آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          زوجة ساذجة (85) للكاتبة : سارة مورغان ..كامله (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          20 - موعدنا الابد - كارول مورتيمر (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الأولى : لعبة في يدين القدر " مكتملة " (الكاتـب : Reno .. - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب النوفيلا.. (روايات مسلسلة - متعددة الفصول)

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-18, 06:29 AM   #221

Ziko hegazy

? العضوٌ??? » 423789
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » Ziko hegazy is on a distinguished road
افتراضي


يا جماعة الجزء مش كامل هو 3 صفحات بس😢😢



Ziko hegazy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-18, 08:49 AM   #222

Soso 112

? العضوٌ??? » 423672
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » Soso 112 is on a distinguished road
افتراضي

كاتبه متميزه جدا

Soso 112 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-18, 11:04 AM   #223

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ziko hegazy مشاهدة المشاركة
يا جماعة الجزء مش كامل هو 3 صفحات بس😢😢
أي جزء تقصدين؟؟؟ جميع الفصول ستجدين روابطها في الصفحة الأولى عزيزتي ...
ولم ينزل الجزء الثاني من الفصل السادس بعد، ان كنتِ تقصدينه...
قراءة ممتعة...
💐💐💐


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 11-05-18, 08:57 AM   #224

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

صباح الخير على الجميع أن شاء الله موعدنا اليوم بليل أو بكرا الصبح مع باقي الفصل السادس عشان ظروف طارئة فقط
شكرا على دعمكم و تقدريكم
😍😍😍


اروى بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-18, 04:03 PM   #225

nourhan5

? العضوٌ??? » 373673
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » nourhan5 is on a distinguished road
افتراضي

مشوقه جدااااااااااا

nourhan5 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-18, 04:22 PM   #226

ام عبودي33

? العضوٌ??? » 233042
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 709
?  نُقآطِيْ » ام عبودي33 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام عبودي33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-18, 12:59 AM   #227

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

نأسف جداااااااا علي التأخير يلا الفصل بسرعة
بس اوعدكم انه كبير ويستاهل


اروى بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-18, 01:00 AM   #228

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

بيت للذئب
الرجل السعيد هو من يجد راحته في بيته
♥أمي


حك رأسه وهو ينظر لباب البيت..أنها ليست مرة لا يحب فيها أن يعود للبيت لكن السبب الآن مختلف تماما ..ففقط حتى الأمس كان يكره البيت بسبب فراغه ..وتلك البرودة التي تتلبسه ..والذكريات التي تهاجمه من كل صوب وناحية ولكن الآن ..ها هو البيت مليء بامرأة وطفلة ..لكن هما السبب تحديدا في عدم رغبته في العودة ...فلن يخدع نفسه أنه تعمد عدم العودة مبكرا من العمل ..لذلك فرح باقتراح نزار أن يمر عليه عله يتأخر أكثر من العودة ومواجهتها ..أطلق نفسا طويلا وهو يعدل الحقائب في يده والتي تضم عده أشياء أشتراها صباحا ضمن خطته للتأخر ...ثم فتح الباب بتمهل وبدون إصدار أي صوت توقع أن يقابله الظلام والصمت لكن ما وجده عكس هذا تمام

بحلق في الصالة ليتأكد من أنه دخل الشقة الصحيحة ...فالأرائك مغطاة بمفرش أبيض أعطاها شكلا محببا وتم تنظيف كل الغبار وهذه اللوحة التي كانت مركونة في أحد الأركان ها هي تزين الحائط خلف الأريكة .. نظر بدهشة للأرض فالسجادة البالية تم غسلها وتنظيفها ..يا ألهي أنها بنية اللون!
قلب شفته وهو يشعر بلمسة من الحنان تلمس قلبه وكأنه رجل طبيعي له بيت وأسرة وامرأة تنتظر عودته بشوق لتتلقاه بذراعيها الحنونتان وتزيح عنه تعب اليوم ..هذه الأشياء لم يفكر فيها أبدا ولم يفكر أنه مفتقدها ..لكنه الآن يشعر بكبر الفراغ الذي بداخله وهو يشم رائحة البخور ..فتملأ خلاياه المشتاقة لحنان ..شعر وكأنه عاد لبيته منذ سنوات ..وكأن أمه ستخرج من أحد الأركان الآن تستقبله خائفة من أبيه الذي يسأل عنه وعن سبب تأخره ..وكأنه عائد من مباراة كرة قدم مع أبناء الجيران ..وجسده متعب ويحتاج لراحة ....
هز رأسه بسرعة يبعد تلك الخيالات وهو يضع الحقائب جانبا بضيق من أفكاره البائسة ليخترق سمعه صوت دندنات آتية من المطبخ ..أنها تغني !
كالمسحور ترك الحقائب متوجها للمطبخ ..ليجدها تقف بجسدها الصغير فوق أحد الكراسي ترص المواعين في مكانها وقد ارتدت عباءة منزلية قديمة مليئة بأوساخ التنظيف بينما لملمت شعرها في كعكة صغيرة ..تصنم مكانه يراقب تحركا خصرها الدقيق مع نغماتها الناعمة وهي ترص الأطباق ليشعر بجمرات حارة ترص داخل معدته ..وشعور ألم يضربه بقوة ..كاد يهجم عليها حقا والدماء تلوح أمامه ليلاحظ انفلات قدميها ..و وقوعها الموشك فأسرع يتلقف جسدها اللين بذراعه وصرختها تكتم في صدره
أما ه فكانت تغني لحن قديم اعتادت غناءه مع صديقتها برهوم ..وقد انغمست منذ الصباح بين تنظيف البيت ومراقبة صغيرتها التي ما تزال تحت تأثير الحمى ...كانت ترتدي الحجاب منذ الصباح خوفا من أن يرجع في أي وقت لكنها تجاوزت التاسعة وهو لم يرجع لذلك فكت حجابها وبدأت في غسل المطبخ ورص المواعين بينما تراقب الطعام تحسبا إذا ما عاد وطالبها بأقل حق له وهو الطعام ..لذلك تجنبا لأي مشكلة وعن تجربة سابقة صنعت أكثر من صنف .. وقد ساعدها هذا علي نسيان وضعها الحالي ..لم تشعر بعينه الصقرية التي تراقب حركتها الراقصة وعندما وقعت منها ملعقة وانحنت لرفعها ..انزلقت قدمها لتفاجأ بذراعيه الدافئة بدلا من الأرض الصلبة
تصلبت قليلا تنظر لعمق عيناه السوداء ..وعندما أدركت وضعها المخجل صارعت يديه الملتفة حولها لتستطيع الوقوف ولاحظت محرجة عينيه تتفحصانها بتأمل مدروس
كان عقل بهاء بين الصحوة والغفوة يحاول تشرب ملامح وجهها المتوردة الدافئة ..بينما تحاول فهم إصراره علي إمساكها
وهو نفسه لا يعرف ما يفعل فقد تخدر بمجرد ما لامس جسدها اللين صلابة صدره
ليتركها في النهاية تنزل علي الأرض ولكنه لم يتركها تبتعد عنه ولم يحرك عينيه عنها فخفضت هي نظرها وتلكأت في كلامها :
-أضع لك العشاء؟
لاحظ الآن فقط الرائحة الشهية المتصاعدة لتزمجر معدته مطالبه ببعض الطعام فتركها أخيرا لتتنفس الصعداء وهو يرفع أغطية الأواني وقد زاد جوعه وهو يري الأكل الشهي :
-الله بامية !
صاح بفرح وهو يغمس أصبعه في الخليط الساخن ويلعقه ثم استدار لها :
- طبقين بسرعة ورغيف عيش
كأم أرضاها أبنها أسرعت بصب الطعام وهي تأمره بالخروج ليتك لها مساحة حتى تستطيع أن تتمالك نفسها :
-أذهب لتستحم وسوف أضع الطعام
هز رأسه موافقا وأخذ قطعه أخرى ليتجه للخارج فاستدارت تكمل عملها ليعود مره أخرى :
-شمس! ... صحيح
ألتفت له ليغمز بعينيه :
-لا ترتدي الحجاب أمامي مجددا
ثم غادر لتشهق هي بوعي واضعه يديها على رأسها ..لقد نسيت حجابها تماما
.......
وضعت أخر طبق فوق الطاولة بينما اقترب وهو ينشف شعره الطويل وألقي المنشفة بعيدا قبل أن يجلس أمام الطعام ويشمر كميه لينهل من الطعام غير معلق على حجابها الذي أعادته لرأسها ... بينما هي تشاهد بدهشة نهمه في تناول الخليط الأحمر لتشعر بوجع في قلبها ...كيف ظلمته وظنت أنه سيؤذيها أنه شبيه بابن أخيها الصغير الذي كان يحب طعامها أيضا ليسألها وهو يلتهم لقيمات سريعة:
-كيف حال الصغيرة ؟ هل زالت الحمى؟
فردت بتحفظ :
-نعم الحمد لله
-ألن تأكلي ؟
-لقد أكلت سابقا
سؤال بسيط وإجابة أبسط ...ثم الصمت ...خفضت رأسها تلاعب الوشاح لا تعرف ما تعمل الآن هل تغادر أم تقف تنتظره حتى ينتهي ..نظرت لرأسه المختفي داخل الطبق لتقرر أن تدخل فتراجعت للخلف بدون إصدار أي صوت وقبل أن تختفي أوقفها صوته وهو يحضر الطعام في فمه :
-شمس ...خذي هذه الحقائب
قاله مشير للأريكة فنظرت للحقائب بعدم فهم تأخذها إلي أين فسألت بحيرة:
-أخذها إلي أين ؟
توقفت يديه الحاملة للخبز قبل وضعها في فمه ورد عليها بتلقائية وكأنه شيء طبيعي :
-لغرفتك شمس ..أنها لكِ
-لما ؟ أقصد ..ماذا بها ؟ لماذا ؟
ثلاث أسئلة مرتبكة خرجت من فمها نحوه فصمت قليلا وتراجع للخلف وتنحنح بصوت متوتر :
-أنها بعض الأشياء لكِ ..وللصغيرة
خفض صوته في كلمه "صغيرة " وهو يتذكر شعوره بسعادة بالغة بلهاء وهو في قسم الأطفال يشتري تلك الأشياء الزهرية للصغيرة تحت نظرات النساء المستغربة ..ونظرات البائعات في محل ملابس النساء لم تقل عنها استنكرا
- لكن لست بحاجة لشيء
اعترضت بوهن وهي تسحب عيناها بعيدا عن شعره المبتل وقد جذب نظرها بطولة وشكله الجميل فرفع عينيه ووقف مقتربا منها فتراجعت للخلف حتى شعرت بالحائط خلفه وذراعها جوارها لتشعر بصدره الواسع يسد النظر أمامها ...وانخفض بوجهه لها لتلمس خصلات شعره الطويلة وجهها :
-أسمعي شمس ...لتمر هذه الأيام على خير ..سوف تأخذي الحقائب بكل هدوء وتدخلي غرفتك ..مفهوم ؟
لتسرع بهز رأسها وتخطف الحقائب وتفر من أمامه لينظر لجسدها المتوتر المبتعد عنه وهو يشد شعره بقوة ..هل ستكون حياتهما القادمة بهذا الشكل ..زفر بقوة وهو ينظر للبامية ..فهي أهم الآن
...............



اروى بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-18, 01:01 AM   #229

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

دخلت الغرفة وأغلقت الباب بسرعة لتستند بظهرها عليه وصدرها يعلو ويهبط بسرعة لترمي الحقائب أرضا وهي تهتف لنفسها :
-لا لن أستطيع الاستمرار هكذا ... وجوده حولي يقلقني ويربكني ...كيف سأعيش معه تلك الفترة حتى ننفصل ؟ يا ألهي رحمتك
أن ما تشعر به أكبر بكثير من قدرتها للتعبير عنه أو حتى الإفصاح عنه بكلمات منطقية مفهومة ..فلقد مضي عهد طويل منذ شعرت أنها أنثي وأن لها مطالبها ..لكنه بقربه وأنفاسه ونظراته المتهكمة يحي فيها ما مات كأنها أرض بور بدأت تنبت ....وكأن رحم مشاعرها كان عاقرا وها هو الآن يحمل جنينا
فماذا يفترض بها هي أن تفعل وسط أمواج الحيرة والتشوش والارتباك التي تغرقها منذ الصباح وتهرب هي منها بدفن نفسها في عمل البيت
أنها لا تستطيع سوي الجلوس وانتظار ما يخبئه لها المستقبل ..لترضي بكل هدوء وخنوع بما هو مكتوب لها ... وهو لا يسهل الموضوع أبدا
تقلبت صغيرتها في الفراش واستيقظت منزعجة من نومها فأسرعت بمسح دموعها وهي تقترب من أبنتها بحنان :
-حبيبتي هل استيقظتِ ..؟
.............
بعدما تأكدت من حرارة مرة أخرى وأطعمتها ونامت ونظفت الصالة وبواقي الطعام ... تجرأت على التوجه للحقائب المرمية أرضا ..ونظرت لها بخوف كأنها أفعى سامة ..ثم أخذتهم بسرعة ووضعتهم على الفراش وبدأت في أخراج ما فيه..كانت عده عباءات بيتيه بألوان بسيطة جميلة ..وبها بعض النقوش ..وعده بيجامات للنوم محتشمة ..ابتسمت وهي تتخيله ينتقي لها تلك الملابس لتعبس فجأة وهاجس غريب مر بخطرها ...هل هو فعلا من اشتراها أم جعل امرأة ما تفعل ذلك ؟
هزت رأسها بسرعة تبعد هذه الأفكار ..قبل أن تغرق بها ..ما شأنها هي بذلك ؟ يكفي أنه راعها وأتي لها بملابس جديدة ..تنهدت لتفتح الحقيبة الأخيرة ووجدت بعض الملابس كذلك للصغيرة ..أنه حتى لم ينساها ..ابتسمت بحالمية وهي تضم أحدى العباءات لصدرها فلأول مرة يشتري لها أحد شيئا وأخذت تفردها علي جسدها وتدور بها في الغرفة
....
أم هو فدخل غرفته فتح الضوء وخلع سترته وألقى جسده علي الفراش ووضع يديه كوسادة تحت رأسه ..وهو يطلق نفسا طويلا مرتاحا ..متى أخر مرة قد شعر بمثل تلك الراحة؟ للصراحة هو لا يتذكر ... ذالك الشعور وكأنه قط ألتهم فطوره للتو..طالع السقف بذهول من نفسه فكيف تحول من بهاء الضال الحر الذي يحب أن يعيش خفيفا كريشة دون أي مسئوليات إلي كائن "بيتوتي " درجة أولى؟
حسنا أنه أبدا لم يحقر من شأن أي امرأة من قبل بل بالعكس كان يحرص على رضاهن ..رضاهن داخل السرير فقط ولا شيء أخر ..
إذا لماذا يهتم بدرجات لون عيناها وبفمها الصغير؟ ..بل ويحاول بكل جهد مسح نظرة الحزن في عيناها ...
أنه يشعر أن حاجته لها ليست حاجة شهوانية تنقضي من خلال تلامس جسديهما ...بل يشعر بأنها الضلع الناقص له والمتمم له ..
أبدا لم يظن أنه يمتلك تلك المشاعر...فقد رضي بالوحدة وبالنبذ ..وأتخذ السخرية سلاحا ومنهجا في الحياة وكان ينأى بنفسه عن أي أحد حتى لا يؤذيهم أو يؤذه...
وكان يظن أنه يحتاج معجزة ليعود طبيعيا مرة أخرى يعود ليشعر كالبشر بالفرح والألفة والحزن والأمل ..ولكن لم تبدو المعجزة ممكنه الآن ؟
قلب جسده علي جانبه بقوة يحاول عدم التفكير لتقع عيناه علي تلك الحقيبة الموضوعة على الكرسي أمامه ..أنها الحقيبة الوحيدة التي خبأها عن شمس ...
أرخي جفنيه يكتم فوران مشاعره ..فبداخل تلك الحقيبة كان يوجد قميص حريمي ..قميص نوم أسود قصير ..قصير للغاية ..
صباحا توقف أمام واجهه المحل متصلبا وهو يتخيله علي جسدها الناعم بمنحنياته الأنثوية ..ولم يشعر بنفسه ألا وهو يخرج من المحل وقد اشتراه

فكرة مجنونة.. نعم ! لكنه لم يستطع عدم شرائه ..لعل يوما ما ترتديه له حتى ترضيه
هبت رياح باردة من النافذة المفتوحة ليقشعر جسده من برودتها ...كان سيعاند ويتركها لكنه تحامل على نفسه واستقام متجها للنافذة ليغلقها
لتتجمد يديه فجأة على درفة النافذة ..
شعر بنبض قلبه يعلو حتى كاد يصم أذنيه ..ووقف مخطوف الأنفاس ..بعين ترفض تصديق روعة ما تراه ..كان ينظر نحو الشباك المقبل لشباك غرفته والذي لم يكن سوي شباك الحمام
وهناك وقفت شمس غير واعية لنظراته ..وبدأت تخلع ملابسها ببطء.. وشعرها اللامع مفكوك حول جسدها
بسرعة نظر حوله ليتأكد أنه الوحيد الذي يتمتع بذلك المنظر ..وقد وقفت أمامه عارية بع خلع ملابسها وبدأت وتغطي جسدها بالماء ..بينما عيناه تتسارع عليها تحاول أن تحفظ كل التفاصيل المبهرة أمامه .
وهو يتخيل أنه يمسح سطح جسدها الناعم الأبيض بكفيه.. شعر بحرارته ترتفع ...
تصور يديه هي من تسير على جسدها بدلا من يديها ...تسير فوق تلك المنحنيات الصغيرة ..ويداعبها بخشونة يديه ..
هو الذئب الذي تمرمغ في أجساد نساء لا تعد ولا تحصي ..يقف الآن مرتخي الكتفان كأبله غر يري جسد امرأة للمرة الأولى ...
رفع يده في الهواء كأنه سيلمسها ..ليضعها علي حافة النافذة محاولا تمالك ارتعاش يديه ....حبس أنفاسه وهي تنحني لتغسل قدميها فتتضح له الصورة أكثر وتتلوي تغسلها بالصابون
كانت أنفاسه الهادرة تتوقف فقط لينطق بخشونة :
-جميل ...جميل للغاية
لقد حصل على اشتراك دائم في عرضها المثير ..وهو أبدا لن يتخلي عن ذلك
...........

صباحا
جلست فوق شمس فوق الكرسي أمام غرفته تنتظر استيقاظه وقد سندت وجهها على كفها بتفكير عميق في حالها ...وكأنها في فيلم أكشن ..تضربها الحياة من كل ناحية ...تنفست بحزن وهي تتلاعب بيديها ليوقفها صوت فتح باب غرفته فأسرعت بالوقوف متجهه نحوه ..كان منظره مذريا .. وقد تناثر شعره الطويل وكأنه كان يشده طوال الليل بينما احمرت عيناه بقوة ...أدركت انه لا يراها رغم قربها منه فاقتربت أكثر وقالت بهدوء حتى لا تفزعه:
- صباح الخير
وكأنه ثمل نظر نحوها بعين نصف ناعسة وتمتم برد لم يصلها فتحاملت على نفسها وقالت بصوت أعلى وأوضح :
-لم أنظف غرفتك أمس..هل أنقل أغراضك لغرفة أخرى لأنظفها ؟
كمن لذعته أفعى أنتفض ملتفا لها وقال بحده :
-لا ..لم أترك هذه الغرفة..أبدا
تراجعت للخلف من هجومه المفاجأ ليدرك هو ما اندفاعه في الرد فشد شعره متوترا :
- لقد ارتحت في الغرفة..لن اتركها
ثم هرول للحمام مبتعدا عنها
........

رش الماء مرة أخرى على وجهه لينظر لانعكاس صورته في المرآة وقد ظهرت هالات سوداء أسفل عيناه ..بالطبع هذا أقل واجب بعد ليلة طويلة قضاها يتقلب كالمحموم على السرير وصورتها تلوح أمامه مغيظه إياه ..مسح وجهه بعنف وهو يتذكر هروبه المخزي منها منذ قليل عندما خرج من غرفته ليجدها تقترب منه بثوبها الوردي بسيط من ضمن الأثواب التي أشتراها بالأمس ..ليتهرب منها بوجه محتقن حيث أنه لم يستطع منع عيناه من الركض فوق جسدها متخيلا تلك المنحنيات التي رآها بالأمس
لتأتي هي وتضغط الزر الخاطئ عندنا اقترحت تركه للغرفة ..ليتخيل فقط حرمانه من ذلك العرض المسائي ...أغمض عيناه وهو يتذكر هجومه الغبي ...فهو كاد يفضح نفسه
ضرب وجنته بقوه وهو يقول لنفسه معنفا :
-ما بك بهاء ؟ ما بك ؟ تماسك يا رجل
ثم نظر بعزيمة للمرآة ..هو بهاء الذئب منذ متى يتهرب من أحد وخصوصا امرأة .. امرأة جميلة بمنحنيات ممتلئة مثيرة وعلي فخذها الغض يوجد تلك الشامة التي يتمني .....
بهاء !
أغمض عينه بقوة وقد ارتفعت صيحة بداخله تمنعه من إكمال خياله اللذيذ ..أين كلامك يا رجل منذ ثواني عن بهاء "سبع البرمبة" ؟
رمي المنشفة بقوة وهو يخرج هامسا لنفسه ..أنه لن يتأثر بها سوف يخرج الآن ويتناول الفطور بكل طبيعة ..ما الصعب في ذلك يعني ؟ أنها امرأة مثل كل النساء ..عادية لا يوجد بها شيء مميز
-هل انتهيت من الحمام ؟
جاء صوتها منخفضا ورقيقا من خلفه فانتفض ملتفا لها وقد شحب وجهه كمن لدغه عقرب ... فاحمر وجهها حرجا من انتفاضته:
-آسفة لم أقصد
اللعنة عليك بهاء ..واللعنة على تلك البائعة اللعينة في ذلك المحل .. واللعنة على بشرتها البيضاء الجميلة واللعنة على العالم كله
صاح داخليا وهو يبتلع ريقه بصعوبة .. فمنذ قليل لم ينتبه جيدا للعباءة التي ترتديها ..لكن الآن يراها بوضوح ..تلك العباءة الزهرية التي تناسقت مع بياض بشرتها ..بفتحة واسعة عند الصدر أظهرت تلك " الشامات الثلاث" عند صدرها تغريه بأن يقترب ويلثمها بشفتيه
تملمت في وقفتها وهي تخفض عيناها خجلا من نظرته التائهة فكحت بهدوء لتجذب انتباه :
-هل أضعه الآن ؟
صاح من أحلامه وشد شعره بارتباك :
-هه ..ماذا ؟ نعم ...هه
رفعت حاجبها تعجبا من حالته لترفع الطبق الموجود في يدها :
- الفطور ..هل أضعه الآن؟
شد شعره بقوة مرة أخرى:
-آه...نعم طبعا
ثم نظر حوله بضياع قبل أن يبتعد لغرفته مغلقا الباب بعنف ..
نظرت له باستغراب ..وهزت رأسها بيأس ..مستحيل أن تفهمه
منذ الصباح وهو يتصرف بطريقة غير طبيعية تمام ..ويتكلم بشرود ..وما بال نظرته الوقحة تلك ؟
أحمرت وجنتيها وهي تتذكر نظراته علي جسدها ..فوضعت الطبق على الطاولة قبل أن تتجه للمرآة في الصالة لتنظر لنفسها ..هل أخطأت بارتدائها العباءة ؟ لذلك هو غاضب منها مثلا ..لكن هو من أصر أن تأخذها بالأمس...أم أنها تبدو سمينة فيها
قلبت شفتيها بحنق وهي تمسد بطنها لتتأكد من ظنها ..
لتستيقظ من شرودها الحزين على صوت باب غرفته يفتح ..لتسرع بالابتعاد عن المرآة ووقفت بجوار المائدة فتقدم منها وهو يشيح بنظره بعيدا ... حقا مرة أخرى يتجاهلها ..زفر وهي تنوي الخروج ليوقفها سؤاله الخشن ومازال مصر على أبعاد عيناه:
-أين الصغيرة ؟
عادت لمكانها لتجيبه بغيظ من تجاهله :
-في الغرفة
أخيرا نظر لها بحاجب مرفوع :
- ألن تفطر .؟
ارتبكت شمس ..فهي كانت ستأكل هي وصغيرتها بالداخل حتى لا تزعجه ..ففتحت فمها تقول أي عذر لكنه قاطعها وهو يرجع ظهره للخلف وقد فهم ما كانت تفكر فيه :
- هيا ..أتي بها لنفطر
وأمام أمره المتعجرف لم تجد سبيل سوي الانسحاب لتأتي بصغيرتها
..........
شعرت بكرة من الغيظ تكتم أنفاسها وهي ترمي نظرات غاضبة اتجاه بهاء وابنتها .. التي كانت ملتصقة به وهو يناولها البيض !
والشيء المثير للسخرية أن أبنتها لا تحب البيض وتكره ..وكانت تحدث معارك يومية بينهما لتأكل البيض ولكنها الآن تجلس بكل وداعة تتناوله من يد بهاء الذي يعاملها بلطف لم تراه فيه من قبل ...وهو يعمل حركات بهلوانية بيده ويداعبها بمرح
أمسكت الزيتونة بحنق وهي تنظر لضحكات أبنتها ...متى كانت جنة منفتحة لأحد غريب هكذا
للحظة مجنونة أرادت أن تنهض وتشد ابنتها لها وتصيح في وجه بهاء ..أنها ملكي ..لا تعاملها بكل هذا الحنان
زفرة عميقة خرجت منها لتعبر عما يحدث بداخلها ..فجذبت انتباه بهاء الذي كان يداعب شعر الصغيرة فألتف لها متسائلا :
-ماذا هناك ؟
أحمر وجهها من مجرد سؤاله البسيط لتتهرب منه وهي تضع الطبق جانبا:
-لا شيء ...جنة هل انتهيتِ طعامك ؟
سدت عليه الطريق حتى لا يلح عليها في السؤال لتهز الصغيرة رأسها بسرعة بنعم ..فقالت بحزم ومازالت تشعر بالغيرة من تقاربها من بهاء :
-حسنا ..هيا أذهبي لتحضري نفسك
أسرعت الصغيرة تترك ملعقتها وركضت للغرفة بينما رمي بهاء الشوكة بحدة وسألها بنبرة خطيرة مليئة بالغضب :
- على أين العزم أن شاء الله ؟
-للعمل
أجابته بهدوء واستنكار وكأنه يسأل عن شيء بديهي بينما هو رفع حاجبا :
-أي عمل ؟
- الورشة ..ألم نتفق أول أمس ؟ هل نسيت ؟
ضربة الإدراك
سحقا لقد نسي موضوع عملها هذا تماما ...فلقد أصرت كبغل عنيد أن تستمر في عملها عنده في الورشة..حتى تجمع مبلغ مناسب لشراء بيت
زفر بقوة وهو يحك رأسه :
-لا بالطبع لم انسي
- جيد سوف أذهب لأرتدي ملابسي
ثم نهضت تلملم الأطباق ليوقفها قبل دخولها للمطبخ قائلا بنبرة غامضة :
-شمس ..
- نعم
- كيف فقدت جنة النطق ؟
شحب وجهها وارتعش الطبق بين يديه ويكاد يقسم أنه رأي دموعا تتجمع في عيناها لتهمس بجمود:
- لقد ..لقد ذبح أبها قطتها أمامها
**************


اروى بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-18, 01:02 AM   #230

اروى بدر

كاتبةو قاصة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية اروى بدر

? العضوٌ??? » 373310
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  مُ?إني » القاهرة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » اروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond reputeاروى بدر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
أنا القافلة التي سارت ولم تبالي بنباح الكلاب...
افتراضي

كان يقف بجوار دراجته بانتظار نزولها هي والصغيرة بينما يشعل سيجارة أخرى يشربها بهدوء وعقله مشغول مع تلك الصغيرة لقد لاحظ بالفعل انكماشها المريب كلما صدر صوت عالي أو عندما تري سكين ما لكنه لم يتخيل مثل هذا الحدث الرهيب الذي تعرضت له
نفض الرماد قليلا بينما تطلع للجزء الملتهب من السيجارة ...أنه عادة سيئة أخرى لم يستطيع تركها ..نعم هو ترك الخمر وكل أنواع السموم منذ سنوات ..لكن تبقي تلك السيجارة هي علته التي لا يستطيع التخلي عنها ..
ليشعر بخطواتها تنزل الدرج فوقف كأسد شامخ يلتهم تقاسيم فريسته قبل أكلها واقتربت هي ببطء وتمايل بسيط مع ابنتها حتى وقفت جواره تنتظر أن يتحركا لكنه وقف أيضا يراقب سيجارته
قبل أن يسحب نفث عميق منه ويرميها جانبا قائلا :
-هيا
ثم صعد للدراجة ليجدها تقف بنظرة مترددة :
-هل ستقفِ كثيرا ..؟ هيا
ليصل توترها لأخره ويدها تشتد على يد صغيرتها :
- أنا..أنا لا استطيع
ليبتسم هو ابتسامة جذلى وهو يتطلع له سائلا ببطء :
-ولما ..لا ..تستطيعين ؟
خفضت رأسها وأصرت على عدم الإجابة ..فهي لا تتخيل نفسها تجلس ورائه ملتصقة به تحتضن جسده ..تضجرت وجنتيها بلون أحمر وهى تشيح بنظرها بعيدا عنه
فزفر بقوة وهو يخرج المفتاح ونزل من على الدراجة رافعا يده بقله حيلة :
-حسنا ..لنركب الأتوبيس وأمرنا لله
...........
وفي وسط الحي المزدحم بالعمال والورش دلف بهاء بثقة يتلقى بعض التحيات من أصحاب الورش أو العمال وهو ينظرون باستغراب لها ...فقد تبعته منكسة الرأس وهي تحتضن صغيرتها محاولة تجنب نظراتهم المليئة بالتساؤلات ...لتتنفس الصعداء أخيرا عندما وصلا إلى الورشة ليدلف بهاء بطلته المميزة يلقي تحيته على عماله بينما هي تلكأت في مشيتها عمدا حتى تتأخر في الدخول بعده ..فإذا كان الناس خارج الورشة أكتفوا بنظرات متسائلة ..فإن عمال الورشة لن يترددوا بطرح هذه الأسئلة الفضولية ..وقد اتفقا على عدم إخبار أحد بزواجهما ..حتى لا يصبح موقفها محرجا أمامهم ومنعا للأسئلة الكثيرة
دلفت بعده بدقيقتين لتتهرب من نظرته الباحثة عنها وأسرعت للمطبخ حيث فاطمة ..ولم تلاحظ عين هدير الغاضبة وهي ترى قدومهما معا فجزت على ضروسها بقوة وهي تتراجع للخلف ..تلك الشمس أصبحت خطرا فعلا
أما في الداخل كانت فاطمة تضع براد الشاي على النار لتفاجأ بدخول شمس فـأسرعت بترك كل ما بيدها وهرولت نحوها تحتضنها:
-شمس ...يا ألهي أين كنتِ ؟ هل أنتِ بخير .. والصغيرة ؟
ابتسمت شمس تهدئها :
- على رسلك ..تمهلي ..أنا بخير لا تقلقي
-إذا أين اختفيتِ لثلاثة أيام ؟
رفعت صغيرتها لتضعها على الطاولة :
- لقد تعبت جنة ولم استطع القدوم
قاطع كلام فاطمة دخول شاب في أوساط العشرينات بزي مليء بالشحم ليقول بتوتر وخجل :
-أأأ فاطمة ..كوب شاي لو سمحـتِ
نظرت شمس له بريبة فهي أول مرة تراه هنا بينما أسرعت فاطمة :
- من عيني يا أسطى زين ..دقيقة ويكون عندك
احتقن وجه الشاب :
-ششكرا
وكاد يغادر لولا صوت الكعب المزعج المقترب ودخول هدير في الصورة تمضغ علكتها باستفزاز وبنبرة تهكمية :
-أخيرا عادت السيدة شمس من استجمامها
جزت شمس على فمها حتى لا تخطأ معها وقالت بدون نفس :
-أهلا بكِ أيضا
رمتها بنظرة محتقرة لتقول لفاطمة :
-أريد كوب الكابتسينوو
تخصرت فاطمة وردت بشفاه مقلوبة :
-حاضر
ألتفت هدر بحدة لتصطدم بزين الذي تراجع بتوتر :
-أسف لم أقصد
رمته بإحدى نظراتها الممتعضة لتغادر متمايلة صائحة بحنق:
-كلكم شلة من الأغبياء
بينما تبادلت فاطمة وشمس نظرات الامتعاض من تلك الهدير ..ولم تلاحظا نظرات زين المتتبعة هدير ..بهيام !
-هل تريد شيء أخر أسطى زين؟
غزى اللون الأحمر وجه زين بطريقة مضحكة وهو يتراجع للخلف :
-لا ..لا شكرا
ثم سارع بالخروج لتنظر شمس لفاطمة بعدم فهم :

-صحيح من هذا .؟ لم أراه من قبل
استدارت فاطمة تغلق النار وتفرغ الماء وتضع ماء جديد :
-أنه ميكانيكي جديد هنا ..أتي منذ يومين وأنتِ غائبة
ثن خفضت صوتها :
-لكن بيني وبينك ..لاحظت فيه أشياء غريبة
تقاطع حاجبي شمس :
-أشياء غريبة ؟
-أهااا ...أسلوبه في التعامل غريب يتعامل وكأنه ..وكأنه ولد أكابر ..وبالأمس رأيته بعد انتهاء العمل يركب سيارة لم أرى مثلها في حياتي .
-غريبة ..وما الذي يجعل شخص ولد أكابر يعمل هنا ؟
هزت فاطمة كتفيها :
-علمي علمك ...لكنه والحق يقال رجل رايته بيضاء ..لم تخرج العيبة من فمه حتى
هزت شمس رأسها بحيرة وهي تبدأ برص الأكواب :
- أمره عجيب صحيح
............
بعد مدة
رفعت البراد بذهن شارد وبدأت تصب الشاي في الكوب ..بينما عقلها في مكان أخر عقلها مع ..بهاء زوجها!
على الرغم من أن الكلمة لا تفقد ثقلها حتى الآن على قلبها ..لكن هذه الأيام التي عاشتها معه غيرت بها الكثير ...اكتشفت فيه أشياء لم تكن تتخيلها
رغم برودة الظاهر إلا أنه مهتم للغاية حتى بأبسط الأشياء
فإذا نفذ البيض تجده أتى بكرتونه منه دون حتى أن تخبره حتى أنه يتحمل مواصلات كل يوم بسبب رفضها ركوب الدراجة خلفه
علاقتهما مثيرة للسخرية ...فكلاهما يتجنب الآخر بأسلوب راقي للغاية ..وتعاملهم بالشوكة والسكين ...
أحضر الفطور ؟... نعم
تريد شاي ؟ ..نعم
هل تجهزتِ .. نعم
وهكذا أسئلة قصيرة و ردود أقصر مضت أيامهما السابقة
رفعت الصينية وعليها كوب شاي وعصير وتوجهت لمكتب بهاء
ولكن أكثر ما يثير حنقها ويثير مشاعرها ..علاقته مع جنة .
زفرت وهي تقف أمام باب مكتبه لتفتحه بهدوء وتدخل لتجد مشهد ليس بغريب عليها وقد تكرر طوال الأيام الماضية...وقد جلست جنة فوق المكتب وهو على الكرسي وقد شمر كمي قميصه ..وأمامها عده أوراق يصنعون منها ضفادع وطائرات ..
لتصفق صغيرتها بفرح وهو يرفع لها ورقة مطوية على شكل زهرة ..
لكنه يبدو اليوم مرهق زيادة عن باقي الأيام وقد أسود وجهه
فكرت بخوف حنون قبل أن تهز رأسها لتركز في الأهم
زفرت بقوة وهي تقترب لتضع الصينية على المكتب ونظرت بعدم رضا لملفات العمل المركونة جانبا .بالطبع ليتفرغ للهو مع صغيرتها :
-جنة حبيبتي ..هيا ألعبِ خارجا حتى لا تعطلي عمو عن العمل
قلبت جنة شفتاها برفض بينما هو أسرع :
-لا لا اتركيها نحن نتسلى ..صحيح جوجو ؟
فهزت الصغيرة موافقة بشدة
جوجو ! وهذا شيء أخر ضمن قائمة أسمتها " أشياء تزيد من كرهي لعلاقة بهاء وابنتي "
زفرت بقوة قائلة بحنق خفي :
- على راحتك
ثم خرجت بخطوات غاضبة للخارج وبمجرد إغلاقها للباب خلفها تراخى بهاء في مقعده للخلف متنفسا الصعداء وقد اشتد جسده بمجرد دخولها عليه منذ قليل ...
وضع الضفادع لجنة كي تلاعبهم ..وبدأت ترفع اللعب له ولكنه لا يستجيب فقد كان شاردا تماما عن تمتماتها وهي تلاعبه ..و تلامس ذقنه الغير حليقة يفكر في أيامه الماضية ...يتهرب منها في البيت ويجلس متباعدا عن مقعدها في الأتوبيس حتى يصلا إلي العمل ...ليتحاشى تقابل نظراتهما فيطلب الشاي والقهوة من فاطمة ..وحتى عند عودتهما يسرع بارتداء ملابسه والخروج هائما في الطرقات ..ولكن مساء الأمس كان الأسوأ بين كل الليالي ..
فقد وقف حارسا الشباك بانتباه ..حتى جاء معادها اليومي للاستحمام ..لكن هذه المرة ولأجل حظ قلبه الجيد وحظ جسده السيئ ..كان حمامها طويلا وقد أهدتها فاطمة نوعا من مجموعات العناية بالجسم ...فتمتعت بحمام طويل وتمتع هو بليل أطول وهو يعيد رسم صورة الرغوة المنتشرة فوق بشرتها ..فيشتعل جسده إثارة
أغمض عينيه بقوة وقد شدت الصغيرة قميصه بإلحاح فأيقظته من غفلته لينظر لها بحنان :
-ماذا يا جميلة هل تردين ضفدعا أخر ؟
فتتدل عليه بجسدها وهي تنحني عليه تمسك شعرات ذقنه وتهز رأسها بنعم
........
خرجت شمس من مكتبه ترغي وتزبد فوق النار تكلم نفسها :
-أين أنتِ يا فاطمة ..؟ هل كان يجب عليكِ أخذ وردية المساء اليوم ؟!آآه .ثم دخلت المطبخ علها تهدأ قليلا من نارها حتى تأتي فاطمة مساء لتصب عندها بعضا من غضبها
بينما وقفت هدير خلف الحائط تنظر نحوها بغل وقد وصلت لأخرها مع تلك المسماة شمس ... لقد ظنت أن بهاء سيطردها بعد أسبوع أو أسبوعين لكنها كالعلقة قد لزقت ولن تتزحزح ..لكنها تعرف كيف تخرجها بنفسها
ولمعت عيناها بشر
**************


اروى بدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.