آخر 10 مشاركات
لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-18, 09:57 PM   #1091

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تسجيل حضووووووووووووووووووووووو وووور 😍😍😍😍

Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:01 PM   #1092

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

،

مساء الخير حبيباتي... رمضان كريم... لتكن حياتكم مباركة كبركة الثلاثين يوماً من رمضان...

لم اتوقف عن النشر لأن النشر لا يعرقل صيامي او جدولي الرمضاني لفارق التوقيت بين ماليزيا والدول العربية ... لذلك اتمنى ان اجد منكم تفاعلاً كما في العادة.....

قبل أن نبدأ تذكروا.. ان الحب هو الوحي الحقيقي للحياة وما دونه إيحاءات كاذبة لموت متنكر...

...

..



الإيحاء الثاني عشر: أرني الحكمة من البقاء وحيداً*


*الأغنية لـ (باك ستريت بويز)
-وذهب المنتمي الى ما ينتمي

-آدم الصالحي





كانت عيناها مصوبتان نحو يديها الموضوعة تحت ماء المغسلة في حمام المشفى... راقبت كيف تسربت دماء والدها من بين اصابعها متلاشية في الماء.... رغم انها لم تكن تشهق صارخة بجنون يوازي الصرخات التي تتردد داخلها لكن عيناها لم تتوقفا عن ذرف الدموع... هناك دموع من ملح وماء تبكيها لترتاح... بينما دموعها هي كانت من جمرِ ونار تنزفها لتزداد حرقة.......

حانت منها نظرة الى وجهها فأفزعتها ملامحها وكأنها فقدت عزيزاً.... اشاحت عن نفسها بقوة... وقالت بصوت غريب:

-والدي لم يمت... والدي لن يموت...

اخذت تردد العبارة باستمرار كأنها تعويذة ما... انتهت من غسل يديها ثم رمت بعض الماء على صفحة وجهها فنزلت قطراته ساخنة بفعل دموعها ... جمعت شعرها الى الخلف وربطته بإهمال وأخذت نفساً عميقاً علّها توقف دموعها ... لكن دموعها لم تتوقف كما لم تتوقف هي عن ترديد عبارة

-والدي لم يمت.. والدي لن يموت....

في الخارج كان سامر صديق العائلة ينتظر هو وزوجته سارة وملامح الحزن والقلق تخيم عليهما...

قالت سارة بخوف:

-سينجو اليس كذلك؟

نظر اليها سامر ولم يعرف ماذا يقول سوى:

-بالتأكيد

رغم انه لم يكن واثقاً من جملته... اوجعه قلبه اذ انه يدرك كما سارة تدرك ان اصابة ادم خطيرة وفرص النجاة محدودة....

تنهد وهو ينظر الى اخر الممر مراقباً قدوم أمل... أحزنه منظرها وهي تحاول ان تتماسك.... هذه الفتاة المسكينة التي فقدت والدتها الرائعة ولم تكاد تتم الثلاث أشهر ثم فقدت جدها قبل بضع سنوات فكسرها رحيله لشدة تعلقها به ثم ها هي تواجه خطر خسارة والدها.. الفرد الوحيد المتبقي لها من عائلتها...

وجد زوجته تتقدم نحوها لتضمها اليها.. تعلقت بها أمل واخفت وجهها في كتفها وهمست لها بصوت مختنق:

-قولي لي انه سيكون بخير خالتي

احتضنتها سارة أكثر وهي تؤكد لها بأنه سيكون بخير .... نظرت اليه زوجته وقرأ الحزن الشديد في عينيها..... لقد ذكرته ملامح وجهها بتلك الفترة قبل عشرين سنة عندما كانت يافا تصارع الموت بين جدران المشفى... وكانت سارة تمرضها في النهار وتأتي لتبكي لديه في المساء حزناً على المرأة الرقيقة الصغيرة جداً على الموت..........

كانت أمل تشبه والدتها كثيراً... كلما كبرت أكثر كلما ازدادت شبهاً بيافا وهذا ما كان يجعل صديقه أكثر وجعاً فهو كلما رأى وجهها تذكر زوجته ... ولطالما شكى اليه الوجع الذي يجلبه تأمله لملامح أمل التي تعيد الى مخيلته ملامح يافا فيتعذب أضعافاً لفراقها..... ثم رنّ في عقله صوت آدم وهو يقول له مراراً:

-ليتني أموت يا سامر... هذه الحياة أقسى عليّ من الموت

اخذ سامر نفساً عميقاً وفكر.. هل ستتحقق تلك الـ "ليت" يا آدم؟

*****************************************



-هل أنتِ بخير هابيبتي؟

سألها جوزيف فنظرت اليه بعدم رضا وهي تسير ببطيء محاولة التخلص من التشنج الذي اصابها من طول الرحلة

-باستثناء التلوث السمعي الذي احدثته الان في اذني ... نعم انا بخير

اعترض:

-الا تملّين أبداً؟

رفعت حاجبها:

-من تذكيرك كم انك فاشل في العربية؟ لا حبيبي لا املّ

ضحك وهو يأخذ يدها ويسير بها في المطار:

-تعالي لنفاجئ ابنكِ

تشبثت بيده وهي تبتسم رغماً عنها لقيادته لها وكأنها طفلة صغيرة تحتاج الى الحماية.... هي تدرك طبعاً ان التجارب القاسية التي مرا بها جعلت عقدة القلق تتفاقم داخله وحتى بعد كل هذا العمر أصبح الأمر عادة تلازمه.... وهي تمنحه كامل المساحة ليمارس عقدته لأنها تشعر بالغرور حين تدرك انها لا تزال رغم تقدمها في العمر وتغير ملامح وجهها والتجاعيد التي تحفر طريقها في بشرتها تبدو كطفلة بالنسبة اليه .. وتملك ذات التأثير الأول عليه........

................................

كان آذان العصر يرتفع من مئذنة الجامع القريب على بيته حين سمع صوت طرقٍ على الباب... نهض عن مكتبه الصغير ليفتح الباب..... رمش غير مصدق.... والده ووالدته كانا واقفين على عتبة الباب ينظران اليه مبتسمين

قفزت والدته في حضنه .. محيطة اياه بين ذراعيها واخذت تبكي وهي تتحسسه بشوق:

-آدم.. صغيري

عندما سمع صوت امه أحس بأن مشاعر الحنين والحاجة كلها تتفجر داخله.... تشبث بها هو الآخر وشهق

-يا الهي انتِ هنا

منحهم جوزيف بضع لحظات قبل ان يقول:

-حسناً دوري يا أنجل

فسحبت انجل نفسها عن ابنها مرغمة ليتلقاه والده ....

-ابني الشجاع

عانق آدم والده وأحس لا ارادياً بالقوة والحماية التي يفرضها حضور والده....

-ابي

طبطب جوزيف على ظهر ابنه بفخر وهو يستنشق رائحته الحبيبة..... لقد مضت أشهر منذ اخر مرة اخذه بين ذراعيه وتأكد من سلامته وهو يقف وجهاً لوجه أمامه..... آدم بالنسبة له لم يكن ابناً فقط بل كان فكراً كذلك..... فهو يحمل ذات جينات والدته التي تدفعه للدفاع عن كل ما هو ضعيف وللسعي بجهد لتحويل العالم لمكان أفضل...... آدم كان فخره الشخصي... ولو ان أحداً سأله عن أكبر انجاز في حياته (باستثناء أنجل بالتأكيد) لقال دون تردد آدم ......

بعد قليل كانت أنجل جالسة تشرب الشاي محاطة بزوجها وولدها تتأمل البيت البسيط الذي يعيش فيه ابنها.... لو كانت أماً أخرى لاعترضت على عيش ابنها في هذا المكان الشعبي وهو يملك من المال ما يمكنه من شراء الحي بأكمله .... لكنها كانت تشعر بالفخر لأنه نبذ أمواله وراح يقاتل في سبيل قضية.... لقد أراد ان يعيش مثل الآخرين وان يغير حياتهم..... لن تنسى في آخر مرة جاء فيها الى اميركا كيف وقف في اجتماع مجلس ادارة شركات ميلرز امباير وطلب ان يتم تحويل أرباحه لبضع مخيمات للاجئين ..... يومها استغرب الجميع طلبه لكنها فهمته.... لقد عاش بين المنكوبين بما يكفي ليزهد بما لديه من أجلهم... وجزء منه أصبح مثلهم منكوباً بما رآه وشهده.... لهذا لم تكن ترد له هذه الحياة لأنها تكلف انسانيته الكثير... ومع هذا فهي فخورة به.... انه ابن قلبها الذي اختار ان يحارب بشجاعة لقضية تبدو بعيدةً تماماً عنه لكنه تبناها رغم ذلك.

لمحت عينها لوحة من الموازييك لوردة ياسمين يتوسطها حرف الميم العربي.... رفعت حاجبها وقالت مقاطعة حديث ولدها وزوجها:

-هل هذه الميم تشير لمريم؟

رأت كيف شع وجه ابنها حين جاء ذكر مريم.... تضخم قلبها... ابنها عاشق ... ملامحه تبدلت تماماً لتصير شيئاً يشبه ملامح والده حين ينظر اليها....

-أجل انها تشير الى مريم، وهي التي صنعتها

قالت بإعجاب:

-انها موهوبة... متى سنراها؟

لمعت عينا آدم:

-ربما غداً ... ستكون مفاجئة جميلة لها...

******************************



كانت مريم تجلس مبهوتة بين والدها وأخيها وهما يطرحان عليها موضوعاً لم يكن ليخطر في بالها.... أبن عمها الذي نجح في الوصول الى ألمانيا يعرض عليهم المساعدة في تأمين المال لدفع ثمن الركوب الى قارب التهريب.... لكنه بشكل غير مباشر ربط مساعدته المالية لهم بموافقتهم على خطبته لها .....

كان كل شيء يبدو كالكابوس في هذه اللحظة.... لقد نسيت في الأيام السابقة ان تركيا مجرد محطة وان هدف عائلتها هو الهجرة الى ألمانيا وكان آدم هو السبب.... لقد وجدت قلبها ينتمي اليه وباتت كل الخطط التي تضعها العائلة غير مهمة بالنسبة اليها.... لقد تناست أنها لاجئة وان عليها ان ترحل قريباً الى مكان لا يكون فيه آدم....... داهمها ألم قاتل وهي تفكر في تركها له... هذا الرجل الذي احتل قلبها وروحها برجولته وانسانيته... كيف لها ان تتركه وترحل؟ اتسعت عيناها برعب وهي تضيف الى هذه الفكرة فكرة ارتباطها بابن عمها الذي لا تطيقه....

قاطع تفكيرها المتوجع صوت والدها:

-يا مريم لكِ حق الرفض بكل تأكيد... لأنني لن أجبركِ على شيء...

لكن اخاها أضاف:

-فقط فكري بأننا قد نتخلص من كل هذه الصعوبات ونذهب الى وجهتنا الأخيرة... انها اللحظة التي نحلم بها

نظرت مريم الى اخيها بعجز... لا تلومه لمحاولته اقناعها... فقد انتهى به الحال من طبيب اسنان مرموق له عيادته وحياته الى مجرد عامل في محل يحمل البضائع الثقيلة ويرتبها مقابل ثمن بخس.....

نهضت دون ان تجيب.... ماذا عساها تجيب؟ هل ترفض فتحطم حلم عائلتها؟ هل تقبل فتحطم قلبها؟ ... عليها ان تتحدث مع آدم أولاً... لربما بعد ذلك يمكنها ان تتخذ قراراً ما......

وقفت امام الشباك المفتوح.... وأغمضت عينيها وتهيئ لها بأنها في الشام، فشمت رائحة الياسمين والذرة التي تباع على ناصية الشارع.... وسمعت اللهجة الشامية في حديث الجيران .... ثم فجأة لوّث جمال المنظر صوت القصف..... فتحت عيناها منتفضة وهي تدرك بأن كل ذكرياتها الجميلة عن الشام قد شوهتها الحرب......

تنهدت وهي تتمتم:

"إني أحب وبعض الحبِّ ذبّاحُ"

**************************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:01 PM   #1093

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجييييييل حضووووووووووووووووووووووو ووووووور

هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:04 PM   #1094

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

كان آدم ينتظر مريم على ناصية الشارع قرب المقهى الذي ترك فيه والديه... التفت الى الخلف ناظراً الى والديه وهما يجلسان على طاولة قرب واجهة المقهى الزجاجية.... حين لمحته امه ينظر اليهما رفعت يدها ملوحة له .... كانت تبدو سعيدة ومتحمسة لرؤية الفتاة التي يحبها وبقيت تناكف والده بأنه انحاز الى العرق العربي في دماءه وأنها ستغزو عائلة ميلر بدماء عربية جديدة....

عاد ينظر أمامه منتظراً مريم.. لم يلتقيا يوماً في مكان كهذا وسط الشارع.. بالعادة هو يذهب الى عملها ليتحدثا ونادراً ما يخرجان معاً الى مقهى قريب من مكان عملها باستثناء مفاجأة عيد ميلاده بالتأكيد.... تمنى ان لا تتضايق من اختياره اللقاء هنا.. لكنها بالتأكيد ستعذره حين تعرف ان عائلته بانتظارها....

لمحها قادمة... ابتسم لا ارادياً لمظهرها البريء وهي تتلفت مثل الاطفال في كل اتجاه ممسكةً حقيبتها بكلتا يديها... وعلى الرغم من ان شكلها المرتبك قد دخل قلبه واذابه لكنه شعر ايضاً بالغرابة لتوترها لمجرد انها تقابله في مكان لم تعتده ... مع هذا شعر بالأسف لأنه جعلها تعيش هذه اللحظات التي بدت كم هي مقلقة بالنسبة اليها

عندما وقع بصرها عليه توقفت للحظة ورمشت.... خفق قلبه بجنون.... هي لم تقل له "أحبك" لكن ردات فعلها البسيطة هذه تنبؤه بما لا يدع مجالاً للشك عن مدى تأثيره عليها ....

واصلت تقدمها نحوه بعد لحظة التلكؤ القصيرة تلك... التفت هو نحو المقهى ليجد والديه يراقبان وتخيل الفضول ونفاذ الصبر الذي يعتري وجه والدته ..

قال وهي تقف أمامه بوجهها المرتبك:

-مريم

رفعت اليه وجهها ونظرت في عينيه.... ضربته النظرة الخضراء المعتمة.... قطب وهو يستوعب ان عينيها مشوشتان... شيء ما يخيم عليهما...

سألها بتوجس:

-ماذا بكِ مريم؟

شاهد ابتسامة مزعزعة ترتسم على وجهها وهي تجيب:

-هناك ما اريد أن أحدثك به...

ابتسم لها دون ان يغادره احساسه السيء:

-بالتأكيد، لكن أود أن أعرفكِ على شخصين مميزين.. انها مفاجأة

أخذ يدها بعفوية ماشياً خطوة الى الأمام فشعر بها تنفض يدها عنه بقوة في نفس الوقت الذي يأتي فيه صوت رجل خشن يقوم باللهجة الشامية

-مريم، من هذا؟

التفت ليجد رجلاً طويل القامة مسود الوجه من الغضب ... حاجباه مقطبان بشدة بينما عيناه بلون عيني مريم

سمع مريم تقول بهلع:

-أخي

تقدم نحو اخاها وهو يقول:

-مرحباً .. أنا آدم ميلر و......

وقبل ان يكمل جملته كان الرجل يسأل اخته بصوت مخيف:

-من هذا يا مريم، هل تعرفينه؟

التفت نحو مريم فوجدها تشحب بقوة بينما يرتجف جسمها كورقة في مهب الريح.. تجهم وهو يشعر بالقلق لمنظرها المرتعب..... هل ظنته سيتخلى عنها مثلاً أمام اخيها.. على العكس تماماً هو سيتعرف الى اخيها ويعرفه الى عائلته... سيبين انه جاد في علاقته معها ومشاعره صادقة.... هذا ما عليه ان يفعله أي رجل محترم في مكانه.... لكن وجه اخيها الغاضب ووجهها المرتعب اثارا في نفسه احساساً غير مريح ابداً....

ثم جاء جواب مريم... الياسمينة الشامية التي أحبها.... ليكسر قلبه .... حين همست مجيبة اخاها:

-أنا لا أعرفه

اتسعت عيناه بمفاجأة وشعر بأن سكيناً تدخل في صدره مزينة ببصمات اصابعها.... نظر اليها فوجد وجهها يفيض اسفاً .... قطّب دون ان يقول شيئاً.... لقد أنكرت لتوها معرفتها به... لماذا؟ هل لأنه أمريكي؟ ام ماذا؟ ...... كان امامه في تلك اللحظة خياران.. اما ان يكذبها ويقول الحقيقة... او يصمت .... ولأنه لم يكن يعرف ماذا قد تكون ردة فعل اخيها تجاه الحقيقة.... قرر ان يصمت....

هتف اخوها غاضباً:

-ايها السافل من انت لتقترب من اختي وتحاول امساك يدها

نظر آدم الى مريم كأنه ينتظر منها ان تدافع عنه لكنها ألتزمت الصمت ففاضت عيناه خيبة امل جرحتها حتى العمق....

لم يجب آدم... بل بقي ينظر الى مريم التي شعرت بأن نظراته خناجر صغيرة تطعن قلبها........ كان داخلها يصرخ بكل كلمات الأسف.... لم تكن تستطيع ان تقول لأخيها بأنها تعرفه... بأنها تحبه... بأنه الرجل الذي يحتلها .... لكنها لم تكن تستطيع ان تقول ذلك... ستخسر اخاها ان فعلت ... في عائلتهم امور الحب والغرام امور محرمة .... لقد شاهدت كيف نفى والدها عمتها لأنها أحبت رجلاً لم يوافق عليه وتزوجته رغماً عن العائلة.... من يومها وعمتها ملغية من حساب والدها.. وهي لا تريد ان يلغيها اخوها من حساباته... لا تستطيع تحمل ذلك ابداً..... لم تكن تود ان يتعرف اهلها الى ادم بهذه الطريقة.. كانت ستجد حلاً ما.. هكذا اقنعت نفسها طيلة الايام الماضية... ورسمت عدة سيناريوهات عن كيفية فتح الموضوع معهم... لكن هذا الذي يحدث لم يكن ليخطر على بالها ابداً لأنها حرصت ان تلتقيه معظم الوقت في أماكن لا تثير الشك ولا تعرضها لخطر رؤيتها معه..

شعرت بانها تود ان تضرب نفسها لأنها سمحت لقلبها بأن يتورط في حب آدم وجرته معها الى هذه النهاية

هبط قلبها وصاحت بوجع وهي تشاهد اخاها يقبض على ياقة قميص آدم ويصيح به:

-كيف تجرؤ؟.. ماذا تريد من اختي؟ تحدث ايها الوغد

لكن آدم لم يتفوه بكلمة ... ولم يرفع يداً نحو اخيها.... فما كان من اخيها الا ان لكمه....

في تلك اللحظة جاءهم صوت امرأة تصيح بفزع

-آدم..

شهقت مريم متراجعة خطوتين الى الوراء وهي تجد رجلاً وامرأة يتقدمان نحوهما.... وأدركت وهي تنظر اليهما انهما لم يكونا سوى والدي آدم الذي اراها عدة صور لهما....... وضعت يدها على فمها تحاول ان تكبت صرختها.... لقد كانت هذه مفاجئته ... يا الهي ... لقد تسببت في فضيحته أمام والديه واهانته بهذا الشكل..... ماذا عليها ان تفعل؟ هل تخبر اخاها؟ هل تقول الحقيقة؟ ثم تخيلت شكل حياتها بعد ذلك وما سيحصل لها .... تخيلت الخيبة على وجه والدها... واحلامهم بالهجرة التي تتوقف عليها تقريباً.... ماذا تفعل؟

قبل ان تقرر كان والد آدم يدفع اخاها عن ابنه وهو يقول بعربية ركيكة:

-ابتعد عن ابني

فصاح اخوها:

-ابنك ايها السيد يحتاج الى تربية، انه يتحرش بأختي

اتسعت عينا جوزيف وهو ينظر الى ابنه الذي قال له بالانجليزية حتى لا يفهم الرجل الغاضب:

-لا تقل شيئاً... ارجوك

نظر جوزيف الى عيني ابنه للحظة وكأنه سيرفض طلبه لكنه قال اخيراً:

-حسناً

سمعت أنجل الحوار فنظرت غاضبة الى مريم لكنها التزمت الصمت بناءاً على طلب ابنها.... غير ان داخلها كان يتآكله الحنق....

صاح اخوها بغضب:

-سآخذه الى الشرطة

نظر آدم الى مريم التي صارت تبكي ... همست من بين شفتيها بصوت لا يسمع:

-اسفة

لكنها اشاح عنها وشعر بروحه تؤلمه.... التفت الى والديه معتذراً

-أنا آسف لأنني وضعتكما في كل هذا

قال والده:

-نحن فقط لا نفهم

-وأنا لا أفهم ايضاً.. لكنني لا اريد ان اؤذيها

هز والده رأسه بتفهم... ثم انقلبت ملامح وجهه الى الجليد الخالص وهو يوجه الحديث نحو الرجل:

-لنفعل ما تريد... ابني لم يكن ينوي سوءاً

صاحت انجل باعتراض:

-يوسف كيف تسمح...

رفع جوزيف يده مقاطعاً اياها بالانجليزية:

-افعلي ما يقول آدم... هو يقدر الموضوع بشكل أفضل منا

وجهت انجل نظرة حانقة اخرى نحو مريم وتمتمت من بين اسنانها:

-كله بسببك..
***************************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:06 PM   #1095

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

كان يتكور حول نفسه على أرضية السجن الرطبة... ذراعاه تغطيان وجهه محاولاً صد الضربات والركلات التي يتعرض لها من كل جانب بينما شتائم قذرة تمس عرضه وشرفه كانت تنهال عليه ... أغمض عينيه وازداد تكوره حول نفسه وفتح فمه ليصرخ فلم يجد صوته... بينما جسده كان هلامياً لا قوة فيه للمقاومة....

الضربات كانت موجعة.. شعر بتكسر ضلعين في صدره وألم حاد في خاصرته...... ودون ارادة سالت من عينه دمعة رفضت ان تحفظ كرامة رجولته......

ثم فجأة اختفت الضربات وحل محل الارضية الرطبة شيء دافئ غض يسند جسده اليه.... ارخى ذراعيه ليكتشف بأن أمل تجلسه على حجرها ووجهها المشرف عليه يبكي رغم ابتسامته.... مسحت بأنامها دمعته الخائنة بينما سقطت دموعها على وجهه مبللة خديه....

رفع يده المنهكة نحو وجهها فانحنت تقرب المسافة بين يده ووجهها لتستند بخدها على كفه الذي مسح عنه الدمع....

همست له:

-سنخرج من هنا...

هبّ مراد من فراشه مفزوعاً كما في كل ليلة .... الأحلام المزعجة لم تكن تتركه.... تختلف في كيفيتها وشكلها لكن أمل حاضرة دائماً فيها...... كان الأمر وكأن روحه ما تزال حبيسة ذلك المكان وحبيسة المرأة التي تركها دون ان تتركه.....

نهض من فراشه واتجه نحو الحمام الملحق بغرفته.... وقف امام المغسلة وفتح صنبور الماء ليغسل وجهه عدة مرات....

كيف يعرف الانسان انه يتغير؟ سأل مراد نفسه هذا السؤال وهو ينظر الى المرآة التي تعكس ملامحه.... عيناه ما زالتا على دكنتهما البنية... لحيته ما زالت سوداء خفيفة .. أنفه ما زال مستقيم الشكل بحجم يناسب باقي ملامحه.... شفتاه ما زالتا عريضان وساخرتان كما عهدهما..... آثار الضرب اختفت وعادت بشرته مثالية.... شعره يزداد طولاً يوماً بعد آخر وبدايات خصلته الفضية تظهر شيئاً فشيئاً..... كان كل شيء فيه كما هو .. لكنه لم يكن هو .........

كيف يعرف الانسان انه يتغير؟.... هل في تلك اللحظة التي يفقد احساسه بالمتعة التي كان يشعرها سابقاً في ممارسة ذات الشيء؟.... ام في تلك اللحظة التي يتحسس فيها بشرة امرأة ناعمة ومستسلمة ويدرك انه مصاب بالغثيان لأن التي ترافقه لا تتعدى نظرتها اليه أكثر من كونه أضواء شهرة ومحفظة نقود ممتلئة.... ام انها تلك اللحظة التي يذهب فيها لممارسة عمله الذي يحبه كثيراً ويكتشف انه ما عاد يحمل الشغف الأول له وكأنه كبر كثيراً على لعبة الاستعراض..... ام انها تلك اللحظة اللعينة التي يغمض فيها عينيه فتهاجمه صورتها البرية البسيطة التي لا تناسب ذوقه ابداً فيجد نفسه منجذباً اليها مع حرقة اشتياق في صدره........

هو لم يكن من محبي امثالها من النساء... فهي لا تضع شيئاً من الزينة... لا تعتني بمظهرها ولا يهمها ان يتحول شعرها الى كومة قش ... هي لم تجذبه جسدياً ولا بأي طريقة حين كانا معاً... فلماذا يشعر بأن كل ما فيه يجذبه اليها الان وبينهما قارة حيث لا طريق للقاء......... متى بدأ تعلقه بها؟ متى بدأ مرضها يسري في جسده؟ متى بدأ يتغير؟ ......... لا يعلم.... لكن شيئاً في روحها المكابرة... في ضحكتها وبكائها... في وجعها وسخريتها... في عروبتها وحميّتها جعله ينجذب اليها..... شيئاً أخذ يرسم حول روحة دائرة احكم غلقها عليه فصار هو الرجل الحر من كل قيد حبيساً لفكرة اسمها أمل....... ولا يعلم ما الذي عليه ان يفعله ليتخلص منها وقد جرب كل الطرق.... عاد الى حياته.. قطع أي اتصال بها.. توقف عن متابعة منشوراتها الثورية على وسائل التواصل الاجتماعي ورفض تماماً الحديث عن تلك الفترة التي عاشها في يافا...... لقد حاول الغائها لكنها العنيدة اللعينة ترفض ان تلغي نفسها داخله......

ضرب بقبضته حافة المغسلة وهو يهتف بغضب:

-اللعنة.. اللعنة يا أمل...

***********************************



فتح عينيه واخذ يرمش عدة مرات في محاولة للاعتياد على الضوء القوي الذي يحيطه.... بعد بضع محاولات استطاع ان يفتح عينيه اخيراً ليبصر ما حوله....... لم يكن هناك شيء أكثر من مجال ابيض تماماً.... الضوء يشع من كل زواياه... بينما يقف هو في الفراغ.......

من مجال آخر كأنه مجال موازي كان يسمع اصواتاً تتحدث.... شخص ما يطلب من آخر ان يناوله المشرط... ورائحة مزعجة لأدوية معقمة ملأت رئتيه ذكرته برائحة المشفى التي كانت تأخذ فيها يافا جرعات الكيمياوي... ضاق صدره وهذه الذكرى تداهمه.... كان رأسه يؤلمه جداً.... وحين رفع يده ليتحسس رأسه قطّب وهو يدرك ان التجاعيد قد اختفت من يده..... قلّب يديه تحت ناظريه بغرابة... كانت يده شابة خالية من اثار التقدم في العمر...

رفع يده نحو وجهه يتحسسه ليزداد تجهماً.... وجهه كذلك كان خالياً من خطوط الزمن ....

تمتم:

-ما الذي يحدث هنا؟

-دودي

هوى قلبه وهو يسمع صوت يافا تناديه باللقب الذي لطالما تذمر منه.... أغمض عينيه بلوعة... ها هو يتخيل من جديد ... لقد ظن انه تخلص من تخيل صوتها منذ عدة سنوات... فلماذا عاد يتخيله الان

صوتها عاد يهمس من خلفه:

-آدم

استدار متوقعاً ان يجد السراب أمامه ... لكنه شهق مصدوماً حين رأى يافا تقف أمامه مرتدية ثوباً بلون أبيض وينساب شعرها الغامق حولها....... بدا وكأن العمر لم يمضي عليها... ما زالت تلك الصغيرة ذات الرابعة والعشرين لكنها كانت أكثر نضارة وجمالاً....

وقف مسلوب الارادة وتوسل اليها بصوت مختنق:

-أرجوكِ ان كنتِ حلماً فاذهبي... لا اريد ان اتعذب أكثر

فاض وجهها حزناً وهي تتقدم اليه:

-أنا اسفة لأنني تسببت بكل هذا

ثم امتدت اصابعها لتلمس ذراعه..... انتفض كمن مسّه تيار كهربائي وهو يشعر بلمستها ويتأكد من وجودها..... لم يكن يريد ان يسأل كيف حصل ذلك ... كان مصعوقاً بحقيقة انه حصل وأنها امامه الان حقيقية الى الدرجة التي يشعر فيها بوقع اصابعها.....

لم ينتظر أكثر من ثانية ليهتف بعدها بلهفة:

-يافا

وسارع بأخذها بين ذراعيه.....

اثنان وعشرون سنة.... كيف يمكن للمرء ان يحتضن أحدهم معوضاً هذا الرقم من السنوات؟ كيف له ان يشرح لها بكلمات ما عاشه من ألم طوال هذا الوقت.....

اثنان وعشرون سنة كان محروماً من الحياة ... يسير وكأنه ميت ... يجتر ذكرياته معها لأنها الحبل السري الذي يربطه برحم العيش..... وها هو الآن يحتضنها بين يديه.....

اثنان وعشرون سنة ... لو جمع الدموع التي بكاها فيها لكونت بحراً.... لو جمع الصرخات التي صرخها ألماً لفراقها لسقطت السماء... لو جمع الوجع الذي اعترى جسده حنيناً لضمها هكذا لمرض كل من على هذا الكوكب.......

اثنان وعشرون سنة.... لم تزده الا حباً ... وفقداً ... واشتياق

لف ذراعيه حولها كما فعلت هي... دفن وجهه بين ثنايا شعرها بينما اخذت تقبل خط فكه هامسة له:

-حبيبي

تأوه بصوت عالي وكأنه يصرخ ..... لم يكن يدري الى أي درجة من الموت قد بلغ حتى عانق الحياة في جسدها

ابعد نفسه عنها قليلاً ليأخذ وجهها بين يديه ويوزع قبلات سريعة محمومة حول وجهها متمتماً بين قبلة واخرى بإسمها....

همست مرة اخرى:

-حبيبي

عندها فقط انفجر باكياً ...

تشبثت اصابعه بجانبي وجهها يحيطه بقوة وكأنه يخاف ان خفف لمسته ان يختفي... وبكى ....

بكى عمره الضائع دونها... بكى لوعته لرحيلها... بكى غربته في غيابها... بكى السنوات التي ضاعت حنيناً اليها.... بكى الرجل الذي صاره بعد موتها ....

قال بصوت متقطع:

-يافا... لا.. لا اصدق... انتِ هنا.. هنا

ثم اخذ وجهها ودفنه في صدره فتعلقت به وشعر بها تبكي هي الاخرى وتقول:

-اشتقت اليك كثيراً....

مسح على شعرها بيدها معتصراً اياها بين يديه.....

لم يعرف كيف وصل الى هنا... ولا إذا كان ميتاً أو لا ... انه الان متواجد حيث يريد... ولا شيء في العالم غير هذا يهم

بعد لحظات رفعت وجهها وسألته:

-كيف هي أمل؟

شعر بضربة في قلبه......... أجل أمل... اين هي؟

تلفت حوله فلم يجدها

فقالت يافا:

-انها تنتظرك هناك....

لم يسألها هناك أين .... لم يكن يريد ان يعرف.... كانت عدم المعرفة أكثر راحة بالنسبة له... لأن سؤاله عنها سيؤدي الى سؤاله عن مكانه الان وهو لا يريد ان يكسر سحر هذه اللحظة

عادت تسأله:

-كيف هي؟

ابتسم بفخر وعيناه تفيضان حباً:

-انها نسخة عنكِ.... لها قلبكِ الطيب... وعيناكِ الفيروزيتان... أحياناً يخيفني الشبه بين ملامحكما .. اذ اراكِ تطلين من وجهها......... انها شجاعة .. تحارب في سبيل مبادئها.... عليكِ ان تفخري بها

اقتربت منه ....

-انا فخورة بها فعلاً

احنى رأسه نحوها حين لمح الدعوة الصريحة في عينيها.... تأوه وهو يتذوق طعم شفتيها من جديد..... زوجة قلبه... ابنة روحه ....

قبلها ببطيء ليحصد عن شفتيها سنوات عمره التي مرت دونها... ليروي عطش روحه اليها.... ليخبرها بأنه لم يتوقف يوماً عن حبها

ابتعدا عن بعضهما مقطوعي الانفاس

همست له من جديد:

-هل هي عاشقة؟

تحسس شفتيها:

-لا أظن ذلك

ابتسمت له أكثر:

-هل أنت متأكد؟

توقف اصبعه للحظة على شفتها السفلى وراح يفكر... ثم فجأة اخذت الخيوط تترابط مع بعضها.... مدينة يافا ومراد ولهفة امل عليه وعناقهما الذي شهده وحالها بعد عودتها.....

اتسعت عيناه قائلاً بخوف:

-يا إلهي.... مراد...

وبدا وكأنه يريد ان يتحرك ليبحث عن امل.... لكنها استوقفته وقالت وهي تثبت يديها على كتفيه:

-أنه نصفها الآخر يا آدم... كما كنت نصفي الآخر

قال بنبرة رافضة:

-سوف يوجعها ... لا يمكن ان اسمح بذلك

قالت بهدوء:

-وسوف توجعه....

ثم مالت برأسها نحو اليمين قليلاً:

-لا تقلق.... ستخلق منه رجلاً آخر... يشبهك تماماً

اغرورقت عيناه:

-أنا أحبكِ يافا..... لا ترحلي مرة أخرى

لمعت الدموع في عينيها هي الاخرى:

-وانا أحبك آدم.... ولن أرحل.... لقد أتيت لأخذكَ معي يا أبا لينا

اكتسى وجهه بالحزن وهي تناديه باس ابنتهما الاولى التي فقداها حال ولادتها

سألها بهمس مختنق:

-كيف تبدو؟

شع حنان غامر وجهها:

-تشبهك كثيراً

انزلقت كفها من كتفه نحو يده ليرتعش كل جسده تحت تأثير لمستها

سألته:

-هل نذهب الى لينا؟

تردد:

-وأمل

أجابته بلطف:

-سيعتني بها....

عندها فقط شبك يده بيدي زوجته ... وسار معها الى حيث تذهب في آخر هذا المجال الأبيض..... شعر مع كل خطوة يأخذها بأن المجال الموازي يختفي... رائحة المعقمات تخف.. الأصوات تخفت.... حتى عم الصمت ... ولم يعد يسمع نبض قلبه..... غير أنه لم يكن يحتاج قلباً.... إذ ان قلبه الحقيقي كان يسير بجانبه على هيئة يافا ....!

*******************************



كانت تنظر الى ساعتها بقلق... الواحدة والربع ظهراً... والدها ما زال في الداخل وقد امتدت عمليته لساعات طويلة.....

رفعت وجهها حين شعرت بباب غرفة العمليات يفتح والطبيب يخرج منه

هرعت اليه وهي تسأل:

-كيف حال والدي؟

أطل الأسف من ملامح الطبيب وهو يقول بصوت متعاطف:

-أنا آسف جداً لكننا لم نستطع انقاذه... البقاء لله



..

..

نهاية الفصل

..






moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:21 PM   #1096

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

من ساعة ما قريت و ذهب المنتمي الى حيث ينتمي و انا عارفه أن اخرة الفصل سوداااااااااااااا 😭😭😭😭😭
حرام عليكي كده ادم 😔😔 دا كان كراش يا بيلا
امل اكيد هيجيلها انهيار بعد اللي حصل ده
ادم التاني و مريم مفهمتش وجهة نظر مريم و سكوتها بصراحه تستاهل أنه يسيبها تولع مع اخوها 😒😒😒
الفصل فظيييييييع و هنعمل حداد على روح المرحوم 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 😭😭😭😭😭😭😭


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:24 PM   #1097

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

يا شريرة شو هالفصل الموجع 😢😢😢😢😢
ادم متامل وبده يعرف مريم على أهله تفاجأ بتنكرها منه لكن رهيب شو متفهم ورائع تحمل في سبيل ما يكذبها 💕💕
ادم مات 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
استني ابكي كمان 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
امل بقيت وحيده 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
متى مراد رح يسمع لقلبه وهل رح يوقف مع امل ويخفف المها بفقد ادم 😭😭😭😭😭😭😭
لسا عم ببكي 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭


هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:30 PM   #1098

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رمضان مبارك ع الجميع يارب ويجعله شهر خير وبركة لكل أمة الإسلام ..حرام عليكي ياشيخة الدنيا رمضان تروحي تموتي الراجل 😭😭😭 هو عملك ايه يعني يايافا تيجي تاخذي الراجل وتروحي وتسيبي بنتك لوحدها ..الله يعينها أمل ياترى حتعمل ايه ملهاش حد في الدنيا بعد ابوها حتعمل ايه ..ومريم التانية دي عملة تعمليها في ادم طيب لما هو في عيلتكم مافيش حب وغرام علقتي الراجل بيكي ليه اخص عليك ..الفصل جميل بس ياريت ياحبيبتي بمناسبة رمضان كدة عشان تاخذي ثواب فينا تطولي الفصول شوية وتكون الأحداث اكثر ..بارك الله فيكي حبيبتي ودمتي سالمة

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:32 PM   #1099

Berro_87
 
الصورة الرمزية Berro_87

? العضوٌ??? » 368495
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 318
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Berro_87 is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
افتراضي

ادم مااات!! مسكينه امل 😪😪

لكن ابدعتي ب مشهد الوداع و وجود يافا.. اكثر من رائع
فعلا لمس قلبي ❤️


Berro_87 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 10:38 PM   #1100

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اروع طريقه ممكنه لموت ادم الصالحى على اد ما عيط على اد ما ضحكت شكرا عزيزتى بلقيس على دفء وروعة مشاعرك

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.