آخر 10 مشاركات
7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-18, 03:47 PM   #111

ندى بودى يوسف

? العضوٌ??? » 408509
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » ندى بودى يوسف is on a distinguished road
افتراضي


الجزئين السابقين حقا من افضل ما قرأت واتمنى لك التوفيق فى هذا الجزء

ندى بودى يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 04:44 PM   #112

willoucha
 
الصورة الرمزية willoucha

? العضوٌ??? » 348641
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 991
?  نُقآطِيْ » willoucha is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
اهلا حبيبتي في انتظار تحفتك لقد امتعتينا في حرب الراء ورقصة سما باين ان هذا الجزء جزء حب ساخن في الانتظار على احر من الجمر
استفسار هل هناك علاقة لرواية على شاظئ يافا لاني لم اتمم قراءتها


willoucha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 05:38 PM   #113

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

روووووووعة بلقيس المزززززززز مكسم صاوووووخ 😍😍😍
بنتظارك قمري😘😘😘


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 06:13 PM   #114

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مليوووووون مبرووووك يا جميلة العراق التي تزرع الوحي بقلب الايحاء ... خالص سعادتي بعودتك وببدء تنزيل الجزء الثالث وواثقة انه سيكون بروعة ما سبقه وربما اجمل ايضا ...

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 06:47 PM   #115

جنغوما

? العضوٌ??? » 109139
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,515
?  نُقآطِيْ » جنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond reputeجنغوما has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جنغوما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 06:49 PM   #116

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 13 والزوار 8)
‏ام زياد محمود, ‏جنغوما, ‏Zakia Jobran, ‏moshtaqa+, ‏yanayana, ‏Safo85, ‏taheni, ‏ayaammar, ‏رغيدا+, ‏تفاءل..., ‏Khawla s, ‏Sa@@1997


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 06:58 PM   #117

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

.
مساء الخير حبيباتي...
اليوم موعدكم مع الفصل التمهيدي ... وهو موعد استثنائي... الموعد المعتاد لنشر الفصول سيكون كل سبت الساعة السابعة بتوقيت مكة المكرمة كما نوهت سابقاً
الفصل ستبقى مفتوحة ويمكن للجميع قرائتها دون تعليق لكنني سأود كثيراً أن أرى تفاعلكم معي برد يعكس رأيكم بالفصول ويفتح بيننا باب نقاش ويزيدني حماس للكتابة ويزيدكم حماس للمتابعة
..
هذا الفصل ليس البداية الحقيقية لإيحاء الفضة لكنه يعكس موقف مهم لكل شخصية من الشخصيات المتواجدة في الرواية
..
..
..
ما قبل البداية .....


" في وقت ما خلال العشرين عاماً التي تلت زواج زنبق وصخر"



(بعد مرور سنتين على زواج صخر وزنبق)

-مكسم هيمسوورث

كان ينظر بعين الحقد الى موسكو التي يتضاءل حجمها كلما ارتفعت الطائرة... لقد اكتفى من موسكو... اكتفى من الثلج والبرد... اكتفى من والدته .. اكتفى من احباء والدته المتعددين والمتعاقبين.. اكتفى من سُكر والدته... اكتفى من رقص والدته ..... ابتلع ريقه مع مرارته... انه الرقص وحده ما يهم والدته... ولربما هي للآن لم تنتبه الى غيابه .. ليس وهي مشغولة بعرضها على مسرح "البولشوي" اشهر مسرح في روسيا... تراها ماذا تقدم الان؟... عرض "بحيرة البجع" ام عرض "اونيغن"؟ ... ابتسم بسخرية صفراء.. ان والدته لا تحب عرضاً معيناً بحد ذاته.. لكنها تحب الرقص كله... كان الباليه يجري في دمها.. وقد فضلته على كل شيء حتى عليه هو، ابنها الوحيد... كما سبق وفضلته على والده حين هجرته لتلحق بحلم الرقص بعد ان حاول منعها عنه....... في سنوات وعيه الأولى.. كان يعشق منظر والدته وهي ترقص... كانت تشبه الملائكة التي تحكي له قصصهم ليلاً... خفيفة مثل ريشة... ورائعة الجمال مثل كائن من السماء.... ولا يزال يذكر انبهاره بها وفخره ... لكنه حين كبر... أدرك ان ما جعل والدته ملاكاً في عينه هو في الحقيقة ما حولها الى شيطان... هذا الحب المريض للرقص.. هذه الحاجة الملحة للصعود الى المسرح يوماً بعد اخر... وما يتبع ذلك من هوس قاتل للحفاظ على وزنها وممارسة تمارينها وتدريباتها دون توقف... حتى اهملته تماماً..... وليت الأمر توقف عند هذا الحد... كانت كلما اشتهرت أكثر.. كلما انغمست في حياة اللهو أكثر... كلما تكاثر عدد معجبيها كلما تزايدت علاقاتها وقصرت مدتها ... احيانا لم تكن علاقتها مع أحدهم تستمر اسبوعاً واحداً ليجد اخر يحتل مكانه... لم تفكر للحظة كم يؤثر هذا سلباً فيه... وكم يحطم صورتها الملائكية في عينيه... حتى تحولت شيئاً فشيئاً الى شيطان.. تلاشى البياض من حولها... وتبخر اعجابه العظيم بها... وصار يراها مجرد راقصة رخيصة سعت للشهرة مثل شخص يتسلق شجرة مريضة وحين وصل الى قمتها راح يجني الثمار ويأكلها غير مبالي انها مليئة بالعفن والدود.. وقد قطفت والدته ثمار شهرتها.. ادمان على الكحول ، وعشرات العلاقات الجسدية الفارغة والكثير من عناوين الأخبار التي تصدرت فيها صورتها صفحات الجرائد الصفراء في اوضاع معظمها غير محتشمة .. بينما تركته يعاني من معاملة رجالها السيئة ومن مزاجها الأسوأ حين تثمل والاكثر من ذلك من سخرية كل اصدقائه ومن يعرفهم ومعايرتهم له بسمعة والدته السيئة..... .......
لا يعرف حقاً كيف احتمل خمسة عشر سنة من كل هذه القذارة... لكنه ممتن لصديق والدته الجديد الذي ضربه بعد ان شرب مع والدته حتى ثملا تماماً وعادا الى البيت
كانت الساعة بعد الثانية بقليل.. استيقظ من نومه على صوت جلبة وحين خرج ليستطلع وجد والدته تترنح مع صديقها قرب الباب بينما يدفعها نحو الحائط مزيحاً ثوبها الفاضح عن كتفها..... تصاعد الغثيان الى حلقه وكاد ان يستفرغ... هل وصلت بها الوضاعة لتجلب عشاقها الى البيت الذي يعيش فيه معها لتطارحهم الغرام في حضوره !.....
ثارت ثائرته وهو يصرخ: ما الذي يفعله هذا القذر هنا؟
وتقدم نحوه بخطوات سريعة ليزيحه عن والدته صائحاً: ابتعد عنها
ثم التفت اليها وعيناه تنضحان اشمئزازاً:
-لقد قلتِ أنكِ لن تجعليني اشهد شيئاً مخزياً كهذا.. ان كنتِ تريدين ان تغوصي في الوحل.. افعلي.. لكن لا تحضري الوحل الى البيت
عندها دفعه الرجل السكران وهو يصيح: من تقصد بالوحل؟...
وقبل ان يرد كان الرجل ينهال عليه ضرباً..... حاول جهده حينها ليدافع عن نفسه لكن بنيته النحيلة لم تساعده .. كان الرجل اضخم بكثير واقوى بكثير وجسده معبأ بالعضلات بينما كان جلده يلتصق بعظمه... نزلت دموعه رغماً عنه... فهذا الذل اكثر من طاقة شاب في الخامسة عشر على الاحتمال خصوصاً وهو يرى والدته تجلس على الأرض بنصف وعي تراقب ما يحدث دون حتى ان تعترض.... لحظتها قرر انه لن يبقى دقيقة واحدة .. وانه سيلجأ لوالده .... فهو رغم انه لم يطالب به يوماً لكنه على الأقل أكثر استقامة من والدته....
وها هو الآن يجلس في الطائرة يودع موسكو بالكثير من الكره واعداً ان ينتقم .. يوماً ما سيعود.. لكنه سيعود قوياً... روحاً وجسداً... وسيعاقب كل من كان له يد في المه........
اشاح وجهه عن شباك الطائرة واسند رأسه الى أعلى مقعده واغمض عينيه وهو يفكر: ترى كيف سيستقبل والده مفاجأة حضوره
******************

Msamo likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 06:59 PM   #118

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي


(بعد خمس سنوات من زواج صخر وزنبق)

زنبق وصخر السالم:

-أحب فقط ان أنوه لمعلومة مهمة يا حبيبي.. وهي أننا في بغداد ولسنا في نيويورك... وما تفعله الآن قمة العار...
ضحك صخر دون ان يزيح العصابة الملونة عن عيني زوجته التي يقودها أمام أعين المارة المستغربين والمستهجنين هذه الحركات الصبيانية التي لا تليق برجل يبدو ناضجاً كفاية ليشارف الأربعين...
-كم تحبين التذمر زنبوقة...
هتفت معترضة وهي تتوقف مكانها:
-اسمع لا تناديني زنبوقة والا رميتك بـ "صوصة"
فزعت ملامحه وهو يتذكر اللقب السخيف الذي اطلقته عليه ذات يوم..
-استحلفك بالله كل شيء الا "صوصة" ... ما رأيك بـ "صوصج" مثلاً ...
واصلت المشي على هدى خطواته وهي تتشبث بذراعه قائلة بصوتها البطئ المعتاد:
-ما رأيك لو اجلنا نقاش الالقاب فيما بعد... هل جئنا الى بغداد لتعصب عيني..
-الا تلاحظين يا حبيبتي أن العصابة اثرت في اعصابكِ قليلاً.... انا احاول ان اكون رومانسياً هنا.. هلا ساعدتني بحق الله
لاحظ وجهها يشحب قليلاً وهي تتلكأ في خطوتها... قطب وقد استشعر شيئاً غير مريح.. فجأة همست له
-العصابة تذكرني بخطف والدتي
في ذات اللحظة كانت العصابة تُزاح بسرعة عن عينيها ليظهر امامها وجه صخر الذي انحنى يختصر فارق الطول بينهما ووجهه يقطر أسفاً...
-يا الهي زنبق انا اسف.. اسف جدا حبيبتي
اهتزت ابتسامتها قليلاً لكنها قالت له بصوت دافئ
-لا عليك حبيبي.. اعرف أنك لم تفكر في الأمر.... هل يمكنني ان اغمض عيني فقط؟
استشعر انها لم تكن تريد ان تتناقش في الموضوع أكثر... قلبه اوجعه بينما يحاول ان يعيد لوجهه المرح:
-بالطبع..
رفعت حاجبيها باستغراب بعد ان لمحت المنطقة التي يقفان فيها:
-ماذا نفعل في حي طفولتي؟
-اغمضي عينيك زنبق ولا تفسدي كل شيء
فعلت كما امرها.. ورغم انه حاول ان يكون مرحاً... لكن الألم اعتصره داخلياً..... مخلفات الحرب لن تنتهي... ولا ارباح تأتي بعد ذلك يمكن ان تعوض خسائرها... لا شيء يمكن ان يتلافى وجع الموت، حتى الحب!......
اخيراً وصلا حيث اراد رغم انه لم يكن متأكداً الان من حسن صنيعه... لكنه قال لها:
-افتحي عينيك
وحين فتحتهما وجدت نفسها امام بيت طفولتها... رمشت .. وراقب الحنين يعبر وجهها فيترك عيناها مغرورقتان بالدموع
همست: ما هذا؟
قال ببساطة وهو يمسك يدها: لقد اشتريته.... بحثت عن صاحبه المهاجر فلم استطع الوصول اليه.. منذ شهر فقط تمكنت من التواصل معه واقنعته ببيع البيت لي ... انا اعرف جيداً قيمة هذا البيت بالنسبة لكِ..... هذا يا زنبق آخر محاولاتي لتعويضكِ عن كل ما فقدته... لربما لن أستطيع ان اعيد اليكِ والديكِ.. لكنني أعيد اليكِ ذكرياتك معهما...
شهقت زنبق باكية وهي تستدير اليه معانقة اياه دون ان تبالي بحقيقة وجودها في مدينة ترفض مظاهر الحب العلني....
قبلت خده بحرارة وهي تهمس: شكراً صخر.. شكراً حبيبي
شدّ ذراعيه حول خصرها:
-ماذا عن محاضرة العار التي كنتِ تلقينها علي منذ دقائق
ضحكت من بين دموعها دون ان تتراجع عنه:
-لنعتبر انني لم القها...
*************************

(بعد عشر سنوات على زواج صخر وزنبق)

-مريم خوري

كانت مريم تتأمل بقايا "باب توما" بإنبهار... رغم انها ابنة الشام... وترى هذا البناء كثيراً... لكنها هذه الفترة بدأت تتأمله بتركيز كلما مرت به وكأنها تكتشفه لأول مرة وذلك لأنها اكتشفت انها من محبي التاريخ اذ ان عمها استاذ التاريخ المخضرم راح يروي لها الحكايات عن الشعوب القديمة والاثار التي تركوها وقصة كل اثر كما اخبرها ان "باب توما" والذي يعتبر احد ابواب دمشق السبعة هو اثر قديم يعود للعصور الرومانية وانه سمي بإسم قديس كان احد رسل المسيح الاثني عشر... وكم تمنت يومها ان تترك منطقتها "الميدان" وتأتي لتسكن قرب بيت عمها في باب توما
نسبة الى طفلة في الثالثة عشر فإن اهتمامها هذا بدا غريباً قليلاً عن من هم في سنها.. لكنها لم تكن تبالي.. لقد قررت انها ستصير استاذة تاريخ مثل عمها.. وستكتب يوماً مقالاً رائعاً عن "باب توما"... رفعت يدها تشم الياسمينة التي قطفتها صباحاً من حديقة الدار قبل خروجها مستمتعة برائحتها العطرة ... ثم رمت ضفيرتها الى الخلف ومشت نحو اخيها الأكبر الذي كان يشتري لها شوكولاتة كبيرة الحجم من الكشك الصغير القابع على رصيف الشارع قبل ان يتجها معاً لزيارة بيت عمها.... داخل الكشك كان الراديو يصدح بأغنية دمشق....
التقطت اذني مريم مطلع الاغنية "هذي دمشقُ وهذي الكاسُ والرّاحُ.. إني أحب وبعض الحب ذبّاحُ" ..... علقت كلمات الاغنية في بالها... سلمها اخوها الشوكولا قائلاً بمرح:
-هذه لياسمينتي الشامية...
ابتسمت بسعادة واخوها يناديها بلقبها بين افراد العائلة ... اخذت الشوكولا منه وركضت نحو السيارة تاركةً اياه يمشي خلفها ببطيء يليق بهيبة طبيب اسنان... جلست في مقعدها وازاحت الغلاف عن الشوكولا لتقضم قطعة منها وهي تداعب ياسمينتها ووجدت نفسها لا ارادياً تردد " هذي دمشقُ وهذي الكاسُ والرّاحُ.. إني أحب وبعض الحب ذبّاحُ" ... وراحت تكررها طوال اليوم.... دون ان يخبرها احد ان ما تكرر قوله كثيراً قد يتحول احياناً الى واقع .... !
**************


تالا2014 and Msamo like this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 07:00 PM   #119

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي


(بعد مرور عشر سنوات على زواج صخر وزنبق)

مايا وآدم ميلر


-آدم.. آدم...
دخلت مايا غرفة توأمها دون استئذان
قطب آدم وهو يقول معترضاً:
-لقد وجدت الابواب لنطرقها قبل ان ندخل
تأففت مايا وهي تجيب
-أترك الأبواب وقل لي كيف ابدو؟
تأمل آدم زي الباليه الذي ترتديه اخته وابتسم ...
-تبدين جميلة جداً
دارت مايا حول نفسها ضاحكة .. وهي تقف على اطراف اصابعها في حركة رقص مختصرة..
-اخيراً سأرقص خارج حدود المدرسة.. أتظنني سأفوز؟
نهض آدم من مكانه وحطت يداه على كتفي اخته .. وقال بثقة
-ستفوزين مايا.. لأنك راقصة باليه بالفطرة ... تتحركين كأنكِ فراشة .. وأنا فخور بكِ جداً...
هتفت بالعربية:
-هابيبي، هابيبي انت ...
قاطعهما صوت انجل التي دخلت الغرفة لتوها وهي تقول برعب
-ماذا قلتِ للتو مايا؟
استدارت مايا متفاجئة من حضور والدتها بينما ضحك آدم بخفة
قالت مايا ببراءة: ماذا يا "حبيبتي"
وشددت على لفظ حرف الحاء ...
رفعت انجل حاجباً وهي تقول: اها جيد لقد ظننت انكِ قلتِ "هابيبي" للتو ... كنت ذهبت وقتلت والدكِ لأنه يسيء نقل العربية اليكم
ضحك آدم: تقصدين الـ "آرابي" ...
قطبت انجل: اخرس يا ولد
علقت مايا: لقد ظننت ان الـ "اخرس" لدادي فقط...
ضحك التوأم بينما دخل جوزيف منضماً الى الحديث
-ما هذا التجمع؟ .. هل هناك اجتماع عائلي طارئ تتآمرين فيه مع اولادي ضدي يا سيدة انجل؟
التفتت وهي تنظر اليه بعدم رضا:
-بل قل انت من تآمرت معهم ضدي... لقد امسكت هذه الفتاة وهي تقول "هابيبي" وليس "حبيبي".... ألم أقل إنك تخرب لغة اولادي... يا خسارة كل تلك السنوات التي قضاها استاذ رشيد في تعليمكم العربي... سأحرص أن يشدد على لفظ الحاء في الدرس القادم
ضحك جوزيف وهو يحيط كتف انجل بذراعه:
-اقسم انكِ أمرأة ظالمة... ان الأولاد يتلقون منذ عشر سنوات حصتين في الـ "آرابي" اسبوعياً
-أظنني سأجعلها ثلاثة ما دام هناك من يفسد ما يصلح استاذ رشيد
سحبها قليلاً وهو يغمز لولديه الضاحكين
-ما رأيك لو تناقشنا في غرفتنا.. دعينا لا نهز صورتنا امام اولادنا
سخرت انجل:
-هه؟ أي صورة..... هل تعلم كم مرة سمعني اولادك اقول لك "اخرس"؟
ضحك جوزيف وهو يأخذ انجل خارجاً:
-لقد سمعوها اكثر من كلمة "هابيبي"
هتفت انجل: حبيبي.. حبيبي.... اسمها حبيبي.... سأقتلك
نظرت مايا الى ادم ضاحكة:
-انهما مراهقان اكثر منا
شاركها ادم الضحك
-احياناً اشعر انهما يصغران ولا يكبران
حولت مايا نظرها عن اخيها الى الكتب المنثورة على المكتب.. اشارت اليها متسائلة
-ما كل هذه الكتب؟
اجابها مبتسماً:
-أنا أقرأ تاريخ سوريا.. انتهيت من تاريخ العراق البارحة.. وبعد سوريا سأبدأ بتاريخ مصر.. العم وليد وعدني بمناقشة تاريخ مصر حين يعود من رحلته التطوعية
اشتعل الاهتمام في عيني مايا:
-هل تاريخها عريق مثل العراق ؟
-ومثير جدا للإهتمام...
-ستحدثني عنه كما في كل مرة.. اليس كذلك؟
-بالطبع يا صغيرة
اعترضت: هاي انها خمس دقائق فقط تلك التي سبقتني فيها الى هذا العالم
ضحك: وهي كافية لجعلك أصغر مني
جعدت مايا انفها غير راضية ...
-سأتركك لكتبك واذهب لأُري العم مات والعم كايل زيي
وخرجت اخذة معها طاقة المرح والدلال التي تحيطها.... بينما عاد ادم الى كتبه
*************************

(بعد مرور أحد عشر سنة على زواج صخر وزنبق)

علي السعدون و أوركد السالم

همست اوركد بخوف:
-علي أنا مرعوبة... اخاف ان يأكلني العفريت
امسك علي بيدها وهو يخبئ ضحكته بصعوبة محاولاً ضبط نبرة صوته بأيقاع جاد
-لا تقلقي روري.. أنا معكِ...
تشبثت بأصابعه بقوة .... وهي تغمض عينيها كل دقيقة وتعتصرهما بخوف وتعود لفتحهما مجبرة...
ضحك من منظرها الخائف .. لم يكن يتوقع ان روري ذات العشرة اعوام ستصدق كل ما يرويه لها فقط لأنه يكبرها بثلاث سنوات والتي تشعره احياناً انها عشرة سنوات اذ انها تنظر اليه بإنبهار وكأنه يعرف كل شيء .. لذلك كان من السهل جداً خداعها... لقد ظن انها تغيرت عن قبل خمس سنوات حين زارت عائلتها العراق لآخر مرة .. لكن ها هي نفسها.. ما زالت تصدق مثل الحمقاء كل قصصه الخيالية ...
هذه المرة ادعى ان هناك عفريتاً يسكن بيتاً في اخر الشارع ... في الحقيقة البيت كان مهجوراً لسفر اصحابه منذ سنوات طويلة خارج العراق.. مما جعل الاشجار تنمو بلا ترتيب والغبار يكسو واجهة البيت ... وحين رأته روري بهذا الشكل ارتجفت وتشبثت بيده.. لكنها لم تطلب أبداً العودة.. كان يعرف انها ستتبعه طالما يريد ذلك ..مهما كانت وجهتهما.... ويدرك حتى وهو في هذا السن الصغير انها تثق به .. ولأن خدعه كلها صارت مكشوفة لأصدقائه الباقين .. فقد كانت روري الشخص الأخير والوحيد الذي ما زال يصدقه بشكل تام ودون مسائلة ....
دخلا الى البيت بهدوء شديد... ووقفا في الباحة الخارجية ... وعندها حانت اللحظة ... كانت مغمضة عينيها بخوف فسارع لسحب يده من يدها وركض نحو باب المطبخ واختبئ خلفه وصار يصرخ مدعياً الرعب:
-روري... روري.. روري... ساعديني العفريت اختطفني
وراح يخرج اصواتاً غريبة .... .. كان يختبئ خلف الباب فلم يستطع ان يرى وجه روري المرعوب دون شك لكنه سمع صوت صراخها
-انا قادمة ليلو.. قادمة ... وفجأة احس بيدها تحاول فتح باب المطبخ لكنه دفع الباب بقوة بجسده كيلا تدخل...
بعد عدة ضربات من يدها على الباب ابتعدت يائسة .. استقام هو ليفتح الباب وينهي هذه اللعبة فقد ارعبها بما فيه الكفاية ... لكن صوت تكسر نافذة المطبخ افزعه .. لم يصدق ان روري قد رمت حجر كبيراً كسر جزءاً كبيراً من النافذة .. وما هي الا ثانية حتى رآها ترفع قدمها حتى اقصاها لتضعها على حافة الشباك مثبتة يديها على الحافة كذلك لترفع جسدها حاشرة اياه في الشباك المليء ببقايا الزجاج المكسور.... ارتعب علي خوفاً عليها... شعر بالدماء تتجمد في عروقه ..
صرخ: روري لاتفعلي.. انا بخير..
لكن الاوان قد فات ... صرخت روري بشدة حين خدشت حافة احد جهات الزجاج المكسور خصرها لكنها لم تستسلم وهي تدفع نفسها غير مبالية لتسقط في ارض المطبخ... وهي تصيح بصوت متألم :ليلو .. ليلو..
كان علي قد هرع اليها قبل ان تناديه حتى.. منظر الدماء على جانبها الايمن أفزعه... طفرت الدموع من عينيه وهو يشعر بندم قاتل لخداعها...
اخذها بين ذراعيه حاملاً اياها .. فهمست له:
-لقد انقذتك..
وكان هذا اخر ما قالته قبل ان تفقد الوعي.
*******************

(بعد مرور اثنا عشر سنة على زواج صخر وزنبق)

مراد السالم

تبختر بين الحضور بملابسة الفاخرة وطوله الفارع... في ذراعه تعلقت عارضة ازياء حسناء التقاها في اخر عروضه .. كان يعلم ان جميع العيون مصوبة نحوه.. فمن لا يعرف "مارت" كما تسميه الصحافة ... انه عارض الأزياء الأشهر في امريكا .. قدم عروض لأهم دور الأزياء ولم يتجاوز عمره الثانية والعشرين.... طوله الفارع .. اناقته الفطرية .. جاذبيته التي تمزج حرارة الشرق بنسائم الغرب .. كل هذا ساهم في جعله الأول في لائحة عارضي الأزياء.... وهو كان مدرك تماماً لمدى وسامته واهميته ولم يتوانى في ان يظهر ذلك... البعض يسمونه غروراً أما هو فيسميه ثقة ..... انه يثق بما يملك .. وليس ذنبه ان لا يملك الاخرون مقوماته اوان لا يثقوا بما يملكون .... انه "مارت" الذي تهتز لأجله قلوب النساء.. وتتوسله وكالات الأزياء ليتكرم بالمشاركة في عروضهم... وتنهال عليه عروض الاعلانات والتمثيل من كل حدب وصوب... القى ابتسامة خفيفة نحو الفتاة المعلقة في ذراعه فرمشت مبهورة .. ازدادت ابتسامته اتساعاً..... من قال ان الدنيا لا تعطي كل شيء فهو احمق... لأن الدنيا اعطته كل شيء.. الوسامة.. الجاه.. الشهرة .. السعادة ... المكانة المرموقة وشهادة هندسة معمارية !
همس صوت خبيث داخله "وماذا عن الحب؟"
هتف بصوت عالي لافتاً نظر صديقته "ومن يحتاجه؟"
سألت الفتاة: ماذا؟
انتبه انه ترجم افكاره الى كلام فإبتسم مرة اخرى وهو يجيب : لا شيء.. مر في بالي شيء أحمق لا أكثر
***************


Msamo likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-18, 07:00 PM   #120

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي


(بعد ثلاثة عشر سنة من زواج صخر وزنبق)


آدم أحمد ....

خمسة عشر سنة.. وها هو يقف الآن حيث توقف عدّاد الفرح في عمره.. خمسة عشر سنة على آخر مرة احتضنها بين يديه.. آخر مرة سمع إسمه من بين شفتيها العذبتين.. آخرة مرة اجتمع فيها بنفسه التي تركها وخرج من القبر يومها... وها هو الآن بعد كل هذا العمر.. يقف في هايد بارك.. أمام شجرة التفاح التي توهجت يوماً يافا تحتها بضفيرتها البنية وعيناها الغاليتين كالفيروز.. اخذ نفساً عميقاً.. إبتسم إبتسامة فيها الكثير من البكاء.. أحياناً تكون الإبتسامة أقسى حالات البكاء.. والآن وهو واقف أمام ذاكرته بكى بإبتسامة !... تحت هذه الشجرة إكتشف معجزته الصعبة وإن لم يكن نبياً.. عرف أن حبها هو رسالته الى هذا العالم.. لكنه فقط لم يكن نبياً ليحملها.. فكان عليه ان يكون كذلك.. لقد قاتل لأجل أن يكون كذلك.. ورغم أنه لم يصبح نبياً.. لكنه بالتأكيد لم يعد وحشاً ولا ضحية لعنفٍ أورثته إياه والدته في طفولته
الموت.. إيحاء كاذب.. وقت مستقطع من كل جسده وقلبه.. انه عدوه وصديقه في نفس الوقت.. عدوه حين أخذ يافا من بين احضانه وهو ذاته صديقه حين سيأخذه يوماً ما اليها.. اقترب من الشجرة.. لمس جذعها.. أغمض عينيه وهمس "مرحباً أيتها الحبيبة.. مرحباً أم لينا" .. ابتلع غصته.. كاذبون هؤلاء الذي يحاولون اقناع الاخرين ان الوقت كفيل بشفاء كل الأوجاع وان الحزن يبدأ مثل صرخة مدوية ثم يتلاشى مع الزمن ليتحول الى نحيب باهت لا يكاد يُسمع... إن حزنه ما زال يصرخ بوحشية داخل صدره للدرجة التي أصابت قلبه بالطرش.. وإن الزمن لا يعالج حنينه الذي يتكاثر يوماً بعد آخر الى المرأة التي دخلت حياته مثل برق.. مضيء وخاطف وسريع العمر !.. أما الذين يقولون اننا نتعود على الموت.. نتعود على الفراق فهم الأكثر كذباً.. لا أحد يعتاد على الموت!.. لا أحد يعتاد على فراق جزء من قلبه.. فكيف يعتاد هو على فراق كل قلبه.. إن الموت ليس أزمة وقتية.. إنه حالة ثابتة من الوجع يعيش داخلها الإنسان لما تبقى من عمره.. وقد حُكم عليه ان يعيش داخل هذا الوجع ........................جلس تحت الشجرة .. أخرج من جيبه الكيس الصغير الذي يعتني به اكثر من روحه.. والذي يحوي التراب الذي التقطه بقبضته من قبرها يوم دفنها بيديه.. عاد يبتسم ذات الإبتسامة الباكية ثم قرب الكيس من فمه.. قبله وهو يأخذ نفساً عميقاً كأنه يستنشق رائحتها من خلاله.. ثم نظر اليه وتجلى له وجهها النقي الرائع الجمال.. حدثها بحزن: يظنون بأنني مجنون يا يافا.. يعتقدون أن بقائي على ذكراكِ ضربٌ من الغباء.. قبل أسبوع سامر حاول ان يعرفني على إمرأة اخرى.. لقد حاولت يا يافا.. لأجل أمل حاولت.. لأجل أن اجد لها بديلاً عن أمومتك التي تحتاجها اكثر كلما كبرت.. لكنني لم أستطع.. فعلياً لم أستطع.. كلما نظرت اليها رأيتكِ.. كلما ضَحِكت سمعت صوت ضحكتكِ انتِ.. هذه مشكلتي الكبرى يا يافا.. أنني أقارن الأخريات بكِ أنتِ.. وكفتهن جميعاً على الإطلاق تخفق أمام ثقل كفتكِ.. لا أحد يفهم يا يافا أن ما بيني وبينكِ لم يكن حباً فقط.. لقد كنتِ المرأة التي غيرتني.. لقد قتلتِ الوحش داخلي وقلمتِ أظافره وهذبتِ اخلاقه.. لم تكوني امرأة جميلة ومثيرة فقط.. بل كنتِ حالة من الضوء تتسلل الى ظلمتي.. من يومها والشمس تشرق في روحي.. إن أمرأة تغير الرجل الى الأفضل أمرأة لا تنسى.. فكيف يمكن أن أنساكِ.. ثم هناك رحيلكِ.. رحيلكِ المفجع السريع .. الذي سرقكِ مني بينما كنت بدأت للتو أشرب سعادتي معكِ.. ثم هناك كل ما عشناه وكل ما عانيناه.. هناك تاريخ عميق بيننا.. لقد عشنا كل المشاعر معاً .. الحب والكره.. الوجع والراحة، الحزن والسعادة.. عشنا الفقدان والخيانة والكسر.. عشنا ما كان يمكن ان يفرق أي اثنين غيرنا.. فكيف يريدون مني أن أنسى؟ هل أنسى المرة الأولى التي رفعتِ فيها عينيكِ الفيروزيتين اليّ فأطل البحر منهما فما عادت ساقاي تحملني فملت استند الى حافة الباب؟ هل أنسى بجامتك الوردية وذيلي الحصان المشاغبين حول وجهك الطفولي؟ هل أنسى الوجع العاصف في قلبي يوم رأيتكِ تزفين الى غيري.. هل أنسى الرصاصة التي اخترقت كتفكِ لكنها مرت اولاً عبر قلبي.. هل انسى عرسنا ؟ هل انسى رحلتنا الى يافا؟ هل انسى لحظات دفئنا فوق سرير من حب؟ هل انسى تحولي على يديكِ؟ هل أنسى لينا؟ هل انسى مرضكِ؟ هل انسى وجعكِ؟ هل انسى فرحتنا العظيمة بأمل؟.. إنهم يتوقعون مني أن أنسى.. لكنني لا أنسى يا يافا.. لسبب بسيط وهو انكِ لم تموتي بعد في قلبي.. إنك تكبرين فيه كل يوم.. تعربشين في جوانبه.. تُضخين منه الى كل اوردتي.. تتكاثرين في دمي.. كيف يمكن أن أشرح أنكِ حية جداً داخلي وان كل امرأة سواكِ ميتة في نظري !.. كيف يمكن أن أشرح.. أنكِ أنا؟!.. وأنني أبداً لن أنسى..!
قد يظنه الآخرون مجنوناً حقاً.. فمن ذا الذي يحافظ على حب إمرأة لخمسة عشر سنة؟.. من ذا الذي تتوقف حياته على امرأة واحدة لخمسة عشر سنة؟ من ذا الذي يزهد بكل النساء اللواتي على قيد الحياة والجمال لأجل إمرأة على قيد الذاكرة؟ من ذا الذي يعاند رغبة جسده وفاءاً لقلبه؟.. إنه رجل واحد فقط،، رجل عاشق وآدم أحمد رجل عاشق بكل ما للعشق من معنى
************************

(بعد خمسة عشر سنة من زواج صخر وزنبق)

أمل آدم

وقفت امام قبر جدها مرتدية ثياب الحداد السوداء .. وبيدها كتاب شعر.. بينما تدلى من رقبتها سلسال يحمل مفتاحاً قديماً... مفتاح لبيت كان يسكنه جدها في يافا... المدينة التي ولد فيها وتغرب عنها لكن روحه لم تغادرها... وهي ذاتها المدينة التي توفيت فيها والدتها والتي يستقر قبرها على بعد اقدام من مكان وقفتها هذه... اليس غريباً ان يكون اسم والدتها هو نفس اسم المدينة التي تنتهي فيها حياتها....
شعرت بغصة بكاء... انحنت تمسح شاهد القبر.. لقد تحقق لجدها ما اراده... كانت تعرف دائماً انه ينتظر الموت... رغم كل الحياة التي كان يبثها في والدها وفيها... لكنها كانت في قرارة نفسها تعلم انه ينتظر الموت ليلحق بجدتها أمل والتي سميت هي تيمناً بإسمها....
كان يقول لها دائما انها هي السبب الذي جعله يتعلق بالحياة من جديد بعد رحيل جدتها... لذلك نذر نفسه لها... فكان صديقها أكثر من جدها.... وكان هو الذي يقف بجانبها حين ينتاب والدها لحظات من الحنين القاتل الذي يجعله يسافر لأسابيع الى لندن او الى يافا ليقتفي اثر والدتها الراحلة.....
اكتشفت منذ ان وعت على هذه الحياة ان الحب قرين للألم.... فأهم رجلين في حياتها كانا يعانيان من الام الفقد ... كلٌ على طريقته... بينما كان جدها يحي جدتها فيها.. كأنه يريد ان يمنحها من جدتها اكثر من اسم بل اراد ان يخلق فيها كل ما كان موجوداً في حبيبته امل... كان والدها يحدثها دون انقطاع عن والدتها يافا.... ورغم انها تعشق جدتها ووالدتها.. لكنها دائماً تشعر بالوجع لأجل جدها ووالدها لأنهما ما يعانيان حتى بعد مرور كل تلك السنين..... وها هو جدها قد رحل.. رحل مبتسماً هامساً بإسم "أمل" وكانت هناك.. تمسك بيده .. لكنها علمت بشكل ما انه لم يكن يعنيها هي ... بل يعني جدتها....... تساءلت بمرارة، هل يمكن ان يحب الانسان الى هذه الدرجة؟ الى الدرجة التي يعيش فيها لا لشيء الا لينتظر موتاً يجمعه بحبيبه؟ وكانت الاجابة واضحة تماماً..... نعم.. نعم.... لقد شهدت وما زالت تشهد كل يوم هذا النوع من الحب....
فتحت كتاب الشعر المفضل لجدها وراحت تقرأ الأبيات التي لطالما رددها عليها:
"نَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَ....."
لم تستطع ان تكمل... اجهشت بالبكاء... وهي تقف أمام أعزائها ... والدتها التي رحلت قبل ان تناديها لمرة "ماما"... وجدتها التي رحلت هي الأخرى دون ان تحكي لها حكايات قبل النوم ككل الجدات ... واخيراً جدها الذي بدا وكأنه حين رحل.. انطفأ شيء ما في روحها.... كأن سماء الوطن الذي تغنى به ما عادت تشرق بها شمس .. وكأن بحر يافا الذي لطالما اخذها لتشهد جماله قد جف......
الموت... دائماً... دائماً.... سيد حياتها !

******************



Msamo likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.