آخر 10 مشاركات
458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree917Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-18, 10:11 PM   #6491

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


الفصل جاهز للتنزيل
الرجاء التوقف عن التعليق كي لا تتم مقاطعة الفصل
سأمنحكم دقيقتين


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:13 PM   #6492

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الرابع عشر


كانت قمر تضحك على شيء ذكي ومفاجئ قالته الطفلة الصغيرة عندما أدركت بأنهما ما عادتا وحيدتين في الغرفة .. رفعت رأسها لتنظر إلى عيني عمران الزرقاوين .. والذي كان يقف مستندا إلى إطار باب مكتبها المفتوح .. ينظر إليهما صامتا .. تعلوا وجهه تعابير غريبة ... أهي الغضب ؟؟
على الفور تلاشت ضحكتها ليحل محلها عدم الارتياح بالضبط كما في كل مرة يجمعها مكان واحد بهذا الرجل .. أنزلت حلا عن حجرها وهي تقول :- هل أنت هنا منذ فترة طويلة ؟؟؟
قال بهدوء :- لقد وصلت لتوي ... ما الذي تفعلينه أنت هنا ؟؟
عبست وهي تحاول فهم سؤاله .. وإن كان يلومها من خلاله على قضاءها الوقت مع ابنته .. حتى تابع موضحا وهو يشير إلى ساعة معصمه :- من المفترض بك أن تغادري إلى منزلك منذ ساعات ..
لقد كان محقا ... إلا أن قمر التي أنهت عملها بينما انشغلت الفتاة في معظم الوقت بالتلوين والرسم على ورقة فارغة .. لم ترغب بأن تترك الفتاة على الأقل حتى ينهي والدها اجتماعه الذي عرفت بأنه سيستغرق فترة طويلة جدا ..
هزت كتفيها وهي تقول :- أنهيت بعض العمل الإضافي ..
:- هل كنت تعملين ؟؟؟ أم كنت تقضين الوقت مع حلا ؟؟
قالت بغضب وهي تقف كارهة شعورها بالضآلة إلى جانب حجمه الضخم :- هل تلمح إلى أي تقصير من قبلي في عملي ؟؟؟
تنهد وهو يعتدل في وقفته ... ويخطو إلى داخل المكتب قائلا :- ربما أسأت التعبير عما أريد قوله ... ما قصدته هو أنك لم تكوني مرغمة على البقاء مع حلا ... كنت تستطيعين الانصراف وتركها في مكتب سكرتيرة عمي كما من المفترض بها أن تفعل ..
قالت في دفاعية :- لقد كان علي عمل توجب علي إنجازه على أي حال .. كما أن حلا لم تكن عبئا على الإطلاق ..
:- حسنا ... أنا أشكرك على أي حال ..
شكره أسكتها ... وكأنها لم تتوقع أن يتمتع بالتهذيب الكافي كي يقوم بعمل كهذا .. ولغيظها .. أطلت من فمه ابتسامة ماكرة وكأنه يدرك بالضبط ما تفكر به .. وكأنه لم يعتذر إلا بهدف إرباكها ... قبل أن يلتفت نحو ابنته التي وقفت إلى جانب قمر .. تمسك بطرف تنورتها وهي تنقل نظرها بينهما بفضول .. وقال :- هيا يا حلوتي ... يجب أن نعود إلى البيت الآن .. العمة حبيبة تنتظرنا ..
:- لا ...
ردها التلقائي كان قاطعا وهي تتشبث بقمر أكثر وتتابع بعناد :- أنا لا أحب العمة حبيبة ..
عبس قائلا :- من غير اللطيف أن تتكلمي عن عمتك بهذه الطريقة .. هي تحبك وتهم بك دائما ..
:- هي تتشاجر معي وتمنعني من مشاهدة برنامجي المفضل ..
:- هل أنت جادة يا حلا ... هل سنناقش العمة حبيبة هنا والآن ؟؟
ركعت قمر إلى جانب حلا وقالت لها :- بابا محق يا حلا .. من غير المهذب أن تتكلمي بالسوء عن عمتك .. أنا متأكدة بأنها تمنعك من مشاهدة التلفاز حرصا عليك ..
:- لا ... هي تمنعني كي تتمكن من مشاهدة برنامج المسابقات الذي تحبه ..
قطبت قمر وهي تفكر بهذه العمة الأنانية .. عندما قال عمران :- لم لا نترك السيدة قمر لتعود إلى منزلها ونعود نحن إلى البيت ؟
ظهر التفكير في العينين الذكيتين للطفلة مما جعل قمر تتساءل عن الطريقة التي اجتمعت فيها البراءة والمكر في هذا الكائن الصغير الحجم .. قالت الفتاة :- أريد بوظة بالشوكولا في طريقنا إلى البيت ..
تنهد في استسلام وهو يقول :- إن طلبت أميرتي بوظة .. فهي ستحصل على بوظة ..
ثم رفع عينيه إلى قمر متفكرا ... مما جعل الشبه بين الأب وابنته رغم فارق الحجم يبدو جليا لها .. وقال :- ربما علينا أيضا أن نوصل السيدة قمر في طريقنا ..
أسرعت تقول وبدون تردد :- لا داعي لهذا ... أنا سوف ....
:- أنت سوف تضطرين للعودة إلى منزلك في سيارة أجرة في هذا الوقت المتأخر معرضة نفسك لكل الأخطار الممكنة بسبب اضطرارك للبقاء مع ابنتي .. ومهما حاولت إقناعي بأنك بقيت بسبب عملك الوهمي .. فأنا لن أصدقك .. وأقل ما أستطيع فعله هو توصيلك إلى بيتك سالمة ... إلا طبعا إن كنت خائفة مني ...
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وهو يقول :- أعني .... أعرف أنني عريس لقطة ... وجذاب ولا أقاوم ... وأنك على الأرجح تخافين من وقوعك في غرامي ... وأنا لن أتمكـ ...
:- توقف توقف ...
سدت أذنيها وهي تشعر بالحنق والغيظ من وقاحته .. هتفت بحدة :- بحق الله ... لو أنك آخر رجل في العالم .. لما ...
أدركت فجأة بأن الطفلة كانت تنقل بصرها بينها وبين أبيها بفضول واهتمام ... فأكملت من بين أسنانها :- سأسمح لك بأن توصلني ... لا لشيء ... فقط لأنني لن أجد سيارة أجرة في هذا الوقت ...
هز رأسه راضيا ... ومد يده لابنته التي اندفعت تمسك بها بحماس وهو يقول :- لنذهب إذن .... وأعدك بأن أحاول كبح جاذبيتي خلال رحلتنا القصيرة ... أكره العبث بقلوب المطلقات كما تعلمين إذ يكن في غاية الهشاشة في وجود رجل مثلي ...
غادر المكتب قبل أن تتاح لها الفرصة كي ترد عليه ... سرعان ما انقلب غيظها إلى تنهيدة استسلام وهي تدرك بأنه يتعمد استفزازها كي يزرع شيئا من الأمان داخلها ... فكرة أن يفكر رجل بفظاظته بهذه الطريقة كان شيئا غريبا .. الأغرب هو أن تفهم دوافعه دون أي صعوبة .. مدركة بأن طباعه الغير مهذبة تخفي ورائها أبا محبا ومتفانيا لابنة صغيرة مما يجعل إقدامه على إيذاء امرأة ضعيفة أم مستبعد ...
مدركة بأن حصولها على توصيلة مجانية هو أمر أكثر من مرحب به ... تناولت حقيبة يدها من حيث كانت قد وضعتها في الزاوية ... ولحقت بعمران وحلا إلى الخارج ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:14 PM   #6493

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

للحظة ... ظن بأنه كان يعيش كابوسا آخر ... من تلك التي لم تفارقه طوال العشرين عاما الماضية .. مجرد ومضات عابرة من ماضيه المظلم والمشبع بالسوداوية والقسوة والعنف ... كانت تنتهي به دائما مستيقظا وهو على أهبة الصراخ ... لقمان الطويل نفسه .. يوشك على الصراخ كطفل صغير كما لم يفعل حتى في أكثر لحظات حياته صعوبة ... حتى عندما رأى والدته تقتل أمامه ... لم ينبس بحرف وهو يراقبها تموت شيئا فشيئا ... أما الآن ... وهو يدرك بعد الصدمة الأولى بأنه لم يكن كابوسا على الإطلاق ... بأنه واقع ملموس يعيشه بعد انتظار عشرين عاما .. بأن ما كان يخافه طوال تلك السنوات قد تحقق أخيرا .. أحس بخدر مبدأي في عقله ومشاعره ..وهو يراقب الرجل الذي ربما كان مختبئا وسط الظلام .. إلا أنه كان يحفظ ملامحه عن ظهر قلب .. وكأن يوما لم يمر على آخر مرة رآه فيها ... قبل يوم واحد من إقدام لقمان نفسه على قتل أخيه .. في محاولة منه لإنقاذ حياة طفل صغير عاجز ...
تقدم الرجل ببطء .. عيناه تلمعان بشيء من الكراهية والانتصار .. وهو يقول بصوته الخشن :- مرت سنوات طويلة على لقائنا الأخير ...
بإرادة من حديد ... تمكن لقمان من فعل ما عاش طوال حياته متقنا لفعله ... حجب مشاعره .. وقتلها في مهدها وكأنها لم تكن .. كسى وجهه بذلك القناع الجامد الذي كان يواجه به العالم بأسره منذ ذاع اسم لقمان الطويل في المدينة بأسرها كوريث للحكيم .. وقال بصوت بارد :- أنا لا أعرف من تكون ... ولا أعرف ما تريده مني .. إلا أنك في مشكلة كبيرة إن ظننت بأن تعرضك لي سيمر بدون أن تدفع ثمنه غاليا ... في هذا الوقت بالذات .. الشرطة والمدينة بأسرها تبحث عني .. فلا تحسب أنك ستنجو بفعلتك .. أو ستمكن من نيل أي قرش من خلال اختطافك لي ..
الرجل ظل صامتا للحظة ... قبل أن ينفجر ضاحكا فجأة وهو يقول :- ألا تبدو مقنعا وأنت تتظاهر بأنك لا تعرفني ...
اقترب أكثر حتى كاد لقمان يشعر بأنفاسه قريبا ... يشعر بحرارة كراهيته تلفحه ... برائحته الكريهة تكاد تخنقه .. رائحة عرق ممزوجة بالكحول ... رائحة قذارة تجاوزت بكثير قذارة الجسد ... رائحة يعرفها جيدا .. ويذكرها جيدا .. رائحة القسوة والوحشية ... رائحة الدماء والموت .. رائحة رجل لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كان بشعا في سبيل تحقيق أغراضه ...
لقمان كان يعرف ومنذ أدرك هوية الرجل الذي أمسك به بأنه على الأرجح لن يخرج من هذا المكان حيا .. وبأن وقته القصير الذي سيقضيه هنا لن يكون بأي شكل من الأشكال وقتا ممتعا ... إلا أنه لن يكون لقمان الطويل لو منح هذا الرجل رضا تمكنه من النيل من تماسكه وثباته ...
قال لقمان بجفاف :- آه ... أنا أعرف أمثالك بالتأكيد .. رجل جبان يقتات من استغلال وابتزاز الآخرين .. رجل يظن بأنه يستطيع بالقوة الحصول على ما يريده .. فلتعلم إذن بأن عائلتي لديها تعليمات برفض أي رسائل فدية في حال اختطافي .. وأنه من الأسهل عليك أن تقتلني بدلا من أن تحتمل عناء احتفاظك بي دون فائدة فتعرض نفسك لنتائج أفعالك الوخيـ ....
لم يتمكن من إتمام عبارته عندما هبطت قبضة الرجل فوق فكه بدون مقدمات بضربة قوية كانت لتسقط مقعده أرضا لو لم يكن ثقيل الوزن ..
عنف الضربة ... جعل الألم في كتفه المصاب ينفجر عنيفا إلى حد إحاطة عقله بالسواد التام للحظات قليلة ... قبل أن يتمكن من فتح عينيه مجددا ... والنظر بثبات مستخدما كل قوته نحو الرجل الذي بدت ملامحه أكثر وضوحا وقد وقف مطلا عليه من علو ... عيناه تقدحان شررا وهو يقول بصوت بدا غير متزن على الإطلاق :- مالك ... هو آخر ما أريده منك ... ربما أنا سأحصل عليه في النهاية .. إلا أنه لم يكن ما انتظرت عشرين عاما لأجله ... ما أبقاني عاقلا ... وأنا أخطط وأخطط لأجله ...
قال لقمان بصوت مكتوم :- ما الذي تريده إذن ؟؟؟؟
أطلق الرجل ضحكة قصيرة وهو يقول :- ما الذي أريده ؟؟؟؟ أريدك أن تخبرني باسمك بالطبع ..
:- أنت تعرف من أكون ... إذ كنت تطاردني .. وتطارد رجالي .. تصفيهم واحدا تلو الآخر في طريقك للوصول إلي..
هس لقمان من بين أنفاسه عندما أمسك الرجل بشعره بين أصابعه .. وجذبه مرغما إياه على النظر إلى عينيه عن قرب ... رائحة الرجل العطنة تكاد تخنق أنفاسه .... وهو يقول :- لا .... أنا لا أريد الاسم الذي يعرفه بك الجميع يا لقمان الطويل .... أنا أريد ذاك الاسم الآخر .... الاسم الذي أطلقته عليك أنا ... أتذكر يا فتاي الأسود ؟؟؟ أتذكر عندما التقطتك من الشارع عندما لم تكن أكثر من طفل غر في الثالثة عشرة ؟؟؟ كان علي أن أعرف حينها بأنك كنت تخفي أكثر مما تظهر ... كان علي أن أعرف بأن العلياء في هاتين العينين الخاليتين من الحياة لم تأت من فراغ ... أنت ستخبرني باسمك ذاك .... كما ستنطق باسمي الي تذكره جيدا ... وباسم الرجل الذي قتلته قبل عشرين عاما ... أتذكره ؟؟؟ أم تراك رميت ذكراه تحت أطنان المال الذي ورثته عن جدك ؟؟؟
أزدادت أصابعه قسوة ... والكراهية تفوح منه لتزيد من العفونة التي كانت تحيط به كالهالة ... وهو يكمل كلامه ضاغطا على حروفه :- أنت ستذكر كل هذا ... قبل أن أدمرك يا لقمان الطويل .... وأدمر كل ما جعل منك كل ما أنت عليه خلال العشرين عاما الماضية ... ابتداءً بسلبك كل غالي على قلبك ... وانتهاءً بحياتك .






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:15 PM   #6494

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- لماذا توقفنا هنا ؟؟؟
لم تكد قمر تطرح السؤال حتى قفزت حلا من مكانها على المقعد الخلفي الذي أقنعها والدها بصعوبة أن تحتله بعد خروجهم من مبنى الشركة سامحة لقمر بالجلوس في المقعد الأمامي بعد إلحاحه الشديد على إثر إصرارها على تركه لحلا كي تحتل هي المقعد الخلفي قائلا بتأفف :- أنت لن تجلسي في المقعد الخلفي فيحسبني الناس سائقا لديك ... صحيح ؟؟؟ حتى أنت لن تكوني بهذه الفظاظة ..
وجدت قمر نفسها تجلس إلى جانبه طوال الطريق بينما هو يقود مستمعا إلى ثرثرة ابنته .. ويرد عليها بصبر وحلم كانا يظهران لها غرابة أن يجمع رجل عديم التهذيب مثله بين الفظاظة والحنان .. حتى لاحظت بأنه كان يقود في طريق آخر غير ذاك الذي وصفته له والمؤدي إلى بيتها ... ثم يتوقف فجأة إلى جانب الرصيف بدون مقدمات ...
:- بوظة .... سنأكل البوظة ...
التفت عمران نحو قمر وهو يهز كتفيه قائلا :- أنا ألومك أنت ... كوني رجلا مهذبا .. لم أستطع رفض طلبها لتناول البوظة أمامك مصيبا إياك بالإحراج .. وبالتالي ... يجب أن تتحملي مسؤولية أفعالك وترافقينا لتناولها ..
حدقت فيه غير مصدقة لمنطقه الغريب وهتفت :- هل أنت جاد ؟؟؟ أنا لا أفهم كيف حولت الأمر ليصبح ذنبي ولماذا قد ترغب بأن أرافقكما إلى أي مكان ؟؟
لدهشتها احمرت أذنيه وهو يقول بصوت خافت كي لا تسمعه حلا :- تحتاج حلا دائما الذهاب إلى الحمام بعد تناولها البوظة .. وأنا .. احم ... لا أستطيع مرافقتها إلى حمام السيدات ... كما لا أستطيع أن آخذها إلى حمام الرجال ..
رمشت بعينيها وقد أخذها كلامه على حين غرة .. في اللحظة التي هتفت فيها حلا فجأة وكأنها في تناغم مع أفكار والدها :- بابا .. دعنا ندخل إلى المقهى لنأكل البوظة .. أحتاج للذهاب إلى الحمام ..
لولا الموقف المزعج برمته ... لانفجرت قمر ضاحكة وهي تراه يدير عينيه ببؤس .. عندما ترجل من السيارة فاتحا الباب الخلفي لابنته .. لم تملك إلا أن تلحق بهما باستسلام ..
بعد دقائق ... أدركت قمر بأن الأمر لم يكن بالسوء الذي كانت تتخيله .. إذ بعد رحلة الحمام القصيرة حيث اكتشفت خلالها بأن حلا لم تكن بحاجة لأكثر من مرافقة لئلا تغيب عن ناظري والدها وحدها .. قضت قمر وقتا لا بأس به بينما كانت تتناول البوظة مع حلا تحت أنظار عمران الذي كان لا يتوقف عن توجيه الملاحظات العفوية لابنته .. بطريقة كانت تذكر قمر بنورا عندما كانت هي وشمس صغيرتين وأكثر من عبء كبير على خالتهما اليافعة ...
عندما انطلقت حلا لتلعب قليلا بالزاوية المخصصة للأطفال بعد إنهائها طبقها .. أدركت قمر بأن عمران كان يراقب ابنته بعينين ثابتتين وهي تلهو برفقة طفل في مثل عمرها كانت عائلته تجلس حول مائدة قريبة ..
تمتمت فجأة بشيء من اللطف :- لن تختفي فجأة إن أبعدت عينيك عنها للحظة ..
أجفل وهو يعيد نظره نحوها .. وكأنه لم يدرك حقا أنه كان يحدق حتى نبهته .. اعتلى وجهه تعبير غريبة قبل أن يتنهد قائلا :- ستظنين على الأرجح بأنني أحد أولاءك الآباء المهووسين والذين سينتهي الأمر بأطفالهم معقدين نفسيا بسبب تحكمهم ..
قالت بهدوء :- لا ... أنا أظن قلقك هذا طبيعيا للغاية ... خالتي ربتنا وحدها بعد وفاة أبي .. الأب الوحيد يشعر دائما بالعبء مضاعفا عندما يتحمله وحده ..
:- خالتك ؟؟
:- خالتي ... إنما تزوجت أبي بعد وفاة والدتي كي تتمكن من الاعتناء بنا .. لابد وأن الأمر أسهل بالنسبة إليك .. أعني أنك وزوجتك تتشاركان الاهتمام بحلا .. صحيح ؟؟؟
قال بجفاف :- تعنين زوجتي السابقة ... لا ... رنا تزوجت من جديد بعد طلاقنا بأشهر قليلة .. ثم سافرت برفقة زوجها إلى حيث يعمل في بلد مجاور ... وهي أم لطفل صغير الآن يأخذ وقتها بالكامل ..
تلقائيا .... نظرت قمر نحو الطفلة فجأة وهي تشعر بذكرى بحر الطفلة تصفعها بقوة ... بحر أيضا تخلت عنها والدتها لأجل سعادتها الخاصة .. الفرق أن حلا تحظى بأب يحبها ... بعكس بحر التي لم يكن هناك من يمنحها العطف الذي احتاجت إليه طوال حياتها ...
:- لا تنظري إليها بهذه الطريقة .... حلا لا تحتاج إلى شفقتك ... هي سعيدة وبخير ... وعلى اتصال دائم بوالدتها ... رنا تأتي للزيارة عدة مرات في السنة ... في الواقع ... حلا مهووسة بأخيها الصغير إذ تطالب والدتها بعشرات الصور الحديثة له يوميا ..
أسرعت تقول بشيء من الحرج :- آسفة ... لم أفكر أبدا بأن حلا تحتاج لأي نوع من الشفقة .. بل كنت أفكر بأنها محظوظة لأنك تحبها وتهتم بها إلى هذا الحد ..
رقت عيناه فجأة وهو يقول :- آه .... أنا الآسف ... إذ ذكرتك بوفاة أبيك المبكرة ...
أن يفكر بأن سبب حزنها هو ذكرى أب لم تحظى به خلال طفولتها ... خير من أن يعرف بأنها كانت تفكر بابنة خالتها التي خذلتها عائلتها كاملة عند وقوعها في أول محنة ..
تنحنحت قائلة :- على الأقل ... لدى حلا عمة تساعدك بالاهتمام بها .. صحيح ؟؟
تغيرت تعابير وجهه وهو يقول فجأة باقتضاب :- لحبيبة ..... وضع خاص ..
عاد ينظر إلى حلا قبل أن يكمل :- هي تهتم بحلا .... إنما اهتمامها ... غير كافي ...
حسنا .... ليست كل العمات كخالتها نورا في تفانيهن ... صحيح ؟؟ تمتمت قبل أن تفكر :- ربما عليك أن تتزوج من جديد فتنال حلا من يمنحها اهتمامه الكامل ..
حدق بها للحظة وكأنه لا يصدق ما تقوله ثم قال :- هل تتدخلين حقا بحياتي الخاصة ؟؟
كانت قد أدركت متأخرة بأنها قد تجاوزت الحد فعلا في تدخلها فيما لا يعنيها فقالت بضيق :- آسفة .. لم أفكر قبل أن أتكلم ...
برقت عيناه الزرقاوين بشغب وهو يقول :- أم تراك ترشحين نفسك لهذا المنصب ؟؟
احتقن وجهها وهي تهتف بغيظ :- بالتأكيد لا ....
:- حسنا .... أنا أعرف بأنني وسيم ومثير للاهتمام ... إلا أنني لم أتوقع أن تبلغ جاذبيتي حدا ترمين معه نفسك علي .... أعني أن الأمر محرج للغاية بالنسبة إليك بالتأكيد ..
هتفت بغضب :- ألست مثالا للتواضع ؟؟؟ لا ... أنا لا أرغب بأن تكون لي أي صلة بك ...أنت سمج .. وفظ .. وعديم الذوق .. رباه ... أنا لا أعرف حتى ما أفعله هنا برفقة رجل مثلك ..
هز كتفيه قائلا :- لأنني أحرجتك .. وأرغمتك على مرافقتي كي لا أضطر للاهتمام بحلا وحدي ... إلا أن المرأة الذكية هي من تصطاد فرصها في الوقت المناسب ... للأسف ... أنا لا أفكر في الزواج مجددا ... حسنا ... حتى لو فكرت بالزواج ... وأنا لا أقصد الإهانة .. إلا أنك لست من النوع الذي يعجبني على الإطلاق ..
رباه ..... الآن فقط صدقت قمر بأن الغضب قد يتسبب للمرء بنوبة قلبية ... لقد كانت أنفاسها تتصارع داخل صدرها في بحث يائس عن الأكسجين بينما تكورت قبضتاها فوق المنضدة حتى ابيضت سلامياتها .. وقع بصره على يديها فبرقت عيناه بتسلية وهو يقول :- هل تفكرين بضربي ؟؟
تمتمت من بين أسنانها :- رباه ... أنا أفكر بقتلك ... لا بضربك ....
فجأة ... أعاد رأسه إلى الوراء وانفجر ضاحكا جاذبا انتباه كل الموجودين في المقهى .. ومضيفا المزيد من الإحراج فوق إحراجها .. قبل أن يقول وهو يمسح دموعا من زاويتي عينيه :- أنا آسف ... لقد أردت فقط أن أعرف إن كان مزاجك مطابقا لشعرك الأحمر ..
هتفت بحدة :- شعري ليس أحمرا ...
:- لا .... ليس أحمرا حتى تمسه أشعر شمس الظهيرة ... فيستحيل إلى شلال من النحاس الخالص ..
نظرت إليه بتوتر ... غير مدركة إن كان يقر واقعا .. أم يحاول مغازلتها ... إلا أنه استدار فور أن عادت حلا مستحوذة على اهتمامه .. يسألها إن كانت مستعدة للعودة إلى البيت .. قبل أن يلتفت نحو قمر وهو يقول مبتسما ببشاشة وكأنه لم يمنحها أول حافز لارتكاب جريمة قتل منذ عرفت بزواج خالد وناهد :- هلا ذهبنا ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:16 PM   #6495

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- كنان .... هلا أبطأت السرعة ... ستقتلنا إن ظللت تقود بهذه الطريقة ...
متوترة .... متشبثة بحزام الأمان المحيط بخصرها وكأن حياتها تتعلق به ... كانت وردة تنقل بصرها بين طرقات المدينة التي أنارتها المصابيح الشاحبة وقد خيم الظلام فيها ... تنتظر في أي لحظة أن يصطدما بسيارة ما أو أن يخرجا عن الطريق فتهشم بهما السيارة مدخل إحدى المباني التي كانا يمران بها بلمح البصر ... وبين كنان الذي كان وجهه محتقنا ... واجما ... فمه متوتر وهو مطبق بشدة ليستحيل إلى خط رفيق أبيض اللون .. عيناه السوداوان كانتا تحدقان بالطريق أمامه دون أن تريا شيئا على الإطلاق .. إذ بدا واضحا أنه كان يفكر بشيء آخر تماما ... شيء كانت تعرف ما هيته للأسف الشديد ..
عندما تفادى بمعجزة سيارة أخرى و للمرة العاشرة على التوالي.. فقدت وردة قدرتها على التحمل وهي تهتف بحدة فجأة :- كنان ... توقف ... الآن ..
أجفل وهو يلتفت نحوها وكأنه يدرك للمرة الأولى وجودها .. لتكرر بصرامة :- أوقف السيارة ... الآن يا كنان ..
تردده لم يستمر أكثر من لحظة ... قبل أن يوقف السيارة بحركة حادة إلى جانب الطريق .. للحظات .. ساد الصمت الثقيل بينهما لا يقطعه سوى صوت أنفاسهما .. وضجيج الشارع الذي كان يصل إليهما مكتوما من خلال زجاج سيارة كنان الرياضية ..
كانا قد خرجا قبل دقائق فقط من منزل عائلته ... بينما غادر والده برفقة ريان إلى مركز الشرطة مباشرة بعد تبليغه بأن لقمان الطويل – الابن الأكبر لنعمان الطويل – مفقود , كان على كنان أن يوصلها هي إلى بيتها بما أنها من المفترض بها أن تكون خطيبته .. وبقدر ما كانت وردة متوترة وقلقة .. تفكر بريان ووجهه الذي فقد ألوانه عندما عرف باختفاء لقمان وهي تعرف إلى أي حد يهتم بعائلته .. بقدر ما كانت أيضا تفكر بما يخفيه كنان وراء وجهه الجامد منذ سمع بالخبر .. وردة فعله الغير واضحة إلا من خلال وجومه وقيادته المتهورة للسيارة أملا في أن يوصلها ويتخلص منها بأسرع وقت ممكن ..
قالت بصوت مكتوم :- أنت لست مضطرا لأن توصلني ... أستطيع أخذ سيارة أجرة والعودة وحدي إلى البيت ..
عبس وهو يقول :- ما الذي تتحدثين عنه ؟؟؟
تنهدت وهي تقول :- اسمع ... أنا أعرف بأنك تتمنى لو كنت مع والدك في هذه اللحظة كي تعرف ما حدث للقمان حقا ... وأعرف بأنك مضطر لأن توصلني فقط كي تبقي على تمثيليتنا السخيفة أمام عائلتك . إلا أنني ....
قاطعها وهو يضحك بتهكم مرير :- أهذا ما تظنينه حقا ؟؟؟ أنني أهتم لما يحدث للقمان ؟؟؟ أنت تبالغين في تقدير حسي العائلي ..
تذكرت خلال لحظة حفلة عائلة الطويل التي حضرتها برفقة كنان ... عندما دخل لقمان الطويل برفقة زوجته الشابة التي كانت قبل عام واحد مثار ثرثرة المدينة ... تذكرت شحوب وجه كنان وهو يراقب الفتاة التي رغم تلك الندبة التي خطت وجهها .. كانت جميلة بطريقة باردة .. بعيدة .. لا تمس .. تذكرت حالته آنذاك عندما غادرا فجأة .. وكأنه لا يطيق أن ينظر أكثر إلى الزوج الذي أعلن ارتباطه على مرأى من العشرات من أصدقاء العائلة .. تمتمت بحذر :- حسنا ... هو أخوك الأكبر ... ومن الطبيعي أن ...
قاطعها مجددا بشراسة :- هو أخي ... إلا أنني أكرهه ... أكرهه كما لم أكره شخصا في حياتي ... هو مغرور .. متكبر .. وحقير .. لا أحد .. لا أحد يعرف لقمان الحكيم جيدا كما أفعل .. ونعم .. هو حكيم .. لأنني لا أعتبره إطلاقا فردا من عائلة الطويل .. ولو عاد الأمر إلي لما وقع بصري عليه ما عشت ...
لم تقل شيئا ... بل احتفظت بصمتها ... تنظر إليه بدون أي تعبير ... تنتظر ... تنتظر فحسب ... صمتها دفعه لأن يتابع بانفعال :- منذ ولادتي وهو لا يوفر طريقة يظهر من خلالها احتقاره لي .. واستخفافه بي .. وكراهيته لصلة الدم التي تربط بيننا .. لطالما أساء معاملتنا أنا وجمان .. وأنا لن أسامحه أبدا ..
أيضا لم تظهر وردة أي ردة فعل وهي تراقب كنان ... الذي كان يكز على أسنانه .. أنفاسه عنيفة .. وجهه محتقن .. عيناه السوداوان كانتا تلمعان بغضب في قلب الظلام .. بالرغم من ذبذبات العنف التي كانت تفوح منه ضمن المساحة الضيقة التي جمعت بينهما .. وردة لم تشعر بالخوف منه .. ربما بالشفقة نحو المشاعر الصاخبة التي كانت تتصارع داخله ... ولا .. لم تكن تشعر بالامتعاض منه وهو يعبر عن كراهيته لأخيه .. إذ كانت أكثر من يعرف كيف لشخص أن يحمل كل هذا الغضب نحو أحد أحبائه ..
بعد لحظات من الصمت المشحون .. راقبت الغضب وهو يتكسر شيئا فشيئا في العينين العميقتين ... الفكرة بحد ذاتها كانت مثيرة للرهبة .. إذ لم تنظر إلى عيني كنان الطويل قط على أنهما قد تحملا أي نوع من العمق .. راقبت اليأس والاضطراب وهما يحلان محل الغضب .. وهو يقول بصوت شبه هامس :- أكرهه ... إلا أنني .. إلا أنني ..
أشاح بعينيه التائهتين عنها .. ليحدق عبر الزجاج الأمامي .. متابعا :- لماذا ؟؟؟ لماذا أشعر بكل هذا الانقباض ... بكل هذا القلق .. بالذعر .. وأنا أفكر بمكروه يصيبه .. بالحاجة للحاق بأبي .. لأعرف إن كان هناك أي خبر عن لقمان ..
تمتمت :- لأنك لا تكرهه حقا يا كنان ..
تنهدت ... فلم تدرك إلى أي حد أظهرت تنهيدتها تلك مدى الألم والحرقة المعتملين داخلها .. تمتمت :- أنت تغضب ... تحقد ... تلوم ... تخاصم .. إلا أنك لن تستطيع أبدا أن تكره شخصا يجري في جسده الدم نفسه الذي يجري في عروقك ..
ساد الصمت لحظات .. قبل أن يسألها :- أتقولين بأنك مازلت تحبينه ؟؟ رغم كل ما فعله ؟ ... رغم خذلانه لعائلتك .. رغم وشوكه على قتل ريان ..
تمتمت :- لا أستطيع محو كل السنوات التي عرفته فيها ... لا أستطيع إنكار الدماء التي تجري في عروقي .. تلك التي ورثت جزئا منها منه .. عمي كامل ... لم يكن دائما هكذا .. كان رجلا جيدا .. مسؤولا وصاحب ضمير .. اهتم بنا منذ حادث أبي ولسنوات ... السنوات الأخيرة كانت طفرة .. وكأن شيئا قد دمر عقله وروحه .. كجرثومة كانت تنمو بين خلاياه دون أن يدرك وجودها أحد فيسرع في علاجها قبل أن يفوت الأوان ..
سألها بعد لحظة :- هل ... هل سبق وزرته في سجنه ؟؟
أحست بالدماء تتجمد بين عروقها وهي تفكر برؤيته مجددا .. برؤية الرجل الغريب الذي كاد يقتل ريان قبل عام .. الرجل الذي لم تتعرف إليه آنذاك وهو يبرر ببساطة إزهاقه لروح بريئة لمجرد أنها قد وقفت في طريقه .. همست :- لا ... لم أستطع قط .. أنا لم ...
أشاحت بوجهها لتنظر عبر زجاج النافذة إلى الشارع حيث كانت السيارات تمر إلى جانبها بسرعة .. والأشخاص يمرون دون أن يلقوا نظرة أخرى نحو سيارة كنان أو يتساءلوا عن سبب وقوفها هنا ..
تمتمت :- أمي ذهبت لرؤيته .. كثيرا ... وفي كل مرة كانت تعود من زيارتها أسوأ حالا .. وكأن ...
صمتت .... عاجزة عن تخبر كنان بما أرادت قوله .. بما كانت تعجز عن السماح لنفسها بأن تفكر به .. وكأن والدتها كانت في كل زيارة تستقي من جنون عمها .. فتزداد إصرارا على لوم وردة على ما كان ..
غيرت الموضوع قائلة بهدوء :- أنت لا تكره لقمان ... أنت تظن بأنك تكرهه .. أتعرف لماذا ؟؟ لأنه لم يؤذك حقا قط .. صحيح ؟؟ هل سبق وسبب لك لقمان أي أذى متعمدا يا كنان ؟؟ هل علاقتك السيئة به جاءت من فراغ ؟؟ أتظن حقا بأنك لم تستحق أي شيء بسيط من معاملته السيئة لك بطريقة ما ؟؟؟
الإجابة ارتسمت فوق وجه كنان الواجم .... لا .... بالتأكيد لم تأت معاملة لقمان السيئة له من فراغ ... حسب معرفتها القصيرة بكنان ... هو كفيل بإخراج أكثر الرجال حكمة عن تعقله بتصرفاته المتهورة وسوء طباعه ..
بدلا من أن يرد عليها ... أدار المحرك وهو يقول باقتضاب :- من الأفضل أن أوصلك إلى بيتك قبل أن يتأخر الوقت ...
لم تعترض وردة عندما انطلق بالسيارة .... إذ كانت أكثر لهفة منه للتخلص من رفقته .. إنما أقل حماسا للعودة إلى البيت ... حيث باتت تشعر داخله بأنها هي السجينة .. بأنها هي المذنبة ... لا الرجل الذي دمر عالمها كله ... ثم رمى ذنوبه وراء ظهره وفوق كاهلها عندما سقط ...






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:17 PM   #6496

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- ريان ...
رفع ريان رأسه نحو أكرم الذي كان يقطع أروقة قسم الشرطة متجها نحوه .. وجهه شاحب تماما وهو يصل إلى حيث كان ريان واقفا .. مستندا إلى الجدار في انتظار لانتهاء اجتماع أبيه مع الضابط في مكتبه ..
هتف أكرم من بين أنفاسه :- هل هذا صحيح ؟؟؟ هل ما أخبرني به أبي صحيح ؟؟؟
تمتمت ريان بصوت ضعيف :- ما كان ليخبرك به لو لم يكن كذلك
بردة فعل غير متوقعة ... أمسك أكرم بتلابيب قميص ريان يجذبه بقوة وهو يهتف بشيء من الهستيرية :- هذا مستحيل ... أتسمعني ؟؟؟ إنه لقمان الذي نتحدث عنه .. هو لن يسمح لأي مكروه أن يحدث له .. ليس بهذه الطريقة على الأقل ...
ريان رغم إجفاله ... كان يتفهم ردة فعل أكرم ... ومن ذا الذي يستطيع تقبل حدوث أي مكروه للرجل الذي اعتمد عليه الجميع منذ الأزل ... بعد وعكته في العام الماضي ... الصدمة جعلت الكل يوقن بأن لقمان لم يكن أكثر من إنسان معرض للمرض كأي آخر ... هذا الإدراك كان شاقا على أشخاص اعتادوا استمداد القوة دائما منه ... أما أن يدركوا بأنه في خطر من نوع آخر ... من ذلك النوع الذي كاد هو يتعرض له في العام الماضي .. كان مختلفا ...
أحس ريان بالخدر في أطرافه وهو يرطب شفتيه بلسانه عله يستعيد الإحساس بهما وهو يقول :- لا أحد يعرف أي شيء على الإطلاق يا أكرم ... أن يتعرض لقمان للاختطاف .. يعني أن يتلقى أحدنا رسالة طلب فدية .. وهو ما لم يحدث بعد ..
ما لم يقله ... وما لا يشك بأن أكرم قد أدركه هو الآخر ... بأن عدم تلقي أي رسالة فدية يعتبر خبرا سيئا في حد ذاته ... فإن لم يكن المال سبب اختطافه ... فالسبب الآخر لا يمكن أن يكون جيدا على الإطلاق ..
تمتم أكرم باضطراب وأصابعه تحرر قميص ريان :- أين ثروت ؟؟؟ كيف سمح لهذا بأن يحدث ؟؟؟ من المفترض به ألا يفارق جانب لقمان أبدا فيحميه من أي أذى ...
رغم امتعاض الجميع الدائم من دور ثروت الغامض في حياة لقمان .. ومن قربه الغير عادي منه إلى حد يبث يقينا بأن لقمان الذي بم يمنح أحدا قط أسراره لأحد .. على الأرجح قد دائما ثروت جزءا منها ...
البعض يشك ... يشك لا أكثر .. إذ أن أحدهم لا يجرؤ على أن ينطق بتساؤله جهرا .. بأن لقمان كان يعرف ثروت بالفعل قبل سنوات طويلة خلال تلك الفترة التي اختفى فيها من المنزل دون أن يترك أثرا ... تلك الفترة التي لم يعرف أي أحد عنها أي شيء لأن لقمان قد رفض أن يبوح بتفاصيلها ..
تمتم ريان ردا على سؤال أكرم :- ثروت كان في مكان آخر ... كما فهمت .. أوامر لقمان له كانت تنص على ألا يترك جانب بحر إطلاقا ..
لحظة واحدة ما استغرقت من أكرم كي يستنتج ما لم يقله ريان .. قال متوترا :- لماذا قد يرسل ثروت لحماية بحر ؟؟ هل كانت في خطر ؟؟؟ هل كان يعرف لقمان أن أحدا يلاحقه ؟؟
اظلم وجه ريان وهو يقول :- ليس هذا فحسب ... إذ وفقا لما قاله ثروت .. رجال أمن غير مرئيين كانوا يلاحقون كل أفراد العائلة منذ فترة طويلة عندما بدأ بعض موظفيه بالاختفاء ووجد بعضهم مقتولا ... هناك شخص يترصد لقمان منذ فترة .. وقد تكبد عناء قتل أشخاص مقربين منه في سبيل الوصول إليه .. ولقمان الآن في حوزة هذا الرجل يا أكرم ... أتعلم ما الذي يعنيه هذا ؟؟؟
أدرك أكرم وهو يراقب وجه أخيه الأصغر وهو يفقد ألوانه ... ويستمع إلى صوته وهو يرتفع شيئا فشيئا في انفعال .. بأن ريان يوشك على أن يفقد ثباته وأعصابه .. قبل أن يبذل أي جهد لتهدئته ... كان والده قد خرج من مكتب الضابط ... وجهه يبدو أكبر عمرا ... إلا أكثر قوة مما تخيل أكرم أن يجده .. لقد كان جامدا .. قاسيا .. العزيمة تطل من عينيه السوداوين اللتين ذكرتاه في تلك اللحظة بلقمان ... وذكرته بأن عناد أفراد عائلة الطويل .. لم يأت من فراغ ... بل من هذا الرجل الذي تمكن من بناء نفسه من الصفر بقوة إرادته وطموحه لا أكثر ..
على الفور .... كان أكرم وريان يتجهان إليه ... يسيران إلى جانبه بينما هو يتجه نحو المخرج بخطوات واسعة وسريعة ... أكرم يسأله بتوتر :- أبي ... ما الذي حدث ؟؟؟ أخبرنا ..
قال بصوت واجم :- لا وقت لدي الآن ... لدي موعد مع وزير الداخلية خلال نصف ساعة ... انتظراني في منزل لقمان ... سأنهي موعدي وأتجه إلى هناك ...
ثم التفت نحوهما قائلا قبل أن يسأله أحدهما :- آمال سترغب بأن تعرف كل شيء عن الأمر .. وإيناس لن ترغب بأن تأتي إلى منزلي .. كما أن زوجة لقمان هناك .. وهي تمتلك كل الحق في الاطلاع على مجرى التحقيق حول اختفاءه ...
ثم ازداد وجهه قسوة وهو يقول :- سنستعيد لقمان .... أعدكما بهذا ... وأعدكما أيضا بأن المسؤول عن اختفاءه سيدفع ثمن فعلته غاليا جدا ...
وفقا لمعرفة كل من ريان وأكرم بأبيهما ... لم يملكا إلا أن يصدقاه ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:18 PM   #6497

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

( نحن متجهون نحو منزل لقمان ... الحق بنا فور أن تستطيع .... أمممم ... أنت تعرف بأن بحر تقيم هناك الآن ... صحيح ؟ )
لدقائق ... لم يستطع كنان التوقف عن كلمات ريان التي أخبره بها عندما اتصل به كنان ليعرف آخر المستجدات أثناء وقوفه في ردهة مكتبة ريان ... منتظرا وردة التي أصرت على أن يوصلها إلى المكتبة أولا مؤكدة على أنها قد تركت أغراضها هناك .. قبل أن يوصلها إلى بيتها ...
( نحن متجهون إلى منزل لقمان ) .... حيث تقيم بحر منذ عودتها ... ومنذ أعلن لقمان على الملأ بأنها زوجته رسميا ...
( الحق بنا فور أن تستطيع ) ..... وهل يستطيع قط ؟؟؟
( بحر تقيم هناك ) لوهلة .... معرفته بوجود بحر هناك ... لم يصدمه بقدر ما صدمه التفكير بحالها عند معرفتها باختفاء لقمان .... فجأة ... علاقتها بلقمان لم تعد تؤلمه أو تزعجه ... بقدر قهره بمدى سوء حظ الفتاة التي لم تعرف من أفراد عائلته سوى المصائب ... حتى عندما عادت إلى الوطن ... حتى عندما حاول لقمان أن يعوضها عن كل ما فعله بها ... يحدث ما يقف في طريق عثورها على السلام أخيرا ...
( بحر تقيم هناك ) .. وهل يجرؤ على أن يذهب إليها ؟؟؟ أن يراها وينظر في عينيها ... ليرى الاتهام فيهما وهي تذكره بما فعله بها عندما رماها دون قصد منه في طريق أخيه ؟؟؟
طرقات خفيفة أخرجته من أفكاره ... أجفلته للحظة وهو يتساءل عن مصدرها قبل أن يدرك بأنها قادمة من الباب الذي اختفت وراءه وردة ... بتردد ... اقترب قائلا :- أمممم ... وردة ... هل تحتاجين إلى شيء ؟؟
:- هلا فتحت الباب لي ؟؟
بحيرة ... أدار المقبض فاتحا إياها ليجدها وراءه وقد استبدلت ملابسها الأنيقة بزيها التقليدي .. سروال الجينز الباهت ... وقميصها الفضفاض العديم الشكل ... بينما حملت فوق كتفها حقيبتها الكبيرة التي احتوت على باقي أغراضها ... حسنا ... عندما اخبرته بأنها ستغيب للحظات في الغرفة الداخلية ... لم يفكر بأنها ستبدل ملابسها .. فكرة وجودها على بعد باب منه وهي ....... شبه عارية ... بثت مشاعر متناقضة داخله .. التوتر ... الاضطراب .. الفضول ....... والغضب
وجهها كان عابسا وهي تقول :- مقبض الباب مكسور ولا يمكن فتحه من الداخل ..
تجاوزته قبل أن تسمح له بالتعليق وهي تقول :- هل ستوصلني إلى البيت أم ستقف هناك إلى الأبد .. ظننت بأنك في عجلة من أمرك .. وفي رغبة ملحة لمعرفة ما حدث مع لقمان ..
بدلا من أن يرد عليها سألها فجأة :- لماذا تبدلين ملابسك هنا ؟؟؟
قطب وهو يتابع بريبة :- أهي طريقة أخرى تحاولين من خلالها إغواء أخي ؟؟ أنت لم تعرفي طبعا بأنني أنا من سيوصلك في النهاية إلى بيتك ... صحيح ؟؟؟ ألا تتعبين حقا من محاولاتك اليائسة هذه ؟؟؟ متى ستدركين بأنه لن ينظر إليك أبدا ..
احتقان وجهها جعلته يدرك بأنه أصاب شيئا من الهدف بكلماته .. مما جعل النار تغلي أكثر بين عروقه .. بينما ردت بغلظة :- لا تكن سخيفا ... إن رأتني والدتي أتأنق قبل أن أخرج من المنزل .. لسألتني عن السبب .. وأنا لا أريدها أن تعرف أي شيء عن تمثيليتنا السخيفة ... ناهيك عن معرفتها لعملي مع ريان ..
أخرجت مفاتيحها من جيبها وهي تقول :- هلا ذهبنا ... لقد تأخرت ...
انتظر بصبر بينما هي تقفل المكتبة من جديد ... ثم تنضم إليه داخل سيارته .. عندما انطلق أخيرا سألها :- لماذا تخفين عن والدتك أمر عملك مع ريان ؟؟؟
وجهها كان متجها نحو النافذة بينما هو يقود السيارة عبر طرقات المدينة .. استغرقت لحظات قبل أن تقول بجفاف :- لنقل بأنها لا تعتقد بأنه يستحق تضحيتي بحرية عمي لأجله ...
أطلق ضحكة مستنكرة وهو يقول :- أتمزحين ؟؟؟ هل كانت والدتك تفضل أن يرتكب جريمة قتل أخرى على أن يحبس كما يستحق لما تبقى من حياته كأي قاتل مجنون آخر ؟؟؟
أدرك فجأة بأن عبارته أكثر فظاظة مما يجب على اعتبار أن ذلك القاتل المجنون كان عمها ... إلا أنها لم تظهر أي تأثر وهي تقول بهدوء :- عمي كان كل شيء تقريبا في حياتنا ... من الطبيعي أن تقدم والدتي حريته على حياة شخص لا تعرفه كريان .
صمت للحظات وهو يتخيل صعوبة حياتها في العام الأخير مع تدهور علاقتها بوالدتها بسبب إنقاذ حياتها لريان ... ثم قال :- ماذا عن والدك ؟؟؟ هل يشاركها الرأي ؟؟
زفرت بقوة وهي تقول :- أبي .... حالة أبي العقلية تزداد سوءا في السنوات الأخيرة .. هو لا يظهر الكثير من الإدراك لما يحدث حوله ... هو حتى لا يلاحظ غياب كامل وتوقفه عن زيارتنا ... ربما هذا بالضبط ما يجعل الأمر صعبا على والدتي .. أنها قد باتت فعلا وحيدة الآن ... مع زوج عاجز وطفلين صغيرين ..
تمتم دون أن يفكر :- لديها أنت ... أنا متأكد بأنك أكثر من قادرة على أن تقفي إلى جانبها وتساعديها في الاهتمام بوالدك وشقيقيك ..
التفتت نحوه بحدة وقد ظهر الإجفال على وجهها .. مما جعله يدرك بأنه ربما قد تجاوز الحد في إظهار لطفه معها .. وأنه ربما .... ربما كان يصدق ما قاله لها حقا ...
تمتمت :- من الواضح أنها لا تعتقد هذا ...



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:19 PM   #6498

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

رفعت رأسها قائلة :- هلا أنزلتني هنا ؟؟؟ سأتابع الطريق إلى البيت سيرا عل الأقدام ..
قال على الفور :- لا تكوني سخيفة .... لن أسمح لك بالسير في هذا الوقت من الليل وحدك ..
أدارت عينيها قائلة :- بحق الله ... لوهلة صدقت بأنك تمتلك ضميرا أو نخوة ... أنزلني هنا ... ليس من الجيد أن يراني أحدهم برفقة رجل غريب في هذا الوقت من الليل على أي حال ..
تهكمها أزعجه ... إلا أنه أوقف السيارة على أي حال بناء على طلبها ... تمتمت :- شكرا لك على توصيلك لي ... سأتصل بريان لاحقا لأسأله عن أي تطورات حول اختفاء لقمان ..
قبل أن يتعافى من إحساسه بالغيظ لوعيدها هذا .. كانت قد ترجلت من السيارة وأغلقت الباب وراءها ... وقفت للحظة إلى جانب السيارة تحكم وضع قبعتها الصوفية حول رأسها مخفية شعرها داخلها ... ثم تلف شالها السميك حول وجهها لتغطي نصفه ... لتبدو كشخص آخر تماما وهي تخطو مبتعدة ..
راقبها للحظات وهو يحلل ويربط ملاحظاته ببعضها .. قبل أن يشعر بقوة تدفعه لفتح الباب واللحاق بها وهو يهتف :- انتظري ...
التفتت نحوه حائرة .. عيناها البنيتان اللتان بدتا داكنتين للغاية في الظلام وقد كانتا ما ظهر منها من فوق شالها الصوفي ... خطى نحوه وهو يشعر بالغضب ينمو داخله .. ليهتف دون مقدمات :- ممن تختبئين ؟؟
اتسعت عيناها في صدمة ... وكأنها لم تتوقع منه أن يستنتج ما بدا واضحا أنه الواقع ... أولا ... حرصها على أن تبدل ملابسها في مكتبة ريان بعيدا عن أنظار والدتها .. بعيدا عن أنظار سكان الحارة التي عرفتها منذ طفولتها .. ثانيا .. إصرارها على أن تخفي معالم وجهها فتبدو كشخص آخر بينما هي تسير إلى بيتها ... بيتها ... الذي يفترض به أن يكون ملجأها الآمن ...
ردت بتوتر :- ما الذي تقصده ؟؟؟
أمسك بذراعها ... وكأنها يخشى أن تهرب قبل أن تجيب عن تساؤلاته ... وكرر سؤاله بشيء من الخشونة :- لماذا تخفين وجهك ؟؟؟ وكأنك مذنب يخشى أن يرجمه الناس بأفعاله ..
سحبت ذراعها محاولة تحرير نفسها من قبضته دون فائدة ... إذ كانت أصابعه أشبه بكلابات فولاذية تأبى أن تفلتها .. عندما اشتعلت عيناها بالغضب .. ظنها تنكر مجددا وبعنف هذه المرة ... إلا أنها فاجأته بهتافها الغاضب :- ما الذي تظنه ؟؟؟؟ ما الذي تحسب سكان الحارة يفعلون وهم يراقبون ابنة أخ الرجل الذي قتل ثلاث رجال وكاد يفتك بالرابع تروح وتجيء في حيهم ؟؟؟ هل تظنهم يقدرون بأنها من سلمه ؟؟؟ بأنها من كان السبب في إلقاء القبض عليه .... لا .... لا تكن سخيفا ... أولا هي تحمل دماء رجل محنون وسفاح بين عروقها ... ثانيا هي معدومة الضمير وبدون أي ولاء وقادرة على خيانة أعز الناس إليها ولأبسط الأسباب ...
ساد الصمت بينهما ... يقطعه صوت أنفاسها العنيفة .. أنفاسها التي كانت تنفث غضبها .. قهرها .. إحباطها .. ووحدتها .. قال بصوت مكتوم :- هل يتعرضون لك بأي أذى ؟؟؟
قالت بخشونة :- بحق الله .... لا تتظاهر بأنك تهتم ... أنا أعرف بأنك تتمنى لو أنني أختفي من حياتك الآن قبل الغد .. ربما لو قتلني أحدهم الآن بينما أنا أسير إلى البيت .. اقمت الأفراح لأنني أخيرا ابتعت عن ريان كما تريد تماما ..
أطلقت شهقة مكتومة عندما جذبها فجأة لتقترب منه .. وتتمكن من سماعه وهو يقول بصوت منخفض .. إنما خطر النبرات .. كما لم تسمعه قط من كنان .. الفتى العابث المتذمر والطائش دائما :- هناك اتفاق بيننا ... أم أنك نسيت ؟؟؟؟ أنت لن تخرجي من حياتي حتى تقومي بدورك كاملا ... وتقنعي والدتي بأن تتوقف عن ملاحقتي ... وبعدها يا وردة ... أنا من سأخرجك من حياتي ومن حياة ريان ... لا أحد آخر غيري ... أعدك بهذا ..
هست في وجهه :- اترك ذراعي ...
وكأنها كانت تخاطب حجرا ... إدراكها لمدى قوة كنان الجسدية وهي تحاول التحرر منه بدون فائدة جعل شيئا من الذعر يزحف فوق ظهرها ... قال بنفس الصوت الغريب ... الصوت الذي بدا لوهلة وكأنه يصدر من شخص آخر لا تعرفه :- أنا لن أتركك حتى تصلي إلى بيتك سالمة ...
كزت على أسنانها قائلة :- ألا تفهم ما أقول ؟؟ مرافقتك لي لن تزيد الأمر إلا سوءا ... رؤيتهم لي برفقتك ... لن تضيف سوى لقبا جديدا إلى قائمة الألقاب التي قد منحوها لي بالفعل ..
عندما لم يستجب لكلماتها ... وجدت نفسها تهمس مكرهة بيأس :- كنان ... أرجوك ...
تنفست الصعداء عندما استرخت أصابعه أخيرا محررة إياها ... بينما تراجع فجأة ليبدو من جديد ككنان الذي تعرفه ... عابس ... وغير راضي .. كطفل انتزع منه أحدهم لعبته المفضلة .. بينما كان يقول :- حسنا ... أنت تعرفين صالحك جيدا ..
يدها الأخرى ارتفعت لتدلك ذراعها من فوق سترتها السميكة وهي تتراجع مبتعدة عنه بشيء من التوتر .. حيث كانت أصابعه تعتصرها بدون رحمة ... وقبل أن تستدير هاربة سمعته يقول :- سأنتظر منك رسالة نصية تؤكدين لي بها وصولك إلى منزلك سالمة ..
عندما فتحت فمها لتعترض ... قاطعها على الفور بنزق :- بحق الله ... سيقتلني ريان إن لم تفعلي ... لقد أمرني حرفيا بأن أوصلك إلى بيتك سالمة وإلا قطع رأسي ... فقط ... اذهبي إلى منزلك ... وارسلي لي تلك الرسالة ..
دون أن تقول أي شيء .. وهي تنظر إليه بريبة وتوجس ... استدارت لتهرب أخيرا عائدة إلى منزلها ... أو كما باتت تجده في الآونة الأخيرة ... إلى جحيمها ...







انتهى الفصل الرابع عشر بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع
موعدنا القادم بإذن الله بعد شهر رمضان الفضيل
كل عام وانتم بخير


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:21 PM   #6499

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

بحمد الله تم تنزيل الفل الرابع عشر
قراءة ممتعة للجميع
في انتظار آراءكم بالفصل
موعدنا القادم بعد أيام عيد الفطر باذن الله


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 10:30 PM   #6500

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
افتراضي

كل عام وأنتم بخير ومبارك علييكم الشهر بدعي ل لق لق ب رمضان انج تخفين عليه ياااازرقاااء ويفرررررح مع بحره

نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.