آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-19, 06:35 PM   #5351

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


من جديد اذكركم عزيزاتي بموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرين
موعدنا في تمام التاسعة بتوقيت مصر


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 08:10 PM   #5352

أحلام وردة
alkap ~
 
الصورة الرمزية أحلام وردة

? العضوٌ??? » 237284
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 339
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond reputeأحلام وردة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نحن في الإنتظار بالتوفيق ان شاء الله

أحلام وردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 09:00 PM   #5353

شمس الفؤاد

? العضوٌ??? » 439902
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » شمس الفؤاد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة








❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤🤦🏻‍♀

لا أعلم ماذا أقول
أكثر من عام مرّ منذ آخر لقاء لنا معا في أروقة وحي الأعضاء ويعجز اللسان عن وصف مدى شوقي له واشتياقي لكم
وها أنا آتيكم اليوم وبجعبتي مولودتي الرابعة من بعد
عيون لا تعرف النوم
https://www.rewity.com/forum/t292599.html
وعندما يعشقون صغارا
https://www.rewity.com/forum/t330747.html
ونوفيلا بروحي اشمّ عطرك والتي هي منفصلة تماما عن سلسلة مغتربون بالحب
https://www.rewity.com/forum/t389120.html

بين عينيك ذنبي وتوبتي الجزء الثالث من سلسلة مغتربون بالحبّ وهي رواية حصرية لمنتدى روايتي
رواية لم أخطّط لها... لم أنتويها
ولكن أبطالها طالبوا بحقّهم بالخلاص
طالبوني بالاستقرار والراحة
ولم أستطع إلّا أن أمسك بأيديهم وأساعدهم ليصلوا لبرّ الأمان عسى أن يساعدوا أنفسهم أيضا
لميس... حسين... محمّد
قد تعرفوهم وقد لا تفعلون
لميس شقيقة زاكية... المحروقة
محمّد وحسين... أخواهم من ذات الأم... مصريين.... احم وربنا يستر

الجزء يمكن قراءته كرواية مستقلة ولكن لفهم أعمق يرجى مراجعة آخر فصلين من رواية عندما يعشقون صغارا
بيت أبو كرم وجودهم بالرواية تشريفي
عبدالله وغزل والجيل الصغير دورهم قادم بإذن رب العالمين

والآن عزيزاتي لدي ملاحظة نهائية... رجاء... التماس
أنا كما يعلم بعضكم زوجة وأم لثلاثة طفلات لذلك أرجو منكم مراعاة هذا الأمر وتدركوا أنّه أحيانا هناك ظروف تغلب رغبتي وارادتي يتنزيل الفصول لذلك كل ما اتمناه أن تراعوا هذه النقطة كما وأرجو أنّني سأجد لديكم كلّ الدعم
موعد تنزيل الفصول يوم الجمعة الساعة الحادية عشرة بتوقيت مصر الثانية عشرة (منتصف الليل) بتوقيت السعودية

والآن أترككم مع التمهيد والغلاف والتواقيع الذين هم اهداء اعتز فيه وافخر به من الغالية كاردينيا 73 صاحبة الرؤية المميزة دائما
















رابط الاهداءات من قارئات بين عينيك ذنبي و توبتي

https://www.rewity.com/forum/t405435.html




التمهيد

بصوتها النديّ العذب، كانت تجلس على سريرها متسربلة بأسدالها البيضاء، ترتّل القرآن بخشوع نابع من إيمان صادق، وشوق كبير و.... خشية مريعة... فكيف لا تفعل... وهي التي ذاقت بعضا مما يعِدُ الله الظالمين... مثلها.

يتحشرج صوتها مختنقا بغصّاته ليصل للسامِعَين خارج باب غرفتها فتلامس قراءتها قلبيهما، تتسرّب إليهما رقراقة دافئة ترقّق بعضا من صلادة سكنت نفسيهما وهما اللذان لم يعتادا غيرها سُنّةً، ولم يعرفا كُنها لغيرها شعور... حتّى كانت هي!

أنهت لميس وردها الليليّ وانتهت من أذكارها قبل أن تستلقي على سريرها ميمّنة جسدها، وأسدلت عينيها تتمنّى لنفسها ليلة هانئة، ولكن هيهات... فأنّى لها ذلك وتلك العينان رفيقتاها منذ ما يقرب الأربع سنوات، عينان فيهما من قسوة بقدر ما فيهما من ازدراء، بينهما حياتها... ذنب، فمتى ستُقبل التوبة؟!!






تصميم الغلاف الرسمي : كاردينيا73
تصميم قالب الصفحات الداخلية (عند تصميم الكتاب الالكتروني) : كاردينيا73
تصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز : dr fati
تصميم البنر الاعلاني : dr fati






التمهيد .. اعلاه

المقدمة بالمشاركة التالي
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع(جزء أول )
الفصل الرابع ج2
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر ج1
الفصل الحادي عشر ج2 والثاني عشر ج1
الفصل الثاني عشر ج2
الفصل الثالث عشر ج1
الفصل الثالث عشر ج2
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
تصبيرة من الفصول القادمة
الفصل التاسع عشر
تصبيرة
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون




بانتهاء الرواية ان شاء الله وتسليم ملفها لاشراف وحي الأعضاء




❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤


شمس الفؤاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:01 PM   #5354

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

يسعد مساكم يا جميلات يا راقيات يا رائعات
سأبدأ تنزيل الفصل حالا
بسم الله نبدأ


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:04 PM   #5355

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 24-1

الفصل الرابع والعشرين

بعد أيّام

بعد السحور قبل الفجر بقليل

تستلقي على السّرير بوضع جانبيّ، تحيط بطنها بذراعيها وتتأوّه بألم، فيضحك عليها محمّد رغم شعوره بالشفقة وبعض تأنيب الضمير، فتحدجه بعتب وتقول بدلال: كلّه منّك على فكره

يبتسم ويعترض قائلا: انا؟ وانا مالي طيّب؟

ترفع رأسها قليلا وتسأله باستغراب: وانت مالك ازّاي؟ مش انت اللي منعتني اقوم عن ترابيزة السفره قبل ما انت تقوم، وأمرتني كمان ما ابطّلش أكل طول ما انت بتاكل؟ وادي النتيجة، بقيت زيّ الصورصار اللي واقع على ظهره لا عارفة اقوم ولا الوجع بيبطّل

بتوبيخ أجابها محمّد وهو يتذكّر حالها كلّ يوم عند عودته من العمل: امّال يعني عايزاني ارجع البيت كلّ يوم الاقيكي وشّك اصفر وجسمك كلّه بيترعش وفوق كلّ ده وده تصمّمي ما حدّش يعمل الأكل غيرك لا بترضي نساعدك ولا بتقبلي نشتري من برّه

تقطّب إيمان بضيق وتجيبه: يا محمّد والله العظيم انا طول عمري واخده على انّي ماتسحّرش

يرمقها محمّد بجديّة قائلا: بصّي انت تنسي عمرك اللي فات وتعيدي برمجة حياتك على عمرك الي جاي وانتِ معايا

لم يدرك محمّد خطورة وعمق ما تفوّه به إلّا وهو يرى اشراقة السعادة على ثغرها والتماعة الأمل في مقلتيها، فضاق من نفسه ومن تهوّر لسانه غير المسبوق وقال بنفاذ صبر: بصّي انا ماليش في الهري بتاعك ده كلّه، النبي عليه الصلاة والسلام أوصانا بالسّحور وقال "تسحّروا فإنّ في السّحور بركة" وطالما هو قال تسحّروا يبقى هتتسحّري يا إيمان!!

أجابته مهادنة وقد استشعرت ضيقه: أيوة يا محمّد بسّ مش كده انا مش قادرة اخد نفس ولا قادره حتّى اشرب بقّ ميّه قبل ما الأدان يأدّن

متفهّما حالتها وهي التي لم تعتد على أكل كميّات كبيرة قال لها مشفقا: بصّي انا هروح اجيبلك علبة زبادي تاكليها وان شاء الله هتبقى تمام

بهلع فتحت إيمان عينيها وقالت: ايه اكل تاني؟! لا يا محمّد لأ!

ابتسم محمّد رغما عنه على ردّة فعلها وقال متعاطفا: طب خلاص يا ستّي بلاش زبادي

زفرت إيمان براحة أثارت ضحكاته من جديد قبل أن يجلس بجانبها على السّرير أخيرا وبأريحية شديدة أثارت استغرابها إذ أنّ من عادته أن يكرّس هذا الوقت كلّ يوم لقراءة القرآن والذكر بانتظار الأذان

ابتدأت إيمان تراقبه مستغربة وهو يمسك زجاجة الماء الباردة التي كان قد أحضرها معه قبل دقائق ليسكب بعضا منها في كوب زجاجيّ مخصّص لشرب الماء ليثير ذهولها تاليا وهوّ يقرّبه من شفتيه ويبدأ بقراءة بعض آيات الرقية والشفاء بصوت خفيض

بنبضات ثائرة وأنفاس مضطربة شاهدته وهو يضع الكوب على الطاولة الصغيرة بجانبه ما ان انتهى من القراءة ليقترب منها بعدها مباشرة تحت نظراتها المتفرّسة ويضع كفّه الضخمة اليمنى فوق بطنها المسطّحة التي سرعان ما انقبضت وتلوّت من الصدمة والـــــ... اثارة

عاجزة عن الاستيعاب وبحالة من الاتباك والتشويش كانت إيمان تحاول أن تفهم ما يقوم به محمّد بالضّبط لكنّها عبثا تستطيع التصديق مهما بدت لها الإجابة واضحة بيّنة، إذ أنّها في حالتها تلك كلّ ما كانت موقنة منه هو نبضاتها التي كانت تضرب بقوّة على قضبان صدرها فتشعر وكأنّها ستنكسّر من شدّة الضغط والألم، أمّا عيونها فكانت تقاوم ذرف الكثير من الدموع، وفمها بالكاد تقوى على لجم ابتسامة عريضة جدّا توشك على أن ترتسم عليه

ومن بين فوضى مشاعرها سمعت صوته الأجشّ يسمّي بالله، فوجدت نفسها تقوم بإغماض عينيها طواعية متيحة لنفسها أكبر قدر ممكن من الغوص بروعة ذلك الإحساس الدافئ الذي كان يكتنفها

"بسم الله بسم الله بسم الله، لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير، الحمد لله الّذي لا إله إلّا هو، وهو للحمد أهل وهو على كلّ شيءٍ قدير، وسبحان الله ولا إله إلّا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، اللهم ربّ النّاس أذهب البأس اشفِ انت الشافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما، اسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك، اسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك، اسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك، اللهمّ آمين"

ما ان انتهى محمّد من دعاءه حتّى رأى نهرا من الدموع يخرج من زاويتيّ عينيها المغلقتين، وقبل أن يدرك ما يحدث كانت إيمان تفتح عينيها وهي تبتسم لعينيه ابتسامة جميلة قبل أن تمدّ يدها الباردة الصغيرة وتمسك بكفّه الضخم وتقرّبها من فمها وتقبّل ظهر أصابعه لتقلبها من بعدها وتقبّل باطنها قبل أن تدفن أنفها فيها تتنشّقها بشغف أثار فيه العواصف

اختضّ جسد محمّد بقوّة وقام من مكانه كالملسوع ووقف لثانية لا يعرف ماذا عليه أن يفعل غير قادر على استيعاب كمّية العاطفة الجارفة التي كان يحسّ بها وقبل أن يستجمع نفسه سمع قرآن ما قبل الأذان يُقرأ من سمّاعة المسجد القريب فأمسك بكوب الماء وقرّبه منها قائلا بصوت أجشّ: اشربي الميّه خلاص هيأدّن

أخذت إيمان الكوب وشربت منه هنئيا مريئا أمّا هو فأمسك الزجاجة ورفعها فوق فمه يتجرّعها بلهفة الظمآن علّها تخفف من النيران التي كانت تشتعل بداخل صدره و.. جسده

وضع محمّد الزجاجة الفارغة من يده وأراد الذهاب للحمّام ليتوضّأ ويتهيّأ للصلاة لكنّها أوقفته قائلة بصوت شجيّ: عارف يا محمّد كنت زمان لما اشوف مرات بابا وهيّ بتراعي ولادها لمّا كانوا بيعيوا كنت بحسدهم، تخيّل كنت بحسدهم فعلا على المرض واقعد اتخيّل لو كانت ماما معايا ممكن تعملّي إيه لو مرضت ولّا عييت، ولمّا بابا مات وسكنت فعلا معاها كنت مبسوطه انّي أخيرا هلاقي حدّ يحبّني ويراعيني ويخاف عليّ زيّ ما طول عمري كنت بشوف الأمّهات بتعمل لكن....

قالتها إيمان وصمتت بغصّة والألم يملأ أحداقها فابتسم بمرارة وأجابها: لكن اكتشفت إنّ مش كلّ الأمّهات زيّ بعض وفهمتِ انّ كتير منهم ما بياخدوش من الأمومة غير اللقب بسّ

بحميّة لوالدتها أجابته محاولة الدفاع عنها: ماما مش وحشه على فكره هيّ بس... اقصد إنّ انا اللي... مش...

مقاطعا إيّاها يهدر بها والغضب يفيض من مآقيه حقدا وغلّا: لا هيّ يا إيمان هيّ ما فيش حاجه اسمها انتِ، ما فيش حاجه اسمها انّ الابن هو اللي يدّي علشان امّه تقدر تحبّه ولّا حتّى تهتمّ بيه ما فيش حاجه اسمها انّ احنا نموت علشان همّ يهتموا بينا ويا ريت بفايده يا ريييته بفايده

تنظر إيمان إليه بألم، شيء بداخلها يخبرها أنّه ليس بخير، بأنّ هذا الغضب ليس موجّها لأمّها ولا يتعلّق بها فقط

متّتبعة حدسها أمسكت بيده مواسية دون أن تعلم على ماذا تواسيه، فتقدّم له دعما تشعر بأنّه يحتاجه ولن يقوم بطلبه

تختلج عينيه بعنف ما يكبته بداخله من مشاعر عنيفة قبل أن يحيط رأسها بقبضتيه وينحني إليها مقرّبا وجهه من وجهها، ينظر لعينيها ويهمس لها بقوّة مؤكّدا: صدّقيني يا إيمان المشكله مش فيكي إنتِ، مهما ظنّيت إن فيكِ عيوب... والله لو عيوب الدّنيا، كانت هتفضل برضو معاكِ وعمرها ما كانت تسيبك لو كانت هيّ فعلا أم

بحلقت إيمان به بصدمة وإحساسها بجرح عميق ينزف بداخل قلبه الآن أسال بضعة دمعات تأثّرا وإشفاقا، فمسحها لها هو بإبهاميه دون حتّى ينتبه أنّه يفعل بينما يكمل قائلا: وعشان هيّ مش أم والله لو جبتلها نجوم السما عمرها... عمرها ما كانت هترضى!!

أنهى محمّد كلماته بأنفاس متقطّعة عنيفة، أمّا عيونه فكانت تقدح شررا وتطفح مرارة، وبعاطفة جامحة أحاطت جسده بقوّة بين ذراعيها، محتوية إيّاه رغم ضخامته في حضنها، فيتشنّج جسده للحظة قبل أن يجلس بالقرب منها مستكينا لدفئها الذي تغمره به، تحاول أن تقول له شيئا تخفّف عنه به، فتعجر الكلمات على لسانها كما العادة فلا تجد سوى الدموع وكلمة واحدة تنطقها بقوّة وعمق وبكلّ ما يحتويه قلبها الصغير من عاطفة كبيرة تشعرها نحوه: بحبّك

تتسلّل الحروف لعميق روحه الثائرة فتفور البراكين بداخله وتتزلزل المشاعر فلا يمتلك إلّا ذراعاه ليعبّر بهما فيشتدّان حول جسدها الغضّ بقوّة موجعة، تكتم أنينها وتكرّر قائلة: أوي يا محمّد والله العظيم بحبّك أوي

يرتعش جسده بقوّة فيكزّ على أسنانه من عنف ما تثيره به من مشاعر وفي اللحظة التي يوشك فيها على الردّ على كلماتها العاطفيّة الجيّاشة... بطريقته... يصدح صوت الأذان معلنا بداية يوم جديد يملأ الصمت الحارق للأعصاب من حولهما فيكسر من حدّة المشاعر... ليعود بعض من العقل إليه مع قرار صريح بضرورة وضع حدّ وفي أقرب وقت لكلّ هذا التخبّط الذي يحيا فيه ويجبرها أن تعيشه معه

يبتعد عنها محمّد بحزم ويتمتم قائلا وقد ابتدأ يعود لطبيعته: انا رايح اتوضّى والبس علشان اروح للمسجد

تبتسم بتوتّر محاولة أن تسيطر على انفلات مشاعرها وتومئ له برضا

وكان محمّد على وشك الذهاب عندما توقّف فجأة قبل أن يقطّب جبينه ويسألها باهتمام: قوليلي يا إيمان هوّ انت ما بتصلّيش ليه

سؤاله يباغتها لا سيّما وهي لا تزال تحت تأثير كلّ ما حدث بينهما منذ قليل فتجيبه بعد لحظة بارتباك: مش عارفة يمكن عشان ما تعوّدتش

فيصمت بغير رضا ثمّ يبتسم لها مشجّعا ويقول: طب ما احنا فيها اهو

بغير فهم لمقصده تقول: يعني ايه؟

بحماس وتشجيع يجيبها: يعني تتعوّدي.. تبدأي من دلوقت واعتقد ما فيش فرصة أفضل من رمضان انّك تبدأي فيها الصلاة...

تصمت إيمان لا تعرف ماذا تقول وبم تجيب فيتابع هو قائلا بإقناع: عارفة انت لو قرّبت من ربّنا مش هتحتاجي حدّ من عبيده هو الرحمن الرحيم يعني في الدّنيا كلّها مش هتلاقي حدّ فرحمته...

تدمع عيناها وتنظر له بتصديق واقتناع فيما القهر يتغلغل عميقا بداخلها فيكمل هو: ها قولتي إيه؟

بارتباك وحيرة تجيبه قائلة: حاضر يا محمّد زيّ ما انت عاوز

بدهشة يجيبها قائلا: لا يا إيمان الحاجات دي ما ينفعش فيها انّ انا اللي اعوز، انت اللي لازم تعوزي مش انا!

قالها ثمّ غادرها مباشرة وكأنّه يتركها لنفسها لتفكّر بما قال وتقرّر ما تريد، فتهمس هي لنفسها قائلة بألم: انا عايزة والله العظيم عايزة... يا رب انت عارف يا رب!!

.................................................. .................................................. ....


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:06 PM   #5356

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 24-2

غارقة بين القدور والأواني هي والعنود منذ الصباح، روائح الطعام الناضج تفتح الشهيّة، تشعر بالتوتّر والاثارة معا فهذه تقريبا هي المرّة الأولى التي تكون فيها مسؤولة عن إعداد وليمة كاملة رغم سنوات عمرها التي تقارب الثانية والثلاثين فأخواها كزوجها السابق كانوا إمّا يحضرون الطعام الجاهز رغبة بإراحتها أو يأخذون ضيوفهم خارجا للمطاعم والفنادق

تنظر للسّاعة بين كلّ دقيقة وأخرى تتأكّد أنّها لا تزال تمتلك بعض الوقت قبل موعد الأذان ووصول الضيوف فتكتشف أنّها لم تعد تمتلك أكثر من ساعة، فتزداد وتيرة التوتّر في عدّادات أعصابها وتعلن حالة من الاستنفار: عنود شعلي الغاز على الزيت مشان تقلي السمبوسك.... نبراااااس

ثواني قليلة وكان نبراس يقف أمامها متأهّبا متفاعلا مع حالة الاستنفار التي أعلنتها عليهم منذ صباح اليوم: حاضر وموجود وجاهز لتنفيذ الأوامر

تنظر له لثوان مقطّبة وقد نسيت ما تريد فيرفع حاجبيه متسائلا ومنتظرا: شو؟ اشتقتيلي وبدّك تتفرّجي عليّ؟ اشتهيتي تشوفيني؟ يعني أنا بعرف إنّي حلو بس مش هيك، حاسس حالي راح أنحسد

عيل صبرها من ثرثرته فأسكتته قائلة: خلص نبراس والله نسّيتني شو كنت بدّي...

تقف لميس مكانها للحظات بحالة من التوهان ثمّ تمسّد صدغيها برفق قائلة: لا إله إلّا الله... يا ربّييييي.. شو كنتِ بدّك يا لميس؟!

سعيدا بنسيانها سألها براحة: أروح؟

بضيق أجابته: روح

مسرعا تأهّب نبراس ليغادر المطبخ ولكنّها سرعان ما استدركته تقول: استنّى أحكيلك تعال تعال

بضيق تخصّر نبراس فبدى نسخة عن والده وهو ينظر إليها مقطّبا بفروغ صبر ويقول: روح ولّا تعال والله احترنا عاملة زيّ فيروز تعا ولا تيجي عأساس ما بتحبّي الأغاني

نفثت لميس الهواء بغيظ وأجابته: نبراس أنا حاليا بنصّ عقل بلاها خفّة الدم هلّأ

شهق نبراس مدّعيا الصدمة وقال: خفّة دمّي هاي طول عمرها بتعجبك ولّا عشان المعازيم أهلك قلبتي عليّ آآآآخ بسّ على قول الشاعر عاصي الحلّاني يا ماكل الملفوف قصدي يا ناكر المعروف

وضعت لميس يدها على خدّها بهلع وقالت: آه ييي سلطة الملفوف والفتّوش نسيت أكمّلهم... اسمع روح اعملّك جولة تفقدية بالبيت لغاية ما أتذكّر شو كنت بدّي منّك

مدّعيا الغضب رفع نبراس يديه قائلا: اووف شو هالاضطهاد صايرة نسخة من جوزك كل هاد عشان عزومة؟! الحمد لله اللي ما عندنا عزومة كلّ يوم

العنود من خلفها وأمام الموقد انفجرت ضاحة مرغمة شامتة بنبراس المتهرّب دوما من واجباته، ولكنّها فجأة استدركت قائلة: صحيح خالتي مش لازم نصحّي بابا عشان يبدا يجهّز حاله ويستعدّ للضيوف؟

أغلقت لميس الموقد تحت قدر محشي ورق العنب بينما تجيبها بجديّة قائلة: أبوكي ونمر أحسن إشي بيعملوا بهيك أوقات إنهم يناموا

قهقهت العنود بتسلية وشعور من نوع خاصّ بالألفة يملأها، بالإضافة لأريحيّة جديدة بالتعامل نحو زوجة والدها تشعر بها منذ تلك الليلة عندما سمعتها تقولها صادقة لحنان بأنّها تحبّها، بأنّها تهتمّ بها دون أن تهتمّ بأن تقدّم هي لها بعض التنازلات وكثير من التزلّف لكي ترضى عنها وتتقبّل وجودها

ابتدأت تلقي بداخل مقلاة الزيت الكبيرة رقائق السمبوسك المحشوّة بعضها باللحم وأخرى بالبطاطس المهروسة فيما الضحكة كانت لا تزال ترتسم وضّاءة على وجهها لكنّها فجأة سرعان ما كتمتها بارتباك وهي ترى والدها يدخل المطبخ يحمل بين ذراعيه النمر ويبدو على ملامح كليهما إمارات العبوس والنكد، فيباغت لميس الغافلة عنه بقوله حانقا: شو رأيك نضل نايمين لبعض الفطور ستّ لميس مشان نريح حضرتك

بحلقت لميس عيناها بصدمة وابتلعت ريقها بحرج قبل أن تلمح العنود تكتم ضحكتها بشقّ الأنفس فتبتسم هي الأخرى رغما عنها قبل أن تنظر إليه وتقول مسترضية: ما إلنا غنى عنكم ايْخلّيلي ايّاكم الهي

قالتها واقتربت منهما مقبّلة نمر بحبّ ومربّتة على كتفه هو، فيرفع الكاسر حاجبه مكشّرا ويقول لها بهمس خشن كي لا تسمعه ابنته: هوّ وضحكتي عليه ببوسة، طيبّ وأبوه كيف بدّك تضحكي عليه؟

فتبتسم لميس لعيناه بنعومة وتقول بهمس مماثل وشقاوة لذيذة: ببوستين

يطرف بعينيه للحظة قبل أن يطالعها بغطرسة من فوق أنفه مستهينا برضوتها ثمّ تبدأ ملامح وجهه فجأة بالتغيّر ليقول فجأة: كإنّه في إشي انحرق

شهقت لميس فجأة واستعادت حالة الاستنفار القصوى واتّجهت صوب الفرن حيث صينية الكباب المدخّن وصينيّة شرائح اللحم بالكريمة فابتدأت تتفقّدهما بفزع ولكنّها سرعان ما أخذت نفسا عميقا مطمئنّا فكلّ شيء بأمان والأمور كلّها مستتّية، ثمّ بحقد حدجت الكاسر الذي يفعل هذا الأمر بها كلّ يوم تقريبا وهي لا تتعلّم أبدا ولا تعتاد

أخذت لميس تعمل بالإعدادت النهائيّة من تجهيز للسلطات والمقبّلات المتنوّعة والمخلّلات، تاركة سكب الطعام لآخر اللحظات حتّى لا يبرد فعمّها كالكاسر لا يحبّ الطعام إلّا ساخنا شديد الحرارة

يراقبها الكاسر من بعيد يدقّق في ملامحها يبحث عن شحوب أو وهن كان ملازما لها طوال الأربعة أيّام الماضية منذ تلك الليلة التي زاره فيها زملاءه وبيت أخيه

لا يزال يتذكّر ذلك الخوف المقيت الذي ملأ صدره في اللحظة التي خرج فيها من غرفة الضيوف متقصّيا عن سبب ذلك الصخب وتلك الفوضى ليجدها تقف خلف الباب شاحبة شحوب الموتى تنظر للفوضى العارمة التي تسبّبت بها من غير قصد، ولكن ما أثار فزعه حقّا كان تلك الرعشة المخيفة التي كانت تضرب جسدها بقوّة وبلا رحمة

بهمس خافت سألها عمّا بها فاكتفت بهزّة نفي صامتة من رأسها وفي ذات اللحظة كانت العنود تهرول نحوهما بفزع ثمّ تنظر إليهما مستفهمة بهمس مشابه عمّا حدث، فينظر لها هو للحظة في ضياع قبل أن يجيبها أنّها قد تكون متعبة، ثمّ يطلب منها أن تقوم بسرعة بإعداد قهوة جديدة ومن ثمّ تبدأ بتنظّيف بعضا من هذه الفوضى الحاصلة

أمّا هو فاحتضن لميس بذراعه يسندها على جسده آخذا إيّاها إلى سريرهما ولولا حياءه من أولاده وقتها لكان قام بحملها مهرولا بها إلى هناك

لا يعلم كيف استطاع مفارقتها وقتها بعد أن ساعدها على الاستلقاء رافعا لها قدميها فوق وسادتين وقد خلع من قدميها خفّها البيتيّ المريح ليغطّيها ويسارع في العودة لزملائه متمّما واجبه معهم على أكمل وجه ومتعجّلا انهاء الزيارة

وكم يشكر الله أنّهم كان لديهم من الذوق الكافي ما جعلهم يرفضون القهوة ويسارعون بالرحيل بعد أن أخبرهم بأنّ "الأهل" قد أصابها بعض الدوار ولكن ليس قبل أن يرمونه بالطّبع بنظراتهم الوقحة وتوقّعاتهم النسوية البحتة!!

لا يكاد يصدّق حتّى الآن كيف أمضت تلك الليلة تختضّ تحت وطأة حمّى شديدة رافضة بتعنّت الذهاب لأي مستشفى أو مركز للطوارئ لتستيقظ في اليوم التالي وقد استعادت بعضا من صحّتها إنّما مخلّفة روحها هناك طريحة فوق فراش المرض

يومان أمضتهما خائرة تبدو كما لو أنّها تحوم هائمة في ملكوت آخر بعيد لم يستطع أن يصل إليها فيه أو حتّى يتكهّن بما وراءه وحتّى عندما قرّر أخيرا أن يسألها أجابته أنّها مرهقة ليس إلّا لكنّه بالطبع لم يقتنع فعلا بصدق كلامها فكيف يفعل وهو الذي يسمع بكاءها الحارّ في كلّ ليلة عندما كانت تظنّه نائما بينما هي ساجدة تتضرّع فوق سجّادة الصّلاة

والآن وبينما هو يراها تبذل هذا المجهود الخرافيّ في إعداد هذه الوليمة منذ ليلة الأمس لا يعلم أعليه أن يفرح لأجلها ولأجل استعادتها بعضا من ذاتها أم يخشى عليها من الارهاق والانهاك الذي سيليها

تمرّ من أمامه لتفتح باب الثلّاجة التي بجانبه وتبدأ بإخراج أكياس العصائر المتنوّعة من ليمون وتمر هندي وخرّوب، وترصّها على الطاولة خلفها لتسكبها لاحقا بأباريق العصير الزجاجية الشفّافة يشرف عليها بطوله من وراء الباب ويوقفها ممسكا بذقنها فيرفع وجهها يدقّق به باهتمام قبل يسألها بقلق حقيقي أذاب قلبها: كيف حاسّة حالك؟

تبتسم له برقّة ودفء وتقول: الحمد لله كويسة لا تخاف

يحدّق بها قليلا يودّ إخبارها أنّه الكاسر ولا يخاف فيتلجّم لسانه لهنيهة ويقول: مش هسّة تحكيلي كويسة وبآخر الليل أقعد أجرّ فيكي للتخت جرّ

تبحلق لميس به للحظات ثمّ تضحك من اهتمامه القاتل برقّته فتعاكسه بالقول الساخر: اممم قول إنّك خايف على مصلحتك

فينتفخ صدره سعيدا بأنّه قد وجد تبريرا منطقيّا لمشاعره المضطربة أخيرا: حقّي شوفي كم يوم إلي مراعيكي ومريحك

تفتح فمها تريد أن تجيبه ولكن تقاطعها العنود قائلة: خالتي خلّصت السمبوسك شو بدّك أعمل هلّأ؟

تنظر لميس حولها ثمّ تتذكّر نمر الذي كان قد نزل من حضن والده منذ بعض الوقت فتطلب منها: غيري لنمر أواعيه الله يرضى عنّك لبسيه شي حلو على ذوقك...

تتورّد العنود سعيدة بالمديح من خالتها ذات الذوق الرفيع وتسارع في الخروج لتبحث عن نمر، فتوقفها من جديد مستدركة: آه صحيح ابعتيلي نبراس مشان يبدا يطلّع صحون المخلّلات والتمر وكاسات الميّ والعصير

تهزّ العنود رأسها وتجيبها بعفويّة: حاضر

تبتسم لميس للحظة ثمّ تخرج آخر كيس للعصير من الثلّاجة وتناوله للكاسر قائلة بتلقائيّة غير مقصودة: عبّي العصير بالشافات "املأ الأباريق بالعصير"

فيرفع الكاسر حاجبه بغطرسة ذكوريّةّ وينظر للكيس بين ذراعيه برفض قبل أن يأخذه ويضعه بين ذراعيها قائلا بغرور وهو يغادر المطبخ: شكلك أخدتي عليّ زيادة!

تنظر لميس للكيس بين ذراعيها بذهول فتنفخ الهواء حنقا منه وتدور حول نفسها لتتابع ما تفعل

ثمّ في اللحظة التالية كان رنين مميّز قصير لجرس الباب يصدح عندها بالمطبخ فزفرت براحة فهذا لا بدّ أنّه صارم وفعلا ما كانت إلّا لحظات حتّى وجدته يدخل عليها المطبخ مسلّما: السّلام عليكم

فتزفر براحة لمرآته وتسارع بالاقتراب منه واستقباله بذات كيس العصير ملقية إيّاه بين ذراعيه بينما تقول بعجلة: وعليكم السّلام، اسكب العصير بالشّافات وطلّعهم على طاولة السفرة برّه!!

يحدّق صارم بها للحظة يحاول استيعاب ما تقول فتنظر له بطرف عينها منبّهة: بسرعة ما في وقت

ينظر صارم لنبراس الذي دخل المطبخ توّا بصدمة ويغمزه بصمت مستفهما فيهزّ نبراس كتفيه قائلا: مش بحكيلكم أبوي أثّر عليها!

غير مبالية برأيه تأمره لميس قائلة: نبراس طلّع كلّ الصحون والمعالق اللي وراك على الطاولة ورتّبهم على القعدة الأرضيّة بغرفة الضيوف أمّا الموجودين على الكنباي برّة فرتّبهم على الطاولة الصغيرة بالصّالة

.................................................. ......................................

ما ان انتهت لميس من ارتداء نقابها حتّى سمعت قرع جرس الباب فسارعت بالخروج من غرفتها واستقبال الضيوف الذين وصلوا كلّهم معا قبل موعد الأذان بدقائق قليلة

ما إن وقفت بجانب زوجها حتّى نظر إليها عابسا وبغير رضا، فارتبكت ملامحها للحظة قبل أن تستقبل زوجة عمّها وكنّتها وابنتها المجنونة سراب

أمّا عمّها فبادرها بحضن دافئ أثلج صدرها وملأها بهجة، تبعته مباشرة زاكية بحضن عاطفيّ آخر أثار استغرابها وكأنّها قد اشتاقت لها فعلا ليس وكأنّها قد جاءت لزيارتها وحدها أثناء غياب الكاسر في عمله قبل يومين لتطمئنّ عليها بعد أن علمت بالحمّى التي أصابتها

بطرف عينها نظرت زاكية لكاسر وقالت وهي شبه مشيحة عن ناظريه: كيفك أبو صارم حمد لله عسلامتك

هزّة بالرأس وتمتمة خشنة بالشّكر كانت جوابه لها فكزّت على أسنانها حنقا ناسية أنّها أكثر من ممتنّة لطريقته الجلفة هذه بالتعامل

مطرقا برأسه غاضّا لبصره سلّم أحمد على الكاسر بطريقة رسميّة بعد أن ألقى على لميس سلاما خافتا جعل لميس رغما عنها تبتسم وتنظر لسراب الواقفة بجانبها وتهمس لها بمشاكسة: سبحان الله ولا كإنّه جوزك!

فتقترب منها سراب وتردّ عليها تهمس هي الأخرى بشغب: لا تغرّك المظاهر المثل بيحكي ما تخافي إلّا من السّاكت

تكتم لميس قهقهة وهي تسمع صوت مجد يسألها عن حالها قائلا: كيف الحال بنت عمّي ان شاء الله بخير؟

بصوت خفيض وإطراقة بصر ردّت عليه بمودّة: الحمد لله نشكر فضله كيفك انت ابن العمّ؟

بأخويّة صادقة أجابها: الحمد لله بخير طول ما انتِ بخير

لم تكن إلّا جملة اعتاد قولها لسراب وزاكية لكنّها على مسامع الكاسر كانت تجاوزا غير مرغوب به، فأحاط كتفه بقوّة ووجّهه نحو غرفة الضيوف قائلا بودّ زائف: نورّتنا ابو المجد تفضّل هون استريح

وفي ذات اللحظة التي تحرّك فيها الكاسر مع ابن عمها، دخل يوسف يحمل بين يديه دميته الصغيرة غلا، وبعد أن حيّاها وسألها عن أخبارها قال لها بينما يناول الطفلة لوالدتها: والله غلّبتوا حالكم يا...

تلكّأ يوسف للحظة محرجا أن يناديها باسمها مجرّدا فابتسم لها متابعا بعبث: يا أم صارم

اندهشت لميس للحظة وشعور دافئ غريب بأن تكنّى كزوجها يداعب أنوثتها، لا تعرف كيف تفسّره ما بين فخر التسمية وهيبة المسؤولية وشعور عارم جدا جدا... بالانتماء، أمّا صارم الذي كان يقترب منهم خارجا من المطبخ فجمد للحظة قبل أن تداعب شفتيه ابتسامة غريبة هو بنفسه لم يعرف تفسيرا لها لكنّه سرعان ما اقترب وهو يعقّب بينما يمدّ يده ليوسف الذي كان قد تعرّف عليه سابقا بالمستشفى يوم مرض نمر: أهلا عمّو... بسّ والله مش زابطة على لميس... مش راكبة بعقلي

في هذا الوقت لمح يوسف الكاسر يقترب منهم ضخما خشنا مهيبا و... عابسا فأجابه بينما يغمز له بطرف عينه عابثا و... هامسا: والله الصورة كلها على بعضها مش راكبة!

قالها يوسف ونظر لزاكية مغمغما بخفوت: طول عمري بحكي إنّه كرم وغزل عاملين زيّ الجميلة والوحش بسّ اليوم اقتنعت انّي كنت ظالم أخوي

ضحكة لميس انطلقت رغما عنها... خافتة رقيقة... أثارت غضب الوحش المتحفّز قريبا منها فاقترب من يوسف الذي قطّب مدقّقا في وجه الكاسر للحظة وشعور غريب بأنّه سبق له وأن رآه يستفزّ ذاكرته دونما نتيجة

بحالته تلك لم يشعر يوسف إلّا والكاسر يلتقط كفّه معتصرا إيّاها بقوّة والمسمّى مصافحة، ثمّ يضرب كتفه بقوّة بدت له مقصودة بينما يقول من تحت ضروسه بابتسامة متجمّدة: يا هلا بالعديل... تفضّل تفضّل ليش لسّة واقف هون؟!

كتم صارم ابتسامته وهو يرى نظرة يوسف الذاهلة غير المصدّقة ليده وهو يمشي مع أبيه لغرفة استقبال الضيوف، بينما يمشى هو بعدهما بخفّة لاحقا بخطواتهم

وفجأة ومن حيث لا يدري ظهر أمام يوسف ولدٌ وسيمٌ أشقر تحكي عيناه اللتان تتراقصان مشاكسة عن شخصية هزليّة مميزة، يبدو في بداية عمر المراهقة يبتسم له يتزلّف مفضوح ويمدّ يده مسلّما عليه قائلا: هلا والله بعمّي أبو... الغلا

جمدت خطوات يوسف للحظات بينما ينظر للولد بشكّ ويسأله متوجّسا شرّا: نعم حبيبي؟ عيد ما فهمت

تغيّرت نظرات نبراس بشكل مضحك وجحظت عيناه ومسّد رقبته بعفويّة بينما يقول بتهذيب زائف: الداعي نبراس ابن الكاسر

يضيّق يوسف عينيه مدقّقا في ملامحه... نظراته... ثمّ يمدّ له يده ويقول متعمّدا الخطأ: أهلا سراج

ينظر إليه نبراس بغيظ ويصحّح له بابتسامة بلاستيكيّة: قصدك نبراس

يهزّ يوسف كتفيه ويجيبه بلا مبالاة بينما يتجاوزه داخلا غرفة الضيوف: نبراس سراج ما بتفرق كلهم مصابيح!!

باعتراض يهتف نبراس به وهو يلحق به: عفكرة النبراس هوّ الأسد

باستهانة ينظر يوسف إليه ويقول: طول عمره مصباح من متى صار أسد؟

يكزّ نبراس على أسنانة وقد ابتدأ يغتاط فعلا خاصّة مع الضحكة المنفلتة لراشد ورشيد أولاد أحمد وقال: مصباح صح وكمان الأسد يعني اله معنيين

حينها يفتح راشد فمه ويقول متهكّما: بسّ مصباح لابقتلك أكتر خاصّة مع كلّ هالشقار

يكتم رشيد ضحكاته وينكز أخاه في خصره لينبّهه لنظرات أحمد المتوعّدة لكنّه يأبى إلّا أن يكمل قائلا: بالله عليك عمرك شفت أسد... أشقر؟!

يبتسم نبراس ويقول مغايظا: طول عمره الأسد أشقر، بسّ القصّة مش قصّة شكل، العبرة هون...

قالها وهو يضرب صدره بقوّة ويكمل: وهوووون قلب أسد!

ابتسامة عريضة زيّنت وجه صارم أمّا الكاسر فالتمعت عيناه بالرضا بينما يشير لهم لطاولة الطعام قائلا: تفضّلوا يا جماعة دقيقة وبيأدّن المغرب!

.................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:07 PM   #5357

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 24-3

بعد صلاة التراويح

تتنقّل ما بين حضن وآخر، مرة مع يوسف يشقبلها ويطيّرها، وتارة مع مجد يناغشها ويلاعبها، وأخرى مع أحمد يحتضنها ويقبّلها، وفي طريقها تنال قبلة على اليد من الرجل الكبير أبي مجد، أمّا الأولاد فيتحلّقون حولها يتتبعون ضحكاتها وحركاتها، ينهرهم نبراس قائلا ببرودة مستفزّة: خفّوا عالغلا والله خنقتوها

فجأة ثلاثة أزواج من العيون كانت ترشقه بغضب والدها وثنائيّ الرشد كما يحلو له أن يناديهم، فهذه ابنتهم دمهم ولحمهم وهو يعترف أنّه قد تمادى في قلّة أدبه!!

يتنحنح بحرج مبرّرا: أنا.. بس لإنها بتشبه خالتي لميس... نسخة عنها.. بحبها

قالها ويا ليته لم يفعل، فنظرات الثلاثة مجتمعين كانت أرحم من تلك النيران التي قذفه بها... والده، وفجأة وجد نبراس نفسه يتذكّر مشهدا من مسلسل شاميّ قديم يعتقد أنّ اسمه كان "أيّام شاميّة" تابعه مرّة مع جدّته حيث دخل الولد الصغير المرافق دوما لوالدته خارج البيت على والده غرفة الضيوف وكان معه رجال

والنساء في تلك الحقبة الزمنيّة كنّ لا يظهرن أبدا على الرجال ولا يخرجن إلّا مغطيات بالكامل فلا تُعرفن لمن يراهن

عندما رأى الأب ابنه يدخل عليهم جنّ جنونه فقد "فضحه" ابنه وعُرف بينهم وبالتّالي ستعرف أمّه "المغطّاة" وهو يرافقها خارجا فكان جزاءه بالطّبع "فلقة" محترمة أنسته حليب أمّه كما يقولون، والآن وبينما هو يرى نظرات والده إليه يشعر بحكّة غريبة في باطن قدميه

يبتلع نبراس ريقه ويكمل بخوف في خفوت: بس مش كتير!

تبدأ الصغيرة بكاءها الحادّ فيهتف يوسف بملل: اشتغلت صفّارات الانذار... أبو راشد بضميرك متأكّد إنّه البنت ما فيها إشي؟ فحصتها منيح؟ ترى انت حالف القسم!! البنت عياطها المتواصل بالساعات كلّ يوم مش طبيعي

يناظره احمد باستهزاء ويقول ببديهيّة: بنتك! من الطبيعي تكون مش طبيعيّة!! بكفّي العمايل اللي بتعملها انت فيها عشان تصير مش طبيعيّة

يتجاهله يوسف ويقول في غرور: مش صحيح كلامك، أصلا إمّي بتحكيلي يمكن محسودة بتعرف غلاي بياض وشقار وعيون زرق هاي الخلفة الي بتفتح النّفس مش زي خلفتك اللي بترد العين!!

ينفجر نبراس ضاحكا بشماتة ويرقص حاجبيه لهما بإغاظة فيما

يكزّ الكاسر على أسنانه غيظا شاعرا أنّهم يستقصدونه، ينظر للطفلة بغيظ، فمن أين جاءته هذه المصيبة، ولزيادة قهره يكمل عديله المستفز كلامه قائلا: وينها أم صارم خدولها البنت خلّيها تقرإلنا عليها وترقيها لعلّ وعسى نقدر انّام الليلة

بلهفة وحماس يتحرّك نبراس ويقترب منه قائلا: إعطيني إيّاها أنا راح آخدها...

يرفع يوسف حاجبه متوجّسا من جديد من هذا الفتى فيكمل قائلا ببرود ماكر: كنت بدّي أودّيها لخالتي... بسّ إذا ما بدّك براحتك

بريبة يناوله يوسف الطفلة وينبّهه قائلا: دير بالك عليها

يشير نبراس بسبّابته لعينيه الاثنتين قائلا بمشاكسة أثارت ضحكاتهم قبل أن يتناول "غلا": بعيوني!

.................................................. .....................

الطفلة بين ذراعيها، كفٌّ تضعها فوق رأسها الصغيرة القابعة على كتفها فتتلقّى رقبتها أنفاسها الناعمة القصيرة، وبالثانية تمسّد على ظهرها بحنوّ شديد

تستند لميس بجسدها المنهك على ظهر سريرها وتغمض عينيها تاركة العنان أخيرا لشبح الهلع الذي وارته عن روحها منذ يومين خلف حجاب الانشغال الشديد الذي فرضته على ذاتها محيطة نفسها به، لكن الآن وبينما الليلة تصل إلى نهايتها.. بينما الضيوف يوشكون على الرحيل.. وبعد أن سار كلّ شيء كأفضل مما تمنّته أن يكون، يعود ذلك الشعور ليعربد بداخل روحها... ثقيلا... موجعا... قاطعا لأنفاسها... مفسدا لسكينة قلبها التي قد ابتدأت تشعر بها... أخيرا، أمّا أشدّ مظاهر قسوته فتتجلّى بأبشع صورها بتلاعبه بأفكارها وآه وآه من أفكارها ما أشدّ وطأتها على ضميرها المعذّب!!

"إلى جهنّم وبئس المصير"

هكذا قالها بكلّ تلك البساطة دون أن يرفّ له جفن، بالضبط بنفس البساطة التي عذّبها بها قبل اكثر من أربع سنوات وهو يرميها بكلمات لم تستطع أن تنساها يوما، بل بقيت تجد لها في كلّ ليلة مكانا لتجول في عقلها وروحها فلا تهنأ في نومها ابدا

"موجوعة؟ مبسوطة إنّك عشتي وما متّي زيّه؟ بتفكري حالك خلص خلصتي؟ لااا أوعي تفكري حالك خلصتي أوعك ترتاحي وتطمّني، بتعرفي ليش؟ لإنّه نار الدنيا كتييييير أهون من نار الآخرة"

يقشعر بدنها والكلمات تتردّد في عقلها من جديد، ترتعد خوفا وهي تتذكّر عيناه، ربّاه كيف نسيتهما!

كيف سمحت للاهتمام فيهما اليوم أن ينسيها قسوة الأمس؟ كيف تقهقرت نظرة الاحتقار بأحلامها أمام نظرة الرضا؟ كيف اختلطت عليها الأمور وظنّت... بل أوهمت نفسها أنّه ربّما... ربّما فقط يوما ما... عندما تخبره بنفسها... قد يغفر

تختنق لميس بأفكارها، فتحاول أن تأخذ نفسا طويلا، تريد أن تجلي بها الغصّة في حلقها، ولكنّها عاجزة تسحب شهقيها متقطّعا مرتجفا حادّا وبدلا من أن يريحها تغصّ به فتقذه من حلقها بشهقة بكاء عنيفة شقّت صدرها لكنّها سرعان ما غطّت فمها بيدها حتّى لا تفزع الطفلة الساكنة بين ذراعيها فخنقتها لتجحظ عيناها من شدّة ما تكتم من حرقة الوجع

لكنّ الطفلة كانت قد أجفلت وانتهى الأمر فابتدأت بالبكاء لتسارع لميس بتهدئتها وهي توبّخ نفسها فتدلّلها بحلو الكلام وتلاعبها حتّى استكانت أخيرا فتمدّدها بحضنها ثمّ تقرّبها من صدرها وتبدأ برقيتها بآيات من الذّكر الحكيم بينما يدها تمسّد على جسدها بتتابع ورقّة غير مدركة لتلك الدموع التي كانت تسحّ من عينيها بصمت وهدوء وهكذا إلى أن غفت الصّغيرة بين يديها باستغراق تامّ!

صوت قبضة الباب التي تحرّكت بقوّة أجفلتها، شاهدت الكاسر يفتح الباب ويدخل إلى الغرفة، كان يضع الهاتف على أذنه يستمع له بتركيز شديد وإمارات الغضب تبدو واضحة جليّة على وجهه

كان واضحا أنّ الكاسر يستعدّ لتوبيخ من معه على الهاتف بل وربّما الصراخ فيه أيضا فسارعت لميس بوضع سبّابتها على فمها مشيرة له برأسها على الطفلة الغافية بين ذراعيها

فيدقّق فيها وفي الطفلة للحظات يتأمّلهما ثمّ ينسحب لداخل الحمّام مغلقا الباب وراءه منعا لوصول الصوت وإيقاظ الصغيرة ولكن هيهات أن لا يصل للميس وهو الذي كان يهتف بصوت مرتفع شبه فاقد لأعصابه

رغما عنها أصخت لميس السّمع لمكالمته خاصّة وأنّها فهمت من محور الكلام أنّه يتكلّم مع طليقته... لبنى

(نعم؟... إنتِ متى بدّك تصيري تفهمي آه؟ قاعد بين زلام وبدل المرة كنسلتك عشر مرات وإنت أبدا مش راضية تفهمي رن رن رن لدرجة إنّي فكّرتك بتنازعي وبدّك تشوفي ولادك تودعيهم وبالآخر بتحكيلي أواعي العيد؟! إنتِ أصلا شو دخلك بأواعي العيد؟!.... لا إنتِ ريحي حالك على الآخر ولادي أنا اللي راح أشتريلهم وعلى حسب مقدرتي وإمكانياتي... ولا حتّى العنود يا لبنى... قصدك ولااادي، أوعك تنسي إنهم ولادي واه يا ستّي أنا حرّ وبدّي ألبّسهم على ذوق مرتي... والله إذا كتير حابّة تلبسيهم على ذوقك اشتريلهم انتِ ما حد راح يمنعك وبسّ ييجوا عندك لبسيهم إيّاهم على كيفك... اسمعي أنا عندي نسايبي ومش فاضي للحكي الفاضي تبعك هاد... شوفي متى بدّك إيّاهم وإحكي لإمّي وهيّ بتبلغني سلام)

ما إن أنهى الكاسر آخر كلماته حتّى خرج من الحمّام، فصدمه وجودها وقال بخشونة وأثر بواقي غضب لا يزال يغلّف نبراته: شو لسّة بتعمل هون؟

أجفلت لميس من صوته فقد كانت لا تزال مستغرقة بتفاصيل حواره مع زوجته... السابقة، هكذا ذكّرت لميس نفسها، ونظرت إليه تجيبه مندهشة: أنا هون من أوّل

فتح الكاسر عينيه وأجابها: ما أنا بعرف إنّك هون من أوّل بس مستغرب إنّك لسّة تاركة ضيوفك وقاعدة هون...

برّرت لميس بسرعة خوفا من أن يظنّ أنّها بقيت لتتسمّع على مكالمته مع زوجته... السابقة... ذكّرت نفسها من جديد: أنا كنت بنيّم غلا وبرقي فيها

ضيّق الكاسر عينيه بغيظ وقال: اممم زيّ ما جوز أختك البارد طلب

بحلقت لميس فيه بصدمة ولكنّها صمتت ولم تجبه كي لا تثير حفيظته، فاقترب منها كاسرا الصرامة في صوته ببعض الاهتمام وسألها: نامت؟

ابتسمت لميس ابتسامة ذائبة وهي تنظر إليها وأجابته برقّة: نامت!

ثمّ نظرت إليها وأكملت بابتسامة مشرقة: شوف ما أحلاها

ابتسم الكاسر وجلس بجانبها يتأمّل الصغيرة للحظات قبل أن يقطّب قائلا لها بضيق وكلمات نبراس تطرق رأسه: بتشبهك!

ارتبكت نظرات لميس للحظة ثمّ نظرت له بتوق تسأله بخجل: يعني أنا حلوة زيّها؟

تأمّلها الكاسر للحظات بإشفاق وهو يرى الارهاق واضحا على ملامحها قبل أن يبتسم لها قائلا: لأ!

قالها الكاسر ووقف مشرفا عليها فتلاشت الابتسامة عن وجه لميس وأطرقت رأسها بضيق فمهما ادّعت أنّها أضحت ناضحة ولم تعد تهتمّ بهذه الأمور السطحية التافهة إلّا أنّها تظلّ أنثى تتمنّى أن تبدو جميلة في عين رجلها، إلّا أنّ يده التي امتدّت لذقنها لترفع رأسها نحوه باغتتها فنظرت له مستغربة وشاهدته كيف ينظر إليها بعمق قبل أن يكمل قائلا: إنتِ أحلى منها!

ابتسمت لميس ابتسامة واسعة أبهجت قلبه بطريقة بدت له صادمة وهو الذي لم يعتد أن يستقي سعادته من مجرّد... ابتسامة!!

لتنقلب ابتسامتها لقهقهة وهي تسمعه يكمل قائلا: ومع ذلك نفسي....

توقّف للحظة بينما ينظر حوله قبل أن يرى علبة المناديل الورقية فيأخذ منها واحدة يرميها على وجه الطفلة ويكمل قائلا: نفسي أغطّي وجهها عشان ما حدى يشوفه خاصّة وهالابن الكلب نبراس حكى اليوم إنّه البنت نسخة عنّك بس يروحوا الضيوف حسابه معي!

بحلقت لميس في وجهه بصدمة وقهر من فعلة نبراس وفي ذات الوقت عضّت شفتيها خوفا عليه من غضب والده، أمّا هو فأكمل قائلا: مفكّر أخطبها لواحد من هالاولاد وأجيبها عندي على البيت أخبّيها في وأربّيها على إيدي

من جديد قهقهت لميس من كلماته وأفكاره المتعسّفة فابتسم لها قائلا: شايف القعدة بالغرفة عاجبتك شو مش ناوية تطلعي لضيوفك؟

ابتسمت وأجابته بينما تضع غلا على السرير وتغطّيها جيّدا: بلى هايني طالعة بسّ كنت حاسّة حالي تعبانة شويّ ومش قادرة أقوم بسّ هلّأ خلص صرت منيحه

جمد الكاسر للحظات قبل أن ينظر إليها قائلا بنبضات هادرة ونظرات ملتمعة و رجولة... فخورة بنفسها: طيّب مادام هيك اذا استعجليلنا بالقهوة والحلو يرضى عليكِ!

قال الكاسر كلماته وسارع بالخروج أمّا هي فوقفت خلفه للحظات تفكّر بكلمة الرضا التي اعتاد أن يجود بها عليها فقط لأنّه يعلم كم تفرحها لكنّها اليوم لم تكن بذات الأثر بل إنّ العكس هو ما حدث فرضاه المنطوق بلسانه والمنظور بعينيه لم يتسبّبا لها سوى بحزن كبير ووجع مُلحّ بضميرها

لقد عاهدت نفسها يوما أنّه ما إن يعرفها جيّدا ويدرك صلاحها وتكسب رضاه، فيصبح في رصيدها عنده ما يشفع لها ستخبره بالحقيقة المريرة المخزية دون أيّ مماطلة، حينها سيكون قد رأى بعينيه كم تغيّرت وكيف أصبحت، سيقتنع صاغرا أنّ من مثلها يتوبون، وهي لا بدّ... سترحّب بأيّ عقاب قد يفرضه عليها... راضية

قرار.. اتّخذته قديما... عاهدت نفسها عليه، ورغما عنها نسيته أو.. تناسته، وربّما نادرا بقرارة نفسها تمنّت لو... تتجاهله، تعيش حياتها معه و... وتتجاوزه، ولكن ماذا تفعل حينها بضميرها المعذّب الذي كان قد ابتدأ يستكين فعلا قبل أن تسمع كلماته قبل أيّام فينتفض بقسوة موجعة من جديد

فإلى متى ستستطيع تجاهل عذابه أكثر وتأجيل ما هو مقرّر ومحتوم؟!

.................................................. .........................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:08 PM   #5358

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 24-4

مستلقية تحت أغطية السّرير، تنظر في هاتفها بشغف كبير، ابتسامة بلهاء ترتسم فوق ثغرها والقلوب تكاد تقفز من عينيها

تركت حنان الهاتف أخيرا وقد أنهت آخر كلمة بالرواية الرومانسية التي تقرأها ثمّ أغمضت عينيها بينما تسحب لداخل صدرها نفسا عميقا تهدّئ به من ضربات قلبها الثائرة

لقد كانت النهاية جميلة أعجبتها جدّا، لقد كانت تعلم أنّ البطلة بالنهاية ستسامح البطل، فهو لم يغتصبها سوى لأنّه أحبّها... معذووور، ولو لم يفقد أعصابه بسبب تعنّتها لما كان قد ضربها، ثمّ هو قد ندم أشدّ الندم واعتذر منها ودلّلها وعوّضها... أروع تعويض

ابتسمت حنان بشغف من جديد، آه كم كان البطل شغوفا رائعا وهو يبثّ البطلة أشواقه بكلّ ذلك... العنف... معذور لقد كان فعلا متخما بالعاطفة، دوما هؤلاء الأبطال الغاضبين دائما والذين يتّصفون بالعنف يكونون أشدّ حرارة عاطفيّا، هكذا علّمتها الروايات العاطفية التي تدمن قراءتها منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما والتي لا بدّ أنّها لا تختلف عن الواقع كثيرا، بل ربّما... يكون الواقع أروع

فجأة تبدأ ابتسامة حنان بالخفوت، وإمارات الخيبة والاحباط تطلّ من عينيها، وتتساءل لماذا لم يكن زوجها هكذا، لماذا همّام لا يمتلك تلك الرجولة الخارقة، لماذا هو بذلك اللين والضعف، ولماذا هو ليس كـــ.... شقيقه

تغمض حنان عينيها من جديد وقلبها يطرق اثارة، وصورة الكاسر ترتسم حيّة الآن في مخيّلتها

عيناه الغاضبتان دوما... حاجباه المقطّبان... جبينه المتجهّم و... فمه العابس

يدها تربّت على صدرها، وحروف اسمت تتشكّل همسا فوق شفتيها

كاسر...

رجل أحلامها الذي لم تكن تعلم أنّه موجود في الواقع حتّى عرفته، طافح الرجولة ذاك الذي ما استطاعت زوجتيه السابقتين ترويضه والمحافظة عليه بسبب غباءهنّ وآه كم تمنّت لو كانت هي واحدة منهما فتروّضه بأنوثتها كما تشاء ليرضخ لها صاغرا بكلّ رجولته ورجال كالكاسر عندما يرضخون يا يالحظّ نساءهم

تتكدّر ملامحها للحظة وتتذكّر لميس وتتساءل بفضول شغوف

ترى كيف يلامسها، أيرضي تفاصيلها، و... إلى أيّ درجة قد تبلغ فحولته... بالسّرير....

تلك اللئيمة زوجته ترفض أن تخبرها أيّ شيء عنهما، لا شيء يشبع فضولها، على العكس من زوجته الثانية لبنى والتي كانت دوما ما تتعمّد ان تنزلق بالكلام بتفاصيل حسّية حول علاقتهما الخاصّة!

تنام حنان على جانبها وتنظر لمكان همّام الفارغ باشتياق و... حاجة، فتمسك هاتفها من جديد فترسل له "اشتقتلك... تعال بسرعة"

ثمّ تدخل لحسابها على موقع التوصل الاجتماعيّ الفيس بوك، وتدخل لإحدى المجموعات الروائيّة النسائيّة وتنشر فيه طلبها التالي

"لو سمحتوا بدّي رواية يكون فيها البطل بيكره البطلة كتير بس اتجوزها مشان ينتقم منها ويا ريت لو كان البطل عنيف وبيضرب البطلة وبيعذبها"

تغلق الهاتف وتغمض عينيها من جديد ولكنّها هذه المرّة تمدّ يدها تحت الوسادة وتخرج زجاجة عطر جديدة اشترتها بالأمس فقط من ذات النوع الفخم الذي يستخدمه... الكاسر

تتنشّق رائحته بعمق و... تنام، غافلة عن ذلك الذي أيقظته من النوم برسالتها، أجّجت مشاعره وأشواقه، ويتّصل بها ليبثّها من عشقه لها ما يصبّرها على فرقاه!!

.................................................. ..................................................

صوت وصول رسالة على تطبيق الواتس آب شتّت تركيزه كما لم يكن يفعل يوما، ولكنّه يوما لم يكن يمتلك زوجة ترسل له صوتها بين كلّ حين وآخر إمّا لتخبره أمرا تعتقد أنّه مهمّ أو لتوصيه على مشتريات مهمّة لفطور الغد أو حتّى لتخبره بإحدى انجازاتها المطبخيّة الخطيرة!!

يأخذ محمّد الهاتف من جانبه ويشبك السمّاعة قبل حتّى أن يفتح على التطبيق فزوجته لسبب ما تفضّل مراسلته صوتيّا!!

يضع سمّاعاته في أذنيه ويبتسم تلقائيّا بفكاهة غريبة على تقاسيم وجهه، ثمّ يأتيه صوتها

(لو سمحت يا محمّد وانت جايّ هاتلي معاك صدور بانيه أصل لقيت طريقة بانيه حلوه وسهله عايزه اجرّبها بكره)

يكتب لها

(حاضر)

تسجّل له مباشرة وتصله الرسالة بسرعة

(بحبّ اسمع صوتك)

يضحك كمراهق أبله ثمّ يسجّل لها

(حاضر... عاملالنا إيه النهادره؟)

بصوت سعيد ترسل

( بسلّة وصينيّة فراخ بالبطاطس)

لتلحقها على عجل وبصوت حماسيّ فخور

(وبالفراخ)

بعفويّة يقهقه محمّد ضاحكا متذكّرا تلك التي عملتها يوما بدون "الفراخ"

يشعر بنفسه خفيفا طائرا منذ أيّام فإيمان رغما عنه تلوّن حياته ببهجة وحيويّة غير مألوفة لم يشعر بمثلها يوما ولولا بعضا من المنطق لا يزال يتشبّث به، يمنعه التعجّل فالندم السريع لكان استسلم وانتهى من أشواك الحيرة ونار الاشتياق

ثلاثة وجوه ضاحكة ورابع بقلوب تنطلق من العينين كانت إجابته لها قبل أن يضع الهاتف من يده ولكنّها سرعان ما أرسلت له من جديد

(إلّا بالحقّ إنتو بتحبّوا الخُشاف بلبن ولّا ومن غير لبن)

يكتب لها

(لبن)

فتكون إجابتها وجه عابس

فيسجّل قائلا

(اهو صوتي يا ستّي ما تزعليش)

فترسل

(بلبن ولّا من غير لبن)

يهزّ رأسه يأسا من دلالها ويرسل

(بلبن يا ستّي بلبن)

أصبع موافق بإعجاب تكون إجابتها وتتبعه مباشرة برسالة صوتيّة جديدة

(تمام انا رايحه اكمّل تحضير الأكل انت أخّرتني على فكرة لو الأكل ما كانش جاهز على الوقت ما تزعلش بقى)

يبحلق محمّد للحظة بصدمة ويسجّل

(انا برضو اللي عطّلتك يا مفتريه مش انت الي عمّاله بترغي معايا من الصّبح؟)

ثمّ يستدرك ويرسل لها من جديد

(آه صحيح يا إيمان العصر إدّن أوعي تنسي تصّليه، ما تنسيش إنّك وعدتيني)

تسمع الرسالة ولا يصله الردّ، يسرح للحظات يستعيد ذكريات الأيّام الماضيّة ويتفاعل قلبه بطريقه عجيبة كان قد ابتدأ يعتادها فزوجته كما يبدو واضحا باتت خطرا على صحّته العاطفيّة و... الجسدية، وهو كلّ ما يتمنّاه ويدعو به أن يلهمه الله الصّبر حتّى يريه إجابة بيّنة مريحة لاستخارته

فجأة يتذكّر محمّد شيئا فيمسك هاتفه ويسجّل لها قائلا

(على فكره نسيت اقولك انّ بكره اجازه من الطبيخ اصل احنا معزومين على الفطار عند الستّ فوزيّه)

وجوه كثيرة بقلوب وامرأة راقصة كانت هي إجابتها

.................................................. ............................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:12 PM   #5359

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 24-5

اليوم التالي

تتناول الطعام بشهيّة كبيرة لم يرها فيها يوما، تتذوّق من كلّ أصناف الطعام دون تردّد ولا ممانعة، تهمهم برضا عند تذوّقها لكلّ صنف جديد، ثمّ تقطّب حاجبيها بتركيز شديد وكأنّها تدرس المكوّنات وتفكّر بالطريقة

الحقيقة لقد اكتشف محمّد أنّ زوجته أصبح لديها شغف شديد بالطبخ وكأنّها قد وجدت أخيرا شيئا من الممكن أن تجد نفسها فيه وما يثير إعجابه بها أكثر هو ذلك التصميم على النجاح الذي يشعّ من عينيها عند إعدادها لأيّ طبق مهما بلغت درجة بساطته أو تعقيده، لكن ممّا يحزنه فعلا هو معرفته رغم محاولتها لإخفاء الأمر، أنّها لا تزال تبكي بعد كلّ تجربة فاشلة تمرّ بها، إلّا أنّها على الأقل ما عادت تنعت نفسها بالفاشلة

رغما عنه عيناه تخونانه فترنوان إليها فلا يمتلك إلّا أن يقرّ كيف تبدو مشرقة المحيّا بحجابها الأبيض، الحقيقة أنّها اليوم أبهرته بجمال طلّتها رغم بساطتها، فقد بدت مبهرة بفستانها المكوّن من قماش الجينز الذي غطّى الجزء العلوي كاملا من جسدها، وقماش من نوع آخر قطّني ناعم انسدل مغطّيا الجزء السفلي كاملا من جسدها واسعا يهفهف حولها عند قيامها بأبسط حركة، بلون كحليّ مطبّع بورود زهرية وبعض الوريقات الزرقاء السماوية

تأكل إيمان آخر لقمة بطبقها من ال"جلاش باللحم" تحت أنظارهم المستمتعة، ثمّ تنظر لفوزيّة تقول لها بحماس: الله يا طنط الله الجلاش تحفة أمّا المحشي بقى يا سلااام تسلم ايدك فعلا

تبتسم فوزيّة لها بحنان وتربّت على كتفها قائلة: بالهنا يا حبيبتي، تاخدي محشي؟

تبلع إيمان اللقمة وتجيبها: لأ خلاص يا طنط والله ما قادرة انا بسّ سايبة مكان صغير خااالص في بطني مخصوص علشان اختم بلقمتين مسقّعة

ينظر إليها محمّد ويسألها باستمتاع شديد: انا شايفك كلتي من المسقّعه أكتر من باقي الأكل هيّ عجبتك للدرجه دي؟

تنظر إليه بشجن وتجيبه بصوت ناعم رقيق: أصل انا فاكره انّ بابا الله يرحمه كان بيحبها أوي خصوصي لمّا كانت جدّتي بتبقى هيّ اللي عملاها

يتمتمون جميعا عليه بالرحمة وتسألها فوزيّة باهتمام أثير: وانت يا بنتي ما بتروحيش عندهم؟

بحزن تطرف إيمان عينيها وتجيب بابتسامة حزينة: لأ يا طنط مش بروح

بعتب أموميّ تقول لها فوزيّة: ليه بسّ يا بنتي دول مهما كان برضو هيفضلوا أهلك

تهزّ كتفها برقّة وتجيبها: مش عارفة والله يا طنط ماما ما كانتش بتودّيني وهمّ كمان ما كانوش بييجوا

تهزّ إيمان كتفيها بقلّة حيلة وتكمل بابتسامة مريرة: أنا كبرت... وهمّ نسيوني!

مشفقا عليها أمسك محمّد بكفّها الصغيرة من تحت الطاولة فأجفلت للحظة قبل أن تنظر إليه وتبتسم بامتنان حقيقيّ، ثمّ تنظر لمحمّد الصغير شقيق بتول وتمدّ له طبقها وتطلب منه قائلة: ممكن لو سمحت تغرفلي شويّة مسقّعة

يبحلق بها محمّد الصغير رغما عنه وقد كان مشدودا لجمالها وأناقتها منذ أن حضرت ثمّ فتح فمه بلا شعور قائلا: هااا؟

تلتقي نظرات مريم وحسين الجالسان مقابلان لبعضهما في أقلّ من لحظة ثمّ تلتمع الفكاهة بأعينهم فتكاد الضحكات تنطلق من أفواههم قبل أن يحاولا كتمانها بسرعة فيخفيها حسين بسعلة خشنة أمّا مريم فتنزل لتحت الطاولة مدّعية وقوع شيء ما محاولة السيطرة على نفسها

تنظر له إيمان بحيرة فترتبك ملامحه ويخفض ناظريه ثمّ يجلو حلقه ويسألها قائلا: عايزة إيه حضرتك.. معلش ما سمعتش

تهزّ إيمان رأسها مترفّقة وتبتسم بتفهّم تقول: مسقّعة

ببلاهة يجيبها: مالها؟

حينها بلا قدرة على المقاومة انطلقت ضحكات حسين ومريم دون رادع بينما كزّ محمّد على أسنانه ضيقا وزفرت بتول أنفاسها بحنق!

مستسلمة بيأس من حالة أخيها تقوم مريم من مكانها وتضع لإيمان قليلا من المسقّعة بينما تميل على أذن أخيها وتهمس له قائلة: يخرب بيتك فضحتنا ايه عمرك ما شفت ستّات؟

تحمرّ أذنا أخيها ويهمس مرغما: تصدّقي آه؟!

كبتت مريم ضحكتها بينما تعود لمقعدها أمّا حسين فضربه من تحت الطاولة بقدمه على ساقه ووبّخه قائلا: ولااا... اتعدل وإلّا هعدلك انا!!

طرف محمّد للحظة وهو ينظر لزوج شقيقته بحرج قبل أن يبتسم له بمشاكسة مقاوما احمرار وجهه ثمّ تناول "أصبعا" من المحشي ووضعه له بطبقه قائلا بتزلّف: حبيبي والله يا مان!!

تقرّب بتول رأسها من رأس زوجها وتهمس له بابتسامة زائفة تداري بها سوأة غيرتها: إيه يا حبيبي هوّ انت بتغير على مراة أخوك ولّا إيه؟

تتجمّد يده التي كان يحمل بها حبّة المحشي قريبا من فمه للحظات بدت لها أبدية قبل أن ينظر إليها ولهبٌ من نار تشتعل بداخله قبل أن يبتسم لها ابتسامة غريبة بدت لها مخيفة ويقرّب يده من فمها الذي فتحته بشكل لا إراديّ، ويدسّ لقمة كبيرة من المحشي في فمها مغلقا إيّاه ليهمس بعدها وعيناه في عينيها مجيبا: لولا كلمة حبيبي الي طلعت من بُقّك من غير ما تقصديها -قالها مشدّدا على كلمة غير- كان هيبقالي تصرّف تاني معاكي!!

تبحلق بتول به بارتباك وخوف، ترى جحوظ عينيه، تراقب إطباقه لأسنانه، تشعر بانقباضة كفّيه، تقاوم إحساسا مؤلما بالنّدم ، تحاول ابتلاع ريقها فتخنقها اللقمة في فمها تحاول بلعها عبثا فالغصّة بحلقها تغلق الطريق، تقوم عن الطاولة تتمتم باعتذرا واهي وتذهب إلى المرحاض تبصق اللقمة بسلّة المهملات ثمّ تميل فوق المغسلة الصغيرة تفتح صنبور المياه وترشق وجهها بقوّة فتضمحلّ به دمعاتها وتتلاشى بخزيّ وأسى

تغلق بتول صنبور الماء وتنظر لنفسها بالمرآة فتهالها نظرة الضعف في عينيها

تشهق بصدمة فهذه التي تنظر إليها في المرآة الآن... لا تعرفها... فهي لم تكن يوما ضعيفة ولا هشّة...

سؤال مخيف يتردّد بذهنها بطريقة ملحّة

أين هي بتول؟

ما الذي حدث لها؟

.................................................. ..

ما ان انتهوا جميعهم من تناول الطعام حتّى ابتدأت فوزيّة وأولادها بلملمة الأطباق من فوق الطاولة، أمّا حسين فدعا محمّد وإيمان لمرافقته إلى الشرفة والتمتع بمنظر الحارة الحيوي، لكنّ إيمان أصرّت على البقاء مع فوزيّة وقالت تغمزهم بشقاوة: الحقيقة انا عايزة استغل طنط فوزيّة واسيبها تسجّلي كلّ الأكلات الحلوة اللي عملتها النهاردة!

ترفع فوزيّة يديها بقلّة حيلة وتقول: مش فاهمة ايه حكايتك مع التسجيل ما تكتبي زيّ ما كلّ الناس بتعمل!

ترتبك ملامح ايمان وتقول: خطّي وحش ما بعرفش اقراه

تتبرّع مريم وتقول لها: لو عايزة اكتبلك انا

تتلجّم إيمان لثواني قبل أن تجيبها بتلعثم: لا انا خدت على كده... بعدين... انا بحبّ اسمع صوت طنط وهي بتشرح وبتوضّح بالتفصيل

تبتسم فوزيّة وتقول لها بحب: خلاص بقى هسجّل وأمري لله

يبتسم حسين مقاوما الضيق الذي لا يزال يشعر به اثر كلمات بتول المؤذية لكرامته وكرامة أخيه ويقول مازحا: لاااا اذا كان فيها أكلات حلوة يبقى تلزقي جنب وزّتي وما تفارقيهاش، آه والنّبي يا إيمي خديلك منها كم وصفة كمان تنفع للسحور بدل البيض بالبسطرمة الي هريتينا بيه كلّ يوم

تتضرّج وجنتي إيمان حرجا و تنظر نحو محمّد الذي بدوره ابتسم لها وأجاب أخيه مغيظا: وانت مالك هيّ بتعمله علشاني انا، علشان عارفة انّي انا بحبّه!!

بغيظ يجيبه حسين: بقولّك إيه؟ ما تغيّر الليله دي وتحبّ البطاطس المحمرّة على سبيل التغيير؟

تضحك إيمان برقّة وبطيبة نفس تجيبه قائلة: حاضر من عيني يا حسين هبقى اعملهالك النهارده

عندها أجابتها بتول التي كانت قد خرجت توّا من المطبخ بصوت جامد مكتوم: ما تتعبيش نفسك يا حبيبتي انا هعملهاله ما تقلقيش!!

توتّر الجميع من أسلوبها الهجوميّ الحادّ فكزّ حسين على أسنانه بغضب قبل أن يجتهد أخيرا ليرسم ابتسامة على وجهه ويقول: طيب كويس جدا يبقى السحور الليلة دي على بتول وإنت النهارده أجازه يا إيمان!!

.................................................. ......................................

ما إن دخلا غرفتهما حتّى دخل حسين الحمّام بصمت، ذات الصمت الذي رافقهما طوال طريق العودة، لم يقطعه هو وعجزت هي عن المحاولة حتّى

بتوتّر أخذت تجهّز لنفسها ملابس نظيفة لترتديها بعد الحمّام، ووقفت أمام مناماتها للحظات حائرة ما الذي عليها أن ترتديه، هل تريد أن تراضيه فتتقرّب إليه هي أم ترتدي ما يجعله يتقدّم هو

تعلم أنّها أزعجته بكلامها اليوم ولكن ما بيدها القاصرة حيلة، فمهما أنكرت هي لن تنكر أمام نفسها أنّها تغار، بل تكاد تموت غيرة من إيمان وعليه!

مهما حاولت لا تستطيع أن تدّعي أنّها لم تكن تفهم سببا لتلك الزيارات التي كانت إيمان تقوم بها لمكتبهم بحثا عنه، ومهما حاولت التعامي لا تستطيع أن تنكر أن في إيمان جاذبية فطرية تشدّ إليها الأنظار و... القلوب... فكيف... كيف تستطيع هي التعايش معها في ظروف كهذه خاصّة وزوجها لا يقوم بإراحتها من مخاوفها وهواجسها ولو بكلمة

وبينما هي واقفة أمام باب الخزانة على ذات الحيرة وإذ به يخرج من الحمّام، يقف قريبا منها... جدّا، يرمي منشفته المحيطة بوسطه على أرض الغرفة ليصبح عاريا تماما

تبتلع بتول ريقها بتوقّع... ملهوف، تراقبه كيف يخرج من أحد الجوارير ملابسا داخلية فيرتديها ساترا بها... القليل، ثمّ يأخذ لنفسه بنطالا قطنيا قصيرا ويرتديه بذات الصمت

بخيبة أمل أسدلت بتول أهدابها فهي تعلم زوجها جيّدا... من هذه الناحية على الأقل، وحسب خبرتها به لكان اعتبر ارتداءه للملابس اهدارا للوقت والطاقة لو... كان يريد منها شيئا

وكما توقّعت شاهدته يتوجّه للسرير ويرفع الغطاء ليستلقي تحته، وبينما هو يفعل ذلك بتردّد اقتربت منه وبصوت خافت أجشّ سألته: إنت هتنام ولّا إيه؟

دون أن ينظر إليها يغمض حسين عينيه ويقول: أيوه هنام...

تتأمّله بتول للحظات بألم، كلام كثير يدور في عقلها، لكنّها تعجز عن البوح، تأبى عليها كرامتها وتخجل أنوثتها، وفي اللحظة التي قرّرت فيها الابتعاد، فتح هو عين واحدة وقال ساخرا: إلّا لو انت عايزة حاجه

بارتباك وبغير فهم سألته: ها؟

يتأمّلها للحظات والخيبة والغضب لا يزالان ظاهران في أحداقه لم يخفتا ولم يهدآ بعد ويقول: من واجبي كزوج مراعي ومهتمّ إنّي ألبّي احتياجاتك كلّها، محتاجه حاجه؟

تتوسّع أحداق بتول بصدمة وترتدّ الإهانة التي استشعرتها بكلماته بصداها داخل عينيها فتلتمع بدموع قهر غير مسكوبة قبل أن تصلب جسدها بقوّة وتستدير لتغادره ولكنّها بعد أن خطت خطوة واحدة توقّفت للحظة قبل أن تقول عاجزة عن تجاوز شعورها بالعار جرّاء تلميحه المخزي والمهين : لا اطّمن أنا لا عايزه... ولا عمري هعوز

بعض من الراحة تسلّل لكرامتها المجروحة فتحرّكت بشبه خطوة قبل أن تتوقّف للحظة وتقول بصوت أبحّ مخنوق: شكرا لاهتمامك

قالتها وتحرّكت أخيرا نحو الحمّام مصلوبة الجسد واثقة الخطى مرتعشة الشفتين و... دامعة العينين

.................................................. .................................................. ..........................


















bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:17 PM   #5360

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

انتهى الفصل غالياتي

قراءة ممتعة ارجوها لكم
الفصل كما رأيتم هاااادئ
لكنّكم تعلمون المثل الذي يخصّ الهدوء

تعلمون أنّه بطريقة ما مرتبط بالعاصفة

لدي توضيح فقط بما يخص بتول وعذرها الشرعي في الفصل السابق
بتول عندما ذهبت لوالدتها كانت قد قالت لحسين ما معناه انها لديها عذر وان وجودها او عدمه لن يشكلا فرقا بالنسبة إليه
اما فكيف حصل الوصال بينهم فالامر اشد بساطة من توقعاتكم
حسب عدد الأيام فمن الطبيعي جدا ان تكون ببساطة قد انتهت من دورتها ولم تفطر سوى ذلك اليوم
يعني من المتوقع جدا تنكد على حسين بآخر رمضان

الامر ليس بذي اهمية لكن هكذا جرت الامور بمنطقية واقعية صرفة بالنسبة الي
من جديد قراءة ممتعة
بانتظار تعليقاتكم عزيزاتي وتوقعاتكم وآراءكم ولا تنسوا اللايكات


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.