20-06-18, 09:27 PM
| #6941 | ||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام 
|  اقتباس:
وحشتوني ووحشتني خواطركم المنتقاة بعناية تسلم إيديك يا قلبي | ||||||||||
|  |
|
20-06-18, 09:27 PM
| #6942 | |||||||||
| مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي 
| اقتباس:
ههههههههههه إي والله بس يطلع من عند اللي يناديه فتاي الأسود | |||||||||
|
| |
|
20-06-18, 09:29 PM
| #6943 | |||||||||||
| نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات 
| اقتباس:
| |||||||||||
|
| |
|
20-06-18, 09:31 PM
| #6945 | ||||||||||
| نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 256 ( الأعضاء 154 والزوار 102) Gigi.E Omar, monmon12, نور محمد, بوران شعبان, امل وايثار, زالاتان, sun 256, Rasha kazem, يافا, اولادي جنتي+, Hams3, الاوهام, rontii+, سمسمونة, wiamrima, salma rani, b3sh0, sareta jwad, emily yong, sajanody, نسمة صيف 1, نجاح جنا, Misk1977, بشائر 1998, هبة الله 4, somah ahmed, Basmaa masoud, دوسة 93, ايمان حمادة, عطر عطر, noura 203, Qwerzxcv, عاشقه المطر, مِــزاجـِـيَّة, باربرة, Maisou1981, Qamar Sy, سراج النور, لا تطفىء الشمس, jehan, omnia abdelnaby, ghader, samah.z, فاطمة توتى, AyOyaT, نجمة مساء, ALana, نور كان بيروت, sweera, بلسم جروح, غيداء هلال, ام الارات, simsemah, EMMO, zainab atta, Ra Rashad, Salwaz, سماح الطيبة, مريم المقدسيه, Zaaed, امايا, أسماء44, Shaar, next.tonever, كيوانو, mirrayben, سرى النجود, Renad omar, فيليسيتي, hatoon_, Gogo01, aa elkordi, minion, sofiasalamanca, كريستنا, الروح الهائمه, sabreenaa, Zezo8888, Wadoomii7, Ph/Mai, Bookreader, hind 444, ميمونة-, Sma25, عاشقة الحرف, mayuoyi, Tulip tota, ريما الشريف, ام صلاح هارو, زهرورة, hedoq, angela11, redrose2014, Niveen gad, mai ahmed 2020, كحيلة العيون, جنغوما, babo, Hadeel aja, إدارية, نور الامال, برومالي, رهف احمد90, eng miroo, نيو ستار, hope 21, fofoo92, Omari21, هبة النورى, fati88, sasad, شيخه4762, om joury, summer cloud, Yara717, شروق الموده, Shazeema, مايا82, آية يوسف, tahreer, محمود أحممد, عائشه نزيه, neno 90, otherWorld, واثق الخطا, سارووونة, shammaf, هدير الصمت, اميرة دعبول, علوية, nada alaa, حواءآدم, Flowerikram, Maya2014, Malak25, big zero, ستيتش, Hana127, القمر المضئ, atmin, Omsleman, soha2014, Saro7272, ندي خطاب, الميزان, omnia rshwan, سوزورا, Nada Abdelrahman | ||||||||||
|
| |
|
20-06-18, 09:32 PM
| #6946 | |||||||||
| مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي
| اقتباس:
والله ياقمري هاي اليوم خربشتها بدل لطم الخدود عزفنا ع العود وخربشنا الخاطرة | |||||||||
|
| |
|
20-06-18, 09:34 PM
| #6949 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| الفصل الخامس عشر من نافذة غرفتها .. كانت بحر قادرة على رؤية أفراد عائلة الطويل وهم يترجلون من سياراتهم .. الواحد تلو الآخر قبل أن يندفعوا إلى داخل المنزل .. أحاسيسها ملبدة , منذ أخبرها ثروت باختطاف لقمان ... وخطورة وضعه .. وكأنها شخص آخر ... وكأن روحها قد انفصلت عن جسدها .. وباتت تحوم حولها تراقبها من بعيد ... وكأن ما يحدث لم يكن يحدث حقا .. وكأنها تعيش كابوسا .. تتوقع أن تستيقظ منه في أي لحظة ... لقمان مفقود ... ويعتقد بأن الأشخاص الذين قتلوا تيسير .. بالإضافة إلى عدد من موظفي لقمان .. هم من قام بخطفه .. وعلى الأرجح ... من سيقومون بقتله أيضا .... في النهاية ... أحست بالدماء تنسحب من وجهها ... وقد كانت تلك المرة الأولى التي يقولها عقلها بوضوح ... المرأة الأولى التي تصارح فيها نفسها بحقيقة الوضع ... أنها قد تحصل بعد كل شيء على ما كانت تتمناه .. فلا ترى لقمان بعد ذلك أبدا .. ( أنا أحبك يا بحر ... أحبك كما لم ولن أحب أي امرأة أخرى) تقلصت أصابعها حول إطار النافذة الخشبي .... تشعر وكأن نارا تتقد في قلبها وهي تتساءل بمرارة .. لماذا الآن ؟؟؟ لماذا بعد كل هذا الوقت ... لماذا يا لقمان ؟؟؟ رغم كل ما كانت تشعر به من خوف .... دموع بحر كانت عصية عليها ... وحده لقمان ... ومشاعرها المتضاربة والعنيفة اتجاهه ... ما كان قادرا على استحضارها .. كلحظة حاصرها في مطبخه ليلة الأمس .. عندما واجهها بما كانت ترفض دائما الاعتراف به .. :- سيدة بحر ... لم تلتفت حتى نحو الخادمة ... التي تابعت وكأنها لم تكن تتوقع من بحر أي ردة فعل أخرى :- السيد نعمان يطلب منك الانضمام إليه وإلى بقية العائلة في غرفة الاستقبال .. بانحناءة طفيفة من رأسها .... تمتمت :- أخبريه بأنني سأكون هناك خلال دقائق ... أتراه يحمل أخبارا عن لقمان ؟؟؟ أم تراه يطالبني بمغادرة منزله وقد أصبحت حماية لقمان لها بعيدة المنال ؟؟؟ مجرد تفكيرها بهذا ... بأنها تحتاج إلى حمايته كي تقف في وجه عائلته ... بأنهم يحاولون التعرض لها ظنا منهم أنها أضعف من أن تتمكن من حماية نفسها .. جعل دفقة من القوة تجتاحها ... وتدفعها للحاق بالخادمة ... تسير ببطء .. إنما بثقة .. في حين كان قلبها يخفق بقوة بين أضلعها .. أنفاسها عنيفة كمن يقبل على معركة لا يعرف إن كان أهلا لخوضها أم لا ... قبل أن تصل إلى باب صالة الاستقبال .. كانت قادرة على سماع أصوات الجدال العالي ... صوت نعمان الطويل وهو يقول بصرامة :- يجب أن تعرف إن كان هناك من يرغب بإيذائه من ضمن منافسيه أو عملاءه يا ثروت صوت ثروت المكتوم كان يقول :- إنه لقمان .... عدد الأشخاص الراغبين بإيذائه لا يمكن إحصائه. صوت جعل بحر تتجمد مكانها قال بتوتر :- إنما القلائل منهم من يجرؤون على أن يتعرضوا له بهذه الطريقة السافرة ... هم أذكى من أن يخاطروا بإغضابه .. أو إغضاب عائلته .. لقد كانت آمال الطويل .... أحست بحر بالبرودة تجتاحها وهي تتذكر كل ما فعلته بها تلك المرأة ... كل ما دمرته في حياتها وروحها .. إن كانت بحر تلوم لقمان الطويل مرة على ما فعله بها ... فإنها تلوم آمال الطويل ألف مرة ... وبالرغم من أنها لم تسمح لها ليلة حفلة آل طويل بأن ترهبها ... إلا أن ذكرة تأثيرها الأسود في حياتها لم يتركها لحظة ... صوت ثروت كان متشنجا وهو يقول :- لا أحد ممن أعرفهم يجرؤ على الوقوف في وجهه أو التعرض له .. :- إن كنت تقول هذا .... فأنا لا أفهم كيف يعتبرك لقمان ذراعه اليمنى ... كان من المفترض بك أن تكون معه .. إلا أنك سمحت لأحدهم بأن يمسك به .. بالرغم من أن الهستيريا في صوت آمال الطويل كانت حقيقية ... في توضيح صادق لمدى قلقها وذعرها حول اختفاء لقمان ... إلا أن بحر أحست بالامتعاض والرفض وهي تفكر بأن ثروت لا يستحق اللوم بهذه الطريقة ... قال بجمود :- أنا كنت أتبع تعليمات لقمان الواضحة بألا أترك جانب السيدة بحر على الإطلاق ...لقد كان يعرف بأن أحدا يترصده .. وقد أرادها أن تكون آمنة .. سلامة السيدة بحر تأتي أولا بالنسبة للسيد لقمان .. خفق قلب بحر وهي تصدق كل حرف قاله ثروت ... متذكرة رجال الأمن الذين كانوا يلاحقونها خطوة بخطوة منذ غادرت بيت لقمان للقاء قمر ... أترى لقمان استهتر بأمانه في سبيل أمانها هي ؟؟؟ أترى الأشخاص الذين تعرضوا له .. واختطفوه .. ما كانوا تجرأوا على المساس به لو أنه كان محاطا بما يكفي من الحماية ؟ صوت آمال الطويل كان هادرا وهي تقول :- أنا لا أهتم .... لقمان يأتي دائما أولا ... من تراه يهتم بشخص تافه كتلك المرأة ؟؟ هو من كان معرضا للخطر ... هو من أخذوه منا لأنك ظننت بأن امرأة لا قيمة لها تستحق أن تتخلى عنه لأجلها .. هتف نعمان الطويل وكأنه يهدئها ... أم تراه كان يحذرها :- آمال ... لم تنتظر بحر كي تسمع المزيد من الإهانة الموجهة بسببها نحو رجل لم يقم إلا بعمله .. دفعت الباب ودخلت إلى الصالة دون أن تطرق الباب ... ووقفت هناك فقط .. تنقل بصرها ببرود بين الأشخاص الخمسة الموجودين .. ليتوقف عند آمال الطويل .. أنيقة كالعادة .... متكبرة ومتعالية كالعادة ... نظراتها فضحت كراهيتها الواضحة والموجهة نحو بحر .. أيضا كالعادة ... أي من هذا كله لم ينجح في هز شعرة من رأس بحر .... لقد كانت هي العنصر الأقوى .... لطالما كانت الأقوى بينهما ... وإلا ما وجدت آمال الطويل الحاجة قط لخلاص منها ... لقد كانت دائما تهديدا لها ... للمرأة التي كما أحبت لقمان كأم ... كانت تعرف كأي امرأة أعمال باردة الدم بأنه نقطة قوة كانت تستخدمها بدون أي ندم لما يزيد عن الخمس و عشرين عاما ... لو أن بحر ظنت ولو للحظة بأن ما فعلته بها آمال الطويل كان نابعا عن أمومتها .... لما وجدت صعوبة في مسامحتها .... إلا أن آمال الطويل ... كانت تفعل كل ما تفعله ... بدافع من أنانيتها البحتة لا أكثر ... وكأنها قد لمحت مافي نظرات بحر من اتهام .... أو ربما معرفة ... لم تعرف قط بحر ما الذي رأته آمال في عينيها وجعلها تهتف فجأة بغضب :- وها أنت تقفين هنا غير قابلة للمس .. في حين أننا لا نعرف إن كان لقمان حيا أو ميتا ... هتف نعمان الطويل بحزم من جديد :- آمال ... توقفي .. بهدوء .. تلقت بحر كلمات آمال الطويل بدون أن تظهر أي شيء على وجهها الجامد .. قبل أن تقول :- ٍأكون ممتنة لو أنك احترمت وجودك داخل بيتي يا سيدة آمال .. ارتداد آمال الطويل إلى الخلف شاحبة الوجه .. كان دليلا على مدى قسوة عبارة بحر القصيرة عليها .. هذا المنزل الضخم ... كانت آمال الطويل المرأة الوحيدة المخولة باعتبار نفسها سيدته طوال السنوات التي تلت وفاة كاظم الحكيم .. أن تعرف بأنها قد خسرت حقا هذا الحق .. وأن المرأة التي انتزعته منها .. هي نفسها المرأة التي عرفت بأن ارتباطها بلقمان لن يعود عليها إلا بخسارته .. كان أقسى من أن تحتمله دون أن تفقد كل تماسكها وهي تهتف من بين أنفاسها :- بيتك ! .. بيتك !! .. أيتها الـ .... لم تستطع إتمام عبارتها المشبعة بالكراهية عندما قاطعها نعمان الطويل وهو يمسك بمعصمها بين أصابعه بقوة أجفلتها .. ودفعتها للالتفات إليه وهو يقول بصرامة :- آمال ... نحن لم نأت لأجل هذا .. كزت على أسنانها وهي تحاول انتزاع يدها من قبضته هي تقول :- انظر إليها يا نعمان ... انظر إلى وجهها الخالي من المشاعر .. هي حتى لا تهتم بما يحدث للقمان ... لا تهتم إن كان وحيدا الآن ... إن كان يتألم .. رباه ... ماذا لو أنهم أذوه ... ماذا لو أن شيئا حدث له .. للحظة .. نسيت آمال كل ما يتعلق ببحر وعيناها تتسعان وقد صفعها الواقع ... أنفاسها كانت عنيفة وهي تردد بما يشبه الهستيريا :- ماذا لو أنهم قتلوه يا نعمان ... ماذا لو أن ... :- توقفي ... صوته الهادر لم يوقف بكائها الذي أفلت فجأة من أسفل قناع التماسك الذي كانت ترتديه منذ عرفت باختطافه .. أكرم كان من أحاط كتفيها بذراعه وهو يقول لأبيه بصوت مكتوم :- سآخذها من هنا ... أومأ أبوه برأسه موافقا ... وجهه الشاحب يقول بوضوح بأنه لولا قوة إرادة آل طويل والتي تسر في عروقه لانهار مثلها بالفعل .. راقب أكرم وهو يسحب والدته على خارج الغرفة .. ثم التفت إلى بحر التي كانت محافظة على ثبات ملامحها بمعجزة .. يتبع .. | |||||||||
|
| |
|
20-06-18, 09:35 PM
| #6950 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| (ماذا لو أنه يتألم ؟؟ ... ماذا لو أنهم أذوه ؟؟؟) (ماذا لو أنهم قتلوه ؟؟؟؟؟) :- أنا آسف يا ابنتي ... لم يكن الهدف من حضورنا إلى هنا إزعاجك بأي طريقة .. كل ما أردته هو أن تجتمع عائلة لقمان معا .. فنتحدث في الأمر عل أحد منا يعرف شيئا أو يذكر شيئا يساعدنا في الوصول إليه .. (ماذا لو أنه يتألم ؟؟) رمشت بعينيها وهي تحدق بنعمان الطويل ... الذي كان شبه لقمان به محدودا .. إنما واضحا .. في العينين السوداوين العميقتين اللتين لم تمتلكا أبدا عمق عيني لقمان ... أو نظراتهما اللتين كانتا تقولان الكثير .. تمتمت :- أنا ... لا أعرف أي شيء .. بيأس أطل في الوجه الي بدا لبحر وكأنه قد تقدم في العمر فجأة .. قال :- هل أنت متأكدة ؟؟؟ ألم يذكر قط أي شيء أمامك حول مشاكل بينه وبين شخص ما ؟؟؟ ألم يأت بذكر عدو بعينه قد تشكين بأن له يد في اختطاف لقمان ... كادت بحر تضحك ... حقا كادت تضحك وهي تعجز عن إخبار نعمان الطويل بأنها لم تعد إلى الوطن إلا منذ أسابيع قليلة ... وأنها بالكاد تحدثت إلى لقمان خلالها دون أن تطغي الكراهية التامة على كل حرف خرج منها موجها نحوه .. (ماذا لو أنهم أذوه ؟) صوت ريان أنقذها من النطق بشيء غير مناسب وهو يقول بهدوء :- أبي .... ربما علينا العودة في وقت لاحق لسؤال بحر عن الأمر .. ما الذي رآه ريان في وجهها وجعله يدرك بأنها لن تتمكن من منح نعمان الطويل سوى كلمات هستيرية لا معنى لها ؟؟؟ :- أنت محق يا ريان ... أنا ... للحظة ... بدا مرتبكا ... ضائعا ... وكأنه لا يعرف أين يبدأ رحلة بحثه عن ابنه الذي فقده منذ كان في الثالثة عشرة فلم يستعده قط ... حتى عندما عاد إليه في الثامنة عشرة من عمره ... لقمان كان موجودا أمام عينيه بجسده ... بينما روحه كانت ما تزال تائهة في ذلك العالم الغامض الذي لم يعرف أي أحد عنه شيئا ... والذي كان لقمان ضائعا فيه لخمس سنوات ... تمتمت بحر باستئذان متقطع .... قبل أن تتحرك مغادرة الصالة ... لم تدرك بأنها قد توجهت نحو الباب الخلفي للمنزل حتى أحست بالهواء البارد يلفحها .. عندما وجدت نفسها تحدق في البقعة ذاتها التي شهدت احتفالها برفقة جمان وزميلاتهما في الكلية في عيد ميلاد الأخيرة ... عندما حاولت بحر أن تسترق قبسا من الحرية في تسللها بعيدا عن أنظار عمها فسرقت حياتها بأكملها ... (ماذا لو أنه يتألم ؟) بحر لم تعد كي تنتقم .... لقد كان هذا الجزء على الأقل واضحا لها في حين لم يكن سبب عودتها كذلك بالنسبة إليها ... بحر لم تعد أبدا رغبة في إيذاء لقمان .... أو رؤيته تتألم .. هي لم تفكر بالأمر أبدا حتى هذه اللحظة .. وهي تتخيل شخصا غريبا يؤذيه ... (ماذا لو أنهم أذوه ؟) كل ما أرادته بحر هو أن تعود ... أن تجد نفسها مجددا .. أن تعثر على هويتها التي ضاعت بين قضبان عمها ثم قضبان لقمان الحكيم ... كل ما أرادته أن تثبت لخالتها التي رمتها في أمس حاجتها إليها بأنها لا تحتاج إلى أي أحد كي تقف على قدميها ... أن تثبت لآمال الطويل بأنها لم تكسرها .... أن تثبت للقمان .... ما الذي أرأدت أن تثبته له بالضبط ؟؟؟ أنها ما عادت تحبه ؟؟؟ أنها ما عادت تريده ؟؟ أنه لا يستطيع فرض إرادته عليها ؟؟ حسنا ... لقد فشلت في الأخيرة على الأقل ... لأن مجرد إدراكها أنه قد يكون ميتا في هذه اللحظة كانت تبث صدمة عنيفة تمتد من عقلها حتى سائر جسدها ... (ماذا لو أنهم قتلوه ؟؟؟) :- بحر .. في البداية ... الصوت لم يكن مألوفا لها تماما وهي تستدير لتنظر إلى الوجه المتخبئ في الظل .. لقد كان وكأنه كان ينتظر هنا مختبئا خشية أن يراه الآخرون .. فلم يحسب حسابا لخروج بحر مقتحمة مخبأه .. عندما اقترب قليلا ... توتر جسدها وهي تتبين ملامحه ... تمتمت بصوت لا تعبير فيه :- كنان .. جمد مكانه ... وكأن نطقها باسمه يمتلك المفتاح لإيقافه ومنعه من الاقتراب ... قال بعد لحظات من الصمت التي لم يتخللها سوى صوت صفير الأشجار تراقصها الرياح من حولهما :- كيف أنت ؟ كادت تضحك حقا من سؤاله الغريب الذي لم يطرحه عليها أحد منذ عادت ... كيف أنت ؟؟؟ كيف هي حقا ... وكيف تستطيع أن تصف حالها ؟؟؟ :- بخير ... وماذا عنك ؟؟؟ أرى أن العادات القديمة لا تموت ... أنت مازلت تجد متعة مريضة في التسلل إلى أملاك لقمان دون إذنه .. هل شحب وجهه ؟؟؟ أتراه تذكر آخر مرة كانت شاهدة على تسلله إلى منزل لقمان عندما كان سببا غير مباشر لوقوعها في قبضة أخيه ؟؟؟ عندما ظن أنه قتلها ففضل أن يرميها على أخيه الذي لا يحمل نحوه أي محبة أملا في أن يلام على جريمة لم يرتكبها ؟؟ أكملت بسخرية :- المشكلة أنه ليس موجودا الآن كي تستمتع بإثارة تسللك هذا لغضبه ... ربما عليك العودة والتسلل في وقت آخر .. قال بصوت متشنج :- أنا لم أتسلل ... ليس هذه المرة ... لقد ... لقد وصلت لتوي ... :- حقا .... لا تقل بأنك قلق على لقمان ... توشك دموعي على خيانتي وأنا أصدق أنك تمتلك أي مشاعر نحو أخيك الأكبر . تجاهل تهكمها الغير مألوف .. والذي أثبت إلى أي حد تغيرت بحر .. و تمتم :- هو أخي .... شئت أم أبيت ... إلا أنني لست قلقا عليه هو فحسب ... أنا قلق عليك أنت أيضا .. اختفاء لقمان ... لابد وأنه يربكك :- حقا ! :- أنا أعرف بأنك لا تكرهينه .... في الآن ذاته ... أعرف بأنك لم تغفري له ... في جميع الحالات .. أنت لا تريدين له الأذية ... قالت بشيء من الغلظة :- لا تكن واثقا من هذا .. امتلك الجرأة على أن يقترب أكثر .. وهو يقول :- أنت لست من النوع المنتقم يا بحر ... أنت تمتلكين قلبا كبيرا .. كاسمك ... يستطيع استيعاب أي شيء ... أظن هذا ما جذبها إليك في المقام الأول ... ودفعها للبحث عن صداقتك .. ثم جرحها بعد أن تسببت أنا بخسارتها إياك .... لو أنها تستطيع أن تتكلم الآن ... لأخبرتك بأن تضييع المزيد من حياتك على الكراهية والغضب .. هو محض حماقة .. قالت بتوتر ... بيد أنها كانت تعرف الإجابة مسبقا :- عمن تتحدث ؟؟؟ :- عن جمان بالطبع .... أم ترى لقمان قد أغفل عن وصف حالتها لك ... هه ... أظنه أقل اهتماما بها من أن يفعل .. أو أن بحر لم تمنحه الفرصة لأن يفعل ... إذ كانت توقفه في كل مرة كان يحاول تبادل أي نوع من الحديث معها ... تابع كنان :- جمان في غيبوبة منذ عام كامل على إثر تعرضها لحادث سير ... أنت لم تعرفي في الأمر لأنه قد حدث تقريبا في الوقت ذاته الذي رحلت فيه ... أظنك آنذاك ما كنت تهتمين بمعرفة أي شيء عن العائلة ... مادمت كنت في عجلة من أمرك للخلاص من لقمان برحيلك ومغادرتك البلاد .. رغم صدمة بحر وهي تتخيل جمان ... الفتاة السمراء الهشة .. والتي لم تستطع ضحكاتها المتصنعة في الكلية من إخفاء ضعفها وقلة ثقتها بنفسها .. أسيرة جسدها .. عاجزة في غيبوبة .. إلا أنها تمكنت من أن تقول ببرود :- علاقتي بلقمان .... لا تعنيك إطلاقا ... :- كنان .... التفت الاثنان نحو ريان الذي لحق ببحر على ما يبدو بعد خروجها المضطرب .. والذي كان ينقل نظراته المتوترة بين كل من بحر وكنان قبل أن يركز اهتممه نحو أخيه قائلا :- متى وصلت ؟؟؟ :- منذ دقائق إجابة كنان المقتضبة كانت كافية كي تمنع ريان من قول أي من تلك الكلمات التي بدت محتشدة في حلقه ... التفت ريان نحو بحر قائلا :- بحر ... أردت أن أعتذر على تصرفات والدتي الغير لائقة ... هي تتهور وتصبح غير عقلانية عندما تقلق على أحد أولادها ... أن تهز بحر رأسها موافقة .. كان أسهل بكثير من أن تخبر ريان بأنها تعرف بالضبط ما الذي كان يثير غضب والدته اتجاهها ... في النهاية ... ريان الطويل كان معروفا بوجوده ضمن عائلة الطويل بالخطأ ... وهو لا يستحق أن يلام على أفعال باقي أفراد أسرته .. عاد يحدث كنان قائلا :- أبي في الداخل إن أردت معرفة آخر التفاصيل يا كنان .. عندما هم كنان بالذهاب معه .... نادته بحر فجأة :- كنان ... عندما التفت نحوها ... قالت بهدوء :- إن كنت قلقا علي بالفعل .... فلتعلم بأنني لا أحتاج إلى قلقك أو إلى اهتمامك ... وإن كنت قلقا على لقمان .. وهو ما أشك به ... فلتعلم بأنه أكثر من قادر على الاهتمام بنفسه .. لقمان ... لن يسمح لأي أحد أن يكسره ... لا من داخل عائلته ... ولا من خارجها .. راقبت وجهه يمتقع تماما فاقدا ألوانه ... قبل أن يتحرك مبتعدا برفقة ريان إلى داخل المنزل .. تاركين إياها لغضبها ... ويأسها .. وحيرتها .. ووحدتها القاتلة .. يتبع .. | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
917Likes
.png)
العرض العادي
