آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : CFA - )           »          229 - كذبة بيضاء - ديانا هاميلتون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : وهوبه - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-18, 11:51 PM   #411

علا بهجت

? العضوٌ??? » 414815
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 18
?  نُقآطِيْ » علا بهجت is on a distinguished road
افتراضي


بلقيس الفصل خطه منمنم خالص الكتابه مش طبيعيه . ايه الحل

علا بهجت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-18, 02:46 AM   #412

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الله على قفلااتك 😭

Gigi.E Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-18, 04:37 AM   #413

yanayana

? العضوٌ??? » 415150
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » yanayana is on a distinguished road
افتراضي إيحاء الفضة

حبيبتي بلقيس تسلم أيدك ع هالفصل الشو ما حكينا ما في كلام يوصف روعته وكمية المشاعر الموجودة فيه
أنا عنجد بكل حياتي ما بكيت غير وأنا عم بأقرأ رواياتك وهلأ كمان بهالفصل بالأول ع مريم وبعدين ع أمل بس بنفس الوقت ما فيني حبست ضحكتي بمشاهد العيلة وهية مجتمعة
كتير تأثر بآدم وشعوره بغيره وجعه ع ظروف الناس الحوليه وأحساسه بالذنب لأنو ولد غني وعاش حياتو بينما في ناس كتير عم تموت من الجوع بس بهالنهاية هاد أحساس غلط وتعذيب لنفس لأنو ما حدا في تيحكم بمصيرو
مريم حبيت هالبنت كتير وأكتر شي لأنها سورية وجعني قلبي عليها صعبة كتير الظروف المرت فيها من ضياع لكل أحلامها والبيت البشكلها كل ذكريات الطفولة لتهجرها من البلد البتعشئها وتتحول من موطنة عايشة حياة كريمة للاجئة مجبورة تشتغل لحتى تئدر تعيش عنجد ما حدا بحس بالوجع غير العاشو بس نحنا الحمدلله ضلينا بسوريا وكانت ظروفنا كتير كويسة
آدم زوحالة الضياع العايشها وعدم تقبل الواقع صح أنو يافا مثلة شي أساسي بحياتو بس هوة لازم يتقبل موتها ويتصرف ع هالأساس ع الئليلة مو كرملو كرمال بنتو طبعا أنا ما عن ئول يتزوج لا سمح الله بس ما يضل عايش جو الحنين لأنو بالأخير نفسية بنتو كتير عم تتأثر بهالشي
أمل عنجد بكيت هون أنا ما في أصعب من حسارة الأم وئد ما حاول الأب يعوض ولادو ما بيئدر يعبي الفراغ الجواتهن وخاصة إذا هالولد ما عندو أي ذكرة عن أمو كتير حبيت علاقتها بأبوها ووكيف حاسة بالوجع لأنو ما ئدرت تعوضو عن غياب يافا متل ما عوضها هوة
كتير حبيت جوة الألفة والمحبة الموجود بعيلة ميلر بس يا حرام جوزيف استلموك عشرة بلدي فرطت من الضحك بهالمشهد بس شو هالدخلة الخطيرة لمكسم وبكل قوة قلب بدو ياهاوترقص ولا معبر هالتلاتة الواقفين وراها بس ما تفهموه غلط لزلمة بدو ياها ترقص باليه
أما أوركد يا قلبي أنتي شو صعبة تشوفي حب حياتك حططك بمرتبة الصديق المقرب ولازم تتحملي تسمعي كل أسرارو ومشاريعو كمان حتى لو كان عم يخطط ليتزوج من بنت تانية يا حرام ما لحئت تفرح بجيتو وفورا صدمها بهالخبر ما طئتو لهالعلي بس بنفس الوقت ما فيني لومو لأننو ما ليعرف بمشاعرا تجاهو لأنشوف شو حتكون ردت فعلو يشوف لروري


yanayana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-18, 06:10 PM   #414

ماريا جوجو

? العضوٌ??? » 417356
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » ماريا جوجو is on a distinguished road
افتراضي

مبروك الروايه وان شاء الله بالتوفيق فيها حبيبتي

ماريا جوجو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-18, 08:34 PM   #415

علا بهجت

? العضوٌ??? » 414815
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 18
?  نُقآطِيْ » علا بهجت is on a distinguished road
افتراضي

الفصل خطه صغييييير جدا ومش شايفاه اعمل ايه ساعدونى😭😭😭😭😭😭😭😭

علا بهجت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 04:52 PM   #416

زينة لبنات

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زينة لبنات

? العضوٌ??? » 171424
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,386
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » زينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اهلا بكم
من ينتظر مثلي ؟


زينة لبنات غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الله لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)
رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 05:03 PM   #417

زينة لبنات

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زينة لبنات

? العضوٌ??? » 171424
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,386
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » زينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الو الو الو
حول


زينة لبنات غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الله لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)
رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 06:32 PM   #418

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي
شوية وينزل الفصل ..
كونوا بالقرب


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 06:49 PM   #419

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

،
مساء الخير حبيباتي
موعدكم اليوم مع الإيحاء الثالث..... قبلها أحب أن أنوه ان الفصول قد لا تكون طويلة بالمعنى المعتاد لكنها مليئة بالأحداث.. من يعرفني يعرف بأنني لا احبذ كتابة المشاهد التي لا تؤدي الى نقاط مهمة ...
وكما ذكرت سابقاً الفصول تحتاج مني وقت طويل للبحث عن المعلومات المدرجة ...
فمثلاً فصل اليوم اخذ الكثير من الوقت للبحث في:
-مرض الهيموفيليا
-فرص الدراسة في امريكا
-مدينة يافا ومعالمها
-بعض الحقائق عن الوضع العام في مدينة يافا
-الأغاني المرتبطة بمدينة يافا
-الفنادق الموجودة في تل أبيب
-الزي الفلسطيني
......
.....
لربما لا تكون الفصول طويلة لكنني مؤمنة ان اضفاء معلومات حقيقية يجعل الاحداث فيها قدر اكبر من المصداقية والواقعية التي تحترم عقل القارئ... لذلك اتمنى منكم تفهم سبب عدم اطالة الفصل...
....
وقبل ان نبدأ .. تذكروا إن الحب هو الوحي الصادق النابع من القلب... وكل ما يهمس به عقلك هو إيحاء كاذب يعتمد على الملموس لا المحسوس...... آمنوا بوحي المشاعر لا بإيحاء المنطق.... فالمعجزة لا تدرك بالعقل.. بل بالقلب.....

...
...
الإيحاء الثالث: (يا رايح على يافا)*

*الأغنية لـ فدوى بلحة


-أنا لا أنتمي سوى الى القمة، وكل مكان غير القمة.. هو قاع !
-علي السعدون


-أريدك ان ترقصي..!
حالما سمعت هذه العبارة التفتت مايا لا ارادياً تنظر الى والدها وعمّيها.... أول ما لاحظته هو تحجر عينيّ والدها والجمود الذي كسا ملامحه..... أجل، هي ليست مخطئة إذن، فوالدها التقط مثلها النبرة الغريبة التي حملتها تلك العبارة البسيطة.... عبارة قد تبدو عادية الى درجة انها لا تثير أي شك في مقاصد أخرى لكنها قيلت بطريقة لم ترحها متلحفة بوتيرة صوتٍ هادئة وثابتة، وباردة ...! ...... عمّيها لم يكونا أقل تجهماً وبروداً من والدها .. وقد يبدو هذا طبيعياً لعمها كايل إذ انه يرتدي هذا الوجه مع كل شخص غريب... لكن ان يتجهم عمها ماتيو فهذا مخالف لطبيعية ملامحه المسترخية والساخرة مما يزيدها تأكيداً فوق تأكيد بأن شعورها في محله...........
أفكارها التي تدفقت بكثافة خلال ثواني معدودة تبخرت حين تقدم والدها ليقف الى جانبها محيطاً كتفها بذراعه بطريقة تبدو عفوية لكنها علمت كم تحمل من الحمائية كأنه يقف أمام خطرٍ ما يواجهها....
قال والدها بهدوء يناسب تعابير وجهه الشتائية:
-لربما تحتاج لتوضح عبارتك أيها السيد... أنت لا تريد مني ان أفهمها بنحو خاطئ .. أليس كذلك؟
الجميع فهم لهجة التهديد والتحذير التي قطرت من كلمات والدها ..... ثم فجأة بدا على الرجل كأنه أدرك أخيراً كم بدت عبارته غير مريحة .... فأخرج يده من جيبه رافعاً اياها بإشارة اعتراض، وتحولت ملامحه الخالية من التعبير الى الإعتذار وفاض الأسف من عينيه ثم اسرع يقول:
-اقدم خالص أسفي لم أكن اقصد ان تبدو عبارتي بهذا السوء....
تفاجئت مايا بالتغيير الذي حل في ملامحه، ولا ارادياً ربطت شبهاً بين هذا التحول والتحول الذي يطرأ على ملامح والدها بين برود تام ودفئ عارم
تقدم ومد يده نحو والدها وقال بلطف:
-مكسم هيمسوورث
للحظة شعرت ان والدها لن يصافحه لكنه بعد تردد بسيط أرخى يده عن كتفها والقاها في كف المدعو مكسم .. وصافحه ناظراً في وجهه دون أن يختفي البرود من ملامحه
-جوزيف ميلر
ابتسم الرجل بود:
-ومن لا يعرفك سيدي...
ثم التفت نحوها... عيناه الزرقاوان الحادتي اللمعة بشكل غريب نظرتا نحوها بإعتذار...
-أرجو ان تتلطفي بقبول اعتذاري آنستي إن كنت قليل اللباقة
خفّ توترها... وشعرت بأنها لربما هوّلت الأمر في داخلها... ماذا إن كانت قد صادفته من قبل وناداها بلقبها المهني... فهي بالنهاية راقصة باليه مشهورة ... أليس كذلك؟
ردت له ابتسامته التي لم تكن تدري الى أي مدى كانت مشوشة:
-لا عليك... يمكنك الآن أن توضح الأمر لو سمحت
اجاب بسرعة:
-في الحال آنستي لكن استميحك عذراً... سأحب جداً ان ألقي التحية على بقية رجال آل ميلر....
(رجال آل ميلر) !!..... بدت العبارة هجينة وسط جملته التي تقطر تهذبياً ... او لربما هي حساسة كثيراً.... من الطبيعي ان يكون مهتماً في القاء التحية على عمّيها اللذان لا يقلّان شهرة عن والدها
تخطاها هي ووالدها تحت نظرات الأخير المتفحصة.. ثم مد يده يصافح كِلا عميها تباعاً.... عمها كايل صافحه بتحفظه المعتاد بينما ظهرت ملامح السخرية المعتادة على وجه عمها ماتيو مما بعث قليلاً من الراحة في نفسها.....
قال اخيراً بعدما انهى بروتوكولات التعريف والمصافحة:
-تشرفت بمعرفتكم جميعاً....
ثم عاد اليها وقال بلطف:
-آنستي.. لدي أخ صغير يدعى رايموند.. لم يتجاوز الرابعة عشر ... وهو معجب كبير بكِ... لذلك أحببت أن أقدم له هدية مميزة في عيد ميلاده الرابع عشر بأن أرجو منكِ أن تشرفينا برقصة قصيرة في حفلة عيده
اعتذرت دون تفكير:
-آسفة سيد هيمسوورث... أنا لا أقدم أي عروضٍ خاصة... لكن يمكنني أن أمنح اخاك تذكرة في الصف الأول... وأسمح له بمرافقتي للكواليس لإلتقاط الصور...
لم تستطع مايا الا ان تلاحظ كيف تغيرت ابتسامته مع كل كلمة تنطقها... لربما ظاهرياً كانت شفتاه ما زالتا مرتفعتان بنفس الطريقة دون ان يزدادا اتساعاً .. لكن شيئاً ما في ابتسامته بدا أكثر استرخاءاً ورضا..... وجمال ...!
هز رأسه بتفهم:
-أتفهم موقفك تماماً وأحترمه.. يبدو أنني لن أستطيع ان افاجئه في حفل ميلاده لكن اعتقد أن مقعداً في الصفوف الأولى وصوراً في الكواليس مع راقصته المفضلة يبدو رائعاً.....
ثم أضفى على نبرته الكثير من الامتنان:
-شكراً لكِ آنستي على لطفكِ سيكون أخي سعيداً برؤيتك.... هل يمكنني أن آخذ رقم هاتفكِ لترتيب الأمر؟
بدا طلبه عادياً نسبة للظروف... من الطبيعي أن يطلب رقمها والا كيف سيعرف متى وأين يمكنه أن يحضر أخاه....
لكن والدها تدخل قائلاً:
-يمكنكَ أن تتصل بمساعدتها...
ثم وجه حديثه لها:
-أعطه رقم لوسي
ورغم استغرابها من تدخل والدها الغير معتاد في شؤون عملها لكنها فعلت... ولم يبدو على الرجل أي تأثر.. بل بالعكس شكرها بوفرة بأسلوب حديثه الفائض الأدب الذي يشبه أسلوب نبلاء القرن الماضي.... ثم القى تحية الوداع وهمّ بالخروج..... لكن أرورا في تلك الأثناء دخلت البهو وتقدمت وهي تقول بترحاب:
-مكسم.. كيف حالك؟
احنى رأسه قليلاً بحركة ترحيبية انيقة:
-عمتِ مساءاً سيدة أرورا... تبدين رائعة كما العادة... كيف حالك؟
اجابته:
-هذا لطف منك،، أنا بخير .. شكراً....
تدخل عمها كايل معلقاً:
-يبدو أنكِ تعرفين السيد هيمسوورث جيداً
أجاب الرجل عن أرورا قائلاً:
-بالتأكيد.. السيدة من أهم زبائننا.. وأنا أهتم بزبائني المميزين بنفسي... (ثم وجه حديثه نحو أرورا) .... كيف حال السيدة أنجل والسيدة كيرا والسيدة تينا
ارتفع حاجب عمها ماتيو بسخرية وقال هامساً في أذن جوزيف المقطب دونما سبب:
-يبدو انه يعرف جميع نساء العائلة
أجابت أرورا:
-بخير.... نحن ننتظر المجموعة الجديدة من مجوهراتكم لنقوم بزيارة جماعية
ضحك الرجل بعفوية تحت عيون مايا المراقبة:
-اهلاً بكن في أي وقت سيدتي.... (ثم نظر الى ساعته وقال) ... أعتقد أنني أخذت من وقتكم الكثير
شمل الجميع بنظره:
-اعتذر ان جئت دون موعد... (ثم وجه نظره نحو مايا) .. ممتن للطفكِ آنستي.... (ثم عاد يقول للجميع) ... عمتم مساءاً.....
تمتمت مايا:
-عمت مساءاً...
لكنه وقبل ان ينصرف، وجه اليها نظرة عميقة ثم انحدرت عيناه الى رقبتها فشعرت بخفقان غريب،
قال لها:
-القلادة تناسبكِ تماماً، لقد صنعتها بنفسي
تزايد خفقان قلبها، ولا أرادياً امتدت اصابعها تلمس الفراشة الصغيرة والمعلقة بسلسال من الذهب الأبيض والتي كانت هدية والدتها في اخر عيد ميلاد لها................ شعرت بالغرابة وهي تنظر الى عينيه اللامعتين بينما على رقبتها تلتف قلادة من صنع يديه ..
مع هذا تدبرت ان تقول:
-شكراً ، انها جميلة فعلاً
إبتسم لها برقة:
-يسعدني أن عملي المتواضع لاقى إعجابك......
ثم خرج بعد ان كرر تحية المساء وبقيت مايا واقفة في مكانها تغطي بأصابعها الفراشة وتراقبه يختفي خلف الباب المغلق.
.................
خرج مكسم من البيت ويده في جيبه ماشياً بهدوء نحو سيارته.. حالما استقلها سأله أخوه بلهفة:
-هل نجحت الخطة؟
ضحك:
-نجحت تماماً..... رغم انها لن تحضر عيد ميلادك..
رفع رايموند حاجبه متسائلاً:
-اذن؟
انطلق مكسم بسيارته ... وأخذ يحدث أخيه بالتفاصيل..... بينما عقله لا يفكر الا بشيء واحد حدث منذ زمن بعيد .... حيث كان هناك طفلة صغيرة تمسح العرق عن جبينه بمنديل ورقي بينما يجلس متكوراً على نفسه ، خائف ومرتعب.....وتسأله برفق
-هل أنت بخير؟
عاد من ذاكرته البعيدة الى لحظته الحالية وتمتم:
-سأكون بخير.... !

Msamo likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 06:50 PM   #420

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

**************************
لم تعرف كيف انهت الإتصال... لكنها بشكل ما فعلت.. وفور ان ضغطت على زر الإنهاء، إنفجرت باكية.... لم تدم فرحتها بقدومه سوى بضع ثواني ثم وكأنه استكثر عليها هذه الفرحة فقتلها بخبره الآخر........ دارت بضع خطوات حول المكان الذي كانت تقف فيه وشعرت بنفسها ستسقط فتوقفت وأمسكت خصرها بأصابعها وغرستها فيه وشدت جسدها ليستقيم بعد ان كان كتفاها انحنيا وانثنت ركبتها قليلاً كأن الخبر كان أثقل من طاقتها....... رفعت وجهها الى السماء واخذت نفساً عميقاً محاولة السيطرة على دموعها.. ثم شهقت باكية من جديد حين فشلت... ارخت يدها عن خصرها وعادت تنحني بوجع ثم حين لم تستطع مقاومة احساسها تهاوت الى الأرض جالسة.. رمت هاتفها بإهمال بجانبها ثم امتدت يداها لتمسكان بحفنة عشب واخذت تقلعها من مكانها بغل، كأنها تحاول بذلك قلع علي من قلبها..........
ما الحكمة في وقوعنا بحب شخص لا يحبنا؟ ما الحكمة من كل هذا العذاب؟ ما هو الدرس الذي عليها أن تتعلمه من هذا الألم؟...... لا تعلم !..... قال لها والدها ان الألم ينضجنا .. ويحول الحب العادي الى حب أسطوري.... هكذا كان الحال مع حبه لوالدتها.... لكنها الآن في هذه اللحظة.. وهذا الألم الذي لا حد له يمزق روحها ... تريد ان تلعن الحب الأسطوري.... هي لا تريد حباً أسطورياً مع علي..... هي تريد أي حب... أي حب ... المهم ان يكون هو الطرف الآخر فيه...... فلماذا يحرمها الله من هذا وهو يعلم الى أي مدى أرادته؟
.............
على الطرف الآخر كان علي يجلس على سريره محدقاً بالهاتف بحيرة متسائلاً ما الذي حدث لأوركد لتبدو بهذه الغرابة.. قلب عينيه الى أعلى.. آه بالتأكيد لم تعجبها فكرة زواجه من ساندرا، فأوركد الصغيرة تؤمن بالحب وحكايا الأطفال هذه التي يراها مجرد قيد يعيق الانسان من التقدم في حياته..... لقد تعلم منذ وقت مبكر أنك لتتسلق جبلاً وصولاً الى قمته عليك ان تحمل أقل ما يمكن من الأشياء لتغدو أخف وأسرع في الوصول، فكلما ثقل الحمل فوق كاهلك كلما تباطأت خطواتك وتزايدت احتمالات سقوطك........ ولذلك حين قرر منذ سنوات أنه لن يعيش في العراق ولن يخضع لقوانين المجتمع الصارمة والقاتلة للطموح فقد قرر كذلك بأن يكون خفيفاً وأن يحمل أقل قدرِ من المسؤولية...... لذلك لم يكون علاقات صداقة عميقة ولا علاقات حب حقيقية... أكتفى بمحيطه الصغير وعوّد نفسه على فكرة الرحيل عنه ولأجل ذلك فهو يقوم كل سنة برحلة خلال الاجازة الصيفية الى لبنان او تركيا.. ينقطع فيها تماماً عن عائلته ويكتفي بإرسال رسالة نصية لوالديه كل يوم ومكالمة اسبوعية مما كان يثير حنق والديه لكنه أراد أن يدرب نفسه ويدربهما على عدم تواجده لأن اليوم الذي لن يكون متواجداً فيه حقاً، قادم لا محالة..... والماجستير في أمريكا هو أول خطوة يأخذها في طريق حريته......
لطالما كره القيود... مرضه كان اول قيوده .. فمنذ صغره اكتشف والديه انه يعاني من الهيموفيليا.. وهو مرض ورثه عن والدته التي حملت جينات المرض دون ان يصيبها وأورثته له... فالهيموفيليا لسوء حظه لا تصيب في الغالب الا الذكور... هذا المرض يعني بأنه يفتقد عامل التخثر في دمه مما يجعل أي جرح بسيط يصيبه ينزف لمدة طويلة وبكميات كبيرة مع صعوبة ايقاف النزف ... اصابته بهذا المرض جعلت والديه اكثر قلقاً وتحكماً بحركته حين كان طفلاً مما جعله اكثر عناداً ومشاكسة... ولطالما عرض نفسه للخطر بسبب الجروح التي كان يصاب بها.... لكنه في النهاية حين اصيب ذات مرة بنزيف داخلي ادخله المشفى في حالة خطرة ادرك ان الأمر ليس مزحة واستسلم لحقيقة ضعفه ومرضه ... وبات ضيفاً دائماً على عيادات الأطباء اذ توجب عليه ان يُحقن بعامل التخثر الناقص في دمه مرتين كل اسبوع فكان الأمر مرهقاً ومؤلماً بالنسبة اليه... لكنه مع الوقت تعايش مع هذا القيد الذي لا يستطيع منه فكاكاً...
حاول ان يواسي نفسه ... وفكر بأن بإمكانه ان يتخلص من القيود الأخرى،،، يستطيع ان يتخلص مثلا من العراق الذي يعد بالنسبة اليه بلد القيود دون منازع.... الحرب وتبعاتها قيد.. العادات قيد.. الالتزامات قيد.. الموروث قيد... كونك عراقياً هذا وحده قيد فجواز سفرك يعيقك من الذهاب الى حيث تريد..... ومنذ أدرك هذه الحقائق بات يكره انتماءه الى وطنه رغم انه مقارنة بالاخرين يعتبر مرفهاً ورغيد العيش... لكنه لم يكن راضياً... أراد ان يخلع ثياب هويته وارتداء هوية أوسع.. تسمح له بأن يكون الشخص الذي يريد.... الشخص الحر فكراً وتصرفاً.... وأمريكا هي بلد الحريات بالنسبة اليه... لذلك عليه ان يصل هناك ويستقر... ولكي يستقر فهو بحاجة لأكثر من اقامة دراسية.... عليه ان يضمن تواجده بشيء أرسخ وأقوى.... ولأنه كان بارعاً مع النساء فقد كانت النساء وسيلته...... ساندرا مجرد فتاة تعرف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنه سعى جاهداً ليقوي علاقته بها ويبدأ معها علاقة خاصة عبر الانترنيت ثم أقنعها ان تزور تركيا ... وهناك التقاها.... كانت جميلة كما في الصور ومكالمات الفيديو المشوشة غالب الأحيان بسبب رداءة شبكة الانترنيت.. كما وكانت مثيرة ومنطلقة دون قيود وهذا أكثر ما أعجبه فيها.... وهكذا لعب أوراقه العاطفية التي يستخرجها حين الحاجة وربح قلبها... تعلقت الفتاة به بشدة وبدأت علاقة حب عميقة بينهما.. من طرفها على الأقل.... فهو كان صريحاً مع نفسه منذ البداية واختارها لتكون طريقاً له لا حملاً على كاهله..... مع هذا كانت تعجبه كشخص... ويحب تفكيرها ... ولم يمانع ابداً في اقامة علاقة جسدية معها بل على العكس استمتع بالأمر وأحبه... وافترقا بعد ثلاثة أشهر عند نهاية الإجازة على وعد باللقاء.........
وضع خطته قيد التنفيذ حين صرح لعائلته عن رغبته في اكمال دراسته في امريكا متخذاً من عائلة الخالة زنبق حجة في تواجد أشخاص موثوقين يعتنون به هناك ويسهلون أموره... وبعد مفاوضات عديدة كان معظمها لإقناع والدته، سُمِح له بالتجربة.... فاتجه الى بطلته الدائمة أوركد لتساعده... وقد فعلت بكل سعادة وهي تثرثر طوال الوقت عن الخطط التي وضعتها لتقضية وقتهما معاً لكنه وضح لها ان ساندرا ستكون في إنتظاره.. ورغم الخيبة التي بدت في صوتها آنذاك، لم تتهاون في مساعدته وفعلت ما بوسعها لتسهيل التقديم..... لذلك يمكنه ان يقول ان لأوركد أكبر الفضل في اجتيازه هذه الخطوة.... ولم يكن هذا غريباً... فأوركد تنقذه دائما، وكان من الأسهل لو أنه مثّل عليها الحب بدل ساندرا وتزوجها فعلى الأقل عائلته لن تعترض بل سترحب بالأمر وكذلك عائلتها أغلب الظن.... لكنه لم يستطع أن يستغلها بهذه الطريقة، ليس لأنه لم يستغلها بشكل اخر بل لأنه كان يدرك أنه ان جرحها فكأنما قد جرح نفسه، كما انها لا تستحق ان تتألم بسبب طموحه بالاضافة الى انه سيخاطر بإنهاء صداقة طويلة العمر بين العائلتين ان هو فعل..... وعليه فإن ساندرا كانت حله الأمثل
قبل بضعة أيام سافر الى تركيا لمدة اسبوع حيث التقى من جديد بساندرا وهناك قدم لها عرض زواج اسطوري تمثل بكل شيء لم يكن يؤمن به من موسيقى وورود وكلمات حب.... لكنه بالنهاية حصل على مراده وقبلت الزواج منه حال وصوله الى أمريكا دون أن تعلم بنيته في جعل هذا الزواج محطة قصيرة في مشوار حياته الطويل.... وانتهت ليلتهما على سرير فندق فاخر وكانت هذه اخر احتفالاته بتجاوز خطوة أخرى ......
كان سعيداً جداً بنصره حتى تحدث الى أوركد التي بدت وكأنها غاضبة منه، رفع حاجبيه وهو ما يزال يحدق في هاتفه وسأل نفسه بصوت عالي
-ماذا بها روري؟!
ورغم ثقته بأن الفكرة لم تعجبها لأنه يقوم بذلك دون علم والديه اللذين لن يوافقا ان علما بالأمر .. لكنه كان كذلك واثقاً من حفاظها على سره فهذه ليست المرة الأولى التي يشاركها فيها أسراره وليست المرة الأولى التي تشاركه بها جرائمه الصغيرة.... ابتسم لا ارادياً... واتجهت عيناه الى المنضدة قرب سريره حيث استقرت صورتين بإطارين انيقين.. الصورة الأولى تجمعه بوالديه أما الثانية فتجمعه بأوركد في طفولته..... ازدادت ابتسامته اتساعاً وهو يتأمل يدها الممسكة بيده بثقة وضحكتها الواسعة.... أجل أوركد تثق به دائماً رغم المقالب التي اعتاد ممارستها عليها... ورغم كل الكذبات الصغيرة التي كذبها عليها..... أوركد هي الشخص الوحيد الذي يثق به حقاً وهو يبادلها الثقة... ثقة مطلقة لم تكسرها المسافات ولا السنين.......
فكر بأن أجمل ما في ذهابه الى أمريكا هو تواجدها هي هناك فستكون له أفضل رفقة ..... قطب حين مرّ هذا الخاطر في باله بينما عيناه معلقتان بالصورة التي تجمعهما.... ألم يقرر بأن عليه أن يتسلق وحيداً؟...
********************
جلس آدم قرب البحيرة وفي يده كوب ورقي نصف ممتلئ بالقهوة....اخذ رشفة اخرى من كوبه... وهو يتأمل جو لندن الضبابي.... ها قد عاد الى لندن... ها هو الان يجلس في "هايد بارك" ... حيث عرف لأول مرة بأنه يحب زوجته.... حيث طلب يدها... وحيث أقاما عرسهما....... تنهد.. الأماكن تبقى وأصحابها يرحلون...... حين تعرف على يافا كانت مجرد فتاة صغيرة تجاوزت توها الثامنة عشر.... لم يكن يتخيل قبل وصولها الى لندن انها ستغير حياته بهذه الطريقة...... كان ينتظر اختاً لا حبيبة..... لم يكن يدري ان ابنة زوجة والده ستكون الشخص الوحيد الذي يهدمه حتى يتحول الى تراب ويعيد بناءه حتى يتحول الى صرح ...... إبتسم بمرارة..... ما أجمل البدايات... كأنه بالأمس التقى والدة يافا، أمل.... حب والده الأبدي التي افترق عنها لظروف قاهرة ليعود ويلتقي بها بعد سنوات طوال... كأنه بالأمس شهد على زواجهما... وكأنه بالأمس وقف على عتبة باب بيت والده ينتظر ابنة أمل لتأتي وتعيش معهم....... كان يريد أختاً صغيرة يمنحها الحب والحماية.... لكن ما أن رأى يافا.. ما أن التقى بعينيها الفيروزيتين.... ما أن سمع صوتها.... حتى ادرك أنها من المستحيل أن تكون أخته.....
عاد يرتشف القهوة من كوبه.... وابتلع مع السائل الحار مرارته..... شريط قصته مع يافا يدور ويدور دون توقف في رأسه..... أنه رجل يعيش في الماضي السحيق.. على فتافيت سعادة عاقرها يوم كانت يافا معه ........
كيف تموت أمرأة بهذا الجمال؟..... لم يستطع للآن ان يجد جواباً على سؤاله هذا..... كيف يتجرأ المرض على امرأة تحمل جوهر الحب داخلها مغلفاً بالرحمة والتسامح..... كيف استطاع المرض الخبيث ان يسكن ثنايا دماغها وهي التي لم تسكن داخلها سوى الأشياء الطيبة....... كيف رحلت بهذه السرعة؟ ....
حين أحب يافا، كان مجرد شاب طائش، يعاني من عقدة التوحش والعنف .... كان بدائياً دون تهذيب.... مجرد شيطان فرنسي الدم كما كانت تحب ان تسميه.... كم كانت محقة ..... العنف الذي زرعته في والدته اورثه لكل امرأة مرت في فراشه..... الآن يستطيع ان يعترف لنفسه انه كان مريضاً نفسياً... يعاني عقدة ... وهو يتقبل حقيقتين مرتين حول نفسه.. الأولى انه كان شيطاناً. فعلاً.. والثانية أن والدته التي ادخلته في ممارسات منحرفة لترضي ميولها الحيوانية هي من صنعت هذا الشيطان........... قبل يافا لم يكن يدرك ماهية مرضه... كان يعرف بأنه يعاني من تبعات الماضي لكنه لم يسعى ابداً ليتغير..... لم يقابل امرأة رفضت عنفه ..... لم يقابل أمرأة أشعرته بشيطانيته.... حتى جاءت يافا.......... عندها كلما نظر الى وجهها البريء ونقاء الحب الذي يجري في شرايينها... كان يرى انعكاس بشاعته وعقده....... وهذا ما أخافه كثيراً.... كانا مثل الأبيض والأسود .... لا يستطيعان الإمتزاج دون ان يلوثها ............ وكم حاول ان لا يفعل... لكنها العنيدة أبت الا ان تجعل شيطانه يقع صريع هواها وبيد رحمتها اللامتناهية... عانقت هذا الشيطان حتى رغب في التوبة...... وقد فعل......... لقد غيرته يافا...... ولأجل هذا هي لا تموت... لأن كل ما زرعته فيه كان جزءاً من روحها التي لا تزال تنبض بين جنبات جسده....... انه رجل صنع في يافا، ومن أجل يافا.........
كان يعتقد ان موت امل التي اعتبرها والدته في الانفجار هو اقصى ما يمكن للخسائر ان تؤلم ... ثم جاء موت ابنته الأولى لينا بعد ولادتها بقليل فأجزم ان فقدانها هو الأقصى ألماً.. وعليه ظن أنه لن يجد أفدح من هذه خسارة....... ثم جاء خبر مرض يافا.... وشاهدها ترقد في المستشفى خائرة القوى.... تعاني من جرعات العلاج الكيماوي الذي اخذ صحتها وجعلها تخسر نصف شعرها وكل حيويتها..... عندها أدرك ان هذا الوجع هو الأقصى لدرجة ان قلبه كان يضخ ألماً بدل الدم ويصرخ وجعاً بدل ان يدق....... لكنه اكتشف ان كل هذا لا يعادل مثقال ذرة امام ثقل رحيلها....
تذكر لحظة موتها، سقط الكوب الورقي من يده وتناثر ما تبقى من محتواه على الأرض وقد داهمه وجع في قلبه... تغضن وجهه بالألم وضغط بكفه على صدره .... ثم تأوه........ هذا الألم لا يذهب.... وصورتها ملتفة بالكفن الأبيض لا تذهب كذلك......... كم فكر كل تلك السنوات بحماقته حين ترك قبرها وخرج ..... كان عليه ان يبقى في القبر معها... لم يكن عليه حين هبط الى الحفرة التي استقر بها جسدها ان يخرج من جديد.... كان عليه ان يصر على دفنه حياً معها......... كان عليه ان يموت معها........
في تلك اللحظة بالذات رن هاتفه.... رفع رأسه قليلاً.. وامتدت يده الى جيبه يخرج هاتفه ليجد اسم ابنته في قلب الشاشة... ابتسم بشكل لا ارادي واجاب:
-أمل .. حبيبتي
جاءه صوتها الناعم اللطيف:
-حبيبي بابا... هل أنت بخير
شعر بحنان غامر.. ونبض قلبه بحب .. وفجأة تحول عالمه الرمادي الى لون أخف حزناً..
-أنا بخير تماماً.... أزور هايد بارك
سمع تنفسها لبضع لحظات من الصمت ثم جاءه صوتها:
-هلا اعتنيت بنفسك لأجلي...
ابتسم وصورة ابنته تقفز امام عينيه:
-انا افعل هذا منذ اثنين وعشرين عاماً لأجلكِ انتِ
صوتها هذه المرة تهدج قليلاً وهي تهمس:
-أنا أحبك بابا
اغرورقت عيناه وشعور بالذنب يجتاحه لتفكيره منذ قليل بأنه كان عليه ان يموت مع يافا
-وأنا أحبك جداً يا أمل.... أنتِ فقط ما يبقيني على قيد الحياة
همست:
-أعلم.....
انهى الإتصال وقلبه مثقل.... ظل ينظر الى شاشة الهاتف وهو يشعر بالألم....... رغم كل ما منحه لأمل الا انه يشعر بالذب.. رغم حبه اللامحدود لها، رغم انه يعيش حرفياً لأجلها... لأنها لو لم تبكي في ذلك اليوم حين كان يجلس محتضناً جسد زوجته داخل القبر ويصرخ بهم ان يدفنوه معها... لما كان تذكر ان قطعة من يافا ما زالت على قيد الحياة... ولما ترك يافا ليصعد آخذاً إياها بين ذراعيه يهدهدها من بين دموعه....... إنه على قيد الحياة لأجل ابنته...... ومع هذا فشعوره بأنه لا يمنحها ما يكفي يعذبه......... هو يدرك ان حبه ليافا ومطارته ذكرياتهما يؤثر في امل... التي تبدو وكأنها تتقبل كل شيء لكنه يعي تماماً أنها تتألم فبرأيها هي لم تستطع ان تعوضه عن رحيل والدتها.......... كيف يمكنه ان يفهمها دون ان يجرح علاقته الأبوية بها بأن لا شيء على وجه الأرض يعوض رحيل والدتها...... وليس العيب فيها...... فيكفيها فخراً بنفسها أنها جعلته يعيش بعد يافا..... العيب فيه... انه رجل يعيش ...لكن داخله جثة عاشق مات يوم ماتت يافا........
كيف يفهم أمل دون أن يهدم صورة الوالد داخلها.. بأنه يحبها فوق كل تصور لكن أبوته التي جعلته يتحمل الحياة دون يافا لا تستطيع ان تجعله يتقبل رحيلها والمضي قدماً..........
تنهد بمرارة...... انه رجل عالق بين الموت والحياة..... يربطه بالموت قلبه ... وتربطه بالحياة أمل...
وما بين أمل وقلبه..... يافا تسكنه !
**************

Msamo likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.