آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين..المفتش تيك (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          203 - حب من اول نظرة - سالي وينت ورث - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-19, 03:55 AM   #7201

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


دقائق وسأبدأ بتنزيل الفصل
شكرا لانتظاركم وصبركم



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 03:56 AM   #7202

مليكةوجداني

? العضوٌ??? » 417718
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » مليكةوجداني is on a distinguished road
افتراضي

ربنا يتقبل منا صلاة الفجر حاضر وفي ميزان حسناتك وجزاك الله خيرا على هذا

مليكةوجداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 03:56 AM   #7203

Cecilia

? العضوٌ??? » 393685
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 322
?  نُقآطِيْ » Cecilia is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارك الله يعينك على مشاغلك واعذرى استعجالنا وان كان من فيض تعلقنا بالرواية وباسلوبك المبدع دمتى متألقة 🌸⁦⁦💗

Cecilia غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:03 AM   #7204

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

بصلي الفجر وبرجع إن شاء الله 💟

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:10 AM   #7205

Gehan hassan
 
الصورة الرمزية Gehan hassan

? العضوٌ??? » 396829
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 194
?  نُقآطِيْ » Gehan hassan is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظارررررر

Gehan hassan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:11 AM   #7206

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

اليوم عيد ميلاد كاتبتنا الحلوة والفاشنستا الرائعة ناريمان فوزي الشهيرة بجوجو وبحب اهديها بهاي المناسبة نص الفصل هاد آملة أنّه سيرسم الضحكة على وجهها الجميل


الفصل الخامس والثلاثون
"الجزء الثاني"
في حالة من الهرج يتنقّل أولاده بداخل الجناح الصغير داخل أحد فنادق العقبة الكبيرة والذي كان قد تكفّل بحجزه لهم قريب لعديله يُدعى عماد، فحَجْز عدد كبير من الأجنحة والغرف لم يكن أمرا يسيرا في هذا الوقت من السنة حيث أنّ أخوة عديله قد تحمّسوا جميعا وقرّروا مرافقتهم... وكأنّ هذا ما كان ينقصه!!
ينظر إليها خفية بطرف عينه بعد أن خلعت عنها عباءتها الكحلية ونقابها الأبيض لتظلّ ببنطال أزرق من الجينز الكالح الخفيف المطّاط وبلوزة سوداء بأكمام شديدة القصر بسيطة التفصيل ولكنّها بدت له مهلكة، فوجد نفسه يقترب منها ويهمس لها كي لا يسمعه أولاده الصاخبين بالغرفة المجاورة حيث سيرقد الثلاثة الكبار: شو هاد اللي لابستيه؟
توقّفت يداها عن افراغ الحقائب الصغيرة ثمّ نظرت لنفسها باستغرب وقالت له: شو فيه؟ لابسة بنطلون وبلوزة عادي
تأمّلها الكاسر قليلا لينظر لهذا العادي الذي تتحدّث عنه، فارتسمت بعقله تفاصيل جسدها الغائبة عن بصره دونا عن بصيرته ووجد نفسه يستعيد كلّ تفصيلة منها بدقّة.. صادمة
ما به؟ ما الذي يحدث له؟ أما ترتديه هو السبب والذي قد يبدو منطقيا "عادي" فعلا، ولكن واقعيا هو "الجنون" بعينه لا سيّما وهي ترفع شعرها فوق رأسها بكعكة نزقة يتهدّل منها كثير من الخصلات العشوائيّة الـ... مهلكة، عندها نطق بعصبية: الولاد هون شو هو الي عادي؟!
من جديد نظرت لنفسها بتدقيق ثمّ إليه وأجابته: بعرف إنّه الولاد هون، ولادي على فكرة... ومع ذلك أنا لا لابسة مشلّح ولا ملزّق "مكشوف أو ملتصق"
لثانية تأمّل الكاسر نحرها فصدرها فأوراكها ليعود من جديد ويحدّد معالم وجهها ثمّ سألها قائلا: انتِ هيك شايفة؟
ببرود تدّعيه -ولو كان رأى تضرّج وجنتيها أو الابتسامة الناعمة التي لملمتها بسيطرة لكان أدركه- هزّت كتفها وأجابته: بصراحة آه
بغضب كزّ الكاسر على أسنانه وقال: براحتك
ثمّ صرخ بصوته الجهوري وقال: يا ولاااد
لحظات وكان أولاده الأربعة يقفون أمامه فقال لهم: إذا حابّين تسبحوا اليوم جهزوا حالكم بسرعة قبل ما تصير المغرب
بحماس رفع نبراس ذراعه بحركة الفوز وهتف: يسسس البحر أخيرا
إلّا أنّ والده قال له: لا ما في وقت هلّأ نروح عالبحر اتّفقنا كلنا نسبح اليوم بالمسبح وبكرة من الصبح بكير بننزل نسبح بالبحر
بلهفة أجابه ابنه: المهم نسبح!
إلّا أنّ العنود قالت بخيبة: خسارة كان نفسي أشوف البحر
بدفء أجابها: المساء بعد ما نتعشا بنروح بنسهر بأيّ مكان على الشط.... يلا روحوا البسوا وجهزوا حالكم
غادر الثلاثة الكبار آخذين معهم حقائبهم للغرفة الأخرى في حين بقي نمر يتقافز فوق السرير ذو المرتبة الهزّازة ويهتف: مثبح مثبح بابي مثبح
كلماته أرجفت قلب لميس على حين غرّ ولا تعرف لماذا أحسّت فجأة بالخوف فأمسكت به بمهادنة وقالت له: نمّورة حبيبي شو رأيك تضل معي هون مو إحنا تعبانين ونعسانين؟
بغير رضا قطّب الكاسر جبينه وسمع إجابة ابنه الذي صرخ باعتراض: نوووو بدّي مثبح لا بدّي نام
باستمالة قالت له: والأشياء الزاكي اللي جبتلك إيّاهم البسكوتة والشوكولاااا؟
عندها قطّب نمر جبينه فبات نسخة مصغّرة عن أبيه: ثوكولاااا؟
مدّعية الحماسة أجابته مبتسمة: امممم
بحنق سألها زوجها وقد ضاق ذرعه أخيرا: شو بتعملي؟ ليش ما بدّك الولد ينزل عالمسبح، وانت ليش بدّك اتضلّي هون؟
عندها تجمّدت لثانية وأجابته: تعبانة ومو جاي على بالي
بغير رضا ازداد تجهّمه ولكنّه قال: انت مو جاي عبالك وما الك نفس ترافقينا، نمر شو ذنبه بدّك تحبسيه معك وتحرميه ينبسط؟
بهتت للحظة ثمّ أجابته بارتباك: أنا ما بدّي أحرمه أنا بس...
باهتمام سألها: بسّ شو؟
عضّت شفتها ثمّ أجابته: خايفة عليه
لا يعلم الكاسر أيّ نار أجّجتها بداخله بكلماتها، فتلك المشاعر الأموميّة الحمائيّة القويّة الجيّاشة زادت من إحساسه بالعجز والغضب فهتف بها قائلا: خايفة عليه وهوّ معي
تلجّمت لميس للحظة وأجابته: لا.. أكيد لا... مش هيك قصدي
عندها بصرامة أجابها: لمييس... جهزي الولد بسرعة
باضطراب أجابته: حاضر حاضر دقيقة وبيكون جاهز... نمّوري حبيبي يلا يلا بسرعة مشان تروح عند بابا
بسرعة اقترب منها وأجابها بينما يتقافز: نموّلي نام هون لمّوثي مامي، بابي نووو
رغما عنها أفلتت من بين شفتيها ابتسامة سرعان ما لملمتها إلّا أنّ ذلك الغاضب بجانبها لمحها بسرعة فكزّ على أسنانه بغضب وقال: بابي راح ينقبر بمكتبه اليوم، انبسط نمر باشا ونام براحتك
عندها صوت ضحكات نبراس وصلته مجلجلة بينما يقول: والله واتطوّرت يا أبو صارم وصرت تحكي "فافي" قصدي بابي
بغضب كزّ الكاسر على أسنانه لا سيّما وهو يستمع لقهقهات الصارم والعنود ورؤيته لتلك الابتسامة العريضة التي حاولت زوجته مداراتها، وأجابه: بتتمسخر عليّ يا ابن الكلب؟ هسّة بورجيك!!
.................................................. .....................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:13 AM   #7207

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

بعد حوالي ساعة

الهرج والمرج يملآن المكان ما بين ضحكات وقفزات ورذاذ ماء متطاير يلامس المكتفين بالجلوس بجانب المسبح لا يبتغون إلّا الاسترخاء والاستمتاع

أجفلت أمّ أحمد وقطرات من الماء ترشق وجهها فنظرت أمامها لتجد يوسف يحمل بيده أحد المسدسات المائيّة وينظر إليها بعيون مكيرة ويبتسم ببراءة كاذبة ويقول مدّعيا الأسف: آسف بالغلط معلش كان قصدي أطخ على كرم

نظرت والدته نحو كرم الذي يجلس بصحبة غزل محاولا اقناعها بالنزول للماء والذي يجلس بعيدا جدّا عنها ثمّ قالت لابنها: عنجد؟ لا والله سلامتك ما كنت اعرف انّك صاير أحول!!

بقوّة قهقه يوسف ثمّ نظر نحو زوجته الجالسة قريبا من والدته على مقعد طوليّ مصمّم للاسترخاء تخفّف عن ابنتها ملابسها فلا يبقى عليها سوى طقم داخلي ذو لون فوشيّ فاقع كاشفا ذراعيها وفخديها

لحظات وكانت غلا تبدأ بالرفرفة بسعادة أثارت شهيّته فخرج من المسبح واتّجه نحوهما بحماسة ليلتقطها بين ذراعيه مقبّلا إيّاها بقوّة فوق كلّ مكان بجسدها بينما عيناه تصدر قلوبا حمراء كبيرة خاصّة وضحكاتها تغرّد بصخب كان يناغش كلّ شرايين قلبه فتعزف عليها كلّ ألحان الحبّ

سعيدة لسعادتهما كانت زاكية تنظر إليهما إلّا أنّ شعورا طفيفا بالغيرة رغما عنها لامس أنوثتها فتنهّدت بقوّة متعمّدة وقالت: نيّالها اللي ماخدة عقلك وشاغلة قلبك

للحظة قطّب قبل أن ينظر إليها مبتسما بغرور ويقول: غيرانة يَمْمّي؟

بحرج أخفت عينيها تحاول مداراة شعورها الذي يشعرها بتفاهة موقفها ولكنّها لم تمتلك إلّا أن تجيبه: غصبن عنّي، حاسّة إنّه هاي النتفة "قطعة شديدة الصغر" عم بتشاركني فيك وشويّ شويّ راح يصير إلها النصيب الأكبر

بصدمة تأمّلها قبل أن يجلس أمامها ويقول: ماجيستي اتطلّعي بعيوني أشوف؟

بخجل نفّذت فقال وهو يغرق عينيه في عمق عينيها: بتعرفي ليش أنا بحكيلك ماجيستي؟

هزّت زاكية كتفها ثمّ أجابته بإقرار: عشان أسلوبي البارد وأنا بتأمّر وبطلب وبتشرّط؟

ضيّق يوسف عينيه للحظة ثمّ قال: بصراحة في منّه

بغيظ لكزته في صدره فتوجّع ثمّ قال: بس مش بسّ عشان هيك.. إنتِ ما جيستي لإنّك ملكة قلبي... مالكة روحي... ولك يا هبلة أنا كلّي إلك وهالنتفة على قولتك حصّتها كبيرة فقلبي لأنها قطعة منّك بكفّي إنها دليل حيّ على أحلا اللحظات... آآآخ بسّ

قالها بينما يعضّ على طرف شفته بشوق فاضح ويغمزها بوقاحة واضحة المعاني، فنظرت زاكية حولها وابتسمت وأجابته: يعني تقريبا كلّ حدى شايفك هلّأ فاهم عن شو عم تحكي خاصّة مع هالغمزة!

بوقاحة ابتسم وأجابها: خلّيهم يعرفوا إنّي رجّال تقبريني شو رجّال

بغضب حدجته وقالت: يوسف مية مرة حكيتلك هالكلمة لا تحكيها يعني ما بينفع نحبّ بعض إلّا بالموت!

بسماحة ابتسم لها وقال: طيّب خلص لا تزعلي

بحبّ نظرت إليه وأجابته: كيف بدّي أزعلك وإنت معي؟ أصلا أنا حياتي ما احلوّت إلّا من يوم ما....

بسرعة قاطعها قائلا: أخدتك عالملاهي؟

رغما عنها أفلتت منها ضحكة وقالت: عنجد زيّ ما بتحكي عليك إمّك فاسخ برقع الحيا

بفخر أجابها: الحمد لله الله يديمها عليّ من نعمة، وبهالمناسبة السعيدة حضريلي حالك الليلة مش بسّ بدّي أودّيكي الملاهي، الليلة راح أخلّيكي تجربي لعبة أمّا شووو...

بسخط وصلهم صوت "حلا" الصغيرة تقاطعه وتقول: ثووووو كمان مرة ملاهي... كلّ يوم كلّ يوم ملاهي... والله بث اتذوّذ راح أخلّي ذوذي "زوجي" يوخدني كتير كتير ملاهي!!

في حين شهقت زاكية صدمة من كلامها قهقه ثمّ دفعها حاثّا إيّاها يقول: روحي احكي لبابا راح يفرحلك كتير

ودون تردّد وبحنق شديد ركضت الفتاة نحو والدها لتفرحه بما تنتويه مستقبلا أمّا زاكية فلكمته قائلة: دائما فاضحنا إنت شو هلّأ راح يحكي عنّا أخوك

بلا مبالاة أجابها: ولا إشي مش أوّل مرّة اذاعة موني كارلوا بتفضحنا وبتنشرلنا الأخبار وبتبهّرها كمان، قال كل يوم بنروح ملاهي قال، تيجي تشوف الحرمان اللي احنا فيه

بتشفّي أجابته بينما تقترب من عنق ابنتها التي لا تزال قابعة في حضنه: أنا شو دخلني الحقّ كلّه على غلاك

لم يكد يوسف يفتح فمه ليرد إلّا وكان صوت كرم يصله مجلجا يملأ المكان: ولك يوووسف... راح أقتلك وأخلّص البشريّة منّك قبل ما تتكاثر

عندها لمح يوسف معتز وزوجته وأولاده يقتربون فنظر إلى يوسف الصغير فناداه وقال له: جووو... سمعت عمّك كرم شو بحكي؟ قال بدّه يقتلك قبل ما تتكاثر

قهقه معتز واقترب منهم وقال: حاسس ابني مش راح يسامحني عشان سمّيته على اسمك، اذا كان أنا ذات نفسي قرفته للاسم

عندها وعلى حين غفلة قفز الصغير في الماء فانتفضت مي مذعورة وهتفت به: يوسف حبيبي انتبه خلّيك هون ولا تبعد

بابتسامة وغمزة رفع الصبيّ ابهامه موافقا فيما كتم يوسف ابتسامته وكزّ معتز على أسنانه وقال: مي حبيبتي يا روحي جو ابنك اسمه جووو كم مرة بدّي أفهمك ايّاها هاي

عندها أفلتت ضحكات زاكية وقهقهات يوسف فاحمرّ وجه معتز غضبا وقال: بتضحك؟ آخرتي أغيره للاسم

بابتسامة ربّتت مي على كتفه مهدّئة وقالت: معلش حبيبي ان شاء الله الله بيعطيه معتز قريبا وساعتها لا تخلّي اشي بنفسك

بضحكة أجابهم يوسف: أخ والله لأسبّ عليه لأشبع

عندها لم يقاوم معتز غضبه فأخذ الصغيرة من بين ذراعيّ والدها ثمّ دفعه بقوّة من بين كتفيه ورماه في المسبح تحت نظرات الاثنتين المصعوقة، ثمّ نظر لزوجته دون أدنى اهتمام وقال: يلّا عالمسبح

بخوف نظرت مي للماء وأجابته: لا حبيبي روح إنت انبسط وأنا هايني قاعدة هون بسّ شوف اذا شهم بدّه ينزل معك

قالتها بينما تشير للصغير الجالس بالقرب منهم يلعب ببعض ألعابه

بضيق نظر معتز إليها وقال: لأ ما راح أنبسط إذا ما إجيتي معي

بتردّد نظرت مي من جديد للماء فقرّعها بغضب وقال: خايفة وأنا معك؟

بحرج أجابته: لأ بسّ...

بعناد هي أدرى النّاس به قال بإصرار: تعالي لا تخافي امسكي برقبتي وضلّي متعلقة فيّي وأنا بوعدك ما راح أتركك

بحبّ نظرت إليه وقالت وأمواج الذكريات تغيم في مقلتيها: ليش متى أنا ما كنت متعلقة فيك

بابتسامة أجابها: ومتى أنا اتحمّلت أتركك؟ يلّا حبيبتي

قالها والتفت ليناول زاكية ابنتها ولكنّه بطرف عينه لمح شابّا ينظر نحو زوجته فاشتعلت عيناه غضبا واتّجه نحوه بجنون وهو يقول: على إيش بتطلّع يا أخو***

وبينما يوشك على الوصول له لمحه عمر الذي كان قد خرج من الماء توّا فأسرع نحوه ليقف أمامه ويمسكه من عضديه ويقول: طوّل بالك أبو يوسف شو في ليش معصّب هيك؟

بخوف ارتعد الشابّ الغرّ الصغير وفرّ بسرعة من أمامهم هاربا بينما أطلق معتزّ سبّة بذيئة أخرى ألحقها به فربّت عليه عمر وقال: خلص أبو العزّ الولد راح روّق

بغضب أجاب: ولو رجع كمان مرة أو شفته بأيّ مكان راح أكسرله إجره وأقلعله عيونه عشان يحرّم يطّلع على بنات الناس قليل النخوة هاد!

قالها والتفت لزوجته ليذهب إليها التي كانت تنظر إليه بخوف وتوتّر وما إن اقترب منها حتّى هتفت بخوف: شو صار شو عمل الولد ليش هيك عصّبت عليه

بتمعّن تأمّلها معتز ينظر لبدلة سباحتها الخاصّة بالمحجبات والتي كانت رغم طولها واتّساعها تكشف بعضا من تفاصيلها فكزّ على أسنانه بغضب وقال: ما كان في أحسن من هيك تلبسيه؟

بحنق أجابته: معتز لا تجنّني مش أنا وايّاك مع بعض الي اخترناهم؟

صمت للحظة ثمّ اعترف بذنب وقال: كنت مفكّرهم راح يطلعوا بشعين بسّ للأسف كلّ شي عليكي حلو

بابتسامة ضربت عضده بقبضتها وقالت: طيّب اتفضّل امشي يا معلّقني

مبتسما حمل ابنه الشهم في ذراع وبيده الأخرى قبض على كفّها ونزل في الماء ولكنّه ما إن نزل حتّى قام يوسف برشقه بكمّية كبيرة من الماء ارتجف لها الطفل وانكمشت الامرأة التي وقفت خلفه متشبّثة بكتفيه فأطلق معتز شتيمة نابية في سرّه قبل أن يطلق أخرى "مقبولة" الصفات ويحذّره قائلا: مرتي وابني معي يا بغل

بولدنه استمرّ يوسف بما يفعل وقال: اعترف إنّك جبان وإذا على مرتك وابنك ها أنا كمان راح أنادي على مرتي وبنتي وهيك بتصير القوى متساوية

في اللحظة التي أنهى يوسف كلامه كانت زاكية تناوله غلا مبتسمة وفي اللحظة الأخرى كان نبراس الذي وصل لتوّه مع أسرته يقفز بالقرب من يوسف بقوّة وما إن خرج من الماء حتّى نظر إليه بابتسامة متزلّفة وقال: عمّي... غلاي...

قبضة قويّة من يوسف على كتفه جعلته يقول: احم قصدي غلا عمّي يوسف وحبيبة عمّي يوسف... حبيبي والله انت يا عمّي يوسف يا أبو الغلا

بقوّة وسخط كزّ الآخر فوق أسنانه ثمّ نظر لزوجته التي لا تزال تقف على الحافّة تنتظر انتهاء أختها من الاستقرار فوق أحد المقاعد بينما تثرثر إليها فنادها بقوّة وقال: امسكي خدي بنتك خلّيني أعمله الأدب لهالبغل

ببرودة أجابه نبراس: بذمتك في بغل شخصيّة هيك؟

لكنّه وفي اللحظة التي رفع بها يوسف الطفلة ليناولها لأمّها شهق بقوّة جاحظا عينيه واختطفها من بين ذراعيه بينما يسألهم بهتاف: وين الأواعي وين الشرف... شرفي!!

زمجر حينها يوسف هذه المرة بغضب حقيقي وقال: شرفي... شرفي وأنا حرّ فيه انت شو دخلك؟

ببرودة مغيظة جدّا أجابه: بسّ هيك المهر راح يختلف

اتّسعت أحداق يوسف بجنون وهذا الطفل الزائف يساومه على ابنته وفي اللحظة التي غمز بها بمكر معتز الذي يقهقه ضاحكا بصمت وشماتة بصديقة قامت الصغيرة التي كانت لا تزال قابعة بين ذراعيه بالبكاء احتجاجا غير معروف الهويّة فانتشلها يوسف من بين ذراعيه وناولها لزاكية التي كانت تتضاحك هي وأختها على طفوليّة كليهما ودون أن يدري وجد نبراس نفسه محاصرا بين اثنين أشاوس وبينما ثبّته معتز أمسك الآخر بدلو شهم الذي كان يلعب فيه وابتدأ برشقه فيه برشقات متتالية

وفي لحظة توقّف انهمار الماء فوق رأسه وتراخت اليدان المثبّتتان له وعمّ هدوء مريب على المسبح وكأنّ طائر الصمت قد ابتدأ يرفرف فوق رؤوسهم

عندها استطاع نبراس إفلات يديه ومسح وجهه الغارق في المياه لينظر حوله أخيرا ويرى سبب ذلك الاختلاف في الأجواء وبينما هو يدقّق بالمكان حولهم حتّى فهم فامرأة أجنبيّة شقراء ببشرة برونزيّة كانت تمشي بداخل المسبح ترتدي مايوه "بيكيني" أحمر يكاد لا يغطّي شيئا من تضاريس جسدها المكتنزة

صوت تمتمات الاثنين من حوله أثارت ريبته فركّز معهما ليسمع أحدهما يقول: ليش الحكي البضاعة الأجنبيّة غير

فيجيبه الآخر: إشي فخامة

فيتدخّل هو بالحوار ويقول: مش قادر أرمش

ولكنّه بغتة وجد نفسه يختضّ بالكامل وصوت والده الذي قفز للتوّ في الماء يصرخ به مناديا بصوت جهوري: نبراس

بتوتّر أجابه: نعم

لم يحتج كاسر أن يقول له شيئا ولكنّه اكتفى بأن جزره بنظر قويّة فارتبك نبراس ولوى رقبته ومسّدها من الخلف وكأنّما قد تلقّى من والده ما يستحقّ حينها قال له يوسف بشماتة: مش عيب عليك؟ ليش هيك ما بتغضّ البصر

عندها نظر له وقال متعمّدا اسماع زاكية التي كانت قد استنفرت ونزلت أخيرا في الماء: والله طالع على حماي

قالها وسبح بسرعة بعيدا وابتسم بشماتة وهو يسمع قول خالته زوزو لزوجها بغضب وبصوت خافت: والله معه حقّ الولد كيف بدنا نلومه اذا انتو الكبار هيك سالت ريالتكم "لعابكم" على هاي المناظر المقرفة؟

عندها سمع إجابته وهو يقول: فعلا الواحد بطّلع مستغرب هيك مناظر بتقرف

لكزة كانت إجابتها وتمتمة تهديد غاضبة في حين قرصت الأخرى زوجها الذي كان يقول: آه معك حقّ يا صديقي بنطّلع عشان بس نشوف هاي الخلق المثيرة للاشمئزاز ونشكره على النعمة الي عندنا وغصبن عنّا ومن قلب نحكي سبحان الله!!

كان نبراس قد اقترب جدّا من والده عندما اتّسعت ابتسامته تلقائيّا وهو يرى تلك "القنبلة" البشرية تنظر ناحيته وتبتسم له بإغواء وتقول: wooow you are so great swimmer and look so sexy, emmmm

"أنت سبّاح رائع و تبدو... مثير اممممم"

ثمّ أكملت بعربيّة متكسّرة : هلو هلوو

عندها فرجت ملامح الصغير واتّسعت ابتسامته رغم أنّه لم يفهم كلّ شيء ولكن تلك الـ "هلو" كانت بالنّسبة له أكثر من كافية فوقف مكانه مبتسما وفتح فمه ليتحدّث إلّا أنّ صوت أبيه وصله من خلفه يقول بصوت جلف: thank you for the compliment

"شكرا للمجاملة"

قالها والدها وتحرّك من أمامها بصرامة ساحبا ابنه المخذول وراءه ليلحق بهم صارم الذي كان قد غرق في موجة من الضحكات الصاخبة التي كادت تقطع أنفاسه على منظر أخيه المصدوم


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:15 AM   #7208

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

أمّا في الناحية الأخرى من المسبح فكانوا لا يزالون غافلين عمّا يجري حولهم وكيف لا يكونون ومعهم المجنونة سراب
من مكانه بداخل المسبح شاهدها أحمد كيف تقف بعيدا عن الحافّة بأمتار تنتظر انتهاء أبناءها وبنات أخوته من العدّ حتّى الثلاثة: واحد.. اتنين... تلااااتة
عندها وبخوف اتّسعت أحداقه وهو يراها تقترب من الحافّة بسرعة جنونيّة لتقفز فيها كما القنبلة متوجّهة نحو قاعها برأسها مباشرة تحت وابل من تصفيقاتهم وتهليلاتهم مستغلين فرصة خلوّ المكّان في هذه الساعة إلّا منهم
بخوف انتظر خروجها من تحت الماء ولكنّه أحسّ بها وقد تأخّرت فابتداء ينظر حوله بهلع وهيّأ نفسه للغوص تحت الماء بأخذ نفس عميق ولكنّه وفي ذات اللحظة أحسّ بلمسة متحرّشة من تحت الماء ففتح عينيه بصدمة وفي اللحظة الأخرى كانت سراب تخرج أمامه تنفض الماء عن وجهها قبل أن تنفجر بضحكة مجنونة صاخبة وهي ترى وجهه، فيحدّق بها للحظة قبل أن يهزّ رأسه بيأس ويقول وقد ابتدأت ابتسامة بالظهور فوق شفتيه: قسما بالله انّك مجنونة
ضحكتها من جديد أثارت ابتسامته فأكمل: وقليلة أدب
عندها تباطأت ابتسامتها وغمزته عابثة فأكمل بهمس: وبموت بقلّة أدبك
قالها ثمّ تأمّلها للحظات بانبهار وقال: إنّه كلّه النّاس بتكبر بالعمر إلّا إنت قطار العمر بيمشي من جنبك وما بيشوفك كيف هيك؟
سعيدة حتّى الثمالة، راضية حتّى التخمة أجابته: قل أعوذ بربّ النّاس، شو حبيبي بدّك تحسدني؟
بجديّة أجابها: يا رييت بلكي كبرتي شويّ بدل ما عم تصغري، وفرق السنّ بينّا عم بيزيد، خايف بعد كم سنة يصيروا الشباب ييجوا يطلبوكِ منّي
بغيرة أجابته: على أساس إنّه حضرتك اللي ما عليك العين، اشي دكتورات اشي ممرضات اشي مريضات
بحبّ وودّ أجابها: مش مهم عيونهم المهم عيوني، وأنا عيوني ما بيملاهم غيرك انت يا حلو....
فجأة صمت أحمد وهو يلمح تلك الأجنبيّة تمشي من جانبه فتشتّت مرغما للحظة وعيناه تلاحقها ليجفل باللحظة التالية اثر لمسة متحرّشة من تحت الماء ويجحظ بعينيه بصدمة قبل أن ينظر حوله بفزع ثمّ إليها ويقول بوجه محمر: يا مجنونة!
قهقهت سراب من جديد وهزّت كتفيها بلامبالاة وأجابته: عشان تحرّم تتطّلع على غيري، يلّا أنا خلّصت وبدّي أروح عالغرفة أتحمّم وأجهّز حالي للعشا
اشتعلت عيناه بلحظة ثمّ نظر حوله لينظر لأولاده ثمّ بسرعة سبح خارجا من المسبح ونظر لكرم وناداه قائلا: كرم.. أنا طالع خلّي عينك عالولاد!
ما ان سمع كرم كلمات أخيه حتى مسح المكان بعينيه ليدرس احداثيات كلّ طفل منهم ودون أن يشعر تعلّقت عيناه بتلك المشتعلة بالأحمر بنظرة تقدير ذكوري، نظرة لم تزد مدّتها عن الثانية تابع من بعدها تتبّع أطفاله وأطفال إخوته ولكن وبينما يلتفت هنا وهناك حطّت عيناه على زوجته القادمة من ناحية دورة المياه حيث كانت قد رافقت دلع حريصة على ألّا تذهب وحدها ولصدمته وجدها تنظر إليه بغضب واضح لا شبهة فيه
ارتبك للحظات ثمّ ابتسم وأشار لهما وقال: يلّا عجلوا بستنّى فيكم مشان ننزل على المي سوى
بتجاهل أكملت طريقها بصمت فيما أوشكت ابنتها على الاسراع نحوه لولا حرصها أن لا تترك من وراءها أمّها، وفجأة سمعوا صوت آنجلا زوجة عماد تقول بفرح: اسّلام آليكوم...
بترحاب التفتت غزل نحوها واتّسعت ابتسامتها وهي تراها برفقة زوجها وولديها عبد الله وايوب وقبل أن تبدأ بالكلام سبقتها ابنتها وهي تركض نحوهم بابتهاج
في عالمه الكاحل، اضطرب عبدالله من كثرة ما يحيطه من صخب مثير لأعصابه رغم إداركه لحقيقة مصدره وكشف ما به من غموض، إلّا أنّه وبسيطرة كبيرة على اختلاجاته أجبر ملامحه على الاسترخاء ومقلتيه على الثبات
وفجأة هبّت عليه نسائم البهجة الموشّاة بألوان هذه الصغيرة الصاخبة وسمعها تقول بفرحة يستطيع تمييز صدقها من زيفها وهي تقول: عمّو عماااااد خالتو ملاك اشتقلكم كتير
قالتها دلع وهي تحتض كليهما بحبّ كبير تحمله بطيّات قلبها نحو هذه العائلة ثمّ وصله صوتها المبتهج بعجب وهي تنظر نحو الصغير وتقول: ييييي شو كبرااان ايوب وحليان كمان
ثمّ بلحظة وعلى حين غرهّ أحسّ بيد ناعمة طريّة كالزبدة تمسك بيده وتضعها على وجهها المدوّر كما يذكر القمر كيف كان يكون ثمّ تقول بسذاجة أثارت فكاهته: أنا دلع شو ما عرفتني؟
عندها أجابها عماد وهو يحيط بكتفيّ ابنه ويقول: بصير يكون ما عرفك آنسة دلع هاد المستحيل بذاته
أمّا غزل فأمسكت بابنتها وأبعدتها عن الصبيّ بتعمّد لم تظهره بينما تقهقه وتقول: أعطيني فرصة أحكي يا برّامة "ثرثارة" كيفكم ليش هيك تأخّرتوا
ببساطة غربيّة لطالما أثارت حنق عماد في لحظة حدوثها وضحكاته بعدها بأيّام عند تذكّره لها، قالت: كلّو من هماتي إم إيماد ما بدها نيجي كال ليش إحنا نيجي مش إنتو روهوا
"كلّه من حماتي أم عماد ما بدها أنه نيجي عندكم قال ليش مو انتو -كرم وأخوته- تيجوا"
بصدمة وحرج نظر عماد إليها بغضب فيما لملم عبد الله ابتسامته وقد بات أكثر فهما للمجتمع الذي يعيش فيه
أمّا آنجلا فما إن شعرت بنظرات زوجها الحانقة حتّى ارتبكت للحظة قبل أن تقول له باعتراض: شو في؟ كزّب أنا ياني؟ أنا مسلم كزب هرام
"شو فيه أكذّب أنا يعني؟ أنا مسلمة والكذب حرام"
رغما عنها ضحكت غزل وقالت له: بسيطة عماد معلش حقّها علينا عمتي مفروض فعلا رحنا سلّمنا عليها اوّل ما وصلنا بسّ الولاد شافوا المسبح وطار عقلهم بدهم يسبحوا بسّ ان شاء الله بكرة من الصبح فطورنا كلّنا عندها
بترحاب دافئ ابتسم لها بمودّة وقال: حيّاكم الله بتشرفونا
بخطوات ثابتة متسارعة اقترب كرم منهم وقد ابتدأت الغيرة تتلاعب بأعصابه وفكرة وجود زوجته بمحيط شخص قد أحبّها وأرادها يوما تزعجه فما بالك بشخص يعرف عنها ما لا يعرفه أقرب إخوتها إليها
يعترف مهما بلغ امتنانه لابن عمّته هذا سيظلّ دوما لوحا من الجليد يقف بينهما
ما إن وصل إليهم حتّى وقف بينه وبين غزل ثمّ أمسك بيده وسلّم عليه مرحّبا قبل أن ينظر لآنجلا ويقوم بتحيّتها أيضا فتنطلق تلك بذات الصراحة وتقول: ما شاء الله ما شاء الله روه تآل كرم نفسه ما في تغيير
"ما شاء الله بتروح وبتيجي نفس الشيء كرم ما بتتغير"
-تقصد أنّه لا يكبر في العمر ولا يتغيّر شكله-
عندها بغضب حدجها عماد وقال بسخرية مبطّنة أثارت ضحكات غزل: أنتَ مسلم هرااام ولّا نسيتي؟
ببرودها الألمانيّ هزّ انجلا كتفها وقالت: طول الهك ما في زال
"قول الحقّ ما بيزعّل"
أمّا كرم فما إن أصغى لضحكات زوجته حتّى كزّ على أسنانه وأمسك بذراعها وقال هامسا في أذنها: ما شاء الله ضحكتك من الدان للدان مع إنّه قبل ما يوصلوا بشويّ كان بوزك شبرين وسنانك مش مبينين "ظاهرين"
عندها تذكّرت غزل نظراته لتلك الشمطاء وأجابته بكبرياء: ما كان في شي بضحّك والضحك من غير سبب قلّة أدب بعيد عنّك... بسّ مش كتير
مدركا لما بها أفلتت قهقهاته رغما عنه وقد تغيّر مزاجه ثمّ غمزها وقال: وين الثقة يا مدام
باستهانة نظرت إليه وأجابته: والله اللي بيمشي على رجليه ما بينحلف عليه -كناية عن عدم الثقة-
متململة من حديث الكبار الذي لا ينتهي أمسكت دلع بيد عبدالله واقتربت منه تهمس له في أذنه: يلّا نروح
تشنّجت يده في يدها وقال: لوين؟
بفروغ صبر شدّت يده وسحبته قائلة: ما بعرف تعال
عندها شدّ يده من يدها وقال بجمود: اتركيني بعرف أمشي لحالي
بحنق وقفت مكانها واعترضت بدلال بينما غصّة الدموع تغلق جوفها: زعلانة منّك
بسخرية أجابها: ليش عشان لسّة ما حكيتلك انّك حلوة؟
متجاهلة سخريته أجابته بطفولة وبراءة: مو إحنا اتّفقنا لمّا تكون ضوّ أمسك إيدك؟
جمد عبدالله للحظة بمكانها ثمّ أجابها قائلا ببعض المرارة التي لا تستعر بداخله إلّا بالقرب من هذه الصغيرة: ليش هيّ ضوّ؟ وينه؟
بحزن تأمّلت دلع مقلتيه الملوّنتين بالأخضر واقتربت منه تغور فيها لا تصدّق أنّ شموع هاتين المقلتين منطفئتان على الدوام، ثمّ همست تسأله بحزن: عنجد إنت ما بتشوف؟ عنجد إنت عايش بالعتمة
بحرقة صمت عبدالله قليلا ثمّ همس لها وقال بصوت أجشّ: أنا ضايع بالعتمة
بألم شهقت دلع وتمتمت: حراااام
ثمّ بأمل وبراءة الطفولة أجابته: ماما بتقول شموع عينيك انطفت بس لا تردّ عليهم مش صحيح
باستغراب نظر إليها وقال: كيف؟
بحماس أجابته: شموع عيونك مضويّة أنا شايفتهم وشايفة حالي فيهم... انت بسّ افتح عينيك منيح!
قالتها واقتربت منه تلامس أجفانه بأصابعها الصغيرة فتوسّعهم له بقوّة مودعة ثمّ تقول: شو شايفني؟
لوهلة أغمض عبدالله عينيه يعود بذاكرته لسنين طويلة مضت، يتذكّرها جنيّة صغير تختبئ في حضن أمّها بدلال قبل أن تقرّر أن تمدّ رأسها لتنظر إليه كقطّة مشاكسة ثمّ تخرج له لسانها بشقاوة لذيذة فابتسم على الذكرى وفتح عينين ازداد تلألؤهما ثمّ ابتسم وقال: شايفك... حلوة كتير
من بعيد كانت رحيق سارحة به، قلبها يتألّم كلّما نظرت إليه
تغضّن جبينها وهي تفكّر بحاله وبداخلها تحمد الله على نعمة الصحّة والعافية وترجو من الله حفظها ودوامها
صوت عمر قاطع أفكارها وهو يقول: خدي صهيب غيريله وغطّيه شوفي كيف نام بحضني واحنا بالمسبح
بحنان ودفء استقبلت ابنها من بين ذراعيّ والده ثمّ بلهفة قبّلته وقالت: يسعد حبيب إمّه
مقطّبا سألها: شو مالك ليش هيك مش على بعضك؟
بشجن هزّت رأسها وأجابته: ما في شي بس بشكر ربّي على نعمة وجودكن بحياتي، ما بعرف شو ممكن يصيرلي لو صار لحدى فيكن شي
مستشعرا حزنها جلس بالقرب منها على ذات المقعد الطوليّ وقال: قل لن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا، لا تفكري بسلبية حبيبتي حاولي تستمتعي باللحظة واطردي الخوف من جوّات قلبك
بشكوى نظرت إليه وهمست بشجن: الدنيا بتخوّف غدّارة وبلحظة بتقلب
بإصرار على طرد سبية مزاجها قال: مشان هيك بحكيلك استغلي لحظات السعادة وعيشيها
بحبّ أمسكت رحيق بكفّه بمداراة وقالت بصوت أبحّ: اللحظة الوحيدة اللي نفسي أعيشها حاليا بين إيديك
بحبّ أجابها: وأنا ملكك وبين وايديكِ
بسعادة وحبّ أمسكت بكفّه وقبّلتها ثمّ قالت: يطوّلي بعمرك ويخلّيلي ايّاك لك ان شاالله ما بنحرم منّك يا حقّ
على المقاعد القريبة كانت لميس تجلس بالقرب من أمّ أحمد نمر يلعب على الأرض قريبا منها وغلا غافية في حضنها، تتسامران معا في مواضيع شتّى ورغم اندماجها من المرأة الأكبر سنّا والتي تكنّ لها تقديرا خاصّا إلّا أنّها لم تمتلك إلّا أن تسترق بعض النظرات نحو زوجها، تتأمّل اكتمال بنيته والتي رغم ضخامتها تتميّز برشاقة ملفتة وخفّة، لم تغفل عنها حتّى تلك الحمقاء المتعريّة والتي استفزّها منظرها وهي تعود بها لذكرى حال كانت بها هي نفسها قبل سنوات من الضياع
وكأنّما قد استدعته بنظراتها وجدته ينظر إليها محدّقا بها للحظات طويلة وفجأة رفرف قلبها وهي تراه يسبح باتّجاهها خارجا من المسبح أخيرا، لتمدّ هي له يدها بالمنشفة بعفويّة فيتناولها منها ويقول بامتنان: يسلموا ايديكي
قالها ثمّ جلس قريبا منها يسألها باهتمام: زهقتي؟
بنفي هزّت رأسها وأجابته: بالعكس الأجواء حلوة
باستغراب نظر حوله وقال: شو وين منال وجوزها ما شفتها بالمرّة؟
بعدم معرفة أجابته: ما بعرف بسّ أظنّ ما طلعوا من غرفتهم
قالتها ثمّ تضرّجت وجنتيها وقد بدت لها كلماتها فجأة موحية أكثر من اللازم ودونما قصد فارتبكت نظراته هو الآخر ثمّ سألها من جديد: وإمّي؟
أجابته من جديد: كانت هون من شويّ بسّ تعبت وقالت بدها تروح تمدّ حالها شويّ
بصمت هزّ رأسه ثمّ نظر لابنته التي لا تزال مصرّة على التشبّث بالسلّم المعدنيّ مكانها: يا بابا يا حبيبي المي مو غميقة تجرأي وامشي شويّ لقدّام
بموافقة قالت لميس: اتجرّأي شويّ السباحة حلوة كتير بكرة بسّ لنرجع بتندمي
حينها قال الصارم الذي كان هو الآخر يخرج من الماء تلحقه زاكية: بتحكي عن خبرة؟
فتجيبه أختها: شو بعرفك إنت بلميس الحقيقيّة
ثمّ نظرت لأختها وأكملت: بالله ما نفسك تسبحي؟ ما حنّيتي؟
صمتت لميس للحظات سرحت بها بخيالها ثمّ قالت: أكيد طبعا نفسي واشتقت بسّ الوضع ما بيناسبني هيك... ما بيسمح
عندها هتف ابنه وقال: اوووه يعني عنجد بتعرفي تسبحي مو مزح!
غمزته هي بشقاوة وقالت: أكيد عنجد شو بعرفك انت
عندها بمشاكسة نظر لأبيه وقال: يعني ممكن تتسابقي مع بابا؟
أجابته لميس تقول بسخرية مفهومة: وبفوز عليه كمان!
صفّر الصارم معجبا مناكفا أبيه فأكملت هي: يعني هوّ صحيح بابا great swimmer بس برضو أنا لها
أخفى الكاسر ابتسامة بهجة بغيرتها الواضحة ثمّ قال: عن اذنكم أنا نازل آخد كمان شوط سباحة وأطلع مشان نتعشّا لإنّي كلّها ساعتين ولازم أكون رجعت عالمكتب!
.................................................. .................................................. .....................................



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 09-08-19 الساعة 01:46 PM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:17 AM   #7209

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

في اليوم التالي صباحا
يجلس قرب الشاطئ وحيدا ينظر للأمواج كيف تعلو لحظة وتخبو أخرى إلى أن تصل للشاطئ أخيرا فتصبح لا شيء
يزيد المشهد من كآبته التي تلازمه منذ وفاة جدّته، ضغط هائل وصدمات قويّة تثقل كاهله ولا يعرف كيف سيستطيع أن يتخلّص منها يوما
جدّة تنازع الموت ولا تنطق بالشهادة... يقشعرّ بدن الصارم تلقائيا عند تذكّره للموقف
أمّ لا تعترف به... تقسو العينان وتجمد الملامح
خال حقير مستعدّ أن يبيع نفسه للشيطان من أجل حفنة مال... تشمئزّ ملامحه ويملأ النفور العينان
وأخيرا... الذكرى التي ترافقه في نومه وفي صوته... الصرخات المتوسّلة والعيون الجاحظة المبلّلة والأنفاس المتنهنهة... تتغضّن الملامح وتتوجّع العينان ويعلو هدير الدماء في كلّ خلايا الجسد حتّى تصبّ في النهاية داخل قلبه فيزداد ألما
براء تحت رحمة والد قاسٍ وبلا ضمير.. حقيقة موجعة لا يعرف كيف يتعامل معها...
يضع صارم يده فوق قلبه يمسّده ويدعو بلهفة ومن داخل قلبه
"يا ربّ سلّمها... يا ربّ كفّ شرّه عنها"
يتزايد الثقل بداخله فينحني كتفيه بلا شعور وكأنّه قد ناء بأعباءه وهمومه أخير فما عاد بقادر على احتمالها، وفجأة تلامسه يده رقيقة حانية، تطبطب فوقه للحظة قبل أن تجلس بجانبه وتنظر مثله لذات المنظر المهيب الذي كلّما تأمّلته اقشعرّ له بدنها وهي لا ترى فيه إلّا الكاسر بقوّته وجبروته، بحالاته المتذبذبة معها، فتارة يرفعها عاليا وتارة يلقيها بقسوة وبلا اهتمام، وكم تخشى أن تكون نهايتها كهذه الموجات مقذوفة منبوذة متكسّرة على شاطئه بصخوره النارية الصلدة
ولكن... مهلا
ألا تعود تلك الموجات من جديد نحو البحر بلا أدنى مقاومة أو... كرامة؟
آه كم تشبهها!!
بطرف عينه رمقها صارم، ثمّ ابتسم ساخرا وقال: موحي كتير المنظر، كلّ شخص بيوقف قدّامه بيتخيّله وبيحلّله على كيفه، حسب هواه أو... حسب أفكاره.. انتِ شو تخيّلتيه؟
مبتسمة بحزن أجابته لميس بصراحة: أبوك!
ضجّ قلبه بضحكة وأجاب: يا سيدي يا سيدي مسيطر أبو صارم عالقلب والأفكار
ابتسمت حينها لميس بحياء ثمّ سألته: وانت؟
نظر للمشهد أمامه من جديد ثمّ أخذ نفسا عميقا وأجاب بهمّ: هموم!
متفهّمة نظرت لميس إليه وكيف لا تفعل وهي التي عانت عمرها بمراهقة مضطربة غير مستقرة مراهقة طويلة لم تنته إلّا بنهايتها يوم أن أحرقها زوجها!!
اقشعرّ بدنها واحتضنت جذعها للحظة ثمّ أخذت تتأمّل السماء الواسعة لبعض الواقت ثمّ أجابته: اتذكّر ربّ العالمين وراح تلاقي همومك شويّ شويّ عم بتخفّ لغاية ما راح تلاقيها اختفت كلّها... انت انسان كتير منيح يا صارم... طاهر ونقي... ملتزم... ربّ العالمين ما راح يخذلك أبدا
صمت للحظات يتأمّل السماء مثلها ثمّ فاجأها بأن قال: جدّتي ما حكت الشهادة وهيّ بتموت... ما قدرت... حاولت معها بسّ... ما حكتها
رغما عنها شحبت ملامح لميس وارتجفت أوصالها من هول الوبال وسوء العاقبة فلم تستطع أن تنطق حرفا إلّا أنّه أكمل: كانت تحبّ المصاري... كتير... طيّب هلأ... شو مستفيدة هيّ من كلّ هالمصاري اللي كنزتها غير إنّه ولادها هايهم عم بيتدبّحوا عليها وشاكيين على بعضيهم بالمحاكم كلّ واحد عم بيتّهم التاني بالسرقة؟
غافلان عن تلك الأقدام التي كانت تتقدّم منهما بتؤدة وبخطوات عريضة ثابتة وقد عاد صاحبها توّا من عمله، والتي توقفت أخيرا وراءهما بخطوة قريبة واحدة، عندما سمع صاحبها صوت ابنه يكمل كلامه بصوت هادر رغم خفوته وكأنّما قد عجز أخيرا عن كبت الأمر أكثر بداخل صدره: خالي موّت بنته ضرب مشان شهدت إنّه الدهب اعطتني ايّاه جدّتي الي، بنته الوحيدة كانت فعليا راح تموت بين ايديه وهوّ بضرب فيها ورغم هيك ما انهزّتله شعره وحكالنا انّه مستعد يقتلها ويدفنها لو شهدت بهالحكي مرة تانية...
قطّبت لميس وهي تتخيّل قسوة ذلك الأب، ودمعت عيناها وهي تتخيّل تلك الصغيرة التي ميّزتها جيّدا يوم أن ذهبت للعزاء، صغير نحيفة جدّا بملامح حلوة وعيون حزينة
أمّا صارم فقد تابع بوحه قائلا: وإمّي... إمّي باعتني مشان تتجوّز واحد غني... اتجوّزته رغم إنّه كان شرطه الوحيد انها تنسى انّه عندها ولد... باعتني...
صاخبا أنهى الصارم كلماته هادرا: وبرضه مشان المصاري!!
لاهث الأنفاس سكت أخيرا، متجهّم المحيّا حاقدا بألم على كلّ من ذكرهم، جدّته.. أمّه.. خاله وحتّى هي... براء
ومن بين كلّ تلك المشاعر القاتمة جاءه صوتها أخيرا هادئا به لمحة من شجن: أنا كمان اتجوّزت مشان المصاري!
بصدمة نظر إليها الصارم وبصدمة أخرى رمقها الآخر، فقطّب جبينه واشتعلت نظراته، وأوشك أن يقترب منها فيخرسها عن متابعة الكلام... التذكّر... وربّما الحنين، إلّا أنّ صوت ابنه أوقفه وقد كان يقول لها بغير تصديق: بسّ إنت.. قصدي يعني... بابا مش غني وانت... مش مبيّن عليكي!
بسخرية ابتسم والده بألم... نعم فهذه هيّ المصيبة، أنّها... لا يبدو عليها.. أنّه وبكلّ خبرته... لم يعرف... لم يشك... لم يتوجّس
ضحكة لميس الناعمة وإجابته على ابنه، كانت هي الجواب: النّاس بتتغيّر
باعتراض أجابها: بسّ الطبع ما بيتغيّر ما بيحكوا الطبع غلب التطبّع
بحرارة جادلته: مش يمكن هاد مش طبع؟ مش يمكن الاشي اللي انت بتفكره طبع يكون اكتساب أو حتّى نوع من التكيّف... الحماية... أو ردّة فعل؟!
بعدم فهم سألها: كيف يعني؟
بتروّي وضّحت له: يعني لميس اليوم مثلا بتختلف عن لميس مبارح
صمتت للحظة ثمّ بعد نفس مرتعش طويل شرحت: لميس مبارح كانت بنت أبّ متشدّد كل شي عنده ممنوع من غير ابداء الاسباب، من غير توضيح أو اقناع، وأنا كلميس طبيعتي أو طبعي -قالتها مشدّدة عليها- بحبّ أقتنع أفهم، كان تشدّد بابا الله يرحمه بالنسبة الي اشي مش مفهوم ما اله مبررات مش مقنع لهيك كان بيخنقي بدايقني وكان كلّ حلمي متى بدّي أطلع من هاد السجن
ببديهيّة أجابها: الزواج!
مبتسمة بهزء أكّدت: الزواج من شاب غني
وردّا على نظراته المتسائلة أوضحت: ما هوّ كلّ يوم اضافي بهاد السجن المرفّه، على فكرة بابا وضعه المادي كان مرتاح... كتير، يعني دهب لبس أكل جاهز كلّه موجود بس بداخل حدود البيت، يعني الرفاهية متوفّرة بس برضو بالنسبة الي كان سجن وكلّ ما زاد الحصار كلّ ما كان فضولي للعالم الخارجي كان برضه يزيد، وأحلامي وطموحاتي تكبر خاصة انّه التلفزيون كان من ضمن الرفاهيات المتاحة فالمخيّلة كانت خصبة ومنتظرة اللحظة اللي تتحقّق فيها الطموحات والأماني
بابتسامة ساخرة أجابها: عن طريق الزوج الغني!
بابتسامة مريرة أجابته: بالضبط!
قالتها وتجهّمت ملامحها وغامت عيناها بالحزن فاحترم الصارم صمتها للحظات ظنّا منه أنّه ليس حزنا إلّا على المرحوم زوجها ولكنّه لم يمتلك إلّا أن يسألها: وقدرت تحقّقي طموحاتك وأحلامك
ببساطة أجابته: كلّها... سافرت لبست شربت سهرت... قدرت أعمل كلّ شي نفسي فيه إلّا إشي واحد بتعرف شو هوّ؟
بتساؤل هزّ رأسه فأجابته بصوت متحشرج مختنق: إنّي أكون سعيدة
مصدوما نظر الصارم إليها فأكملت هي تقول: تخيّل تعيش عمر عم تحلم توصل لهدف معيّن ولمّا توصلّه تكتشف انّه وهم وإنّه بدل ما يكون سبب سعادتك بالعكس تلاقيه هوّ نفسه سبب تعاستك، لمّا برجع بذاكرتي لورا، وبفكّر بحياتي الماضية كلّها أوقات وبلحظات يأس بلاقي حالي بتمنّى لو ضلّيت في بيت بابا محبوسة وما طلعت منّه أبدا... وأوقات تانية... متل هلّأ... بحمد ربنا عالطريق الي وصّلني لهون... صحيح كان طويل... وصعب...صعب كتير... وصحيح إنّه لسّة ما خلص، بسّ بكفّيني إنّه عرّفني طريق جديد يمكن ما كنت راح أعرفه لولا اللي صار فيّي، طريق الصلاح والهداية... طريق ربّ العالمين، بالمحصّلة لميس اليوم هيّ خلاصة تجربة لميس مبارح!!
قالتها ذاهلة... مندهشة من الكيفية التي قادتها إليها أفكارها ومندهشة أكثر من ذلك البوح الذي لم تفعله يوما ولّا حتّى مع نفسها، فابتسمت بإشراق وسعادة ونظرت للصارم وأخبرته: وبتعرف شو... بكفّي إنّه هالطريق وصّلني لهون... لهاي اللحظة...لعندكم...
ثمّ أكملت وهي تبتسم مغالبة دموعا اغتصّ بها حلقها: وأحلا شي إنّي قدرت فعلا ألاقي السعادة
مبتسما نظر إليها الصارم ثمّ بمشاكسة قال: مش هيّن أبوي سرّه باتع
بضحكة رائقة أجابته: أبوك أحلا شي صارلي بحياتي كلّها، بسّ برضه سعادتي ما اكتملت إلّا فيكم انتو... ولادي
اختلجت مقلتا الصارم لوهلة جرّاء صدمته من كلماتها قبل أن يغالب نفسه ويقول لها مشاكسا: اوعي تطلبي منّي أحكيلك ماما، مش زابطة بيني وبينك
ابتسمت وأجابته: لا اطمّن ما راح أطلب والله يخليلك الماما
بشجن صمت للحظة ثمّ نظر إليها وقال مشاكسا: بسّ هاد لا يمنع إنّي ممكن أبوسك... بسّ يا رب أبوي ما يشوفني!!
قالها بينما يميل فوق رأسها مقبّلا لكنّه سرعان ما أجفل وصوت والده يأتيه هادرا يقول مدّعيا الغضب: أبوك شافك وخلّص وحسابك معه عسير!
بفكاهة نظر ابنه إليها وقال باسما: اوووبس لقد وقعنا في الفخّ
بجلافة أبعده والده وجلس بينهما وما إن استقرّ بجلسته حتّى جاء النبراس وألقى نفسه بجانبها من الناحية الأخرى يلهث من شدّة التعب بعد لعبة كرة قدم دامت لمدّة طويلة فنهره والده قائلا: شوفي ليش هيك جاي مستعجل وبتلاهث ولا
بنفس متقطّع ووجه أحمر قال لوالده غامزا بشقاوة: شفت صارم بيبوس قلت اشمعنا هوّ فإجيت ألحّق حالي
بغيظ وحنق نظر الكاسر لابنه الذي كان قد أمسك بيد لميس فعلا وابتدأ بتقبيلها: يخليلي ايّاكي يا أحلا وأجمل وأروع وأزكى وأطيب ستّ "امرأة" شفتها بحياتي
بغضب دفعه والده قائلا: ستّ!!
بمشاكسة عدّل ابنه قائلا: قصدي أمّ أمّ نفسي يا بابا أعرف ليش هيك انت دائما بتظلمني وبتفهمني صحّ ايييه قصدي غلط غلط
على صوت قهقهات لميس التفت نمر الذي كان يلعب بالرمل بالقرب منهم فأغاظه منظرهم فترك ما بيده وجاء إليهم راكضا ليرتمي فوق حضنها ملقيا برأسه فوق صدرها واحتضن جذعها بعد أن دفع والده بذراع ونبراس بالأخرى بينما يهتف بهما قائلا بغضب: ماما لمّوثي نمّولي أنا... بابي نوو
بصدمة اتّسعت أحداق الكاسر وعلى صدى قهقهات ثلاثتهم النبراس وصارم وهي اشتعل غضبا فزجرها قائلا: مبسوطة حضرتك... آه... وطّي صوتك فضحتينا!!
ببهجة لذيذة لم تستطع كبت ضحكة ثانية فزمجر الكاسر حنقا قبل أن يقول: العنود وين؟
أجفلت لميس اثر سؤاله ومسحت الشاطئ بسرعة بعينيها فلمحت تلك تقف بعيدا وبدا لها من طريقة وقفتها توتّرها وارتباكها فتحرّكت بسرعة من مكانها وقالت: رايحة أشوفها
فتحرّك هو الآخر قائلا: وأنا بدّي أروح عالغرفة أغيّر أواعيي وأرتاح شويّ
خلال دقيقة كانت لميس تقترب من الفتاة بالفعل فالتفتت تلك إليها تحمل بيدها هاتفها الذي كان يرتعش بارتعاشة جسدها، فتأمّلتها للحظات وأدركت شحوب وجهها واختضاضة جسدها فابتلعت لميس ريقها وسألتها: عنود شو في ليش هيك حالتك شو صاير احكي شو في
عندها نظرت الفتاة إليها للحظات بعيون جاحظة قبل أن تهمس لها بشحوب وتقول: مصيبة يا خالتو مصيبة
قالتها وانهمرت من عينيها الدموع، فشحبت هي الأخرى وهوى قلبها إلى القاع وسألت: مصيبة شو؟
لحظة ونظرت الفتاة لبقعة خلف لميس حيث البحر الهائج من وراءها وجحظت عينيها برعب شديد وصاحت: نمر... نمر جرفته الموجة وبيغرق!!!
.................................................. ....................................
انتهى الفصل

قراءة ممتعة


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 04:22 AM   #7210

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

جميلاتي أوّلا أودّ أن أعتذر منكم بسبب التأخير ولكن كما سبق وأخبرتكم الليلة وصلت أختي من السفر بعد غياب عام ولم اعد للبيت سوى في الثانية صباحا
الأيام القادمة ظروفي جدااا ملخبطة فما بين وصول أختي وزفاف خالتي سأكون جدا مشغولة لكني أعدكن أن أحاول الكتابة

وها أنا أكرر أحاول حتى لا يحاسبني أحد ما ويقول انت وعدت
أنا بشر ولي طاقة معيّنة قد تنضب أحيانا ويعلم الله حالتي الليلة وأنا بحاول أنهيلكم نص فصل شامل كامل لكل الابطال اللي بتحبوهم محاول ارضاءكم ورسم الضحكة على وجوهكم الجميلة
الفصول القادمة صعبة جدا محتاجة تركيييز كبير
ادعولي أمانة ربنا يهديلي زوجي وبناتي ويباركلي بوقتي
تصبحوا على خير

الشحن تبعي خلص والبطارية صفر محتاجة نوم طوييييييييييييييل
تصبحون على الف خير


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.