الحلم الذى كان ... يراودنى *مميزة ومكتملة *

[MooNy87]

هذه روايتى القصيرة الثانية هنا فى روايتى ... ولكنها أولى تجاربى للكتابة وتعد من أقرب الروايات الى قلبى .. فأنا أعتز بها كثيرا ... أتمنى أن تروق لكم فكرتها ....

الحلم الذى كان ... يراودنى

مقدمة

نسعى دوما نحو تحقيق أحلامنا البعيدة , ونبذل كل نفيس وغالٍ من أجل الوصول الى مبتغانا ,ولكن ماذا لو كان ما نتمناه ليس حقا ما يصلح لنا ,وماذا لو كانت هذه الأحلام مجرد صدى لتوقعات غيرنا ,واكتشفنا بعد سباق محموم مع الزمن أننا غير قادرين على المخاطرة بما نملكه حتى نلمس نجوما لم تعد فى متناول أيدينا.

**********
موعدنا اليوم السبت فى تمام الساعة العاشرة مساءا والجزء الأول


روابط الفصول

المقدمة ...... اعلاه
الفصل الأول ...... بالأسفل
الفصل الثاني الأخير

[modyblue]

ماذا لو كان
ما نتمناه ليس حقا ما يصلح لنا ,
وماذا لو كانت
هذه الأحلام مجرد صدى لتوقعات غيرنا ,
واكتشفنا بعد سباق محموم مع الزمن
أننا غير قادرين على المخاطرة
بما نملكه حتى نلمس نجوما لم تعد فى متناول أيدينا.

[modyblue]

[MooNy87]

الجزء الأول


(( لا , لا . أمى , لا تذهبى )) صاح الصوت الضعيف بحرقة , فانتفض جسده وهب مستيقظا وهو يتنفس بصعوبة غارقا فى بحار عرقه الغزير مما جعل زوجته تقوم مفزوعة , وأضاءت المصباح الخافت بجانبها (( أهو نفس الحلم؟ )) سألت مستفسرة وهى تلمس كتفه بحنان
(( نعم . انه لا يفارقنى ليلة واحدة )) قالها الزوج وهو يجاهد ليشعر بالاسترخاء فى مكانه , ثم ابتلع ريقه بصعوبة فقد كان جافا كالصحراء فى أوج النهار (( لا عليك , لا تقلقى علىّ , سأكون بخير))
قالها محاولا بث الطمأنينة فى نفس زوجته وقبلها فى نفسه هو
(( حبيبى , عليك بالذهاب الى طبيب )) وعندما رأت نظرة زوجها المعترضة قالت (( أعرف بأنك تعارض هذا الاقتراح , ولكن الأمر عاد ليتكرر بعد أن كنت قد ارتحت منه لفترة طويلة))
لم يصدر عن زوجها أية دلالة تشير الى ما يعتمل فى صدره وبعد فترة كان الصمت هو سيدها
قال لها (( اخلدى أنت الى النوم )) ثم نهض من فراشه وتأهب لمغارة الغرفة بعد أن ارتدى خفّيه
(( الى أين أنت ذاهب فى ساعة كهذه ؟ )) سألته بلهفة وقلق
(( لا تشغلى بالك أنت ولا تنتظريننى )) قالها بهدوء يتناقض مع الموقف ثم غادر الغرفة تاركا زوجته تتخبط فى حيرتها.
***************
اتجه نحو الغرفة المجاورة لغرفته ولكنها أصغر مساحة , أطل برأسه من الباب المفتوح ليلقى نظرة على الصبى النائم بوداعة فى فراشه الدافئ , كان صوت تنفسه منتظما مما دل على استغراقه فى النوم , فوقف يراقبه متطلعا اليه فى حنان جارف والبسمة لا تفارق شفتيه ثم خرج متسللا على أطراف أصابعه لكيلا يقلق ابنه المستسلم للنعاس
توجّه الى غرفة المعيشة الواسعة والتى كانت غارقة فى ظلام دامس ما عدا شعاع ضوء خافت يتسلل من مصباح الانارة المعلق بالردهة الطويلة التى تطل عليها الغرفة
تأمل المكان من حوله ثم جلس على المقعد الوثير المفضل لديه واستسلم لأفكاره الشاردة.
***********
كان الطفل الصغير يجلس بالمقعد الخلفى للسيارة يلهو بلعبته الالكترونية الجديدة منشغلا عن الحوار الذى يدور بين والديه فى المقعد الأمامى ثم توقف ليتطلع بخوف من خلف زجاج النافذة الى السواد الحالك الذى يحيط بهم
ولم يدر لم أصرّ والده على السفر ليلا فى هذه الليلة الباردة من شهر ديسمبر على الرغم من تكاثف الضباب فى مثل هذه الليالى واعتراض والدته , وقد أذعن لرغبة طائشة فى السيطرة على مجريات الأمور واثبات أن كلمته هى النافذة.
ارتجف قليلا من شدة البرودة حوله مع أن جهاز التدفئة فى السيارة كان يعمل بكفاءة فأخذ يلملم بيديه الصغيرتين ياقة معطفه الصوفى حول رقبته ليتقى البرودة التى سرت فى أوصاله ويتأكد من غطاء الرأس المحكم حول رأسه الصغير فيشده لأسفل حتى غطى كامل أذنيه , ثم عاود الانشغال بلعبته.
(( لماذا لم ننتظر حتى الصباح لنعود؟ )) سمع صوت والدته اللائم وهى تلقى بالسؤال على والده الذى أجابها بخشونة (( أخبرتك من قبل , لدىّ عمل ضرورى فى الصباح الباكر))
(( ألم يكن بوسعك تأجيله ؟ )) انتفضت بحدة
(( لا , بالطبع لا يمكن )) أجابها بنفاد صبر
ساد السكون للحظة
(( انتبه )) انطلق صوت أمه محذرا كصفارة انذار متأخرة فى ذات اللحظة التى حاول فيها الأب أن يضغط مكابح سيارته وينحرف عن مساره لتفادى الاصطدام , ولكنه تأخر ثوان قليلة , لم يفهم الصغير ما الذى حدث , كان ما سمعه هو صوت تهشم الزجاج وشعر بجسده الصغير يتأرجح يمينا ويسارا مع اهتزاز عنيف للسيارة وقد أفلتت لعبته من بين يديه , ثم تدحرجت السيارة مرة أخرى قبل أن تستقر فى مكانها بثبات واختلط هذا المشهد فى ذهنه بصراخ والدته وأنينها
لمح جسد والده ساكنا بلا حركة وغارقا فى بحر من الدماء التى غطت وجهه أما هو فكانت كل خلية من جسده الضئيل تصرخ بشدة من وطأة الألم والرضوض التى أصابته
ثم سمع صوتا ضعيفا يئن , هتف الصغير بلوعة وهو يحاول الاقتراب من أمه فى مقعدها البعيد (( أمى , أمى ماذا بك؟))
نطق الكلمات بصوت باكٍ مرتجف تتقطع حروفه من خيطها
(( ولدى ...)) أنّت بتوجع (( اقترب منى .... )) فأطاعها الفتى الصغير ملتصقا بها , حاولت أن تحرك ذراعها لتضمه الى صدرها فلم تستطع . همست فى أذنه ببضعة كلمات ثم سكنت فجأة.
(( لا , لا , أمى لا تذهبى )) سمع نفس الصوت المرتجف يردد
فانتفض من مكانه ونظر حوله باستغراب أين هو ؟ انه ليس بحجرة نومه . لقد نام وهو جالس على المقعد بغرفة المعيشة , أخذ يتنفس بعمق محاولا التغلب على ارتباكه , نهض واقفا واتجه نحو غرفته ليدفع بابها بهدوء وهو يأمل بأن يغفو لساعتين فقط بدون حلمه الذى يراوده
ولشدة ارهاقة واجهاده استغرق فى نوم عميق بدون تفكير فلم يشعر بما حوله.
(( صباح الخير حبيبتى )) ألقى تحية الصباح على زوجته ببشاشة والتى كانت تعد طعام الافطار بالمطبخ , ثم اقترب منها وطبع قبلة حانية على خدها .
فردت عليه بابتسامة مشرقة (( صباح النور , هل ستتأخر اليوم فى العمل ؟))
أطلقت هذا السؤال بحذر فهزّ رأسه بالايجاب
ابتسمت باستسلام تام فهى تعرف كم يقدس زوجها عمله ويأتى دائما فى المرتبة الأولى بحياته , وكانت قد ارتضت به كما هو فلم يخدعها يوما ولم يوهمها بأنه الرجل الحالم الذى طالما تمنت الارتباط به فزوجها ينتهج الواقعية ويتعامل فقط بلغة الارقام والحسابات الدقيقة.
(( حسنا , سأذهب أنا وأدهم لزيارة أمى , أنت تعرف بأننى لم أزرها منذ أسبوعين ))
قالت الزوجة وهى تهم بصب الشاى فى فنجان زوجها الخزفى الملون
(( لا بأس واعتذرى منها عن غيابى , آه بالمناسبة أين أدهم ؟ ألم يستيقظ بعد ؟ ))
(( لقد تأخر قليلا فى سهرته مع بعض الأصدقاء فتركته ليأخذ كفايته من النوم ))
قالتها بترقب وهى تتبع زوجها الذى عصف هادرا
(( أنت تعرفين أن السهر غير مسموح به , عليه أن يعتاد على الانظام والالتزام ))
وتابع بعنف وعصبية
((سأذهب لايقاظه الآن ))
وهم بالانصراف لولا أن اندفعت زوجته نحوه لتمسك بذراعه
(( انتظر , أرجوك اتركه قليلا , لقد أنهى اختباراته النهائية بالأمس وأراد أن يحتفل ويمرح مع رفاقه , أنا لا أفهم لم تقسو عليه هكذا ؟ ))
ثم أضافت حين لاحظت تبرمه البادى على ملامح وجهه
(( كل الأولاد فى عمره يتمتعون بأوقاتهم ولا يحسبون حسابا للغد ))
تنهد الزوج غاضبا
(( أنا لم أتمتع باللهو والمرح ومع ذلك لم أشعر بالضيق مثلما تحاولين اقناعى بأن أدهم يشعر به ))
قالها بفخر واعتداد شديد بالنفس فهو رجل عصامى , شق طريق الصعاب بجد واجتهاد , ونجح أخيرا فى أن يحفر اسمه بحروف من ذهب فى عالم التجارة والأعمال.
(( وهل يوجد من يشبهك يا حبيبى ؟ أنت شخص نادر الوجود ))
حاولت أن تخفف عنه بعضا من الأحزان التى تجلت فى نظرات عينيه المريرة ولكن بلا جدوى
استسلمت زوجته ورأته يغادر متجها الى هدفه - غرفة ابنهما الوحيد - وهى تردد (( لا فائدة , لن يتغير ولو بعد مائة عام , ولكننى أحبه كما هو ))
أما زوجها فقد اندفع الى غرفة ولده , تردد قليلا وهو يسترجع صدى كلمات زوجته التى تتردد فى أذنيه ثم دفع باب الحجرة لينفتح , ودلف الى الى الداخل , فرأى أدهم نائما بعمق كما كان ليلة أمس ولكن الغطاء كان قد انحسر عن جسده وتكوّم أسفل السرير .
نادى عليه فلم تصدر من الفتى أدنى التفاتة فاتجه صوبه وأخذ يهزّه بعنف أدهشه هو شخصيا (( هيا استيقظ أيها الكسول , لقد تجاوزت الساعة الثامنة صباحا )) ففتح أدهم عينيه بصعوبة ليستوعب ما يدور حوله وتساءل بقلق (( ماذا هناك يا أبى ؟ هل حدث شئ ما ؟ ))
رد الأب وهو عاجزعن التحكم بانفعالاته (( هناك أنه عليك الاستيقاظ مبكرا , هل نسيت أنه من سمات الطبيب المتميز أن يكون نشيطا وملتزما )) قال جملته الأخيرة بحدة أقل ومحاولا أن يداعب ولده , فقطّب أدهم جبينه عابسا لدى سماعه هذه العبارة التى صارت تتكرر كثيرا فى حياتهم المستقرة , ولكن الأب لم ينتبه لشرود بال ابنه والتغير الذى طرأ على ملامح وجهه الوسيم .
وأكمل حديثه (( لقد أنهيت اختباراتك بالأمس والنتيجة على وشك الظهور , ستلتحق بكلية الطب وتصبح من أمهر الأطباء بل وأشهرهم على الاطلاق))
كان الفخر يقطر من كل حرف يخرج من فمه وهو يتلهف على تحقيق هذا الهدف الغالى , أما أدهم فنهض من فراشه متوجها الى خارج الغرفة دون أن ينبس ببنت شفة.
تناولوا الافطار سويا كعادتهم اليومية التى لا تتغيروالتى يتمسّك بها الوالد الذى يرفض التغيير من حوله كما يصرّ على رفض استخدام الهاتف النقال فأبيه ثابت على موقفه ثبات الأهرامات وأبى الهول فى وجه صدمات الدهر.
وكان الصمت مطبقا عليهم الا أن تحدث الأب عن يومه الملئ بالعمل وأنه سوف يتأخر عن موعده , كان منشغلا فلم يلحظ صمت ابنه الشارد.
خرج متوجها الى شركته بينما بقى أدهم ووالدته جالسين
(( أمى , ان أبى ما زال مصمما على التحاقى بكلية الطب )) قالها أدهم بانفعال
(( لا تشغل بالك يا عزيزى , فلننتظر حتى تظهر النتيجة أولا , وربنا يفرجها ))
وقامت برفع الأطباق الفارغة عن المائدة بينما ظل وحيدها غارقا فى أفكاره المتشائمة.
***********

[modyblue]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية جميلة كوابيس طفل شاهد موت والديه
ماذا همست له الام
الاب والابن هو يحبه بشدة ولكن لا يعلم كيف يترجم هذا الحب معتقدا ان كل شيئ يحتاج انضباط والتزام
الابن لا يريد حلم ابيه
الاب شبه الجد
مستنييينك والف مبروك البداية الجديدة

[رغيدا]

بداية موفقة الأب يتنازعه مشاعر الجمود نتيجة ماضيه وفي نفس الوقت هناج هاجس بداخله يجعله يتردد أمام باب ابنه يشعره بخطأ الضغط عليه لكنه لا يستجيب فالنهج الذى التزمه لحياته بطريقة صارمة هي ما تحركه ولو على حساب ابنه ...سنرى القادم معهم

[MooNy87]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية جميلة كوابيس طفل شاهد موت والديه
ماذا همست له الام
الاب والابن هو يحبه بشدة ولكن لا يعلم كيف يترجم هذا الحب معتقدا ان كل شيئ يحتاج انضباط والتزام
الابن لا يريد حلم ابيه
الاب شبه الجد
مستنييينك والف مبروك البداية الجديدة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سنعرف فى الجزء القادم كلمات الأم له

وهل سيحقق ابنه ما يسعى اليه فى حلمه

الله يبارك فيك عزيزتى ودائما منورانى

[MooNy87]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغيدا

بداية موفقة الأب يتنازعه مشاعر الجمود نتيجة ماضيه وفي نفس الوقت هناج هاجس بداخله يجعله يتردد أمام باب ابنه يشعره بخطأ الضغط عليه لكنه لا يستجيب فالنهج الذى التزمه لحياته بطريقة صارمة هي ما تحركه ولو على حساب ابنه ...سنرى القادم معهم

نعم أحيانا نسلك طرقا قد تؤذينا ومن حولنا على حد سواء ولكنه مصمم على شئ ما ..
شكرا غاليتى على تواجدك وتعليقك المميز

[قمر الليالى44]

جميل ما كتبتى يا مونى
يا ترى بماذا همست الام لابنها ؟
بانتظار القادم

[MooNy87]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44

جميل ما كتبتى يا مونى
يا ترى بماذا همست الام لابنها ؟
بانتظار القادم

تسلمى غاليتى على مرورك العطر كوردة ربيعية
ان شاء الله تتضح الأمور بالجزء القادم