آخر 10 مشاركات
1020 - فتاة الأحلام - جيسكا ستيل- ع د ن (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Breathless - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          رواية فقاعة ج 2 _ نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          سأبكي غداً -ليليان روث -عبير الجديدة -(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          2006- فارس الجزيرة الأستوائية - لينسى ستيفنز - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-19, 08:01 PM   #5231

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 23-1


الفصل الثالث والعشرون

هائج الأنفاس، مشتعل العينين، منفلت الأعصاب، أوقف محمّد السيّارة أمام باب الشقّة وبفم قد جفّ وابيضّ من شدّة الصراخ أمرها قائلا: انزلي يلّا!

بوجه شاحب من شدّة الهلع وعينين محتقنتين سألته بخفوت: طب وانت؟

أظلمت ملامحه أكثر وأجابها بحدّة: لو سمحت يا إيمان اتفضّلي انزلي

أطرقت إيمان حينها بحزن للحظات ثمّ ابتدأت تبكي بكاء عاصفا تفرغ فيه كلّ الكبت والخوف الذي احتشد في صدرها خلال الدقائق الفائتة قبل أن تقول له بصوت مختنق متقطّع: أنا... أنا آسفة... أنا معرفش ليه كلّ ده بيحصل معايا... والله... والله... انا ما كنتش أقصد أخبط بفؤاد في البيت عند ماما، ولمّا مسكت إيد الراجل في الكاندي شوب ما كنتش عارفة إنّ ده مش إنت... ما خدتش بالي وانت بتمشي من جنبي

ممزّقا ما بين دموعها وبين صورتها وهي تمسك بيد الرجل في متجر السكاكر، صرخ محمّد بها بصوت شبه مبحوح محاولا إسكاتها، ولكنّها أبت إلّا أن تكمل من بين نشيجها: أنا مش وحشة يا محمّد والله العظيم أنا مش كدة بسّ إنت اللي ما بتصدّقنيش، بسّ أنا ظروفي كده ودي حاجة ما ليش ذنب فيها لكن أنا مش وحشة والله العظيم أنا مش كده والله العظيم

لقد كان بالفعل مشتعلا غضبا عندما خرج قبل ساعات من بيت أهلها، مطبقا شفتاه عاقدا الحاجبين منغلق الملامح رافضا لأيّ حوار قد تفكّر بأن تجريه، بانيا سدّا بينه وبينها مخفيا خلفه غضبا عنيفا هادرا لو فكّر بأن يظهر منه لمحة لأهلكها معه، لكنّها أبت إلّا أن تستدرّ بعضا من تلك الأبوّة الوليدة التي يشعرها نحوها في صدره ونظرت له بعيون حزينة تقول له بإقرار واقع وفي خيبة: خلاص مش هتاخدني للكاندي شوب صح؟

مصدوما بمنحى أفكارها البعيد جدّا جدّا عن أفكاره نظر إليها مبهوتا، فأطرقت برأسها وقالت: خلاص مش عاوزة

بغيظ نظر محمّد أمامه وقد لاحظ كيف شتّتت من تركيزه على الهوّة السوداء التي كانت تسحبه إلى داخلها، وبغيظ أكبر من نفسه وجد نفسه بعد دقائق يصطفّ بسيّارته أمام متجر كبير للسكاكر كان قد لاحظه قبل أيّام قليلة وفكّر حينها أنّها لا بدّ ستحبّ أن تشتري منه

وكما تخيّل وقتها وجدها فعلا تجول فى المكان هنا وهناك بحماس شديد، تشير له على أشهى الأنواع من وجهة نظرها، ودون أن يشعر وجد نفسه يتوه معها بين الأشكال المتنوّعة والألوان المبهجة، حتّى في لحظة ما لمح محاميا زميلا يشير له من بعيد، فاتّجه إليه بذوق ليسلّم عليه، وابتدأ الآخر يشير له على أطفاله يعرّفه عليهم من بعيد وقد كانوا يبدون مثلها فرحين غارقين ببهجة الاختيار، فابتسم لنفسه مرغما وحانت منه لحظتها نظرة إليها ليراها فجأة وبعد قفزة حماس طفوليّة تمدّ يدها تلامس ذراع رجل يقف قريبا جدّا بجانبها دون أن تنظر إليه وتشير له على شيء بحماس، حينها أحسّ بأنّ كلّ الغضب الذي تبعثر، ابتدأ يتكالب بداخل صدره من جديد

ودون أن يفكّر اعتذر من زميله بكلمات لا يذكرها وتركه مسرعا ليتّجه نحوها يمسك بذراعها ببعض الشدّة والحزم ويسحبها معه لخارج المكان ويدخلها لسيّارته عنوة قبل أن يركبها وينطلق بها صارخا كما لم يفعل يوما بأبشع أنواع الشتائم ومتّهما إيّاها بكلّ أنواع التسيّب والانفلات، حتّى وقفا أخيرا هنا حيث هما الآن!

نفض محمّد الذكريات القاتلة من رأسه خوفا من انفلاتة جديدة لأعصابه ومن ثمّ غمغم أخيرا قائلا: خلاص ما حصلش حاجة يا إيمان، معلش انا اسف علشان إتنرفزت عليكي، لكن... أنا عايزك تكوني حريصة أكتر من كدة، تاخدي بالك من كلّ كلمة بتقوليها أو خطوة بتخطّيها، حاسبي على تصرّفاتك أكتر من كدة لو سمحتي... علشان خاطري... أنا مش بحبّ أجرحك فلو سمحتي ما تجبرينيش أعمل كده تاني!

ابتعدت إيمان عنه قليلا وهزّت رأسها برقّة سلّبت لبّه، متيحة له المجال ليتملّى في تفاصيلها بشغف وحينها ضربت نظرة فؤاد لها وهي بين ذراعيه ذاكرته، فأبعدها عنه بقوّة أجفلتها، ولكنّه لم يبالي بل أمسك بذراعها بحزم وقال آمرا بشدّة: وفؤاد ده... مش عايزك تكلّميه، لا يشوفك ولا يكلّمك ولا حتّى يلمح طيفك، فاهماني يا إيمان؟

بخشية ومن جديد هزّت رأسها بطاعة، فابتعد عنها وعدّل جلسته وراء المقعد وقال بحزم: يلّا تفضّلي إنت

همّت بالاعتراض ولكنّه سرعان ما قال لها: مش هتأخّر عندي كم حاجة محتاج أخلّصها وهرجع بسرعة ان شاء الله

بخيبة أمل أجابته: حاضر زيّ ما تحبّ

قالتها وفتحت الباب لكنّه أوقفها قائلا: إيمان صدّقيني ده لمصلحتك، يلّا انزلي، لا إله إلّا الله

ابتسمت حينها إيمان برقّة مذيبة لأعصابه وأجابته: سيّدنا محمّد رسول الله

.................................................. .................................................. ..........................

كانت سيّارة حسين تشقّ الشّوارع ليلا تكاد تطير بخفّة روح سائقها الذي كانت البهجة تملأه والفرحة تكاد تفيض من مآقيه، فها هي بتول تركب بجانبه عائدة معه إلى بيته

ينتشي من شدّة الإثارة يشعر بالطريق طويلا يتحرّق شوقا لتلك اللحظة التي سيدخلان فيها غرفتهما ويغلقان عليهما بابهما وحينها... حينها...

"والنّبي يا حسين خلّينا نلفّ بالعربيّة كمان شويّة"

فغر حسين عينيه غير مصدّق ثمّ نظر إليها بشرّ فارتبكت ملامحها قليلا بينما تكمل قائلة: أصل الجوّ جميل النهارده وانا يعني....

تلقائيّا خفتت نبراتها وهي تشعر به يكاد ينقض عليها مفترسا قبل أن يقول بصدمة: أفندم؟ جوّ إيه اللي جميل؟

ارتبكت ملامح بتول للحظة بينما أكمل هو باستنكار: بقى النهارده الجوّ جميل؟ دي درجة الحرارة فوق الاربعين!

قالها حسين ثمّ غمز لها بعينيه مكملا بعبث مفضوح بينما يداه تفلتان المقود للحظات وينفض ملابسه عنه كما لو كانت الحرارة تغزو جسده فعلا: وانااا حرارتي فوق الميّة

تضرّجت وجنتا بتول بحياء مدركة فحوى كلماته فألحّت عليه تقول: معلش والنّبي علشان خاطري

بطرف عينه نظر حسين إليها فداعب اللين صدره فابتدأ يقول متمتما بغيظ وبكلمات حانقة: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا بتول

ثمّ نظر إليها من جديد معاينا إيّاها من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها وأكمل مغيظا إيّاها رافعا من صوته أكثر متعمّدا إسماعها: يا بنت فوزيّة يا أم شبشب احمر بورده، بقى النهااارده الجوّ جميل؟

قالها ثمّ صمت للحظات قليلة بتصارع مع نفسه ما بين قلبه ورغبته بإرضاءها وما بين جسده وحاجته اللحوحة إليها، ثمّ التفت إليها قائلا: بصّي يا بنت الحلال، احنا نروح البيت ونخشّ اوضتنا ونقفل علينا بابنا ونقلع هدومنا ونشغّل التكييف وشوفي انت بقى الجوّ ساعتها هيبقى عامل ازّاي!

تورّدت وجنتي بتول مثيرة شهيّة حسين أكثر بها، ونظرت له بتوسّل تقول: بقولّك علشان خاطري يا حسين، أنا... أنا مخنوقه شويّه ونفسي نروح نتمشّى عالنّيل

بصدمة نظر إليها حسين وأجابها قائلا: نيل؟ نيل إيه؟ هوّ مش من دقيقه كنّا هنلفّ شويّة بالعربيّة ودلوقت بتقوليلي نتمشّى عالنيل؟ داهيه لتقوليلي كمان نتسحّر برّه!

أشرقت ملامح بتول وصفّقت بيديها وقالت بحماس: طب والله فكره، أقولّك؟ احنا نلفّ شويّة بالعربيّه وبعدين نروح نتسحّر وبعد كده نروح عالنّيل نتمشّى شويّه لغاية الفجر ونشوف الشروق بعدها نروّح البيت!

مع كلّ كلمة تقولها كانت عينا حسين تتّسع أكثر حتّى وصلت لنهاية كلامها فانفجر في وجهها حينها قائلا: لحدّ الفجر؟ ونشوف الشروق كمان ؟ مش بقولّك؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا بتول حسبي الله!

زفر حسين أنفاسه للحظات بغيظ قائلا: بّصّي بقى، انا اللي هقولّك، هيّ ساعة زمن واحده جنب النّيل، وساندوتشين كبدة حلوين من أيّ عربيّة نضربهم وناخدلنا علبتين زبادي نهضّم بيهم ونرجع عالبيت

مستعجبة نظرت بتول إليه وسألته باستنكار: نضربهم؟ جبتها منين دي؟

نفش حسين صدره بغرور قائلا بغمزة شقيّة من عينيه المتلاعبتين: عيب يا بنتي، ده انا حسين بتاع كلّه!

حدّقت به للحظات بصدمة قبل أن تختلج نظراتها بالحياء مستشعرة تلميحا مبطّنا بكلماته، ففتحت فمها تريد مجادلته أكثر فأدرك هو نيّتها فأكمل قائلا: اقسم بالله يا بتول كلمة وحدة زيادة لنكون راجعين البيت حالا! قال فجر قال دي اتهطلت ولّا إيه؟

بغير رضا قلبت بتول وجهها وزفرت بحنق وكتّفت يديها وأدرات رأسها نحو النافذة بجوارها فناداها حسين قائلا: يا بتول.. يا بتووول... يااا آنسة بتووول

ابتسامة كانت على وشك أن تفلت من بين شفتيها ولكنّها سرعان ما سيطرت عليها قبل أن تلتفت إليه وتقول بتجهّم: نعم!

إلّا أنّ حسين كان غافلا عن نعمها غارقا في تأنيب نفسه مستنكرا: آنسه ازّاي؟ آنسه ازّاي بعد كلّ اللي احنا بنهبّبه مع بعض ده؟ مش كفاية اسم بتول اللي كلّ شويّه ينطّلي فْوِشّي؟

عندها أفلتت منها ضحكة ناعمة قصيرة لم تستطع أن تسيطر عليها فنظر لها حينها حسين بصدمة قبل أن يحكّ أذنه بمغزى قائلا: يااااه أخيرا ضحكتي! أخيرا قدرت أضحكّك! تصدّقي فعلا الجوّ جميل؟

ابتسامة حياء زيّنت ثغرها وأشرقت فيها ملامحها فغمز لها قائلا بشقاوة: طب علشان خاطرك، وعلشان الضحكة الحلوه دي...

ببهجة وراحة نظرت له بترقّب وحماس فأكمل فخورا بنفسه: هعزمك على كانز بيبسي كمان وتبقى مشبّره، بسّ برضو بنفس السّاعة!

بغيظ تأفّفت بتول بوجه حسين قبل أن تعاود النظر من النّافذة من جديد، تنظر للدنيا عبرها ولا ترى شيئا تخفي خلفها فقط تلك الوساوس التي لا تفتأ تسيطر على أفكارها، وتواري ذلك الضيق الذي يثقل روحها، تودّ تأخير المحتوم ولكنّه أشدّ تلهّفا من أن يعطيها الفرصة، وهي أكثر خزيا من أن تريه لهفة شبيهة لا بل... تزيد

تشتاقه وتشتاق قربه ولمسه ووصله، وتعلم أنّهما ما إن يغلق عليهما باب واحد، وما أن يقترب منها، وعند اللمسة الأولى، ستكون جميع دفاعاتها قد تهاوت مباشرة عند قدميه، دون حاجة إلى أيّ كلمات روحها بأمسّ الحاجة لأن تسمعها!

.................................................. .................................................. .......................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:02 PM   #5232

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 23-2

عاد محمّد للشقّة بعد وقتٍ طويل قضاه في الخارج، فاجأه الصمت الذي كان يملأ الغرفة على غير العادة عندما دخل غرفته

وما إن رأى كرسيّها المفضّل فارغا حتّى نظر مباشرة نحو السرير، وكما توقّع كانت تنام فيه بفوضاها المعهودة

أخذ نفسا عميقا واتّجه نحو الحمّام مباشرة متجنّبا النظر إليها ولكنّه ما إن أنهى اغتساله وخرج منه حتّى وجد نفسه مضطرّا للعودة إليها أخيرا

تأمّلها قليلا وعقدة واضحة ترتسم ما بين حاجبيه، ثمّ جلس على حافّة السرير بجانبها يفكّر بحيرة، وكأنّه يحلّ مسألة رياضيّة معقّدة

أين سينام؟

بل

كيف سينام وهي تحتل ثلاثة أرباع السرير الكبير العريض؟

كيف سيحتوي الربع الصغير المتبقّي جسده الضخم لا سيّما وأن هذا الربع مقسوم على عدّة أجزاء متفرّقة؟

عليه أن يعدّل من طريقة نومها فلا حلّ آخر أمامه لا سيّما وقد رأى سيّارة شقيقة مصطفّة في مدخل البناية أيّ أنّه موجود الآن فعلا في غرفته الخاصّة، ولكن تُرى كيف سيستطيع أن يفعلها دون أن يوقظها؟ دون أن يجد نفسه متورّطا الآن بينما هو منهك القوى ومرهق المشاعر ما بين براءة نظراتها وإغواء الجسد؟

تأمّلها من جديد يقيّم الوضع ويحمد الله على البيجاما القطنيّة المحتشمة التي كانت ترتديها على غير العادة، ثمّ وقف بجانب السرير مرة أخرى وصعد فوقه جاثيا على ركبتيه قبل أن ينحني زاجّا ذراعا تحت خصرها والأخرى يدسّها تحت كتفيها فيما عيناه رغما عنه كانتا تغافلانه فتتلصّصان على ملامحها التي بدت له الآن بالذات بالغة الرقة والجاذبيّة والـ... حزن

لقد أخافها اليوم يعلم ذلك و... أبكاها، وهو الذي عاهدها بأن يصونها، أن يمسكها بالمعروف قبل... التسريح بإحسان

رغما عنه اشتدّت ذراعاه فوق جسدها بحالة من رفض، هل سيتركها تذهب فعلا؟ هل سيستطيع يوما أن يعيدها إليهم وهو الذي لا يعلم حتّى الآن كيف سيتركها هناك مضطّرا لأيّام قلائل فقط؟ يتركها لبرودة والدتها وحقد أختها و... عيون فؤاد!

احتدّت نظرات محمّد واشتعلتا بغضب وهو يتذكّر نظراته لها اليوم ورغما عنه يجمح خياله بل يُجنّ وهو يتخيّل... الأسوأ

ذلك الأسوأ الذي يقضّ مضجعه فينازعه بأيّ رغبه بإمساك تراوده أحيانا على غفلة من... شكوكه... لا... بل يقينه

نعم موقن هو بأنّها قد أخطأت وآه كم يغضبه هذا، فمهما بلغت درجة جنونها لن تبلغ بها الحماقة أن تقذف ذاتها بتهمة زنا فقط لتحصل على زوج وليس أيّ زوج بل... شقيقه!

تغيّرت!

مدرك هو لذلك، وهي كالطّين اللدن تتشكّل بين ذراعيه كما يهوى ويريد والمصيبة أنّها كلّما أرضته أكثر كلّما ازداد غضبه، واليوم... اليوم بالذات وفي تلك اللحظة التي أدرك بها اختلافها عن والدته... تمدّد الغضب بداخله وتمدّد حتّى كاد يحطّم جدران التمدّن لولا جبروت سيطرة لازمته سنوات عمره حتّى باتت من أهمّ صفاته

لكنّه يعترف آسفا أنّ سيطرته هذه قد خذلته هذه الليلة أخيرا فتراخت عن لجام الغضب حتّى أطلقته حرّا يعربد في جنون رجولته المخذولة

بغير شعور اشتدّت ذراعاه فوق جسدها يفرغ فيها بعضا من جنون تلك الغيرة القاتله التي أطاحت بعقله الليلة

ماذا؟ مهلا! غيرة؟!

لا... لالا... هي شكّ... هي غضب... هي استنكار... هي نفور

"أي... أي... فيه إيه يا محمّد؟"

تشنّجت أصابع محمّد وصوتها يتسلّل إليه هامسا عبر خيوط وتشابكات أفكاره الـ... غير مفهومة... ومثله لا يقتله أمر غير الأمور الغير مفهومة

من جديد وصله صوتها أشدّ ألما تصفع إداركه: آآآه... أرجوك!

بذهول أبعد ذراعيه عن جسدها وابتعد عنها كما الملدوغ قبل أن يغمض عينيه ويأخذ نفسها عميقا محاولا التخفيف من شدّة الحرارة التي كانت تكتنف جسده جرّاء تلك الأفكار الـ... غير منطقية!

وما إن فتح عينيه من جديد حتّى وجدها وقد استوت بجسدها قليلا شبه جالسة، ترتكز بشكل مائل على ذراع ممدودة واحدة فيما شعرها فمفرود حولها طويلا مشعثا حارقا للأعصاب ومزعزعا لكلّ الأفكار

بعيون حزينة دامعة نظرت إيمان إليه قائلة بصوت لا يزال يحمل من دفء النوم الكثير: لسّة زعلان؟

كلماتها لم تكن سؤالا بقدر ما كانت إقرار، ولكنّه رغم ذلك أجابها: خلاص يا إيمان ما حصلش حاجة

فأجابته مطالبة بتأكيد: يعني مش زعلان منّي؟

عيناه تلقائيّا انجذبتا لعينيها متأمّلا رجاءها الطفوليّ الصارخ فتراخى بجانبها من جديد وأخذ نفسا عميقا قبل أن يطاوع رغبة دفينة بداخله ويمدّ كفّه الضخمة يضعها على خدّها فتكاد تبتلع جلّ وجهها قبل أن يربّت عليها برقّة مناقضة ويقول: مش زعلان

قالها وأبعد يده مكابرا رغم ضيقه، وتأمّل إشراقة عينيها قبل أن تبتسم بأمل وتطالبه بمزيد من التأكيدات: يعني سامحتني؟

نبضة إشفاق ضربت صدره فعلى أيّ أمر تطلب مسامحته وأيّ من الأمرين لم يكن متعمّدا منها، فهمس قائلا بصوت أجشّ: أيوة

حينها وبلحظة واحدة كانت إيمان قد قفزت من مكانها لتعانقه محيطة بذراعيها رقبته بينما تتمتم مداعبة بشرته بأنفاسها العذبة الدافئة: متشكره متشكّرة أوي، أنا بحبّك يا محمّد بحبّك جدّا

لحظة... لحظتين، توقّفت نبضات قلبه فيها

لحظتين لزمتاها لتترك رقبته وتبتعد عنه

لحظتان وانطلق صهيل قلبه الذي أصبح يعدو في سباق مصيريّ مع العقل

هل قالت ما قالته أم هُيّء له ذلك؟

نظر محمّد لها بعدم تصديق وأنفاسه تنافس نبضاته سرعة وصخبا، يبحث عن عينيها، ليعرف أَوهمٌ ما سمع أم هو الصّدق

ولكن أنّى له بها وهي قد نزلت بخفّة عن السّرير لترتدي مبذلها الواسع ومن فوقه حجابها المتهدّل وتتّجه نحو باب الغرفة تتمتم بما يفيد أنّها ستذهب لتبدأ بتجهيز السّحور، لتغادره خلال لحظات فعلا بكلّ بساطة وكأنّها لم تقُم توّا بزلزلة شاملة لكلّ كيانه

.................................................. .................................................. ..................................

يجلس فوق سجّادة الصّلاة مسبّحا ومستغفرا بعد أن أنهى بضعة ركعات من قيام الليل فيما عيناه ترنوان حيث زوجته تجلس متربّعة على السّرير متسربلة بإسدالها النيليّ بوروده الورديّة تحمل بيدٍ مصحفها فيما الأخرى تداعب شعر النمر الأسود المستلقي بجانبها تاركا رأسه يرقد فوق حجرها باسترخاء... مغيظ و... حارق لأعصابه!

كزّ الكاسر على أسنانها بحنق حقيقيّ فابنه هذا يتعمّد مضايقته باستيلائه على لميس مانعا أيّ لحظة انفراد خاصّة بينهما منذ عودته بالأمس، بل إنّه قد تجرّأ اليوم عصرا عندما جلس بجانب لميس وأراد إحاطتها بذراعه أن يلقيها بعيدا بحنق قبل أن يجلس بحضنها ويتشبّث بجذعها وينظر له بطرف عينه فيما وجهه مغمور بصدرها قائلا "لمّوث نمل" (لمّوس نمر)

وقتها حاول هو تقبّل الأمر "بنضج" وادّعى تفهّما غير حقيقي فأمسك برأسه منشلا إيّاه من فوق صدرها وقبّله بقوّة "عنيفة" بينما يبتسم له "بحنان" من تحت ضروسه المضغوطة!!!

لكن الآن وبينما هو ينظر له الآن في حضنها "من جديد" لا يعرف لماذا بات يشعر بأنّ "ابن الكلب" ابنه هذا قد ابتدأ يتجاوز حدود الأدب وربّما يلزمه نصيب من نصيب شقيقه نبراس من التربية!

فجأة انتفض الكاسر من مكانه وقد عيل صبره أخيرا وبضيق مكبوت تناول السجّادة عن الأرض وابتدأ يطويها بشكل عشوائيّ بينما ينظر لزوجته الهانئة في برودها بنظرات تشتعل بالوعيد محوقلا بصوت مرتفع متعمّدا لفت نظرها، ولكنّها وإمعانا في حرق أعصابه وتأجيج غيظه رمته بنظرة عابرة مستكشفة لم تمتدّ سوى لبضع من الثانية وعادت لمصحفها من جديد مستمرّة بمداعبة شعر نمر

أخيرا وقف الكاسر أمامها متخصّرا بينما يرميها بلهيب نظراته نافخ الهواء من حوله بضيق مسموع

عندها تمتمت لميس: صدق الله العظيم... خير كاسر مالك؟

ضيّق الكاسر عينيه بغضب وأجابها: بدّي أنام!

تأمّلته لميس للحظات مقطّبة لا تعلم ما سرّ انزعاجه، تعلم أنّه لديه مخطّط آخر لهذه الليلة ولكنّها لا تفهم سرّ غضبه وقد أنهى صلاته توّا فلماذا يتصرّف كما لو أنّه ينتظرها منذ ساعات

بابتسامة مهادنة أجابته مستنكرة: بدّك تنام!؟

أخذ الكاسر نفسها عميقا وأجابها بينما يرميها بنظرة متعالية متحدّية: ليش في ببالك إشي تاني ممكن نعمله؟

تضرّجت وجنتي لميس ونظرت له بحرج قبل أن تبتسم له بحياء خطف لبّه وهو الذي يتعامل منذ سنوات مع نساء خلعن ثوب الحياء و ألقينه عند أوّل مكبّ للشرف

أمسكت لميس بكفّه الضخم وشدّته قليلا موجّهة إيّاه نحو السّرير قائلة: تعال تمدّد شويّ بسّ لأخلّص سورة البقرة!

بحلق الكاسر بها للحظات قائلا بعد تصديق: برضو البقرة؟

تذكّرت لميس ليلة زفافهم وضحكت برقّة داعبت شغاف قلبه: ضايلي صفحتين مش أكتر انت اهدى بسّ وتعال عالتخت

باستعلاء نظر الكاسر بجانبها ولرأس ابنه في حضنها وقال مغلّفا غيرته بالاستهانة: وين أتمدّد بالضّبط؟

بعجب نظرت بجانبه وأجابته ببديهيّة قتلته: جنب نمر هون في مكان

بغضب حقيقي هتف بها الكاسر: لا والله يكتّر خيرك وخيره في مكان، أنا خايف بسّ أكون بدايقكم بنومتي جنبكم اذا بتحبي ممكن أشوفلي غرفة تانية أنام فيها

مصدومة من ثورته نظرت لميس إليه للحظات قبل أن تغلق المصحف بهدوء وتمسك برأس ابنه بهدوء وتضعه على السّرير فوق الوسادة، ثمّ بكلّ صبر كما لو كانت تهادن طفلا أمسكت بكفّة وسحبته لتجلسه بجانبها قبل أن تنظر إليه قائلة: كاسر شو في مالك؟ ليش هيك معصّب؟

نظر الكاسر لها يتأمّلها حائرا هو بنفسه لا يعرف ماذا يجري معه، نعم طوال عمره كان غيورا بدمٍ حامٍ، لكنّه أبدا لم يكن طفوليّا متملّكا لتلك الدرجة، وهذا... لا يعجبه بتاتا!!

تتابع لميس انفعالاته المكتومة فوق صفحة وجهه، تنتظر منه تفسيرا لكنّه يتشبّث بالصمت فتكمل قائلة بحياء وارتباك: أنا... عارفة إنّه إنت... يعني بدّك منّي إشي... يعني قصدي...

بوجهه يلين... عيناه تراقبها بشغف... مستمتعا بتعثّر الكلمات فوق شفتيها المغويتين... تحمرّ خديها فتثير شهيّته لتقبيلهما... أشواقه تتأجّج... لكنّه... لا يزال ينتظر.. يريد أن يسمع المزيد...

فتأخذ لميس نفسا عميقا وهي تقولها له صريحة: يعني أنا قصدي إنّه إلك حاجة!

رغما عنه يقهقه الكاسر منفجرا أخيرا من طريقتها بالتعبير بتتضرّج وجنتيها حرجا أكثر وتهتف به قائلة بصخب: يا الله منّك يا كاسر!

لحظات وتهدأ ضحكاته قبل أن يجيبها قائلا: وطالما عارفة إنّه الي حاجة ليش كلّ هالمماطلة؟

فغرت لميس عينيها نافية عنها التّهمة وقالت: أنا بماطل يا كاسر، مو إنت شُفت بعينك كيف نمر أصرّ ينام هون عندي، بعدين لمّا نام لقيتك عم بتصلّي فقلت خلّيني أقرأ قرآن لغاية ما تخلّص!

رفع الكاسر حاجبيه قائلا بمحاججة: وهاي خلّصت

ابتلعت لميس ريقها مأخوذة برجولته التي تداعب أنوثتها كما لم تشعر يوما وقلبها ينبض في كلّ خليّة من خلايا كيانها روحا وجسدا و... قلبا، فتهزّ رأسها ببلاهة دون أن تتحرّك من مكانها، فيناظرها الكاسر مستغربا ويقول لها: شو يعنيّ بتهزّيلي براسك؟

فتجيبه هي بصوت متحشرج بالعاطفة: يعني اوك هاي أنا كمان خلّصت

يزداد استغراب الكاسر وينظر لها كما لو فقدت عقلها ثمّ يشير لابنه بقرف ويسألها: وشو بالنّسبة لهاد الكائن الحقير اللي جنبك؟!

بعدم فهم ترفرف لميس بأهدابها ثمّ تنظر إلى حيث يشير فتشهق بصدمة وتقوم من مكانها مفزوعة وتقول: يييي عليّ نسيته!

ثم تنحني وتحمله برفق قبل أن تقرّبه من جسدها ملقية برأسها على كتفه وتقبّله بحبّ خالص وتتحرّك مغادرة به إلى حيث مكانه بجانب أخته!

أمّا هو فتغيم عيناه بمشاعر كثيرة وعظيمة تثقل قلبه فيهوي لأحشائه وحزن شفيف يعتصر قلبه عليها حزنا وكلمات حنان الناغزة لها اليوم تتردّد بداخل عقله مثيرة غضبه

دقائق وكانت لميس تدخل غرفتهما من جديد وتغلق بابها بحرص بالمفتاح، ثمّ اتّجهت ناحية الحمّام متمتمة بشبه اعتذار: شويّ بسّ ما راح أطوّل

وفعلا لم تطل الغياب، إذ خرجت بعد ما يقرب من العشر دقائق، مرتدية قميص نوم طويل من الساتان تركوازيّ اللون، بفتحة واسعة جدّا تصل لأعلى فخديها بينما شعرها فمفرود بطوله الذي يقارب خصرها فوق ظهرها وكتفيها، أمّا شفتاها فمصبوغتان بلون ارجوانيّ بارد وكحلة ناعمة تحيطان بعينيها

من مكان فوق السّرير حيث يرقد مستلقيا استنفرت جميع الخلايا العصبيّة في جسده وأوشك أن يشهق من شدّة جمالها قبل أن يغلق عينيه المبحلقة مستغفرا الله ومتمتما بذكر يحرسها من عينيه قبل أن يفتحمها من جديد

بابتسامة حيّية ووجنتين لا علاقة لأدوات الزينة بتورّدهما اقتربت لميس منه بخطوات مرتبكة قبل أن تقترب من مفتاح الضوء القريب منها تودّ إغلاقه فيهتف بها هو قائلا: خّلّيه مفتوح!

فتنظر له باستغراب فالضّوء الأحمر الخافت أكثر من كافٍ للرؤية، فتصدمها العاطفة الفجّة المشعّة في مقلتيه، فتهزّ رأسها بطاعة بينما الطبول بداخل قلبها تزاداد قرعا فتعجزها عن التقدّم والمسير

ومن مكانه يرى الكاسر تردّدها فيمدّ ذراعه على طولها فاردا لها كفّه بدعوة غير منطوقة للاقتراب... واقتربت، وما إن لامست كفّه بأطراف أصابعها حتّى التقط كفّها بقوّة عنيفة ملقيا إيّاها فوق السّرير بجانبه قبل أن يعتليها بعنف قائلا: غلطانة... أنا ما بدّي منّك إشي... أنا بدّي كلّ إشي!!

وهكذا قد كان

فبعد وقت لا يعلمان له حسابا، حيث الحساب في تلك اللحظات التي جمعتهما كان بلا قيمة، لقاءهما كان مختلفا... مختلفا عن كلّ اللقاءات التي كانت قبل سفره... ومختلفا أيضا عن عاصفة الأمس المفاجئة التي باغتتهما معا... اليوم لم تكن الأجساد متسيّدة العلاقة... بل كان للعقل فيها الشورى، وللقلب القيادة، أمّا الجسد فجنديّ مطيع نال نصيبه من النشوى التي مهما تطول تبقى قصيرة الأثر، أمّا الروح فحتّى هذه اللحظة وبعد دقائق طويلة من السكون فلا تزال ترفرف بداخل كلّ منهما تحلّق في سعادة!

يداه المداعبة لشعرها بشكل رتيب فتحت للكرى الأبواب فابتدأت لميس تطبق أجفانها باسترخاء لذيذ قبل أن يقرّر أخيرا أن يفتح فمه لأوّل مرّة منذ أن انتهيا بخشونة غيرة بدت لها طفوليّة بشكل لذيذ، قاذفا حصوة كانت تسدّ حنجرته منذ ساعات حتّى عجز عن بلعها: ابن الكلب هاد نمر بتقطعيلي علاقتك فيه!

صمت قليل.. ثمّ قهقهة مصدومة ناعمة و.... أنفاس ثقيلة رتيبة و... علم أنّها نامت، فأخفض رأسه ناحيتها وقبّلها فوق جبينها قبلة طويلة قبل أن يضع ذراعه الأخرى خلف رأسه ويغمض عينيه، وما كانت سوى لحظات قبل أن يأخذ نفسا عميقا وتميل شفتيه قليلا... قليلا جدّا... بابتسامة هانئة

.................................................. .................................................. ..................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:04 PM   #5233

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 23-3

أكثر من ساعة قد مرّت حتّى الآن وقلبه لا يزال يهدر بداخل صدره عاليا بذات صخب كلماتها التي لا تزال تتردّد فيها بداخل عقله

"أنا بحبّك يا محمّد بحبّك جدّا"

يتساءل بينه وبين نفسه، أقالتها حقّا؟

أنطقتها فعلا بكلّ تلك البساطة؟ أتفتّقت من عميق قلبها وقد ضاق بها أم زلقت من لسانٍ اعتاد لفظها؟

عند هذه النقطة تخبّطت نبضاته وابتدأت أنفاسه بالتباطؤ بــــ... خيبة

خطواتها الخافتة تقترب من باب الغرفة جعلته يسارع تلقائيّا بإغماض عينيه وتعديل جسده ليصبح نائما على جانبه مواجها الباب بظهره

صوت يد الباب تتحرّك برقّة وضوء الصّالة المتسرّب من خلاله بينما تقوم بفتحه بهدوء نبّه أعصابه المترقّبة لعودتها وهو ما لم يكن يعلم أنّه ينتظره بكلّ تلك ... اللهفة!

وما إن ابتدأت إيمان تتّجه ناحية السّرير.. إليه هو، حتّى ابتدأت نبضاته بالتقافز من جديد، تحلّق ببهجة وتحطّ بحيرة مع صوت كلماتها التي عادت لتتردّد بين جدران الكهف المظلم في عمق صدره، مصدرة بداخله ضجيجا مدويّا عاليا صعب تجاهله

"أنا بحبّك يا محمّد بحبّك جدّا"

لقد قالتها... بل مرّتين... وقالت جدّا أيضا...

إلى أن توقّفت أخيرا بجانبه، فتشنّج جسده تلقائيّا، وتباطأت أنفاسه حتّى انقطعت نهائيّا بينما تناديه بتحفيز رقيق: محمّد... قوم يلّا السّحور جاهز

لم يستجب لها ولا يعرف لماذا لم يفعل، ربّما خوفا من مواجهة، وربّما... طمعا بالمزيد...

ولم يخب رجاءه

برقّة قرّبت إيمان يدا مرتعشة ولامست بها عضده العاري من تحت فانلّته القطنيّة البيضاء، وربّتت فوقه بخفّة شديدة ربّما ما كانت لتوقظه لو كان نائما فعلا، لكنّه من جديد لم يستجب ومن جديد أيضا... لم يخب رجاءه

بخشية انحنت إيمان نحوه، وبفضول دقّقت في ملامحه، وبحاجة تلهّفت لملامسته، وهكذا وغافلة عن شعرها الذي تهدّل مداعبا رقبته، أطلقت العنان لرؤوس أصابع يدها بتلمّس تفاصيل وجهه، برقّة وكأنّها... كأنّها ترسمه... آه كم تودّ أن ترسمه ولكن كيف وهي التي فشلت بأن تأخذ ادوات رسمها من غرفتها اليوم

أمّا هو فعاجزٌ عن احتمال المزيد، انتفض جسده كما لو تمّ صعقه بصدمة كهربائيّة، وأمسك بيدها الباردة التي لطالما أثارت غرائزه، واعتصرها بقوّة موقفا عبث أصابعها فوق صفحة وجهه، وقال بخشونة: بتعملي إيه؟

شهقت إيمان بخوف وحاولت سحب يدها ولكنّه أبى إفلاتها فأجابته بصوت مرتعش: مفيش... كنت... كنت بصحّيك علشان السّحور

رفع محمّد حاجبيه وسألها بجمود مخفيا تعابيره: والله؟

ارتبكت ملامح إيمان وأجابت بتلعثم: ما انا... أصل... صحّيتك كتير... ووو

مدّعيا تصديقها أجابها مهمهما: كتير؟ غريبة؟ مع إنّي نومي خفيف

تلجّم لسان إيمان ولم تستطع أن تعقّب على كلماته بشيء، أمّا هو فابتسم لها بحنان وارتخت يده بلطف عن كفّها دون أن يفلتها فيما نظر لعينيها بدفء وسألها بصوت دافئ عميق: قولي الحقيقه، إنتِ فعلا كنتِ بتصحّيني؟

حدّقت إيمان به للحظات تحاول استيعاب ما يقول قبل أن تتلجلج ملامحها بارتباك وتتمتم بكلمات كثيرة غير مفهومه وتباغته بانتشال يدها من قبضته وتبتعد مغادرة المكان

لاحقها محمّد بنظراته فيما كانت ابتسامته تتّسع تدريجّيا، ولكنّها لم تكن سوى لحظات وابتدأت بالتلاشي بذات التدرّج عندما توقّفت عند باب الغرفة مستدركة تقول: ما تنساش تصحّي حسين ومراته علشان يتسحّروا معانا يا محمّد

جمدت ملامح محمّد للحظة قبل أن يجيبها قائلا: طب ما تنسيش انت كمان تغطّي شعرك كويّس

بطاعة رمت إيمان الحجاب على رأسها تعدله وغادرت بخفّة فراشة، تاركة إيّاه من خلفها منهكا ما بين قمم الاثارة وقيعان الخيبات

.................................................. .................

صوت رنين الهاتف أيقظه من نومه الذي كان يغرق فيه توّا منهكا منتشيا من بعد ليلة تشبّعت بها خلاياه، لم يسمح لشيء بأن يضايقه فيها لا محاولتها للماطلة في تناول طعامها لتأخير ما هو محتوم، ولا حتّى تشنّجها المعتاد عند أولى اللمسات، فلم يفعل وهو يعلم أنّها بالنهاية تخرّ لمشاعرها مثله وأكثر وتستجيب بشكل منعش لكلّ ذرّة رجولة فيه

صوت الرنين الملحّ عاد طرق وعيه من جديد فأمسك بالهاتف من جانيه ونظر إليه للحظة قبل أن يفتح الخطّ ويقول بصرت متحشرج من أثر النوم: أيوه يا محمّد... إيه سحور؟ لا معلش احنا اتسحّرنا برّه... إيه؟ بتقول إيه؟... فول! ما دام فيها فول بقى يبقى انا جايّ!

تقلقت بتول بنومها وهمهمت قائلة: في حاجه؟

أبعد حسين الغطاء عن جسده وأجابها وهو يقوم: ده محمّد بيصحّينا علشان نتسحّر

رفعت بتول رأسها باستغراب وهي تراه يغادر السّرير وسألته مستفهمة: انت رايح فين يا حسين؟

أجابها كطفل مذنب قائلا: هتسحّر

بحلقت به للحظات وقالت بصدمة: هوّ احنا مش اتسحّرنا

هزّ كتفيه وأجابها فاردا ذراعيه بحماس قائلا: بيقولّك في فول.. فوووول

مستعجبة من حماسه سألته باستهانة: فول؟

هزّ رأسه بقوّة وأجابها بينما يتّجه نحو الحمّام ليتوضّأ سريعا: أيوه بيقولّي إيمان عامله فول!!

ما سمعت بتول كلماته حتّى فتحت عينيها أخيرا على اتّساعهما وجلست في مكانها معتدلة والغيظ والقلق يملأ مآقيها، وبعد دقائق وجدته يخرج من الحمّام متّجها نحو باب غرفتهم فأوقته مكانه قائلة: يعني ما سألتنيش لو كنت هتسحّر معاكو ولّا لأ ولّا مش عايزني آجي!؟

باستغراب نظر إليها حسين قائلا: لأ طبعا مين اللي قال كده، انت بسّ اللي قولتي انّ احنا اتسحّرنا ففهمت انّك مش عايزة تقومي لكن عامّة لو عايزة تتسحّري تعالي يلّا واحنا هنستنّاكِ!

نظرت بتول إليه للحظات ثمّ تحرّكت من مكانها قائلة: طب معلش ممكن تستنّاني أصل بصراحه هتكسف أخرج لوحدي!

مستغربا حدّق بها حسين للحظات بوجه جامد قبل أن يتّجه للسرير يجلس فوقه قائلا: ماشي بسّ بسرعه انجزي !

.................................................. .................

تقف في وسط المطبخ تنظر من حولها ذاهلة... لاهثة... مرتعشة... يصرخ التوتّر من كلّ تفصيلة في ملامحها... عينيها... أطرافها

ما هذا الذي يحدث معها؟ ما هذا الانفلات الذي تشعر به اليوم؟

مرّة لا تقاوم إحساسها القويّ بجاذبيّته الرجوليّة الخشنة فتتجرّأ وتلمسه مستكشفة

ومرّة... تتزاحم الأحاسيس التي تتضخّم بداخل قلبها ناحيته... مع كلّ ربتة حنان... مع كلّ ابتسامة تقدير... مع كلّ نظرة دعم

تتذكّر جبره لخاطرها الليلة أمام والدتها... حضنه الدافئ من بعد الغضب... فتجد نفسها وعلى حين نبضة تترجم ذلك الإحساس الضخم بداخلها والذي لم تعد قادرة على احتوائه باعتراف صريح... جريء... وربّما وقح... بالحبّ!

لا تزال حتّى الآن تتساءل كيف انزلقت الكلمة من قلبها لتقفز من لسانها عابرة فمها وإلى مسامعه مباشرة بكلّ تلك البساطة وهي التي لم تفعلها يوما

بلى... هي تذكر الآن... لقد قالتها يوما ما في مراهقتها لفؤاد، قالتها له يوم كانت نظراته تماثل نظرات محمّد الآن حنانا، قبل أن تعرف أنّ طموحه المستقبليّ ومركزه الثقافيّ أهمّ من أيّ مشاعر سطحيّة يحملها لها

قالتها بقلب مراهقة منبهرة بابن عمّها الوسيم والوحيد الذي يعاملها معاملة خاصّة، قالتها صادقة ولكنّها لم تشعر بها أبدا أبدا بذات العمق الذي نطقتها به اليوم، فاليوم هي لم تكن إيمان المراهقة، بل كانت إيمان الأنثى إيمان المرأة أمام محمّد الرجل الرائع مكتمل الرجولة... زوجها

لكن... رغم كلّ ذلك... من يضمن لها أنّه لن يفعل كما فعل فؤاد من قبله عندما يعلم علّتها وهو المحامي الشهير الأستاذ الجامعيّ صاحب المركز المرموق

بعجز وإنهاك ارتكزت إيمان بيدها على طاولة الطعام الصغيرة بجانبها، تبتسم لنفسها بسخرية مريرة، وتذكّر نفسها بأنّه ليس عليه أن يعرف ليتركها، فهو قد قرّر هذا فعلا، وكلّه بسببها.. بسبب غباءها المعهود.. بس ذلك الجسر المتضعضع الذي بنته عنوة وعلى أساس واهي لتصل إليه... بل لشقيقه... ذكّرت إيمان نفسها... جسر متكسّر مليء بالثغرات وكلّما خطت هي فوقه خطوة لتقترب منه، تعثّرت وسقطت وعادت من حيث بدأت بعيدة عنه ولكن الآن بقلب محطّم، واليوم وبكلّ غباء ارتكبت خطأها الأفدح رامية بكبرياءها... حياءها... واعترفت له بالحبّ

صوت باب غرفتهما يفتح قاطع دوّامة أفكارها فنفضت عنها كآبتها وعادت لما كانت تفعل قبل أن توقظه فاقتربت من طبق الفول الموضوع على الطاولة وقرّبت الملعقة منه لتتذّوقه ببعض الترقّب والتصميم لتعاود البدء معه من جديد فمن يعلم لعلّ لها عبر معدته طريقا إلى قلبه

كشّرت إيمان قليلا فالفول يبدو محتاجا لذرّة من الملح، أمسكت بالعلبة الكبير ذات الفتحة الصغيرة وقلبتها لترشّ منها القليل وإذ بالغطاء يُفتح ويقع بداخل الطبق ويسقط معه كومة كبيرة منه!!

بصدمة نظرت للملح المكوّم فوق الفول وما كانت منها إلّا شهقة... وانفجرت بالبكاء!

وفي ذات اللحظة دخل محمّد المطبخ فصعق برؤيتها على هذا الحال فمنذ لحظات فقط كانت... توقظه، ولم يكن بها شيء

اقترب محمّد منها بلهفة وأمسك بكتفيها وأدارها ناحيته لتواجهه وسألها باستغراب: مالك يا إيمان في إيه؟

بعجز وقهر نظرت له إيمان لثانية قبل أن تتهدّل كتفاها أكثر وتخفض رأسها أكثر وأكثر ويزداد بكاءها في النّشيج

بحزم أفلت أحد كتفيها وأمسك بوجهها ورفعه أمامه لينظر لعينيها بصرامة ويطالبها بالتوضيح: بقولك في إيه حصل إيه لكلّ العياط ده؟

بانهزام وخزيّ تحشرج صوتها وأجابته باختناق: الفول باظ

جمد محمّد للحظات قليلة قبل أن يضيّق عينيه قليلا ويسألها بشكّ: إيه؟ قولتي إيه؟

بحسرة أشدّ أجابته إيمان ودموعها يزداد انهمارها من جديد: بقولّك الفول باظ، أنا فاشلة... فاشلة!

بحلق بها للحظات بغير تصديق قبل أن يفلتها ويمسح وجهه بكفّه الضخم مستغفرا ومحوقلا ثمّ يزفر نفسا عميقا يحاول به تهدئة نفسه

أمّا هي فكانت تنظر إليه والحزن بقلبها يزداد معتقدة أنّ حالته هذه سببها حزنه على الفول الذي فسد!!

هدأ محمّد قليلا بعد أن حاول تقدير موقفها بعد كلّ ذلك الحماس الذي كانت تشعر به لإعداد هذا السّحور "الفخم" وعدم قدرتها لمرّتين متتاليتين، تفهّم حماسها لاستكشافها أمرا مختلفا وجديدا تحاول أن تجد به تفسها لا بل وتسعى للتميّز فيه منذ البداية، ولكن من ذا الذي لا يتعثّر في بداية كلّ جديد!؟

بكفّيه الضخمين أحاط محمّد بوجهها ونظر لعمق عينيها برويّة يحاول إفهامها كما لو كانت ابنته فعلا: شوفي يا إيمان، كلّ أمر فبدايته صعب، والفشل فيه مرة واتنين وتلاتة وعشرة كمان بيبقى أمر طبيعي، لكن كون إنّ التجربة بحدّ ذاتها تفشل ده لا يعني أبدا إنّه هوّ اللي فاشل، ولو كلّ واحد فشل في عمل حاجة فحياته قال عن نفسه فاشل، يبقى كلّ النّاس فاشلين!

يخفّ انهمار دموعها رويدا رويدا بينما تنصت لكلماته بتركيز شديد، تحاول إقناع نفسها بها فلا تستطيع فهي لم تفشل لمرّة في حياتها ولا مرّتين، بل هي حياة كاملة مشبّعة بعار الفشل عاشتها طوال سنين حياتها السبع وعشرين، ولكنّها رغم ذلك أحسّت بأنّها ممنونة جدّا جدّا له، ووجدت نفسها فجأة تسأله: بسّ أنا واثقه إنّك إنت عمرك ما فشلت فأيّ حاجه عملتها فحياتك!

ابتسم محمّد مستغربا من ثقتها الحمقاء هذه به وأجابها قائلا: ليه هوّ انا مش انسان قاصر عادي زيّي زيّ كلّ البشر؟

بإصرار هزّت إيمان رأسها وأجابته: لأ يا محمّد إنت مش زيّ أيّ حدّ، إنت غير النّاس التانيين كلّهم!

رفّ جفن محمّد للحظة بينما يشعر بقلبه يتضخّم بغرور رجوليّ، وأمّا نفسه اليتيمة فسكنت ببعض الرضا، لكنّه رغم ذلك أجابها قائلا: ومع ذلك أنا بشر ومش رجل خارق بغلط وبفشل عادي جدّا على فكره

بغير تصديق حدّقت إيمان به للحظات وسألته بينما تمسح وجهها بكفّيها مجفّفة أثر الدموع من فوقه: طب قولّي حاجه وحده فشلت فيها وانا هصدّقك

للحظة أوشك محمّد أن يقول لها بأنّه فشل بالاحتفاظ بأمّه، فشل بأن يكون الابن الذي يتعلّق به قلب أمّه فلا تفارقه إلّا بمفارقة روحها، وفشل بأن يجعلها تحترمه فتتوقّف عن تلك الحركات المنحلّة المفضوحة أمام كلّ ذكر يتواجد في محيطها بغضّ النظر عن وجوده هو معها، والأهم... هو أنّه فشل في أن يكون رجلا كفاية فيخبر والده عن مكالماتها الهاتفية الليلة المريبة مع صديقه، ربّما... ربّما حينها لكان والده نجح في تلجيمها وإبقاءها معهم... وإن صاغرة!

كلمات كثيرة فاضت في صدره ولكنّه كالعادة سرعان ما أقصاها وأجابها متهكّما بابتسامة مريرة: أنا فشلت إنّي اتعلّم اعمل البيض بالبسطرمة، تصدّقي عمري ما عرفت اعمله مع انّي بموت فيه!

ظهر التأثّر على محيّاها والبؤس في نظراتها وقالت له بحميّة محبّبة: إيه ده بجدّ؟ ولا يهمّك انا هعملهالك دلوقت حالا!!

قالتها وأسرعت ناحية الثلّاجة لتفتحها وتقف أمامها للحظات ساكنة وكأنّها قد أدركت شيئا، فقطّب محمّد وسألها: مالك يا إيمان في إيه؟

أغلقت إيمان الثلاجة بهدوء واستدارت نحوه تنظر إليه في أسى وهمست بذنب: ما بعرفش اعمل بيض بالبسطرمه!

نظر محمّد إليها للحظات قبل أن يقهقه بصخب فاجأها وأثار الفوضى بين نبضات قلبها الهادرة، قبل أن يقترب منها أخيرا والابتسامة لا تزال تلوّن محيّاه ويحيط كتفيها ويقودها نحو الموقد قائلا: مش مهمّ بكره تتعلّمي، ودلوقت تعالي امّا نشوف إيه حكاية الفول اللي باظ!

نظر محمّد بطبق الفول للحظات ثمّ إليها مستفهما فتمتمت إليه بحزن: بدوقه لقيته لسّه دلع فجيت أحطّ شويّة ملح راح الغطا وقع والملح اتدلق كلّه فوق الطبق!!

هزّ محمّد رأسه بتفهّم وأجابها: وبكده تتعلّمي انّك دايما لما تعوزي ترشّي الملح تحطّيه في المعلقة علشان ما يحصلش كده تاني

بتركيز نظرت إليه إيمان بينما يكمل لها قائلا: يعني اللي عايز اقوله انّ كلّ تجربة بتمرّ فحياتنا سواء نجحت أو فشلت لازم نكون تعلّمنا منها حاجة

صمتت إيمان لحظة ثمّ أشرق وجهها بابتسامة ادراك وأجابته قائلة: تصدّق صح!!

ابتسم محمّد سعيدا بإشراقتها وقال: ودلوقت بما انّ لسّة فاضل وقت على ما يأدّن الفجر، تعالي امّا افرّجك على طريقة الشيف محمّد في عمل الفول

بغير فهم نظرت إيمان إليه متسائلة: مين الشيف محمّد؟

بفخر دقّ محمّد صدره قائلا: انا!!

قالها محمّد وتحرّك لتوقفه هي قائلة: استنّى بسّ هتعمله ازّاي بسّ دلوقت ده عايزله وقت!

باعتداد ذكوريّ صرف نظر لها محمّد وابتسم لها بثقة أجابها قائلا: هتشوفي اصبري بسّ

قالها واتّجه صوت الثلّاجة وفتح المجمّد ليبحث فيه قليلا ويخرج كيسا مجمدا من الفول المدمّس بينما يغمزها قائلا: ادعي بقى للميس اللي جمدت كم كيس فول مدّمس قبل ما تسيبنا وتسافر

بذهول وبهجة رفعت إيمان كفّيها بمرح وأجابته قائلة: يا ربّ يا لميس يريّح قلبك ويجبر في خاطرك زيّ ما ريّحتيني!

ابتسم لها محمّد قائلا: تعالي بقى امّا نشوفلنا طريقه نخلّيه يفكّ بسرعه!

وهكذا ابتدأ محمّد عمله بتركيز شديد وحركات دقيقة مدروسة، أمّا هي فاكتفت بمراقبته... والغرق!

بضعة دقائق وكان حسين ينادي على أخيه بصوت مرح منبّها إيّاهم لقدومه فأجابه الأخير قائلا: تعالى سحس احنا هنا

دخل حسين المطبخ تلحق به بتول ليقفا بذهول وهما يريان السّحور ليس على الطاولة ومحمّد يقف أمام الموقد يطهو شيئا

اتّجه نحوهما وفي طريقه لمح الفول القديم الذي أفسد فزعق قائلا بحنق: إيه ده؟ فين الفول؟ مين اللي رمى الفول؟

ارتبكت ملامح إيمان بخجل فأجابه محمّد قائلا: الملح وقع في الفول فكبّيناه

شهق حسين بخضّة وقال: إيه؟ كبّيتوه؟ ببساطه كده؟ طب كنتوا سيبوه وانا وهوّ هنتفاهم مع بعض، ده انا قمت علشانه!

بابتسامة خفيّة نظرت له بتول تغيظه وقالت: أحسن!

بحنق نظر إليها حسين وأجابها قائلا: كده؟ طيّب يا بتول حيث كده يلّا روحي اعمليلي فول

فغرت بتول عيناها وأجابته: فول؟ فول إيه اللي هعمله، هوّ انت فاكر انّ الفول الحصا ده فنصّ ساعة بيبقى فول؟ لأ طبعا ده عايزله ييجي اربع خمس ساعات علشان اعملك الفول اللي انت عايزه

ثمّ أكملت مستدركه: بعدين تعالى هنا مش احنا مش لسّه متسحرّين ساندويتشات كبده من ييجي تلات ساعات؟

بعند طفوليّ أجابها: وانت ناسيه إنّي واكل بعدهم علبة زبادي هضمت كلّ اللي انا كلته؟ وبعدين زيادة الخير خيرين، ده حتّى الفول خفيف و...

قاطعته بتول بصدمة قائلة: خفيف؟ الفول خفيف؟

بمكر أجابها هو قائلا: وهوّ يعني الجوّ النهاردة اللي كان جميل!

تضرّجت وجنتا بتول وارتبكت لا تعرف ماذا تقول إلّا أنّ محمّد قاطعهما قائلا: خلّصتوا انتو التنين؟ خلاص الفول فكّ وسخن وجاهز وبقى آخر حلاوة جهّزوا انتوا بسّ السفرة

خجلت بتول من العرض الذي كانت هي وحسين يقدّمانه أمام أخيه الأكبر وأستاذها وأمام زوجته التي تنظر إليهم بعيون تختلج بالكثير من... الغيرة!

صوت حسين يكلّم محمّد أبعد عينيها أخيرا عن عينا الأخيرة التي كانت غافلة عنها حيث كان يقول: إيه ده هوّ انت عملت فول تاني؟

أطفأ حسين النّار من تحت القدر ونظر لأخيه قائلا: ما تقلقش يا سيدي أنا اتصرّفت ؟

بخجل من نفسها قالت بتول: يا خبر يا آبيه والله ما خدت بالي مكنتش اعرف انّ انت اللي بتعمل السّحور كنت جيت وعملته أنا

بغيظ شديد رفع حسين حاجبيه ينظر إليها فلأخيه مستعدّة أن تعمل السّحور حالا أمّا له فتعيّره بثلاثة ساندويتشات من الكبدة وتحسبها عليه سحورا؟!

أمّا إيمان فأسدلت أهدابها تخفي قهرها من هذا الفشل المشهود أمام الجميع، ولكنّه هو كما العادة يشرق فوق سواد أفكارها فيمنحها طاقة من راحة هي في أمسّ الحاجة إليها، إذ أحاط كتفيها في ذراعه الضخم وأجاب بتول قائلا: لا في الحقيقة إيمان هيّ اللي عملته أنا بسّ كنت بساعدها!

بطرف خفيّ نظر حسين لبتول قبل أن يقول مشجّعا إيمان: يا سلام بقى يعني أخيرا هنرجع ناكل أكل بيت ونشمّ ريحة الطبيخ في بيتنا... بركاتك يا شيف إيمان!!

حينها نظرت إيمان بامتنان حقيقيّ لحسين وأشرقت له ملامحها بابتسامة مميّزة وأجابته: اصبروا عليّ شويّة وانا هدلّعكم آخر دلع!!

مستبشرا حمل حسين الأطباق ووضعها على الطاولة، وغاضبا شدّد محمّد من قبضته عليها، أمّا ما جعل إيمان تنتشي فرحا فكانت نظرة بتول إليها والتي كانت تمتلئ... غيرة!

.................................................. .................................................. ..................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:06 PM   #5234

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 23-4

بعد أيّام

منهكا من شدّة الحرّ دخل الكاسر المنزل مستخدما مفاتيحه الخاصّة ليغلقه بهدوء مستشعرا ذلك الصمت غير المعتاد، خلع حذاءه وعلّق المفاتيح فوق علّاقة صغيرة بجانب الباب مرتفعة بعيدا عن يديّ النمر ثمّ ولج إلى الداخل يبحث عنها بعينيه ناشدا راحة دوما ما يلاقيها بتواجدها بالقرب منه

صوت التلفاز الخافت يبثّ برنامجا دينيا لفت انتباهه فتوجّه نحو غرفة الجلوس ووجدها هناك كما توقّع تتابع البرنامج بانتباه فيما يداها تقطفان أوراق النعناع من أعوادها

بتعب ارتمى الكاسر بجانبها على الكنبة فنظرت له باستغراب تسأله بخفوت: حمد لله عسلامتك متى إجيت ما حسّيت عليك

مغمضا عينيه أجابها بصوت بدا التعب فيه واضحا: هاي دخلتي للبيت شو وين الولاد ما في الهم حسّ

أجابته فيما عيناها تتامّلان ملامحه بشفقة: نبراس بلعب بلاي ستيشن بغرفة الضيوف، والعنود بغرفتها بتقرأ قرآن ونمر نايم

هزّ الكاسر رأسه بصمت وأغمض عينيه فسألته باهتمام وقلق: شكلك تعبان في شي؟

أجابها وهو لا يزال على إطباقه لعينيه وبذات الوقت يفتح أزرار قميصه: حاسس راسي بدّه يفقع

ما إن أنهى الكاسر كلامه حتّى خلع قميصه وطالبها قائلا: وطّي المكيّف اليوم الجوّ نار

منقبضة النّفس نفّذت أمره وقالت مستعيذة: أعوذ بالله من النّار الله يجيرنا منها

بحميميّة وتلقائيّة أسرتها وضع الكاسر رأسه فوق حجرها كما يفعل ابنه معترفا وللمرّة الأولى: تعبان

بحنان عدّلت لميس من وضعية جلوسها وتركت النعناع ووضعت يدها على جبينه تقول: كإنّه الشغل بهاي الوِحدة الجديدة متعب

أجابها بصدق عفوي مستجيبا للمسات أصابعها المدلّكة: شو ما كان أريح من القديم.. على الأقل نفسيا

ضيّقت لميس عينيها بضيق وصمتت لدقيقة كاملة فيما يداها مستمرّتان في عملهما ثمّ تذكّرت قائلة: صحيح نسيت أحكيلك عزمت خالتو تيجي تفطر عنّا اليوم، دار أبو رامي معزومين عند دار أخوها لحنان، فقلتلها تيجي تفطر عنّا بدل ما تفطر لحالها

سرعان ما فتح الكاسر عينيه وأجابها بضيق: ليش ما حكيتي؟ كان رحت جبتها وأنا مروّح من الشغل

أجابته مطمئنة: قالت أبو رامي راح يجيبها

برضا أغمض الكاسر عينيه للحظات طويلة حسبته نام فيها ولكنّها سمعته يقول لها فجأة: بعد التراويح في كم زميل من الوحدة القديمة راح ييجوا يسلموا عليّ

ابتسمت وأجابته مطمئنة: ولا يهمّك بتلاقي كل شي جاهز

تثاءب بنعاس وأصابعها تتعاون مع تعبه متسبّبة لرأسه بالثقل وأجاب بعفويّة: الله يرضى عليكي!

جمدت أصابعها فوق رأسه للحظات قبل أن تبتسم بارتعاش وتتابع عملها من جديد في صمت قطعه هو مرّة أخرى قائلا: بدنا نشوف يوم مناسب نعزم فيه أهلك

وافقته قائلة: ونحدّد يوم لأهلك كمان

هزّ رأسه بنفي قائلا: أهلي هلّأ سيبيهم شويّ بنعزمهم بأي وقت بكون في همّام هون، بس أهلك لازم نستعجل بعزومتهم خاصّة إنهم من يومين كانوا بدهم ييجوا يسلموا عليّ واعتذرنا منهم عشان كنت مناوب انت بكرة احكي معهم وشوفي اي يوم بيناسبهم

أجابته بطاعة مقتنعة بكلامه: حاضر

وبعدها عاودا الصمت هو شبه غافٍ وهي غارقة بمداعبة خصلات شعره بأقماره القليلة المتناثرة هنا وهناك، ولكن لم تكن سوى ربع ساعة حتّى دخل نمر الغرفة بشعره المنفوش ووجهه الدافئ من أثر النوم، وما إن شاهد والده على وضعه ذاك حتّى ركض ناحيته بغضب مجفلا إيّاه قبل أن يعتليه محاولا إبعاد رأسه عنها

قهقهت لميس بصدمة أمّا الكاسر ففتح عينيه متضايقا وأبعد ابنه عنه كما لو كان يهشّ ذبابة وقال له بأمر: إقلب وجهك ولا (بمعنى انصرف)

إلّا أن نمر اعتلاه من جديد يضربه بعنف صارخا: لمّوث نمل

فيتشبّث الكاسر برأيه أكثر قائلا: لا لميس الي مرتي أنا

ومع إصرار الكاسر الطفوليّ بالبقاء انفجر الطفل بالبكاء فتقطّع قلب لميس لأجله فحاولت هي الأخرى زحزحة رأس الكاسر عن حضنها إلّا أنّه كان أشدّ عندا وطفولية من ابنه فقالت أخيرا ترجوه بعطف: كاسر بالله عليك تقوم حرام عليك شوف كيف الولد راح يموت من القهر... تعال ماما نمر تعال حبيبي

كلمة ماما التي خرجت منها عفويّة ضربت صدره بموجة عاطفية قويّة فأزاح رأسه متأفّفا بادّعاء وفي ذات اللحظة كان النمر يركض ناحيتها ويجلس بحضنها متشبّثا فيها بتملّك مشابه لتملّك أبيه بينما يحدجه بنظرات نصر أغاظت الكاسر منه فعلا

راقبها الكاسر كيف تحتضن نمر بحنان حقيقي لا ادّعاء فيه بينما تداعب شعره مبعدة إيّاه عن صفحة وجهه، فاعتصر قلبه بعض الشفقة ووجد نفسه يسألها دون تفكير: لميس ليش ما تشوفي دكتورة مشان موضوع الخلفة؟

للحظة شكّت لميس بأنّه فعلا قال ما قال وباللحظة الأخرى كانت ملامحها تتألّم في شحوب وتنظر إليه بعدم فهم و... خوف

أيريد المزيد من الأولاد؟

لكن يبدو وكأنّه قد التقط مخاوفها فنفاها بسرعة قائلا: مش عشاني عشانك إنتِ!

ابتلعت لميس ريقها وأجابته: يعني انت ما بدّك ولاد؟

هزّ الكاسر كتفيه وأجابها باقتناع: مش قصّة بدّي وما بدّي أنا الحمد لله في عندي ولاد ومستكفي، بسّ لو ربّ العالمين أكرمني كمان ما راح احكي لأ بسّ شو مشانك

أسدلت لميس أهدابها تخفي بها الألم في عينيها قبل أن تفتحهما أخيرا وتجيبه في جمود: إذا عشاني فعلا انسى الموضوع

استغرب الكاسر منها وقال: ليش؟

فابتلعت ريقها محاولة ابتلاع غصّة كاوية خانقة في جوفها وأجابته: عشان أنا ما راح يجيني ولاد!

فتح الكاسر فمه يودّ فهم أبعاد الأمر منها ومناقشتها فيه: شو عرفك؟ مش يمكن....

ولكنّها قاطعته بسرعة رافضة لأيّ بذرة أمل تتسبّب بشعور ولو كان واهيا من السّخط اعتراضا على جزاء الله فقالت بصوت بارد خالي من الملامح: أنا بعرف... ما راح يجيني ولاد و... راضية بقضاءه وحامدة فضله

قالتها أحسّت بأنّها ستختنق بأنفاسها فوقفت بعنف تحمل نمر تتمتم بصوت بالكاد استطاع سماعه: أنا رايحة أخلّص تحضير الفطور.. جوعان حبيبي نمّور؟

مشدوها بموقفها لاحقها الكاسر بنظراته، لم يسألها يوما عن موضوع الانجاب كيّ لا يجرحها أوّلا وثانيا والأهم حتّى لا يجرح نفسه بسؤال خاصّ كهذا يتعلّق بها وبـ... ذاك

ولكنّه لم يعتقد أنّها فاقدة الأمل لتلك الدرجة، والآن وبينما يفكّر بذلك يشعر في مكان ما عميقا بداخله بشعور غير مفهوم... بالخسارة!

فماذا لو... استطاع هو بأن يمنحها ما لم يستطع الآخر منحه لها؟ ماذا لو استطاع أن يهبها سعادة تبكي عيناها؟ والأهم... ماذا لو حمل بين ذراعيه يوما قطعة منه احتضنتها هي في رحمها كميثاق غليظ لعلاقة بينهما لا تنفصم

فجأة ضحك الكاسر ساخرا من نفسه

فها هم أولاده أربعة لم يكن أيّ منهم شفيعا لأمّه!!!

.................................................. .................................................. ..................................

منهكة القوى خائرة الأعصاب دخلت لميس المطبخ بحجّة تجهيز الحلوى وإعداد القهوة، لكنّها وللحقيقة كانت قد وصلت إلى مرحلة ما عادت فيها بقادرة على قضاء دقيقة اضافية واحدة مع سلفتها حنان

لا تزال لميس تذكر صدمتها قبل حوالي ساعة عندما سمعت طرقا على باب بيتهم فظنّت أنّه ليس إلّا زميلا آخر لكاسر يلحق بالبقيّة الذين كانوا قد وصلوا منذ حوالي نصف ساعة، لتتفاجأ ببيت أبو رامي يباغتونهم بزيارة مفاجئة سارّة... كما يظنّون!

مستاءة من ذاتها استغفرت لميس الله من شرور أحاسيسها ووسوسات نفسها فآخر ما تريده أن تكون المرأة التي تقطع زوجها من أهله ولكنّها رغما عنها تشعر ناحية حنان بنفور وتوجّس لا علاقة له بمظهرها المنفتح وتصرّفاتها الجريئة عامّة فبالنهاية من هي لتحكم عليها من خلال هذه الأمور، لكنّه شيء آخر شعور يكتنفها كلّما كانت حنان قريبة من الكاسر، شعور بالتملّك بالرغبة بإخفاءه بعيدا عن عينيها، بالنّفث في وجهها ثلاثا، خوفا من نظرات الحسد والجوع التي دوما تشعر بها بداخل عينيها؟ ولكن ما يثير حيرتها لماذا قد تحسد امرأة تمتلك رجلا حنونا متولّها بها يراعيها ويدلّلها كهمّام امرأة أخرى لديها رجل مهما بلغت رجولته وحسن عشرته و... جاذبية شخصيته... يبقى جلفا.. كالكاسر!؟

صوت البكاء المتواصل لابن همّام الصغير أثار ضيقها وحزنها عليه لا تعلم أين هي والدته ولم لا تقوم بإسكاته

زفرت بضيق من جديد تتساءل متى سينتهي كلّ هذا لتخلو أخيرا مع الله بركعات تصلّيها بجوف الليل بلا حجاب بينها وبينه فتناجيه وتبكي بين يديه تشكو إليه وتتذلّل إليه بالدّعاء بطلب العفو والغفران والفوز بالجنّة والنجاة من النّار، وفي لحظة من الضعف والوهن وجدت لميس نفسها تتذكّر رمضاناتها الماضية وكيف كانت تقضيها صائمة في النهار قائمة في الليل، يكاد المصحف لا يفارق يديها، تختمه ما لايقلّ عن خمس مرّات، وللحظة أحسّت في نفسها وخزة من ندم فتقصيرها مع الله يوشك أن يصبح عادة، فتارة هي منهكة وتارة زوجها عنده حاجة، وأحيانا كاليوم مثلا تضطرّ لترك الأهم لأجل ما ليس بمهمّ

صوت نمر يبكي من جديد جرّاء ضرب رامي له جعلها تنتفض من همزات أفكارها متذكّرة كلام الشّيخة التي كانت تعلّمها القرآن في مصر لها قبل أيّام عندما راسلتها تسألها عن حالها وعن درجة التزامها ومواظبتها على الحفظ لتجيبها هي بتقصيرها وشعورها بالاختناق والخجل من الله جرّاء ذلك

(شوفي يا لميس لازم تعرفي انّ كلّ عمل بيقوم بي المسلم يؤجر عليه لو كانت نيّته فيه خالصة لوجه الله تعالى، حتّى الزواج وشغل البيت وتربية الأولاد

طب خلّيني اسألك هوّ احنا بنجتهد بالعبادات وبحفظ القرآن وبأداء النوافل ليه؟ مش علشان نرفع درجتنا في الجنّة؟ طب بصّي يا ستّي الرسول الأمين بيقول إيه

" المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأَحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخلِ من أَي أبواب الجنة شاءت"

لا ومش بسّ كده ده بيقول كمان

" حسن تبعّل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله"

يا لميس ربّنا والله العظيم مافيش اعدل منّه، وبيجازي كلّ انسان على قدّ تعبه وعلى حسب نيّته، وانتِ بقى لو خدتي بالك من ولاد جوزك وعاملتيهم بما يرضي الله شوفي جزاءك عند ربّنا هيكون قدّ إيه)

حامدة الله على فضله ورحمته نفضت لميس تلك الأفكار السلبيّة التي كانت تدور بعقلها منذ قليل واقتربت من الفرن ووضعت بداخله الصينيّة المعدنيّة الممتلئة بالقطائف المحشوّ بالقشطة والجبن والجوز والزبيب لتقوم بتحميرها

وبينما تملأ غلّاية قهوة كبيرة بالماء رأت العنود تدخل المطبخ تحمل بيدها ابن عمّها الباكي بين ذراعيها وتسألها بنفاذ صبر: خالتو شُفتي وين مرة عمّو؟

نافية أجابتها لميس: لا والله ليش شو بدّك فيها؟

قالت بدها تروح تحكي مكالمة مهمّة وطلبت منّي أنتبه على حمادة بسّ هوّ مو راضي يسكت وهيّ طوّلت!!

سألتها باستغراب: ليش على أيّ غرفة راحت؟

بحيرة أجابتها العنود: والله ما بعرف بسّ مو بغرفتي أكيد لإنّ هلّأ دوّرت عليها فيها وما لقيتها

حدّقت لميس أمامها للحظة ثمّ قالت للعنود متوجّسة بريبة: طيّب انا هلّأ راح أشوفها بسّ انتِ ديري بالك على القطايف بالفرن انتبهي ما تحرقيها

ما إن خرجت لميس من المطبخ حتّى توجّهت مباشرة لغرفة نومها وحدس بداخلها يخبرها أنّها ستجدها هناك وفعلا ما إن فتحت الباب حتّى رأتها كيف تقف أمام طاولة الزينة ممسكة زجاجة من العطر في يدها مقرّبة إيّاها من أنفها مغمضة عينيها بانتشاء كبير

قاومت لميس شعور الغضب الذي كان يتململ بداخلها ونادتها بصوت خافت مؤدّب: خير حنان لازمك شي من غرفة نومي؟

أجفلت حنان وقد اخذتها لميس على حين غرّة فتلعثمت لوهلة لا تدري ما تقول قبل أن تستجمع نفسها وتجيبها بصوت بدى التوتّر فيه فاضحا: لا تواخذيني لميس بسّ كنت عم بحكي مكالمة مهمّة وما حسّيت على حالي وانا عم بهرب من الازعاج وبدخل غرفتك

هزّت لميس رأسها مدّعية التفهّم ومدّعية عدم ملاحظتها ليد حنان التي امتدّت لنضع ما كان بيدها بطريقة ظنّتها خفيّة، قبل أن تنظر بطرف عينها نحو طاولة الزينة التي كانت تقف أمامها وتعبث بأغراضها وتقول: بسيطة، على فكرة العنود بتدوّر عليكي مسكين ابنك راح صوته من كتر ما عيّط

هزّت حنان كتفها قائلة بملل: هوّ حمادة هيك نكد والعنود شاطرة وبتعرف اتدبّر أمورها معاه

بمهادنة أجابتها: بسّ العنود لسّة طفلة قدّ ما تتحمّل آخرتها تتعب وتزهق وخاصّة انها فعليّا مش مجبورة على هاد الشّي

عندها احتدّت نظرات حنان وامتلأت غيظا وقالت وقد خلعت عباءة التظاهر: بدّك تفهميني انّه انت اللي ما الك كم شهر بتعرفيها وبتحبّيها وبتخافي عليها أكتر منّي

بجديّة مغيظة أجابتها لميس: أنا ما بعرف قدّيش انت بتحبّيها بس الأكيدة منّه انّه ما بتعرفيها منيح لإنّه العنود صبرها قليل، السبب الوحيد اللي بخلّي العنود تتحمل هوّ تربايتها وأخلاقها واحترمها للكبار ومتل ما هيّ بتضغط على حالها مشان ترضينا من حقها نراعي طفولتها ونعطف عليها وما نخلّيها توصل للمرحلة اللي ما تعود فيها تسأل على حدى

بعنت وإصرار أجابتها حنان مكتّفة يديها: انا وهيّي طول عمرنا متفاهمين مع بعضينا بسّ لو انت ما تدّخلي بتضل المراكب سايرة!

بجدّية أجابتها تقاوم شعور الغضب الذي كان قد ابتدأ يسيطر عليها كلمحة خافتة من لميس التي كانتها: آسفة ما راح أقدر العنود بأمانتي

هتفت حنان فيها بحدّة غير مسيطر عليه: العنود أبوها موجود وإمها عايشة

بذات النبرة جادلتها لميس: إمها بمزاجها تركتها هون في بيتي تحت رعايتي، وأبوها هوّ بنفسه اللي استأمنّي عليها وأنا مستحيل أخون الأمانة أو أتهاون فيها

بقهر شديد هتفت تلك قائلة: وطبعا حضرتك بدّك تعيشي الدور وتعملي حالك إمها الحنونة وبتحبّيها

ببساطة شديدة أجابتها بصدق بيّن وصل لتلك التي تقف خارجا منذ بعض الوقت تتسمّع عليهما كما لطالما فعلت بتحريض من والدتها: بسّ أنا بحبها فعلا ومن غير ما أعمل حالي إمها بكفّي إنّي أنا أحسّها زيّ بنتي

دخول العنود متورّدة الوجنتين، هائمة العينين يبدو عليها التيه واضحا بينما لا تزال تحمل الطفل الذي توقّف عن البكاء أخيرا بعد ان هدّه التعب قاطع حديثهما فنظرتا إليها كلتاهما فتنحنحت تقول بخفوت متحشرج: خالتو ميّة القهوة غليت أكمّلها ولّا بدّك انت تعمليها؟

برقّة غير مصطنعة أجابتها لميس متعمّدة إسماع الأخرى كلمحة أخرى غير سارّة بتاتا بالنّسبة إليها: لا حبيبتي شكرا بتعرفي أبوك إذا ما عملتله القهوة بإيدي بيزعل وما بشربها

أومأت لها العنود موافقة وكانت توشك على مغادرة الغرفة عندما استوقفتها لميس: عنود... هاتي حمادة وأعطيه لمرة عمّك عشان تيجي معي نوزّع القطايف بالصحون

هزّت العنود رأسها مطيعة وناولت الطفل لزوجة عمّها التي كانت ترمقها بنظرات حانقة غير ودودة أخافتها، ثمّ خرجت من الغرفة تلحقها حنان التي رمت لميس قبل مغادرتها بنظرات لو كانت تقتل لكانت أردتها قتيلة

ما إن خرجتا حتّى عادت لميس لطاولة زينتها تنظر إليها بتدقيق شديد وكما توقّعت كلّ شيء كان في مكانه بالضّبط كما ترتّبه عادة سوى... زجاجة عطر الكاسر

.................................................. .................

أكملت لميس القهوة أخيرا بجوّ من الهدوء بعد مغادرة بيت أبي رامي مباشرة بعد مواجهتهما حيث أنّ حنان قد خرجت من عندها تشتعل غضبا فأرسلت ابنها رامي لوالده بداخل غرفة الضيوف ليخبره بأنّ "ماما" تقول بأنّ وقت الرحيل قد آن محرجة إيّاه بين الرجال ومثيرة غضب الكاسر حسب التقرير الذي بثّه لهما نبراس

حملت بين يديها صينيّة التقديم الفخمة عليها فناجين مملوءة بالقهوة ذات الرائحة الشهيّة وتتقدّم ناحية باب غرفة الضيوف تتجهّز لأن تطرق عليه بدعوة للكاسر ليأتي ويأخذها خاصّة أنّ نبراس قد سئم جلسة الرجال أخيرا وقرّر الذهاب للعب البلاي ستيشن قبل أن توقفه هي مطالبة إيّاه بمساعدة شقيقته بإعادة تأهيل البيت

كانت يدها تتأهّب للطرق عندما جمدت فجأة وهي تسمع سؤال أحد زملائه له: صحيح عرفت شو صار بغنج؟ هاي الـ*** اللي كان إلها ملفّ عندك!

قطّبت لميس بفضول وسرعان ما وصلها صوت زوجها ضائقا يقول: عرفتها بس شو جاب سيرتها اللي بتغمّ النفس على بالك هسّة؟

بجديّة أجابه صديقه قائلا: شكلك ما عرفت إنها ماتت؟

بجلافة أجابه الكاسر قائلا: لأ بس خير ما حصل

بخفوت طرقت لميس الباب بضيق ولكن يبدو أنّه لم ينتبه للصوت إذ كان زميله يضحك على ردّة فعله بصوت مرتفع ويقول مكملا: يا كرهك فيهم، بسّ ما سألتني كيف ماتت؟

بلامبالاة أجابه: المهم إنها ماتت، بس عموما هات لنشوف طلّع هالدبشة من تمّك عشان نخلص

بحماس أجابه الرجل قائلا: انحرق فيها البيت هيّ وأبوها

رغما عنها ضربت قشعريرة جسدها فارتجفت يداها ، بينما ببلادة أجاب هو بالداخل قائلا: إلى جهنّم وبئس المصير!

عندها ودون أن تشعر اختضّت لميس من قسوة حكمه فاهتزّ كفّاها الذان تمسك بهما الصينيّة لتسقط على الأرض مسبّبة فوضى مريعة وصخبا عاليا صمّ آذانهم جميعا ولكنّها لم تلامس أسماعها فضجيج قلبها كان مريعا صاخبا أكثر

.................................................. .................................................. ......................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:10 PM   #5235

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

وهكذا عزيزاتي تم الانتهاء من تنزيل الفصلين 22 و23
قراءة ممتعة ومتخمة ومشبعة
اعذروني عندما لا استطيع الرد عى كل تعليقاتكم فأنا أودّ التركيز على الكتابة أكثر عندما أمتلك الوقت حتّى لا يحصل أي تأخير في تنزيل الفصول
قراءة ممتعة



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:19 PM   #5236

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

والله مفاجأة في منتهي الجمال انك تنزلي فصل ونص تسلم ايدك ياأحلي نيفو
تسجيل حضور مؤقتا
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 134 ( الأعضاء 57 والزوار 77)
‏ام زياد محمود, ‏Samaa Helmi, ‏مسحة فرح, ‏Qhoa, ‏Diego Sando, ‏احلام فهمي, ‏bambolina+, ‏um soso, ‏Dodyum, ‏frau zahra, ‏samah 02, ‏نداء1, ‏Ino77, ‏Gigi.E Omar, ‏ريما الشريف, ‏سبنا 33, ‏karima seghiri, ‏Resonance, ‏sasad, ‏sha ima, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏sira sira, ‏سرى النجود, ‏Lautes flower, ‏ام فارس 19, ‏Zainabalghazi, ‏بيون نانا, ‏رانيا خالد, ‏بوران شعبان, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏زينب عبد الكريم+, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏سراج النور, ‏ولاء حنون, ‏suzyy, ‏منو6, ‏Nada $, ‏Shoodi65, ‏shathooea, ‏ghdzo, ‏داليا انور, ‏hhanen, ‏حنان ياسمين, ‏bahija 1981, ‏ميمو كوكي, ‏Eman o, ‏hammam, ‏Agadeer, ‏ShroukYousef, ‏نزف جروحي, ‏معجبه بخشتي, ‏إقبال, ‏amana 98, ‏نجاه فاروق, ‏أسـتـر, ‏سلوى١٩٨٤


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:20 PM   #5237

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 141 ( الأعضاء 59 والزوار 82) ‏bambolina, ‏Qhoa, ‏الميزان, ‏ام زياد محمود+, ‏Gigi.E Omar+, ‏Samaa Helmi, ‏مسحة فرح, ‏Diego Sando, ‏احلام فهمي, ‏um soso+, ‏Dodyum, ‏frau zahra, ‏samah 02, ‏نداء1, ‏Ino77, ‏ريما الشريف, ‏سبنا 33, ‏karima seghiri, ‏Resonance, ‏sasad, ‏sha ima, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏sira sira, ‏سرى النجود, ‏Lautes flower, ‏ام فارس 19, ‏Zainabalghazi, ‏بيون نانا, ‏رانيا خالد, ‏بوران شعبان, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏زينب عبد الكريم, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏سراج النور, ‏ولاء حنون, ‏suzyy, ‏منو6, ‏Nada $, ‏Shoodi65, ‏shathooea, ‏ghdzo, ‏داليا انور, ‏hhanen, ‏حنان ياسمين, ‏bahija 1981, ‏ميمو كوكي, ‏Eman o, ‏hammam, ‏Agadeer, ‏ShroukYousef, ‏نزف جروحي, ‏معجبه بخشتي, ‏إقبال, ‏amana 98, ‏نجاه فاروق, ‏أسـتـر, ‏سلوى١٩٨٤

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:20 PM   #5238

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 149 ( الأعضاء 62 والزوار 87)
‏ام زياد محمود, ‏زهرورة, ‏بيبو هبه, ‏Dndn1992, ‏Qhoa, ‏bambolina+, ‏الميزان, ‏Gigi.E Omar, ‏Samaa Helmi, ‏مسحة فرح, ‏Diego Sando, ‏احلام فهمي, ‏um soso, ‏Dodyum, ‏frau zahra, ‏samah 02, ‏نداء1, ‏Ino77, ‏ريما الشريف, ‏سبنا 33, ‏karima seghiri, ‏Resonance, ‏sasad, ‏sha ima, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏sira sira, ‏سرى النجود, ‏Lautes flower, ‏ام فارس 19, ‏Zainabalghazi, ‏بيون نانا, ‏رانيا خالد, ‏بوران شعبان, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏زينب عبد الكريم+, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏سراج النور, ‏ولاء حنون, ‏suzyy, ‏منو6, ‏Nada $, ‏Shoodi65, ‏shathooea, ‏ghdzo, ‏داليا انور, ‏hhanen, ‏حنان ياسمين, ‏bahija 1981, ‏ميمو كوكي, ‏Eman o, ‏hammam, ‏Agadeer, ‏ShroukYousef, ‏نزف جروحي, ‏معجبه بخشتي, ‏إقبال, ‏amana 98, ‏نجاه فاروق, ‏أسـتـر, ‏سلوى١٩٨٤


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:21 PM   #5239

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 159 ( الأعضاء 65 والزوار 94)
‏ام زياد محمود, ‏bambolina+, ‏زينب عبد الكريم+, ‏Qhoa, ‏دانى فلته, ‏fatema mathbot, ‏زهرورة, ‏بشري كمال, ‏بيبو هبه, ‏Dndn1992, ‏الميزان, ‏Gigi.E Omar, ‏Samaa Helmi, ‏مسحة فرح, ‏Diego Sando, ‏احلام فهمي, ‏um soso, ‏Dodyum, ‏frau zahra, ‏samah 02, ‏نداء1, ‏Ino77, ‏ريما الشريف, ‏سبنا 33, ‏karima seghiri, ‏Resonance, ‏sasad, ‏sha ima, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏sira sira, ‏سرى النجود, ‏Lautes flower, ‏ام فارس 19, ‏Zainabalghazi, ‏بيون نانا, ‏رانيا خالد, ‏بوران شعبان, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏سراج النور, ‏ولاء حنون, ‏suzyy, ‏منو6, ‏Nada $, ‏Shoodi65, ‏shathooea, ‏ghdzo, ‏داليا انور, ‏hhanen, ‏حنان ياسمين, ‏bahija 1981, ‏ميمو كوكي, ‏Eman o, ‏hammam, ‏Agadeer, ‏ShroukYousef, ‏نزف جروحي, ‏معجبه بخشتي, ‏إقبال, ‏amana 98, ‏نجاه فاروق, ‏أسـتـر, ‏سلوى١٩٨٤


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 08:23 PM   #5240

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 164 ( الأعضاء 67 والزوار 97)
‏ام زياد محمود, ‏نهى حمزه, ‏bambolina+, ‏Qhoa, ‏كلمات بسيطة, ‏زينب عبد الكريم+, ‏دانى فلته, ‏fatema mathbot, ‏زهرورة, ‏بشري كمال, ‏بيبو هبه, ‏Dndn1992, ‏الميزان, ‏Gigi.E Omar, ‏Samaa Helmi, ‏مسحة فرح, ‏Diego Sando, ‏احلام فهمي, ‏um soso, ‏Dodyum, ‏frau zahra, ‏samah 02, ‏نداء1, ‏Ino77, ‏ريما الشريف, ‏سبنا 33, ‏karima seghiri, ‏Resonance, ‏sasad, ‏sha ima, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏sira sira, ‏سرى النجود, ‏Lautes flower, ‏ام فارس 19, ‏Zainabalghazi, ‏بيون نانا, ‏رانيا خالد, ‏بوران شعبان, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏سراج النور, ‏ولاء حنون, ‏suzyy, ‏منو6, ‏Nada $, ‏Shoodi65, ‏shathooea, ‏ghdzo, ‏داليا انور, ‏hhanen, ‏حنان ياسمين, ‏bahija 1981, ‏ميمو كوكي, ‏Eman o, ‏hammam, ‏Agadeer, ‏ShroukYousef, ‏نزف جروحي, ‏معجبه بخشتي, ‏إقبال, ‏amana 98, ‏نجاه فاروق, ‏أسـتـر, ‏سلوى١٩٨٤


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.