آخر 10 مشاركات
عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          القدر المحتوم _ باتريسيا ليك _ روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1020 - فتاة الأحلام - جيسكا ستيل- ع د ن (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Breathless - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-19, 12:07 AM   #9501

سوزان محمد احمد
 
الصورة الرمزية سوزان محمد احمد

? العضوٌ??? » 368507
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 529
?  نُقآطِيْ » سوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond reputeسوزان محمد احمد has a reputation beyond repute
افتراضي


في انتظارك يا نيفو
😍😍😍😍😍🥰🥰🥰🥰🥰


سوزان محمد احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:07 AM   #9502

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

سأبدأ التنزيل

باسم الله الرحمن الرحيم



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:12 AM   #9503

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


الخاتمة

بعد ستة أيام

تمشي بأروقة المستشفى واليأس والكآبة تطلّ من حدقتيها، تشعر بأنها تتنّفس ولا تعيش، أيّامها متشابهة كئيبة لا حياة فيها، لا تعرف كيف تصف أحوالها، هي الطبّيبة الذكيّة لا تجد كلمات تعبّر بها عن ذاتها، أمتزوّجة هي؟ يقولون أنّ الزواج سكينة ورحمة ومودّة، وهي لا تجد أيّ منها في حياتها مع فؤاد، بل إنّهما كزميليّ سكن أكثر منهما زوجين، أهي عازبة إذا؟ قطعا لا، فأيّ عازبة هي تلك التي يأتيها زوجها كلّ عدّة أسابيع مرة عندما تغلبه حاجته إليها... بل إلى أيّ أنثى، ليفرغ فيها شهوته بعد كلمات باردة لا معنى لها ليدير لها ظهره أخيرا وينام دون أن يلقي ولو نظرة واحدة إليها

تنظر لحياتها من بعيد فلا تثير بداخل نفسها إلّا القرف، فتثور كرامتها وتقرّر أن تتركه، أن تطالبه بطلاق تعلم يقينا أنّه ينتظر أن تطلبه، فتشاء الصدف أن تجمعها بأختها، ترى سعادتها، تألّقها ثقتها وحتّى نجاحها الذي تسعى إليه، فتبالغ بغيّها وتزداد تعنّتا بإصرارها على متابعة السير بطريق تعلم علم اليقين أنّ في نهايته موتها، وآه كم تراه قريبا

ما إن وجدت نفسها قريبة من مكتب والدتها المفتوح حتّى توجّهت تلقائيّا إليه، رغم علمها أنّها لن تزيدها إلّا سوداويّة ولكنّها الحاجة الفطريّة في قلب كلّ انسان لوالدته، ولا تزال حتّى الآن تذكر ذلك اليوم قبل شهور طويلة بعد زواجها بحوالي شهرين عندما كانت قد يئست منه ومن رضاه، بعد ان أيقنت أنّ جفاءه وهجره ليس غضبا منها بقدر ما هو ندم على زواجه منها، فذهبت لوالدتها لتخبرها بأنّه تريد أن تتطلّق منه، فتغضب منها حينها وتقول لها بلا مراعاة ولا رأفة وكأنّها ليست ابنتها من لحمها ودمها: انت بتقولي إيه مين ده اللي عاوزة تتطلّقي منّه، احنا ما صدّقنا انّك اتجوزت خلاص، تقومي تقوليلي أطلّق؟

وقتها أخبرتها بأنّه نصيب وأنّ الله سيعوّضها بخير منه فتبسّمت بسخرية تقول: انت بتستهبلي، أنت وأنت بنت بنوت ماعرفتيش تتجوّزي هتعرفي دلوقت وأنت مطلّقة!!

يا الله كم ضاقت بها الدنيا حينها، وكم أحسّت بأنّها تكره والدتها، نعم كرهتها لدرجة أنّها عندما علمت بعدها بأيّام قليلة بأنّ والدها قد تزوّج عليها أحسّت بالشماتة، نعم فها هي ذات الجمال والتعليم العالي ، الطبيبة الجميلة صاحبة المكانة المرموقة قد فضّل عليها زوجها أخرى تصغرها بخمسة عشر عاما، ولا تحمل سوى شهادة "دبلوم" بسيطة، كم كانت سعيدة وهي ترى والدتها بذلك الانكسار والغضب والثورة وهي تستلم إخطار المحكمة وكم شكرت حظّها الذي جعلها تقرّر أن تزورهم في بيتهم في ذلك اليوم!

لكنّها تعترف بأنّ والدتها كانت أكثر إباءً منها وهي تقرّر أن تطالبه بالطلاق او الخلع لو رفض، لكنّ والدها وامعانا في اهانتها لم يرفض بل سرعان ما طلّقها ومباشرة بعدها بيوم وكأنّه يخبرها صراحة بأنّه ما عاد له رغبة بها ولا حاجة!

ما إن دخلت جيهان مكتب والدتها حتّى رأت فؤاد جالسا معها يحدّثها عن حالة ما يستشيرها حولها، وما إن رآها حتّى تكدّرت ملامحه وتجهّمت ثمّ أنهى الحوار ووقف معتذرا بعجالة فنادته موقفة إيّاه بحدّة وقد ضاقت أخيرا بتصرّفاته ذرعا، ولكن في ذات اللحظة وبينما هو يوشك على الخروج من باب الغرفة دخلت إيمان تحمل بين يديها طفلها ملفوفا ببطّانية قطّنية ناعمة زرقاء، تبتسم بسعادة بدت غريبة شاذّة عن سوداويّة المكان، فأحاطتهم جميعا بنظراتها المتألّقة قبل أن تقول: السّلام عليكم، ازّيك يا ماما؟

قالتها بينما تتقدّم نحو والدتها التي لم تقم من مكانها في حين انحنت هي نحوها مقبّلة خدّها قبل باردة لتعتدل واقفة ثمّ تنظر لهما وتقول: عاملة ايه يا جيجي؟ وانت كمان فؤاد؟

تلك النظرة الطبيعيّة الخالية من التوتّر أو الارتباك والتي كانت دليلا واضحا أنّه بالفعل أصبح بالنسبة لها لا شيء سوى ابن عمّ بعيد أو زوج أخت، آلمت قلب فؤاد فانغلقت ملامحه بطريقة بدت مفضوحة لعينيّ جيهان التي سرعان ما قالت كذبا لتقهر قلبه: الحمد لله تصدّقي أنت بنت حلال ده أنا كنت لسّة هقول لماما وفؤاد على خبر حلو أكيد هيعجبهم جدّا

باهتمام نادر تساءلت إحسان: خير يا جيجي؟

بقوّة وحقد نظرت لعينيّ زوجها ثمّ ابتسمت بشماتة تقول: أنا حامل!

بهتت ملامح فؤاد للحظة بغير فهم قبل أن تباغتهما ردّة فعل إيمان التي سرعان ما اقتربت من أختها محتضنة ايّاها بقوّة تهنّئها بحرارة وعاطفة صادقة زادت من كرهها لنفسها، قبل أن تقول: يا سلام تصدّقي انت كمان بنت حلال علشان الأخبار الحلوة كلّها بتيجي مع بعض، أنا كمان كانت جايّة أعزم ماما على معرض رسم هعمله بعد تلات أسابيع تقريبا ، يعني أوّل ما نرجع من الأردنّ تقريبا

بصدمة نظروا إليها جميعهم وفي حين احتارت إحسان بمشاعرها ناحية الخبر اشتعلت النيران في عينيّ جيهان التي لم تعرف ماذا تقول أمّا فؤاد فنظر إليها بفخر وهو يقول: ايه ده بجد؟ تستاهلي يا إيمان انت ما شاء الله من يومك بترسمي حلو

بابتسامة نظرت إيمان له ولكن قبل أن تجيبه بشيء سألتها أمها تقول: يعني انت خلاص هتفتتحي معرض خاص بيكي؟

بضحكة أجابت أمّها: لا معرض مرة وحدة إيه بسّ لسّة شويّة على كدة، انا مشاركة بسّ بتلات لوحات في معرض كبير بيشمل رسّامين موهوبين كتير

عندها مات الاهتمام من فوق محيّا والدتها وهي تقول: آآه طيب يا حبيبتي ألف مبروك

كانت السعادة والبهجة قد ابتدأت تغيب من فوق ملامحها عندما رنّ هاتفها بيدها فرأت صورته تزيّن شاشته فانشرحت ملامحها من جديد وهي تجيب الهاتف وتقول: آلو، أيوة يا حبيبي، لا خلاص جايّالك على طول، لا ما تقلقش، دقايق وهبقى عندك

ما إن أغلقت الهاتف حتّى اقتربت من والدتها من جديد وهي تقول: انا هنزل دلوقت يا ماما محمّد تحت مستنّيني عشان هنروح المطار دلوقت

ببرود أجابت ابنتها: توصلي بالسلامة يا حبيبتي

كانت إيمان توشك على المغادرة عندما تلكّأت للحظة قبل أن تقترب من أمّها وتقول: بقوّلك ايه يا ماما، انا صمّمت أجيب سونة ابني معايا على هنا علشان قلت يمكن تكوني حابّة تشوفيه

للحظة ارتبكت ملامح احسان قبل أن تمدّ كفّها بحرج وتداعب خدّ الصغير بنعومة قبل أن تقول: ربّنا يخلّيهولك

بخيبة وهي التي ظنّت أنّ ابنها سيستطيع ان يؤّثّر ولو قليلا على قلب جدّته، ولكن يبدو أنّ قلبها فعلا أشدّ قساوة وصلادة من أيّ صوّان حجر، كي لا تتحرّك عواطفها نحو صغيرها الملائكيّ الجميل من تذوب به عشقا لا سيّما وهو نسخة مصغّرة مطابقة لوالده حتّى أنّها أوشكت أن تسمّيه محمّد على اسم أبيه لولا أن نهرتها فوزيّة وأخبرتها أنّه فأل سيّء، فسمّاه حينها محمّد "حسين" على اسم شقيقه وابن قلبه

بابتسامة متحسّرة أومأت إيمان لهم جميعا وخرجت من المكان بخطوات متسارعة إلى حيث حبيب قلبها، سكينتها ومسكنها، ينتظرها ليذهبوا ليشاركوا أختهم في سبوع ابنتها التي عشقتها هي منذ اللحظة الأولى وأخبرت زوجها أن يفاتح أبو صارم ليقوم بحجزها لابنهم منذ الآن، ففتاة بجمالها لن تظنّ أنّها ستبقى بحضن والدها كثير ولكن فلينعم عليها الله بالصحّة والـــ... عقل

.................................................. .................................................. .......................




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 20-11-19 الساعة 12:39 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:14 AM   #9504

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

بعد يومين

دخل الكاسر غرفة نومه من بعد صلاة الجمعة وجال بعينيه فيها فوجدها خالية من وجود صاحبتها ومن صوت الماء المنسكب علم أنّها تستحمّ، فهفت عيناه مباشرة نحو المهد الصغير الكائن بالقرب من مكان نومها، حيث ترقد... روحها!

نعم هكذا أحسّها منذ اللحظة الأولى التي رآها بها، جميلة بريئة شديدة النقاوة... كروح أمّها

بُشرى الله... هكذا سمّتها هي منذ أن علمت بأنّها أنثى، وهو لم يعترض متفهّما أسبابها، فلميس كما قد علم لاحقا لم تكن تمتلك دليلا قطعيا على عدم قدرتها على الإنجاب كما كان يظنّ، ولكنّها افترضت أنّ هذا سيكون عقاب الله لها، كم كانت قاسية على نفسها!!

حتّى أنّها لم تقف لتتساءل كيف لم تنجب خلال سنوات زواجها، لكنّه بعكسها توقّف وتساءل، فأدرك بمنطق لا يقبل الجدل أنّ ذلك الحقير لم يكن قادر على الإنجاب وأخفى عنها الأمر بادّعاء عدم المبالاة، فهل يا ترى هذا سبب ردّة فعله العنيفة وتطرّفه بالعقاب عندما علم بـــــ....

لا... توقّف يا كاسر... توقّف!!

سيطر الكاسر على مجرى أفكاره بقوّة هو أهل لها، بالضبط كما يفعل بعد كلّ كابوس يراوده أو ذكرى بغيضة، وما أندرهما وهي تنعم عليه وعلى عائلته بفيض حبّها وحنانها، أشهر عاشاها معا حتّى الآن كانت هي الأجمل في كلّ حياته، الأكثر سكينة واطمئنانا، سبحان خالقها وكأنّ الله من شدّة حبّه لها ابتلاها، وكأنّه لم يبتليها إلّا لينقّيها ولم ينقّيها إلّا ليوقع حبّها في... قلبه، وينعم عليه بوجودها ولكن ما لا يفهمه حتّى الآن... ما الذي فعله هو ليستحقّ امرأة أقرب إلى الكمال منها إلّا النقصان!!

صوت مأمأة ناعمة مغناجة كمواء قطّة قاطعت أفكاره انتفض قلبه لأجلها كيف لا وهي قد اختطفت قطعة كبيرة من قلبه منذ اللحظة الأولى التي صدح فيها صوتها يملأ المكان بالمستشفى معلنا عن وجودها فيهوي قلبه حينها مشتعلا متشوّقا وكأنّه لم يكن له قبلها لا ولد ولا بنت

بلهفة تقدّم نحو المهد ليشرف عليها بجسده فيراها كيف تتلوّى بضيق محاولة التحرّر من خناق البطّانيّة الوردّية الصغيرة الملفوفة حولها، ثمّ وكأنّها أحسّت بوجوده فتململت قليلا قبل أن تشرق عليه بعينيها اللتين فتحتهما كاشفة عن مقلتين رماديّتين مائلتين إلى الأخضر، ثمّ تفتح فمها الورديّ شديد الصغر فتلويه بضيق قبل أن تبدأ بالمواء

خائفا عليها من خشونته مرّر فوق وجنتها الصغيرة طرف أصبعه محاولا إسكاتها ولكنّ وجهها ازداد تغضّنا وهي تحاول تحرير ذراعيها، بتآمر قرّب الكاسر وجهه منها وهمس قائلا: انخنقت من هاي التربيط اللي مربطينك ايّاه صح بابا؟ استنّي

قالها ونظر خلفه ليتأكّد بأنّ باب الحمّام لا يزال مغلقا ثمّ بتواطؤ ابتدأ بحلّ الرباط الذي يثبّت الغطاء حول ابنته وما إن حرّرها منه حتّى ابتدأت بتمديد ذراعيها حتّى تخضّبت وجنتيها من قوّة ما تبذله من مجهود بينما ارتفعت قدميها فتكوّرت على نفسها حتّى بدت كدودة العلقة!

عينا والدها الملهوفة كانت تتّبع كلّ حركاتها التي كانت تسرق الكثير من نبضاته، فيما عقله يستعيد لحظات ولادتها العصيبة بالنّسبة... له، لا يذكر يوما أنّه قد توتّر في ولادة أيّ من زوجاته كما فعل ذلك اليوم، وسواس شيطانيّ بداخله كان يخبره أنّ سعادته لن تدوم، فمنذ أن تزوّج لميس وهو لم يهنأ بها لمدّة طويلة، دوما كان هناك ما يبعدها عنه، ما يعكّر حياته معها، لكن ومنذ أن عادا لبعضهما والحياة بينهما رائقة هانئة، ليس أنّه قد تغيّر وأصبح أكثر ليونة، وليس أنّها لم تتغيّر فباتت تفقد أعصابها وتتذمّر من جلافته في بعض الأحيان لا سيّما وهرمونات الحمل كانت تتلاعب في مزاجها وأعصابها في كثير من الأحيان، لكنّ الأمر ببساطة أنّهما هو وهي روحان متآلفتان تاها عن بعضهما جلّ حياتها وعندما التقيا أخيرا... تعانقا

المريح بالأمر أنّ ولادتها كانت يسيرة، وأنّها بفضل الله لم تعاني طويلا، ممّا حفظ له هيبته أمام أولاده ووالدته و عديله السمج الذي لو كان أظهر أمامه أيّ نوع من أنواع المشاعر لكان جعل منه مادّة دسمة للتندّر، ولكن ما حمد الله ألف مرّةأن لم يشهد عليه أحد، هو اللحظة التي رأت لميس فيها وليدتها الصغيرة، تلك اللحظة التي استفاقت فيها جيّدا فغادرهم الجميع بما فيهم أختها التي كانت قد أنهكت تماما معها، فطلبت منه حينها أن يحضر لها ابنتها

مهما حاول لا يظنّ أنّه في حياته سيستطيع أن ينسى منظرها وهي تتناول منه الصغيرة، نظراتها المتلهّفة الخائفة، كفّيها المرتعشتين، صدرها اللاهث، أمّا ما قتله هو شخصيّا، ما نحر روحه وأعصابها، هو ذلك النشيج العالي الذي ابتدأ ما إن نظرت إليها واحتضنتها بين ذراعيها زارعة إيّاها بقوّة فوق أضلع صدرها، لتشدّها أكثر إليها دون وعي كلّما انتفض جسدها حتّى اضطر للجلوس بجانبها أخيرا وتنبيهها بصوت متحشرج أجش: لميس عمهلك شويّ شويّ عالبنت

عندها وكأنّها تنبّهت لوجودة إذ شهقة بفرحة وهي تبعد الطفلة عن صدرها وتريها إليه وتقول: شُفتها كاسر؟ شُفت البشرى بعيونك؟ شُفتها؟

لم يجد حينها نفسه إلّا وهو يقترب منها محيطا جسدها بذراعه الضخمة محتضنا إيّاها بالقرب من قلبه مقبّلا جبينها مخفيا عن ناظريها أحداقه المحترقة ويقول باختناق: شُفتها، بتستاهليها يا روح الكاسر، -ليكمل بعد ثانية وقد تمالك نفسه- حمد الله عسلامتك وسلامة....

فتقول حينها بصوت متهدّج مبتهج: بُشرى... بُشرى الله

عندها ابتدأت الصغيرة تمأمئ بانزعاج بينما تفتح فمها الصغير بحاجة ملحّة فضحك قائلا: اتفضّلي استلمي يا إم بُشرى، بُشرى جوعانة

باعتراض نظرت إليها برفض تقول: إم صارم

بتقدير أكدّ لها قائلا: إم صارم، كلّه ولا زعلك

عندها كانت الصغيرة قد ابتدأت بمواء ناعم حادّ فارتبكت ملامح لميس واحتارت بأمرها لا تعرف ماذا تفعل فنظر إليها الكاسر مقطّبا وقال: مالك صافنة "سارحة" رضعيها!

بارتباك نظرت إليه وأجابته: ما بعرف كيف

بسخرية قال لها: يا سلام! شو اختراع الشغلة؟ عادي!

بغيظ نظرت إليه وأجابته: شو بعرفك إنّه عادي!؟

بجلافة رفع حاجبيه وقال: والله كانت إم نبراس ترضّع قدّامي وعادي ما كان اختراع!

ارتخت ملامح الكاسر الآن بينما يتذكّر الموقف وتبسّم وهو يتذكّر اشتعال وجنتيها حياء وعينيها غيرة وغضبا قبل أن تفقد أعصابها وتنهره بحدّة: بتعرف إنّه اللي حكيته حرام؟ بتعرف إنّه عيب؟ وما بصير!

كان مصدوما وقتها من حدّتها إذ أنّه بالفعل لم يكن يقصد إيّ سوء ولم يكن يقصد خوضا في طليقته بل هو لم يفكّر بالأمر كما أوحت هي به، ولكن ما فاجأه هو كيف ابتدأت حينها بالبكاء وكأنّ قلبها الصغير لم يحتمل سوأة أفكارها وآآآه لو فكّرت لحظتها وهي تعاني من اشتعال غيرتها كم يعاني هو آلافا أكثر منها ويكتم بداخل قلبه كلّما همّ بأن يفكّر بطريقتها!!

ولكنّه رغم ذلك وقتها حاول تهدئتها وهو يقسم لها انّه لم يعن ما يعيب ولم يقصد ما يسوء ولكنّها أبت ان تتفهّم فلميس كما اكتشف خلال الأشهر الماضية رغم تعقّلها شديدة الغيرة، وقتها لامها قائلا: لميس ترى صايرة مجنونة إنت، ما كنت هيك!!

ولكنّها أوقفته بما كبّله وهي تهتف بقهر وتقول: ما كنت أحبّك هيك

ثمّ بمرارة أتبعت: يا ريتك ما عرفت قبلي حدى

وقتها بسيطرة حديدية ابتسم وكم ودّ أن يقول "يا ليته لم ينظر إليك أحد"

تنهيدة عميقة خرجت من أعماق قلبه سبقت اعترافا خشنا حانقا باح به لابنته لم يبح به لسانه علنا منذ ذلك اليوم قبل شهور طويلة

"مجنونة إمّك ما بتعرف قدّيش بحبها"

ما إن سمع صوت فتح باب الحمّام أخيرا حتّى أجفل بقوّة وكأنّما تمّ القبض عليه أثناء ارتكاب عمل فاحش فتجهّمت ملامحه عائدة لوضعها الطبيعيّ قبل أن ينظر إليها فيراها ترتدي مبذل الحمّام القطنّي الأبيض بينما تسأله باهتمام: ليش واقف هون؟ صحيت بَشّورة؟

بسخرية قلّدها: بشّورة ونمّورة

بمداعبة لامست ذقنه بسبّابتها بينما تقول: وكَسّورة!

بغضب حدجها بنظراته وقال لها مهدّدا: يا ويلك أسمعك بتعيديها

بدلال هزّت كتفها وأجابته: الحق عليّ بدّي أدلّلك

بإيحاء نظر لجسدها وقال: أنا راجل عملي، الحكي ما بعبّي راسي بحبّ الفعل

بغنج هزّت كتفها وقالت له: براحتك

قالتها ووقفت أمام الخزانة لتخرج لنفسها بعض الملابس ولكنّه حدّق بها مدّعيا الغضب وقال: شو الي براحتك بعدين رحتي، عفكرة العملي درجات ومراحل مدام إم صارم، ببدا ببوسة وبخلص بقيام الليل!

أفلتت ضحكة من فم لميس قبل أن تقترب منه وتقول: أنا عشانك على فكرة

بلامبالاة قال لها: أنا بصطفل بحالي إنت ما دخلك

بابتسامة ناعمة اقتربت منه بدلال بينما تقول: انت حرّ وعلى قولتك اصطفل

وقفت لميس أمامه بروبها المغلق ترفع نفسها فوق أصابع قدميها قبل أن تحطّ فوق شفتيه بقبلتها الناعمة العابثة التي سرعان ماتحوّلت لقبلة نهمة وهي تتعمّق بها بتحريض منه فيكتشف كلّ منهما إلي أيّ درجة يتضوّر جوعا وحاجة وشوقا إلى الآخر لا سيّما وأنّ آخر أسبوعين من الحمل عاشاها بتقشّف شديد

لحظات وكان الكاسر يبتعد عنها نزقا بينما يقول:خلّيني أسكّر باب الغرفة

مبهوتة لاهثة الأنفاس ضحكت لميس وأمسكت بيده موقفة إيّاه بينما تقول: ما بصير شو ناسي

باهتياج أجابها: تصبيرة

اتّسعت ابتسامتها أكثر وأكثر بينما تقول: كاسر حبيبي ما بصييير أوّلا خالتو عنّا واحنا الجمعة بعد الضهر وكلهم قاعدين بالصالة برة، وتانيا وهوّ الأهمّ انت ناسي إنّه اليوم عزومة عقيقة بشرى وكلها ساعة وبيبدوا ضيوفنا يوصلوا!

بحنق رافضا لسماع المنطق أجابها: معنا وقت

عندها قرّرت ابنته أن تبدأ البكاء فضحكت هي بينما نفخ هو بضيق وقال بينما يتوجّه غاضبا نحو الحمّام: شكله على هالوضع لا تصبيرات ولا حتّى نواشف!!

مقهقهة توجّهت لميس نحو المهد وتناولت ابنتها لتكتشف أنّها لم تعد ملفوفة فنظرت نحو باب الحمّام بغضب قبل أن تعاود النظر لابنتها برقّة وحنان بالغين وتقبّلها فوق عنقها وتقول: بشّورة ماما، وجه السعد وبشرى الخير، ذوعانة يا عمري؟ ما خسى الجوع يا روحي أنا! سبحانه اللي أبدعك وصوّرك ما أحلاك!

.................................................. .................................................. ...........


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:18 AM   #9505

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

ما إن خرجت لميس من الغرفة حتّى قفز العنود ونبراس يسألونها عن أختهم التي سمعوا صوتها منذ قليل ولولا خوفهم وخشيتهم من غضب والدهم لكانوا غزوا الغرفة من أجلها، وعندما أخبرتهم انّها أرضعتها وتركتها لتنام قفزا وذهبا ركضا نحو الغرفة ليلاعباها، أمّا النمر فبقي بمكانه بالقرب من جدّته التي غمزتها وأشارت إليه، ولم تكن لميس بحاجة لتلك الغمزة كي تلاحظ حالة الانطواء التي كان قد ابتدأ يعاني منها، والتي كانت قد ابتدأت علاماتها تظهر في آخر شهر بالحمل وابتدأت بالتزايد الآن

مبتسمة بحنان وقفت لميس أمامه وكم تألّمت وهي ترى أبهامه في فمه كعادة جديدة اكتسبها، وبصوت رقيق دعته يقف فوق الكنبة لتحمله حيث أنّها لا تريد أن تنحني بسبب آلام ولادتها، فنظر إليها بغير ابتهاج ولكنّه رغم ذلك أطاع، فوقفت أمامه تنظر إليه عينا بعين بينما تقول: انت بتعرف إنّه في ناس كتير بدهم ييجوا اليوم عنّا؟

بجدّية أومأ الصغير إيجابا فسألته متحمّسة: طيّب انت بتعرف ليش بدهم ييجوا؟

ببراءة قال لها: عثان أوكلوا خروف بثّورة

ضحكت لميس وحماتها على إجابته فأكملت قائلة: طيّب انت عارف انّه بابا اليوم دبح خروفين مو خروف واحد بس؟

بنفي هزّ الصغير رأسه فأكّدت له: بلى بابا دبح خروفين اتنين واحد عشان بشّورة والتاني عشان نمّورة

كذبة بيضاء ترجو أنّها ممّا حلّله الله فالصغير يبدو بالفعل بحاجة لكثير من الاهتمام، ليس أنّ زوجها لم يذبح خروفين ولكنّ الثاني لم يكن لأجل نمر تحديدا ولا تعرف بأيّ نيّة كان سوى طلب الأجر والثواب، ولحسن الحظ فقد جاءت الكذبة بثمارها إذ بان الاهتمام فوق محيّا الصغير ممّا أراحها كثيرا فقبّلته فوق خدّيه بحب واحتضنته بقوّة بينما تقول: مييين حبيب لمّوسة؟

ابتسامة متردّدة ظهرت فوق شفتيه متردّدا: نمّورة؟

بتأكيد احتضنته من جديد تقول: أكييد طبعا نمّورة، ولإنّه اليوم نمّورة هوّ البطل صاحب الخروف لازم يكون أحلا واحد بكلّ الموجودين، عشان هيك بابا اشتراله أواعي جديدة بدّه يلبسها اليوم!

بحماسة نظر إليها وقال: وينهم؟

بضحكة قالت له: بخزانتك، يلّا ركض البسهم وتعال أزبط

بقوّة قفز الصغير عن الكنبية وبطريقه لمح والده فاحتنضنه بقوّة بينما يقول: ثكرا بابا عثان الخروف والأواعي

قالها الصغير وانطلق نحو غرفته فيما بعدم فهم نظر الكاسر إليهم متسائلا: خروف وأواعي شو؟

عندها علمت حماتها أنّها من أحضرت للطفل الملابس فربّتت فوق ذراعها تقول: الله يجبر بخاطرك يا بنتي ويكملك بعقلك

براحة ورضا شكرتها لميس متوجّهة نحو المطبخ لتنهي إعداد بعض الأمور قبل وصول الضيوف وبعد أن قالت له: هاي خالتو خلّيها اتفهمك

بعد حوالي ربع ساعة كانت لميس تغلق النار تحت دلّة القهوة في الوقت الذي صدح فيه صوت زوجها يملأ المكان قائلا: اللـــــــــه، أخيييييرااا فنجان قهوة من بين ايديكِ!

عضّت لميس شفتيها بأسف وشعور بتأنيب الضمير فرغم أنّ حملها لحسن الحظّ كان خفيفا ولم يكن الوحام فيه صعبا إلّا أنّها لم تكره فيه شيئا إلّا رائحة القهوة، ممّا جعلهم جميعا يعلنون الطوارئ في البيت فلا تدخل القهوة بيتهم وإن وجدت تلفّ بأكياس كثيرة وترمى بالمجمّد وذلك لاستعمالها في حالة أن جاءهم زوّار غريبون، ورغم أنّ الحظر رفع خلال الأسبوع المنصرم إلّا أنّ نفورها من القهوة استمرّ حتّى قرّرت كسر الوسواس اليوم ولأجل عينيه فقط، وحمدا لله فقد تمّت المهمّة من دون أيّ مشاعر كريهة غير مرغوبة

وبينما تسكب له القهوة تمتمت تقول: والله كان غصب عنّي

أخذت فنجان القهوة واقتربت منه لتناوله إيّاه فارتشف منه رشفة كبيرة ليس وكأنّه شديدة السخونة، ثمّ أغمض عينيه لثانيتين قبل أن يقول: القهوة هيّ هيّ، والطريقة هيّ هيّ، بسّ من إيديك دايما النكهة غير، كإنّك بتغليها بروحك مش بإيديك

ببهجة ضحكت وناغشته قائلة: واضح إنّه قهوتي الها قدرة سحرية وبتفكّ عقدة لسانك، هاي أكتر جملة غزلية بسمعها منّك من يوم ما رجعنا مع بعض!

بضيق تجهّم وجهه وقال: نصيبك جوزك جلف ارضي فيه واحمدي الله

بيأس أجابته: دايما حامدته وراضية بقضاءه

كانت تمرّ من أمامه وهي تتحدّث تريد أن تضع فنجان حماتها فوق صينية التقديم لتأخذه لها ولكنّه سرعان ما أوقفها ممسكا بذراعها ومقرّبا ايّاها منه بشكل جانبي حميمي ثمّ مال عليها بالقرب من أذنها وقال: بتعرفي الخروف التاني بنيّة إيش دبحته

باهتمام نظرت إليه وهزّت رأسها نافية فزاد بميلانه نحو أذنها وهمس بخشونة داعبت أعصابها: عشانك ، شكر لله عسلامتك

بذهول نظرت إليه وترقرقت دموعها قبل أن تأخذ نفسا وتهمس بصوت متحشرج: شكرا... شكرا كتير حبيبي

برضا اعتدل وخلال ثانية عاد لهيبته ورزانته فابتسمت تقول مداعبة ايّاه بغنج مقصود: بتعرف إنّي بحبّك بجلافتك ورزانتك وكلّ حالاتك

رغما عنه غامت عيناه تأثّرا بكلامها فأكملت بينما تلامس ذقنه بما جعل قلبه حرفيّا يختض تأثّرا: ‏أربعينى خالط لحيته الشيب فأربك قلب تلك التى تابت عن الحب!

بخشونة أمسك يدها بقوّة ووضعها فوق قلبه وقال لاهثا: ما بين قهوتك وعينيك ضاعت هيبة الأربعين

برقّة ابتسمت ورفعت نفسها لتقبّله بسرعة قبلة ناعمة مسروقة وتقول: هيبتك فوق الراس وبالقلب محفوظة!

صوت انغلاق باب البيت بعنف أجفلهما وقاطع اندماجهما فقطّب الكاسر بريبة وخرج مسرعا ونظر لنبراس الذي كان ينظر خلفه فسأله: مين هاد اللي طلع وضرب الباب هيك؟

بريبة أجابه ابنه قائلا: صارم، اجته مكالمة وتوتّر وعصّب شويّ بعدين قام أخد مفاتيح سيّارتك وطلع بسرعة

بقلق أخرج هاتفه من جيبه وقام بالاتصال بابنه الذي سارع بإجابته وقام بطمأنته قائلا له أنّه أمر عاجل لمساعدة شخص ما، وأنّه سيخبره كلّ شيء بعد أن يعود

أمّا في غرفة نومهما فكانت العنود تجلس فوق الكنبة المتأرجحة التي اشترتها لميس قبل ولادتها وذلك لتساعدها في إرضاع ابنتها وتهدئتها وتنويمها أيضا، وقد كانت تحمل أختها بين ذراعيها غارقة في تأمّلها بحبّ كبير، تقطع لها العهود بداخل قلبها أن تعتني بها وتحافظ عليها ليس لكونها أختها وتحبّها كثيرا فقط وانّما ردّا لجميل والدتها الذي لن تنساه أبدا، صوت استلام رسالة كدّر ملامحها إذ كانت تتوقّع أنّها من والدتها التي تريد أن تعرف كلّ تفصيلة تحصل في بيتهم اليوم، ورغم كونها أصبحت قادرة تماما على تجنّب أسئلتها إلّا أنّها لم تيأس أبدا فباتت تحترف سحب المعلومات منها بطرق ملتويّة كان نبراس قادر دوما على كشفها لها

عيون أختها التي أسبلت أخيرا جعلتها تتحرّك من مكانها فقامت ووضعتها بسريرها بعد أن دثّرتها جيّدا، وبينما هي تخرج من الغرفة فتحت هاتفها بطريقة اعتياديّة ناسية أمر الرسالة، لتلاحظ أنّ ما وصلها لم يكن على تطبيق الواتس آب كما توقّعت بل رسالة عادية، باستغراب فتحتها وفي اللحظة التي قرأت محتواها شحبت ملامحها وارتجّ قلبها بداخل صدرها فترنّحت للحظة بمشيتها فأمسكت الباب بقوّة محاولة التقاط أنفاسها، مخاوفها و... أفكارها

أمّا هناك بعيدا جدا، بطائرة أصبحت معلّقة بالسّماء، فكان شابّ جدّا، بوجه مكدوم وحاجب مصاب، ينظر لهاتفه بمشاعر شديدة الاضطراب، يقرأ فحوى رسالة قام بإرسالها قبل ساعات لا يعلم إن وصلت لصاحبتها أم لا، أقرأتها ام لم تفعل، أعرفت مرسلها أم لم تعرف، لكنّه رغم كلّ شيء سيعيش على الأمل، وسيطير حاملا حبّه لتلك الصغيرة في قلبه وامتنانه لتلك المرأة الرائعة في روحه

من جديد قرأ الرسالة، قبّل الهاتف ووضعه بجيب صغير داخل سترة مهترئة خفيفة، بالقرب من قلبه فيما لسانه يكرّر ما كتبه وأرسله إليها بروح تائقة وقلب محترق

"اللهم إنّي استودعتك قلبها من أيّ عشق لغيري يمسّها، اللهم حرّم قلبها على غيري من الرجال، اللهم يا من لا تضيع عنده الودائع احفظها لقلب يحبّها"

.................................................. .................................................. ............


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:20 AM   #9506

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

استيقظ همّام على صوت جلبة كبيرة تعمّ البيت، فقطّب جبينه منزعجا لا سيّما وصوت الصراخ والدبيب فوق الأرض لا بدّ يصل للسابع من الجيران أيضا

بغضب خرج من غرفة النوم متهيّئا للصراخ ليتفاجأ وهو يرى زوجته منكوشة الشعر ملفوفة بحبل مرتخي حول جسدها بوجه ملطّخ بكحل أسود فوق خدّيها كالهنود الحمر بينما يحيط بها أولاده رافي وهادي يحملان مغرفتا طعام يوجّهانها نحوها وكأنّهما يمنعانها من الهرب، فبهت للحظات يستوعب المظهر ورغم أنّه اعتاد على طريقة لعبهم المجنونة إلّا أنّهم هذه المرّة بالغوا ولابدّ أنّ السبب عائد لغياب والدته عن الصورة!

فجأة أجفل وهو يسمعها تصيح كمجنونة تقول: هاقد أتى زوجي كما أخبرتكم، هوّ قويّ شجاع، سيقضي عليكم وينقذني

فجأة التفت أولاده إليه ووجّهوا نحوه مغارفهم فانتقلت له عدوى الحماسة وضرب صدره عدّة مرّات بينما عيناه تبحثان عن رامي الذي ازداد انطواء وعنفا منذ قرّرت أمّه الزواج وإعادتهم إليه قبل قبل شهور، فرآه كيف يتابعهم بطرف عينه ليتوجّه نحو وينتزعه من مكانه قائلا بلهفة: أرجوك أيّها الفارس الشّجاع، هدول الأوغاد خطفوا مرتي، أرجوك ساعدني

محاولا كبت ابتسامته تجاهله رامي فنظر إليه بخيبة زائفة وقال: يا إلهي يبدو أنّك جبان وأنا اللي كنت مفكرك قوي!

قالها همّام وصرخ بقوّة منقضّا فوق صغيريه، لتنتقل الحماسة أخيرا لبكريه وهو يسمع صراخهم الهائج وقهقهاتهم القويّة فيركض نحوهم وتبدأ حملة من الضرب ورمي الوسائد لو كانت كاسرة موجودة لأصابتها نوبة قلبية لشدّة عنفها، وبينما هم في تلك المعمعة وشوش همّام لرامي قائلا: أرجوك أيّها الفارس المغوار، أنقذ زوجتي

دون أن يشعر وتحت تأثير الانفعال اقترب رامي أخيرا قاطعا ذلك الحبل المشدود الذي يفرق بينه وبينها وقام بفكّ الحبل المرتخي فتمسّكت أمل بتلك الفرصة التي انتظرتها طويلا وعانقته بقوّة تقول: شكرا لك يا ولدي، انت شخص رائع وأنا أحبّك جدّا وأعتقد أنني ربّما سأترك ذلك الذي يُضرب الآن هناك وأتزوّجك أنت

متأثّرا بطفوليّة بكلماتها نظر إليها بحرج ثمّ قال وهو يحاول إخفاء ضحكه عليها: ما بصير كيف هيك انت مرة بابا أصلا

بابتسامة متأثّرة أجابته: إذا سأضطر أن أكتفي بتقبيلك ومعانقتك

وكما قالت فعلت رغم جسد الصغير المتشنّج وتحت نظرات زوجها المتأثّرة بمحاولاتها الحثيثة وعزيمتها التي لا تنقطع والتي أوصلتها مع الوقت لعلاقة طيّبة مع الصغيرين، فيما كان أقصى نجاح حقّقته مع رامي حالة من التباعد السلمي، يرجو أنّه قريبا جدّا سيتطوّر خطوات نحو الأفضل

بعد ساعة دخل همّام غرفة النوم بعد أن كان أنهى استحمام أولاده، فكانت هي أيضا قد ابتدأت ارتداء ملابسها، فأخذ يتأمّلها للحظات بينما شريط حياته معها يعاد من جديد بداخل ذهنه، لقد كانت الأشهر الماضية بينهما كأمواج البحر تماما هادرة أحيانا رائقة رتيبة أخرى ولكنّها دوما رائعة

ينظر إليها الآن ويرى كيف تغيّرت ونضجت كثيرا منذ أن تزوّجها، لقد أصبحت أكثر صبرا وأشدّ احتواء، ولكنّها أبدا لم تبق تلك الوديعة الطيّعة ولا عجب وهي تأخذ دروسا من أشدّ النساء دهاء ومكرا... أمّه

وبالنهاية وبتركيبتها العجيبة الساحرة هذه استطاعت أن تلقي عليه بتعويذتها وتعيده تقريبا لهمّام القديم، ولكنّ الغبيّ فقط من لا يتعلّم من أخطاءه وهو لم يكن يوما غبيّا، فهذه المرّة لم تمنعه طيبته من فرض سطوته بداخل بيته، لم تمنعه من إحكام قوامته لتأسيس أسرة قويّة الأركان، ويعترف أنّها لم تحاول هزّها يوما، بل على العكس دوما هي موجودة تدعمه وتؤازره، حتّى عندما عاد أولاده لبيته من جديد مكسوري الخاطر بصرامة أخبرته أنّها ستؤجّل الإنجاب لا سيّما وقد كانت أجهضت قبلها بأيّام قليلة دون أسباب واضحة، عندها وبمنطق عجيب أخبرته بأنّ حكمة الله أن لا يشغل قلبها وعقلها بطفل يخصّها، بأنّه يريد إعطاءها الفرصة لاحتواء أولاده وتطويعهم نحوها بقدر ما تستطيع وقد نجحت بالفعل بذلك ولكانت الحياة لتكون مثالية لولا الحالة الصعبة التي يمرّون بها بسبب تقلّبات رامي الذي دمّر الطلاق وزواج والدته من جديد نفسيّته، ولكن الحمد لله لقد استطاع أن يلمح اليوم أخيرا بوادر تجاوب

صوتها قاطع أفكاره وهي تقول: شو متى ناوي تجهّز حالك؟ راح نتأخّر هيك على بيت عمّو أبو صارم كتير عيب

بسخرية قال لها: ما بدّك تتأخّري عشان عيب ولّا عشان نفسك ترجعي تشوفي بشرى

أشرقت ملامحها وهي تقول: بتجنّن يا همّام بتجنّن، ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله الله يحميها وبحرسها، كان نفسي أعضها أوّل مبارح

بقلّة أدب غمزها وقال: بتموتي بالعضّ إنت... يا وحشّ!!

بحرج ادّعت الغضب وقالت له: انا عمري ما شفت زلمة بتغزّل بمرته وبحكيلها يا وحش

ضحك همّام وقال لها: شو دخلني إنت اللي ولادي بهتوا عليك، بتعرفي شو صار لازم تفكري بموضوع الخلفة جدّيا وضروري جدا تجيبي بنت لإنّه إنت هيك وضعك صار بخوّف

بضيق تخصّرت وسألته: شو مش عاجبك سيّد همّام؟

بعبث اقترب منها وقال: بالعكس أنا زلمة بموت بالعنف، هوايتي هي ترويض الوحوش!!

بغضب حقيقي هذه المرة ضربت أمل الأرض بقدمها واتّجهت نحو باب الغرفة بينما تقول: بتعرف شو أصلا أنا الحقّ عليّ اللي واقفة وقاعدة بتناقش معك

بقوّة قهقه همّام وهو يقول: ولك وين رايحة تعي شوفي شو جبتلك معي

بفضول توقّفت خطواتها ونظرت إليه فغمزها بوقاحة قائلا: كرتونة بحالها تويكس

اشتعل الغضب بمقلتيها وقالت له: هاي بتقعد الليلة بتوكلها انت وحالك، عن اذنك

قالتها وخرجت بحنق من الغرفة بينما ضحكاته الصاخبة لحقت بها للحظات طويلة!

.................................................. .................................................. .....................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:22 AM   #9507

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

بالقرب من بيت جدّته القديم بشارع خلفيّ شبه مهجور ينظر نحو ابنة خاله المتهوّرة الصغيرة والتي يبدو أنّ الشهور الطويلة لم تزدها إلّا هزالا، والغضب يملأ أحداقه بينما يهتف بها قائلا: انت انهبلت براء؟ كيف بتدخلي عند الجيران عشان تتصلي فيّي، شو الاشي المهم اللي خلّاك تحكي معي تطلبي منّي آجيكي بسرعة وانت صوتك برجف وكلّه خوف، بتعرفي كم حادث كنت راح أعمل من كتر ما كنت مسرع؟
يتحدّث دون تركيز بسبب ارتفاع الادرينالين الذي كان لا يزال يسيطر على جسده جرّاء دقائق الرعب الطويلة التي عاشها في طريقه إليها، حتّى أنّه ما إن أوقف السيّارة خرج منها راكضا متّجها نحو بيت خاله ليتفاجأ بحجر صغير يرتطم بقدمه ليكتشف أنّها هي من رمته من خلف سور أحد البيوت القريبة قبل أن تشير له باللحاق بها بطريقة مريبة، وها هو واقف منذ دقائق يرغي ويزبد بينما هي كالبلهاء تقف أمامه تحدّق به دون حتّى أن تتفاعل مع كلماته أو ترفّ جفنها، وفجأة قالت مقاطعة كلماته الهادرة: ما رجعت!
أجفل عندها الصارم ثمّ ابتلع ريقه وقال: كنت مشغول
بإقرار أخبرته: نسيتني
بارتباك وشعور بالذنب أجابها: لا طبعا، بسّ.. كنت مشغول
قالها والذنب يعتصر قلبه لا سيّما وأنّ الحقيقة هي أنه كان يعمل جاهدا بالفترة الماضية... كي ينساها!
من جديد قالت له بتأكيد: نسيتني بس... أنا ما نسيتك، خُد!
كلماتها أجفلت الصارم وأثارت اضطرابه حتّى أنّه لوهلة لم ينتبه لتلك السلسلة التي كانت تتدلّى من كفّها إلى أن لوّحت بها من جديد بينما تحثّه وتقول: خُد!!
عندها فقط أدرك المصيبة التي فعلتها فشحبت ملامحه ونطق بذهول قائلا: يا مجنونة شو عملت؟
بتصميم أجابته: سرقتهم منّه، زيّ ما هوّ سرقهم منّا سرقتهم منّه، خد
قالتها أمسكت بكفّه الضخمة لتفتحها بقوّة وتضع السلسلة بداخلها متبعة إيّاها بدبلتها هي، فنظر إليها مستغربا وقال: ليش؟
وبرؤية أنضجها العناء أجابته: ستّي حكت انت خبّيلي ايّاها، هيك أحسن، انت راح تحافظ عليها، وبسّ أكبر راح أطلبها منّك بتعطيني ايّاها!
خائف عليها، مرعوبا من جنون والدها نبّهها قائلا: خالي مستعدّ يموتك عشانهم!
بخوف ابتلعت براء ريقها ثمّ أخبرته: يمكن ما ينتبه بعدين.. هوّ ما بعرف إنّي بعرف المخبأ تبعه
باستغراب سألها: وانت كيف عرفتِ؟
بهمس أجابته وبسمة فخر تزيّن ملامحها الطفوليّة البريئة: ضلّيت أراقبه، ما كنت أنام، لغاية ما يوم طلّع المصاري من المخبأ، اتفقدهم، ورجع خبّاهم
بقوّة أمرها: خديهم، رجعيهم قبل ما يفقدهم، لو اكتشف انهم مختفيات يمكن يموتك
بإصرار قالت له: بسّ هدول إلنا أنا وايّاك، ستّي أعطتنا ايّاهم احنا ما كذبنا ولا سرقناهم، بعدين... ما تخاف -قالتها بأمل- ما راح يعرف إنّه أنا اللي أخدتهم، مشان الله خدهم
بحيرة نظر صارم إليها، مثلها يريد أن يستعيد حقّه، ولكنّه... خائف عليها!
تردّده جعلها بعند تقول له: شوف اذا انت ما بدّك سنسالك فأنا بدّي دبلتي، هاي إلي انا، حقّي، بدّك أرجعلك سنسالك هات بس دبلتي خدها!
التماعة عينيها، الإصرار فيهما، قوّتها، جعلته يوافقها فقبض فوق المصوغات ووضعها بجيبه، ثمّ بيده الأخرى أخرج من جيبه عشرة دنانير ومدّها إليها، ولكنّها بإباء أخبرته: ما بدّي منّك إشي، بس دبلتي
بضيق انكمشت يده فوق النقود وقال لها: خديهم يمكن يلزموكِ
بصلابة لا تليق بعمرها هزّت كتفيها وأجابته: على رأي بابا، اللي معوش ما بيلزموش!!
بغضب وضع "أعاد" النقود لجيبه وقال لها: تغيّرتِ
ببساطة أجابته: وانت كمان!
إجابتها ألجمته للحظات ثمّ بشفقة قال لها: إذا خالي عرف... إذا أذاكِ...
بحزن وخيبة أجابته: ما راح تعرف... مش راح أحكيلك... باي!!
قالتها وغادرته، دون وداع، دون حضن ولا بكاء، وكأنّها اعتادت الخيبة حتّى ما عادت تتعلّق بأحد ولا تضع ثقتها بأيّ أحد، أمّا هو فتعلّقت نظراته بخيالها الغائب، قلبه يؤلمه عليها، حدسه يخبره أنّ الأمر لن يمرّ على خير، وكم كان على حقّ، ولكنّه مهما تخيّل لن يصدّق كم كان الأمر قريبا وكم كان... بشعا!
.................................................. .................................................. ............................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:24 AM   #9508

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

بعد المغرب

بعد وليمة منسف فخمة وبعد أن غادر كثير من المدعوّين، ظلّ المقرّبون فقط يجلسون معا في جلسة عائليّة دافئة، خرجت العنود من الغرفة تحمل بين يديها بشرى المستيقظة تلفّ بها على الجميع ليروها ويقومون بواجب المباركة، فيقومون بوضع نقوطها "هديّة مباركة" داخل بطّانيّتها الورديّة الناعمة

بوله تأمّلتها إيمان ونظرت نحو زوجها الذي كان يقوم بإلباس الصغيرة إسورة رقيقة حول معصمها الرقيق فتقول بحماس: زيّ القمر ما شاء الله

ثمّ تكمل بحميّة عالية: بسّ مش أحلا من "سونة" حبيب مامته

بسخرية قال لها: يا سلام بقى سونة أحلا من القمر ده؟

بصدق دوما يمسّ قلبه قالت له: طبعا!! ده كفاية إنّه شبهك!

بسعادة ودفء قال لها: ربّنا ما يحرمنا منّك ومن حنانك

كانت العنود في هذه الأثناء أخذت أختها وابتعدت عنهم قليلا عندما نظرت إيمان إليه لتسأله سؤالا يؤرّق قلبها كثيرا ولا تنطقه خوفا من نظريّة من يخاف من شيء يصيبه ولكنّها الآن لم تستطع أن تكتمه بداخل قلبها أكثر: تفتكر هيبقى زيّي

رغم فهمه لسؤالها إلّا أنّه أجابها: فشر، زيّك بتاع إيه أكيد طبعا إنت أجمل

بضيق أوضحت له: أقصد مريض زيّي

بغضب أجابها: أوّلا إنت مش مريضة ثانيا حتّى لو كان عنده ديسلكسيا أنا وانت قادرين نتعامل معاه ونساعده لغاية ما يبقى أفضل شخص في الوجود، ولّا انت مش ناوية تساعديه

دمعة صغيرة هطلت من عينها مسحتها بسرعة وهي تقول: أنا مَساعدوش؟ ده انا لو اطول ادّيله عمري مش هقول لا؟

مدّعيا الغضب همس لها يقول: يا سلام يا ست إيمان، ده على كده انا خلاص راحت عليَّ

بحبّ نظرت إليه وأجابته: انت تروح عليك؟ انت روحي يا محمّد فاهم يعني إيه روحي؟

ولأنّه بحنان والده ولأنّه جزء منه وكأنّه أحسّ بأمّه فصدح صوته قويّا ببكاء خشن يملأ المكان هبّت له ملبيّة نحو غرفة العنود حيث يرقد منذ ساعات ملهوفة لحضنه ومشحونة بطاقة عجيبة على الصبر والحبّ والعطاء

أمّا على أريكة أخرى فكانت الطفلة الآن ترقد بين يديّ عمّتها التي كانت قد خلعت من أذنيها القرط "الطبيّ" لتبدأ بإلباسها قرطا ذهبيّا صغيرا على شكل نجمة لتنتهي أخير أخيرا باستنشاق رقبتها بشوق شديد وقلبها يلحّ بالدعاء، في قلبها أمل يتوهّج بشكل كبير، يقين عجيب أنّ كرم الله عليهما قريب، يقين يلازمها منذ ذلك اليوم الذي ولدت فيه لميس التي أقسمت لها يومها عندما اتّصلت بها لتبارك لها أن لسانها لم يتوقّف عن الدعاء لها بالذرية الصالحة طوال مدّة مخاضها، أخبرتها يومها أنّ الله سبحانه وتعالى قال بأنّه عند ظنّ عبده به، لتوقن بفرج الله ولتؤمن بصدق وعده!

بابتسامة متفائلة قبّلت الصغيرة من جديد تحت نظرات أمّها المتألمة ثمّ ناولتها لزوجها وهي تقول بيقين فاجأه: خد اتعلّم كيف بينحملوا الصغار عشان لمّا ييجينا الولد ما تحكيلي ما بعرف أشيل!

تفاؤلها انتقل إليه فحمل الطفلة بيدين متجبّستين بينما يقول: وماله يا ستّي نشيل هوّ احنا نطول!

.................................................. .................................................. ......


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:27 AM   #9509

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

بعد ساعة
يقفان أمام مهد الصغيرة يحدّقان بها بعيون لامعة مشدوهة، يمدّ حسين نحوها يدا خائفة متشوقة، يلامس خدّها برقّة شديدة، ويهمس لزوجته بانبهار: بتول
مستغرقة بتأمّل سكنات وحركات الدمية الورديّة أمامها تجيبه:
اممم
فيقول لها وعلى ذات وضعه: تفتكرى دي بشر عادي زيّها زيّنا
بشرود تجيبه: على ما أظن الله اعلم يعني
يتمتم بجانبها هامسا من جديد: بتووول
بانزعاج تجيبه: هاااا
بحنق يقول لها: انا عايز من دي
باستغراب نظرت له وسألته: دي اللي هو ايه يعني
بانزعاج طفولي قال لها بينما يشير لرأس الصغيرة: دي دي
بسخرية نظرت اليه وقالت: يا سلااام ده على اساس ان دي بتيجي بالساهل كده لوحدها
بذهول حدق بها وهتف قائلا: يخرب بيتك انت بتجيبيلي سمعة، جرى ايه يا بت هو اكمن بقالي كم يوم برجع البيت منهار وتعبان ومراعي انك بتذكري وعندك امتحانات تقوموي تسيحيلي!!!
بارتباك نظرت نحو باب الغرفة ووضعت يدها فوق فمه تقول: يخرب عقلك فضحتنا اسكت
بانزعاج قال لها: ما هو انت الي مش منطقية وبتعصبيني يا بتووول رغما عنها ضحكت وهي تقول: يا حبيبي اهدى ربنا يهديك مش قصدي كدة، انا قصدي ان الحاجات دي محتاجة تفكير وتخطيط وحتى وقتها مش هتضمن جودة المنتج
بذهول نظر اليها وقال: منتج؟ بقى بنتي ضنايا منتج، تصدقي صدق اللي سمّاك منشن، بعدين اشمعنا ابو صارم يعني، وهو حد يصدق ان الجبروت الي قاعد بره ده، يجيب حتة قمر زي دي
بمنطق قالت له: اااه بس ما تنساش امها مين
باعتراض هتف قائلا: لا لا لا لحد هنا وتوقفي عندك، ما اسمحلكيش انت كدة بتخبّطي فأم بنتي حبيبتي وشريكة حياتي، دي ممكن تروح فيها رقاب، ده بنتي دي عندها حتة ام... محصلتش، وعندها حبة تفاصيل ما اقولكيييش
قهقهت رغما عنها بينما تضع يدها فوق فمه وتقول: يا حبيبي اسكت احنا هنتفضح هنتفضح انت ايه ما بتسترش!!
ببرود نظر لها وقال: كدة برضو؟ الحق علي انا، ان سكتنا تقولي بل ريقنا يا حسين وان اتكلمنا اسكت عيب عليك، ست نكد بصحيح ضيقت عينيها بغيظ وقالت له: كدة ؟ما شي يا حسين، ايه رأيك بقى اني مش هجيبلك غير ولاد؟
بذعر امسك يدها وقال: لا بقَلك ايه بتووول ده انا حبيبك سونة احنا متفقين من الاول.. انا... عايز... بناااات
ضاحكة بقلة حيلة سألته: وافرض جه ولد نرميه؟
ببديهية قال لها: نسلفه لمحمد اخويا ما تشغليش بالك انت
بيأس ضربت كفيها ببعضهما وقالت: لا حول ولا قوة الا بالله
بلهفة واشتياق نظر لها وقال: عايز بنات يا بتول، عايز بنت تكون ملكي، ليا انا وبس، ما تسيبنيش، ما تبعنيش عشان اي حد، عايزها تبقى امي، اختي، عمتي وخالتي، فاهماني يا بتول؟
للحظات صمتت تحاول أن تلتقط مشاعرها، حزنه، المه، ثم أومأت برأسها وأجابته: فاهماك
وكيف لا تفهمه، كيف لا تدرك مشاعره وهي لا تزال تذكر حتى الآن ذلك اليوم قبل حوالي شهرين قبل يوم الأم بيوم واحد
يومها اخبرته انها ستغادر المكتب باكرا لتشتري لأمها هدية فطلب منها أن تنتظره كي يذهبا معا فهو الآخر يريد ان يشتري لها شيئا ما، تحرجت عندها وأخبرته أن ليس هناك داع لذلك وبأنه ليس مضطرا لأن يجاملهم لهذه الدرجة، ومهما مرّت الأيام لم تنس ابدا كلماته التي قالها لها
"يا بتول انا رغم انّ كلّ اللي شفته من أمّي الجفا و الهجر والصدّ رغم انها سابتني انا واخويا محمد من غير لحظة ندم، لكن برضو صورة الأم عمرها ما أتشوهت في دماغي، عمري ما اتعقدت زي محمد مثلا، عمري ما اقتنعت ان هي دي الأم، دايما كنت بدوّر على صورة الأم المثالية الي في دماغي، ويوم ما اشتغلت والدتك معانا في المكتب قلبي قاللي هي دي، اتقربت منها وكان نفسي اعرف عنها اكتر، ولما قربت منها بجد، لما عرفتها عن قرب ظنّي ما خابش، لقيتها فعلا طبق الأصل الصورة اللي انا راسمها لصورة الأم، يا بتول انا لما احب اجيب لوالدتك حاجة ولا بتعامل معاها بحب انا مش بجامل، امك فعلا ست عظيمة عندها القدرة انها تكون أم لأي حد من غير حتى ما تبقى مقصرة فحق ولادها الحقيقيين"
كلماته صدمتها أوجعت قلبها وجعلتها تندم فعليا على كلّ لحظة جفاء أظهرتها له، كل عدم تفهم وصبر أبدته، لم تستطع ليلتها أن تنام إلا بعد أن سألته، لم تستطع أن تكبت فضولها أكثر، طالبته بالبوح، وباح حتى الصباح لينام أخيرا فوق صدرها بين ذراعيها فيما عيناها هي لم تغفلا تلك الليلة، وها هي ومنذ تلك الليلة وهي تحاول تعويضه بقدر ما تستطيع فتسبغ عليه كثير من الحنان ليس أقلّه الحضن الذي لطالما طالبها به
صوت لميس وإيمان تدخلان الغرفة المفتوحة قاطع ذلك الحبل المشحون بالشجن بينهما، عندها وكما عادته حوّل حسين حزنه لدعابة بينما ينظر لزوجة اخيه التي تحمل ابنها بين ذراعيها فيقول: وانت يعني ما عرفتيش تجيبلنا حلويات زي دي ليه، ده اخويا دافع دمّ قلبه في محلات الكاندي شوب عشان في الآخر تجيبلنا حسين؟
بحنق نظرت اليه واجابته: يا سلااام ايه رأيك بقى اني انا كان نفسي فولد، بعدين بالذمة في حد يقدر يقول للقمر ده لأ ؟
مبتسما أخذه حسين من بين ذراعيها وأجابها بصدق: بصراحة لأ
صوت زاكية التي كانت قد دخلت الغرفة دون أن يشعروا بها قاطعه وهي تقول باعتراض: لا يا حسين اترك لي ايّاه حبيب عمتو خليني اشبع منه
بمشاكسة اجابها قائلا: تجيبيلي حبيبة خالها اجيبلك حبيب عمّته ضاحكة بيأس قالت له: والله ما بعرف وينها بالزبط بس أكيد علقانة بين يوسف وبين نبراس
صوت محمد الذي دلف للتو أجابهم ضاحكا: حبيبة خالها معايا اهي بعد ما انقذتها من بين ايدين الاتنين المفترسين الي برة دول
مبتسمتان بيأس حركت لميس وزاكية رأسيهما ودون تخطيط توجه الإخوة الأربعة نحو المهد ينظرون إليه، ويغرق كل منهم في عالمه الخاص، قبل أن ينطق حسين أخيرا مجاهرا بما يرتج بداخل أرواحهم وعقولهم جميعا: هيّ ازاي قدرت تعمل كدة؟
صمت مهيب حلّ في المكان لم يقطع سوى صوت غلق الباب الذي تبع خروج بتول وإيمان اللتان احترمتا خصوصية الإخوة وحريتهم بالحديث عن أمهم، فيما تابع قائلا: أنا اتعلقت بأولادكم زيّ ما يكونوا ولادي ، مش قادر اتخيل اني ممكن اسيب غلا وبشرى ورايا واسافر عادي، وارجع أقول، هي ازاي عملت معانا كدة؟
بحكمة اكتسبتها لميس من تجربتها وقوة استمدتها من خالقها قالت له: التفكير باللي فات أبدا ما بهم، إلّا لو بدّك تفكّر كيف قوّاك، كيف دفعك لقدّام، كيف غيّرك للأحسن
أمّا زاكية فبإيجابية تعلّمتها من يوسف قالت: بعدين ليس لنفكّر باللي خسرناه، ليش ما نفكّر باللي كسبناه، ليش ما نفكّر احنا شو ممكن نغير وكيف ممكن نكون أحسن
بفخر حدّق بهم محمّد وقال: بُصّوا علينا احنا الأربعة، بصّوا لأولادنا معانا، كلّ واحد فينا شايل ولاد التاني، بصوّا احنا مترابطين ازّاي، بنحبّ بعض ازّاي وبنخاف على بعض قدّ إيه، مش مهم همّ كانوا ازّاي، المهم احنا بقينا إيه!
بسعادة وبهجة تأمّلهم حسين للحظات ثمّ قال: عارفين، أكتر حاجة أنا فرحان عشانها ايه؟ انّي انا ممكن جدّا أجيب ولاد من غير ما اخاف عليهم ولا لحظة واحدة، مش هقول لو جرالي حاجة هيجرالهم ايه، بصّوا علينا، ايد واحدة وقلب واحد، ضهرنا فضهر بعض، قلبنا على بعض، انا مبسوط للعيال دول أوي، علشان عندهم عزوة وسند، عمرهم ما هيحسّوا بخوف ولا وحدة وهم عندهم عمّات وخوال زيّنا كده!!
.................................................. .................................................. .................................................. .........


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-19, 12:37 AM   #9510

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

بعد عام

ينحني الكاسر لعظمة الله راكعا يغمض عينيه إجلالا بينما يتلو التسابيح، وفجأة وبينما هو يفعل ذلك شعر برطوبة ناعمة لذيذة تغطّي شفتيه فيذوب قلبه وهو يدرك صاحبة هذه القبلة المبلّلة، قبل أن تختضّ روحه حبّا وتفيض وهو يشعر بكفّها الصغيرة تلامس خدّه الخشن، رغما عنه يفتح عينيه فتحتضن عينيه عينيها الخضراوتين وتلتهم خدّيها الشهتين، وبصعوبة بالغة يقمع حاجّة ملحّة لقبلة، يستقيم وقلبه وروحه رغما عنه تتعلّقان بها، فيرفع يديه لله داعيا، حامد وشاكرا على هذه النعمة الحيّة التي قرّرت أن تتكوّم الآن جالسة بحفّاظتها فوق سجّادة الصلاة متأهّبة لاحتضان رأسه قبل أن تصل الأرض كما تصرّ أن تفعل كلّ يوم بعناد مزعج، برقّة اكتسبها لأجلها فقط يحملها ويبعدها فيسجد مرّتين وفي كلّ مرة تميل عليه لمعانقة عنقه، وبالنهاية ما إن سلّم منهيا صلاته جلست فوق قدميه وفردت كفّها الصغيرة البيضاء وبدأت بتحريك أصابعها بطريقة ادهشته، فقد بدت كما لو أنّها... تسبّح!!

فجأة ورد بذهن الكاسر حديث رسول الله عن فضل تربية البنات، كيف أنّهنّ يكنّ سببا لإدخال والدهنّ إلى الجنّة إن أحسن تربيتهن، عندها أحسّ كم هو مدين للميس، فالعنود أصبحت كثيرا ما تتطبّع بطباعها أما هذه الصغيرة فوكأنّها روح أمّها... الطاهرة

بحبّ وتعلّق شديدين، أمسك الكاسر كفّ الصغيرة ورفعها لفمه وقام بتقبيلها وقال لها هامسا: الله ما يحرمنا منّك يا بشرى ماما، روح بابا، وصفحتهم البيضا انت!

.................................................. .................................................. .................................................. .................

تمّت بحمد لله

19/11/2019






كان في قلبي كلام كبير، ثرثرة كثيرة، سعادة غامرة، والآن الحمد لله ما عدت أريد أن اقول شيئا سوى الحمد لله الذي وفّقني لإنهاء هذه الرواية التي أعتبرها الأضخم منذ سنوات، الرواية التي أخذت من عمري الكثير، التي استنزفت أعصابي وصحتي وعمري أيضا

كنت سعيدة اليوم
الحمد لله الحمد لله
اريد أن اشكر كل من تابع الرواية حتى النهاية محتملا معي كلّ الظروف

كلّ من أثراها بوجوده


شكرا لكم جميعا
وأخص بالشكر
الغاليتين رغيدا المصرية والتي كانت معي طوال رحلتي
مدققة ومشجعة وداعمة
والكاتبة الجميلة سلافة شرقاوي زميلة الكفاح والفصول المحروقة

وكل قارئة تركت بصمتها هنا بتعليق وتحليل ورأي
وكل جروبات الفيس بوك بقياداتهم الرائعة التي لن استطيع ذكر اسماءهم بسبب قوانين المنتدى
غالياتي شكرا لانكم تحملتم تقصيري الذي يشهد الله أنه يعتبر انجازا عظيما في ظل ما أمر به حاليا
وأخيرا

ملف الرواية سأسلمه مكتملا للمنتدى خلال يوم أو يومين حيث تعمل الجميلة دعاء شميدان على اعادة تدقيقه حاليا لمرة أخرى ولها جزيل الشكر


تصبحون على خير







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-11-19 الساعة 11:15 PM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.