آخر 10 مشاركات
تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree37Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-18, 09:17 PM   #111

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)
‏قمر الليالى44, ‏Mrs.hamdallah


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 24-04-18, 09:32 PM   #112

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
عدنا والعود ام سوسو ههههههههههههه
بعد اسبوعين غياب
يارب الحق اكمل مافاتني من فصول

واليكم التانغو الارجنتيني

أهلاً وسهلاً بأم سوسو ,يا رب تنال اعجابك الفصول مثل ما اعجبتني الرقصة الجميلة


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-18, 09:37 PM   #113

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل اكشنى
غيرة لونا على غابرييل من خوانيتا التى ساعدتهما
ومازالا يهربان
رغم ان ثمن هروبهما حياة اناس دفعوها
يسلموووووووو وبانتظار القادم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)
‏قمر الليالى44, ‏mrs.hamdallah
أهلاً فيك يا قمر الليالي الهروب لا زال مستمراً لكن الى متى؟؟؟ ماذا سيحصل ان وقعا في قبضة الطغيان ؟؟؟ الأسبوع القادم بإذن الله نعيش معهما صراعاً جديداً قاسياً وآمل أن تكوني معنا


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 01:03 AM   #114

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,200
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي ع اافصل الجميل والمتتتع باحداثه
كله اكشن، لكن مازال هناك غموض يلف غابرييل ووالدها، فعلا كلام غابرييل انها تستطيع مساعدتهم من بلدها هو الصواب، لكن هل تستطيع الخروج من هذا المأزق والمطاردات؟؟؟؟

سلمت اناملك يامبدعه، كلي شوق لباقي الفصول❤


تالا الاموره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 05:38 PM   #115

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا الاموره مشاهدة المشاركة
تسلمي ع اافصل الجميل والمتتتع باحداثه
كله اكشن، لكن مازال هناك غموض يلف غابرييل ووالدها، فعلا كلام غابرييل انها تستطيع مساعدتهم من بلدها هو الصواب، لكن هل تستطيع الخروج من هذا المأزق والمطاردات؟؟؟؟

سلمت اناملك يامبدعه، كلي شوق لباقي الفصول❤
أهلاً فيك تالا تسلمي يا قلبي على كلماتك الجميلة وتشجيعك وان شاءلله تكون الفصول الباقية عند حسن ظنك


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-05-18, 12:19 AM   #116

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

مساء الخير ...اليوم صديقاتي راح انزل الفصل بدري لأن عندي ظروف بكرة وما حبيت اتأخر عنكم فقلت انزله بدري افضل ...بتمنى الفصل ينال اعجابكم ....فصل قاسي ومؤلم لكنه مؤثر ...بانتظار تعليقاتكم عليه


الفصل السادس
في قبضة الشيطان

جلس براد ماكنلي يتكأ على طاولة مظللة امام مقهى بونيتي وهو يدخن سيجارته ببطئٍ و يحتسي فنجان القهوة بهدوءٍ كبيرٍ لا يشابه ما يعتمل في صدره من قلق شديد ,فقد خامره شعورٌ بأن صديقته الصغيرة لونا قد تورطت في امرٍ خطير جداً يفوق قدرتها ,فبعد اتصالها المريب توجه لفندقها ليحضر لها امتعتها كما وعدها ,لكنه فوجئ بالمكان و قد مُلِيءَ برجال الفرقة السرية المشهورين بسيارتهم الخضراء , والذين قد سمع بهم من صديقٍ له يدعى خوليو دي ماريا والذي كان يعمل بدوره صحفياً في احدى الصحف المحلية التي اقفلت بعد ان اعتقل رئيس تحريرها وعددٌ من الصحفين فيها ,والذين كانوا يتحدثون عن حالات الأختفاء القسرية والمجهولة التي انتشرت في الأعوام الماضية بعد تولي فيديلا الحكم ,فقرر خوليو ان يستأنف العمل سراً ,وما كانت زيارة ماكنلي ذاته للأرجنتين الا بدعوى منه ليطلعه على بعض الحقائق ,لعله يفضح اعمال هذه الحكومة الغاشمة ويكتب عنها في صحيفته الأمريكية ما دام خوليو عاجزاً عن فعل ذلك بنفسه لخشيته من بطشهم ,وبالفعل ابدى براد استعداده للقدوم والتقصي بنفسه عما يجري ومقابلة بعض ذوي الضحايا ,وقد غطى على حضوره بحجة تغطية بعض الاحداث الرياضية والفنية ,و تجول برفقة خوليو في محاولة لجمع اكبر قدر من البيانات والمعلومات التي قد تدين الحكومة وتظهر اشتراكها في اعمال الخطف والاعتقال التي تنكرها.... وها هو ذا يراهم امامه وبأم عينيه.
"اذاً هم اشخاصٌ حقيقيون " فكر براد بقلق وهو يراقب تحركاتهم من ركن بعيد خشية ان ينتبهوا لوجوده, ففي الأونة الآخيرة لم يعد هؤلاء الملاعين يخفون نشاطاتهم المشبوهة, بل صاروا يداهمون الأماكن علناً,ويعتقلون من يحلوا لهم متحدين ان يوقفهم احد....
فكر بحنقٍ بتلك الأستاذة الجامعية التي تدعى الينا ماركيز ,والتي كان من المفروض ان يقابلها قبل يومين لتعطيه ادلة ووثائق مهمة عن الاشخاص المختطفين وشهادات بعض الناس على اعمالهم الوحشية ,لكن خوليو اخبره بأن البروفيسورا إلينا نفسها قد اعتقلت بالأمس ,وهكذا خسر براد افضل دليل قد يفيده في تحقيقاته ,بعد أن احجم الكثيرون عن مساعدته خشيةً على انفسهم من بطش عصابة الخاطفين تلك...فادرك بأن الامر اعقد مما تصور واخطر بكثير,وهاهو اليوم يواجه معضلةً اخرى متعلقة بصديقته الصغيرة لونا ..
توارى خلف احد الجدران وأخذ يراقب ما يحصل من بعيد, وقد انبأه حدسه انهم هنا من اجل لونا..استدار ببطئ ودار خلف الفندق..وانتظر في شارعٍ جانبي حتى رحل المحققون ومن ثم توجه للفندق كزبون عادي وما ان دخله حتى فوجئ به مقلوباً رأساً على عقب وصاحبة الفندق تجلس على الارض تولول وتبكي بمرارة .. اقترب منها وسألها بقلق
"ما الامر يا ادونيشا؟؟؟"وكان يعرفها منذ زمن وهو من نصح لونا بالاقامة عندها...نظرت له المرأة بغضب مشوب بألم عظيم وهتفت بمرارة ..
" انها السبب..لقد اخذوا البيرتو زوجي وخربوا الفندق..وكله بسبب صديقتك الشقراء."
" ماذا حدث؟؟ ..اخبريني ." سأل بارتباك
" يريدونها..( قال هذه العابرة شابٌ نحيل يعمل مع ادونيشا والذي اكمل باسى ) " جاء المحققون وفتشوا كل الغرف وازعجوا الزبائن .. وصادروا اغراض الانسة افليك..كلها..وجواز سفرها..وقالوا انها تتعاون مع المخربين..."
" ماذا...؟؟؟!" هتف براد بجزع
" سينيور ماكنلي ..ارجوك ..اتصل بمعارفك ..واخرج زوجي ..انه عجوز ولن يتحمل الاعتقال ..ارجوك.." وعادت ادونيشا تنخرط بالبكاء المرير...
هز بارد رأسه وربت على ظهر السيدة مواسياً "سأرى ما يمكنني فعله "وخرج مسرعاً, واتجه لأقرب كبينة هاتفٍ عمومي واجرى اتصالاً هاتفياً ثم توجه بعدها صوب المقهى الذي تواعد مع لونا على اللقاء به ..
"بماذا ورطت هذه الصغيرة نفسها...؟؟!!" دمدم بغيظ وهو يسحب نفساً عميقاً حارقاً من سيجارته العاشرة ربما ....وكان القلق والندم على احضار لونا معه ينهشه ,ما كان يجب ان يستجيب لرجاءها ..كان يعرف ان الاوضاع مضطربة وغير آمنة ,لمَ رضخ لرجائها واحضرها ...لام نفسه كثيراً لكن لم يعد ينفع الندم..عليه ان يلقاها ويأخذها معه فوراً للسفارة ,لن يتركها ابداً وسيجد وسيلة لأخراجها من هنا مهما كلفه ذلك...
انتظرها في المقهى لكنها لم تحضر ...فعاد القلق يستبد به...
"ربما اصابها مكروه ..ربما اعتقلوها...يا الهي ما العمل ؟؟"لم يعلم ماذا يفعل هل ينتظرها اكثر ام يتوجه للسفارة ويبلغهم بأختفائها ,وقبل ان يهم بالمغادرة فجأته شابة حسناء – بثوبٍ مزركش قصير ,ترتدي نظارات سوداء كبيرة الحجم تحجب عينيها ,ولها شعر فاتح اللون قصير - دنت منه وقالت بدلال:
"هل يمكنك ان تشعل لي سيجارتي.."
استطاع براد بنظرته الثاقبة أن يدرك بأنها متنكرة بشعر مستعار ,رد بلباقة دون ان يتخلى عن حذره .."بتأكيد سينيوريتا"
كان واثقاً بأنها قصدته شخصياً ولأمر ما في نفسها ,ففي المقهى شبابٌ كثر يتمنون التفاتة واحدة من حسناء مثلها بقوامها الجميل المغري ,فلمَ اختارت عجوزاً مثله اصلع وبكرش كبير, الا اذا كانت تقصده هو بالتحديد وارادت منه شيئاً, فهل حسبته سائحاً غراً تريد اغوائه ليغدق عليها المال ....!!!
سارع فوراً بنفي هذا الأحتمال ,فهي رغم جمالها وانوثتها الصارخة لكنها لا تبدو مبتذلةً كبائعة هوى ,وهو ببدلة السفاري البالية التي يرتديها لا يبدو كسائحٍ غني يهوى اغداق نقوده على الغانيات ...., وقف واقترب منها بلباقة ليشعل لها سيجارتها فهمست بصوت خافت..
" انا من طرف لونا.."ثم دست في جيب قميصه شيئاً مدعية انها تربت على صدره بأمتنان..
ثم تابعت بصوت مغناج تعمدت رفعه لتسمع من حولها " شكرا لك..سينيور"وخطت داخل المقهى بتبختر وتمايل ,سألت عن الحمام ,وما ان ابتعدت قليلاً حتى تلفت براد حوله ثم اخرج الورقة من جيبه بحذر وقراءها
" وافيني في دورة المياه.."نظر حوله ثانية وشرب ما تبقى في فنجانه وأطفأ سيجارته ,ودخل يستعلم عن مكان الحمام .
وقف محتاراً امام البابين الأسودين اللذان يحملان اشارة (حمام الرجال وحمام النساء )
"اللعنة في ايهما عنت حمام الرجال ام النساء ؟!!" لكنه لم ينتظر كثيراً ليعرف ,اذ فتح باب حمام النساء لتظهر الحسناء امامه ثانية ثم سحبته من ذراعه وبسرعةٍ ادخلته ثم اقفلت الباب بإحكام..
تأملها بدقةٍ اكبر من قمة شعرها المستعار نزولاً لثوبها القصير الذي يظهر جمال قوامها ....وابتسم بتهكم فقد ظهر الجد والأتزان عليها الآن حيث وقفت أمامه بثبات هذه المرة وليس بميوعة كما فعلت سابقاً...
" من انتِ ؟؟؟." سألها بحدة
"انا من طرف لونا" علقت بهدوء
فرد بانفعال واضح "أين هي...؟؟وهل حصل لها شيء؟؟"
" هل يهمك امرها.؟." سألته بشك
" اجل..طبعاً..هل حدث لها مكروه..اجيبي.؟." قال بانفعال واضح
ردت بثبات وجد وهي ترفع يدها "اخفض صوتك رجاءً ....لا لم يصبها سوء ,على الأقل ليس بعد ..لكن ان لم تغادر البلاد ستصاب بأذى بالتأكيد ..وهي تطلب مساعدتك..فهل ستساعدها.؟؟."سألته بتشكك
" علي ان اعرف من انتِ اولاً ثم ما الذي قامت به لونا لتطاردها الشرطة..؟؟"رد بعصبية
" انهم ليسوا شرطة..بل هم من الأستخبارات فرع التحقيقات الجنائية ...المعروفين بالمحقيقين السريين ..أو بكتيبة الخاطفين..هل سمعت بهم؟؟ !!(سألته بشك ثم تابعت بتحدٍ )..كونك صحفيٌ شهير..!!"
" طبعاً سمعت بهم لكن من انتِ؟؟"
" صديقة..ليس مهما ان تعرف من انا ..هل احضرت جواز سفرها واوراقها.؟؟"
" لا ..لقد..سبقوني واخذوا كل شيء.." رد بفتور
" سحقاً ..(زمجرت بسخط )ما العمل الآن ؟."
رد بثبات " اخبريني بكل ما حصل لاعرف كيف سأتصرف.." نظرت له بتمعن ,فبدى خوفه على لونا صادقاً فهو يبدو شخصاً يعتمد عليه ..لذا خلعت نظاراتها لتظهر له اجمل عيون لوزية الشكل رأها في حياته ثم قالت بجد" لقد جاءت تبحث عن ابيها.."
"اجل اعلم ذلك.."علق براد
"ويبدو ان اباها شخص مطلوب لديهم..يريدونها ليمسكوا به ..افهمت.."
" اللعنة ..لقد شعرت ان سفرها خطر(تمتم بحنق ثم اكمل بقلقٍ )..واين هي الان..؟؟"
اجابته بحدة "لن اخبرك حتى تقول لي ماذا تنوي ان تفعل..."
" سأخرجها من هنا بأي شكل..سأقلب الدنيا وأقعدها ان لزم الأمر ,إنها مسؤولة مني.."
ابتسمت خوانيتا براحةٍ حين ادركت انه مهتمٌ بأمر لونا فأكملت " انها بأمان في مزرعة خارج المدينة..تنتظر ان تجد وسيلة للهرب ..(ثم اكملت بضيق وخشية ) لكن بما انهم صادروا اوراقها ..صار ذلك مستحيل.."
فرد براد بثبات " لا ليس مستحيل..سأخرجها بطريقتي..دليني على المزرعة..وسأذهب لاصطحابها.."
ترددت خونيتا قليلاً" لا استطيع ...ليس الان ...سأتصل بك واعلمك فيما بعد فهل لديك هاتف استطيع ان اتصل بك من خلاله.."فكتب لها براد رقم هاتف فندقه الذي يقيم به ,قرأت الرقم وحفظته ..ثم مزقت الورقة والقتها بأحدى الكبينيهات ,وقالت باقتضاب
"انتظر مني جواباً"
ارتدت نظارتها وخرجت من الحمام ,ظل براد يقف بجمودٍ يحاول تحليل ما جرى الى ان افاق من ذهوله على دخول إمرأةٍ الى الحمام حيث أخذت تصرخ به مؤنبة "ايها المنحرف ماذا تفعل عندك؟؟؟"
رد بتلعثم "اعتذر سيدتي اخطأت المكان..." وسارع بالمغادرة وهو يتصبب عرقاً من حرجه ,نقد النادل ثمن القهوة وحين خرج من باب المقهى لمح الشابة الحسناء التي قابلها قبل قليل في طرف الشارع وتجري بهلعٍ نحوه ثانية وفي إثرها عددٌ من الرجال يلحقون بها ,اصتطدمت به وهمست بأذنه (Luján لوخان) (ألجريا غرانخا Granja Alegría ) وتركته وتابعت الجري وكأنها اصتدمت به عرضاً ...بهلعٍ راقبها وهي تجاهد في الهرب من هؤلاء المجرمين لكنها فشلت فقد امسكوا بها أحدهم وشدها بقسوةٍ من ياقة ثوبها فمزق جزءاً منه قبل ان تهوي يده الآخرى وتنتزع باروكة شعرها المستعار فيظهر تحته شعرها الحقيقي الطويل والناعم والذي تبعثر على وجهها ,كبلها الرجل بمساعدة زميله واقتادوها وسط ذهول المارة لاحدى سياراتهم البغيضة واجبروها على الركوب معهم, وقبل ان تتوارى عن انظاره نظرت صوب براد بنظرة رجاءٍ حمّلتها كلماتها التي تقول "الامر منوط بك الآن...."
************************

نظر المحقق للبطاقة التي بين يديه ..وقلبها بحنقٍ قبل ان يهتف بامتعاض " سينيور ماكنلي..ما علاقتك بالشابة التي اعتقلت..؟؟"
" لا اعرفها.."صرح براد بثقة وهو يجيل بصره حوله في المكتب الصغير المتواضع الذي سيق اليه ,فبعد ان اعتقلت الشابة امام عينيه..امسكه بعض الرجال..واصطحبوه للتحقيق معه ..وحاول التهرب منهم بأفتعال دراما امريكية عن كونه سائح امريكي لا يجوز معاملته بهذا الشكل الهمجي , وكانت النتيجة ان اقتيد هنا لمركز الشرطة ولم يكن مصيره كمصير تلك الشابة التي خمن انها اقتيدت لأحد مكاتب التحقيق السرية ,القى المحقق ببطاقة براد بلا مبالاة وقال بعصبية" كيف لا تعرفها وقد شوهدت معها..قبل اعتقالها!!".
فادرك براد ان الملاعين كانوا يراقبونها منذ مدة ,فقرر التلاعب بهم حفاظاً على لونا فقال بمكر " لقد سألتني ان اشعل لها سيجارتها...فقط..ماذا عساي ان افعل ؟؟..ارفض .؟!!..ستكون قلة ذوق مني..اليس كذلك..سينيور؟"
رد المحقق بشك وسخرية " اه قلة ذوق..أوليس من قلة الذوق ان تدخل حمام النساء...ها ...لقد شاهدوك تدخله ,وهي دخلته قبلك ايضاً..."
تصنع براد الأرتباك وقال " اسمعني ايها المحقق..انا رجل لي سمعتي..لذا..ارجو ان يكون ما سأقوله سر بيننا.."
" اه اكيد..." قال الشرطي بفضول
" انا رجل متزوج..لكني اغيب عن بيتي كثيراً..وتعرف ..يصعب على الرجل العيش بعيداً عن الجنس اللطيف...وقد اغرتني تلك الحسناء ..فقررت ان ..استميلها لعلها تؤنس وحدتي..لذا لحقت بها للحمام..لقد ظننتها من بائعات الهوى ..لكن تبين اني اخطأت فقد لطمتني على خدي وخرجت من الحمام وهي تشتمني...هذا كل ما في الامر.لكن ان انتشر الخبر اني ...لاحقتها وحاولت اغواءها ..ستشوه سمعتي و..."
" بائعة هوى !!!..غريب..اذا انت لا تعرفها.؟!!."سأل مشككاً
" لا ..لم ارها في حياتي..من هي.؟ "سأل براد بكل تبجح فرد المحقق بعصبية واضحة
" انها ..مجرمة فاره من العدالة..مخربة.."
" حقاً..؟؟!! يا الهي ..كم انا سعيد بنجاتي منها..شكراً لكم (ومسح رأسه دلالة على نجاته).:"كان براد يمثل بمهارة فهو لم يكن يصدق كلمة مما قالها المحقق..
" سينيور ماكنيلي لمَ قدمت للارجنتين.؟؟." سأل المحقق بشك وريبة
" انا صحفي دولي كما هو مكتوبٌ لديك في وثائقي ,اتنقل بين البلاد لجمع الاخبار..لصحيفتي..انها صحيفة مشهورة تصدر في نيويورك..اسمها..."قاطعه المحقق بغضب مكبوت قبل ان يكمل
" لا يهمني اسمها...ماهي طبيعة الاخبار التي تجمعها ..؟؟"
هز براد كتفيه بخفة وتابع " اخبار رياضية ثقافية فنية..اي شيء مثير للاهتمام."
" وما علاقتك..بالفتاة المدعوة لونا افليك.." لمعت عيني براد وتأكد الآن بأنهم يعلمون عن لونا...لذا قال ببساطة وهو يحترف التمثيل الذي لولا حبه لصحافة لأمتهنه....
" لا شيء محدد مجرد مواطنة من بلدي التقيتها صدفة في البرازيل..ورافقتني الى هنا ,قالت لي انها تزور الارجنتين سياحة ,سألتني ان كنت اعرف فندق جيداً ورخيص الثمن فدللتها على واحد وهذا كان اخر لقاء لي بها(كان يعرف انهم سيحققون مع زوج ادونيشا لذا لا داعي لأنكار انه اوصلها للفندق واوصى بها ثم تابع القول متعمداً اظهار قلة اكتراثه).. لماذا؟ هل حدث لها شيء ؟؟.."
" تبين انها تعمل مع مخربيين..اليساريين" قال المحقق يترقب رد فعله
" اه... حقاً ....ارجوك اخبرني المزيد..فهذا خبر قد يستحق ان ينشر بالصحيفة...مواطنة امريكية تعمل مع المخربيين اليساريين "رد بتهكم فرمقه المحقق بغضب..وزمجر قائلاً
"الخبر ليس للنشر..واضح "
ثم فُتِحَ باب مكتبه وأطل منه رجلٌ آخر وبحركةٍ منه انبأ المحقق بأن يخرج ففعل , فأدرك براد ان هناك من يراقب سير التحقيق وقد لا يحتاج الأمر لذكاءٍ ليدرك انهم من تلك الجماعة البغيضة ...لذا سعى للعب دوره حتى النهاية وقبل ان يخرج المحقق سأله برجاء "سيدي هل لي بأن ادخن سيجارةً "
نظر له المحقق بحنق لكن الرجل الآخر اشار له بالموافقة فقال المحقق "افعل ذلك " وخرج تاركاً براد وحيداً يعيد تنظيم افكاره بينما يرشف من سيجارته التي تساعده – بحسب زعمه – على التركيز والهدوء كان يفكر بالكلمات التي قالتها الشابة السمراء التي اعتقلت ((Luján لوخان) (ألجريا غرانخا Granja Alegría )) كانت لغته الأسبانية جيدة ويدرك ان معنى الجريا غرانخا اي مزرعة الفرح ,فما هي لوخان ؟؟؟ ربما اسم مكان ,كان عليه ان يجد معنى ذلك فهو واثقٌ انها ما قالت تلك الأسماء الا لترشده لمكان لونا ....زفر بتعبٍ وهو يدعك جبينه ويفكر "اللعنة لونا بماذا تورطتي يا فتاة ..."
لم يمضي وقتٌ طويل قبل ان يعود المحقق والذي بدى مستاءً بشدة, نظر لبراد بتمعنٍ قبل ان يقول " مسيو ماكنلي ارجو ان تكون سعدت بأقامتك هنا ....لكن تعلم ان الأجواء تختلف كثيراً مع قدوم الشتاء فلم لا تمضي الصيف في منزلك في نيويورك " كان تهديداً مبطناً ,لكن لم يرد براد ان يثيره اكثر فهز رأسه وقال بأستكانة "كما تشاء سينيور...مع اني رغبت بحضور مبارة كرة القدم التي ستقام يوم السبت..من اجل الصحيفة "
زفر المحقق بحنق ورمى له بجواز سفره واوراقه الثبوتية بسخط وقال بحنق
"انصحك ان تغادر فوراً .." ابتسم براد بتهكم فقد زال قناع اللطف الزائف وظهر الوجه الحقيقي للشيطان ...وفكر ان ملاعبة الشياطين لا تكون بالمواجهة في أرضهم بل بمحايلتهم واللعب بذكاء ,فقرر ان يكتفي منهم الآن ,لذا حيى المحقق بأمائة خفيفة من رأسه وغادر
بات براد يدرك ان الوضع اخطر مما تخيل بكثير ,و لن يقدر ان يساعد لونا بمفرده الآن..وعليه ان يطلب مساعدة اشخاصٍ لهم ثقلهم بالعمل الدبلوماسي...لذا بعد ان غادر قسم الشرطة حجز على اول طائرة متوجه للبرازيل وكان واثقاً بأن تحركاته ستكون مرصودة , ثم توجه للسفارة الامريكية بحجة انه يعمل على انهاء تقريرٍ قبل سفره حتى لا يعود خالي الوفاض لصحيفته ,وكان عن السفير السابق وانجازاته ,واراد اخذ صور تذكارية للمكان يضمنها تقريره المزيف ,لكن قبل مغادرته السفارة التقى بالسر برجلٍ من البعثة الدبلوماسية يدعى مايكل ارمسترونج..والذي دعاه لتناول قدحٍ من الشراب كنوعٍ من الوداع ...


**********************************

" لونا...لونا..استيقظي"
فتحت لونا عينيها بتثاقل حين تهادى لها صوت غابرييل - والذي رغم هدوء نبرته إلا انه يحمل قلقاً جلياً – ناظرته بارتباكٍ حين رأته جالساً بجانبها عند طرف السرير وقد عم الوجوم ملامحه الوسيمة ,رفعت نفسها واتكأت على منكبيها وهمست بقلق " ما الامر ..هل حضر ..براد؟ "
رد بفتور كئيب" لا لم ياتي وكذلك..خوانيتا ..انا قلق عليها ,كان يجب ان تكون هنا منذ مدة ..." بدى جلياً انه يشعر بالخوف حيال الأمر خاصةً حين اكمل " يجب ان اجري مكالمة هاتفية ضرورية لأطمئن عليها ولا يوجد هاتف هنا ,اظنني رأيت محطة وقود ونحن في الطريق الى هنا ..لذا سأذهب لهناك لعلي اجد هاتفاً(وحين رأى اضطرابها اكمل بمرحٍ زائف " لقد اعددت لك بعض الطعام مما وجدته في المطبخ...انه ليس بالكثير لكن لا بأس به.."وقام من جانبها..فتمسكت به وهتفت بخوف
" غابرييل ارجوك لا تتركني هنا وحدي..ارجوك خذني معك.."ابتسم برقة وعاد يجلس بجانبها ووضع يده على كتفها وقال مطمئناً
"الافضل ان تظلي هنا..وأنا لن اطيل الغياب ...اعدك."
" غابرييل..ارجوك.." كان صوتها يعكس مقدار خوفها وقلقها الشديد فتابع بلطف لا يخلو من التهكم "هل انت خائفة..؟؟ عليك ان تتحلي بالشجاعة,ففتاة تلتقط صوراً لحيوانات مفترسة وتتجول في ادغال الامزون بجرأة ,لن تخشى البقاء وحدها قليلاً..اليس كذلك..؟؟"داعب خدها بلطف وتابع برقة "انتظريني لن اتأخر."
قبلها على رأسها بعاطفة جياشة ثم سارع بالخروج تاركاً اياها لتتخبط تائهةً قلقة ..لم تستطع ان تخبره انها لم تكن خائفة من البقاء وحدها بل من ان يذهب ولا يعود..
اعتدلت في جلستها ونظرت لساعة يدها فوجدتها الثامنة والنصف مساءً فتسائلت بدهشة "كيف مر الوقت بهذه السرعة دون ان انتبه ؟؟..ولمَ لم تحضر خوانيتا بعد ؟؟؟و ماذا حصل معها ؟؟ هل قابلت براد ؟؟!" غرقت بتساؤلات كثيرة لم تجد لها جواباً فزادت وحشتها وقلقها...
***********************************
قاد غابرييل السيارة مسافة عشرين كيلومتر تقريباً قبل ان يعثر على المحطة التي رأها سابقاً ,كانت محطة صغيرة للوقود مع بقالةٍ صغيرة بجانبها لخدمة المسافرين على هذا الطريق الريفي المنزوي ,دخل البقالة المتواضعة وفتش رفوفها القليلة واشترى ما يمكن شراؤه ويصلح للأكل ,وبخشيةٍ سأل البائع ان كان يملك هاتفاً ,وكم كانت راحته كبيرة حين أجابه الرجل دون ان يبعد عينيه عن جهاز تلفازٍ صغير غير ملون يشاهد فيه مبارة كرة قدم ...
" انه هناك ضع فيه العملة واتصل بمن تشاء " اتجه غابرييل للهاتف وادار ظهره لصاحب المحل وضرب رقم منزل خوانيتا وانتظر بفارغ الصبر ان يجيبه احد, لكن دون فائدة فلم يجبه احد فحاول عددة مرات دون فائدة ,ثم قرر الأتصال بزميلها روبورتو والذي اخبره انه لم يرها بعد مغادرتها الجامعة...
قال روبيرتو "لقد قلقت عليها حين غادرت الجامعة باكراً, لذا توجهت لمنزلها بعد ان انهيت محاضراتي لكني لم اجدها " ثم تابع روبيرتو بقلق "ما الامر بروفيسور ؟؟"
رد غابرييل بأنفعال لم يستطع اخفاءه "لا شيء ,لكن ان رأيتها او اتصلت بك ارجوك ان تبقيها عندك في منزلك....."
"كلامك يخيفني " علق روبيرتو بقلق
فهمس غابرييل حتى لا يسمعه احد ..." انا اخشى عليها روبيرتو فلا تنسى انهم اخذوا اليينا..."رد بقلق شابه ما يشعر به روبيرتو الذي اقر
"وانا اخشى عليها ايضاً , خاصة انها تتحدث بكل جرأة عما يجري ,لقد حذرتها مراراً لكنها عنيدة "علق بأستياء من شدة خوفه عليها
"كلانا يعرفها جيداً ويعرف مقدار عنفوانها ورفضها للظلم...ارجو ان تكون بخير...سأتصل بك لاحقاً لأطمأن على اخبارها ...اعتني بنفسك وبها ,فأنا اعتمد عليك " قال غابرييل بقلق
"سأفعل...سأبحث عنها في كل مكان ..وسأجدها لا تقلق يا استاذ.."
"روبيرتو اقنعها بالسفر لتلحق بأبيها فهذا افضل لها"
"سأفعل..فأنا فكرت بذلك ايضاً" قالها روبيرتو بتعب وحزن فبعدها عنه يؤلمه لكنه افضل من ان يظل قلقاً على مصيرها هكذا...
انهى غابرييل اتصاله وتسائل بقلق
"اين انتِ يا خوانيتا؟؟؟وماذا جرى لك يا عزيزتي...؟؟ يا الهي احمها ارجوك.." ابتهل بصمت وقلق ..ثم اشار لصاحب المحل وأخبره بأنه سيجري اتصالاً آخر فهز الرجل رأسه بكسلٍ وعاد يشاهد مبارة كرة القدم باهتمام ,اتصل غابرييل برقمٍ جديد واخذ ينتظر بقلق حتى رد عليه شخصٌ يمتلك صوتاً عميقاً غليظاً وسأله بقلق "ما الاخبار ؟؟"
قال غابرييل بحذر" حدثت مشاكل كثيرة وقد لا تتمكن من السفر ..ماذا تقترح؟؟".
عم الصمت لدقيقةٍ قبل ان يزفر الرجل ويقول بانزعاجٍ كبير "احضرها هنا..."
" أأنت واثق ..." تسائل غابرييل بشك
فزفر الرجل بسأم وضيق وقال" لا حل آخر "
اقر غابرييل بخفوت "معك حق ...لكن انا لا استطيع ان احضرها بنفسي فقد جدت امورٌ اخرى "
فرد عليه الرجل " ماذا هناك؟؟؟"
"يجب ان اطمئن على ابنة جوستافيو " اقر غابرييل بانفعال
فرد الرجل " حسناً سأرسل لك باغو ....سيلاقيك في قرية سانشيز"
"حسناً...سأوصلها لباغو واعود لاطمأن على ابنة جوستافيو..اخشى انها في خطر"
عاد الصمت يعم لدقيقة ,ثم رد الرجل بحنقٍ جلي "اللعنة "
همس غابرييل بخفوت "هل وصلتك الأمانة ؟؟؟"
فرد الرجل بثبات "اجل انها بحوزتي....(ثم تابع بتهكم ) أنا لا افهم بما سيفيدكم كل هذا ؟؟؟؟"
لم يجبه غابرييل واكتفى بالقول "المهم ان تخبأها جيداً "
"حسناً سأفعل ,لكن ليس علي ان انبهك بأن تكون حذراً " قال الرجل بقلقٍ جلي
فرد غابرييل بفتور"أعرف " ثم اغلق السماعة..وسارع بالخروج من البقالة بعد ان حيى صاحب البقالة الذي ظل يتابع التلفاز , ركب غابرييل السيارة عائداً للمزرعة...
كانت لونا تذرع المكان بتوتر شديد وقد استبد بها القلق..فشعور الوحدة قاتل لكن خوفها على غابرييل اشد واعظم ...وحين تهادى لها صوت هدير محرك السيارة ,خطت بتوترٍ صوب النافذةٍ واسترقت النظر بخشية من خلف الستارة ,وما ان شاهدت السيارة الشيفير الحمراء وشاهدت غابرييل يخرج منها حتى سارعت نحو الباب,فتحته وجرت نحوه بلهفةٍ وشوق وكأنه غاب عنها لأيام وليس لساعة فقط ..
احتضنته بقوة وهي تهتف بأنفعال " الحمد لله ..انت بخير" كانت سعادتها لا توصف برؤيته ..ادركت انه يعني لها الكثير ولا تستطيع ان تحتمل ان يصيبه اي اذى .
سر بشوقها الواضح له ,وضمها بمحبة وقال ضاحكاً " مهلاً ..مهلاً..سأسقط اكياس البقالة ههههه ..ما كل هذا الشوق ,انا لم اغب عنك طويلاً يا عزيزتي .."
هتفت بأنفعال صريح" لقد شعرتها دهراً.." رفعت رأسها نحوه فتقابلت عيونهما التي تشع بعواطف جياشة والتي تحوي سيلاً من الكلمات التي يرغبان بقولها ,فترجمتها نظرات الشوق المتبادل بينهما لكلمات حبٍ وشغفٍ كبير...
ادركت لونا ساعتها أنها تحبه فعلاً ,بل تحبه بجنون .. كيف ومتى ؟؟؟لا تعرف ولا يهمها ان تعرف ,فقط كل ما يهمها ان هذا ما تشعر به, ودون ان تفكر لثانية رفعت نفسها على رؤوس اصابعها وقبلته بحب وحرارة ودون تردد,فلطالما كانت صريحة بكل ما تفعله وتقوله ,وان عجزت الكلمات عن التعبير عن مشاعرها ترجمتها الافعال فوراً ....
وبقدر ما فاجأته ردة فعلها الجريئة بقدر ما أسرته ,فالقى ما في يديه من اكياس بإهمالٍ ورفعها اليه وضمها بقوة وبادلها القبل بحرارة اذابت عظامها ...وحين استطاعا تمالك نفسيهما ابعدها قليلاً حتى يستجمع انفاسه اللاهثة من شدة انفعاله,فهو لم يكن ينوي خوض غمار معركة سيخرج منها خاسراً قبله...لكنها بكلمات بسيطة قالتها اذهبت تعقله كله.
"لا تتركني ثانية ابداً ..ابداً..اتفهم " وسالت دموعها بحرارة وانفعال صادق وهي تتشبث بقميصه"اياك ان تفعل"
اراد ان يخبرها بأنه مكرهٌ على تركها غداً من اجل مصلحتها لكنه لم يستطع ,وازدرى ريقه وداعب وجهها بمحبة وشوقٍ بات يلهبه منذ الآن و لا يعرف كيف سيقضي الايام القادمة من حياته وهي بعيدة عنه ..
"لونا انا...يجب .."
فقاطعته بانفعال "عدني غابرييل ان لا تتركني "
مسح دموعها بكفيه وهمس "لا تبكي ارجوك " لم يستطع تقديم وعدٍ لا يقدر على الوفاء به..ورغم هذا لا يقدر على ابعادها عنه فقد سكنت روحه واستقرت بقلبه ,فآلمه فراقهما حتى قبل حدوثه...لذا رغب بالارتواء منها حتى الثمالة طالما هي معه الآن وبين ذراعيه , واكتفى بأن ينهل من حبها في الوقت الحاضر ,فالحاضر هو كل ما يملكانه الآن ,فأخذ يمسح دموعها الغالية عليه بقبلاته الحانية التي تبدلت بعد وهلةٍ وصارت نهمةً يغذيها الشوق المتقد في حنايا صدره والذي لن تطفأه كل مياه الدنيا,وما زاده اثارة تجاوبها الصريح معه...فحملها بين ذراعيه متناسياً كل الوعود التي قطعها على نفسه بعدم التورط مع اي امرأة بشكل جدي ...لكن مع لونا لا قيمة للوعود التي لا يستطيع الحفاظ عليها...
"وماذا عن الاكياس ؟؟"قالت بمكر وهي تنظر لاكياس البقالة التي تبعثرت تحت قدميهما ..
نظر لها بانزعاج ثم زمجر بتمرد وشقاوة لم يعهدها في نفسه, وكأنها عدوى انتقلت له من هذه الامريكية المتحررة..."لن يضرها ان تبقى قليلاً هنا.."
فضحكت بمرح وشقاوةٍ لذيذة اطاحت بأبراج تعقله فعاد يقبلها بجنون ,ودون ان تفترق عيناهما عن بعضها حملها للداخل وصعد بها للغرفة خوانيتا...حيث انزلها برقة على السرير وقد اججته نظراتها الولهى المشتاقة التي توازيه شوقاً ولهفة, فعاد يغدقها بحبه وقبلاته التي حركت فيها مشاعر واحاسيس لم تشعر بها من قبل مع غيره .
وتطور الامر بينهما واخذى منحى جدي لم يكن يظنه ممكنا..فجاهد نفسه على عدم الانجراف وراء عاطفته الجياشة فهذه التي بين يديه ليست اي انسانة ,انها لونيتا بلاسيو ابنة جوليانو...لذا ابعد نفسه قليلاً وهو يلهث بشدة ..فهمست بحيرة من تردده
"ما الامر؟؟ "
احتضن وجهها بين راحتيه وهو يفترسها بنظرات الهبت مشاعرها وهمس بصوتٍ مرتبكٍ متحشرج بدى غريباً عليه "لونا...أنا .." ولم يستطع قول ما يخشاه
فهمست بحيرة وقد شعرت بطعنةٍ في كبريائها الأنثوي "ألا ترغب بي ..؟؟"
فهتف بانفعالٍ صادق "اللعنة علي ان لم اكن افعل..."
ضحكت بغبطةٍ لقوله الذي يظهر مقدار رغبته بها وسألته بدلال "إذاً ؟!! "
نظر لها بغموضٍ وهمس " هل ...انت واثقة مما تريدين..؟؟"
"اجل.." ردت بثقة ودون تردد تحركت المتحررة الأمريكية ومدت يديها تتحسس وجهه بطوق شديد , ثم انزلتهما ببطئ تتلمس عنقه وتستمتع برؤية النار تشتعل فيه وتظهر جليةً من خلال اختلاجات وجهه , ثم تابعت فك ازرار قميصه مؤكدةً له نيتها الجريئة المضي قدماً ,متناسيةً كل مخاوفها ممن يلاحقونها ...
"انا واثقة مما اريد ,وانا اريدك انت..فأنا احبك" ودنت منه واخذت تنهال عليه تقبيلاً كاد ان يفقده صوابه غير ان كلمات الحب التي نطقت بها بكل سهولة ويسر بدت كالصفعة القوية التي لطمته وجعلته يفيق... فكيف يورطها بأمرٍ كهذا وهو اكثر من يدرك خطورة تبعاته...فهي لا تتحدث عن علاقة عابرة قد تصبح ذكرى جميلةً يذكرانها ....انها تتحدث عن الحب ...واي حبٍ سينبت في ارضٍ قحلةٍ مرة ...
ابتعد عنها مكرهاً وجلس على حافة السرير يعتصر كل ذرة تعقل يحتفظ بها ,فدنت منه وتلمست كتفيه باعثة النيران في جسده فزمجر باضطراب
"ارجوك لونا...ارجوك هذا ليس صائباً " ووقف بحدة مبتعداً
"ما الامر غابرييل؟؟لمَ تقول هذا..!!" هتفت بدهشة
اشاح بوجهه عنها فاصطدمت نظراته المضطربة بصورة خوانيتا وروبيرتو فتذكر الطريق الطويل الذي تعهد بسلوكه منذ زمن , ووجود لونا معه سيربكه .. فاخذ يعيد اغلاق ازرار قميصه كما أغلق على مشاعره ,فشعرت بالصدمة لردة فعله التي اربكتها ,جاهلةً بما يعتمل في نفسه من اضطراب وقفت وخطت قربه وتشبثت بذراعه وادارته ليوجهها فرأت الارتباك يعصف بعيونه..
"لمَ تريد ابعادي عنك غابرييل ..؟!!"
نظر لها مطولاً ثم زفر بتعب يريد ان يبوح لها بمكنونات صدره بنفس السهولة التي تعبر فيها عن نفسها...لكن قبل ان يفتح فمه سمع صوت كوابح سيارات عنيفة توقفت قرب حاجز المزرعة ,فابتعد عنها هلعاً واختلس نظرة من خلال الستارة ثم شتم بذعر ..
" اللعنه انهم هنا..كيف عرفوا بمكاننا " نظر بخوف للونا التي شحب لونها حتى حاكى الاموات
وصاح بها بحدة "علينا الخروج من هنا فوراً.."
ظلت جامدةً في مكانها فقد تخشبت قدماها ولم تعد تطيعانها ,فسارع اليها وعدل من هيئة قميصها الذي كان قبل لحظات يسعى لنزعه عنها ثم هزها لتخرج من جمودها ..
"ما بك لونا تحركي هيا.." امسك بها وجرها خلفه نزولا للطابق الاسفل حيث توجه للمطبخ ومنه نحو الباب الخلفي الذي يفضي للباحة الخلفية ,خرجا بثوانٍ واخذا يركضان في الظلام صوب السياج الخشبي من الجهة الخلفية للمزرعة ,تسلق السياج بسرعة وساعدها على اجتيازه ,كانا يسمعان اصواتاً قادمة باتجاههما فاسرعا صوب دغلٍ من الاشجار الكثيفة المحيطة بالمزرعة ,لكن الظلام كان دامساً فلم تستطع لونا تبين موطئ قدمها وفجأة تعثرت وسقطتت على الارض ,فسارع غابرييل برفعها بقوة وهتف بقلق
"هل انت بخير ..هل تستطيعين الجري؟؟" هزت رأسها بنعم دون ان تنطق بكلمة من شدة المها, لكن لا مجال للتوقف الان ,عادا يركضان حتى خرجا من بين الاحراج ليجدا نفسيهما في شارع فرعي ترابي ,سارا فيه مسافة مئتي مترٍ قبل ان يفاجأا بسيارة مسرعة قادمة نحوهما ..فحاول الفرار بالعودة نحو الاشجار الكثيفة لكن بطئ حركة لونا بسبب قدمها المصابة اخرهما فتمكن احد الرجال من ادراكهما ,وانقض على غابرييل بشراسة واشتبك معه بعراكٍ عنيف كانت الغلبة فيه لغابرييل لولا ان توافد اثنين اخران وتكالبوا عليه ثلاثتهم ,فصرخ بلونا محذراً " اهربي.."
لكن قبل ان تتمكن من فعل ذلك انقض عليها رجل اخر ظهر من حيث لا تدري وامسكها واخذ يجرها بقسوة من شعرها وهي تحاول بكل ما اوتيت من قوةٍ ان تتفلت منه ,لم تمضي سوى لحظات حتى احاط بهم عدد اخر من الرجال انهالوا جميعهم بالضرب على غابرييل الذي استمات بالقتال مدافعاً ,لكنهم استطاعوا ان يغلبوه بكثرتهم وانهالوا عليه ضرباً بشراسة وبدون رحمة او شفقة ..صرخت لونا فزعاً وهي ترى مقدار الضربات واللكمات التي تلقاها ,ظلت تصرخ باسمه وذاك الرجل الشرس يجرها بعنف ودون رأفة من شعرها فشعرت به يتمزق تحت مخالبه القذرة ,وبذعر رأت جسد غابرييل يهوي على الارض بعد ان انهكه الضرب المبرح الذي تلقاه حتى تكفت اقدامهم الدنيئة بباقي المهمة ركلاً ودوساً بقسوة تأنف الحيوانات عن ممارستها...
"غابرييل..!!" صرخت بأسمه بصوتٍ مدويٍ تردد صداه في الانحاء مفزعاً الطيور التي استكانت في اعشاشها فأقلقها ونفرها لتهرب في جماعاتٍ ..وهمت بالصراخ ثانية لكن صوتها خرج مبحوحاً مهزوزاً بهيستيرية كبيرة وهي تراه جسداً دامياً ملقاً بلا حراك...
تهاوت ارضاً فلم تعد قدماها تحملانها وقد غشيت عيونها غمامة سوداء كادت تطيح بعقلها ,خاصةً حين تكالبت عليها يدا شخصٍ اخر جاء ليساعد زميله في تثبتها وتكبيلها ,وبقسوة كممها احدهم ليخرس صوتها الذي ما عاد يقوى على الخروج من حنجرتها التي جفت وتحجرت من الألم ,لكنهم لم يرأفوا بها بل سارع احدهما وبكل خشونة وقسوة بليّ ذراعيها خلف ظهرها وكبلها قبل ان ينتبه للمعان ساعتها وسوارها الفضي الذي اهداها اياه غابرييل,وبجشعٍ وقسوةٍ انتزعهما من يدها وبالخفاء دسهما في جيبه قبل ان يعلق ساخراً .
" لم تعودي بحاجتهما بعد الان يا حلوة...فأهلاً بك في الجحيم ...هههه"..ثم غطى رأسها بكيس من القماش الاسود ليزيد من ظلامها ظلاماً ويحول دون رؤيتها لما يجري حولها....
توقف الزمن عن التدفق ..وباتت الثواني تمر كالدهور..واختلط الزمان بالمكان مكوناً عجينةً بوهيميةً مشوهة ,حيث اصبحت حواسها تتخبط في فوضى عارمة بينما تكفلت اصوات الرجال الذين حشروها بينهم في زيادة ذعرها ورعبها وهي تسمع ضحكهم الماجن وكلامهم البذيء والذي تكالب مع رائحة دخانهم المزعجة بخنقها حتى كادت تلفظ انفاسها ..
بنوعٍ من الابتهال المرير ظلت تردد اسم غابرييل بشكل مبهم بسبب الرباط الذي يكمم فمها, فشتمها احد الرجال ببذائةٍ وقال بعصبية
" اصمتي ايتها (***) والى ضربتك "
بينما علق آخر ساخراً " حبيبك صار في عالمٍ اخر يا حلوتي لذا دعك منه واهتمي بنا.." وداعب فخذها بيده بوضاعةٍ فازاحت رجلها بأشمأزازٍ وصاحت مذعورة وسط ضحكاتهم الماجنة المريعة التي ارعبتها فلم تعد تعلم ما تفعل..سوى البكاء....
لم تدري كم من الوقت بقيت في السيارة التي ظلت تتحرك وتدور دون توقف وكأنها دارت حول العالم في رحلة ابدية ,وحين يأست من انتهاء رحلة العذاب تلك ,توقفت السيارة فجأة وترجل منها الرجال وصاح احدهم بها بخشونة
" اخرجي.." لكن قدماها انعقدتا بسبب جلوسها منكمشة بينهم لوقتٍ طويل ,فوهن جسدها وجف فمها وكادت تختنق من الكيس الذي غطى رأسها ...
بتذمر عاد الرجل يزجرها ثم امسكها من كتفها وشدها بقسوة والقاها ارضاً..فشعرت ان كل عظمة من عظامهاً قد كسرت.. لم يكن يسهل عليها ان تقف وسط هذه المتاهة فقد اختلطت عليها الاتجاهات ,ثم عادت يدان خشنتان قاسيتان تمسكانها و تشدانها بقسوة لتقف ,لكن ساقيها صارتا رخواً كالهلام وكأنها بلا عظام..فتكفل اللعين بجرها دون رحمة ككيس من التبن القديم الرطب.. شعرت بكل حجر تعثرت به وبكل درجة ارتطمت بها , ظلوا ينزلون بها نحو الاسفل ,وينزلون وكأنهم شياطينُ بنت بيوتها في باطن الارض ,وبعد رحلة العذاب تلك شعرت بالارض تستوي من تحت قدميها قبل ان تثبتها اليدان الخشنتان وتدفعها بقسوة لتجلس على كرسي معدني صدء كثير النتوؤات ...
اخذت تتلفت حولها كفاقدي البصر دون ان ترى شيئاً امامها من قتامة كيس القماش الذي يغطيها, وفجأةً احست بيدٍ غاشمة تجول على ذراعيها بمداعبة قذرة ,فانتفضت وابعدت نفسها بحركة لا ارادية وهي تأن بألم ..
رفعوا الغطاء عن عينيها فجأةً لتغلقهما بتلقائية من شدة الضوء المسلط عليها والذي كاد يعميها..و جاءها صوتٌ خفيضٍ مستفز وكأنه حسيس ثعبانٍ سام..تحدث ببطئ شديد وبانجليزية مكسرة
" لا .لا ..اهكذا تعاملون الضيوف..لا لا لا .. لمَ فعلتم ذلك ؟!"..اقترب صاحب الصوت منها اكثر فتبدى لها خيال رجل لم تستطع تبين ملامحه بسبب الضوء الساطع ,كانت تهمهم ..وتأن بكلامٍ مبهم ..فقام بانزال الرباط عن فمها المتورم الذي تشققت حوافه
همس بنعومة قاتلة " اهلاً بك ..يا حلوتي.."
بالكاد استطاعت ان تتكلم وقالت بشكل متلعثم "من انت ؟..وماذا تريد .؟؟."تلفتت حولها بخوف وذعر وهي تلمح اشباح اشخاص يحيطون بها من كل ناحية دون تتبين ملامحهم بسبب الضوء القوي المنعكس على عينيها .
"من انتم..ماذا تريدون مني..؟"صاحت بذعر وهي تغالب دموعها
رد صاحب الصوت المريع " نحن..لانريد شيئاً ,نريد ان نساعدك..فقط..يا ..(ونظر لشئ بين يديه تبينت لونا انه جواز سفر ..ثم تابع بأسلوبه المقيت ) يا لونيتا..اه اسم جميل..اليس كذلك؟"
بدأت عيناها تعتادان الضوء رويداً رويداً فبدأت ملامح هذا الرجل تظهر لها بوضوحٍ اكبر..كان في نحو الاربعين من عمره طويل القامة وعسكري الهيئة بشعرٍ اسود لامع وشاربٍ مفتولٍ برجولةٍ هي ابعد ما تكون عن امثاله...اخذت تتلفت حولها لتتبين مكانها ,فأدركت بأنها في غرفة قذرة مظلمة تفوح منها رائحة الرطوبة والعفن..
جلس المحقق على كرسيٍ معدني امامها ووضع قدميه على طاولة براحة تامة ...فسألته بصوت مرتجف..
" اين غابرييل..؟؟"
رفع حاجبيه الكثين بأستهجانٍ وعلق بمكر" ماذا تريدين منه..اخبريني فقد اساعدك .."..كان صوته الناعم مريعاً ويجعلها تهتز بشدة ,خاصةً حين وقف ودنى منها وعلى وجهه ابتسامة خبيثة
"اي شيء تريدينه ..سنلبيه لك يا حلوتي" واقترب منها ووضع يديه على كتفها يعتصرهما بشهوانية قبل ان يخفض راسه نحوها ويقرب وجهه من اذنها ويهمس بشكل مريع.
"ستجدين اني سأخدمك افضل منه " وحرك انفه على خدها بأستمتاع ,فازاحت وجهها قرفاً..وصاحت بانزعاج
" ابتعد عني..ايها الوغد "
فضحك بصوت مجلل..وقال بتهكمٍ مرعب " لا..لا... اهكذا تردين علي وانا اعرض خدماتي عليك..لا ..لا هذه قلة ذوق..."
"ماذا تريد مني.؟.واين غابرييل..؟"صاحت بحدة بعد ان استجمعت بأسها وعادت تلك الفتاة الحادة الطبع والمتمردة
لكن حدتها وتمردها تزيدانه تسليةً اذ رد بمرحٍ مخيف "ماذا اريد منك؟؟..انا اريد الكثير..اما عن فارسك النبيل ..فهو هنا بانتظارك"..واشار نحو شيء خلف مصدر الضوء لم تلحظه سابقاً ,وحين ادار المصباح ليسلط الضوء للخلف قليلاً تبينت ما هو هذا الشيء ,فشهقت مذعورةً حين رأت جسد غابرييل ملقاً على كرسيٍ امامها وقد انحنى رأسه الذي يقطر دماً وقد مزق قميصة وتلطخ بدمائه ..صاحت برعب
" غابرييل..غابرييل!!...." حاولت الوقوف لتفاجأ بشخصٍ خلفها منعها من التحرك فزمجرت "دعني ايها الوغد دعني..."
فقام ذلك المحقق ,بشد شعر غابرييل بخشونة ليرفع رأسه ,فبدى متورماً من شدة الضرب .اخذت تصرخ وتصيح بحنق وهي تتململ في كرسيها " ماذا فعلتم به ايها الوحوش " افلت المحقق رأس غابرييل فهوى على صدره مرة اخرى ,ونظر لها وفي عينيه شر مستطير يشع بلهيبٍ خطير..وبكل اريحيةٍ وهدوء ارتكز على الطاولة وهتف باحد رجاله
"انعشوه.."
فقام احدهم بالقاء دلو ماء باردٍ على غابرييل فشهق بقوة بعد ان افاق من غشاوته ,وبعدها اخذ جسده يرتجف بقوة من البرد والاضطراب ,حاول ان يتبين مكانه لكنه بالكاد يستطيع بسبب عينيه المتورمتين والضوء الساطع ,ثم جذبه صوت المحقق الذي علق بمرحه المزعج..

"ها قد استفاق (تشي جيفارا ) صديقنا الاستاذ المبجل....والان هل ستتحدثين يا حلوتي...؟!"
" عن ماذا ..ماذا تريد؟؟"..سألته برعب
" دعها ..وشأنها.." همس غابرييل بصوت متعب متألم..بعد ان سمع صوتها فأدرك بأنها معه في غرفة التحقيق ..
فلطمه المحقق بعنف وزجره بسخط " اسكت ..(ثم تابع بتهكم )الم تتعلم ان لا تتكلم الا بأذن..! كيف تكون استاذاً ولا تفهم ذلك..؟!!"قال بسخرية وعاد ينظر للونا بشراسة ويقول بنفس الاسلوب المتهكم الساخر ..
"هيا يا انستي الجميلة..اخبريني..الحقيقة ..فيبدو عليك انك طالبة مهذبة..."
" اي حقيقة تقصد؟!!..انا لا افهم.." قالت بخفوت
فزمجر بعصبية " لمَ تريدين اغضابي ,هذا سيء انا اسألك بلطف..وانت تستغلين لطفي..وانا لا احب المستغلين..."
" صدقني انا لا افهم ما الذي تريده.؟" صاحت برجاء
فرد بمكر " حسناً ..سأقول لك..لكن عليك ان تخبريني والا.."كان في صوته تهديد ووعيد مخيف....ثم اكمل "اين جوليانو بالاسيو..؟؟."
صدمت لونا لسؤالهم عن ابيها ..الامر كله متعلق بأبيها كان عليها ان تدرك ذلك فحاولت المواربة بالقول " من تقصد؟؟؟"
فزمجر بسخط "ابوك..."
"ابي هو روبرت افليك " قالت بخفوت ,فاجفلها ضرب المحقق للطاولة ثم زمجر بحنق "كاذبة "
"لا ...لا أكذب هو عندك مكتوب بجوز سفري " هتفت بانفعال
تبرم المحقق بغيظ ودنى منها وهو يقول بحنق "لقد كنت تبحثين عنه....وقلتِ ان اباك هو جوليانو بالاسيو"
ازدرت لونا ريقيها فكيف لهذا اللعين ان يعرف بشأنه ,هي كانت تبحث عن الفونسو ليدلها على ابيها ,و لا تذكر انها ذكرت اسم ابيها الحقيقي سوى لغابريل ....فمن تراه اخبره بحقيقة ابيها ؟!!
كانت لا تزال تتخبط بافكارها حين عاد المحقق لسؤالها بغلظة "لا تنكري انت قلتِ انك ابنة جوليانو بالاسيو فأين هو؟؟ " عندها تذكرت لونا انها ذكرت اسم ابيها حين اخبرت خوانيتا وصديقها روبيرتو بأنها جاءت تبحث عن الفونسو كورتيس ليدلها عليه ,وقد كان معهما زميلين آخرين ,فهل يعقل ان احدهم وشى بها ,وتذكرت تحذير روبيرتو لخوانيتا بوجود جواسيس في كل مكان ..
لامت نفسها بشدة "غبية ...غبية " لكن ما فائدة اللوم اصبح المحقق يعرف بشأن ابيها الآن ولا مجال لأنكار الأمر ..
عاد المحقق يزمجر مهدداً "للمرة الأخيرة اسألك اين جوليانو بالاسيو ؟؟"
فهتفت بانفعال " لا اعرف...."وكانت صادقة فهي لا تعرف اي شيءٍ عن ابيها ولا مكانه " لا عرف..."
ضرب المحقق الطاولة بغضبٍ فاجفلها " كاذبة..منذ جئت وانت تبحثين عنه اكيد اخبرك ( واشار لغابرييل ) اين هو..لمَ حضرك للمزرعة إذاً ... لتقابليه ..اليس كذلك؟؟"
" لا ..لا ..انا لا اعرف صدقني..؟"وقبل ان تكمل..صفعها على وجهها بقوة ..فمال رأسها من شدة الصفعة ونزفت شفتها السفلى..
صرخ غابريل بحنق"دعها ايها الحقير "
فنظر المحقق له بغيظ لتجرئه على شتمه, وهز برأسه بحركةٍ خفيفةٍ افهمت الوحش الآدمي الذي يقبع خلف غابرييل بأن يلطمه بقوة اطاحت به ارضاً ..
بازدراء نظر له المحقق قبل ان يستدير نحو لونا ويقوم بشدها من شعرها بقسوة..ويرفع وجهها لتواجهه..ويقول بصوت غاضب مريع "الم اخبرك اني لا احب ان يستغل احد لطفي..وانت تفعلين ذلك الآن وهذا يغضبني.."
" صدقني ..لا اعرف..شيئاً.. .انا اقسم ..آه..." بكت بشدة..وهي ترى غابريل ملقاً على وجه وذلك الوحش يدوسه بقدمه
" من يعرف اذاً ؟؟" صاح في وجهها وحين رأى نظراتها المصوبة نحو غابرييل ابتسم بخبث وقال بصوت حاد كريه ..
"هو يعرف بالتأكيد.." اشار للوحش الضخم ان يتوقف عن ركله ويرفعه ,وبسهولة امسك الرجل الضخم غابرييل من اكتافه وسحبه واجلسه ثانية على الكرسي وشد رأسه بقسوةٍ للخلف بينما خطى المحقق نحوه على مهل ..استند على الطاولة وهمس ببرود
" انت تعرف اليس كذلك.؟."
لم يجبه غابرييل ..فاشار المحقق للرجل الضخم فانهال عليه باللكم والضرب بدون رحمة
صرخت لونا مذعورة وهي تبكي وتصيح وتقول "يكفي .يكفي ...اليس في قلبك رحمة توقفوا سوف يموت ارجوكم يكفي"
لكن لم يكن لبكائها ورجائها اي اثر في ضمائرهم الميتة..شعرت ان كل ضلوع غابرييل قد تحطمت تحت قبضة ذلك الوحش...
" ارحميه يا لونا..اخبرينا بمكان ابيك .."علق المحقق برقةٍ مفتعلة
" صدقني لا اعرف..ارجوك توقفوا...: " فاشار المحقق للرجل المتوحش بالتوقف عن ضربه قبل ان يفتك به ,وتوجه المحقق نحو غابرييل وقال بعد ان شد شعره ليجبره على النظر اليه...
" هي لا تعرف شيئاً ..اليس كذلك...(ضحك بسخرية) لم تخبرها لأنك خشيت ان تخبرنا ..فهي رقيقة ولن تحتمل ضيافتنا..( وكان ينظر للونا بنظرات شر شيطانية..فادركت لونا الآن لمَ احجم غابرييل عن قول اي شيءٍ لها ...) عاد المحقق لينظر له وقال بغضب "اين جوليانو ؟!! "
تمتم غابرييل "لا أعرف "
لطمه المحقق بحنقٍ ثم عاد يشد شعره ليجبره على النظر اليه ,كانت نظرات غابرييل ثابتة وغير وجله ,فضحك المحقق بتهكمٍ وقال بمكر وخبث " تظن نفسك قوياً اليس كذلك ؟؟..ولن تتكلم ,لكن دعني اخبرك شيئاً ,فقد عرفت الكثير ممن هم على شاكلتك زعموا انهم اقوياء فما كان مصيرهم بعد جولةٍ خفيفة من المرح ,لقد تبددت شجاعتهم الواهية ...خذ مثالاً ذلك الأحمق الفونسو والذي حاول معاندتي ورفض الأفصاح عن مكان جوليانو وتظاهر بالجلد ,(ثم شخر بتهكم ) ولم يحتمل صفعتين من (ريكو) ومات ههههه .
زمجر غابرييل بألم "ايها الوغد ...انت من قتلته "وحاول ان يتحرر من قيده لكن هيهات ان يستطيع وهو مكبلٌ بتلك الأصفاد المعدنية اللعينة ,وزادت ذراعي الوحشي الأدمي ريكو من قيده ...
اعتدل المحقق وعدل من هيئته وهو يكمل بزهو "لن اضيع وقتي معك ...فأنا ارى انك عنيدٌ كالبغل لكن ...(وعاد ينظر بشرٍ وخبثٍ للونا وهو يقول ) يا ترى هل الحسناء قوية مثلك..."..
" لا تلمسها." زمجر غابرييل..بغضبٍ لا يخلو من الوجل.." هي لا تعلم شيئاً .."
رد المحقق بمكر " اعلم هذا...بل استطيع ان اقول بأني واثقٌ من ذلك ...لكن هل ستتركها تعاني بسببك ايها الاشتراكي العنيد " وتوجه نحو لونا وفي عينيه شر مخيف..وكان غابرييل..يصيح
" لا تؤذها ..لا تلمسها ." تلوى بشدة ليحرر نفسه لكن قيوده وقبضة ذلك الوحش القابع خلفه تأسره , نظر المحقق للونا بشر وقال بخبث وهو يمرر يده القذرة على شعرها نزولاً لوجهها ومن ثم عنقها ,ثم انزلها بابتذال اكثر واكثر وهو يتسلى بفتح ازار قميصها مع كل حركة يقوم بها..حتى توقف عند زرٍ مقطوعٍ في المنتصف ,فابتسم بخبث وقال بمكر
"لست اول من ينزعها عنك اليس كذلك.."
بدأت لونا تأن وتبعد نفسها عنه ماستطاعت وغابرييل يصرخ به بغضب دون ان يستطيع التحرك قيد انملة
"دعها ايها الوغد لا تؤذها ..."
ضحك المحقق بمكر وخبث وقال
"لا لا لا لن أؤذيها فجمال كهذا خسارة ان تشوهه الضربات واللكمات ...جمال كهذا يقدر بطريقة اخرى.."واقترب ليقبلها بشراهة فازاحت لونا رأسها للخلف وهي تأن وتبكي,اشار المحقق للحارس الذي يقف خلفها فأعطاه مفاتيح قيودها وابتعد , مال المحقق نحوها وحرر يديها المكبلتين فكان اول ما قامت به ان صفعته بشدة على وجهه ..ثم تراجعت مبتعدة عنه بعد ان رأت نظراته الشرسة وهو يتلمس ذقنه بغيظ ,كشر عن اسنانه وقال بحنق
"متوحشة صغيرة اذاً..هذا يجعل الامر ممتعاً اكثر "و انقض عليها وامسكها من كلتا يديها ودفعها بقسوة نحو الحائط فارتطمت به بشدة, وبدأ يفرض نفسه عليها بكل وقاحة,وهي تحاول ضربه بكل ما أوتيت من قوة .
"ابتعد عنها ايها الحقير ..." صرخ غابرييل بغضبٍ لكن غضبه تبعثر اثر اللكمات المؤلمة التي تلقاها من الوحش الآدمي ريكو....
كانت لونا تستميت في ابعاد المحقق اللعين عنها عضته وخدشته لكنها عجزت عن الحاق اي ضررٍ به ,بل أخذ يضحك من ضرباتها الواهنة التي لا تؤثر في وحش قذر مثله..شدها من شعرها ولقاها ارضاً وبدأ يمزق ثيابها بوحشية وهي تصرخ بصوت عالي وتقاومه بكل ما أوتيت من قوة ، لكن عزمها وهن وخصمها شرس قذر يفوقها قوة ..
كانت تسمع صراخ غابرييل وصياحه الذي يقطع نياط القلب "دعها يا قذر دعها "..رغم الضربات التي كان يتلقاها من سجانه البغيض .
تابع المحقق الحقير تعديه بكل وحشية ..وهي تستغيث ..لكن ..بلا فائدة فماتت صرختها في لحظة كان الموت ارحم لها منها ,عندها جاءها صوت غابرييل يصرخ قائلاً
" لونا ..لا تدعيه يكسر روحك وارادتك...روحك ملكك انت..لا تدعيه يسلبها منك.." فتحت عينيها فالتقت بعينيه وهو يصرخ بألم " الجسد فانٍ والروح باقية..ما فيها ملكك انتِ...لن يسلبه منكِ احد,لن يسلبها منكِ احد"..
**************************

وقف المحقق الحقير بعد ان انهى جريمته النكراء, واخذ يعدل ملابسه وهو يضحك بسخرية ..ونظراليها بازدراء كمن ينظر لشاة مذبوحة ,ثم ركلها برجله بأشمأزازٍ لكنها لم تتحرك ,فجلجلت ضحكته في المكان قبل ان يخرج هو ورجاله ويتركها كالجثة الهامدة .
لم تدري كم مضى من وقت وهي متكورة على الارض تأن وتبكي , ولم تعد تعي شيئاً حولها..حتى ادركت بعد مدة انها تسمع صوت بكاء شخص اخر غيرها..
كان ذلك غابرييل الذي انتحب باكياً "ارجوك ..سامحني...اردت تجنيبك كل هذا " حاول زحزحة الكرسي الذي قيد به ليتقدم نحوها فكان مصيره السقوط منكفأً على وجهه ..تمتم من بين الدماء التي تسيل من فمه "...ارجوك..سامحيني"
رفعت لونا نفسها بصعوبه واخذت تلملم ثيابها الممزقة وترتديها بيدين مرتجفتين..كانت تشعر بالعار.. بالذل.. والمهانة ,بكت بحرقة..وهمست بوهن" ليتني مت ..ليتني مت"
" لا... لا ....."همس غابرييل بألم لكن كلماته الواهنة ضاعت بين غياهب الظلام الذي ضاع فيه .
جلست لونا متكورة على نفسها وادارت ظهرها لغابرييل غير واعية لمَ يجري حولها فقد تخدرت حواسها وشل تفكيرها وظلت دموعها تتدفق انهاراً لعلها تغسل تلك اللحظة الرهيبة..
بقيت متقوقعة على نفسها لأكثر من ساعة الى ان عاد الباب ليفتح من جديد ودخل منه ذلك المحقق الحقير وقد بدى منتعشاً وهو يدخن سيجارة ويحمل كوب قهوة ساخن في يده..استدارت بخوف وزحفت حتى استقرت في زاوية الغرفة ونظرات الرعب مرتسمة على وجهها...
بازدراء نظر لها قبل ان تستقر نظراته على غابرييل المنكفئ على وجهه غائباً عن الوعي ,فشخر بتهكم واشار لأحد رجاله بأن يعدلوه وينعشوه بدلوٍ من الماء البارد الذي اعاد له صوابه وليته لم يعده..ليته مات ومات سره معه...
دنى المحقق منه بخفة وسحب كرسياً وجلس باسترخاءٍ تام امامه وهو يقول
" مارأيك بالعرض الذي قدمته ...اليس جيداً.." فبصق غابرييل في وجهه باستحقار ..
" ايها الــ(***).." شتم المحقق بحنق ,ومسح وجهه بيده ثم بحقدٍ كبير القى كوب القهوة الساخنة في حجر غابرييل فأحرقه ..
صرخ غابرييل بألم والمحقق يضحك بوحشية ويقول " سيكون هناك عروض افضل.."
واشار للرجاله فتجمعوا حول لونا كذئاب جائعة وتابع ببرودة اعصاب
"..ستخبرني بمكان جوليانو بالاسيو او سأجعل كل رجالي يغتصبونها الواحد تلو الاخر..امامك"
" انا لا اعرف عنه شيئاً"رد غابرييل بجزع
"لا تريد الكلام ..حسناً اذ اً...هيا " واشار لرجاله الذين اقتربوا منها يضحكون وهي تتراجع مذعورة تصرخ وتبكي
" ارجوك..توقف (صاح غابرييل برجاء)..لا تؤذها..."
" اخبرني اذاً...ولن يمسها سوء" علق المحقق بشر
" اخبرتك لا اعرف عنه شيئاً .."
كشر المحقق واشار للرجاله ليتابعوا ,فامسكوها وجروها بقسوة وبدأوا بنزع ثيابها ثانية وهي تصرخ بالم
" توقف..ارجوك..." صاح غابرييل بألم فاشار المحقق لرجاله بالتوقف.. وزمجر بنفاذ صبر " هيا تكلم ."
كان غابرييل يدرك انه وحتى ان اخبر المحقق بكل شيء فلن يتركها..لكنه لم يقدر على مشاهدتها تغتصب ثانية امامه..قفال بوهن " سأخبرك ولكن ارجوك ..لا تؤذها.."
نظر المحقق بسعادة وانتصار وقال لرجاله
"دعوها.. "فتركها الرجال مكرهين فهي بالنسبة لهم كالفريسة التي يتشاجرون ايهم سيحصل عليها..
بذعر لملمت لونا نفسها وتكورت بخوف في زاوية الحجرة ..
"اخبرني هيا..اين جوليانو؟؟" قال المحقق بعصبية ونفاذ صبر
تابع غابرييل بوهن.." انه ..في قرية.."
"لا تخبره ارجوك ..لا تخبره..." رجته لونا بيأس فبالرغم من خوفها وذعرها مما قد يحدث لها وهي محاطة بكل هؤلاء الذئاب الى انها ادركت بأنهم ان امسكوا بأبيها سيكون مصيره اسوء من هذا العذاب بكثير.. سكت غابرييل ..
فصرخ المحقق به غاضباً .." هيا تكلم .."
صاحت بذعر" غابرييل لا تخبره.."
" اصمتي ..وإلا...(صاح المحقق بعصبية والتفت لغابرييل..) هيا قل في اي قرية..تكلم..ان كنت تريد لها السلامة ..هيا اخبرني.."
" كان سيلقانا في قرية..سانشيز... بعد غد ..هذا ما اعرفه..كان سيحضر ..لاخذها...."
" اكمل..(زمجر المحقق..) ..ماذا ايضاً..؟"
" هذا كل ما اعرفه,لم التقه يوماً ولا اعرف شكله ..لكنه اتصل بي ,واخبرني ان احضرها بعد غدٍ مساءً للقرية..."
اقترب منه المحقق وقال..بصوت كالفحيح "ان كذبت علي سأعذبك حتى افصل لحمك عن عظمك ,وسترى محبوبتك الصغيرة تتمزق امامك..خذوه.."
قام الرجال بجر غابرييل بقسوة وهو يصيح بألم "لا تؤذها.. ارجوك.. لونا... لونا..لونا .."
سحبوه بقسوة و القوه في زنزانة قذرة عفنة ,فاخذ يتلوى الماً ليس من جروحه فحسب بل خوفاً عليها ,بكى بشدة وصاح صارخاً بأسمها فدوى صوت صراخه في ارجاء المكان الكئيب كله...

بقيت لونا في غرفة التحقيق تتكور مذعورة حين اقترب المحقق منها وامسك بشعرها وشدها بقسوة وقال بشر خطير " ان صدق حبيبك ... ستظلين لي اتسلى بك حتى املك ..وان كذب..ستكونين لرجالي يفعلون ما يشاؤون بك..وصدقيني ستتمنين لو يصدق.." ثم تركها وخرج مع رجاله مخلفينها ورائهم في حالة صدمة, مشلولة الحواس ..وعادت تتكور على نفسها واخذت تهتز بقوة كالورقة في مهب الريح...
نهاية الفصل السادس

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-05-18, 02:13 PM   #117

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

😢😢😢😢😢😢😢😢😢😢😢😢

قلبي وجعني


mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-18, 03:43 PM   #118

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mayna123 مشاهدة المشاركة
😢😢😢😢😢😢😢😢😢😢😢😢

قلبي وجعني
سلامة قلبك يا mayna123 معلش انا مكانش قصدي اوجع قلبك يا قمر بس الحقيقة انه الي كان يحدث في تلك المرحلة مريع وحبيت انقل جانب منه ....لكن ما تخافي وراح كل ظلام حالك سيأتي نهار منير يضيء الكون


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-05-18, 09:41 PM   #119

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء الورد ريبا 💖

قرأت الفصل التالت والرابع واعتذر لتأخري بسبب الامتحانات

في البداية احب اشكرك على المناقشات الهامة اللى بتتخلل الحوارات
جمل سياسية هامة ومناقشات ثقافية حقيقية في فترة عانت فيها الارجنتين
هذا ليس غريبا عليكي حبي فانتي دائما تبحثين وتدرسين لتقدمي لنا تجربة حقيقية مختلفة ومهمة
منذ اول رواية قرأتها لك وادركت كيف عملت عليها حتى تخرج بتلك الاجادة للتفاصيل
شكرا حبي لاهتمامك بعقل القارئ واهتمامك بالتفاصيل

الارجنتين مشتقة من الكلمة الالتينية ارجانتيوم اي الفضة..وقد دعيت بلادنا ببلاد الفضة..
لم اكن اعرف .. كما ان تاريخ تلك الفترة وضح لنا ومعاناة الارجنتين في هذا الوقت

في جمل كتير لفتت نظري .. زي كلامك عن العلم .. والهوايات .. والحرية

طبعا شرب الماتي ليه احسن من الشاي والقهوة ... متعووود .. دايما 😂
فكرني بهمام في امستردام ( اكل ضفاديع ليه انا ) 😂😂😂

بدأنا علاقة غابرييل ولونا .. علاقة بها مشاعر صادقة
وعجبني جدا حوار غابرييل لنفسه في نهاية الفصل

تسلمي ريبا على التجربة المختلفة ... على الاكشن وبداية المغامرة
لي عودة مع تعليقي على الخامس والسادس

كل عام وانتي بخير ريبا 💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-18, 09:58 PM   #120

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
مساء الورد ريبا 💖

قرأت الفصل التالت والرابع واعتذر لتأخري بسبب الامتحانات

في البداية احب اشكرك على المناقشات الهامة اللى بتتخلل الحوارات
جمل سياسية هامة ومناقشات ثقافية حقيقية في فترة عانت فيها الارجنتين
هذا ليس غريبا عليكي حبي فانتي دائما تبحثين وتدرسين لتقدمي لنا تجربة حقيقية مختلفة ومهمة
منذ اول رواية قرأتها لك وادركت كيف عملت عليها حتى تخرج بتلك الاجادة للتفاصيل
شكرا حبي لاهتمامك بعقل القارئ واهتمامك بالتفاصيل

الارجنتين مشتقة من الكلمة الالتينية ارجانتيوم اي الفضة..وقد دعيت بلادنا ببلاد الفضة..
لم اكن اعرف .. كما ان تاريخ تلك الفترة وضح لنا ومعاناة الارجنتين في هذا الوقت

في جمل كتير لفتت نظري .. زي كلامك عن العلم .. والهوايات .. والحرية

طبعا شرب الماتي ليه احسن من الشاي والقهوة ... متعووود .. دايما 😂
فكرني بهمام في امستردام ( اكل ضفاديع ليه انا ) 😂😂😂

بدأنا علاقة غابرييل ولونا .. علاقة بها مشاعر صادقة
وعجبني جدا حوار غابرييل لنفسه في نهاية الفصل

تسلمي ريبا على التجربة المختلفة ... على الاكشن وبداية المغامرة
لي عودة مع تعليقي على الخامس والسادس

كل عام وانتي بخير ريبا 💖💖💖
وانت بخير يا رب وربنا يوفقك في امتحاناتك ,و وجودك بشرفني في اي وقت , تسلمي يا قمر ...
تكفيني كلماتك الرقيقة العميقة التي تدل على عمق شخصية الكاتبة فيك قبل القارئة ورجاحة عقلك واتساع ثقافتك وهذا ما اسعى للمسه بين القراء ...بنظري مش مهم عدد الي بتابعك المهم نوعيتهم واذا كان كل من يتابعني بعمق تفكيرك وسعة اهتمامك استطيع ان اكتب للأبد دون ان امل شكراً لوجودك وكلامك الراقي اللطيف الي بيعطيني دفعات قوية من التشجيع والمؤازرة شكراً بالفعل 💖💖💖


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.