11-07-18, 10:03 PM | #8081 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| :- شمس .... هناك امرأة تطلب رؤيتك في المتجر .. رفعت شمس رأسها متوقفة عن العمل وهي تسأل الموظفة الشابة بعبوس :- ألا تستطيع إحدى الفتيات تدبر أمرها ؟؟؟ أنا مشغولة .. :- لقد أصرت على رؤيتك ... تقول بأنها إحدى معارف زوجك .. الدكتور أكرم .. ذكر اسم أكرم .. كان كافيا كي تترك العمل الذي كانت تغرق فيه نفسها منذ الصباح محاولة أن تلهي عقلها عن التفكير باختطاف لقمان ... بالتوتر الذي كان يغمر العائلة كلها .. أيام مرت على اختفاء لقمان ... كل يوم كانت العائلة تجتمع في منزل آمال .. الكل باستثناء بحر .. التي تعرف شمس بأنها حبيسة منزله حماية لها .. أو ربما هي ترفض حضور هذه الاجتماعات العائلية رفضا لأن تطأ منزل آمال الطويل ... وهل تلومها ؟؟؟ في المرة الوحيدة التي رافقت فيها أكرم .. كادت أعراض الوحام تفتك بها وقد زاد الجو المتوتر الأمر سوءا .. مما جعل أكرم يصر على أن تبقى في البيت وترتاح ... حسنا .. لن تبقى في البيت بدون أي عمل بينما هو يغيب لساعات وساعات فلا يعود إلا بعد أن تكون قد نامت .. ليعود فيخرج منذ الساعات الأولى من الصباح .. كانت تستيقظ فلا تجده إلى جوارها ... فتجد طريقها إلى متجرها مدركة بأنها لن تجني إلا فقدان عقلها من انتظارها في البيت ... تأخذها السيارة ورجلي الأمن الذي تم تكليفهما بحراستها .. هه .. وكأنها تحمل أي أهمية .. وكأن الشخص الذي اختطف لقمان الطويل سيفكر بأي طريقة بأن إيذاءه شمس سيعود عليه بأي نوع من النفع ... تركت ما بيدها ... ونفضت سروالها الجينز من بقايا الخيوط العالقة به ... ومررت أصابعها بين خصلات شعرها الطويل ترتبه بسرعة بينما هي تنزل إلى الطابق الأول متسائلة عن زائرتها المفاجئة .. تلك التي تدعي بأنها إحدى معارف أكرم ... كانت ضيفتها الغامضة تمنحها ظهرها ... وتتحدث إلى موظفة البيع وهي تسألها عن قطعة ما .. لم تحتج لأكثر من ثواني قليلة كي تعرف إليها ... لقد كانت الدكتورة هناء .. طبيبة أكرم النفسية ... تراجعت شمس خطوة إلى الوراء بشيء من الاضطراب .. ما الذي تفعله هذه المرأة هنا ؟؟ من غير المنطقي أن تشعر شمس بالغيرة منها والنفور وقد أكد لها أكرم مهنية العلاقة بينهما ... بأنها صديقة قديمة منذ أيام الجامعة .. إلا أنها في كل مرة كانت تفكر بأن أكرم قد أفضى لهذه المرأة باستعادته الجزئية لذاكرته .. في حين أنه أخفى عنها هي هذا .. كانت تشعر بالغضب يحرقها .. ناهيك عن المرأة كانت ... تبا .. ليتها ارتدت شيئا أفضل من قميصها القطني والمريح هذا .. والذي تفضل عادة ارتداؤه أثناء عمله .. وكأن المرأة أحست بوجودها .. التفتت نحوها .. لتمنحها ابتسامة مشرقة وهي تقول :- شمس ... أنا سعيدة لرؤيتك من جديد .. المرأة كانت في غاية الأناقة ... جميلة ... نعم ... إنما الجمال لم يكن قط نقطة من نقاط ضعف شمس .. لقد كان شيئا آخر ... الرقي في المرأة التي بدا واضحا أنها ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب .. طولها الفارع .. مقارنة بقامة شمس الضئيلة .. هه .. وقد كانت ترتدي كعبا عاليا .. ألا يعتبر هذا بحد ذاته جريمة تستحق العقاب ؟؟؟ كانت ترتدي طقما أنيقا أزرق اللون .. سرواله الطويل أظهر طول ورشاقة ساقيها .. وحول عنقها الطويل كان يقبع عقد لؤلؤي جعلها تبدو كشخصية قادمة من عصر قديم .. فجأة ... أحست شمس بأنها كانت تبدو حقا كفتاة من العوام ... غضبها لهذا الإحساس بالنقص .. ساعدها على أن تمنح نفسها صفعة عقلية فتعود إلى صوابها وترغم نفسها على الابتسام قائلة :- دكتورة هناء .. أهلا وسهلا بك .. يا لها من مفاجأة مدهشة .. حسنا ... هي تبالغ قليلا في إظهار بهجتها .. قالت الدكتورة هناء بشيء من الحيرة :- ألم يخبرك أكرم بأنني أنوي زيارتك ؟؟ لقد أخبرته بهذا مساء الأمس .. أنا أتشوق منذ فترة طويلة لزيارة متجرك إذ أنهم يقولون بأنه الأفضل .. مساء الأمس !!! شمس لم تر أكرم مساء الأمس على الإطلاق .. هو بالكاد اتصل بها مرة ليطمئن عليها لا أكثر .. متى وجد الوقت ليتحدث مع طبيبته .. تمتمت مخفية أفكارها :- أنا متأكدة بأنه كان ليفعل لو لم يكن مشغول البال .. على الفور .. ارتسم التعاطف والقلق على وجه الدكتورة هناء وهي تقول :- آه ... أتمنى أن يعود لقمان بالسلامة ... حتى وأنا أعرف بأن .. صمتت وهي تحجب مشاعرها عن شمس التي رددت بحدة :- حتى وأنت تعرفين ماذا ؟؟ هل هناك ما تخفينه عنا ؟؟ تنهدت الدكتورة هناء قائلة :- لا .. كل ما هنالك أن نسبة عودة الضحايا في حالات كهذه نادرة جدا يا شمس .. أنا طبعا لن أقول شيئا لأحد أفراد العائلة وخاصة أكرم ... إلا أنني أخشى من تأثير الأمر عليه عند انتهائه .. لم تشعر شمس بالرغبة بقتل أحدهم منذ فترة طويلة ... هذه المرأة التي كانت تتصرف بشيء من عدم اللباقة المقنعة بالرقي .. لم تفكر بأن شمس أحد أفراد العائلة بالفعل ... وأن تذكيرها بأن لقمان قد لا يعود يمكن أن يزعجها .. رباه ... هي حقا تهتم بأمر لقمان ... هي حقا تعتبره فردا من عائلتها منذ رأته يسقط أمام متجرها مريضا قبل ما يزيد عن العام ... هي حقا تمكنت من دفن بعض أحقادها عليه وهي تدرك إلى أي حد يهتم أكرم لأمره .. هه .. على ذكر أكرم ... شمس تفهم طبعا بأن هذه المرأة صديقة قديمة لأكرم ... وطبيبته الحالية .. إلا أن سماعها تتحدث عنه بهذه الأريحية .. خاصة في ظل التباعد المؤقت بينه وبين شمس .. كان يثير أعصابها .. قالت بجفاف :- نحن نفضل الاحتفاظ بتفاؤلنا انتظارا للأفضل .. وأكرم لم يكن يوما من النوع الذي يستسلم لليأس .. هو عنيد للغاية .. نظرت إليها هناء متفحصة :- هذا صحيح .. خاصة عندما يريد شيئا بما يكفي من القوة .. وفي الآونة الأخيرة .. هو يريد بيأس أن يتذكر ما خسره من ذاكرته يا شمس .. شحب وجه شمس .. وتصريح هناء يأخذها على حين غرة .. لاحظت ردة فعل شمس المجفلة فتابعت :- وأنت لا تساعدينه على الإطلاق في سبيل تحقيق هذا يا شمس .. قالت شمس بخشونة :- أنت تساعدينه بما يكفي كما أرى .. قالت هناء بجفاف :- من الواضح أن مساعدتي له ليس كافية بما أنه حتى الآن يعجز عن تذكر أي شيء .. لابد وأنك تعرفين إلى أي حد يؤلمه الأمر .. أن يشعر بأنه يقف على حافة التذكر .. في حين أن عنادك أنت ما يمنعه .. هتفت شمس بغضب :- وما علاقتي أنا في الأمر ؟؟ اقتربت هناء لتلتقي عيناها بعيني شمس قائلة :- أنت كنت هناك .. أنت تعرفين بالتأكيد ما دفع عقله الباطن لنسيان تلك الأشهر من عمره .. إلا أنك ترفضين الاعتراف بالأمر لأنك لا تريدين منه أن يتذكر .. ما الأمر يا شمس ؟؟ هل كان ينوي بالفعل أن يتركك قبل ذلك الحادث ؟؟ أهذا ما تحاولين منعه من تذكره ؟؟ اكتشافه أنك لم ولن تكوني أبدا الزوجة المناسبة له ؟؟ ارتفعت يد شمس بدون تفكير نحو هناء الي التقطت معصمها قبل أن تصل يدها إلى وجهها .. في توقع تلقائي لردة فعل شمس العنيفة هذه .. كانت ما تزال ممسكة بها .. بينما تبتسم بتهكم قائلة :- كما توقعت ... رد فعل يلائم بالضبط شخص مثلك .. مبتذل وبعيد عن الثقافة . سحبت شمس يدها وهي تتراجع .. عيناها تبرقان بشراسة وهي تنظر إلى المرأة التي خلعت عنها رداء اللطف والتحضر ... لقد عرفت شمس منذ قابلتها للمرة الأولى بأنها شخص لا يمكن الثقة به .. وقد كانت محقة .. هي أبدا لن تسمح لنفسها بأن تتجاهل غرائزها مجددا .. قالت بجفاف وهي تدلك معصمها :- دعيني أخمن .... أنت مجرد امرأة عانس أخرى تعتقد بأن أكرم كثير على امرأة مثلي .. في حين أنها لابد وأحق به ... صحيح ؟؟؟ هزت هناء كتفيها قائلة :- لأكون صادقة معك ... أنا لم أنظر قط إلى أكرم من هذا المنظور ... إلا أنني وبعد أن التقيت به مجددا .. حسنا .. هو بالفعل كثير عليك .. أنت لا تستحقينه .. في حين أنني أنا أنسب له .. ابتسمت شمس بشيء من اللؤم وهي تقول :- أتعلمين ؟؟ أذكر أن نيفين قالت لي الكلمات ذاتها بعد أسابيع فقط من زواجي من أكرم أول مرة ... كانت تطل من عينيها نفس النظرة التي أراها الآن في عينيك .. نظرة فائضة بالحقد والغيرة ... ولفترة من الزمن ... استغلت فقدانه لذاكرته وتمكنت من الزواج منه .. هه .. لينتهي الأمر بها مطلقة بعد فترة قصيرة مع طفلة صغيرة .. أكرم لم يحتج سوى لأن أعود لأظهر في حياته مجددا كي يعود إلي ... أنت لا تمتلكين حتى عنصر فقدانه ذاكرته كي تحاولي نشب مخالبك فيه ... رفعت هناء رأسها وهي تقول :- أنا أمتلك ما هو أفضل ... أنا أمتلك ثقته ... بالإضافة للوقت .. ضحكت شمس وهي تتراجع أكثر ... مشيرة لموظفتها التي كانت تراقب المعركة الكلامية بين الاثنتين بعينين واسعتين :- هلا رافقت الآنسة خارجا ؟؟؟ إذ أننا لا نمتلك في متجرنا ما يناسبها ... ثم ألقت نظرة أخيرة نحو هناء قائلة .. وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة وقالت :- إن ظننت بأن هذا يكفي كي يوقع برجل كأكرم فأنت مخطئة ... في حين أنني أمتلك ما يكفي كي أعرف بأنه أبدا لن ينظر مرتين إلى امرأة عديمة الكرامة و الكبرياء ... امرأة مغرورة إنما تموت من الغيرة من أشخاص يحظون بما لن تحظى به في حياتها أبدا .. امرأة مبتذلة بما يكفي كي تعلن بانها لا تمانع سرقة رجل من امرأته .. مثلك أنت .. وجه هناء كان واجما .. ومغلقا وهي تراقب الكلمات التي كانت تغادر فم شمس :- أنا أمتلك قلبه ... وبدونه .. أنت لا تمتلكين فرصة حتى لأن تكون ممسحة أقدام في حياته ... بالإذن الآن يا دكتورة ... هناء ... إذ لدي الكثير من العمل في انتظاري قبل أن أوافي زوجي في منزل العائلة خلال ساعة كي نناقش الأزمة العائلية التي لا تخصك ... وأتمنى حقا ألا أراك مجددا ما حييت .. دون أن تنتظر خروج هناء ... استدارت عائدة إلى ورشتها ... لتلاشى ابتسامة الثقة وقد باتت آمنة من نظرات غريمتها .. وغمرها مرة واحدة كل القلق والخوف اللذين كانت تكبحهما داخلها .. يتبع .. | |||||||||
11-07-18, 10:04 PM | #8082 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| :- حسنا ... ألن تتحدثي إلي فتخبرينني بالتفاصيل ؟؟؟ تظاهرت جنى بأنها لم تفهم مغزى سؤال مريم وهي تقول :- لا أعرف عما تتحدثين بالضبط .. كانتا تسيرا عائدتين من الجامعة .. وقد اعتادتا سلوك الطريق نفسه منذ سنوات بحكم إقامتهما في الشارع نفسه .. الشارع كان هادئا رغم تجاوز الوقت الظهيرة .. ولكم كانت جنى تحب السير في جو كهذا .. عادة كانت تفضل السير برفقة مريم حيث تتبادلان الكثير من الأحاديث .. إنما قطعا ليس الآن وهي في حالات فضولها القصوى .. :- هلا توقفت عن استغفالي .. لقد رأيتك كما رأتك كل فتيات الشلة عندما تركتنا واندفعت نحوه بدون أي تردد بينما كان يبدو وكأنه يبحث عن شيء ما .. وقبل أن تتابعي استغفالي .. أنا أتحدث عن ريان .. هزت جنى كتفيها قائلة :- ليس هناك ما أقوله لك ... لقد بدا لي في تلك اللحظة ضائعا ... فاتجهت إليه لأسأله إن كان يبحث عن شيء ما ... لقد أردت مساعدته لا أكثر .. نظرت إليها مريم عابسة :- هل تدركين بأنك بتت مركز أحاديث الفتيات منذ ذلك الحين ؟؟ الكل يتساءل إن كان هناك شيء يجمع بينكما .. توقفت جنى عن السير فجأة وهي تقول غاضبة :- ومنذ متى نهتم بما يقوله الآخرون ؟؟؟ :- نهتم به منذ البداية يا جنى ... أم تراك نسيت بأن زوجة أبيك تراقبك بطريقة ما وتنتظر منك غلطة ؟ شحب وجه جنى ... وهي تتذكر المرة التي اعترفت فيها لمريم بأكبر أسرارها ... السر الذي لا يعرفه أحد .. ولا حتى والدتها ... رباه ... حتى والدها لا يعرف .. بالأدق .. هو لا يرغب بأن يعرف .. همست جنى :- ليس هناك ما أخاف عليه منها ... لقد تحدثت إليه بشكل عابر يا مريم .. :- لا ... الأمر ليس عابرا .. بعد تصرفك ذاك .. الكل سيلاحظ بأنك تكثرين التردد إلى مكتبته .. وبأنك تفعلين هذا لا غراما في الكتب ... بل لأجل شيء آخر تماما .. لأجله هو .. رغما عنها ... احمر وجهها وهي تتذكر لقائهما الأخير ... رباه .. لقد اعترفت له بكل وضوح بأنها معجبة به ... رغم أنها ماهرة في اختلاق الكذبات ... هي لم تستطع أن تخفي عنه هذا ... إلا ريان ... الشخص الوحيد الذي تجد نفسها عاجزة عن الكذب عليه .. تمتمت :- حسنا .. مكتبته مكان عام ... ومن حقي التردد عليها وشراء الكتب منها كأي شخص آخر .. بدا اليأس على مريم وهي تقول :- جنى .... أنا وأنت صديقتان منذ ما يقارب الأربع سنوات .. لطالما لهونا واختلقنا القصص حول أشخاص مختلفين ... أساتذة ... زملاء ... أشخاص غرباء .. تبا ... لقد حلمنا يوما بأن عامل الكافيتيريا الوسيم في الكلية هو جاسوس يعمل لصالح الكي جي بي .. وأننا سنكشفه يوما بذكائنا الخارق فيقع في غرام إحدانا ويختطفها إلى بلده الأم ويتزوجها هناك .. رغما عنها .. ضحكت جنى وهي تقول :- حسنا ... لقد كانت قصة جيدة ... وأنت لا تستطيعين الإنكار .. ابتسمت مريم باستسلام لوهلة بسيطة .. لتعود فتقول بجدية :- جنى ... أنا أخاف عليك من زوجة أبيك ... أنا أخاف على سمعتك .. ارتعدت جنى وهي تتذكر الطريقة التي أمسك بها يدها مساء الأمس ... لقد كانت تلك المرة الأولى التي يمسك بيدها رجل غريب .. إلا أن ريان لم يكن غريبا على الإطلاق ... لقد كان ... لقد كان ريان .. :- رباه جنى .... أنت تحبينه حقا ... أليس كذلك ؟؟؟ اغرورقت عينا جنى بالدموع وتصريح مريم يضعف كل حصونها ... فهمست قائلة :- أنا لا ... أنا لا أعرف .. تنهدت مريم وهي تقول :- جنى .... لم لا تتوقفين عن زيارة مكتبته لفترة من الزمن ؟؟ على الأقل حتى تعرفي حقيقة مشاعرك اتجاهه ؟؟ حسنا ... كلام مريم كان منطقيا .. ولكن ... أن تمر أيام دون أن تراه ؟؟؟ ألا تعرف ما حدث من تطورات في قضية أخيه الأكبر ؟؟ أن تعرف بأنه حزين وقلق .... دون أن تتمكن من تقديم المواساة إليه ؟؟؟ عندما وصلتا إلى المبنى حيث تقيم جنى ... ودعتها مريم قائلة :- أراك غدا .. اتصلي بي مساء إن وجدت الفرصة كي نتحدث .. لوحت لها جنى بينما هي تراقبها تبتعد .. ثم دلفت إلى المبنى ... في الطابق الثالث حيث تقع شقة أبيها .. قرعت الجرس دون أن تستخدم المفتاح الذي قدمه لها والدها قبل سنوات كي تستخدمه لفتح الباب ... خلال الوقت الذي استغرقه فتح الباب .. تمكنت من حجب مشاعرها وهي ترى وجه زوجة أبيها البارد وهي تقول :- أنت متأخرة .. لم تتعب نفسها بتقديم تفسير .. تمتمت :- آسفة .. عندما أرادت أن تدخل ... لم تفسح لها زوجة أبيها الطريق .. بل قالت بجفاف :- هناك ضيف برفقة أبيك في غرفة الجلوس يرغب بمقابلتك .. رمشت جنى بعينيها وهي تحدق بزوجة أبيها دون أن تستوعب ما تقوله .. لتوضح لها الأخيرة :- والدك هو من طلب أن أبلغك بهذا فور أن تصلي .. حضري نفسك ... ورتبي ملابسك .. لتقدمي القهوة خلال دقائق .. عندها فقط ... أفسحت لها الطريق سامحة لها بالدخول إلى البيت ... مضطربة ... لم تتمكن جنى من طرح أي سؤال تمنح من خلاله زوجة أبيها أي نوع من الرضى ... في غرفتها .. وبيدين مرتجفتين .. بدلت ملابسها بأخرى أكثر ترتيبا وعقلها يحاول تحليل الأمر ... مرة بعد مرة لتقفز النتيجة إلى رأسها واحدة في كل مرة .. لا ... مستحيل ... لا ... عندما خرجت ... تلف حجابها المفضل حول رأسها ... وجدت زوجة أبيها في انتظارها حاملة صينية القهوة ... بطرف عينها كانت قادرة على رؤية أخويها نصف الشقيقين وهما ينظران إليها من مكانهما في الصالة وعلى وجهيهما نظرة استمتاع ... تناولت الصينية منها .. ودخلت إلى الغرفة التي صدح منها صوت والدها يضحك على شيء قاله الطرف الآخر ذو الصوت الخشن .. الرجل كان ضخما ... آه ... لقد كان ضخما للغاية ... وقد كان هذا الوصف الوحيد الذي استطاعت جنى أن تصفه فيها .. كان مليح الشكل إنما بطريقة خشنة .. ملابسه أنيقة .. إنما متكلفة للغاية وكأنه يحاول أن يثبت شيئا من خلالها ... عندما رفع عينيه إليها .. ورغم شكها السابق في الأمر وعدم تصديقها له رغم منطقيته ... عرفت جنى وهي ترى نظراته الجائعة والمتفحصة بأن هذا الرجل لم يكن إلا عريسا جاء ليطلب يدها ... بمعجزة تمكنت من السير قدما دون أن تسكب القهوة ... بمعجزة تمكنت من الجلوس إلى جانب أبيها المبتهج دون أن تظهر ارتعاش يديها ... بصعوبة ركزت عينيها في الأرض دون أن تفضح دموعها ... لا أحد .. كان يعرف كم كانت تموت في تلك اللحظة ... لا أحد على الإطلاق .. يتبع .. | |||||||||
11-07-18, 10:05 PM | #8083 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| ( هل اشتقت إلي ؟ ) أنفاسه كانت عنيفة بحيث تردد صداها في فضاء الغرفة الصغيرة ... عيناه واسعتان وهو يحدق في الخيال الواقف في الزاوية ... خيال أسود .. مظلم .. إلا أنه كان قادرا على تمييز الملامح المألوفة .. ظلت حبيسة عقله الباطن لسنوات دون أن يعترف بأنها موجودة .. :- لا ..... مستحيل .... مستحيل ... ( هل اشتقت إلي ؟ ) صوتها الأجش كان أكثر وضوحا من أن يكون وهما ... إنما ... هل ما يزال حقا قادرا على التمييز بين الوهم والواقع في وضعه الحالي ؟؟؟ أغمض عينيه معتصرا إياهما ... يردد بدون توقف .. بصوت هامس ضعيف يغمره الألم :- مستحيل ... مستحيل ... أنت لست موجودة ... لست موجودة ... فتح عينيه مجددا عندما قابله الصمت ... متوقعا أن يرى الخيال الأسود قد اختفى ... إلا أنه كان ما يزال هناك ... في الزاوية .. دون أن يتحرك خطوة من مكانه ... لم يكن قادرا على رؤية عينيها في الظلمة ... إلا أنه كان قادرا على تخيلها وهي تنظر إليه صامتة ... كان يعرف بأن مجرد توجيهه الكلام إليها ... محض جنون تام ... إلا أنه لم يملك إلا أن يقول بصوت أجش :- لا يمكن لك أن تكوني هنا ... أنت غير موجودة ... غير موجودة ... أنت لست حية ... أحنى رأسه يقول بصوت أشبه بالنحيب :- أنت ميتة .... ميتة ... لقد رأيتك تموتين ... صرير الباب يفتح جعله يرفع رأسه مذعورا ... الضوء القادم عبره كان كافيا لدفعه للنظر مجددا نحو تلك الزاوية ... رمش بعينيه يحدق في المكان الخالي ... لا أحد ... لا أحد هناك ... رباه ... هل فقد عقله ؟؟؟ وجد نفسه يضحك ... يضحك ويضحك ... ضحكا هستيريا بدا غريبا لمسامعه ... وصوت خاطفه يقول بهدوء من عند الباب :- هه ... يا لها من خيبة أمل ... أن تكون ضعيفا إلى حد فقدك لأعصابك فور رؤيتك شيئا من الدم ... عشرين سنة ... دللتك أكثر مما ينبغي .. عشرون سنة ... هل كانت حقا عشرين سنة ؟؟؟ لماذا يشعر بأن يوما واحدا لم يمر على خروجه من ذلك المستنقع الذي يجد نفسه الآن وقد عاد إليه من جديد ؟؟؟ اقترب الرجل .... خطواته بطيئة ... حذاءه القديم يغوص في الدماء التي بدأت تجمد .. انحى الرجل ... غامسا أصابعه فيها .. ثم تابع طريقه نحو لقمان ... قدماه تتركان آثارا واضحة وراءه ... لم يستطع لقمان إزاحة عينيه عن تلك الآثار ... نظراته جامدة ... عاجزة عن رؤية أي شيء سوى صورة الجسد العظمي وهو يسقط غارقا في دمائه عند قدميه ... أصابع لزجة ... مرت ببطء فوق وجنتيه ... فوق جبينه ... أنفه ... ثم فوق شفتيه ... عندما ارتعد جسده ... أصدر الرجل صوتا مهدئا كما لو أنه يخاطب حيوانا ثائرا :- شششش ... لا بأس ... لقد عدت إلى البيت الآن ... أنت بخير ... أترى ... أنت في حوزتي من جديد .. الأصابع نفسها .... امتدت لترفع ذقنه فترغمه على النظر إليه .. للحظات طويلة .. حدق فيه لقمان .. يرتجف .. عقله ضبابي بكل ما عاناه حتى الآن ... عاجزا إلا عن رؤية أي شيء سوى النظرات الجامدة للرجل .. عاجزا في تلك اللحظة عن تمييز أي شيء سوى صوته العميق وهو يسأله :- ما اسمك ؟؟ ( ما اسمك أيها الأسود ؟؟ ) ( ربما علي أن أمنحه اسما يناسبه ) ( لنرى مما مصنوع أنت أيها الفتى .. وأي اسم تراك تستحق أن تنال ) .. أغمض عينيه بقوة .. يحاول أن يستعيد شيئا لم يتمكن في تلك اللحظة من الإمسك به .. شيئا كان يفلت من بين يديه ويتسرب كالزئبق هاربا منه .. ماضيه .. حاضره .. ماهيته ... كل شيء كان يذوب ويختلط فتتشتت حقيقته ... ما كان هناك من حقيقة ... سوى الرجل الذي كان يقف مطلا عليه .. يسأله مجددا .. بحزم أكبر هذه المرة :- ما اسمك ؟ عندما فتح شفتيه الجافتين ... عندما نطق .. كان صوته خشنا .. أجشا .. يائسا وهو يقول :- قيد ... اسمي هو قيد .. انتهى الفصل التاسع عشر بحمد الله قراءة ممتعة | |||||||||
11-07-18, 10:13 PM | #8084 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام
| تم تنزيل الفصل التاسع عشر بحمد الله قراءة ممتعة للجميع الفصل القادم بإذن الله حيكون فصل مليان أحداث مشوقة و تطورات كبيرة مع الأبطال ... في انتظار تعليقاتكم على الفصل و آراءكم به | |||||||||
11-07-18, 10:18 PM | #8085 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 592 ( الأعضاء 321 والزوار 271) gogo3046, آية يوسف, Glories1, طيبةتوتو, ouertaniradhia, وعودي للأيام, ام علي اياد, ايشورايا, sama mohammad, Reanh, atmin, ستيتش, طائره النمنمه, إسراء فضل الله, lolo75, taljaoui, ايمان م حسن, Basmaa masoud, مينى10, Statin, سرى النجود, Ayøøsh, NORAMOR, fati88, ايمان حمادة, Sara199, mero86, أزعجهم هدوئي, اسيل الضبع, m7s, رونه123456789, سمر حمدي, ميمات4, ام اروى العرابي, Dr. Samah, om joury, rere87, روحي حرة, زهوري الحلوة, عصفورة القلب, Ryanaaa, aya el-swahly, الوية احمد علي, princess of love, noof11, رهف احمد90, salma 97, Ra Rashad, rontii, Reem ali 13, dodoalbdol, نونا لبنان, salma adam, lolololy909, امايا, ALana, deegoo, zezeabedanaby, Roro2005, الاوهام, Malk Khaled, walaaqasim, نور الامال, عماد فايز, مرمر1, lolo.khalili, s.m..ssous.m.s, حب الدنيا, Renad omar, Sakina18, kamsed, Amira Samir, يسورة93, نور محمد, رانياإمام, نورالله, وفيقة2003, imoo, Rania.osman, fatma22, noor ahmad27, fattima2020, sasomonem, aicha benali, ندى المطر, Purple Angel, رزان عبدالواحد, الاميرة السندريلا, soma samsoma, فارس مصرى, knight, عبير الجنه, نسمة صيف 1, lina eltayeb, nourelhayat233, doaa10, meme7, Janne, lelly, dekaelanteka, Aya yoga, نداء1, livelovetyer, امانى منجى, Mai khaled, الشيماءعمر, همسةحلم, Diego Sando, drm, أسماء44, sarascara, Better, ksuhaila, كادىياسين, rosetears, esraaalatar18, korkom, عطر عطر, بلاكو, قلب حر, مارينا جمال, ميهاف, next.tonever, بناتي حياتي, هازان محمد, Electron, همس 77, فاطمة علوش, ياسمينة الماضي, أمواج الغلا, N123bg, عاشقه المطر, شهد كريم, حنين123456, safiato966, اسراء رفاعي, نوف بنت ابوها, Hendalaa, نجاح جنا, nawara2000, Tulip tota, الغربه, ساهرية حتى النخاع, sss616, Gogo01, sara-khawla, thebluestar, Hadaldal, داليا انور, eiman hashem, Gogo abd, مالي عزا من دونك, Hagora Ahmed, muneeera, Nahla alex, noor1997, يمنى اياد, seham26, za.zaza, م.ح.ع, Amouur12, لولة العسولة, 1000douniazad, تيتيانا, ميمي الحالمة, Bookreader, سامية الروح, EMMO, Fatima hfz, الروح الهائمه, اشرقت هاني, ~لحن الذكريات~, سوما, محمود أحممد, سحرمجدي, أسـتـر, اويكو, سمواحساس, hope 21, غرام العيون, 3Samar, twito, sabine algerian, Hager Haleem, rasha emade, فاطمة عاشور, حلا هشام, silver~light, ام احمدوايادواسر, جومانه عادل, sarry, الغفار, Maro na, jiada seleem, التوحيد, افاق, مون شدو, جوهر حياتي, هبة النورى, عطر زهرة, لؤلؤة سوداء, لؤلؤة الحزن, شيمو العاقلة, roger fedrer, Miss.ladon, عماد جاد, Mns, smsm sky, mira maram, ايتن اسامة, مريم حين, hanaa85, دلووعة2, aa elkordi, مريم المقدسيه, بوران شعبان, منزيس, نرجس20, Banan99s, شيخه4762, siham safi 22, رشا عادل, منى مصري, almoucha, la princesse * malak, Revana, يافا, airlive, Jojo90, عطر الوردة, EkRaM-KH, بنت سعاد38, أمال بورموز, rannar, princess of romance, memejud, haneen el nada, sajanody, Rand issa, رانيا زهير, maynou1286, الميزان, هبة الله 4, ارفق بأحبابك, SOL@RA, نبا الطائي, خلودسامح, Qwerzxcv, best smile, نيو ستار, forbescaroline, همس الريح, zazarim, simsemah, sunlight, doaa eladawy, بسنت احمد بسنت, memo77, dodo elbadry, Fofo Fofo, نوت2009, غدیر, مِــزاجـِـيَّة, Selinn, تالا توتة, سارة ثامر, yasser20, زهرة الغردينيا, fatiroze, meryana, beetto, Basms, جلاديوس, واثق الخطا, هيون القحطاني, beshoo2, القبلان, widad82, دينا عبيدالله, noura 203, مانوش, sira sira, ندى محسن, منالب, ..swan.., ياسمين نور, r_501, Bodotemo, غروري مصدره أهلي, هبوش 2000, Alzeer78, houda4, yeoli 12, rawand girl, basmah smile, shadow fax, sosoangle, sara8639, امنه عمر, markunda, الحنونه جوجو, ام الارات, omangirl5, انبثاق فجر, للطفش عنوان, درة البحر2, marwaadel, أمل الشرقاوى, عاشقة الحرف, Alice laith, Salahagawa, برومالي, Eymo-8, رمااااانه الحلوة, اسماء2008 | ||||
11-07-18, 10:36 PM | #8088 | ||||||||
نجم روايتي
| عندما فتح شفتيه الجافتين ... عندما نطق .. كان صوته خشنا .. أجشا .. يائسا وهو يقول :- قيد ... اسمي هو قيد .. يااااويلي قلبي والله عوار ب قلبي عليييك يااااااا لق لق الحكييم يصاب بالهستيريه | ||||||||
11-07-18, 10:41 PM | #8089 | ||||
| فصل رااااااااااائع بلووو اعتقد بحر اعطت لثروت اول طرف الخيط في البحث عن لقمان بالحديث عن مخاوف لقمان من عودة الماضي اكيد بيكون ثروت فهم انه بخصوص العصابه ياريت يعرف يلاقي لقمان وينقذه لان اللي مر بيه ابدا ماراح ينساه بسهوله قمر وبحر واللقاء بينهم .ز قمر وبحر اكتر اثنين تم خذلانهم بالروايه واحده خذلها الحبيب والتانيه خذلها الاهل دموع قمر بتوجعني .. وجع بحر وخوفها على لقمان اكبر دليل على انها لسه رغم كل ما شافته منه الا انها ابدا ماقدرت تكرهه ورده وعمر ومعرفته بان خطوبتها وكنان مزيفه بس ابدا مش مرتاحه لتقرب عمر من ورده معقول يكون بسبب اعجابه بيها زي ما قال واذا كان دا السبب هو متله متل كنان ما بيقدر يرتبط ببنت الا اذا كانت من مستواهم الاجتماعي وهو واضح بيرضخ لاهله والا ما كان وافق على زواجه من جمان بالطريقه دي .. يبقى ليه بيتقرب من ورده ؟ ممكن يكون عناد لكنان مثلا ؟ ياترى رد فعل كنان لو عرف انها راح ترافق عمر متل ما طلب منها لقمان واضح راح يستسلم لرئيس العصابه خاصة انه قدر يخليه ينطق باسمه (قيد) ابدا ما اتوقعت يصعب عليا لقمان بيوم بس بجد زعلانه على وضعه شمس ياترى متل ما قالتلها الدكتوره الوقحه ان اكرم كان راح يتركها عشان كدا هي خايفه من رجوع ذاكرته ؟ بس واضح انها عامله مصيبه وعشان كدا هى خايفه بلوووووو ياترى المشهد اللي سببلك صداع واكتئاب نزلتيه ولا لسه ؟ انا بتمنى يكون هو مشهد موت نادين بس حاسه ان راح يكون في مشهد اصعب ربنا يستر مبدعه غاليتي | ||||
11-07-18, 10:44 PM | #8090 | ||||
| القفله صعبه هل انهار لقمان ام انه يلعب علي العدو .... شمس وهناء ...هناء بجحه بس كالعاده انجذاب اكرم وبعده عن شمس ممكن يخلبها تدخل في حياتهم ....بحر وتعاطفها مع لقمان مش مريحني بس لولا تعاطفها ماكنش ثروت هيفكر في العصابه .....عمها يستاهل اللي حصله ولقمان كمان اللي عمله فيها مش سهل ولا يغفر لمجرد انه تمسك بيها شريرة انا...نورا وتخليها عن بحر صدمه كبيرة لبحر وليها حق توقعها من حياتها ...كان نفسي اقرأ مشهد لعمران بيوحشنا 😀...منتظراكي ...الفصل كان موتر واحداثه متعبه وده معماه استنفذه ليكي المشاعر واضحه وحساها عمر مش غارفه عايز ايه من ورده هل اعجاب ام غيرة من كنان ولا مزقوق من ام كنان.......تسلمي ويسلم ابداعاتك لينا 😘😘😘😘 | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|