آخر 10 مشاركات
إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-18, 05:14 PM   #1431

ميريزااد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميريزااد

? العضوٌ??? » 341336
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,005
?  نُقآطِيْ » ميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 11 والزوار 5)
‏ميريزااد*, ‏راما رموش 99, ‏زينب12, ‏اسماء2008, ‏لورا2, ‏عبير على محمد, ‏زهرورة, ‏salma 97, ‏نهى حمزه, ‏Mern, ‏cadbury chocolate


ميريزااد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 05:53 PM   #1432

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضووووووووووووووووووووووو وووور 😍😍😍😍😍

Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:41 PM   #1433

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيييييييل حضووووور 😍😍😍😍

Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:54 PM   #1434

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي
اتمنى تكونون بخير....
اليوم موعدكم مع الفصل التاسع عشر..... أتمنى ينال أعجابكم .....
...
يلا نبدي
..
..
..

الإيحاء التاسع عشر: أحبكِ يا صغيرتي*
*الأغنية لـ "فرانك سيناترا"

-وها أنتِ ذا ... كل الانتماء !
-مراد السالم


ورم في الدماغ !.... هل يعيد التاريخ نفسه؟... لطالما قال لها والدها بأنها تشبه والدتها كأنها نسخة منها.... هل يصير الشبه قوياً الى هذه الدرجة بينهما فينتقل اليها مرضها؟ ..... هل هي نسخة مكررة عن يافا؟ ولكن أين آدم عنها؟ ...
تطلعت حولها في الشقة التي لم تتغير منذ ان وعت عليها... شعرت بالوحدة العميقة... كأن كل العالم حولها لا يعنيه وجودها.... هذه هي الحقيقة.... انها يتيمة .... لا أب ولا أم... لا أقارب... لا حب... لا شيء على الاطلاق......
رفعت ساقيها وطوتها لتستند بذقنها الى ركبتيها محيطة ساقيها بذراعيها... كأنها تتكور على نفسها وتلملمها ... لأنها تدرك بأن لا أحد سيلملمها ان هي لم تفعل............ هل تبكي؟.... لا تعرف... هي لم تبكي منذ أخبرها الطبيب بمرضها حتى الآن... كل ما فعلت انها استمعت اليه بهدوء وهو يقول بأن مكان الورم غير خطير ويمكنها ان تزيله بعملية جراحية وبعدها يتم فحص الورم لمعرفة ان كان حميداً أو خبيثاً وعلى اساسه تتحدد المرحلة ما بعد العملية....... كل تلك المعلومات كانت تصلها وكأنها لا تعنيها..... ذهنها كان غائباً في فكرة الشبه بينها وبين والدتها.... في فكرة ان البنات لا يرثن من امهاتهن الملامح فقط... بل الأوجاع كذلك......
حين غادرت المستشفى.. عادت الى البيت... وها هي الشمس تكاد تغيب وهي ما زالت على حالها تجلس على هذه الأريكة تتأمل في اللاشيء وفي كل شيء..... في لحظة ما فكرت بأن تتصل من بين كل من تعرفهم بمراد..... لكنها تراجعت عن هذه الفكرة.... لقد تخلى عنها مراد وعاد الى حياته .... حتى عندما طلب منها ان لا تذهب كانت طلبه متردداً.... كان ما يزال في حرب مع نفسه ... وهي ليست بقادرة الآن على خوض حروبه ... هي تحتاج من يخوض معها حروبها..... كما ان كرامتها لا تسمح لها ان يراها بهذا الضعف الذي ستغدو عليه حين تخرج من العملية.... عاجزة وبحاجة الى رعاية تامة..... مراد الذي هرب حالما عاد اليها جزء من تعقلها بعد رحيل والدها... ليس الشخص الذي تدخل معه تجربة مؤلمة ومذلة كالمرض !....
نهضت من مكانها فاقدة لحواسها... كانت كتلة مشاعر موجوعة لكنها بليدة في ذات الوقت.... اذ انها تحس بالألم داخلياً لكن حواسها وجسدها يرفضان التعبير عنه .................. وقفت أمام الحائط الذي عُلقت عليه صور والديها.. وبعض من صورها.... واستقرت عينها على صورتها المفضلة لوالديها... كانت والدتها تقف بجانب والدها محيطة خصره بذراعها بينما التفت ذراعه حول كتفها.... لم يكونا ينظران الى الكاميرا بل كانا ينظران لبعضهما ضاحكين ... طاقة الحب التي تشع من الصورة لم تنطفئ رغم كل تلك السنوات التي راقبت فيها الصورة بينما تكبر يوماً بعد يوم.......
ابتسمت بمرارة وهي تمرر اصابعها على الصورة وهمست:
-لو كان أحدكما هنا.... لما كنتُ سأذهب الى الموت وحيدة...... أنتما لم تذهبا وحيدين الى الموت... لكنكما تركتماني وحيدة في مواجهته......
ارخت يدها عن الصورة... واستدارت داخلة الى غرفة والديها... وتمددت على سريرهما... واغمضت عينيها.................. لكنها بعد لحظات قليلة فتحتهما..... واستقامت جالسة....
ان كان عليها ان تجري العملية.... ان كان عليها ان تواجه الموت.... فهي لا تريد ان تفعل ذلك دون وجود أشخاص تعرفهم حقاً وتهتم بهم ... أشخاص يربطونها بعائلتها... تعرف بأنهم يحبونها وتطمئن الى أنهم سيقومون بدفنها ان هي ماتت بطريقة لائقة.....
خرجت من الغرفة لتلتقط هاتفها من على المنضدة قرب الأريكة التي كانت تستقر عليها لساعات.... اتصلت بالخالة سارة وأخبرتها بأنها تنوي زيارة أمريكا... وأن هناك موضوع مهم يجب ان تناقشه معها هي والعم سامر...... شعرت بالذنب حين سمعت الفرحة الخالصة في نبرة الخالة سارة..... لم تكن الخالة تعلم بأنها ذاهبة اليها تجر خلفها أذيال الموت ...!
بعد ذلك اتصلت بمحامي شركات والدها.... وطلبت منه الحضور... في المساء كان السيد رمزي يجلس أمامها .. فقالت بعد ان قدمت له الشاي:
-سيد رمزي .. أود أن أكتب وصيتي
اهتز كوب الشاب في يد الرجل الستيني ونظر اليها متفاجئاً:
-عفواً؟
كررت بعملية:
-أريد أن أكتب وصيتي .. أريد أن أتبرع بكافة أعضائي الى المحتاجين دون مقابل في حال موتي
قطّب السيد رمزي:
-أنا تحت أمركِ بالتأكيد.. لكن لماذا تكتبين وصيتكِ في هذا السن المبكر آنستي
ابتلعت ريقها وحاولت السيطرة على هول فكرة انها قد تموت بعد بضعة أيام:
-أنا بصدد اجراء عملية خطيرة.. لذلك أحب أن آخذ احتياطاتي
وقبل ان تسمح له بأن يعلق واصلت:
-وبالنسبة لإدارة شركات والدي، كنا قد تناقشنا عن امكانية استلامي للإدارة لكنني أرى أن تؤجل الأمر وتبقي مساعد والدي السيد رافع مديراً للشركات كما هو الحال الآن حتى اشعار آخر...
استطاعت بسهولة ان تلتقط مشاعر الشفقة والتعاطف التي طفت على ملامح السيد رمزي فضرب الألم قلبها... وثارت كرامتها... هي تكره ان يراها أحد ضعيفة ... هي لا تريد شفقة أحد .... لكن لم يكن من حقها ان تعترض... فهي كانت ستشعر بالشفقة تجاه أي شخص مريض ...!
أكد لها السيد رمزي بأنه سيتولى كافة الأمور... وسيجهز الوصية ويحضرها لها لتوقعها في الغد..... شكرته وودعته بلطف...... وما ان خرج حتى اتصلت بكافة الجمعيات الانسانية التي تعمل معها تخطرهم بتغيبها لفترة لا تعلم مدتها... لكنها ستبقى على تواصل معهم عبر الانترنيت وتبرعاتها ستبقى قائمة .... لكنها اعتذرت عن كتابة المقالات والأشعار لفترة لا تعلم مدتها لوضع طارئ رفضت ايضاحه.....
هكذا رتبت أمل كل مسؤولياتها.... وحجزت تذكرة الى نيوجيرسي... حيث تقيم الخالة سارة ......
ها هي عائدة الى أمريكا..... ودون ان تستطيع منع نفسها من التفكير... تسلل الى قلبها شوق عارم يخبرها بأنها لربما ستقابل هناك ...... صاحب الخصلة الفضية..... رجلها الأحمق!
************************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:55 PM   #1435

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

************************************
الأعظمية... المنطقة التي ولدت فيها زنبق... والتي يقيم فيها الآن.... ليتعرف على بغداد، المدينة التي جاء منها والده والتي ينتمي بالوراثة اليها...... والتي لم يزرها منذ وفاة والده قبل سنوات طويلة.... حتى أنه يشعر بأنه يزورها للمرة الأولى... لربما لأنه هذه المرة يريد أن يتعرف عليها حقاً دون ان يشعر بأن زيارته ما هي الا محض واجب يفرضه عليه والده ليجبره على العودة الى جذوره....... ها هو يعود الى بغداد ليكتشف نفسه... ثم يكتشف أمل.... ويقرر أي الحياتين يريد... الحياة التي لا انتماء فيها... حيث يسطع نجمه... وتدوي شهرته وتضرب وسامته قلوب النساء..... الحياة التي تلاحقه فيها أهم وكالات الأزياء وشركات التجميل والعطور لكسب رضاه علّه يشارك في عرض ازياء او يتولى بطولة إعلان.... الحياة التي يعيش فيها ملكاً ...... لكنه ملك وحيد !
أم يختار حياة الانتماء... الحياة التي لا أضواء فيها.. سوى ضوء أمل.... ولا شهرة فيها ولا نساء.... حياة لا يسيطر فيها شكله الخارجي.. بل تفيض فيها مشاعره الداخلية.... حياة تعزله عن العالم الملّون الذي يعرفه وتمنحه دائرة معارف صغيرة وحميمة.... حياة ينزع فيها درع البرود العاطفي.... ويرتدي فيها قلبه ويغامر به .......
ولأنه محتار بين الابقاء على كل ما يملك وخسارة أمل وبين خسارة كل ما يملك والابقاء على أمل... فقد قرر أنه ليحسم الأمر عليه ان يعيد اكتشاف الجذور التي رفضها.... فإن بقي على رفضه علم بأن أمل لن تكون له مهما بلغ حبه لها.... ولو قبل الوطن فهذا يعني بأنه قبل أمل كما هي .....
أخذ يتمشى في شوارع المنطقة المزدحمة... الحياة تتدفق من كل ركن فيها.... النساء يمشين ببطيء ويتوقفن من حين لآخر أمام محلات الملابس او المجوهرات.... صوتهن متداخل بضحكاتهن..... بعضهن يرتدين الحجاب واخريات يظهرن شعورهن.... البعض يبالغن في زينتهن والبعض لا يتزيّن سوى بعيونهن الواسعة ..... لقد بدت له جميع النساء سعيدات !...... كأن واحدة منهن ليست أخت شهيد او مخطوف او مهاجر.... ليست زوجة ضابط رمى نفسه في الحرب ضد الارهاب..... ليست أم صبي يذهب الى مدرسةٍ قد لا يعود منها بسبب انفجار او مواجهة مسلحة ........ للمرة الأولى يفكر مراد كم ان نساء وطنه شجاعات..... مثل أمل تماماً...!
اصطدم دون ان يقصد بامرأة متقدمة في السن تحمل كيساً كبيراً وترتدي عباءة رأس سوداء تحتها ثوب من قماش صيفي اسود اللون بورود بنية ناعمة ...
اعتذر من السيدة بعراقيته الركيكة نوعاً ما:
-اسف يا خالة
فأجابته بابتسامة:
-لا عليك "يومّة"
كانت تلك نسخة مُعرّقة لكلمة "ماما"... دخلت الكلمة الى قلبه مثل سهم من المشاعر لما حملته من حنان ومحبة لربما لم تكونا مقصودتان من قبل السيدة لكنها كانت دون ان تدري تنقط عطفاً....
لذلك وجد نفسه يلحق بالسيدة ويقول لها:
-دعيني أساعدكِ يا خالة
وقبل ان تعترض كان قد تناول الكيس الثقيل من يدها وراح يمشي معها فأخذت تتشكره بكثرة أخجلته....
خاض مع الخالة حديثاً بسيطاً وما هي الا بضع دقائق وصلا الى ساحة ترابية تستخدم كموقف للسيارات حيث كان زوجها ينتظرها وحالما رآها قال:
-أين كنتِ يا أم حسن... لقد تأخرتِ
ابتسم مراد لشكل الرجل الذي بدا قلقاً ونزقاً في نفس الوقت.... كان يرتدي ثوب الرجال الطويل التقليدي والذي يرتبط دوماً في عقله بأهل الخليج العربي... لكنه لاحظ بأن الرجال كبار السن في العراق يرتدونه كزي يومي ....
حين رآه الرجل حاملاً أغراض زوجته تقدم منه وقال بلهجة شكر:
-بارك الله فيك يا ولدي .. اتعبناك معنا
هز رأسه نافياً:
-لا أبداً.... كنت سعيداً بمساعدة الخالة
تدخلت الخالة أم حسن قائلة:
-أبا حسن .. مراد جاء الى بغداد حديثاً وهو لا يعرف أحداً هنا
صافحه العم ابو حسن وقال مبتسماً:
-اذن انت ضيفنا على العشاء...
حاول مراد ان يعتذر لكن اصرارهما وحرارة دعوتهما التي شعر بها صادقة جداً قادته بالنهاية الى القبول والصعود معهم في السيارة الصغير الغير مكيفة... كان الحر شديداً بالنسبة اليه ولاحظ قطرات العرق تنساب من وجه الزوجين لكنهما مع هذا بدوا سعيدين وهما يتحدثان اليه ويسألانه عن مكان اقامته وعمله .. فأخبرهم بأنه يعمل كموظف في شركة ... لم يكن يريد ان يخبرهم بمهنته الحقيقية ولم يكن يعرف السبب... للحظة شعر بالخجل من مهنته اذ انها تبدو تافهة وسط مجتمع يعاني ما يعانيه....
توقفت السيارة أمام بيت صغير قديم الطراز في شارع ضيق... ترجل الثلاثة من السيارة وأصر مراد على حمل الأغراض التي تسوقها الزوجين في حركة شهامة لم يكن مضطراً قبلاً لممارستها.....
حين دخل البيت اخذ العم ابو حسن يرحب به بحرارة في بيته الذي رغم تواضعه لكنه كان جميلاً بالنسبة لمراد... وهذا أمر آخر أخذ يستغربه في نفسه .. اذ انه في العادة يهتم كثيراً بأن يكون البيت حديثاً ومكيفاً وأثاثه باهظ الثمن.... لكنه وجد نفسه يقع في حب الأريكة الخشبية القديمة ... والحصيرة الملونة على الأرض وأصص الزرع المتناثرة في غرفة الجلوس كنوع من الزينة .......
حالما جلس ذهبت الخالة ام حسن لتصنع الشاي فجلس العم ابا حسن وقال:
-الله بالخير يا ولدي
ابتسم مراد دون ان يعرف بماذا يرد... فهو لم يسمع هذه العبارة من قبل ... ويبدو ان عدم الفهم قد بدا جلياً على وجهه اذ قال العم ابو حسن مبتسماً:
-انها عبارة ترحيبية نستخدمها في العراق مع ضيوفنا... يمكنك ان ترد قائلاً "الله بالخير والعافية"
اتسعت ابتسامة مراد وكرر قول العم ابو حسن
-الله بالخير والعافية عماه
بعد ذلك دار حوار ممتنع بينه وبين الزوجين اثناء شربهم الشاي العراقي الثقيل اللون والطعم.... وبعدها بربع ساعة انصرفت الخالة ام حسن لتحضر العشاء الذي كان عبارة عن سمك مشوي ومقبلات كثيرة ...... وأمام المنظر المشهي للطعام ضرب مراد قواعد حميته الغذائية عرض الحائط وراح يأكل بشهية مفتوحة مع العم والخالة وهو جالس بكل اريحية على سفرة من النايلون البلاستيكي وعلى الأرض........
لم يكن الطعام مطبوخاً على يد شيف ماهر .. ولا مقدم بأواني باهظة الثمن على طاولة مزينة بدقة في مطعم خمس نجوم كما أعتاد مراد..... لكنه كان في تلك اللحظة يتناول أشهى وجبة في حياته .... ذكرته نوعاً ما بنفس بساطة وجباته مع أمل ...... لكنه هذه المرة كان مستمتعاً جداً وهو يكتشف جمال البساطة ودفئها ......
بعد العشاء الذي لم يتركه مراد الا عندما شعر بالتخمة ... قدمت الخالة ام حسن الشاي مرة اخرى كعادة عراقية اصيلة في شرب الشاي بعد كل وجبة........... ووسط الأحاديث سأل مراد مشيراً الى صورة شاب جميل في أوائل عشرينه معلقة على الحائط
-هل هذا هو ابنك حسن يا عمي؟
عندها فقط لاحظ كيف خيم الحزن على وجهي الزوجين وأخذا ينظران الى الصورة بابتسامة حسرة وشوق....... ساور احساس سيء قلب مراد.. وقد صدق احساسه حين قال العم:
-أجل يا بني... هذا حسن ابني رحمه الله
ضرب قلب مراد حزن بثقل مطرقة ... قال بنبرة تأثر وتعاطف صادقة:
-رحمه الله... أنا آسف جداً....
هز العم رأسه:
-الحمد لله على كل حال...
صمت الثلاثة وهم يطالعون الصورة بحزن... كان مراد يشعر بالألم المختلط بالإعجاب... فهو يتألم لخسارة العم والخالة ابنهما الشاب لكنه معجب بقدرتهما على المواصلة من بعده وهما ما يزالان يحملان قلباً طيباً وروحاً محبة رغم كل الحزن الذي يعتريهما......
جاء صوت الخالة يقول بحزن:
-كنت ذاهبة معه لزيارة أهلي في الكاظمية... وقد بتنا هناك ... خرج في الصباح ذاهباً الى الجامعة ولم يعد..... حصل انفجار قرب الجامعة وكان هو أحد ضحاياه....
دون ارادة اغرورقت عيناه بالدموع فسجنها بين جفنيه.... كانت مجرد كلمات قليلة تلك التي قالتها لكنها حملت من الألم ما لا تحمله عشرات الصرخات .....
لم يجد ما يقوله سوى:
-رحمه الله ... انا آسف جداً
أمسك العم يد زوجته وشد عليها... رفعت وجهها وتبادلا ابتسامة تفطر القلب لفرط حزنها ... بعدها غير العم الموضوع ...
دعاه في التاسعة ان يذهب معه الى المقهى القريب للعب "الطاولي" وهي لعبة لم يكن يعرفها مراد... لكنه رافقه بسعادة ... في المقهى القديم اجتمع رجال الحي .... جلس بينهم فرحبوا به ايما ترحيب... أحدهم تكفل بدفع تكاليف مشاريبه والآخر دعاه لحضور حفلة خطوبته .... بينما كانت الأسئلة تنهال عليه عن حياته في أمريكا وكيف وجد البلد...... تداخلت المواضيع ما بين السياسة والأوضاع المأساوية للبلد والوضع الاقتصادي وقلة فرص العمل وانقطاع الكهرباء ثم تحول الحديث عن النساء والحب تطايرت النصائح والنظريات من كل جانب حول الزواج والعلاقات.......
جلس حولهم يحصي خسائرهم... لقد علم بأن أحمد المهندس الذي قارب على الثلاثين عاطل عن العمل... وأبو عمار له ذراع اصطناعية لأنه فقد ذراعه أثناء خدمته في الجيش... وأبو ايناس له ابنة تم اختطافها منذ خمس سنوات ولا يعلم عنها شيئاً.... وسليم المراهق الذي يرافق والده ترك المدرسة ليعمل مع والده في النجارة حين صارت صحة والده لا تساعده على العمل الشاق......... كلهم من حوله كانوا محملين بالخسائر والمآسي.... معبأين بالغضب على الحكومة والأوضاع .. لكنهم يبجلون العراق وكأنهم لم يذوقوا وبال انتمائهم اليه........ ورغم كل شيء كانوا يضحكون بكثرة وكان يضحك معهم كما لم يضحك من قبل.... هؤلاء الرجال الذين لا يملكون ربع ما يملك ... كلهم وعلى رغم مآسيهم... أسعد منه وأكثر رضا ... وأدرك بأن كل نجاحاته لم تحقق له ذرة رضا مما حققته خسارات المحيطين به لكل واحد منهم....
.................................................. ....
بعد عشرة أيام .... غادر مراد السالم بغداد رجلاً غير الذي عرفه....... وعندما رحب به موظف المطار في نيويورك بعد ان تعرف عليه قائلاً:
-مستر "مارت".... ابنتي من اشد المعجبين بك...
ابتسم له مراد وقال بلطف:
-ابلغ تحياتي لابنتك... قل لها بأن "مراد السالم" يرسل لها سلامه !
********************************
-مريم..
لم تلتفت اليه.. بقيت تواجه القبور الثلاثة لعائلتها وكتفاها يهتزان في بكاء صامت....... كان قد استغل فرصة انها قد بدت أهدأ حالاً هذا اليوم ففاتحها بموضوع الزواج..... لم يكن عرضه رومانسياً بل كان عملياً أكثر.... قال لها بأنه يعرض عليها الأمان وجنسية سوف تسحب عنها لقب لاجئة... أخبرها بأنه يفعل ذلك لأنها بقيت دون عائلة ولأنه يشعر بأنه مسؤول عنها.... كما أكد لها بأنه لا يتوقع منها شيئاً من ذلك الزواج ملمحاً الى عدم وجود أي تقارب من أي نوع بينهما....... كان يسرد عليها الأمر بعملية جعلته يعود الى تلك الأيام التي كان يناقش فيها بنود عقود العمل مع رجال الأعمال ... مما أدخل الجليد الى روحه....... هو لا يستطيع ان يقول لها بأنه يتزوجها لأنه يحبها.... لأنه يعلم تماماً ان مريم لا تستحق حبه.... لقد تخلت عنه في أول أزمة... كما انها لم تكتفِ بذلك بل خُطبت لشخص كانت تحترق اعصابه كل يوم من فكرة انه قد يظهر أمامه فجأة مطالباً بها.......
حالما أخبرها بعرضه نظرت اليه بعيون دامعة وهزت رأسها بالرفض وخرجت ..... وها هو يجدها تجلس هناك تبكي أمام خساراتها الكبرى فتلوى قلبه وجعاً....
كرر الهمس باسمها:
-مريم
هذه المرة التفتت ليجد وجهها وقد تحول الى اللون الأحمر القاني من البكاء بينما تبلل خداها بملح دموعها....
جلس بجانبها وامتدت يده يمسح عنها دموعها....
-لا تبكي.....
ثم اشار الى القبور أمامه وقال:
-انهم ليسوا هنا مريم... انهم هنا (وأشار الى قلبها)
ثم أكمل:
-هذه الحياة مجرد محطة.... بعضنا يغادرها الى الوجهة الأخيرة أسرع من الآخرين..... لقد ذهبت عائلتكِ قبلكِ الى هناك... ويوماً ما أتمناه بعيداً... ستلتقين بهم .... وحتى ذلك اليوم احفظيهم في قلبك.....
ازدادت دموعها انهماراً.... هي تعلم بأنه على حق... لكنها لا تستطيع ان توقف هذا الحزن الذي يمزقها...... كان العالم يبدو مقفراً تماماً دون وطن وعائلة.... حين رحلت عن سوريا شعرت باليتم لكن عزائها كان ان عائلتها بخير.... ولكن حين رحلت عائلتها... لم يبقَ لها عزاءٌ في شيء..... كان كل شيء داخلها يقيم حداداً على أحبائها....... لقد ذبلت الياسمينة الشامية التي رباها اخوها..... وماتت الطفلة الصغيرة التي أنجبها والدها...... لم يبقَ منها سوى امرأة لا حياة فيها... لكنها لا تموت!...........
ثم جاء عرض آدم لها... بارداً كأنه تأدية واجب... وشعرت بأن ما تشاركاه على الحدود التركية – السورية كان مجرد لحظة تأثر وقتية من جانبه بينما عنت لها ما تبقى من العالم............
وهو يحدثها بذلك الصوت العملي تذكرت أحلامها التي تبدو الآن بعيدةً جداً حول لحظات السعادة التي ستعيشها معه خصوصاً بعد اعترافه لها بالحب..... لكنها دمرت كل ذلك بتصرفها.... هو لم يعد الا لأنه رجل نبيل... وهو لا يتقدم للزواج منها الا لنفس السبب لأنه يدرك بأنها وحيدة ومعرضة للخطر.......
لم يؤلمها ذلك فقط... بل آلمها ان تفكر بأنها بزواجها منه سيتحتم عليها ان تترك عائلتها هنا وتترك الشام التي تواسي نفسها بقربها من تركيا....... ستذهب الى مجتمع لا تعرفه وتواجه والداه اللذان شهدا موقفها المخزي معه ...... كيف يمكنها ان تقبل؟....
سمعته يقول:
-تعلمين يا مريم بأن لا خيار آخر لديكِ..... إذا رفضتي الزواج مني.... ستضطرين لعبور البحر من جديد.... وهذا ما لن اسمح به
تذكرت البحر.. الموج... المركب... عائلتها... الموت ..... شعرت بجسدها يرتعش دون ان تستطيع السيطرة عليه .. فكرة ان تخوض البحر من جديد ارعبتها... صار تخيل البحر وحده كفيل بأن يوقظ كل خلية خوف داخلها.....
احاط آدم كتفها بذراعه محاولاً السيطرة على ارتجافها.... ورغم كل شيء... شعرت بالأمان لقربها منه ......
همس لها:
-تزوجي بي... لأستطيع منحك الأمان والحماية يا مريم
الامان.... الحماية .......
هذا كل ما ارادتهما مريم في تلك اللحظة .... بالإضافة الى آدم ميلر !
********************************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:55 PM   #1436

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

********************************************
-أنت مصور سيء..
اعترضت أوركد وهي تطالع الصورة التي التقطها رايان لها وهي جالسة أمام كوب قهوة تنظر عبر النافدة نحو البعيد
تأفف رايان:
-انا لست مصور... ثم ما هي اهمية أن تلتقطي صورة كهذه وتنشرينها على الانستجرام.... انها تبدو مصطنعة جدا
نظرت اليه بعدم رضا وقالت:
-متابعيني ينتظرون جديدي....
رفع رايان حاجبه:
-هل يدرك متابعوكِ الى أي حد انتِ تعيسة؟
أجفلت أوركد من تعليقه الصريح حد الفجاجة ..... لقد ظنت بأنها أجادت تمثيل دور القوية الغير متأثرة أمام الجميع ومن ضمنهم رايان... لكن يبدو انها لم تجتهد في دورها كما يجب اذ ها هو رايان وبعد بضع دقائق من مقابلتها له في المقهى الذي يعمل فيه يرميها بالحقيقة......
أجل هي تعيسة... قلبها مكسور... تتلوى ألماً في فراشها كل ليلة حين تتذكر غدر علي.... لكنها حين تنهض في الصباح ترتدي ملابسها بعناية معتادة وتضع زينتها التي باتت تبالغ في ضبطها ... وتخرج ضاحكة من غرفتها كأنها لم تقضي ليلتها باكية وموجوعة
لكنها لم تكن لتفصح لرايان عما يدور في نفسها فاعترضت قائلة:
-من قال بأني تعيسة؟
جلس رايان على المقعد المقابل لها:
-ان عينيك لا تعبير فيهما..... حين قابلتكِ لأول مرة كانت طاقة ملونة تطوقكِ والآن تحولت هذه الطاقة الى لون رمادي كئيب.... انكِ تتألمين أور.... لكنكِ ترفضين الاعتراف بذلك !
نهضت من مكانها وقد أخافها ان تكون مكشوفة هكذا امامه:
-أنت تتحدث كطبيب نفسي... لو أنك ماهر في التقاط الصور كمهارتك في الفلسفة لكنتُ الان قد نشرت أفضل صورة في تاريخي الانستجرامي
حاولت ان تبدو لهجتها مرحة مختلطة بالسخرية لكنها فشلت اذ ان توترها كان مكشوفاً لعيني رايان المراقبتين عن كثب
فقالت مواصلة:
-سأذهب.. أراك لاحقاً
لكنها قبل ان تخرج استوقفها:
-أور انا ذاهبٌ الى لبنان في رحلة لأسبوع... لدي قطعة أرض هناك وجدت من يشتريها وذاهب لتوقيع العقد.... هل تحبين مرافقتي؟
شعرت بالصدمة لطلبه.... ما الذي يجعلها تذهب الى لبنان؟.....
اجابته دون تفكير:
-بالطبع لا ... ما الذي يأخذني الى هناك ..!
رفع رايان كتفيه في حركة "لا أدري" وقال:
-فكرت ان تكون هذه فرصة جيدة للابتعاد عن .... الأشياء التي تؤلمكِ
عرفت بأنه كاد ان يقول "علي" ثم غير رأيه ..... وبعيداً عن الألم الذي شعرت به لمجرد احتمالية ذكر اسمه لكنها كررت رفضها:
-لا أعتقد بأنني أريد الذهاب الى أي مكان ...
ودعته وخرجت ..... لتجد علي يقف على باب المقهى ...... خفق قلبها بحدة وشعرت بأنها تكاد ان تسقط.... جزء منها شعر بشوق كبير له وجزء آخر شعر بكره عميق...... كأن كل مشاعر الحب التي اختزنتها له في قلبها قد تحولت الى مشاعر غضب وخيبة ولدت غشاوة كره
رفعت رأسها تنظر اليه بحدة ...
بينما كان قلبه يخفق شوقاً لها..... لقد حاول بكل الطرق أن يراها في الأيام الماضية لكنها كانت تجيد اخفاء نفسها.... لم تعد تذهب لأي مكان اعتادت الذهاب اليه ..... بينما حرّم مراد عليه الدخول الى بيتها .... لقد هدده بأن يفضح سره لوالديه ان هو حاول الدخول الى البيت ... وأمره بأن يتحجج بأي شيء في كل مرة يطالبه صخر او زنبق بالزيارة.........
لم يصدق حظه حين وجدها في هذا المقهى الذي مرّ به لعشرات المرات خلال الأيام الفائتة ...... وها هي تقف أمامه .. ترتدي سترة خضراء حديثة الطراز وجينزاً كحلياً يحدد شكل ساقيها.... بينما تطلعت له بعيون غاضبة ....
همس الشوق داخله باسمها:
-روري
لم تتحرك ملامحها... لكن عيناها رمشتا وكأن اسمها قد اوجعها.... كتّفت ذراعيها أمام صدرها وقالت بصوتٍ جليدي سمّره في مكانه:
-ما الذي تريده علي؟
تكسر قلبه حين سمع اسمه الكامل منها وكأنها سحبت عنه ترف مناداته باسم التدليل الذي اخترعته له
قال بيأس:
-أنا أحبك
عندها قطرت ملامحها مرارة وابتسمت ابتسامة سوداء:
- لست أصدقك.... مع العلم انني حتى ان صدقتك لن ينفعك ذلك في شيء... لأنني بكل بساطة ..... أكرهك !
سكين حادة جرحت مشاعره ...... متى تحولت أوركد لهذه الفتاة الباردة القاسية؟ .... ما الذي فعله بها؟ .... يا إلهي كم يستحق كل حقدها..... وكم تؤلمه هذه الحقيقة
حاولت ان تتجاوزه لكنه نادى من خلفها....
-أوركد أنا آسف... أنا...
وقبل ان يكمل كانت قد استدارت ودوت صفعتها على خده بشكل أرجعه الى الوراء من هول الصدمة لا من قوة الصفعة ............ هل صفعته أوركد حقاً؟ صديقة طفولته التي كانت تسامحه على كل حماقة يرتكبها وتمنحه ألف عذر وتغطي على كل أفعاله ....... صفعته !
جاءه صوتها يخترق شعور الصدمة لديه ليضربه بقسوة:
-لا تعتذر.... أنا من يجب أن أعتذر..... لأنني لم أدرك منذ البداية أنك شيطان أناني... وغد وصولي ... لكن لا تقلق.... لن انتقم منك... لن أضيع وقتي في فعل ذلك...... كل ما سأفعله سأجلس واضعة ساقاً على أخرى... اراقبك تتسلق الى القمة وحيداً..... وأنا أعرف جيداً بأنك لن تكون سعيداً هناك... لأنكَ في طريقكَ اليها... قد خسرتني........
لوت رأسها جانبها وقالت بغرور وثقة:
-هل برأيك ثمة ربح يعوض خسارتي؟......
اعطته ظهرها وابتعدت لكن ليس قبل أن تقول:
-آه كم سأستمتع برؤيتكَ تتعذب بحقيقة خسارتي.....
ثم أخذت تضحك بشر وهي تركب سيارتها وتنطلق...............
من خلف الزجاج كان رايان يراقب الموقف ورغم انه لم يسمع ما دار من حوار لكنه خمنه خصوصاً مع الصفعة التي القتها أوركد على وجه علي....... ابتسم ابتسامة صفراء مدركاً ان أوركد تحارب بشراسة لأنها تتألم بشدة ..........
في المساء اتصلت به أوركد قائلة:
-متى موعد سفرك الى لبنان؟
اجابها مستغرباً:
-الخميس القادم... لماذا تسألين؟
-أنا ذاهبة معك.... لقد قرأت للتو ان اسبوع الموضة في بيروت سيبدأ بعد الأسبوع القادم ... ففكرت بأنها فرصة جيدة لحضوره
علم بانها اتخذت من اسبوع الموضة حجة وجيهة لتقبل عرضه الذي رمته في وجهه نهار اليوم.... كما عزى تغييرها لرأيها لرؤيتها علي ...... ورغم ألم فكرة بأنها تحب ذاك الوضيع لكنه كان سعيداً بتغييرها رأيها....
-حسناً سارعي بحجز التذكرة لنذهب بنفس الطائرة
اعطاها تفاصيل الخطوط الجوية ورقم الرحلة وأنهى الاتصال...... ليطالع بعدها التمثال الذي يعمل عليه ..... كان التمثال عبارة عن مجسم صغير لامرأة تغني وشعرها القصير ينساب على خديها........ كانت نسخة عن تلك الفتاة التي رآها تغني على المسرح قبل أشهر ... والتي صدف ان يكون اسمها أوركد السالم !..............
.................................................. ......
بدت له منعشة جداً رغم الحزن الذي يطفو على ملامحها.... ببلوزتها الرمادية وجينزها المشقوق موضع ركبتها متماشياً مع اخر صيحات الموضة ... وحذائها الفضي المغلق الذي يصل الى كاحلها ...
تأملها بابتسامة لم يستطع ان يزيلها عن وجهه وهي تسحب معها حقيبة سفر وردية اللون تستقر فوقها حقيبة سوداء صغيرة خمن انها تحتوي على ادوات زينتها... بينما تعلق على ذراعها معطف رمادي عصري وكيساً ورقياً يدل على انها قامت ببعض التسوق من محلات الأسواق الحرة ......
حالما لمحته تقدمت اليه ... وجهها النضر لم يكن مخفياً خلف خصلات شعرها الذي جمعته الى الخلف بطريقة عملية....
-مرحباً... القهوة في هذا المقهى مقرفة
قالتها معترضة وهي تشير الى مقهى الى اليمين ....
رفع حاجبه:
-كان عليكِ ان تذهبي الى ستاربكس....
-حسناً رغبت في تجربة شيء جديد..... المقهى هناك مزدحم... كأن الجميع قرر ان يسافر اليوم
ضحك:
-لماذا تبدين كأنكِ قطة قام أحدهم بالدعس فوق ذيلها؟
نفت التهمة هاتفة:
-أنا لا أبدو كذلك
مشى أمامها قائلاً:
-تعالي لنجد لكِ قهوة جيدة تحسن مزاجكِ
بعد قليل كانا يجلسان في مقهى ستاربكس يتناولان القهوة وقد بدت أوركد أقل تذمراً......
نظرت أوركد اليه من فوق حافة كوبها... متأملة القبعة الرياضية التي يرتديها والتي رأتها سابقاً حين ساعدها عندما انتابتها نوبة الهلع... لكنه هذه المرة كان يرتدي جينزاً غامق اللون مع بلوزة بلون نبيذي وسترة رمادية .. ترافقه حقيبة سفر سوداء صغيرة وحقيبة ظهر بنفس اللون ...... كان عليها ان تعترف بأنه وسيم.... وليس من الصعب ملاحظة عيون النساء وهي تلاحقه ... وخصوصاً تلك الفتاة التي تجلس الى يمينهما .... تكاد تأكله بعيونها.....
حولت اهتمامها من رايان الى تلك الفتاة التي اخذت تحدق به بطريقة مكشوفة ... وقد وضعت ساقاً فوق اخرى لتكشف التنورة القصيرة كل ساقها تقريباً.....
ضيقت عينيها ونظرت الى رايان الذي بدا مهتماً بشرب قهوته والنظر الى هاتفه أكثر من النظر الى تلك الفتاة... حسناً يبدو ان هذا الرجل مستقيم على غير ما يبدو عليه .... عادت تنظر الى الفتاة التي كادت ان تتحول الى قرد لتجذب انتباه رايان فما كان منها الا ان نادت عليها ملوحة بيدها:
-هاااي... لا تحاولي عبثاً...
عندها رفع رايان رأسه مستغرباً عن هاتفه بينما بدا الضيق على وجه الفتاة .... انتقل رايان بنظره بين أوركد وتلك الفتاة ثم فهم الأمر فأنفجر ضاحكاً....
رمقته أوركد بحدة:
-هل تتسلى؟
واصل الضحك:
-في الحقيقة أجل...
فسّرت:
-كنت أحاول مساعدتها فقط... كادت تنقلب الى مهرج وهي تحاول لفت نظرك بينما انت مشغول عنها بهاتفك..
لم يكف عن الضحك:
-أحب روح المساعدة التي لديكِ
لم تعلق.... فقد أنقذها صوت النداء لرحلتهما... نهضت من مكانها قائلة:
-هيا لنلحق بالرحلة...
وقبل ان تغادر رمقت الفتاة "المهرجة" بنظرة انتصار لم تعرف سببها وسارت خلف رايان.....
.........................................
في بعد ان اقلعت الطائرة بساعتين كان رايان قد غفى وقد اسند رقبته على الوسادة على شكل حدوة الحصان المخصصة للسفر والتي نسيت هي ان تحضرها..... نظرت اليه بحقد لأنه يبدو غارقاً في النوم بينما هي تعاني الأرق والملل...... قضت ساعة اخرى في محاولة النوم لكنها فشلت وهنا نفذ صبرها فلكزت رايان بقوة جعلته يهب مستيقظاً:
-ما الأمر؟
تذمرت:
-لا أستطيع النوم
رمش محاولاً طرد اثار النوم من عقله وقال بعدم تركيز:
-لماذا؟
هتفت:
-لا أعلم ... أنت تنام بعمق كأنك في سريرك وأنا أشعر بأنني مصاصة دماء لا تعرف معنى النوم
نظر اليها مصدوماً:
-هل ايقظتني لأنكِ لا تستطيعين النوم؟
هزت رأسها موافقة:
-بالتأكيد، هل تريدني أن أبقى مستيقظة وحدي؟
تذمر:
-هل أخبركِ أحدهم بأنكِ مزعجة؟
ضيقت عينيها:
-ومن قال لك ان تعرض علي السفر الى لبنان
مسح وجهه بيده:
-اعتذر على حماقتي
هزت كتفها:
-لقد فات الأوان.. الآن عليك ان تبقى مستيقظاً معي.... هيا لنشاهد فلماً
هتف حانقاً:
-هل ايقظتني من النوم لأشاهد فلماً معكِ؟ اما كان بالإمكان ان تشاهديه لوحدكِ؟
هزت رأسها بـ "كلا"
نظر اليها بحقد مصطنع انهاه بضحكة مستسلمة حين خرّ قلبه صعقاً كعادته أمام جمال روحها ...
-حسناً أي فلم سنشاهد؟
استدارت نحو الشاشة الصغيرة المثبتة خلف المقعد الذي أمامها...
-لا أعلم .. الخيار لك
-اذن لنشاهد فلم أكشن
عارضته:
-لا أحب الأكشن... لنشاهد فلماً رومانسياً
ظهر القرف على ملامح وجهه:
-هل حقاً تريدين ان تشاهدي بضع اكاذيب وردية ؟
سألته:
-هل تعتقد الحب كذبة وردية؟
هز رأسه:
-لم أقصد الحب ... كنت أقصد تلك الرومانسيات الفارغة .... ان الحب الحقيقي.... هو أن تفعل كل الأشياء العادية الروتينية مع شخص ما ومع ذلك تشعر بأنها مميزة جداً...... انما هذه الحركات المفتعلة فهي في الغالب كذب لجذب انتباه المقابل
نظرت اليه بصمت.... هي أبداً لم تنظر الى الحب بهذه الطريقة .... لقد تخيلت دوماً الحب على انه باقات ورد وعشاء رومانسي على ضوء الشموع... مفاجئات وبالونات ... واشياء غريبة غير متوقعة ........ لكنها الآن وهي تستمع لتعريفه للحب.... وجدت أنه لربما يكون ما يتحدث عنه هو الحب الحقيقي فعلاً...... لأنه يحدث دوماً ودون جهد !
وقبل ان تعلق قال:
-ما رأيك بفلم كوميدي.... على الأقل دعيني اضحك بعدما حرمتني من متعة النوم ....
وافقت على اقتراحه وقضيا نصف ساعة يتجادلان حول الفلم المنشود .... واخيراً اتفقا على فلم فشغلاه وما هي الا ربع ساعة حتى شعر بأوركد تسترخي تماماً وتغط في نوم عميق....
نظر اليها ببؤس ... لقد حرمته النوم ونامت هي بعمق .......
اخذ وسادة السفر التي كانت تحيط عنقه وثبتها حول عنقها لتحظى بنوم أكثر راحة .... أبعد خصلة شعر عن وجهها وابتسم بمرارة لجمالها الناعم وهمس:
-اعتقد بأنني أحبكِ أيتها المزعجة ..!
************************************************** *********
كان الدكتور وليد الهاشم يركز النظر في نتائج فحوصات أمل بينما أخذت هي تتأمل غرفة المكتب غير عالمة ماذا عليها ان تفعل... لقد أوصلها العم سامر الى هنا بعد ما يقرب الساعتين من القيادة من نيوجيرسي حتى بيت عائلة الدكتور وليد في نيويورك..... كانت قد تذكرت عند وصولها الى امريكا ان للسيد جوزيف أخت طبيبة ... وهكذا وجدت أنه من الأفضل ان تستشيرها لتدلها على جراح ماهر يقوم بالعملية .... كانت تتصرف مع الأمر بهدوء تام كأنها على استعداد للموت .... لم يكن لديها أحد في هذه الحياة يجعلها تقلق عليه من حزن فراقها ان هي رحلت..... وحده مراد من كانت تريد ان تقابله من جديد... رغم انه لم يمنحها سبباً لتتشبث بالحياة لكنها تمنت لو انها تراه لمرة اخيرة قبل ان تدخل الى عملية قد لا تخرج منها.......
الخالة سارة استقبلت الخبر بالبكاء بينما استقبل العم سامر الخبر بطريقة أكثر شجاعة ... وحاول ان يتصنع بأن الأمر ليس عظيماً.... لكنها كانت ترى في عينيه ما تراه في عيني الخالة سارة...... لقد كانا يجدان في مرضها تكراراً مؤلماً لمرض والدتها..... لكنها كانت أكثر حظاً من والدتها.... فالورم ليس في مكان خطر كما حصل مع والدتها ...
بعد أن تجاوزا الصدمة كانا خير سند لها... حضرا لها غرفة الضيوف لتستقر فيها بعد ان رفضا رفضاً قاطعاً ان تنزل في فندق..... خصوصاً وأن ابنائهما الثلاثة يدرسون في جامعات مختلفة بعيدة عن نيوجيرسي مما يجعلهما يعيشان وحيدين .... لم تستطع أن ترفض طلبهما كما انها كانت بحاجة لتشعر بالراحة وسط أشخاص مألوفين لديها .. وفي اليوم التالي لوصولها اتصلت بالسيد جوزيف وشرحت له الوضع وطلبت منه ان يكون الأمر سرياً وقد فهم بأنها لم تكن تريد لمراد ان يعرف... ورغم ان صوته اهتز تأثراً لكنه لم يبدي أي نوع من الشفقة التي تزعجها... وهذا ما قدرته له كثيراً.... وعدها بأن يحدد لها موعداً مع زوج اخته لأنه في الحقيقة جراح عام ... وما هي الا ساعتين حتى اتصل بها وأخبرها بأنه الدكتور وليد سيترك مؤتمراً مهماً ويعود من أجلها فقط... مما دفعها لتدمع بتأثر لاهتمامه الكبير بها.......

قطع سلسلة أفكارها دخول شابين في مقتبل العمر الى غرفة المكتب... أحدهما كان أسمراً بشعر أسود والثاني كان شديد الشقرة مما جعلهما يتضاربان في الهيئة بشكل ملفت للنظر.....
عرفها الدكتور وليد بهما قائلاً:
-ولداي.. "فارس" و "جُوا"
وعرفها الى ولديه:
-هذه الآنسة أمل... ابنة صديق العم جوزيف
حياها الشابين بأدب... ثم قال الأسمر:
-والدي نحن ذاهبان الى مزرعة العم إلياس
فقال له الدكتور وليد:
-حسناً فارس... اتصل بي حالما تصلان
ثم أشار الى ابنه الأشقر:
-وأنت يا جُوا... حاول ان لا تسبب حريقاً في المزرعة
كشر جُوا اسنانه:
-سأحاول....
انصرفا بعد ذلك.. فنظر الدكتور وليد اليها معتذراً:
-اعتذر لمقاطعتهما إيانا....
ابتسمت:
-ليس هناك حاجة للاعتذار....
عاد ينظر الى الفحوصات وقال:
-حسناً سوف نجري عدة فحوص أخرى لأتأكد بنفسي من صحة هذه الفحوص... جوزيف سيقتلني ان لم اعتني بكِ...
شاب القلق ابتسامتها:
-هل تعتقد ان كل شيء سيكون على ما يرام؟
اكتسى وجهه بالجد:
-أعدكِ انني لن أسمح ان يصيبكِ مكروه..... سنبدأ الفحوصات منذ الغد....
شكرته أمل وقبل ان تخرج استوقفتها السيدة تينا وأصرت ان تقيم معهم خلال فترة تواجدها في نيويورك لكنها صممت على الرفض لأنها لم تكن تريد أن تكون عبئاً على أحد...
هكذا عادت الى الفندق بعد ان ودعت العم سامر الذي لم يستطع البقاء لالتزامه بعمله في نيوجيرسي...... بعد حمام ساخن اتصلت بالخالة زنبق تسأل عنها.... محاولة اخفاء رغبة سرية تساورها في معرفة أخبار مراد الذي لم تعد ترى صوره منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي كما في السابق....
بعد بضع رنات اجابت الخالة زنبق بصوتها الرقيق البطيء... وحالما عرفتها استقبلتها بترحاب وأظهرت سعادة كبيرة لعودتها واصرت عليها ان تتناول الغداء غداً في بيتها ولأنها كانت على موعد مع الفحوصات فقد اجلت الدعوة ليوم آخر....... ثم فجأة قالت الخالة زنبق:
-أمل.. هناك من يريد ان يتحدث إليكِ
وقبل ان تقول أمل شيئاً جاءها صوت الرجل صاحب الخصلة الفضية الذي يؤرق لياليها بصورته العنيدة:
-أمل
ضرب قلبها بعنف في صدرها..... يا إلهي لماذا كل هذه المشاعر المتدفقة التي تجري في عروقها كلما سمعت صوته ....
اجلت حنجرتها:
-اهلاً مراد..
سألها غير مصدق:
-أنتِ هنا؟
همست بعد ان استشعرت نبرة الشوق في صوته:
-أجل
تحشرج صوته:
-في نفس الفندق؟
همست بخفوت أكثر:
-أجل
أمرها:
-لا تتحركي من مكانك....
وأنهى الاتصال... بينما ظلت هي لثواني تحدق في الهاتف الأخرس..... وضعت يدها على قلبها لتسمع صوته المدوي..... كادت ان تقسم بأن كل نبضة تنطق باسم "مراد"......
يا إلهي.... هبطت جالسة على الفراش......
لقد أدركت الآن لماذا يؤرقها مراد.... لما لا تغيب عنها صورته... لماذا كلما امسكت الفرشاة لترسم... وجدت نفسها تشكل ملامحه.... ولماذا كلما حاولت كتابة قصيدة مرت في بالها خصلته الفضية....... اه من تلك الخصلة التي لفتت انتباهها وصارت لعنتها......
الآن وهي تستذكر عناقهما على شاطئ يافا... أحلامها عنه .. غضبها من صوره وعودته لحياته السابقة.... انهيارها بين يديه عندما رحل والدها.... شعورها بأنها في الجنة حين قبلها.... كسرة قلبها لرحيله..... الغيرة التي نهشتها حين رأته في عرس مايا مرافقاً لامرأة اخرى.......... جعلها تدرك بأنها واقعة ودون شك في حب مراد السالم.........
همست: يا إلهي.. لماذا الآن؟
لم تتحرك من مكانها حتى سمعت هاتف غرفتها يرن... حين رفعته أخطرها موظف الاستقبال عن وجود ضيف لها ينتظرها في بهو الفندق .. وعرفت بأنه هو قبل ان يقول الموظف اسمه......
تحركت خارجة من غرفتها بخطوات مرتجفة..... هبط المصعد بها... ومعه قلبها......
حينما خطت الى الخارج لمحته على الفور... كأن قلبها دلّها عليه .... وقفت مكانها للحظات تتأمله يجلس على مقعد منفرد يرتدي قميصاً أزرق غامق اللون مع بنطال بني وحذاء جلدي لامع بني اللون كذلك .. بينما يضع ساقاً على أخرى حيث استقر كاحل ساقه المرفوعة على ركبته الأخرى ... كان ينظر بجدية نحو اللاشيء ... وكأنه غارقٌ في عالمه الخاص.... من بعيد بدا لها مغروراً ووسيماً ومتكبراً كما عرفته دائماً
كان شعره مصففاً بعناية والخصلة الفضية تلتمع فيه كوحي للحب وكسرة القلب.......
اقتربت منه بضع فتيات يسلمن عليه ويأخذن توقيعه... فمنحهن ابتسامته المغرورة المتعالية ووقع لهن ..... اشتعل الغضب في قلبها بسبب الغيرة التي اخذت تتآكلها ..... هذا الرجل لن يتغير.... سيبقى مغروراً ولعوباً.... وهي واقعة في حبه كالحمقاء.....
ضبطت ملامح وجهها على اللامبالاة وتقدمت نحوه ...
كان مراد يشعر بالضيق من محاولته ضبط دوره المعتاد كشخصية مشهورة ... وشعر بأنه على وشك الصراخ في وجه الفتيات اللواتي يحمن حوله لولا أنه لن يكن يريد افتعال أي فضيحة..... ثم وكأن قلبه أخبره بأنها تتقدم نحوه رفع وجهه لينظر امامه ....... قفز واقفاً بينما سرت في جسده رعشة شوق لم يستطع ضبطها... كانت تتقدم نحوه وهي تزيح بكفها مقدمة شعرها الى الخلف في حركة بدت لقلبه العاشق مثيرة جداً.... مظهرها كان بسيطاً كالعادة ... سترة جلدية مع جينز وبلوزة خفيفة مزركشة زرقاء اللون ...... وشعر بأن كل خطوة تقربها اليه... تمر فوق قلبه الذي سلّم بحبها.....
ها هي .... سيدة قلبه... حبيبته.... حياته الجديدة ... و...... انتمائه !
تواجها أخيراً.... لحظة من الصمت اجتاحتهما معاً وهما يلتهمان ملامح بعضها هي بشوق تحاول ان تداريه وهو بحب فاض من قلبه فما عاد يريد ان يخفيه أكثر من ذلك
همس اخيراً:
-لقد عدتِ
قالت بصوت أجش وقد نسيت للحظة كل ما غضبها وغلب قلبها عقلها:
-أجل
اخذ نفساً عميقاً... ثم ارتفعت كفاه تمسكاه بكتفيها ليقربها اليه بحركة شابها عنف بسيط دليل نفاذ صبره
نظر في عينيها مباشرة فأجفلتها المشاعر الصريحة التي تنضح من نظراته
قال بصوت أوهنه الشوق:
-ما الذي فعلته بي؟
رمشت... وقد أربكتها بحة صوته ...
-ماذا؟
عصر كتفيها وانحنى بوجهه فوق وجهها فحاولت ان تتراجع لكنه ثبتها في مكانها.....
على بعد شعرة من شفتيها همس وعيناه تتطلعان في عينيها:
-أنا أحبكِ....
وضاعت شهقة مفاجئتها في قبلته المتلهفة ........

.
.
نهاية الفصل


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:56 PM   #1437

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة طيبة حبيباتي

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 07:32 PM   #1438

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا فرج الله اخيرا قراءه طيبه بجد 😂😂😂😂😂
متفرحش اوي يا مراد بكره هتقابل اول اختبار احبك و هتعرف قوته لحد فين .. بس مبروك انك لقيت نفسك حتى لو مكملتش مع امل هتفضل هي سبب تغييرك
اوركيد اخيرا فاقت و واجهت علي و ضربته بدالي 😂😂😂
علاقتها برايان عجباني اوي في اخد و عطاء لكن علاقتها مع علي كانت اخذ بس و اهو رايان التاني وقع بس اكيد لسه طريقه طويل معاها خصوصا و أن على اكيد مش هيسيبها في حالها .
مريم بقى رغم كل خساراتها طريقها هيكون صعب اوي مع ادم لأنه فعلا غير كل اسبابه للجواز منها و لو اني عارفه أنه من جواه هيتجوزها عشان بيحبها لكن شكله هيوريها النجوم في عز الظهر لحد ما يرجع لحنيته القديمه معاها
تسلم ايدك بيلا الفصل كان روووووووعه روووعه رووووووعه 😘😘😘😘😘😘


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 07:43 PM   #1439

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moshtaqa مشاهدة المشاركة
قراءة طيبة حبيباتي
هيييييييييييييح قفلة غير قفلاااتك 😍😍💃💃


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 08:31 PM   #1440

Assinet

? العضوٌ??? » 401088
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » Assinet is on a distinguished road
Mh04

Balkis ya malika halamra konty zay mana motawaka3a Rayam wmorad 7abiby

Assinet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.