آخر 10 مشاركات
337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الشراع (الكاتـب : التوباز بن ذهب - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree918Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-18, 11:18 PM   #12691

نبع حنان
 
الصورة الرمزية نبع حنان

? العضوٌ??? » 415858
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 83
?  نُقآطِيْ » نبع حنان is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوررر😳😳😳😳😳😳

نبع حنان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:19 PM   #12692

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

مسا الخير
الخاتمة جاهزة .... الرجاء التوقف عن التعليق كي لا تتم مقاطعة الفصل
سيتم التنزيل خلال خمس دقائق


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:22 PM   #12693

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

جاري التنزيل الآن

blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:23 PM   #12694

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الخاتمة


بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف ...
لم تشعر وردة بالدهشة عندما خرجت من مقر عملها مساء لتجد كنان في انتظارها داخل سيارته أمام البوابة مباشرة .. في الواقع .. أصبح خروجها من الشركة ولقائها بكنان جزء لا يتجزأ من حياتها اليومية .. خاصة وقد توقفت عن الشجار معه بعد أشهر من إصراره على أن يوصلها كل مساء إلى البيت .. رافضا أن تستقل مواصلات عامة معرضة نفسها للمضايقات أو الخطر .. إذ أنها أيقنت بعدها بإن حمل فرد من عائلة الطويل على تغيير رأيه .. هو ضرب من ضروب المستحيل ..
إنما ... أن تدعي بأن عالمها كله لم يكن يشع فجأة بالألوان فور أن تخرج فتراه في انتظارها .. محض كذب وادعاء ..
لأشهر .... كنان ظل مصرا على أن يكون شيئا مسلما به في حياتها ... يزورها يوميا .. يهتم بعائلتها .. يعاملها كأي رجل يعامل المرأة التي يحب .. بعد أن تعهد لها بأن يتوقف عن طلب يدها للزواج إن كان المقابل أن تسمح له بأن يزورها ... وقد كان عند عهده ... كنان لم يكرر طلبه منذ ثلاثة أشهر ونصف ..
لم يكن قد رآها بعد ... فسمحت لنفسها بأن تراقب تعابير وجهه نافذة الصبر بينما هو يجلس خلف المقود .. ينظر إلى ساعته بين الحين والآخر ... يزفر بنزق .. ثم يتذكر شيئا فيبتسم .. ابتسمت تلقائيا وهي تتذكر شخصيته المتناقضة والمليئة بالعيوب .. في الآن ذاته .. التي تخفي تحت ظاهرها الفوضوي ... قلبا من ذهب ..
نسيم الأيام الأخيرة من فصل الربيع ... داعب وجهها وخصلات شعرها التي باتت أكثر طولا في الآونة الأخيرة لتزيد من أنوثة مظهرها في نفس اللحظة التي أدرك فيها وجودها ... تلاشى توتره مرة واحدة .. ليكسو وجهه ذلك الاسترخاء الذي كان دائما يترافق مع وجوده معها .. عيناه السوداوان تنطقان بالكثير وهو يحدق بها عبر زجاج النافذة الأمامية .. يتأملها وكأنه ليس في عجلة من أمره .. وكأنه يمتلك كل الوقت في العالم لينتظرها وينظر إليها ..
تنهدت ... مقاومة تلك المشاعر الجياشة التي فاضت من صدرها ... وسارت نحوه .. تعلق حزام حقيبة يدها فوق كتفها وكأنه طوق النجاة .. ثم فتحت الباب المجاور للسائق .. وانضمت إليه داخل السيارة وهي تقول معتذرة :- آسفة لتأخري ...
:- لا بأس ... لقد وصلت لتوي ..
كانت تعرف بأنه كاذب ... إلا أنها لم تجادله .. أو تخبره بأنها كانت تقف متأملة إياه منذ برهة .. قالت بينما أدار المحرك :- أنت تعرف بأنك لست مضطرا للمرور وأخذي كل يوم .. أستطيع أن أعود وحدي ..
:- أعرف ..
لم يقل شيئا آخر ... موضحا بدون كلمات بأنه لا يحتاج إلى سبب حقيقي كي يأتي لأخذها .. فتنهدت موفرة على نفسها الجدال .. وقالت :- سأمر على الصيدلية كي أحضر دواء أبي إذ نفذ البارحـ ...
قاطعها قائلا :- لقد سبق وأحضرته .. أخذت العلبة الفارغة مساء الأمس بينما كنا نتناول العشاء مع عائلتك .. ومررت على الصيدلية بينما أنا آخذ أخويك من المدرسة ..
استدارت بجسدها كله نحوه ... وجهها محتقن ... وعيناها واسعتان .. وقالت :- لقد سبق وأخبرتك بأنك لست مضطرا لإحضارهما ... المدرسة قريبة ويستطيعان السير إلى البيت ..
قال بنفاذ صبر بينما هو يركز بصره في الطريق :- أعرف ... لقد كنت مارا من هناك فحسب .. وفكرت بأخذهما في طريقي ..
كزت على أسنانها وقالت :- لا تقل بأنك قد أطعمتهما أيضا وإلا ضربتك ...
رمش بعينيه وهو يلقي نحوها تلك النظرة الصبيانية البريئة التي كانت تثير جنونها وهو يقول :- لقد كان مطعمهما المفضل في طريقنا .. كما أن والدك يحب شطائر الجبن التي يعدها ... لم أكن أعرف بأن تناول الطعام برفقة أبيك وأخوتك يدخل ضمن الأمور الممنوعة علي ..
هه ... وكأنه يلتزم حقا بالحدود التي وضعتها له عندما قرر أن يكون جزءا من حياتها .. زفرت بقوة وهي تقول :- كنان ... ليس من الصواب أن تزيد من تعلق أفراد عائلتي بك ..
تشنجت أصابعه حول المقود وهو يقول بجفاف :- كلامك صحيح لو أنني كنت أفكر بالرحيل يوما ... وهو ما لن يحدث ..
:- كنان ....
:- ما رأيك بالطعام الإيطالي ؟؟ .. هناك مطعم قريب من هنا نستطيع تناول العشاء فيه .. أعرف بأنك جائعة ..
كالعادة ... كلما كادا يفتحان نقاشا حول علاقتهما .... غير الموضوع تماما ... بطريقة ما ... كان تفاديه الأمر يريحها ... إذ لا يرغمها على مجادلته و محاولة إقناعه بالرحيل .. في الآن ذاته .. كان الأمر يسبب غضة داخل حلقها ... مذكرا إياها بأنه ربما يصر على البقاء كجزء من حياتها ... إلا أنه توقف تماما عن مطالبته إياها بالمزيد ... وكأن ما كان يحظاه منها في الوقت حالي ... كافي تماما ... وما كان يشعر وردة بالإحباط والتقلقل ... هو أنه ما عاد كافيا لها هي على الإطلاق ...
في المطعم الإيطالي ... كانت وردة تراقبه بينما هو يتحدث إلى النادل ممليا عليه طلباتهما ... تفكر بالتغيير الذي طرأ على كنان منذ عرفته ... وهل تغير فعلا ؟؟ أم تراها هي التي لم تكن قادرة على رؤية ما هو أبعد من حكمها المسبق عليه ؟؟
لقد كانت تراه كل يوم ... بما أنه كان يصر على أن يوصلها مساء إلى بيتها ... أحيانا ... كان يمتلك الوقت كي يصعد برفقتها فيتناول العشاء برفقة عائلتها ... وأحيانا كان يودعها أسفل المبنى منطلقا بسيارته بعد أن يتأكد من دخولها آمنة ..
عندما كان يفعل هذا ... كانت تشعر دائما وهي تصعد إلى بيتها ... عندما كانت تفتح الباب لتقابل أعين شقيقيها المتسائلة وهي تبحث عن كنان من فوق كتفها ... عندما تكون وجبة العشاء هادئة وتقليدية بعيدا عن صخب كنان ... وتعليقاته التي كانت تبث الفوضى دائما من حوله ... ووجوده الذي كان دائما يبعث الضحك في وجهي شقيقيها ... والراحة في تعابير والدها الصامت دائما ...
كانت وردة دائما تشعر بالوحدة ... بالفراغ ... باليتم ... وهي تتساءل ... هل تقوم بالصواب بإبعاده عنها وفرض حدود على علاقتهما ؟؟؟
ماذا إن توقف بالفعل عن طلب يدها للزواج ؟؟؟ ماذا إن كانت بجفائها وتباعدها وفرضها الحدود عليه .. تبعده عنها إلى الأبد ..
التفت نحوها بعد ابتعاد النادل وقال سائلا إياها بجدية :- حسنا ... هل تنوين حضور حفل زفاف ريان ؟؟
رمشت بعينيها وهي تقول :- أليس الوقت مبكرا على التفكير بالأمر ؟؟
عبس قائلا :- مبكرا ؟ .. لقد حدد موعد الزفاف بعد شهر من الآن .. مباشرة بعد انتهاء جنى من امتحاناتها .. سيخيب أمل ريان لو امتنعت عن الحضور ..
أن تحضر مناسبة عائلية لآل طويل ؟؟؟ أحست وردة بالتردد والقلق .. وهي تتذكر بأن احتكاكها بآل طويل كان محدودا خلال الأشهر السابقة .. منحصرا بلقائها بآمال في العمل .. واتصال نعمان الطويل بها بين الحين والآخر للاطمئنان عليها .. ولقائها بريان عدة مرات برفقة كنان .. أن تواجه أقاربه وأصدقائه ... أن تواجه والدته .. بدون أي صفة رسمية بينهما ..
:- أنت تعرفين بأن أمي لن تكون موجودة ...
هل يستطيع قراءة أفكارها ؟؟؟
تمتمت :- حضوري الحفل لا ضرورة له ... أستطيع أن أهنئ ريان وجنى بالزفاف دون أن أضطر لشرح موقعي من العائلة للآخرين ..
قال بخشونة :- تستطيعين تثبيت موقعك من العائلة في أي لحظة يا وردة ... كل ما عليك فعله هو أن تقولي نعم ..
انتفضت وهي تنظر إليه لاهثة .. مصدومة بإشارته لزواجها منه بعد أشهر طويلة وكأنه يفعلها للمرة الأولى .. في حين شحب وجهه .. وأغلقت ملامحه وهو يقول بصوت مكتوم :- أنا آسف ... أنا ... لقد وعدتك بألا أتحدث في الأمر مجددا .. بألا أحاول فرض نفسي عليك .. إلا أنني كالعادة ... أتحدث قبل أن أفكر ..
همست :- كنان ...
قال على الفور مغيرا الموضوع :- هل سمعت آخر الأخبار ... لقد أنجبت زوجة أكرم طفلا ... أبي يكاد يطير فرحا بحفيده الذكر الأول .... في حين تكاد أمي تفقد عقلها ... سأذهب لزيارتهما هذا المساء في المستشفى .. سألتقط لك صورا جيدة للطفل ... أتظنينه يكون وسيما كعمه ؟؟؟
بحزن .. سمحت له بأن يغير الموضوع ... وجارته مستمعة إليه وهو يتحدث عن وليد شمس .. وعن الطريقة التي ضحك فيها الجميع عندما انفجر في البكاء فور أن حمله شقيق شمس الأصغر الذي كاد يسقطه من يده خوفا لولا أن التقطه أكرم منه في الوقت المناسب ..
رباه ... كنان ... لو أنك تعلم إلى أي حد أشتاق إليك ...
حتى وأنت جالس أمامي .. تتحدث إلي ... تحكي لي أحداث يومك .. أشتاق إليك .. وأدرك أخيرا بألم بأنني أحبك ...
عندما أنهيا وجبتهما .... ساد الصمت السيارة بينما هما في طريقهما إلى منزل وردة .. كل منهما غارق في أفكاره ... دون أن يدرك بأن الآخر لم يكن يفكر إلا به ...
عندما أصر كنان على أن يرافقها إلى باب بيتها .. سألته بينما قلبها يخفق :- ألن تدخل قليلا ؟؟؟
:- لا ... يجب أن أعود إلى البيت ... حالة أمي سيئة في الآونة الأخيرة ... تشعر بأنها تفقد السيطرة على كل ما حولها .. ابتداء بأبي وانتهاء بحياتها الاجتماعية ... وجاء إنجاب شمس لنعمان الصغير القشة التي قصمت ظهرها ... سأذهب لأقضي معها بعض الوقت ... وربما آخذها لرؤية جمان عل هذا يهدئها قليلا ..
كانت الشخصية الحقيقية لكنان تظهر دائما في مواقف صغيرة كهذه ... عندما كان يظهر من وراء طبعه الصبياني والمستهتر .. مقدار اهتمامه بالأشخاص الذين يهمونه ... وردة كانت في الماضي أكثر سطحية من أن تراه حقا .. من أن ترى مقدار اهتمامه بريان .. وغيرته عليه وعلى مصالحه ... لقد كانت عمياء بتحاملها .. وبمشاكلها الشخصية . عن رؤيته بوضوح ...
في محاولة أخيرة منها لإقناعه بالبقاء ... استدارت بينما هما يصعدان الدرج نحوه شقتها .. لتصطدم به عندما تابع الصعود دون أن يلاحظ توقفها ... وتسقط مباشرة فوق صدره ...
تماسهما الحميم وهي تجد نفسها بين ذراعيه ... كان التماس الأول بينهما منذ أشهر .. رائحة عطره المميزة .. والممزوجة برائحته الرجولية .. كانت أول ما ميزته حواسها .. ثم صلابة جسده .. تحت رقة وأنوثة جسدها .. ثم خفقات قلبه العنيفة ... مباشرة تحت قلبها ..
يداه أمسكتا بخصرها تسندانها بتلقائية ... بينما أمسكت هي بساعديه العضليين تدفع نفسها بعيدا عنه .. أنفاسها عنيفة .. مضطربة .. لترفع رأسها وتنظر مباشرة إلى عينيه السوداوين .. والفائضتين بالمشاعر ...
بالحب ... و الرغبة الخالصة ...
تحت الإضاءة الخافتة للدرج .. بعيدا عن أعين الفضوليين ضمن سكان المبنى الذين اتضح كونهم لحسن الحظ غير مهتمين على الإطلاق بشؤون الآخرين .. أدركت وردة بأنها كانت ترى أخيرا ما لم تكن قادرة على أن تراه من قبل ... بأنها قادرة على أن تميز طريقها الذي ترغب في السير فيه أخيرا .. بأنها قد تصالحت أخيرا .. مع بشاعة ماضيها ...
وجدت نفسها تهمس بصوت خافت :- نعم ...
رمش بعينيه ... ينظر إليها بغير فهم للحظات ... قبل أن تتسع عيناه وهو يدرك فجأة ما كانت تقوله .. ويردد غير مصدق :- نعم ! !
هزت رأسها ... الدموع تغرق عينيها ... وتسيل غزيرة فوق وجنتيها .. لتكرر هذه المرة بصوت مهزوز :- نعم ...
يداه أحاطتا بوجهها ... بينما كان يلتهم ملامحها بجوع ... وكأنه ما يزال عاجز عن التصديق ... قبل أن تخونه مشاعره ... ويسحبها إليه .. ويفعل ما كان يتوق لفعله منذ أشهر طويلة ... أن يقبلها ..
انتفاضة جسدها هذه المرة لم تكن رافضة ... بل كانت انتفاضة شوق .. لهفة .. خوف .. فرح .. أمل .. عندما تلقت مشاعره التي لم يكن لديها أي شك في صدقها ... تشبثت به كطوق النجاة يحميها من الغرق .. من الضياع ... حتى حررها لاهث الأنفاس أخيرا ... ينظر إلى عينيها الضبابيتين بالعشق الذي يتمكن من رؤيته أخيرا للمرة الأولى ... قبل أن يقول بصوت أجش :- لنذهب ونبشر أباك وأخوتك ...
أومأت برأسها ... ثم منحته يدها ... ليصعدا معا هذه المرة ... نحو حياتهما ومستقبلهما القادم ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:24 PM   #12695

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- أريد الحلوى .... الكثير من الحلوى ..
بنفاذ صبر ... استمع عمران لحلا عبر الهاتف بينما هو يتابع عمله في حاسوبه وهو يقول :- لقد سبق واتفقنا بأن الكثير من الحلوى يسبب تسوس الأسنان يا حلا ..
:- واتفقنا أيضا بأنني إن كنت جيدة ولم أتعب عمتي حبيبة ... فأنت ستحضر لي ما أريده ..
تنهد وهو يدير عينيه ... متسائلا عن الوقت الذي باتت كلماته ووعوده لحلا تسجل ضده .. قال :- ربما علي أن أسأل العمة حبيبة وأتأكد من حسن سلوكك هذا اليوم قبل أن أفعل أ ي شيء ..
كما توقع .... تفجرت دفاعية حلا مرة واحدة وهي تقول بحدة :- هي من بدأ أولا ... كل ما أردته هو أصنع شطيرة من الجبن لنفسي ... ليس ذنبي أن العلبة قد سقطت على الأرض ولطخت كل شيء ..
كبح ضحكته وهو يتخيل ردة فعل حبيبة .. لقد كان التنظيف أحد أكره مهامها ... والتي كانت نادرا ما تقوم بها عندما يكون يوم إجازة المرأة التي تأتي بشكل دوري لتنظيف المنزل ... قبل أن يتمكن من الرد ... صدر أزيز عن الهاتف معلنا عن مكالمة أخرى ... فحمد الله وهو يقول بسرعة :- لدي اتصال آخر يا حبيبتي ... سأتحدث إليك لاحقا لنناقش ما حدث ..
أنهى المكالمة ... واستلم على الفور المكالمة الأخرى ليسمع صوتا مألوفا يقول بتشنج :- سيد عمران !
لم يعرف عمران لماذا أحس بالبهجة تغمره وبالحماس وهو يسمع صوت مندوبة شركة الإعلانات التي بدأت الشركة التعامل معها منذ شهر ونصف ... حتى الآن ... كان تعاطيه بشكل تام مع هذه الموظفة التي كانت المسؤولة المباشرة عن التفاصيل كونها إحدى أفضل المصممات لدى الشركة عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية لا أكثر ... إلا أنه في كل مرة كان يستفزها فيها بتعليقاته ... وبمتطلباته الصعبة .. كان يستمتع بشدة بسماعها تكبح غضبها وتسيطر على أعصابها بمهنية نادرة كانت تثير فضوله لمقابلة هذه المرأة التي كانت قوية بما يكفي كي تتحمل فظاظته ... قمر الراوي كانت المرأة الوحيدة التي منحت نزعته السادية لتعذيب النساء بتعليقاته لذة غير عادية بردود أفعالا المميزة ... للأسف ... لقد كانت أكثر نبلا وتعقلا منه بحيث أدركت عقم ارتباطهما ... وقد تمكن هو مع الوقت من تقدير رفضها له .. إذ ما الذي يريده عمران بامرأة لن تتمكن ابدا من أن تحبه .. في حين أنها عاجزة تماما عن تجاوز حبها لزوجها السابق ؟
:- سيدة سراب ... مسرور لسماع صوتك ..
بدا واضحا أنها كانت تكز على أسنانها وهي تقول مصححة له بصوتها ذي البحة المميزة :- آنسة ... سراب ..
قال متظاهرا بالدهشة وكأنها لم تصحح له هذه المعلومة عشرات المرات :- حقا ! ... أنا أعتذر .. لقد افترضت تلقائيا أن سيدة في سنك .. أعني قدرك .. لابد وأن تكون متزوجة ..
لو أنه يستطيع أن يرى وجهها في تلك اللحظة ... هه ... هو سيفعل ... نظر إلى ساعة معصمه متذكرا .. بعد ربع ساعة بالضبط إذ أنها قد أخذت أخيرا موعدا للقاء مباشر بينهما كي يناقشا التفاصيل وجها لوجه ..
الصمت الذي ساد في الجانب الآخر من المكالمة ... كان سببه على الأرجح حاجتها لدقيقة تتمالك خلالها أعصابها ... قبل أن تقول بصبر :- لقد اتصلت كي أؤكد على موعدنا يا سيد عمران ... أنا في طريقي إلى مبنى شركتكم الآن .. بل أنا أوشك على الوصول .. ورغبت بأن أتأكد بأنك ستكون موجودا للقائي ..
عبس وهو يتساءل عما فعله كي يزرع لديها هذا الحس بعدم الثقة اتجاهه ... هل يبدو وكأنه من الأشخاص الغير قادرين على الإيفاء بمواعيدهم ؟؟؟ هو !! رمز الرزانة والمهنية والاحترافية !!
:- طبعا أنا موجود في مكتبي وفي انتظارك يا سيدة سراب .... بل أنا سأطلب من سكرتيرتي منذ الآن إعداد مشروب ساخن لأجلك ... لن أرغب بأن تتسبب لك برودة الجو بتيبس في العظام في عمرك هـ ..
هل أنهت المكالمة بدون أي كلمة وداع ؟؟ غريب ! .. هل تعرف هذه المرأة بأن شركة الإعلانات الصغيرة التي تعمل فيها والتي بدأت عملها من أقل من أربع سنوات ... بحاجة ماسة للعمل الذي تقوم به لأجل شركة عمه ؟؟ وبأنها تحتاج لأن تكون أكثر لباقة في التعامل معه ؟؟؟
هه .. النساء ... ومن يفهمهن ؟؟؟
ربما من الأفضل له أن يبقى وحيدا .. بعيدا عن أي تورط مع امرأة أخرى بعد زوجته الأولى .. ثم قمر ..
بابتسامة حسرة ... عاد يتذكر قمر التي كانت على الأرجح منهمكة في عملها داخل مكتبها على بعد عدة غرف منه ... جدية ... ذكية .. مجتهدة .. متفانية .. إنما للأسف ... غير متاحة .. ولن تكون كذلك على الإطلاق ...
تساءل بشيء من الفضول .. عما تراه يشعر لو أن امرأة أحبته بهذا القدر من التفاني ... لو أن امرأة كانت مستعدة لفعل أي شيء لأجله ... لو أن كل الرجال يكونون سواسية في نظرها ... عندما يكون موجودا ..
تراجع فوق مقعده مسندا ظهره وقد اعتراه شيء من الحزن ... أليس من الأنانية منه أن يطالب أي امرأة بهذا النوع من الحب إن كان عاجزا هو نفسه عن منحها إياه ؟؟؟
لقد فشل عمران في أن يمنح زوجته الأولى التفاني الذي نشدته ... مدركا ومصارحا نفسه ... بأن المشكلة لم تكن قط في وجود حبيبة في حياتهما .. وبأنه لو أحبها بما يكفي ... لو منحها ما يكفي من الثقة بمشاعره نحوها ... لما وجدت الحاجة لتحديه واختبار ولاءه وحبه ... بشقيقته الوحيدة ...
هو أذكى وأكثر واقعية من أن ينكر الحقيقة .. ودوره هو في فشل زواجه.... فلماذا تراه يبحث عن تجربة أخرى على الأرجح ستنتهي بالفشل ؟؟؟
طرقات خفيفة على الباب أخرجته من شروده ... وصوت سكرتيرته تقول :- سيد عمران ... الآنسة سراب قد وصلت ..
ابتسم ناسيا على الفور لحظات اكتئابه القصيرة ... وقال :- هلا أدخلتها بعد خمس دقائق ؟؟؟ أخبريها بأنني أنهي مكالمة مهمة ...
بما أن هاتفه كان ملقى فوق مكتبه ... عبست سكرتيرته التي تعرف جيدا طباع مديرها المشاغب ... ثم خرجت دون أن تقول شيئا ..
ها قد حانت لحظة الحقيقة ... أترى الآنسة المتعالية سراب ... تكون حقا مجرد عانس أخرى تحافظ على كبريائها من خلال تباعدها وتكبرها ؟؟؟ أم تراها تكون فاتنة سمراء فارعة الطول كما يأمل ؟؟
سيكون محظوظا لو أن طبعها الناري الذي كانت تحاول إخفاءه عبر مكالماتهما الهاتفية .. يترافق مع المواصفات التي يحبها في المرأة ... القليل من الترفيه لا يضر أحدا ..
بعد خمس دقائق بالضبط ... ارتفعت طرقات ثابتة على الباب ... مختلفة تماما عن طرقات سكرتيرته المتحفظة ... طرقت لا يمكن أن تصدر إلا أن شخص يمتلك ما يكفي من الثقة لمواجهته ... عندما وقف وهو يطلب منها الدخول ... فتحت الباب وخطت إلى داخل مكتبه ... صوت خطواتها جذب نظراته نحو الكعبين العاليين الدقيقين لحذائها الذي كانت ترتديه ليمنح قامتها التي قدر بأنها لا تزيد عن المائة وسبعة وخمسين سنتيمترا ... طولا إضافيا .. قامتها كانت نحيلة ... بمنحنيات رقيقة أنوثة .. غطتها ملابسها الأنيقة والتي تهدف لتمنح الشخص المقابل لها انطباعا جديا دون أن تخل بأنوثتها ... وكيف لهذا اللون الوردي القاتم أن يشير إلا لامرأة تعتز بكونها أنثى .... بل وتفخر به ؟؟؟
عبس عندما صعد نظره إلى بشرتها البيضاء التي كللتها حمرة طبيعية في الوجنتين .. ثم استوقفه وجهها للحظة .. حيث نسي فجأة كل ما كاد يقوله ...
بغض النظر عن العينين الخضراوين اللتين كانتا تنظران إليه بغضب وتشنج ... عمران لم ير في حياته وجها بهذا الكمال ... هذه المرأة .. كانت الجمال بعينه مجسدا على شكل امرأة ... يكلل جمالها كتلة من الشعر البني المائل للشقرة ...
:- سيد عمران ...
طبعا ..... أولا هي جميلة بشكل لا يحتمل ... وثانيا ... شقراء ... هه ... لا يمكن ليومه أن يكون أكثر سوءا ... على الأقل ... سيمنحه هذا الدافع الذي يحتاجه كي يجعل يومها سيئا بالقدر نفسه ...
منحها ابتسامة عريضة كللت وجهه ... ثم قال ببهجة :- سيدة سراب .... أنا آسف ... لوهلة ظننتك عمتي إذ كانت تخطط لزيارتي فجأة للاطمئنان علي .. إذ أنك تبدين مثلها بالضبط .. تفضلي بالجلوس .. ريثما أطلب من سكرتيرتي أن تحضر بعض القهوة ... أم تراك تفضلين الينسون ؟؟؟
ازداد وجهها احمرارا ... احمرار غضب لا حرج ... بينما أطبقت فمها كابحة مشاعرها بإرادة من يرفض أن يسمح لأعصابه الهشة أن تفسد صفقة عمل مهمة ... فازدادت ابتسامته اتساعا ... إذ كان عمران دائما بارعا في قلب خساراته الصغيرة إلى انتصارات كاسحة ... وقد بدا له بأن علاقة العمل القادمة مع شركة الإعلانات الصغيرة والواعدة ... ستكون عارمة بالانتصارات ..



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:25 PM   #12696

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- لا تبدو لي عيناه سوداوان ...
قالت شمس بينما هي تحاول أن تجد أفضل وضعية للاسترخاء فوق سريرها داخل غرفة المستشفى التي نقلت إليها بعد إنجابها لنعمان الصغير مباشرة هذا الصباح .. مستمتعة أخيرا بالهدوء بعد مغادرة الضيوف المهنئين لا بالولادة :- من المبكر للغاية معرفة لون عينيه .. هو لم يفتحهما حتى الآن بما يكفي كي نتمكن من تمييز لونهما ...
أكرم كان يميل فوق السرير الصغير المزين بالشرائط الزرقاء .. يحدق عابسا بالطفل الذي كان يبدو كنسخة مصغرة عنه .. ينظر كل منهما إلى الآخر وكأنه يحاول استكشاف الشخص الذي فرض عليه أن يكون أقرب الناس إليه دون أي اختيار منه .. وقال :- لا ... هما ليست سوداوان .... عندما ولدت راية ... لم يكن هناك أي شك في لون عينيها .. هي طويل من رأسها حتى أخمص قدميها ..
قالت شمس متذمرة :- أتقول بأن ابننا لا يمتلك ما يكفي من جينات آل طويل ؟؟؟
اعتدل ... وقال على الفور مجفلا :- لا ... بل أٌقول بأنني أتمنى لو أنه يمتلك المزيد من جينات آل راوي ... أظنه يرث عيني أمي الخضراوين ... الأفضل أن يرث عينيك أنت .. أتتخيلين أن يمتلك عينين بلون الشهد .. أتذكرك كلما نظرت إليهما ؟؟
كان قد خطى نحوها ... ليجلس إلى جانبها على حافة السرير ... حذرا من أن يزعجها أو يقلق راحتها ... أحاط كتفيها بذراعه قائلا بعشق :- أن تنجبيه أنت لي ... أكبر هدية قد تمنحيني إياها ... أن يشبهك .. ويأخذ منك خصالك .. يعني أن أكون أسعد أب في العالم ..
أسندت رأسها إلى كتفه وهي تتنهد .. تتذكر بسعادة اللحظة التي وضعوا فيها نعمان الصغير بين ذراعيها ... ثم بحزن ... تتذكر ابنها الأول .. الذي لم تتح له الفرصة لأن يعيش ...
لن أنساك أبدا ما عشت ... أنت ستظل قطعة من قلبي .. وجزءً من حياتي إلى الأبد ..
لاحظت صمت أكرم ... فالتفتت إليه وهي تسأله :- ما الأمر يا أكرم ؟
ابتسم بشحوب وهو يقول :- أنا سعيد لا أكثر ...
تنهدت قائلة :- متى ستدرك بأنك لن تتمكن من خداعي أبدا ؟؟ أنت لست على ما يرام منذ أسابيع ... أنا فقط لم أجد الفرصة أبدا كي أواجهك .. مع انشغالي بتقدم حملي ... ومع قلقي على قمر .. إلا أن هذا لا يعني أنني لا أعرف بأنك تخفي عني شيئا ...
عندما لم ينفي الأمر ... تابعت بصوت أجش :- أرجوك .... أخبرني ...
بعد دقيقة من الصمت ... تمتم أكرم بهدوء :- قبل أسابيع .... كنت أقود في طريقي إلى العيادة عندما مررت بحادث سير شنيع ... لم أعرف ما الذي حدث في تلك اللحظة ... إلا أنني فجأة وبدون إنذار .. وكأن رؤيتي لتلك السيارة المهشمة .. وسماعي لصوت صفارات الإنذار معلنة عن اقتراب سيارات الإسعاف ... قد ذكرتني بالحادث الذي تعرضت له أنا قبل خمس سنوات ... استعدت كل الأشهر التي كنت قد نسيتها ..
خفق قلب شمس بقوة وهي تلتفت نحوه ... وجهها شاحب .. عيناها واسعتان وهي تردد :- هل .... هل استعدت ذاكرتك ؟؟؟
فجأة ... كل مخاوفها كل الأسباب التي كانت تقلقها من استعادته لذاكرته ... عادت تطفو على السطح ... ماذا لو أن ما كانت تخشى منه حدث ؟؟؟ ماذا لو أنه اكتشف بأنه يحب شمس القديمة ؟؟؟ بأنه لا يريد النسخة المعدلة التي استحالت إليها ...
نظر إليها لتتمكن من رؤية كل الألم والغضب في عينيه وهو يقول :- أنا ... أنا آسف يا شمس ...
... يعتذر ... عم بالضبط ؟؟؟
:- رباه ..... كيف تمكنت من نسيانك ... من نسيان كل ما تشاركناه ... الحب الكبير التي عشناه معا ... رباه ... لسنوات كنت أتساءل عما تسبب بفقداني الذاكرة ... الأطباء فسروا الأمر على أنه صدمة ... بأن هناك شيء قد حدث ودفعني لفقدان الذاكرة ... كنوع من الحاجة لحماية نفسي من شيء عرفته ... من شيء واجهته ... كنت آمل بأنني لو استعدت الذاكرة ... فإنني سأعرف السبب ... على الأقل ... كل العناء والألم الذي عشناه سيكون لسبب مقنع ... أنا لم أفقد الذاكرة لأنني رجل ضعيف وهش الإرادة ... أنا فقدت الذاكرة لأجل سبب يستحق أن تسامحيني لأجله ... أن تغفري لي لأجله كل ما فعلته بك ... إلا أنني بعد أن تذكرت .. أدركت بأنني لم أمتلك سببا واحدا يدفعني لنسيان الأشهر التي عشناها معا ... أنا كنت سعيدا معك ... أنا كنت ثاني أسعد رجل على الأرض بحبي لك ... فلماذا ؟؟؟ لماذا فقدت ذاكرتي ... لماذا نسيتك ؟؟؟ لماذا تخليت عنك وتسببت بموت ابننا ؟؟ لماذا اقتطعت أربع سنوات من حياتنا ؟؟؟ لأجل لا شيء يا شمس .... لا شيء ..
:- أكرم ...
يدها ربتت على صدره الذي كان يعلو ويهبط تحت أصابعها ... قلبها لم يتمكن من احتمال الألم الذي كان يعيش .. واللوم الذي كان يغرق نفسه به .. فتمتمت :- أكرم .. أيها الأحمق ..
أغمض عينيه بقوة ... وكأنه يحاول حجب ألمه عنها .. فقالت بصوت أجش :- أنت تتحدث وكأنك انت كنت المسؤول عن فقدانك الذاكرة ... أنت طبيب بحق الله ... أنت أكثر من يعرف بأن أمور كهذه مازال سببها مجهولا ... لا أحد يعرف بعد كيف يعمل عقل الإنسان ... أو عن الأسباب التي تدفعه لأن يفعل أشياء بعينها .. أنت لم تفقد ذاكرتك لأنك قد أردت هذا ... أو لأن شيئا قد حدث ودفعك للنسيان ... ما حدث كان مقدرا لنا أنا وأنت ... كي ننضج ... ونتعلم ... ثم نعود إلى بعضنا بعد أن ندرك قيما ما خسرناه ... هو قدر لا يد لأي منا فيه .. كيف تستطيع أن تلوم نفسك ... إن كنت أنا نفسي لا ألومك بعد الآن على ما حدث ؟؟
أمسك وجهها بين يديه وهو يقول بقهر :- شمس .... ماذا علي أن أفعل ... كي أعوضك عن كل ما فعلته بك ؟؟ عن كل ما تسببت لك به من ألم وتعاسة ؟؟
لقد أرادت أن تضربه ... لقد أرادت حقا أن تضربه ... إلا أنها كانت أكثر تعبا من أن تفعل ... كما أنها تذكرت فجأة شيئا جعلها تعبس وهي تقول :- ما الذي قصدته حين قلت بأنك كنت ثاني أسعد رجل على الأرض ؟؟
لم يملك رغم ما كان يشعر به من تعاسة ... إلا أن يبتسم وهو يقول :- حسنا ... هذا صحيح ... إذ أنني الآن ... أسعد رجل في العالم ... ومقدار حبي لك آنذاك .. لا يقارن على الإطلاق ... بحبي لك الآن .. وبحاجتي إليك في حياتي يا شمس ... شمسي ... وحياتي كلها ..
:- أتتغازلان الآن بينما يطالب حفيدي بوجبته المسائية ؟؟
أجفل الاثنان عندما أطل رأس نورا عبر باب الغرفة المفتوح جزئيا ... تبتسم بخبث بينما هي تخطو أخيرا بعد ان ابتعد كل منهما عن الآخر وهو يتنحنح حرجا .. متجهة نحو نعمان الذي كان يصدر بالفعل أصواتا احتجاجية كانا أكثر تركيزا في محادثتهما من أن يسمعاها ... احتقن وجه أكرم حرجا ... بينما ارتسم الذنب والذعر على وجه شمس وهي تتلقى الصغير الذي حملته نورا من مكانه محضرة إياه إليها ..
نهض أكرم مفسحا لنورا الطريق ... وراقب مذهولا وبشيء من الانبهار كي أخرجت شمس ثديها ... ليلتقط ابنه حلمتها بجشع وكأنه قد تدرب لسنوات على الأمر .. عندما أنجبت نيفين راية ... كانا قد انفصلا بالفعل آنذاك ... فلم تسنح له الفرصة ليراقب عن كثب معجزة التفاصيل الدقيقة لهذا المخلوق الذي ساهم هو في تشكيله .. لقد أحس في تلك اللحظة بالتقدير لزوجته السابقة على الهدية التي ربما لم يتمكن قط من شكرها عليها كما يجب .. فجأة ... بات يشعر بالشوق للحظة تلتقي راية بأخيها الأصغر .. وإن كانت بالفعل تمتلك أخا كان كل من نيفين و إحسان قد أنجباه قبل أشهر ..
كانت شمس تراقب الطفل بحنان بينما تخاطب نورا :- أين كنت كل هذا الوقت ؟؟
قالت نورا باسمة :- لقد كنت أودع كلا من بحر ولقمان ...
ابتسمت شمس متذكرة تألق وجه بحر عندما حملت الطفل بين ذراعيها .... والطريقة التي كانت عينا لقمان تلاحقانها .. والحزن يغمر ابتسامته وكأنه ... وكأنه يتمنى أن تمنحه طفلا هي الآخر ...
رباه .... فلتمنح بحر سببا آخر لتكون سعيدة ... لا أحد حتى الآن مصدق لأن لقمان الطويل يهتم بها حقا .. بل أنه يحبها إلى حد كن يبدو واضحا استعداده لفعل أي شيء في سبيل إسعادها ..
تنهدت شمس وهي تفكر ... فقط لو أن كل أفراد عائلتها يكونون سعداء بالطريقة ذاتها ...
اختفت ابتسامتها وهي تقول بخفوت :- ماذا عن قمر ؟؟
تشنج جسد أكرم ... في حين غمر الحزن وجه نورا وهي تقول :- فور أن اطمأنت عليك ..... عادت مباشرة إليه ..
هنا ... خيم الاكتئاب على الغرفة بعد أن كان الفرح ما يملأ جوانبها ... مما جعل شمس تعود لتتساءل .. أترى شقيقتها قمر .. تجد السعادة يوما ..






يتبع ..



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 15-11-18 الساعة 01:33 PM
blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:25 PM   #12697

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- آه .... قمر ... لقد وصلت في الوقت المناسب ... إذ أنني حضرت لك القهوة كما تحبينها ..
ابتسمت قمر وهي تتناول كوب القهوة من يد السيدة فخر .. بينما تميل فتمنحها خدها كي تقبلها وهي تقول :- مساء الخير يا عمتي ... كيف عرفت بأنني قادمة ؟؟
من يرى السيدة فخر الآن ... ما كان على الإطلاق ليخمن .. أنها هي نفسها سيدة المجتمع الفخورة التي كانت عليها قبل أشهر قليلة فقط ... شعرها الذي تراجع الجزء المصبوغ منه إلى الوراء تاركا الحرية للجذور البيضاء كي تظهر بوضوح .. كان معقودا خلف رأسها .. وجهها الذي ظهر عليه العمر بوضوح كان خاليا من الزينة ... بينما اقتصرت ملابسها على قطع بسيطة ومريحة .. خاصة وأنها ما عادت على الإطلاق تغادر المنزل إلا للضرورة القصوى .. في حين ما عادت تستقبل فيه إلا أقرب الأصدقاء ..
:- لقد كنت أتحدث إلى خالتك قبل دقائق فقط لأطمئن على شمس ... فأخبرتني بأنك في طريقك إلى هنا ..
بهتت ابتسامة السيدة فخر وهي تقول :- ما كان عليك ترك شقيقتك في يوم كهذا والمجيء ..
قالت قمر بهدوء :- شمس ستكون بخير ... وهي تمتلك العديد من الأشخاص حولها بالفعل ... الكل سعيد بإنجابها نعمان الصغير .. والكل مستعد لفعل أي شيء لأخذ فرصة الاعتناء بها هي وابنها ..
ثم ضحكت قائلة :- حتى السيدة آمال .... بدت كالطفل الصغير وهي تلاعب نعمان ... بل هي أخذت تتشاجر مع السيد نعمان حول من الأجدر بينهما بحمل الصغير ..
ضحكت السيدة فخر وهي تسير مع قمر نحو الدرج المؤدي للطابق العلوي قائلة :- أتظنينهما يعودان إلى بعضهما أخيرا ؟؟؟
:- وفقا لما تقوله شمس .... هي مسألة وقت لا أكثر ...
رفعت قمر رأسها نحو الدرج وهي تسأل بهدوء :- كيف هو ؟؟؟
ساد الصمت للحظة ... كانت قمر قادرة على أن تستشف من خلالها الألم الذي كانت السيدة فخر تحاول احتواءه داخلها ... لقد كان الألم الأكبر على الإطلاق ... أن ترى ام ابنها الوحيد يذوي أمام عينيها دون أن تتمكن من فعل أي شيء ...
:- أفضل ... فحوصه اليوم خلال زيارته الدورية للمستشفى مبشرة ... يقول الطبيب بأن المشكلة الحقيقية تكمن فيه هو .. بأن كل ما عليه فعله .. هو أن يرغب في أن يتحسن ..
قالت قمر بحزم وهي تربت على ذراع فخر :- سيفعل يا عمتي ... أعدك ..
صعدت الدرج بخطوات سريعة ورشيقة ... تشعر بالقلق المألوف داخلها والذي بات جزءا لا يتجزأ من كيانها خلال الأشهر الأخيرة .. يبدأ ينسحب كما في كل مرة كانت تقترب من رؤيته ... تلك الحاجة التي لا تتوقف داخلها لأن تكون معه في كل لحظة من اليوم ... ألا يبتعد عن نظرها يوما .. خوفا من أن يخذلها .. فتعود في اليوم التالي لتكتشف بأن الأوان قد فات .. بأنها قد خسرت آخر فرصة لها في استعادة ما فقدته بسبب عنادها وتهورها ... في بناء ما هدمته بأنانيتها و كبريائها .. ازدادت خطواتها سرعة وهي تقترب من غرفته ... لتجد الباب مواربا .. قبل أن تمد يدها لتطرق الباب ... سمعت صوته يتحدث إلى شخص ما .. هل أغفلت السيدة فخر عن إخبارها بوجود زائر لديه ؟؟ أم تراه يتحدث إلى الممرض الذي بات يقضي الكثير من الوقت برفقته ؟
عندما اقتربت أكثر .... أحست بقلبها ينقبض ... وبالدموع تغرق عينيها وهي تميز كلماته ... وصوته الدافئ الحنون وهو يتحدث إلى شخص خمنت هويته على الفور ... لقد كان يتحدث إلى ولده ... إلى ماجد ..
لقد كانت تعرف بأنه وقد كان من الصعب عليه الذهاب لرؤيته ... كان يتصل بابنه يوميا عبر هاتف زوجة خاله ... فيتحدث إليه عبر اتصال مرئي ... الطفل كان ما يزال رضيعا ... إلا أنها كانت قادرة من مكانها خلف الباب من الاستماع الى الأصوات التي كان يصدرها في الطرف الآخر من المكالمة .. استجابة لصوت والده ..
:- شكرا لك يا عمتي لسماحك لي بالتحدث إليه ...
:- لا تشكرني يا خالد ... هو ابنك .. ومن حقه أن يتحدث إلى أبيه ... سأحاول إحضاره لرؤيتك في الأسبوع القادم ... من الأفضل أن تكون صحتك قد تحسنت حينها .. فأنت لن ترغب بأن يراك ابنك إلا كالأب القوي والصلب الذي يحتاجه ..
صمت خالد للحظة ... قبل أن يسأل :- كيف هي الآن ؟
أحست قمر بقبضة تعتصر قلبها ... وبالمشاعر تحتشد داخل صدرها .. الغريب أن الغضب .. والغيرة .. لم يكونا على الإطلاق جزءا من مشاعرها .. بل كان الحزن .. والحسرة ... لأن ناهد لم تكن في النهاية سوى ضحية أخرى لا ذنب لها سوى أنها قد احبت رجلا لم يستطع أن يحبها في المقابل .. و بجنون ..
:- أفضل حالا .... لقد أخذت ماجد لرؤيتها هذا الصباح .. وقد بدت أكثر هدوءا واستقرارا ..
انتظرت قمر بهدوء حتى أنهى خالد مكالمته ... ثم وبعد لحظات سامحة له خلالها من أن يستعيد توازنه ... طرقت الباب بهدوء ... ثم دخلت عندما سمعت صوته يسمح لها بالدخول ...
... بالرغم من أنها تزور خالد بشكل شبه يومي ... إلا أن نظرتها الأولى له عند دخولها غرفته .. كانت دائما تسبب لها الصدمة ... وذلك السؤال المرير يطرح نفسه داخلها في كل مرة .. أهذا خالد حقا ؟؟؟
فوق السرير الكبير ... السرير الذي كانت تشاركه فيه يوما ... كان خالد يجلس مسندا ظهره إلى الوسائد الوثيرة .. وجهه الذي نحل كثيرا ... كان يبدو أكثر شحوبا وقد غطت ذقنه لحية نابتة خفيفة .. شعره فاحم السواد كان قد استطال قليلا فداعبت أطرافه مؤخرة عنقه .. هذا الرجل الذي لم يؤثر المرض على وسامته .. لم يكن خالد ...
لقد كان بقايا خالد ..
كما في كل مرة كانت تزوره فيها ... كانت عيناه الخضراوان تشرقان بفرح هادئ لرؤيتها ... وكأنه كان أضعف بنية من أن يمنحها ردة الفعل المناسبة التي تعبر عن سعادته لزياراتها المتكررة له .. في حين كانت هي تشعر بألم المرة الأولى التي اتصلت فيها السيدة فخر بها لتخبرها عن انهيار خالد .. ونقلهم إياه إلى المستشفى بين الحياة والموت .. وكأنه يتجدد مرة أخرى ... وكأنها تعيش من جديد ذلك الإحساس الشنيع بالخوف من خسارته .. إلى الأبد هذه المرة .. بأنها لن تجد الفرصة بعد الآن لرؤيته ... للنظر إليه .. للحديث معه .. وإخباره إلى أي حد تحبه ...
ابتسم بشحوب وهو يقول :- ما الذي تفعلينه هنا ؟؟؟ من المفترض بك أن تكوني برفقة شمس ..
ابتسمت وهي تخطو إلى داخل الغرفة ... تضع قدح القهوة الخاص بها فوق المنضدة المجاورة للسرير إلى جانب علب الأدوية الخاصة به .. تتظاهر بأنها لا ترى الغذاء السائل المعلق بالحامل المخصص له والموصول بالخراطيم بجسده .. وقالت :- لقد كنت برفقتها بالفعل ... إلا أنني ما كنت لأختم يومي إلا برؤيتك أنت ...
بهتت ابتسامته ... وهو يتمتم .. بينما هي تجلس إلى جانبه في المقعد المخصص لزواره :- أنت لست مضطرة للحضور كل يوم يا قمر ..
كبحت الغصة التي وقفت في حنجرتها وهي تقول :- أما عدت ترغب في رؤيتي ؟؟
قال بصوت أجش :- أنا أعيش لهدف واحد فقط ... أن أراك .. إنما انا لا أريد أن تربطي حياتك بي .. هناك الكثير مما تستطيعين فعله بدلا من أن تقيدي نفسك بي ..
مدت يدها تمسك بيده .. تشبك أصابعها بأصابعه ... تشعر ببرودة بشرته .. تلك التي كانت تماثل برودة قلبه وحياته .. والتي كانت تغمرها بالحاجة لأنه تمنحه الدفء الذي يحتاج .. وقالت :- بدونك .... أنا لا أمتلك أي حياة يا خالد ..
أعاد رأسه إلى الوراء ... عيناه تلتقيان بعينيها .. بحزن .. بألم .. بعجز ... وهو يقول بصوت خافت :- ما عاد هناك ما أستطيع منحك إياه يا قمر ..
قالت بصوت تدفقت منه مشاعرها الحارة :- تستطيع أن تمنحني الكثير ... تستطيع أن تمنحني حبك ... وهو كل ما أريده يا خالد .. أقسم لك .. هو كل ما أريده ..
اغرورقت عيناها بالدموع ... تتذكر الأشهر الماضية .. التي كان يحاول فيها بشتى الطرق أن يبعدها .. مؤكدا عقم علاقتهما الآن وقد بات رجلا مريضا .. قبل أشهر .. كان وضع خالد الصحي سيء إلى حد كان الأمل معه في استعادته قوته ضعيفا للغاية .. لقد كان الكل يخشى أن يحتاج لعملية أخرى إن لفظ جسده كليتها التي منحته إياها قبل سبع سنوات ... إلا أنه مع الوقت ... بدأ يستعد شيئا من صحته ... وبدأ الأمل في تعافيه التام يتضاعف ... وقمر ... ما كانت لتسمح له بأن يغيب عن ناظريها مجددا بعد هذا ...
تنهد ... وهو يرفع يدها نحو شفتيه ... يقبل أصابعها يرفق .. قبل أن ينظر إلى عينيها قائلا :- أنا لا أستحقك يا قمر ...
هزت رأسها قائلة:- أنت تمنحني فوق قدري .... أنا لن أجد رجلا غيرك يحتمل حدة طباعي .. من الأفضل أن تعيدني إليك وإلا قضيت ما تبقى من حياتي وحيدة ..
أطلق ضحكة قصيرة يائسة وهو يقول :- ما الذي فعلته كي أستحقك ؟؟ بعد كل ما فعلته بك ... بعد الأذى الذي عرفته بسببي
هزت رأسها برفق وهي تقول :- كلانا أخطأ ... وكلانا سبب الألم للآخر ... وكلانا عانى .. وعرف معنى أن يعيش بعيدا عن الآخر .. أظن أننا احتجنا لهذه التجربة كي يعرف كل منا مقدار حاجته للآخر ... وأنا يا خالد .. أحتاج إليك ... أنا لست سعيدة بدونك ..
تنهد وهو يفتح لها ذراعه ... لتتحرك منتقلة على الفور من مقعدها فتجلس إلى جواره .. مسندة رأسها إلى كتفه .. للحظات ... لم يقل أحدهما شيئا ... بل ظل كل منهما ملتصقا بالآخر ... ينعم بوجوده إلى جانبه أخيرا ... قبل أن يسألها خالد بخفوت :- قمر .... هل تتزوجين بي مجددا ؟؟
أطلقت ضحكة مختنقة بالدموع التي فاضت فجأة من عينيها وهي ترفع رأسها نحوه ... تسأله :- هل تسألني حقا ؟؟
للمرة الأولى ... منذ ما يزيد عن السنة والنصف ... يحني خالد رأسه .. اليأس يشع من عينيه .. الحب .. الحاجة .. والخوف .. من الحصول أخيرا على شيء كان يموت يأسا إليه لفترة طويلة .. ليفقده مجددا .. لامست شفتاه شفتيها برقة ... في قبلة مرتجفة .. كمن يلامس قط بري يخشى أن يهرب من تحت أصابعه في أي لحظة ... لتفاجئه بأن مدت يدها تلامس وجنته .. وترفع وجهها لتقابل قبلته بمثلها ... قبل أن تنظر إليه .. تهمس بصوت أجش :- نعم يا خالد ... نعم ...
من وراء الباب الشبه مفتوح ... كانت السيدة فخر تبكي بصمت ... تبكي فرحا .. وتتساءل ...إن كان الوقت قد حان أخيرا قد يجد كل من قمر وخالد السعادة التي خسراها طويلا





يتبع
رابط التتمة
https://www.rewity.com/forum/t405484-1271.html


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:26 PM   #12698

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

منذ غادرا المستشفى بعد زيارتهما لشمس بعد ولادتها .... وطوال الطريق إلى البيت ... كانت بحر صامتة تماما ... تجلس إلى جانبه فوق المقعد الخلفي بينما كان سائقه يقود السيارة بهما ... تنظر عبر زجاج النافذة إلى الشوارع التي غمرها سكون المساء .. كان يستطيع أن يرى انعكاس صورة وجهها الجميل عبر الزجاج .. وجهها ساكن .. عيناها ساهمتان ... وكأنها ... وكأنها تفكر ...
بماذا تراها تفكر ؟؟؟ ما الذي يشغل بالها فتراها ترفض أن تشاركه به ؟؟؟ ما الذي تراها تريده ... تحتاجه .. وتمتنع عن طلبه منه ؟؟؟
صورتها وهي تحمل ابن أكرم بين ذراعيها ... عيناها الزرقاوان تحدقان بالطفل بشيء من الذهول ... وكأنها كانت تحمل معجزة تتساءل عن سر تكوينها ... كانت ما تزال تعذب خياله ... تذكره بأنه قد حرمها مرة من إنجاب طفلهما ... عندما أرغمها على إجهاضه ...
ربما هي تؤكد له مرة بعد مرة بأنها لا تلومه ... بأنها كانت من جاراه رافضة أن تنجب طفلا في تلك الظروف .. بأنها قد نسيت الماضي ... إلا أنه هو نفسه يعجز عن تخطيه ... كيف له أن يؤمن بمسامحتها إياه إن كان عاجزا عن مسامحة نفسه ؟؟؟
قال بهدوء محاولا اجتذابها من عزلتها :- ربما علينا أن نفكر بهدية مناسبة لشمس وأكرم ..
نجحت محاولته إذ التفتت نحوه متسعة العينين ... تسأله :- هل انت جاد ؟؟؟ أرغب حقا بأن أشتري هدية مميزة لنعمان الصغير ..
ابتسم وقد أرضاه هذا الجانب الطفولي منها و الذي كان نادرا ما يراه ... بحر كانت دائما تبدو وكأنها لم تكن طفلة أبدا .. ناضجة منذ صغرها مرغمة بسبب الظروف الصعبة التي عاشتها تحت ظل عمها ..
:- نستطيع أن نذهب إلى السوق غدا ... فتختارين الهدية التي تريدينها ..
منحته ابتسامتها التي كانت تضربه في صدره في كل مرة .. مدمرة كل حصونه وثباته ... فتدفعه تلقائيا لمد يده نحوها ... وجذبها إليه .. غير مبال بالسائق الذي كان حريصا على ألا تتحرك عيناه عن الطريق مانحا إياهما العزلة التي يرغبان بها ... تنهدت وهي تسمح له بأن يضمها إليه .. ليقضيا ما تبقى من الطريق في صمت مريح لم تقطعه غير الأصوات القادمة من الشارع من حولهما ..
في منزلهما .... وبعد أن أخذت بحر حماما سريعا وبدلت ملابسهما ... انضمت إلى لقمان في غرفة النوم ... لتقف مكانها عند الباب وهي تسمعه يتحدث هاتفيا بشيء من التوتر :- هل أنت متأكد مما تفعله ؟؟؟ أنا أعرف بأنك تفكر بالأمر منذ سنوات طويلة .. إلا أن تنفيذه يختلف تماما عن التفكير به ..
استمع إلى الطرف الآخر ونفاذ الصبر يرتسم على وجهه بوضوح ... ثم قال :- وهل فكرت بما ستفعله بك إيناس إن عرفت ؟؟؟ لا تتصل بي طالبا مني إنقاذك إن ارتكبت بك جنحة ما ..
أدار عينيه وهو يقول :- لحسن الحظ ... أنت رجل ناضج ومسؤول تماما عن أفعالك .. وأنا لا أملك إلا أن أتمنى لكما السعادة ... هنئ آمال عني ... من الأفضل لك أن تحسن معاملتها ..
عندما أنهى المكالمة ... سألته وهي تقترب منه :- ما الأمر ؟
التفت نحوها وهو يقول غير مصدق :- لقد كان هذا أبي ... يخبرني بأنه وآمال قد قررا أن يعقدا قرانهما غدا ..
فغرت فاها وهي تحدق به للحظة ... قبل أن تضحك قائلة :- لماذا تبدو مصدوما ... العائلة بأكملها تنتظر حدوث هذا في أي لحظة ..
ابتسم وقد فتنته ضحكتها النادرة .. وقال :- لست مصدوما .. أنا منبهر لا أكثر ... أبي كان دائما رجل أقوال عندما يتعلق الأمر بمشاعره .. في الواقع .. أنا لم أصدق بأن آمال قد اتخذت أخيرا قرارها بمنحه فرصة ثانية بعد كل هذه السنوات ..
هزت كتفيها قائلة :- الكل يستحق فرصا ثانية ..
أمسك بها يقربها منه وهو يقول :- كتلك التي منحتها لي .... أنا لن أتوقف يوما عن الامتنان ... لأنك سمحت لي بالعودة إلى حياتك يا بحر ..
قالت وهي تهز رأسها ... صوتها يحمل شيئا من الفكاهة :- في الواقع ... أنا لم أمتلك أي خيار في الموضوع .
لامس وجنتها يرفع رأسها إليه وهو يقول بصوت أجش:- ماذا إن منحتك الخيار الآن يا بحر ... ماذا إن منحتك الحرية الكاملة .. للرحيل أو البقاء ..
تنهدت وهي تتساءل .. متى تراه يفقد هذا الإحساس الدائم بالقلق من خسارتها ... قالت :- لقمان ... أنا حقا لا أمتلك الخيار ... لو عاد الزمن بي مجددا ... لعدت إليك بدون تردد ... الأمر خارج عن إرادتي ... سمه القدر ... سمه النصيب ... أنا وأنت .. مرتبطان إلى الأبد ...
أغمض عينيه بقوة يكافح قوة مشاعره .. ثم استسلم لها مرة واحدة وهو يحني رأسه ليقبلها بحرارة .. منتزعا منها هي الأخرى تعقلها ...
خلال لحظة ... كانت ملابسهما متناثرة فوق أرض الغرفة الواسعة .. جسداهما يتلاحمان فوق السرير الكبير في عاصفة العشق الذي كان يزداد عمقا و قوة مع مرور الأشهر .. لينتهي الأمر بهما متعانقان ... هو يضمها إلى جسده الضخم ... بينما تمر أصابعها فوق صدره بكسل ... ترسم أشكالا وهمية فوق الخطوط العضلية المغطاة بالشعر الرجولي الكثيف ... لتتوقف فجأة فوق الندبة التي شفيت إنما ظلت تشوه كتفه .. في تذكرة أبدية بالتجربة البشعة التي مر بها .. ومن قبلها ماضيه المظلم ...
تمتمت فجأة :- ألن تفكر قط في إزالتها ؟؟
لحسن الحظ ... لم يتشنج جسده كما في كل مرة كان أحدهم يشير إلى ندبته ... وكأنه كان بعد حبهما العنيف أكثر إحساسا الأمان من أن يتوتر .. تمتم :- لقد سبق وأخبرتك .... سأفعل ... وأزيلها ... إن سمحت لأكرم بأن يزيل ندبتك ..
رفعت رأسها تسند ذقنها فوق صدره ... يبدو إلى وجهها التفكير وهي تقول :- متى تظنه يكون مستعدا للقيام بالعملية ؟؟؟ أنا أعرف بأنه قد أجل كل عملياته كي يظل إلى جانب شمس حتى تتعافى تماما ..
:- لا أعرف ... ربما بعد مرور الشهرين الأو.....
هنا ... تشنج جسده كله وهو يدرك ما كانت تقوله ... رفعها من فوقه وهو يعتدل جالسا ... ينظر إليها من علو وهو يقول :- بحر ... هل أنت جادة ؟؟؟ هل تفكرين حقا في الموضوع ؟؟؟
هزت كتفيها وهي تقول :- إن كان الثمن الذي أحتاج لدفعه كي تتخلص من هذه الندبة .. فأنا لا أمانع ... كل ما أريده هو أن تقطع كل صلة لك مع ماضيك ... أن تنساه تماما ... أن تلتفت بشكل كامل لمستقبلنا معا ..
رفعها تجلس ... ليحتضنها ملصقا إياها بجسده .. ويقبلها بعنف أدركت بأنه لابد وسيكدم شفتيها ... قبل أن يرفع رأسه وهو يقول بصوت أجش :- اطلبي ما تشائين .. أفعله لك على الفور ... حتى لو كان الثمن حياتي ..
لامست أصابعها ذقنه الخشنة وهي تقول :- حياتك ملكي بالفعل ... ما أريده هو صفحة بيضاء ... يكتبها كلانا من جديد .. بدون أي شوائب من الماضي ... أنا لا أريد أن يكبر ابننا فيتساءل عن تلك الندبات السوداء التي تشوه حياة والديه ... أنا لا أريد لماضينا أن يشكل أي جزء من حياته ..
تسارعت أنفاس لقمان ... وهو يردد بصوت خشن :- ابننا ...
رفعت رأسها تلاقي عينيه السوداوين المصدومتين ... وقالت :- لم أرغب بإخبارك ومنحك أي أمل حتى أتأكد .. وقد تأكدت اليوم عندما استلمت نتائج التحاليل بينما كنت تتحدث إلى أكرم في المستشفى ... أنا حامل ... على الأرجح ... أنا حامل منذ ست أسابيع بالضبط ..
أغمض عينيه بقوة ... للحظة ... لم تدرك كيف تحلل ما كانت تراه على وجهه ... إن كان ألما ... سعادة .. أم شيئا آخر ... حتى رأت تلك الدمعة تفر من عينه ... وتسيل ساخنة فوق وجنته السمراء ... لينعكس عليها نور الأباجورة الوحيدة المضاءة في الغرفة ...
همست والألم يمزقها تمزيقا وهي ترى هذا التفجر النادر في مشاعر لقمان .. الذي كان رغم عدم تحفظه في إظهار مشاعره نحوها ... يميل دائما للاحتفاظ بنفسه وأفكاره لنفسه :- لقمان ...
:- هل ... هل أنت سعيدة يا بحر ؟؟؟
فتح عينيه لينظر إلى وجهها الجميل ... إلى الشيء الوحيد الذي كان يمسك بآدميته ... ويمنعها من أن تطير مع الهواء عند أول نكسة .. الشيء الوحيد الذي كان يبقيه إنسانا ... بعد كل ما عرفه وفعله في حياته ..
ما الذي فعله ... كي يستحقها ... كي يستحق هذه الفرصة معها ... كي يستحق هذه الحياة الغالية التي كانت تتشكل الآن داخل رحمها ...
:- لقمان ... أنا سعيدة ... وسأكون سعيدة ما حييت ... مادمت معك ...
أحاط وجهها بيديه ... يقول لها بصوت مختنق بالمشاعر :- أحبك يا بحر ... أحبك ... وسأظل مقيدا بحبك ما حييت ...
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتعهد بأن حبها لن يكون أبدا قيدا آخر يكوي لقمان الطويل بالمسؤولية ويمنعه من أن يعيش ... حبها سيكون طريقه أخيرا نحو الحرية ... حيث سيكون أخيرا سعيدا حقا ... معها هي .. وإلى الأبد ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:27 PM   #12699

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- تبدين جميلة اليوم ...
بالرغم من أنه لم يكن يتوقع منها إجابة .. أوأن تسمعه في المقام الأول ..... إلا أنه في كل مرة كان يزورها فيها .. كان لا يتردد في أن يمنحها غزله البريء .. متخيلا ردة فعلها لو أنه وجهها لها قبل حادثها .. عندما كانت فتاة صغيرة مترددة و غير واثقة من مشاعرها .. وفي حاجة ماسة لأن تشعر بالحب والاهتمام ..
ابتسم وهو يتأمل وجهها الشاحب ... ويفكر بأنها أكبر بسنة ونصف الآن ... إلا أنها ما تزال تبدو يافعة وصغيرة .. كما كانت في المرة الأولى التي قابلها فيها ...
:- آسف لأنني لم آت لزيارتك خلال الأسبوع الماضي ... لقد كان علي أن أغادر المدينة ... لقد بلغني بأنه قد تم القبض على عصابة صغيرة تقوم باستغلال الأطفال في مدينة قريبة .. مجموع الأطفال الذين تم إنقاذهم لا يتجاوز العشرة ... إلا أن نقلهم إلى مكان آمن حيث يتمكنون من العثور على المساعدة والأمان الكافي يستحق العناء ..
منذ إنقاذهم للقمان ... وقضاءهم على ما تبقى من العصابة ... بعد أن استعاد لقمان صحته .. وعاد لمتابعة أعماله ... فاجأ ثروت ذات يوم بمشروع صدمه تماما ... منشأة خيرية تحت رعاية شركات الحكيم .. تختص برعاية الأطفال الذين تعرضوا للاستغلال بجميع أنواعه .. فتوفر لهم ما يحتاجون إليه من عناية نفسية وصحية وتعليمية .. كما لم يحدث مع معظم الأطفال الذين تم إنقاذهم قبل عشرين عاما ... والذين انتهى الأمر بهم إما مجرمين .. وضائعين في حياة لا هدف لها .. او موتى .... لسبب أو لآخر ..
ما فاجأ ثروت ... هو أن لقمان قد وضعه هو مسؤولا عن المشروع ... معللا بقوله بأنه أكثر انشغالا بمشاكل عائلته من أن يتمكن من متابعة عمل بهذه الأهمية ..في حين أنه يعرف بأن ثروت هو الشخص الأنسب له .. بحكم اتصالاته و معارفه ..
ما لم يقله لقمان .. إلا أن ثروت تمكن من إدراكه وحده .. أن ثروت هو أكثر من يعرف معنى أن يتعرض طفل للاستغلال .. وأنه أكثر من يستطيع تقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال ...
ما لم يقله لقمان أيضا ... بأن ثروت نفسه .. كان بحاجة لهذا النوع من العمل .. كي يتمكن هو الآخر من شفاء جروحه التي كان يظن بأنها قد اندملت مع مرور السنين .. ليدرك خطأ ظنه هذا على إثر اختطاف لقمان .. الذي أعاده ليغرق رغما عنه في لجة الماضي ...
لقد كانت وسيلة لقمان الغير مباشرة لمساعدته .. بالإضافة إلى مساعدة عشرات الأطفال الذين كانوا عاجزين عن العثور على من يمنحهم ما يكفي من المساعدة المختصة كي يتمكنوا من تخطي ماضيهم ..
لقد استغرق الأمر أشهر ... حتى بدأ المشروع العمل ... وثروت .. ولأول مرة منذ فترة طويلة ... كان يشعر فجأة بأنه إنسان ذو قيمة ... بأنه يفعل شيئا مفيدا .. و بأنه سعيد ...
مال يمسك بيدها .... يقول بصوت دافئ :- أتتخيلين هذا يا جمان ؟؟؟ ... أظنني لأول مرة في حياتي .. أشعر بالسكينة ... بأنني أستحق أن أعيش ... بأن لقمان قد أنقذني قبل عشرين عاما ... لأجل سبب حقيقي .. كي أتمكن يوما من مساعدة الأشخاص المحتاجين حقا للمساعدة ..
تنهد وهو يغمض عينيه ... يفكر بأحلامه التي لا تتوقف بكل من حياة ... وفاطمة ... أحلاما مختلفة تماما عن تلك التي كانت تراوده في الماضي ... تلك السوداء والغامضة .. تلك المغلفة بقسوة الماضي ... بالألم ... بالموت ... بل كانت مختلفة ...حياة كانت تبدو سعيدة .. جميلة .. ومختلفة ... لم تكن قذرة وشاحبة ونحيلة .. ومغطاة بالأصباغ كما كانت يوم ماتت ... بل كانت تبدو كما يذكرها طفلا صغيرا في الخامسة قبل أن يموت والداهما فيجدا نفسيهما في الشارع ... لقد كانت مبتسمة ... تلوح له .. تؤكد له بأنها بخير .. وتطالبه بأن يكون سعيدا ... قبل أن تختفي في كل مرة بعد أن تنضم إليها فاطمة ... فتحيطها بذراعها وهي تبدو تماما كما كان يتخيلها في المستشفى ..
فقط .... لو أن سعادته تكتمل ...
فقط ... لو أن ...
فتح عينيه فجأة على اتساعهما ..... قلبه يخفق بعنف ووجل ... يده تشعر بذلك الضغط الطفيف عليها ... ضغط بالكاد كان ملموسا من تلك الأصابع الصغيرة والباردة التي كان يحتضنها ...
فتح عينيه .... لتلتقيا مباشرة بالعينين السوداوين المشوشتين اللتين كانتا تنظران إليه ...
لقد استيقظت جمان ..







تمت بحمد الله


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:39 PM   #12700

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كل رواية وانتم بخير صبايا
الحمد لله تمت الرواية بعد عناء شديد وأشهر طويلة
أحب ان أشكر بهذه المناسبة كل الصديقات اللاتي تابعن الرواية معي وقرأنها بصبر فصلا بعد فصل ..
واللاتي تقبلن اختلاف هذه الرواية عن باقي الروايات في كونها بعيدا عن الرومانسية الخالصة ... وتقبلن موضوعها الشائك قليلا والمظلم ...
أحب أن أشكر أيضا كل من صبر وتحمل تأخري خلال الأسابيع الأخيرة
للأسف ... ظروفي كانت معقدة للغاية بحيث كان الأسبوع يمر في الغالب دون أن أتمكن من كتابة حرف واحد
من قرأ لي وتابع معي من قبل يعرف بأنني أكره التأخير بجميع أنواعه ... وأنني دائما أنهي نصف الرواية قبل أن أبدا بالتنزيل لهذا السبب بالذات
للأسف
هذه الرواية صادفت ظروفا صعبة جدا في حياتي في هذه الفترة ...
وأنا أشكر كل من تفهم الأمر وكان في قمة التعاون والدعم
صديقاتي الغاليات
كانت تجربة رائعة .... أسعدت كثيرا بوجودكن ... بمتابعتكن ... بتعليقاتكن ...
أسعدت أكثر بصداقتكن التي لا تقدر بثمن
موعدنا في رواية أخرى قريبا بإذن الله


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.