آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-04-18, 07:13 PM
| #191 | ||||||
| مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات  
|  قراءة ممتعة جميلاتي.... ولاتنسوا كاتبتنا الرائعة من تعليقاتكم و أرائكم... دمتم بحفظ الله ورعايته... .gif "Eh S(7)") التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 28-04-18 الساعة 07:49 PM | ||||||
|  |
|
05-05-18, 12:33 AM
| #193 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام 
| هلا والله هلا عارفة اتأخرت علي المعاد لكن عشان مخلش بوعدي هنزل النصف الأول من الفصل السادس دلوقتي والنصف الثامي بكرا أو بعده ..بحب أنصاف الفصول أوي  ونرحب بالشخصية الجديدة ..‘مر الخطاب .  ده بتاعي من دلوقتي ها  يلا نكمل رحلتنا مع شمس والذئب  | ||||||||||
|
| |
|
05-05-18, 12:43 AM
| #195 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| الفصل السادس وقع الذئب في يد خطاب استدار بهاء لنزار الغاضب خلفه ..قبل أن يركب الدراجة فهو يعلم جيدا لم أتي نزار خلفه ..نزار غاضب ...نزار حانق...نزار يريد أن يعرف الحقيقة -الآن هل ستخبرني ما علاقتك بغزل ؟ دمدم نزار ببطء وهو يستند علي حافة الدراجة النارية فأخرج بهاء سيجارة بهدوء وأِشعلها تحت نظرات نزار الغاضبة : - لا .. شتم نزار ببذاءة وهو يتراجع للخلف بينما نفخ بهاء الدخان ليصيح: - بحق الجحيم بهاء لا تختبر صبري -أنا لا أختبر صبر أحد نزار ..صدقني لا أستطيع أخبارك ..أنه يخص غزل إذا أسمعه من غزل ثم تسلق علي الدراجة وأشعل المحرك تحت نظرات نزار التائهة وقبل يغادرانحني علي نزار ..هامسا له بصدق وجديه لم يراها فيه من قبل: - فقط لا تؤذيها ..صدقني لقد تعذبت كثيرا ثم حرك الدراجة بسلاسة نحو الخارج تاركا الهواء يضرب وجهه وهو يتذكر بحزن ما حدث منذ قليل ........... -ماذا يحدث هنا بحق الجحيم ؟ صاح نزار وهو يرى غزل في حضن بهاء الذي يضمها بحب وكأنهما...وكأنهما أعتادا على ذلك حاول بهاء الابتعاد عنها لكنها تشبثت بقميصه وقالت بخفوت لم يسمعه سوي بهاء : - لا فأعادها بهاء لصدره ونظر لنزار بدون خوف ..وكأن ذلك شيء طبيعي ..رمي نزار الدواء جانبا وهو يلتقط محفظته : - سأعود لأفهم كل شيء الآن ثم ذهب للباب وخطواته تضرب الأرض بقوة فأبعد بهاء غزل قليلا عن صدره وسألها : -ماذا تفعلين هنا ؟ من أين تعرفين نزار ؟ -أنها قصة طويلة بهاء .. -هل هو من فعل ذلك ؟ سألها بغضب وهو يمسح كدمات وجهها فخفضت عيناها بخزي قائلة بصوت متحشرج : -لا بل هو أنقذني ممن فعل ذلك مسح بهاء شعره الطويل وسألها بصوت منخفض حتى لا يسمع نزار : - هل أخبرتيه عن ..عن المصحة ؟ هزت غزل رأسها برعب وهي تقول بهسترية : -لا ..لا لم أخبره ولا تخبره أرجوك وصل لهم صوت الباب يغلق فأمسكت غزل بيديه مترجية وهي تتخيل معرفة نزار لماضيها ألا يكفيها سقوطها من نظرة لهذا الحد إذا عرف ذلك الموضوع سيحتقرها أكثر فهمست برجاء : - أرجوك ..لا تخبره أمسك ذراعيها مهدئا : -حسنا حسنا لا تقلقي لن أخبره بشيء ********** أغمض بهاء عينه بقوة محاولا أن ينسي شكل كدماتها ...محاولا أن يهدئ قلبه الجريح لقد ظل سنوات يتساءل عنها ..ويأمل أن حياتها أصبحت أفضل كان يمني نفسه أنها الآن زوجة رجل محترم ..أو حتى أكملت تعليهما كما كانت تتمني .. لو كان فقط يعلم مكانها .. كان يسير بجوار البحر وتصله رائحته المميزة ..فتسقط على قلبه كندف الثلج ...تريح بعضا من ناره المشتعلة .. كان يشتاق ليتوقف ويجلس قليلا على الشاطئ يبادله همومه ...لكن يجب عليه العودة فهو غادر منذ الصباح تاركا شمس ... زوجته ! زاد من السرعة وهو يحول مساره لطريق أخر غير الذي اعتاده ..فقد اشتري شقة جديدة في منطقة أكثر رقي من تلك الحارة القذرة ..فتلك الشقة لم تعد تناسب شمس وأبنتها عندما وصل للبيت البسيط ركن الدراجة وخلع الخوذة ليحرك شعره باضطراب ... لا يريد الصعود الآن ..فيكفي ما حدث بالأمس ::::::::::::::::::::::::::::::: أمس ... - أرفع يدك عليها مرة أخري وستجد شيء لن يعجبك البتة... نحن لسنا في الصحارى لتتصرف بتلك الهمجية ....هنا يوجد قانون , وصدقني لدي صديق سيكون أكثر من مسرور بإرسالك خلف القضبان بتهمه التعدي علي ... زوجتي ! قال بهاء بفحيح وهو ينظر لهم جميعا بتحدي ولم يهتم بشهقتها وهي تتراجع للخلف ...المهم الآن أن يغادر هؤلاء دون سفك أي دماء - سوف أقتلها صاح الشاب وهو يقترب من بهاء ليأتي صوت من وراء الرجل قائلا بهدوء : -أظنك لا تملك هذا الحق يا محمد ألتف الجميع لذلك الوافد الجديد ..وتأمله بهاء بشك والرجال يفسحون له الطريق باحترام كان رجلا في بداية الثلاثينات يرتدي عمة مثل الباقين لكن بلون مختلف ولفة مختلفة أيضا وقد ضاهي الجميع في الطول والعضلات وشاربة أضاف له لمسة من القوة كان الخطاب ....أخو زوجها وقف أمام محمد الذي كان أقصر منه ونظر لعينيه مباشرة بعينيه الملونة كالصقر : - منذ تزوجت غزل أخي تحسب من عشيرتنا ..عشيرة آل باكر وإذا كانت أخطأت فنحن من نحاسبها هذه عاداتنا ...أليس كلامي صحيح يا أبو فياض ؟ وجم وجه أبيها وهو يحرك كفه بتوتر على النبوت الخاص به : -صح شيخ خطاب كان بهاء يراقب بهدوء وذكاء يحاول أن يستشف موقف هذا الرجل ..هل هو معهم أم ضدهم وبعد ما أنتهي من تحديقه من محمد توجه نحو بهاء الذي فرد جسمه مستعدا له لكنه تخطاه بسهوله بجسمه الضخم ليصل لتلك التي ترتجف خلفه ..اقترب منها تحت نظرات بهاء المستعدة ورفع كفه ورفع بهاء عينه مع كفه تلك وهو يأخذ وضع الاستعداد للهجوم ..لكن كفه ربتت علي رأسها برفق وهمس بنبرة تختلف تماما عن ما تحدث به مع محمد : -كيف حالك زوجة أخي ؟ ليتراجع بهاء للخلف فقد عرف أنه صديق ..بينما هي قاومت البكاء و هزت رأسها : -بخير ابتسم لها بحنان : - وهذا هو المهم ثم ألتف للرجال خلفه وعاد يتكلم بنبرته القوية المخيفة : -يكفي فضائح للآن ..لنكمل الكلام في الداخل يا شيخ أبو فياض ونظر لبهاء بنظرة ترعب أي أحد لكنها لم تؤثر في بهاء الذي أعتاد مثل هذه النظرات ثم توجهوا للداخل .......... كان جسدها يرتعش فوق الفراش وهي تحتضن ابنتها النائمة وتبتهل لله أن يمر التجمع في الخارج علي خير ...وقلبها ينتفض رعبا وهي تتخيل أن يعيدوها معهم ...سوف أقتل ! فكرت بخوف وهي تنظر لصغيرتها ...سوف يأخذونها منها ..ويرجمونها حتى الموت ...هذا هو العرف في عشيرتهم ... دمها مقابل هروبها قبلت رأس صغيرتها ووضعتها برفق علي الوسادة قبل أن تقترب من الباب تحاول سماع ما يقولنه ... في الخارج جلس بهاء منتصبا مستعدا للهجوم في وجه خطاب الذي جلس بهدوء وعيناه ترمقه بعمق جعله يرتبك ! - وأين العقد ؟ سأل أبو فياض بعدما أنتهي بهاء من أخبارهم أنها زوجته : -أنه مع صديق لي ...ليوثقه في السجل فهو محامي شعر بهاء أن كذبته تنطلي عليهم جميعا ألا هذا الداهية الذي يجلس أمام عقدا ذراعه بحزم : -إذا يرمي عليها الطلاق الآن صاح محمد بثورة وهب من مكانه ليرد عليه بهاء بحزم: -أبدا ...ولو علي جثتي ...أنها زوجتي على سنة الله ورسوله ولا يوجد شرع ولا قانون ..يمنع ذلك كاد محمد يصرخ مجددا فأشار له خطاب بالسكوت وتقدم هو بجسده للأمام ونظر لبهاء مباشرة : -الزواج عندنا يكون بولي الأمر ..غير هذا لا يعد زواج -أنها ليست بكر اعترض بهاء فابتسم خطاب وهو يريح جسده للخلف : -والله بكر ..أم لا ..يجب أن يتم الزواج بوجود ولي أمرها .. ارتسمت ملامح الراحة على وجه محمد وأبو فياض لكنها سرعان ما اختفت وخطاب يكمل : -لكن بما أن أباها موجود الآن ...وإذا كانت هي راضية ..لتعقد عليها من جديد شهقت غزل في الداخل وهي تقع أرضا بينما اتسعت عين محمد وهو يهب: -ما هذا يا خطاب ؟ بينما زمجر أبو فياض ...لكن بهاء نظر لخطاب مباشرة بمكر : -و أنا موافق - قل شيئا يا أبي اعترض محمد وهو ينظر لأبيه فضرب أبو فياض الأرض بنبوته وقال لخطاب : -راجع قرارك يا ابن باكر ...لو فعلت ذلك سوف أخذ عزائها اليوم ..فلم تعد لي أبنه أسمها شمس قست عين خطاب قائلا بنبرة خطرة : -قراري لا رجعه فيه يا أبو فياض ... غزل ستتزوج الآن و بحضوري أنا كبير آل باكر .. وشيخ القبائل وكلمتي سيف وقانون ...أحضروا المأذون ....... جنون .. هو يعرف أن ما يفعله جنون فكر بهاء وهو يمد يده ليضعها في يد أبو فياض المتجهم الملامح بينما وقف محمد بالخلف بوجه محمر . .. كان من الممكن أن ينفي كل ما قاله ..ويريح نفسه من تعب الرأس هذا ..لكنه ببساطة لم يقدر ... لم يقدر وهو يتذكر ملامحها الخائفة ..بدأ بهاء يتلو الكلمات خلف المأذون : -نريد توقيع العروسة قال المأذون لينفض خطاب عبأته وحمل الدفتر : -أنا سأدخل لها ثم توجه للباب ليطرقه بخفوت قبل أن يدخل ليجدها تجلي فوق السرير تتلو بعض من آيات القرآن وبمجرد فتحه للباب نظرت له كانت تبكي وهي تحتضن نفسه وتحاول أن تهدأ روع قلبها بآيات القرآن ليفتح الباب ..ظنت أنه محمد أو أبيها ولكنه كان الخطاب ...أخو زوجها الصغير بلبسهم التقليدي الذي أعطاه هيبة وقوة.. من كان يتخيل أن يرتديه يوما ...هو أصغر أخ لزوجها ..الوحيد المتعلم فيهم كان يرفض كل تقاليدهم ..ورفض العمال معهم في السلاح ..أصبح الآن كبير عشيرته -عمر نادته ودموعها تجري بسرعة علي وجهها فتوجه لها وانحني علي ركبتيه أمامها وقالب برقة : - يا نور عين عمر .. - أبنتي ...سيأخذون أبنتي أمسكت يده بترجي وهي تنظر لصغيرتها النائمة فرقت عيناه وهو ينهض ليقبل وجه الصغيرة : - لقد كبرت شدت علي يده بإصرار : -لا تجعلهم يأخذونها ابتسم لها وجلس جوارها فشغل جسده نصف السرير : - لا تقلقي لن يمس أحد أبنتك -والحجة حفصة ؟ أغلق عيناه وهو يتمتم باستغفار : - أمي ليس لها شأن بك ..أنا من أقرر لأول مرة منذ رؤيته لها ابتسمت رغم الدموع وهي تمسح وجهه بعطف أموي : -لقد كبرت يا عمر ..عام واحد فقط تركتكم فيه ..لتشب وتصبح رجلا وشيخا رد لها الابتسامة بأسي وهو يشيح بعينيه : -بل وسأتزوج بعد يومين اتسعت عيناها بدهشة لتقول بفضول : -حقا ؟! ...من ؟ -برهوم شحب وجهها وهمست بصوت منخفض لم يسمعه : - وكواكب ؟ -ماذا قلتي .؟..لم أسمع هزت رأسها تبعده عن الموضوع : -لا شيء ...مبارك لك ... -ومبارك لكِ أيضا قال وعيناه تسود وملامحه لا تفسر : -يبدو رجلا صالحا رغم شكله وجم وجهها وضمت كفيها لصدرها كأنها تخشي أن يعرف الحقيقة : - نعم ...لقد ساعدني كثيرا ..وجنه تحبه - وأنتِ؟ سأله مباشرة لترتبك تحت نظرته الثاقبة : -أنا ماذا ؟ -هل أنتِ واثقة منه ؟ لم تعرف بما تجاوبه وهي حتى لا تعرف إجابة هذا السؤال .. ولا تعرف لما يفعل كل هذا ...هل وصلت به الشفقة بها لهذه الدرجة ..أم أن له مساع أخرى ؟ ..نفت الفكرة الأخيرة من رأسها بعنف ..فما هو المميز فيها ليسعى خلفه يا حسرة لذلك بلعت ريقها ونظر لعمر مباشرة - نعم أنا واثقة منه -وهذا هو المهم هتف وهو يستقيم ليضع بين حجرها الدفتر : وقعي يا عروس أمسكت القلم بيد مرتعشة ووضعته بجوار أسمه ..وكتبت بخط مرتعش ..وثيقة حياة جديدة ********** أقفل الباب خلف أخر واحد من الرجال .. و قد كان خطاب ..و الذي أقترب منه قبل خروجه وهمس له بصوت قاسي جوار أذنه : -الآن أنا أحدثك بلساني لكن فلتنزل دمعة من عيناها أو أشم خبرا أنك قد أذيتها هي أو أبنتها ثم أشاح "السديري " ليظهر مسدس في خصره : -فهذا من سيتكلم معك ثم ربت على كتفه وغادر استدار بهاء ليشد شعره للخلف وهو يرفع عينيه للسماء هامسا لله أن يساعده وقبل أن يفتح باب الغرفة ..فتحته هي بعينيها الزائغة وطرحتها المهملة : - هل غادروا ؟ هز رأسه إيجابيا على سؤالها الخائف ..فأغلقت الباب لتسير أمامه للصالة وهي تكلم نفسها : -ماذا سأفعل الآن ..؟ أين أذهب ؟ ثم تلمست جبينها وهي تجلس على الأريكة وقد بدأت تفقد تماسكها طوال فترة وجودهم : - لم ألجأ الآن ؟ وأين أذهب بصغيرتي ؟ وضع يديه في جيبه وهو يقف أمامها ليرد ببساطة وبرود: -بالطبع سوف تبتين هنا قاطعته والدموع تملأ عيناها : -أرجوك..أنا بالفعل أشعر بالذنب لم سببته لك ..لذا .. قاطعها وصوته يحتد : -أنا زوجك ..هذا ما تؤكده هذه الورقة على الطاولة..لذلك أهدأِ سكنت ملامحها ووضعت نظرها على كفيها وبعد صمت قالت بخفوت : -أنا آسفة ..آسفة جدا مسح عنقه وهو يسند جسده للحائط : -أعلم ..ولكن لقد حدث ما حدث ...لنتحدث غدا نظرت له وهي تفكر أنها لا تفهمه ..لا تفهمه أبدا ..وهذا يثر بداخلها الكثير من المشاعر المتناقضة ...شعور بالخوف وشعور بالقلق ..وشعور بالأمن ..ولكن كلها تؤدي لسؤال واحد : -لماذا تساعدني ؟ كان بإمكانك تركي لهم ..وتتخلص من بلائي لاحظت توتر حدقتيه وهو يبتعد عنها متوجها للداخل : -أنت تتحدثين كثيرا شمس ...أتركِ الكلام للغد ..وأدخلي لتعطي الدواء لأبنتك ثم فر من أمامها كمن يلاحقه شبح ************ في الصباح كان ينظر للسقف مفكرا ..وقد سهر الليل بطوله ينظر نحو باب غرفتها المقفل ورغبة متوحشة تضرب صدره بأن يكسر الباب ويدخل لينالها ..فهي حلاله الآن حلاله ! تذوق الكلمة عدة مرات في فمه وهو يتخيلها تنام بجسدها الناعم الصغير فوق فراشه ..تنام هانئة وصغيرتها بين ذراعيها بينما هو سهر الليل يتأمل السقف..ويجري عده اتصالات بخصوص الشقة التي أشتراها منذ مدة في أحدي الأحياء ..لينظفها البواب وزوجته استعداد لاستقبال زوجته! زفر وهو ينهض ليغير قميصه بأخر أسود وتوجه نحو باب البيت ليخرج ..تراجع للخلف وهو يري عنايات في وضع التصنت علي الباب .. نظرت له لتجده متجهم فتوترت وهي تتراجع للخلف : -صباح الخير يا سي بهاء ... -خير ست عنايات ابتسمت ابتسامة سخيفة وعيناها تنظر خلفه بفضول : - كل خير إن شاء الله ...عدت المبارحة من عند أبنتي ..ورأيت الجماعة الذين جاءوا بالأمس ..فجاءت أطمئن عليك وعلى شمس ..أين هي صحيح؟.. سد الباب حتى ينهي نظراتها الفضولية ورد عليها ببرود : - بك الخير يا ست عنايات ..لكننا سننتقل اليوم من الشقتين ..سأمر عليك لأعطيكِ إيجار هذا الشهر .. عن أذنك ثم أغلق الباب في وجهها الفضولي وزفر بقوة من هذه المرأة التي لا تترك أحد ألتف ليجدها قد خرجت من الغرفة ووقفت عند بابها بارتباك ..ومظهرها يدل أنها مثله قد سهرت الليل كله : - من سينتقل ؟ رفع كفه يهدئها : - شمس ..اسمعي ..لم يعد مناسب لنا البقاء هنا الناس سيتكلمون ولن نرحم من ألسنتهم هزت رأسها برفض وهي تحكم الوشاح حول رأسها : -لا ..يكفي أني أثقلت عليك بإنقاذي ..سوف أتصرف أنا وابنتي قالتها بتشنج وعناد بغل ...فزفر وهو يدور حول نفسه قبل أن يقف أمامها وقال بترو : -حسنا ..أنا عندي حل وسط ...لا يهم أن استمر سنة ..سنتين ...أو أي كان الوقت فقط لسلامة الصغيرة ... قالت بترقب وهب تضم يديها : - ما هو ؟ فـأكمل : - سنظل متزوجان ..حتى تقفي علي قدمك وتجدي وظيفة ومكان ملك لك ولهذا الوقت تقبلي مساعدتي لكِ هزت رأسها يمينا ويسارا برفض تام فأصر عليها : -لا يوجد ."لا"..هذا هو حلك الوحيد **************** استدار لها بعدما أعطي سائق السيارة أجرته ليجدها تضم الصغيرة بقلق وهي تنظر حولها بارتباك وكأن أحد من أهلها سينقض عليها من مكان ما ..كيف سيحكم يده بعيدا عنها وروحه تحترق أساس لتسير فوق تلك المنحنيات النحيفة ... الآن وبينما هذه الفكرة التي هرب منها بالأمس تضرب وعيه بقوة ... فهو ليس براهب ...وليس ممن يدعون الفضيلة ..فهو منذ بلغ ويعلم جيدا واجبه نحو الجنس الآخر ..وجاءت عليه فترة لم يوجد بيت مشبوه لم يعرفه ...لكن مضي قرابة السنتين لم يلمس امرأة ..نفسه عافت النساء جميعا لتأتي صاحبة الشفاة المغرية تلك وتغويه ..وهو يعشق الإغواء .. جميلة.... لا ينكر أنّها جميلة وفاتنة ولكنّه أيضا يعرف أنّ جمالها هذا ليس هو ما يبهره بها بل هو شيء آخر شيء أعمق شيء في روحها، يطلّ عليه عبر عينيها لكنه عاجز عن معرفته كل ما يعرفه أنّها مختلفة أنها ليست كأيّ امرأة عرفها يوما..تشبه مريماة ! زفر بقوة وهو يحمل حقيبتها ليتقدمها أمرا : -هيا ....... وصلا للدور الرابع ليقف أمام باب الشقة ووضع الحقيبة أرضا وأخرج المفتاح ليفتح الباب وهو يشعر بحركتها المتوترة خلفه ...فتتوتر يده في إمساك المفتاح حتى نجح أخيرا فزفر بارتياح وهو يفسح لها الطريق : -تفضلي رأى يدها تشتد حول الصغير وتنظر نحو السلم كأنها تريد الهروب فقال بلطف : -شمس ...ألم نتفق صباحا على كل شيء ..هيا لا تقلقي بلعت شمس ريقها وبخطوات متلكئة ..اقتربت منه حتى مرت من جانبه لداخل الشقة فتنفس الصعداء وهو يتبعها للداخل بالحقيبة وأغلق الباب خلفه وقفت في منتصف الغرفة وما يزال ظهرها له ..ورفعت عيناها تتأمل ما حولها بخوف فشد شعره للخلف بقوة ثم سار لغرفة جانبية وضع حقيبتها وعاد لها مرة أخرى فكانت واقفة كما هي لكن قبضتها اشتدت أكثر حول الصغيرة فضم قبضته بقوة ...أنه يكره نظره الخوف في عيناها ..يشعر بنار عندما يشعر بها متوترة أو تخشي شيء ما : -بهاء اسمه المرتعش خرج من شفتها ليوقظه من شروده فنظر لها ..كان وجهها شاحب للغاية وعيناها اتسعت بقوة وكأنها استوعبت الآن فقط ما حدث ..,أنها أصبحت زوجته وتريد الرجوع في قرارها ....تصلب فكه وهو يتهرب من عيناها ليقول متجاهلا نداءها له : -استريحي الآن في غرفتك ..أنها الأولي في الممر ..لقد طلبت من البواب أن يملأ الثلاجة إذا أردتِ أي شيء ناديه وسوف يصعد لكِ ...أنا ..أنا يجب أن أغادر للورشة ثم تراجع للخلف خطوتين وألتف بسرعة وكأنه يفر منها ..يفر من نظرتها تلك التي تخبره أنها تريد الرحيل ..لا والله أبدا لن يحدث لن تغادر سقف منزله أبدا ...نعم هي ليست زوجته بالمعني المعروف لكن ليس مهم ...المهم أنها تحت نفس السقف وبجواره أيا كانت صفة العلاقة بينهما هرول للخارج ليوقفه صوتها الرقيق : -بهاء! يا الله هل يجب عليه أن يتعود على نطقها لأسمه هكذا ؟ سحب شعره بقوة واستدار لها فهمست وعيناها تنظر له مباشرة ..بنظرة لم يراها من قبل ..نظرة راحة : -شكرا شهق للهواء بقوة وهو يتراجع ليفتح الباب ودمدم بشيء ما قبل أن يتركها ويغادر ............................. نظرت للباب الفخم الذي أغلقه بهاء للتو لتشعر فجأة بالفراغ ...وهي تنظر حولها للأثاث البسيط والمليء بالغبار دلالة أن البيت لم يسكن لفترة طويلة ..شعرت بثقل جسد أبنتها فوضعتها علي الأريكة وجلست تحت قدميها تتأمل ما حولها ماذا تفعلين هنا يا شمس ؟؟ هل حقا تزوجتِ بهاء ..؟ هل حقا هي ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع الدفاع عن أبنتها وحدها ؟ ..لما الحيلة تضربها بأمواجها الصاخبة و لا تترك لها متسع للتنفس .. لم تهتم بدموعها التي بدأت تهطل علي خديها وهي تحتضن جسدها ..ـشعر بالضياع ..أنها بلا أهل ...رغم أنهم يزعمون غير ذلك ..فمتى وجدت من يساندها أو يساعدها ؟ ..عصرت دماغها لتتذكر لكنها فشلت ..منذ صغرها وهي تذوق المر كأسا كأسا ..من ظلم أبيها وإخوانها ..وأمها صامتة تشاهد فقط ...فماذا ستفعل وهي نفسها تعامل كالخادمة ؟! ولدت لأسرة بدوية ..وهناك المرأة تعني العورة ..يجب سترها وكسر ضلعها حتى لا تعوج ...لكنها أبدا لم تنحرف ..كانت طفلة خجولة ..تقبل كل شيء ..من يضربها كف تعطيه خدها الأخر ..ولعل هذا ما جعل والدها يرميها في دائرة الثأر هذه ..فزوجها من زوجها السادي ..كان يتمتع بضربها وأهانتها حتى أنه لم يهتم عندما أخبرته أن أخيه يتحرش بها ..كان يأتي من عند النساء ليكمل عليها ويخبرها بكل وقاحة أنه كان عند امرأة أخرى..قضت معه سنوات ..طفأ خلالها أنوثتها وعذب إنسانيتها ..وأمه كانت تتفنن في طرق تذلها بها ..حتى عندما حملت بجنة ..ظلت خادمة تحت أرجلهم ..ويوم ولدت فتاة..كانوا يريدون دفنها ...لولا تدخل خطاب لينقذها منهم ...كان الوحيد الذي ساعدها يوم تزوجت أخاه كان ما زال طالبا في الجامعة وكان يسرب لها الطعام من دون علمهم ويوم ظنت أنها تحررت منهم بموت زوجها ..أرادوا تكبيلها بقيد أخوه المريض النفسي ..فهربت لتنجو هي وابنتها وهاهي الحياة ترميها بين براثين الذئب فهل تحمل لها عذابا من لون أخر ؟ أنتفض جسدها وهي تتخيله يؤذيها أو يؤذي ابنتها ..لترفع كفيها للسماء وصوتها يتقطع من البكاء: -يا الله ..ما هو الذنب الكبير الذي فعلته لتعاقبني هكذا ؟؟؟ ولو كان هذا اختبار فأعفو عني يا الله ..لقد تعبت ..ولم أعد أقدر ..لم أقدر ..أرجوك ..أحتاج بعض الراحة ..لما الحياة قاسية هكذا ..فيما أخطأت ؟ يا الله ..أغفر لي ذنب كله ..أرجوك ..أرجوك ........... الآن تحت البيت حرك شعره مرة أخرى وهو ينظر لأعلي ...لقد هرب صباحا لكن هل يستطيع الهروب لباقي العمر ؟ لا يعلم أي شيء جيد فعله في حياته البائسة هذه ليرزق بمشمس ...؟ لكنه يعلم أنه _ لتحل عليه اللعنة _ إذا تركها تبتعد عنه ..سوف يمحو كل الخوف من عينيها سوف يجعلها تثق به ..ضرب الخوذة وهو يشجع نفسه ليترك الدراجة ليصعد لها | ||||||||||
|
| |
|
05-05-18, 12:45 AM
| #196 | ||||||||||
| كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام
| لا تنسوني بتعليقاتكم بليييييز عشان بتشجعني أكمل ...رأيكم في الأحاث الشخصيات ..أي حاجة حتى لو سطر ..لا تبخلوا علي قبلاتي لكم | ||||||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
8Likes.png)
❤❤ 
العرض العادي
