بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب

[ريتاج القلب]

تسجيل حضور لعل وعسى

[سماح الطيبة]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 368 ( الأعضاء 202 والزوار 166)
‏سماح الطيبة, ‏ouertaniradhia, ‏امانو, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏وردة الطيب, ‏gdg, ‏rasha emade, ‏عاشقة الحرف, ‏الورد زنبق, ‏do3a, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏Anine, ‏wagiha, ‏tityangelyna, ‏Kyureem, ‏Samasaja, ‏Do3, ‏Agadeer, ‏همس البدر, ‏amoaasmsma, ‏اميرةامورة, ‏ملك بيتي, ‏ملاك 2017, ‏ام احمد ورؤى, ‏Cecilia, ‏غمزة نظر, ‏بسملة المصطفى, ‏وردة الجنان5, ‏مخبرية, ‏sonia16, ‏Bassmet Amal, ‏الشهرانيه, ‏صمت الزوايا, ‏safaa fathy, ‏منوني1, ‏زهره ابي, ‏ياسمينة الماضي, ‏ورد الحياة, ‏Amira94, ‏Samaa Helmi, ‏Aya youo, ‏nourhan5, ‏chem.Fatima, ‏~لحن الذكريات~, ‏Fatmaahmed, ‏ʏɷ ʏɷ, ‏ريتاج القلب, ‏pretty dede, ‏زهرة الحزن, ‏bassma rg, ‏Safo85, ‏احلام الوردي, ‏شاكرة, ‏الطاف ام ملك, ‏نهى حمزه, ‏ريبكا, ‏ليال الحنين, ‏Batatss, ‏Ghufrank, ‏**منى لطيفي (نصر الدين )**, ‏ميمونة meryem, ‏أمل رياض, ‏محبة ريم, ‏taheni, ‏Bedourdody, ‏شيماء عبده, ‏nasmat ba7r, ‏darkfury, ‏big_dreams, ‏الترياق, ‏تويتى تويتى, ‏yawaw, ‏shimaa saad, ‏ام لمي ولارا, ‏angela11, ‏browen eye, ‏ريم ال, ‏métallurgier, ‏سوووما العسولة, ‏دوسة 93, ‏فريدة يحيى, ‏الفجر الخجول, ‏Chochoooo, ‏shrouk Roja, ‏sarah anter, ‏samarezat, ‏صمت الصحراء, ‏amira bacha, ‏shams ali, ‏ام علي اياد, ‏amiramostafa, ‏تيماء قاصي, ‏hapyhanan, ‏حنان ياسمين, ‏aa elkordi, ‏Shadob, ‏Khawla s, ‏meisso, ‏جوانا وليد, ‏Shimaa12312, ‏yanayana, ‏الحب الأول, ‏Bshaeer, ‏bambolina, ‏نور122, ‏Rafeeffattouh, ‏nevoo, ‏توسل, ‏حكاية ياسمين, ‏شاما علي, ‏شمس الفؤاد, ‏Mai shahin, ‏ام الارات, ‏sleepyprincess, ‏ام نينه, ‏Fatima hfz, ‏Mat, ‏om lnmm, ‏مهجتى, ‏زهرةالقرنفل, ‏درة البحر2, ‏شوقا, ‏lolo loly, ‏الزهراء الجميلة, ‏suzan11, ‏mama roca, ‏هيرو01, ‏rihab91, ‏suad-otb, ‏سمر لولو, ‏zainab atta, ‏الاسماعيلية, ‏Esraaahmed, ‏امونتى المسكرة, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏mili39, ‏التوحيد, ‏amatoallah, ‏rowdym, ‏Reader92, ‏ام عبودي33, ‏زهرةالكون, ‏Dina Maged, ‏Lina 91, ‏littlebee, ‏جنني امي, ‏Resonance, ‏Ebtsam Mahmoud, ‏الميزان, ‏طوطه, ‏ياسمين نور, ‏هديل الحياة, ‏ام الانس, ‏غروب الامل, ‏ام البنات1989, ‏rouzaline, ‏rubaahmad, ‏نبيله محمد, ‏Hopeoun, ‏ايالا, ‏الفراشه النائمه, ‏لولو73, ‏أنثى متمردة, ‏Fawzia ali saad, ‏jiada seleem, ‏Agaiaa, ‏nibal79, ‏نادين حسو, ‏الخيال الحالم, ‏ام هنا, ‏saro22, ‏فاطمة توتى, ‏ShroukYousef, ‏بيون نانا, ‏ضحى, ‏Nagat farouk, ‏ريناد السيد, ‏karima seghiri, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏NAMOSA, ‏Gehan hassan, ‏emytroy2, ‏دلال الدلال, ‏ahlm, ‏جهاد175, ‏شيماء حشيش, ‏tifa jad, ‏Roowidaa, ‏تالا الاموره, ‏muneeera, ‏مونى جيسى, ‏رياح النصر, ‏نداء الحق, ‏الروح الهائمه, ‏Berro_87, ‏Sumayah_al, ‏sahar shokry

[امال ابراهيم ابوخليل]

تسجيل حضور يا نيفو يمكن قلبك يحن علينا 💘
وحشنا الكاسر ولميس عايزين نطمن علي ايمان ومحمد 😘😘😘😘

[mayna123]

تسجيل حضووووووووووووووووووورررر

[bambolina]

يسعد مساكم جميلاتي دقائق قليلة وسأبدأ بتنزيل الفصل
وبسم الله نبدأ

[bambolina]

الفصل الثلاثون

كان محمّد يدخل من باب المحكمة مرتاحا وشعور بالخفّة والحماس يلامس روحه، وكيف لا يكون وهواء مدينة واحدة يجمعه أخيرا بها بعد أيّام طويلة من البعد والحرمان، اشتاقها حدّ اللامعقول، حتّى ما عاد يفهم كيف عاش عمرا بكامله دون وجودها بحياته بفوضاها وتفاصيلها ورقّتها المهلكة

عشرة أيّام منذ تركها هناك ببيت السيّدة فوزيّة مخلّفا إيّاها وراءه تداوي جراح نفسها التي تسبّب بها بعيدا عنه، وثلاثة منذ تلك المكالمة التي باح فيها بالكثير مفصحا عن مكنونات قلبه وروحه، ثلاثة أيّام لم يمضي يوم فيها دون أن يخبرها كم يحبّها، كم تعني له والأهم... لأيّ درجة هو متمسّك بها وغير قادر عن الاستغناء، لكنّها رغم كلّ ذلك... لم تثق به وبمشاعره و... لم تفصح!!

كانت حالة من الاحباط توشك ان تتلبّسه عند هذه الفكرة في اللحظة التي لمح بها الأستاذ مصطفى زوج والدتها يخرج من ذات الباب الذي كان يدخل منه، حينها طرأت في رأسه فكرة أن يبحث بنفسه وبشكل غير مباشر عن تفاصيل تخفيها ولا يفهمها فسارع بتطبيقها مناديا على الرجل الذي سرعان ما توقّف وابتسم له مرحّبا

سلّم الأستاذ مصطفى عليه بحرارة ثمّ نظر له قائلا بينما ينظر للساعة بيده: ربع ساعة والمحكمة هتقفل ليه متأخّر كده؟

نظر محمّد هوّ الآخر للساعة بيده وأخبره قائلا: لسّة واصل حالا من الصعيد قلت اخلّص الورق اللي معايا بسرعة من هنا علشان ما اضطرش اجي علشانه بكره مخصوص

ربّت على كتفه قائلا: ربّنا يقوّيك وحمد لله عالسلامة

استشعر محمّد بدء مغادرة الرجل فأوقفه بسرعة قائلا: أستاذ مصطفى، تحبّ تشرب فنجان قهوه معايا؟ حاسس راسي مصدّعة وفي كافيه قريب من هنا بيقدّم قهوة مضبوط بتعدّل المزاج تحبّ تشرب معايا؟

بترحيب أومأ الآخر قائلا: عرفته، هروح أدخّل شنطتي العربيّة واسبقك على هناك على ما تخلّص وتيجي

بعد حوالي ربع ساعة كان محمّد يجلس على طاولة صغيرة مقابل الأستاذ مصطفى الذي سارع بالتوصية على فنجانين من القهوة المضبوطة قبل أن ينظر للآخر ويسأله باهتمام صادق: ها طمنّي عملت ايه هناك خلّصت القضيّة؟

أجابه بركازته المعهودة: الحمد لله كلّه تمام القضّية انتهت بالحكم لصالح موكّلي من اكتر من اربع ايّام لكن الحقيقة جاني موكّل تاني فنفس اليوم وطلب منّي أمسكله قضيّته ولله الحمد كانت سهلة وخلّصتها النهاردة وفضلت جايّ على طول على هنا

ابتسم مصطفى بإعجاب وقال: ربّنا يزيدك الحقيقة انت تستاهل كلّ خير الحمد لله إيمان ربّنا بيحبّها علشان كده عوّضها بيك

قفزة قلبيّة حارّة كانت ردّة فعله من الداخل أمّا من الخارج فلقد استطاع محمّد كبت كلّ تلهّفه وانفعاله وقال ببرود مقصود: تعبت أوي إيمان بحياتها

هزّ مصطفى كتفيه وأجاب بأسى: دي نتيجة طبيعيّة لأيّ حالة طلاق ما بين اتنين في ما بينهم أولاد وطبعا في حالة إيمان المعاناة أكيد كانت أسوأ

حالة إيمان!

وها هي هذه الكلمة تتكرّر وللمرّة الثانية على أذنه مرتبطة بها ودون أيّ توضيح يشفي غليل فضوله!

تنحنح قائلا بضيق: طبيعي

ابتسم الرجل الكبير وسأله قائلا: وهيّ عاملة ايه دلوقت؟ انا كلّمتها كذا مرة علشان اطّمن عليها وقالتلي انّها مرتاحة عند بيت اهل مراة اخوك

مؤكّدا أجابه بتوضيح: الست فوزية ستّ جدعة حنيّنة جدّا صحيح وضعها على قدّه لكن طيّبة وبيتها دافي بيساع أيّ حدّ، في الحقيقة إيمان هيّ اللي طلبت تقعد عندها

هزّ مصطفى رأسه متفّهما وقال بمرارة: يمكن لاقت عندها اللي مالقتهوش عند مامتها

مستغربا نظر محمّد إليه لكنّه لم يجد ما يعقّب به فابتسم الرجل بمرارة وقال: متستغربش من كلامي، انا شايف كويّس الطريقة الباردة اللي بتتعامل بيها إحسان مع بنتها، وسكوتي عمره ما كان جهل إنما عجز، ياما تكلمت معاها وحاولت الفت نظرها لكن مفيش فايدة

ارتبكت نظرات محمّد بحنق وهتف بقهر: لكن.. لييييه؟ إيمان طيبة و ما تستاهلش منها كدة.. مافيش طفل يستحق من والدته كده

إمارات قلّة الحيلة ارتسمت فوق ملامح الرجل الكبير قبل أن يقول: زمان كنت فاكر إنّ السبب كرهها لوالد إيمان رغم كونه اختيارها، اختيار فاشل بيخالف كلّ معاييرها، كان هو النقطة السودا الوحيدة في حياة المثالية والكمال اللي بتسعالها، كنت فاكر إنّ تخلّيها عن بنتها وتنازلها عنها نوع من أنواع تناسي الماضي وتجاهله، ماضي كان لازم ترجع وتواجهه بعد ما بابا إيمي مات ومراته رفضت تماما وجودها فحياتها، وبتطلب منها صراحة تيجي تاخد بنتها!

تغضّن جبينه بألم وهو يتخيّل ذلك الرفض والنبذ الذي كان يحيق بزوجته في طفولتها، والجميع من حولها يقذفها بعيدا كقطّة مشرّدة، وفجأة تمسّكها به وبفكرة الزواج عامّة باتت بالنسبة له مفهومة، إلّا أنّه رغم ضيقه واختناقه همس مستفهما: وبعدين؟

هزّ مصطفى كتفيه قائلا: ما كانش قدّامها طبعا غير انها تاخدها تعيش معانا وتواجه فيها غلطتها اللي عمرها ما سامحت نفسها عليها

بعجب واستنكار سأله: طب وبعدين؟ إيييه طول السنين دي ما حنِّتش؟ دي مهما كان بنتها

قالها في لحظة وفي التالية ابتسم بداخله ساخرا من نفسه، فهو بالذات أدرى النّاس أنّ الأمومة والحنان ليس بالضرورة أن يكونا مترادفين، أمّا الآخر فأجابه صادقا: في الحقيقة إحسان ما هيّاش الشخصية العاطفيّة اللي بتسمح لعواطفها تتحكّم بيها والدليل انّ حتّى طريقة تعاملها مع جيجي دايما كانت رسميّة وبقيود، إنّما علشان أكون منصف معاها هقول انّها حاولت بعد فترة تكسر الجمود ما بينهم، لكن للأسف كلّ المحاولات توقّفت تماما وهي بتكتشف انّ بنتها عندها ديسلكسيا!!

.................................................. ...................................

[bambolina]

بعد ساعات

يقف أمام باب بيتها يقرع الجرس بينما ابتسامة ماكرة تتلاعب فوق شفتيه، ممنيا نفسه أن تكون هي من تفتح له الباب فيباغتها بقبلة قبل أن تتهرّب منه كما أصبحت تجيد أن تفعل، لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته والباب يفتح فتظهر له زوجة أخيه بدلا منها فيهتف بصدمة متسائلا: إيمي؟ بتعملي إيه هنا؟

مستغربة ردّة فعله أحرجت إيمان وسألته بارتباك: بعمل ايه يعني ازّاي؟ أومّال هكون فين يعني؟

ببديهيّة أجابها بينما يدلف للداخل: يعني هتكوني فين يعني؟ مع جوزك ببيتك!!

بصدمة نظرت إليه وردّدت وهي تغلق الباب وراءه: جوزي؟!

مستغربا تأمّلها للحظات وأجابها: ايوه جوزك ليه هوّ انت متعرفيش انّه رجع النهاردة العصر من الصعيد؟

بإنكار هزّت رأسها وأجابته بكلمة واحدة: لأ

رفع كلا حاجبيه واستفهم أكثر: لأ؟ لأ ازّاي؟ يعني هوّ ما جاش على هنا؟ ما كلّمكيش؟

على ذات نفيها هزّت رأسها بينما الألم يتجلّى بوضوح داخل مقلتيها، فهو لم يأت، لم يكلّمها ولم يخبرها بعودته، لم يتلهّف لرؤيتها وإعادتها للبيت كما كان يقول ويردّد في الأيّام الفائتة

أتُراه غضب منها لصمتها الذي أصرّت عليه؟ إإصراها على عدم الشرح والتوضيح أدّى لذات النتيجة التي كانت تخافها وتخشاها؟... تركها!!

يا الله كيف ستقنعه أنّها لن تقدر على البوح، كيف ستفهمه أنّه بالبوح سيكرهها، ستصدمه بحقيقتها، فما الذي تستطيع أن تقوله له؟

أتخبره أنّه هو الدكتور الجامعيّ عالي التعليم قد تزوّج من... أميّة؟!

سيكرهها ويتركها بل وربّما... سيهينها ويجرحها وهذه المرة الجرح سيكون أكثر إيلاما وغورا!!

ستصمت نعم ستفعل

أن يتركها حائرا غاضبا خيرا من تركها كارها مشمئزّا!

تلك الاختلاجات ما بين حزن وخيبة والتي كانت تمرّ فوق صفحة وجهها لم تكن خافية على حسين، فاقترب منها بتعاطف مرغما وقال لها مواسيا: ماتزعليش يا إيمي، أكيد في سبب هوّ اللي خلّاه ماجاش، تلاقي كان تعبان ولا حاجة، ماتنسيش انّ المشوار من الصعيد لها مش بسيط أبدا، وأكيد ما حبّش يشغلك معاه وياخدك على البيت وفي الأخير يسيبك قاعده لوحدك ويدخل ينام!!

بيأس وعدم تصديق نظرت له وتمتمت قائلة بينما دمعة وحيدة تنزل من عينها اليسرى ثقيلة موجعة: يمكن.. يمكن

رغما عنه ودون أن يشعر رفع حسين كفّه وربّت على ذراعها من فوق اسدال الصلاة الذي كانت ترتديه بينما يتمتم لها بخفوت قائلا: معلش علشان خاطري ماتزعليش

في ذات اللحظة سمع صوت باب غرفة يفتح لتخرج منه زوجته فتصدم بوجوده وتبهت وهي تنظر لوقفتهما المتقاربة ويده التي تربّت على ذراع زوجة أخيه

.................................................. ..................................

[bambolina]

لو كان أحد ما قد أخبره في بداية هذا اليوم أنّه سيقضي هذه الليلة في بيته هنا وحيدا... أنّه سوف لن يذهب لبيت فوزيّة جريا ليراها ويملأ عينيه بها... أنّ حاسوبه من سيرقد في حضنه بدلا عنها يقرأ فيه عن أمرٍ لم يثر اهتمامه يوما كالديسلكسيا... لكان حتما اتّهمه بالعته والجنون، ولكن للأسف هذا بالضبط هو حاله الليلة!!

لا يعلم محمّد ما هي تلك الحالة التي تلبّسته منذ تلك اللحظة التي أخبره بها زوج والدتها عن تلك الديسلكسيا التي تعاني منها صغيرته، لا يكاد يلتقط مشاعره ليفهمها ويحلّلها كما يريحه دوما أن يفعل

لا يزال حتّى الآن يشعر بالغباء وهو يتذكّر ردّة فعله وهو يسمع تلك الكلمة التي لم تكن جديدة على مفردات معجمه العقليّ

ديسلكسيا

ولكنّه رغم ذلك وجد نفسه لوهلة لا يفهم مقصده فيردّد بغباء: إيييه؟

ارتبكت نظرات الرجل وقال له مضطربا: ديسلكسيا... عسر القراءة!!

في تلك اللحظة لم يشعر إلّا بقلبه الذي هوى لعمق سحيق بداخل روحه حتّى ارتطم بقيعانها وعاد ليستقرّ بمكانه بداخل صدره مكدوما موجوعا يتلوّى، فصمت ووجمت ملامحه دون أن يشعر ممّا أثار اضطراب الآخر الذي سأله بتردّد قائلا: انت طبعا أكيد عارف انّ إيمان عندها ديسلكسيا؟ انا فاكر انّ يوم ما جيت تطلبها منّي قولتلي انّك عارف وضعها الأكاديمي وموافق وما عندكش أيّ مشكلة

وضعها الأكاديمي نعم ولكن ليس وضعها العقلي!!

ديسلكسيا؟!!!

هذا ما كان محمّد يفكّر به بأسى وبيانات الكلمة تتجلّى بداخل عقله بسيطة عامّة بلا تفاصيل لكنّها رغم ذلك... صادمة

رافضا أن يبدو ذلك الجاهل لحقيقة وضع زوجته، رافضا أن يضعها بموقف المخادعه ويضع نفسه بموقف الغبيّ أجاب: آه طبعا أكيد عارف عارف

وفي الحقيقة هو كان يعرف فعلا، يعرف أنّها لا تجيد الكتابة جيّدا، وربّما لا تستطيع القراءة بشكل ممتاز، وسيكون غبيّا بجدارة ولا يستحقّ شهادة المحاماة التي يحملها لو لم يكن قد لاحظ، لا سيّما مع اصرارها الشديد على المراسلات الصوتيّة، وكم كان يودّ أن تثق فيه يوما للدرجة التي تسمح له فيها بمساعدتها، ولكن ما لم يكن يتوقّعه أبدا أن تكون الأمور لديها مستفحلة حدّ... التعسّر

لكنّه رغم ذلك تابع مبعدا شبهة الجهل عنهما: أنا بسّ قصدي ايه دخل ده فشكل العلاقة ما بين إيمان والدكتورة إحسان؟!

عندها ضحك الرجل بسخرية وأجابه قائلا: انت متخيّل انسانة زيّ إحسان بتقدّس العلم والعلماء، والتفوّق الأكاديمي من أسمى أهدافها بالحياة، لمّا تيجي تكتشف انّ بنتها عاجزة تماما عن القراية والكتابة وهي فخامسة ابتدائي هيكون شعورها إيه؟

نعم بالطبع هو يعلم

شعور آخر بالفشل، وسبب آخر للخزيّ، وكلّه بالطّبع موجّه تماما لروحها هي.... صغيرته!!

شفقة.. ألم.. حزن

كلّها مشاعر هوت بداخل صدره في تلك اللحظة أربكته حدّ الوجع فجعلته عاجز تماما عن مواجهتها، فليس أيّ من تلك المشاعر السلبيّة كان يودّ أن يقابلها بها، فإيمانه تستحقّ منه أكثر من ذلك، تستحقّ منه أن يسخّر ذاته كلّها لأجلها، دون تشتيت دون تبعثر دون حيرة

وهكذا قرّر تأجيل اللقاء ما بينهما متيحا لنفسه المجال كاملا ليفهم ويمتصّ الصدمة و... يتصرّف

.................................................. .......................

[bambolina]

تقف أمام موقد الغاز واجمة تنتظر غليان الماء لتصنع الشاي بالحليب ، وبداخل عقلها ترتسم صورتهما معا يقفان في صالة البيت متقاربا بشكل... منهك لأعصابها
أغمضت بتول عينيها تشتم ذلك الضعف الكائن بداخلها والذي لا يتجلّى إلّا بوجودهما معا بداخل الصورة
تعلم أنّها تظلمهما معا بإحساسها هذا، فلا هو بخائن وهلا هي بأخلاق منفلتة، تعلم أنّ العلّة بها هي، أنّ السبب هي تلك الصورة التي استمرّت ترسمها بداخل عقلها وتحشوه بها حتّى حفرت بداخله، ولكنّها ستعمل على غسل عقلها من هذه الترّهات وكم تحمد الله على تلك البسمة التي أرغمت نفسها أن ترسمها فوق شفتيها وهي تقترب منه تهتف به بترحاب، بسمت اقتات على أعصابها ولكنّ استرخاء ملامحه فوق محيّاه وزفرة الراحة التي أطلقها دون أن يشعر استحقّا منها ذلك المجهود، بل إنّها تهنّئ نفسها تماما على قدرتها على تركهما معا وحدهما ببساطة مخبرة إيّاهما أنّها ستتركهما لتصنع أكواب شاي بالحليب لهم جميعا ريثما يكملون هم حديثهم
شهقة فجأة أفلتت من بين شفتيها ويدٌ خبيثة تباغتها مكبّلة خصرها بينما الشفتين يحطّان فوق رقبتها بشغف عنيف
رغما عنها ابتسمت وهي تحاول تحرير نفسها من هجوم زوجها الذي كان يقول لها بصوت ممتنّ دافئ: متشكّر جدّا
بطرف عينها سألته باستغراب: على إيه؟
أجابها وشفتيه لا تزالان تحطّان عشوائيّا فوق بشرة رقبتها: على ثقتك
تجمّدت للحظة ثمّ ابتسمت له برقّة وأجابته: تستحقّها
بجرأة أكبر استمدّتها من امتنانه وسعادته أكلت تقول راغبة بزيادته من مكاييل السعادة أطنانا: انت حبيبي يا حسين
جمد جسده من خلفها للحظة قبل أن يشدّد من احتضانها ويقرّب شفتيه من أذنها ويسألها بشغف هامسا مداعبا إيّاها بأنفاسه الساخنة: مامتك واخواتك... فييين؟
بابتسامة أجابته لاهثة: راحوا السّوق
بابتسامة شغوفة عضّ شحمة أذنها بينما يسألها متأكّدا: كلّهم!؟
سيطرت على بسمة كبيرة كانت تجاهد لتشقّ شفتيها بينما تدّعي عدم الفهم وتقول: ايوه كلّهم، ليه انت عايزهم في إيه؟
كانت أصابعه تتسلّل لتحت بلوزة بيجامتها القطنية الطفوليّة التي لم تنتبه أن تبدّلها وهي تصدم بوجوده بعقر دارها لا سيّما بعد الموقف الذي رأته أمامها بينما يقول: انا مش عايزهم
اتّسعت ابتسامتها وسألته باستهبال: أومّال بتسأل عنهم ليه؟
هزّ كتفيه أجابها بمكر: عايز اشوف هلحق اسرق إيه
قطّبت بتول حاجبيها وسألته باستغراب: إيه؟ تسرق؟
اتّسعت ابتسامته وأجابها بينما يلامس بشرة خصرها العارية تحت كفّه المتسلّلة وقال: ايوه هوّ مش انت قولتيلي اللي تقدر تسرقه حلال عليك!! وانا بقى عايز اشوف هسرق الحاجات الصغيّرة الاوّل ولّا اشيل التقيل على طول
قهقهت بتول بصوت مرتفع وهي تدرك مقصده فتلكزه باعتراض وتوبّخه قائلة: يا قليل الأدب لأ طبعا ما تحلمش، لا تقيل ولا خفيف يا خفيييف
متجاهلا كلماتها كان يلامس قبّة بلوزتها فيوسّع فتحتها كاشفا عن كتفها المخمليّ الناعم فيبتسم وهو يرى ذلك الوشم الذي خلّفه لها بأسنانه التي غرسها فيه قبل أيّام وهي تغريه متعمّدة بكشفه أمام عينيه بشكل مغيظ مهلك للأعصاب، فهمس لها ضاحكا: إيه ده؟ هو التاتو الي عملتهولك المرّة اللي فاتت لسّه ما راحش؟
حدجته بطرف عينها ولكزته بمرفقها بشكل خلفيّ فوق معدته وهي تؤنّبه قائلة: تاتو يا عضّاض؟! دي لسّه بتوجعني لغاية دلوقت
رغما عنه ضحك ولفّها بين ذراعيه غامزا لها يقول: بسّ حلوه ما تنكريش!
دون أن تشعر أفلتت من بين شفتيها ضحكة وهمست تخبره بحياء: كلّ اللي منّك حلو
توهّجت عيناه واشتدّت من حولها ذراعيه وقال: طب حيث كده بقى تحبّ التاتو اعملهولك فين النهارده؟
نظراته وهمساته وحتّى تلك الحرارة المنبعثة من خلاله أشعلت مشاعر اشتياقها له أكثر فعلمت أنّها ستكون قاب قوسين أو أدنى من الانهيار أمامه لو بقيا على حالهما هذا فابتدأت بمحاولات أكثر جدّية للتملّص من بين ذراعيه هاتفة به: اوعى بسّ شويّه يا حسين، الشاي على النار، أوعى بسّ
مشدّدا من تكبيلها تسلّلت يده خلفها وأغلق النار ثمّ قرّبها منه أكثر سائلا إيّاها بوقاحة: فيه إيه هوّ انا ما وحشتكيش ولّا إيه؟
تضاعفت ضربات قلبها أصابعه الخبيرة بها ابتدأت بالتسلّل إلى تفاصيلها بينما يلثم وجهها يشغف واضح متابعا همسه: ما وحشكيش حضني؟
قشعريرة ضربت جسدها والصورة التي يرسمها بمخيّلته تزداد وضوحا، فتتجلّى لياليهما معا ضاربة أعصابها شديد الحساسيّة فيلاحظ هو ابتلاعها لريقها فتتوهّج مقلتيه لوهلة قبل أن ينقضّ فوق شفتيها مفرغا فيهما اشتياقا شديدا لها ولأنفاسها ولوجودها من حوله
لا تعلم بتول بالضبط كم استمرّا بذلك الجنون الذي كان يلفّهما ولكنّها فجأة سمعت صوت جرس الباب يشقّ غمامة العشق التي كانت تكتنفهما فحاولت الابتعاد مجفلة عن ذراعيه فين حين وبجنون مطبق ازدادت قبلاته إلحاحا ولمساته تطلّبا فازداد عنف مقاومتها بينما تنبّهه قائلة: حسين في ايه انت اتجنّنت مش سامع الجرس دي أكيد ماما واخواتي
وصله صوتها أخيرا ينبّهه من عمق مشاعره الجارفة فدكّ الادراك وعيه أخيرا ووعى لنفسها فدفن رأسه ما بين كتفها ورقبتها محاولا التقاط أنفاسه
أمّا هي فجمدت بمكانها وهي تسمع صوت خطوات إيمان المسرعة ناحية الباب تطالب من خلفه بالتمهّل حتّى تصل فتفتحه
ثانية واحدة واستطاع حسين أن يسلخ نفسه بعيدا عنها أخيرا ويفرك وجهه يعنف قبل أن يرنو إليها بعاطفة عميقة ويعضّ شفتيه بمشاكسة استطاع استجلابها أخيرا بينما يهمس بعنف: هتجنّنيني يا بنت الإيه، سوق إيه ده اللي يرجعو منّه فأقلّ من ساعة!!
سعيدة بتأثيرها الواضح عليه ابتسمت بمكر وأجابته بهزّة كتف استحقّت عليها عضّة جديدة: ما انا اصلي نسيت اقولّك انّهم خرجوا بقالهم كتير!!
.................................................. ...............................................

[bambolina]

في اليوم التالي

يجلس أمام مكتب في مركز مختصّ بحالات صعوبات التعلّم، ينتظر عودة المرأة المهيبة التي كانت تجلس أمامه قبل دقائق والحاصلة كما عرف على شهادة دكتورا في التربية الخاصّة والتي كان قد أخبرها عن حالة إيمان بالكامل وشرح لها كلّ التفاصيل المنقوصة التي يعرفها هو منذ قليل

في الحقيقة هو قد أمضى الليل حائرا بالطريقة المثلى التي عليه أن يتّبعها ويتصرّف معها بها، ورغم أنّه قد قرأ حول الدسلكسا الكثير إلّا أنّه أيضا أراد أن يفهم أكثر عن الحالة، وبعد حيرة كبيرة ومشاورات كثيرة أجراها مع نفسه قرّر أخيرا أن يلجأ لمختصّ وبعد البحث والتمحيص اهتدى أخيرا لهذا المركز والذي منذ أن دخل إليه عرف أنّه إن شاء الله قد أحسن الاختيار

دقائق أخرى وكانت المسؤولة تدخل وتجلس على مقعدها خلف المكتب مقابلا له من جديد وبعد اعتذار مهذّب للمقاطعة الاضطرارية التي حدثت تنحنحت وابتدأت توضيحها له تقول: شوف يا دكتور محمّد، طبعا حضرتك زيّ ما قولتلي قرأت عن حالة مراتك وفهمت عنها حاجات كتير لكن انا برضو ورغم كده هشرحلك واوضّحلك أكتر علشان ما يبقاش في أيّ مجال لأي سوء فهم يخصّ الحالة

بامتنان هزّ رأسه وأشار لها لتبدأ الكلام وأصغى بكلّ اهتمام وانتباه: أوّلا وقبل كلّ شيء خلّينا نتّفق على حاجة مهم جدا انّك تفهمها، الدسلكسيا يا دكتور محمّد بعكس ما كتير ناس بيظنّوا لا هيّ تخلّف ولا غباء، بالعكس الأشخاص المصابين بعسر القراءة وده طبعا هوّ التعريف التوضيحي للكلمة بيبقى عندهم ذكاء طبيعي، وغالبا بيسجّلوا كمان درجات مرتفعة أعلى من الناس العاديين باختبارات الذكاء

موافقا هزّ رأسه بإقرار، فيما شابكت المرأة أصابع كفّيها ببعضهما بينما توضّح له وتقول: لو دوّرت عن معنى عسر القراءة او الدسلكسيا حرفيا هتلاقي معناهاصعوبة قراءة الكلمات المكتوبة، الأطفال المصابين بيتأخروا بالقراية بشكل عامّ بيبقى عندهم صعوبات في تعلـُّم وحفظ الأبجدية، تأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الحروف أو الكلمات أو الجمل، زيّ مثلا انّهم ممكن يقلبوا مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدل نبات، أو يحذفوا بعض الحروف، أو يسبدلوها مثلا ممكن يقروا ندى بدل نادى، أو حتّى ممكن يحذفوا مقطع كامل من الكلمة، ووارد برضو يشقلبوا الحروف فيقولوا قلب بدل قبل، وعبد بدل بعد، دول حتّى ممكن يضيفوا كلمات مش موجودة أصلا في النص يعني ممكن لو كانت الجملة( سافرت بالطائرة ) يقروها ( سافرت بالطائرة إلى أمريكا) وفي غير كده أغلاط كتير الفكرة بقى إنّهم ما بيبقوش شايفين الكلمة زيّ ما احنا بنبقى شايفينها، عشان تركيبة دماغهم بتبقى مختلفة عن الطفل السوي، وده غالبا بيبقى فيه عامل وراثي

قطّب محمّد ما بين حاجبيه وهو يدرك معنى هذه المعلومة وبشكل ما توقّع أنّ هذا كان سبب أساسي لتأخّر إيمان بالزواج وسبب جديد لكره والدتها لها ولجيناتها الوراثيّة من جهة والدها

أمّا المسؤولة فكانت تكمل شرحها له قائلة: منطقة اللغة بالمخ عند الأشخاص المصابين بعسر أو عجز القراءة في النصف الأيسر من المخ، بيبقى عدد خلاياها أصغر و أقل في عدد خلاياها عن الشخص العادي ده غير إن النشاط الكهربائي فيه بيختلف بصفة جوهرية عن النص التاني كمان

صمتت المسؤولة أخيرا فاستوضحها للمزيد قائلا: هل الخلل ده بيأثّر بسّ على القراية والكتابة ولّا بيبقى ليه آثار جانبيّة تانية؟

أسندت المرأة ظهرها على كرسيّها وأجابته موضّحة: أكيد طبعا مصابين الدسلكسيا ممكن جدّا يبقى عندهم بعض السلوكات اليومية المختلفة اللي ممكن تبقى حضرتك مثلا لاحظت بعضها على المدام، زيّ مثلا عدم قدرتهم على حفظ تسلسل الأشياء، أو عدم قدرتهم على تمييز اليمين من الشمال، عدم مقدرتهم على استيعاب مجموعة أوامر مع بعض، ممكن مثلا تواجههم صعوبة بأداء المهمات اللي بتحتاج تنسيق وتناغم زيّ عمل رباط الجزمة ولا عمل الزراير، ممكن جدّا ما يفهموش النكتة لو بتعتمد على تلاعب بالكلمات، هتلاحظ كمان انّ بعضهم عندهم صعوبة بالتركيز على سماع قصّة أو حتّى تلخيصها

ألم كبير كان يضرب صدر محمّد وهو يستمع لكلمات المسؤولة وشعور عارم بالذنب كان يجلد روحه بسياط التأنيب، بينما ذاكرته تعود به للعديد من المواقف التي تؤكّد ما كان يقال

دون أن يشعر وجد نفسه يتذكّر ذلك اليوم الذي أخذت إيمان فيه تصف لشاب طريقه في النادي وظنّها يومها تتلاعب به بإعطاءه توجيهات خاطئة، أمّا ذكره ضياعها هي وتوهانها عن المنزل فكان أشدّ إيلاما لنفسه لا سيّما وهو يتذكّر تلك الطريقة التي وبّخها بها بقسوة يومها، أمّا حالة التشتّت التي انتباتها بالمطبخ الذي كان يعيث بالفوضى فقد باتت مفهومة جدّا له الآن

كيف، كيف لم يخطر له انّ هذه كلّها علامات تقوده لأمر كبير، أنّها ليست إلّا دلالات لمشكلة حقيقيّة تعاني زوجته منها

وفجأة وجد نفسه يتذكّر ذلك اليوم بمحلّ الحلوى وكيف أمسكت بذراع الرجل دون أن تشعر، فنظر إلى المسؤولة وسألها قائلا: دلوقت يا دكتور حضرتك كنت قولتي انّ من أهمّ أسباب علاج أو التكيّف مع الحالة دي هيّ الاكتشاف المبكّر وانّ في ناس كتير رغم اصابتهم بالدسلكسيا إلّا انّهم كمّلوا حياتهم بشكل عادي وطبيعي جدّا وبقول ناجحين جدّا سواء أدبيّا ولّا حتّى علميا وأكاديميّا

هزّت المرأة رأسها موافقة وقالت: ده صحيح

حينها أكمل هو استفساره المقلق قائلا: طب لو ده ماحصلش النتيجة بقى هتبقى إيه؟

نظرت إليه وأجابته وضيق واضح يرتسم على ملامحها: المصابين بالدسلكسيا يا دكتور محمّد بيحتاجوا دعم نفسي ومعنوي كبير، بيبقوا محتاجين كلّ الدعم والرعاية اللي ممكن الأهل يقدّموهلهم، مهمّ جدّا يستوعبوهم ويفهّموهم ايه هيّ طبيعة مشكلتهم ويفهّموهم انّهم لا همّ أغبيا ولا حتّى أقلّ من غيرهم، بالعكس همّ بيتفوّقوا عليهم بحاجات كتير، لكن للأسف في أهل ما بيستوعبوش ده في منهم انكار وفي منهم جهل، والنتيحة انعدام المصاب لثقته بنفسه، تدني في احترام الذات، مشاكل سلوكية وقلق، غير طبعا العدوانية والانسحاب من الحياة الاجتماعية وفي منهم ممكن تبدأ عندهم حالة من الكآبة أو فرط الحركة، أو سلوكات اضطرابية تانية كتير صعبة الحصر

بانهزام شديد وضع محمّد مرفقيه فوق ركبتيه ودفن وجهه بإجهاد وألم بين كفّيه ممّا جعل المرأة تشفق عليه وتقول: الدسلكسيا يا دكتور محمّد مش نهاية الدنيا، ولا فيها انقطاع للأمل، انا فهمت من اسئلة حضرتك ومن اللي كنت قولتهولي سابقا عن طبيعة العلاقة بين المدام ومامتها انّها بتعاني من اضطرابات معيّنة، ونصيحتي ليك أوّلا هيّ التأهيل النفسي، وانا ممكن أدّي لحضرتك اسم دكتور مختصّ في حالات زيّ حالة المدام بتاعتك، وثانيا وهوّ الأهمّ هوّ التركيز على الدعم اللي ممكن حضرتك تقدّمهولها، التعويض لكلّ نقص بتعاني منّه، مطلوب من حضرتك كمان تلاقي حاجة تشغل عقلها بيها، موهبة ولا هواية تحقّق ذاتها من خلالها، هيّ لازم تفهم انّ التعليم الأكاديمي مش درب النجاح الوحيد بحياتها، الأشخاص اللي بيعانوا من الدسلكسيا غالبا بيبقى عندهم مواهب ابداعية كامنة ممكن جدّا يتميّزوا بيها

بحماس هزّ رأسه وأجابها: فعلا اللي اعرفه انّ إيمان بترسم هيّ طبعا مش مؤمنة بأهميّة موهبتها لكن أهي بداية

بابتهاج شجّعته المرأة قائلة: دي مش بسّ بداية دي بداية مشجّعة جدّا كمان انت ممكن تبدأ معاها من هنا، ازّاي تنمّي موهبتها وتشتغل عليها

بحيرة ورفض غير واعي للواقع سألها: طب بالنسبة للقراية يا دكتور؟

تغضّن جبين المرأة وقالت: بصّ يا دكتور محمّد انا هبقى معاك صريحة، كلّ ما تأخّر المصاب بالعلاج كلّ ما بقى الوضع أصعب وممكن مستحيل كمان، لكن ده لا يمنع من المحاولة ده طبعا لووو المدام كان عندها الرغبة والحافز انّها ترجع وتتعلّم، احنا عندنا برنامج تدريبي ممكن يفيد المدام إلى حدّ ما لو كان هيّ عندها الرغبة والإرادة، وفي الحالة دي احنا ممكن نوصل معاها لنتيجة مرضية بحيث انّها على الأقل تقدر تكتب وتقرا بشكل طبيعي ومرضي وكمان

.................................................. .................................................. ....


يتبع هنا
https://www.rewity.com/forum/t402401-631.html