بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب

[عفة عفيف]

صباح الخير دوبي الآن قرئت الفصل يا الله رعب وشي فضيع😰😲 يارب يكون في فصل اليوم ونفرح فيه مررررة متحمسة وعلى نار بليز لا تكسفينا 😭😭

[ayattoy]

صباح الخير نيفو الفضل هينزل امتى؟؟؟؟؟
انا بانتظارك على أحر من الجمر

[Maryam Tamim]

تسجيل حضورررر ثاني مرة
🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬
منتظرة الفصل على نار
🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
الكاسر شاغل تفكيري
🤔🤔🤔🤔🤔🤔🤔
ولموسي حبيبة قلبي
💔💔💔💔💔💔💔

[wom35]

فين الفصل لا بقولك ايه يا نيفو انا ممكن اعيط عادي خالص ولا يهمني

[موضى و راكان]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 412 ( الأعضاء 196 والزوار 216)



‏موضى و راكان, ‏Fairtulip, ‏ALAA, ‏سمريss, ‏Fatoome252019, ‏sonia16, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏moh khedre, ‏جنون امراه, ‏wom35, ‏nevoo, ‏Rody Husam, ‏Mmariem, ‏bassma rg, ‏عشق القراءة, ‏imoo, ‏[email protected], ‏ماردينيا, ‏shaherozozo, ‏سماح الطيبة, ‏dr.marwaalsokkary, ‏حليب فانيلا, ‏ام زياد محمود, ‏ليال الحنين, ‏لولو عماره, ‏خديجة75, ‏خلود hr, ‏زهره ابي, ‏ميران2, ‏*جوود*, ‏امانو, ‏فريدة يحيى, ‏Fnofno, ‏ksuhaila, ‏eng miroo, ‏ساره سرسوره, ‏اميرتكم المتواضعه, ‏رفيعه, ‏ام هنا, ‏Fatmaahmed, ‏نهى حسام, ‏angela11, ‏rere87, ‏suad-otb, ‏MSoliman6, ‏ayattoy, ‏جنه ا, ‏روفان11, ‏Nenni89, ‏tasoo, ‏صمت الصحراء, ‏قربي عمران, ‏yawaw, ‏تالا صلاح, ‏لولا عصام, ‏sara osama, ‏rimas nina, ‏seham26, ‏zainab atta, ‏hadeel2000, ‏Reema1991, ‏shadow fax, ‏princess sara, ‏muneeera, ‏rowdym, ‏mona mohamed, ‏nooor1990, ‏دمشقية, ‏ريم ال, ‏داليا انور, ‏مون شدو, ‏فتاة طيبة, ‏Ishtar Star, ‏33Zain, ‏شقشقة, ‏Reem salama, ‏Basmaa masoud, ‏pooh10, ‏الطبيبة س, ‏Doaa said, ‏زهرورة, ‏فرح وهبة, ‏Yasminalaa, ‏كاردي, ‏ضحىالفار, ‏ملاك 2017, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏yasser20, ‏حلا هشام, ‏مريم جمال, ‏ichra9, ‏سحر امام, ‏Fatma Mahmoud 99, ‏Nanapink, ‏سومة111, ‏Shimoo1996, ‏Fleur rose1, ‏مها هشام., ‏روني زياد, ‏*نجد*, ‏ورد الحياة, ‏ام الارات, ‏laila hamad, ‏ام آسية, ‏hind el, ‏سالمة محمد, ‏alyaa elsaid, ‏هيا علي, ‏توت 96, ‏SA4258, ‏أميرة السيد, ‏هبه صلاح, ‏kaj, ‏nanash, ‏fatiroze, ‏MOLA ABDALLAH, ‏Thekra Imad, ‏shf2000, ‏أمل سنين, ‏ميار111, ‏mo'aa, ‏Gogo11, ‏النايفه22, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏رغدجني, ‏شمس الفؤاد, ‏nadia1996, ‏gegesw, ‏Mohamed reda, ‏حبيبي روحي انت, ‏sara alaa, ‏hawazin15, ‏NORAMOR, ‏فوضى الروح, ‏tifa jad, ‏Esraaahmed, ‏hayeksousou, ‏nasmat ba7r, ‏Shadob, ‏zoza amin, ‏Pure angel, ‏رشا عبدالصمد, ‏Lolo rabah, ‏عفة وحياء, ‏NAMOSA, ‏بتو خليفه, ‏ياسمينة الماضي, ‏Ayoosh moustafa, ‏طوطه, ‏هدىh, ‏lama., ‏القبلان, ‏ريمين, ‏miromaro, ‏المعتوقه, ‏Oya_a, ‏دندراوي, ‏Haiaty, ‏ميرواش, ‏سوسو98, ‏خمسية, ‏حبيبة شريف, ‏رضوي رشدي, ‏سبنا 33, ‏c-moon, ‏lilyanlily, ‏Seham elhenawy, ‏الفراشه النائمه, ‏Rooh10, ‏hope 21, ‏Bedourdody, ‏amira bacha, ‏Maryam william, ‏دلال عمر, ‏karima seghiri, ‏eman hamid, ‏سلوى١٩٨٤, ‏ريم1996, ‏رينو فريد, ‏ميرو مورا, ‏5maha, ‏غدو الجميلة, ‏rasha shourub, ‏المنتقبه الحسناء, ‏زهرةالكون, ‏من هم, ‏tatto36, ‏ميساء عنتر, ‏aa elkordi, ‏mhwa2012, ‏بسملة المصطفى, ‏big zero, ‏مملكة الامل

[فريدة يحيى]

هو فين الفصل ولا مفيش ولا ايه النظام

[bambolina]

صباح الخير
انتهيت الآن من كتابة الفصل وتدقيقه
سأبدأ بالتنزيل حالا

[bambolina]

الفصل التاسع والثلاثون

يجلس ثلاثتهم فوق مقاعد بلاستيكيّة في ردهة المحكمة، ينظرون لبعضهم والحيرة والصدمة والارتباك لا تزال تتجلّى فوق ملامحهم، منذ أن غادرهم الكاسر قبل حوالي ربع ساعة بعد أن تلقّى رسالة شحبت لها ملامحه وانتفضت لأجلها مقلتيه رعبا قبل أن يتمتم بكلمات واهية لأبي زهير يعتذر منه لعدم مقدرته على إتمام عقد القران

صوت تمتمات أبي زهير قاطعت صمتهم وهو بقول: لله الأمر من قبل ومن بعد، قدّر الله وما شاء فعل... قدّر الله وما شاء فعل... لعلّه خير... لعلّه خير

بحنانها المعهود أمسكت أمل بيد والدها وقبّلتها بينما تقول: لا تقهر حالك بابا أمانة، خلص شو بدّه يصير يعني، الأعمار بيد الله إن شاء الله ما راح يصيرلي شي

بانهزام هزّ الرجل رأسه قائلا: آآآه يا ريت العمر وبسّ هوّ اللي بدنا انخاف عليه

بارتباك وحياء نظرت أمل بطرف عينها لهمّام الذي وجد نفسه ينظر إليها، يبحث بين عينيها أو فوق ملامحها عن خيبة أمل أو حزن ولكنّه لا يجد إلّا الخوف والقلق و... بعض الاحمرار

دون أن يشعر وجد همّام نفسه يتأمّل في ملامحها، يسرح في تفاصيلها الناعمة، مقلتيها الغارقتان في العسل، ولكن مهلا... أهما عسليّتان فعلا أم تراهما يميلان لبعض الإخضرار؟

تضرّج وجنتيها جعله ينتبه لتدقيقه بها، ناسيا غضّ البصر، متجاهلا والدها، متناسيّا أنّها للتوّ كانت ستكون زوجة لأخيه الــــ.... رجل

متنفّسا بعنف أغمض همّام عينيه، يطرد ذلك المقت الغريب على مشاعره نحو أخيه الذي لا ذنب له بانحراف زوجته، زوجته التي نسي مصيبته معها للحظات هانئة قبل لحظات وهو يغرق في تفاصيل... أمل

أمل... وحنان!!

فجأة التمعت نظرة شرسة في عينيّ همّام، فنظر لوالدها الذي كان يقوم من مكانه قائلا: خلص خلّينا نروح... شو بدنا نضلنا قاعدين نعمل... لله الأمر منقبل ومن قبل!

بقوّة أمسك همّام بذراعه مانعا إيّاه من التحرّك، فنظر إليه كلاهما باستغراب فقال لهما مسارعا: أنا

بعدم فهم سأله والدها: إنت شو؟

بتصميم وقف همّام وقال لهما: انا بتزوّجها!

بصدمة هتف كلاهما: شووو؟

فأكّد عليهما قائلا: أنا بتزوّجها، صحيح أنا مش ظابط، بسّ قادر إنّي أحميها، راح آخدها على عمّان، وأسكّنها عند إمّي، بيت عيلة، يعني أمان

في حين صمت أبو زهير مقلّبا الأمر متردّدا بعقله، فرغم أنّ همّام ليس خيارا سيّئا بل يكاد يكون أفضل من شقيقه لولا أنّه ضابط حيث أنّه أصغر وألطف وأرقّ، ولكن... رغم كلّ شيء... فابنته لولا الرسالة التي وصلت فجأة وبلحظة قدرية لكانت زوجة لأخيه، فقال متردّدا: بس يا ابني كيف هيك... أخوك؟

بغضب تلبّس روحه أجاب همّام بقلّة ذوق: أخوي تركها وراح

بإصرار قال أبو زهير: ولو... كانت من شويّ راح تصير مرة أخوك

بغيظ وغضب أجاب: بسّ ما صارت... إلّا لو هيّ إلها رأي تاني ولسّة بدها ايّاه

قالها ونظر إليها فأجفلت وقالت بارتباك وحياء: أنا ما كنت بدّي ايّاه أصلا عشان أكون لسّة بدّي ايّاه

كلماتها بشكل ما ردّت في صدره الروح فأجابهم بانشراح: خلّينا إذا نتوكّل على الله

عندها ودون أن تشعر وجدت نفسها تقول بارتباك: ومرتك؟

ما إن سمع همّام سؤالها حتّى جمدت ملامحه بقسوة فارتبكت أمل وأخفضت رأسها في حين نهرها والدها قائلا: أمل!!

أمّا هو فسألها يقول: أبو صارم كما عنده مرة وولاد ما شفتك اعترضت عليهم يعني

بحياء تضرّج خدّيها وهمست بارتباك: آسفة

بذات جموده أجابها قائلا بصوت بارد النبرات: بكلّ الأحوال مرتي كنت بدّي أرجّعها اليوم على عمّان وأطلّقها

بقوّة شهقت أمل أمّا والدها فقال: له يا ابني ليش هيك احنا ما بنحبّ خراب البيوت واذا صار النصيب بنتي ما عندها مانع تعيش مع ضرّتها

بقهر نظرت أمل لوالدها ثمّ أنزلت رأسها بصمت إلّا أن همّام أوضح وقال: لا يا عمّي هو البيت مخروب من زمان... بسّ أنا اللي ما كنت حاسس، يلّا يا جماعة خلّينا نتوكّل على الله ونروح نعمل التحاليل بسرعة عشان نلحّق المحكمة اليوم عشان نكتب الكتاب

قالها وأسرع متحرّكا لخارج المحكمة أمّا أمل فأمسكت بيد والدها وبداخل قلبها يتردّد نبضان أحدهما متسارع يلهث سعادة واثارة، وآخر مضطرب خائف يتذكّر قسوة همّام التي شهدت عليها بنفسها قبل يومين، ولكن والحقّ يقال أنّ ما اتّفق عليه النبضان معا هو الهمس الحارّ بالحمد الشديد فرغم كلّ شيء لقد سار اليوم بالنسبة لها أفضل ممّا كان ليكون

.................................................. .................................................. .........................

[bambolina]

[center]تنظر لشاشة الهاتف بين يديها تنير باسمه بإلحاح مريب يكاد يوقف قلبها، رغم كونها ليست المرّة الأولى التي يحاول مكالمتها فيها خلال اليومين الماضيين، إلّا أنّها تعترف أنّه لم يكن ولا مرّة بهذا الإلحاح ولكنّها تقرّ أيضا أنّها لم تكن يوما بهذا الإصرار، فهي لم تخذل أخاها لترضيه هو وإن كان من الممكن أن تسامحه يوما على أيّ شيء إلّا أنّها لن تسامحه أبدا على ذلك الموقف الذي جعلها تتّخذه أمام أخيها

أن تقف وتختار بينهما، في حين أنّه كان يطالبها قبلها بساعات بأن تعتقه متّخذا زواجه من أخرى سوطا يجلده بها ليجبرها على تنفيذ ما يريد، وليته فعلها وقتها دون وجود ابنته، دون أن تكون بتلك الحالة الفظيعة من الرعب والانهيار، لكانت بوقتها أرته من هي لميس التي لم يعرفها بعد، لكانت أُتيحت لها الفرصة لتخبر أخاها بحاجتها لإنهاء بعض من الأمور المهمّة المعلّقة ها هنا قبل الرحيل، لكانت أفهمت ابنته حينها أنّها مهما ابتعدت لن تتركها أبدا وستقف معها دائما وأبدا وأنّ والدها ليس هو الحبل الوحيد الذي يربط بينها وبين أيّ منهم، لكنّه أبى إلّا أن يستمر في معاقبته وقسوته عليها حتّى النهاية، فكانت النتيجة غضب شقيقها الذي آثر العودة لمصر في ذات الليلة دون أن تجد فرصة للتوضيح أو الشرح وكم تحمد الله أنّ حسين لم يفارقها هو الآخر رغم عدم رضاه عن قرارها وإلّا لكانت ماتت كمدا

في الحقيقة لم تكن الصدمة والرفض وعدم الرضا من نصيب حسين فقط وإنّما الجميع، والدته وأخته وأولاده، ولم يكن عليها أن تسمع كلمات والدته له لتدرك عدم رضاها فقد كان يكفيها مرافقتها الصامتة لها وهي تستقلّ باصا عموميّا للعودة إلى عمّان، أمّا أخته فأعلنت رفضها لكلّ ما يحصل بمغادرة فوريّة إلى القاهر في اليوم التالي، لكن أكثر ما آلم قلبها هو ذلك التجهّم الذي كان قد علا وجوههم والخوف الذي في الأحداق، وحده صارم من أبدا غضبا فوريّا أراد به مقارعة والده ولكنّها أوقفته راجية إيّاه بعدم التدخّل بينها وبين أبيه

أجفلت لميس وهي تسمع صوت رنين هاتفها من جديد لتطمئنّ وهي ترى أنّها زاكية شقيقتها التي كانت قد اتّصلت بها قبل ساعة وأخبرتها أنّها تريدها لحاجة ضرورية فطلبت منها أن تنتظر ريثما تنهي جولتها على المرضى لتحدّثها براحة كما تريد

ما إن فتحت لميس الخطّ حتّى بادرتها زاكية تقول

(احكي إنّك متّصلة تبشريني إنّك اتطلّقت)

كخنجر مسنون جاءتها كلمة الطلاق فآلمت قلبها رغم أنّها لم تصدمها فشقيقتها تقريبا كانت تخاصمها منذ أن عرفت بأمر زواج الكاسر حتّى أنّها تمادت واتّهمتها بانعدام الكرامة كما فعل زوجها يوما ما، ولكانت ربّما قالت أكثر لولا أن نهرها حسين يومها طالبا منها الانتظار الاصغاء إذ أنّها ربّما تريد أن توضّح لهم أمرا ما، حينها أخبرتهم أنّها فعلا تملك أسبابها ولكنّها لا تستطيع البوح فإمّا يثقون بها وبقدّمون لها الدعم وإمّا يفعلون كمحمّد وينسحبون دون مهانة أو تجريح، فتقرّر أختها حينها الاكتفاء بالصمت الرافض ولكن دون انسحاب

(لا ما اتطلّقت)

(طيّب تقاتلتوا "تشاجرتوا" وبدّك آجي أوخدك)

(بدّي سيّارتك محتاجيتها بمشوار)

بريبة واهتمام جاء صوت أختها تقول

(خير؟)

بجديّة وصرامة سألتها

(بتقدري تعيريني ايّاها من غير سؤال؟)

بحنق أجابت

(بتعرفي إلي سنين بستنّاك ترجعي لميس الي عنجد وهلّأ بسّ اتذكّرت لأيّ درجة ممكن تكونِ متسلّطة ندمت!)

رغما عنها ضحكت لميس وقالت بصوت مهادن

(محتاجيتها بمشوار خاصّ... بِخُصّ العنود... ممكن تعيريني إيّاها؟)

بابتسامة قالت لها رغم عدم رضاها بتورّط أختها مع أولاد من لا يستحقّ وانغماسها بتفاصيل حياتهم لتلك الدرجة

(أكيد ممكن ما بتغلى عليكِ... ساعة بالكتير وبتكون السيّارة عندك)

صمتت لميس قليلا ثمّ قالت

(مُرّي على شقّة منال المفروشة اللي حسين اجرها وجيبيه معاك)

(اممم كمان حسين؟ الله يستر بس حاضر أمرك، بجيبلك حسين وباخد بتول عندي عالبيت رهنيّة عشان أجبر أخوك ييجي يتعشا عندي)

بضحكة أجابت

(خير ما بتعملي)

ما إن أغلقت لميس الهاتف حتّى وضعت يدها فوق قلبها تقاوم خوفها بتوريط أخيها بأمر كهذا، ولكن ما بيدها أن تفعل وليس أنسب منه لمرافقتها، فعمّها رجل كبير وصارم شاب بلا نضوج بعد تخشى أن تأخذه الحميّة إن تأزّم الوضع لا سيّما وأنّ الأمر يخصّ أخته

مقتنعة بحكمة قرارها، أمسكت بهاتفها من جديد وأتّصلت على حسين لتعلمه بحاجتها إليه لمرافقتها لأجل حاجة ضروريّة لها

.................................................. .................................................. .......................

بسرعة وسيطرة يقود سيّارته فوق الطريق الصحراويّ ما بين العقبة وعمّان، السيّارة تكاد تطير لولا المستحيل، ولكن من يراها لا يظنّ إلّا أنّ من فيها هالك لا محالة، ولا يعلمون أنّ سائقها قد شتم نفسه آلاف المرّات بعد ساعة من جنون القيادة لكون فكرة ركوب الطائرة لم تطرأ له على بال، أمّا الآن وما عاد هناك فرصة للعودة فقد قرر تعويض الخطأ ومسابقة الزمن لا سيّما أنّ موعد الساعة الواحدة لم يتبق له سوى ساعتين اثنتين فقط

ضرب الكاسر فوق المقود بقبضة يده عدّة مرّات وبقوّة

قلبه يؤلمه ويشعر بضغط دمه يرتفع بشكل خطير

"بتحبّ تعرف أهل بيتك اليوم عالسّاعة وحدة شو راح يكونوا يعملوا ووين؟"

أهل بيته!

من؟ و... كيف؟

دقّات قلبه تتزايد اضطرابا وتسارعا

ينزّ العرق عن جبينه وتجحظ عيناه أكثر

الأفكار المخيفة تتقافز داخل عقله فيندى لها جبينه عرقا

أهناك من استدرج إحداهنّ؟ أم... أتراه تمّ اختطاف أيّا منهنّ والغاية تدنيسهنّ لتحقيق هدف قذر ألا وهو... إيذاءه هو!!

يا الله

يمسك بهاتفه من جديد علّه هذه المرة يجد فائدة من محاولة الاتّصال، ففي كلّ مرّة فعلها في المرّات الماضية كانت الإجابة نفسها تتكرّر في كلا هاتفيّ زوجته وابنته، فمن تُراها أهل بيته المقصودة غير واحدة منهنّ فأخته قد سافرت مع زوجها قبل يوم وأمّه امرأة كبيرة

وككل مرّة وجد هاتف العنود مغلقا ورقم لميس كاليومين الفائتين لا ردّ منها سوى التجاهل

يفتح على الرسائل ويتمعّن في حروف الرسالة الأخيرة من جديد علّه يستشفّ عبر الحروف من وراءها

تتسارع السيّارة جزعا وتلهث الأنفاس خوفا وتكاد الأعصاب تتقطّع من الشدّة فكلمات الرسالة واضحة والدناءة تتقطّر من بين الحروف والتهديد ملامحه واضحة والطعنة غادرة ولكن ليت الظهر هو الغاية ولكنّه الشرف وربّما معه روح والهدف هنّ الغاليات... الحبيبات

.................................................. ................................................

[bambolina]

بعد محاولات مضنية توقّفت السيّارة التي تقودها لميس بأحد الشوارع الصاخبة المزدحمة في عمّان، ثمّ نظرت لأخيها الذي يجلس بجانبها: حسين حبيبي احنا راح ننزل هون معلش بسّ أغلبك تصفّ انت السيّارة لإنّه متل ما إنت شايف المكان زحمة كتير وما في مكان

موافقا أجابها: حاضر من عنيّا بسّ يا رب البوليس ما يقفشنيش

بتأكيد هزّت له رأسها وأجابته: لا ما تخاف هون ما في مرور

قالتها وهبطت من السيّارة بقلب متضخّم يتقافز بسرعة ما بين قاع رحمها هاويا وداخل صدرها منقبضا ثمّ أشارت للعنود بأن تفعل مثلها

وقف أمام البناية القديمة أمامها للحظات تنظر إليها وتدعو الله أن ينزلن منها سالمات الجسد غانمات الشرف، تدعوه بأن يوفّقها بإنقاذ هذه الصغيرة من دنس قد يمسّها فيلوّث حياتها كلّها ويشوّه من نقاءها

بتصميم مالت على النافذة من ناحية أخيها وأخبرته بصوت بدا واضحا له اضطرابه : حسين حبيبي تلت ساعة بالكتير لو ما نزلنا اطلعلنا انت، بتلاقينا بالدور الرابع شقّة رقم 15

تأمّلها أخوها قليلا متوجّسا ثمّ قال مؤكّدا: لو في حاجة مش مريّحاك في المشوار ده انا ممكن انزل معاك اصبري شويّه بسّ امّا الاقي مكان اركن العربية وآجي

يد العنود المتشبّثة في يدها اضطربت توترا فنظرت إليها مطمئنة ايّاها فهي بالطبع لن تقوم بفضح الفتاة ولن تكسر عين والدها أمام أيّ أحد حتّى وإن كان أخاها، فابتسمت له وأجابته: لا ما في داعي حبيبي ان شاء الله محلولة وبسيطة، الموضوع زيّ ما قلتلك خناقة "مشاجرة" بسيطة بين العنود وصاحبتها بس هيّ متدايقة وحاسّة انها غلطت فيها عشان هيك حبّت تيجي تحكي معها ويتصافوا، بسّ انا بقولّك هيك لإنّه ما بنعرف أهلها كيف ومين والواحد ما بيعرف شو ممكن يصير معه

بغير اقتناع هزّ رأسه وأجابها: طيّب يا حبيبتي الساعة وحدة الا خمسة اهو وحدة وربع بالثانية لو منزلتوش هتلاقيني عندكم، امّا اروح اشوفلي مكان اركن فيه العربيّة كويّس لغاية ما تخلّصوا

هزّت لميس رأسها وأشارت للفتاة لأن تتقدّما ولكنّه سرعان ما استوقفها مستدركا: لميس... لا إله إلّا الله

ابتلعت لميس ريقها وأجابته: سيّدنا محمّد رسول الله

.............................

بعد دقائق معدودة كانتا قد انتهتا من صعود الدرج أخيرا ووقفتا للحظات تلهثان من شدّة التعب فالسلالم كانت ضيّقة ومتكسّرة وشديدة الارتفاع

ما إن التقطت لميس أنفاسها حتّى جالت بين الشقق الثلاث لتعرف أيّها رقمه 15 فوجدتها تلك التي على اليسار فأمسكت بيد العنود وضغطت عليها بينما تقف أمامها تنظر لعينيها الجاحظتان برعب فوق صفحة وجهها الأسمر بطبيعته مصفرّ الآن، ثمّ تأمّلت جسدها وافي التكوين والمغطّى ببنطال كتّانيّ واسع بلون البيج، وقميص كحليّ طويل يتناسب مع حجابها القاتم

داكنة قاتمة هكذا بدت لعينيّ لميس وكأنّما مظهرها يعكس كلّ ما في داخلها من قلق واضطراب وخوف، فقالت لها أخيرا مشفقة: ما تخافي أنا معك الله ما حيتركنا لحالنا

باضطراب هزّت الصغيرة رأسها ثمّ تمسّكت بذراع زوجة أبيها والتصقت بها بينما تقفان أمام الباب أخيرا وتقرع تلك الأخيرة الجرس

لحظات وفُتح الباب ليظهر منه شابّ صغير في طور المراهقة يرتدي قميصا أبيضا مفتوحا إلى ما قبل وسطه بقليل وبنطالا أزرقا من الجينز بحزام شبه محلول بايحاء فجّ لاستعداده لما يأمل بأنّه سيكون

الابتسامة المتوتّرة التي كان يرسمها فوق ملامحه سرعان ما تلاشت وحلّ مكانها الصدمة والارتباك وهو يدرك أنّ الفتاة ليست وحدها فهمس باضطراب متسائلا: عنود؟

بدلا منها ردّت لميس وأجابته بطريقة متحدّية: نعم العنود، اجت لعندك زيّ ما طلبت، وهلّأ.. ممكن نعرف شو المطلوب؟

باضطراب نظر لها للحظة قبل أن ينظر للأخرى ويسألها بارتباك واضح وكأنّه للآن لا يعرف كيف عليه أن يتصرّف: مين هاي؟

بتحدّي أجابته لميس: إمها!!

أجفل للحظة وكأنّه لم يتوقّع أن تكون حقّا قد تجرّأت وأخبرت والدتها فالعنود التي يعرفها أجبن من أن تفعل ذلك... أو هكذا كان يظنّ... لحسن الحظ

بلهفة وبعض الراحة تأمّلها للحظات مشفقا فمظهرها كان يوحي بكلّ ما مرّت به الفترة الماضية من معاناة كان هو "مرغما" سببا أساسيّا فيها

كانت لميس تترقّب ردّات فعله بحرص فرأته كيف ينظر بتوتّر خلفه لنقطة ما لم تصلها نظراتها التي أخذت تتفحّصه بدقّة تريد أن تغوص في أعماقه أكثر فوجدته متوسّط الطول طفوليّ الملامح و... جذّاب، بشعر أسود ناعم مستطيل قليلا و... ندبة فوق خدّه

من جديد نظر الشابّ إليهما ثمّ قال بينما يقوم بحكّ فروة رأسه بارتباك: طيّب اتفضّلوا

برفض هزّت لميس رأسها وأجابتها: خطوة وحدة زيادة عن هيك ما راح انقرّب، لهيك اختصر واحكيلي طلباتك لحتّى تحلّ عن بنتي وتنسى إنّك في يوم من الأيّام عرفتها

مشوّشا قطّب جبينه وسألها: طلباتي؟

بتأكيد أجابته: نعم طلباتك... بعيدا عن العنود... كم بدّك عشان تتركها بحالها وتنساها؟

للحظة اضطربت عينا الشابّ بتيه ثمّ نظر للخلف من جديد بارتباك واضح قبل أن يعاود النظر إليهما ويقول بينما تهتزّ تفّاحة آدم في حنجرته جرّاء ابتلاعه لريقه: طيّب مش حلوة نقعد نحكي عند باب البيت هون ادخلوا خلّينا نعرف نتفاهم

بتأكيد أجابته: الموضوع مش محتاج تفاهم، غرضك انت وقريبتك اللي عرفت كيف تورّط العنود معها واضح... ابتزاز... وبما إنّه العنود خارج المقايضة يبقى ما ضلّ غير الفلوس، وللأمانة لولا ما بدّي شوشرة وفضايح كنت عرفت كيف آخد حقها منكم وأخلّيكم انتو اللي تدفعولها فلوس تعويض عن الأضرار النفسيّة اللي سبّبتولها ايّاها

من جديد وبلهفة مسح علاء بنظراته فوق العنود التي كانت لا تزال حتّى الآن تنأى عنه بإصرار بنظراتها، فداعب بعض الأمل لميس بأنّ الشاب قد لا يكون حقّا بتلك الدناءة وأنّه ربّما يحمل بعضا من المشاعر ناحية الفتاة، فأكملت تقول: اخواني محاميّين وبفهموا بهيك شغلات منيح وكانوا مصرّين يقدموا فيكم بلاغ تزوير وابتزاز بسّ أنا اللي رفضت، وطبعا إنت بتعرف أبوها شو بيشتغل بسّ شكلك ما سألت عليه منيح، لإنّك لو بتعرفه منيح كان عرفت شو ممكن يعمل فيك لو بسّ شمّ خبر بالموضوع

شحبت ملامح الشابّ وابتلع ريقه لعدّة مرّات فاهتزّت تفّاحة آدم الخاصّة به من جديد خوفا وقال بخفوت: بسّ أنا... ما... ما... يعني... العنود... بس... بدّي

بأمل اقتربت منه خطوة واحدة وسألته: بدّك ايّاها؟ بتحبها؟

اختضّ صدر علاء رغما عنه ونظر للعنود بنظرات حارّة مشتعلة يائسة، فتزايد التفاؤل في قلبها وقالت له: بسّ اللي بحب حدى ما بئذيه، اللي بحبّ حدى بيحاول يكبر وينجح لحتّى يوصلّه....

بأسف وخزيّ أخفض رأسه مخفيا عنهما قلّة حيلته وهمس: مستحيل

بإلحاح وإصرار أجابته: لا مش مستحيل، أنا عرفت إنّك السنة هاي توجيهي "ثانوية عامة"، اجتهد وانجح وادخل الجامعة عشان تصير جدير فيها، عشان تقدر تدخل البيت من الباب

قالتها ثمّ أخذت تبحث في حقيبتها عن شيء بينما تقول: انت يا ابني باين عليك طيّب وقلبك أبيض وأكيد ما بتريدلها الأذى للعنود خاصّة انّك عارف انها بريئة من اللي انت وبنت عمّك عم بتحاولوا تورّطوها فيه

تقبّضت يد علاء بقوّة بينما ينظر للعنود ويقول بخفوت بالكاد مسموع: سامحيني... غصبٍ عنّي

بكلّ ما يعتمل في داخل قلبها من قهر نظرت العنود إليه وأجابته: الله لا يسامحك.. يا ربّ تموت

بألم أخفض رأسه من جديد بينما قبضت لميس بسرعة على يد الأخرى بيد ومدّت بالثانية نحوه شيكا موقّعا برصيد لا بأس به بينما تقول: الشيك هاد في مبلغ كويّس بكفّيك تخلّص دراستك كلها لغاية ما تتخرّج من الجامعة وأكتر كمان، أو حتّى بينفعك إذا قرّرت تترك البلد وتسافر لدولة أجنبيّة اذا حبّيت، خده وابعد... ابعد وانسى وبس تشوف حالك صرت بتستاهلها تعال ووقتها بصير خير

في اللحظة التي مدّ علاء يده متردّدا للشيك علت ضحكة رقيعة من خلفه أجفلته وأرعبتهم فأبعد يده مسرعا وأخفاها خلف ظهره

وللحظة وجمت لميس بينما تتأمّل تلك المرأة التي ظهرت فجأة أمامهم والتي لم يكونوا يعرفون حتّى بوجودها فوجدتها جميلة شقراء بإمكانيات بارزة وجسد شبه عار، ورغم بياض بشرتها الشديد إلّا أنّ هالة قاتمة كانت تحيط بها وكأنّما أوزارها أبت أن تفارقها فبدت لعينيهم منفرة بشكل يُثير القلب خيفة

رفّت لميس بأهدابها لمرّتين بينما تسمع المرأة تقول بسخرية أثارت المرارة في نفس الشابّ الذي لا يزال غرّا شديد السذاجة: بدّك تفهميني إنّه الكاسر باشا الضابط العظيم في يوم من الأيّام راح يقبل يحطّ إيده بإيد واحد إمّه إلها ملف هالقد عنده في الآداب؟

قالتها بينما تباعد كفّيها عن بعضهما بشكل متقابل كإشارة بعظم الملف وما يحتويه من مصائب سوداء

أخفض الشابّ رأسه بخزيّ لا سيّما وهو يسمع شهقة العنود القويّة التي رمقته بنظرة شاحبة غير مستوعبة لمعنى ما تسمع

أمّا لميس فقد أدركت حينها أنّ المخطّط الذي أوقعت العنود نفسها به كان أكبر من تخيّلاتهم، وأنّ والدها هو المقصد والمطمع، فابتلعت ريقها وقالت لها: طلباتكم

بحقد التمعت عينا المرأة بينما تضع يدها على خدّها وهي تستشعر حرقة شديدة تنبض فيه وكأنّما كفّه قد صفعتها للتوّ فقط لأنّها جرؤت وتطاولت يوما باشتهاء بلمساتها على جسده فدنّسته، فنظرت لابنته بشماتة وأجابت: الروس تتساوى

ثمّ أكملت بادّعاء بينما تنظر للشاب باهتمام: عشان نعرف نجمعها بالحلال

قالتها وأمسكت بالفتاة بقوّة وألقتها بين ذراعيّ علاء الذي ارتبك فاحتضنها ليحميها بين ذراعيه بينما يتراجع جسده بقوّة للخلف جرّاء قوّة الارتطام، فارتعبت العنود وابتدأت تلكمه بهوجائيّة بحقيبتها إلى أن أفلتها أخيرا بعد أن صرخ وحديدة مسنّنة بحزام الحقيبة حفرت بداخل خدّه بقوّة أنزفته

بسرعة ولجت لميس الشقّة لاحقة بها لتحميها فأمسكت بها ودفعتها بحرص لتبتعد عنهما ثمّ مدّت له يدها بالشيك تتوسّله وقد ابتدأت تشعر أنّ الأمور تفلت تماما من بين يديها وتكاد تصبح مستحيلة فترجوه وتقول: اتقِّ الله يا ابني، انت ما الك ذنب بالطريق اللي اختارته إمّك، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه "ولا تزر وازة وزر أخرى" وقال "ومن يتّق الله يجعل له مخرجا" وأنا هاي عم بعطيك مخرج بإذن ربّ العالمين لحتّى تطلع من هاي القذارة الي انت عايش فيها، خد الشيك من ايدي، اكسب ضميرك ومستقبلك وجامعتك، الله يرضى عليك.. عيش وخلّي البنت تعرف تعيش

قالتها واقتربت منه لتضع الشيك في يده، وفي تلك اللحظة لمحت المرأة الكاسر الذي كان يقفز فوق الدرج بخطوات عريضة كلّ ثلاثة سلالم معا حيث كان مطلع الدرج مكشوف أمامها من الباب الذي كان لا يزال مفتوحا، فأسرعت نحوها وارتطمت بها متعمّدة ليختلّ توازنها وتسقط بين ذراعيه ملتصقة به بينما تقول بصوت تعمّدت جعله مرتفعا: ومنشان عيونك الحلوة بسّ راح نتّفق وبالمبلغ اللي حدّدتيه

قالتها وسارعت بنزع النقاب عن وجهها فصرخت حينها لميس بفزع وغطّت وجهها بذات اللحظة التي دخل بها الكاسر الذي كان يقول صارخا: ابعد عنها ولك يا حقير

ثمّ تقدّم ناحيتها بسرعة يدفع الشاب المرتبك الذي كان يرتجف حرفيّا بقوّة ليرميه بعيدا، قبل أن ينظر إليها بارتباك قائلا: فيكي اشي عملولك اشي؟

بفزع وعيون جاحظة هزّت لميس رأسها فأمرها بقوّة قائلا: غطّي حالك واطلعي من هون بسرعة

قالها ثمّ اتّجه نحو الشاب الذي كان قد استطاع أن يقف أخيرا فأمسك به مثبّتا إيّاه على الجدار خلفه قبل أن يلتفت إليها بسرعة ويصيح: بسرررعة!!

بعجلة وبيدين مضطربتين أعادت لميس وضع نقابها فوق وجهها وسارعت بتعديل حجابها بينما صوت صراخ الشاب الذي كان الكاسر ينهال عليه باللكمات القويّة والشتائم الضارية يثير فزعها

بهلع أسرعت نحوه ووقفت أمامه تحاول دفعه لتبعده عن الصغير بينما ترجوه باكية وتقول: خلص بكفّي... كاسر حرام عليك الولد راح يموت بين ايديك... اتركه حرااام... كاسر حبيبي استحلفتك بالله وقّف شويّ اسمعني

لوهلة توقّف الكاسر قليلا وكأنّما كلماتها استطاعت التغلغل داخل تلافيف عقله المتشابكة، فزاغت عيناه عليها للحظة وسألها بصوت ينهت من شدّة المجهود: متأكدة ما عملولك إشي؟

بدموع منهمرة أجابته باختناق: والله ما عملوا حرااام اتركه

بعدم تصديق أجابها: كنت بتصرخي... كنت من غير النقاب

قالها صارخا وأمسك بخناق الشابّ الذي ما عاد قادرا على الصراخ بقبضة يده وقال: كيف جابوك هون.... شو عملولك؟ احكيييي

بيأس هزّت لميس رأسها لا تعرف ماذا تقول، ليصدح حينها صوت المرأة صارخا وهي ترى علاء وقد جحظت عيناه وبات لون وجهه أزرقا يكاد يموت تحت قبضة يده: ما جبناها ولا طلبناها، هيّ اللي إجتنا لحالها، وهايها بنتك اسألها!!

بلحظة جمدت عينا الكاسر وبالثاينة أدار رأسه بجنون وكأنّه يبحث عنها وأخيرا جحظت عيناه وهو يراها تختبئ في إحدى الزوايا منكمشة حول نفسها تحتض جسدها بذراع وتخفي رأسها بالأخرى بينما تميل بجانبها على الجدار نائية عنهم بذاتها فجحظت عيناه بانشداه وهمس باختناق: عنود!!

قالها ثمّ ارتدّ رأسه بسرعة نحو الأخرى مردّدا بذات النبرة وكأنّما يسألها: عنووود!!

بسرعة هزّت لميس رأسها وازداد انهمار دموعها وقالت له بينما تختنق بالبكاء: كاسر... لو سمحت... اسمعني... القصّة مش هيك

ما إن قالت له لميس ذلك حتّى بهت مبحلقا بها للحظات

القصّة؟

هنالك قصّة إذا!!!

بذهول نظر لكلّ من حوله

لميس الباكية

الشاب المتهالك

وابنته المرتعبة

وأخيرا... هي.... ميساء

التمعت عينا الكاسر بينما يردّد الاسم برأسه من جديد

نعم انّها هي ميساء، إحدى المومسات اللواتي كان معتاد أن يقبض عليهنّ

تلك التي أشبعها صفعا في مرّة عندما حاولت اغراءه ظانّة أنّه قد يتدّنى بمستواه جوعا لجسدها المستهلك القذر ناسيا دينه لاهثا خلف حاجة لحظيّة

نعم انّها ميساء المومس والتي قد اعترفت زوجته للتوّ أنّها تجمعا بها قصّة ما...

صوتها قاطع أفكاره ملبيّا نداء استجوابه بينما تصرخ وتقول: مش هيك؟ وِلّا كيف؟ مش انتِ اللي إجيتِ عنّا؟ مش إنتِ اللي إجيتِ تترجّينا عشان نسكت على بنتك وعمايلها؟ مش إنت اللي أعطيتينا فلوس عشان نتستّر عليك وعليها؟

بذهول نظر الكاسر إليهن... ثلاثتهنّ... يحاول الفهم... ايجاد الرابط ما بينهنّ... البحث عن تفاصيل القصّة كما يحلو لهنّ الوصف

بانتفاضة صرخت لميس بها: كذب، كلامك كلّه كذب!!

بشماتة أشارت المرأة للشاب المكوّم فوق الأرض، يضع يده فوق خدّه الذي أصبح ينزف بغزارة وقالت موجّهة الكلام إليه: مش كذب هيّو "ها هو" علاء اسأله، خلّي يورّيك الرسائل والصور اللي بنتك كانت تبعتله ايّاهم واللي مرتك اليوم جاية اتطالبه فيهم

بصدمة نظر لابنته التي كانت قد ابتدأت تشهق بكاء وتختضّ بعنف، ثمّ بانكار حدّق بالشاب الذي استطاع أخيرا أن يلتقط أنفاسه ويصلب طوله ثمّ ينظر إليه بجرأة قبل أن يجيبه نافيا: كذب، مش مظبوط، البنت هاي أوّل مرّة بحياتي بشوفها وهاي المرة كذّابة وعملت هيك لحتّى تنتقم منّك

ثلاثة قلوب كانت توشك على اطلاق أنفاسها المحتبسة راحة وكانت قد ابتدأت فعلا تلهج بالحمد، قبل أنّ تقرّر تلك أنّها لن تهنأ بالا ولن ترتاح إلّا بعد أن تكسره وتغمر رأسه بالتراب والقذارة كما ما فتئ يفعل معها دوما، فرفعت يدها بالشيك ووضعته أمام وجهه بينما تقول له شامتة: طيّب وهاد؟ كمان كذب يا... حضرة الضابط كاسر؟

بقلب واجف ويد مرتجفة أمسك الكاسر بالشيك ونظر إليه ليقرأ ما فيه فامتقع وجهه وعضلات صدره تشتدّ فوق عضلة قلبه بقوّة موجعة فانحنى ظهره قليلا يقاوم رفع يده وتدليكه أمامهم، يقاوم ضعفه.... وانكساره، ولكنّه بدلا من ذلك قام برفع الشيك أمام وجه زوجته وسألها: هاد... لشو؟ "لماذا"

بألم نظرت لميس إليه، رأت انكساره الذي يحاول أن يخفيه، رأت خيبته القوّية للمرّة الثانية، فنصبت هامتها وشمخت بأنفها تحاول أن تهديه يقينا، أن تمنحه أملا بينما تقول: موضوع قديم كان لازم يتسكّر

بإصرار ومرارة سأل: موضوع شو اللي مع هدول"هؤلاء"؟ مع هااااي؟

وضعت لميس عينها في عينه وتوسّلته تقول: موضوع خاصّ بناس صدّقني ما بهمّوك، وأنا ما بقدر أحكيلك ايّاه، بسّ.. كلّ اللي بطلبه منّك... انّك توثق فيّي

مبعثر الأفكار رازحا تحت ثقل الصدمة أطلق الكاسر ضحكة ساخرة مريرة آلمت جوفه وقال مقاوما تلك الغصّة الحارقة في حلقه والطبقة الشفّافة التي تحرق مقلتيه: أوثق فيكي! بأمارة شو؟

كلمته كانت كطعنة مفاجئة في عمق قلبها، انغرست عميقا جدّا فقتلتها على حين غرّة، فابتسمت بمرارة تقاوم نزيف قلبها وقالت له بصوت متهدّج بالدموع: صحّ... معك حقّ... بأمارة شو؟ ولاااا إشي

قالتها وتراجعت بحسرة مبتعدة عنه خطوة، خطوة أحسّت أنّها أعادتها لخانة الصفر، ولكنّها لم تكن صفر حقّا فالخطوة التي خطتها جعلتها تقع مباشرة بين ذراعيّ أخيها الذي كان قد وصل توّا وسمع آخر ما قيل فأسندها بين ذراعيه بقوّة داعما مواسيا ثمّ قبّلها على رأسها وقال: معلش يا لميس أنا آسف اتأخّرت عليك أصل الدنيا زحمة جدا ودخت على ما لقيت ركنة

بمرارة أجابته تحت نظرات الكاسر المصعوقة: معلش... وزيّ ما بقولوا... كلّ تأخيرة وفيها خيرة

قالتها ثمّ تحرّكت نحو العنود التي كانت قد انتفخت عيناها من شدّة ما ذرفته من دموع فأمسكت بها وتحرّكت لتخرجها من المكان ولكن ليس قبل أن تقف أمام زوجها وتقول: أنا راح آخد العنود وأرجّعها عالبيت، أمّا إنت فيك تضلّك هون تحقّق معاهم براحتك وتاخد منهم المعلومات اللي بدّك ايّاها، وبنصحك توخد منهم قدّ ما بتقدر، لإنّي من عندي مش راح تستفيد اشي، لإنّه أصلا مش مضطرة أبرّرلك

بذهول حدّق الكاسر بها فابتسمت بمرارة وسألته: أبرّرلك بأمارة شو؟ بأمارة شو وانت بالنسبة الي صرت ولا اشي؟!

انقباضة أعنف كانت هذه المرّة ردّة فعل قلبه فلم يستطع إلّا أن يرفع يده ويمسّد بها صدره

أمّا هي فرأته

وتألّمت

رغم ذلك نظرت لابنته وقالت: يلّا عنود

قالتها ثمّ توقّفت من جديد وقالت له مستدركة: لو سمحت، ما تنسى قبل ما ترجع على البيت تبعتلي ورقة طلاقي على بيت عمّي

وكانت هذه المرّة هي آخر كلماتها حقّا إذ أنّها قالتها... وغادرت

بألم أغمض الكاسر عينيه، وبحسرة ودّعها بقلبه الضعيف فقد كان موقنا أنّ هذه المرّة هي النهاية حقّا

صوت ضحكة رقيعة أجفلته جعلته ينتفض بعنف وينظر لصاحبتها بشراسة، فنظرت إليه وابتسمت بشماتة بينما تقول بحقد: كان كلّ أملي أكسّرلك مناخيرك "أنفك" وأحط راسك بالتراب، وأورّيك كيف إنّه الروس اتساوت، بسّ هلأ وأنا شايفتك وانت كيف بتطلّع على مرتك اللي قرفت منّك ومن عنجهيتك بحسرة، عرفت إنّه خسارتك كانت أكبر بكتير من اللي كان نفسي فيه

ما إن أنهت ميساء كلماتها حتّى شهقت بحدّة ورأسها يرتدّ بعنف جرّاء صفعة قاسية تلقّتها منه أسالت لها دمها ولكنّها رغم ذلك لم تبالي فأكملت بشراسة تقول: بتعرف إنت شو مشكلتك؟ بتفكّر حالك ملاك.. قدّيس، منصّب حالك حاكم وجلّاد، مفكّر حالك أحسن من باقي البشّر اللي أكترهم اذا مش كلهم خطّائين، شوف كيف، حتّى مرتك ما سلمت من أذاك

بجنون أمسك الكاسر بشعرها وصاح بها: اخرسي، انت بتقارني حالك انت بمرتي الطاهرة الشريفة العفيفة!!

بمرارة أجابته بينما تستطيل لتنظر في عينيه: أنا ما بقارن، بسّ المهم تبطّل انت تقارن كلّ الناس بفخامة حضرتك، بطّل تحكم عليهم من خلال نظرتك وظروفك، بالنهاية كلّ انسان ممكن يغلط... حتّى بنتك

بجنون جحظت عينا الكاسر وهتف بها: يا حقيرة

قالها وصفعها بقوّة من جديد ولكنّها أبت إلّا أن تقول: معلش معذور، الحقيقة بتوجّع أحيانا، عشان هيك وبسّ.. مش راح أروح أشكي عليك، بسّ لعند هون واتفضّل من غير مطرود

بقهر اشتعلت عيناه ثمّ تأمّلها بقرف للحظات وبصق عليها ثمّ خرج

.................................................. .................................................. .

يتبع هنا
https://www.rewity.com/forum/t402401-795.html [/CENTER]