ينام بعيدا عنها فكيف سيكون الآن وهما ينامان تحت سقف غرفة واحدة؟ بل وسرير واحد أيضا!

يا الله

لا يزال مظهرها صباحا مطبوعا في مخيّلته لم يفارقه لثانية واحدة، متطفّلا على محاضراته، مجتاحا كلّ حواراته التي أجراها مع كلّ زملائه في حرم الجامعة وبداخل الكلّية، محفورا بوقاحة مع كلّ كلمة مبروك، ومرسوما بوضوح مع كل غمزة سمجة أو نكتة وقحة ألقاها عليه أحد من زملائه لكونه العريس الجديد

يا الله كم يشعر بالامتنان الآن من القرار الذي اتّخذته هي بالأمس بالسّهر فوق كرسيّها الورديّ الهزّار ومتابعة أحد الأفلام تاركة له السّرير لحسن حظّه خاليا لينام فيه، إلى أن استيقظ هو فجرا ورآها غافية فوقه ترتدي بيجاما بشورت من الساتان الأسود، وبلوزة من ذات القماش واللون بعلّاقات رقيقة ورسومات عسليّة دقيقة

لقد أيقظها بوقتها قبل أن يذهب للصلاة مشفقا عليها من نومتها غير المريحة، متجنّبا الإطالة بالحديث أو النظر، طالبا منها الذهاب لإكمال نومها في السرير، فتنظر إليه بتشوّش وبغير تركيز، قبل أن تتحرّك شبه غافية وترتمي فوقه فعلا

لكنّ المعاناة لم تكن قد بدأت عندها، بل في تلك اللحظة التي عاد فيها من المسجد ليجدها مستقلية على بطنها فوق سريره بشكل مائل ما بين زاوية اليمين إلى زاوية الشمال، فاردة كلا ذراعيها حولها وشعرها متناثر في كلّ مكان، فيما ارتفع شورتها القصير أصلا إلى ما فوق فخدها الأيسر كاشفا أمام عينيه.. الكثير!

شرب محمّد بعضا من فنجان قهوته قبل أن يمسّد على جبينه المنهك من كثرة التفكير والنعاس، فهو بالطبع لم يكن قد نام أبدا بعد أن رآها في تلك الصورة، ليجلس على مكتبه قليلا محاولا إنجاز بعض العمل قبل خروجه للجامعة ، الأمر الذي لم يقم به بالطّبع!

ماذا تُراه سيفعل الآن وكيف سيتعامل معها؟

تجاهلها مُحال وهي بهذه العفويّة وهذا الإغراء، ولكن هل هذه عفويّة حقّا أم تُراها مجرّد حركات مدروسة تمارسها عليه معتمدة على جهله وسذاجته فيما يتعلّق بعلاقاته مع النساء؟

لا بدّ أنّها كذلك وإلّا ما معنى تصرّفاتها التي شهدها عليها منذ أن عرفها، وما معنى كلمات شقيقتها التي أوحت بعلاقة رخيصة كان يبدو واضحا جليّا من كلماتها أنّها قد استمرّت حتّى بعد خطبته لها، وهو ليس ذلك الرجل الذي يقبل فتاة بماضٍ ليس مشرّفا، حتّى وإن كان متأكّدا أنّ ظروف حياتها، تربيتها الخاطئة، ووالدة معدومة الأمومة هي السبب وراء كلّ ذلك، قد يتأثّر بها، يتعاطف معها، ولكن جلّ ما يستطيع أن يقدّمه لها هو الدعم والتعاطف، يعلم ذاته وشخصه، قد يتأثّر بها الآن، بل وإن سمح لأهوائه بأن تقوده قد ينجرف بمشاعره معها متمّما زواجه منها، ولكن ستظلّ هناك تلك اللحظة التي سوف يغمض عينيه بها بعد أن ينتهي كلّ شيء، ويلمس دنسها بالدليل القاطع، فتضيع السَكرة ويرى نفسه أمام أمّه من جديد... رخيصا معدوم الشّرف مبتور الرجولة، بالضبط كما كان يحسّ والده قبل سنوات، ذلك الشعور الذي لم يفارقه إلى أن مات

ولأجل كلّ هذا هو لن ينحني أبدا، لن يغمض عينيه ويجاري موجاتها الهادرة مسلّما نفسه لها، بل سيدير لها ظهره ويقاومها ويمشي بعكس التيّار مهما كان الأمر منهكا ومهما بدى له ذلك الآن مستحيلا!

.................................................. ...........

في المكتب الآخر كان حسين ينظر لكريمة بدهشة، فبادرته تقول والارتباك والحرج يبدو جليّا على محيّاها: الأستاذ محمّد طلب منّي اعملّه قهوة فقلت أمّا اعمل للدكتور حسين شاي باللبن بالمرّة!

ابتسم حسين بفكاهة وتناول منها الكوب قائلا: تسلم إيديكي متشكّر جدّا يا آنسه كريمة في وقتها فعلا!

أوشكت كريمة على الخروج إلّا أنّه أوقفها قائلا: إلّا قوليلي يا آنسة كريمة الموبايل بتاعك اتصلح ولّا لسّة بايظ؟

بامتنان لسؤاله أجابته قائلة: لا هو كويّس الحمد لله بسّ في كسر بسيط في الشاشة الخارجيّة بتاعته

بأسف حقيقيّ أجابها حسين: معلش أنا آسف بجدّ ما توقّعتش إنّ قلبك خفيف كدة، هاتيه ورّيهولي أمّا اشوفه

ذهبت كريمة في لحظة وعادت لتناوله الهاتف فأومأ لها بالجلوس بينما يتفحّصه قائلا: طب الحمد لله الكسر فعلا باللزقة الخارجيّة بس، طيب انت تروحي وانت نازلة من هنا لمحلّ الموبايلات اللي فآخر الشارع وتقوليله انّك جايّاله من طرف الأستاذ حسين المحامي، وهو لوحده هيشوفلك اللازم ويعمله

تضرّجت وجنتي كريمة حرجا وأجابته قائلة: مالهوش داعي والله

ناولها حسين الهاتف وأجابها: انت تعملي زيّ ما بقولك من غير كلام كتير

دخول بتول المفاجئ قاطع كلماته بينما كانت تقول هي بغير انتباه وعيونها ترحل للخارج باستغراب: سلام عليكم، بقولك يا حسين هي حاجات مين دي الي موجودة بره فوق... مكتبي؟

فجأة صمتت بتول وهي تلحظ الشابّة التي كانت تجلس قبالة زوجها على المكتب، فارتبكت واعتذرت منهما بحرج قائلة: لا مؤاخذة ما خدتش بالي إنّ في عندك عميلة بعد اذنكوا

كانت بتول فعلا توشك على الخروج عندما ناداها حسين بمرح قائلا: تعالي بس انت رايحة على فين؟

نظرت له بتول حينها بخجل وارتباك فأشار لها قائلا: استنّي بس امّا اعرفك على السكرتيرة الجديدة الآنسة كريمة

باستغراب وعدم فهم أجابته قائلة: ايه؟ سكرتيرة؟ سكرتيرة مين؟ طب وانا؟ وماما؟

قطّب حسين حاجبيه من ردّة فعلها الحادّة وغير اللائقة أمام السكرتيرة المضطربة التي نظر هو إليها وأومأ لها بوجوم قائلا: طب اتفضّلي انت يا آنسة كريمة دلوقت

اومأت كريمة بقوّة وسارعت بالخروج فيما اقترب هو واغلق الباب خلف السكرتيرة قبل ان يتقدّم منها ويحتضنها قائلا: وحشتيني

وضعت بتول يدها على صدر حسين وأبعدته عنها كي لا تفقد تركيزها وسألته من جديد بدهشة: مين دي يا حسين؟

رفع حسين كلا حاجبيه واتّجه نحو مكتبه قائلا: جرى ايه يا بتول ما انا لسّه قايلّك انّ دي السكرتيرة الجديدة

ضيّقت بتول حاجبيها وتساءلت بغضب ابتدأ يظهر جليّا على محيّاها: طب ازّاي؟

جلس حسين ونظر إليها قائلا ببديهيّة ضايقتها: ايه هوّ اللي ازّاي يا بتول زيّ أيّ مكتب محترم ما بيعمل لمّا بيحتاج موظّف ولا موظّفة يشتغلوا عنده

فارت الدماء فعليّا في دماغ بتول وأجابته بصوت ارتفع قليلا: ده لمّا بيبقوا محتاجين موظّفين يا أستاذ حسين

زفر حسين بضيق وتمتم قائلا بصوت مسموع: لا حول ولا قوّة الّا بالله، هوّ انتِ مالك قلبتِ كدة على سيّده منشن من تاني

ليكمل قائلا بصوت شديد: امّال مين هيمسك السكرتارية مكانك إنتِ ومامتك يا آنسه بتول... استغفر الله العظيم يا رب شفتي خلّيتيني ألبّخ في الكلام ازّاي؟

تضرّجت وجنتيّ بتول غضبا وأجابته بحدّة: وهوّ انا ولّا ماما كنّا سيبنا الشّغل علشان تجيبوا وحدة تشتغل مكانّا؟ وبعدين هوّ احنا مش من حقّنا نعرف من قبل ما تقرّروا ترفدونا؟

بحلق بها حسين وابتدأ الغضب يعبث بأعصابه فأجابها بعصبيّة: نرفدكم؟ انتِ شايفة الموضوع كده؟ هوّ انا لمّا اكون بحبّ حماتي وحابب أريّحها وبعمل واجبي ناحية مراتي ببقى برفدكم؟

بغصّة إحراج وقلّة حيلة أجابته بتول: بسّ إنت عارف قدّ إيه إحنا محتاجين للشغل ده!

بصدمة قام حسين عن الكرسيّ واقترب منها قائلا: انت هبلة يا بنتي ولّا فيكي إيه، يعني ايه احنا محتاجين للشغل، هوّ انتِ ناسية إنّك بقيتي مراتي ولّا إيه؟

باضطراب أجابته باعتراض: لأ طبعا ما نستش لكن برضو يا حسين ماما.....

قاطعها حسين بينما يقترب منها بشكل خطير على أعصابها ولامس بكفّيه وجهها قائلا: يا بنت إنتِ عارفة يعني إيه مراتي؟

تضرّجت وجنتي بتول تأثّرا بقربه فناغشها قائلا بقلّة حياء: يا قليلة الأدب مش بسّ هوّ اللي جه في دماغك دلوقت ابسلوتلي

ضربته بتول بحياء على كتفه فقهقه قائلا: طب من غير زقّ طاه، بتول... انتِ مراتي يعني مسؤولة منّي، يعني من واجبي عليك إنّ اصرف عليكي، واحميكي واخد بالي منّك دي هيّ القوامة اللي ربّنا كلّفنا بيها، قوامة تكليف وليس تشريف

صمتت بتول قليلا ولكنّها سرعان ما قالت: ولو يا حسين، كان من حقّي برضو إنّي اعرف، ثمّ انا مش موافقة على كده، انت عارف كويّس قدّ ايه انا بستفاد من شغلي معاكو هنا، ثمّ أنا مش متعوّده على قعدة البيت

ربّت حسين على خدّها قائلا بمهادنة: بكرة تتعوّدي يا روحي

اضطربت ملامح بتول وهي تسمع منه تلك الكلمة التحبّبية ولكنّ تأثّرها سرعان ما تلاشى بينما تسمعه يكمل: ثمّ ما تنسيش إنّك مش هتبقي لوحدك وإنّ في إيمي ممكن تتسلّي معاها

حينها تطاير الشرر من نظرات عيونها وأبعدته عنها قائلة: إيه؟ إنت عايزني اقعد مع دي؟

رغما عنه تضايق حسين من أسلوبها في الحديث فحدجها بنظراته قائلا: بتووول ما تنسيش إنّ دي... تبقى مرات اخويا... آبيه محمّد ولّا نسيتي؟

حينها نظرت بتول إليه بتوجّس تنظر لعينيه اللتين كانتا تنبّهانها من البوح بما يعتمل بداخل عقلها من هواجس وأفكار ولكنّها صمتت بالنهاية وقالت: طب وماما يا حسين، ذنبها إيه تاخد منها شغلها اللي هيّ عايشة بيه؟

بصدمة نظر إليها حسين ثمّ همس بذهول: لااا إنت الظاهر فعلا جرى لمخّك حاجة! يا ستّي انا بقولّك انتِ مراتي؟ يعني أنا وأنت خلاص بقينا واحد، بيتي هوّ بيتك واهلك همّ اهلي وأمّك بقى دي تبقى أمّي... يا بتول ما انتِ عارفة أنا بحبّ والدتك قدّ ايه

بعمق عينيه نظرت بتول وأجابته بمرارة مبطّنة: أكيد طبعا هوّ انت اتجوّزتني إلّا علشانها!

أجفل حسين من جملتها لأقلّ من ثانية ثمّ هزّ رأسه بخفّة وأجابها: أديكي قلتيها، يبقى دلوقت بعد ما بقيت في مقام ابنها أقلّ حاجه اعملها هيّ انّ أخلّيها ترتاح، واللي كانت تاخده من شغلها تاخده منّي بس وهي قاعدة مرتاحة ومتستّتة معزّزة مكرّمه في البيت!

ابتلعت بتول غصّتها التي كانت تخنق روحها وأجابته: بسّ يا حسين....

من جديد اقترب منها حسين ثمّ أمسك بوجهها ورفعه ناحيتها قائلا: ما بسّش يا بتول، ما تبقيش أنانيّة بقى وفكّري فمصلحة مامتك وفكّك من الحساسيّة الطبقيّة بتاعتك... ولّا أقولّك انت دلوقت تسكتي خالص وتأجّلي المناقشة لمّا نرجع بيتنا ونخشّ اوضتنا، هناك انا هعرف ازّاي اقنعك اصل الانسة منشن الشديدة والآنسة بتول الحسّاسة دول ماعرفش اتفاهم معاهم انا، انّما هاتيلي توحه روح قلبي وانا وهيّ عمرنا ما نختلف!!
.................................................. ...........


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:31 AM   #4362

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 388x( الأعضاء 215 والزوار 173)‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏ام نينه, ‏نرجس20, ‏nourhan5, ‏soso asma, ‏أم أحلام, ‏AdamDado, ‏ريما اشرف, ‏sara alaa, ‏Booo7, ‏bambolina, ‏راما الفارس, ‏زنبقت الجنوب, ‏مريم المقدسيه, ‏همس البدر, ‏fofoo92, ‏من هم, ‏oushy, ‏Hagora Ahmed, ‏yasser20, ‏adorer, ‏Diego Sando, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ساميحة, ‏bobosty2005, ‏Zozat, ‏shams ali, ‏rasha shourub, ‏فريدة يحيى, ‏Shimoooo2020, ‏هديل الحياة, ‏الزهراء الجميلة, ‏اشراقه حسين, ‏WAFAS, ‏rihab91, ‏فررراشة, ‏مانولر, ‏Khaoula tayeb errahman, ‏الروح الهائمه, ‏weaam93, ‏لولة العسولة, ‏Roro adam, ‏جلاديوس, ‏halimayhalima, ‏Riham**, ‏Moonita, ‏Mrs.dark, ‏ضحى, ‏مهيف ..., ‏دوسة 93, ‏joujou ha, ‏Gigi.E Omar, ‏nes2013, ‏nasmat ba7r, ‏ابتسام عبدالله, ‏عبث الحروف, ‏nadia1996, ‏ياسمين على احمد, ‏سديم سديم, ‏samira bouanane, ‏عروسة الاطلس, ‏rasha moner, ‏مجد22, ‏دلال الدلال, ‏butterfly.z, ‏مخبرية, ‏حنان ياسمين, ‏Shimaa12312, ‏chem.Fatima, ‏Amina bella, ‏موجة هادئة, ‏مريم@, ‏نورالله, ‏browen eye, ‏Om qais Al edwan, ‏نور كان بيروت, ‏طوطه, ‏pretty dede, ‏nourelhayat, ‏Ollaa, ‏sara osama, ‏هدير خلف, ‏princess of romance, ‏علياء نبيل, ‏Hopeoun, ‏noor ahmad27, ‏سفيرة العراق, ‏خفوق انفاس, ‏bashora1998, ‏Asmaa nasser, ‏حووووووور, ‏Benan, ‏AyOyaT, ‏روجا جيجي, ‏زينبf.j, ‏صمت الهجير, ‏Zaaed, ‏وفاء خطاب, ‏هناء بدران, ‏shammaf, ‏دلال عمر, ‏Mwatena mesrya, ‏wiamrima, ‏najla1982, ‏Berro_87, ‏Huyaam, ‏سماح الطيبة, ‏نداء1, ‏Kholodsaad, ‏Oya_a, ‏مينى10, ‏NurElhuda, ‏amirat elqasr, ‏nawara2000, ‏سمر ح, ‏aa elkordi, ‏أم الشيخ, ‏Fofa shine, ‏ياسمينة الماضي, ‏safaa fathy, ‏ام توتا, ‏نهى حمزه, ‏Amani_j, ‏احلام الوردي, ‏مملكة الامل, ‏maiswesam, ‏yawaw, ‏Hadooshtash, ‏linasamar, ‏Reemo.B, ‏سومة111, ‏نيو ستار, ‏ترباس, ‏shereen.kasem, ‏Asmaa Mohammed6, ‏dekaelanteka, ‏أم جمانة 01, ‏ouertaniradhia, ‏ايالا, ‏shimaa saad, ‏رانيا م, ‏اليك ربي, ‏مهاك, ‏karima seghiri, ‏m7s, ‏إدارية, ‏fatiha b, ‏mrmrmero, ‏تالا صلاح, ‏muneeera, ‏فديت الشامة, ‏Monaesmat27, ‏دمعة حب٩١, ‏Agadeer, ‏يمنى اياد, ‏اليمامه الزرقاء, ‏فاطمة توتى, ‏pearla, ‏Mona roro, ‏meryamaaa, ‏koka 88, ‏ريبكا, ‏Aya404, ‏الاف مكة, ‏Chaimaalb, ‏التوحيد, ‏fatiroze, ‏نهولتى, ‏Bnboon, ‏صفحة هروبي, ‏سرى النجود, ‏Fatmaahmed, ‏هوس الماضي, ‏Marwa mostafaa, ‏simsemah, ‏شاكرة, ‏hajer ilahi, ‏Asya Tulyda, ‏shadow fax, ‏عاشقة الحرف, ‏هبه صلاح, ‏ريناد السيد, ‏حياتي ديني, ‏رهف ااحمد, ‏noorvay, ‏ياسمين نور, ‏Time Out, ‏بنت سعاد38, ‏om malk90, ‏عشق القراءة, ‏roro.rona, ‏jassminflower73, ‏Zozo.70, ‏Nassnura, ‏nour helal, ‏nanash, ‏إلين 1988, ‏reemrabouh, ‏Agaiaa, ‏داليا انور, ‏ام معتوق, ‏ليال الحنين, ‏maysa ali, ‏بناتي حياتي, ‏gehad sawalha, ‏منمنة صغيرة, ‏hinata12, ‏الورد زنبق, ‏قمر وليد, ‏القبلان, ‏جويريا

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:32 AM   #4363

Khaoula tayeb errahman

? العضوٌ??? » 416464
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Khaoula tayeb errahman is on a distinguished road
افتراضي

متشوقين الله يعطيك العافية و بالتوفيق انشالله 👏👏

Khaoula tayeb errahman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:33 AM   #4364

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

تجلس أمام والدتها التي كانت تقطّع الباذنجان بينما تحمل بيدها كتابا في قانون الجرائم، تنظر إليه حينا ثمّ لوالدتها أخرى

وبينما هي كذلك وإذ بها تسمع والدتها تقول: في إيه يا بنت بطني قولي، شكلك كده مش مطمّني وبيقول إنّ في فقلبك كلام!

تضرّجت وجنتي بتول وتنحنحت قبل أن تضع الكتاب من يدها على الطاولة ثمّ تنظر لوالدتها... وتسكت!

تركت فوزيّة الباذنجان والسكّين من يدها ونظرت لابنتها وقالت: في إيه يا بتول يا بنتي شكلك مش مطمّني هوّ انت وجوزك متخانقين كفى الله الشرّ؟

بإحراج وتلعثم أجابت بتول والدتها: لا يا ماما متخانقين إيه بسّ هوّ احنا لحقنا؟ أنا بس... كنت عايزة... يعنييي... اصل...

حينها هتفت بها والدتها والضيق والخوف قد ابتدأ يستحكم بأعصابها: اصل ايه ما تقولي بسرعة يا بنتي خلّصيني سيّبتي ركبي هوّ انت هتنقّطيني في الكلام؟!

ابتلعت بتول ريقها ثمّ قالت بينما وجهها يزداد احتقانا: اصبري بسّ يا ماما اصل الموضوع محرج شويّه

بارتباك سألتها والدتها: محرج؟ ليه هوّ يخصّ إيه؟

خفضت بتول رأسها وهمست تقول: يخصّ علاقتي أنا وحسين... قصدي يعني العلاقة الجسديّة!

خبطت فوزيّة على صدرها قائلة: يا لهوي! هوّ انا يا بت مش امّا كنت سألتك في يوم صباحيّتك ان كان الموضوع حصل ولّا لأ قولتيلي حصل؟

بشحوب نظرت بتول لوالدتها قائلة: اه والله حصل يا ماما حصل وبيحصل كلّ يوم

هتفت فوزيّة وقد ابتدأ بعض اللون يعود لوجهها وسألت: أُمّال يبقى في إيه؟ مالها علاقتك بجوزك؟

نظرت بتول لوالدتها بعجز وقالت بتلعثم حرج: أصل يا ماما انا لمّا بكون معاه بحسّ... قصدي ما بحسّش... يوووه انا مش عارفة يا ماما اقولّك ايه بس...

ابتسمت فوزيّة لابنتها وقالت برويّة وحكمة العارف: ما تقلقيش يا حبيبتي، شويّة شويّة هتبقي تحسّي، اصل يا بنتي العلاقة دي بين الزوجين زيّ حياتهم مع بعض كلّها، محتاجة صبر وتكيّف وحوار كمان، آه ما تبقيش هبلة زيّ امّك وستّات كتير كمان، ما تسكتيش وتقولي رضا، لأ دوّري على حقّك واسعيله بسّ بالحكمة والكلمة الكويسة، قوليله بتحبّي ايه وما بتحبّيش ايه، اتصارحوا، بسّ ما تستعجليش صدّقيني كتير عرايس كدة وما تنسيش يا حبيبتي انّ جوزك عايش طول عمره عافف نفسه يعني مالوش بالحاجات دي وتنقصه الخبرة آآه بكرة شوية شوية هتلاقيه اتغيّر وبدأ يفهمك ويدوّر على اللي يبسطك... شويّة صبر بسّ ما تستعجليش

كانت فوزيّة تتحدّث بانطلاق غافلة عن عيون ابنتها التي كانت تحدّق بها ومع كلّ كلمة كانت تقولها كانت عيناها تتسعان أكثر وأكثر فيما شعور عارم بالخزيّ ينتابها مع شعور موجع بأنّها شهوانيّة رخيصة سهلة المنال!

.................................................. .................................................. ......................

بعد أيّام

خرج محمّد من باب المحكمة سعيدا بانتهاء القضيّة بالحكم لصالح موكّله فيما كان يتقبّل التهاني من بعض الحاضرين والشكر الكثير من موكّله، وبينما هو كذلك إذا بهاتفه يرنّ قاطعا عليه الحوار

أخرج الهاتف من جيب سترته فإذا بها إيمان، قطّب جبينه متوجّسا فهذه تقريبا هي المرّة الأولى التي تتّصل بها على هاتفه منذ أن تزوّجا

ما إن فتح الاتّصال وقبل حتّى أن يبدأ بالسّلام، جاءه صوتها تقول بصوت بدى له مضطربا ومختنقا بالدموع: محمّد ألحقني أنا تايهه ومش عارفة ارجع البيت

بصدمة ابتعد محمّد عن من حوله بينما يسألها بصدمة: إيه؟ مش عارفة ترجعي البيت يعني إيه؟ ليه هوّ انتِ فين أصلا؟!

صوت بكاءها وصله هذه المرّة واضحا مقوّضا جدار تماسكه الهشّ فصرخ بها من جديد: إيمان اهدي شويّة وقوليلي كده انتِ فين ؟

تنشّقت إيمان دموعها وأجابته: أنا متهيّألي إنّي قريبه من البيت

بصدمة سألها قائلا: متهيّألك؟

أجابته بهذر مضطرب: ايوة انا... انا كنت في التاكسي وقولتله على المنطقه، بسّ لمّا وصلنا اتنرفز وتعصّب منّي لمّا لقاني مش عارفة فين بالضبط فقمت انا نزلت وقلت ادوّر بنفسي ما هو اكيد الشقّة هتكون قريبة طالما إنّي وصلت لمنطقتنا بس أديلي بلفّ اكتر من ساعة ومش عارفة الاقي البيت

قالتها وأجهشت بالبكاء فانهارت أعصاب محمّد وأوشك أن ينفجر بها غضبا ولكنّه تمالك نفسه بعد أن سحب نفسا طويلا وطلب منها أن تصف له مكان تواجدها أو ان تخبره باسم أيّ محلّ او سوبر ماركت موجود في المكان حولها، ولكنّها لم تخبره بأيّ شيء مفيد

انطلق محمّد من فوره إلى أن وصل منطقة بيتهم وابتدأ في البحث عنها واستمرّ في الدوران في كلّ شوارع حيّهم والأحياء التي حوله إلى أن وجدها أخيرا تقف على ناصية طريق مغلق لا منفذ له بعد ما يزيد عن الساعة!

منهارا.. فاقدا لأعصابه.. منهكا..

نزل محمّد من السيّارة في اللحظة التي اصطفّ فيها أمامها بلا سيطرة كاملة على المكابح

لاهثا احتواها بنظراته المجنونة قبل أن يمسك بها ويشير لها بيده بعنف نحو لافتة كبيرة يخبرها بجنون تمكّن منه: بقالي أكتر من ساعة بقولّك لو في أيّ حاجة ممكن تساعدني اعرف انتِ فين قوليهالي وانتِ على قولة ما فيش ومعرفش، واللوحة اهي قدّام عينيك مكتوب عليها اسم الحيّ والشارع لكن غباءك واستهتارك منعوكِ انّك تدوّري أو حتّى تهتمي بإنّك تبصّي كوّيس حواليكي عارفه ليه؟ علشان إنت غبيّه!

بعجز بقهر بقلّة حيلة نظرت إيمان إليه عاجزة عن الكلام، ولكنّ صمتها كالعادة لم يفهمه إلّا تسليما أو عدم اهتمام، فأمسك بيدها يجرّها نحو سيّارتها قبل أن يدفعها بقوّة نحو الكرسيّ الأماميّ غير مبالي بجسدها الذي ارتطم بقوّة بالباب فيما كتمت هي بكاءها حتّى لا تستفزّه أكثر مكتفية بسيل الدموع الذي كان يغسل وجنتيها بكرم شديد

.................................................. ..........

دخل حسين الشقّة بعد قرع كثير على الجرس، ثمّ وقف بباب الشقّة ينادي ولكن ما من مجيب، فولج إليها بينما في عقله يشتم زوجته التي تقضي كلّ أيّامها بعد الجامعة ببيت والدتها، يزفر حنقا من شقيقه هو الآخر والذي استمرّ بالاتّصال به ليطلب منه هو أن يجلب له ملابسا من غرفته بعد أن تعطّلت سيّارته بالطريق واضطرّ أن يصلحها هو في الشارع لتغدو ملابسه آية في القذارة!

ما إن أنهى حسين حمّامه السّريع وخرج لغرفته حتّى سمع صوت صراخ شقيقه في الخارج مخيفا هادرا كما لم يسمعه من قبل

برعب أوشك على مغادرة غرفته والذهاب إليه لسؤاله عمّا به ولكنّها لم تكن سوى لحظات وحمد الله أنّه لم يتهوّر ويفعل ذلك فعلا

" عاجبك يا ستّ هانم اللي انت عملتيه؟ عاجبك الموقف السخيف اللي كنّا فيه بسبب غباءك واستهتارك وعدم شعورك بأيّ مسؤوليّة، مبسوطة بالخوف اللي عيشتيني فيه وانا عمّال بلفّ في الشوارع أدوّر عليكي عاجز اسأل ليقولوا النّاس عليّ مجنون، ما هو اقول ايه عيّلة قدّ الشحطة تاهت منّي يا بشر، ثمّ انتِ مين اللي ادّالك الإذن أصلا إنّك تخرجي وتروحي الزفت النادي ده؟ انتِ ما قولتليش وانا ما سمحتلكيش... ما سمحتلكيش، ولّا تكونيش فاكرة إنّك لسّة زيّ الأوّل ما فيش حدّ يشكمك، لا صحصحي وفوقي مش انا اللي ممكن تيجي وحده زيّك تستغفلني فاهمة!!"

قطّب حسين حاجبيه بضيق شديد من قسوة الكلمات التي كان محمّد يلقيها على زوجته وكأنّه ليس شقيقه الذي يعرفه، ليس محمّد أخاه المعروف ببرودة أعصابه وقوّة صبره وقدرته على الاحتواء

يصرخ بها بكلّ ذلك الحقد والقهر وكأنّه لا يتحدّث مع عروسه الصغيرة الوديعة، عروسه التي لم يرها حسين تخرج من باب الشقّة منذ أن تزوّجا ولو لمرّة واحدة لتثير لدى أخيه كلّ ذلك الحنق، إيمان التي تغيّرت بشكل عجيب منذ أن ارتبطت بأخيه، فباتت طيّعة هادئة وديعة، وكأنّها ليست هي، أو ربّما هي فقط بعد أن خلعت أقنعتها التي دوما كان يؤمن بوجودها خلف مظهر الأغراء الذي كانت ترتديه

إذا فما الذي يثير غضب أخيه عليها لكلّ تلك الدرجة، لم يبدو بصراخه هذا ملوّنا بكلّ ذلك الحقد والاحتقار، لقد ظنّ عندما قرّر محمّد الارتباط بإيمان بكلّ تلك السرعة أنّه أحبّها... بل عشقها، بأنّها قد استطاعت أن تنسيه كلّ الماضي الذي كان، موقفه من النساء عموما، كرهه لوالدتهم بالخصوص

عندها فقط لهث حسين برعب وهو يتعمّق بتفكيره إلى تلك الدرجة، وماجت عيناه بالخوف والألم والاضطراب الشديد

ليدرك فجأة أن محمّد وإيمان... ارتباط شائك شديد... الخطورة!

.................................................. ...........


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:35 AM   #4365

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

ليلا

في غرفة الضيوف المغلقة تجلس على كنبة منفردة ترفع ركبتيها حتّى صدرها وترمي برأسها فوقهما فتحتضن كلّها بين ذراعيها فيما فوق رأسها حجاب محلول مرمي فوق شعرها بإهمال من لم يعتده

أصوات شهقاتها الناعمة وصلت لذلك الذي كان قد قد خرج من غرفته ليحضر له ولزوجته زجاجة من الماء البارد

مضطربا وقف أمام باب غرفة الضيوف حائرا أيدخل إليها أم لا يفعل

ولكنّ شهقاتها بشكل ما حطّمت تصبّره شفقة فطرق الباب المشقوق وهمس لها قائلا: إيمي... أنا حسين... ممكن أدخل؟

صمت شهقاتها أعلمه أنّها لا بدّ قد سمعته فهمس من جديد قائلا: إيمي؟

صوتها المبحوح المتحشرح وصله بضعف لا يكاد يسمع: اتفضل

خطا حسين بقدميه لداخل الغرفة فقتله مظهرها الذي كانت تبدو عليه، فصمت لوهلة عاجزا عن الحديث قبل أن يهمس لها قائلا: إيمان أنا كنت في اوضتي لمّا رجعتوا النهاردة من برة!

بعدم فهم نظرت له إيمان قبل أن يغشى عينيها الخزيّ فتشهق باكية من جديد بينما تتباعد عنه بنظراتها، لكنّه اقترب منها أكثر قائلا: ما تزعليش من محمّد يا إيمي، صدّقيني هوّ ما كنش على بعضه، مش محمّد أخويا اللي انا اعرفه، ما عرفش كان ماله ولا حصل بينكوا ايه بسّ صدّقيني هوّ كان خايف عليكِ

بعدم اقتناع، بعدم تصديق نظرت إليه إيمان وبقيت على صمتها فسحب حسين نفسا طويلا قبل أن يجبر نفسه أن يقول مضطرا: إيمان محمّد... مش خالي من جوّاه زيّ ما انتِ فاكره!

وجع مباغت شقّ صدر إيمان بخيبة ملتهبة، لكنّ حسين سرعان ما تدارك نفسه موضّحا وقد رأى الصدمة والغيرة يلتمعان بتوهّج في مقلتيها: لأ أنا مش قصدي اللي انتِ فهمتيه من كلامي أبدا، محمّد فعلا عمره ما كان ليه علاقة بأي وحدة لا حبّ ولا غيره، لكن أنا اقصد انّ محمّد... في جوّاه اللي مش مريّحه، موجوع ومجروح، محمّد محتاج ركيزة قويّة صلبة وآمنه علشان يقف عليها من غير ما يوقع، والركيزة دي ما حدّش هيعرف يوفّرهاله غيرك انتِ... الصبر يا إيمان... الصبر والصدق و الـ... أمان

قال حسين ما قال ونظر إليها بعجز، يودّ لو يشرح، لو يوضّح ولكن أنّى له ذلك والبوح أشدّ إيلاما من الصمت

بخطوات بطيئة متردّدة خرج من الغرفة ولكنّه قبل أن يفعل نادته إيمان أخيرا بصوت متحشرج: حسين... ميرسي

ابتسم لها حسين قائلا: ما عملتش حاجة تشكريني عليها

بحياء... بخجل... بخزيّ... همست له قائلة: حسين أنا آسفة على تصرّفاتي السخيفة اللي كنت....

قاطعها حسين باسما بحزم وشدّة: أوعي تتكلّمي في الموضوع ده تاني يا إيمي ولا حتّى تفكّري فيه، أنا كنت ولا زلت بقولّك إنتِ فيكي حاجه جميلة جدّا من جوّاكِ، صدّقيني أنا من يوم ما بقيتي مرات اخويا... لأ... من يوم ما عرفت إنّه عايز يتجوّزك وانا نسيت كلّ اللي كان وبقيتي انتِ بالنّسبالي أخت... أخت وبسّ!

..........................................

ما إن دخل حسين غرفته حتّى وجدها تقف أمامه مربّعة اليدين، تنظر إليه بحدّة فشلت بمداراتها رغم محاولاتها البائسة، فتجاهل الأمر وابتسم لها قائلا: إيه هوّ انتِ لسّه ما نمتيش؟

بضيق أجابته تخفي الجحيم المتلظّي يتآكل على أعصابها والمشتعل في عقلها وقلبها وروحها، ليس منذ الآن فقط عندما لمحته يدخل غرفة كانت تلك بها فيطيلان فيها الهمس والكلام، بل منذ ساعات في بيت والدتها عندما لاحظت أنّه قد بدّل ملابسه التي كان يرتديها في الصباح وعندما سألته كيف بدّلها وأين، أجابها ببساطة مغيظة وملامح مغلّفة بالكتمان أنّه قد غيّرها في بيتهم وأين غير ذلك قد يكون فعلها، وحينها عندما عاتبته لذهابه هناك دونها بوجود زوجة أخيه لم ينكر ذلك بل اكتفى بإلقاء لوم ضمنيّ عليها وهو يخبرها أنّها لو كانت متواجدة هناك وقتها لما كان في الأمر أيّ غضاضة تلقيها عليه

نظرت بتول إليه الآن تتفحّصه وتحاول التغلغل لأفكاره ولكنّه اكتفى بالاقتراب منها والقول عابثا: إيه هيّ الجرعة مكفّتكيش ولّا إيه؟

بحدّة أجابته وهي تلقي نظرة على كلا يديه قائلة: لأ بسّ كنت بستنّى الميّة اللي خرجت تجيبهالنا و.... رجعت من غيرها!!

بارتباك غير راغب بإدخالها بتفاصيل لا تخصّها في حياة شقيقه وزوجته لا سيّما وهو يشعر بنفورها منها قال: أصل... شربت ونسيت أجيبلك... ثواني امّا اروح اجيبلك

قالها حسين وتحرّك بالفعل ليحضر لها، ولكنّها سرعان ما أمسكت ذراعة بقوّة قائلة: لأ خلاص مالهوش لازمة مش انت شربت... انا خلاص رويت!

أسبل حسين أهدابه وأجابها قائلا: ان شاء الله بكرة هجيبلنا برّاد ميّه يفضل عندنا في اوضتنا علشان تشربي كلّ ما تعطشي

بضيق سألته: ليه هوّ احنا هنفضل كده كتير؟

أجابها مستعجبا: كده ازّاي؟

بصوت منفعل أجابته: هنا

متغافلا أجابها مانعا نفسه عن الاستجابة لمناقشه يعلم أنّها تستدرجه إليها: يا سلام! أمّال هنكون فين؟

حينها صدح صوتها فعلا وقالت بغضب: انت بتستهبل يا حسين... نكون في بيتنا... شقّة نكون فيها لوحدنا ناخد فيها راحتنا من غير.....

قالتها وصمتت فأجابها بانفعال وغضب: احترمي نفسك يا بتول واعرفي تتكلّمي معايا ازّاي، ثمّ انت شايفة انّ الراجل صاحب الشقة جه يعني وانا قولتله استنّى ولّا مش عايزين؟ ثمّ انت متدايقة من إيه أصلا؟ ده على اساس انّك بتقعدي في الشقّة من أساسه؟

بعصبيّة حاولت كظمها بقدر ما تستطيع أجابته قائلة: جرى ايه يا حسين انت هتحاسبني علشان بزور أمّي؟

توجّه حينها حسين نحو السرير بغضب وقال لها بينما يستلقي ويغطّي جسده بانفعال شديد: بقولّك ايه يا بتول أنا تعبان ونعسان وبكره الصبح عندي شغل بدري تصبحي على خير!

.................................................. ..

أمّا في الغرفة الأخرى فيدور هائجا كأسد غاضب حبيس، يستعيد كلّ ما فعلته اليوم وكلّ ما قاله، فيمسك بشعره يشدّه للخلف يودّ لو اقتلع به رأسه مع أفكاره

ولكنّه إن فعل فما هو بفاعل بتلك النار التي تنهش بصدره

لا

بل هي نيران لا نار

نار غضب ونار وجع ونار غيرة

ولا أيّها به أشدّ فتكا!

لقد ملّت زوجته وقرّرت الخروج من عشّه والتحليق بعيدا حيث سربها القديم، لقد ملّت منه ومن بيته فأوّل ما فعلت كان البحث بعاداتها القديمة حيث أصدقاء الذكور من بينهم أكثر

حيث ذكورا بلا رجولة يريدون بها سوء هي لا تعترف به بسذاجة

ولكن ما يحزنه، ما يقتله، أنّ كلّ هذا لا يعطيه المبرّر ليكون معها بكلّ ذلك العنف وكلّ تلك القسوة

يعترف أنّه قد بالغ بردّة فعلها بكلّ ظلم وإجحاف، يعترف بأنّ الجرح الذي كان ينزف بعينيها بغزارة قد أوجعه، وبأنّه منذ ساعات يجلس بغرفته عاجزا عن إيجاد طريقة واحدة يصلح بها خطأه كلمة اعتذار تافهة لا تكفيه، ولكنّه بالنهاية حاول

حاول واقترب ولكنّه بالنهاية وجد أخاه يخرج من الغرفة التي كانت تعتصم بها منذ عودته، فيلقّم نار قلبه بمزيد من الحطب يخشى بالنهاية أنّه لن يحرق إلّاها هي ولهذا فقط قرّر الابتعاد!

أمسك محمّد بكوب من الماء وألقاه في جوفه علّه يخفّف من ذلك الاشتعال، فإيمان هي زوجته، زوجته التي كانت معجبة بشقيقه، رمت نفسها بالنار لتتزوّج به، وهو بغباء، منتهى الغباء تركها لتظلّ بجانبه

يثق هو بأخيه، ويدرك غباء أسبابها، هكذا كان قد أقنع نفسه سابقا عندما تزوّج وأخيه في ذات الشقّة لحين ميسرة، ولكنّه لم يكن يعلم أيّ جحيم كان يزجّ به نفسه

ورغما عنه في تلك اللحظة القاتلة، تساءل محمّد متى سيأتي صاحب الشقّة ليبتعد أخوه حتّى وهو يعلم أن زواجه من إيمان لن يطول

متلظّيا بأفكاره أحسّ محمّد بها وهي تدخل الغرفة بصمت، فتأهّبت خطواته رغما عنه، ولحقتها نظراته تقيسها بلهفة، بحنان وحزن، ولكنّها بخلت عليه بنفسها فسرعان ما تركته ودخلت الحمام حاملة بيدها بعض الملابس

بعد دقائق بدت له طويلة، خرجت ترتدي بيجاما بنفسجية اللون كئيبة المظهر مهترئة القماش كانت بيوم عزيزة عليها عندما كانت تظنّها هديّة خاصّة من والدتها تذكّرتها بها دونا عن غيرها، حتّى عرفت قبل فترة قصيرة جدا أنّها لم تكن إلّا حسنة أحبّت والدتها بحالة لا تتكرّر كثيرا أن تفعلها عندما اشترتها من امرأة فقيرة كانت تبيعها في الشّارع وتوسّلتها أن تشتري منها ففعلت هي دون انتقاء او اهتمام وقرّرت منحها لها هي، ببساطة لأنّها ستبدو أكثر بشاعة على جيهان منها عليها ، هكذا تفضّلت والدتها عليها ووضّحت قبل زفافها بيومين عندما وجدتها تدسّها في حقيبة الجهاز فحاولت منعها لتخبرها هي بغباء عن أهميّتها العاطفية بالنسبة لها

وقفت أمام المرآة تمشّط شعرها بحركات رتيبة، تائهة بأفكارها الكثيرة التي لا تهدأ ولا تتوقّف فتتشابك فوق لسانها وتتعقّد فتعجز عن التعبير عنها كما تشتهي وتريد

يراقبها بوجل اقترب منها محمّد بغير مقاومة ولا احتمال وتنحنح قائلا: إيمان!

بصوت متحشرج همست تقول: لو سمحت يا محمّد أنا بجدّ مش قادرة اتكلّم

صمت محمّد بقهر وألم ولكنّه لم يقدر على الصمت أكثر فسأل: هو حسين كان عايز منّك ايه؟

سؤاله باغتها فتشنّجت بقوّة ورفض قبل أن تنظر له بطرف عينها وتجيبه ببرود: كان عايز يصالحني... قصدي يراضيني... قصدي يعني يجبر بخاطري

ارتعشت أعصاب محمّد قهرا وتساءل بسخرية يخفي خلفها الكثير: وجبره؟

بصمت نظرت إليه فأوجعته بنظراتها الجريحة، العاتبة اللائمة، فوجد نفسه ينفض عنه قسوته وغيرته، ويقترب منها هامسا: أنا آسف يا إيمان، ما كنتش اقصد ابقى سخيف وعصبي بالشكل اللي كنت فيه النهارده، لكن... ده كلّه كان من خوفي عليكي، انا عمري ما خفت زيّ ما خفت النهاردة، فقدت اعصابي ما قدرتش امسك نفسي... ثمّ... ثمّ انّ انت ما كانش يصحّ تخرجي من البيت من غير ما تقوليلي

نظرت حينها إيمان له، تطلعت بمقلتيه، غاصت بهما وغرقت بتلك الأمواج الهادرة التي كانت تموج ضاربة فيهما، فتاهت بأفكارها أكثر وبقي الوجع فأجابته بهدوء وبلا أدنى انفعال: تصبح على خير

قالتها ثمّ ذهبت إلى السرير، واستلقت بجانبها بكلّ بساطة كما لو أنّها قد اعتادت أن تفعل هذا في كلّ ليلة، ليس وكأنّهما لم يتشاركاه ولو لمرّة فعليّا منذ أن تزوّجا، ثمّ أدارت له ظهرها ونامت بكلّ بساطة وقد هدّها البكاء أخيرا!
.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:37 AM   #4366

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

تجلس على طاولة المطبخ تنظّف أوراق الملوخيّة من أعودها وتستمع على هاتفها لدرس للشيخ الدكتور أيمن سويد يشرح به أحد دروس مخارج الحروف من المقدّمة الجزريّة
دخل عليها صارم المطبخ فتهيّأت لا إراديّا لسماع شيء من تعليقاته الحادّة التي لا تنكر أنّها قد خفت قليلا
في الحقيقة هي حتّى تستغرب كيف أنّه قد تجاهل لطمتها ليد النمر في ذلك اليوم دون أن يسمعها يومها شيئا من لسانه السليط
ولكن يبدو أنّها اليوم لن يحالفها ذات الحظّ إذ أنّها سرعان ما سمعته يقول بينما يخرج زجاجة ماء من الثلّاجة: بتعرفي إنّه الامتحانات النهائيّة راح تبدا خلال يومين؟
نظرت إليه ولميس وقالت باستغراب: والله؟
سكب صارم الماء داخل فمه من فوّة الزجاجة البعيدة عدّة سنتيمترات عن فمه ثمّ مسح فمه قائلا: اممم والله! طيب بتعرفي إنّه إخواني إذا بضلّوا على هاد الحال ما راح ينجحوا في ولا مادّة؟ وبتعرفي إنّه الحق راح يكون عليكي بهاي الحالة؟
بصدمة وضيق نظرت إليه وسألته باحتجاج: ليش أنا شو دخلني؟
بسخرية نظر إليها قائلا: كيف شو دخلك؟ مش إنت المسئولة عنهم؟ ثمّ يعني هدول لو كانوا ولادك فعلا كنت بتتركيهم على حالهم هيك؟ كنت بترضي يقصروا بدروسهم بهاي الطريقة من غير حتّى ما تهتمّي؟
باضطراب وقلّة حيلة أجابته: بس أنا بحاول فعلا وهمّ التنين بيطنشوني!
هزّ صارم كتفيه بلامبالاة وأجابها باستفزاز مقصود: تصرفي! مش على اساس بتحبّيهم؟ ولا كلّه حكي بس ووقت الجد اللهم نفسي وراحة بالي؟!
نظرت لميس إليه بحنق ثمّ وقفت بعصبيّة تاركة الملوخيّة والمطبخ كلّها بعد أن أزاحته من طريقها بعصبيّة تحت نظرات عينيه الماكرة وذهبت إلى غرفة الجلوس لتقف أمام نبراس الغارق بإحدى ألعاب البلايستيشن فتحدجه بنظراتها الساخطة فيجفل هو قبل أن يبتسم لها بمكر ويلقي لها بقبلة طائرة أطارت قلبها وأوشكت على تركه وشأنه بعد ربتة رقيقة على شعره الناعم الأشقر، ولكن رؤيتها لصارم الواقف أمام باب المطبخ ينظر إليها بسخرية شحن غضبها من جديد فاقتربت من التلفاز ووقفت أمام نبراس الذي هتف قائلا: لأ لأ خالتي شوي شوي راح أخسر لااااا.... ليييش هيك!!
أغلقت لميس التلفاز وأبعدت أسلاك البلاي ستيشن عن الكهرباء بكلّ برود ثمّ نظرت إليه لتقول ببساطة بينما ترفع حاجبها بثقة تعمّدتها رغم داخلها الذي يرتجف رهبة: بعد بكرة راح تبدا الامتحانات ووقت الامتحانات دراسة وبس!
قالتها لميس وخرجت تحمل بيدها الجهار فلحق بها يهتف باعتراض: شووو كيف يعني؟
التفتت لميس إليه وقد ازدادت بحسن تصرّفها ثقة وقالت: يعني البلاي ستيشن هاي راح تضلها بغرفتي جوّا خزانتي لحتّى تخلص الامتحانات ووقتها كمان بسّ إذا اقتنعت بدراستك وشفتك اجتهدت عنجد راح أطّلعلك إيّاها!!
بصدمة بهت نبراس بمكانه وهمس قائلا: شوو... شوووو... حتّى إنت يا لميس يا عسل يا سكّر صرتي شرشبيل!!
أخذ نبراس نفسا طويلا ورسم ابتسامة الحمل على ملامح وجهه شديد الوسامة ثمّ لحق بها علّه يجد ما بينه وبينها اتّفاق يقنعها ويرضيه
طرق نبراس باب الغرفة وراءها وما إن سمحت له بالدخول حتّى قال لها مقنعا: طيّب شو رأيك نعمل صفقة تانية تبسطنا وتسعدنا إحنا التنين
نظرت له لميس بإعجاب لم تظهره وتكتّفت أمامه متمسّكة بصرامتها وقالت: والله أنا ما ببسطني إلّا نجاحك بكلّ الموادّ وبتفوّق كمان!
بحلق نبراس بها بصدمة ثمّ حكّ شعره حرجا قبل أن يقترب منها ويمسك بكلا كفّيها قائلا: لميس... يا لميس... لمّوسي... خالتي حبيبتي... انتِ ملاك... شو بدّك بحركات الشرّيرين هاي اللي ما بتلبق عليكي!
تدّعي الصدمة أجابته قائلة: هلّأ عشان خايفة عليك وعلى دراستك ومستقبلك صرت شرّيرة؟ طيّب عشان تعرف إنّي فعلا طيبة ومش شريرة أبدا خلّيني أوعّيك على شغلة مهمّة يمكن انت مو خاطرة على بالك... هلّأ خلّينا نتخيّل لا سمح الله لا سمح الله إنّك خبّصت بإمتحاناتك وكانت علاماتك مو كويسة برأيك هيك أبوك شو ممكن يحكي وكيف ممكن يتصرّف؟
ما إن رأت لميس ردّة فعله حتّى ابتسمت لنفسها برضا فلقد اضطربت ملامح الصبيّ وصمت مفكّرا، فبادلته هي التوضيح قائلة: أوّل شي راح يعمله هو إنّه راح يسأل عن سبب اهمالك وتقصيرك بدراستك، وطبعا أنا مستحيل أكذب حتّى لو كنت بحبّك لإنّه الكذب حرام مزبوط؟
مقطّبا بتفكير هزّ نبراس رأسه بموافقة فأكملت هي: وطبعا بس يعرف إنّه البلاي ستيشن هيّ السبب مستحيل يقبل إنها تضلها عندك صحّ؟ هاد غير إنّه راح يعصّب عليك ويعاقبك ويزعل منّي ويلومني لإنّي اشتريتلك ايّاها!
جلس نبراس على السرير مفكّرا بعمق للحظات قبل أن ينظر إليها بقلّة حيلة ويقول: طيّب أنا عندي فكرة، شو رأيك كلّ يوم بتشوفيني درست فيه كتير منيح وخلّصت دراستي بسرعة تكافئيني بساعتين لعب
صمتت هذه المرّة هي تفكّر باقتراحه وإن كان سيكون ذا نفع فعلا بتشجيعه وتحفيزه على الدراسة قبل أن تنظر إليه مضيّقة عينيها وتقول بجديّة: ساعة!
فأجابها هو: ساعة ونص!
فتكتّفت وقالت: نصّ ساعة
فلوى هو فمه قائلا: ساعة!
مدّت حينها هي يدها وقالت مبتسمة برضا: deal! "اتفقنا"
فأمسكها هو وقبّلها برجولة مشاكسة فابتسمت له وجرّته وراءها قائلة: مكّار... بتنفع تكون رجل أعمال
فغمز لها هو قائلا: وإنتِ.. احم... بينضحك عليكِ بسرعة... بتنفعي تكوني أمّ!
قالها نبراس وذهب لغرفته ليتركها من خلفه عند باب غرفتها متشنّجة الجسد مصدومة المشاعر... مترقرقة العينين
......................................
تلك المهمّة التي بدت لها مربكة مع نبراس كانت تبدو لها الآن صعبة شائكة ومخيفة وهي تطرق باب غرفة العنود وتدخل إليها بقدمين متردّدتين، وربّما لولا كلمات نبراس التي قالها لها منذ قليل بعفويّة صادقة والتي تعجز الآن عن وصفها وتصنيفها، لما استطاعت أن تتجرّأ وتقوم بها
ما إن رأت العنود -التي كانت تقف أمام المرآة تنظر إلى نفسها- زوجة أبيها تدخل غرفتها حتّى اضطربت ملامحها لوهلة قبل أن تنغلق على ذاتها بعناد من جديد ثمّ سألتها بأدب: خير خالتي بدّك إشي، اجي اساعدك بشغلة؟
هزّت لميس رأسها برفض وأجابتها برقّة: لا حبيبتي شكرا بس حبّيت اجي اطمّن عليكي واشوف لو لازمك انت شي
بهتت العنود لوهلة ثمّ أجابت: لا شكرا يسلموا خالتو
رافضة الخروج مجبرة نفسها على الثبات مكانها سألتها لميس: طمنيني كيف مدرستك ودراستك؟
تلك الأنفاس التي كانت العنود توشك على اطلاقها سرعان ما خنقتها بضيق وهي ترى أنّ وجود زوجة أبيها في الغرفة لن يكون قصيرا، فأجابتها باقتضاب قاطعة عليها سبل الحوار… أو هكذا كانت تظن: كويسة الحمدلله
صمتت لميس للحظة ثمّ قالت: شو كيف استعداداتك للإمتحانات؟ سمعت إنها راح تبدا خلال يومين؟
يريبة نظرت العنود إليها قبل أن تجيبها ببطء متفكّر: الحمد لله
كادت لميس تزفر من العنود ضيقا قبل أن تدعو الله في قلبها أن يلهمها صواب القول والعمل ثمّ نظرت إليها وقالت: كيف بتستعدّي عادة للإمتحانات؟ احم... قصدي مشان أساعدك وأهيّئلك الجوّ المناسب... مبدئيّا ابتداء من اليوم ما بدّي منّك تعملي شي في البيت يعني بكفّي تركزي على الدراسة، وحتّى نمّوري ما راح أخلّي يدايقك، ووو... طبعا أكيد التلفزيون بتتركيه وقت الامتحانات مزبوط ولّا كيف؟ بتعرفي أنا مو كتير بعرف بهيك شغلات... ولّا أحكيلك يمكن لازم اسأل البابا وأشوف شو بينصحني!
وقد كانت تلك الكلمة هي السحرية من بين كلّ ما قالت فهتفت العنود قائلة: لا لا ما في داعي، ما تخافي صدقيني انا بعرف أزبّط وقتي وطول عمرها علاماتي ماشي حالها
أخفت لميس سعادتها بتجاوبها معها أخيرا وقالت: لا شو ماشي حالها، لازم تفاجئي بابا بعلامات كتير منيحة وممتازة صح؟
نظرت لها العنود بتعابير مكتومة ثمّ هزّت لها رأسها بتردّد فهتفت لميس تقول بحماس: ممتاز إذا من هلّأ لوقت نهاية الامتحانات تلفزيون ما في!
حينها نظرات إليها العنود بحدّة وقالت بسخرية مبطّنة: هاد عشان الامتحانات والدراسة ولّا عشان إنت ما بتتفرجي عليه وبتتدايقي بس نفتحه؟
كلماتها صدمت لميس التي فغرت فاها للحظة قبل أن تسبل أهدابها وتقول بابتسامة رقيقة: أنا فعلا ما بحبّ التلفزيون ولا بحضره وبتدايق بسّ ينفتح، بسّ بتدايق عشانكم مو عشان بتدايق من البرامج الهابطة والمحرّضة على الفساد الي بيبثها، بتدايق من الافكار الي بعض القنوات او حتى اكترها بتبثها بعقل الاطفال والمراهقين وحتى البالغين للاسف من غير ما يحسّه، انا ما بتدايق عشاني لإنّه زي ما بتشوفي أنا ببساطة غرفة القعدة غالبية الوقت ما بدخلها، ولما انتو بتكونوا تحضروا تلفزيون انا يا بكون بالمطبخ يا بغرفتي
بخزيّ أخفضت العنود رأسها وصمتت عاجزة عن الاعتذار وكيف تفعل وهي في كثير منها ابنة أبيها، فتزداد خزيا وهي تسمع لميس تكمل: انا كل اللي كان ببالي وانا عم بحكي معك هو فرحة بابا بنجاحك بس يرجع، فرحتك انت بنفسك بكرة بس تكبري وتلاقي بواب الجامعات والكليّات كلها بوجهك لتختاري منها اللي انت بدّك اياه مو اللي معدّلك بيسمحلك في، السعادة والثقة الي راح تلاقيهم بنفسك وانت شهادتك معك قويّة فيها لإنّه بالنهاية ما في حد أو شي في الدنيا بدوم!
باستغراب نظرت لها العنود وقالت: بسّ هاي إنتِ ما معك شهادة وعادي!
ابتلعت لميس ريقها وقالت بصوت مخنوق: مين قال عادي؟ بعدين مين قالّك مثلا إنّي أنا الشخص المثالي اللي ممكن تقتدي فيه
بحرج وخجل قالت العنود: بسّ إنتِ هيك فعلا!
ابتسمت لميس للعنود بحبّ حقيقي تشعر به نحوها صادقا للمرّة الأولى فجلست بعفويّة على سريرها وباحت: يمكن معك حق بالنسبة للميس اللي عن تتفرّجي عليها هلّأ، لميس القريبة من ربنا، الملتزمة بصلاتها وعباداتها على قد ما بتقدر، الي بتخاف من الحرام وبتبعد عنه لحتى الشيطان ما يوسولها ويزيّنلها الغلط يقنعها إنّه بسيط ومش مهم، بسّ صدقيني أنا وقت اللي كنت بعمرك... كنت أبعد انسانة عن المثالية، كنت عبارة عن كتلة غلط ما بدّي ايّاك تكونيها، عملت اغلاط ما بدّي ايّاكِ تعمليها، ما بدّي ايّاكِ تندمي زيّ ما ندمت
صمتت لميس حزنا وصمتت العنود خشية، ولكنّ عيناها لم تفارقا عيون لميس الغارقة بدموع أبت أن تذرفها أمام الفتاة فتفضحها
رأت لميس تأمّلها لها فابتسمت لها قائلة بودّ وفخر: صدقيني... لو كان عندي أب زيّ أبوكِ ما كان قبلت إلّا إنّي أخلّيه أكتر أبّ فخور في الدنيا، ولو لقيت اللي يوعّيني وأنا قدّك ويفهّمني لكان كتير أشياء اختلفت
حينها تبسّمت العنود بتردّد وسألت تدّعي المزاح: كان هلّأ انتِ مو معنا؟ كان ما تزوّجتِ بابا؟
أجفلت لميس اثر كلمات العنود وتشنّجت رفضا، فكيف لا تكون في حياة أولئك الأطفال، أمّا للنمر ولنبراس، وصديقة للعنود وحتّى صارم، بل الأدهى والأكثر عجبا هو أن لا تكون زوجة لأبيهم!
حينها نظرت لميس للعنود وغمزتها بمداعبة وقالت: ويمكن كنتِ إنتِ بنتي!
.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:38 AM   #4367

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

بعد ثلاثة أيّام

يقفان أمام باب البيت قبيل الفجر حائران لا يعرفان ما العمل، فسيّارة الأجرة التي طلباها لم تصل حتّى الآن وحرارة نمر مرتفعة جدّا ولم تنخفض منذ ساعات

لقد اضطرّت أن تتصل بأختها وتقلق نومها لتسألها ما عليها أن تفعله فأعطتها بعض الارشادات والتعليمات وأخبرتها ان استمرّت الحرارة رغم كلّ شيء فلا بدّ أن يأخذوه إلى أقرب مركز للطوارئ وكم كان حظّها سعيدا أنّ صارم قد قرّر اليوم أن يبقى معهم ليساعد أخاه وأخته في امتحان مادّة الرياضيات

ينظر إليها وسنوات مراهقته القريبة تبدو جليّة واضحة في مقلتيه الخائفتين بينما يقول لها: شو بدنا نعمل، التكسي لهلّأ ما إجا!

بحيرة وخوف شديد على ذلك القابع بين ذراعيها ساخنا كفرن مشتعل تقول: والله ما انا عارفة، شكله لازم نرنّ على يوسف ولا حتّى عمي ييجوا ياخدونا

حينها وبتردد أخبرها بينما ينظر لسيّارة أبيه الواقفة في الكراج خلفهما بشكل مغيظ: معك مفتاح سيّارة بابا؟

بإجفال رمشت لميس مرّتين وقالت بوجل: معي... ليش إنت بتعرف تسوق؟ معك رخصة؟

هرب صارم منها بعينيه وأجابها بإحباط: يعني بعرف شوي بس... ما معي رخصة!!

بذهول أجابته: شووو إنت بدّك نودّينا بداهية وبدل ما نكون بمصيبة نصير بتنتين!

بهمّ وضيق زفر صارم وهتف بعصبية: وبعدين طيب وبعدييين...

أمّا لميس فكانت تنظر إلى السيّارة خلفها بانقباض شديد، حائرة ما بين أمرين أحلاهما شفاء نمر السريع وأمرّهما ذكرى تلوح من بعيد، لا ليست ذكرى بل روح، روح تتململ بتمرّد تودّ الانطلاق من جديد، تخبرها أن في الأمر ضرورة وتخشى أنّها ليست إلّا شيطانا مريد

ولكنّ أنين نمر في النهاية أنهى الجدل المرير فأعطته للصارم ودخلت الى البيت بسرعة، تخرج مفتاحا تركه معها زوجها أمانة، وخرجت من جديد لتومئ لصارم الذاهل ليجلس على المقعد بجانبها وتجلس هي فوق... مقعد القيادة!!

بعد ساعة

دخلت لميس لغرفة الفحص واقتربت من سرير نمر بخطوات قدّ هدّها التعب وروح قد أنهكها الخوف لا سيّما وهو في الدقائق الأخيرة قبل الوصول كان قد ازداد أنينا وابتدأ يهلوس بالكثير فيصيح تارة ويضحك أخرى، حتّى باتت هي مترنّحة في قيادتها ما بين خشية عليه ورهبة مما لم تفعله لأربعة من السنين!

ما إن وصلت إليه وشاهدته كيف كان مرميا بارتخاء شديد من أثر الحمّى التي قد فارقته أخيرا حتّى أمسكت به واحتضنته بينما تنشج بقوة تحت نظرات صارم المذهولة

في الحقيقة ان الذهول تقريبا لم يكن قد فارقة منذ تلك اللحظة التي أيقظته فيها لتخبره بأنّ شقيقه مريض جدّا وأنّ عليهما أخذه إلى المستشفى حالا وحتّى هذه اللحظة

اقتربت منها زاكية التي كانت قد لحقت بها هي وزوجها وربّتت عليها قائلة: ايييه لموس شو مالك من ايمتى قلبك خفيف هيك طول عمرك قلبك قوي وجريئة ما بتخافي من شي... ولّا شو صارم؟

قالتها زاكية بينما تغمز له بمكر فابتسم هو بثقل وقال: بدّك تحكيلي... لو تشوفي كيف قعدتلك بالسيّارة على هالكرسي قعدة احتراف الله وكيلك وشغّلتلك إيّاها وبلّشت تشوق بثقة أحسن من أيّ شوفير تقولي شوماخر مش هيك

رغما عنها ضحكت لميس بينما تتضرج وجنتيها خجلا من تحت النقاب

فأكملت حينها زاكية تنطق بما خطف بعضا ذات اللون عن وجنتيها: يووووه شو بعرفك انت بلميس أيّام زمان، أيّام ما كانت تسرق مفتاح سيّارة بابا وتنزل بالليل تسوق فيها بالشوارع الفرعية حتى ما تلقطها الشرطة

بصدمة نظر إليها الصارم وهمس مذهولا: لميييس

قتقهقه زاكية قائلة: اه والله لميس وكانت بوقتها اصغر منك كمان، ما يغرك انها عاقلة هلأ هي الله هداها على كبر ولا زمان كانت عقلها طاقق ومجنونة!!

وبينما هم كذلك حتّى رنّ هاتفها القابع بين يديّ الصارم فنظر إليه بصدمة لا سيّما وهو لا يرى رقما محدّدا مكتوبا على الشاشة، فابتسمت له لميس وقالت: ردّ هاد أكيد أبوك شكله قلبه حسّ

أخذ صارم الهاتف وتحدّث مع والده الذي صدم ما إن سمع صوت ابنه من جهاز زوجته لا سيما بهذا الوقت الذي يكون به عادة غارقا في النوم في بيت جدّته

حينها سارع صارم بالتوضيح لوالده عن كلّ ما حدث ويطمئنه بالنهاية أنّ النمر الآن بخير قابع بين يديّ زوجته

بحسّ أمنيّ لا يغفل عن أيّ شيء سأله الكاسر أخيرا: وكيف رحتوا عالمستشفى بهاد الوقت، مين ودّاكم؟

حينها اضطربت نظرات الصارم ونظر للميس بعجز يخشى ردّة فعل والده ان علم أنّ زوجته قد أخذت سيّارته وقادتها ليلا فقال مجازفا بنفسه: أخدنا سيّارتك

بصدمة صرخ والده قائلا: شووو؟ كيفّ

شحب صارم أكثر وأكمل قائلا: أه رحنا بسيّارتك وأنا اللي سقتها، شو كان بدنا نعمل يعني التكسي ما اجا والوقت كان كتير متأخر استحينا نتصل على أيّ حدى

حينها صرخ الكاسر خائفا ممّا كان من الممكن أن يحدث لهم: كيف بتعمل هيك يا مجنون، كان ممكن تضيع حالك وتضيع أخوك وخالتك كمان، بس الحق مو عليك الحق على المجنونة اللي رضيت تسايرك وتروح معاك... عطيني ايّاها لأشوف

بأسف باعتذار نظر الصارم للميس ثم همس قائلا يهدّئ من غضب أبيه: بس بابا...

لكنّ لميس أوقفته عن المزيد من الكذب وأخذت منه الهاتف وخرجت من الغرفة وقالت: السلام عليكم

بادرها الكاسر صارخا: انتِ مجنونة؟ كيف بتخلّي الصارم ياخد السيارة ويسوق فيكم لغاية المستشفى، ربّك حميد اللي لطف فيكم وما صار معكم مصيبة!

تمشي بالمستشفى الهادئة بعض الشيء ليلا وتبحث لها عن ممرّ خال بينما تتحدّث إليه وتقول بعد أن وقفت أمام أحد النوافذ المطلّة على الشارع العامّ: كاسر هدّي حالك شويّ الصارم ما قالّك المزبوط وهوّ ما ساق السيّارة ولا شي

بصدمة أجابها الكاسر قائلا: شووو... يعني إنتو ما أخدتوا السيّارة؟ طيّب هوّ ليش هيك كذّب عليّي؟

بقلب يتخبّط خشية أجابته قائلة: بسّ احنا فعلا إجينا بسيّارتك، بسّ مش هوّ اللي ساق

صمت الكاسر لوهلة عاجز عن الفهم وقال: ولّا مين؟

ابتعلت لميس ريقها وأجابتها بصوت هامس لم يكد يُسمع: أنا!

صمت رهيب جاءها من على الجهة الأخرى أرجفت قلبها فهمست تناديه بخشية: كاسر!

حينها وصلها صوته جامدا صارما بينما يقول: وصارم ليش لحتّى يكذّب عليّ؟

حينها صمتت هي، تفكّر بإجابة لسؤاله، لماذا فعل الصارم ذلك، لماذا قال أنّه من قاد السيّارة وهو يعلم أنّه سيلقى التوبيخ من والده، حينها وبعد لحظات ابتسمت لميس... ابتسامة واسعة، وأجابته قائلة: عشان خاف إنّك تعصّب عليّي... بدّك تعصّب عليّي كاسر؟

هل هو غاضب منها؟ هل يقتله أنّها قد ركبت سيّارة وقادتها، هل يقتله أنّها قد كانت عرضة لمرأى الكثير من الرجال الذي قد أطلقوا هواميرهم لها وتلاعبوا بأضواء سيّاراتهم لأجل ناظريها، نعم يقتله الأمر وجدّا ولكن... هل سيطل عليها جنون غيرته وأسواط لسانه وهي ما فعلت كلّ ذلك إلّا لأجل ابنه؟

حينها تنهّد الكاسر وأجابها قائلا: كيف كانت سواقتك؟

هلّلت النبضات في قلب لميس وأجابته قائلة: ابنك بقول شوماخر!

رغما عنه قهقه الكاسر ضاحكا، مفرغا في ضحكته كلّ انفعالاته وقال لها هازئا: بسّ اوعي تكوني تزعرنت بالشارع وفحّطتي وقعدت تخمسي

قهقهت هي الأخرى بصوت خفيض غنّت لموسيقاه أوتار قلبه ورقصت لأجله خلايا جسده وقالت: لأ اطّمن ما تهوّرت لهالدرجة، بصراحة بس بيني وبينك لا تقول لصارم خلّي ماخد فيّي مقلب، كنت خايفة، من زمان كتير ما سقت سيّارة، ولولا خوفي على النمر، ما كان ممكن أتجرّأ وأعملها!

.................................................. .................................................. .................................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:44 AM   #4368

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 6

لأوّل مرّة منذ أيّام دخل محمّد البيت قبل المغرب بقليل، حيث اعتاد في الأيّام الماضية أن يعود إلى البيت فيجدها مستغرقة في نوم عميق

ما إن ولج محمّد إلى الغرفة بحماس متعمّدا مفاجأتها ليراها كما اعتاد أن يفعل قبل مشاجرتهما، جميلة متورّدة لا تهدأ، تشاهد التلفاز أو شيئا على حاسوبها حينا، أو تقف أمام المرآة تتزيّن بتفنّن كخطّة متقنة لقتله أخرى، تجول بالغرفة بضيق كعصفور حبيس مرّة، وتعبث بكلّ ما تطاله يداها من أشيائه مرات

لكنّه ولخيبته وجدها كما تركها صباحا مستلقية فوق السري نائمة بفوضاها المعتادة، مرتدية قميص نوم قطنيّ أسود مطبّع برسومات طفوليّة من عدّة ألوان قصيرا لا يكاد يتجاوز ركبتيها، أو هذا ما يتوقّعه فهو الآن كان مرتفعا بشكل خطير... خطير جدّا في الواقع، يكشف فخديها البضّتين الناصعتين حتى....

ابتلع محمّد ريقة يمنع نفسه عن رؤية المزيد ممّا لا يجب عليه أن يراه حفاظا على سلامة صحّته النفسيّة والعصبيّة والجسديّة

وضع محمَد كيسا أبيضا كان يحمله على الطاولة الصغيرة بجانبها وجلس بالقرب منها عند مقدّمة رأسها ونظر لها بتمعّن مستغربا نومها العميق هذا

متردّدا أبعد محمّد شعرها المتناثر حول وجهها كاشفا إيّاه أمام ناظريه و قرّب يده ليضعها على وجهها فاشتعلت يده رغم بروده وجهها التي صفعته والسبب لا بدّ هو الهواء البارد الذي يملأ الغرفة بسبب برودة التكييف

متأمّلا تفاضيل وجهها آلمه قلبه حزنا عليها، لا يعلم أيّ حياة عاشتها هي، ولكنّه في كلّ مرة يرى بتول تخرج معهم في الصباح، في كلّ مرّة يسمعها تتّصل على حسين مساء تخبره أن يمرّ لأخذها من عند والدتها، لا يملك إلّا أن يفكّر بها فيؤلمه قلبه عليها من جديد، لا سيّما بعد قسوته معها هو أيضا

لقد حاول أن يسترضيها بعد شجارهم بيوم حيث اتّصل بها في منتصف النهار موقظا إيّاها من نومها طالبا منها أن تتحضّر ليمرّ ويأخذها لتزور أمّها التي لم يروها منذ يوم الزفاف ولكنّها رفضت الأمر بوجوم مخبرة إيّاه أنّ والدتها مسافرة منذ أكثر من أسبوع لحضور إحدى المؤتمرات خارج البلاد وتنهي المكالمة بعدها مباشرة!

أخذ محمّد نفسا طويلا ثمّ أخرجه زافرا به همّه وضيقه قبل أن ينادي عليها برّقة، ولكنّها لم تستجب له أبدا، فنظر حوله مستغربا ليرى إن كانت قد تناولت دواء لتنام بكلّ ذلك العمق ولكنّها لم يجد سوى صحنا فارغا إلا شطيرة جافّة لم ينقص منها إلّا قضمتين أو ثلاث، وبجانبها كوب فارغ من العصير لم يبق فيه إلّا آخره، فقطّب جبينه فجأة وطعنة قويّة تضربه في ضميره جعلته يتساءل إن كانت قد أكلت شيئا وهي لوحدها في الأيّام الفائتة!

من جديد ناداها محمّد ولكنّه هذه المرّة سمح ليده بأن تقوم بهزّها إلى أن أفاقت أخيرا ونظرت إليه بتشويش للحظات إلى أن قالت: محمّد؟ إيه؟ حصل إيه؟

باستغراب أجابها: ما حصلش يا إيمان إيه النوم ده كلّه؟

بصوت لا يزال النوم تاركا أثره فيه قالت بينما تفرك عيناها كطفلة صغيرة: عادي!

أجابها محمّد باعتراض وقال: لأ عادي إيه، ده انا راجع بالليل وانت نايمة وخرجت الصبح وانت لسّه برضو نايمة، ده انتِ ما كنتيش بتنامي لا في الليل ولا في النهار

أغمضت إيمان عينيها من جديد وقالت بصوت مسترخي والشجن لا يزال يعبث في تقاسيمه: ما تقلقش انا كده لمّا ببقى...

قطعت إيمان كلماتها فعلم محمّد ما كانت تقصده فيبدو أنّ زوجته ممّن يهربون من مشاعرهم السلبية بالنّوم، ثمّ أكملت إيمان قائلة: وبعدين يعني هوّ انا هعمل إيه، اهو النوم احسن من الزهق!

صمت محمّد للحظات ثمّ أجابها: على فكرة موضوع الزهق ده هنشوفله حلّ وحلوله مافيش اكتر منها!

ابتسمت إيمان بسخرية فهي تدرك أنّ كلّ حلوله المنطقيّة لن تكون مجدية معها وكما توقّعت سمعته يقول: المراكز والمعاهد مالية البلد انت ممكن تشوفي بتحبّي تدرسي إيه هواياتك إيه ونسجّلك في واحد منها، ولو انتِ مش بتحبّي الدراسة ممكن تسجّلي في واحد من المعاهد بتاعت الحرف اليدويّة والحاجات دي ها قولتي إيه؟

صمتت إيمان ببلادة من يعلم أنّ الحوار لن يفضي لأمر جديد فتابع هو بحماس: ولّا اقولّك في حاجة حلوة كانت لميس بتعملها وانت كمان على فكرة ممكن تعمليها!

نظرت إيمان إليه باهتمام فقال بحماس: حفظ القرآن... يا سلام القرآن علم فحدّ ذاته ممكن تستفادي بيه كتير ها قولتي إيه؟

بعيون صامتة جامدة لا اشتعال فيها ولا حياة أجابته قائلة: ربّنا يسهّل

بخيبة وإحباط زفر محمّد نفسا جديدا فنظر حوله بضيق ليلمح الكيس الأبيض فنظر إليها بينما يمسكها من يدها ويحثّها على الجلوس قائلا: طيّب فكّك من ده وهنبقى نتناقش فيه بعدين وقومي كده بصّي وشوفي جبتلك إيه!

بفضول عدّلت إيمان من جلوسها ونظرت ليده التي كانت تحمل الكيس الآن فلمحت بداخله الألوان والأشكال الكثيرة فهتفت بحماس: بجدّ!! ياااي يا محمّد، هات ادّيهولي بسرعة

مستغربا من انقلابها السريع ضحك محمّد بسعادة وأبعده عن يدها وقال: مش قبل ما تقومي عن السرير وتصحصي كده وتغيّري هدومك وانا ادّيهولك

ما إن سمعت إيمان كلامه حتّى عبست وتكتّفت قائلة: اوففف منّك خلاص مش عايزة

رفع محمّد حاجبه بعبث طفوليّ نقلت عدواه هي إليه ثمّ قال: براحتك بقى

قالها ثمّ فتح الكيس الأبيض وبدأ ينظر إلى تلك السكاكر الكثيرة وينظر إليها بتمعّن يحاول انتقاء ما تشتهيه عينه فيأخذ في كلّ حين واحدة يرفعها أمام عينيها قبل أن يهزّ رأسه برفض ويعيدها ليأخذ غيرها حتّى سال لعابها هي لا سيّما وهي تراه عامدا يخرج حبّتها المفضّلة ويقرّبها من فمه فتقترب منه بعنف قائلة: لأ لأ خلاص أنا قايمة اهو

قهقه محمّد وأشار لها قائلا: طب يلّا اتفضّلي

فحدجته بغضب وقالت: انا قايمة اهو... بسّ اوعى تاكلها

هزّ محمّد رأسه برفض وقال: مش هاكلها... إلّا لو اتأخّرتي

ابتدأت إيمان النزول عن السرير بجانبه ببطء فرضه عليها جسدها الخامل منذ ايّام وبينما هي تفعل ذلك كان قميص نومها يرتفع تدريجيّا كاشفا الكثير من جسدها تحت عينيه الجائعتين فتهدّجت أنفاسه لا سيّما وهي تنظر إليه باستجداء وتقول: طبّ قطمة واحده... بليييز

ابتلع محمّد ريقه بصعوبة ورفع يده التي كانت تحمل قطعتها المفضّلة ووضعها بفمها بصمت وهدوء ناقض ذلك الضجيج الذي كان يعمّ قلبه والذي ازاداد ليتحوّل لضربات قويّة ملحّة عاجلة تطرقه ضلوع صدره مثيرة الاستنفار في كلّ خلايا جسده لا سيّما وهي تغمض عينيها وتلوك الحبّة ببطء مهمهمة برضا فيقترب هو منها دون شعور مشدودا إليها بقوّة مغناطيسيّة شديد الجذب قبل أن يجفل على عيونها التي فتحتها فجأة قبل أن تقترب فتلاصقه وتحطّ بشفتيها على خدّه وتقول بامتنان شديد: ميرسي أوي يا محمّد الكاندي فرق معايا جدّا ما تتخيّلش بحبّه قدّ إيه وبيسعدني قدّ إيه، كنت محتاجاه بجدّ

قالت إيمان كلماتها ووقفت فتحرّكت يده تلقائيّا يقبض على يدها بقوّة وخشونه، بينما يتنفّس بعنف شديد ينظر إليها بجوع سافر واحتياج شديد، يريد أن يخبرها أنّها أيضا قد فرقت معه جدّا وأنّه أيضا يحتاجها يريدها أيضا أن تسعده، أن تحبّه!

أمّا إيمان التي كان جسدها خاملا منذ أيّام بلا حركة، بلا طعام، فما أن أمسك بها محمّد أدارها ناحيته حتّى أحسّت بالدنيا تميد بها فتعثّرت بوقفتها لتقع بسرعة وبشكل مفاجئ في حضنه تماما!!

موجة هادرة تلك التي أحسّ بها محمّد تغمره وتجرفه معه إلى بحر من العواطف المجنونة، عواطف لم يعرف لها شبها ولا مثيلا، لم يجرّب مثلها عمقا ولا عنفا

تلك القبلة التي لم يعرف كيف بدأها ومتى، انتهت به مستلقيا فوقها على السرير فيما يداه تستكشفان جسدها بتعثّر مجنون، وشفتيه لا تزالان على حالهما ينهلان من رحيق شفتيها بلا شبع ولا ارتواء

سكونها التامّ تحته غزا عقله بشرارة من وعي، فرفع رأسه بعيدا عنها وفتح عينيه ليجدها ويا لهول ما رأى شاحبة كما الموتى فاقدة تماما للوعي!!

.................................................. .................................................. .................................................. ......
انتهى الفصل يا جميلات
طويل مليء بالأحداث

هيح في ضحك في نكد في

وحتى كوكي في

شكرا لانكم استحملتوني الايام اللي فاتت
وبتمنى الفصل يكون بيستاهل صبركم
لا تنسوا اللايك لو حبيتوا الفصل ومنتظرة تعليقاتكم وتوقعاتكم
وفيما يخص الفصل القادم في المشاركة القادمة





bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:46 AM   #4369

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 442 ( الأعضاء 252 والزوار 190) ‏Gigi.E Omar, ‏ريناد السيد, ‏اليمامه الزرقاء, ‏sara osama, ‏dina naguib, ‏دوسة 93, ‏قمر صفاء, ‏دلال عمر, ‏صمت الهجير, ‏sara alaa, ‏نرجس20, ‏نزف جروحي, ‏Shimoooo2020, ‏غمزة نظر, ‏ايالا, ‏جلاديوس, ‏chem.Fatima, ‏جهاد175, ‏dr.marwaalsokkary, ‏اماريتا الحياة, ‏لحن الاوركيدا, ‏تالا صلاح, ‏bambolina+, ‏mimi0000, ‏خوخ و شهد, ‏عروسة الاطلس, ‏Aya404, ‏noor ahmad27, ‏kouki kouki, ‏samar mohammd, ‏آمال العلي, ‏nourhan5, ‏time up, ‏mrmrmero, ‏shams ali, ‏safaa fathy, ‏مخبرية, ‏عبث الحروف, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏Dodyum, ‏ام الارات, ‏jassminflower73, ‏اولادي جنتي+, ‏كياكيا, ‏كريستنا, ‏butterfly.z, ‏الغفار, ‏Zozat, ‏وفاء خطاب, ‏ام محمد*غزل, ‏Basma Elhelali, ‏Booo7, ‏مجد22, ‏monefade, ‏يمنى اياد, ‏القمر المضئ, ‏Shimaa12312, ‏Dentistoidissh, ‏Khaoula tayeb errahman, ‏ريما الشريف, ‏bobosty2005, ‏Fofa shine, ‏AdamDado, ‏Bouchra bouch, ‏طوطه, ‏ندى المطر, ‏yasser20, ‏weaam93, ‏سمو الرواد, ‏NouraMohamed, ‏métallurgier, ‏ام نينه, ‏nourelhayat, ‏Berro_87, ‏ام ديمه, ‏nasmat ba7r, ‏غروب الامل, ‏هديل الحياة, ‏AYOYAAA, ‏rrraaa, ‏Fatmaahmed, ‏ليال الحنين, ‏nanash, ‏wiamrima, ‏مريم المقدسيه, ‏adorer, ‏Nassnura, ‏لولة العسولة, ‏fofoo92, ‏ساميحة, ‏Heba Atef, ‏Riham**, ‏Hagora Ahmed, ‏ليلةبكى فيهاالقمر, ‏najla1982, ‏Bnboon, ‏همس البدر, ‏m7s, ‏القبلان, ‏Mrs.dark, ‏Aya youo, ‏ارض اللبان, ‏ahlm, ‏عشق القراءة, ‏Diego Sando, ‏هوس الماضي, ‏زرقاءاليمام, ‏مينى10, ‏فريدة يحيى, ‏Eman Tarek, ‏rihab91, ‏نيو ستار, ‏sosomaya, ‏راما الفارس, ‏oushy, ‏مهيف ..., ‏شموخي اسطورة, ‏روجا جيجي, ‏nadia1996, ‏leria255, ‏الورد زنبق, ‏مريم@, ‏اشراقه حسين, ‏مانولر, ‏deloo, ‏bashora1998, ‏princess of romance, ‏sarasou, ‏karima seghiri, ‏halimayhalima, ‏ياسمينة الماضي, ‏ToOoOmy, ‏WAFAS, ‏sweet123, ‏rasha shourub, ‏joujou ha, ‏ريما اشرف, ‏ياسمين على احمد, ‏من هم, ‏ام لمي ولارا, ‏ترباس, ‏kagomi, ‏سرى النجود, ‏soso asma, ‏أم أحلام, ‏زنبقت الجنوب, ‏فررراشة, ‏الروح الهائمه, ‏Roro adam, ‏Moonita, ‏ضحى, ‏nes2013, ‏ابتسام عبدالله, ‏سديم سديم, ‏rasha moner, ‏دلال الدلال, ‏حنان ياسمين, ‏Amina bella, ‏موجة هادئة, ‏نورالله, ‏browen eye, ‏Om qais Al edwan, ‏نور كان بيروت, ‏pretty dede, ‏Ollaa, ‏هدير خلف, ‏علياء نبيل, ‏Hopeoun, ‏سفيرة العراق, ‏خفوق انفاس, ‏Asmaa nasser, ‏حووووووور, ‏Benan, ‏AyOyaT, ‏زينبf.j, ‏Zaaed, ‏هناء بدران, ‏shammaf, ‏Mwatena mesrya, ‏Huyaam, ‏سماح الطيبة, ‏نداء1, ‏Kholodsaad, ‏Oya_a, ‏NurElhuda, ‏amirat elqasr, ‏nawara2000, ‏سمر ح, ‏aa elkordi, ‏أم الشيخ, ‏ام توتا, ‏نهى حمزه, ‏Amani_j, ‏احلام الوردي, ‏مملكة الامل, ‏maiswesam, ‏yawaw, ‏Hadooshtash, ‏linasamar, ‏Reemo.B, ‏سومة111, ‏shereen.kasem, ‏Asmaa Mohammed6, ‏dekaelanteka, ‏أم جمانة 01, ‏ouertaniradhia, ‏shimaa saad, ‏اليك ربي, ‏مهاك, ‏إدارية, ‏fatiha b, ‏muneeera, ‏فديت الشامة, ‏Monaesmat27, ‏دمعة حب٩١, ‏Agadeer, ‏فاطمة توتى, ‏pearla, ‏Mona roro, ‏meryamaaa, ‏koka 88, ‏ريبكا, ‏الاف مكة, ‏Chaimaalb, ‏التوحيد, ‏fatiroze, ‏نهولتى, ‏صفحة هروبي, ‏Marwa mostafaa, ‏simsemah, ‏شاكرة, ‏hajer ilahi, ‏Asya Tulyda, ‏shadow fax, ‏عاشقة الحرف, ‏هبه صلاح, ‏حياتي ديني, ‏رهف ااحمد, ‏noorvay, ‏ياسمين نور, ‏Time Out, ‏بنت سعاد38, ‏om malk90, ‏roro.rona, ‏Zozo.70, ‏nour helal, ‏إلين 1988

Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 12:46 AM   #4370

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

اضحى مبارك يا جميلات وكل عام وانتن بألف خير

هل سيكون هناك فصل الخميس القادم الي هو بالمناسبة ثالت ايام العيد؟
بصراحة لا اعتقد

فابتدء من السبت سأبدأ تجهيزات العيد تعزيل المنزل وشراء ملابس العيد وخلافة اما في ايام العيد فلست ممن يقضونه في المنزل لكني اعدكم انني سأحاول فقط ان وجدت وقتا
لكن لا يمنع انني سأقوم بتنزيل تصبيرة اعدكم ان تكون طويلة ومشوقة
تصبحون على خير


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.