آخر 10 مشاركات
237 - عاصفة الصمت - بيني جوردن (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          22 - ضربة شمس - اليزابيت اولدفيلد - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          النمرة الشرسة (29) للكاتبة المُذهلة: وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) *كاملة & مميزة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-19, 01:00 AM   #6831

دندراوي

? العضوٌ??? » 429073
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » دندراوي is on a distinguished road
افتراضي


براحتك نيفو😍😍😍 احنا في انتظارك

دندراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:07 AM   #6832

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

waiting
waiting


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:12 AM   #6833

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
Elk

حبيبي نيفو هدخل انام واقراه باكر ان شاء الله تعالي و انا بفطر مع تمنياتى بالتوفيق هنام احلم بيهم

رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:22 AM   #6834

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 425 ( الأعضاء 211 والزوار 214)




‏موضى و راكان, ‏شهرزاد 11, ‏butterfly.z, ‏زهرةالكون, ‏الزهراء الجميلة, ‏ارض اللبان, ‏ترانيم الهدى, ‏Esraaahmed, ‏suzan11, ‏صمت الهجير, ‏ماما حسوني, ‏Aya youo, ‏samar mohammd, ‏Fay~, ‏Agadeer, ‏AdamDado, ‏rihab91, ‏احلام الوردي, ‏a girl, ‏hayat mohamed, ‏E94b, ‏Cecilia, ‏rasha emade, ‏bambolina, ‏طوطه, ‏خلود hr, ‏remasa997, ‏ندى طه, ‏Diego Sando, ‏ام لمي ولارا, ‏Hadaldal, ‏د/عين الحياة, ‏الحب الأول, ‏om lnmm, ‏أنثى متمردة, ‏Eman rabeah, ‏princess sara, ‏Rody Husam, ‏Samasaja, ‏ghofrane ekvl, ‏samira bouanane, ‏maha elsheikh, ‏السَحَر, ‏Sususweet, ‏هبه رمضان, ‏Manal1995, ‏ليل سوسو, ‏العزوف 22, ‏nashwaalsaeed, ‏alan, ‏rannar, ‏eyes magic, ‏حنان ياسمين, ‏Mai shahin, ‏دانة م, ‏فريدة يحيى, ‏Hagora Ahmed, ‏تويتى تويتى, ‏hhanen, ‏Layal18, ‏غرام العيون, ‏كاراميلا, ‏جعلنى عاشقه, ‏رهف ااحمد, ‏lanlon1, ‏مريم المقدسيه, ‏angela11, ‏ام يوسف سعيد, ‏فاطمة توتى, ‏دندراوي, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏sun rise95, ‏métallurgier, ‏عطر عطر, ‏بلاكو, ‏خفوق انفاس, ‏pearla, ‏لولو73, ‏محمد وغزل, ‏do3a, ‏رانيا صلاح, ‏oum nadjib, ‏Essonew, ‏Totaty, ‏Esraa Yosef, ‏Time Out, ‏الظبي اللعوب, ‏محبة ريم, ‏rere87, ‏Ghufrank, ‏طلسومه, ‏مخبرية, ‏شيري صابر, ‏Iifoo321, ‏لولة العسولة, ‏hapyhanan, ‏ياسمين نور, ‏Dreamdida, ‏afnan saleh, ‏ابن الشام2, ‏mama roca, ‏نورسه, ‏Safo85, ‏karima seghiri, ‏جنات مصطفي, ‏Ebtesam98, ‏ouertaniradhia, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ساره سرسوره, ‏ام سليم المراعبه, ‏33Zain, ‏ورد الحياة, ‏ريما اشرف, ‏الروح الهائمه, ‏ياسو10, ‏Sillvia Fawzy, ‏alyaa elsaid, ‏Zohaerl, ‏lama., ‏Batatss, ‏rosetears, ‏ghdzo, ‏miromaro, ‏nur vattar, ‏!!!Atheer, ‏إدارية, ‏ساره طلب, ‏علياء نبيل, ‏Mahmou, ‏ph fatma, ‏fiath, ‏Sofi 995, ‏seham26, ‏نبيله محمد, ‏Agaiaa, ‏Yara kamar, ‏Khawla s, ‏سماح الطيبة, ‏zoza amin, ‏ام الانس, ‏halimayhalima, ‏rowdym, ‏toto2009, ‏amoaasmsma, ‏abir alami, ‏eman hamid, ‏samaaaaaa, ‏ضحى, ‏دلال الدلال, ‏سوزان محمد احمد, ‏ايالا, ‏shimaa saad, ‏شيماء عبده, ‏taheni, ‏Ino77, ‏هوس الماضي, ‏buthaina8, ‏sonia16, ‏Nahla000, ‏ألين ♡, ‏nasmat ba7r, ‏بنان قنيري, ‏Queen of mercy, ‏samam1, ‏michacho, ‏سلسبيل 31, ‏yawaw, ‏اسراء5, ‏بيبو هبه, ‏walaaqasim, ‏ميمو كوكي, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏Hiba Zaher, ‏kamsed, ‏Fatma Mahmoud 99, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏بنت سعاد38, ‏هديرخلف علي, ‏اميرة85, ‏اماني حسام, ‏مجد صالح, ‏Ho.pe, ‏dina naguib, ‏حلا هشام, ‏هبوش 2000, ‏leria255, ‏laila hamad, ‏Oya_a, ‏ام احمد 22, ‏myryam, ‏Roha15, ‏lasha, ‏hammam, ‏shams ali, ‏nadia1996, ‏samarezat, ‏asmasos, ‏Fatmaahmed, ‏ريتاج القلب, ‏butter fly, ‏نور قمر, ‏ام فارس 19, ‏Mrs.dark, ‏رانيا م, ‏مملكة الامل




موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:26 AM   #6835

أنثى متمردة

? العضوٌ??? » 386970
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 489
?  نُقآطِيْ » أنثى متمردة is on a distinguished road
افتراضي

نزلوا الحلوين شيء 🙄🙄🙄😍😍😍😘

أنثى متمردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:28 AM   #6836

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

سأبدأ بتنزيل الفصل حالا
اعتذر عن التأخير ولكن حتّى استطعت الاختلاء قليلا وانهاء المشهد


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:30 AM   #6837

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الثالث والثلاثون

يجلس بين المعزّين والجمود منحوت فوق محيّاه الفتيّ الّا من اختلاجة صدمة تنبض داخل عينيه لا يراها إلّا من هو شديد المعرفة به كوالده الذي يجلس بالقرب منه بملامح تشابه ملامح ابنه بجمودها وإن لم تخلُ عيناه هو الآخر من عواصف من نوع خاصّ

كتف بكتف كانا يجلسان فيما كلّ منهما هائم في ملكوت خاصّ من الأفكار والمخاوف

رغم كلّ ما أظهره اليوم من صلابة كان الصارم يرتعد داخليا ومنظر جدّته وهي تحتضر وتنازع لمفارقة روحها يُعاد بذاكرته في كلّ حين وبكلّ تفاصيله، ما أشقاها وأصعبها من معاناة لو تعلمون!!

لقد ماتت أمامه وبين ذراعيه، صوتها تشهق وتنتفض بينما تقبض على ذهبها الذي ترتديه متمسكة به حتّى اللحظات الأخيرة كان موجعا بالنّسبة إليه، شعوره بالعذاب الذي ألمّ بها يكاد يقتله، أصبعها الذي أصرّ على التشبّث بمتاع الدنيا رافضا أن يرفع ولو لمرّة لأداء الشهادة يبكيه دما ويحرق قلبه ألما

يقبض كفّة على جانب مقعده بقوّة بمرارة فهي جدّته، جدّته التي ربّته وتعبت عليه رغم كلّ شيء

لقد أمرها بالشهادة بحقّ الله، لقد منّ عليه الله وأنطقه رغم سنّه الصغير بأن يقوم بتلقينها الشهادة، ولكن أنّى لها أن تفعل وقد عاشت وماتت وهمّها كلّه بالمال

لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، اللهمّ اغفر لها يا رب وارحمها واعفُ عنها

صوت والده يطلب من أخيه نبراس بأن يقوم بسكب القهوة وتقديمها لبعض المعزّين الذي وصلوا توّا قاطع جحيم أفكاره لينتشلها منه أخيرا تذمّر الأخير وهو يتمتم له قائلا: هسّة جدّتك إنت اللي ماتت أنا شو دخلني أضل رايح جاي أوزّع إشي تمر وإشي قهوة وياخوفي آخرتها تحكولي لمّ الزبالة

ابتسامة خفيفة داعبت فمه بينما يخبر أخاه: معلش شويّ بسّ يروحوا زملائي بقوم أنا بساعدك

بغيظ أجابه نبراس: وليش بسّ إنت اللي تساعدني؟

بغير فهم أجابه صارم: ولاد خوالي صغار

بغيظ وبطرف عينه أجابه أخوه: وشو بالنسبة للاخ؟

نظر صارم إلى حيث يشير أخوه ففهم أنّه يقصد أخاه لأمّه البالغ من العمر اثنا عشر عاما والذي كان يجلس بجانب والده فيبدوان كلاهما نسخة من الكِبر والعنجهيّة والغطرسة، فابتسم ساخرا وأجابه: الأخ بدّه مين يخدمه

عندها خرج والدهما عن صمته ونهرهما كليهما قائلا: التهي بحالك إنت وهوّ الواحد بيقدّم قيمته وبيعكس تربيته ومبادؤه والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يخدم ضيفه ولّا حضرتك سيّد نبراس أحسن منّه!

باندافاع أجابه نبراس: أكيد لأ بس هدول مش ضيوفي وخاصّة هاد!!

عندها نهره الكاسر وقد ابتدأ يفقد حلمه وقال: ضيوف أخوك ضيوفك انكتم وروح قدّم القهوة

متمتما غادرهما نبراس فقال والده ضائقا: استغفر الله هالولد إذا ما طلّع روحي ما بيرتاح

بمحبّة ودفء قال الصارم: بعيد الشرّ عنّك

بحنان نظر له والده وطبطب عليه قائلا: كيف صرت؟

قالها الكاسر ولا يزال مظهر ابنه الفاقد للحياة عندما ذهب هو إليه ليلة الأمس قبيل الفجر بساعات ما إن اتّصل به يخبره بوفاة جدّته يؤلمه، لا يزال انفجاره بالبكاء فجأة ما إن وصل إليه واحتضنه يعتصر قلبه

يعترف أنّه موقف صعب جلل على ولد بعمره وكم هو فخور به وهو يراه اليوم يقف رجلا بين الرجال فيتلّقى العزاء بجدّته مع أخواله وأخوال والدته

صوت ابنه متمتما بالحمد أراح قلبه قبل أن يسأله تاليا: شُفت إمّك؟

صمت ابنه قليلا وقست ملامحه لوهلة قبل أن يقول: يعني

بصلابة أجابه: كيف يعني يعني؟

أدار وجهه متهرّبا من نظرات والده فماذا سيخبره ولا شيء هناك ليقال في الأمر، هل يخبره مثلا عن صدمته برؤية والدته ومعرفته بأنّها قد قرّرت أخيرا المجيء للأردن من بعد سنوات من الانقطاع لتدفن والدتها وهي التي لم تبالي بزيارتها وهي حيّة رغم علمها بوضعها الصحيّ غير المستقرّ، هل يخبره كيف وقفت أمامه ذاهلة وخاله يناديه باسمه وكأنّها ظنّت أنّها ستراه كما تركته خلفها قبل أعوام، هل يصف له كيف وقفت أمامه حائرة لا تعرف كيف ستسلّم عليه فيخلّصها هو من حيرتها ويمدّ يده مصافحا إيّاها من بعيد ومرحّب بها كما لو كانت امرأة ذات قرابة بعيدة مكتفيا بأن يقول لها ببرودة يجيدها

"حمد لله عسلامتك"

قبل أن يتركها وراءها واقفة على ذات صدمتها ليتجاهل من بعدها أيّ لقاء بينهما الأمر الذي سهّله العزاء وترتيباته!

صوت والده جاءه من جديد منبّها: صارم افهم عليّ منيح، إمّك لو شو ما صار بتضلّ إمّك، جنتك ونارك، على قد ما تقدر اضغط على حالك وارضيها

على صمته بقي صارم لعدّة دقائق قبل أن يأخذ نفسا عميقا ويهمس قائلا: ان شاء الله خير

راضيا بإجابته صمت هو الآخر بينما عيناه تجولان بداخل المكان من حوله تتفحّصان الوجوه وتقرآن العيون دون هدف محدّد أو نيّة مقصودة، إلى أن توقّف أخيرا بنظراته على زوج أمّ صارم التي باتت تكنّى الآن بنكران لبكرها الحقيقيّ "أم مسعود"، فيجفل داخليا دون أدنى ردّة فعل صريحة على وجهه وهو يكتشف أنّه هو الآخر ينظر إليه بفجاجة صريحة... متحدّية

رغما عنه ارتسمت ابتسامة استهانة ساخرة على فمه، لم يخطّط لها ولكنّها ببساطة ظهرت فمن هذا الغبي الذي يجاهره الوقاحة بهذه الطريقة الصريحة!!

تشنّجت ملامح الرجل فانتبه الكاسر لسخافة الموقف فابتعد بعينيه ببساطة عن الرجل ممّا أثار استغرابه هو شخصيّا ليدرك حينها فقط أنّ السنون فعلت فعلتها به و... روّضته دون أن يشعر، فمنذ سنوات لربّما موقف كهذا كان ليستفزّه ليفتعل مشكلة كبيرة، ولكنّه الآن وجد نفسه وبلحظة من منطق يفكّر أنّ هذا الرجل لا يعني له شيء ولا يحرّك في أعصابه شعرة لكيّ يضيّع عليه شيئا من وقته وطاقته، وبلحظة أخرى من جنون لا يشابه المنطق الذي كان وجد نفسه يتساءل ترى لو كان زوج لميس -الذي أقرّت أن لم يلمس جسدها غيره رجلا ناعتة إيّاه أمامها "بزوجها"- ترى هل لو كان حيّا ورآه يوما أكان ليكون حينها على ذات البرود والتجاهل؟!

ابتسامة مريرة كانت هذه التي ارتسمت على وجهه هذه المرة فإن كان الآن وفي هذه اللحظة يودّ لو يقتلعه من قبره ويلملم عظامه ليسحقها ويبعثرها من جديد وربّما لكان أيضا قام بحرقها ليذيقه من جديد طعم النار التي قام بحرقها بها!!

"أنا صحيح تهاونت كتير.. خنت زوجي ومن قبلها خنت نفسي وديني... لكن قسما بالله العظيم بعمري ما حد لمسني إلّا زوجي... وإنت..."

كلماتها لا تزال تتردّد في ذهنه بين كلّ لحظة وأخرى، عند كلّ نزغة شيطان، عند كلّ فكرة، عند كلّ اشتعال، فيكاد حينها يسمع صوت انطفاء النيران وهي تموت تحت رشقات كلماتها أو... تكاد، ولولا جنون الفكرة لكان أقسم أن رائحة النيرانالخابية تداعب بالفعل خياشيمه!!

"اطّلع علي واسمعها منّي منيح هالمّرة يا كاسر لإنّي مش راح أرجع أعيدها مرّة تانية... أنا مش عاهرة... ولو حكيت عنّي هيك مرة تانية أو لمّحت مجرّد تلميح لهيك إشي، بعمري ما راح اسامحك صدّقني يا كاسر بعمري!!!"

حمقاء!!

وكأنّه كان يحتاج لتهديدها كي لا يفعل!

لا تعرف أنّه لولا نارٌ كانت تصطلي بروحه.. لولا مسّ من جنون جاس في عقله... لولا عجزه عن سؤال يحزّ رجولته... ولولا الكثير من الاعتبارات لما حُشر بزاوية الضابط المحنّك الذي يستطيع استنطاق أيّا من يريد -خالعا عنه ثوب الزوج الغيور- ودون حتّى أن... يسأل!!

مقاطعا استرسال أفكاره جلس نبراس بجانبه حاشرا نفسه بكرسيّ بينه وبين أخيه، ثمّ أخبر صارم قائلا: خلصت القهوة

ببرود مستفزّ أجابه الآخر: روح عندهم عالبيت وخلّيهم يعطوك

بغيظ وقف يسأله قائلا: من مين أطلب؟ البنت اللي شبه السحليّة؟

احتدّت ملامح الصارم بسرعة والتفت إلى أخيه هاتفا: نبراس احترم حالك!

أمّا الكاسر فحدج ابنه بنظرة مقرّعة وقال له ناهرا: إنت بتروح هناك تقضي غرض ولّا تعاين هاي وتوزّن هاي؟

بسخط تناول نبراس البرّادات من جديد يتمتم متذمّرا: لا حول ولا قوّة إلّا بالله كلّ هاي الموشّح عشان حكينا سحليّة لو حكينا لا سمح الله حلوة ولا صاروخ شو كان عملوا فينا!!

صوت أخيه صارما ينادي باسمه أوقفه فالتفت إليه ليجده يقترب منه ويأخذ منه ما بيده ويخبره بإيجاز قائلا: مشكور تعبناك معنا تفضّل هناك اتجبصن مكانك زيّك زيّ الأخ اللي متعّب نفسيتك!!

بابتسامة ماكرة أجابه مدّعيا الجدّيّة: له يا زلمة خلّيك مرتاح انا بجيب القهوة

متجاهلا إيّاه إلّا من نظرة زاجرة غادر مخلّفا إيّاه وراءه ليعود للكرسيّ بجانب والده ليجلس عليه مختالا وينظر لـ"منحوس" الجالس مقابلا له بابتسامة متغطرسة!!

رنين جرس هاتفه أخرج الكاسر من دوّامات أفكاره فأخرجه ونظر للمتّصل لينظر للاسم للحظات متأمّلا قبل أن يفتح المكالمة ليردّ... عليها

"السّلام عليكم"

لميس بصوت هادئ متماسك

"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... كيفك؟"

أجابها بصوته الجامد

"الحمد لله"

معتادة على فظاظته لم تبالي بها فسألته باهتمام حقيقيّ

"صارم كيفه؟ كيف نفسيته"

"وحش ما بينخاف عليه"

تعلم بكونه ليس بخير كما يقنعها أبوه فأجابته

"الله يصبّر قلبه ويرحم جدّته ويغفرلها ويسكنها فسيح جنّاته"

لحظة من صمت ثمّ أتبعها

"خير ليش متّصلة بدّك إشي؟"

"اممم بدّي أعرف متى بدّك تيجي توخدنا"

قطّب الكاسر للحظة ثمّ سألها

"آوخدكم وين؟"

صمت هي هذه المرّة ثمّ أجابته بصوت أكثر تأنيّا

"لعندكم على العزا"

بصدمة سألها

"ليش ان شاء الله؟"

باستغراب وضيق أجابته

"كيف ليش كاسر؟ واجبنا نعزّيه لصارم لازم نواسيه ونحسّسه إنّه احنا فعلا أهله وإنّه إحنا حاسّين فيه، بعدين العنود أخته زيها زي نبراس ولّا ناسي، وعفكرة كمان خالتو إم كاسر حكت معي وقالتلي إنّها هيّ كمان رايحة مـــــ...."

بنفاذ صبر قاطعها قائلا

"بس بس الله أكبر إذا انفتحتُ ما بتعرفوا تسكتوا!!"

همست لميس بإحراج

"سوري انفعلت شويّ"

صوتها خرج ناعما رقيقا أنثويّا بشكل أهلكه، أذاب بعضا من جليد يحيط بصدره فأخذ نفسا عميقا ليتمالك نفسه ولكنّه بالنهاية لم يمتلك إلّا أن... ينجرف فأجابها بعد لحظة متعمّدا استفزازها بينما يقوم من مكانه مغادرا المكان ليبعد بمشاعره وأحاسيسه وتلك الدوّامة من فوضى المشاعر التي تعتريه

"بسّ مرتي الأولى هون!"

صمتت لميس للحظة بقهر فهي تعلم أنّ أمّ صارم كانت اختياره هو وأنّه تزوّجها عن... حبّ، وهي رغما عنها أنثى تحبّ زوجها وتعشقه، فأجابته بصوت مبحوح من أثر العاطفة ممّا زاده دلعا وغنجا

"اذا كنت عم بتحمّل طليقتك -قالت الكلمة الأخيرة بتشديد- التانية أمّ نبراس والعنود ونمر، اشي زيارات واشي مكالمات رغم النار اللي بتكون عم تكوي صدري، ما بدّي أقدر أتحمّل طليييقتك الأولى أمّ صارم!! ومتل ما بيقول المثل كرمال عين تكرم مرج عيون"

بعبث ظهره بعينيه دون صوته سألها

"ومين العين"

صمت قصير تبعه صوتها مقهورا ومغتاظ

"مين يعني أكيد صارم... ونبراس والعنود ونمورة حبيب لمّوسة!!"

صمت الكاسر هذه المرّة للحظات طويلة مدركا لغيظها عاجزا عن متابعة الحوار خائفا من ذلك الضعف الذي قد ابتدأ يقوّض حصون غضبه، ويسعّر من شوقه لأيّام ماضية، أيّام كان يراها وللحقّ... الأسعد في حياته

صوتها متردّدا جاءه

"كاسر زعلت؟"

بصوت جامد سألها

"بتغاري؟"

"عمري ما عرفتها.. إلّا معك"

"شُفتي قدّيش بتوجّع... وبتقهر!"

دمعة شديدة الثقل نزلت من زاوية عينها ثمّ بصوت مختنق متحشرج أجابته

"كرمال خاطرك كل الوجع بيهون... أنا بحبّك يا كاسر وما بتتخيّل عشانك قدّيش مستعدّة أتحمّل"

صمت ولم يجب فصمتت هي أيضا إلى أن قال أخيرا بصوت مثقل باليأس

" شويّ وبطلع من هون تعبان كتير راح آجي أنام ساعة ولا ساعتين وبعدين بنرجع كلنا عالعزا"

..................................

على باب بيت جدّته المفتوح وقف الصارم بشكل جانبيّ غاضّا من بصره يفصل بينه وبين النسوة بالداخل ممرّ واسع مفتوح يمرح عند درجه بعض من أبناء أخواله الصغار وأقاربهم فنادى أحدهم وطلب منه أن ينادي له على... براء

لا يعلم لِمَ ولكنّها وحدها في هذه العائلة من بعد جدّته رحمها الله من يشعر أنّها... أنّه... أنّهما... قريبان

دقائق قليلة وكانت الصغيرة تقترب منه بخطوات صغيرة، شاحبة المحيّا، حمراء الجفنين جاحظة العينين، تملّس بيدها فوق البلوزة الجديدة التي ترتديها، بلوزة رماديّة مطرّزة بخيطان صوفيّة برسمات طفولية باللونين الأخضر والأحمر والأسود، طويلة واسعة كان قد اشتراها لها في ذلك اليوم بعد أن رآها تكتب للأطفال واجباتهم لتحصل على بعض المال، وبينما يراها ترتديها الآن يتساءل بينه وبين نفسه لماذا لم يختر لها البلوزة الورديّة الأخرى من ذات الطراز، أكان يشعر بعزاء قريب أم هو ببساطة وجدها أنسب لطبيعة حياتها، أم تُراه استشعر بحدسه... ما ستكون عليه حياتها

وقفت براء أمامه ونظرت إليه متساءلة بنبرة لا تليق بمن هنّ في مثل عمرها: بدّك قهوة؟

دون أن يجيبها أخذت عيناه تتأمّلان في مظهرها فيجفل وهو يجد روحه تنتفض بقوّة اختضّ لها جسده، فمظهرها الشاحب الكئيب... الحزن الشفيف في نظراتها... الاختناقة التي استشعرها في صدرها... لم تكن إلّا انعكاسا مطابقا تماما لكلّ ما يعتريه... كلّ ما يشعر به... كلّ ما يقتله... ويخفيه

فجأة أحسّ بأنّه أمامها شفّافٌ عاري ومكشوف... ارتعد جسد الصارم رغما عنه... فابتعد عنها دون أن يشعر خطوة... هذه الفتاة... الطفلة... خطر من نوع غير ملموس... من النوع الذي يضعفك دون أن تقدر على مجابهته ساحبا منك فقط كلّ ما تمتلكه من قوّة، من مكانه ودون أن يجيب مدّ لها يده بالبرّادات فنظرت حينها إليه نظرة أشدّ بؤسا، نظرة مستعطفة، إلّا أنّه غضّ طرفه وأمرها بغلظة: خلصيني ليش واقفة! الزلام بستنّوا يّلا بسرعة خلّيهم يعبّوهم وابعتيهم مع أيّ حد من أخوانك

بأسى وبصمت هزّت رأسها بطاعة إلّا أنّه سرعان ما استوقفها قائلا: براء

لتلتفت هي إليه بلهفة فأمرها من جديد بغلظة: لا تطلعي لأيّ حدّ بدّه إشي إلّا لو كنت أنا... ولّا أحكيلك يفضّل ما تطلعيلي أنا كمان

هزّة رأس بسيطة بنظرات ميتة مرّة أخرى كانت هي إجابتها

.................................................. ..................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:32 AM   #6838

samar mohammd
 
الصورة الرمزية samar mohammd

? العضوٌ??? » 396381
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » samar mohammd is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انتظرتك بـ أمل في قلبـ♥ ـي .. ان تقتحم تلك السدود لتترأس أنت فوقها،، وتقل ها انا.. انتصرت وفزت بــقلبــ♥ــك وحطمت احجاره،، لكنها فقط #أحلام
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 428 ( الأعضاء 211 والزوار 217)
‏samar mohammd, ‏دندراوي, ‏Batatss, ‏ارض اللبان, ‏AdamDado, ‏الزهراء الجميلة, ‏Esraa Yosef, ‏bambolina, ‏suzan11, ‏صمت الهجير, ‏موضى و راكان, ‏شهرزاد 11, ‏butterfly.z, ‏زهرةالكون, ‏ترانيم الهدى, ‏Esraaahmed, ‏ماما حسوني, ‏Aya youo, ‏Fay~, ‏Agadeer, ‏rihab91, ‏احلام الوردي, ‏a girl, ‏hayat mohamed, ‏E94b, ‏Cecilia, ‏rasha emade, ‏طوطه, ‏خلود hr, ‏remasa997, ‏ندى طه, ‏Diego Sando, ‏ام لمي ولارا, ‏Hadaldal, ‏د/عين الحياة, ‏الحب الأول, ‏om lnmm, ‏أنثى متمردة, ‏Eman rabeah, ‏princess sara, ‏Rody Husam, ‏Samasaja, ‏ghofrane ekvl, ‏samira bouanane, ‏maha elsheikh, ‏السَحَر, ‏Sususweet, ‏هبه رمضان, ‏Manal1995, ‏ليل سوسو, ‏العزوف 22, ‏nashwaalsaeed, ‏alan, ‏rannar, ‏eyes magic, ‏حنان ياسمين, ‏Mai shahin, ‏دانة م, ‏فريدة يحيى, ‏Hagora Ahmed, ‏تويتى تويتى, ‏hhanen, ‏Layal18, ‏غرام العيون, ‏كاراميلا, ‏جعلنى عاشقه, ‏رهف ااحمد, ‏lanlon1, ‏مريم المقدسيه, ‏angela11, ‏ام يوسف سعيد, ‏فاطمة توتى, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏sun rise95, ‏métallurgier, ‏عطر عطر, ‏بلاكو, ‏خفوق انفاس, ‏pearla, ‏لولو73, ‏محمد وغزل, ‏do3a, ‏رانيا صلاح, ‏oum nadjib, ‏Essonew, ‏Totaty, ‏Time Out, ‏الظبي اللعوب, ‏محبة ريم, ‏rere87, ‏Ghufrank, ‏طلسومه, ‏مخبرية, ‏شيري صابر, ‏Iifoo321, ‏لولة العسولة, ‏hapyhanan, ‏ياسمين نور, ‏Dreamdida, ‏afnan saleh, ‏ابن الشام2, ‏mama roca, ‏نورسه, ‏Safo85, ‏karima seghiri, ‏جنات مصطفي, ‏Ebtesam98, ‏ouertaniradhia, ‏dr.marwaalsokkary, ‏ساره سرسوره, ‏ام سليم المراعبه, ‏33Zain, ‏ورد الحياة, ‏ريما اشرف, ‏الروح الهائمه, ‏ياسو10, ‏Sillvia Fawzy, ‏alyaa elsaid, ‏Zohaerl, ‏lama., ‏rosetears, ‏ghdzo, ‏miromaro, ‏nur vattar, ‏!!!Atheer, ‏إدارية, ‏ساره طلب, ‏علياء نبيل, ‏Mahmou, ‏ph fatma, ‏fiath, ‏Sofi 995, ‏seham26, ‏نبيله محمد, ‏Agaiaa, ‏Yara kamar, ‏Khawla s, ‏سماح الطيبة, ‏zoza amin, ‏ام الانس, ‏halimayhalima, ‏rowdym, ‏toto2009, ‏amoaasmsma, ‏abir alami, ‏eman hamid, ‏samaaaaaa, ‏ضحى, ‏دلال الدلال, ‏سوزان محمد احمد, ‏ايالا, ‏shimaa saad, ‏شيماء عبده, ‏taheni, ‏Ino77, ‏هوس الماضي, ‏buthaina8, ‏sonia16, ‏Nahla000, ‏ألين ♡, ‏nasmat ba7r, ‏بنان قنيري, ‏Queen of mercy, ‏samam1, ‏michacho, ‏سلسبيل 31, ‏yawaw, ‏اسراء5, ‏بيبو هبه, ‏walaaqasim, ‏ميمو كوكي, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏Hiba Zaher, ‏kamsed, ‏Fatma Mahmoud 99, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏بنت سعاد38, ‏هديرخلف علي, ‏اميرة85, ‏اماني حسام, ‏مجد صالح, ‏Ho.pe, ‏dina naguib, ‏حلا هشام, ‏هبوش 2000, ‏leria255, ‏laila hamad, ‏Oya_a, ‏ام احمد 22, ‏myryam, ‏Roha15, ‏lasha, ‏hammam, ‏shams ali, ‏nadia1996, ‏samarezat,


samar mohammd غير متواجد حالياً  
التوقيع
عرافة.. تراك في الفنجان
سينابون2
بين عينيك ذنبي وتوبتي
شظايا القلوب
رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:32 AM   #6839

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

بعد حوالي ساعتين

دخل الكاسر بيته ولم يجد في طريقه أحدا لا العنود ولا نمر ولا حتّى... هي، فاتّجه نحو غرفته مباشرة إلّا أنّ الصوت القادم من غرفة ابنته أثار انتباهه فوجد نفسه رغما عنه يقف أمام باب غرفتها ويطرق الباب منتظرا الإذن

صوت ابنته صدح عاليا معطية الإذن بالدخول وما إن فتح الباب حتّى تلقّى عند قدميه قذيفة مسرعة ابتسم وتلقّى ابنه وقذفه بين يديه عاليا عدّة مرّات مثيرا صخب النمر وصراخه الضاحك قبل أن يتلقّفه أخيرا محتضنا إيّاه بقوّة هامسا لأذنه وحده: اشتقتلك يا بطل

بقوّة لا تتناسب مع عمره ولا حجمه احتضن الطفل رأس والده وقال له: نمّولي ذلعان بابي

باستنكار نهره قائلا: بابي!!!

قالها ونظر للميس المتدارية خلف باب الخزانة موبّخا فأخذت تلك تنظر حولها كمن تبحث عن شيء أمّا العنود فقد قهقهت ضاحكة بينما تقترب من والدها الذي كان يزعق فعليا الآن: قلبتيلي الولد فافي وبيحكي بابي!!

ضحكة ابنته علت أكثر اثر كلمات أبيها الذي استدار إليها ليحتضنها مقبّلا جبينها قبل أن يسألها عن حالها: الحمد لله بس زهقااااانة الجوّ ملللل

باهتمام نظر لابنته قائلا: تروحي عند إمّك؟

بحنق زفرت وقالت: هناك ملل أكتر... بابا حبيبي بترجّااااك خدنا معك كم يوم عالعقبة منّه بنغيّر جوّ ومنّه بنشوفك أكتر والله اشتقنالك!!

رغما عنه اعتصر الألم قلبه والشفقة على حال أولاده المشتّت فزفر بضيق وأجابها: بابا حبيبتي يعني انتِ شايفة هسّة الوقت مناسب لهيك إجازة وأخوك جدّته لسّة اليوم متوفية

محاولة إقناعه أجابته: إحنا ما قلنا اليوم بسّ إنّه يعني قريبا

برفض أجابها قائلا: ولووو مش حلوة برضه لازم نراعي شويّ مشاعر أخوكي

عندها قرّرت تلك المتوارية خلف باب الخزانة التدخّل بينما تخرج له قائلة: بالعكس فرصة يغيّر جوّ ويرفّه عن نفسه!

عندها قفزت ابنته بحماسة قائلة: صح فعلا مزبوط حرام صارم لازم يعني نغيرله جوّ ولّا شو بابا؟

غافلا عن ابنته كان الكاسر يحدّق بتلك التي كانت تقف أمامه الآن وقد ابتدأت ببساطة تملأ بعضا من الملابس بكيس أسود كبير وكأنّها لم تقل شيئا، لم تتدخّل بالحوار ولا... ترتدي ملابسا لم يرها ترتدي مثلها منذ زمن طويل، بل تقريبا منذ أن تركا شقّة شقيقته!!

تأمّل الكاسر الفستان القطنيّ الرقيق الذي كانت ترتديه زيتونيّ اللون بوردات رقيقة بيضاء وبرتقاليّة، يلتفّ حول رقبتها العاجيّة الـ... مغرية بحبلين رقيقين معقودين معا من الخلف، كاشفا ذراعيها ببذخ راقي ويتهدّل فوق فخديها حتّى ما قبل الركبتين، أمّا ساقيها فمكشوفان تماما لناظريه يلتفّ حول كاحلها خلخال ذهبيّ رقيق وفي قدميها ترتدي خفّ منزليّ بسيط ذو لون ذهبيّ

دون أن يشعر وجد الكاسر نفسه يمسح عرقا ظنّه سال من فوق جبينه

صوت ابنته نزقا قاطع أخيرا تأمّله المخزي لزوجته لتنبّهه من غفلته: بابا!!

كمن صحى لتوّه من غيبوبة نظر لابنته ذاهلا وقال: نعم نعم

بقلّة صبر وأمل كبير سألته: شو قلت بابا شو رأيك؟!

دون تركيز أجابها: ان شاء الله خير

صوت هتافها الصاخب أعلمه أنّه دون أن يدرك أخطأ التعبير فنطق بما ظنّته موافقة، موقفا تهليلها سألها: شو هاد ليش هيك غرفتك مكركبة؟

عندها همدت ابنته وأبرقت عيناها وأجابته: اممم بصراحة بابا أنا نويت أعمل خطوة جريئة شويّ بس راح تكلفك كتير!

باهتمام رفع الكاسر عينيه وأجابها: الله يستر... خير شو قرّرتي؟

بابتسامة رقيقة ونظرة واثقة أجابته: قرّرت أغيّر ستايل لبسي يعني يا سيّد بابا، اللبس القديم كلّه راح ينحط بكياس ويتوزّع زيّ ما حضرتك شايف والخزانة بدها تتعبّى بلبس جديد يتماشى مع الستايل الجديد

باعتراض ورفض أجابها: يا سلاااام وشو لزومها الفلسفة هاي بالله؟ شكلها الإجازة ضربت مخّك ستّ عنود!!

بابتسامة متآمرة مكتومة نظرت العنود لزوجة والدها فابتسمت الأخيرة وأومأت لها مشجّعة فهتف ذلك الرابض بينهما غاضبا من تآمرهما: شو القصّة ستّ لميس شايفك مستغلّة غيابي عن البيت و بتخربي بولادي واحد ورا التاني، النمر حوّلتيه لبسّة والعنود الراكزة صارت تعرف الستايل وبدها تغيره كمان، الله يستر شو ممكن كمان لسة يطلع منهم، ما هو الحقّ عليّ أنا اللي تاركلك الحابل على الغارب

ما إن أنهى كلماته حتّى رأى كيف انكمشت اثر ما قاله واختفت التماعة الحماس من فوق مقلتيها، فزاد من جرعة الجلافة وكلّ ما فيها بدأ يغيظه حقّا: بعدين شو هاد اللي انت لابستيه، من إيمتى بتلبسي هيك بالبيت ولّا غاب القطّ العب يا فار

أجفلت لميس ألما من طعنات كلماته المتوالية وهي التي كانت قد استعادت بعضا من ألفة وسعادة غاربة بعد مكالمتهما، هي التي ظنّت أنّ قسمها بالطهر خفّف من وطأة إحساسه بالمهانة، فأحسّت كما يرقة تخرج من شرنقة العقاب والعذاب فلبست وتألّقت وفقط لكيّ تسرّ ناظريه

بطرف عينها نظرت لميس للعنود التي كانت قد ابتدأت تشعر باضطراب الأجواء من حولها فكتمت ألمها وتجاهلت تعمّده اهانتها، ثمّ أخذت نفسا عميقا تتدارك فيه ألمها قبل أن تبتسم له وتقول: الحقيقة أنا شفت القطط كلّها غايبة اليوم فقلت ألبس هاد الفستان لإنّه الدنيا كتير شوب وهوّ قماشته باردة، وفرصة ما في غير انا والعنود ونمر لإنّي أصلا ما بحبّ ألبس هيك قدّام نبراس وصارم... بخجل منهم

دون أدنى نيّة تذكّر صورها التي رآها فيها كيف كانت ترتدي قبل سنوات وأمام الكثيرين وليس فقط أمام مراهقين، فنظر إليها هازئا وابتسم رغما عنه بسخرية، فاضطربت حينها ملامحها أكثر وكُسرت عينيها بخزيّ

عيناه وآه منهما، بوابّة لجنّة يرفض أن تعبر من خلالهما، تأبيان إلّا أن تذكّراها دوما بخطيئتها، فتجد نفسها تتساءل في كلّ مرة أهذه من نعم الله أو لمحة من نقمته، أمن نعمته عليها أن سخّر لها من يذكّرها دوما بالذنب فلا تقع بالزلل من جديد أم نقمته منها لم تنته بعد فيجلدها بمكن يذكّرها فلا تهنأ بنعمة النسيان... لكن هل بحالتها النسيان نعمة أم نقمة؟

هي لا تعلم ولكنّها رغم ذلك موقنه أنّ أمر الله كلّه خير وأن صبرها على كاسرها أيضا إن طال أو قصر فهو أيضا ثواب وتطهير و... خير

من جديد أخذت لميس نفسا عميقا محمّلا بالقوّة التي شحنتها بداخل نفسها وخلال لحظات لا تعد، ثمّ نظرت إليه وأكملت قائلة وإن بصوت متهدّج وبينما تمشي نحوه الهوينى: أمّا بالنسبة لنمّورة فطبيعي يصير بسبوس ونعومي كمان طالما أبوه... الجلف... الخشن... ابو الزلومية وسيد المراجل غايب ومش موجود... بتعرف شو؟ أنا لو مكانك برجع عالبيت وبقعد على نفسنا وبرجّعنا نمشي على الصراط المستقيم... احنا هون ناس متسيّبين ولازمنا حد يشكمنا... برضيك هيك؟!!

ما إن أنهت لميس كلماتها حتّى كانت تقف أمامه مباشرة تنظر إليه باستجداء لحوح، ومناجاة صارخة، أمّا هو فكان ذاهلا من تلك القوّة التي كانت تواجهه بها، بل... تهاجمه، متعجّبا من جراءتها وقد كانت تنكمش كما قطّة بمواجهة أسد كلّما كانت تتواجد حوله، همس دون أن يشعر: إنتِ شو صايرلك؟ انجنّيتي!

مبتسمة برضا هزّت لميس كتفيها وأجابته بهمس لم يسمعه سواه وهي تلتصق به بحجّة أخذ النمر من بين ذراعيه: في ناس أقلّ واجب بنعمله بسّ نحبهم هوّ إنّه ننجنّ

قالتها ثمّ ربّتت فوق صدره وغمزته قائلة مشيرة لابنته الواقفة قريبا منهما: ما بدّك تعرف الستايل الجديد اللي بنتك حابّة تلبسه؟

أرخى الصارم أهدابه يخفي انفعالاته ثمّ نظر لابنته بسماحة وابتسم لها قائلا بلين باسترضاء غير منطوق لها: أكتر من خمسين دينار ما بدفع

عندها اتّسعت ابتسامتها وأجابته باستهانة: شوووو هدول ما بكفّوني حجابات!!

فتح الكاسر فمه ليفاوضها بمزاح قبل أن يقطّب جبينه ويسألها مستدركا: ما بكفّوكي شو!

عندها اتّسعت ابتسامة ابنته أكثر وأكثر وأجابته بعيون متألّقة ونظرة فخورة: أنا قرّرت أتحجّب بابا

سعادة فائرة غمرت صدر الكاسر وهو ينظر لابنته بغير تصديق قبل أن يسألها بصوت سعيد: بتحكي عنجد؟

هزّت ابنته رأسها بالإيجاب فسألها لكي يطمئن: عن قناعة؟

نظرت هي حينها للميس وأجابته: أكيييد

عندها احتضن الكاسر ابنته بقوّة وقبّل جبينها عددا من المرّات وتمتم حامدا الله وشاكرا إيّاه فنظرت ابنته إليه وأجابته: مبسوط بابا؟

أشرقت ملامحه وأجابها صادقا: من زمااان نفسي أشوفك اتحجّبتي بسّ ما كنت حابب أضغط عليكي لإنّي بدّي تلبسيه انتِ باختيارك وعن اقتناع

عندها نظرت ابنته لتلك الواقفة بالقرب منهما تنظر إليهما بسعادة ورضا ودموع تبلّل أجفانها وقالت: وأنا كتير كنت أفكّر بالموضوع بسّ كنت أتردّد وأخاف بسّ الحمد لله بعد ما حكت معي خالتو لميس لقيت حالي متحمسة ومقتنعة كتير كتير بالحجاب... وهلّأ سيّد بابا كم راح تعطيني عشان أشتري أواعي تزبط على الحجاب؟

ضحك الكاسر بسعادة وأجابها بينما يحتضن كتفيها قائلا: البنك شخصيّا كلّه راح يروح معاكي اليوم عشان تشتري شو ما بدّك

قفزت العنود بحماسة ثمّ أخبرته: وخالتو معنا طبعا عشان زوقها بصراحة بعجبني

موافقا أجابها: اتدلّلي أميرة عنود خالتو ونبراس ونمر، اليوم هاد مش راح يمرّ بالساهل أكيد لازم نحتفل فيه، بنروح عالعزا وبعدين بندخل على أيّ مول بنشتريلك اللي بدّك إيّاه وبنتعشا بالمطعم اللي بتحبيه، أوامر تانية؟

بقوّة قفزت العنود على والدها وقبّلت خدّه ثمّ نظرت حولها وهتفت بسعادة: خلّيني ألحق أفضّي خزانتي بسرعة عشان ألحق أخلّصها قبل ما نروح

بعد لحظات كانت لميس تدخل غرفة نومها بينما تمسح دموعا كانت تنهمر فوق وجنتيها دون أن تستطيع كبحها فجلست على السرير وغمرت وجهها بين كفّيها ثمّ أجهشت بالبكاء

دقيقة وكان الكاسر يلحق بها فاستغرب وهو يجدها على حالها ذاك فظلّ صامتا لبعض الوقت قبل أن يفتق ثوب الصبر ويسألها أخيرا بعجب: شو في؟

تشنّجت لوهلة لا تعرف ماذا تقول، كيف تصف له أنّها بابنته تحاول أن تحيا قصّة حياتها من بداية الطريق، تعدّل بها (العنود) ما اعوجّ منها (لميس)، فتفخر بكلّ انجاز تحقّقه معها، تفرح بكلّ عثرة تبعدها عن طريقها، وتسعد بكلّ طريق صالح تذلّـله لها

عاجز عن المقاومة أمسك بذقنها ورفع وجهها إليه فهالته كمّية البراءة والسعادة في ملامحها والتي كانت كما لو أنّها امتداد لما رآه منذ لحظات على وجه ابنته، والآن وبينما هي تتنشّق أنفاسها وتسيل الدموع فوق أنفها وشفتيها أصبح التشابه فيما بينهما أشدّ وضوحا و... أثرا

مسحت لميس وجهها أمام ناظريه بكفّيها وأجابته بينما ابتسامة سعادة صافية تنير وجهها ومقلتيها تناقضت بشكل واضح مع دموعها التي كانت لا تزال تسيل: فرحانة... فرحانة كتير

رافعا حاجبيه سألها بدهشة: اشمعنا؟

بصدق مسّ قلبه أجابته: يمكن ما تصدّق لأيّ درجة أنا حبّيت ولادك وتعلّقت فيهم، عشان هيك أيّ انجاز أو نجاح إلهم بيسعدني وبفرّحني كتير

مبتسما بسخرية سألها: وعشان مبسوطة كتير بتعيطي؟

سرحت بنظراتها بعيدا عنه قليلا تحاول أن تجد كلمات تصف له مشاعرها دون إساءة لوالديها رحمهما الله فهمست تقول بصوت متحشرج وروح هائمة: انا الله ما كتبلي الخلفة بسّ الحمدلله بعتبره عوّضني بولادك، عوّضني عن شعور الأمومة اللي عمري ما كنت حاسّة إنّه ناقصني إلّا يوم ما حملت غنا بين إيديّ... بتتذكّر؟!

قالتها بابتسامة رقيقة ناعمة ونظرات متألّقة، فتاه هو بالذكرى التي كانت تتحدّث عنها بينما أكملت هي دون أن تنتظر إجابته: وتعزّز عندي معنى الأمومة وأنا بضمّ نمر لحضني أوّل مرّة، -ثمّ ضحكت وأكملت- عند أوّل كلمة ذوعان تحديدا!

رغما عنه ابتسم الكاسر على كلمتها فاسترسلت هي: وعند أوّل أمر صارم منّي لنبراس وأنا عم بمنعه يلعب بلاستيش وبعاقبه بالحرمان، كلّ مرة كنت فيها عم بطبخ وبرتّب وبمنع وبنهى وبدلّل كنت عم بحسّ شو يعني أمّ، لكن أوّل مرة عرفت فيها شو يعني خوف من المسؤولية، فهمت فيها قدّيه التربية مسؤولية كبيرة وبتخوّف كمان... كانت مع العنود... يمكن لأنها أنثى زيّي، يمكن لأنها بنت وبعيدة عن أمها، ما بعرف بس بلحظة معيّنة حسّيت إنّه هاي البنت أمانة عندي واللي بزرعه فيها اليوم راح أحصده في يوم، بلحظة فهمت شو يعني ولادنا زرعتنا، أدركت قدّيه معنى اللي بتزرعه بتحصده بيخوّف... فهمت... ليش إنت هيك... وليش أنا كنت هيك...

مقطّبا جبينه صمت الكاسر للحظات طويلة متأمّلا في كلماتها، يبحر في معانيها الباطنة، يحاول الغوص في تفاصيلها المخفيّة التي لم تنطقها، إلّا أنّها لم تمهله الكثير من الوقت وهي تنظر له ببؤس وتقول باستجداء خائف: العنود بنت كتير حلوة وبريئة وبدّي إيّاها تضلّها هيك يا كاسر... لازم تضلها هيك، ما بدّي إيّاها تتعلّم من كيسها بسّ لإنّه ما لقت التوجيه المناسب ولا القدوة الحسنة ما بتتخيّل هالاشي قدّيش بكلّف غالي كتير... كتير

قالتها ثمّ أمسكت بيده وتابعت باستجداء حقيقي هذه المرة: اوعدني يا كاسر... اوعدني حتّى لو أنا ما كنت هون تدير بالك عليها.. تضلّك واقف معها تدعمها وتسندها حتى لو غلطت حتّى لو شو ما عملت فهّمها عاقبها بس الله يخلّيك أوعى تتخلّى عنها اوعى اتدير ضهرك الها وتخلّي الدنيا تنسّيك انها هاي مهما كان بتضلّها بنتك!!

مقطّبا حاجبيه أنصت إليها الكاسر حتّى النهاية، تألّم قلبه لأجلها، أشفق عليها ولكنّ كلماتها الأخيرة ضايقته.. أزعجته، فصمت للحظات عاجر عن الكلام فبداخله هو غير مقتنع أنّ ابنته قد ترتكب يوما ما ارتكبته هي، أنّها لن تفعل يوما ما يقلّل كرامتها شيئا، فهي ابنته، هي أطهر من ذلك وأشرف ومع ذلك صمت لا يريد أن يهينها ويجرحها أكثر ممّا فعل حتّى الآن ويكفيه أنّها قد استطاعت أن تحقّق له مع ابنته أمنيه لطالما تمنّاها وأرادها، والحقّ يقال تأثيرها على أولاده كان طوال الوقت إيجابيّا... حتّى الآن

تنحنح أخيرا الكاسر وأجابها: توكّلي على الله شو هالحكي لميس هاي بنتي ولو بدّك توصّيني عليها

برضا هزّت رأسها ووقفت لتتحرّك من مكانها فوجد نفسه يقول لها بامتنان حقيقي: شكرا إلك.. على كلّ إشي بتعمليه مع الولاد..

بامتنان هزّت رأسها بصمت فأكمل مناغشا ليخرجها من ما لا يزال يبدو عليها من ضيق: بس بالله بلاها المياعة والمياصة مع النمر... هاد النمر يعني لازم يكون اسم على مسمّى فاهمة!!

ابتسمت لميس أخيرا وأجابته مشاكسة بينما تتحرّك من أمامه: بحاول بسّ ما بقدر أوعدك... بتعرف زيّ ما حكيتلك احنا ناس متسيّبين!

دون أن يشعر وجد نفسه يوقفها ممسكا إيّاها من مرفقها هاتفا بها: لميس!

دون أن تشعر وجدت لميس نفسها تلتصق به، تنظر إليه، تتأمّل كلّ تفصيلة بملامحه باشتياق جارف، الصخب والقرع الأهوج داخل قلبها زاد من ثورتها، أجّج مشاعرها فهمست بذوبان: عيونها

قالتها ثمّ ابتلعت ريقها بينما تنظر لشفتيه وتستجديه القرب هامسة: كاسر

الصراع بداخله متأجّجا، العدوان الثلاثي على عقله حامي الوطيس ينهكه، قلبه ينبض لها حبّا، روحه تنتفض شوقا أمّا جسده فأنينه بات صارخا بحاجة ضارية للوصال، فهو رجل... رجل... آه أما لهذا العذاب من نهاية، أما لاستسلام أحد الطرفين من أمل، آه ما أسهل وأجمل الاستسلام، آه ما أصعبه وأقساه

مغمضة عينيها وشفتاه قد قاربتا شفتاها قاب نفسين أو أدنى، أحسّت لميس بمقاوته تزدادا ضراوية من يده التي تمسك بمرفقها بعنف يتزايد باضطراد موجع، ففتحت عينيها وقد علمت أنّ الغفران لا يزال بعيد ولكنّه حتما ليس بمستحيل وهي لن تكون أبدا تلك الرخيصة التي تغويه بجسدها ليقذفه بعد فورة ضعف واحتياج فلا تفعل سوى اثبات تهمة الرخص على نفسها

بتباعد بسيط غير ملحوظ نظرت إليه وقالت له باهتمام حاني: راح أتركك تنام شويّ شكلك تعبان

بجمود ظاهر وخيبة مخفيّة تركها وأخبرها قائلا: ساعة وحدة بسّ وصحّيني قدّامنا برنامج طويل اليوم عشان الأميرة عنود

بدفء أجابته: الله ما يحرمكم من بعض، ساعة ودقيقة بلاقيني فوق راسك وفنجان القهوة في إيدي... ولّا ما اشتقت لقهوتي!

بصمت خلع الكاسر ملابسه ثمّ استلقى على الفراش وغمغم قائلا: راح أستنّاكِ

.................................................. .................................................. ...................

.................................................. ..................................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-19, 01:35 AM   #6840

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

متضرّجتا الوجنتين مبتسمتان بشقاوة خرجت إيمان وبتول من داخل أحد المحلّات الخاصّة ببيع قمصان النوم والملابس الداخليّة الخاصّة في أحد الأسواق التجاريّة الشهيرة الكبرى، تحمل كلّ واحدة منهما مجموعة من الأكياس وتتخيّلان كيف سيفتكان بأعصاب الأخوين معا، وتهمسان لبعضهما بكلمات تثير حماستهما وضحكاتهما معا، لتدخلا أخيرا أحد الكافيها الموجودة في المكان محاطتان بكومة من الأكياس التي تحوي جميع أنواع الملابس سواء الخاصّة بالبيت أو بالخروج

بإرهاق قالت بتول: آآآه يا ني رجليّ فقفقت ما عدتش قادرة خلاااص

بحماسة لم تشعر بها منذ زمن واستمتاع شديد أجابتها إيمان: لا خلاص ده إيه احنا لسّة فاضلّنا الكوافير انت ناسية ولّا إيه

باستغراب ذكّرتها بتول: يا بنتي انت مش لسة قايلة انّك لازم تحجزي الأوّل عشان الحاجات الكتير اللي انت قلتي لازم نعملها واللي انا ما سمعتش عنها ومعرفش لازمتها ايه!!

بابتسامة طفوليّة أجابتها: يوووه ده انا نسيت الموضوع خالص يا ربّ بسّ بكرة الصبح ما انساش

بتنبيه قالت لها الأخرى: طب وبكرة ليه ما هو احنا فيها اهو اتّصل دلوقت واحجزي

ابتسمت إيمان وأجابتها: والله فكرة طب بقولّك ايه شوفي اطلبيلنا أيّ حاجة نشربها ولّا ناكلها على ما اتّصل واحجز

أمسكت بتول قائمة الطلبات لتقرأها فتفغر عيناها وهي تقرأ اسماء العديد من المشروبات الغريبة والحلويات الأغرب، فلم تميّز فيها سوى قليل من الأشياء المعروفة لها، فنظرت ناحية الأخرى شاعرة ببعض الحرج لتجدها هي الأخرى تنظر لهاتفها بفزع وتقلّب فيه باضطراب فسألتها قائلة: مالك يا إيمي في ايه؟

بانزعاج أجابتها وارتباك أجابتها: مش عارفة يا بتول كلّ الصور بالموبايل اختفت!

بدهشة أجابتها: إيه ده بجدّ ازّاي كده؟

بتوتّر أحسّته هي مبالغا فيه أجابتها تلك: مش عارفة يا بتول مش عارفة

ربّتت بتول فوق ذراعها وأجابتها: خلص يا إيمي ما تزعّليش نفسك تلاقيهم كلّهم متسيفين على الدرايف ولا حاجة وانت بس اللي مش واخده بالك

وكأنّها لم تسمعها تمتمت إيمان: يمكن يمكن... أكلّمهم ازّاي دلوقت انا بسّ يا ربّي... هكلّم أيّ حدّ أصلا ازااي

باستغراب ودهشة قاطعتها قائلة: وايش دخّل ده فده بسّ يا بنتي!!

حينها فقط تنبّهت إيمان لما تفوّهت به فأخفت وجهها داخل كفّيها للحظات تحت نظرات تلك الذاهلة قبل أن تمدّ لها بهاتفها وتقول وهي لا تزال مخفية نفسها: بليز خرّجي اسم البيوتي سنتر من القايمة يا بتول وادّيهولي

معترضة على مبالغتها بالتأسّي على موضوع بهذه التفاهة أجابتها: بقولّك إيه يا إيمي ما تقومي تبصّي في الموبايل من غير لكاعة وتشوفي رقم السنتر وتتّصلي بيهم وتخلّصينا بصراحة انا تعبت وعايزة اروّح عندي محاضرة بكرة من الصبح بدري لازم اروحها

عندها رفعت تلك رأسها فتذهل هي وهي ترى الدموع تكاد تغرق وجهها وتتوسّلها بيأس وتقول: لو سمحت يا بتول خرّجيلي اسم البيوتي سنتر علشان انا مش هعرف الاقيه من غير الصورة بتاعته

عندها نظرت بتول إليها ببلاهة للحظات ثمّ همست بصدمة: إيمان انتييييي...

لتنهار تلك بالبكاء مثيرة انتباه الكثيرين وهي تقول: ايوه يا بتول انا جاهله وأميّه ومش بعرف اقرا وارجوكِ بليز بليز اوعي تقولي لحدّ وخاصّة محمّد!!

بذهول نظرت بتول إليها للحظات قبل أن تقف وتلملم الأكياس من حولهما وتقول: لااا انتِ كده تقومي معايا نروح البيت ونخشّ اوضتي نشربلنا كوبّايتين شاي عجمي بدل الحاجات المعقّدة الموجودة هنا واللي مفهمتش منها أيّ حاجة وتقعدي تقوليلي وتفهّميني كلّ حاجة وحبّة حبّة!!

.................................................. .........

بعد ساعة

أدخلت بتول كوبي الشاي إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها قبل أن تضعهما على الطاولة الجانبيّة بالقرب من السرير فتجلس عليه بالقرب من تلك المنكمشة فوقه منذ أن وصلتا

ناولتها الكوب وقالت: وادي كوبّاية الشايّ يا ستّي، تشربي منها وتروّقي وتفهّميني وحدة وحدة الكلام اللي انتِ قولتيه من شويّة وانا ما اقتنعتش بيه بصراحة

أمسكت إيمان الكوب بيدها وأخفضت رأسها وأجابتها بصوت واجم ونبرة خزيّ: الموضوع مش محتاج يتفهم ويتحكي في كتير، الموضوع ببساطة انّي انا عندي عسر قراءة يعني لا بعرف اقرا ولا بعرف اكتب

بصدمة ردّدت الأخرى: عسر قراءة! غريبة أوّل مرة اسمع بحاجة زيّ كده، عسر قراءة يعني ايه؟ يعني بتفكّي الخطّ بتعسّر مثلا؟

بألم أجابتها: لا يا بتول أنا ما بعرفش أفكّ الخطّ خالص، أنا مش بعرف أميّز الحروف من أساسه!

بذهول سألتها: طب ازّاي؟! ده انتِ أمّك دكتورة وأختك كمان! ازّاي يسيبوكي كده طب ده حتّى حرام وما يرضيش ربّنا

باعتراض وحزن أجابتها: ازّاي ده إيه؟ مش انا بقولّك يا بتول انّي عندي عسر قراءة، يعني انا ببساطة الحروف والكلمات بالنسبالي بتبقى زيّ الطلاسم اللي عايزالها شيفرة علشان تتفكّ، ماما ما قصّرتش معايا وجابتلي مدرّسة خاصّة على البيت لكن انا اللي طول عمري غبيّة وما فيش حاجة بتنفع معايا

باعتراض وضيق أجابتها: يا ساااتر عليكي وعلى كلامك، انا عمري ما شفت حدّ بيقول على نفسه الكلام اللي انتِ بتقوليه، ايه كمّية الاحباط وقلّة الثقة بالنفس دي، قال وانا اللي كنت بقول على نفسي معقّدة!!

بغبطة وبؤس نظر إيمان إليها وقالت: يا بختك يا بتول

باستغراب أجابتها بضحكة: يا بختي انا؟

بابتسامة مريرة أجابتها: ايوة انت مالك مستغربة كده ليه، جميلة وبتدرسي وليكي مستقبل عندك أمّ وخوات بيحبّوكي، وجوزك بيموت فيكي عايزة إيه أكتر من كده؟

نعم ما الذي تريده أكثر من ذلك... سبحان الله كم كانت تحتاج لمثل هذه الكلمات قبل فترة بسيطة وهي تستمع لتلك الكلمات التي تشعرها بعدد النعم التي تمتلكها وكانت هي كافرة جاحدة بها ومِن مَن؟ من أكثر انسانة كانت تحسدها بغباء بل وتغار منها!!

واعدة نفسها بأداء الشكر لربّها وأهلها ما إن تنفرد بنفسها جلت بتول انفعالاتها بضحكة بينما تقول لتلك بمزاح: ايه ده حسد ولا قرّ ولا إيه؟

بابستامة محبّة دافئة أجابتها: لا والله انا لا بحسدك ولا بعرف أحسد أصلا بسّ فعلا يا باختك، ده كفاية عليكي طنط فوزيّة، ولا سي سونة اللي بيموووت فيكي!

بابتسامة رفعت حاجبيها وأجابتها: ده على أساس انّ ابيه محمّد أفضل دكتور قانون بيدرّس عندنا في الكليّة مش بيموووت في دباديبك

ما إن أنهت بتول كلامها حتّى تلاشت الضحكة من على وجه الأخرى التي قالت: ما انا علشان كده بقولّك ارجوكِ يا بتول اللي عرفتيه يفضل سرّ ما بيني وبينك واوعي حدّ يعرفه وخصوصي محمّد

باستغراب قالت: بصراحة انا مش عارفة ازّاي هوّ ما يعرفش لغاية دلوقت، ثمّ يعني ايه ما تقوليلوش، ده جوزك يا إيمان ولازم يعرف عنّك كلّ حاجة، على الأقلّ هيعرف يساعدك

برجاء أجابتها: انا مافيش حد ممكن يساعدني، أرجوك يا بتول ما تخلّينيش اندم انّي قعدت معاكِ وفضفضتلك

بعدم اقتناع سألتها: مش فاهمة مش عايزة تقوليله ليه؟

بألم أجابتها إيمان: انت فاهمة يعني ايه دكتور جامعة يبقى متجوّز وحدة أمّية ما بتعرفش تقرا! أنا بحبّ محمّد يا بتول ومقدرش اخسره، معرفش محمّد لو قرّر يسيبني انا ممكن يجرالي ايه!

صمتت بتول قليلا تفكّر بكلماتها بإشفاق ثمّ قالت: ما اظنّش انّ ابيه محمّد ممكن يكون بيفكّر بالشكل السطحي ده، لكن انت حرّة وانا عن نفسي اوعدك انّي مش هقولّه

براحة زفرت إيمان أنفاسها وأجابتها: متشكّرة أوي يا بتول بجدّ ما تتخيّليش وجودك معايا فارق معايا قدّ إيه

بقوّة احتضنت بتول إيمان وبداخلها شعور أنّها لا تختلف كثيرا عن أختها مريم وإن كانت تلك تفوقها نضجا، ثمّ قبّلتها قبل أن تقول: وأنا كمان مبسوطة بيكي جدّا واسفة على أيّ رزالة كنتِ بتشوفيها منّي، المهم قوليلي، انتِ ازّاي عايشة طول عمرك كده، اقصد كنت بتصرّفي أمورك ازّاي بمواضيع القراية؟

سرحن إيمان قليلا ثمّ أجابتها بشجن: كان عندي ابن عمّي فؤاد هوّ اللي بيساعدني دايما لمّا اغلب

قالتها ثمّ نظرت لتلك بحماسة اكملت: ودلوقت الحمد لله انت موجودة ومش هحتاج حدّ تاني!!

بابتسامة عريضة أجابتها بتول: ان شاء الله بكرة تتعلّمي ومش هتحتاجي حدّ اصلا، اوعي تفتكري انّي هسكتلك انا وراك وراك لحدّ ما تتعلّمي، ودلوقت قومي معايا نقّيلي حاجة حلوة البسها لمّا ييجي حسين، أنا عايزة يرجع شقّتنا عيونه فضهره من كتر الانبهار، عايزة يرجع يشطّبها في ظرف يومين بالكتير!!

بحماسة قفزت الأخرى عن السرير وهتفت: حالااا وانا كمان عايزة الحق ارجع البيت اعملّ لحمّودي عشا حلو واجهّزله قعدة حلوة

بغلّ قرصتها بتول وقالت: اوعدنا يااا رب

.................................................. ..................................................

تراقبه وهو يتناول الطعام بعين حريصة من يرى نظرتها إليه يحسبها أمّه لا زوجته، فتقطع من شريحة اللحم الطريّة بسكّينها ثمّ تقرّب من فمه الشوكة وتطعمه إيّاها باهتمام بالغ

ينظر لالتماعة عينيها واحمرار وجنتيها فيكاد يقسم أنّها تخفي عنه أمرا يثير حماستها للدرجة التي تعجزها عن تناول الطعام فتكتفي بالتلاعب فيه أو ملء فمه هو به!!

تلك العلاقة القوّية التي أصبحت تربطها ببتول تسعدها جدّا تعوّضها عن تلك العلاقة التي لطالما تمنّتها مع أختها، كم كانت راحتها كبيرة اليوم وهي تحدّثها عن نفسها، عن سرّها المخزي، عن وضعها المحرج، فوجدت بها الصديقة والأخت التي دوما ما احتاجت إليها ولوجودها بحياتها

رغما عنها وجدت نفسها تفكّر بأختها، جيهان التي لم تسأل عنها ولو لمرّة واحدة منذ أن تزوّجت وكأنّها بتركها للبيت قد ماتت فنسيتها وكأنّها لم تكن!

ذلك التجّهم فوق ملامحها والذي طفى التماعة عينيها أثار ضيقه فأمسك بيدها وقبّلها قائلا: الأكل حلو أوي النهاردة تسلم ايدك

لتتشبّث بيده بكلتا يديها وتقبّل ظاهرها وباطنها وتجيب: ما اتحرمنش منّك يا حبيبي ولا من حنيّتك عليّ

مبتسما ملأ شوكته ووضعها بفمه متبعا إيّاها بقبلة أضاء لأجلها كلّ ملامحها

....................................

بعد الطعام دلف إلى المطبخ وراءها وبدأ بمساعدتها بتوضيبه، فنظرت له باستغراب فسألها باسما: مالك بتبصّيلي كده ليه، قال يعني أوّل مرّة اساعدك

ابتسمت له بودّ وأجابته: لأ مش اوّل مرّة، بسّ انت النهاردة تعبان ولسّة يا دوبك راجع من المكتب من شويّة، والمطبخ كمان مش محتاج ترويق كتير، أمّ أيمن جت الصّبح وروّقت المطبخ والبيت وما سابتش حاجة إلّا وعملتها

ابتسم وأجابها عابثا: مش يمكن بتلكّك علشان افضل لازق فيكي

اتّسعت ابتسامتها واقتربت منه لتلتصق به وتغمر أنفها بتجويف رقبته بعد أن استطالت إليه لتتنشّق عبير جسده بقوّة وتغمغم قائلة: يا ريت يا حبيبي لو تفضل فعلا لازق فيّ كده على طول...

ابتسم وأمسك بها مبعدا إيّاها عنه بعد أن شعر بأنّ الراحة التي ينشدها ستصبح بعيدة المنال لو بقيت قريبة منه لهذه الدرجة إلّا أنّها عقدت ذراعيها خلف عنقه ثمّ نظرت لعينيه وقالت بشغف: أنا حاسّه النهارده انّي بقيت بحبّك أكتر من الأوّل أوي أوي أويييي

قالتها بذوبان مشتعل انهته فوق شفتيه بقبلة جائعة فاحتضنها متجاوبا معها بشغف جارف، أنهاه بأن قام بحملها وأخذها لغرفة النوم وما إن وضعها فوق السرير مكملا ما بدآه حتّى انسلّت من بين ذراعيه بشهقة كادت أن تودي بقلبه "على أقلّ تقدير" فنظر إليها فزعا وهتف منقطع الأنفاس: في إيييه؟!

فتخبره بينما تجري نحو الخزانة شعواء المظهر فتّاكة التأثير: نسيت أورّيلك جبتلك إيه معايا النهارده

محبطا فرك محمّد بكفّه فوق وجهه وسألها مسايرا: وهوّ يعني اللي جبتيه مكنش ينفع تأجّليه لغاية ما نخلّص!

حينها نظرت إليه بابتسامة حرجة ناقضتها غمزتها المغوية وهي تقول: لا ما هو أصل اللي جبته يعنييي... بصّ هو بيرفيوم، لمّا شمّيته بالمحلّ حسّيت إنّك وحشني... قصدي يعني... بص هوّ عاجبني وخلاص وانا بقى نفسي أشمّ ريحته عليك!!

مقطّبا جبينه كان يحاول فهم ما تقول إلى أن اتّسعت أحداقه بالنهاية وهو يستوعب معنى ما هذت به فابتسم وخلع عنه قميص بيجامته وأشار لها قائلا: طب يلّا بقى تعالي رشّيلي وورّيني هوحشك ازّاي

بحماسة طفولية تتناقض مع المعنى الضمني لما طلبته اقتربت منه وابتدأ برشّ رذاذ العطر عليه مغرقة إيّاه به ليمسك بخصرها أخيرا ويقرّبها منه محتنضنا إيّاها فوق صدره حابسا إيّاها بقوّة بين ذراعيه مستلقيا بها على ظهره ويبتدأ باستكمال ما كان، لتوقفه من جديد صرختها هذه المرّة تقول: يااااع إيه القرف ده

عندها فزع من جديد وأبعدها عنه بقوّة قائلا: قرف إيه؟

بضيق تملّصت من بين ذراعيه وأجابته: أوعى يا محمّد وحياتي عندك سيبني بسرعة هتحنق

قفز محمّد عن السرير مبتعدا عنها لينظر إليها بصدمة سائلا: في إيه يا إيمي انت اتجنّنت ولّا جرالك إيه

تجاهلته إيمان لتجري إلى الحمّام وترشق فوق وجهها ماء باردا علّه يعيد إليها أنفاسها المخنوقة لتخرج إليه من جديد بوجه أحمر وأنفاس لاهثة

بوجه جامد نظر محمّد إليها ثمّ سألها بصوت يكظم غيظه: أحسن؟

من بعيد أشارت إليه بالإيجاب فسألها: حصل إيه؟

هزّت كتفيها وأجابته: مش عارفة أوّل ما ريحة البيرفيوم دخلت جوّه دماغي حسّيت إنّي قرفانة منها وعايزة ارجّع

بغيظ حقيقي أجابها: ترجّعي!! هوّ مش انت اللي جايبالي البيرفيوم ده وانت اللي مختاراه بنفسك على أساس لمّا شمّيتي وحشتك!!

قالها بطريقة ساخرة أحرجتها فعضّت شفتيها وأجابته: مش عارفة والله يا محمّد معلش انا آسفة بسّ هوّ فعلا ما كانتش ريحته كده لمّا شمّيته في المحلّ، شكل الراجل الي بيبيع غشّني وادّاني نوع غير الي انا اخترته، بكرة أكلّم بتول ونروحله تاني نهزّؤه

بضيق أجابها: بسّ البيرفيوم حلو فعلا انتِ اللي مش عارف مالك!!

بخجل وأسف أجابته من جديد: سوري يا حبيبي واالله ما تزعل

قالتها واقتربت منه وهمست: علشان خاطري

حاول تجاوز ضيقه وإحباطه وأجابها: خلاص يا إيمان ما حصلش حاجة

استلقى محمّد على السرير وكان قد ابتدأ بتدثير نفسه إلّا أنّها نادته متردّدة: محمّد

فنظر إليها متسائلا فأجابته بإحراج: ممكن بسّ لو سمحت تدخل تاخد دُش أصل الريحة....

متنفّسا بغيظ أجابها قائلا بينما يقوم عن السرير: مقرفة... فهمت والله العظيم فهمت وانا شخصيّا بقيت حاسس نفسي عايز ارجّع!!

ما إن وصل لباب الحمّام وأوشك على إغلاقه حتّى نادته من جديد فأجابها حينها بقلّة صبر وبصوت حادّ بينما يطلّ برأسه عليها: نعم!!

فغمزته بشقاوة أتبعتها بقبلة فيكزّ على أسنانه غيظا ويصفق الباب وراءه بحدّة

.................................................. ............................................


يتبع هنا
https://www.rewity.com/forum/t402401-685.html


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.