آخر 10 مشاركات
نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          انا طير .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          إن كرهتكـــــــ فلا تلوميني ... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-18, 06:42 PM   #1261

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضوور للفصل

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:02 PM   #1262

sosa mahdy

? العضوٌ??? » 382249
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » sosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond reputesosa mahdy has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور.......

sosa mahdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:26 PM   #1263

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيباتي مساء الخير..
دقائق ونازل الفصل .. ياربت توقفون التعليقات مؤقتاً...
..


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:37 PM   #1264

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي ..
اتمنى تكونون بصحة جيدة وبخير ..
اعتذر عن عدم نشر الفصل في السبت الفائت لضعف شبكة الانترنيت .. كنت مسافرة الى الأدغال ههههه
ولأجل هذا فموعدكم يوم الاثنين مع فصل استثنائي تعويضي .. وبنفس الوقت هذا
...
..
يلا نبدأ
..
الإيحاء الخامس عشر: وحدي بلا رفيق*
الأغنية لـ (ميادة بسيليس)


-وما انتميت الى ما انتميت
-مراد السالم


إنك تقضي حياتك في بناء نفسك، ثم تأتي لحظة فاصلة في عمرك تشبه المطرقة الكبيرة، تضربك في النقطة المشروخة والضعيفة داخلك فتهدمك.......... هكذا كانت قبلتها... مطرقة كبيرة قسمت قلبه المشروخ الى نصفين .. وكان يعي تماماً أنه لا مجال لأن يجمع النصفين بعد ذلك.... ومع هذا لم يتوقف..... بل تمسك بها أكثر... حفر أصابعه على منحنيات وجهها وهو يثبتها لتستقبل شفتيه المأخوذتين بعمق الاحساس الذي زرعته قبلتها.......
تأوهت بصوت خافت أرجفه.... أجل لقد أمسك بالكثير من النساء بين يديه هكذا وقبلهن هكذا ... وأجل لقد سمع الكثير من النساء يتأوهن بين يديه هكذا... لكن الأمر لم يكن بالطريقة بل بالإحساس..... كان يمسكها بقلبه .. يقبلها بروحه ويسمع صوت تأوهها بمشاعره ..... وهذا ما أردى قلبه الى نصفين وأفقده عقله.....
شعر بها تحاول ان تنسحب... وعقله أخبره بأن عليه ان ينسحب.... لكنه لم يطع لا محاولاتها ولا صوت عقله..... بل همس وشفتيه تحصدان شفتيها برقة:
-لا تبتعدي
لم تناقشه ولم تعترض بل اطاعته على غير طبيعتها النارية...... ولكنه لم يكد يستمتع بطاعتها له حتى رن جرس الباب مقاطعاً..... هل عادت السيدة سارة من مشوارها بهذه السرعة؟..
شعر بالحنق لأنه لم يستطع ان يوقفها عندما حاولت الانسحاب من بين يديه فتركها تنسل عنه وهو يشعر بأن جزءاً منه ما زال عالقاَ بين شفتيها....... كان وجهها محمراً بقوة تناقض الشحوب الذي كساه طيلة الأيام الماضية ... مما جعله يبتسم قليلاً
لم يكن يدرك بأن الدماء التي كانت تجري حارة في عروقه قد انعكست على بشرته الساخنة وعينيه اللتين تطلعتا نحو أمل وكأنها المرأة الوحيدة في هذا العالم .... لم يدرك كذلك انفاسه المتسارعة بسبب ضربات قلبه المدوية ولا هالة الغرور التي سقطت عنه عندما تعرّت مشاعره بهذا الشكل أمام قبلتها....
أمام عينيه المتفحصتين لم تستطع ان تتكلم .. ارتبكت ملامحها مما أثار رغبته مناكفتها فقال ممازحاً
-الآن فقط عرفت ما كان عليّ أن أفعل لأسكت لسانك اللاذع في يافا
اتسعت عيناها ببراءة ثم تلونت بالنار الزرقاء التي يعرفها جيداً:
-كم أنت مغرور..
عدل ياقة قميصه بحركة تكبر ليغيظها وقد شعر بأنها عادت الى تلك الـ "أمل" التي قابلها في يافا.... فما كان منها الا ان استدارت عنه لتفتح الباب....
على الباب وقف رجل بني العينين والشعر لكنه لم يبدو عربياً لسبب ما ..... كان يبتسم بتهذيب وبدا شكله مألوفاً.....
قالت له:
-تفضل؟
سألها:
-الآنسة أمل الصالحي؟
عربيته رغم كونها جيدة جداً لكنها كانت تحمل لكنة ثقيلة قليلاً وكأن صاحبها لم يعتد التحدث بها ...
-أجل أنا.. من أنت؟
مد يده باسطاً إياها وكأنه يود أن يصافحها.... وقال معرفاً عن نفسه
-أنا آدم ميلر ابن جوزيف ميلر.... لقد جئت في زيارة للأردن وأبي طلب مني أن أزوركِ وأطمئن عليك
ابتسمت بشكل لا ارادي... واخذت يده تصافحها مرحبة:
-أهلاً بك .. هذا لطف شديد من العم جوزيف...
اشارت بيدها الى الداخل..
-تفضل... تفضل
حالما دخل.... وقف في مكانه ينظر الى مراد بينما كان مراد يبادله نظرات المفاجئة..
قال كلاهما بصوت في نفس الوقت
-مراد؟
-آدم؟
***************************************
وقفت مريم أمام البيت الذي كان يسكنه آدم والدموع تملأ عينيها... لم يخبرها بأنه مسافر... رحل هكذا فجأة وقد اكتشفت هي الأمر بالصدفة...
اتصلت عليه لأنها قررت بأن تحاول شرح الأمر له بطريقة أفضل... لم تكن تريد ان يتصورها جبانة او انها قد تخلت عنه... لكنها اصطدمت بإشارة صوتية تعلمها بأن هاتفه مغلق.... شكت بأنه ربما حظر رقمها عن هاتفه .. فجربت من هاتف المحل... لكن الاشارة الصوتية لم تتغير.... عندها فقط شعرت بالقلق لأن رسائلها هي الأخرى لم تكن تصل اليه....
بعد عدة أيام من المحاولة لم تجد بداً من الذهاب الى بيته... هناك أخبرها الجيران بأن آدم قد سافر منذ يومين ولا أحد يعلم متى سيعود.....
هل لتكسر القلب صوت؟ تساءلت وهي تنظر الى بيت آدم باكية بينما صوت تحطم قلبها الذي تعلق به ألغى كل صوتٍ آخر...... لم تكن تستطيع لومه او حتى الغضب لرحيله.. لقد دفعته ليفعل ذلك... رأت بأم عينها خيبته فيها.... ورغم معرفتها القصيرة به لكنها أدركت كم انه رجل مستقيم وشجاع... بالتأكيد لم يكن ليستطيع فهم دوافعها ولا حتى سبب تصرفها فلو كان مكانها لكان دافع عنها دون خوف...
حين عادت الى البيت كانت لا تزال غارقة في حزنها واكثر ما تمنت فعله هو ان تذهب الى غرفتها وتختفي تحت غطاء سريرها وتبكي حتى تستنفذ عينها مخزونها من الدموع .. لكن ذلك لم يحصل اذ وجدت والدها بانتظارها وعلامات السرور تغطي تجاعيد وجهه الحبيب
-مريم حبيبتي... لدي أخبار سارة لكِ....
استعدت نفسياً لخبر يفتت كسور قلبها الى قطع أصغر.... كانت تعلم أنه سيحدثها عن ابن عمها
-لقد أرسل لنا ابن عمكِ المبلغ كما طلب مني ان اشتري لكِ الخاتم الذي تريدين... وحالما ترتدينه سأسمح لكِ بالتحدث اليه...
اقترب منها محتضناً اياها بينما وقفت متسمرة في ارضها غير قادرة على الابتسام حتى.. وأكمل
-لن يطول الأمر ونذهب الى المانيا وتقابليه وتقضيان فترة خطوبتكما في التعرف على بعضكما أكثر.... لقد اتصلت بالمهرب وسيرتب لنا رحلة في أقرب فرصة
بدأ صوت والدها يختفي شيئاً فشيئاً مع كل كلمة وكأنه يضيع في زحام ضوضاء يخلقها رأسها المشوش....
وتوالت الأفكار سريعة في رأسها..... آدم، خطبتها، الهرب، سوريا وصوت القصف ورائحة الموت التي تشبه كثيراً الرائحة التي تهيأ لها انها تنبعث من شمال صدرها في هذه اللحظة........ عندها لم تستطع ان تجاري ألم التفكير في كل هذا ... فسقطت بين ذراعي والدها مغشياً عليها....
**********************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:38 PM   #1265

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

**********************************
جلس علي أمام الخالة زنبق يشعر بالكثير من الخزي والذنب وهما شعوران لا يعتريانه الا نادراً.... كان يكذب عليها دون أن يرف له جفن... لكنه مضطر لذلك... لم يكن لديه فرصة أخرى ليبقى ... لقد أطاحت هي بفرصته السابقة وكاد ان يخسر دعم عائلته المادي وان يعود لذلك الخراب المسمى خطئاً وطناً.....
أجلى حنجرته وأكمل بينما كانت تنظر اليه متفحصة بعينيها المشابهتين للون عيون أوركد...... لم يكن عليه ان يفكر في أوركد الآن... حتى لا يظهر احساس الذنب على وجهه الذي يتحكم به بإرادة من حديد
-خالتي، لقد فعلت شيئاً سيئاً... لكنه ليس الذي تعتقدين.....
-لقد سمعت المكالمة يا علي، وليس هناك مجال لأن أكون أخطأت في الفهم
هز علي رأسه نافياً:
-لا لم تخطئي في الفهم... لكن لربما كان عليكِ أن تأتي وتسألينني لماذا أفعل ذلك قبل أن تخبري أمي
ارتبك وجه الخالة زنبق أمامه وأحس بأنها أحرجت ولربما أساءت التصرف فشعر بموجة من الذنب أعتى من التي قبلها لأنه يضعها في هذا الموقف ... لكنه مع هذا استمر
-أعلم أنكِ تخافين عليّ .. وقد كان معكِ حق.. فقد كدت أتزوج ساندرا بسبب خدعتها
ظهرت الحيرة على وجه الخالة زنبق:
-لم أفهم
شرح علي:
-لقد أخطأت وذهبت يوماً مع زملائي الى حانة ... أعترف بأنه ما كان علي ان افعل وانني انغمست في فكرة المرح فأنتِ تعرفين بأن هذه الأمور صعبة جداً في العراق.... لقد اخذتني البهرجة والحرية ورافقت زملائي ومن ضمنهم كانت ساندرا.... واخذنا نلعب لعبة الأسئلة ونشرب الكحول.... كانت هذه مرتي الأولى وقد فقدت تركيزي بعد بضع رشفات..... لكنني لم اتوقف اذ انني كنت استمتع بوقتي او هكذا ظننت.... في اليوم التالي وجدتني في بيت غريب لا اتذكر انني رأيته سابقاً وساندرا هناك تخبرني بأشياء لا اتذكرها ومن المؤكد إنك تستطيعين تخمينها
ظهر الاحراج على وجه الخالة زنبق وهي تدرك معاني كلماته لكنه لم يتوقف
-بعد ذلك جاءتني ساندرا تقول بأنها اكتشفت بأنها حامل وانني والد الطفل... لم يكن لدي خيار سوى ان اتزوجها لأن علي كأي رجل شريف ان اتحمل تبعات خطئي.. لكن صديقها السابق فضحها بعد ان شب بينهما شجار بسبب معرفته بأمر زواجنا وأخبرني بأنها حامل منه وليس مني... وبعد عراك كبير بيني وبينها اعترفت بأنها كانت تحبني وفعلت هذا لتربطني بها لأنها أدركت بانها ان لم تفعل ستضيع فرصتها معي خصوصاً وهي تعلم بأنني أميل لشخص آخر
صمتت الخالة زنبق للحظات تستوعب الكذبات المتوالية التي أخبرها بها بأصدق نبرة يحملها.... كان يعلم انها تصدقه فهي تحبه كثيراً وتثق به ... وهذا ما يجعله يشعر بالعار والأسف لأنه اضطر ان يكذب عليها... وليت الأمر اقتصر عليها هي وحدها... فهناك اوركد أيضاً.... أفلت قلبه نبضة متوجعة وحاول ان لا يفكر في الأمر... ليس الان على الأقل حتى لا تفضح ملامحه ما يشعر به من خزي
قالت اخيراً:
-علي أن اعتذر منك علي... أعتقد بأنك تصرفت كرجل محترم لتصحح خطأك .. وكان علي ان أفهم من الأمر أولاً قبل ان أخبر حوراء... كل ما هنالك أنني خفت عليك ... انت مثل ابني
اهتزت عاطفته بشدة وكاد ان يقول لها بأنه كاذب ... هي لا تستحق كل هذا الخداع كما لا تستحق أوركد.... لكنه بقي دون خيارات..... اما الخداع او العودة الى العراق..... والده كان واضحاً حيال جديته في اعادته الى العراق واستلام العمل عنه .... لكنه لم يكن ليسمح بذلك حتى ولو كلفه الأمر ان يتحايل وان يكذب.... هو لم يدرس ويخطط ويبذل جهداً ليعود بعدها الى المقبرة المظلمة في بغداد....
لن يعود الى العقليات المغلقة ولا المجتمع المنافق، لن يعود الى الطرق المغبرة والزحام القاتل والحر الشديد... لن يعود لانقطاع الكهرباء والوساطة والمحسوبية ... لن يعود لبلد يسعى وراء الناجح ليفشله ويأد كل محاولات الشباب للنهوض.... وأخيراً لن يعود لاحتماليات الموت في انفجار ما على حين غفلة..... هو يريد ان يعيش بكرامة وان يدرس ويحقق طموحاته... يريد ان يكون جزءاً من بلد آمن ومجتمع متفتح العقلية... يريد ان يحصل على ابسط حقوقه الانسانية في المشي في الشارع دون الخوف من انفجار ... وفي تقدير طموحاته واحترام اراءه ....... ولأجل هذا كان عليه ان يكذب لأنه فقد كل حل آخر......
كان يقف بين خيارين..... خداع أحبائه والعيش كما يريد او التخلي عن طموحاته والعودة الى العراق وانتظار الموت ........ وقد كان الخيار الأول قراره ....
ابتسم للخالة زنبق ونهض منه مكانه لينحني نحوها معانقاً فأحاطت بذراعيها بحنان... وهمست:
-سعيدة لأنكَ عدت....
وبعد ان افلتها نظرت اليه وقال بتساؤل مرح:
-حسناً ومن هذه التي يميل لها قلبك؟
ضحك:
-أنتِ بالذات لا أستطيع ان أخبرك عنها
وبدا في تلك اللحظة على وجهها الادراك.... لكنها سارعت تقول:
-حسناً يا صاحب الاسرار.. علي ان اذهب واعد العشاء.. انت باقٍ معنا وهذا ليس طلباً
-أوامرك تنفذ سيادة الجنرال زنبق
ضحكت وهي تنهض من مكانها تركتاً اياه يغرق في أفكاره
حين عاد الى العراق في رحلة مستعجلة لم يجد والده مريضاً... بل وجده غاضباً.... تفاجأ بأنه يعلم بزواجه من ساندرا.... ثم عرف الحكاية كلها... الخالة زنبق سمعت أوركد تتحدث اليه عن زواجه فأخبرت والدته والتي بدورها اخبرت والده الذي ثارت ثائرته لأجل ذلك واختلق أمر مرضه.... كان قد قرر والده ان يعيده بشكل نهائي الى العراق وكان عليه ان يفعل شيئاً حيال ذلك فاختلق القصة التي اخبرها للخالة زنبق وقال له بأنه اكتشف كذبها في اليوم التالي لهذه المكالمة .... كما انه اعترف له بأنه يحب أوركد وانها تحبه كذلك وما حصل كان غلطة كبيرة وقع فيها بسبب ثمالته التي يندم عليها بشدة ثم ارتدى قناع الرجل المهزوم ومثّل دوره جيداً فتهيأ لوالده بأنه يحب أوركد حقاً وان حبهما كان في خطر بعد ما حصل مع ساندرا وكادا يفترقان وما كاد يفرح بحل مشكلة ساندرا حتى جاءه والده يحاول ابعاده عن حبيبته ........ بالتأكيد اوصل لوالده فكرة ان حبه وأوركد ما زال سرياً وان عائلتها لا تعلم بشيء..... هكذا اعاده والده مع تهديد صريح بأنه ان اكتشف انه اخطأ مهما بلغ صغر خطأه فإنه سوف يعيده الى العراق........
تنهد بعدم راحة... لقد اضطر ان يستخدم أوركد كآخر ورقة رابحة في جعبته... ويا الله كم يجعله هذا يشعر بالسوء..... لقد جلست امامه حين عاد بكامل جمالها ورقتها... بكامل ثقتها ايمانها به رغم كل اخطاءه ..... وقد قفز قلبه لجمالها ... لكن القلب لم يكن عليه ان يتدخل في المعادلة ... هو للآن لا يعرف كيف عليه ان يخرج واياها من هذه الورطة دون ان يكسر قلبها........ صوت داخله ضحك عليه بخبث وأخبره بأنهما لن يخرجا الا محطمين تماماً......... لن ينسى ابداً شكلها حين صارحها بحبه .... كيف طغت المفاجأة وجهها ثم انبعث نور غريب من ملامحها..... يا إلهي.... لقد كانت تحبه..... بدا هذا جلياً على صفحة وجهها الجميل... وقد أربكه كثيراً ان يرى هذه المشاعر... هي لم تتصرف يوماً كأكثر من صديقة.... لم تظهر له شيئاً على الاطلاق... وهو شاركها كل اسراره المعيبة مع النساء وحتى خطته حول ساندرا.... وكانت الوحيدة التي تعرف أي رجل سيء هو ومع هذا كانت تحبه..... وجهها كان ينطق بذلك... عيناها اللامعتين... ابتسامتها الخجولة المرتجفة واحمرار وجنتيها.. كل ذلك وشى بما تشعره وصدمه بشدة... كما انه هزه عاطفياً بشكل لا يصدق... وكأنه كان يحتاج الى تلك المعرفة ليفتح باب قلبه المغلق ويشعر بتدفق المشاعر في شرايينه........
حين عاد الى بيت احتاج ان يجلس مع نفسه طويلاً ويذكرها بما جاء به الى هنا.... شؤون القلب ليست له ... عليه ان لا ينصاع اليها.... لكنه لم يستطع الا ان يتعذب لفكرة ان أوركد تحبه وانه سيكسر قلبها ان علمت بأنها اخذت مكان ساندرا في خطته...... لم يكن يريدها ان تتوجع ولذلك هو لم يخترها من البداية ... كانت أغلى من ان يضحي بها في سبيل نفسه..... لكن الطرق كلها اغلق امامه ولم يعد هناك سواها لينقذه من كابوس العودة الى العراق.......
اغمض عينيه وقال لنفسه:
-فكر فقط في الجنسية ... وفي حريتك القادمة
وعند هذه الفكرة هدأ صوت ضميره ...
..............................................
فتح عينيه عندما احس بوقع اقدام تتجه نحوه... وكما خمّن فقد كانت أوركد هي القادم..
سألته وملامح القلق تظهر على محياها:
-هل تحدثتما؟
ابتسم لها من قلبه وهو يرى كم تمكن القلق من صغيرته:
-أجل روري.. وكل شيء على ما يرام
تنهدت براحة وهي ترتمي على المقعد بجانبه:
-الحمد لله
التفتت اليه وهي تقول:
-ما زلت أشعر بالذنب لأنك كذبت على ماما
امسك بيدها واعتصرها برفق:
-لم يكن امامنا حل اخر يا روري... لو قلت لها الحقيقة لما قبلت حبي لك حين يأتي الوقت المناسب
رمشت وقد أحال ذكر كلمة الحب ملامحها الى تعابير أكثر رقة:
-أريد ان اسألكَ سؤالاً
رفع حاجبه:
-هاتِ ما عندكِ... خير يارب
ضحكت وضربت اعلى ذراعه بخفة معترضة....
لكنها بعد ذلك قالت بنبرة عاطفية:
-متى علمت بأنك تحبني؟
أربكه السؤال كثيراً... لكنه لم يفكر في الإجابة وهو يقول:
-لا أعلم.... أعتقد أنني أحببتكِ دائماً... لكنني فقط لم أكن أريد أن اوجعكِ... كنت أعرف بأنني شخص أناني وأحب نفسي كثيراً... ولم يكن عادلاً أن أحبكِ لأنكِ كنت أجمل من أن تدخلي معي في صراعي الدائم مع كل شيء... لم يكن عدلاً أن أحبكِ وأحمّلكِ أعباء طموحاتي التي كان يقتلها العراق أو شغفي الدائم للصعود الى القمة بأسرع طريقة... كنتِ أجمل من أن أسحبكِ معي في هذه الرحلة التي تخليت فيها عن كل الاشياء المهمة في سبيل مصلحتي...... لكن....
صمت للحظة ثم أكمل:
-يبدو أنني لم أنجح... اذ انني ورغم كل النساء اللواتي عرفتهن لا أجد نفسي الا معكِ... انا لا أمثل حين تكونين معي... اثق بكِ أكثر من أي شخص في هذا العالم.. وأعلم انكِ رغم كل عيوبي ومساوئي لن تتخلي عني................
نظر في عمق عينيها وتنهد:
-أعتقد أنني أحببتكِ دائماً.. دائماً...
لم يسمح لها بأن تعلق اذ ان عيناه اتسعتا بشيء لم تفهمه ثم نهض فجأة وهو يقول:
-عليّ أن اذهب لقد تذكرت موعداً مهما... أعتذر من الخالة زنبق نيابة عني... سنعوض العشاء في يوم آخر
القى تحية مختصرة وخرج مسرعاً وكأن هناك من يلاحقه...... لقد أدرك لتوه بأن كل ما قاله لأوركد منذ لحظات هو حقيقي تماماً.... وانه هو الرجل الأناني الذي لم يتوانى عن تمثيل الحب عليها.... واقع حقاً في حبها...!


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:39 PM   #1266

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

******************************
انتهت مايا من رقصتها ووقفت تتلقى تصفيق الجمهور الحار... بحثت عينها عن مكسم الذي كان يجلس في أول صف لكنها لم تجده.... انحنت بطريقة رشيقة لجمهورها فلمحت عينها حذاء الباليه الذي اهداه لها مكسم والذي لم تعد ترتدي غيره....
حين استقامت كان الجمهور قد توقف عن التصفيق لكن الكثير منهم أخذوا بالهمهمة بشيء لم تفهمه لكن عيونهم كانت متجهة نحو زاوية المسرح... التفتت حيث كان ينظر الجميع فوجدت مكسم يتقدم نحوها ... خفق قلبها واعتلت المفاجأة ملامحها خصوصاً عندما انطفأت كل الاضواء عدا بقعتين من الضوء كانت مسلطة عليها وعليه وهو يمشي اليها......
همست:
-مكسم؟
حين وقف امامها امسك بيدها وقال:
-هلا منحتني الفراشة الراقصة شرف ان ترقص لي.... وأنا أقف على هذا القرب منها؟
ذابت ملامحها في عاطفة أسقطت قلبه صريعاً لهواها للمرة المليون.....
دون كلام رفعت ذراعيها ووقفت على رؤوس اصابعها واخذت ترقص وهي تدور حوله... موسيقى رقيقة أخذت تعزف بينما جارت هي ايقاعها ..... كانت ترقص له.... تدور وتدور لأجله فقط.... وبدا لها كأنه شمس عالمها ومركز كونها... وانها هي الكوكب الصغير تدور في فلكه منذ الأزل وحتى الأبد......
كان الجمهور يراقب هذه اللوحة الرائعة من الحب ببصر مخطوف .... فقد كان الرجل الطويل المهيب الذي يقف في الوسط مأخوذاً تماماً بالمرأة الصغيرة التي تدور حوله كفراشة تدور حول النار.......
ثم فجأة ووسط دوران مايا..... ركع مكسم على ركبة واحدة..... مما جعلها تتوقف عن الرقص شاهقة ....
-ماذا تفعل؟
اخرج من جيبه علبة مخملية سوداء فتحها امام عينيها المبهورتين .. ليطل خاتم على شكل دمعة محاطة بصف من احجار الالماس الصغيرة يتوسط قلبها حجر كريستالي يعكس الاضاءة المسلطة عليه بألوان خاطفة....
قال لها:
-مايا.... أنتِ المرأة الوحيدة التي لا تتوقف عن الرقص داخل روحي بكل ايقاع ممكن.... وأنا أريد أن أقضي بقية عمري في مشاهدتكِ ترقصين داخلي وأمامي.....
لمعت عيناه السماوية اللون بشدة:
-تزوجيني ..
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تغطي فمها بيدها اليمنى.....
وقبل ان يسمع اجابتها.. كان يخرج الخاتم من مكانه ويسحب كفها الشمال ويثبت فيه خاتمه..... نهض من مكانه وسط تصفيق الجمهور ...
سألها:
-ألن تقولي نعم؟
احتضنته وهي تقول بصوت مليء بالعاطفة...
-نعم.. نعم .. مليون مرة نعم
*************************************
أخذ مراد ينظر الى أمل وهي تتناقش مع آدم حول صراعات الحروب وقضايا اللاجئين..... كانت هذه المرة الأولى التي يراها تتحمس لشيء منذ وفاة والدها .... وشعر بغصة مزعجة في روحه لأنه لم يكن الرجل الذي اثار حماسها .... فهو لم يكن ضليعاً بقضايا الوطن التي تهتم بها... بل انه لا يفهم فيها على الاطلاق......
شعر بالغيرة لهذا التناغم العقلي بين أمل وآدم... لم تكن غيرة رجلِ من رجل فهو يعرف أن ما من شيء يستدعي هذا فأمل لا تنظر الى آدم كما تنظر اليه هو..... لكنها كانت غيرة على الانسجام الفكري بينهما.... وكم تمنى لو كان مكان آدم الآن .. يناقشها ويستمتع بأثارة اهتمامها والتقرب منها بهذا الشكل.... لكن هذا لم يكن عالمه... وهو لا يشبه هذه المواضيع الكبيرة التي يناقشانها..... انه رجل عاش حياته يهتم بمظهره ويحصد نجاحات مادية وشهرة واسعة بينما همه الأكبر كان ان لا يتورط قلبه مع أي أحد لأن حدساً قوياً كان يخبره بأنه سيخسر كل شيء ان هو فعل...... وها هو يكاد يخسر كل شيء فعلاً .... لقد ألغى الكثير من الاتفاقات التي كان عليه ان يوقعها مع شركات اعلانات مختلفة.... وتخلف عن عروض ازياء عديدة مما أساء ذلك اليه فهو معروض بانضباطه والتزامه الشديد بعمله ...
ان أمل تتلاعب دون ان تعلم بعدادات مهنته.... وإذا استمر الوضع كذلك فسوف يخسرها قريباً.... هل هو مستعد ليخسر مهنته؟ هل هو مستعد ليغير حياته؟ ...... انهما لا يتشابهان..... وقد كان كل يوم يرى فيه نقاشها مع آدم الذي أصبح زائراً دائماً لها يثبت له بأنهما لا يتشابهان... هي لا تتحدث اليه كما تتحدث الى آدم... لا تناقشه في تلك الأمور الكبيرة التي تحتل حياتها والتي لا يفهم فيها شيئاً.......
إذا ترك حياته وعاش حياتها فهل سينجح؟ هل هو قادر على ان يجاري فكرها الثوري؟ هل هو قادر على احتوائها؟ هل هو قادر على الانتماء اليها؟
وكان جواب كل اسئلته ... لا !
عندها فقط نهض من مكانه واجرى اتصالاً مع توني وطلب منه ان يرتب له مواعيد جديدة لأجل العمل .... انهى الاتصال وألم غريب يعتصر قلبه .... فكرة ان يتركها كانت موجعة .... لكن عليه ان يفعل..... لأنه ان بقي هنا فلن يعود مراد الذي يعرفه ولن يصير مراد الذي تريده.... سيبقى واقفاً في المنتصف يراقب نفسه يخسر مهنته وامل معاً.......
انه الأفضل لهما..... هما لا يلتقيان .... يشبهان خطين متوازيين .. يسيران جنباً الى جنب دون ان يجدا نقطة واحدة للالتقاء........ هو لن يسمح لنفسه بأن يقع في حبها فتعيث به فوضى كما فعلت زنبق بأخيه وكما فعلت والدته بوالده من قبل ..... لا هو لن يقع صريع ذلك الألم .... لن يسمح لشيء أن يوجعه بهذا القدر وهو يفضل الموت على ذلك ...!
لقد كان احمقاً حين جاء اليها... ما كان عليه ان يأتي... ما كان عليه ان يقبلها... ما كان عليه ان.... ان........
لا .. لن يقولها... إذا قالها ستصير حقيقة ... ستصير لعنة ....
حالما رحل آدم قال لها:
-سأسافر في الغد... لدي عمل ينتظرني... لا أستطيع ان أتأخر أكثر من ذلك
تكسرت ملامحها أمامه بالألم.... وقد حطمته تلك النظرة الحزينة والمحملة بخيبة الأمل التي وجهتها اليه ......... لكنه كان يعلم ان هذا كل ما سيراه منها .... اذ انها الشجاعة المكابرة لن تطلب منه البقاء ولو فعلت لربما كان سيرمي بكل منطقه خلفه ويبقى
راقب تبدل ملامحها وهي ترتدي قناع المكابرة.... فتحجر وجهها ونفثت عينيها الزرقاوين لهباً ازرقاً بارد وقالت بفتور...
-تذهب بالسلامة ...
وتركته لتدخل غرفتها .........
***********************************
(بعد شهرين)
دخل آدم مسرعاً الى الكنيسة وهو يعدل ربطة عنقه ... ولمح والدته تجلس في الصف الأول فذهب وجلس الى جانبها.... ما ان رأته حتى ابتسمت له وعانقته:
-اهلاً بعودتك حبيبي
عانقها هو الاخر..
-اهلاً بكِ أمي... أعتذر لقد جئت من المطار الى هنا...
ربتت على كتفه:
-لا عليك... كيف كان المعرض؟
ابتسم:
-كان رائعاً وقد تلقى قبولاً كبيراً والحضور كان كثيراً بفضل معارف أمل
-كيف هي؟
-تتحسن... ترسم كثيراً... اخبرتها في المرة القادمة سنقيم معرضاً مشتركاً.. أنا بصوري وهي بلوحاتها...
كانت أنجل تشعر بالسعادة وهي تلاحظ حماس ابنها... انتابها الفخر الشديد لأنه حمل الكثير من صفات والده وأولها شجاعته وانسانيته ... كما انها كانت ممتنة لوجوده بجانب أمل التي كانت تمر في ظروف سيئة بعد رحيل والدها ولكن صداقتها بآدم دفعتها لأن تتفاعل قليلاً مع العالم الخارجي اذ انه احتاج مساعدتها في التحضير لمعرض الصور الذي يقيمه عن اللاجئين......
اتجهت عيناها نحو مراد الذي كان يجلس واضعاً ساقاً فوق اخرى بجانب زنبق وعائلتها ويبدو عليه الغرور الشديد والثقة اللامتناهية..... لكن الجميع بات يشكك في هذه الهالة منذ عودته من رحلته المزعومة الى "روما" والتي اكتشف الجميع بأنها كانت في الحقيقة الى الأردن لزيارة أمل... والشكر يعود لابنها لافتضاح كذبة مراد....... مراد عاد وكأن شيئاً لم يكن ... وبالتأكيد لم يسمح لأحد ان يناقش الأمر معه كما اخبرتها زنبق... لكنهم كانوا جميعاً متأكدين بأن مراد يعاني من حالة حب يحاول محاربتها بكل ما أوتي من قوة......
انقطعت سلسلة افكارها حين بدأت الموسيقى تعلن عن وصول العروس.... ابنتها الجميلة .. أميرتها التي سرقت قلب مكسم هيمسوورث الذي يبدو متيماً بها بجنون ....
كان مكسم يقف متوتراً أمام مذبح الكنيسة ينتظر عروسه... وحين بدأت الموسيقى معلنة عن وصولها اتجه بصره نحو مدخل الكنيسة ... ليجد ملاكاً ملتفاً بطبقات من الأبيض يدخلها ....
توقف قلبه عن الخفقان للحظة ثم عاود الضرب بقوة اوجعت عظام صدره ..... كانت تبدو جميلة بما يفوق الجمال نفسه ....
ترتدي ثوباً ابيضاً عاري الكتفين يحدد شكل خصرها الدقيق ثم يتسع بطبقات كثيرة من الشيفون .... بدت مثل أميرة خارجة من كتب الأساطير وهي تتعلق بذراع والدها الذي يملأ الفخر وجهه ....
ها هي تتجه اليه... حاملة معها روحه... فراشته الراقصة... سيدة قلبه.... حبيبته... بطلته .... مُلكه ومَلكته ....
التقت عيناهما فابتسمت له ... وقرأ شفتيها تقول دون صوت:
-أحبك ...
ابتسم لها وهو يقول دون صوت كذلك:
-احبكِ...
وحالما وصلت اليه ... قبل والدها جبينها وسلمها له .... حالما وضعت يدها في يده سحبها برفق نحوه ولم يستطع مقاومة مشاعره فطبع قبلة على شفتيها وسط ضحك بعض الحضور...
حين ابتعد عنها علقت متوردة:
-من المفترض ان تكون القبلة بعد عبارة "أعلنكما زوجاً وزوجة"
ابتسم:
-أظنني كسرت القاعدة.. لكن الذنب على جمالك الذي كسر قدرتي على التحمل
داعبت اصابعه الخاتم في اصبعها... ذلك الخاتم الذي صممه لها خصيصاً... والذي لم يكن يحتوي في قلبه على حجر الماس كما المعتاد في خواتم الخطبة بل حجر القمر الكريستالي.... لأنه وكما هو معتقد يحمل طاقة تشير الى الأنوثة العميقة التي تعرف كيف تشفي وتعيد الى الكمال........ وهذا المعنى بدا مناسباً تماماً لها.... فهي شفاءه وكماله .....
.................................................. ....................
أزاح مكسم العصابة عن عينها لتقف أمام المفاجأة التي كان قد وعدها بها ورفض لأجلها ان تدخل بيته لشهر كامل.....
شهقت بسعادة وهي تجد نفسها امام غرفة زجاجية مليئة بالمرايا .... لقد بنى لها زوجها صالة باليه خاصة في البيت ..!........ أي جنون وعاطفة يحمل هذا الرجل
استدارت اليه وهي تقول بحماس معانقة اياه:
-يا إلهي مكسم انها اجمل مفاجأة على الإطلاق... شكراً حبيبي
عانقها هو الاخر مقبلاً شعرها ..
-انا سعيد لأنها اعجبتكِ حبيبتي....(ثم أشار الى مكتب موضوع امام الغرفة) انظري لقد وضعت مكتبي أمام صالتكِ ليقوم كلينا بعمله دون ان نغيب عن ناظري بعضنا
تخللت شعره الاشقر بأصابعها ونظرت اليه وكأن حياتها وقف عليه وقد كانت كذلك فعلاً
-أنا احبك مكسم
قبل جبينها وأخذ نفساً عميقاً كأنه يختزن رائحتها في رئتيه:
-وأنا أحبك مايا
ثم قال:
-أريد ان اطلب منكِ طلباً
-كل ما تريده لك حبيبي...
ادخلها الى الصالة .... وراقبته بنفس مقطوع ينزع عنه سترة بذلته والحقها بربطة عنقه وقميصه .... لم تستطع الا ان تعجب للمرة الألف بجمال رجولته المتكاملة ....
ووسط استغرابها رأته يستلقي على ارضية الصالة ... وقال لها:
-اخلعي حذائك مايا وتعالي قفي فوق صدري... اريدك ان ترقصي فوقه
تراجعت مذعورة:
-لا .. سوف اوجعك
ضحك:
-أنت لا تزيدين وزناً عن فراشة...
مد لها يده واكمل:
-لطفاً يا فراشتي... لقد حلمت بهذه اللحظة طويلاً..... أن ترقصي فعلياً فوق صدري كما ترقصين داخله
وأمام كلماته الحارة لم تستطع الا ان تنفذ ما يقول..
خلعت حذائها ورفعت ثوب عرسها وترددت للحظة لكنه شجعها مبتسماً... فخطت فوق صدره وهي تتحس تحت قدمها قلبه الخافق بشدة ...
تمايلت قليلاً ثم توازنت فوق صلابة جسده ....
همس لها:
-أرقصي
ولم تجد نفسها الا وهي تقف على رؤوس اصابعها بأكثر قدر يسمح لها به توازنها وترفع ذراعيها وتدور حول نفسها على صدره....
فعلت ذلك لبضع مرات قبل ان تتوقف وتنزل عن صدره لاهثة من جنون المشاعر التي اعترتها....
وقبل ان تلتقط انفاسها كان يسحب يدها نحوه بقوة لتسقط فوق صدره ...
نظرت اليه بعينين مرتبكتين ... فأنهال على وجهها بقبل متفرقة لطيفة بينما يده تمسك رقبتها من الخلف والاخرى تعمل على فتح سحاب فستان عرسها.....
من بين قبلاته كان اسمها يخرج بصوته الاجش يلهب مشاعرها.. تجاوبت معه وهي تكاد تذوب حباً بينما اصابعها تتلمس رقبته وكتفه العاري...
بعد لحظات كانت خارج فستانها... قلبها ينبض على قلبه .... ذراعاه تثبتانها على صدره وشفتيه تحصدان الحرارة المنبعثة عن جسدها ....
سألته بصوت مختنق بالرغبة:
-ألن نذهب الى غرفة نومنا
فأجابها دون ان يتوقف عن استكشاف جسدها بصوت أكثر سخونة من صوتها:
-أريدك هنا... بين جدران هذه الصالة... والآن
فما كان منها الا ان استسلمت هامسة:
-أنا لك .. دائماً
*********************************************
كان آدم يخلع عنه سترته وربطة عنقه التي خنقته بينما قناة الأخبار عربية يحرص على متابعتها للبقاء على اطلاع بما يحصل هناك تعرض نشرة الاخبار....
جلس في مكانه عندما سمع بخبر انفجار سيارة مفخخة في بغداد ... وقصف في سوريا ... ثم تلا ذلك خبر غير كل حياته ...... المذيع اعطى معلومات عن غرق قارب جديد كان متجهاً نحو اليونان يحمل لاجئين سوريين وعراقيين .... مشاهد عديدة عرضت للضحايا مرتمين على الساحل جعلت قلبه ينزف ألماً.... لكن لقطة واحدة جعلته يقفز صارخاً بهلع:
-كلا .. كلا .. لا يمكن... كلا .. كلا
كان ذلك المشهد... لقطة لفتاة يعرفها تماماً.... لأنها حبيبته ......... كانت مريم تستلقي على الساحل غارقة في الشحوب والصمت .... وكل ما فيها ينطق بالموت !

.
.
نهاية الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة moshtaqa ; 23-06-18 الساعة 07:54 PM
moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:57 PM   #1267

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 60 ( الأعضاء 33 والزوار 27)
‏ام زياد محمود, ‏Omar_1, ‏moshtaqa+, ‏فاطمه 2383, ‏Samaa Helmi, ‏sou ma, ‏Immortal love, ‏نيورو, ‏meroo alhoary, ‏نزف جروحي, ‏وردة شقى, ‏Ahin mohammafd, ‏rontii, ‏ام ياسر., ‏ayaoya, ‏سراج النور, ‏شيماء عبده, ‏omom, ‏Sara199, ‏REEM HASSAN, ‏angela11, ‏Gogo01, ‏زهرة الحنى, ‏فديت الشامة, ‏زهرورة, ‏قلب حر, ‏sosa mahdy, ‏زينب12, ‏هلو١١, ‏jojo123456, ‏درة البحر2, ‏ishqo, ‏ندي خطاب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:58 PM   #1268

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 66 ( الأعضاء 34 والزوار 32)
‏ام زياد محمود, ‏jadayal, ‏Omar_1, ‏moshtaqa+, ‏فاطمه 2383, ‏Samaa Helmi, ‏sou ma, ‏Immortal love, ‏نيورو, ‏meroo alhoary, ‏نزف جروحي, ‏وردة شقى, ‏Ahin mohammafd, ‏rontii, ‏ام ياسر., ‏ayaoya, ‏سراج النور, ‏شيماء عبده, ‏omom, ‏Sara199, ‏REEM HASSAN, ‏angela11, ‏Gogo01, ‏زهرة الحنى, ‏فديت الشامة, ‏زهرورة, ‏قلب حر, ‏sosa mahdy, ‏زينب12, ‏هلو١١, ‏jojo123456, ‏درة البحر2, ‏ishqo, ‏ندي خطاب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 07:59 PM   #1269

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 70 ( الأعضاء 35 والزوار 35)
‏ام زياد محمود, ‏نسمة صيف 1, ‏sosa mahdy, ‏فاطمه 2383, ‏jadayal, ‏Omar_1, ‏moshtaqa+, ‏Samaa Helmi, ‏sou ma, ‏Immortal love, ‏نيورو, ‏meroo alhoary, ‏نزف جروحي, ‏وردة شقى, ‏Ahin mohammafd, ‏rontii, ‏ام ياسر., ‏ayaoya, ‏سراج النور, ‏شيماء عبده, ‏omom, ‏Sara199, ‏REEM HASSAN, ‏angela11, ‏Gogo01, ‏زهرة الحنى, ‏فديت الشامة, ‏زهرورة, ‏قلب حر, ‏زينب12, ‏هلو١١, ‏jojo123456, ‏درة البحر2, ‏ishqo, ‏ندي خطاب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 08:01 PM   #1270

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة طيبة حبيباتي

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.