آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          [تحميل] أشباه الظلال للكاتبة / برد المشاعر ( ليبية فصحى) (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          1110. الدلال . شارلوت لامب - عبير د.ن - حصرياً (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : هوس الماضي - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-19, 03:36 AM   #6981

ميريزااد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميريزااد

? العضوٌ??? » 341336
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,005
?  نُقآطِيْ » ميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 322 ( الأعضاء 144 والزوار 178)
‏ميريزااد*, ‏hope 21, ‏رانيا توباز, ‏فتاة طيبة, ‏عبير دعاء, ‏ياسو10, ‏ToOoOmy, ‏nabilahamdy, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏ضحى, ‏موضى و راكان, ‏غنى محمد, ‏Dina Negm, ‏ساربكر, ‏ام زياد محمود, ‏Esraaahmed, ‏د/عين الحياة, ‏rosy.dart, ‏دندراوي, ‏hatoon_, ‏ام علي اياد, ‏ساره سرسوره, ‏نور المعز, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏samah 02, ‏هامة المجد, ‏ألين ♡, ‏amatoallah, ‏Eman mohame, ‏ميمونة meryem, ‏exolove, ‏joujou ha, ‏wom35, ‏hapyhanan, ‏حبيبي روحي انت, ‏Sillvia Fawzy, ‏lotus baka, ‏الفراشه النائمه, ‏rasha shourub, ‏طوطه, ‏eng miroo, ‏pretty dede, ‏Hrgoin, ‏amana 98, ‏nmnooomh, ‏hayat sheta, ‏Chaimaalb, ‏جوانا وليد, ‏دانى فلته, ‏duaa.jabar, ‏Hadaldal, ‏rimas nina, ‏Diego Sando, ‏زينة و نحول, ‏shimaa saad, ‏رانيا خالد, ‏Nody Nm, ‏قول يا رب, ‏اليك ربي, ‏engtota, ‏Hiba2015, ‏احلام حزينة, ‏همس البدر, ‏leria255, ‏zainab atta, ‏فراشة ذهبيه, ‏اماني حسام, ‏Batatss, ‏toma gogo, ‏ابتسمي, ‏ملك الشبح, ‏alan, ‏حووووووور, ‏سكر نبات, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏ريما اشرف, ‏33Zain, ‏hayeksousou, ‏علياء نبيل, ‏هدىh, ‏سماح الطيبة, ‏rasha emade, ‏Fawzia ali saad, ‏نهى حسام, ‏نفحات الزهر, ‏تيماء قاصي, ‏ghdzo, ‏angela11, ‏MohgaMaher, ‏moh khedre, ‏Ayoosh moustafa, ‏شمس الفؤاد, ‏sara alaa, ‏bambolina, ‏Roro adam, ‏سولكينغ, ‏مههوي, ‏hoda ateya, ‏صفاءak, ‏خلود hr, ‏tlo, ‏laila hamad, ‏مها هشام., ‏alyaa elsaid, ‏ام الارات, ‏Basma Elhelali, ‏لوجين 65, ‏tota642000, ‏ليال الحنين, ‏Jooli20, ‏rere87, ‏Layan 15, ‏ملاك 2017, ‏meryem j, ‏shereen.kasem, ‏yousra 05, ‏sara osama, ‏ريم3, ‏صمت الصحراء, ‏مخبرية, ‏sayowa, ‏métallurgier, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏Agaiaa, ‏myryam, ‏محبة ريم, ‏هبه رمضان, ‏buthaina8, ‏Layal18, ‏شاما علي, ‏فاطمة توتى, ‏dm992, ‏حليب فانيلا, ‏Mai shahin, ‏ابن الشام2, ‏خجل الروح, ‏supermumy, ‏ميار111, ‏سوسو98, ‏Nassnura


ميريزااد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:07 AM   #6982

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

صباح الخير
الفصل أخيرا كمل
وسأبدأ بتنزيله على الفور



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:08 AM   #6983

ام وزوجه

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 117937
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,614
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond reputeام وزوجه has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في الانتظار نيفو

ام وزوجه غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعتذر ان تاخرى فى الردود
وعن اى أخطاء إمﻷئية لانى
اتصل عن طريق الهاتف
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:09 AM   #6984

أمل رياض

? العضوٌ??? » 388080
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » أمل رياض is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل
حضور
في
انتظارك


أمل رياض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:11 AM   #6985

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الرابع والثلاثون

ينظر للتجمّع الغفير من كبار عائلته المتواجدين في استقباله بردهة منزل والده في البلدة وقرصة من قلق تجفل وعيه، فيدور عليهم جميعا بنظرات متعجّلة متوجّسة إلى أن وصل لوالده الجالس وسطهم متهندما بعباءته الفخمة التي لا يرتديها إلّا في المناسبات شديدة الأهميّة والذي كان ينظر إليه الآن بنظرات مستعجبة ومتسائلة، فيزداد ارتباكه وعيناه تبحثان تلقائيّا عن مبعث قلقه الحقيقي... والدته

رغم ارتباكها المفضوح لعينيه سارعت والدته بالاقتراب منه وهلّلت به مرحّبة بما أثار حفيظته وقدح بداخله شعلة من غضب: يا أهلا وسهلا بالعريس، جمال أخوكم جه يا بنات، زغرتوله وفرحونا

ما ان أنهت والدته كلماتها حتّى صدحت الزغاريت وفارت معها الدماء في كلّ عصب من أعصاب جسده حتّى تمدّدت ووصلت لعينيه اللتين احمرّتا وجحظتا بقوّة وفتح فمه يريد أن يتكلّم أن يفهم إلّا أنّها أدركت ما سيفعل فهجمت معانقة إيّاه بقوّة أجفلته ثمّ وبينما تدّعي تقبيله همست في أذنه: أقسم بالله ان ما سكتّ دلوقت حالا وقمت جيت معانا من سكات لكون غضبانه عليك ليوم الدين يا جمال يا ابن بطني

أبعدها عنه وهتف بها غاضبا: أروح معاكو على فين؟ كبارات العيلة متجمّعين هنا ليه؟

صوته علا قليلا ممّا لفت أنظار بعض من المتواجدين الذي نظروا لبعضهم بتساؤل وصدمة ليهتف أحدهم أخيرا: جرى ايه يا أمّ جمال انت مجمّعانا ومقعّدانا عندك ييجي من ساعتين وابنك ما يعرفش!! هوّ انت مش قايلالنا انّه موافق؟! هوّ لعب عيال ولّا ايه؟!!

الجحوظ في عينيّ جمال ازداد واحمرّت أذنيه إشارة لشدّة ما يكبته بداخله من انفعال لا سيّما وهو يرى كيف ارتبكت والدته وأجابت الرجل متهتهة: أكيد موافق اومّال إيه، بسّ هوّ التخم حبّتين انت عارف ظروفه ربّنا ياخدها البعيدة، تعال تعال يا حبيبي اغسل وشّك من الحرّ وغيّر هدومك

قالتها بينما تضحك من بين أضراسها بغيظ وتقوم بسحب الذاهل وراءها بقوّة وحزم، إلى أن أدخلته إحدى الغرف المخصّصة لاستقبال الضيوف بعيدا عن مسامعهم، حينها أفلتت ذراعه بعنف قبل أن تستدير إليه بعيون تقدح شررا وطغيانا وتهتف فيه بحزم: بصّ يا جمال هيّ كلمة وحده ومش هتنّيها، احنا هنروح دلوقت حالا عشان نخطبلك قمر بنت بدر السليماني، وانت هتيجي معانا ومن سكات

بذهول قال بصوت متّشح بالغضب المغلّف بالعجب: قمر مين ومين ده اللي هيخطب؟

بنظرة صارمة وبجبروت أجابته: انت.. مش بسّ هتخطب لا، انت هتتجوّز وبظرف اسبوعين اتنين كمان

فغر جمال عينيه بغير تصديق، لا يكاد حتّى الآن يستوعب ما تفعله أمّه، لا يستوعب تلك الطريقة التي تفرض بها عليه رأيها، فقبض كفّ يده بقوّة يكبح فيها جماح غضبه الذي كأيّ حليم لو أفلت لجامه لقطع حبل السرّة الخفيّ بينهما دون أن يرفّ له جفن، فأخذ نفسا عميقا ثمّ فتح فمه ليحاورها، يفهما، علّها تسمع منه وتصمت إلّا أنّها أوقفته مقاطعة إيّاه بحماس محاولة اقناعه كما لو كان طفل بترك حلواه المفضّلة ليستبدل بها أخرى تظنّ هي أنّها ستعجبه أكثر: عارف هجوّزك مين؟ قمر!! اسمها قمر وهيّ قمر، اصبر بسّ امّا تشوفها وهتنسّيك المدعوقة اللي اسمها منال اللي لغاية دلوقت مش قادرة افهم قطعت بلاد علشان تتجوّزها على إيه، دي أقلّ وحدة في بنات البلد عندنا برقبتها!!

كلماتها أوجعته، وكيف لا تفعل وهي التي تسكن في قلبه وبين أحشاءه، تجري في كلّ قطرة دم تسري عبر عروقه، تملأ روحه وتتفشّى في كلّ كيانه، تطعنها والدته ووالله لو أحسّت بمدى الألم الذي تتسبّب له به لما كانت قد فعلت

ببرودة لا تتناسب مع أفكاره وأحاسيسه طلب منها: لو سمحتي يا أمّي ما تجبيش سيرة منال، راعي انها مراتي وقيمتها من قيمتي قبل ما تقولي عليها أيّ كلمة وحشة

بغيظ لوت والدته فمها وقالت باستهانة وغير رضا: قال مراتي قال... بلا خيبة

قبضة السيطرة التي كان يمسك بها لجام أعصابه ابتدأت بالتراخي فأجابها هاتفا بغضب وصوت قد ابتدأ يرتفع رويدا رويدا دون أن يشعر: ايوة يا أمّي مراتي، ومراتي الوحيدة كمان اللي عمري ما هقبل اتجوّز عليها زوجة تانية ابدا لا دلوقت ولا بعد مية سنة، واوعي تقوليلي على ايه علشان الجواب أكيد مش هيبسطك وهيدايقك جدّا كمان بسّ هقولّك حاجة وحدة وبسّ، أنااا... بحبّها

ثمّ أكمل مستحضرا اشراقة وجهها وضحكتها الجذّابة العريضة وأكمل متنهّدا مؤجّجا غضب والدته: دي كفاية انّها منال

بتجبّر أجابته تكتم بداخل قلبها سعيرا من غضب: وانا مش هعترض، ومش هطلب منّك تطلّقها، ولا عروستك كمان هتطلب، ما تقلقش.. انا مرسيّه قمر على الحوار كلّه!!

مفلتا اللجام أخيرا زعق جمال بها وقد فارت أعصابه أخيرا: عروسة مين وقمر مين، قلتلك منال وبس هيّ اللي مراتي وما تتخيّليش أبدا إنّي ممكن أطاوعك في اللي انت بتطلبيه

بقهر وغضب صاحت به هي الأخرى وأجابته: والناس اللي قاعدين برة دول مستنيينك أديلهم كم ساعة عايزني أقولّهم إيه؟ معلش.. اصل ابني طلع مش راجل؟ مش عايز يتجوّز على مراته البور ؟ رافض يبقى أب علشان خايف منها؟

اختلج الألم في عيونه والتمعت عيناه بقهر وببرودة شديدة ناقضت هيجانه قبل لحظات قال: قوليلهم اللي انتِ عايزاه مش فارقة، المهم إنّي جواز مش هتجوّز

أخيرا صرخت ملقية عليه أوامرها كما لو كان طفلا بينما تمسك بعضديه تهزّه بقوّة منهما: لأ هتتجوّز يا جمال ورجلك فوق رقبتك ولو انت مش فارقة معاك حكاية العيال فأنا وأبوك فارقة معانا جدّا ومن حقّنا نفرح بشوفة عيالك ، ولو حسرة مراتك وزعلها يهمّوك للدرجة دي فمن حقّنا احنا كمان عليك تهتمّ بحسرتنا واحنا شايفين ولاد عمّك اللي اتجوّزوا بعدك بقى كلّ واحد منّهم عنده قرطة عيال وانت لسّة قاعد جنب الستّ الهانم مراتك زيّ الأرض البور اللي حرقها أولى، مطاطيلها علشان تعرف تقعد وتدلدل رجليها براحتها

كلّ لمحة من حياة في وجهه اختفت وقتمت وباتت روحه في هذه اللحظة فعلا كالأرض البور بعد أن احترقت فما عاد بداخلها إلّا الرماد الكئيب وأجابها بصوت باهت مقتول: كان على عيني افرّحكم بسّ لا ليّ نصيب ولا ليكم

معميّة البصر والبصيرة جادلته قائلة بذات الغضب: مش بخاطرك يا جمال مش بخاطرك ومراتك لو كانت فعلا بتحبّك زيّ ما انت بتحبّها كانت هيّ بنفسها اللي هتيجي وتطلب منّك تتجوّز وتشوف حياتك، لكن هيّ انانيه وانت كمان اناني زيّها وما بيهمّكش غير نفسك وبسّ

كما الملح كانت كلماتها فذرّتها بقوّة فوق جرحه الذي رغم طول السنين لا يزال غضّا طريّا مفتوحا، فأجفل لشدّة ما استشعره من ألم أنّت له روحه فأجابها قائلا بحزن شديد: صحّ، في دي بقى عندك حقّ، أنا فعلا واحد أناني، اناني علشان سايبها سنين وشهور بتسمّعيها كلام زيّ السمّ وبسكت، أناني علشان ماعرفتش آخد قرار بإنّي أطلّقها وأقولّها روحي شوفي حياتك يا بنت الحلال روحي اتجوّزي وخلّفي وعيشي حياتك بعيد عنّي، أناني علشان راضي انها تضحّي بعمرها وشبابها وتفضل قاعدة جنبي من غير عيّل يقولّها يا ماما، أناني علشان سمعت كلامها لمّا قالتلي مش لازم نقول لحدّ، خلّينا ساكتين وآخرتها يا هيزهقوا يا ربّنا هيكرمنا ويعوّض صبرنا خير، بسّ غصبن عنّي والله العظيم غصبن عنّي بحبّها

بملامح شحبت حتّى ما عاد فيها ذرّة من دماء قالت له في ذهول: انت بتخرّف بتقول ايه؟ هيّ حصّلت تتكلّم على نفسك كده علشان تداري عليها، اسمع يا واد امّا اقولّك، شغل اللوع ده انا ما بحبّوش، انا هخرج دلوقت، وهيّ خمس دقايق بالعدد الاقيك ماشي قدّامي لبيت الجماعة، يا كده.. يا امّا والله... والله... قلبي وربّي هيبقوا غضبانين عليك.. وقد اعذر من انذر

قالت أم جمال كلماتها واستدارت لتغادر بخطوة مترنّحة إلى أن أوقفها ابنها قائلا: استنّي يا ماما.. انا موافق

جمدت خطواتها للحظة ثمّ استدارت نحوه بلهفة وقد عادت دماء الحياة لترتدّ في وجهها ممّا آلم قلبه بسبب تعاسة هو على وشك التسبّب بها لها: ايه؟ انت قولت ايه، يا حبيبي يا ابني يا حبيبي، امّا اروح اقولّهم يجهّزوا نفسهم

قالتها بينما لسانها يتأهّب لإطلاق زغرودة مستبشرة كبيرة، إلّا أنّه أمسك بذراعها بسرعة واستوقفها قائلا: استنّي يا أمّي، انا عندي شرط

جفلت والدته للحظة ثمّ سايرته وقالت: اشرط زيّ ما انت عايز يا حبيبي، شرط ايه؟

بجمود أجابها: أتجوّز بما يرضي الله

بغير فهم سألته: يعني ايه؟

بتصميم قال: يعني العروسة لازم تبقى على بيّنة وتعرف حقيقة الوضع بتاع الرجل اللي هتتجوّزه

بخشية ممّا ترفض فهمه هتفت بغضب: وضع ايه وهباب ايه؟ انت يابني بتخطرف بتقول ايه؟

بجديّة قال: بقول الحقيقة اللي لازم العروسة تعرفها

بخوف وصوت مهتزّ سألته: حقيقة ايه؟

بوجه قاتم وضع جمال عينيه في عينيّ أمّه ثمّ قال بصوت واضح جريء: انّي ما بخلّفش!!

ترنّحت والدته للحظة في مكانها وشحبت ملامحها ولكنّها سرعان ما ثبتت وأجابته بمكابرة لعينة أنهكته: هيّ حصّلت؟ عايز تقول على نفسك مش راجل علشان تفشكل الجوازة!! كلّ ده علشان اللي ما تتسمّاش؟

رغم الألم والخزيّ الذي يحزّ رجولته في بيئة بمفاهيم مسمّمة جاحدة بقضاء الله رغما عنه تجرحه وتكسره قال: لا يا أمّي هيّ دي الحقيقة، منال كويّسة وزيّ الفل ولو سابتني واتطلّقت كان زمانها متجوّزة وعندها من غيري دستة عيال، هيّ دي الحقيقة اللي انا وهيّ مخبيّنها عليكم، هيّ دي الحقيقة اللي منال رفضت انّي اقولهالكم لأنّها عارفاكم وعارفة انتوا بتفكروا ازّاي، فضّلت انّها تتحمّل اهاناتكم ونظراتكم علشان انا ما اتجرحش، هيّ دي الحقيقة اللي انت وبابا وكلّكم لازم تعرفوها، أنا ما بخلّفش أوّ زيّ ما انت قولتيها من شويّة ابنك... مش راجل

بنكران ورفض كانت والدته تهزّ رأسها إلى أن أوقفته أخيرا: اخرس اخرس

بإصرار وتصميم بعد أن فاض كيله وأرهقت الحقيقة المكتومة روحه قال بأنين صامت مكبوت لم يجد له منفذا إلّا عبر مقلتيه: لا يا أمّي مش هخرس، دي هيّ الحقيقة اللي كان لازم اقولّك عليها من زمان، وفي كلّ مرّة كنت ببقى عايز اقولّكم كانت منال هيّ اللي بتمنعني، وانا ضعيف قدّامها ومابعرفش فعلا اقولّها لأ، مطاطي زيّ ما انتي قولتي عليّ بالزبط، لكن تقولي ايه... مش راجل

دون أن تشعر، فاقدة لعقلها، بلا وعي وجنون المصيبة يعمي بصيرتها... صفعته، وبصوت مهزوز تائه صاحت به: بقولّك اخرس اخرس مش عايزة اسمع صوتك، انا ابني راجل.. راجل وسيد الرجّالة، انت كذّاب وجبان وطرطور ومش راجل

بمرارة أجابها قائلا: فعلا معاك حقّ، انا لو ما كنتش جبان ومش راجل ما كنتش هخبّي عليكم طول السنين دي كلّها، ما كنتش هصبر كلّ ده على أذيّتك ليها ما كنتش هسمح بإنّك تجرحيها وتوجعيها أنا ساكت

أخيرا انهارت والدته على الأريكة خلفها ولطمت خدّيها بنحيب وهمست بغير استيعاب: انت بتقول ايه؟! قول انّك بتكدب قول انّك بتضحك عليّ علشان مش عايز تتجوّز، قول يا ابني قول وطمّن قلبي، قولّي انّي ابني راجل، قولّي انّ ابني قادر يخلّف بدل العيّل اتنين وعشرة قول... قوووول

بأسى انهار جمال أمامها وبألم نظر إليها وأجابها قائلا ببطء: لا يا أمّي هيّ دي فعلا الحقيقة، الحقيقة اللي كان لازم اقولّكم عليها من زمان ومنال هيّ اللي منعتني لكن ان جيتي للحقّ، اصرار منال على السكوت كان جايلي على الطبطاب، كنت بريّح ضميري بيه، لإن الحقيقة إنّ أنا كنت بسكت علشان جبان وندل وضعيف، كلّ مرّة كنت بقرّر اقولّكم كنت بخاف وانا بتخيّل نظرتكم ليّا هتبقى ازّاي ورأيكم فيّا هيبقى عامل ايه... واهو.. اديكي قولتيها بلسانك.. قولتي إنّي مش راجل، ونظرتك اهي زيّ ما انا كنت متوقّع... نظرة عار وانكسار كإنّي عامل فضيحة، كإنّ ده مش أمر ربّنا، كإنّه مش مقدّر ومكتوب، كإنّه بخاطري وبمزاجي، وكأنّكم ما بتقروش القرآن وما تعرفوش انّ ربّنا قال في كتابه " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور... ويجعل من يشاء عقيما"

ما إن أنهى جمال قراءة الآية حتّى انهارت والدته بجانبه بالبكاء فصمت قليلا يسيطر على غصّته ويبتلع دموعه التي تهدّد بالانهمار، قبل أن يميل عليها مقبّلا يديها ورأسها ويتمتم قائلا بصوت أجشّ: سامحيني يا أمّي، سامحيني علشان خيّبت ظنّك، علشان ماعرفتش احقّقلك اللي انت بتحلمي بيه، سامحيني علشان طلعت مش راجل

بغضب ضربته فوق كتفه وقالت له بصوت مختنق أجشّ: اخرس ما تقولش على نفسك كده

بمرارة ابتسم وأجابها بحزن: مش انا اللي بقول كلّكم هتقولوا

بشراسة أجابته رغم الدموع التي لا تزال تنهمر فوق خدّيها: قطع لسان اللي يقول عليك كده انت راجل وسيد الرجالة كمان وغصبن عن الكلّ

قالتها وصمتت للحظات قبل أن تشرس عيناها وتلتمع بتصميم من جديد وتقول: بقولّك ايه يا جمال الكلام اللي اتقال هنا هيفضل ويتدفن هنا، ودلوقت قوم بسرعة يلا علشان نروح لبيت الجماعة زمانهم مستنيّين

أجفل جمال اثر كلماتها ثمّ سألها بذهول: جماعة مين؟ انت بتقولي ايه؟

بتصميم وقفت وأمرته قائلة: زيّ ما انت سمعت، الخطوبة دي لازم تتمّ، لازم محدّش يشك فحاجة

بغضب أهوج قفز من مكانه ونظر إليها مختنقا من تجبّرها وتعنّتها وقال: انت ايه! مافيش أيّ حاجة بتخلّيك تراجعي نفسك؟ برضو عايزة تكسريني قدّام نفسي برضه عايزة تقهري مراتي وتجرحيها، ده بدال ما تاخديها فحضنك وتراعيها وتقولي كتّر خيرها

اضطربت ملامح أمّ جمال برفض للحظات قبل أن تلين وتهادنه قائلة: با ابني بسّ افهمني، دلوقت احنا نتمّم الخطوبة كم يوم كده وبعدها نبوّظها علشان أيّ سبب، انّما لو احنا ما روحناش دلوقت الناس هتسألنا، هنقولّهم ساعتها ايه؟

فاقدا لأعصابه، منهكا مستنزفا صرخ فيها قائلا: قوليلهم مش راجل.. ما بيخلّفش

بهسيتيريا وضعت كفّها فوق فمها مخرسة إيّاه تقول: هششش اسكت هتفضحنا

رغما عنه، رغم معرفته لقوم تربّى بينهم، ترعرع بين أفكارهم، كلمتها جرحته فابتسم بمرارة ثمّ قال: خلاص بلاش منها الفضيحة... قوليلهم مش عايز يقابل ربّه بجنب مايل... ولّا اقولّك.. قوليلهم سافر.. هاجر.. سافر الأردن عند أهل مراته وهيقعد هناك على طول

عندها شحبت ملامحها بقوّة وسألته بذهول: ايه؟!! انت بتقول ايه؟

ردّة فعلها أرضته، فأجابها قائلا: اللي انت سمعتيه، اهو... على الأقلّ كده ما بتبقيش بتكدبي وما حدّش يحسّ بالفضيحة!!

قالها واستدار بسرعة مغادرا بعد أن فرغ صبره، فما عاد بقادر على احتمال المزيد مهما كان المزيد هيّنا نسبة لكلّ ما كان، وهكذا تركها من وراءه تقف شاحبة، تهتف بجزع: جمال جمال استنى بس انت رايح فين؟!

ببرودة أجابها دون أن يلتفت إليها من جديد: رايح على اقرب مكتب طيران احجز تكت واسافر على الأردن... مراتي وحشتني.. اشوف وشّك بخير يا... أمّي

.................................................. ........



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 28-06-19 الساعة 06:23 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:12 AM   #6986

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

مرتاح الضمير أخيرا وقد تخفّف من حمله رغم ما تسبّب به من حزن وخيبة لوالدته خرج جمال من الغرفة راضيا عن فعلته، فأوّلا وآخرا هذا قدره وهو راضٍ به رغم الألم وهم كذلك عليهم بالقبول صاغرين فأيّ شيء يمتلكونه غير ذلك؟!
فجأة تجمّدت خطواته ووقف جامدا بمكانه وقد انسحبت الدماء من وجهه حتّى بدى شاحبا كما الأموات وهو يجد نفسه في مواجهة والده دون أدنى توقّع
من بين أهدابه المسبلة سرق نظرة إليه علّه يتكهّن ما مدى ما قد تكون التفطته أذناه من كلمات، فرغم حتميّة معرفته ما كان له ليتمنّى بأن يعرف بتلك الطريقة بل كلّ رجاءه كان أن تخبره أمّه وهو هناك بعيد فلا يراه إلّا بعد أن يكون قد تقبّل واستوعب
نظرة الدعم الدافئة في عينيّ والده رغم ما خالطها من عتاب وحزن وقليل من انكسار أنبأته بما أراد فأخفض رأسه بخزي غير قادر على المواجهة فيأتيه صوت والده ليقول آخر ما قد يتوقّعه لا سيّما في ظرف كهذا: ما كنتش عارف انّك مش موافق وانّها ناوية تغصبك
باعتراض أجابه حازما رغم هدوء نبراته واحتداد نظرته: ما فيش حدّ ممكن يغصبني على حاجة انا مش عايزها
ببطء تقدّم منه ليقف أمامه نحيلا ضعيفا واهن القوى، فيربّت على كتفه بمؤازرة كم كان يحتاجها، ويقول جابرا لخاطره وبدعم غير محدود: طول عمرك راجل يا ابني، على قدّ ما تبان هادي على قدّ ما انت راجل وقدّ كلمتك
بسرعة نظر لوالده مصدوما يبحث في عينيه عن أثر لسخرية وهزء فلا يجد أمامه إلّا صدق لامس قلبه فأجابه بنبرة متحشرجة وبالقلب طائر جارح محبوس في القفص أطلق جناحيه أخيرا متحرّرا من سجن الكتمان: ربّنا يجبر بخاطرك يا حجّ وما يحرمنيش منّك
صمت والده للحظات قبل أن ينظر لابنه بعين دامعة وصوت مختنق: في أمل؟
الأمل دايما في ربنا كبير وانا اديلي فترة باخد علاج والدكتور الحمد لله بيقول في تحسّن صحيح مش كبير لكن المهمّ انّ في تقدّم
بتفهّم هزّ والده رأسه قبل أن ينظر إليه في ويقول له بيقين صادق: الزم الدعاء يا ابني اصل ربّنا يابني سبحانه رحمته سبقت قدرته، زمان كان في ستّ ما عندهاش اولاد راحت تكلّم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقالت له أدعو لي ربك أن يرزقني بالذرية ، قام سيدنا موسى عليه السلام راح فعلا وكلّم ربّنا عشانها، لكن كان رب العزة تبارك وتعالي
قالّه يا موسى إني كتبتها عقيم، ولمّا سألته الست قالّها فعلا ربّنا قال ايه، وبعد سنة رجعت الستّ تاني وطلبت منّه نفس الطلب وكان ردّ ربّنا عليها هوّ نفس الجواب يا موسى إني كتبتها عقيم، وبرضو سيّدنا موسى عليه السلام قالّها لكن سبحان الله بعد فترة جت الستّ دي لسيدنا موسى وهي حاملة فإيدها عيّل، فسألها سيدنا موسى عنّه، قام قالتله انّه ابنها، سيّدنا موسى اتصدم طب ازّاي ده قالّه انّها عقيم، قدرها كدة مكتوب عنده فكتابها كده، وراح فعلا سيّدنا موسى وسأل ربّنا، عارف قالّه ايه؟
عاجزا عن الردّ كاتما لغصّة بكاء تحرق جوفه، هزّ جمال رأسه نافيا رغم معرفته بالجواب، رغم معرفته بالقصّة إلّا أنّ سماعها على لسان والده كان أمرا آخر، كان حكاية أخرى، كانت طاقة أوسع من الأمل، فقال له والده بصوت متحشرج من شدّة التأثّر: قالّه يا موسى كلما كتبتها عقيم ، قالت يا رحيم، كلما كتبتها عقيم ، قالت يا رحيم، فسبقت رحمتي قدرتي
ما إن أنهى الرجل الكبير كلماته حتّى فاضت عيناه وأجهش بالبكاء وكأنّما الأمل الذي بالحكاية أكبر من قدرته على التحمّل والاستبشار فسارع الآخر المنهار داخليا باحتضانه وتقبيل رأسه وكتفيه ثمّ قال: ونعم بالله يا حجّ ونعم بالله، الحمد لله لا انا ولا مراتي بنقطع الدعاء وبنستغفر كتير وربّنا عالم بنعمل ايه كمان على نيّة انّ ربّنا يرزقنا الذريّة الصالحة، لكن المهمّ تدعيلي انت يا حجّ وترضى عنّي انا واثق انّ فبركة دعاك ربّنا مش هيحرمنا
بتأثّر طبطب الرجل على ولده وقال: ربّنا يرضى عنّك يا جمال
من جديد قبّل رأس والده وكتفيه وقال: مع السلامة يابا اشوف وشّك بخير
قالها وسارع بالمغادرة وقد استنزف تماما، إلّا أنّ والده أوقفه قائلا: جمال... سلّملي على مراتك ربّنا يكرم أصلها وقولّها ربّنا هيعوّضها خير ان شاء الله علشان هيّ بنت اصول وجدعه وتستاهل كلّ خير
سعيدا هزّ جمال رأسه وغادر مشرق الوجه باسم المحيّا رغم كلّ ما كان وكيف لا يكون وطاقة الأمل في قلبه باتت بحجم السماء بعد أن كانت تضيق عليه رويدا رويدا دون أن يشعر!
...............................
ما إن غادر جمال حتّى دخل والده الى غرفة الاستقبال حيث تتواجد زوجته التي كانت تجلس فوق الأريكة تضع يدها على خدّها تبكي، ولكنّها ما إن رأته حتّى كفكفت دموعها وانتفضت بمكانها تقول: شفت ابنك؟ نشف لساني معاه وبرضو مش عايز يتجوّز
شامخا بمكانه رغم ما يشعر به من وهن مهيبا رغم ضعفه ضرب عصاه فوق الأرض بخفّة صامتا، ورغما عنها ارتعشت بداخلها منه خوفا، فأكملت تقول باضطراب: كلّه من العقربة مراته أكيد سحراله
من جديد لم يجبها زوجها بحرف لكنّ عيناه أجادتا عملهما بترهيبها، فابتلعت ريقها توجّسا وأكملت: اقول للناس اللي برة ايه دلوقت ولّا الجماعة اللي قاعدين مستنيين... شور عليّا يا ابو جمال
بنبرة لم يسلبها المرض رصانتها ولا هيبتها سأل بمكر: هيّ البنت قمر دي مش عندها اخت ارملة اكبر منها؟
باستغراب أجابته: ايوة
فأجابها قائلا بمنطق لم تستوعبه: نطلبها بدل اختها ترضية
ارتاحت ملامحها وأجابته تقول: طب والله فكرة! إنّما هنطلبها لمين ان شاء الله؟
عندها متشفّيا آخذا بحقّ من ظلمت أجاب: ليّا أنا!!
.................................................. .................................................. ........


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:14 AM   #6987

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

ليلا/ ثاني ايّام العزاء
ما إن غادر آخر المعزّين حتّى دخل الصارم بيت جدّته رحمها الله، الذي بات الآن وقد فارقته صاحبته واحتلّته أمّه وعائلتها الجديدة غريبا عليه، ساعات وساعات قضاها ليلة الأمس بداخل غرفته مختنقا حبيسا فيها دون جرأة على المغادرة خشية من الاصطدام بأيّ من المتواجدين، فلا هو راغب برؤية "الأخ" الغريب صاحب النظرات السخيفة، ولا هو قادر على احتمال رؤية زوجها المتغطرس بنظراته الكارهة والذي يمنّ ويذكر كلّ قرش تدفعه "زوجته" من ماله هنا وكم صرف على بيت الأجر وكم هو على استعداد بأن يدفع بعد، ولا هو قادر على تقبّل نظراتها المتزلّفة المستعطفة ولا تفهّم صمتها وتباعدها كلّما كان زوجها حولهم أو قريبا منهم بالمكان، أمّا تلك الكنية التي تتردّد في كلّ فينة على مسامعه والتي أصبحت شهيرة بها ولا يناديها الجميع الّا بها حتّى أخواله من تربّى بينهم
"أمّ مسعود"!!
يقولونها متزلّفين لزوجها الثريّ وابنها المدلّل، وكأنّما لا صارم عرفوه ورُبي بينهم!!
لكنّ كيل صبره قد نفذ فعلا الليلة وما عاد بقادر على احتمال المزيد وهذا البيت لن يأويه حتّى يفارقونه بعد انتهاء ايّام العزاء، ولذلك وبعزيمة جهّز لنفسه حقيبة ملابس صغيرة لملم فيها بعضا من كتبه وملابسه وأغراضه الشخصيّة ليذهب للمبيت لدى بيت والده ملبيّا دعوة لميس الملحّة عليه بالأمس
لميس
لا يزال ما حصل بالأمس بينهما يثير رعشة دافئة بقلبه كلّما تذكّر تفاصيله حيث كان قد غادر صيوان الرجال وذهب للقاءهنّ هي وجدّته والعنود عند المغادرة قريبا من السيّارة بناء على طلب والده حيث رغبن بتعزيته ومواساته
عندها احتضنته لميس بقوّة أجفلته وفاجأته، ربّتت عليه بتأثّر هزّه من الداخل قبل أن تمسك كفّه الضخم أمام ناظري والده الغائمتان وشدّدت عليها مسترعية جلّ اهتمامه قبل أن تقول: بيت أبوك موجود ومفتوحلك ايمتى ما حبّيت تيجي راح تلاقينا فاتحينلك ايدينا ومرحبين
عاجزا عن الردّ أومأ برأسه دونما كلام ولكنّها لم تكتف بل مدّت كفّها وربّتت بها فوق خدّه وتابعت بإلحاح: راح نستنّاك حاول تيجي
عندها ورغما عنه ابتسم لا سيّما وهو يرى نظرات والده الخفيّة الحانقة إليهما وقال: أكيد راح آجي، أصلا مين ضلّ إلي غيركم
عندها زمجر والده وقال لها زاعقا: ناوية تروحي معنا يا مدام ولا بدّك تنامي هون؟
لم يمتلك وقتها الّا أن يناكف والده فيقول: يا ريت والله صدر البيت الها والعتبة النا، هاي غرفتي موجودة تنام فيها وتوخد راحتها
ليحدجه والده بنظراته ينهره قائلا: طب انقلع انقلع ارجع عند الزلام!!
مبتسما على ذكرى الأمس كان الصارم ابتدأ يغلق الحقيبة عندما شعر بابنة خاله تدخل عليه غرفته فتجهّمت ملامحه تلقائيا وقد عادت له كآبته وسألها: شو بدّك؟
بصمت أخفضت براء رأسها ولم تجبه فقطّب جبينه وجلس يرتدي جوربه ليسألها من جديد: بدّك إشي؟
رفعت براء نحوه عينان متردّدتان ممتلئتان بالدموع فوجدته ينظر حوله بحثا عن فردة جوربه الأخرى والتي كانت تقبع خلفه بعيدا عن ناظريه فاقتربت منه بصمت ومالت بجانبه لتتناولها من وراءه فابتعد بجسده تلقائيّا إلى أن أعطتها إيّاه، وحينها رأى العبرات العالقة فوق حافّة أجفانها فأمسك بمرفقها بينما تهمّ بالابتعاد وسأله: إيش في مالك ليش ما بتردّي؟
حينها رفعت براء وجهها الكئيب إليه لثانية قبل أن تباغته بانفجارها بالبكاء وبارتمائها عليه متشبّثة برقبته دافنة رأسها فوق كتفه بينما تهتف به وتقول: بدّك تروح صح؟ إنت برضو بدّك تتركني؟ راح تتركوني لحالي؟ لا تروح... والله انا بدير بالي عليك،
مقاوما حزنه، نافضا تأثّره، متجاهلا انتفاضته، أبعدها عنه بحرص وان بحزم ثمّ سألها مازحا: هسّة انت يا نصّ نصيص بدّك تديري بالك عليّ أنا؟
ببراءة أكّدت براء قائلة: آه والله صدّقني راح أعرف، بغسلك وبنضفلك البيت وبعملّك شو ما بدّك... بسّ الله يخلّيك لا تروح وتتركني
متجاهلا الألم النابض في مقلتيها، متجاهلا صداه في روحه أجابها مازحا: وكم راح يكلّفني هاد الحكي كلّه؟
بقوّة رفعت كلتا يديها تنفي عنها تهتمته وشوّحت بهما بإنكار وقالت: ببلاش والله العظيم ببلاش
ذاهلا رفع حاجبيه وأجابها: لهالدرجة؟!
عندها تحشرج صوتها وأجابته قائلة: انا خايفة
باستغراب سألها: وانت بين أهلك؟
أسبلت براء أجفانها واحتضنت نفسها بقوّة وكأنّها تقاوم ارتعاشة برد ولم ترد، فصمت هو الآخر وأكمل ارتداء جوربه ثمّ وقف وقال: عموما همّ كم يوم وراجع
بلهفة سألته: إيمتى؟
أجابها بصوت جامد: بس يروحوا الضيوف اللي هون
عندها جاءه صوت الأخرى التي دخلت إليهما توّا تقول: هيك يعني؟ بدّك ايّانا نروح؟
ببرود نظر صارم لمن أنجبته وقال: بالعكس تاركلكم البيت عشان تعرفوا توخدوا راحتكم مزبوط عن اذنك يا... أم مسعود
قالها وخرج من غرفته تلحق به تلك تمنع عيناها من ذرف المزيد من الدموع بالقوّة فأمسكت والدته بذراعه وقالت: صارم استنّى ماما، وين رايح بدّي أشوفك لسّه ما شبعت منّك يا ابني
بقوة أدار الصارم وجهه ناحيتها وأجابها بقسوة: ابنك؟ ابنك مش هون، ابنك هناك بهديك الغرفة مع ابوه، حابسين حالهم أحسن ما يضطروا يشوفوني صدفة وهمّ رايحين ولّا جايين، ابنك مسعود يا... امّ مسعود
بحرقة أجابته قائلة: مسعود ابني وانت كمان ابني، هناك الناس ما بيعرفوك، ما بيعرفوا غير مسعود وطبيعي ينادوني باسمه، وهون... هون...
مكملا عنها أجابها ساخرا بمرارة: هون نسيوا إنّك إمّي
بحرارة أجابته: ما في مشكلة، بنذكّرهم، ومن هلّأ ما راح أردّ على حدى اذا ما قالّي إم صارم
بغير تصديق أجابها مذكّرا: وجوزك؟ مش خايفة ليزعل؟ سنين وانت ممنوع تشوفيني لإنّه بغار وهسّة شو؟ خلص بطّل يغار ولا شبعت مصاري وما عاد زعله فارق معك؟
بغضب صرخت به: احترم حالك صارم شو ما صار بضلّ إمّك
أمسك الصارم بذقنه متفكّرا قبل أن يجيبها بقسوة: بتصدقي نسيت!
ثمّ تابع ساخر بينما ينحني أمامها بإجلال زائف قائلا: على العموم احتراماتي يا.. إمّي
فاقدة لسيطرتها على أعصابها أجابته بينما تستدير لتغادره: على فكرة إنت واحد مش متربّي وخسارة أحكي معاك
بقسوة وقهر السنين هتف بظهرها قائلا: طبيعي.. واحد ما عنده إمّ طبيعي يكون مش متربّي!!
بألم نظرت إليه تمنع كلمات الندم والأسف التي تزدحم في جوفها من الخروج، تظنّها لا فائدة ترجى منها بالنسبة إليه وقد تأخّرت سنوات وسنوات، وبذات الوقت تخشى من آذان أخرى قد تلتقطها فتتضاعف مخاسرها، فلقد صدق ابنها وكذبت هي، فما كانت أبدا لتجرؤ بأن تكنّى باسم غير اسم زوجها، وهو الغيور والمتملّك، وهي... تعترف ليست على استعداد لأن تخسره وتخسر ابنها معه، ليست على استعداد لأن تتخلّى عن نمط حياة باذخة قد اعتادتها وهي التي ضحّت بالكثير جدّا لكي تنالها
نادته بألم: وين بدّك تروح
جمد أمامها للحظات ثمّ قال: رايح لعند إم صارم...
بصدمة قطّبت جبينها فتابع هو ساخرا: اه ما انا نسيت احكيلك مش كتير فارق معي يحكولك إم صارم، ما هي مرة أبوي لميس هيّ كمان قرّرت تسمّي حالها على اسم ابوي... إم صارم، بس للأمانة هيّ ما عندها ولاد لغتهم من حياتها
قالها ثمّ استدار مكملا طريقه ولكنّه قبل الخروج قال، وكأنّه يقول للصغيرة المصغيّة لكلّ ما قيل باهتمام، متابعة لكلّ ما يحصل بفضول، بأنّه سيعود: قبل ما ترجعي عبيتك لا تنسي تتركيلي مع براء المفتاح
.................................................. .................................................. ...


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:15 AM   #6988

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

في اليوم التالي

مرتبكة كانت العنود تجلس بالقرب من صديقتها في غرفة استقبال الضيوف فهذه هي المرة الأولى التي تزورها فيها احدى زميلتها في بيتها

بإحراج ووجه محمرّ أشارت نحو كوب العصير الموضوع أمام "سهر" وقالت لها: اتفضّلي العصير

بابتسامة ناعمة أجابتها: يسلمو ايديكي حبيبتي

ثمّ رشفت من العصير وقالت: وين اختفيتي بعد ما خلصت المدرسة ولا حسّ ولا خبر، حتّى الجروب على الواتس اب ما عدتي دخلتي عليه

بلا اهتمام وبراءة أجابتها: بصراحة انا حذفت تطبيقات المحادثة كلها من الموبايل، وأصلا غالبا بنساه مغلق لولا ماما بتتّصلي عليه كان ما إلي فيه حاجة

باستنكار أجابتها: اوووف وليش كلّ هاد

بصدق واقتناع أجابتها العنود: بصراحة بحسّه ما كنّه فايده وبيضيّع الوقت

بغير تصديق وسخرية أجابت صديقتها: بيضيّع الوقت ولّا هيك أبوكي بدّه، بصراحة الله يعينك عليه بسمع إنّه عقله صعب كتير

باستغراب سألتها: ليش انت من وين بتعرفيه لبابا؟

شحبت سهر وتأتأت بارتباك: آآه لا أنا ما بعرفه بسّ هيك بحسّه من كلامك

بغير اقتناع جادلتها: بسّ انت قولتي انّك بتسمعي عنّه وأنا مستحيل أكون حكيت عن بابا هيك لإنّه بالعكس بابا حنون كتير بسّ هوّ عصبي شويّ وشديد علينا عشان طبيعة شغله بتخلّي بيخاف علينا أكتر من الناس التانيين

مدّعية التفهّم هزّت تلك الخبيثة رأسها ثمّ تململت تقول بهمس: صحيح نسيت أحكيلك.. علاء بيسلّم عليكي كتير!

كمن لدغت بعقرب سامّ انتفضت العنود بمكانها ثمّ نظرت حولها بهلع وقد شحبت ملامحها ثمّ وضعت يدها على فم صديقتها ورجتها تقول: هششش وطّي صوتك مجنونة انت؟!

بتغابي رفعت سهر يدها عن فمها وسألتها: شو فيه؟

بجنون همست العنود: كيف شو فيه؟ هلأ هاد موضوع بينحكى فيه هون؟ بعدين هاد الاسم خلص ما عاد تجيبيلي سيرته بالمرة

بسماجة أجابتها: على أساس قادرين نحكي معاك ولّا نوصلّك احنا، أصلا من يوم ما اتجوّز ابوكي هاي مرته التانية قصدي التالتة وانت اختفيتي وما عاد شفناك، حتّى ابن عمّي علاء عم يقولّي ما عاد حكيتي معه، شو صاير ليكون مرته مراقبتك وعاملتك متل سندريلا!!

بهلع نظرت العنود من جديد نحو الباب قبل أن تهمس لتلك بعيون جاحظة مجنونة: ولك حكيتلك لا ترجعي تجيبه سيرته لهاد الزفت علاء، بعدين شو هاي ما عاد حكيتي معه، هيّ كلها محادثة واحدة اللي كانت بينا وما عاد اتكرّرت، ولا راح ترجع تتكرّر

باستنكار وأسف زائف أجابتها تلك: ليييش؟ عاد علاء كتير حابّك وراح ينجنّ على ما يرجع يشوفك أو يحكي معاك، وبصراحة بصراحة هوّ اللي باعتني لعندك هون اليوم

بصدمة وذهول ضربت العنود خدّها بكفّها وهمست بقلب شبه متوقّف: شووو ليش هوّ شو بيعرفه ببيتي؟

بخباثة ابتسمت تلك قائلة: شُفتي كيف؟ مش بقولّك شكله بيحبّك؟ هيّو عرف كيف يوصل لعنوان بيتك!!

بجنون وقفت أمام صديقتها وابتدأت تدور أمامها وتقول: يا ويلك يا عنود يا ويلك

ثمّ وقفت من جديد ونظرت إليها بتوسّل تقول: سهر حبيبتي من شان الله فهميه لابن عمّك يبعد عنّي ينساني احكيله عنود مش هيك هديك المرة كانت غلطة وابدا مش راح أكرّرها، قوليله العنود بتخاف الله ومستحيل تخون ثقة أبوها فيها

باستهانة أدارت سهر عينيها وبان فوق ملامحها بعض الاستهزاء، فأمسكت العنود بيدها وجلست أمامها ترجوها التفهّم وتقول: سهر حبيبتي ما بدّي مشاكل انا!!

كحيّة رقطاء ربّتت فوق يدها وأومأت لها مطمئنة، قبل أن تتناول الهاتف من جانبها وتزفر بحنق تقول: يييييي خلّص شحن الموبايل، هاي البطّارية صار لازمها تغيير، حبيبتي عنود جيبيلي موبايلك لو سمحت بدّي أرنّ على أخوي مشان ييجي يروّحني

باضطراب هزّت رأسها وغادرت فيما قامت تلك بسرعة بتشغيل هاتفها وإجراء مكالمة

............................................

في المطبخ يحوم حولها بقلق وارتياب باتا جزء لا يتجزّأ من طبيعته بينما تقوم هي بسكب سائل الكريم كراميل الاصفر داخل الاطباق المملوءة بسكّر الكراميل البنيّ فيما عيناها تراقبانه باستمتاع وشوق وتفهّم فهذا حاله منذ أن باغتتهم صديقة العنود بزيارتها المفاجئة فيستنفر هو بطبيعته المرتابة المتشكّكة فلا يستقرّ له حال منذ لحظتها فتارة يدور من حولها داخل المطبخ وتارة يجلس فوق الكرسيّ بجانبها يدّعي قراءة شيء على الهاتف تعلم هي أنّه لا يستوعبه

وضعت لميس قدر الكراميل الفارغ بداخل الحوض ثمّ التفتت للدلّة الممتلئة بالماء المغليّ فوق الغاز وأكملت عمل فنجان القهوة علّها به تهدّئ مزاجه، صوته وصلها قائلا: ما بدّك تدخليهم الحلو؟

كتمت ابتسامتها وأجابته: لسّة لازم يبرد ويجمد

بغيظ سألها مرة أخرى: طيّب ما بدّك اتدخليلهم اشي؟

بمهادنة أجابته: لسّة ما إلى عشر دقايق مدخّلتلهم العصير

بحنق زفر الكاسر بقوّة فابتسمت دون أن تشعر، لا تنكر أنّها هي الأخرى لم ترتح لهذه الصديقة بمظهرها هذا الذي لا يدلّ على عمرها بزينتها الكاملة وملابسها السافرة، والتي لا تشبه العنود بشيء ولكنّها رغم ذلك قادرة على تمالك نفسها لا سيّما وهما هنا وتحت أنظارهما

ما إن أنهت القهوة حتّى سكبتها داخل فنجانين تناولت أحدهما ثمّ قرّبته من أنفها واستنشقته بلذّة كبيرة مهمهمة باستمتاع شديد: اممممم

بطرف عينه كان الكاسر يراقبها متمعّنا فيها دون أن يشعر إلى أن وجدها تنظر إليه وتبتسم له برقّة بينما تقترب منه بنعومة شديد

رغما عنه تأمّل ملابسها المحتشمة ببعض الخيبة فهي ورغم جاذبيتها إلّا أنّها لا تقارن أبدا بتلك التي كانت ترتديها بالأمس... لحسن حظّه والفضل طبعا بذلك.. يعود له وهو فعلا عليه أن... يهنّئ نفسه على الانجاز

باحباط زفر الكاسر بضيق، لا يعلم الى متى سيستطيع التحمّل أكثر، إلى متى سيستمرّ هذا الشتات والضيق والـ... كبت

لا يفهم نفسه فعلا لا يفهم فها هو في منتصف الأربعين، أليس على رغباته أن تهمد، أليس على حاجاته أن تقلّ؟!!

انّه رجل بحقّ الله!!

بضيق نفخ الهواء من جديد فوضعت لميس الفنجان أمامه وملأت أنفاسه برائحة عطرها المسكيّ ثمّ ربّتت فوق كتفه برقّة تقول: اهدى كاسر البنت عنّا وتحت عينينا ما في داعي لكلّ هالقلق

باستجابة حسّية خالصة استجاب جسده للمستها العادية البريئة فانتفضت روحه واستثيرت حفيظته فملأ الحقد نفسه عليها أكثر فنظر إليها بحقد وزفر بحدّة ثمّ قال بغضب أهوج: مين طلب منّك قهوة انت؟ خديها من وجهي!

بدهشة نظرت لميس اليه ثمّ بإصرار ابتلعت صدمتها متفهّمة تخبّطاته وتناولت الفنجان من أمامه مسايسة وقالت: معلش فكّرتك بدّك

بصلافة أجابها: مرّة تانية لا تغلبي حالك وتفكري أنا لمّا بدّي اشي بعرف أطلبه!

بهدوء هزّت رأسها وأجابته بينما تضع الفنجان فوق الحوض: حاضر زيّ ما بدّك

بغيظ وقف وحدجها بنظراته الغاضبة وقال: هوو هووو انت ما بتملّي.. ما بتملّي!! كلّ اشي حاضر وزيّ ما بدّك انت شو آه انت شو ما عندك كرامة!؟!

بألم سألته وقد آذتها قسوة كلماته من بعد بعض اللين: كاسر شو فيه؟

حانقا من نفسه مختنقا من الوضع أجابها: شو فيه!! عنجد بتسألي كإنّه ما بتعرفي شو فيه؟ بتحبّي أحكيلك يا هانم شو فيه؟

بانكسار أخفضت لميس رأسها قبل أن تتحرّك بصمت لتمرّ بجانبه مغادرة إلّا أنّه أمسك بمرفقها بقسوة موقفا إيّاها قائلا بغضب: انا لسة واقف بحكي معك وين رايحة!

بحيرة وعجز نظرت إليه، عيناها في عينيه، تعاتبه حينا وتأسف أخرى، نظراتها زلزلت دواخله، فانتفض برفض وهزّها قائلا: رُدّي!!

بعجز وبصوت أبحّ زاده الألم غنجا: كاسر شو بدّك!!

على اثر كلماتها انتفض، نعم ماذا يريد... ماذا يريد... يريد أن يرتاح... أن ينعم بالسكينة... وهي... لا راحة ولا سكينة له مع أمثالها

بقسوة قذف يدها وابتعد عنها كما الملدوغ قائلا باحتقار تعمّده: منّك... ما بدّي إشي!!

كسهم ناريّ شقّ تصريحه صدرها فترنّحت للحظة وأوشكت على البكاء ولكنّه كنفحة رحمانيّة من السّماء جاءها النمر راكضا منكوش الشعر ملتمع العينين متضرّج الوجنتين من أثر النوم وتمسّح بثوبها متدلّلا فحملته بين ذراعيها وقبّلته وهمست له بصوت متحشرج بالبكاء: اشتقتلّك حبيبي

فقبّلها الصغير وأجابها بينما يغمر رأسه بداخل عنقها بدلال: نمّولي حبّي لمّوثي ماما

بصدمة نظر إليه كلاهما فاحتضنته لميس وأجهشت بالبكاء فيما كزّ الكاسر على أسنانه غضبا وأمسك بصحن زجاجيّ قريب ألقاه الى الحائط بقهر شديد ثمّ غادر المطبخ سريعا هاربا منهما فيوشك أن يصطدم بابنته التي شهقت بجزع، فأمسك بيدها متسائلا بعنف: مطولة البنت؟

بخوف هزّت العنود رأسها وأجابته: لأ هاي راح تتصل بأهلها ييجو يوخدوها

بوقاحة أجاب: أحسن مع القلعة!! "صيغة طرد"

....................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:16 AM   #6989

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

دقائق قليلة وكانت العنود تدخل غرفة الضيوف من جديد وقد زاد حال والدها وزوجته ونمر الباكي من اضطرابها، فناولت سهر الهاتف وأرادت الجلوس ولكنّ تلك استوقفتها بأدب تطلب منها: حبيبتي عنود ممكن لو سمحت تجيبيلي كاسة مي راح أموت من العطش، بسّ بليز خلّيها وسط لا باردة ولا ساخنة

ببراءة وصفاء نيّة أومأت العنود برأسها وخرجت من جديد غير دارية بما يحاك حولها من مكائد جلبها لها الشيطان عندما تركت له الباب مواربا في ليلة كانت تبكي بها منهارة ولم يكن عليها بها لا رقيب ولا حسيب

.................................................. ............................................

ليلا

مضطربة الأنفاس كانت العنود تستلقي في سريرها، تنظر للهاتف بجانبها بعيون جاحظة بهلع، فها هو يرن منذ أكثر من ساعة باسم علاء باصرار عجيب، فلا تعرف ما الذي قالته له تلك المجنونة ليعود لجنونه من جديد

تحت بطّانيتها تدفن رأسها مغمضة العينين وعقلها يعود بها لبداية حكايتها معه، هذا... ان جاز أن تسمّيها حكاية!

يومها كانت تغادر من بوابّة المدرسة مع رنين جرس انتهاء الدوام واحدة بين أفواج من الفتيات، لكنّها على غير المعتاد لم تكن وحدها بل كانت معها زميلتها سهر التي ابتدأت بالتقرّب منها منذ أيّام مثيرة حفيظتها فهي بطبعها الانطوائيّ لم تكم ممّن يحبّون العلاقات ويوطّدون الصداقات

وما كانت سوى خطوات قليلة مشينها بطريقهنّ عندما استوقفهنّ شابّ قد خرج توّا من مدرسة الذكور الثانوية القريبة من مدرستهنّ فاستنفرت هي بوقفتها وقطّبت حاجبيها بقوّة حتّى باتت شبيهة بوالدها ونظرت إليه نظرة جازرة كفيلة بأن ترعب من هو أكبر منه إلّا أنّه تجاهلها قائلا: ااهلااااا سهور كيفك

عندها عرفت هي أنّ الشابّ قريب للفتاة فابتعدت قليلا عن طريقهما وأولتهما ظهرها، وتركتهما ليثرثرا قليلا بينما كانت تتململ بضيق وعدم راحة، وكانت فعلا قد قرّرت أن تغادرهما عندما استوقفها صوت الشاب الذي قال: شو بنت عمّي ما بدّك تعرفيني عالصبيّة؟

لترتدّ إليه هي بنظراتها فتزجره بقوّة وتقول: الصبيّة ماشية ولا بدها تتعرّف عليك ولا حتّى تعرف بنت عمّك

قالتها وغادرتهما بخطوات عريضة مسرعة، ثابتة راسخة هي مشيتها دائما، هكذا تربّت وهكذا فهمت، أنّ للطرقات احترام وأنّ للمشي فيها قوانين، فيركض هو خلفها قائلا بفكاهة: واااال شو هالمشية والله مشية عقيد بالجيش يا... عقيد

بغضب نظرت إليه وقالت: سكّر تمّك وامشي بطريقك أحسن ما أورجيك عنجد العقيد ممكن يعمل ايش!!

قهقهة فقط كانت إجابته وبلا يأس أكمل متتبعا خطواتها على الجانب الآخر من الطريق، فانحنت بغضب ممسكة بحجر مدبّب كبير ورفعته أمامه مهدّدة: والله والله إذا ما بعدت إلّا أرمي عليك

بمغايظة أجابها: ما بتسترجي

وبلا ادنى تردّد رمته فهرب من طريقها مشدوها بعد أن كاد فعلا الحجر أن يصيبه ونطق بانشداه: المجنونة

وفعلا توقّف عن تتّبعها... لذلك اليوم فقط

في اليوم التالي جاءتها سهر صباحا تعتذر منها عن قلّة أدب ابن عمّها كما وصفته وأقسمت لها أنّها لم تتعمّد ما حصل، وأن ابن عمّها لم يقصد سوء بها ولكنّ هذه طبيعته مشاكس مستفزّ

وقتها قبلت اعتذارها ولكنّ الأمر تكرّر في ذات اليوم ولكن بلا لقاء فقد اختفت صديقتها وقت المغادرة ومشت هي في طريقها وحيدة كما المعتاد ولكنّها فجأة أحسّت بأنّها ملاحقة وبطرف عينها لمحته فكشّرت عن أنيابها وتوقّفت إلى أن اقترب منها فوبّخته: ممكن أعرف ليش ماشي وراي؟

فنظر حوله باستهبال كمن يبحث عن شخص وقال: انا؟!

بسخرية أجابته: لأ خيالي

فابتسم ببلاهة وقال: آآه فكّرت أنا

بغيظ شتمته: بتعرف انّك تافه وزنخ

بسماجة ابتسم وقال: بصراحة آه

بغضب حذّرته: إذا سمحت امشي بطريقك وابعد عن طريقي

عندها أجابها بغموض أثار في قلبها الريبة: بس

طريقي هوّ هوّ طريقك

وهكذا تكرّر الأمر كثيرا يمشي وراءها صامتا وتتجاهله مدّعية بأنّها لا تراه، فلا يكلّمها ولا تكلّمه، إلى أن أرسلت له تناشده يوما عبر ابنة عمّه بعد أن باتت حديث فتيات المدرسة وغمزهنّ ولمزهنّ ترجوه أن يعتبرها كأخته فيبتعد عن طريقها ولا يفسد سمعتها أكثر فتأتيها تلك في اليوم التالي ما صدمها وأرسل بداخل نبضها قشعريرة دافئة لذيذة

"علاء بحكيلك هوّ بيحبّك ومستحيل يعتبرك زيّ أخته، وكمان بيحكيلك اذا بدّك يبطّل يمشي بطريقك خدي رقمه احكي معه واطلبي منّه وهوّ أكيد ما راح يرفضلك طلب"

بالطّبع يومها غضبت وثارت واتّهمت صديقتها وابن عمّها بقلّة الأدب وخاصمتها متجاهلة الحديث معها لأيّام، أيّام طويلة استمرّ هو باللحاق بها كلّ يوم حتّى مدخل حيّهم، يراقبها تدخل بيت جدّتها أمّ الكاسر من بعيد فيبتسم لها ويغادر، وهكذا بقيت هي على تجاهلها لكليهما إلى أن جاء يوم أرادت به الخروج مع زوجة عمّها إلى السوق وقد كانت يومها عطلة

تذكر ذلك اليوم جيّد ولا يزال جسدها يرتعد في كلّ مرّة تتذكّر خوفها حين خرجتا من باب المنزل لتجده واقفا على سور بيت قريب جدا من بيتهم

يومها ما إن رآهم حتّى أجفل ونظر إليها بصدمة وعدم تصديق وكأنّه لا يصدّق بأنّه يراها فعلا، نظرته رغما عنها أسعدتها، أشعرتها بأنّها بالفعل أنثى وبأنّها... محبوبة

بجنون لاحقهم من شارع إلى شارع وفي أزمة السوق وعلى غفلة من زوجة عمّها اقترب وبكتفه دقّ كتفها ومرّة أخرى بأحد المحال المزدحمة اقترب وبيده لامس يدها ولكنّه هذه المرّة لم يتركها خاوية بل ودون أن تعرف كيف وجدت نفسها تمسك بورقة مطويّة صغير مدوّن بداخلها عشرة أرقام هي رقم هاتفه!

تجاهلتها، تقسم أنّها رغم شوقها تجاهلتها، رغم رغبتها لم تكلّمه لم تحدّثه بل إنّها قد غيّرت الطريق بمحاولة منها لثنيه عن أفعاله، وهكذا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي صفعتها زوجة عمّها فيه

يومها أحسّت بالقهر، تزايد الضيق الذي ينمو بداخلها منذ سنين، تكالبت فوق روحها الهموم حتّى وجدت نفسها دون أن تشعر تخزّن رقمه وترسل له

"مرحبا... انا عنود"

ثلاثة كلمات هنّ ما ابتدأت بهنّ المحادثة فلم تعرف ولم تدر كيف تضاعفتا لتصبحا بالمئات ان لم يكن بالألوف وبليلة واحدة...

حدّثته عن نفسها، عن ضيقها، عن أمّها وأبيها، جدّتها وأخوتها، كلّما كانت بها تغلق بابا كان يفتح هو لها به ألفا، لم يترك شيئا لم يسألها عنه، عرف عنها كلّ شيء وحتّى أدقّ مخاوفها، سهرا

ساعات وساعات مرّت زيّنها لها الشيطان فمرّت دون أن تشعر

ليلة بحالها مضت أصبحت هي من بعدها نادمة ولكنّه هو لم يكتف وأراد منها المزيد، فازدادت ملاحقته لها الحاحا، أخبرته أنّها ندمت وأنّها أخطأت ولكنّه لم يقتنع فبات يهدّدها بهوجائيّة أن تردّ وكادت أن تضعف لولا... لميس

متوكّلة على الله تجاهلته، وبجملة واحدة أنهت كلّ ما كان،

"أنا صحيح غلطت مرة بسّ لإنّي بخاف من الله ندمت وتبت، وانت متى بدّك تخاف من الله؟"

وهذه كانت النهاية... حتّى اليوم

تتقلّب فوق سريرها بأرق، النار تشتعل بأحشائها، تغمض عينيها بقوّة محاولة السيطرة على نبضاتها التي تضاعفت سرعتها بشكل مخيف، بل انّها تكاد تجزم أنّ قلبها قد استقرّ بهاوية بطنها فينبض من هناك باثّا حولها حرارة مرضيّة موجعة

بألم تأوّهت ووضعت يدها فوق بطنها تمسّده وكما الجنين التفّت حول نفسها بينما تتمتم بالدعاء وعلى صوت تأوّهها طرق الباب وفي اللحظة الثانية مع آه أخرى فُتح، فتناقصت سرعة النبضات بهبوط حادّ مريع حتّى وصلت الـــــــصفر وهي ترى والدها يقف أمامها منحنيا فوقها قريبا جدّا من هاتفها يسألها بصوته الخشن وبحنوّ مناقض شديد: عنود بابا شو فيه ايش بوجعك؟!

باضطراب ارتعدت أوصالها وشحبت ملامحها وبهلع أجابته بصوت مهتزّ خفيض: و..و.. ولا اشي... مممووجوعة شووي

قالتها ويدها بارتجاف تخفي الهاتف الصامت تحت بطّانيتها بحرص شديد

فيأبى والدها إلّا أن يزيد من ألم ضميرها وهو يقول: شو بوجعك أوخدك عالدكتور؟!

برفض هزّت العنود رأسها بينما دمعة ذنب تتسلّل من عينها بحرقة ثقيلة على من هي في مثل عمرها فتزيد من حرارة نبضاتها التي تجري بدورها ساخنة مع كلّ قطرة دم تمشي عبر أوردتها

احمرار وجنتيها أثار ريبة الكاسر فوضع يده فوق جبهتها فانتفض متحرّكا بسرعة وهو يقول: حرارتك مرتفعة قومي بسرعة جهزي حالك عشان نروح عالمستشفى راح ابعتلك خالتك تساعدك أنا رايح أجهّز حالي
.................................................. .................................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 28-06-19, 04:17 AM   #6990

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 6

في اليوم التالي

أغلقت أمّ "مسعود" باب المنزل خلف زوجها وابنها فلم يبق إلّا ثلاثتهم -أو هكذا يظنّون- يجلسون داخل غرفة والدتهم القديمة نظرت لأخيها باستغراب وقلق ثمّ قالت: وهاي ما ضلّ حدى غيرنا في كلّ البيت خير أبو براء شو في؟ شو الاشي العاجل اللي أصرّيت نجتمع فيه مع بعض لحالنا من غير حتّى بقيّة اخوانّا؟

نظر الصارم لخاله مستغربا أن طلبه هو بالاسم ليحضر اجتماعا سريّا بينه وبين شقيقته، فالتفت الآخر له بنظراته الحادّة الجاحظة بوجهه النحيف بينما يشير إليه بإصبعه ويقول: انتَ... الدهبات وين؟!! "الذهب"

للحظة أحسّ الصارم بعدم الفهم قبل أن يلتمع بداخل عينيه الادراك فيقول بادّعاء: أيّ دهبات، قصدك دهبات ستّي اللي كانت لابستهم واختفوا فجأة أوّل ما سلّمت الروح!!؟

ارتبكت نظرات خاله لوهلة قبل أن يتدارك نفسه ويقول: موجودين أنا خبّيتهم ولّا يعني بدّك ايّاها تندفن فيهم أكيد بدّي أشلّحها ايّاهم وأخبّيهم منيح قبل ما حد يسرقهم

من ذات الفصيلة وان تعدّدت الأنواع أجابته أخته: هيك من نفسك.. لحالك من غير شهود؟

بغضب أجابها أخوها: شهود؟ هيّ حصلت بينّا شهود؟ بتخَوْنيني!

ببجاحة وصراحة أجابته: والله افهمها متل ما بدّك

قالتها ثمّ تابعت مستغربة: بعدين طالما حضرتك اللي ماخد دهب إمّي الله يرحمها على شو جاي تحاسب ابني؟!

أجابها كاتما غيظه : هوّ عارف على إيش ولّا شو يا صارم؟

هزّ الصارم كتفيه ببرود وأجابه: بصراحة مش متأكّد

بغضب أجابه خاله: هيك يعني؟ ماشي يا ابن الكاسر، أنا بسألك عن الدنانير الدهب، كانت إمّي مخبّيتهم جوّى جاكيت أبوي القديم الله يرحمه، تحت البطانة الداخلية، ولغاية الأسبوع الماضي أنا واثق ومتأكّد انهم كانوا موجودين هناك

بصدمة كان الصارم يستمع لخاله، فهذه التفاصيل الدقيقة ما كان هو ليعرفها رغم كونه كان يعيش معها بنفس البيت فكيف ومتى استطاع هو معرفة هذه الحقائق

صمت خاله أعلمه أنّه ينتظر منه ردّا فكظم غيظ ونفوره وهزّ كتفيه يدّعي اللامبالاة وقال: والله انت أدرى، أنا لا كنت براقبها ولا بتجسّس عليها، وبصراحة مش عارف لهسّة شو بدّك منّي

بأعصاب قد ابتدأت تفلت منه سأل بإلحاح: الدهبات وين؟

بذات النبرة المغيظة أجابه: والله المفروض احنا اللي نسألك كونك الوحيد اللي بتعرف عنهم

صمت الآخر ونظر لابن أخته للحظات مدقّقا ثمّ سأله مستهزئا: يعني انت ما بتعرف وينهم؟

بغير كلمات هزّ كتفيه باستهانة ممّا استثار خاله أكثر وأكثر فتحرّك ناحية غرفته بقدمه العرجاء ثمّ عاد يحمل بيده الصرّة التي أعطتها له جدّته، وقال: اذَا ممكن تفهّمني هاااي -قالها بينما يلوّح بالصُرّة- شو بتعمل عندك بغرفتك؟

بطرف عينه نظر إليها ودون أن يرفّ جفنه أجاب قائلا ببساطة: جدّتي أعطتني ايّاها

ساخرا منه بغيظ قال: على أساس ولا بتعرف عنها

جامد المحيّا هادئ النبرات أجاب: ليش انت عنهم كنت بتحكي؟ بسّ هدول على حسب علمي ما كانوا بجاكيت سيدي الله يرحمه، هدوول جابتهم ستّي زيّ ما همّي بهالصرة هاي وأعطتني ايّاهم وحكتلي يا صارم هدووول... الك!!

جحظت عينا خاله بعدم تصديق وهتف بجنو: نعم! الك؟ كيف وعلى أيّ أساس؟

ببساطة مغيظة أجابه الصارم: والله بدّك تسألها... هيّ هيك حكت

لم يمتلك ذاك نفسه وصرخ فيه: و بتستهبل انت ولا؟ شو يعني بدّك تسألها؟ أصلا انت واحد كذاااب ليش لحتّى إمّي تعطيك مصاريها تحويشة عمرها، أساسا هاد حتّى ما بيرضي ربنا!!

بفورة الشباب وغروره وقف الصارم أمام خاله وأجابه بحدّة: أنا مش كذّاب وما بسمح لحد أيّا كان يحكي عليّ هيك

باستنكار نظر لابن شقيقته وقال: كيف يعني ما بتسمح يا ابن أختي؟ شو يعني بدّك تضربني ؟ -ثمّ نظر لأخته وأكمل- شايفة ابنك شو بيحكي؟

بتوتّر نظرت إليهما وهي الصامتة حتّى الآن وهتفت فيهما: بسّ يا صارم مش هيك الواحد بيحكي مع خاله

باستهانة نظر ابنها إليها ثمّ أدار وجهه عنها متجاهلا بينما تجاهلت ردّة فعله وتابعت هي: يا جماعة اقعدوا وفهموني شو حكاية هاي الدنانير

نفخ الشابّ الهواء من صدره بقوّة متخفّفا من أنفاسه التي ضاقت بسبب تواجد هذان الشخصان من حوله ثمّ جلس ونظر إليهما قائلا: من كم يوم إجت ستّي الله يرحمها لعندي عالغرفة وكانت حاملة معاها هاي الصرّة وحكتلي هاي إلك، ولمّا سألتها عنها فتحتها وورجتني الدنانير الدهب وحكتلي بالحرف الواحد هاي حقّك من إمّك!!

باستغراب نظرت والدته إليه وسألته: حقّك من إمّك؟ كيف يعني؟

بالطبع لم يسمح له خاله بأن يجيب بل قاطع حوارهما بانفلات أعصاب قائلا: مش صحيح حكي فاضي وما بيدخل العقل

بغيظ حدجه بنظراته وأجابه بغضب مكبوت: حكيتلك أنا مش كذّاب صدّقت أو ما صدّقت هاي مش مشكلتي

بجنون وقف خاله أمامه ومال عليه ممسكا بقبّة قميصه يشدّه منه قائلا: لأ مشكلتك، لإنّه هاد الحكي أنا ما بقبل فيه، سنين وانا شايف هالدنانير بتزيد يوم عن يوم وسنة عن سنة، سنين وانا بستنّى اللحظة اللي بدنا نتنعّم فيهم عشان بالأخير تيجي انت يا حرامي يا نصّاب وتحكيلي إنّه هدول إلك

بغضب أهوج نفض ذراعي خاله عنه ووقف أمامه صارخا بانفعال شديد: انا الي حرامي ولا انت اللي كنت ناوي توخد الدنانير عالساكت من غير ما تحكي عنهم لحدى

بانفعال رفع أبو براء كفّه بغية صفعه فيما يصيح: هاي آخرتها يا كلب يا حقير، هاد جزاءنا اللي آويناك عنّا في البيت وربّيناك بينّا

بقوّة قبض على يد خاله يمنعها من الوصول إليه ونفضها عنه وقال: أنا لا كلب ولا حقير وما في حدى بهالبيت اله فضل أو منّية عليّ إلّا جدّتي الله يرحمها، انا تربّيت من مال أبوي وقعدت بهالبيت كمان من ماله...

ثمّ أكمل بينما ينظر لوالدته قائلا: حتّى إنت أوعي تفكري للحظة إنّه إلك فضل عليّ، كلّ قرش كنت تبعتيه كنت أرفض أوخده، ولغاية قبل كم يوم بسّ عرفت من جدّتي إنها كانت لسّه بتوخد منّك وبتحوّشلي "توفّر" ايّاهم طول هاي السنين لغاية ما صاروا كلهم مجمّعين بهالصرة هاي اللي أخوك بيتّهمني بسرقتها، وأنا عن نفسي عندي استعداد أحطّ إيدي وأحلف على القرآن العظيم إنّه هدول الدهبات قصّتهم زيّ ما حكيتلكم بالضّبط

مع كلّ كلمة يقولها كانت والدته تتّسع عيناها أكثر إلى أن انتهى ففغرت فمها بذهول وعيناها تنظران الى الذهب وتبرقان أكثر وأكثر، فيما قاطعه خاله بشراسه وقال: هع حكوا للحرامي احلف!! حبيبي هالحكي ما بيمشي عليّ انا، بدنا شهودك عندك شهود؟!

بغضب أجابه الصارم قائلا: أيّ شهود وانا بحكيلك الحكي صار عندي هون بالغرفة بيني وبين جدّتي

بانتصار أجابه خاله: اذا بتعترف انّه ما حد شاف الحكي اللي بتحكي عنّه وانّه ما حد سمع إمّي وهيّ بتعطيك هدول الدهبات!

"أنا سمعت"!!!

أجفل ثلاثتهم وهم يسمعون صوت براء الرقيق مقاطعا صراخهم، فجاس عليهم الصمت للحظات قبل أن يهتف بها والدها قائلا بعد أن احمرّ وجهه وضاقت أنفاسه وكأنّما يوشك بأن يصاب بذبحة صدريّة: شو حكيتي ولِك يا حيوانة؟

قالها وعيناه تهدّدانها بأن تجرؤ على أن تعيد ما قالته، إلّا أنّها وبقوّة رعناء خطت لداخل الغرفة ونطقت تقول: أنا سمعت جدّتي وهيّ بتعطيه الصُرّة هاي وسمعتها وهيّ بتعطي سنسالها اللي فيه لوزة كبيرة، وأعطتني أنا كمان دبلتها القديمة!!

قالتها والتمعت عيونها إلّا أنّها ودون أن تدرك ودون أن تعرف كيف ولا متى، وجدت نفسها مأسورة بين يديّ والدها تتلقّى منه فوق جسدها الهشّ الصفعات والضربات واحدة تلو الأخرى معزّزة بكومة من الاهانات والشتائم: أيا غبيّة يا حمارة والله لأموتك والله لأربّيكي من جديد، أنا بفرجيكي انت وإمّك يا بنت الــ***

لم يكد الصارم يستوعب ما يحدث حتّى هجم على خاله يبعده عنها فيما صراخها المتألّم يهيّج شياطينه فيلقي بنفسه فوقها متلقّيا عنها بعضا من الشتائم والضربات، فتركض والدته نحوهم تشدّ أخاها دون أيّ فائدة تذكر فمنظر الذهب الذي قد يطير كاد يفقده عقله وليس على المجنون أيّ حرج

تزايد هياج ابو براء فازداد وقع ضرباته على ابنته الملقاة أرضا عنفا، فلم يجد الصارم حينها بدّا إلّا أن يهدّده أخيرا ويقول لاهثا: أقسم بالله لو ما تركتها إلّا أتّصل على شرطة حماية الأسرة وأبلّغ عنّك ووقتها راح أخلّي أبوي يتوصّى فيك

عندها أوقف أبو براء ضربه لتلك المتنهنهة بكاء والمتهالكة ألما ثمّ انتشلها عن الأرض بقوّة وقذفها نحوه بقرف

تلقّى الصارم الفتاة المسكينة بين ذراعيه ورغم وزنها شديد الخفّة إلّا أنّهما من قوّة الدفعة سقطا معا فوق الأرض، فنظر إليهما والدها المعتوه وصرخ: حقييير وانتِ كمان حقيرة، كلكم حقيرين كلكم!!

ثمّ أتبع قائلا له بتهديد: اسمع ولا صارم، أوعى تفكّر انّه هاي الحيوانة ممكن تنفعك، أنا ممكن أقصّ لسانها أو حتّى أقتلها وأدفنها بأرضها قبل ما تفكّر حتّى انها تيجي تشهد معاك

مضطربة نظرت والدته لهما ثمّ مدّت يدها تريد اسنادهما إلّا أنّ الصارم أبى مساعدتها فدفع عنه الصغيرة مسندا إيّاها بقوّة بين قبضتيه فتعتدل بينما تئنّ ألما فتتلقّاها عمّتها بين ذراعيها فتجهش بين ذراعيها في بكاء مرير، فيهتاج الصارم ويقف بسرعة ويخرج من الغرفة لاحقا بخاله فيهتف به مناديا ثمّ يقول: خالي... الدهبات ما بدّي ايّاهم، منّك لأختك اصطفلوا، بسّ السنسال اللي حكت عنّه براء هاد حقّي، عطيّة من جدّتي وبدّي ايّاه

جمد ابو براء للحظة ثمّ نظر إليه باستهانة قبل أن يبصق عليه ثمّ يقول: ولك ما فشرت، نجوم السما أقربلك!!

بكره نظر الصارم إليه ثمّ بذات النظرة تأمّل الاثنتين اللتين تقفان وراءه واحدة في حضن الأخرى قبل أن يتركهم جميعا ويغادر

.................................................. .......................................


يتبع هنا
https://www.rewity.com/forum/t402401-700.html


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.