شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   فعاليات المنتدى الأدبي (https://www.rewity.com/forum/f402/)
-   -   من الشعر ....قصة! (https://www.rewity.com/forum/t404040.html)

[/TABLE1]
Laila Mustafa 14-02-18 12:02 AM

من الشعر ....قصة!
 
[TABLE1="width:85%;background-image:url('https://upload.rewity.com/uploads/1518183405591.png');"]


https://upload.rewity.com/uploads/1518277312571.gif

https://upload.rewity.com/uploads/1518275546511.gif


صباح \ مساء الخير على أهل منتدى روايتي الكرام
صباحكم \ مسائكم جميل كلم وطيب سلام
عدنا والعود أحمد يسبقنا إليكم شوق لا ينام
عدنا نلقاكم في جميل الأيام وكل يوم لكم في القلب ود ومحبة للناس الكرام

مساء الخير على رواد المنتدى الأدبي
أصحاب الذائقة الأدبية والشعرية
اليوم جئتكم بموضوع جديد وحمولة مختلفة أتمنى تنال أعجباكم
وأن تكون فرصة لعطاء متبادل منكم
وأن تثرونا بتجاوبكم ومشاركاتكم
أولا دعوني أخبركم موضوع لقائنا اليوم " من الشعر ...قصة"

العنوان كما يوحي يجمع بين الشعر والقصة؛
فهل ما سيجمعنا هو قصة ترويها قصيدة شعرية؟
أم أن تكون القصة هي سبب كتابة النص الشعري؟
أم أن تكون القصيدة هي سبب نهاية الشاعر نفسه؟
أم بم نقول إن الشاعر أحب وصف نفسه فكتب قصيدة تقص ماذا!
ماذا إن قلنا أن هناك قصائد يتغنى بها الرواد ولكتابتها قصة ؟

ماذا إن قلت لكم إن موضوعنا سيشمل تنوع بين تلك القصة وتلك ؟
وأن اليوم سيكون افتتاحا لإضافات متجددة شهريا بإذن الله
وأن الموضوع وصاحبته وفريق الإشراف برعاية الغالية رانو الداعم المتواصل لي
نرحب بمشاركاتكم و تستطيعون إرسالها لإدراجها مع ذكر المصدر أو تنزيلها هنا في الموضوع وسيتم إدراجها في المشاركة الأولى مع باقي المشاركات


أتمنى أن يكون الموضوع قد راقكم وتشوقتم لقراءة مضمونه
قبل البدء، أحب أن أوجه شكري إلى صاحبة التصميم الراقي والأنيق رويدا على تصمميها المميز للموضوع أحببته بكل تفاصيله ، والغالية رانو مثل ما قلت جوهرة التحفيز المستمر.

فلنبدأ إذن مع:

القصة الأولى: "أبو الطيب المتنبي "
من منكم لا يعلم المتنبي، أو لم يسمع أحد أشعاره قبلا ولم يتغنى بها ...
فهل تعلمون قصة وفاته !، حسن هل تعلمون أن قصيدة من نظمه هي السبب؟ !
هل ترغبون بقراءتها ومعرفة ملابسات الحادث ؟

واحد من الشعراء الذين كانت قصائدهم سبب نهايتهم وفي حالة المتنبي كانت إحدى قصائده سبب مقتله، لعل من الملفت للنظر والجدير بالذكر أنه لم يلق حتفه على يد كافور أو حاشيته ممن كانت تدين له أرض مصر في ذلك الزمان، رغم ما سلطه عليه المتنبي من أهاج مدوية ترددت على الألسنة، إنما كان حتف الشاعر على يد رجل من العامة، ثأر لقريب له سلقه المتنبي بلسانه، فانظر إلى المفارقة.
والقصيدة القاتلة هجا بها المتنبي رجلا يدعى (ضبة بن يزيد العيني)، فأفحش في القول وأقذع.
ويروى أنه بعد أن سمع فاتك الأسدي (خال ضبة) بهذا الشعر داخلته الحمية لابن أخته (ضبة)، فقرر الثأر له بقتل المتنبي.
وقد تأتى له ذلك في هجوم على طريق سفر كان فيه المتنبي رفقة ابنه، ويقال بان المتنبي لما خرج عليه فاتك ورجاله أراد أن ينهزم، فقال له ابنه: يا أبه: وأين قولك:
*الخيل والليل والبيداء تعرفني
والطعن والضرب والقرطاس والقلم؟*

فقال له: قتلتني يا ابن اللخناء !
ثم قاتل حتى قتل.

المصدر : كتاب قصائد قتلت أصحابها لعائض القرني

******************
القصة الثانية: فتح عمورية لأبو تمام

وخلاصة القصة أن امبراطور الروم تيوفيل بن ميخائيل حمل على بلدة زبطة الواقعة على الحدود العربية –البيزنطية سنة 223هـ ، فنكل بأهلها، وأذل نساءها، وعاث فيها فسادا. ويذكر أن المعتصم بلغته أخبار المجازر الفظيعة التي ارتكبها البيزنطيون فأدمت قلبه، وسمع في ما سمع أن امرأة سبية راحت تصرخ مستغيثة: " وامعتصماه، وامعتصماه" فثارت نخوته وصاح: " لبيك، لبيك" وقرر أن يثأر لأهل زبطرة من الروم، وفي القصيدة إشارة واضحة إلى ذلك:
" لبيت صوتا زبطريا هرقت له.........كأس الكرى ورضاب الخرد العرب"

وقبل أن يزحف المعتصم بجيشه لاحتلال عمورية جمع المنجمين، واستشارهم في الأمر على عادة أهل زمانه، فنصحوا بإرجاء ميعاد الزحف إلى الصيف، لأن الحظ غير مؤات، ولأن النصر لن يكون حليفه، غير أنه لم يأبه لنصائح المنجمين، وحمل على عمورية، وأعمل السيف في رقاب جنودها واحتلها، وأضرم فيها النيران ، وقتل من أهلها تسعين ألفا، وقد ألهم الانتصار أبا تمام بانيته الشهيرة التي استهلها بهذا المطلع الرائع:

السَّيْفُ أَصْدَقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ....................في حدّهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في.............مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والرّيَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً.................بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لا في السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ...................صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ................... نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ....................... وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّة انْصَرَفَتْ..................... منكَ المُنى حُفَّلاً معسولةِ الحلبِ
سبعون ألفا كآساد الشرى نضجت............ جلودهمْ قبل نُضج التين والعنب
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ.............. والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها..................... للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحىً.............يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ................عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفةٌ....................وظُلمة مِن دخانٍ في ضُحىً شحبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ.............. والشَّمسُ واجبةٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
ما ربعُ ميَّةَ معموراً يطوفُ بهِ......................غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ ................. أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ..............لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ..........................لل هِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ....................يوما ً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ................... إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعُبِ
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى لغدا...............منْ نفسهِ وحدها في جحفلٍ لجبِ
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها.......................ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا.................... واللهُ مفتاحُ باب المَعقل الأشبِ
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسِها.....................ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ.......................كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك حرُّ الثغورِ المستضامةِ عنْ................بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً......................وَلَو ْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً.................ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً.................تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ...............جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بصُرْتَ بالرَّاحةِ الكُبرى فلمْ ترها.................. تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ..............موصولةٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ


المصدر مجلة أفاق المستقبل العدد 13 'قصيدة وشاعر'


****************

القصة الثالثة: هجاء الحطيئة نفسه

لعل من أظرف القصص هي التي تداولت عن الشعراء في وصف صورهم وذلك قبل اختراع المصورة وحتى قبل اختراع المرآة، وقيل عن الحطيئة قوله وهو الذي كان قد هجا أمه وهجا نفسه، ولما أراد أن يقول هجاءً فلم يجد من يهجو، وكان مارا في الطريق فرأى صورته في بركة ماء وكان دميما، قال أبو الفرج الأصفهاني: " أخبرنا ابن دريد قال: حدثنا أبو حاتم قال : قال أبو عبيدة: كان الحطيئة بذيئا هجاءً، فالتمس ذات يوم إنسانا يهجوه فلم يجده، وضاق عليه ذلك فأنشأ يقول :

أبتْ شفتايَ اليومَ إلاَ تكلُمَا............بشرِ، فما أدري لمن أنا قائلهْ

وجعل يدهور هذا البيت في أشداقه ولا يرى إنسانا، اذ اطلع في ركي)أي بئر) أو حوض فأي وجهه فقال:

أرى ليَ وجهًا شوهَ اللهُ خلْقَهَُ............ فقُبحَ من وجه وقُبح حاملُهْ


وفي هذا الباب أحب أن أشير إلى بضع أبيات كتبها بضع من عدة شعراء يصفون فيها أنفسهم أو صورهم في مقدمات دواوين أو رسائل.

*قد يكون ماكتب تحت الصور للفخر، كقول أحمد شوقي في صدر ديوانه في مقتبل عمره:

شــعـــراء الأنــام مــهــلا رويــدا ........... إن في مـصـر شـاعـرا لا يـجـارى
حـامـلا في الصبـا لـواء القـوافـي........... مـســتــرقــا لــمــلــكـه الأشــعــارا


*على ظهر صورة للشاعر الكبير إبراهيم طوقان جمعته مع صديقه إبراهيم مطر، وكانا زميلين في مدرسة المطران في القدس، وكتب: نظم هذه الأبيات قلب مملوء بالإخلاص والمحبة الطاهرة:

لَعَمَرُكَ إنْ جارَ الزمانُ وفرقا .............وهذا زمانُ غدرُه ليس يُتقى
فيا رسمُ كنْ ضد الزمان وغدره.........بضمكَ جسمينا فانَ لك البقا
كلانا صديقُ والفؤادان واحدُ..............ولو كان دين عن أخيه تفرقا
وادعى كما يدعى وأشقى شقاءه ....ويشقى شقائي إن ألم بي الشقا
ستجمعنا هذه الوريقة إن قضت.........علينا النوى في الأرض أن تفرقا

*ومن الطرف ما يروى في هذا الشأن أن الأديب والشاعر إبراهيم الحوراني، كان في زيارة الفيكونت فيليب دي طرازي صاحب تاريخ (الصحافة العربية) فرأى الحوراني رسما صغيرا لكريمة طرازي (حنينة) وكانت في سن العاشرة، فكتب على الرسم هذا البيت:

حنينةُ صورها ربُها .............. بديعةٌ كالقمر المُسْفر

فاطلع عليه سعد الشرتوني صاحب معجم (أقرب الموارد) فكتب البيت الثاني :

قد كتب الحسن على وجهها ......... يا أعين الناس قفي وانظري

واطلع عليهما عبد الله البستاني صاحب معجم (البستان) فكتب هذا البيت:

فوجهها قال لأحداقها ............ إني فتان فأنت اسحري

واطلع على الثلاثة خير الدين الزركلي صاحب كتاب (الأعلام) فكتب:

قد أوحت الشعر لأربابه .............لما بدت كالملك الأطهر


واطلع على الأربعة حليم دموس صاحب كتاب (المثالث والمثاني)، فهنأ والدها بها خاتما الأبيات بقوله:

عاشت لفيليب سليل العلى......... من ذكره كالأرج الأعطر



المصدر : كتاب معجم صور الشعراء بكلماتهم لأحمد العلاونة


*****************
القصة الرابعة : قصيدة أراك عصي الدمع لأبو فراس الحمداني

أراك عصي الدمع هي قصيدة من قصائد الشاعر العربي أبو فراس الحمداني وغنتها أم كلثوم بألحان مختلفة لملحنين مختلفين على فترات متباعدة.

تبدو القصيدة للوهلة الأولى قصيدة تحكي عن العشق ولكن القصة التي خرجت بهذه القصيدة تروي بطولة أبو فراس الحمداني و إخلاصه لسيف الدولة الحمداني والذي كان يرى في أبي فراس الحمداني عدا عن كونه شاعراً شهدت له بلاغته و قصائده التي قربته من بلاط ابن عمّه سيف الدولة الحمداني، فارساً قرّبته صولاته وجولاته في شمال الدولة الحمدانية (شمال سوريا) في صد هجمات الروم للذود عن حكم بني حمدان.
كان أبو فراس الحمداني مقرباً من سيف الدولة في مجلسه الذي كان يجمع الشعراء والمفكرين وأهل العلم. وكان من أبرز من ظهر في عهد سيف الدولة الحمداني المتنبي الذي لم ينفك عن كتابة القصائد التي يمدح فيها المتنبي سيف الدولة الحمداني وبطولاته في صد هجمات الروم وحماية الدولة. ولكن ما ميّز أبا فراس الحمداني عن جموع الشعراء والمفكرين والعلماء هو براعته في الشعر و شجاعته في ساحات المعارك والغزوات مع أعداء الدولة وتولّيه أحد ثغورها لصدّ الهجمات، الأمر الذي جعل لأبي فراس الحمداني منزلة رفيعة في نفس سيف الدولة وهذا ما أثار حفيظة الكارهين لأبي فراس في البلاط الحمداني.
رغم تمكن أبي فراس الحمداني بشجاعته من تخليص نفسه من الأسر مرتين من قبضة الروم يقع في الأسر للمرة الثالثة و يحكم الروم قبضتهم عليه فكتب أبو فراس الحمداني إلى سيف الدولة ليرسل للروم فدية خروجه من الأسر. وصلت رسائل أبي فراس الحمداني إلى ابن عمه الحاكم سيف الدولة فتجاهل الأخير هذه الرسائل بعدما التفّ حوله الواشون والكارهون لعودة أبي فراس الحمداني وإخبارهم لسيف الدولة أن خروجه من الأسر سوف يقدّمه بنحو ما إلى سدة الحكم آنذاك نظير صيته في ساحات المعارك و ادّعاءهم طمع أبي فراس في الحكم. فما كان من سيف الدولة إلاّ أن تجاهل نداءات أبي فراس الحمداني وهو في الأسر فطالت به ليالي النفي والأسر. ولم ينفك أبو فراس الحمداني في كتابة القصائد التي امتلأت بمشاعر مازجها العتب والحزن على ما آل إليه و نسيان ابن عمّه له في الأسر. وعندما وصل حد يأسه من استجابته كتب قصيدة مطلعها "أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر.." وهو يصف نفسه ببيان عاشق مخلص لبلاده وحاكمها. وعندما وقعت هذه القصيدة في يدي سيف الدولة استشعر فيها العاطفة الصادقة لأبي فراس الحمداني واستذكار مآثره وفضله في حماية الدولة التي قوّضتها هجمات الروم المتكررة في غياب أبي فراس في الأسر، فما كان لسيف الدولة إلا أن جهز جيشه لاستعادة حلب التي وقعت في أيدي الروم، فحررها وأخرج جميع الأسرى في سجونهم بمن فيهم أبو فراس الحمداني

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،...................... أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ ............................. ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى ....................... وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي .......................... إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَةُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ........................ إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودةَ بيننا ..................... و أحسنَ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ ............................ لأحرفها، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَةً ....................... لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَةٍ، وَقرُ
بدوتُ، وأهلي حاضرونَ، لأنني ................... أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلها ، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ ...................... وإيايَ، لولا حبكِ، الماءُ والخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاةُ ولمْ يكنْ ............... ...... فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلةٌ ................ ....... لآنسةٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها ......................... فتأرنُ، أحياناً، كما يأرنُ المهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ "وهي عليمةٌ .................. وَهَلْ بِفَتىً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ كما شاءتْ، وشاءَ لها الهوى : .................... قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ..................... وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! .............. فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،


المصدر : ويكيبيديا

*****************


القصة الخامسة: أحن إلى خبز أمي لمحمود درويش


قصيدة الشاعر محمود درويش " أحن إلى خبز أمي " التي حرَّكت عواطف الملايين ودمعت لها أعين الأبناء شوقاً لأمهاتهم وحُباً لهُنّ وتغنَّى بها الفنان مارسيل خليفة فأبدع وأبدع وأبدع ..
والتي كانت نتيجةً خالدةً لأحداث دارت مع هذا الشاعر مرهف الإحساس، حيث يقول في مُقابلةٍ لهُ على راديو "مونت كارلو" بحسب موقع جينيفا : (نحن عائلة من ثلاثة أبناء و ثلاث بنات و كنت الفتى الأوسط بين الصبيان وهذا كان يضايقني لأنه عندما كان يجري توزيع المسؤوليات كان يتم إحتسابي مع الكبار أي أنا وأخي الأكبر، وعندما كان يجري توبيخ الصغار أيضاً كنت بينهم أي أنا وأخي الأصغر، فنشأ شعور دفين في قلبي مفاده أن أمي لا تحبني مثل باقي إخواني وكان والدي رجلاً قليل الكلام خجولاً ولا يُعبِّر عن حبه لنا وهذا ما زاد شعوري الكاذب تأكيداً، في ذلك الزمن كان جدي هو من أحادثه و أتبادل معه الأفكار و المشاعر، ومرت الأيام وأنا أحمل هذا الشعور المأساوي في قلبي إلى أن إعتقلتني السلطات الإسرائيلية وأدخلتني السجن وعندما جاءت أمي لزيارتي ومعها القهوة والخبز منعوها من إدخالهم و سمعتها وهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة لتوصل إلي خبزاً الذي خبزته بنفسها والقهوة التي أعدتها لي، و لما سمحوا لها بالدخول إحتضنتني كطفلٍ صغير وهي تبكي فبدأت أُقبِّل يديها كما لم أفعل من قبل وعندئذٍ إنهار ذلك الجدار الذي كان بيني وبينها وإكتشفت أني ظلمت أمي عندما إعتقدت أنها تحبني أقل من باقي إخواني، وعندما غادرت ولم أكن قادراً على البوح لها بأحاسيسي، مكثت ذلك المساء نادماً وقررت الإعتذار لها في قصيدة فكتبتها وأسميتها "قصيدة إعتذار" ولم يكن مسموحاً لنا بورق الكتابة فكتبتها على ورقة الألمنيوم لباكيت السجائر وأخذتها معي خلسةً عندما خرجت من السجن) ..
إليكم كلمات قصيدة إعتذار " أحن إلى خبز أمي " :
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوماً على صدر يومِ
وأعشق عمري لأني
إذا متُّ، أخجل من دمع أمي !
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبكِ
وشُدِّي وثاقي ..
بخصلة شعرٍ
بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبكِ ..
ضعيني، إذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك ..
وحبل غسيلٍ على سطح داركِ
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهاركِ
هرمت، فردِّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع .. لعشِّ إنتظاركِ !
**********
ولن أدع الفرصة تفوتني قبل أن أنوه إلى أن أدب السجون ليس صرعة جديدة، فهو قديم قِدم الأدب، ملايين من أبناء البشر قضوا سنين من أعمارهم وراء القضبان، ولكن قلائل منهم فقط من نجحوا بتوثيق تجربتهم مع عزلتهم، ومع السجان ورفاق السجن، وأقل من القليل من أبدعوا تجربتهم فنيا على شكل لوحات فنية أو كتابة أدبية راقية.

وقال أبو فراس الحمداني أبياتا خالدة وهو سجين في القسطنطينية:
أقول وقد ناحت
أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى
ولا خطرت منك الهموم ببالي
أتحمل محزون الفؤاد قوادم
على غصن نائي المسافة عالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
تعالي أقاسمك الهموم، تعالي
تعالي تري روحا لدي ضعيفة
تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة
ويسكت محزون ويندب سالي
لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلة
ولكن دمعي في الحوادث غالي
معظم أدب السجون سياسي، لأن السجناء السياسيين أكثر وعيًا وثقافة من السجناء الجنائيين، وذلك أن سبب سجنهم بالأصل هي قضايا آمنوا بها وعملوا لأجلها، وقد تكون مقاومة احتلال أو كفاحًا ضد الظلم والاستبداد ولأجل العدل.
بعض هؤلاء السجناء كتبوا شعرًا وقصصًا ومذكرات ومسرحيات وروايات، فعبروا عن مشاعر وتأملات من شوق وأسى وفخر وصمود، وعن الظلم، وبعض هذه الكتابات ارتقت فنيا، وبعضها وبسبب ظروف كتابتها وربما بسبب موهبة أصحابها لم ترتق فنيًا إلى المستوى المتوخى، ولكن ليس من العدل أن يحاسب الكاتب والشاعر داخل السجن بمعايير الطلقاء الذين لديهم وسائل وعتاد الكتابة والراحة بعيدًا عن أعين الرقباء، فالسجن نفسه قد يؤدي إلى تشويه شخصيات ونفسيات البعض أو العكس، إذ قد يؤدي إلى صقلها والارتقاء بها، وبعض هؤلاء اشتهروا ببيت شعر واحد وبعضهم رحل بصمت.
في سجن عكا، كتب شاعر شعبي يدعى عوض، على جدار زنزانته بالفحم في ليلة إعدامه.
لا تظن دمعي خوف
دمعي ع أوطاني
ع كمشة زغاليل
بالبيت جوعانه
مين راح يطعمها
من بعدي وإخواني
اثنين قبلي شباب
ع المشنقة راحو
بكرة مَرتي كيف
رح تقضي نهارها
ويلها عليّ أو
ويلها ع صغارها
يا ريتني خلّيت
في إيدها سوارها
يومٍ دعاني الحرب
تا أشتري سلاحو

المصدر: منقول


أحببت كثيرا أن أفيض واستفيض ومازال هناك من القصص المزيد
وقد ذكرت الكتب التي جمعت منها المعلومات وكذا باقي المصادر الأخرى حتى يتسنى لكم الاطلاع على باقي القصص التي ذكرت فيها إن أردتم.

سأعيد التأكيد على متمنياتي أن ينال الموضوع اعجابكم وأن يحظى بتفاعلكم وبانتظار جميل تعليقاتكم ومشاركاتكم



تعديل : أهلت علينا جميل ردودكن ومشاركاتكن وازدان الموضوع بتعدد خياراتكن وبانتظار المزيد والمزيد

1- الجميلة "chouchou23"

بقصة قصيدة "أمينة قطب إبراهيم في رثاء زوجها " https://www.rewity.com/forum/t404040.html

2- وردة المنتدى الفواحة "rosa_63"

"قصيدة حان لهذا القلب أن ينسحب أحلام مستغانمي ومروان خوري"

https://www.rewity.com/forum/t404040-2.html


3- الجميلة "Reeo "

"قصة حياة الشاعر أحمد مطر وقصائده"

https://www.rewity.com/forum/t404040-2.html

"قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي"

https://www.rewity.com/forum/t404040-3.html

4- أميرة الأدبي المعطاءة "أميرة الوفاء"

قصة " مناظرة جرير، الاخطل والفرزدق "

https://www.rewity.com/forum/t404040-4.html

قصة "سينية البحتري"

https://www.rewity.com/forum/t404040-4.html


5- قمرنا الغالي؛ الجميلة " قمر الليالي "

" محمود درويش وقصيدة الأرض " -قصة وطن-
https://www.rewity.com/forum/t404040-4.html

6- الجميلة " غربة وطن 123"

قصة قصيدة " الخنساء"

https://www.rewity.com/forum/t404040-4.html

7- الجميلة "تائهة في أرضي"

قصيدة " ليس الغريب لزين العابدين" -قصة حياة-

https://www.rewity.com/forum/t404040-4.html


وفي الختام أترككم مع هدية مني لكم جميعا

أحن إلى خبز أمي بصوت مارسيل خليفة





https://www.youtube.com/watch?v=LQj_BkPPC9Y
https://upload.rewity.com/uploads/1518275546532.gif

https://upload.rewity.com/uploads/1518276733721.jpg


رانو قنديل 14-02-18 12:09 PM

كل عيد وجميعنا بخير وود وحب وسلام

تسلمي لولا على الفعالية المميزة

دائماً تتحفينا بكل ماهو جديد

هيا أحبائي شمروا ساعد الجد وأرونا من القصص أروعها


🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺

chouchou23 14-02-18 05:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله
موضوع رائع و هادف ، يشرفني ان اشارك فيه

chouchou23 14-02-18 06:08 PM

أمينة قطب إبراهيم (1927 - 2007) أديبة وشاعرة المصرية.
تزوجت من كمال السنانيرى والذي حكم عليه بالسجن لمدة 25 سنة وبعد خمس سنين من السجن دخل المستشفى قابل سيد قطب وطلب منه الزواج من أخته أمينة ووافقت أمينة رغم أنه ما زال امامه عشرين سنة سجن ولكنها أثبتت أن الايمان لا تقف أي حواجز في طريقه وكان عمرها عند الزواج عشرين عاما وبعد 17 عاما وفي عام 1975 خرج كمال لزوجته الحبيبة أمينة ولكن تم اعتقاله مرة أخرى بعد ست سنين ومع شدة التعذيب مات في السجن في عام 1981م
فترثيه حبيبته الصابرة المحتسبة البطلة بهذه القصيدة


هل ترانا نلتقي أم أنها ** كانت اللقيا على أرض السرابِ

ثم ولت وتلاشى ظلها ** واستحالت ذكريات للعذاب

هكذا يسأل قلبي كلما ** طالت الأيام من بعد الغياب

فإذا طيفك يرنو باسماً ** وكأني في استماع للجواب

أولم نمضي على الدرب معاً ** كي يعود الخير للأرض اليباب
فمضينا في طريق شائك ** نتخلى فيه عن كل الرغاب

ودفنا الشوق في أعماقنا ** و مضينا في رضاء و احتساب
قد تواعدنا على السير معاً ** ثم أجلت مجيباً للذهاب

حين نادني ربٌ منعم ** لحياه في جنان و رحاب
و لقاء في نعيم دائم ** بجنود الله مرحا بالصحاب

قدموا الأرواح و العمر فداء ** مستجيبين علي غير إرتياب
فليعد قلبك من غفلته ** فلقاء الخلد في تلك الرحاب

أيها الراحل عذراً في شكاتي ** فإلى طيفك أناتُ عتاب

قد تركت القلب يدمي مثقلاً ** تائهاً في الليل في عمق الضباب
وإذا أطوي وحيداً حائراً ** أقطع الدرب طويلاً في اكتئاب
وإذا الليل خضم موحش ** تتلاقى فيه أمواج العذاب

لم يعد يبرق في ليلي سنا ** قد توارت كل أنوار الشهاب

غير أني سوف أمضي مثلما ** كنت تلقاني في وجه الصعاب
سوف يمضي الرأس مرفوعاً ** فلا يرتضي ضعفاً بقول أو جواب
سوف تحدوني دماءٌ عابقا ** قد أنارت كل فجٍ للذهاب

هل ترانا نلتقي أم أنها ** كانت اللقيا على أرض السرابِ

ثم ولت وتلاشى ظلها ** واستحالت ذكريات للعذاب
ويكبديا

سمية سيمو 14-02-18 06:22 PM

رانو حبيبتي تسلمي على الدعوة
ليلى مشكورة على الموضوع الرائع والهادف كالعادة فخلف كل قصيدة أكيد قصة مميزة

أميرة الوفاء 14-02-18 06:27 PM


فعالية رائعة ..
وموضوع مميز ..
جزاك الله خيرا ..
على الجهد المبذول ..
شكرا رانو على الدعوة ..
بالتوفيق بإذن الله ..

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
..

أنة غريب 14-02-18 07:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل ماشاءالله ورائع..
شكرا ليلى ورانو ورويدا..
على العمل والجهد المستمر..
لكم مني ألف تحية..
وان شاءالله اكون من المشاركين..
دمتم بخير

قطر الندئ 14-02-18 07:36 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائع ومتميز

وان شاء الله اكون من المشاركين
سلمت اناملكم
كل الود

نورهان عبدالحميد 14-02-18 08:12 PM

مساء الورد عليكوا 🌺🌺

هابى فلانتين على الكل ❤❤

الفعالية رائعة فعلا والقصص جميلة بالقصائد

شكرا ليلى على وجودك الثري ❤❤

ونعم رانو بالفعل هى جوهرة التحفيز 🌹🌹شكرا من القلب يا قلبي 💖💖

دمتم بخير يا رب 😍😍

عبيركك 14-02-18 08:20 PM

يارب تكون ايامكم كلها حب وسعاده ليلى دائما مبدعه بكتاباتك واختياراتك قصص واشعار مميزه رانو مشكوره على الدعوه ويارب يعم الحب والخير حياتكم


الساعة الآن 09:37 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.