آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-18, 06:48 PM   #501

فاطمة توتى

? العضوٌ??? » 417864
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » فاطمة توتى is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور فى انتظار الفصل

فاطمة توتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 06:56 PM   #502

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

،
مساء الخير حبيباتي...
موعدكم اليوم مع الفصل الخامس من إيحاء الفضة...


قبل أن نبدأ تذكروا.... أن الحب هو الوحي الوحيد الذي يأتي على شكل غيمة تحمل في قلبها المطر وما سواه مجرد إيحاءات كاذبة لسحب صيف عابرة.......... لكن كما تأتي الغيمة بالمطر فإنها قد تأتي بالرعد الذي يضرب القلب ويقسمه الى نصفين !


............

الإيحاء الخامس: لربما نكون مختلفين لكننا مع هذا متشابهين *

*الأغنية لـ (بونجوفي)

-أنا التي تنتمي الى كل شيء لا تنتمي اليه !
-أمل آدم
..............
.................




هتفت بهلع وهي تستوعب العبارة المكتوبة بالخط العريض:
-ماذا؟ لكن هذا غير صحيح
وجدت يد الغريب تمتد الى كتفها وتدفعها خطوة الى الوراء ليخطو داخلاً الى البيت مغلقاً الباب خلفه بعد أن القى نظرة واطمئن ان لا أحد رآهما....
-اسمعي أيتها المصيبة، لا أعلم ما يحدث ... لكننا نواجه مشكلة.... اذ يبدو ان الصحافة تقول قصة مختلفة عن ما حصل
اخذت منه الجريدة ... وراحت تقرأ الخبر وعيناها تتسعان بغضب ودهشة...... لقد كتبت الصحافة بأنها عشيقة لعارض الأزياء الذي يقف أمامها ويبدو كأن الشياطين تتلبسه وانها هي وعشيقها هاجما هذا الرجل الاسرائيلي "البريء" واعتديا عليه وهو الآن يرقد في المستشفى يعاني من غيبوبة.
صرخت وهي تضرب على ورق الجريدة بظاهر كفها:
-هذا هراء... كل هذا لم يحصل
تقدم نحوها الرجل الذي تدعوه الصحافة مارت ورفع سبابته وقال بتهديد:
-اسمعي، مثلما ورطتني في هذا ستخرجينني منه... اذهبي الى الشرطة وقولي بأنني لست عشيقكِ وبأنني لست متورطاً معكِ في أي شيء.....
ثم اخذ يمسح شعره بكف يده بعصيبة مواصلاً كأنه يحدث نفسه:
-لا أعلم كيف تظنني الصحافة عشيقاً لكِ.... كأنهم لا يعرفون ذوقي في النساء
تصاعد الحنق على شكل موجات حمراء شوشت أمامها الرؤيا...... صاحت به:
-يا عديم الاحساس..... هل هذا وقت ذوقك؟.... اللعنة عليك وعلى نسائك وكأني سأختار رجلاً مثلك...... ألا تدرك في أي ورطة نحن؟
رفع حاجبه وقال مصححاً بحنق:
-أنتِ.... وليس نحن..... انها ورطتكِ انتِ وليست ورطتنا نحن
اغمضت عينيها تحاول ان تسيطر على غضبها ثم فتحتهما ولوحت بالجريدة امام وجهه:
-ألم تقرأ ما مكتوب؟ انهم يقولون اننا شركاء
كتف ذراعيه امام صدره:
-وهذا ما ستنفينه حين تذهبين الى الشرطة... ستقولين ان لا علاقة لي بالأمر
-ألم تفهم للآن؟ الا ترى بأن ذهابي الى هناك سيعني ان نسجن معاً بتهمة قتل متعمد؟ ألم تقرأ القصة الملفقة؟ ألم تقرأ ان ضابط الشرطة هو من صرح بهذه القصة؟ لقد ألفوا حكاية لتوريطنا... ان ذهبت الى هناك لن نخرج كلينا سالمين
قطب وقد بدا مشككاً بما تقوله:
-لايمكن ان يكون هذا، لربما كان مجرد سوء تفاهم .... ثم ما أدراني بالقصة الحقيقية، كل ما اعرفه انكِ طعنتِ الرجل، لربما كان الأمر كما تقول الصحافة.. لربما هاجمتيه دون وجه حق وبتدخلي الأحمق تورطت معكِ....
راقب الغضب يتزايد على صفحة ملامحها..... ولم يكن غضبه أقل وقعاً..... تساءل في نفسه أي حظ لعين عاثر اوقعه في هذه الورطة
قالت له بغضب:
-اسمع انا لا اعرف ذلك الرجل، كل ما هنالك انني رأيته يضرب فتاة في الشارع دون ان يساعدها أحد فرميته بحجر لتهرب الفتاة لكنه حاول اللحاق بي وحين امسكني اخذ يضربني انا الأخرى.. فاضطررت للدفاع عن نفسي....... أنا لست نادمة على مساعدة تلك الفتاة
اخذ ينظر اليها بمزيج من الغضب والحيرة..... كانت مجرد كتلة صغيرة يوحي وجهها بالطفولة بينما تزم الان شفتيها بعناد كالأطفال.... لم يكن يتخيل ان هذه الصغيرة الحمقاء شجاعة الى هذه الدرجة لتدافع عن فتاة لا تعرفها وجدت انها تتعرض للعنف .......
ابعد حيرته وركز على غضبه... لولا حماقتها ما كان هو هنا الآن......
سألها بنفاذ صبر:
-اذن، ما الحل؟
اختفى الغضب من وجهها وحل مكانه الخوف والقلق.... كان وجهها سهل القراءة مثل قصة اطفال بسيطة المفردات..... ارتخت في وقفتها ثم استندت الى الجدار وبدت ضائعة وهي تجيب:
-لا أعلم...
زفر بضيق:
-تورطيننا في مصيبة ثم تقولين لا أعلم.... جدي حلاً بالله عليكِ
نظرت الى نقطة ما على الأرض وقطبت حاجبيها بينما تداعى شعرها المموج حولها وظلت صامته للحظات ثم فجأة استلت هاتفها لتتصل بشخص ما وقبل ان يسألها عما تفعله كانت تتحدث الى الطرف الاخر من الاتصال:
-مرحباً سهى... كيف حالكِ؟...
صمتت للحظة ثم قالت:
-أجل لقد قرأتها.. كل ما قيل فيها كذب... لم يكن الأمر كما مكتوب....
لحظة صمت اخرى اتبعها صوتها مستنكراً بشدة:
-بالتأكيد ليس عشيقي.... هل انتهى العالم؟
شعر بالحنق... هل تترفع عنه تلك الفتاة التي لا يصل جمالها الى ربع جمال صديقاته المتعددات....... فلتشكر الله لأنه يكلمها من الأساس..... هو مراد السالم، الرجل الرائع المثالي الوسامة بالتأكيد لن يتخذ امرأة مثلها كعشيقة.... فرغم كل شيء هو لديه ذوقه الرفيع الذي لن يفسده بكتلة الشعر المموج هذه...
قاطع تفكيرها صوتها وهي تخبر صديقتها بكل التفاصيل.... ثم قالت:
-أحتاج الى مساعدة، علي أيجاد مكان آخر.... لا بد انهم سيقومون باقتفاء أثري... هل أستطيع الاعتماد عليكِ في هذا؟
ابتسمت وهي تسمع الرد وعادت تقول:
-انا ممتنة لكِ جداً سهى.... سأنتظر خبراً منكِ....
فجأة غامت عيناها لشيء قالته المدعوة سهى ....
تمتمت:
-أجل سأكلمه الآن... عليه ان يعرف
انهت الاتصال ونظرت اليه قائلة:
-ستساعدني صديقتي... سنذهب الى مكان آخر... وسيبحث أخوها المحامي في تداعيات القضية وسنرى ما الحل...... سأتصل بأبي كذلك....
قالت اخر جزء من جملتها بصوت مرتجف....
لكنه لم يعر الموضوع اهتماماً..... بل علق:
-من الأفضل أن تجدي لنا حلاً
هتفت:
-ألم تسمع ما قلت منذ لحظات.... انا أعمل على ذلك...... وأنت بدل ان تقف مكتوف اليدين هكذا تعرض علينا طلتك البهية.... قم ببعض الاتصالات وحاول ان تجد حلاً.....
رفع أحد حاجبيه باستهزاء...
-سمعاً وطاعة ايتها المصيبة
حولت نظرها عنه نحو هاتفها متجنبة رداً لاذعاً يجعل الواقف أمامه يعرف مكانه الصحيح..... لكنها لم تكن في حال يسمح لها بمشاحنات طفولية ...... عليها ان تتصل بوالدها.... عليه ان يعرف ليساعدها
ابتلعت ريقها وارتجفت يدها قليلاً وهي تضغط زر الاتصال... بعد دقائق جاءها صوت والدها يقول بحنان:
-حبيبتي امل
اغمضت عينيها ثم فتحتهما واخذت نفساً عميقاً وهمست:
-بابا
راقب مراد وجهها يشحب وهي تهمس بإسم والدها.... استدار عنها وتركها تتعامل مع الأمر بينما اخذ هاتفه وتجاهل عشرات الاتصال التي لم يرد عليها... واتصل بأخيه ..... رغم انه يعرف ان صخر غاضب منه.... لكنه بالتأكيد لن يتوانى عن مساعدته...... بعد لحظات سمع صوت أخيه وهو يقول ببرود:
-ما الأمر مراد؟
قال باختصار
-أنا في ورطة....
......................................


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 06:57 PM   #503

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

......................................
بعد نصف ساعة كانا يجلسان متقابلين يلفهما الصمت...... أمل تكبت دموعها وهي تتذكر صوت والدها المصدوم ولومه لها لذهابها دون علمه.. ثم صوته وهو يقول مطمئناً "لن يمسكِ سوء أمل.... حتى وان اضطررت الى هدم تل أبيب حجراً حجراً...... لا تقلقي لن يؤذيك أحد.... أعدكِ"......... في تلك اللحظة شعرت بالندم الشديد لأنها سافرت دون علمه.... وشعرت بالحاجة القاتلة لإحتضانه لأنه مصدر أمانها الوحيد.... قبل هذه المكالمة كان خوفها يأكلها..... لكنها الان تشعر بحال أفضل عالمةً ان والدها سينفذ وعده دون شك.....
كان مراد هو الآخر غارق في التفكير...... شعور كبير بالخجل كان يراوده لأن صخر لم يلمه، لم يغضب ولم يصرخ في وجهه قائلاً "انت الذي اخترت ان تذهب الى هناك" ... بل على العكس تماماً.... حالما سرد له ما حدث قال له دون تردد "لا تقلق مراد،، سآخذ أول طائرة وآتي إليك...... سأخرجك من هناك اخي.... فقط حاول ان تحمي نفسك حتى وصولي"...... تمتم لحظتها بكلمة شكر مرتبكة واعتذار فأسكته أخوه "لا تعتذر مراد.... أنت فعلت الصواب... أنا فخور بك..... لا تقلق سأجد حلاً دون شك"......... في تلك اللحظة خنقته العبرة..... لقد قال له صخر للمرة الأولى بأنه فخور به..... وشعر بأنه يود ان يعانق اخاه وزنبق وأوركد...... شعر فجأة بالحنين الى عائلته الصغيرة وندم لحضوره الى هذا المكان الملعون..............
حرك رأسه يميناً وشمالاً كأنه ينفض عن رأسه تلك الأفكار العاطفية...... ووضع يده بين خصلات شعره يرتبه.... وفكر بحنق بأنه يبدو فظيعاً ولابدّ والسبب كله يكمن في المصيبة التي تجلس بصمت أمامه......
ضيق عينيه وقرر ازعاجها فقال:
-أنا جائع، أعدي لي شيئاً آكله .... كما احتاج لمشط ... شعري يبدو بحالة مريعة
رفعت عينيها تنظر اليه فاغرة الفم وكأنه كان يتحدث عن اشياء خارقة للطبيعة
-ماذا؟.........
-لماذا تطالعينني بهذه البلاهة ... قلت بأنني جائع وقلت بأنني اريد مشطاً.... اين الغريب في الموضوع؟
اخذت نفساً عميقاً مستدعية كل طاقات صبرها وقالت:
-ألا تدرك حجم المصيبة التي نحن فيها
وضع ساقاً فوق أخرى ووضع يديه على ذراعي المقعد الذي يجلس عليه وقال بلا مبالاة:
-أدركها تماماً... لكنني احتاج الى طعام ومظهر جيد لإستقبالها بروح رياضية
كاد ان ينفجر ضاحكاً من شكلها الغاضب..... وكان من السهل جداً أن يقرأ الصراع القائم داخلها والذي يطفو على ملامحها وكأنها كانت تتحكم بنفسها بقوة حتى لا تنهض وتضربه
اخذت عدة انفاس متتالية ونهضت من مكانها قائلة:
-سأعد بعض الطعام..
ونظرت اليه نظرة أسوأ من شتيمتها السابقة... فما كان منه الا ان ابتسم مغيظاً اياها:
-ولا تنسي المشط
اسودت نظرتها أكثر وسمعها تتمتم:
-تافه
قبل ان تتجه نحو السلالم لتتسلقها بخطوات غاضبة.... ثم تعود بعد دقائق لترمي المشط في حجره دون كلمة وتستدير نحو المطبخ.....
تبعها الى هناك وراقبها وهي تفتح الثلاجة تخرج بضع حبات من الطماطم ورفع المشط واستل شعره طويلة من بين اسنانه وقال لها:
-يجدر بكِ ان تعتني بشعركِ ... انظري اليه (مد يده الى الامام مستعرضاً الشعرة وواصل) انه يتساقط.... يمكنني أن أنصحكِ بعدة منتجات لتقويته.....
اعترف لنفسه انه ما فعل هذا الا ليغيظها انتقاماً من تلك الجملة التي قالتها لصديقتها مترفعة عنه ..... شاهدها بمتعة وهي ترمي حبات الطماطم على الطاولة وتستدير نحوه وعلى وجهها علامات الغضب الحاد:
-يا إلهي... لم ارَ رجلاً أكثر تفاهة منك.... أنت أسوأ من فتاة مراهقة مدللة.... ما شأنك بشعري.... حتى وان تساقط كله وصرت صلعاء فلا دخل لك.....
استدارت تأخذ حبات الطماطم من جديد لتشرع بغسلها ......
علق بصوت حاول جاهداً ان لا يهتز بفعل ضحكه المكتوم:
-الخطأ مني .. كنت أريد أن أساعدك لتحسين مظهركِ المتواضع
دون ان تستدير هتفت:
-لا تساعد يا هذا،، يا الهي هل مهنة عرض الأزياء تجعل الرجال بهذه التفاهة....
اهتز كتفاه ضحكاً بينما زم شفتيه حتى لا يعلو صوت ضحكته... كان استفزازها ممتعاً ومخففاً لتوتره وهو يعيش أحد أصعب اوقات حياته دون العلم بما تحمله الايام القادمة
مشط شعره وتأكد من كونه عاد مرتباً ومسحوباً الى الخلف بأناقة ثم انسحب تاركاً اياها تعد الطعام وعاد الى غرفة الجلوس .... واستقر على الأريكة التي وضعها عليها ليلة البارحة... واستلقى شاعراً بالتعب كأن الأحداث الصادمة قد ارهقت فكره وجسده على حد سواء......
بعد خمس وأربعين دقيقة كانت أمل تقف أمامه تتأمله وهو نائم محتضناً وسادة صغيرة ملونة بينما تتدلى ساقيه الطويلين من نهاية الأريكة..... نظرت اليه بغيظ وهي تفكر كيف يمكن له ان ينام بهذه الراحة وهما يواجهان مصيبة....
دون تردد سحبت منه الوسادة بشيء من الحدة وهي تقول بصوت عالي:
-مارت.... استيقظ
فتح عينيه وقال بضيق:
-لماذا تصرخين؟
رفعت حاجبها:
-لا اصرخ .. انا ايقظك
استقام جالساً وهو يفرك رقبته:
-تفزعينني هي الكلمة الأدق
شعرت بسعادة خبيثة لأنها أزعجت هذا المغرور...
-انهض، وتناول الطعام
تركته وذهبت الى المطبخ فلحقها وجلس على الطاولة أمامها....
نظر الى الأطباق التي احتوت على زيت وزعتر وطماطم مقلية مع البصل.... وبضع أقراص من الخبز العربي...... اتسعت عيناه بصدمة وأشار الى الأطباق:
-ما هذا؟
-طعام...
هتف:
-هذا ليس طعاماً.... هذا بقايا طعام..... ثم ما كمية الزيت الموجود في طبق الطماطم.... هل تريدين ان تصيبنني بارتفاع الكولسترول....
ضيقت عيناها وقالت بانزعاج:
-اسمع أيها "المراهقة المدللة".... هذا ما موجود... ولا تقلق انه زيت زيتون.....
اعترض:
-كفي عن وصفي بالمراهقة... انا لست فتاة
اجابته ببساطة وهي تمد يدها الى قطعة الخبز:
-اذن توقف عن التصرف كواحدة وابدأ بالأكل.....
نظر اليها بحقد لكنها لم تبالي بل أخذت تأكل .... فلم يجد بداً من ان يأكل هو الآخر لأنه كان يشعر بجوع قاتل..... حاول قدر الامكان ان يلتقط الطماطم دون الزيت.... لكنه فشل وانتهى به الامر يأكل قطعة خبز مغمسة بالزيت ... فكر بقهر بأنه أفسد حميته الغذائية بسبب المصيبة الجالسة أمامه.....
سألها:
-أخبريني أي بلاء جاء بكِ الى اسرائيل ليتعثر حظي اللعين بكِ؟
سقطت الخبزة المغمسة بالزيت والزعتر من يدها وقالت بإعتراض:
-اسمها الأراضي المحتلة، لا تدعوها اسرائيل..... ألست عراقياً يا هذا؟ أم ماذا
رفع نظره الى السماء بحركة متضايقة وعاد ينظر اليها:
-أجل أنا عراقي ... ما دخل هويتي بإسم اسرائيل
اخذت نفساً عميقاً ونظرت اليه محاولة بكل جهدها ان لا ترمي الاطباق في وجهه:
-اسرائيل دولة ليست لها وجود.... انها ارض فلسطين المحتلة ....
-كان هذا من عشرات السنين... الآن اصبحت دولة معترف بها في العالم... ام أنكِ لم تسمعي بهذا؟
عبست:
-سمعت.... لكن حتى وان اعترف بها كل العالم، نحن لن نعترف بها...... ما يقوم على باطل فهو باطل.....
هز كتفيه وهو يقول:
-أرى ان هذا هراء صرف
كورت قبضتها.... وشعرت بغضب مخيف يجتاحها لكنها مع هذا تدبرت ان تقول:
-تصور تأخذ قطعة أرض من الدولة دون ان تدفع لها حقها ثم تبني عليها مشروعك وتكسب منه.... هل تعتقد ان ربحك حينها سيكون مشروعاً؟
فكر للحظة ثم أجاب بصدق:
-لا أعتقد
-هذا بالضبط يشبه وضع التي تسميها اسرائيل.... لقد اخذت ارضاً ليست لها.... واسست دولة بالقتل والدم...... لذلك فوجودها بالنسبة لي غير مشروع ....
رغم انه وجد وجهة نظرها مقبولة نوعاً ما لكنه لم يرد ان يصدع رأسه في قضايا لا تهمه لذلك عاد يسأل:
-لم تقولي لي ما الذي أحضركِ الى هنا؟ ....
تجنب هذه المرة ذكر كلمة "اسرائيل" ليتحاشى المحاضرة الوطنية التي قد تقدمها له
أجابته:
-جئت لزيارة مدينة يافا...
-هل تعيشين قريباً من هنا؟
-في عمّان .... وأنت؟
كان يعلم ان حوارهما هذا لا ينتج عن اهتمام شخصي لكنه مجرد طريقة لتضييع الوقت حتى يتشتت فكريهما عن المصيبة التي يعيشانها حتى تتدبر صديقتها لهما مكاناً آمناً
-أنا أعيش في أمريكا
-وما الذي أتى بك الى هنا؟
-كان لدي عرض أزياء هنا.....
كانت نظرة عدم الرضا تشع من عينيها الزرقاوين..... وزمت شفتيها دون ان تقول شيئاً.....
سألها:
-اسمك أمل أليس كذلك؟ هكذا ذكرت الجريدة
هزت رأسها موافقة:
-أجل اسمي أمل.... أمل آدم .... وانت مارت أليس كذلك؟
صحح لها:
-اسمي العربي مراد... لكنني معروف في مجال عملي بإسم مارت..... أنا مراد السالم
نهضت من مكانها وهي تسأل:
-هل تريد شاياً؟
-نعم ... ملعقة سكر بني
التفتت اليه:
-من أين آتيك بسكر بني... لا يوجد لدي سوى سكر أبيض
-انه مضر..... لا أريد..... سأشرب الشاي دون سكر
زفرت بضيق وهي تمتم متذمرة:
-مراهقة مدللة....


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 06:58 PM   #504

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

*******************************

كانت تقف أمام آثار الإغريق القديمة تتأملها بشيء من الرهبة والدهشة كعادتها حين تقف أمام صرح تاريخي، كان ولعها بالتاريخ يرتبط بفكرة التواصل مع الحضارة الأولى، مع كل القدماء الذين أوصلوا العالم الى ما هو عليه الآن من تطور وخراب!....
أخذت نفساً عميقاً وعدلت وضع نظارتها الرخيصة لتحجب الشمس عن عينيها تماماً وراحت تمر بيدها على الأعمدة المتهالكة لمعبد "آرتيمس"...... كان السيّاح يتجولون من حولها في المكان ملتقطين الصور... بينما هي اكتفت بأن تلمس الحجارة القديمة وتشعر بقيمتها الحقيقية،،، هذه ليست مجرد آثار قديمة ... انها جزء من تاريخ البشر على هذه الأرض... وقد مشى بين هذه الأعمدة قبل الآف السنين أشخاص غيروا العالم للأفضل أو للأسوأ.....
قاطع تفكيرها سائحُ أجنبي يقول بلطف:
-معذرة
استدارت اليه مبتسمة فواصل:
-هل من الممكن أن تلتقطي صورة لنا انا وزوجتي؟
ورغم انجليزيتها الضعيفة لكنها فهمت مطلبه.. فأومأت واخذت منه الهاتف..
وقف أمامها الزوجان يحتضنان بعضهما وخلفهما تقبع الاثار.... ابتسمت وهي تلتقط الصورة.... ها هو الماضي يمتزج بالحاضر وينصهر معك .... شخصان من الحاضر يقفان في أرض الماضي....... أعادت الهاتف وتلقت كلمات شكر لطيفة...... فكرت لأجل هذا تحب التاريخ... لأنه يقتل الخط الفاصل بين الزمن... ويمزج ما كان بما يكون بما سيكون في هذا العالم........
حالما استدارت لتواصل مشيها وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام الرجل الوسيم الذي اشترى منها لوحة الموزاييك قبل أسبوع..... أطلت الدهشة من وجهها لهذه الصدفة العجيبة.... بينما ابتسم لها بدفيء لتلتقط بنبضات قلب متسارع شكل ابتسامته التي يرتفع فيها احدى زوايا فمه أكثر من الاخرى بطريقة مميزة
سمعته يقول:
-مريم؟
خلعت نظارتها وقالت بإستغراب
-سيد آدم، يا لها من مصادفة
صحح لها:
-آدم فقط
ثم واصل:
-بالفعل، يا لها من مصادفة.. ماذا تفعلين في "أفسوس"؟
-أزور الآثار...
هز رأسه:
-اوه بالطبع اخبرتني انكِ تحبين التاريخ
تفاجأت قليلاً، لم تتوقع أن يتذكر حديثهما
علقت:
-لديك ذاكرة جيدة
ضحكت ضحكة قصيرة:
-عليكِ أن تقولي هذا الكلام لأمي.. لأنها تتهمني دوماً بالنسيان
مالت برأسها قليلاً:
-وهل تنسى فعلاً؟
صمت للحظة كأنه يفكر ثم أجاب:
-لأكون صريحاً، أنا أنسى بعض التفاصيل كتناول الطعام والاتصال بها حين أكون غارقاً في العمل
كان صوته اللطيف بلهجته العراقية المتعثرة يداعب اوتار احساسها .... كانت تحوطه هالة تبعث على الإحساس بالراحة ........... لم تكن يوماً من محبي خوض حوار مع الغرباء، لكن شيئاً ما حوله يشعرها بالاطمئنان.... لم يكن يبدو رجلاً خطيراً ولا ذا نوايا سيئة ....... بل كانت عيناه طيبتان جداً وابتسامته ودودة دون مقاصد
سألته:
-وماذا تعمل ان لم يكن في هذا تدخلاً مني
رفع الكاميرا التي تحمل عدسة معقدة كبيرة وقال:
-أنا مصور....
-أوه... جئت هنا للتصوير اذن؟
هز رأسه نافياً:
-أنا مصور حرب.... لكنني جئت هنا لزيارة المكان .... أحب التواجد بين الآثار القديمة.... أليس من الرائع ان تسيري بين مباني بناها أشخاص منذ الاف السنين السحيقة وترتبطي بحاضرك مع ماضيهم...
اتسعت عيناها بدهشة، كان وكأنه يترجم بالكلمات ما كانت تفكر هي به منذ لحظات،، لكنها تجاوزت دهشتها لتعود الى أول عبارة في جملته
-مصور حرب؟
تنهد:
-أجل، أنا أتواجد حيث تتواجد الحروب وتوابعها ، انقل ما تفعله من فظائع علّ أحداً ما له ما يكفي من الضمير كي يفعل شيئاً لوقفها.....
نظرت اليه مبهورة... وتصاعد دون وعي احساسها بالإعجاب به..... كان رجلاً صاحب قضية نبيلة ... قضية هي جزء منها.... وهذا مسّ شغاف قلبها بشدة....
-لا بد أن تكون فخوراً بما تفعله،، أنت تحاول تغيير العالم
هز كتفيه وقال بأسف:
-لكن يبدو أنني لا أنجح كثيراً في هذا
ابتسمت تواسيه:
-يكفي أنك تحاول
نظر اليها، اخترقت عيناه البنيتان روحها...... لم تقابل يوماً رجلاً يبعث كل هذه الراحة داخلها......
استل عينيه عنها ودار بنظرته حول المكان:
-جزء من حبي لإزمير هو تواجد مدينة أفسوس الأثرية فيها...
ابتسمت بشيء من الحزن:
-بعد شهر من وصولي الى هنا، اكتشفت أفسوس... كنت أعيش تحت وطأة حزني لفراق سوريا... ثم جئت الى هنا... وحين رأيت الآثار العظيمة ابتسمت... وكانت تلك الإبتسامة الأولى لي في تركيا....
كان ينظر اليها واحساس بالألم يشتعل في صدره.... يستطيع ان يخمن أي وجع تعيش.... وكم تمنى لو يتمكن من محو هذه النظرة البائسة في عينيها الجميلتين.... لكنه يعلم ان الأمر مستحيل... ففقدها أكبر من أي تعويض.... هي لم تخسر بيتاً ولم تخسر مدينة.... لقد خسرت وطناً كاملاً، كيف يمكنه ان يجد كلمات تخفف وجع هكذا خسارة؟
قال بصدق:
-أتمنى ان لا تتوقفي عن الابتسام ابداً....
نظرت اليه مبتسمة دون ان تعلق.... فأدار دفة الحوار الى مكان غير ملغم بالوجع
-هل تعرفين شيئاً عن هذا الهيكل الذي نقف فيه؟
هزت رأسها بنعم:
-انه بقايا معبد الآلهة آرتميس
قال موافقاً:
-صحيح.... لقد كانت آلهة العذارى في الأساطير اليونانية....
ثم نظر اليها... واستوعب لمرة جديدة مظهرها الذي رغم بساطته كان لا يقلل ابداً من جمال حضورها....... لقد التقطتها عيناه من بين السائحين.. وعرفها على الفور... كانت تترك هذه المرة شعرها البني القصير حراً وترتدي تيشيرتاً قطنياً بلون رمادي وزخارف جميلة وجينز بسيط.... ودون تفكير تقدم نحوها.... وحين ازاحت عنها نظارتها الشمسية.. أطلت عيناها الربيعيتان باتساعهما المذهل... فوجد قلبه يفوت نبضة
قاطعت تفكيره الذي لم يستغرق سوى بضع ثواني قائلة:
-أجل.. كانت الأساطير تجسدها على شكل امرأة عذراء جميلة تحمل قوسها ....
ابتسم:
-الا تلاحظين شيئاً؟
تساءلت:
-ما هو؟
-آرتميس... تشبهكِ..... أنتِ تحملين اسم السيدة العذراء مريم....
وجد عيناها ترتبكان قليلاً وطفى لون احمر خفيف على وجنتيها... لكنها قالت بمرح:
-لكنني لا أملك قوساً
قال بجدية:
-لكنك تحاربين.... رغم كل الموت الذي كان يحاول اقتناصك... ورغم كل الخسائر... ما زلتِ ها هنا تقفين مليئة بالحياة ... وتتقبلين الخسائر بشجاعة
غامت عيناها.. ولمعت دمعة بين جفنيها.....
اعتذر على الفور:
-يا ألهى لا تبكي، آسف.. آسف حقاً... لم أقصد أن أثير حزنك
هزت رأسها نافية كلامه:
-أنت لم تحزني.... (رفعت نظرها اليه)... أنت فقط تجعلني أشعر بأنني أقوم بعمل بطولي.....
ابتسمت قليلاً لتواصل:
-وهذا شيء رائع
زفر بارتياح... ثم ابتسم لها:
-بالطبع تقومين بعمل رائع.... الا ترين؟ انكِ تحاولين ان تغيري العالم كذلك
ضحكت ضحكة قصيرة لم تختفي منها اثار الحزن بعد:
-هيا الان..... لا أعتقد انني افعل
أصر:
-بل تفعلين.... أنتِ تحاولين بناء حياتكِ هنا، وهذا يعتبر تغييراً فيها... وكل تغيير في حياتك هو تغيير للعالم كذلك.... كل شخص فينا هو جزء من هذا العالم... ما يطرأ عليه يطرأ على العالم كذلك......
رآها تطالعه بإعجاب خالص... فخفق قلبه بقوة بين أضلعه
همست:
-شكراً لك آدم... كلماتك تجعل الأمور تبدو أفضل
وقبل ان يعلق.... قالت مغيرة الموضوع:
-هل تأتي الى تركيا كثيراً؟
وجد نفسه يأخذ خطوة للأمام فتبعته ... وأخذا يمشيان معاً.... فساوره احساس عميق بالطمأنينة
-أنا أتواجد حيث تتواجد المصائب مع الأسف........ وقد جئت الى تركيا عدة مرات للبحث في قضايا اللاجئين.... وانا هنا هذه المرة لأصور فلماً وثائقياً عنهم
سمعها تتنهد بمرارة.. وعرف بأنها تفكر بواقع انها لاجئة كذلك فشعر بالأسى والذنب...
-ألا تخاف من أن يصيبك شيء... الا ترى انها مهنة خطيرة
ابتسم:
-الفضل يعود لأمي رغم انها عارضت مهنتي في البداية... انها محاربة بالفطرة.... هي وأبي السبب في تواجدي هنا....
-هل سيكون فضولاً ان سألتك كيف؟
ضحك وقال نافياً:
-بالتأكيد لا..... والدتي عراقية عاشت الحرب وعاصرتها... فقدت اختها فيها ... وكان ابي جندياً أمريكياً.. منهما تعلمت الدفاع عما أؤمن به.. وهكذا جئت الى هنا...
التقط الاستياء في ملامحها مصاحباً للدهشة... شعَ وجهها رفضاً... وقالت ببرود:
-والدكَ كان جندياً أمريكياً؟
ابتسم متفهماً موقفها:
-لا تنظري الي هكذا كأنني ابن مجرم
فاض الشعور بالحرج من ملامحها وحولت نظرها عنه وهي تتمتم:
-آسفة
لم تختفي ابتسامته:
-لا تتأسفي، أعرف ان الوضع يبدو غريباً... لكن والدي كان جندياً مكلفاً... دخل الحرب دون ارادته... تم استدعاؤه بالإجبار.... فكان عليه ان ينفذ الأمر.... وحين ذهب لم يتغير والدي... كان ذات الشخص الرائع النبيل.... حلته العسكرية لم تجعله قاتلاً او ظالماً....... وهناك قابل والدتي وكانت يومها حاقدة، تكره كل ما هو امريكي وعسكري..... وتخيلي ما حصل حين تواجه المرأة عدوها اللدود
كانت تستمتع اليه مندهشة.... لم تتخيل ان يكون هذا الرجل النابض لطفاً قادم من عائلة تحمل من هذه القصة التي لم يتقبلها عقلها بعد...... جندي امريكي ومواطنة عراقية وفي زمن الحرب؟ يا للهول
رمشت بحيرة:
-هل احرقته حياً؟
ضحك آدم ...
-يا إلهي ما هذا العنف يا مريم........ في الحقيقة بناءً على ما يسرده والدي.... فقد فعلت الأسوأ من ذلك..... لقد أحرقت قلبه... إذ انه عشقها لكنها رفضته بشدة وأصرت على اعتباره عدواً رغم معرفتها بأنه لم يؤذي عراقياً قط
قطبت:
-اذن كيف تزوجا؟
-لقد أنقذ والدي حياة والدتي.... لا أستطيع ان اسرد لكِ الاحداث اذ انها تعتبر سراً عائلياً.... لكنه ضحى بكل شيء لينقذها.... بدءاً من مكانته وسمعته انتهاءً بحياته...... كانا مضطرين لمغادرة العراق... ولم تكن لتستطيع ان تصل الى امريكا دون الزواج من والدي.... وهكذا فعلت... ثم اكتشفت بعدها أي رجل رائع هو ووقعت في حبه ولو ترينها الان لن تصدقي كل ما سردته لكِ من عدائها... اذ انها تتصرف كمراهقة عاشقة حتى الآن....
-يا إلهي... لا أستطيع ان اتخيل نفسي في مكانها..... لا بد ان الامر كان مخيفاً ... كان عليها ان تتزوج عدوها لتنجو بنفسها كما قلت......... هذا امر فظيع
كان يفهم ردة فعلها.... قصة حب والديه قد تبدو غريبة ومنفرة ربما لمن لا يعرف التفاصيل.... لكنه يعلم بأنه يمتلك أروع اب وام في العالم وهما بعيداً عن كونهما والدين رائعين فهما كذلك انسانين عظيمين
-قد يبدو الأمر فظيعاً بالنسبة اليك.... لكن بالنسبة اليهما كان كمعجزة.... لقد غلبا الحرب بالحب..... لقد وجدا في بعضهما وطناً......
قالت بعد بضع لحظات من الصمت:
-لا أعرف ماذا أقول
اتسعت ابتسامته... واخرج من جيبة محفظة جلدية سوداء واستل من أحد جيوبها صورة مطوية .... فردها امامها ... اخذتها وراحت تتأملها...... كان في الصورة زوجين يقفان فيما يشبه المزرعة.... السيدة في الصورة تحيط ذراع زوجها ويقف أمامها طفل صغير تستلقي كفها الأخرى على كتفه بينما يحمل الرجل المبتسم طفلة جميلة على ذراعه ..... تأملت الصورة النابضة بالسعادة... الفارق بين شكل المرأة الشرقي وشكل الرجل الغربي لم يكن منفراً بل بالعكس بدا لطيفاً والانسجام بينهما كان واضحاً
علق آدم:
-هذه عائلتي... أمي وأبي واختي التوأم مايا
ظلت تتأمل الصورة .... ثم أخيراً قالت:
-قد تكونون أغرب عائلة عرفتها في حياتي....
ضحك بصوت عالي:
-ربما تكونين على حق..... لكنني سعيد بذلك... أنا ثمرة حب كسر حاجز الوطن والجنسية والحرب.... عليكِ ان تقابلي أمي وأبي لتعرفي ما أعنيه
اخفضت بصرها بشيء من الارتباك وهي تمنع خيالها من تصوير لقطة تجتمع فيها بوالديه وهو الى جانبها.......
انتبهت الى الساعة في معصمها وهتفت:
-لقد تأخرت، عليّ أن أذهب
عرض عليها بلطف:
-بإمكاني إيصالك فعلى كل حال أنا ذاهب الى مركز المدينة
اضطربت... لا تعلم ان كان عليها ان تقبل عرضه ام لا..... ثم بعد تردد قررت...
-سيكون هذا لطفاً منك
عندها ابتسم وقال:
-هذا من دواعي سروري
وأخذ يسير معها نحو المكان الذي صفّ فيه سيارته بينما احساس عارم بالراحة، بالأمان وبالألفة ينتاب كليهما....... كانا شخصين من عالمين مختلفين جمعتهما الحرب ،، والتاريخ ..!
****************
-لا تقلق... سنفعل اللازم..... لقد أمرت بحجز تذكرتين للسفر الى يافا....
قالها جوزيف وهو يضع يده على كتف صخر مواسياً.....
كان صخر يعيش أسوأ كوابيس حياته..... لم يكن يستطيع حتى ان يتخيل بأن يصيب اخوه مكروه من أي نوع..... سيهدم العالم كله قبل ان يمس مراد أي سوء.......
سأل:
-لمن التذكرة الثانية؟ ....
اجابه جوزيف:
-لي... سأسافر معك.... لا يمكنني تركك لوحدك
ابتسم صخر رغم كل التوتر الذي يعيشه..... وقال
-ليس هناك من داعي
أصر جوزيف:
-بل هناك...... سنذهب معاً... وسنحل الأمر.... طائرتنا بعد أربع ساعات
ثم التفت الى زنبق وأوركد وقال مطمئناً:
-سنعود به سالماً....
كانت زنبق ترتجف بقوة بينما تتكوم ابنتها بين ذراعيها باكية...... مراد قطعة من قلبها... ستموت ان حصل له شيء...
نظرت الى صخر وترجته:
-أحضر لي مراد بأي ثمن صخر....
تقدم صخر وقبل جبين زوجته واخذ يمسح دموع ابنته وقلبه يتمزق ألماً وقال واعداً:
-سأفعل.... لن تمر بضعة أيام الا ومراد بيننا......
في تلك الاثناء كانت انجل تقترب من زوجها الذي مد لها يده لتأخذها بيدها وتشد عليها:
-اعتني بنفسك جو... واعتني بصخر... واعد الينا مراد
ابتسم لها وقال بثقة:
-سأفعل.... لا تنسي بأنني البطل الخارق
ابتسمت من خلف غمامات كآبتها واقتربت منه تحوط خصره بذراعها:
-انت فعلاً بطل خارق....
********************
استقر والد امل في مقعده ونظر الى النافذة وعقله يشتعل بالخوف..... كاد ان يقع مغمياً عليه حين اتصلت به ابنته واخبرته بكل ما حدث..... ساقاه لم تعودا تحملانه فجلس على أقرب مقعد وحالما اغلقت الخط بكى دون حساب....... يا إلهي.. كل شيء الا أمل.... انها قلبه النابض، انها حياته كلها...... حجز على أول طائرة من لندن متجهاً الى تل أبيب......... كان شعور الذنب يأكله.... لقد تركها لوحدها وسافر ... ولم يعرف حتى بنيتها للسفر..... لقد كان والداً سيئاً..... كيف له ان يتركها؟..... في السابق كان وجود والده يطمئنه لكن كان عليه ان لا يتركها ابداً لوحدها بعد رحيل جدها..... كان عليه ان يبقى معها ويرعاها..... وأقسم لنفسه انه حالما يعيدها سالمة الى عمّان لن يتركها لوحدها ابداً... ابداً.....
اخرج هاتفه وراح يتأمل صورة تجمعه بأمل ..... كان تضحك بسعادة وهي تقف قربه مفتخرة ...... مسح أصبعه وجهها عبر الشاشة..... واختنق في غضة وجع ..... أغمض عينيه وتضرع الى الله ان يحميها.......
تمتم:
-تحملي قليلاً حبيبتي.... سآتي لأنقذكِ.......
***********************
كانت تضع اخر الأطباق المغسولة في السلة المخصصة لها حين سمعت اصواتاً متعددة وجلبة قوية ..... ازاحت الستارة لتنظر الى الخارج فتفاجأت بسيارات شرطة تحوط البيت وبضع عناصر من الشرطة يخرجون من سياراتهم موجهين اسلحتهم نحو البيت.....
ركضت نحو مراد الجالس في غرفة المعيشة وصاحت مرعوبة:
-الشرطة تحاوط البيت
قبل ان تكمل جملتها سمعا ضربات قوية على باب البيت تدل نية اقتحام......
اقترب مراد بسرعة من امل وأخفاها خلف ظهره وظل ينظر للباب الذي كان على وشك ان يتحطم بقلق بينما شعر بيدي أمل تتشبثان بقميصه من الخلف.......
همست بخوف وهي تلتصق به محتمية:
-يا إلهي سوف يعتقلوننا !


.....................


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 07:00 PM   #505

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

نهاية الفصل الخامس
قراءة طيبة حبيباتي


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 07:10 PM   #506

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 19 والزوار 15)
‏ام زياد محمود, ‏Khawatir1997, ‏إيناس, ‏moshtaqa+, ‏ام الانس, ‏maha elsheikh, ‏ام البنوتة, ‏Agadeer, ‏هازان محمد, ‏om yahyya, ‏رزان عبدالواحد, ‏Gogo01, ‏ابوعلولي1, ‏فاطمة توتى, ‏لورا2, ‏AMIRA~, ‏najla1982, ‏فديت الشامة


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 07:30 PM   #507

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 66 ( الأعضاء 26 والزوار 40)
‏zainab atta, ‏Zaaed, ‏sarascara, ‏Berro_87, ‏kulod Ali, ‏زهرورة, ‏حب الدنيا, ‏ام زياد محمود+, ‏شيماء عبده, ‏Joud1, ‏Khawatir1997, ‏إيناس, ‏ام الانس, ‏maha elsheikh, ‏Agadeer, ‏هازان محمد, ‏om yahyya, ‏رزان عبدالواحد, ‏Gogo01, ‏فاطمة توتى, ‏لورا2, ‏AMIRA~, ‏najla1982, ‏فديت الشامة

منورين حبيباتي ......... قراءة طيبة


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 07:45 PM   #508

رزان عبدالواحد

? العضوٌ??? » 364959
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,014
?  نُقآطِيْ » رزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond repute
افتراضي

روووعة الفصل مبهج ومحزن لامل ومراد وادم ومريم 😍😍
ماتحكيلي امل عملتلو قلاية بندورة 😂😂😂 ياريتها حطت فيها قرن فلفل عشان تسلخو وتسمطو 😂😂😂😂 زيت وزعتر هاي جذورنا 😍😍 بيفهمش الاهبل هادا بالاكل تبعنا هههههههه ..
حبيت كيف ابوها لامل حس فيها وانتبه اديش هو بعيد لدرجة انها اختارت تسافر من غير ماتحكيلو وتورطت بقصة صعبة جددا ..
وكمان صخر بالرغم من حنقه عشان مراد في بلد ليش لها وجود لكن وقفته الاخوية معو اشي رائع وبتدل اديش عما مترابطين روحيا بالرغم من بعدهم عن بعض 💓💓
مريم وادم يالله اديش حزنتني وخلتني اددمع ..
فعلا هيا محاربة قووية جدا .. انك تخسري وطنك معناتو خسرتي هويتك بالدنيا .. بتدايق جددا وبزعل بس احس بوجعهم والله لانو نفس وجعنا الله لا يدوقه لحدا ويرجعهم على بلادهم سالمين غانمين منتصرين 💓💓
ادم ما اطيب قلبو في هو هيك بني ادم عنجد 😍😍
خليط رائع بين امه وابوه اشي محصلش بالوجود 🙈🙈
نيالك يامريم هو فقد نبضاته بس ابتسمتي 😍😍 فما بالك لو عشقك وحبك اااااااخ ياقلبببي فدوة لعيونه ابو جوزيف 😂😂😍😍
تسلمي يابقسة عالفصل الجميل .. جدير بالذكر انو ورطة امل ومراد مع الشرطة الاسرائيلية اسوأ اشي بالوجود اسالينا احنا ✋😂😂😂😂


رزان عبدالواحد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 07:52 PM   #509

شكرإن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شكرإن

? العضوٌ??? » 308789
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,999
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 89 ( الأعضاء 34 والزوار 55)
‏شكرإن, ‏bella snow, ‏maha elsheikh, ‏deegoo, ‏yyyyyy, ‏simsemah, ‏sou ma, ‏lob na, ‏rontii, ‏AMIRA~, ‏فاطمه 2383, ‏nadoshlibya, ‏ايتن اسامة, ‏كريستنا, ‏لورا2, ‏moshtaqa, ‏zainab atta, ‏Zaaed, ‏sarascara, ‏Berro_87, ‏kulod Ali, ‏حب الدنيا, ‏ام زياد محمود, ‏شيماء عبده, ‏Joud1, ‏Khawatir1997, ‏إيناس, ‏ام الانس, ‏Agadeer, ‏هازان محمد, ‏Gogo01, ‏فاطمة توتى, ‏najla1982


شكرإن غير متواجد حالياً  
التوقيع
]شكرا لاحلى زنوبه بالدنيا اموووووواه[/COLOR][/SIZE]


رد مع اقتباس
قديم 31-03-18, 08:08 PM   #510

صبا الحب

? العضوٌ??? » 333401
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 439
?  نُقآطِيْ » صبا الحب is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صبا الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.