آخر 10 مشاركات
الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree917Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-18, 10:01 PM   #8351

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


سيتم تنزيل الفصل خلال دقائق
الرجاء التوقف عن التعليق كي لا تتم مقاطعة الفصل


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:03 PM   #8352

emily yong

? العضوٌ??? » 352044
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 291
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » emily yong is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد 🌷🌷🌷🌷
تسجيل حضوووووووور 💞💞💞💞💕💖💖💕


emily yong غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:04 PM   #8353

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل العشرون


:- دعني أرى ذراعك ...
انكمش مبتعدا ... ملتصقا بالجدار أكثر .. صوتها المهدئ لا يساهم البتة في تخفيف إحساسه بالوجل والحذر .. جزء من عقله المشوش ذكره بأنه يعرف هذا الصوت .. وأن هذا الصوت يرتبط عادة بالأمان الذي كان نادرا ما يشعر به ...
:- قيد .... أنا لن أؤذيك ... دعني أرى ذراعك .. أظنها مكسورة ..
من خلال عينيه المتورمتين ... نظر إلى وجهها الأسمر .. متعرفا إلى ملامحها المألوفة ...
:- أرجوك ... دعني أهتم بك ..
:- دنيا .... هل دنيا بخير ؟؟؟
:- هي بخير ... لقد كنت معها منذ دقائق ... هي والقط ... هما بخير .. أقسم لك ... دعني أرى ذراعك ..
بعد لحظات من التردد ... منحها ذراعه ... لتحيطها بيديها برفق لم يكن كافيا ليمنعه من إطلاق أنين ألم مكبوت ... قالت بشفقة :- تستطيع أن تصرخ إن أردت ... لن يلومك أحدهم ...
لم يصرخ ... ولم يمنحها هو السبب الذي يمنعه من أن يصرخ ... هو لن يمنح أحدا أي دليل ضعف يمسكه ضده ...
:- هي ليست مكسورة ... إنما مرضوضة بشدة ... من الأفضل أن تستخدمها بحذر خلال الأيام القادمة ..
لم يقل شيئا ... وهي لم تتوقع منه أن يفعل ... المرات القليلة التي كان يدور بينهما أي حوار .. كان حديثهما دائما أحادي الجانب ...
بهدوء ... ويدين ثابتتين ... بدأت بتنظيف جروحه .. تلك التي خطت فمه ... أخرى شقت جبينه ... تمتمت بشبح ابتسامة :- أتساءل إن كنت سأراك يوما أكثر تمردا من أن تنال عقابك صامتا ..
عندما لم يرد ... رفعت ذقنه تنظر إلى عينيه الصامتتين ... وقالت بهدوء :- لماذا لم ترحل يا قيد ؟؟؟ تستطيع أن ترحل ... أن تخرج من هنا ... فلا تعود أبدا ... ما الذي يبقيك ؟؟؟
قال بخشونة :- ما يبقيك ... ما يعيدك مرة بعد مرة ..
تنهدت وهي تقول :- أنا لا أملك خيارا آخر ... كما أنني إن رحلت .. من تراه يهتم بك ...
:- ومن تراه يهتم بهم هم ؟؟
:- هم ليسوا مسؤوليتك .... أنت لست مكلفا بحمايتهم ...
:- أنت أيضا عاجزة عن حمايتهم ...
نظرت إليه مليا ... حزن عميق يغمر عينيها وهي تقول :- يوما ما ... سأثبت خطأك ... وأكون موجودة عندما تحتاج أكثر من أي وقت آخر إلى حمايتي ..



فتح لقمان عينيه فجأة ... يحدق بالظلمة من حوله .. أنفاسه عنيفة ... ثقيلة .. كان يشعر بالألم في كل خلية من جسده مع كل نفس يخرج منه .. ذراعه .. التي كان يقدر بأنها لن تعود مجددا لما كانت عليه إن قدر له يوما أن يخرج من هذا المكان ... أعلى كتفه .. حيث كان الحرق ما يزال طازجا .. و ... وصدره ... حيث كان لقمان يشعر بشيء من الذعر من أن يخذله قلبه في أسوأ لحظة ممكنة ...أغمض عينيه كما كان يفعل منذ أسره .. هاربا من الظلمة لتلك التي كان يصنعها بيديه ... متعهدا بأنه لن يقضي دقيقة قادمة من حياته في قلب الظلمة من جديد ... بأنه لن يغلق عليه بابا ... ولن يكون وحيدا في غرفة منفردة ما عاش ...
لو قدر له أن يعيش ... وهو ما يشك به ...
( لم أعهدك متخاذلا إلى هذا الحد )
رفع عينيه المتسعتين نحو ذلك اظل في الزاوية ... أغمض عينيه للحظة من جديد .. ثم فتحهما وهو يقول بصوت أجش :- أنا أهلوس ... أنا أهلوس لا أكثر ..
( هل أبدو لك كهلوسة ؟؟ )
:- أنت ميتة ... لقد رأيتك ميتة ... لقد قتلوك أمام عيني ...
( لماذا ؟؟؟ لماذا قتلوني يا قيد ؟؟ )
اغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول :- بسببي ... بسببي أنا ... أنا لم أستطع حمايتك ..
صوتها الذي كان يضج داخل عقله قال بحزن :-
( لم تكن مهمتك أنت أن تحميني يا قيد ... لقد كانت مهمتي انا أن أحميك )
هتف بخشونة :- لا تناديني بهذا الاسم ...
( أتريدني أن أناديك بلقمان ؟ )
:- لا ..
( لماذا ؟ )
أشاح بوجهه عن صورتها التي كانت بالضبط كما عرفها في الماضي ... دافئة ... حزينة ... قوية .. إنما عاجزة .. وقال بصوت مختنق :- لأنني لا أستحق بأن أكون لقمان بعد الآن ...
( هل ترغب بأن تكون قيدا ؟؟؟ )
عندما لم يقل شيئا .... تابعت ..
( عندما كنت قيدا ... أنت كنت عاجزا .. كما كنت تقيد غيرك بك .. أنت كنت تكوي نفسك بك .. أنت لم تتمكن من التمرد حتى اعتنقت نفسك ... حتى آمنت بأن جزءا منك لا يمكن إلا أن يكون لقمان )
قال بصوت مكتوم :- ومن يكون لقمان ؟؟؟
( أنت أخبرني ... أنا لم أعاصره ... أنا لم أعرفه قط )
:- لن ترغبي بأن تعرفيه ... هو أقل قيمة من أن يعجبك ..
( حدثني عنه )
مئات الصور تلاحقت أمام عينيه وهو يتذكر العشرين سنة الماضية .. فتمتم :- هو رجل قاسي .. ظالم .. متجبر ... هو شخص لم يحب قط شخصا غير نفسه في حياته ..
( هل أحببت نفسك حقا ؟ )
صمت للحظة ... ثم قال :- لا ...
( وماذا عنها .... ماذا عن بحر ؟؟؟ )
أغمض عينيه بقوة وهو يردد اسمها :- بحر ...
( أنت لن تمتلك القوة للقتال حتى تؤمن بنفسك يا قيد ... كما فعلت منذ عشرين عاما ... أنت ..... )
صرير الباب أسكتها ... ذلك الصرير الذي دفع قلب لقمان للخفقان بقوة كادت توقفه ... بذعر غير منطقي .. نقل بصره بين الباب الذي كان يفتح ببطء وتلك الزاوية التي باتت خالية تماما في تلك اللحظة .. ليدرك سخافة شعوره ذاك فيكاد يضحك من جديد .. رباه .. لقد بدأ يفقد عقله بالفعل ..
:- أرى أنك أفضل الآن ...
لم يرد لقمان ... كما لم ينظر إلى الرجل الذي فور أن أخبره لقمان بما يريد .. تركه لساعات يتعذب باستسلامه وضعفه ..
:- أحضرت لك طعاما ... أنا لن أقبل طبعا بأن تموت جوعا بعد كل ما تكبدته من عناء..
لقد كان يحضر له طعاما بين كل حين و آخر .. وهو .. عارفا بأنه إن لم يأكل .. فقد كل قوته .. كان يسمح له بإطعامه ... ذلك الاستسلام الكريه لشخص يجد متعة في الإحساس بضعفك ..
رجل آخر كان يحمل الصينية ... بالإضافة إلى طاولة صغيرة ... ومقعد انتصب أمام لقمان خلال لحظة ... عندما خلت الغرفة إلا منهما .. جلس الرجل أمامه ... ينظر إليه بهدوء ... الضوء الشاحب القادم من الباب المفتوح و الذي كان الرجل أبخل من أن يمنحه سواه .. يسبغ غموضا على ملامحه ..
لثلاث دقائق كاملة ... لم يتحدث أحدهما ... ظل كل منهما ينظر إلى الآخر .. قبل أن يقول الرجل بهدوء :- أظن الوقت قد حان كي نتحدث حقا ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:05 PM   #8354

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- شمس .. ما الذي تفعلينه هنا ؟؟؟
لم يكن هناك استنكارا في وجه أكرم لحسن الحظ وهو يراها تخطو عبر صالة الاستقبال في منزل أبيه .. بل حيرة وقلقا وهو يتحرك نحوها مستقبلا إياها .. قالت بتوتر :- لقد أردت أن أكون معك .. أنت لا تأتي إلى البيت إلا متأخرة خلال اليومين السابقين وانا ...
اشتقت إليك ..... خفت .... ظننت بأنني من الأفضل أن أبقيك تحت ناظري .. منذ زيارة الدكتورة هناء ..
لم تتمكن من البوح بأفكارها ... إلا أنه بطريقة ما تمكن من إدراك إحساسها بعدم الأمان من خلال عينيها اللتين كانتا دائما كالكتاب المفتوح بالنسبة إليه .. أحاط كتفيها بذراعه وأدارها كي تواجه أفراد عائلته .. في نهاية الصالة الكبيرة ... كان نعمان الطويل يتحرك ذهابا وإيابا وهو يتحدث بحدة إلى شخص ما .. تمكنت شمس من تمييز ريان .. وإيناس – زوجة حماها الحالية – تجلس فوق الأريكة تضع إحدى ساقيها فوق الأخرى .. يبدو عليها التوتر وعدم الارتياح .. وكأن ما يحدث حولها يزعجها أكثر مما يثير قلقها ...
حسنا .. ومنذ متى تحب إيناس الطويل غير نفسها ؟؟؟
كنان لم يكن موجودا ... شمس لم تقابل أخ زوجها الأصغر إلا مرات قليلة ... إلا أنها كانت كافية لتعرف أي فتى أناني وطائش هو .. عدم وجوده في اجتماع عائلي يتعلق بسلامة أخيه الأكبر كان أمرا متوقعا ..
بعد تحية مختصرة من إيناس التي لم تظهر أي نوع من السرور بحضور شمس ... همست شمس في أذن أكرم :- ما سبب اختيار منزل إيناس هذه المرة ؟؟؟ عادة ما تجتمع العائلة في منزل آمال ...
قال واجما :- لقد كان قرار أبي ... ما فهمته أن ثروت قادم خلال دقائق برفقة بحر ... وأنا أشك بأن أي منهما سترغب في الاجتماع بالأخرى في منزلها ...
خفق قلبها بقوة وهي تقول :- بحر !! ... هل بحر قادمة ؟؟؟ لماذا ؟؟
قال عابسا :- لقمان زوجها إن كنت قد نسيت يا شمس ... من حقها أن تكون موجودة ... سبب غيابها سابقا هو سوء علاقتها بوالدتي لا أكثر .. كما أن ثروت اتصل ليلة الأمس بأبي كما فهمت ... لديه معلومات جديدة سيخبرنا عنا فور وصوله ..
أظلم وجهه وهو يقول :- أرجو أن تكون معلومات مفيدة هذه المرة ... بحيث تمنحنا أملا في العثور على لقمان ..
لم يكد ينهي عبارته حتى دخلت الخادمة معلنة عن وصول ثروت .. أحست شمس بالبرودة في أطرافها وهي تراقب الرجل الذي عرف دائما كذراع لقمان اليمنى يدخل صالة الاستقبال الكبيرة .. يفسح الطريق لبحر كي تسبقه ..
توقف قلب شمس للحظة واحدة وهي تنظر إلى وجه ابنة خالتها لأول مرة منذ قابلتها في الحفلة .. المظهر البراق والجامد .. الزينة المتقنة والفستان الأنيق والغالي الثمن .. كلهم اختفوا .. لتجد أمامها من جديد ابنة خالتها التي عرفتها منذ أربع وعشرين سنة .. شعرها الداكن كان مرفوعا خلف رأسها على شكل ذيل حصان .. ملابسها كانت عبارة عن سروال من الجينز وسترة صوفية بيضاء اللون .. فوقها معطفا بنيا بسيطا ..
شعرت شمس بالحاجة لأن تندفع إلى بحر فتحتضنها كما كانت تفعل دائما عندما كانت طفلة .. أن تؤكد لها بأنها آمنة .. بأنها ستحميها .. إلا أنها تذكرت بأنها قد فشلت في حمايتها ... هي وغيرها من أفراد عائلتها .. والدليل .. كانت تلك الندبة البشعة التي شوهت وجهها الخالي من الزينة ..
:- بحر ... كيف حالك يا ابنتي ؟؟
ردت بحر على تحية السيد نعمان بهدوء ... ثم تلقت ترحيب إيناس المزيف بتحفظ ... إيناس التي سرعان ما عرفت بأن زوجة لقمان الطويل مهما كانت جذورها ... تستحق بمفهومها أن تتلقى الترحيب اللائق ..
ريان حياها بتحية شاحبة ... إلا أنه تمكن من انتزاع شبح ابتسامة منها مما جعل شمس تشعر بالغيرة وهي تقترب منها ..
بتشنج .. سمحت بحر لشمس أن تقبل وجنتها وتسألها برفق :- بحر ... هل أنت بخير ؟؟؟
:- بالتأكيد ...
شعرت شمس الألم يمزقها عندما تراجعت بحر عنها على الفور .. مركزة اهتمامها في الحديث الدائر بين نعمان الطويل وثروت ..
:- لقد أخبرتني بأنك تحمل أخبار جديدة ...
:- هذا صحيح ... وأنا ألوم نفسي لأنني لم أفكر بالأمر سابقا .. دفاعا عن نفسي .. أنا حقا لم أتوقع أن يكون لذلك الجزء من الماضي أي دور في حياتي أو حياة لقمان بعد الآن .. في الواقع .. أنا ما كنت لأفكر به لولا أن أشارت إليه السيدة بحر عرضا ..
قطب نعمان بشيء من القلق وهو يقول :- ما الذي تقصده يا ثروت .. اشرح لنا ..
صمت ثروت للحظات .. ينقل بصره بين الأشخاص الموجودين حوله قبل أن يقول :- الكل يعرف .. بأن لقمان قد اختفى لمدة خمس سنوات من حياته عندما كان طفلا صغيرا قبل سنوات عديدة ..
إشارة ثروت لهذا الأمر جعل حواس الكل تتحفز .. قبل أن يتابع :- إنما لا أحد يعرف إطلاقا أين كان لقمان خلال تلك الخمس سنوات ... ما الذي فعله .. كيف عاش .. ما الذي أعاده ..
قال نعمان بخشونة :- لم نستطع انتزاع كلمة منه ... إذ أنه بالكاد كان يتكلم .. حاولنا عرضه على العديد من الأطباء .. مدركين وفقا للحالة التي عاد فيها أن ما عاشه خلال الخمس سنوات المفقودة تلك .. لم يكن جيدا على الإطلاق .. إنما بعد فترة من الزمن ... توقفنا عن السؤال عندما أوضح بأنه لن يتحدث .. ما كان يهمنا آنذاك أنه قد عاد ..
صمت ثروت للحظات ثم قال :- لقمان ما كان ليتحدث في الأمر أبدا .. حتى معي أنا .. وقد كنت معه خلال تلك السنوات الخمس المفقودة ..
ساد الصمت ثقيلا .. ونظرات الجميع الذاهلة تحدق فيه ... قبل أن يقول نعمان بهدوء :- بطريقة ما ... جزء مني شك بالأمر منذ ظهرت إلى جانب لقمان قبل سنوات طويلة .. دون أن يفسر لأحدنا سبب الثقة الكبيرة التي وضعها فيك ... ثروت .. أرجوك .. خبرنا بما حدث خلال تلك السنوات الخمس .. وما علاقتها بالضبط باختفاء لقمان الآن ..
طأطأ ثروت برأسه للحظات ... ثم بدأ الحديث قائلا :- كي تعرفوا حقا علاقة الأمر باختفاء لقمان .. علي أن أعود للبداية ... للمرة الأولى التي التقيته فيها .. قبل خمس وعشرين عاما مضت ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:06 PM   #8355

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

هل أخطأ عندما جبن وتخلى عن أول اجتماع عائلي في منزل عائلته خوفا من مقابلة بحر .. وفضل حضور معرض سخيف وممل كهذا ؟؟؟
هه .. معرض خيري يهدف لجمع المال لأجل علاج حالات السرطان لدى الأطفال كما أخبره عمر قبل أيام مصرا على أن يحضر .. إلا أنه عندما وصل واكتشف أن معظم اللوحات المعروضة كانت من عمل عمر نفسه .. عرف بأن الأمر لا يزيد عن طريقة أخرى أراد من خلالها عمر المغرور أن يتبجح بها بنفسه ..
لوى فمه بامتعاض وهو يتأمل اللوحات المرسومة بإتقان .. إن كان يستطيع أن يسمي هذه الخربشات الملونة إتقانا ... بحق الله .. ماذا حدث للفن البسيط الذي يمثل نهرا يجري تحت شمس مشرقة بينما تحيط به الجبال ؟؟؟ هل يظن عمر المتحذلق أن عدة ضربات عشوائية بالألوان يمكن أن تجعل منه عميقا ؟؟؟
حسنا ... شعوره بالملل وهو يدور بين لوحات لا يفهم منها شيئا ... أفضل بكثير من أن يقضي ساعتين يشعر بعدم الارتياح في صحبة بحر التي لم تجد صعوبة في التعبير عن نفورها وكراهيتها له ..
في الواقع .... هروبه اليوم لم يقتصر فقط على هروبه من مواجهة بحر ... هو اليوم لم يتحدث إلى ريان .. لم يرد على اتصالاته العديدة .. لم يمر على مكتبته كما كان يفعل كل يوم .. ربما تصرفه طفولي .. إلا أنه لا يملك إلا أن يفكر بأن ريان ربما كان يجامله طوال تلك الأشهر التي توطدت فيها علاقتهما .. في حين أنه لم ولن يكون أبدا أخا جديرا به ...
الشيء الآخر الذي كان يهرب منه اليوم .......... هو وردة !
ربما هي لم تتصل به ... وطبعا لم تبذل أي جهد لرؤيته ... هي حتى لم تظهر حزنها لفراقه مساء الأمس عندما ودعها أمام مدخل الحارة كما يفعل في كل مرة كان يوصلها فيها ..
إلا أنها بدت .... بدت سعيدة برفقته مساء الأمس ...
تذكر الطريقة التي كانت عاجزة فيها عن التوقف عن الضحك بينما كان يلقي التعليقات خلال مشاهدتهما فلم الرعب ذاك ... كانت قد اعترضت عندما اختار الفلم مؤكدة أنها تكره أفلام الرعب ... مما فاجأه .. أن تخاف وردة .. الفتاة القوية والصلبة من أي شيء ... لقد كان شيئا رغب بشدة في أن يراه ... فلم يسمح لها بالتراجع .. إلا أنه لم يتمكن من تحمل توترها لفترة أكبر ...
لو كانت وردة أي فتاة أخرى ... لاستمتع كثيرا بصراخها وانكماشها ملتصقة به خلال مشاهدتهما للفلم .. إلا أن وردة لم تفعل أي من هذا .. هي لم تصرخ .. هي لم تقترب منه .. هي تشبثت فقط بذراعي المقعد ... أصابعها متشنجة ... سلامياتها بيضاء .. فمها مطبق .. عيناها واسعتان وهما تحدقان بالشاشة الكبيرة .. لم يحتمل كنان أن يراها على هذه الحالة ... كان عليه أن يفعل شيئا وإلا تهور ومد يده ليدلك تلك العقدة التي تشكلت بين حاجبيها .. وهو لا يضمن أن يحتفظ بيده إن فعلها .. عندها .. قام بأول شيء يخطر على باله .. السخرية من كل موقف مخيف ومقزز يظهر على الشاشة ... لينتهي بهما الأمر مطرودان خارج الصالة وقد انهارا بالضحك ...
ارتسم شبح ابتسامة على شفتيه وهو يتذكر كيف تذمرت وهي تضحك بأنها قد نسيت كيس الفوشار داخل الصالة .. وكيف أصرت على أن يشتري لها بديلا وقد كان السبب في فقدانها إياه ...
آه ... لقد اشترى لها كيسا آخر ... لقد كان مستعدا لأن يشتري لها ما تشاء ... مقابل أن تستمر بالضحك ..
اختفت ابتسامته ليحل محله العبوس .... هل فقد عقله ؟؟؟ هل هو حقا يفكر كمراهق جائع إلى شيء من الاهتمام من امرأة جميلة ... هه .. هي حتى ليست جميلة ... هي باردة .. عديمة الأناقة .. مسترجلة .. وقـ ...
ضحكة مألوفة سرقت فجأة اهتمامه ... نظر حوله متوترا وهو يفكر بانزعاج بأنه قد بات يتخيلها ويتخيل سماع صوتها وضحكتها في كل مكان أيضا ؟؟
خفق قلبه بقوة بين أضلعه .. واتسعت عيناه وهو ينظر إلى المرأة الفاتنة التي كانت تقف إلى ...... إلى جانب عمر ..
لقد كانت وردة ...
شعرها القصير كان مصففا بعناية ... أطرافه السوداء التي لامست كتفيها كانت ملتفة إلى الأعلى بطريقة جعلتها تبدو أكثر أنوثة ... كانت ترتدي فستانا ورديا ... ورديا !! ..
الحرارة التي سرت في جسده وهو يراقب بعينين جائعتين القماش الرقيق وهو يحتضن حناياها الرقيقة .. وردة كانت رشيقة ... بدون أي منحنيات بارزة من تلك التي كان دائما يفضل وجودها في النساء .. إنما اليوم .. وهو يرى الطريقة التي كان اللون الغير مألوف عليها يجعلها تبدو ناعمة .. رقيقة .. أنثوية .. وصغيرة في السن .. أدرك بأنه يفضل النوع الرقيق والناعم من النساء .. رباه .. ما الذي يحدث له ..
لقد كانت بالكاد تضع أي نوع من الزينة على وجهها الذي ارتفع ليقابل نظرات عمر الذي كان يتحدث بحماس وهو يشير إلى إحدى اللوحات .. يده تمتد نحو كتفها .. تحثها برفق على أن تلتفت نحو لوحة أخرى ...
عمر ... لقد كانت هنا .. في المعرض الخيري .. برفقة عمر .. دون غيره من الناس ..
أحس كنان بالنار تندفع من أذنيه والغضب يسري كالحميم بين عروقه .. لقد تجرأ على دعوتها ... لقد تجرأ على لمسها ... لقد تجرأ على .... على أن يكون معها ..
هي له ... هي خطيبته ... هي امرأته ... كيف استطاعت ؟؟ كيف ؟؟





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:07 PM   #8356

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم يفكر وهو يندفع نحوهما .. في الواقع .. هو كان عاجزا تماما عن التفكير والرغبة في القتل تكتسحه تماما .. يده امتدت لتبعد يد عمر عن كتفها مجفلا إياه .. في حين أفلتت منها هي شهقة مكتومة بينما كان يقول بفظاظة مخاطبا عمر :- سأكون ممتنا لو توقفت عن لمس خطيبتي ...
إجفال عمر لم يستمر طويلا .. ابتسم قائلا بهدوء مستفز :- أنا لم أقصد أبدا تقليل احترام الآنسة وردة .. كما أنها تستطيع التحدث عن نفسها إذ أنها ليست زوجتك بعد .. صحيح ؟؟
... فكر كنان بأنه كان يبدو أكثر تماسكا بالنسبة لشخص أخذ على حين غرة .. لابد وأنه قد توقع حدوث هذا المشهد بالذات .. خاصة أنه قد دعا كنان بنفسه .. كما لابد ودعا وردة .. مما ذكره ..
التفت نحوها هاتفا بغضب :- ما الذي تفعلينه هنا ؟؟
رفعت رأسها قائلا ببساطة :- أنا مدعوة !
قال من بين أسنانه :- ألم تفكري بإخباري على الأقل بأنك قادمة ؟؟
:- ولماذا علي أن أفعل ؟؟ كما قال عمر .. أنت لست زوجي ..
عمر! ... عمر مجردا !! ... الرؤية تلاشت أماما أمام عينيه وهو يمسك بمعصمها قائلا :- تعالي معي ..
تحرك عمر ليعترض طريقه قائلا بهدوء :- ربما عليك أن تفكر بتصرفاتك يا كنان ... ليس من الجيد أن تتهور إن كنت ترغب بالاحتفاظ بوردة ومنعها من تفضيل رجل آخر عليك ..
ارتفعت الشهقات والصيحات المجفلة عندما دفع كنان عمر حتى كاد الأخير أن يتعثر فيفقد توازنه .. أصابعه ما تزال ممسكة بمعصم وردة التي كانت تحاول الإفلات منه بضراوة .. إلا أن محاولاتها الحثيثة لعدم لفت الأنظار كانت ما ساعده على ان يتمكن من سحبها بسهولة وجرها ورائه إلى خارج الصالة
:- أقسم بالله يا كنان ... إن لم تترك يدي ... إن لم تتركني الآن .. أنا سأقتلك ... هل تسمعني ... توقف .. توقف الآن ..
إلا أنه كان أكثر غضبا من أن يستمع إلى تهديداتها ... كل ما كان يراه هو يد عمر فوق كتفها ... والأفكار السوداء التي كانت تتصارع داخل عقله حول تلقي وردة تلك الدعوة .. متى قابلت عمر ... منذ متى تقابل عمر ؟؟ ومتى ... متى تمكن من منحها تلك الدعوة .. ولماذا قبلتها ؟؟
عندما تجاوزا بوابة الفندق الذي أقيم فيه المعرض ... أحس بها تغرز قدميها في الأرض مقاومة سحبه لها ... أظافر يدها الحرة تخدش يده التي كانت ترفض تحريرها ... عندما ركلته قدمها المغلفة بحذائها العالي الكعب .. طفح الكيل وفقد كل صبره وهو يحيد عن طريقه بعيدا عن موقف السيارات إلى إحدى الحدائق الجانبية المظلمة .. دفعها أمامه لتستدير على الفور وتواجهه هاتفة بشراسة :- عاملني بهذه الطريقة مجددا يا كنان الطويل لأصفعك على مرأى من كل الناس ..
هتفت بخشونة :- ما الذي تفعلينه برفقته ؟؟ متى دعاك إلى الحفل ؟؟؟ منذ متى تقابلينه من وراء ظهري ؟؟
احتقت وجهها وهي تقول باستنكار :- هلا استمتعت إلى ما تقوله ؟؟؟ هل صدقت حقا أننا مخطوبان يا كنان ؟؟؟ خطوبتنا مزيفة .. مـ .... ز ... يـ ... فة ...
خطا خطوة نحوها وهو يهتف بغضب :- توقفي عن ترداد هذا وأجيبي عن سؤالي ..
عقدت ساعديها قائلة :- أنا لست مضطرة لإخبارك بأي شيء ..
لقد كانت أكثر غضبا من أن تدرك بأنها في تلك اللحظة كانت تلعب بالنار .. هي لم يسبق أن رأت كنان قط غاضبا بهذه الطريقة .. دائما كان ينزعج بشكل مراهقي نزق يظهر إلى أي حد هو مدلل .. هذ المرة كانت مختلفة .. وجهه كان محتقنا ... أنفاسه كانت عنيفة .. عيناه السوداوان كانتا تفيضان بمشاعر صاخبة لم تفكر قط أنه كان يستطيع الشعور بمثلها .. إلا أنها كانت هي الأخرى غاضبة بحيث لم تهتم ... كل ما أرادته هو أن تغادر هذا المكان لتتمكن من إفراغ إحباطها وحيرتها بعيدا عن الشهود .. تراجعت إلى الوراء مجفلة عندما تقدم نحوها بخطوات بدت أشبه بخطوات نمر يوشك على الانقضاض على فريسته .. حتى التصقت بجذع شجرة ورائها .. قال كازا على حروفه :- من المفترض بك أن تكوني خطيبتي .. أم تراك نسيت اتفاقنا ؟؟
قالت بعناد .. رافضة أن تسمح له باضطهادها .. أن تسمح له بأن يظن بأنه قادر على الـتنمر عليها :- اتفاقنا ينص على أن تظن والدتك بأننا مخطوبان ... لا العالم بأسره .. كما أننا لم نحدد فترة زمنية قط .. أتعلم .. أظن أن الوقت قد حان كي نتوقف عن هذه المسرحية السخيفة .. إذ أنها قد باتت تثير الملل في نفسي .. وتعيقني ..
:- تعيقك .... بأي طريقة تعيقك بالضبط ؟؟؟ عن الحصول على زوج ثري ومهم كعمر ؟؟ هل تظنين بأنه يفكر حقا بالارتباط بفتاة مثلك ؟؟ ربما أنت تعجبينه .. إنما تعجبينه لهدف واحد لا أكثر .. وأنا أكثر تهذيبا من أن أشير لك بأنه بعيد تماما عن الزوا ....
لم يتمكن من إكمال عبارته عندما هوى كفها بدوي قوي فوق وجنته ... صوتها كان مرتجفا من الغضب وهي تتمتم :- أيها الحقير ... لوهلة ... لوهلة فقط ...
اندفعت تتخطاه بخطوات عنيفة قبل أن يتمكن من رؤية دموع الغضب تشوش رؤيتها لتوقفها يداه اللتان أمسكتا بذراعيها بأصابع قاسية تسحبها من جديد ثم تدفعها بدون أي مراعاة ليضرب جذع الشجرة ظهرها بقوة .. صوت كالزئير أفلت منه وهي تحاول دفعه وقد استحال غضبها مرة واحدة إلى ذعر وهي تراه يحاصرها بجسده .. قبل أن تمسك إحدى يديه بوجهها ... أصابعه تنغرز في وجنتيها وهو يرغمها على رفع رأسها إليه .. ثم يحني رأسه هو كالصاعقة نحوها ... يكتم صرختها بشفتيه ..
ويقبلها ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:08 PM   #8357

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

ساد الصمت ثقيلا في صالة الاستقبال الواسعة لمنزل نعمان الطويل .. بينما تركزت الأعين المتسعة صدمة .. ذهولا .. شفقة .. إنكارا .. فوق ثروت الذي جلس على إحدى الأرائك مطأطئ الرأس .. بعد أن أنحى الحكاية المختصرة .. والبعيدة تماما عن أي تفاصيل يرفض أن يبوح بها .. ويعرف تماما بأن لقمان لن يرغب بأن يعرفها أحد .. مقدرا بأن الحقيقة .. لابد وأن تكون صعبة على أفراد العائلة الذين كانوا يبدون وكأنهم قد استمعوا لتوهم إلى شيء لا يمكن له أن يكون واقعا ... أشخاص عاشوا طوال حيواتهم في أبراج عاجية بعيدة عن قسوة الحياة و وحشيتها .. بحيث لا يمكن لهم أن يصدقوا أن بشاعة كهذه يمكن لها أن تكون موجودة ..
همست شمس وقد كانت أول من تجرأ على قطع الصمت :- رباه ...
تمتم ريان بخشونة :- أنا كنت صغيرا للغاية عندما عاد لقمان .. إلا أنني كنت دائما أشعر بأن ما يخفيه هو تلك السنوات التي اختفى خلالها لم يكن جميلا على الإطلاق ..
تمتم أكرم شاحب الوجه :- لماذا أرغم نفسه على أن يحمل هذا الثقل وحده فوق كاهله .. لماذا لم يخبر أي منا بما حدث ؟؟؟
قال نعمان بهدوء :- من الواضح أن التحدث عما حدث كان صعبا بما يكفي بالنسبة إليه .. لم أرغب قط بإرغامه على التحدث بالأمر .. إلا أنني لم أتوقع .. ....
وجهه كان يبدو أكبر عمرا وهو يقول :- أن يضطر للمرور بكل هذه المعانة ... ولأجل ماذا ؟؟ لماذا قد يختار ابني أنا حياة كهذه بعيدا عنا ...
تهدج صوته في النهاية ... إلا أنه تمكن من تمالك نفسه والالتفات إلى ثروت قائلا :- ما علاقة الماضي باختطاف لقمان يا ثروت ... لقد قلت بأن رئيس العصابة قد قتل قبل عشرين عاما
قال ثروت بصوت مكتوم :- رئيس العصابة قتل بالفعل .. إنما شقيقه الأصغر .. ما يزال حيا ..
رفع رأسه قائلا :- لم يخطر الأمر على بالي أبدا ... قبل عشرين سنة ... أنا ..
للحظة .. الكلمات رفضت الخروج من فمه .. أن يتحدث في الأمر .. أولا , البوح بأسراره لتلك الممرضة .. ثم الآن ... أن يتمكن من استعادة الماضي دون أن يفقد صوابه .. هل كان يعرف دون أن يدرك بأنه سيجد نفسه في هذا الموقف فسمح لتلك الممرضة بأن تنتزع منه ما لم يخبره لإنسي قبلها قط ؟؟؟
:- أنا ... وجدت صعوبة في أن أفصل بين حاضري وماضيي .. عندما تمكنت أخيرا من المضي قدما .. بمساعدة لقمان بالتأكيد .. وضعت الماضي ورائي تماما .. في الواقع .. هناك تفاصيل أنا لا أذكرها تماما لحسن الحظ ... وكأن عقلي الباطن قد برمج نفسه على نسيان تلك الحقبة من حياتي تماما ... عند اختفاء لقمان .. وجدت نفسي أتذكره مرغما ...
لأنه لم يشعر بمثل الخوف الذي أحس به عند اختفاء لقمان إلا في الماضي ...
:- إلا أنني حتى حينها ... لم أتمكن من ربط الأمور معا ... من التفكير بأن اختطاف لقمان قد يكون له علاقة بتلك الحقبة المنسية من حياتنا لولا أن أشارت السيدة بحر للأمر ..
عندما التفت الجميع إلى بحر ... تمتمت :- لقد سبق وأخبرني بأنه لم يتوقف قط عن الخوف من الماضي ... من أن يلاحقه يوما ...
قال السيد نعمان بصوت مختنق :- هل ... هل تحدث إليك عن الأمر ؟؟؟
الأمر كان مؤلما له ... أن يختارها هي كي يفتح لها قلبه ... كي يحكي لها عن مخاوفه .. دون أي من أفراد عائلته .. إلا أن بحر لن تعتذر عن هذا ... لو أن أي منهم منح لقمان ما يكفي من الأمان .. لفعل ..
تمتمت :- لقد كان يخبرني بين الحين والآخر عن تلك الفترة .. خاصة عندما كانت الكوابيس توقظه في الليل .. هو لم يخبرني بكل شيء .. إلا أن هناك أشياء .. هو لا يحتاج لأن يحكيها كي أستنتجها ...
عاد نعمان يركز اهتمامه نحو ثروت سائلا إياه :- ما الذي اكد لك صحة شكوكك ؟؟
:- تحرياتي حول الأمر .. تقارير الشرطة القديمة كانت ما ساعدني في الأمر .. إذ بعد أن ساعد لقمان الأطفال جميعهم على الهرب .. قام بالاتصال بالشرطة مبلغا عن العصابة ... لقد أثار الأمر ضجة حينها ... خاصة بعد أن تم الإمساك بكل الأطفال الهاربين ووضعهم تحت وصاية الدولة ... وبعد أن عثروا تحت أقبية مقر العصابة على العديد من الجثث الممزقة لأطفال تم انتزاع أعضائهم ... رئيس العصابة وجد ميتا دون أن يعرف أحدهم من قتله ... إلا أن أحدا لم يعثر على شقيقه الذي تمكن من الهرب إلى خارج البلاد على الفور ... بعد بحث حثيث ولساعات منذ ليلة الأمس ... عرفت بأن رجلا يحمل مواصفاته نفسها إنما اسما آخر .. قد دخل البلاد قبل ما يزيد عن عام ... أي خلال الفترة التي بدأت فيها التهديدات تلاحق لقمان ..
أشار إلى ملف ضخم كان قد وضعه فور وصوله أمام نعمان الطويل ... وقال :- هنا تجد كل المعلومات التي جمعتها حول الرجل ... بالتحريات اللازمة ... وبالاتصالات المناسبة .. ربما نستطيع الوصول إلى المكان الذي يمكن له أن يخفي فيه لقمان ...
نظر نعمان إلى الملف للحظات قبل أن يسأل ثروت بصوت خشن :- هل أنت متـأكد بأنه الرجل الذي نريده يا ثروت ؟
شـحب وجه ثروت وهو يقول :- لا ... لست متأكدا ... إلا أنه أملنا الوحيد في الوصول إلى لقمان .. وإن كنا مخطئين ... فأنا لا أعرف إن كنا سنتمكن قط من الإمساك بخيط آخر يساعدنا على إنقاذه ..
كلماته كانت صريحة ... واضحة .. وقاسية أيضا .. إذ كانت هذه فرصتهم الأخيرة للعثور على لقمان ... قلب بحر انقبض والذعر يجتاحها .. يهدد بإفقادها كل صمودها .. لأول مرة وهي تستمع إلى التفاصيل التي لم يتحدث فيها لقمان من قبل حول طفولته .. تشعر بأن اختطاف لقمان ... وكونه في خطر شديد .. حقيقة واقعة هذه المرة .. وأنها ... وأنها مهددة بفقده حقا هذه المرة ...
وكأنه قد تمكن من قراءة أفكارها التي ما كانت إلا صدى لأفكاره .. التفت ثروت يواجه نظراتها المذعورة .. وهو يقول بصرامة :- سنجده يا سيدة بحر ... أعدك بأننا سنجده ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:09 PM   #8358

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

صدمة وردة بما كان يفعله لم تستمر لأكثر من لحظات ... أطلقت صوتا مختنقا وهي تحاول إبعاد وجهها دون فائدة وقد ازدادت أصابعه قسوة وهي تثبتها مكانها .. يداها أخذتا تضربانه بعنف بينما جسدها يحاول أن يتلوى تحت ثقل جسده ... كل هذا .. كان كنان شبه واع له بينما هو يفقد كل ذرة تعقل لديه ويضيع في نعومة شفتيها ... في ملمسها ... في دفئها ... في مذاقها .. لقد كان وكأنه انتظر طوال حياته هذه اللحظة ....
لقد كان غاضبا ... ثائرا ... وصورتها مع عمر تزيد قبلاته ضراوة ... أن تكون مع رجل آخر .. أن يلمسها رجل آخر بهذه الطريقة .. أن يحتضنها .. أن يقبلها ...
نار سائلة سرت بين عروقه وهو يمسك يدها التي تمكنت من ضرب فكه بقوة .. ويثبتها إلى جانب رأسها .. حميم .. كل ما كان يشعر به هو حميم الرغبة يحرقه ... منذ متى أرادها ... منذ شهر .. شهرين .. منذ رآها أول مرة في مكتبة ريان وشعر بالغضب عندما رآها تضحك على شيء كان يقوله ..
في تلك اللحظة .. كان يشعر وكأنه قد أرادها منذ الأزل ... قبل حتى أن يعرفها ... وكأن جسده في بحثه عن سلوى فارغة طوال السنوات السابقة في أجساد نساء لا تساوين شيئا في نظره .. إنما كان يبحث عنها هي ... القطعة الناقصة في حياته .. الجزء المفقود الذي يحتاج بشدة لأن يضمه إلى جسده كي يصبح كاملا ..
وردة .. الفتاة العنيفة والوقحة ... الفتاة الطويلة اللسان والصبيانية .. العادية الجمال .. إنما كان في تلك اللحظة يراها أجمل نساء الأرض ...
للحظة ... توقفت عن قتاله ... توقفت عن ضربه ومقاومته ... فأطلق زمجرة خافتة من بين أنفاسه وهو يحيط خصرها بذراعيه ويضمها إليه .. ملصقا إياها بجسده .. صادما إياها بعنف مشاعره .. ليهتف صوت يائس من إحدى زوايا عقله البعيدة .. رباه ... كنان ... ما الذي تفعله ؟؟
سقط عليه واقع ما يفعله كالحجر فوق رأسه ... ابتعد عنها مصدوما ... وقد أحس برطوبة دموعها فوق وجنتيه .. حدق في وجهها الشاحب .. في رأسها المطأطئ وجسدها المرتعش ... ثم همس مدركا فداحة ما فعله :- وردة ... أنا ... أنا آسـ ...
لم يكن مستعدا عندما رفعت ركبتها فجأة تركله بقوة .. الصرخة المكتومة بالكاد خرجت منه وهو يتلوى مفلتا إياها .. عندما تجاوزته راكضة دون أن تلقى أي نظرة نحوه ... تمكن من النطق باسمها .. أجشا .. خائفا .. عارفا بأنها إن رحلت الآن .. فإنها لن تعود .. :- وردة ..
إلا أن خيالها الوردي كان اختفى في قلب الظلمة ... تاركا ظلمة وخوفا في قلب كنان لم يشعر بهما في حياته أبدا ..





يتبع ..

رابط التتمة في الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t405484-837.html


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:10 PM   #8359

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

أن يرغم نفسه على أن يفتح فمه متلقيا اللقمة من يد غريمه .. كان أصعب ما اضطر لقمان لفعله يوما .. إلا أنه يعرف .. بحكمة لم يستقيها من فراغ .. بأن العناد الآن بالذات ليس محمودا ..
لقد كان هذا سلاحه الوحيد والذي لا يمتلك غيره .. أن يتظاهر بالهزيمة ... أن يماطل .. ويماطل .. حتى يصل إليه ثروت ..
جزء منه كان يمتلك الثقة في الفتى الذي كان هو من رباه فعليا رغم أن خمس سنوات لا أكثر ما كان يفصل بينهما ... ثروت .. لابد أن يعرف في النهاية من اختطف لقمان .. عندما يدرك بأن أي من أعداءه الآخرين لن يجرؤ على المساس به .. وحتى ذلك الحين .. وحتى يعثر عليه .. لقمان يجب أن يظل حيا ..
بطرف عينه ... ألقى نظرة عابرة على تلك الزاوية المظلمة .. كان يستطيع أن يراها واقفة هناك .. ساكنة دون أن تتحرك ... دون أن تقول شيئا ... لقد كان أذكى من أن يظن بأن أحدا غيره قادر على رؤيتها .. هذا الخيال كان من صنع عقله فقط ... إن لم يكن هذا بداية جنون فهو لا يعرف ما يكون ..
ربما يكون جنونا .... إلا أنه مصدر قوة لم يتوقع الحصول عليه .. لقد كان دافعا للقتال .. للنجاة من مأزقه .. للعودة إليها .. إلى بحر ...
أن ينقذ نفسه قبل أن يفقد ما تبقى من عقله ...
قال الرجل وهو يضع الطبق أخيرا من يده :- أتعلم ... قبل خمس وعشرين عاما ... عندما عثرت عليك وحيدا في الشارع .. هو لم يرغب بك أبدا .. لقد كنت أكبر عمرا مما يريده الزبائن .. إلا أنني أنا من أقنعه بالاحتفاظ بك ..
لا ... لم يكن لقمان يعرف هذه المعلومة ... تذكر تلك الفترة ... عندما كان هذا الرجل الذي لم يكن قد تجاوز حينها منتصف العشرينات .. يراقبه بفخر كلما أثبت كفاءته .. كلما قام بما لم ينتظر أحد منه القيام به .. هو لا يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة على الأقل .. هو كان دائما مفضلا عن باقي الفتيان لدى هذا الرجل ..
:- لقد كنت تذكرني به .... أخي الأكبر ... هل تذكر اسمه .. هل تذكر اسم الرجل الذي قتلته يا قيد ؟؟
صمت لقمان للحظة .. قبل أن يقول بصوت مكتوم :- رأفت ..
لم يعرف لقمان ماهية المشاعر التي كانت تحتشد في ترداد الرجل للكلمة :- نعم ... رأفت ... لقد كنت تذكرني به .. عندما كان في مثل عمرك آنذاك ... هو كان مضطرا للاهتمام بي .. أخي الذي يكبرني بست سنوات .. لقد كان دائما صلبا .. قويا .. شرسا .. حتى عندما كان مجرد طفل في الثالثة عشرة .. كما كنت أنت عندما عثرت عليك ..
كبح لقمان رجفة اشمئزاز عندما مرت يد الرجل الخشنة فوق وجنته .. بينما تابع :- لقد كنت تشبهه بعض الشيء أيضا ... هذا الشعر الأسود المشعث .. هاتين العينين السوداوين الغاضبتين .. عندما رأيتك أول مرة .. لوهلة سألت نفسي .. هل ينجب أخي أطفالا غير شرعيين ويرميهم في الشارع عندما لا يجد شيئا أفضل يفعله ؟؟؟ عندما رفضك .. أنا من أصر على أن تبقى .. لقد ظننت حقا بأنه سيشكرني يوما عندما يكتشف بأنك إضافة لا تقدر بثمن للفريق .. وقد كاد يفعل بالفعل ... قبل .. قبل أن تقتله ..
أصابعه ازدادت قسوة وهي تمسك بوجه لقمان .. قبل أن تفلته بحدة فيشيح الأخير بوجهه رافضا النظر إلى وجه الرجل الذي قال بصوت كان يبدو هادئا .. إلا أن لقمان كان قادرا على أن يشعر بغضبه الأسود الذي كان يزداد ظلمة وضخاما طوال العشرين سنة الماضية :- هو كان كل شيء بالنسبة إلي ... وأنت قتلته .. أنا حتى لم أجد الفرصة لرؤيته .. لقد عدت يوما لأجد وكأن اعصارا قد حل في المكان .. الشرطة كانت في كل مكان .. معظم الرجل وقعوا تحت قبضتهم .. فقط من تمكن من الهرب .. كان قادرا على أن يحكي ما حدث ..
كز لقمان على أسنانه مانعا صرخة ألم من تجاوز شفتيه عندما سقطت يد الرجل فوق موقع الوسم على كتفه .. تضغط بشدة وهو يتابع :- كان علي ترك كل شيء والرحيل قبل أن يدركوا من أكون فيتم منعي من السفر ... عشرين سنة عشتها في الغربة ... بعيدا .. بعد أن خسرت مرة واحدة كل ما تعبت طوال حياتي أنا وأخي في صنعه .. أموالي كلها راحت .. أملاكي كلها صودرت ... علاقاتي واتصالاتي فقدت قيمتها .. وأخي ... الرجل الذي رباني .. وصنع مني ما أنا عليه .. مات ... وراح على يديك أنت .. انظر إلي عندما أحدثك ..
دون أن ينتظر من لقمان أن ينفذ أمره ... أمسك بوجهه بين يديه وأرغمه على أن ينظر إليه وهو يقول بشراسة :- رأيت صورتك أول مرة في الصحيفة المحلية التي كنت أحصل عليها بين الحين والآخر كي أعرف آخر أخبار البلاد ... الحفيد المفقود ... يعود إلى جده من جديد ... الحكيم الصغير ... يعود ليستلم مكانه فوق عرش مملكة جده ... لقمان الطويل ... والذي لقب بالحكيم نسبة لجده الثري ... الرجل الذي خلال السنوات التالية كان الناس يرتجفون فور سماعهم باسمه .. كان هو نفسه الفتى الذي انتزعته أنا من قذارة الشارع وجعلت منه يدي اليمنى التي قتل بها أخي ..
دفعه بقوة جعلت المسامير التي ثبتت المقعد بالأرض من تحته تخرج من مكانها ... ليسقط الكرسي أرضا فيقع ثقل لقمان كاملا فوق ذراعه المصابة ... الألم كان أكبر من أن يتمكن من رؤية أبعد من الألوان المتداخلة التي تراقصت أمام عينيه ...
:- لسنوات .... لسنوات كنت أنتظر هذه اللحظة .. أن أعود إلى الوطن كي أنتقم .. كي تدفع الثمن غاليا على كل ما تسببت به ... أنا لن أقتلك ... ليس الآن على الأقل ... ليس قبل أن أدمر عالمك كله .. موت إحدى عاهراتك أمام عينيك لا يكفي ... معرفتك بأن رجلي ما يزال يلاحق ابنة عمك منتظرا فرصة أخرى معها لا تكفي .. عندما أنتهي منك ... أنت ستتمنى الموت ... ولا تجده ... عندما أقتلك ... سيكون لأنني مللت من تعذيبك ... لا أكثر ..
أنفاسه كانت عنيفة ... مجنونة .. وهو يتابع :- لقد قتلت الدكتور عمرو .. والذي ظن بأن تغييره اسمه سيحميه مني .. وقد استمتعت كثيرا بانتزاع عينيه قبل أن أشق حلقه بيدي .. الثاني على القائمة ... قطك المدلل ... لطالما كان مفضلا لديك ... صحيح ؟؟ لقد ضحكت كثيرا عندما عرفت بأنك احتفظت به إلى جانبك طوال تلك السنوات ... إنه القدر بالتأكيد ... لقد كان مفضلا لدي أنا أيضا إنما بطريقة أخرى إن كنت تذكر ... لكم أتوق لرؤية وجهه عندما يراني من جديد ... سيكون لقاءا مثيرا للاهتمام ..
رغم الألم الشديد الذي كان يعصف به .. إلا أن ذكر ثروت .. وتهديد الرجل بالوصول إليه .. جعل صوتا وحشيا يهدر من بين أنفاسه .. جعل الرجل يضحك وهو يقول :- آه ... ستحب هذا بالتأكيد .. أن تعرف بأن حمايتك له طوال تلك الفترة ... ستذهب هباء فور أن يراني من جديد .. مازلت أميل إلى من هم أصغر سنا .. إلا أنني لأجله ... سأصنع استثناءً ... مازلت أذكر كيف كان يبكي خوفا وهو يتوسلني أن أتركه وشأنه .. سيكون من الممتع أن نسترجع الماضي من جديد ... بعدها ... بعد أن أقتله هو الآخر حطاما أمام عينيك .. سيحين دور زوجتك الصغيرة .. وأنا أعدك .. بأن موتها لن يكون سريعا على الإطلاق ...
عندما لم يصدر لقمان أي ردة فعل ... اعتدل الرجل قائلا :- سأتركك تتخيل ما سأفعله بهما فور أن أضع يدي عليهما ... وأعود إليك لاحقا لنتابع حديثنا يا فتاي الأسود ...
عندما خرج .. مغلقا الباب وراءه ليعود الظلام الحالك ليغمره من جديد .. ظل مكانه ساكنا .. لا يتحرك .. لا يفكر .. يكاد لا يتنفس .. حتى سمع صوتها يضج داخل عقله
( ألن تفعل شيئا ؟؟ )
قال بصوته الأجش :- ما الذي أستطيع أن أفعله ؟؟
( أن تحميهما ... أن تمنعه من أذيتهما )
هتف بيأس :- كيف ؟؟؟ كيف ؟؟؟
( أنت كنت قادرا دائما على أن تحميه .... هو كان ابنك .. هو كان صورتك الأخرى التي رفضت أن تسمح لها بأن تفارقك .. أبقيته أمام عينيك لا لأنك تهتم به فقط ... لا لأنك تدين له بعد أن ماتت دنيا ... بل كي تذكر نفسك بألا تكون قيدا من جديد )
كان على وشك أن يفقد وعيه ألما وإرهاقا وهو يقول :- أنا لم أعد أعرف شيئا ... لم أعد أعرف من يكون قيد .. ومن يكون لقمان ... أي منهما أنا .. أي منهما أريد أن أكون ...
( قيد ... هو الذي اكتفى بأن يكوي ما تحته ... دون أن يسمح له بالهرب ... لقمان .. هو الذي كان دائما قادرا على أن يحمي من يحب )
اتسعت عيناه وكلماتها تصفعه ... قال بصوت باهت :- أنا لم أستطع أن أحميها ... لا هي .. ولا علياء .. ولا نادين ..
أحس بدموع لم يعرفها منذ عقود تحرق عينيه وهو يقول :- أنا قيدتهن جميعا إلي ... و أحرقتهن بي .. وثروت ... لو لم أبقه إلى جانبي .. ما كان ليصل إليه .. ما كان ليحرقه هو الآخر .. أنا أيضا عاجز عن حمايته ..
صوتها كان هادئا وهو يقول :-
( ربما ... إلا أنك تستطيع أن تغير كل هذا .. صحيح ؟ .. أتذكر عندما كنت تمنعني من مساعدتكم .. وتخبرني بأن مساعدتهم كانت مهمتك أنت ؟؟ )
صمت للحظة .... ثم تمتم :- لأنك كنت واحدة منهم ... أو ... أو هكذا ظننت ...
( حتى .......... ! )
:- حتى قتلوك أمام أعيننا جميعا ... عندما رفضت أن تسمحي لهم بالتمادي ..
( هو خيار يا لقمان .... خيار اتخذته وأتحمل مسؤوليته ... أن أموت وأنا أقاتل .. في سبيل شيء أؤمن به .. هل تمتلك ما يكفي من القوة والشجاعة كي تقوم بالمثل ؟؟ )
لم يقل شيئا ردا على سؤالها ... كما التزمت الصمت هي وكأنها ما عادت تمتلك ما يقال .. إنما بهدوء .. في قلب الظلمة .. ورغم برودة الجو التي شلت أطرافه تقريبا .. أصابع يده السليمة كانت تتشبث بقوة في ذلك الجسم المعدني الصغير الذي سقط في متناولها صدفة ..
أن أموت ... وأنا أقاتل في سبيل شيء أؤمن به ...
ذلك الرجل .. لن يصل إلى ثروت أو بحر ... إلا على جثته ..







انتهى الفصل العشرون بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-18, 10:11 PM   #8360

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تم تنزيل الفصل العشرين بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع
في انتظار تعليقاتكم على الفصل وآراءكم فيه


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.