آخر 10 مشاركات
العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree917Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-18, 10:40 PM   #9871

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


الفصل السادس والعشرون


:- كيف تشعرين الآن ؟؟
تناول أدهم فنجان القهوة التي أعدتها والدتها وأحضرتها تاركة إياها فوق المنضدة ثم غادرت الغرفة تاركة إياهما معا ... ووضعه بين يديها .. ثم انتظر إجابتها جالسا إلى جانبها فوق الأريكة بصبر .. تمتمت بجمود :- بخير ... أنا بخير .. منذ أيام وأنا أخبرك بهذا إلا أنك تأبي أن تصدقني ..
:- أنا لا أصدقك لأنك لست بخير ..
وضعت فنجان القهوة فوق المنضدة بهدوء بدا مبالغا فيه ... ووقفت .. ليتمكن رغم هدوئها من ملاحظة الطريقة التي كانت ساقاها المغطاتين بسروالها الأنيق الأسود .. ترتجفان فيها وكأنهما تبذلان جهدا خرافيان كي تبقيا ثابتتين .. تمتمت :- انا آمنة الآن .... وهذا كل ما يهمني ...
نظر إليها مليا ... ثم قال :- لقد كنت شجاعة للغاية أثناء تحدثك مع الضابط اليوم ..
قالت بصوت مرتجف :- لماذا ؟؟؟ أ لأنني فضحت نفسي أمام الجميع ؟؟؟ .. أ لأن الكل يعرف الآن بأن رجلا حقيرا قد انتهكني ..
:- لا ... بل لأنك لم تسمحي له بأن ينجو بفعلته ...
أشاحت بوجهها رافضة السماح له بالنظر إلى وجهها .. فتابع بهدوء :- لقد كان بإمكانك إخفاء الأمر .. على الأرجح هو ما كان ليذكره في اعترافه عارفا بأنك لن تتسببي عامدة بالفضيحة لنفسك بعد احتفاظك بالسر كل هذا الوقت ..
عندما لم تقل شيئا تابع :- أظنك ... عندما تمكنت من الدفاع عن نفسك عندما هاجمك قبل أيام ... أدركت بأنك أكثر قوة مما كنت تظنين .. وأنك إن كنت قوية بما يكفي كي تقفي في وجه معتدي مثله .. فأنت قوية بحيث تستطيعين مواجهة المجتمع بالذنب الذي تظنين نفسك قد ارتكبته .. في حين أنك كنت الضحية لا أكثر ..
تحركت نحو النافذة ... تنظر عبرها إلى حديقة المنزل ... حيث كانت قادرة على رؤية سيارة أبيها وهي تعبر البوابة الخارجية .. كبحت ابتسامة ساخرة وهي تفكر بأنها احتاجت لأن تتعرض للتهجم أكثر من مرة كي يقرر والدها تذكر عائلته التي هجرها طويلا ..
:- علياء ... ليس أن هدوئك وتماسكك لا يعجبانني ... إلا أن احتفاظك بغضبك داخلك ليس جيدا على الإطلاق ..
:- غضب ... أنا لا أفهم ما تقصده ... لماذا أكون غاضبة .. لقد انتصرت في النهاية على ذلك الرجل .. تغلبت على مخاوفي وقاتلته .. والآن هو سيقضي سنوات طويلة وراء القضبان ..
قال بهدوء :- ربما أنت غاضبة ... لأن كل ما حدث لك منذ العام الماضي .. كان بسببه هو ..
لم تستدر نحوه .. إلا أنه كان قادرا على رؤية جسدها يتوتر .. انتظر أن تقول شيئا .. إلا أنها ظلت صامتة .. مما جعله يقف هاتفا :- لأنه رفضك .. في حين كان عليك أنت أن تدفعي ثمن أخطائه ...
قالت بصوت مكتوم :- ما من فائدة من التفكير بالأمر بهذه الطريقة ...
قال غاضبا :- أنت فقط تفضلين إنكار مسؤوليته عما حدث لك ... مهما فعل .. سيأتي دائما أولا .. صحيح ؟؟
استدارت نحوه ليجفله الانكسار الذي كان يخيم فوق نظراتها الداكنة وهي تهتف :- ما الذي تريد مني أن أقوله يا أدهم ؟؟ أنني أكرهه .. أنني الومه هو ... أنني لن أسامحه أبدا على ما حدث .. وما الفائدة .. أخبرني ... ما الفائدة من لوم شخص لا يستطيع التحكم بعواقب أشياء حدثت له بينما كان طفلا صغيرا لا حول له ولا قوة ؟؟؟ ما الفائدة من كراهيتي له إن كان لن يعترف بها أبدا .. ما الفائدة إن سامحته أو لا ... في حين أنني لا أستطيع قط أن اسامح نفسي ..
اغرورقت عيناها بالدموع في أول بادرة للانهيار منذ إمساك الشرطة بالرجل الذي هددها طويلا ... لم يعرف أدهم إن كان عليه أن يشعر بالجزع لتفجيره كل ما كبتته من خوف وصدمة ... أم الراحة لأنها تفرغ أخيرا ما يتصارع داخلها ... عندما وصل تلك الليلة ليرى الرجل فوقها ... يحاول أن يخنقها بينما هي تنتفض تحت ثقله كالذبيحة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ... لم يدرك إلا وهو ينهال على الرجل ضربا حتى كاد يقتله .. لم يتوقف حتى أدرك حاجتها إليه .. ليكتشف بأنها أثناء صراعها معه ... كانت قد سببت للرجل ما يكفي من الضرر بحيث تصبح هزيمته إياه أمرا مسلما به ...
عليائه القوية .. لقد كان يعرف بأنها إن كانت قد سمحت للرجل بأن يأخذها على حين غرة في المرة الأولى .. فإنها ما كانت لتسمح له بأن يفعل في المرة الثانية ... إلا أنها مهما كانت قوية .. فإن ما حدث لابد أن يهزها ... أحيانا .. عندما لم تكن تدرك بأنه ينظر إليها .. كان يراها تحدق في يديها .. ثم تنتفض وكأنها تستعيد ذكرى كل ما حدث .. قبل أن تمررهما فوق ذراعيها وكأنها تحاول أن تمحو كل الآثار القذرة لذلك الرجل عنها ..
قال بهدوء :- عم ترغبين بأن تسامحي نفسك ؟
ضحكت بمرارة وهي تقول :- هل تصدق حقا بأم هذا كله قد حدث لي بدون سبب ؟؟؟ أنا فعلت الكثير من الأشياء السيئة ... وكل هذا ما كان إلا عقابا على أفعالي ...
:- بحق الله يا علياء .... ربما أنت لست كاملة ... ولكن من تراه كاملا ؟؟؟
أمسك بذراعها ... وأرغمها على أن تنظر إليه .. وقال بصوت أجش :- ما حدث لك ... كان شيئا يذكرك بأنك بشر لا أكثر يا علياء ... وأن هناك أشخاص رغم كل شيء ... سيظلون يحبونك رغم كل عيوبك .. سيظلون يلاحقونك رغم الطريقة البشعة التي كنت دائما ترين نفسك فيها .. أملا في أن تمنحيهم يوما شيئا من عاطفتك .. أجفلت وهي تقول :- أتقول ... أتقول بأنك ... بأنك ما زلت ترغب بالزواج بي ؟؟
:- ولم لا أفعل ؟؟
تراجعت حتى أسندت نفسها إلى زجاج النافذة ... تحدق في وجهه المغلق وهي تقول :- أنا ما عدت في خطر .. وأنت ... أنت غاضب لأنني لا أحقد على لقمان .. أنت لست مضطرا للزواج بي ..
:- هل تقولين هذا لأنك تخططين للزواج من لقمان ؟؟
هتفت باستنكار :- هل أنت أحمق .. الرجل متزوج .. وإن جاء إلي زاحفا يرجوني أن أعود إليه فلن أفعل ..
اقترب خطوة وهو يقول :- لماذا ؟؟؟ ظننتك تحبينه ..
أطبقت فمها بقوة ... عيناها السوداوان الكبيرتان تنظران إليه بشيء من القسوة وهي تقول :- لا ... أنا لا أحبه ... ربما أنا لا أكرهه .. إلا أنني لا أحبه ..
:- هذا يعني أن لا شيء يمنعك من الاستمرار في الخطة الأصلية والزواج مني ..
أغمضت عينيها بإرهاق وهي تقول :- أدهم .... أنت لم تعد مضطرا لحمايتي ..
قال بصوت محترق بمشاعره العنيفة :- أنا لا أتزوج منك لأحميك ... كم مرة علي أن أقولها يا علياء .. أنا أتزوجك لأنني أحبك ...
تدفقت الدموع من خلف جفنيها المغلقين وهي تقول بألم :- أنا لا أستحق حبك هذا ...
اقترب منها ... حتى تمكن من إحاطة وجهها بكفيه ... ورفعه إليه كي يرغمها على أن تنظر إليه .. وقال برفق :- لم لا تتركينني أقرر ما أستحقه وما لا أستحقه ؟؟
عندما لم تقل شيئا ... عيناها تتضرعان إليه رغم كلماتها بألا يخذلها .. وكيف يستطيع أن يفعل .. كيف له أن يخذل المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته ؟
قال هامسا :- تزوجي بي يا علياء .. كما كان يفترض بنا أن نفعل قبل أيام ... تزوجي بي غدا ..
هزت رأسها بعجز .. وهي تهمس من بين أنفاسها :- حـ .... حسنا ...
قربها منه أكثر .. حتى احتضنها تماما بين ذراعيه .. تشنجها لم يدم أكثر من لحظة قبل أن تسترخي .. سامحة له أخيرا أن يخدش أسواراها .. آملا في أن يتمكن من ان يهدمها كلها ذات يوم ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:41 PM   #9872

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- أحتاج للتحدث إليك ..
عينا كنان لم تفارق عيني لقمان وهو يقولها بثبات ... رغم أن قلبه كان يخفق بعنف بين أضلعه .. لا يستطيع منع نفسه من النظر إلى أخيه الأكبر ... شيئا من اللوعة ينتابه وهو يرى وجهه الشاحب .. ونتائج اختطافه تبدو واضحة تماما عليه .. حتى وهو يتلقى نظرات كنان الدفاعية والعنيفة بهدوء ..
على الأقل هو لم يطرده ... على الأقل كنان لم ير كراهية واحتقارا في هاتين العينين اللتين رأتا الكثير .. ربما .. ربما لقمان لم يكن يكرهه دائما كما ظن كنان طوال حياته ..
سمع صوت بحر تقول :- من الأفضل أن تذهب يا كنان ... لقمان بحاجة لأن يرتاح الآن ..
صوتها كان متشنجا ... وكأنها .. وكأنها تكره وجوده .. وكأنها تخشى أن يؤذي لقمان بطريقة ما .. بحق الله .. أتراه وحشا إلى هذا الحد ؟
قال باقتضاب :- أنا آسف يا بحر ... إلا أن ما ارغب بقوله للقمان ... لا يحتمل التأجيل .. وهو لا يعنيك إطلاقا ..
لم يستطع رؤية ردة فعلها .. إذ أنه لم يزحزح نظراته عن لقمان الذي بدا في عينيه التفكير وهو يراقب كنان .. قبل أن يقول بجفاف :- بحر ... هلا تركتنا وحدنا لدقائق ؟؟
أحس كنان بها تململ قريبا منه .. قبل أن تقول باقتضاب :- كما تريد ..
عندما غادرت .... ظل كنان يقف مرتبكا لدقائق وكأنه قد نسي فجأة سبب حضوره .. وما جاء يقوله للقمان .. الذي قال بصرامته التي لم يغيرها كل ما مر به :- تستطيع أن تتحدث الآن يا كنان ... أم ترى القط قد أكل لسانك ؟
احتقن وجه كنان ... كما في كل مرة يدور فيها أي حوار بينه وبين لقمان .. عندما كان الأخير يشعره دائما بأنه مجرد طفل صغير طائش .. قال بتوتر :- لقد جئت لأنني .... لأنني ..
أشاح بوجهه للحظات محررا نفسه من سلطة أخيه التي لا تزول .. ثم قال وقد انخفض صوته قليلا :- لأنني ... أردتك أن تعرف ... بأنني ... رغم كل المشاكل بيننا ... أنا ... أنا لم أرغب أبدا بأن يصيبك مكروه .. أي مكروه ..
عندما لم يقل لقمان شيئا ... تابع بصوت أجش :- ربما أنا كنت دائما غاضبا منك ... ربما كنت أحيانا أسبب لك المشاكل متعمدا .. حسنا .. أنا دائما كنت أسبب لك المشاكل .. كنت أتعمد إغضابك .. عصيان أوامرك .. و .. عندما سقطت بحر ..
وجهه شحب وهو يتذكر ذلك المساء الذي ظن فيه أن بحر قد ماتت .. نظر إلى لقمان .. منتظرا أن يرى في عينيه الكراهية .. في ملامحه الامتعاض .. إلا أنه لم يجد شيئا .. مما جعله يفقد أعصابه وهو يهتف :- لقد ظننتها ماتت .. وخفت .. وحاولت توريطك .. ربما أنا لم أعترف بالأمر من قبل إلا أنك كنت تعرف منذ البداية .. وأنا ... أنا آسف .. وأنا .. أنا سعيد لأنك بخير الآن .. لقد أردت أن أكون موجودا عندما تم إنقاذك إلا أنني خشيت ..
تبا ... أهذه دموع التي كانت تحرق عينيه ... تراجع إلى الخلف وهو يقول بصوت متحشرج :- أردت الاطمئنان عليك لا أكثر .. أنا سعيد بأنك بخير ..
استدار متجها نحو الباب .. بحاجة ماسة للهرب ... ليوقفه صوت لقمان يقول قبل أن يتمكن من الإمساك بالمقبض :- كنان ..
لم يجرؤ على أن يستدير ... لم يجرؤ على رؤية وجه لقمان في تلك اللحظة .. ظل جامدا مكانه في انتظار .. حتى تابع لقمان بهدوء :- شكرا على زيارتك ... إذ أنها تعني لي الكثير ..
للحظة ... لم يتحرك كنان من مكانه ... ثم فتح الباب بدون أي كلمة ... وغادر ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:42 PM   #9873

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

عندما دخل ثروت غرفة جمان ... جمد مكانه وهو ينظر إلى المرأة الغريبة الواقفة إلى جوارها ... قطب عندما أدرك بأنه لا يعرفها .. وأنها لا تنتمي إلى العائلة أو ضمن قائمة الأشخاص المسموح لها بزيارة جمان الطويل .. ليسأل فجأة بصرامة :- من أنت ؟؟
انتفضت المرأة وهي تلتفت نحوه مذعورة ... انكمشت متراجعة وهي تقول بوجل :- أنا آسفة ... هل أنت أحد أقارب الآنسة جمان ؟... أنا لم أرك هنا من قبل ..
تظاهرها بالغباء والسذاجة لم يعجبه على الإطلاق ... وهو لم يكن في مزاج يسمح له بتقبل وجود شخص غريب في غرفة جمان بعد أيام قليلة من تمكنهم من استعادة لقمان ...
لقد جاء بغية رؤية تلك الممرضة السمراء ... عارفا بأنها لابد وقد سمعت التفاصيل وقد انتشر الخبر في وسائل الإعلام كالنار في الهشيم ... لقد أراد أن يخبرها بما حدث بنفسه .. لقد أراد أن يشكرها لأنها منحته ما يكفي من التشجيع كي يتمكن من التخلص من جبنه والسعي لإنقاذ لقمان ... أما أن يصل فلا يجدها ... بل يجد أخرى لا يعرفها هناك ...
قال كازا على أسنانه :- لقد سألتك عمن تكونين ..
وجهها شحب .. وهي تقول يذعر :- أنا ممرضة الآنسة جمان ...
ممرضة ! .. لقد كانت ترتدي زي الممرضات المخصص للمستشفى بالفعل .. إلا أن هذا لا يعني شيئا .. هدر بها :- منذ متى ؟
:- أنا ممرضة الآنسة جمان منذ ستة أشهر ...
:- كاذبة ... أنا لم أرك هنا من قبل ... أين الممرضة الأخرى ؟؟
هزت رأسها وقد بدت وكأنها ستصاب بنوبة هستيرية وهي تحدق متسعة العينين بمظهره الذي بدا بالكدمات التي لم تشف بعد عن وجهه وكأنه رجل عصابات لا أكثر :- أي ممرضة ؟؟؟ أنا الممرضة المكلفة من قبل السيد نعمان .. أنا لا أترك مكاني هنا إلى جانب الآنسة جمان إلا خلال ساعات الغداء ..
خلال فترات زيارته هو ... أي صدفة مجنونة هذه ... أي غبي تظنه هذه المرأة الـ ...
:- ثروت ... ما الذي تفعله هنا ؟؟؟
التفت ثروت نحو نعمان الطويل الذي كان ينقل بصره بين ثروت والمرأة التي كانت تنتفض حرفيا في تلك اللحظة و قد بدت كأنها ستصاب بنوبة قلبية في أي لحظة ..
زيارات ثروت لجمان لم تكن سرا على الإطلاق إذ أنه لم يحاول إخفاءها إطلاقا .. إلا أنه في تلك اللحظة وهو يواجه نظرات الريبة والقلق في عيني والد جمان شعر فجأة بأنه دخيل لا أكثر ...
قال متشنجا :- أمر للاطمئنان على الأنسة جمان ..
هز نعمان رأسه قائلا :- نعم ... أعرف بأنك تفعل هذا بين الحين والآخر وأنا ممتن له .. إنما ... ما الذي يحدث هنا ؟؟
أشار ثروت إلى المرأة التي كانت مضطرة لأن تستند إلى الجدار كي لا تخذلها ساقاها وقال :- أنا لم أر هذه المرأة من قبل ... في حين أن الممرضة التي كنت أراها كلما جئت للزيارة .. كانت امرأة مختلفة تماما ..
شحب وجه نعمان وهو يقول :- السيدة رويدة ممرضة جمان الوحيدة وقد وظفتها بنفسي ..
عقل ثروت أخذ يعمل داخل عقله بجنون وهو يقول بتوتر :- ليس هذا ما أخبرتني به تلك المرأة .. لقد كانت حسب كلماتها , الممرضة المكلفة من قبلك بالعناية بجمان ...
نعمان كان أسرع منه في تحليل الموقف وهو يقول بغضب :- ما الذي يعنيه هذا ؟؟؟ ما الذي كان رجال الأمن الذين وضعهم لقمان يفعلون طوال هذا الوقت ؟؟ كيف يسمحون لشخص غريب بأن يدخل ويخرج إلى غرفة جمان مدعيا شيئا هو ليس عليه .. ؟
بقلب خافق بجنون .... التفت ثروت نحو جمان بينما كان نعمان يستل هاتفه مجريا اتصالاته .. يتذكر كل حوار دار بينه وبين تلك الممرضة الغريبة .. التي كانت قادرة رغم كل حصونه على أن تتخطاها فترغمه على البوح بما لم يبح به لإنسان قط ... هل كان غائبا في همومه وذكرياته وقلقه على لقمان بحيث سمح لامرأة غريبة بأن تخدعه ... هل كان خائفا إلى حد جعله يلجأ إلى شخص لا يعرفه .. مانحا إياه ثقته وهو الذي كان عاجزا عن منحها لأقرب الناس إليه ؟؟
الاضطراب والتشوش انقلبا مرة واحدة إلى غضب أعمى وهو يلتفت نحو نعمان الطويل قائلا بصوت مشحون :- لا تقلق يا سيد نعمان ... أنا سأجد تلك المرأة ... سأجدها أينما اختفت .. ولو كان آخر ما أفعله في حياتي ..
بدون انتظار لأي رد ... اندفع مغادرا الغرفة كالعاصفة ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:43 PM   #9874

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم يكن ريان بحاجة للبحث كثيرا قبل أن يرى كنان ... إذ وجده يجلس فوق أحد مقاعد الانتظار قريبا من جناح لقمان ... يعقد كفيه أمامه ويحدق بهما ساهما ...
للحظات ... ظل مكانه يراقبه ... دون أن يقاطع شرود كنان ... يدرس ملامحه .. يتشرب حزنه وارتباكه .. انتظر بصبر حتى أحس كنان بوجود من يراقبه ... فرفع رأسه لتلتقي عيناه المجفلتان بعيني ريان ..
للحظة .. تمكن ريان من رؤية الهشاشة في عيني أخيه الأصغر ... يصغره بعام واحد ... إلا أنه كان يبدو له أحيانا وكأن سنوات تفصل بين عمريهما .. الهشاشة تلاشت مرة واحدة ليحل محلها العناد وشيء من الدفاعية .. فمه توتر فجأة متحولا إلى خط مستقيم مشدود .. مما دفع ريان لأن يتنهد وهو يفكر بأنه ربما لم يكن لكنان خلال الفترة الأخيرة الأخ الذي يحتاج إليه ...
خطا نحو كنان ... وجلس إلى جانبه وهو يقول :- هل قابلت لقمان ؟؟؟ كيف هو الآن ؟؟؟ هل هو أحسن حالا ؟؟
أجفل كنان وكأنه كان ينتظر من ريان توبيخا ... حسنا .. لقد كان ينوي توبيخه بالفعل عندما اتصل به أكرم مخبرا إياه بأنه قد رأى كنان يتجه نحو جناح لقمان بينما كان يستعد لإحدى عملياته .. كل ما كان يفكر به بينما هو يقود سيارته نحو المستشفى .. الكراهية والتوتر الدائم الذي كان يظهره كنان اتجاه لقمان ... إلا أنه عندما نظر إليه قبل لحظات .. أدرك بأنه لم يفكر أبدا بأن لقمان .. هو في النهاية ورغم كل شيء .. أخو كنان الأكبر .. وأنه ربما يكون قلقا عليه كباقي أفراد العائلة .. دون أن يجد طريقة يعبر فيها عن قلقه دون أن يواجه استنكار وعدم تصديق الأشخاص قصيري النظر مثله هو ..
قال كنان باضطراب :- بخير ... على الأقل هو بدا بخير عندما رأيته قبل لحظات ..
فكر ريان للحظات .. ثم قال بصوت متحفظ :- لابد وأنه كان مسرورا بزيارتك ..
:- في الواقع .. أظنه كان كذلك .. بما أنه لم يطردني فور دخولي غرفته رغم اعتراض رجل الأمن الذي لا يفارق بابه ..
بدا كنان وكأنه ما يزال غير مصدق لما حدث .. مما جعل ريان يقول متعاطفا :- أتعلم ... كلنا عانينا في مرحلة ما من تباعد لقمان وجفائه .. أحيانا .. قد تشعر بأنك عبء عليه .. بأنك تحرجه .. بأنك عديم الكفاءة إلى جانب فاعليته وحكمته الشهيرين .. إلا أنك في النهاية وعند الحاجة .. تدرك بأن عائلته تأتي دائما أولا .. وبأنك مهما كنت مزعجا بالنسبة إليه .. فأنت ستبقى دائما أخاه الأصغر ..
صمت كنان للحظات ... ثم قال :- لقد ... لقد بدأت أدرك هذا مؤخرا ..
ثم زفر قائلا :- حتى وأنا أدرك بأنني سأظل مصدر إزعاج له ... أنا ... أنا لست من النوع المطيع والمسالم .. أنت تعرفني ..
ضحك ريان وهو يقول :- أنت فرد من عائلة الطويل .. حيث لا وجود أصلا لمفهوم الطاعة أو المسالمة .. في الواقع .. سأشك بأن دماء واحدة تجري في عروقنا لو أنك كنت كذلك ..
ابتسم كنان ... ثم نهض قائلا :- من الأفضل أن أعود إلى عملي ... قبل أن يعود شريكي اللدود فيشكيني لأبي حول غيابي المستمر ..
عندما خطا كنان خطوتين مبتعدا سأله ريان بهدوء :- ألن تسألني عن وردة ؟؟؟
هز كنان رأسه دون أن يستدير وهو يقول :- ولماذا أفعل ؟؟؟ سأعرف كل ما أريد أن أعرفه فور أن أرى تلك الفتاة الغبية و العديمة التفكير ..
ابتسم ريان وهو يراقبه يبتعد ثم يختفي .. يتذكر ردة فعله الغاضبة عندما عرف بأن وردة رغم عدم تعافيها التام قد بدأت العمل من جديد مع والدته في شركة الطويل .. هذان الاثنان .. بقدر ما يقلقه شجارهما الدائم .. بقدر ما يريحه .. أن كل منهما يجد بطريقة ما خلاصه في الآخر ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:43 PM   #9875

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- شكرا لكم أيها السادة ... تستطيعون العودة إلى مكاتبكم ..
بينما بقي السيد عبد القادر في غرفة الاجتماعات يناقش شيئا مع أحد مدراءه ... غادر باقي الموظفون عائين إلى مكاتبهم بالفعل وهم يتحدثون أزواجا في فحوى الاجتماع ما بين مؤيد ومعارض .. في حين تابعت قمر طريقها إلى مكتبها وحدها كالعادة وقد فشلت خلال السنة السابقة في اكتساب الكثير من الأصدقاء في العمل .. إذ كان الموظفون يلاحقونها دائما بأعين جائعة .. في حين كانت الموظفات لسبب ما ترمقنها دائما بأعين الحسد والريبة
قبل أن تدخل إلى مكتبها .. سمعت صوت عمران يستوقفها هاتفا :- سيدة قمر .. هلا انتظرت للحظة ..
التفتت نحوه مجفلة .. إذ أنه لم يتحدث إليها على الإطلاق خلال الأيام التي تلت لقائها المخطط له بحبيبة .. بعد أن أوصلها إلى بيتها شاكرا إياها على تعاونها ..
كانا يتقابلان صدفة أحيانا بين أروقة الشركة .. فيمنحها ابتسامة متشنجة محييا إياها قبل أن يتابع طريقه .. أو يتحدث إليها بشكل عملي واحترافي عندما كانا يلتقيان لأي سبب في مكتب السيد عبد القادر ..
وقد كان هذا مريحا نوعا ما لقمر .. أن يتوقف عن استفزازها وإهانتها على الأقل .. كان تقدما ملحوظا في علاقتهما المهنية .. قالت مقطبة :- سيد عمران ... هل من مشكلة ؟
عبس قائلا عندما وصل إليها :- لماذا تربطين تحدثي إليك دائما بالمشاكل ... ماذا لو أنني أرغب بأن أحييك .. وأشكرك على ملاحظاتك الذكية جدا في الاجتماع ؟
ضيقت عينيها وهي تنظر إليه بطريقة جعلته يتنهد وهو يقول :- حسنا ... أنا ما كنت لأفعل هذا حتى لو كنت قد قدمت أي ملاحظات ذكية في الاجتماع بالفعل .. وهو ما لم تفعليه بالمناسبة .. هل أستطيع أخذ دقائق من وقتك ؟
هه ... هذا هو عمران الذي نعرفه ونحبه .. أدارت عينيها وهي تفسح له الطريق قائلة :- ربما .. إن وعدتني بألا توجه نحوي أي إهانات مبطنة أخرى ..
ابتسم بتسلية وهو يدخل على المكتب قائلا :- هذا ما لا أستطيع أن أعدك به .. أتعلمين ... والدتي بذلت جهدا كبيرا في محاولاتها تعليمي أن أفكر قبل أن أتحدث .. أو على الأقل أن أراعي مشاعر الآخرين وأنا أخاطبهم ..
قالت في تقرير للواقع :- وطبعا ... محاولاتها هذه كلها ذهبت هدرا ..
نظر إليها مجفلا وهو يقول :- في الواقع .... ما ترينه أمامك هو نسخة معدلة ومنقحة للغاية عما كنت عليه في الماضي ..
:- أخمن أنك كنت تعود يوميا من المدرسة وأنت دامي الوجه وممزق الثياب بعد شجار أو اثنين مع رفاقك .. والدتك المسكينة .. إلى أي حد كانت تعاني بسببك
اتسعت ابتسامته برضا وهو يقول :- آه .... الكثييييير ... إنما كان عليك أن تري حالة الأطراف الأخرى بعد كل شجار ..
لوت فمها بعدم رضا وهي تقول :- أرجو أنك لا تعلم حلا هذا الأسلوب اللبق في التعامل مع مشاكلها في المدرسة ...
جلست فوق مقعدها خلف المكتب بينما جلس أمامها .. عيناه تلينان نوعا ما وهو يقول :- للأسف .. هذه إحدى مساوئ الترعرع بدون أم في المنزل ..
قالت بتعاطف :- إن أردت رأيي ... أنا أرى أنك تقوم بعمل جيد للغاية في العناية بحلا .. هي طفلة رائعة ..
نظر إليها مفكرا وهو يسألها :- ألا تظنينها بحاجة إلى أم ؟؟؟
هزت كتفيها قائلة :- هي لديها أم بالفعل ... صحيح ؟؟ ما تحتاجه هو عنصر أنثوي يمنحها التأثير الذي تحتاجه فتاة في عمرها ... حبيبة أبدا لن تكون كافية ..
:- هذا يعني أنك تنصحينني بأن أتزوج ..
عقدت حاجبيها تفكر بأن الحديث يتجه نحو جانب شخصي للغاية .. إلا أنها قدرت حيرته .. وبحاجته لرأي شخص اطلع على ظروف عائلته .. قالت :- أنت ستتزوج في النهاية .. إذ أنك مازلت شابا ولن تتمكن من الاستمرار في حياتك وحيدا .. إنما أظنك يجب أن تتزوج للأسباب الصحيحة .. أن تتزوج لأجل نفسك .. لا لأجل حلا ..
للحظة ... ساد صمت ثقيل في الغرفة بينما هو ينظر إليها مليا بعينيه الزرقاوين الثاقبتين .. قبل أن يقول :- إن طلبت منك الزواج يا قمر ... فأنا لن أكون قد فعلت هذا لأجل حلا وحدها ... بل لأجلي أنا أيضا ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:44 PM   #9876

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

حسنا ... العمل في مكتبة ... هو حتما أمر ستفكر فيه كعمل مستقبلي لها ...
بمرح صبياني ...ومباشرة بعد تعاملها مع آخر زبون بالطريقة التي علمها إياها ريان قبل أن يرحل .. جلست فوق مقعده الجلدي العريض .. ودارت حول نفسها وهي تفكر بمكر بردة فعل مريم عندما تراها وهي تبدو مثقفة ومهمة أثناء تعاطيها مع الزبائن ... قيامها بعمل مفيد .. لم يكن السبب الوحيد للطريقة التي كان قلبها يخفق فيها بسعادة ... بل كانت هناك الثقة التي منحها إياها ريان عندما ائتمنها بالمكتبة ..
تلاشت ابتسامتها ... وهي تفكر بأن التواصل الذهني الذي كانت تشعر به اتجاهه منذ بدأت تعرفه عن قرب ... لا يعني شيئا ... ريان ... ريان الطويل .. كان أكثر كمالا من أن يفكر بفتاة مثلها .. ربما يهتم لأمرها لفترة .. كشيء غريب ومثير للاهتمام .. فتاة غريبة الشكل ببشرة شاحبة مغطاة بالنمش المضحك .. ربما يشكل التغير شيئا منعشا لا أكثر بالنسبة إليه ... إنما لا شيء دائم ....
جنى تعلمت منذ الطفولة ألا تضع آمالا كبيرة في أي شخص كان .. لا والدها .. لا والدتها .. لا أخوتها الذين كانوا عاجزين عن اعتبارها أختا حقيقية .. لماذا إذن تعجز عن تحصين نفسها فيما يتعلق بريان ؟؟؟
لماذا تعجز عن الالتزام بالواقع ... والفصل بين الخيال الذي كانت دائما بارعة في اختلاقه ... والواقع المرير الذي كانت تراه بأم عينها ؟؟؟
صوت صرير الباب يفتح اجتذب اهتمامها نحو المرأة التي دخلت المكتبة وهي تتطلع حولها بقلق وتوتر .. بدت وكأنها لم تأت لأجل الكتب بما أنها لم تنظر ولو لمرة نحو أي من العناوين التي تصدرت الرفوف .. بل بدت وكأنها كانت تبحث عن شخص ما ..
قطبت وهي تقف قائلة :- هل أساعدك في أي شيء ؟؟
المرأة كانت تبدو وكأنها في الثلاثين من عمرها .. أم تراها أكبر عمرا ؟؟ كانت تغطي شعرها بحجاب أبيض بسيط .. وترتدي معطفا رماديا محتشما لم يخف نحول جسدها الواضح .. لقد كانت شاحبة .. قلقة .. مرهقة .. وحزينة ..
قالت المرأة باضطراب :- أنا .... أنا أبحث عن صاحب المكتبة ... ريان ... ريان الطويل ..
هل هي صديقة للعائلة ؟؟؟ :- ريان ليس هنا ... ذهب وسيعود بعد بضع ساعات ...
هو لم يحدد موعدا لعودته ... إلا أن جنى لا تنوي منحها أي سبب للبقاء وانتظاره في المكتبة ...
بدت خيبة الأمل على وجه المرأة وهي تقول :- آه ... حسنا ... هلا ... هلا أخبرته بأن هبة قد جاءت لتراه ؟؟؟ وأنني .. أنني أنتظر أن يرد يوما على اتصالاتي ...
هبة .... هل قالت هبة ؟؟؟
توترت كل خلية في جسد جنى وهي تتذكر الاسم بوضوح ... لقد ذكره مرة عندما تحدث عن امرأة أحبها يوما ... هبة ! .. هل هذه هي المرأة التي أحبها ريان ؟؟؟
متسعة العينين .... حدقت جنى بالمرأة التي كانت تكبر ريان في العمر بالتأكيد ... كانت سمراء ... مليحة التقاطيع .. عيناها الداكنتان كانتا تحملان عالما بحاله ...
ربما هي ليست جميلة ... إلا أنها ... رباه ... شعور بالجزع والخوف اجتاحها وهي تفكر بأن قلقها على شكلها الخارجي لم يكن مبررا على الإطلاق ... إذ أن ما يتطلبه الأمر للوصول إلى قلب ريان ... يتجاوز بكثير جمال الشكل ... لقد كان شيئا آخر ... شيئا لا تمتلكه على الإطلاق ...
ازدردت ريقها وهي تتمالك نفسها بسرعة ... وتقول مرغمة نفسها على الابتسام :- بالتأكيد ... في الواقع .. هو لن يعود اليوم إلى المكتبة ... إلا أنني سأخبره عندما أراه هذا المساء بأنك قد مررت للزيارة .. سيكون سعيدا بالتأكيد .. ريان لم يحبب أبدا الطريقة التي انتهت فيها الأمور بينكما .. أعني .. أنت تعرفين كم هو طيب .. سيظل يشعر بالذنب لأنه قد تمكن من المضي قدما إن وجد بأنك لم تفعلي ..
شحب وجه المرأة وهي ترتد خطوة للوراء ... قائلة من بين أنفاسها المضطربة :- هل ... هل أخبرك عني ؟؟ أعني ... أنت محقة طبعا .. هذا هو ريان .. دائما يفكر بالآخرين قبل أن يفكر بنفسه ... أمم ... بلغيه سلامي ..
عندما استدارت هبة كي تغادر ... وجهها صورة للألم لحد جعل الذعر يجتاح جنى وهي تدرك فجأة ما فعلته .. بأنها قد كذبت مجددا دون حتى أن تفكر مسببة الأذى لشخص لم يزعجها إطلاقا .. عندما أرادت أن توقفها فتصلح الأمر ... جمدت الاثنتان وهما تنظران إلى الرجل الواقف عند الباب الذي نسيت هبة إغلاقه عندما دخلت قبل دقائق ... وجهه جامد تماما ... وعيناه الخضراوان .. أكثر صقيعا من هواء الشتاء البارد الذي كان يعصف بجنون خارجا ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:45 PM   #9877

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

مع نهاية النهار أخيرا .. أحست وردة بأن جرح شفتها الذي كانت قد أخفته بالزينة .. يكاد ينزف من جديد من كثرة ما ابتسمت وهي تتقبل ترحيب زملائها القدامى بها .. لقد كان الأمر مفاجئا لها .. أن تدرك بأن جزءا كبيرا منهم يتذكرونها .. وأنهم كانوا يعتبرونها عنصرا فعالا ومهما قبل أن ترحل دون أن توضح أسبابها .. وأنهم كانوا أكثر من سعداء بعودتها .. أن تدرك بأنها كانت تمتلك كل هذا القدر من الأصدقاء دون أن تدرك حتى .. كان صادما لها .. أن تدرك بأنها بحساسيتها .. وتعنتها .. وعجزها عن تحمل فضل آل طويل هو ما جعلها تخسر عملا جيدا كهذا .. كان قاسيا أيضا عليها ..
ربما نوايا ريان كانت جيدة ... هو في النهاية كان يسعى لتحقيق حلمها هي ... هه .. مكتبة أحلامها .. تلك التي كانت تتحدث عنها طويلا لعمها بينما هما يعملان بصمت في متجره ... بينما هو يستمع إليها وعلى شفتيه ابتسامة متسلية ... لقد كان يقول لها بأن تحقيق حلم من أحلامك .. لا يأتي من فراغ .. وأن الشخص بحاجة لأن يضحي ... ويضحي .. ويعمل بكل ما لديه من قوة في سبيل تحقيقه ...
هل كانت كل تصرفات عمها مجرد وسيلة يائسة منه لتحقيق حلمه ؟؟؟
إن كان تحقيق حلمها يتطلب منها أن تضحي بكرامتها وكبريائها .. فهي لا تريده .. فمن حيث نبع حلمها الأول ... أحلاما أخرى أكبر وأعظم تنتظر أن تُخلق داخل عقلها ..
تناولت حقيبة يدها ... والمعطف الأنيق الذي وفرته لها السيدة آمال ... تبا ... أن تضطر للسماح لأي أحد بمنحها ملابس وقد طردتها والدتها دون أن تتمكن من أخذ أي شيء معها ... إلا أن السيدة آمال كانت أكثر من مقنعة وهي تقول بأن ارتدائها لملابس من تصميم الشركة سيكون جيدا للعمل أيضا .. كنوع من أنواع الدعاية بما أنها منحتها منصب علياء الذي ظل شاغرا منذ تركته قبل عام مضى ..
( إن كنت أثق بك حول ابني الأصغر .. فالأولى أن أثق بك في حماية عملي وشركتي )
ابتسمت وردة من جديد وهي تسير عبر أروقة الشركة بعد مغادرة مكتبها عندما قابلت المزيد من زملائها .. تتساءل .. والحزن يتعاظم بعد كل لحظة .. عن السبب الذي لم تستطع لأجله والدتها أن تحبها أو تتقبلها كالآخرين ؟
منذ طردتها والدتها ... وهي تعود إلى هناك ...
كل مساء كانت تعود إلى هناك .. تطرق الباب .. ترجو والدتها أن تفتحه لها .. قبل أن تيأس فتغادر خائبة ... لتنفجر بالبكاء فور أن تنفرد بعيدا عن الأنظار .. وقبل عودتها إلى منزل آمال الطويل ..
فور أن خرجت من المبنى ... وقفت فوق الرصيف تسمح لهواء المساء البارد أن يداعب بشرتها الحارة ويلاعب خصلات شعرها التي باتت أطول من المعتاد .. تفكر بأن هذا ما تفعله دائما ... تسمح لكل مصيبة تخيم فوق حياتها بأن تصدمها ليوم أو يومين .. إلا أنها سرعان ما كانت تقف على قدميها من جديد ..
قبل أن تنهي الفكرة داخل عقلها ... رأيت السيارة المألوفة تقف أمامها ... ورأس كنان الطويل يطل من نافذة السائق يقول :- هل تبحث السيدة الجميلة عمن يوصلها ؟؟
رؤيتها الغير متوقعة له بعد أيام منذ لقائهما الأخير في منزل آمال الطويل .. جعلت قلبها يقفز فجأة من مكانه .. مزيج من الانزعاج والرهبة .. والحرج بعد كل ما شهده منها .. بالإضافة إلى ... إلى شيء آخر سرى في جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها .. كتيار كهربائي أحرق كل خلاياها ..
تشنجت في رفض فوري لهذا الاضطراب في مشاعرها .. وقالت بفتور :- هذه السيدة الجميلة ستأخذ سيارة أجرة .. لذا .. من الأفضل أن تذهب باحثا عن شيء آخر تفعله ..
عبس للحظات ... ثم قال بصوت مرتفع :- حسنا ... الشيء الآخر الذي يمكن أن يخطر على بالي فعله إن لم تصعدي إلى السيارة الآن ورافقتني كي أوصلك .. أن اخرج وأثير فضيحة لك أمام مقر عملك الجديد هاتفا بأعلى صوتي كم أنك غبية لأنك قد غادرت السرير بعد أيام فقط على وشوكك على ...
:- توقف توقف .. رباه ..
دارت حول السيارة كي تعتلي المقعد المجاور له وهي تقول بغيظ :- هلا تحركت من هنا قبل أن تثير المزيد من الفضائح ؟
ابتسم برضا وهو يقول :- كما تأمرين ..
انطلق بالسيارة على الفور ... ليسمح لها بأن تقول أخيرا بغضب :- هلا أخبرتني بما تفعله هنا
:- أليس هذا واضحا .. لقد جئت لأراك .. لقد سبق وأخبرتك بأننا سنخرج معا فور تعافيك .. بما أننا نتحدث عن الأمر .. أنت تعرجين بشكل واضح .. كما أنني لاحظت تشنجك وأنت تصعدين إلى السيارة مما دل على الألم الذي تسببه لك أي حركة تقومين بها .. ما الذي دهاك ودفعك لبدء العمل باكرا بهذا الشكل .. لو أنني أعرف بأنك ستفعلين هذا ما كنت ...
ثم صمت .. فأكملت بجفاف :- ما كنت طلبت من السيدة آمال توظيفي ... صحيح ؟؟
أطبق فمه بقوة ... قبل أن يقول :- تعرفينني أكثر مما ينبغي .. صحيح ؟؟
لم تعرف وردة لماذا ضربها تعليقه هذا في الصميم ... احتفظت بصمتها للحظات .. ثم قالت :- إلى أين تأخذني ؟؟
:- سأطعمك ... كما أفعل عادة ... أنت ألين عريكة عندما تكون معدتك ممتلئة .. ثم ... حسنا ... أنا لا استطيع أن أؤخرك كثيرا بما أنك تقيمين في منزل آمال الطويل .. لا أريد أن أمنحها الفرصة لأن توجه نحوك أي ملاحظة مستفزة ..
تمتمت وقد مسها قلقه واهتمامه و بث دفئا داخل قلبها :- السيدة آمال لطيفة معي جدا في الفترة الأخيرة .. لا أظنها تزعجني بهذه الطريقة
لوى فمه قائلا :- إن أزعجتك فلن تكوني أنت السبب .. بل أنا .. حتى بعد كل هذه السنوات .. ما زالت هي وأمي تحاولان كسب النقاط ضد بعضهن البعض ..
أشاحت بوجهها قائلة :- أنا لن أبقى في منزلها طويلا على أي حال ..
ألقى نحوها نظرة سريعة قائلا :- إلى أين تراك تذهبين ؟
:- لابد وأن أعود إلى بيتي في مرحلة ما ..
تشنج جسده في رفض فوري لعودتها إلى تلك المنطقة .. حيث لن تكون آمنة أو سعيدة .. إلا أنه لم يجرؤ على أن يبوح برفضه .. بل قال :- هل تحدثت إلى والدتك ؟؟
كانت ما تزال مركزة نظرها على النافذة وهي تقول :- حاولت التحدث إليها ... إلا أنها لا ترد على اتصالاتي .. ولا تفتح لي الباب عندما أذهب إلى هناك ... إلا أنها لن تظل غاضبة علي إلى الأبد .. لابد وأن تهدأ وتدرك بأنها لا تستطيع أن تطردني من البيت ..
هتف فجأة بعنف مجفلا إياها :- هل ذهبت إلى هناك وحدك ؟؟
التفتت إليه حائرة .. قبل أن يهتف بغضب :- ماذا لو أن أولائك الفتيان قد تعرفوا إليك من جديد وحاولوا إيذائك .. ألم تفكري بهذا ؟؟
صمتت للحظات .. ثم قالت :- أنا لا أترك الخوف يحدد هويتي أبدا يا كنان ... لو أنني اختبأت .. لو أنني تحاشيت السير في المكان الذي ولدت فيه و ترعرعت .. وامتلكت الحق فيه مثلهم تماما .. فهذا يعني أنهم قد انتصروا .. وأنا لن أسمح لهم بذلك ..
كيف له أن يرد على هذا ؟؟؟ أوقف السيارة عندما برق الضوء الأحمر لإشارة المرور .. عيناه تراقبان بعينين لا تريان المارة وهم يتجاوزون الطريق عبر زجاج السيارة الأمامي .. يفكر بأنها دائما تفاجئه حيث لم يكن ينتظر ... دائما تضربه في منتصف صدره بقوتها وشجاعتها ..
قال وهو يقود السيارة مجددا فور أن برق الضوء الأخضر :- فقط ... عديني بأن تطلبي المساعدة عند حاجتك إليها يا وردة ..
التفت نحوها .. قائلا بصوت متشنج :- أرجوك ... اتصلي بي .. أو بأي شخص آخر .. إن أحسست بأنك في خطر ..
قالت باضطراب :- حـ ... حسنا ... أعدك ..
ابتسم ... تلك الابتسامة الجانبية التي لم تدرك من قبل إلى أي حد كانت جذابة .. خاصة عندما ظهرت تلك الغمازة التي كانت دائما أكثر غضبا منه من أن تلاحظها ... ثم عاد يوجه تركيزه كاملا نحو الطريق .. تاركا إياها تتحرق توترا واضطرابا فوق مقعدها ... إنما أكثر مما كانت عليه يوما إحساسا بالأمان ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:46 PM   #9878

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لدقيقة .... لم ينطق أحدهم بشيء ..
المرأة – هبة – كانت تبدو مضطربة وشاحبة وهي تحدق بريان .. وكأنها رغم حضورها خصيصا كي تراه .. لم تعد نفسها بما يكفي لمواجهته ...
جنى ... كانت تشعر بقلبها يخفق بعنف وجنون داخل صدرها وهي ترى نظرة لم يسبق لها أن رأتها في عيني ريان الجميلتين .. لقد كان الغضب الشديد وهو ينظر إليها .. لقد .. لقد سمعها وهي تكذب .. وقد أظهر لها مرارا مدى احتقاره وكرهه لأن يكذب عليه أحد .. لقد سمعها تقنع المرأة التي أحبها يوما .. وما يزال يتألم كلما تذكرها بأن شيئا خاصا يجمع بينهما ... بأنه يهتم لأمرها ... وقد استخدمت كذبتها هذه لإيذاء المرأة التي بدا واضحا أنه ما يزال يهتم بها ..
التفت نحو هبة .. قائلا بجمود :- هبة .... هلا انتظرتني خارجا للحظات ... سأتحدث إلى جنى ثم أوافيك ..
هبة لم تناقشه ... هزت رأسها في تحية مختصرة نحو جنى .. وجهها ما يزال يحمل بين ملامحه الحزن نفسه .. والانكسار نفسه .. ثم غادرت المكتبة مغلقة الباب ورائها ..
فور أن انفردا .... بينما هو ينظر بعيدا عنها نحو مجموعة الكتب الأكثر مبيعا والمرصوفة إلى يمينه .. جسده متشنج بغضب واضح .. لم تتمكن جنى من احتمال الصمت أكثر .. لقد أرادته أن يقول شيئا .. أي شيء .. أن يخبرها بأنه يعرف بأنها قد كذبت بسبب شعورها بعدم الاستقرار والثقة كما كانت تفعل دائما ... بأنها قد كذبت لأنه ما تفعله عندما تحتاج جذب اهتمام شخص تهتم لأمره إنما تعرف بأنه أبدا لن يبادلها الاهتمام نفسه .. لقد كذبت لأنها تفعل هذا دائما عندما تكون وحيدة أو يائسة .. وبحاجة لاختلاق عالم لا وجود له كي تمكن من تخطي برود ووحشة الواقع ...
قالت بتوتر :- لقد ... لقد عدت باكرا ..
قال باقتضاب :- لم يكن هناك الكثير لأفعله ... في حين أنني أرى أنك كنت مشغولة للغاية في غيابي ..
امتقع وجهها وهي تقول متهربة من الحقيقة :- أممم ... لم يكن هناك الكثير من الزبائن ... أرجو ... أرجو أن يكون أخوك بخيـ ...
قاطعها قائلا بخشونة :- لقد كذبت مجددا يا جنى ...
ارتدت إلى الوراء ... تصطدم بالرفوف خلفها .. قلبها يخفق بعنف وهي تقول بدفاعية واهية :- لا أعرف ما الذي تتحدث عنه ...
:- أنت تعرفين جيدا ما لذي أتحدث عنه ... أنت كذبت على هبة ... أنت تعمدت إيذائها بكلماتك .. لا تتظاهري بالبراءة ... ربما كلماتك كانت صحيحة ... آه ... ربما أنا كنت مغفلا بما يكفي كي أظهر لك شيئا من ضعفي .. وأنت ربما تكونين أكثر ذكاء مما توقعت إذ تعرفت إلى هبة وعرفت من تكون .. إلا أنني لم أتخيل أن تستغلي معرفتك هذه بهذه الطريقة .. أنا لا أفهم ما الذي قصدته بفعلتك .. ما الذي تجنينه من الكذب .. من إقناع هبة بشكل غير مباشر بأشياء غير موجودة في سبيل إيذائها .. إلا أنها لم تستحق منك هذا ... لم تستحق أن ترسمي على وجهها نظرة الانكسار تلك وأنت لا تعرفين عنها وعما عانته شيئا ..
تلاحقت أنفاسها وهي تقول :- ريان ... أنا ... أنا آسفة ..
النظرة التي ارتسمت على وجهه صفعتها بعنف حتى كادت تنتفض ألما وهو يقول باحتقار :- أنا أتقبل أنك شخص غير صادق يا جنى .. هو شيء لا تستطيعين تغييره بين ليلة وضحاها .. إلا أنني أبدا لن أتقبل أن يكذب أحدهم علي مجددا .. أو أن يستخدمني في كذبة يخدم فيها أغراضا بشعة كأغراضك التي لا أعرفها ..
استدار فجأة دون أن ينتظر منها ردا ... وغادر المكتبة لاحقا بهبة ...
أنفاسها كانت أكثر عنفا من أن تتمكن من السيطرة عليها ... رباه ... رباه ...
نظرت حولها بيأس .. حتى وجدت ذلك الباب الجانبي .. فاندفعت نحوه كالمجنونة تعبره وتغلقه ورائها مسندة ظهرها إليه ... عندها فقط .. سمحت لشهقات بكائها أن تعلو ... سمحت لدموعها بأن تدفق غاسلة وجهها بدون تحفظ ... سمحت لإحساسها بالضعف والذنب يغمرانها ... لأنها وحيدة .. بأنها عاجزة ... بأنها لا تساوي شيئا ... بأنها أقل من أن يهتم بها أحد ...
انزلقت على الأرض وهي تخفي وجهها بكفيها ... تبكي بحرقة ... عارفة بأن أحدا لن يسمعها وقد لحق ريان بحبيبته السابقة ... التي يبدو واضحا أنها لن تظل سابقة طويلا ... بكت وبكت ... لدقائق بكت ... قبل أن تدرك بأنها إن ظلت على هذه الحالة .. فإن ريان سيعود ليجدها تبكي خزيها ... وهي لن تحتمل المزيد من الإذلال منه ... كبريائها وقلبها لن يتحملا أن يكسرها أكثر ..
مسحت دموعها ... ونهضت تصلح ثيابها وحجابها المحيط برأسها ... ثم استدارت تفتح الباب لـ ....
لتعجز عن فتحه ..
في البداية لم تستوعب السبب ... بحثت تلقائيا عن المفتاح الذي قد تكون أدارته بالخطأ وهي تدير المقبض دون فائدة ... لتدرك بهستيرية وهي تحاول فتح الباب بأنه عالق ... بأنها عالقة ... بأنها سجينة هذا المكان الصغير والضيق والضعيف الإضاءة ... بأنها محاصرة ... عقلها توقف عن التفكير مرة واحدة وهي تبدأ بضرب الباب بجنون وهي تصرخ وتصرخ ... رئتاها تقلصتا من نقص الهواء .. الجدران من حولها كلها بدت وكأنها تقترب منها أكثر وأكثر حتى كادت تطبق فوقها .. لتستحيل خلال لحظة من غرفة تخزين صغيرة إلى خزانة ملابس ضيقة ومظلمة بالكاد كانت تتسع لطفلة في الثانية عشرة ... خلال لحظة وهي تتابع صراخها الهستيري .. اسودت الدنيا فجأة أمام عينيها ... وانتهى كل شيء ..









انتهى الفصل السادس والعشرون بحمد الله
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:47 PM   #9879

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تم تنزيل الفصل السادس والعشرين بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع
أحب أن أنوه لأنني أكتب هذه الأيام الفصول الأخيرة كون النهاية اقتربت أخيرا ..
وبالتالي أتمنى منكم دعوات بالتيسير لأنها عادة تكون الفصول الأصعب
في انتظار آراءكم


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 10:51 PM   #9880

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
افتراضي

أااااالف شكر بلووووومي لتنزيل الفصل وكل عام وأنتم بخير و عيييدكم مبارك (( جااري الإستمتااع ب قراءة الفصل

نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.