آخر 10 مشاركات
التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          89- الشوق المكسور - فلورا كيد (الكاتـب : عنووود - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          قلب بلا مرسى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : آلاء منير - )           »          435 - حب فوق الشجرة - آن ماكاليستر (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          سليل الشيطان -الجزء 1 من سلسلة الهذيان- للكاتبة الرائعة: أميرة الحب *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          تحميل رواية أحببت بلا أمل / للكاتبة نهى طلبه ، مصرية(pdf) (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          روايه احببت بلا امل (نهي طلبه) (الكاتـب : مجرد قارئ - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-19, 01:08 AM   #6021

توسل

? العضوٌ??? » 305774
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » توسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond reputeتوسل has a reputation beyond repute
افتراضي


نزل فصل والا لسعه

توسل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:08 AM   #6022

أنثى متمردة

? العضوٌ??? » 386970
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 489
?  نُقآطِيْ » أنثى متمردة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووور 😍😍😍😍😍

أنثى متمردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:10 AM   #6023

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

طيب بما انه التوقيت تغير بالاردن عنا وفجأة الساعة قفزت وصارت وحدة بعد منتصف الليل وبما اني مجهدة وغير قادرة على التركيز سأقوم بتنزيل الفصل من غير تدقيق والله يستر



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:11 AM   #6024

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الثامن والعشرون

كمن يمسك بيده طفلة صغيرة كان محمّد يمسك إيمان بيد فيما بالأخرى طرق باب بيت فوزيّة التي ما إن فتحت الباب حتّى تهلّلت أساريرها ورحّبت بهما بداخل بيتها بحرارة

بودّ دخل الشقّة وهنّأها بالعيد وكذلك فعل مع ابنتها، وعندما مدّ يه ليسلّم على ابنها جمد للحظة وهو يرى فوزيّة تأخذ زوجته في حضنها وفي اللحظة الأخرى هوى قلبه وهو يسمع شهقة حادّة أفلتت منها وقد فلتت زمام أعصابها كما يبدو بعد طول كبت لتلحقها تاليا بانهيار كامل وانفلات بالبكاء

بصدمة تلقّفت فوزيّة الشابّة بين ذراعيها وسمّت عليها بالله وابتدأت تطبطب عليها فيما تسحبها لأريكة جانبيّة جلست عليها محتضنة رأسها فوق صدرها متمتمة بهمسات حانية قاصدة بها تهدئتها

تكدّرت ملامح محمّد وأسبل أهدابه يداري الألم الطافح من مقلتيه، وفي اللحظة التي ابتدأت شهقاتها بالخفوت سارع هو بتفحّصها ولكنّ نظرات فوزيّة المتسائلة كانت هي ما قابلته فزاغ بنظراته بعيدا عنها ليرى الشفقة والوجوم يحلّقان فوق وجوه المراهقين

صوت فوزيّة وصله تسألها قائلة: خير يا حبيبتي كفاالله الشرّ مالك؟

بتردّد وحسرة رفعت إيمان رأسها عنها أخيرا وتمتمت بصوت أبحّ تقول: مَفيش يا طنط

باستنكار أجابتها: كلّ ده ومَفيش؟

نظرت إيمان حولها بنظرات زائغة ثمّ قالت: أصل... كنت مخنوقة شويّه وغصب عنّي لمّا خدتيني فحضنك لقيت نفسي بَفكّ

ثمّ أكملت بينما تنظر لها وتقول مبتسمة برقّة ابتسامة مرتعشة: حضنك حنيّن أوي يا طنط... يا بختكم بيه

قالتها وهي تنظر لمريم ومحمّد الصغير بابتسامة أرادتها هادئة ولكنّها خرجت مرتعشة مريرة

أمّا هو فكلّ ما كان يشعر به حينها هو ذلك الشعور الموجع بالخسارة، ففي اللحظة التي فقد فيها أعصابه وسمح لشياطين الشكّ والماضي وحتّى الرغبة بالتغلّب عليه، خسر فيها أهمّ ميزة قد تربطه بها... بأن يكون هو... حضنها وأمانها

بخجل نظرت إيمان نحو مريم وطلبت منها بأن تأخذها لتغسل وجهها وتصلح من مظهرها وما إن غادرتا حتّى وجد محمّد نفسه بمواجهة مع فوزيّة ولكنّه تدارك أيّة تساؤلات قد تطرحها عليه بحنكة وهو ينظر حوله قائلا: أومّال فين حسين وبتول ما شُفتهمش لغاية دلوقتي

وكما توقّع تشتّت انتباهها عنه وعن زوجته ولكن ما لم يتوقّعه هو إجابتها المحرجة التي أجابته بها: مش هنا

باستغراب سألها: مش هنا؟ ازّاي ده حسين قالّي انّه سابقني على هنا؟ ولا يكونوش خرجوا قبل ما نوصل؟

تنحنحت فوزيّة بإحراج وحنق من ابنتها وأجابته: في طنطا أو بتول هيّ اللي في طنطا أمّا حسين اعتقد لسّه ما وصلّهاش

صمت محمّد للحظات قبل أن ينظر إليها ويسألها باهتمام حقيقي وضيق: طب وبعدين يا ستّ فوزيّة؟ إحنا هنفضل ساكتينلهم على حالهم المايل ده كتير؟

بهمّ وضيق أجابته: والله يا ابني ما عارفة اعمل ايه، بتول ولا أكنّها بنتي اللي انا عارفاها ومربّياها، بقت وحده تانيه معرفهاش، وكتومه ما بتقولش حاجه، كلّ اللي اعرفه انّها مش مرتاحه ومش مبسوطه من ساعة ما اتجوّت، وآخرة المتمّة رجعتلي البيت آخر مرّه منهاره ودموعها على وشّها ومن ساعتها وهي على كلمة مش عايزاه يا ماما عايزه أطّلق، وهوّ من ساعتها غاب ومَشُفتش منّه غير رسالة بيقول فيها إنّه في الأردن وأوّل ما يرجع هيحلّ كلّ الأمور!!

بضيق تنفّس محمّد وأجابها: لو كان علشان البيت يا ستّ فوزيّة فيا ريت تقوليلها إنّ الراجل صاحب الشقّه جه وهنوقّع معاه العقد النهارده

صمتت فوزيّه لا تعرف بما تجيبه فابنتها لم تخبرها بأيّة تفاصيل سوى بأنّها غير مرتاحة وهو أمر تعرفه هي جيّدا ولكنّها لا تعرف له سببا، أهي غيرتها من إيمان أم عدم استقلالها ببيت خاصّ بها، أو ربّما لاختلافها مع زوجها في أمور محوريّة تخصّ حياتهما؟

ولكم تخشى أن يكون الأمر ببساطة أنّ ارتباطهما بالأصل كان ارتباطا خاطئا ما كان عليها أن تشجّع ابنتها عليه من الأساس، فهي تعترف أنّه زواجا قد تمنّته هي من كلّ قلبها لابنتها فحسين رجل بحقّ عريس لا يعوض بكلّ المقاييس

حنون، مراعي، شهم، متعلّم مقتدر ومسؤول

زفرت فوزيّة بهمّ لا تعلم ما الذي يحدث معهم بالضبط أتراها عين حقّا وأصابتهم فالعين حق ولا احد ينكرها، أم أنّ ابنتها أخيرا تمرّدت على كلّ ظروفهم السابقة، فجّرت كلّ معاناتها منذ وفاة والدها، وخلعت عنها ثوب النضوج الذي ارتدته في عمر مبكّر لتشاركها مسؤولية تربية اخوتها، فيكون كلّ ذلك مع آخر شخص قادر على احتمال تقلّباتها المزاجيّة تلك؟ آخر شخص يحتاج لذلك التقلقل غير الآمن بحياته

صوت محمّد قاطع أفكارها السوداء تلك وهو يسألها قائلا: طب همّ إيه اللي ودّاهم هناك دلوقت؟

بثقل وهمّ أجابته: بتول هناك اديلها كم يوم علشان فرح بنت عمّها فآخر الاسبوع ده وحسين لمّا جه ومالقهاش راحلها على هناك

بغير رضا ودهشة قال محمّد: جه وملقهاش! ليه هيّ راحت من غير ما تقولّه؟

بقلّة حيلة وخزيّ أجابته: والله معرف يابني إنّما باينّه كده

صمت محمّد قليلا وسألها بقلق: وحسين قال إيه ساعتها؟

سرحت فوزيّة قليلا وهي تتذكّر وجه حسين الذي رغم كلّ شيء كان باشًّا ضحوكا وهو يسلّم عليهم ويهنّئهم بالعيد قبل حوالي ساعتين حتّى سألها بالنهاية بلهفة تكاد تكون مفضوحة عن زوجته فتصدم هي وتسأله بريبة إن كان قد نسي أنّها قد استأذنته بالذهاب لبيت عمّها في "طنطا" فتنغلق حينها ملامحه وتتغيّر مئة وثمانين درجة، قبل أن يقرّر بالنهاية أن يأخذ عنوانهم منها قائلا أنّه لا بدّ أن يذهب ليهنّها في بيتهم هناك

وعندما طلبت منه التروّي وعدم الغضب واستأذنته بأن تتحدّث معه على انفراد أوّلا اعتذر منها بالاستعجال ووعدها بالحديث في وقت آخر وغادر مسرعا ولكن ليس قبل ان يربّت على كتفها مطمئنا ويقبّلها على جبينها مؤكّدا عليها بهمس بأن لا تقلق

أخذت فوزيّة نفسا طويلا ثمّ نظرت لشقيقه الجالس أمامها وأجابته: ربّنا يستر

مشتّتة تركيزه عادت أخيرا إيمان بصحبة مريم التي سرعان ما أمرتها أمّها قائلة: روحي يا مريم بسرعة اعملي الشاي وهاتي الكحك ضيّفوهم

أمسك محمّد بيد إيمان وهي تمشي قريبا منه فسحبها لتجلس بجانبه على الأريكة الثنائية قريبة منه بينما يقول: مَلوش لزوم التعب والله يا ستّ فوزيّة

برحابة صدر ودفءٍ أجابته: لأ تعب ايه والله ما تيجي، لازما تدوقوا الكحك بتاعنا ده شغل ايدي مش من الي بينباع جاهز لا له طعم ولا ريحة

ابتسم محمّد وأجابها بينما يداعب كفّ إيمان المنقبض بداخل يده بإبهامه قائلا: ما دام كده يبقى ما نقدرش نقول لأ اخاف إيمان تزعل وانا مقدرش على زعلها

قالها ثمّ نظر إليها مبتسما وأكمل قائلا: ولّا إيه يا حبيبتي؟

أجفلت نظراتها للحظة وهي تنظر بداخل عينيه بتيه قليلا، قبل أن تسبل أهدابها وتومئ له بخفّة برأسها صامتة، وتستكين كفّها المتشنّجة بداخل قبضته الضخمة... أخيرا

.................................................. .......


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:12 AM   #6025

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

إطارات سيّارته تنهب الطريق لمدينة "طنطا" نهبا، تشتعل وتقدح شررا على إسفلت الشارع كأعصاب صاحبها الذي ضاق ونفذ صبره من غباء زوجته وتماديها منقطع النظير

في "طنطا"؟!!

هكذا دون ان تأخذ منه إذنا ولا حتّى تعلمه؟

لقد ذهب إليها اليوم في منزل والدتها وفي نيّته حوارا هادئا حضاريا معها، مصارحة وشرحا وتوضيح، بداية جديدة يستحقّانها معا، لتخبره والدتها بكونها غائبة عن المنزل منذ أيّام وبإذن منه هو!!

"الحوار أساس نجاح أيّ زواج"

هكذا أخبرته أخته زاكية

ولكن أنّى له الحوار مع انسانة مجنونة بلا عقل وبلسان بلا كوابح؟!

أنّى له الحوار من انسانة قد استنفذت جلّ صبره وأناته معها وهي تستفزّه برصاصات لسانها المسمومة في كلّ حوار فاشل يجريه معها

قطّب حسين حاجبيه مستدركا، وللأمانة اعترف... هو لم يجري معها أيّ حوار ولكنّها كلمات قليلة كانا يتقاذفانها كتفريغ بسيط عن الاحباط والغضب

"النسوان مو متل الزلام، يعني الزلمة ممكن يضل ساكت أبد الدهر عادي ما عنده مشكلة بعكس الامرأة، لو ما فضفضت بكلّ اللي جوّاها بتبدا تنفّس عن احباطها بكلمات طايشة بترميها لزوجها على أمل تلفت نظره ولو ما كان لمّاح وفهم عليها بكون جنى على حاله لإنّه وقتها حدّة الكلمات بتضل تزيد لغاية ما توصل لمرحلة بتضطر تجرحه فيها بسّ لحتّى تلاقي منّه أيّ ردّة فعل تخلّيها تطلّع كل شي جوّاها ووقتها بس بتصفا وبترتاح"

حدّق أمامه مفكّرا بعدد المرّات التي سمح لها بالتعبير عن كلّ ما بداخلها فوجد انّ النتيجة هي... صفر، في كلّ مرّة كانت تحاول فيها الكلام كان يوقفها رافضا الاستماع لما يؤمن أنّه مجرّد ترّهات من الأفضل لها أن تبقى محشورة بداخلها

ولكنّها بالنهاية يبدو أنّها ليس حقّا مجرّد ترّهات

سرح حسين بفكره أخيرا لذلك اليوم الذي باح لأختيه به لمسلسل حياته المعقّد التي عاشها مع زوجته منذ لحظة زواجه وحتّى لحظة اكتشافه لخروجها من بيته

شهقتان حادّتان كانتا إجابة كلّ منهما قبل أن تتمتم لميس بأسف مقرّعة إيّاه قائلة

"غلطت غلطت يا حسين غلطت الله يهديك بسّ"

باعتراض أجابها

"انا اللي غلطت ولّا هيّ يا لميس"

بتفهّم لتلك الغائبة أجابته

"هيّ غلطت وحاولت تعتذرلك بطريقتها عملتلك كلّ شي نفسك فيه وإجت على حالها وبالمقابل إنت صدّيتها وسمّعتها حكي ما بينحكى"

بغيظ منها هتف قائلا

"وكلامها وتلميحاتها إييييه عاادي؟"

هزّت لميس رأسها وقالت

"لأ مش عادي طبعا بسّ إنت اللي غصبتها"

بذهول أجابها معترضا

"أنا!! أنا يا لميس أنا؟ انت عايزاني اسكت على التخاريف اللي كانت بتقولها"

أجابته زاكية بغيظ قائلة

"بتغار ومعاها حق بصراحة"

قطّب حبينه رافضا منطقهنّ ليأتيه صوتها مقرّعا من جديد

"يا حسين يا حبيبي إنت بلسانك قلت إنّه إيمان إجت على المكتب عندكم عدّة مرات وإنّه كان واضح إنها عينها عليك"

بأمانة قاطعها هو موضّحا أنّ زوجة أخيه لم تكن مهتمّة فيه بقدر اهتمامها بإيجاد زوج والدليل أنّها لم ترفض محمّد عندما تقدّم للزواج منها، لكنّ اخته بضيق عقل نسويّ – من وجهة نظره- أصرّت على كلامها قائلة

" حتّى ولو ما فيك تحرمها من حقها من الغيرة عليك، ما فيك تتجاهل الأمر وتتركها من غير ما تشرحلها وتوضّحلها بالضبط متل ما هلأ فهّمتنا ووضّحتلنا بس حضرتك يا حضرة الافوكادو الذكي بنكرانك وغضبك عزّزت الفكرة براسها أكتر وأكتر، كيف اذا بدّك ايّاها تتقبّلها وتتقبّل وجودها بينكم عادي"

عندها قرّرت لميس التدخّل من جديد قائلة

"إذا بدّك الحق سكنكم كلكم مع بعض من البداية غلط وأنا خبّرتك لو تتذكّر بعرف انّه قرار زواجك إجا بوقت متأخّر بس برضو كان ممكن تستأجر شقّة مفروشة لغاية ما ييجي صاحب الشقّة"

ومن جديد صدمته زاكية وهي تقول

"على فكرة أنا شفقانة على بتول كتير، ابسط حقّ من حقوقي كإنسانة إنّي اعيش بمكان أرتاح فيه ولو ما ارتحت فيه يبقى أكيد مش بيتي، إنت بتقول إنها ما تأقلمت مع حياتكم الزوجيّة وأنا بقولّك إنّ زواج من غير بيت ما بيصير، فهّمني كيف بدّك ايّاها تطبخلك وتلبسلك وتدلعك وهي مو مرتاحة، الزواج أخد وعطاء أعطيها بيت بتعطيك سكن، اعطيها احتواء بتعطيك حنان، تغزّل فيها بتتزيّنلك، سمّعها حكي حلو بتنسط وبتبسطك"

رفع حسين حاجبيه وقال لها مشاكسا بينما يلملم ابتسامة

"مش عارف ليه حاسس إنّ الجملة الأخيرة دي ملغومة وفيها قلّة أدب"

احمرّت أخته وأشاحت عنه بناظريها واجابته صراحة رغم شعورها بالحياء

"علشان هي فعلا قليلة الأدب"

ابتسم وصمت بينما يفكّر بكلّ كلمة قالتها، وأخذ يتذكّر إن كان سبق وأن قال لزوجته بيوم أيّ كلمات غزل وكم كانت صدمته عارمة وهو لا يتذكّر كلمة واحدة ولا حتّى بأشدّ لحظاتهما حميميّة وشغف، فيأتيه كلام زاكية ليضيف على ذلك الشعور البغيض بالذنب الذي قد ابتدأ بالتولّد بداخل صدره

"حسين انت ومحمّد عشتوا عمركم حياة ذكوريّة خالصة ما كان إلكم أيّ خلطة بأيّ اشي مؤنّث فيما عدى آخر اربع سنين اللي عشتوهم مع لميس واللي هيّ طبعا عاشتهم أقرب لملاك منها لبشر"

قالتها بينما تحدج اختها بتقريع خفيّ، ثمّ اكملت تقول

"إنت تزوّجت بتول من غير ما تفكّر للحظة إنها ممكن تكون مختلفة عنّك، إنّه ممكن يكون إلها أفكار أو طموحات أو توجّهات أو أفكار بتختلف عنّك، ولمّا إجيت للواقع لقيت حالك بتنصدم فيه، مش عارف كيف تتعامل معاه وكتصرّف ذكوري نموذجي لقيت إنّه أنسب طريقه لمواجهة التعقيدات هيّ بتجاهلها والهروب منها من غير ما تفكّر للحظة وحدة هروبك هاد شو هوّ تأثيره على مرتك"

بغيظ من كلماتها التي فيها الكثير من الصواب أجابها ساخرا

"يا سلام والمفروض دلوقت انا هعمل إيه؟ أرجّع الزمن واشبط بوالدتي علشان تفضل معايا غصبن عنها، ولّا أرجّعه ومتجوّزش خالص، ولا اقولّك شاوريلي أجيب الكاتالوج بتاعها منين ويبقى كتّر خيرك؟"

المرارة في صوته آلمت كلا أختيه فصمتا للحظات قبل أن تقترب زاكية منه كثيرا فتحتضن كتفه بذراعها وتبتسم له بمرونه مشاكسة اكتسبتها من طول عشرتها وشدّة تأثّرها بزوجها وقالت له بحنين وشغف لماضي حبيب

" يا أخوي يا حبيبي بحبّ أحكيلك إنّه أنكد امرأة بالعالم وأشدّهم تعقيدا شو ما كان قفل عقلها مصدّي مفتاحه كلمتين حلوات ولو ما تجاوب بتزيّته بحضن حنون وشوف كيف راح يفكّ"

بذهول ومشاكسة نظر للميس وسألها قائلا

"مين الابله دي؟"

ابتسمت لميس وضحكت زاكية وقالت

"أختك هاي اللي هيّ أنا لو شفتها من كم سنة بسّ ما كان عرفتها، ما بتتخيّل كشرتي كيف كانت، الله وكيلك ما كانت تفارق وجهي تقول وحمه مو هيك، دمّي هاد كان فيه كريّات دم حمراء وبيضاء مخلّطين بنسبة مرتفعة من النكد، بتعرف هاد الحكي كلّه كيف قدر يوسف بتعامل معاه ويتخلّص منّه كمان؟"

بمناكفة سألها حسين يخفي سعادته بسعادتها التي استطاعت أن تصل إليها وتحصل عليها أخيرا

"إيه ده هوّ كده تخلّص منها"

كشّرت زاكية بغضب وضربته على كتفه بقوّة فقهقه ضاحكا قبل أن يقبّل وجنتها مراضيا ويسألها مستفسرا

"خلاص متزعليش بهزّر معاكِ والله، ها يا ستّي قوليلنا بقى على وصفته السحرية الخاصّة"

ابتسمت حينها بعشق خالص لذلك الغائب عن جلستهم وقالت

"الاحتوء"

رفع حسين حاجبيه مردّدا وقال

"احتواء!"

ابتسمت زاكية وأجابته موضّحة

"حنان وتفهّم ولسان بينقّط عسل"

بسخرية ردّد من وراءها قائلا

"دول بقوا تلاتة... صعبت عليّا"

وبّخته حينها لميس قائلة

"حسيييين هلّأ انتَ هدول بيصعبوا عليك؟ أساسا هدول بيمشوا بدمّك ومن غير أيّ مجهود"

شعور الراحة للفضفضة والحديث مع أختيه وبصيص الأمل الذي كان قد ابتدأ يلوح أمامه جعله يقترب منها ويحتضنها بقوّة قائلا

"ده بسّ معاكِ وعلشان بحبّك يا جميل"

عندها أبعدته عنها قائلة

"وبتول؟"

باستغراب نظر إليها وسألها قائلا

"ما بتحبّها؟"

بإلحاح سألته قائلة

"بتحبّها؟"

هل يحبّها؟

قطّب حسين حاجبيه مفكّرا بسؤالها الذي لم يفكّر يوما بأن يسأله لنفسه، لتأتي زاكية وتضع كفّها فوق خدّه تدير رأسها ناحيته وتنظر بعينيه وتسأله سؤالا آخر

"انت ليش اتزوّجتها؟"

بحيرة أكبر وارتباك سألها

"إيه؟"

بتروّي سألته زاكية قائلة

"بنت ليش تزوّجت بتول؟ ليش هيّ؟ ليش مش أيّ وحدة غيرها؟"

بصدق أجابها وبتلقائيّة

"عجبتني!!"

ابتسمت وأجابته

"حلو بسّ السؤال هوّ لأيّ درجة عجبتك؟"

بعدم فهم أجابها

"يعني إيه؟"

من جديد تدخّلت لميس بالحوار قائلة

"يعني لأيّ درجة مستعد إنّك تتعب وتبذل مجهود في سبيل إنّك تصلّح علاقتك فيها؟"

من جهة أخرى وبشكل أوضح لواقع الأمر سألته زاكية

"لأيّ درجة عندك استعداد تتقبّل فكرة إنها تبعد عنّك، تبطّل إلك؟"

تغيّرت ملامح حسين وتبدّلت بينما سؤالها يضيّق الخناق حول أنفاسه فيقول متمتما بارتباك

"بسّ هيّ...."

زجرته زاكية تقول بيقين

"عنّا مثل بيحكي الخيل من خيّالها"

قطّب يفكّر بكلامها فأكملت كلامها

"بيتك سفينتك وإنت رُبّانها، إنت اللي المفروض تعرف إيمتى تمشي مع التيّار وإيمتى مضطر تمشي بعكسه، إيمتى تواجه الموجة وإيمتى تركبها، مرتك كلّ اللي ناقصها شويّة ثقة بالنفس للأسف إنت فشلت إنّك تمنحها إيّاها، محتاجة تفهّم واحتواء لمخاوفها وشكوكها، محتاجة تحسّ إنّك بتحبّها بتقدّرها بتخاف عليها بتشتاقلها، من حقها تسمعك بتحكيلها كلّ هاد الكلام حتّى لو ما كنت فعلا إنت بنفسك حاسس فيه طالما قرّرت تكمّل معاها مشوار حياتكم، محتاجة تحسّ إنّه كلّ مرّة وصالك إلها حبّ مش حاجة، بتقرّبلها لإنها بتول مش لإنها أنثى وبسّ، كلّ أنثى محتاجة كلّ هاد الدعم والاحتواء من زوجها ببداية حياتهم على الأقل ولو ما قدرت توصّللها كلّ هاي المشاعر يبقى لوم نفسك يا حسين قبل ما تلومها"

صمت حسين بوقتها طويلا يفكّر ويحلّل حياتهما من جديد على ضوء كلماتهما ليقول أخيرا

"ولو غلطت؟ لو فضل اللي في دماغها في دماغها"

أجابته حينها لميس بجدّية

"وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ، فَعِظُوهُنَّ، وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ؛ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ، فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً"

لتكمل من بعدها مؤكّدة

"وافهمها صحّ يا حسين"

هزّ رأسه بتأكيد وأجابها

"ما تقلقيش مش هفهمها على مزاجي"

من جديد رجته قائلة

"حسين لو ما بتحبّها و بدّك ايّاها عنجد ما تظلمها، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، الظلم ظلمات يا حسين الظلم ظلمات"
................................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:15 AM   #6026

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

تجلس مع ابنتي عمّها في غرفة النوم، تستمع إلى الصغيرة مها كيف تتحدّث بنعومة "زائفة" مع خطيبها، تناغشه وتتدلّل عليه، تغويه حينا وتتمنّع أخرى وهكذا إلى أن انتهت من مكالمتها أخيرا وارتمت فوق السرير بقوّة تزفر بسعادة وتقول فرحة: هييجي بكرة ياااااه أخيييرا!!

ابتسمت بتول على ابنة عمّها التي تعاني من عمل خطيبها في مدينة بعيدة وقليلا ما تراه فسألتها: وحشك؟

انقلبت ابنة عمّها على بطنها وأجابتها بوله: أوي أوي أوي

نهرتها الهام الكبيرة التي كانت تحمل بيدها ابنها الصغيرة ترضعه: خلاص فهمنا فهمنا... بكرة امّا تتجوّزوا نشوف آخرة الأوي أوي دي

كشّرت الصغيرة وأجابتها: يا بااااي عليكي بووومة

لوت الكبرى شفتيها وأجابتها: انتِ اللي هبلة وبكرة هتعرفي انّ ده كلّه كلام في كلام هيّ الخطوبة كده بتبقى عاملة زيّ الحلم الجميل وأوّل ما يعدّي شهر العسل ده لو كان عسل أصلا تتصدمي انّ الحلم كان بداية كابوس

بحنق زفرت مها ثمّ نظرت لبتول ترجوها قائلة: طب قوليلها انت يا بتول فهّميها انّ مش كلّ الرجالة كئيبة زيّ سي عبده جوزها

باهتمام سألتها بتول: هوّ كئيب فعلا؟

بأمل وسعادة سألتها مها: ليه هوّ جوزك مش كئيب؟

ارتبكت بتول قليلا فهزّتها الأخيرة ترجوها بأمل: بالله عليكي يا شيخة تقولي لأ

بصدق أجابتها: بصراااحة لأ!!

رفعت مها يديها وقبضتهما للأسفل وصرخت تقول بحماس: يييييسس

ضحكت بتول على ابنة عمّها فيما سألتها الهام: ايه ده جد؟ يعني جوزك ما بيطلعش من البيت مكشّر وبيدخل مكشّر

اسبلت بتول عينيها للحظات ووجه حسين الضاحك يتجلّى في مخيّلتها فتسارعت نبضاتها له شوقا وألم وقالت: لأ بالعكس

ببعض الغيرة أجابتها ابنة عمّها: يا بختك ده الجوز الفرفوش نعمة

من جديد أمسكت مها بذراعها تهزّها قائلة: طب بالله عليكي تقوليلي هوّ الجواز حلو؟

بدهشة سألتها: هااا؟

ابتسمت مها بحياء وقالت: انا اقصد اممم يعني البوس والأحضان وكده

بملل وأحباط أجابتها الهام: بوس وأحضان إيه يا خايبة يا هبلة ده هناك عند النّاس اللي بنشوفهم بالتلفزيون، انّما هنا ده بيبقى اسمه جنننس جنس وبسّ امّا البوس والأحضان اللي بتقولي عليهم دول غير بالتلفزيون مش هتشوفيهم

فغرت بتول فمها وحدّقت بابنة عمّها بصدمة فهزّتها مها تسألها بصوت شبه باكٍ: مش صحيح، صح؟ يا جدعان أنا عايزة اتباااس بالله عليكم ما تخبّوش عليّ، بتووول طمّني قلبي وقوليلي جوزك بيبوس ولا ميبوسش؟!

رفرفت بتول بأهدابها ونظرت لابنة عمّها للحظات والذاكرة تعود بها لشفتيها مهروستين تحت شفتيه، جسدها المحشور بين ذراعيه، قبلاته المنثورة فوق جسدها هنا وهناك، فاشتعلت وجنتيها... شوقا، فصفّقت ابنة عمّها بحماس وصرخت تقول: صلاة النّبي أحسنننن بيبوووس بيوووس يا جدعان، وديني يا محمود لو ما طلعت بتبوس ما قعدلك فيها ساعة واحدة!!

ثمّ استدركت تقول بابتسامة ولهة: لأ يا ربّي استغفر الله اصلي انا بحبّه وهدّيله فرصه، هبقى صريحه معاه هقولّه الصيت ولا الغنى الجواز ماينفعش من غير عايزه تباس يا عبّاس!!

بحلقت بتول بصدمة بابنة عمّها التي رغم كونها الصغيرة إلّا أنّها تكبرها هي بعام كامل فسألتها مستغربة: هتقوليله بجدّ

نظرت اليها وأجابتها بجدّيّة: مش بالطريقة دي أكيد لكن هلاقي الطريقه

بغضب نهرتها أختها قائلة: على فكره انت قليلة الأدب وبجحة!!

بجدّية نظرت مها لأختها وأجابتها: ليييه حقّي اتمتّع بيه زيّ ما حقّه يتمتّع بيّا، حقّي شرعا وقانونا مش احسن ما بقى متجوّزة بالاسم بسّ؟

بغضب أجابتها الهام: بالاسم؟ ومين قال بالاسم وهوّ العيّل اللي عمّاله برضّعه فحضني ده يبقى ايه؟ مش ابنه!

أشاحت أختها بوجهها عنها وأجابتها: انت فاهمة كويّس انا بتكلّم على ايه لو انت مقتنعة بالعلاقة الاحاديّة اللي بينك وبين جوزك انت حرّة مع انّ بدل المرّة ميّة قولتلّك حقّك تستمتعي زيّك زيّه قولتلّك كلّميه علّميه فهمّيه قوليله انّك عندك حاجات زي اللي عنده بالضبط صارحيه بدل النكد والخناقات الي بتعمليهاله كلّ يوم والتّاني وانت ما بتردّيش، انت حرّه لكن انا لو قرّرت اعيش حياتي بطريقة مختلفة عنّك ابقى حرّه كمان!!

ذاهلة كانت بتول، ذاهلة من جرأة ابنة عمّها التي وللغرابة لا تراها الآن قلّة أدب، ذاهلة من تلك النعمة التي كانت بين يديها والتي لطالما ظنّتها هي وبغباء نقمة، ذاهلة أنّها الآن وبينما هي شديدة البعد عن زوجها تتمنّى لو كان قريبا منها فتشكره على حقّ كفله لها دون الحاجة لأن تطالبه فيه!

طرقة صغيرة على باب الغرفة قاطع أفكاره والحوار الدائر حولها بين الشقيقات وكان ابن عمّها الصغير يخبرها بأن تخرج لزوجها الذي جاء ليهنّها بالعيد

ماذا؟ لحظة؟ هل قال زوجها؟ زوج من؟!!

نظرت بتول حولها بصدمة فابتسمت لها مها وغمزتها قائلة بمشاكسة: اهو جه اللي بيعرف يبوووس يابختك يا عمّ!!

نزلت بتول بسرعة من فوق السرير واتّجهت نحو الباب إلّا أنّ ابنة عمّها تداركتها قائلة: تعالي تعالي هنا انت رايحة على فييين طب والنّعمة انت هبلة هو ده منظر تقابلي فيه جوزك من بعد غياب وسفر!!

ارتبكت بتول ونظرت لنفسها بالمرآة وهمست كما لو لم تكن متزوّجة منذ شهور: امّال هعمل ايه؟

بصدمة لطمت ابنة عمّها وقالت: هتعملي ايه؟ يا نصيبتك السوده يا مها، تعالي يختي تعالي امّا ازوّقك اقسم بالله عالم تشلّ، تصدّقي وتآمني بالله يا بتول، جوزك هيخش الجنة عدل!!!

.................................................. ..............................

يجلس متململا فوق كنبة بمقعد أحاديّ بغرفة الضيوف، يبتسم يوجه عمّها الذي يرحّب فيه بين كلّ لحظة وأختها بجمود وكأنّه يخبره بأنّه ضيف غير مرغوب فيه دون حتّى أن يبادر بفتح أيّ موضوع معه فيمضيان الدقائق المملّة الطويلة التي تمرّ بهما

أخيرا قرّر حسين قطع الصمت وسأله بضجر احتلّ نبراته غصبا: هوّ انتو ما قُلتوش لبتول إنّ انا هنا مستنّيها يا عمّي؟

بطرف عينه رماه عمّها بنظرة نكدة ذكّرته بابنة أخيه النكدة وأجابه: ازّاي؟ أكيد طبعا قولنالها انت بسّ اللي متصربع مش عارف على إيه ما احنا قاعدين مع بعض ومتسليين اهو!

ضيّق حسين عينيه وهمس لنفسه بصدمة: متسليّين!!

ثمّ نظر للرجل الكبير وأجابه قائلا بابتسامة زائفة: آه فعلا متسليّين متسليّين!!

ثمّ أكمل لنفسه متمتما: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا بتول

نظر له الرجل وسأله قائلا بتكشيرة واضحة: بتقول حاجة يابني؟

عدّل حسين من جلسته وأجابه قائلا: بدعيلها يا عمّي بدعيلها

هزّ الرجل رأسه وعاود الامساك بحبل الصمت من جديد ولكنّه هذه المرّة لم يكن طويل فخلال لحظات كانت بتول تدخل عليهما الغرفة

ما إن رآها حسين حتّى أحسّ بانفجارات متتالية تفرقع بداخل صدره، اهتاج لمرآها قلبه مسبّبا لنبضاته الفوضى العارمة فوقف مرغما دون أن يشعر وموجة من شوق كبير تهدر بداخل كيانه لم يكن قد شعر بعظمها إلى أن رآها

يا الله

ينظر إليها الآن ويكاد لا يصدّق

لقد أوشك أن يفقدها!!

لكن مهلا... أولم يفعل؟!

نفض حسين تلك الأفكار الجنونيّة من رأسه وراقبها كيف تقترب منه بحياء تداريه بداخل عينيها اللتين تنآى بهما عنه، قبل أن تمدّ له يدا مرتعشة وتمتم بخجل: حمد الله على سلامتك

حقّا؟ أتظنّ أنّه فعلا قد يقبل منها سلاما باردا كهذا بعد كلّ تلك المدّة؟

متجاهلا عمّها الذي بقي بمكانه ببلادة دون أن يبادر بالمغادرة شدّها إليه بعنف وقرّبها من صدره معتصرا إيّاها بقوّة كانت تتزايد عند كلّ فكرة فقد كانت تتوارد إلى ذهنه

يا الله كم اشتاقها

أمّا هي فمصدومة من فعلته جمدت للحظات بين ذراعيه خزيا من عمّها الجالس قريبا منهما قبل أن تغيم عينيها وترتخي رغما عنها وهي تسمعه يغمغم قريبا من أذنها: وحشتيني

نحنحة عمّها المنزعجة قطعت لحظة اندماجهما فتشنّجت من جديد بين ذراعيه وهمست له ذائلة: عمّي يا حسين.. حسين!!

تراخت ذراعيه من حولها بينما يهمس بالقرب من أذنها شاتما عمّها بشتيمة نابية فحدجته حينها بنظرتها وقرّعته بهمس مماثل: حسييين!!

رغما عنه تذكّرها وهي بمكتبه صغيرة جادّة كمنشن أصيلة، فابتسم لها بحنان قائلا: خلاص يا أبلة آخر مرّة!!

بدهشة نظرت إليه وموجة حنين جارفة إليه تملأ عليها كيانها فدمعت عيناها رغما عنها وهي تبتعد عنه وتجلس على كنبة بعيدة

شعور الفقد البارد عاود حسين من جديد وهي تبتعد عنه فجلس على الكنبة مرة أخرى متململا بينما ينظر لعمّها ويقول له من بين أضراسه بغيظ أضحكها رغما عنها: منوّر يا عمّي!

ببرود هزّ عمّها رأسها ووضع كفّه على صدرة بشكر صامت فرفع حسين حاجبيه ونظر إليها بصدمة أضحكتها رغما عنها فضحك قائلا: لأ منّورة بجدّ

احمرّت وجنتي بتول فدقّق فيها حسين النظر ليلاحظ زينة وجهها الناعمة والتي زادتها رقّة، فيتتّبع فستانها النيليّ الرقيق المطبّع بزهرات بيضاء وزهريّة والمنسدل حتّى كاحليها الدقيقين لكنّها لم يخفي قدميها الصغيرتين اللتين كانت تنتعل فيها خفّا بيتيا بأصبع و... وردة

اتّسعت ابتسامة حسين وقال هاتفا: ابووو وردة

أجفل عمّها من جديد فنظر حسين إليه بطرف عينه قبل أن يغمر لها قائلا: وحشني ابن اللذين!!

أنزلت بتول رأسها تداري الابتسامة العريضة على وجهها فتهدّل شعرها الناعم حول وجهها كشلّال ناعم من الحرير الأسود تذكّره حسين منثورا على وسادته بفوضويّة جامحة

حمّى اشتياق أهوج ضربت جسده فابتلع نفسا طويلا متهدّجا قبل أن ينظر لعمّها ويستأذنه قائلا بصوت خشن: معلش يا عمّي لو سمحت أنا محتاج اتكلّم مع بتول على انفراد شويّه

تجهّمت ملامح الرجل الكبير قليلا ووقف بتثاقل قائلا: طب عن اذنكم انا هدخل اوضتي أريّح جتّتي شويّه

راقب حسين الرجل الكبير بينما يخرج من الغرفة ولكنّها سرعان ما ناداه مستدركا قائلا: الباب يا عمّي

بعجب نظر إليه عمّها فابتسم له باستهبال قائلا: الباب لو ممكن تقفله يعني!

زفر عمّها بغضب وخرج مغلقا الباب خلفه بقوّة أثارت دهشة حسين فنظر لزوجته قائلا: هوّ عمّك ناسي أنّ احنا متجوّزين ولّا إيه؟

ما إن خرج عمّها حتّى ارتعشت بتول بترقّب لقربه فأجابته بصوت متهدّج تقول: هوّ عمّي غيّار شويّة وغالبا علشان بنته مخطوبة حاليّا فالأمور مختلطة عليه

كان صوت بتول اللاهث ينخفض تدريجيّا مع كلّ خطوة كان زوجها يخطوها نحوها إلى أن شعرت بنفسها تذوب باللحظة التي وصل فيها إليها وأوقفها أمامه يتأمّل تفاصيلها التي افتقدها حدّ الوجع بشغف مهلك

اهتزّت أحداق بتول ودمعت عيناها رغما عنها وكلماته الجارحة التي قالها لها في تلك الليلة تعود لتضرب عقلها من جديد

وفي اللحظة التي أوشكت فيها شهقة البكاء من الانفلات من بين شفتيها كانت شفتاه تبتلعهما وقد رآها في عينيها واضحة جليّة

وما بين ذكرى كرامتها المجروحة والاشتياق تغلّب الأخير فامتدّت يداها تتعلّق برقبته بقوّة أوجعته

صوت طرقات قويّة على الباب أخرجت كليهما من لجّة مشاعرهما الجامحة فانتفضت بتول مبتعدة عنه واقتربت من الباب تفتحه بعد أن مرّرت يديها بهوجائيّة فوق شعرها وجسدها وكأنّها تتأكّد من أنّ خارجها على الأقلّ لا يشبه داخلها بفوضاه العارمة

بابتسامة خبيثة دخلت مها الغرفة تحمل بيدها أكواب الشاي وأطباق الكعك وبينما تمشي من جانب ابنة عمّها همست لها تسألها بمكر: إلّا هوّ الروج فين؟

بجزع مدّت بتول يدها لفمها فدارت مها ضحكتها بينما تضع الشاي والكعك على الطاولة الغيرة بالمنتصف قبل أن تعتدل أخيرا وتقف بجانبها تنظر إليهما بتسلية واضحة

ذُهل حسين من تصرّفها قبل يستدرك ويلكز زوجته قائلا: مش تعرّفينا يا بتول؟

رفرفت بتول بأهدابها تحاول لملمة ما بعثره زوجها من أعصابها وأجابته: مها بنت عمّي... حسين يا مها

رفع حسين حاجبيه وقال مستنكرا: وحسين ده مَلوش صفة ولّا إيه

تضرّجت وجنتي بتول حرجا وأجابته: ما هي عارفة إنّك جوزي طبعا

تناول حسين حبّة من الكعك وضعها بفمه كاملة بعد أن قال: وهيّ عارفه ازّاي بقى؟

مستغربة أجابته: عارفة ازّاي يعني ايه؟ ماهي حاضرة الفرح بتاعنا، وكمان انا قايلالها!

اتسعت ابتسامة حسين وجلس على الأريكة ممسكا طبق الكعك وقال: ايوه انا عايز اعرف قايلالها ايه بالضبط؟

ثمّ نظر لمها التي الواقفة بينهما تنظر إليها باستمتاع شديد وقال: قوليلي انت يا انسه مها قالتلك عنّي ايه؟

رغما عنها أفلتت ضحكة مها وهي تتخيّل لو أخبرته بما قالته فغمزت لبتول تناكفها قائلة: اقولّه يا بتول؟

لكنّ بتول بغباءها فضحت نفسها عندما احمرّت كثيرا ونهرتها تقول: مها!!

عندها ثار فضول حسين واستجوب زوجته مبتسما: ايه يا منشن قايله عنّي ايه ومش عايزة بنت عمّك تقولهولي اعترفي!!

ما ان سمعت مها اسم منشن حتّى قهقهت بصخب قائلة: منشن؟ ايه منشن دي؟!!

ضحك حسين وأجابها: خشّي على اليوتيوب واكتبي كرتون سارة هتطلع منشن في وشّك على طول هتلاقيها عاملة جدّ زيّ بتول كده!!

بغضب نظرت بتول لحسين ورفعت اصبعها تنهره قائلة: حسييين بطّل بقى

قهقه بصخب ونظر لابنة عمّها غامزا: اهي شكلها كده بالضبط

رغما عنها اشتعلت الغيرة بقلبها وهي ترى ذلك التناغم السلس العجيب بينه وبين ابنة عمّها التي كانت تغمزها الآن بابتسامة عريضة وتهمس لها قائلة: ونّبي عسل ورزق

بغضب جلست على الكنبة جانبا وأدارت وجهها بعيدا عنهما بحنق فابتسمت مها لزوج ابنة عمّها وأشارت له قائلة: طب انا هخرج بقى أحسن شكل منشن زعلت بجدّ

قهقه حسين صاخبا وغمزها قائلا: ابقي اقفلي الباب وراكِ علشان اعرف اصالحها

ما ان اغلقت ابنة عمّها الباب حتّى تحرّك نحوها فانتفضت من مكانها واقفة بينما تحذّره بغضب شديد: اوقف مكانك يا حسين واوعى تقرّب منّي!

أجفل من غضبها ومن لهجتها المتوعّدة فأجابها بصدمة مداريا بها ضيقه من أسلوبها: إيه ده انتِ زعلتِ بجدّ؟

أدارت وجهها بعيدا عنه جانيا فابتسم بذهول قائلا: يا بنتي في ايه احنا كنّا بنضحّك معاكِ

بغيظ أنكرت كلماته قائلة: قصدك بتضحكوا عليّا والفرق ما بين التنين كبير!!

برفض لادّعاءها أجاب: مش صحيح انت بسّ الّي حساسّة وبتاخدي كلّ حاجة بجدّ زيادة حبّتين

بألم أجابته بصوت مهزوز: علشان هوّ بيبقى جدّ فعلا

فتح حسين فمه يريد النكران ولكنّها قاطعته بقهر تقول: يعني ايه تقعد تهزّر وتضحّك مع بنت عمّي اللي عمرك ما شفتها قبل كده وانت بتتريق عليَّ؟

بصدمة ردّد من وراءها: بتّريق عليكِ؟

أكّدت ادّعاءها تقول بإصرار: أيوه بتتريّق عليَّ، وايه يعني اقفلي الباب علشان اعرف اصالحها، انت شايفني ايه؟ ولّا اكمنّي بحبّك وبضعف قدّامك بقيت في نظرك رخيصة بالشكل ده؟!

كلماتها المنطلقة بصاروخ عشوائيّ التوجيه تائه الأهداف جعلته عاجز عن ملاحقة أو حتّى ملاحقة مشاعره وردّات فعله فأجابها بصدق: بتحبّيني؟ ورخيصة؟ بتووول انا ماعدتش فاهم منّك أيّ حاجة!

هزّت رأسها بصمت متألّمة فوضّح لها من جديد محاولا اقناعها: الموضوع كلّه ضحك ومش مستاهل منّك الزعل ده كلّه

استهانته بمشاعرها أثار غضبها فانفجرت فيه قائلة: مش مستاهل؟ وكلامك اللي انت قُلتُهولي المرّة اللي فاتت كمان مش مستاهل؟

تكدّرت ملامح حسين ووجم ملتزما الصمت هذه المرّة فأكلمت تقول له بصوت عاتب متهدّج: انا بقى مستوايا مش عاجبك يا حسين ومش عايز تنزلّه؟

شحوب وجهه جرّاء كلماته جعلها تحدّق بعينيه عاتبة بألم قبل أن تكمل قائلة والدموع قد ابتدأت بالهطول من عينيها منهمرة بشدّة خانقة صوتها بطريقة أوجعته: معلش اصل لسّة مش عارفه ابقى ستّ بحقّ وحقيقي زيّ الهانم مراة أخوك

ازداد شحوب وجهه وهو يستمع لكلماته تتردّ فوق أسماعه من بين شفتيها فتبدو له الآن على حقيقتها حادّة جارحة شديدة الإيلام، فتمتم قائلا لها بأسف حقيقي: أنا آسف يا بتول، عمري ما كنت اقصد اجرحك بالشّكل ده، لكن انت استفزّتيني، انت برضو جرحتيني وانت بتتّهميني بتهمة رخيصة زيّ اللعب بعرض اخويا، للدرجة دي يا بتول انا بالنسبالك قليل النخوة والشرف!

بهتت من بشاعة التهمة التي كانت تلصقها به طوال الوقت وهو يصوّرها لها بهذه الكلمات المهينة فأدركت أيّ درك تجرّها إليه هذه العلاقة فتمتمت تقول له بأسف: انا كمان آسفة... آسفة انّي بقيت بشعة للدرجة دي... اسفة اني عمري ما كنتلك الزوجة اللي انت محتاجها وبتتمنّاها... اسفة انّي مبشبهش والدتي الستّ فوزيّة فأيّ حاجة... اسفة يا حسين اسفة علشان هقولّك بأمانة انّي مش هعرف أكمّل معاك بالشّكل ده

ذهوووول

ذهووول تلبّس عقل حسين عطّل قدرته على الادراك فهمس لها متسائلا: يعني ايه؟

بوجع بضيق بحرقة تمتمت بتول قائلة: يعني طلّقني يا حسين، ارجوك طلّقني!

.................................................. ...................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:16 AM   #6027

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

في اليوم التالي

ثاني أيّام العيد

وقفت لميس بالمطبخ تستمع للكاسر وأولاده وهم يودّعون العديد من الضيوف كان آخرهم بيت أختها التي قبّلتها للتوّ مغادرة بعد أن تمنّت لها من جديد عيدا سعيد وربّتت فوق كفّها بدعم ومؤازرة تحتاجهما بشدّة

صوت نبراس وصلها وهو يقول لزوج أختها يوسف قائلا بصخب: لااا بابا مستحيييل أروح معاه على أيّ ملاهي ولّا ألعاب، آخر مرّة راح معنا كلّ المول سمع بهدلتي وهوّ بيصرّخ عليّ اركب يا جبان اطلع يا حمار انزل يا ابن الـ... احم!!

صوت القهقهات الصاخبة رغما عنها رسمت ابتسامة لا تكاد ترى فوق شفتيها

نبراس ويوسف قطبان متشابهان... متافران

رغما عنها ابتسمت لميس من جديد وهي تذكر وقاحة نبراس وهو يغيظ زاكية وزوجها في كلّ مرّة يراهما مذكّرا إيّاهم أنّه يوما ما سيختطف منهم ابنتهما الجميلة غلا

صوت اغلاق الباب هيّج مشاعرها وأثار بداخلها رجفات متضاربة من الخوف والاشتياق

تعلم هي أنّه لن يؤذيها لكنّها عيناه أكثر ما تخشاه، وآه من عينيه ومن ذلك الجرح الغائر بهما والذي بات يحتلّ كلّ أحلامها حتّى باتت تتمنّى نظرة الاحتقار الأولى التي لطالما أرّقت مضجعها ولكنّ وقعها والله بقلبها أخفّ وطأة مهما اشتدّت بها إيلاما

صوت فتح الباب وانغلاقه من جديد أوقع قلبها بخيبة أمل مريرة... لقد غادر... لا بدّ أنّه فعل كما فعل بالأمس وكما سيفعل كلّ يوم!!

في غرفتهما كان الكاسر واقفا ينظر حوله بإنهاك، يريد تحضير المزيد من ثيابه ليأخذها معه لكنّه أشدّ بؤسا وتعبا اليوم من أن يفعل

تهالك على السرير وراءه بشعور عارم بالاستنزاف وبالطبع هي السبب

تلك الطاقة الجبّارة التي يستهلكها في كلّ لحظة يكون قريبا منها ليسيطر بها على أعصابه ومشاعره وأفكاره تتركه ضعيفا مستنفذا

ومعها لا سبيل للتجاهل فكيف له بتجاهل من كانت وحتّى وقت قريب جزء منه، أنّى له بتجاهل من استطاعت وخلال فترة قصيرة فرض سيطرتها على كلّ تفاصيل حياتها حتّى تلك التافهة كتحضير حقيبة تافهة من الملابس

اللعنة اللعنة اللعنة

متعب هو متعب

فماذا لو تناسى لساعات قليلة كلّ ما كان وارتمى الآن توّا فوق سريره ونااااام... نعم هو النوم فقط ما يحتاجه ويبتغيه

أمّا هي وبعدما أنهت توضيب ما تريد توضيبه، بتثاقل وتعب وهي التي لم يغمض لها جفن عميق منذ أيّام توجّهت نحو غرفة نومها، وما إن فتحتها حتّى جمدت للحظات بمكانها وهي ترى الكاسر جالسا على حافة سريرهما منحنيا دافنا رأسه بين كفّيه كما لو كان... يتألّم

دون أن تشعر وبلهفة شديدة وجدت لميس نفسها تقترب منه وتضع يدها فوق شعره مداعبة ايّاه بحنان كما اعتادت دوما أن تفعل بينما تسأله بخفوت: تعبان؟

في اللحظة التي شعر بها بأصابع يدها انتفض جسده بعنف ونفضها بعيدا عنه بعنف لم يقصده فوقعت على السجّادة أمامه شديدة الشحوب منهكة المحيّا متغضّنة بألم

تأمّلها بذهول للحظات مرتميّة أمامه بتهالك بائس فثارت أحاسيسه رغما عنه واقترب منها يريد رفعها ولكنّها نظرة الخضوع في عينيها ما أجّجت غضبه عليها فصرخ فيها مهتاجا من جديد: إنت شو شووو غبيّة ما بتفهمي أنا مش مبارح لسّة حاكيلك ابعدي عنييي... ابعدي عن طريقي... لا توقفي بوجهي

اختضّ جسد لميس بخوف عليه لا منه فتمتمت ترجوه الهدوء بخفوت: كاسر

بجنون ناظرها وتمتم بذهول: ولّا يمكن... يمكن شيطان... شيطان وكلّ هدفك تستفزيني وتخلّيني انسان حقير طبعااا ليش لأ ما هو الحقير بيتمنّى كلّ النّاس تصير حقيرة وواطية زيّه!!

دموعها التي نزلت فوق خدّيها منهمرة دون سيطرة اشعلت نيرانه أكثر فبحث بغضب عن مفاتيح سيّارته وتوجّه نحو باب غرفتهم يريد الخروج ليتنفّس بعيدا عن وجودها الخانق، لتنتفض حينها هي من مكانها بسرعة وتمسك بذراعه لتوقفه مؤجّجة من ثورته لا سيّما وهي ترجوه قائلة: كاسر لا تروح انت تعبان لا تروح خلّيك خلّيك هون وانا... ما راح تشوفني بوعدك ما راح أخلّيك تشوفني!

متجمّرا غضبا أمسك بفكّها واعتصره بقوّة وقال: لمييييس ولك انت شو انت شووو؟ بدّك تجنّنينييي!!

بيأس بألم بحزن أجابته بصدق صعقه بقوّة ضارية داخل صدره الذي انتفض لها رغما عن أنف غضبه وكرامته: أنا بحبّك!!

ارتعد جسده وأبتعد عنها وكأنّما مصعوقا بتيّار من الكهرباء العالي الفولتات فأكملت ناظرة إليه بيأس: وخايفة عليك وووو بدّي تسامحني

شهقت لميس لتردّد من جديد وهي تراه ينفض رأسه بذهول وكأنه لا يستوعب ما يسمع: مشان الله تسامحني انا والله والله والله تغيّرت تُبت والله العظيم تُبت

نظر الكاسر حوله كالمجنون، وكالأسد في قفص مشى حولها، ليمدّ اخيرا يديه نحوها بعنف يريد أن يقتلها قبل أن يتدارك نفسه قبل أن يصل بهما إليها بلحظة واحدة فيضربهما فوق رأسه هو بقوّة أوجعتها ليتمتم قائلا بغير تصديق: بدها تقتلني مصرّة بدها تقتلني

قالها لينقض أخيرا على باب غرفته ضاربا إيّاه بقوّة قبل أن ينظر إليها ويقول: يكون بمعلومك، انا نقلت شغلي للعقبة ومن بكرة الفجر... راح اروح لهناك

للحظات وقفت لميس تنظر بذهول نحو الباب من حيث خرج، قبل أن تشهق أخيرا بقوّة وتسقط فوق الأرض تنتحب بانهيار!!

.................................................. .................................................. ........


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:17 AM   #6028

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

ثالث أيّام العيد

يجلس على كرسيّه أمام طالة مكتبه بداخل غرفتهما، يقرأ من جهازه ملفّ القضيّة التي اضطر لتأجيلها لمرّات عديدة يفكّر ويفكّر بما سيفعله

أن تذهب لبيت أهلها من جديد أمر من المستحيل أن يفعله، ليس فقط بسبب ذلك الحقير الذي قدّم بالأمس عمّه اعتذراه بدلا منه دون أن يعرف تفاصيل ما حدث بينهما، تلك التفاصيل الحقيرة التي لا يعلم هو بنفسه حقيقتها ولا يعلم إلى متى سيمنع نفسه سؤالها عنها

ولا حتّى بسبب برود والدتها غير الطبيعي اتّجاه ابنتها التي بات كثيرا ما يشكّ بحقيقة بنوّتها لها... آه كم استفزّته بالأمس بسلامها البارد لها، ليس وكأنّها ابنتها ليس وكأنّه اعتذر لهما عن الذهاب لزيارتهم متعلّلا بمرضها، لتأتي بالنهاية هي فلا تزيدها إلّا وجعا وخسرانا وحسرة

ولكن بسبب تلك الحقيرة أختها والتي تعمّدت تسميم فكره في ذلك اليوم ليقوم بإيذاءها وآه كم كان هو وبغباء صيدا سهلا وبسيطا لمكرها وخداعها

زفر محمّد بتعب قبل أن يترك كلّ ما بيده ويقترب منها حيث تتمدّد فوق سريرهم دون حراك

نعم هو بات سريرهم فرغم كلّ شيء ورغم كلّ ما كان هذا السرير بات يحويهما في كلّ ليلة منذ تلك الليلة رافضا هو بأن تتركه ورافضا أن يتركها، فشاركها فيه قريبا بعيدا بلهفة مشتعلة مكبّلة بالخشية!

جلس بجانبها وأمرها بلطف قائلا: قومي يا إيمان لو سمحتي اغسلي وشّك وتعالي عايز اتكلّم معاك

صمتت إيمان للحظات ثمّ سألته بخشية: عايز تتكلّم في إيه؟

شعور قويّ أنبأ محمّد بأنّ هناك ما تخفيه إيمان يخصّ ذلك اليوم وتخشى أن يقوم بسؤالها عنه، فابتسم لها بتشجيع وقال: هتعرفي لمّا تسمعي كلامي وتيجي على الكنبة هناك تقعدي جنبي علشان نتكلّم

بتوتّر أجابته تقول: بسّ انا تعبانة وعايزة انام

برفض أجابها: لا يا إيمان أنا مش هسيبك تنامي انت الأيّام دي نمتِ عن سنة قدّام

بضيق زفرت وتركت السرير بعنف فمالت عليه والدوار يلفّها فالتقفها هو كردّة فعل طبيعيّة خوفا من سقوطها فالتقت نظراتهما بينما يتذكّر كلاهما ذلك اليوم البعيد الذي حدث فيه أمر مماثل وانتهيا به فوق السرير يقبّلها

متجاوبا مع الذكرى تشنّجت يديه فوق ذراعيها مقرّبا إيّاها منه دون أن يشعر ومتجاوبة هي انتفضت بين ذراعيه بخوف وخشية

بسرعة أفلتها محمّد لتذهب إلى دورة المياه سريعا كمن لدغته أفعى ليزفر الهواء المعبّق بأنفاسها خارج صدره بهمّ وضيق قبل أن يمشّط شعره بأصابع يده مهدّئا من أعصابه

دقائق وكانت إيمان تجلس بجانبه فوق الأريكة فنظر إليها للحظات قبل ان يتنحنح قائلا: بصّي يا إيمان همّ بالحقيقة موضوعين اللي انا عايز اكلّمك فيها مش موضوع واحد

بريبة نظر إليه قبل أن تسأله متوجّسة: موضوعين إيه؟

بادئا بالموضوع الأسهل والأقل تعقيدا وإيلاما أجابها: انا بكرة مضطر انزل للصعيد من تاني القضيّة تأجّلت كتير ومعدتش قادر أأجلها أكتر من كده

تلك الخشية التي تخلّلت نظراتها بشكل ما أراحت قلبه فرغم كلّ شيء إيمان لا تزال متعلّقة به، فأكمل لها قائلا: لكن انا قررت انّ المرة دي مش هسيبك لوحدك

قطّبت إيمان بخشية وقالت: يعني ايه؟

بابتسامة مطمئنة أجابها: يعني انا هاخدك معايا!

وجومها الذي سرعان ما كدّر ملامحها أزعجه أمّا كلماتها فأربكته وأحزنته: بسّ انا مش عايزة اروح معاك

قبض محمّد كفّه خفية عنها عدّة مرّات محاولا تهدئة نفسه ثمّ سألها: أومّال عايزة تعملي إيه؟ عايزة تروحي عند أهلك ولا عايزة تفضلي قاعده هنا لوحدك؟!

صمتت إيمان للحظات ثمّ أجابته: لا دي ولا دي، انا عايزه اروح اقعد عند طنط فوزيّه

بصدمة أجابها: إيه؟ فوزيّه؟

بإقرار أومأت قائلة: ايوة

بتردّد أجابها: لكن... ازّاي... مش عارف لو هينفع يا إيمان مش عارف

هزّت إيمان كتفيها أجابته ببساطة: وما ينفعش ليه، انا واثقة انّ طنط مش هتقول حاجه

صمت محمّد يفكّر بوجوم فاقتربت منه دون أن تشعر ورجته قائلة: ارجوك يا محمّد ارجووك متقولش لأ أنا محتاجة جدّا انّي افضل معاها انا... انا تعبانة يا محمّد تعبانة

قالتها وانهارت من جديد بالبكاء ولكنّها هذه المرّة ولحسن حظّة لم تجد بغير حضنه ملجأ لها فارتمت فوق صدره باكية فجمد للحظة من أثر المفاجأة قبل أن يحيطها بذراعيه بحنان شديد يتمتم لها قائلا: اششش خلاص خلاص يا حبيبتي متعيّطيش متوجعيش قلبي كده عليكي متعّطيش

كلماته أثارت حزنها أكثر فانفلتت مشاعرها وانتفضت تضرب صدره بغضب شديد: عملت كده ليه حرام عليك عملت كده ليه

شدّد محمّد من احتضانه لها وأغمض عينيها بخفي ألمه ليش من ضرباتها الرقيقة التي لا تكاد تترك سوى أثرا لاهبا من شجن عميق بل ذلك الألم لكونه قد سمح لنفسه بأن يجرحها ويؤلمها هي دونا عن غيرها من البشر فتمتم بصدق يقول بينما يحتويها أكثر وأكثر بين ذراعيه غير سامح لها بالابتعاد: انا اسف والله العظيم انا اسفة

برفض أجابته تقول والبكاء لا يزال يقطع كلماتها: كدّاب كدّاب انا بكرهك بكرهك

مشدّدا من احتضانها قرّب رأسه منها أكثر ودفنه فوق رقبتها وتمتم معترفا دون أيّ تخطيط: وانا بحبّك والله العظيم بحبّك بحبّك بحبّك

وهكذا ظلّ محمّد يردّدها مباشرة بداخل أسماعها حتّى سمعتها.. أدركتها.. وصدّقتها .. لتستكين يالنهاية بين ذراعيه مرهقة مستنزفة... وفوق صدره لملمت شهقاتها أخيرا، وارتخت

مثلها ارتخى هو فوق ظهر الأريكة بتعب وتلاعب بشعيراتها بنعومة سارحا، قبل أن يتجرّأ أخيرا ويذكّرها قائلا: قولتيلي انّك غلطتي، فهّمتيني انّك مش بنت بنوت....

بين ذراعيه أحسّ بها محمّد تتشنّج بقوّة فصمت للحظات مستمرّا بملاعبة شعرها قبل أن يكمل ويقول: تفتكري أنا لو كنت شاكك لو واحد في الميّة انّك لسّه بنت وإنّي أنا فعلا الأوّل في حياتك كان ممكن اتصرّف معاكِ في الهمجيّه دي؟

أحسّ بها محمّد تنكمش فوق صدره من جديد فزفر بضيق سائلا إيّاها بألم: وجعتك؟

جمدت بين ذراعيه للحظات قبل أن تهزّ رأسها أخيرا بنفي صادمة إيّاه فأبعد وجهها عن صدره ومال بوجهه متأمّلا إيّاها وقال: لأه إيه؟ وجعتك ولّا ما وجعتنيش؟

نظرت إليه إيمان للحظات قبل أن تهمس بحشرجة بكاء: وجعتني... هنا!

قالتها وأشارة حيث قلبها فلم يعرف حينها محمّد اعليه أن يزفر راحة أم حزن فاكتفى بزرعها فوق صدره من جديد بينما يكرّر فوق أسماعها أسفه الصادق الشديد: آسف والله العظيم آسف ولو رجع بيّا الزمن مكنتش عمري هعيدها من تاني!

قالها ثمّ تمتم بغلّ قائلا: إلّا طبعا حتّة العلقة بتاعت الزفت اللي اسمه فؤاد

كطفلة صغيرة أغمضت إيمان عينيها وكأنّها بإغماضهما ستختفي وتجعله ينسى ما لا بدّ له من السؤال عنه وفي اللحظة التي فتح فمه فيها ليسألها انتفضت من حضنه واقفة ورجته متوسّلة صمته تقول: ارجوك ارجوك يا محمّد اروجووك انا مش عايزة اتكلّم مش هقدر اتكلّم ارجوووك متسألنيش انا.. انا مش عايزة اكدب عليك من تاني انا مش عايزاك تكرهني من جديد ارجوك ارجوووك

أنهت كلماتها وابتدأت تبكي من جديد فنظر إليها مصدوما للحظة قبل أن يسحبها لأحضانه من جديد متمتما: خلاص يا إيمان خلاص مش هسألك مش هسألك

وهكذا استمرّ محمّد يهدهدها بكلماته المطمئنة إلى أن تراخت بالنهاية بين ذراعيه هاربة من مواجهة تخشاها بالنوم العميق

.................................................. ..............................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:22 AM   #6029

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 6

بعد أيّام
بوجه جامد ونظرات مصمّمة وقف حسين عند باب قاعة العرس ينتظر السيّارة التي ستقلّها، ينتظرها بشوق يكاد يماثل شوق العريس اليوم بل لا بدّ أنّه يزيد فمن عرف ليس كمن... جهل
أيّام بلياليها وساعاتها انتظرها حتّى جاء موعد اللقيا الذي حدّده هو اليوم... يوم عرس ابنة عمّها الذي كان عمّها قد دعاها إليه وغفلت هي، أيّام وهو يصبّر نفسه لرؤيتها تاركا لها المساحة والوقت الكافي لتستردّ بها أنفاسها الذي شعر بها مقطوعة ذلك اليوم وهي تطالبه بفراق لن تنله ولو نمت شجرة صفصاف غاضبة كبيرة فوق رأسها
تركها بيومها بعد أن زفرت أنفاسها أخيرا تركها بعد أن استعاد وعيه وادراكه وصلابته تركها بعد أن ارتدّ وجهه بعضا من لون جرّاء الغضب من بعد شحوب الصدمة
تركها
ولكن ليس قبل أن يخلّها من وراءه مصدومة لاهثة... مشرقة المحيّا مقطوعة الأنفاس لامعة المقلتين
يومها وما إن استطاع التقاط معنى الهراء الذي طالبته به أخير سجن وجنتيها النديّتين بين ذراعيه والتقط شفتيها ما بين شفتيه مفرغا فيهما كثيرا من غضبه وخشيته وخيبه ليتركها أخيرا قائلا لها بثقة لا يعلم من أين التقطها سوى كلمة الحب التي نطقتها بأوج غضبها منه
"اسبوع بالتّمام والكمال واشوفك قاعدة عندي في البيت، مجيّتك لهنا من غير اذني دي هعدّيهالك المرّادي بمزاجي لكن حسّك عينك تعيديها، أمّا بخصوص العبط اللي انا سمعته منّك دلوقت هعتبر كإنّي مسمعتوش... فاهمة!!"
اشراقة عينيه ببهجة رؤيتها سرعان ما استحالت لشرار وهو يراها تثرثر ببهجة خالصة مع من كانت تركب السيّارة برفقته
شابّ اسمر وسيم أنيق باسم بشكل أبله مثير للحنق والأعصاب ولكنّ الأمر الأكثر اثارة للاعصاب كانت تلك الضحكة المجلجلة التي انطلقت من فمها لافتة لها الكثير من الانظار الذكوريّة المعجبة فزوجته كما يبدو وكما لم يعرف يوما، تمتلك ضحكة مخمليّة شديدة الإغراء...
نعم بالضبط كما لم يعرف يوما!!
وكيف سيعرف وهو الذي لم يسمعها منها يوما!!!!
سنوات سنوات ناغشها فيها وشاكسها
سنوات تطلّع فيها ليرى ابتسامتها فما بالك بضحكتها
فضنّت بها عليها لتهديها لمن؟ من؟
يا الله من هو هذا الذي تتحدّث بتول معه بكلّ تلك الأريحيّة؟!!
بغضب تحرّك نحوها ممسكا ذراعها بحزم أجفلها أمّا هي فكانت على وشك تأنيبه في اللحظة التي أدركت فيها أنّه هو!!
نظرت إليه بصدمة وهتفت باستغراب: حسين! انت بتعمل ايه هنا؟
اشتعلت عيناه بغضب وكزّ على نواجذه غاضبا وقال: هكون يعني جايّ اعمل ايه؟ جايّ احضر الفرح طبعا!
بارتباك أجابته: تحضر الفرح!
من بين شفتيه ومن فمه المغلق أجابها: اممم تخيّلي مش انا معزوووم!
استشعرت بتول غضب زوجها فتنحنحت بحرج والتفتت تنظر لابن عمّها الذي سارع بالابتسام لها وقال مطالبا: ايه مش هتعرفي جوزك عليَّ ولّا إيه؟
مرتبكة جرّاء نظرة زوجها الناريّة التي لا تفهم لها سببا قالت متلعثمة: اممم حسين
بغير رضا رفع حسين حاجبيه حاثّا ايّاها على قول المزيد فأكملت بارتباك: جوزي
فرد حسين طوله واستعرض جسده أكثر ثمّ سمعها تقول متابعة: سعيد ابن عمّي
استجاب حسين بأناقة ليد ابن عمّها الممدودة رغم شيطانه الذي كان يوزّه بأن لا يفعل وسأله بلباقة بينما يسلّم عليه مدّعيا الاهتمام: ايوه حضرتك ابن ايّ عمّ فيهم بقى؟
بدلا عنه أجابت هي: عمّي عبد المعطي...
عندها شرارات حمراء مزغللة للبصر مثيرة للأعصاب كانت قد بدأت تنبض بداخل رأسه فسألها بجمود داعيا بأن يخيّب الله ظنّه: مش عمّك عبد المعطي هوّ اللي كنت بايتة عنده في الكم يوم اللي فاتوا؟
بإقرار أجابته: أيوة هوَّ
دون أن يشعر كانت كفّه تضغط فوق ذراعها بينما يسأله: والأخ بقى متجوّز ولّا وضعه إيه؟
بابتسامة بدت لعينيّه سمجة أجابه ابن عمّها: لا والله لسّاني عازب حضرتك
ثمّ قال بينما يرمق بتول لأقلّ من ثانية ويكمل بتنهيدة مستفزّة غاية بالوقاحة وقلّة الأدب: ادعيلنا بقى ربّنا يرزقنا باللي تسرّ نظرنا... وتجبر قلبنا
كمدخنة قطار قديم يعمل على الفحم أطلقت أذنا حسين الدخان بينما يقول له متعمّدا: روح يا شيخ ربّنا يدّيك على قدّ نيّتك... تفضّلي معايا يا هانم
قالها حسين وابتدأ يسحب بها نحو السلالم المؤديّة نحو القاعة بخطوات سريعة حازمة، بينما كانت هي تحاول أن توقفه بمعارضة قائلة: استنّى بسّ انا عايزة اشوف الزفّة
بطرف عينه وبأسنان مطبقة غيظا أجابها قائلا: ابقي شوفيها فيديو
ما إن أنهيا الدور الأول وعلى السلالم سحبت بتول ذراعها منه هاتفة: مالك يا حسين فيه ايه؟ ماشي وساحبني وراك زيّ الجاموسة كده ليه؟
نظر حسين إليها للحظات يتأمّل فستانها الورديّ الناعم ذلك اللون الذي دوما ما ينعكس فوق بشرتها فيضي عليها توهّجا طفوليّا لذيذا، ثمّ أمسك بذراعها وسحبها معه نحو ممرّ جانبيّ فارغ فقاومته بقلق تقول: القاعة مش هنا دي لسّة فوق
متجاهلا إيّاها توغّل أكثر بداخل الممرّ الفارغ قبل أن يوقفها أخيرا بعنف فتفلت هي ذراعها منه بحنق وتقف أمامه متخصّرة تقول: ممكن افهم دلوقت مالك في ايه؟
بلهاث غاضب وقف حسين أمامها حاشرا إيّاها قريبا من الجدار وقال: فوق العشر ايّام بتنامي في بيت عمّك تحت سقف واحد مع ابن عمّك العازب الولهان؟
بهتت بتول للحظات تحاول فهم ما يقول ولكنّها أعلنت يأسها أخيرا وقالت بارتباك: إيه؟
بغضب عضّ حسين لسانه مانعا إيّاها من إلقاء ما قد يجرحها منه من جديد وقال: ما قولتليش ليه إنّ عمّك اللي حضرتك بايته عنده في البيت عنده شاب عازب قاعد معاكم؟
ارتبكت بتول للحظة ثمّ أجابته بصدق لا ريب فيه: مجاش في بالي!
رمش حسين للحظات يداري سوأة الغضب ثمّ قال: كان في المرة اللي فاتت ما شفتش طلّته البهيّة يعني؟
هزّت كتفيها ببساطة وأجابته: مكنش موجود، هو بيشتغل في شركة تنقيب مع محمود خطيب مها بعيد في الصحرا
كلماته تغلغلت رويدا رويدا بمنطق داخل تلافيف غضبه فسيطرت عليه وحجّمته ثمّ قال: آه اوكي تمام فهمت
بغير فهم سألته: فهمت إيه؟
بأنفة وغرور أجابها: متشغليش بالك انتِ
بغير اقتناع أجابته: مشغلش بالي يعني ايه؟ انت بتتكلّم معايا أصلا كده ليه؟
بغضب لم يسيطر عليه بالكامل بعد أجابها: وانت مال أهلك؟!
بذهول سألته: أنا اللي مال أهلي؟ أنا!!
بعنجهيّة مضحكة أجابها: ايوة انتِ انتِ! مالك بتقوليها انت رافعة مناخيرك كده، انا حرّ مراتي واكلّمها زيّ ما انا اعوز
عندها تكتّفت بتول وأجابته قائلة: حتّى حين يا حسين اوعى تنسى حتّى حييين
قبض حسين يده بحنق واقترب منها خطوة قبل أن يتوقّف لهنيهة ويعض لسانه من جديد لثانية يقول من بعدها: بتول ما تستفزّنيش وما تضطرنيش اتصرّف معاكي تصرّف مش هيعجبك
ببرود أجابته مستفزّة إيّاه هذه المرّة متعمّدة: ليه وهوّ انا قلت ايه ما جبتش حاجة جديدة يعني انا قولتلك من المرة اللي فاتت انّي انا عايزة اتطلّق
بغضب أهوج ضرب حسين الجدار من خلفها فانتفضت بخوف وأغمضت عينيها مرتعشة بخوف من انفلاته إلى أن سمعته يقترب من أذنها ويخبرها بكلمات واضحة قائلا: طلاق مش هطّلق وانت بقى اعلى ما فيخيلك اركبيه
رغما عنها غافلتها شفتيها وتحرّكتا بابتسامة ناعمة لمحها هو فأشرقت ملامحه براحة وغمزها قائلا بعبث وكأنّ غضبه الذي كان قبل لحظات لم يكن: انّما ما قولتليش ايه الحلاوة دي كلّها!
اربتكت ملامحها وتضرّجت وجنتيها فاقترب منها مستغلّا فراغ الممرّ الذي يقفان بقربه وهمس لها بشغف متابعا: وحشتيني
أنزلت بتول رأسها خجلة فزاد هو من التصاقه بها بينما يكمل قائلا: اوي اوي اوي
ومع كلّ همسة كان وجهه يقترب من وجهها أكثر حتّى هربت منه هي أخيرا وهي تسمع صوتا قريبا يقترب منهما فنظر إليها بغضب وقال: بتستغفليني؟ طب انا هورّيكي
ابتسمت فنظر إليها بغيظ من شدّة الشوق قائلا: الفرح هيخلص الساعة اتناشر، اتناشر وخمسة الاقيكي تحت مزروعة قدّام عربيّتي مفهوم يا ام ضحكة تـــــــ.........
رفعت بتول حاجبيها تنتظر تتمة كلمته فقال لها مغتاظا أخيرا: بقى ابن عمّك البقف ده تضحكيله وانا... انااا عاملالي فيها منشن!!
رغما عنها انتفخت البهجة بداخل روحها فحلّقت بها بسعادة فقهقهت بفرحو خالصة متلاعبة بجميع أعصاب جسده الذي تفاعل معها بشكل... مخري، فاشتعلت عيناه وهتف بها صائحا وقد صدح قريبا منهما صوت الزفّة يغطّي على فضائحهما: يخرب بيت أمّ دي ضحكة!!
.................................................. .................................................. .
بعد ساعات وفي تمام الساعة الثانية عشر اقتربت بتول من ابنة عمّها لتهنّئها وتودّعها رأتها ترتعش بوجه شاحب، حينها سألتها باستغراب: في ايه؟
قرّبت مها بتول إليها وهمست لها تقول بارتعاد: بيقولّي هيقطّعني
رغما عنها ابتسمت بتول ولكنّها كبتت ابتسامتها وسألتها بجدّية: طب وفيها ايه؟
باعتراف أجابتها: خايفة
ضحكت بتول ولكزتها قائلة: امّال ايه اللي هقولّه هقولّه وجايه دلوقت في اللحظات الحاسمة وبقيتي عامل زي الوزّة اللي رايحه علشان تتدبّح
فغرت مها عيناها بخوف فطمأنتها بتول بصدق قائلة: ما تقلقيش
لم تمتلك حينها ابنة عمّها الّا أن تشاغبها قائلة: حلو؟
صمتت بتول للحظة وابتسمت أخيرا قائلة: ايوة
اتّسعت ابتسامة مها وسألتها مكابرة: هتبسط
انطلقت ضحكة بتول وأجابتها: جامد
حينها قهقهت مها بضخب أشعل العريس المشتعل أصلا بجانبها بينما تضرب كفّ ابنة عمّها هاتفة بها: يا قليلة الأدب
دقائق قليلة كانت بتول تنزل سلالم القاعة متّجهة نحو الأسفل فيما الأفكار بداخل عقلها كانت تدور وتدور كما الرحى فيما سؤال واحد كانت يتردّد مطحونا بينها كلّها
ماذا ستفعل
هي لا تريد الطلاق
الطلاق أمر ما إن طلبته منه في المرّة الماضية حتّى أحسّت بحبل الوداد والوصال بينهما ينقطع بقسوة ليلتفّ حول رقبتها خانقا إيّاها إلى أن أدخلها بغيبوبة تاهت فيها بين دهاليز ظلماء ما كانت لتخرج منها سالمة لولا كلماته التي بدت لها كسراج منير والتي أكّد لها فيها أنّه لن يوافق مطلقا على طلبها وحتّى حين طالبته بها اليوم لم تفعلها سوى لحاجتها لذلك التأكيد من بين شفتيه مرة أخرى
ولكنّها أيضا لا تريده... لا هي تريده، ولكنّها لا تريد أن تعود إليه، لا تريد أن تعود لشكوكها ومخاوفها ووساوسها المنهكة لأعصابها، تلك الأفكار والوساوس التي لا تشبهها ولكنّها بذات الوقت ورغما عنها تدور بداخل عقلها، لا تريد لأن تواجه تلك البتول البشعة المنفّرة من جديد، فما الحلّ؟
فجأة التمعت فكرة بعقلها، فكرة ما إن رأته واقفا أمّام سيّارته ينتظرها، وسيما حبيبا مذهل التفاصيل
ترسّخت بداخل عقلها مقنعة منطقيّة زاهية بالأمل بينما كلمات ابنة عمّها تتردّد بداخل ذهنها وهي تقول لها في ذلك اليوم الذي جاءهم حسين فيه ليزورها وفضفضت هي لها فيه ليلا بكلّ ما فيها
"عارفة انتو مشكلتكم ايه يا بتول؟ مشكلتكم انّكم تجوّزتوا بسرعة، ما خدتوش وقت قبل الجواز لا درستوا بعض ولا حتّى عرفتوا بعض!"
.................................................. .................................................. ..



bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-19, 01:23 AM   #6030

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

انتهى الفصل جميلاتي قراءة ممتعة
الفصل كلّه انكتب اليوم لذلك ارجو العفو عن سقطاته وهفواته
آلام شديدة بالظهر والكتف تعطّلني عن الكتابة هذه الأيّام وكذلك هي سبب تقصيري بالتفاعل الجيد معكم والرد على تعليقاتكم فأرجو منكم العفو والتفهم

تصبحون على خير
لا تنسوني من تفاعلكم الراقي والجميل


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.