آخر 10 مشاركات
واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree671Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-19, 12:46 AM   #7401

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


سأبدأ حالا بتنزيل الفصل

بسم الله نبدأ


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 12:47 AM   #7402

ayattoy
 
الصورة الرمزية ayattoy

? العضوٌ??? » 383286
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 442
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond reputeayattoy has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
افتراضي

تسجيل حضوررررررررررررررررررررر

ayattoy غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489478888723.gif[/imgl]


رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 12:52 AM   #7403

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

صبايا قبل ما انزل الفصل حابة انوّه انّه التأجيل بتنزيل الفصول أولا وآخرا بيأثّر عليّ مش عليكم
الرواية الها اكتر من سنة بتنزل

سنة حصل فيها بحياتي الكثير جدا جدا
مريت فيها بعثرات ومطبات كثيرة جدا
مؤثرات نفسية تضغط جدا جدا وبشكل سلبي على نفسيتي واعصابي

لذلك بشكر كل وحدة مقدرة وعم تصبر معي
وبالنسبة لكل وحدة بتقول ندمانة انها عم بتابع فصول بحب احكيلها ترجع للمشاركة الاولى بالرواية راح تلاقيني كاتبة اني انسانة لا اضمن ظروفي لذلك الي بتلاقي عندها ملل وقلة صبر لا اتابع
كتير منكم عم بقول ليش ما تكتبي خلال الاسبوع وانا بقولكم انه لحتى انزللكم فصل انا بعزل نفسي تماما يوم الخميس بغرفتي وغير هيك كتابة الفصل بتكون شبه مستحيلة
حاليا الرواية على اعتاب النهاية ولا فائدة من الكلام
لكن كلّ ما سأقوله أن الرواية القادمة لن تكون ابدا قريبا

بل بعد ان تستقر ظروفي وربما اكون استطعت كتابة أكثر من نصفها
لو الله أعطاني عمر
جاري تنزيل الفصل
امسكوا اعصابكم
بسم الله ابدأ


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 12:57 AM   #7404

shams ali
 
الصورة الرمزية shams ali

? العضوٌ??? » 340157
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 792
?  نُقآطِيْ » shams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond reputeshams ali has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
صبايا قبل ما انزل الفصل حابة انوّه انّه التأجيل بتنزيل الفصول أولا وآخرا بيأثّر عليّ مش عليكم
الرواية الها اكتر من سنة بتنزل

سنة حصل فيها بحياتي الكثير جدا جدا
مريت فيها بعثرات ومطبات كثيرة جدا
مؤثرات نفسية تضغط جدا جدا وبشكل سلبي على نفسيتي واعصابي

لذلك بشكر كل وحدة مقدرة وعم تصبر معي
وبالنسبة لكل وحدة بتقول ندمانة انها عم بتابع فصول بحب احكيلها ترجع للمشاركة الاولى بالرواية راح تلاقيني كاتبة اني انسانة لا اضمن ظروفي لذلك الي بتلاقي عندها ملل وقلة صبر لا اتابع
كتير منكم عم بقول ليش ما تكتبي خلال الاسبوع وانا بقولكم انه لحتى انزللكم فصل انا بعزل نفسي تماما يوم الخميس بغرفتي وغير هيك كتابة الفصل بتكون شبه مستحيلة
حاليا الرواية على اعتاب النهاية ولا فائدة من الكلام
لكن كلّ ما سأقوله أن الرواية القادمة لن تكون ابدا قريبا

بل بعد ان تستقر ظروفي وربما اكون استطعت كتابة أكثر من نصفها
لو الله أعطاني عمر
جاري تنزيل الفصل
امسكوا اعصابكم
بسم الله ابدأ
حبيبتي تيفو ولا يهمك
احنا قولنالك من زمان اننا معاكي مهما كان
واللي مش بيقدر ظروف الناس مش يستحق انك تقدريه
ربنا يعينك وييسرلك كل امورك ويسهل كل صعب لكي
واحنا ديما معاكي ومنتظرينك مهما كان
دومتي بود حبيبتي 😘😍
في حفظ الله ورعايته ❤😍😘


shams ali غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 12:58 AM   #7405

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
صبايا قبل ما انزل الفصل حابة انوّه انّه التأجيل بتنزيل الفصول أولا وآخرا بيأثّر عليّ مش عليكم
الرواية الها اكتر من سنة بتنزل

سنة حصل فيها بحياتي الكثير جدا جدا
مريت فيها بعثرات ومطبات كثيرة جدا
مؤثرات نفسية تضغط جدا جدا وبشكل سلبي على نفسيتي واعصابي

لذلك بشكر كل وحدة مقدرة وعم تصبر معي
وبالنسبة لكل وحدة بتقول ندمانة انها عم بتابع فصول بحب احكيلها ترجع للمشاركة الاولى بالرواية راح تلاقيني كاتبة اني انسانة لا اضمن ظروفي لذلك الي بتلاقي عندها ملل وقلة صبر لا اتابع
كتير منكم عم بقول ليش ما تكتبي خلال الاسبوع وانا بقولكم انه لحتى انزللكم فصل انا بعزل نفسي تماما يوم الخميس بغرفتي وغير هيك كتابة الفصل بتكون شبه مستحيلة
حاليا الرواية على اعتاب النهاية ولا فائدة من الكلام
لكن كلّ ما سأقوله أن الرواية القادمة لن تكون ابدا قريبا

بل بعد ان تستقر ظروفي وربما اكون استطعت كتابة أكثر من نصفها
لو الله أعطاني عمر
جاري تنزيل الفصل
امسكوا اعصابكم
بسم الله ابدأ
معاكي دايما لاصقين ملتصقييييييييييين


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 12:58 AM   #7406

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل السادس والثلاثون

يمشيان معا يدها في يده متوجّهان نحو الشاطئ حيث أخبرتها لميس أنّهم سيكونون، توهّج السعادة تخمة المحبّة تبدو واضحة في ابتسامة شفاههما والتماعة أعينهما وكيف لا يكونوا وقد أمضوا ساعات طويلة في غرفتهما ما بين جولات من الحبّ ورحلات نحو الماضي وذكرياته التي جمعتهما معا بكلّ تفاصيلها السعيدة والحزينة معا

ما إن لاح البحر واضحا أمامهما حتّى نظر جمال إليها وقال ساخرا: بالذّمة ده بحر وفرحانة بنفسك وفخورة بيه وانت من الصبح فلقتيني بيه، يلّا يا جمال، البحر ياجمال، قال يعني هيطير!

بطرف عينها نظرت إليه منال وأجابته: جمال اطلع من هالبواب "الأبواب" أصلا انت كلّ اللي بدّك ايّاه ما تطلع من الغرفة، بعدين ماله بحرنا شو يعني عشان انتو عندكم كتير واحنا ما عنّا غيره بتعايرني، عموما هاد الموجود وعاجبني وانت هاي البحر اللي مو عاجبك قدام عينك ساعة زمن على يخت بتكون صرت بمصر

بجدّية أجابها: ما عنديش مانع، مصر فعلا وحشتني وكمان وحشني بيتنا، لكن رجلي على رجلك علشان وانت بعيده عنّي كلّ حاجة بتبقى من غيرك ومن غير روحك وحشة أمّا وانت معايا حتّى بحركم بيبقى في عينايّا حلو

بحنق نظرت إليه ثمّ لكزته فوق كتفه بغيظ فقهقه جمال ضاحكا يناكفها

من بعيد لمحت منال شقيقها يقترب منهما فنظرت لجمال وقالت له بخبث: راح أشكيك لكاسر

بجزع أجابها مازحا: لأ كاسر لأ، دي حتّى العقبة حلوة، تيجي ايه جنبها شرم ولّا الغردقة ولا حتّى اسكندرية

عندها قهقهت منال فأمسك بها زوجها لافّا ذراعه من حول رقبتها ووضع يده فوق فمها يقول بحنق: ابوس ايدك ما تضحكيش، فضحتينا!!

كاتمة ضحكتها هزّت رأسها بطاعة وما إن أبعد يده عن فمها حتّى لمحت من الجهة الأخرى عائلة أبو كرم كلّهم يقتربون أيضا من الشاطئ وقد عادوا من مشوارهم لبيت عمّتهم، ومن مكانها رأت شقيقها يلتقيهم ويقفون معا ليتبادلوا الحديث، فابتسمت بسعادة وهي تلمح زاكية وابنة عمّها المجنونة سراب ثمّ أمسكت بيد زوجها ومشت بينما تستحثّه وتقول: هاي كلّهم واقفين هناك تعال نشوفهم ونعرف لميس والاولاد كمان وين قاعدين

بعد لحظات كانت منال تسلّم فعلا على نسوة آل أبو كرم جميعهنّ وتناكف هذه وتمزح مع تلك، تجذبهم لا إراديا بخفّة دمها وتتعالى الضحكات بوجودها، إلى ان وقفت بالقرب من سراب أخير التي وكزتها بخاصرتها وقالت لها هامسة بلمز: شووو ما شفناك مبارح فكّرنا نسيناك بعمّان!

مبتسمة هزّت كتفها وقالت لها بجرأة: ما بينشبع منّي

ما إن أنهت كلماتها حتّى فزعت وصوت الكاسر يصلها بقوّة يقول: منال... روحي شوفي إمّي هايها هناك بتدوّر علينا

على صوت ضحكات الأخريات المكتومة هزّت رأسها بطاعة وذهبت بسرعة، بينما نظر هو لأحمد الذي كان يسأله بمجاملة عن أخيه، فأخبره أنّه لم يحجز بالفندق مثلهم خاصّة وأنّه فعلا لديه شقّة يسكن بها هنا، ولكنّه سيوافيهم وينضمّ إليهم لقضاء الوقت لاحقا

كان الكاسر قد ابتدأ فعلا الاسئذان لمغادرتهم وتغيير ملابسه وقد قرّر موافاتهم كي لا بترك عائلته وحدهم لا سيّما مع عودة الرجال، ولكنّ صوت جلبة قادمة من ناحية الشاطئ قاطعت كلماته وشتّت تركيزه فقطّب جبينه للحظة موليا انتباهه للصوت قبل أن تضطرب ملامحه وهو يسمع الأصوات القادمة نحوهم بوضوح

"نمر... نمر"

"بابا... بابااااا... الحق نمر بغرق وكمان خالتو لميس"

صياح العنود هلعا منادية على اسم شقيقها ونداء نبراس الصارخ على أبيه لفت أنظارهم جميعا فكان الكاسر أوّل من استجاب بردّة فعل تلقائيّة ليكون التالي من بعده جمال وأحمد ويوسف ومن ثمّ كرم وبقيّة الذكور ومنال، فيما جمدن النسوة الأخريات للحظة قبل أن تتدارك زاكية نفسها وتهمس بشحوب: لميس

ثمّ تركض بسرعة نحو الشاطئ تلحق بها الأخريات بينما تتمتمن بطلب للستر واللطف من الله وتلهجن بشديد الدعاء

ما إن وصلت زاكية إلى الشاطئ حتّى جمدت بمكانها هلعا وهي ترى تطاول الموج وقصفاته الضاربة للشاطئ بقوّة، بينما لمحت ما بين مدّه وجزره رأس أختها تتصارع معه لتصل لرأس الطفل شديد القرب منها والذي بالكاد يُرى هينهة قبل أن يختفي من جديد

بينما بعيدا عنها يصارع زوجها الزمن ليصل إليها فيأخذهما هو قبل أن يأخذهما البحر فيصبحان حكاية من حكايا انتصاراته، يلحق به كرم ويوسف وجمال يبذل كلّ منهم أقصاه في مسابقة مصيرية مع موت محقّق

أمّا هي فلا تنظر إلّا لرأسه الصغير بشعره الأسود، عيناه الهلعتان تتوسّلانها عدم الخذلان، ورغم كونها كالمقاتل الأعزل أمام جيش عرمرم إلّا أنّها بهما تستمدّ قوّة ألف مقاتل، لأجلهما لا تبالي لا بثيابها الثقيلة التي تجرّها نحو قاع بلا نهاية، ولا بالموج الذي كلّما اقتربت خطوة أعادها للخلف خطوات، ولا حتّى رشفات المياه المالحة التي تحرق أنفها قبل جوفها وتوهن قواها، فهو النمر وبالله هي مستعينة

"يا رب... يا رب... يا رب"

مناجاة لم يتوقّف قلبها عن ترديدها رغم وشوكه فعليّا عن التوقّف

موجة أعنف ضربت وجهها فأغرقتها للحظات واختنقت بداخلها قبل أن تقذفها من جديد حينها لمحت رفسات النمر تخفت وأجفانه تتراخى فأخذت نفسا عميقا قبل أن تركب الموجة التالية منتصرة عليها بعزيمة محارب وقوّة أمّ لتجد نفسها وقد أصبحت شديدة القرب منه فرفست قدميها بكلّ قوتها ومدّت ذراعها بأقصى ما تستطيع إلى أن التقفته أخيرا بذراع مطمئنة قلبها به بينما تقاوم برجليها وذراع الاستسلام لراحة جسدية أبديّة بعد أن هدّها التعب لا سيّما وقد تراخى جسده تماما بين ذراعيها في اللحظة التي توسّد فيها صدرها

منهكة لاهثة متشبّعة بماء البحر نظرت حولها بيأس ثمّ نطقتها بقوّة أخيرا ودموعها تطفر بيأس: ياااا رب

وكم هو رحيم هذا الرب فبلحظة واحدة ذراعان قويّتان أسندتاها وما إن أدركت بحدسها صاحبهما حتّى التفتت إليه وتعلّقت به بذراعها الآخر مسلّمة له قيادتها عالمة أنّهما سيكونان بخير أخيرا

وبحمد من الله فجأة أصبحوا محاطين بالثلاثة الآخرين فاقترب يوسف منهم وطلب من الكاسر اعطاءه النمر فتشبّثت هي به بخوف إلّا أنّه أخذه منها بحزم مخبرا إيّاها أنّها لن تستطيع السباحة به، وفعلا في حين ركّز الثلاثة على النمر الذي وضعوه فوق ظهر يوسف وبينما أسنده جمال من جانبه فعل كرم المثل من خلفه فكان يدفعه بقوّة للاسراع بالخروج ومقاومة الموج الذي كان قد ابتدأ يهدأ بعض الشيء، أمّا هي فطلب منها الكاسر أن تتشبّث بظهره إلّا أنّها رفضت لا تريد الاثقال عليه وهي قادرة على المواصلة، ولكنّه أصرّ لا سيّما وهو يرى زرقة شفتيها وغياب اللون من وجهها فقالت له لاهثة مقطوعة الأنفاس: راح أسبح ما تخاف عليّ أنا قويّة بسّ خلّيك جنبي

عندها وبحزم قال: أنا معك اعتمدي عليّ لفّي ايديكي حوالين رقبتي

صوت صارم الذي أتاهم صارما رغم تقطّعه بفعل الأنفاس المتلاحقة بسبب المجهود المضني الذي بذله للوصول دعم كلام أبيه وهو يقول: وأنا كمان جنبك

عندها بتراخي واستسلام مدّت كفّيها وأحاطت برقبة زوجها الذي ابتدأ السباحة بقوّة وسرعة يتبعه ابنه خلفه تماما يسندهما من الخلف

لحظات أم دقائق أم ساعات

لا تعلم لميس كم كانت مدّة رحلتهما إلى الشاطئ لكن كلّ ما تعرفه أنّها اللحظات الأكثر أمنا التي عاشتها في حياتها كلّها

ما إن اقتربوا من الشاطئ حتّى وقف الكاسر على قدميه أخيرا فاستيقظت هي من غفوتها القسريّة ومسحت على وجهها، حينها شهقت بفزع وهي تدرك للمرّة الأولى منذ أن ولجت خلف النمر إلى البحر أنّها بلا نقابها!!

أخلعته بنفسها ام أخذه البحر منها لا تعلم ولكنّه الآن وفي لحظة كانت تحتضن جذع زوجها تخفي بصدره وجهها المكشوف بحياء، عندها جمد هو للحظة قبل أن يقوم باحتضانها ويقبّل جبينها خفية هامسا لأذنها بصوت أجشّ: حمدلله عسلامتكم

قالها ثمّ أخذ من يد أختها التي كانت تقترب منهم بلهفة وخوف منشفة كبيرة أحاطها حول جسدها الذي كان قد ابتدأ يرتعش بفعل انخفاض درجة حرارته، وتناول من العنود التي كانت تنظر لها باكية بخشية منشفة أخرى ألقاها فوق رأسها قبل أن يتناول طرفها ويحيط بها وجهها بشكل شديد التراخي قائلا: خدي نَفَسَك، أنا رايح أشوف نمر، هاي الدكتور أحمد صحّاه الحمد لله وبيفحص فيه

قالها ثمّ نظر لأختها قائلا بجلافة لم تزعجها هذه المرّة: شوفيها وطمنيني عليها

.................................................. .................................................. ...


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 12:59 AM   #7407

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

بعد حوالي نصف ساعة

بحالة من الفوضى يرثى لها دخلت لميس الجناح تجرّ نفسها وَهْنا، تتبع زوجها -الذي كان يحمل ابنه المنهك بين ذراعيه- والذي كان يبدو لها بغرابة في أشدّ حالاته قوّة وصلابة

بإنهاك خلعت عن نفسها ثيابها المجعّدة التي كانت ترتديها لتقف أمامه ببنطالها وبلوزتها اللذين كانت ترتديهما تحت ملابسها الشرعيّة، ثمّ مدّت ذراعيها إليه لتأخذ الطفل الذي لم يتحرّك من بين ذراعيّ والده قيد أنملة

بغير تصديق التهمته بنظراتها لا تصدّق حتّى الآن أنّه بوضعه هذا لا يشكو سوى الإرهاق كما أخبرهم شقيق زوج أختها الدكتور أحمد وكما أكّدت عليها أختها

بصوت متحشرج حثّته تقول: تعال عندي حبيبي

بوهن لم يفعل الطفل سوى أنّه أسبل أهدابه، وبجزع نظرت لزوجها الذي طمأنها قائلا: خلص اتركيه معي ما تخافي تعبان اللي صار مش قليل

محاولة الاقتناع هزّت رأسها موافقة ثمّ قالت: أعطيني ايّاه بدّي أحمّمه، وألبسه شي دافي

باهتمام أجابها: انت كمان تعبانة روحي اتحمّمي وغيري أواعيكي وأنا بحمّمه بالحمّام التاني

مقرّة بتعبها هزّت رأسها موافقة وبالفعل جرّت نفسها نحو خزانة الملابس وأخرجت لها بعضها ثمّ توجّهت نحو الحمّام بصمت

تابعها الكاسر بنظراته لينبّهها في اللحظة التي أوشكت على غلق الباب فيها قائلا: لا تسكري بالمفتاح خلّي الباب مفتوح

جمدت حينها للحظة ثمّ هزّت رأسها ودخلت وتركت الباب من وراءها شبه مفتوح

.....................................

بعد عشرة دقائق كان الكاسر يخرج من الحمّام عاري الجذع مبتل الجسد والشعر يلفّ حول وسطه منشفة كبيرة يحمل ولده بين ذراعيه وقد أحاطه هو الآخر بمنشفة أخرى، ثمّ أجلسه فوق السرير وأخرج له بعضا من الملابس ألبسه إيّاها قبل أن يضعه بالسرير الصغير بجانب سريرهما ويدثّره جيّدا ثمّ جلس بجانبه ليراقبه يغفو بسلاسة وسرعة غير معتادة على شقاوته وكأنّما جسده الصغير بعد كلّ أحداث اليوم قد استنفذ طاقته واستسلم لسلطان النوم علّه يعاود شحذ طاقاته حتّى صباح الغد

ربّت على خدّه بحنان قبل أن ينحني ويقبّل جبينه بحبّ مقاوما سحقه بين ذراعيه وشفتاه تتمتمان بعبارات حمد كثيرة ففقده اليوم كان قاب قوسين أو أدنى لولا لطف من الله وتلك التي كانت تخرج الآن من الحمّام ترتدي بيجاما خفيفة من الساتان الناعم ببنطال واسع وقميص بلا أكمام

راقبها تقف أمام المرآة للحظات سرّحت بها شعرها بلا تركيز ثمّ تركته دونما تجفيف واقتربت لتستلقي فوق السرير بالقرب منهما وكم بدت له في تلك اللحظات جامدة بلا حياة لولا عيناها اللتان لا تزالان تحملان من الفزع الكثير ولا عجب

قاتلة هي تلك الدقائق التي عاشوها جميعا قبل ما يزيد عن السّاعة، دقائق كان على استعداد أن يضحّي فيها بما بقي من عمره، هانت عليه الحياة في سبيل نجاة ابنه... بل نجاتهما معا

يغمض الكاسر عينيه للحظة بتعب فينتفض قلبه وكأنّه يستمع لهذر ابنته الفزع من جديد بينما عيناه تتقافزان فوق البحر الهائج يبحث عن أيّ دلالة لوجودهما فعقله رغم كلّ ما مرّ به لا يصدّق، وآه كم كانت صدمته وهو يستوعب حقيقة ما تقوله ابنته فهناك ما بين موجة تعلو وأخرى تنهار وجدهما معا يصارعان الموت والحياة

هو يرفس بكلّ ما يمتلكه من قوّة داخل جسده الصغير وأخرى يستمدّها من حلاوة الرّوح وهي... تقاتل، نعم هذا ما بدا له وقتها وما رآه صدقا بعدها، لقد كانت تقاوم الموج والضعف والخوف، لقد كانت تضحّي بنفسها لأجل... ابنه!!

يا الله

بطرف عينه نظر إليها فوجدها على حالها شاحبة تحدّق بالطّفل بعينين فاغرتين تأبيان الانغلاق، بعجز تأمّلها لا يعرف ما الذي عليه فعله الآن، لا يعرف كيف يفكّر ولا بماذا، وفجأة انتفض جسدها برعدة برد فاقترب منها وقال بصوت خشن: هسّة بتمرضي ليش مش متغطية

قالها ثمّ ألقى الغطاء فوقها بالفعل، أمّا هي وعلى ذات الجمود همست تقول بصوت مبحوح: كان راح يغرق... كان راح يروح من بين ايدينا

اهتزّت أحداق الكاسر متجاوبة مع هزّة عنيفة ضربت صدره فقال مختنقا من أثر الانفعال وتلك الـ"نا" تفعل فيه الأفاعيل: و الله لطف ولحقناه، ومن بعد ربّ العالمين الفضل إلك

بشرود أجابته هامسة والشحوب بوجهها يزداد: يمكن أنا السبب!

التفت إليها للحظة ثمّ جلس بجانبها وتأمّل وجهها وارتعادة مقلتيها للحظات ثمّ ودون أن يشعر امتدّت كفّه ليبعد بعضا مع خصل شعرها الملامسة لوجنتها الظاهرة فتتلكّأ هناك قليلا ووببطء شديد غير مقصود تحرّكت أصابعه لتلفّه خلف أذنها وتسرح قليلا هناك ثمّ قال: أكيد إنت السبب، لولاكِ كنت فقدت ابني للأبد

قالها ثمّ ودون أدنى مقاومة استجاب لرغبة ملحّة داخل صدره فالتقط كفّها المرتعشة ليقبّل باطنها بعمق قبل أن يكمل قائلا بهمس أجشّ: جميلك برقبتي ما راح أنسالك إيّاه طول العمر

ارتعادة جديدة ضربت جسدها من جديد ثمّ وبعيون جافّة حدّقت بوجهه مفارقة وجه ابنه أخيرا، تريد أن تخبره أنّها هي من كانت ستفقده، بأنّ فقده كان ليكون ضربة قاصمة لروحها، بأنّ النمر هو ابن قلبها الذي لم تنجبه ولكنّها جبنت وصمتت فلم تجد كلماتها المحبوسة في أسوار روحها لها منفسا إلّا عبر الدموع فابتلّت عندها حدقتيها أخيرا وتغرغرتا بدموع انفجرت فجأة تسيل على صفحة وجهها تخفّفان من حرقة العيون وألم القلب

أمّا هو فأمام انفجارها جمد للحظات مبهوتا، يراقب ارتعاشات الشفتين ومناجاة العينين فتصدّعت أسوار جموده أخيرا وقد تكالبت عليها عواصف الشوق و سيول الامتنان، فاستلقى بجانبها بطوله ليحيطها بذراعيه فيحتويها بكلّيّتها بضخامته وأخذ يهدهدها بأناة كما لم يكن يعلم بأنّه يعرف

ناعمة مرتعشة بين ذراعيه، محتاجة مرتعدة خائفة، أحاطته بذراعيها تعلّقت به ودفنت شهقاتها فوق شعيرات صدره التي تعشق، تشكوه خوفها ومعاناتها، تبثّه رسائل خفّية لحاجتها إليه تطالبه بأمان تفتقده

ملبّيا...

قبّل جبينها مواسيا..

وشاكرا ممتنّا... قبّل الخدّين...

وأمّا الشفتين فمن بعد طول حرمان لم يشعر بنفسه وهو يلتقفهما أخيرا عطشا ملهوفا مشتاق

وبغمرة الشوق... غاص... بل غرق

وعلى عكس ابنه الذي كان أكثر حظّا منه، لم يجد هو ولو حبل نجاة واحد ليتمسّك به، فما بين الشوق الجارف والحاجة الملحّة تقاذفته المشاعر، تخبّط بين أمواجها، يختضّ بلا حول ولا قوّة

لتقذفه الأمواج أخيرا على شواطئها

ضعيفا

منهكا

و... مهزوما

.................................................. .................................................. ..


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 01:00 AM   #7408

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

بعد وقت
أخيرا و... بتردّد، فتح الكاسر عينيه بعد أن تأكّد من انتظام أنفاسها والتي تلفح صدره العاري بتثاقل، فتحهما بعد أن أنهكه الادّعاء حتّى أمام نفسه، فتحهما بعد أن ملّ محاولته البائسة من إقناع نفسه بأنّه متخم و... سعيد، فتحهما بعد أن اشتدّ في صدره الألم واشتعلت الحرائق... فتحهما وليته ما فعل فبأيّ عين سينظر الآن إليهما ولم يبق فيهما سوى... الخزي والهزيمة
الانهزام
شعور لم يدرك مرارته يوما رغم كلّ ما مرّ به من عبر وعثرات ومصائب خلال سنين حياته كلّها
خوف... فشل... خيبة و... خذلان
ولكن أبدا أبدا ليس الهزيمة
نعم لقد حدث اليوم ما كان يخشاه منذ اللحظة التي عرف بها أنّ فتاة الباب بل فتاة الهاتف هي العروس المنتظرة
هي بصوتها العذب، بغابات عينيها، بقهوتها اللذيذة، بخدّيها الشهيّة، بنقاوة روحها... ستهزمه يوما
وآه كم كان حلوا وقتها طعم الهزيمة في مخيّلته، وآه كم كان قريبا من السقوط ورفع الراية البيضاء لها وبكامل الرضا
ولكنّه لم يكن يعلم... لم يكن يدرك... لم يتخيّل أنّ هزيمته عندما تأتي، ستأتي قسرا وبطعم مرّ كالعلقم
وكيف كان ليفعل وهو الذي لم يعلم وقتها، لم يتخيّل أنّ لميس اليوم -كما قالت-هي نتاج لميس الأمس
لميس الأمس التي رآها بعينيه، بل شهد نهايتها، فهم حكايتها، رآى بأمّ عينيه سوأة أفعالها، خيانتها لزوجها، زوجها الذي قادته للجنون وقد جعلته هدفا لأطماع حبيبها الذي ابتزّه بفضيحة تكسر ظهر أعتى الرجال، ابتزّه بصور فاضحة لها أرسلتها له هي وبملء إرادتها!!
دون أن يشعر وجد الكاسر نفسه يستعيد مشاعره في ذلك اليوم قبل سنوات، يذكر ردّة فعلها ما إن ابتدأ يحقّق بالواقعة ويفهم أبعادها، آه كم كرهها يومها
سبّها.. احتقرها.. اشمأزّ منها ونفر من مظهرها ليس فقط بعد أن رآها محترقة بل وحتّى من قبلها ما إن لمح صورها، أطلق عليها وأمام زميله أبشع المسمّيات والصفات، زميله الذي في حين أبى هو تأمّل صورها في هاتف زوجها فعل هو، رآها، تأمّلها دقّق في تفاصيلها بل وحتّى... غازلها
مجفلا فزّ الكاسر من مكانها ملقيا جسدها بنفور دون أن يشعر بعيدا عن جسده، ولاهثا جلس على السرير ينظر حوله كالممسوس دون أن يرى شيئا
نيران
حرائق
تشتعل بصدره كالهشيم
"عاهرة رخيصة"
هكذا أطلق عليها... هو
"خسارة هالجمال وهالجسم الريّان"
هكذا قال... زميله... وبحسرة
هذه لميس التي كانت... هذه هي... مهما كابر وأنكرت... لميس
وهي ذاتها التي كان يتمرّغ في حضنها قبل وقت قصير، هي ذاتها التي سلّم لها الرايات، والتي تناسى لأجلها من هو، من يكون، تجاهل لأجلها رجولته كبرياءه وكرامته
هي ذاتها التي تاه في خرائط جسدها، ارتعش فوق محيطها، وأنّ على شواطئها
هي ذاتها التي كان منذ قليل فعليا يختضّ بين ذراعيها بانتشاء مرير
هي ذاتها التي نامت توّا بين ذراعيه... سعيدة.. متخمة... راضية
ولم لا تكون وقد انتصرت عليه
لم لا تكون وقد حقّقت بالنهاية ما تريد مستغلّة بمكر أنثويّ ضعفه وحاجته وشعوره بالامتنان لتغتصب من بين ذراعيه... صكّا لا يمتلكه لغفران.. لا يشعر به...!
لاهثا بغضب وقف الكاسر كما الملدوغ
ولكن لا
هيهات... هيهات
هي زوجته وكلّ ما فعله أنّه قد مارس حقّه الطبيعي ملبّيا حاجة ألحّت عليه
لكنّ الغفران بعيد عن منالها
لقد خدعته
استغفلته
فرضت نفسها بماضيها قبل حاضرها عليه
وهو الكاسر
رغما عن أنفها سيظلّ كاسرا ولا أحد مهما بلغت مكانته بقلبه يستطيع أن يكسر رأسه ويحني ظهره ويفرض نفسه عليه
.................................................. ..................................................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 01:01 AM   #7409

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

من بوّابة المطار خرج أربعتهم تلفحهم شمس العقبة المشرفة على المغيب، يبحث حسين الذي يمسك بكفّ زوجته بعينيه عن وجه "يوسف" الذي من المفترض به أن يستقبلهم والذي لا يعرف سواه بقدومهم، بينما يتمسّك محمّد بقوّة بكتفي زوجته الشاحبة يسندها بقوّة بذراعه ونظرات القلق تبدو واضحة في مقلتيه

اتّسعت ابتسامة حسين وهو يلمح زوج أخته أخيرا فينظر لشقيقه ويهتف قائلا: اهو يوسف هناك اهو

براحة تنهّد محمّد وقال: الحمد لله

قالها والقلق والخوف على زوجته التي يلازمها الغثيان منذ اللحظة التي صعدوا بها إلى الطائرة يستبدّ به، فاستحثّها قائلا بعطف: خلاص هانت يوسف اهو هاخدك دلوقت حالا ونروح نشوف إيّ دكتور ولا مستشفى ونكشف عليكي

بصمت ربّتت فوق يده بضعف وسايرته بالمسير فما عاد هناك ما من الممكن أن يقال ويقنعه أنّها بخير

في اللحظة التي وصل محمّد ليوسف كانت المناكفات قد ابتدأت فعلا بينه وبين أخيه وابتدأت ضحكاتهما وصخبهما يملأ المكان فهزّ رأسه بيأس وابتسم لزوج أخته وسلّم عليه قائلا: ازيّك يا يوسف عامل ايه ومراتك أخبارها إيه؟ إيّاك تكون مزعلّها فأيّ حاجة آخدها وامشي

بضحكة أجابه قائلا: خاف عليّ مش عليها، حمد لله عسلامتك هلا والله بالنسيب نوّرت العقبة والأردن كلها والله يا جماعة

ثمّ أكمل بينما ينظر إليهما مبتسما وكلّ منهما زوجته ملتصقة به ومتعلّقة بذراعه: ومبروك عليكم الزواج... والله فرحان فيكم غير شكل

قالها ضاحكا فجلجلت من وراءه ضحكة معتز الذي كان يرافقه ولم يكونوا قد رأوه بعد يقول: فرحان الهم ولّا فرحان فيهم فهّمنا

عندها قال حسين باسما بينما يقترب من معتز مصافحا: لا ده كده مع الابتسامة الشّريرة دي واضح انّه فرحان فينا -ثمّ أكمل بينما ينظر لبتول بطرف عينه- وواضح كده انّه معاه حقّ

دون أن تشعر ورغم خجلها ضربته بتول بمرفقها فقهقه الآخران معا بينما يقولان: واضح انّه النسوان الزعلانات والزلام المحرومين راح يزيدوا اليوم

ضائقا من هذرهم مستشعرا تململ زوجته المنهكة بجانبه اقترب محمّد منهم وصافح معتز وقال: معلش ما خدتش بالي منّك ومسلّمتش عليك

بابتسامة رجوليّة عانقه معتزّ وقال: بسيطة حمد لله عسلامتكم نوّرتونا أهلا وسهلا فيكم

بابتسامة دافئة نظر يوسف للمرأتين وقال: حمد لله عسلامتك بتول، اهلا وسهلا بإيمان، معلش عنّا مرة الأخو أخت وبنّاديها باسمها لغاية ما يصير عندها ولد يعني لا مدام ولا غيره

بمحبّة أجابه حسين قائلا: مدام إيه بسّ يا راجل دول اخواتك

باهتمام رمق يوسف إيمان ثمّ نظر لمحمّد وقال: خير مالها إيمان؟

بقلق أجابه محمّد وقال: تعبانة شوية، يا ريت لو تعرفوا دكتور أو في مستشفى قريب نروحله علشان نطّمّن عليها

بصدمة نظر إليه يوسف وتبادل مع معتز وحسين النظرات قبل أن ينفجر ثلاثتهم ضاحكين فينظر إليهم متعجّبا فيوضّح له يوسف غامزا: آخ بسّ لو تعرف أختك زاكية إنّك بدّك تدوّر دكتور وهيّ موجودة!!

عندها ضرب محمّد كفّه فوق جبينه وقال: يا خبر انا نسيت ده خالص، دي ممكن فعلا تقاطعني!

قهقه يوسف وغمزه قائلا: عموما لو زاكية مو عاجبتك أخوي أحمد كمان موجود

اتّسعت أحداق محمّد بصدمة وهو يتذكّر ذلك أيضا فيتنهّد بقوّة ويقول: الذاكرة اتضربت خلاص

مبتسما أجابه يوسف: معلش ضريبة الزواج!

بذعر استمعت إيمان إليهم ثمّ أجابته باضطراب قائلة: ولازمته إيه بسّ الكشف أصلا يا محمّد ده تعب وارهاق من الصحيان بدري وقلّة الأكل، تلاقي الضغط عندي وطي ولا حاجة بس

باعتراض أجابها: لا يا إيمان حالتك كلّ ماده بتتراجع أكتر وأنا بقى مش هسكت عليكي اكتر من كده

باستعطاف نظرت إليه وقالت ترجوه: وحياتي يا محمّد مش عايزة أوّل ما قابل أختك تفتكر إنّي عيّانة، ها قولت إيه؟

بيأس وقلّة حيلة هزّ رأسه وقال: بتقولي وحياتي هقول إيه يعني غير آمين

عندها صفّق يوسف وهلّل معتز وكلّ منهما يتغامز معه ويرميه بالكلمات فتزداد إيمان في حضنه انكماشا والخجل والسعادة تخفّف عنها الكثير من الوهن الذي بها

.................................................. .................................



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 26-07-19, 01:03 AM   #7410

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

يجلسون حول المسبح جميعهم يمرحون ويضحكون يسبح بعضهم وآخرون تعبوا ويكتفون بالمشاهدة
تُجلس منال النمر في حضنها وتقبّله بين كلّ لحظة وأخرى تقاوم دمعة توشك أن تنسكب من عينها كلّما تذكّرت أنّه كان قاب قوسين أو أدنى من الموت
ينظر النمر الذي رفض الاقتراب حتّى من الماء اليوم إليها بعيونه العسليّة البريئة التي تضيء على صفحة وجهه الأسمر ويطالبها بأسلوبه الذيذ: آمتو ذاكي "عمتو زاكي"
تبتسم منال له بإشراق تحت نظرات زوجها المراقبة لها بحنان ثمّ تقبّله وتقول: من عيوني يا روح عمتو
تمدّ منال يدها لحقيبتها وتخرج منها حفنة كبيرة من السكاكر الملوّنة وتقول: هدول إلك بسّ ما في توخدهم قبل ما تعطيني بوسه
بحنق نظر إليها النمر وزجرها بجلافة تشبه جلافة والده قائلا: اوووف بوثة بوثة بوثة
قالها ثمّ مدّ خدّه إليها بحنق في سبيل حبّات السكاكر فقهقهت ضاحكة وهي تقبّله بعنف أثار حفيظته وغضبه فأخذ منها ما يريد بقوّة وركض نحو زوجة والده فنظرت إليه بغضب وقالت: فعلا إنّك نذل!
عندها اقترب منها زوجها وجلس بجانبها قائلا: تستاهلي أهي دي آخرة اللي تطنّش جوزها حبيبها علشان عيّل آهو خد منّك اللي هوّ عايزه وسابك
قالها ثمّ اقترب منها برأسه أكثر وأكمل قائلا: على الأقل أنا باخد وما بسيبكيش
لملمت منال ابتسامتها وأجابته بهمس لا سيّما ووالدتها تجلس قريبا منهما: إنت ما في زيّك بعدين ولا عيّل ولا مية عيّل بخلّوني أسيبك
بألم اختلجت نظراته وقال: نفسي أشوفك شايلة ابننا يا منال
غصّة أحرقت جوفها للحظة فابتلعتها بهمّة وقوّة وأجابته: الله كريم حبيبي، أنا برأيي ما تستعجل بتعرف آخرتها كلّه على راسك وهيّك شفت كيف نمر النذل أخدني منّك كيف لو كان ابني وصورة مصغّرة منّك كمان
بابتسامة عريضة ونظرة ملتمعة أكمل وقال: أو بنت شقيّة طعمة ولزيزة طالعة على أمّها
قالها ثمّ احتدّت نظراته وقال: بصّي انا بقولّك من دلوقت اهو، النمر ده يبعد عن بنتي ستمية متر ما يبصّلهاش انا بقولّك اهو احنا ما عندناش بنات تتحبّ
كما الملدوغة ابتعدت منال عنه وهتفت بحنق: نعم نعم عيد هيك سمّعني لإنّه ما سمعتك منيح!
بتعنّت كتّف جمال ذراعيه وقال: زيّ ما سمعت بالظّبط يا منال، بنتي مش هتتجوّز غير مصري ومن عندنا من البلد كمان
بحدّة وقفت وجادلته تقول: كماااان، شو انت بدّك اتجنّني؟ شوف جمال هيّ كلمة وما راح أتنّيها غير نمر ما حد راح يتزوّج...
قالتها ثمّ قطبت وسألته: هيّ أصلا شو اسمها
بحيرة نظر إليها وقال: تصدّقي معرفش! ايه رأيك نسمّيها إيه؟
بقلق اقتربت أمّها التي لمحتهما يتجادلان منهما وسألتهما: منال شو فيه؟ ليش هيك بتحكي مع جوزك؟ لا وكمان واقفة بتتقاتلي معه قدّام النّاس، ربّك حميد كاسر ما لمحك ولّا كان عرّفك شغلك مظبوط
قالتها ثمّ نظرت لجمال -الذي كان يلملم ابتسامته بصعوبة على منظر زوجته التي انقلبت على سيرة أخيها لتبدو كقطّة وديعة- وأكملت لتقول باعتذار: معلش يا ابني امسحها بوجهي المرّة هاي
بحنق جادلت أمّها وقالت: ليش يعني هيك بتوقفي معاه دايما إنت آه؟
بأناة وطولة بال سألتها تقول: ولو شو ما كان ما بصير توقفي تحكي معه بهاي الطريقة بين النّاس
بإلحاح قالت لها: ما هو انت لو تعرفي بسّ شو اللي صار...
ببرود قاطعها يقول: إيه "اللي صار" يعني؟ عادي ده حقّي، بنتي وانا حرّ فيها أجوّزها للّي انا عاوزه انا حرّ وانت مالكيش فيه
بذهول نظرت حماته إليه وسألته بغضب: ليش انت عندك بنت؟ كاين متزوّج قبل بنتي؟
غافلة عن والدتها نظرت منال إليه بغضب وقدحت نظرات عينيها وأجابته: بالله شو كيف يعني ما اليش فيه؟ ليش مين اللي حملت وتعبت وخلّفت وربّت مش انا؟!
كاتما ابتسامته تجاهلها جمال وصمت فاحتدّت نظراتها أكثر وقالت: ما حد راح ياخدها غير نمر يعني ما راح ياخدها غير نمر
ببرود رفع حاجبه وأجاب: وانا بقولّك هتتجوّز في البلد يعني هتتجوّز في البلد
بحنق ضربت قدمها في الأرض تقول: جمال
فهتف قلبه أخير لأجلها فابتسم وقال: عيون جمال!
فأجفلت للحظة ثمّ توهّجت عيناها وتبدّلت كلّ ملامحها قبل أن تجلس بجانبه وتقول: بحبّك
عندها وعلى غفلة منهما وضعت والدتها يدها بذهول على خدّها بينما تقول: عليه العوض ومنّه العوض، طنجرة ولقت غطاها، سنين وأنا بحكي لحالي الله يعينه هالزلمة كيف مستحمل هبلها أتاريه طلع أهبل منها!!
...........................
بالقرب منهم كانت لميس تجلس بجانب أختها وابن قلبها في حضنها يلقي برأسه فوق صدرها فتداعب شعره ونظراتها وأفكارها سارحة بعيدا عنهما، سارحة بذلك الذي اكتشفت غيابه الطويل منذ استيقاظها نظرا للبرودة التي احتلّت مكانه بجانبها والتي انتقلت بالتبعية مباشرة نحو قلبها الذي ارتعش مباشرة بردّة فعل تلقائيّة، تلك السعادة التي نامت تحتضنها بين ذراعيه سرعان ما بدأت تتقهقهر وتخبو رويدا رويدا عند كلّ دقيقة غياب جديدة وهكذا إلى أن اختفت تماما مخلّفة من وراءها لا شيء سوى الخيبة والألم
هو لم يسامح، لم يغفر، وما كان لم يكن سوى ردّة فعل وليدة اللحظة، لقد قالها لها صراحة... هو لن يقدر!!
لقد قالها صريحة واضحة وهي فقط... غبيّة واهمة و... بلا كرامة!!
بقوّة تغرغرت عيناها بدموع أحرقت عينيها ولم تسكبها، فالطريق ما بينه وبينها بات واضحا أنّه... موصد
موصد بقفل قديم صدئ استعاروه من الماضي وأمّا المفتاح فتاه منها بالطريق
التواءة من الألم اعتصرت قلبها، تكتم بداخلها فكرة ملحّة ترفض الاعتراف بها، تحتضن الطفل بقوّة أنّ لها ونظر لها موبّخا بعتاب فابتسمت له بأسف وقبّلت جبينه بحبّ ومن ثمّ تأمّلت عيناه
تنهيدة طويلة خرجت من صدرها زفرتها بقوّة وهي تناجي الله وتقول بصوت حارّ خرج من أعماق صدرها
"يا رب"
قالتها وهي تجول بعينيها حول المكان تبحث عن بقيّة "أولادها"
فها هو الصارم يجلس منزويا بعيدا عن الجميع سارحا في ملكوت الله وملامحه تحمل من الهمّ الكثير، أمّا نبراس فهناك بداخل المسبح يشاكس أولاد سراب فيغيظ هذا ويناكف ذاك، في حين تجلس العنود بعيدا عن الجميع واجمة المحيّا تحمل هاتفها في يدها تنظر إليه في كلّ حين
العنود!!
العنود؟؟؟؟
يا الله كيف نسيتها في خضمّ كلّ ما حصل، لقد كانت تريد التحدّث إليها
مصيبة!!
هكذا أخبرتها... يالله سترك ولطفك وعفوك
بجانبها كانت زاكية تنظر مراقبة كلّ اختلاجاتها، تتساءل بينها وبين نفسها إلى متى ستصبر أختها على حياتها غير المستقرّة هذه، إلى متى ستحتمل تقلّبات زوجها التي تستشعرها هي بنبرات صوتها، باضطراب أنفاسها، بنظرات عينيها، كالآن تماما فها هما عيناها ومنذ أن رأتها تأتي إلى حيث هم مجتمعين جميعهم تتدرّجان ما بين غيمات أمل وسعادة بلحظة لتعودان وتهبطان نحو آبار الخوف والخيبة المظلمة أخرى
تحرّكت لميس على حين غرّة تريد الذهاب فأمسكت بسرعة بذراعها وسألتها: وين؟
تعلّقت عينا لميس من جديد بابنة زوجها وقالت: بدّي أشوف العنود
بحنق لم تستطع كتمانه سألتها: جوزك وين؟
جمدت أختها للحظات ثمّ أجابتها تقول: بشغله.. ما بعرف.. -تابعت بحنق- إنت شو بدّك فيه؟
بغيظ أجابتها زاكية: أنا ما بدّي بس إنت بدّك، من حقّك تكوني بدّك، نفسي أفهم إنت شو جابرك تتحمّلي هاي العيشة؟ شو جابرك تتحمّليه؟ مرة راضي ومرة زعلان، مرة موجود ومرة طفشان، والله أعلم لسّة شو فيه كمان، حتّى ولاده شوفي، مين اللي داير باله عليهم مين اللي قايم بأمورهم وكلّ هاد ويا ريته عاجبه كاسر أفندي
صمتت لميس للحظات ثمّ نظرت لأختها وأجابتها بوضوح قائلة: بحبّه... وبحبهم.. هاد اللي جابرني على هاي العيشة
قالتها ثمّ ارتكزت على مقعدها مريحة جسدها قبل ان تكمل كلامها من جديد وتقول: بتتذكري البنت الأجنبيّة اللي نزلت عالمسبح مبارح، هاي أم بيكيني أحمر
بقرف نظرت أختها إليها وقالت: طبعا عرفتها هاي الرخيصة اللي كلهم مبارح طلعت عيونهم عليها... -ثمّ أكملت مستدركة بإعجاب وهي تنظر إليها- إلّا جوزك للأمانة، مع انّه عينها طلعت عليه، ولهلّأ نفسي أفهم كيف اتحمّلت وضلّيتي قاعدة عادي
بهدوء وصبر أجابتها: وليش لحتّى ما أضلّ قاعدة، ليش لحتّى أزعل، كاسر يا زاكية ما أعطاني ولو حتّى سبب واحد يخلّيني أكون مش مرتاحة، إشارة وحدة تخلّيني أشكّ فيه... بعكس اللي عملته أنا فيه
صمتت لميس وصمتت زاكية بالمعيّة وهي عاجزة عن أن تجد لشقيقتها طريقة تقتنع بها بحقّها بالحياة، فتأتي شقيقتها الآن لتعجزها أكثر وهي تكمل وتقول بصوت متهدّج خفيض: بيوم من الأيّام... أنا كنت هاي الرخيصة أم بكّيني أحمر
بصدمة نظرت إليها زاكية لا تصدّقها ولكنّ نظرة الندم المشتعلة في عينيها أجبرتها فصمتت لا تعرف ما تقول أمّا لميس فتابعت تقول: بتعرفي مبارح شو حسّيت وأنا عم بطّلع عليها؟
سألت ولم تنتظر الإجابة حيث قالت: قرف... كنت قرفانة ولوهلة وأنا عم بتأمّل تفاصيلها كنت فعليّا عم بحترق، إنّه كيف أنا كنت هيك كيف سمحت لنفسي كيف رضيت وكيف هوّ اللي اسمه زوجي كمان رضي، وقتها لقيت حالي غصبٍ عنّي عم بدوّر عليه... على كاسر، براقبه، منتظرة منّه نظرة تقدير أو إعجاب وحدة لإلها، غلطة أمسكها عليه، نظرة بس بتعرفي شو لقيت؟
تأمّلتها زاكية للحظات بتأثّر ومن ثمّ سألتها: شو؟
عندها وبصوت مرتجف وشفتين ترتعاش وصوت مختنق أجابت: إنّه هوّ كمان كان قرفان!
قالتها ثمّ نظرت لعينيّ أختها وسألتها بمرارة تقول: عرفتي شو جابرني أتحمّله؟ فهمتي ليش أنا صابرة عليه؟ لإنّي ببساطة فاهمته، مقدرة شعوره وممنونة جدا لكلّ لحظة هو بيضغط على نفسه فيها وبيجبر حاله يتحمّلني مع إنّه هوّ كمان مش مجبور
شهقة كادت تفلت من بين شفتيها فكتمتها بقبضة يدها بسرعة ثمّ وقفت تريد الهروب، وفي هذه اللحظة بالذات وبينما تنظر أمامها وجدته أمامها يضحك في وجهها بحبور ويفتح لها ذراعيه، فأطلقت شهقة البكاء أخيرا وانطلقت تجري إلى ذراعيه بينما تهتف باكية: محمّد
في ذات الوقت كانت زاكية تنظر بعدم تصديق نحو أخويها اللذين كانا مترافقين مع زوجها وابن خاله الذين كانت منذ قليل تتساءل هيّ وميّ عن مكانهما بحنق بالغ
ذراعيّ حسين الذي كان يقهقه سعادة فُتحت على اتّساعهما لها فركضت نحوه بسعادة شديدة تحتضنه بقوّة وتقول: يا الله قدّيش اشتقتلّك
قالتها ثمّ انتقلت لحضن محمّد الذي وسّع من دائرة ذراعيه ليشملها أيضا فيهما ولم يمتلك إلّا أن ينظر لتلك الواقفة بالقرب منهم تراقبهم بتأثّر شديد وبعض من الغيرة فابتسم لعينيها بدعم لم تمتلك إلّا ان تستجيب له وتلقي برأسها فوق جذعه من الخلف
صوت حسين يناغشهم وصل لميس التي كانت غارقة في دموعها يقول: يا بختك يا سي محمّد وانا بقى ماليش غير ربّنا وبتول
ابتعدت عن أخيها تكفكف دموعها وتقترب من الآخر بينما تبتسم وتقول: شو بدّك أحسن من هيك، بس برضو احنا ما النا غِنى عنّك، اشتقتلك حسّوني كتير كتير كتير
قالتها وهي تختضن خدّيه وتقبّله بشوق شديد بينما قبّلها هو فوق جبينها ومن ثمّ ارتمت بين ذراعيه وشعور كبير بالقوّة يتغلغل إلى روحها
.................................................. .................................................. ................................................



bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.