02-07-18, 05:27 AM
| #217 | ||||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء 
|  اقتباس:
نعم صديقتي لونا بتقص حكايتها على اختها الصغيرة يمكن سرد القصة ياخذ منها ساعة .....لكن بالنسبة النا ...نحنا راح نعيش الحكاية معها لحظة بلحظة .....حتى النهاية | ||||||||||
|  |
|
03-07-18, 11:14 AM
| #219 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء
| صباح الخير للجميع اتيت لكم بفصل خفيف ولطيف بعد فصول المعاناة والشقاء الي تحملتوها معي ارجو ان يعجبكم الفصل الحادي عشر عائلة سعيدة مرة اخرى وقف اليخاندرو عند الباب الخشبي ينظر برضىً وسعادة لغابرييل وهو نائم مسنداً رأسه للحائط ولونا تتوسد حجره بآمان, فأيقن ساعتها ان مصير هذين الشابين قد ارتبط معاً وللأبد.... كان يعلم في قرارة نفسه ان التغير قادم من شباب مثلهم ....لكن عجرفته وعناده تمنعه من الاقرار بذلك.. تنحنح قليلاً لينبههما لحضوره ,فتح غابرييل عينيه وازعجه وميض الضوء في وجهه فرمش اكثر من مرةٍ قبل ان يتذكر ما حصل معه واين هو ,فاعتدل بسرعة وقلق خشية ان يكون الخاطفون قد اكتشفوا مكانه.....وحين ادرك انه اليخاندرو استرخت عضلاته..وسأله بلهفة مشوبةٍ بالقلق " كيف جرى الامر يا ابي ..هل غادروا..هل كل شيء بخير..؟؟" " اجل يا بني..اجل لا تقلق.." رد اليخاندرو براحة وتقدم خطوة "ماذا فعلوا..؟؟" سأله بقلق هز اليخاندرو كتفيه بقلة اكتراث وقال بتهكم " قلبوا المكان رأساً على عقب ظناً منهم انهم سيعثرون على شيءٍ يثبت وجودك عندنا لكن لم يجدوا ,سألوني عنك فأخبرتهم اني لن اسمح لولدٍ عاقٍ مثلك من ان يخطو لمنزلي وقد تبرأت منك منذ زمن , ولا اعلم عنك اي شيء وأن رأيتك يوماً سأحطم رأسك الغبي ,يبدو ان كلامي اقنعهم ههههه.." وضحك بتهكم فجاراه غابرييل وقال مبتسماً " لن امانع ان تفعل ان كان هذا يرضيك ؟" نظر له اليخاندرو بحنان واقر "لن يرضيني سوى سعادتك يا بني..." ابتسم غابرييل بأمتنان ثم ساله بقلق"هل اخافوا امي...؟؟؟" "انها صلبة يا ولدي فلا تخشى عليها ......(ثم اكمل بتهكم ) لكن كاد قلبها يتوقف حين كسروا بعض تحفها الجميلة ( ثم تابع بحنق ) كنت على وشك ان اقضي عليهم ..أقسم اني كنت سأفعل فقد كان رجالي يحيطون بالمكان وينتظرون اشارتي...." "هل اشتبكتم معهم؟؟" سأل غبرييل بقلق.. زفر اليخاندرو بفتور..."لا لم نفعل لم اكن لأجازف بتحويل بيتنا لساحة قتال (صمت لوهلة ثم عاد لأسلوبه المتهكم )عندها لن اسلم من كارلوتا هههه(ثم اكمل بجد اكثر) لكني ما كنت لأتردد في فعلها لو تمادوا اكثر وأذوا ظفر واحدٍ منكم " كان غابرييل يدرك هذا حقاً فاليخاندرو جسور وقوي ولن يسمح لأحدٍ باقتحام عرينه ,لكن خوفه على اسرته الجمه عاد اليخاندرو يقول بزهو " علي ان اقر بأنها كانت فرصة مغرية كي اصفي هذه المجموعة القذرة لكني امتنعت ..اخشى اني صرت رقيق القلب مثلك.." علق بتهكم ابتسم غابرييل بخفة ,لأنه يدرك تماماً ان اليخاندرو ما كان ليجازف بعائلته واسرته مهما حصل...فهتف بأمتنان "اشكر يا ابي..." فهز اليخاندرو رأسه برضى نظر غابرييل للونا وتلمس شعرها بحب وهو يتذكر ليلة امس التي بدأت بصراعه المرير للتحكم بمشاعره المتأججة وبقلبه الذي يئن شوقاً ليرتوي من حبها, وتذكر نزاعه المحموم لتحطيم القيود التي تكبله ,فأنتهى الأمر باعترافه بحبها رغم أقراره لها بعجزه عن استبقائها معه . ابتسم بتهكمٍ وهو يتذكر ردة فعلها التي صدمته حين تقبلت الأمر وواجهته ببرودٍ كاد يسحق ما تبقى من قلبه الجريح ,لتفاجئه مرةً أخرى بذكائها حين لعبت معه حيلة الأستاذ والتلميذ لتبقيه على تواصلٍ معها لكن في أطار ساحةٍ أمنةٍ نسبياً ....وقد رحب هو بذلك وأراد ان يبقي لعبتهما الآمنة مستمرة ....لتفاجأة مرة أخرى حين اظهرت له بأنها اعمق واروع من ان يقفدها ...لكنه رغم ذلك قرر ان يضحي بقربها لمصلحتها ولكي يضمن نشر الحقيقة ... همس بخفوتٍ لا يخفي تأثره " انا احبها يا ابي ..احبها جداً " "اعرف يا بني ...اعرف "رد اليخاندرو بتفهم نظر اليه غابرييل بعيونٍ تشع بعذابات الحب وقال بأنفعال "ولن استطيع ان اخفي ذلك بعد الان..لم اعد استطيع " "لا تفعل اذاً "اجابه مشجعاً "لكن ..." تردد غابرييل ثانيةٍ وعاد ينظر اليها بأسى ويقول بألم " لكن لن ابقيها معي هنا..لن استطيع فعل هذا..وأنت تعرف لماذا ..." هز اليخاندرو رأسه بتفهم وقال."اعرف انك لن تفعل ,فأنت لست انانياً ابداً ....(وبمرارة اكمل ) مثلي انا ...(ثم اكمل بتقدير ) ..وانا اقدر ما تقوم به من تضحية .." "ابي انت لست انانياً ابداً "هتف غابرييل بصدق وتاثر ,فدمعت عينا اليخاندرو رغماً عنه وحاول المكابرة كعادته فأشاح وجهه وقال بتجهمٍ مصطنع "دعنا من هذا الحديث و هيا بنا..فأمك قلقة عليك..وأن لم اعدك فوراً لها ستحيل حياتي لجحيم " "انها تحبك " همس غابرييل بتأثر فزمجر اليخاندرو بتهكم "أن لها طريقةٌ غريبةٌ بالتعبير عن هذا " فاقر غابرييل بتهكمٍ رقيق "كلاكما له طريقةٌ غريبة بالتعبير عن مشاعره ..." "كحالكما " علق اليخاندرو بسخريةٍ وهو يشير له ولونا فهز غابرييل رأسه واقر بخفوت وأسى "بلى ...لكن وضعنا مختلف " ولم يكمل لأنه يدرك ان خوض هذا النقاش ثانية لن يؤدي الا لزيادة ألمه ,لقد قرر ابعادها ليحميها وحسم امره فلا داعي لتردد ....لكن ان كان بعدها محتوماً الا يحق لهما ان يتمتعا بحبهما الصادق ولو قليلاً ...ليس عليه ان يختبئ منها ومن مشاعره كما فعل سابقاً ...يريد ان يبقيها قربه ويتنعم بقربها وحبها حتى آخر لحظة لكن... في ساحتهم الآمنة التي انشأاها بالأمس حفاظاً على قسمه ....لكن نفسه المقيدة قسراً تاقت للقليل من المتعة المحرمة , فاخفض رأسه ولثم رأسها بحبٍ وحنو ففتحت جميلته النائمة عيونها ببطئ ,لتناظره بأروع عيونٍ زرقاء رأها يوماً خطفت انفاسه في ثوانٍ وبعثرت كيانه بمجرد ان ابتسمت له بعذوبةٍ ومدت يدها نحوه تتلمس وجهه وترغب ان تدنيه اكثر وتخبره بطريقتها الجريئة انها لا تبالي بقيوده الواهنة الكئيبة ... ولو انها فعلت ما تنويه لحطمت ارادته فوراً ,لكن ورحمةً بأعصابه الممزقة تنبهت لونا لوجود أليخاندرو فاعتدلت بأرتباك وسألته بوجل " هل انتم بخير؟؟.." فرد غابرييل نيابةً عنه " اجل..انهم جميعاً بخير." زفرت براحة وهمست بامتنانٍ صادق "الحمد لله" اجال اليخاندرو نظره بالغرفة الصغيرة التي دخلتها اشعة الشمس من الباب المفتوح فأنارتها ثم همس بأنفعال وتأثر وكأنه يتذكر شيئاً ما" لقد كانت هذه الغرفة دوماً مأوى الاصدقاء والاعزاء..لقد اختبأ فيها الكثيرون .." تتبعت لونا حركة يده وهو يتلمس الجدار الطيني ولاحظت - ولأول مرة – مع ضوء النهار كتابات على الجدران لم تلاحظها من قبل ,كانت هناك اسماء وتوقيعات وشعارات شتى حفرت على الجدار الطيني بأداةٍ حادة.... "ما هذه؟؟؟" سألت بحيرة "انها اسماء كل من اختبأوا هنا...كل واحدٍ منهم حفر اسمه لتكون هذه الغرفة شاهداً عليهم وعلى ما عانوه يوماً ..."رد غابرييل بتأثر نزلت من السرير بعد ان احكمت دثارها حولها و دنت من اليخاندرو واخذت تتفحص الكتابات بتقدير وتتخيل معاناة من سبقوها وبدأت بقراءة بعض الأسماء فاستوقفها اسم ما دون بحروف كبيرة فصاحت بانفعال " جوليانو بالاسيو...(نظرت لغابرييل واليخاندرو وسألتهم بأنفعال شديد.)" انه ابي أليس كذلك ؟!!..هل ابي كان هنا يوماً !!!؟ هل اختبأ هنا سابقاً..؟؟؟" اقترب غابرييل منها ووقف خلفها ووضع يديه حولها ليؤازرها وضمها بحب وهمس بتقدير "اجل..لقد اختبأ ابوك هنا.." عادت تنظر للأسم الذي شغل بالها لسنين وتلمّسته بتقدير كبير ودمعت عيناها ...ثم استدارت لغابرييل واليخاندرو وهتفت بلهفة مستجدية اي معلومة عن ابيها.. " اخبروني عنه ارجوكم..انا..اريد ان اطمأن عليه..اريد ان اعرف اي شيئ عنه ...أهو بخير ؟!! " ولم تستطع الثبات فبكت بحرقة فرد اليخاندرو بتأثر " لونا يا ابنتي ..انه يعلم بأنك هنا..وهو يكترث بأمرك و سعيد لأنك اتيت لتريه ..ولكنه لا يستطيع ان يراك؟" " لماذا..؟ هل لأنه مطارد ...انا لا يهمني ذلك اريد ان اراه فقط...ارجوكم خذوني لآراه " صاحت بألم لم يجد اليخاندروا ما يفسر به الأمر لكن غابرييل همس لها برقة " لونا الأمر ليس بالسهولة التي تظنيها ....انه ليس انساناً عادياً هارب من وجه حكومة البطش والطغيان ...انه من شباب المونتونيروس..او علي ان اقول من آخر من تبقى منهم ,وهو يتصدر قائمة ملاحقاتهم المجنونة ...لذا لا يستطيع ان يظهر نفسه او مكانه حتى لا يكتشف مكانه ومكان زملائه " " فهمت.." قالت بهدوءٍ غريب وقد ايقنت ان من الأنانية ان تطالب بأمرٍ بسيطٍ كهذا طالما يؤدي لعواقب وخيمة يصعب التكهن بها ....لذا رضخت للأمر باستسلام ,فقبل كلامها مع غابرييل ليلة امس لم تكن لتعلم ابعاد مشكلة ابيها والتي بسببها يرفض رؤيتها ,لكنها باتت تدرك ذلك الآن وهي تعذره ,لكنها تذكرت أمراً ما فسألت اليخاندرو بحيرة "...لكن انت قلت ان اليخاندرو كان واحداً منهم ايضاً ..اليس كذلك؟؟ فلمَ لا يلاحقونه مثل ابي ؟؟؟" نظر اليخاندرو للغابرييل بارتباكٍ فهو لم يعتقد انه قد يخبرها بأمرٍ حساسٍ كهذا فأبتسم غابرييل مطمئناً وقال بهدوء..."وضع ابي مختلف يا لونا فهو ليس معروفاً عندهم كأبيك...انه طبيب المنطقة ,ولا يدركون انه كان مع المونتونيروس يوماً ,لذا فهو بآمان بينما والدك كان قائداً ميدانياً شهيراً " عادت لونا تنظر لأسم ابيها المنقوش وقالت بتأثر .."ان لم استطع ان التقي بأبي فليلتقي اسمانا اذاً .... اريد ان انقش اسمي هنا بجانب اسمه ..هل يمكنني ذلك..؟؟" "اجل بالتأكيد..سيفخر ابوك بأنك اقامت بهذه الغرفة مثله.." رد اليخاندرو مؤكداً ...ثم ناولها سكيناً صغيرة يحتفظ بها دوماً معه ,فقامت بنقش اسمها بجانب اسم ابيها فصار الاسم لونيتا جوليانو بالاسيو..." وحين انتهت قبلت اسم ابيها بحب , اخذ غابرييل السكين منها وقام بنقش اسمه ايضاً.."غابرييل كوفييري.." ثم عاد ينظر لها بحب وضمها تحت جناحه وظلا يحدقان بأسميهما المنقوشان على الحائط ليكون دليلاً على انهما كانا هنا يوماً ...ثم استدارت لونا نحوه وسألته بفضول " غابرييل بما انك ضليع بالتاريخ..هل تستطيع ان تخبرني من اي الاصول ابي..هل كان من الغوتشو ام من المهاجرين؟؟؟" " انه مهاجر ايطالي على الرجح." رد عليها بخفة فتابع اليخاندرو بتهكمٍ وسخرية " اجل انه من اصولٍ ايطالية ,ايطالي مغرور ومتعجرف..." ردت لونا باحتجاج " لا تقل هذا عن ابي رجاءً سيد اليخاندرو..ان الايطاليين اشخاصٌ رائعيين..وهم يعشقون الفن لذا فقد اغرم بأمي...لانه انسان حساس ورائع " شخر بتهكمٍ يداري استمتاعه بمناكفتها " اه اكيد...وكأني لا اعرفه ,هيا هيا سنتأخر على امك انها قلقةٌ جداً " ثم خرجوا من الغرفة واغلقوا الباب خلفهم بأحكام واخفوه جيداً خلف النباتات المتسلقة تماماً كما كان.. ما ان خطت لونا خارج الغرفة حتى بادرها منظرٌ يخطف الانفاس ,فمن حيث تقف عند حافة المنحدر تبدى لها في اسفل الوادي السهل النهري الواسع الذي امتد امامها على مد البصر ,كان منظراً مهيباً رائعاً حيث شق النهر الكبير الارض كثعبان لامع يتلوى حتى يصل الى الافق ..واشعة الشمس التي بالكاد اشرقت منذ ساعة تلمع على صفحته ,فحولت مياهه للون الذهب الخالص...كان منظرا خلاباً...تنهدت لونا بذهول وتأثر وكررت عبارتها المشهورة" ليت معي كاميرتي.." لف غابرييل ذراعيه حولها وضمها لصدره وقال هامسا بأذنها بحب.."سأعطيك واحدة..حتى لا يفوتك تصوير اي منظرٍ يعجبك " استدارت نحوه وهمست بأنفعال " ..احقاً تستطيع..؟؟" لمس وجنتيها بحب وهمس "اجل ..سأفعل هذا.. فعليك ان لا تتوقفي عن التصوير ابداً ...لكن اياك ان تصوري التماسيح والثعابين او اي شيء خطير بعد اليوم " قال ذلك وهو يداعب خدها الندي بأصابعه وقد نسي للحظةٍ حذره ,فسحرته بضحكتها المرحة التي تحبس انفاسه وانسته عيونها التي تشع بنظرةٍ جريئة حذره فدنى منها يرغب بمعانقتها والأرتشاف من رحيق شفتيها لولا نحنحة اليخاندرو..فامتنع عن ذلك, ثم اخذا يضحكان ويحمران خجلاً من نظرات اليخاندرو المتهكمة وهو يتمتم بسخرية "يريد ان يبعدها ...ها !!؟" ركب غابرييل بمساعدة ابيه على فرسه الاسود بينما ركبت لونا على فرس كستنائية احضرها اليخاندرو معه بينما اكتفى هذا الأخير بالسير بجوارها ممسكاً بلجام الفرس ...وفي لحظة ضاق بهم الطريق فتقدمت فيها فرس غابرييل عليهما فبادرت لونا للقول لأليخاندرو " انه يحبك..اتعلم هذا ؟؟" " من تقصدين ؟؟".سألها اليخاندرو بفضول "غابرييل..انه يحبك ويحترمك جداً..وان خالفك..الرأي.." " اعلم..ذلك."اقر بثقة "وانت تحبه ايضاً ..لقد رأيتك تبكي وتقبل جبينه يوم قدمنا هنا..حين كنت تعالجه.." "هل رايتني...لم اعلم هذا..انا... "بدا مرتبكاً وكأنه يخجل من ان يظهر هذا الجانب الرقيق من شخصيته ,وقد ادركت لونا الامر فقالت بود "انت تخفي مشاعرك اليخاندرو..لا تفعل ذلك ..اظهرها لهم ... لن تكون ضعيفاً ان فعلت هذا و اظهرت لهم الحب..فالحب قوة..وانت تحبهم جميعاً " تأملها بصمتٍ دون ان يعلق فلم تدري ان كان تقبل منها الكلام أم لا ,لكنها كرهت ان تراهم يتشاجرون ويتعاركون بهذا الشكل المجنون فإن كان الحب يجمعهم ..فالا داعي لان يفرقهم اختلاف ارائهم... "معك حق اظن اني سأفعل..فأنا ..لا اريد ان اخسره..انه ابني..فعلاً " تمتم اليخاندرو بتأثر بعد صمته وأقر قولها فما جرى معهم ليلة امس جعله يعيد التفكير بكل شيء...وادرك انه يضيّع ايامه بالشجار والمعاندة بسبب تزمته وتمسكه بأراءه..ففي الأمس ظن للحظة انه قد يخسر عائلته فجن جنونه وكاد ان يخرج بندقيته الرشاشة التي يخبئها في فجوةٍ خفية بجانب المدخنة ويقوم بقتل كل العساكر الذين تجرؤا على اقتحام منزله وعاثوا فيه فساداً بحثاً عن غابرييل ولونا ..لكنه تماسك حفاظاً على الاخرين واستطاع اقناع قائد الجنود بمهارة بأنه لم يرى ابن زوجته منذ سنوات طويلة ولا يعرف عنه اي شيء...وانتهى الامر على خير هذه المرة ... نظر اليها بتقدير وهمس بأمتنان"شكراً لك لونيتا" "على ماذا؟؟؟ سألت باستهجان ثم اكملت بتواضع "انا لم افعل شيئاً ....في الحقيقة أنا من عليها ان تشكرك انت وزوجتك واسرتك لأنكم سمحتم لي بالبقاء معكم...انا مدينة لكم...كما اني مدينة لغابرييل بحياتي..." كانت تنظر لغابرييل بحب وتقدير فتجرأ اليخاندرو بسؤالها ليستيقن من مشاعرها تجاه غابرييل فسألها "هل الامر مجرد امتنان وتقدير ...؟؟" "لا ..فأنا احبه كثيراً" ردت بصراحةٍ دون مواربةٍ كعادتها والعاطفة الصادقة تشع من عينيها "وهو كذلك...يحبك يا ابنتي.." اكد لها اليخاندرو الحقيقة التي باتت تعرفها, فقالت بثبات ويقين "اعرف .." ثم عقدت حاجبيها بتكدر وتابعت "لكنه لا يريدني ان ابقى معه..." فأجابها اليخاندرو بتعاطف "انه خائف عليك يا ابنتي..الوضع مضطرب جداً وما حدث ليلة امس قد يتكرر " "ادرك هذا الآن وافهمه ...لكني رغم هذا ...ارغب بالبقاء بقربه لأكون رفيقة دربه وكفاحه وحتى ان كان شائكاً ..ليتني اجد طريقة تمكنني من ذلك..."همست بأنفعال وهي تغالب دموعها شعر اليخاندرو بتأثر وبأن عليه ان يفعل شيئاً لمنع هذا البؤس فهتف بلطف"نحن لم نجد بعد وسيلة آمنة لإخراجك من هنا لاعادتك لبلادك..اذاً فأنت لا زلت بضيافتنا لأجل غير مسمى استغليه جيداً...فمن يدري ...ربما تتغير الظروف.." فاجأها كلامه فنظرت له مستفسرة فرأته يبتسم ويغمزها بطرف عينه فضحكت لأنها فهمت ما يرمي اليه ,هو إذاً لا يعترض على حبهما ولا يمانع ببقائها معهم بل هو يدعوها للتمسك بأبنه والمحاربة من اجله..وهذا ما ستفعله ,لقد عزمت امرها وإن قررت اخفاء الأمر حالياً عن غابرييل حتى لا يعود لتقوقعه المريع ثانيةً فهتفت بأمتنان "اجل ..معك حق...شكراً لك اليخاندرو " "اهلاً بك..." قال مرحباً ....كان الخاندرو هادئاً على غير العادة وكأنه يعيد تقيم كل شيءٍ.. نظر غابرييل للخلف وشاهد لونا تتحدث بود مع ابيه وسره الأنسجام الحاصل بينهما ...سره جداً... ********************************* كانت الفرحة بوصولهم سالمين لا توصف..لقد خرج الجميع لاستقبالهم...وامتلاء المكان بالسعادة والراحة والسرور ,وكأن حملاً ثقيلاً قد ازيح عن كاهل الجميع ..كانا وجهي اليخاندرو وغابرييل يشعان بهجةً وراحة وهما يدخلان ساحة العزبة ويتحدثان بتآلفٍ وسعادة وكأن خلافهما قد زال واختفى من الوجود الى غير رجعة....وهذا ما شعرت به كارلوتا وهي تراقبهم بلهفةٍ وشوق من شرفة المنزل وتسائلت بأمل "هل يعقل ان تعود السعادة لتطرق بابنا من جديد ..." واخذت تقلب بصرها بين ابنها الغالي وزوجها الحبيب وهما يتحدثان براحةٍ معاً ويتبادلان النكات كما لم يفعلا منذ زمن بينما تتوسطهما لونا بوجهها الوضاء البشوش ,وكأنها حلقة الوصل بينهما وسبب سعادتهما فتسائلت بشك "ايعقل ان أكون مخطئةً بشأنها ؟!! أيعقل أن يكون مجيئها نعمة لا نقمة !! كيف هذا ...." رغم شكها في ذلك لكنها لا تستطيع ان تنكر انها تعني الكثير لأبنها ....توقف عن التفكير في شكوكها للحظة لتنعم فيها بروعة المشهد الذي تراه امامها حين خطى ابنها وزوجها نحوها وهما يضحكان بسعادة ,فجرت نحوهما وعانقت ابنها بحبٍ وشوق شديد وهي تبكي بسعادةٍ لأنه عاد سالماً ثم ضمت زوجها وبكت على صدره كما لم تفعل من قبل وهمست بامتنان "اشكرك اليخاندرو ....شكراً لك..." فمسح اليخاندرو دموعها وقال برقة "على ما تشكريني يا حبيبتي ...انتم اسرتي وسأفديكم بدمي ..." ضحكت كارلوتا بسعادةٍ من بين دموعها وقررت أن تغتنم السلام الحاصل بينهم ولا تبدده بتوترها وتذمرها من وجود لونا ....وقررت ان ترحب بها فقط ارضاءً لأحب الناس لقلبها .. ولأول مرة منذ زمن ..لم يحصل شجار على الطعام..والكل موجود وسعيد ...لقد ساد جو من البهجة والألفة بينهم ولم يخوضوا اي مناقشةٍ حادةٍ او يحصل اختلافٌ في الرأي ...وكأن الجميع التزموا ببنود معاهدة السلام المبرمةٍ بصمت ....لكن السلام والهدوء لا يكفيان لونا فحسب...فهي تريد ان ترى ابتساماتهم وتسمع ضحكاتهم لأن هذا ما قد يرضيها ...لذا حملت هذه المهمة على عاتقها خاصة بعد العشاء حين تجمعوا جميعاً في غرفة الجلوس حول المدفئة لشرب القهوة ,وعندها بدأت تقص عليهم بعض مقالبها التي كانت تستمتع بالقيام بها ايام الدراسة ,فأثارت فيهم زوبعة من الضحك لم يسبق لها مثيل في منزلهم ..خاصة عندما بدأت تقلد اساتذتها ومدربة الباليه .. حتى أن امها وزوجها روبرت لم يسلما من تهكمها فقد كانت شقية حقاً في ايام مراهقتها ومتمردة للغاية..لكن محبة ومبهجة وشغوفة .. قالت لهم ضاحكة " مرة كانت معلمتنا مسز وينسليت معلمة الادب الانجليزي تشرح لنا عن شيكسبير وتقرأ لنا من احدى مسرحياته, وبطريقتها المميز في الحديث حيث تشدد على لفظ بعض الحروف مدعيةً انها بريطانية اصيلة رغم اننا جميعاً نعلم انها من تكساس حيث يمطون الحروف اثناء الحديث كثيراً ,كانت حصصها الأكثر مللاً على الأطلاق ,فكان ثلاثة من الصف يتابعونها بأهتمام اما الباقي فيسرح في سماء الخيال يعدون الدقائق لانتهاء الحصة.." "وفي اي قسم كنت يا لونا ؟؟" سألها غابرييل بفضول وهو يراقبها بأستمتاع "انا كنت في مجموعة ستوب ذير(stop there ) " قالت بفكاهة وهي تضحك "مجموعة ماذا ؟!!! "تسائل بفضول فقالت شارحة بأسلوب درامي "كان الهدوء المريع يعم المكان بين من يستمع لمسز وينسليت وبين النائمين في ادراجهم مللاً ,حين دوى فجأة صوت عاليٍ (stop) اي قف , التفت الصف كله لي يستعلمون ما حصل ...ولم يعلموا اني كنت اقضي على الملل باللعب مع زميلتي بلعبة تدوين الأسماء ومن ينهي الكتابة اولاً يقول (stop) وفي غمرة انسجامي وانفعالي نسيت اني مازلت في الحصة واخذتني الحماسة وصرخت "(stop) " فما كان من مسز وينسليت الا ان نظرت لي شزراً بعيونها الكبيرة من خلف نظاراتها المريعة وهتفت بغيظ وهي تحدثني من اطراف انفها بانفة ..واشارت للحائط وقالت "(stop there )..اي قفي هناك..." وانخرط الجميع في الضحك ... "يبدو انك محترفة في الوقوع بالمواقف المحرجة " سألها دافيد بفضول وهو بالكاد يمسك نفسه من شدة الضحك.. فالتفتت له لونا بخفة ورفعت احد حاجبيها بتهكمٍ وقالت بشكل درامي"عزيزي دافيد انا من اصنع تلك المواقف ولا اقع فيها ...بل احب ان اعيشها ...وهذا لا يذكر مع ما حصل لي في حصة الاستاذ كوبلت...اسمعوا ما حدث ,لقد عاقبتني امي قبل ذلك بيوم ومنعتني من الخروج لتسببي في اتلاف بنطال زوجها بالحبر..." "ولمَ فعلت هذا؟؟" سأل اليخاندرو بفضولٍ قاتل فردت بتمردٍ لذيذ "لأنه لم يدعني اشارك بسباق الدرجات..فاخذت قنينة الحبر والقيتها على بنطال حلّته المفضلة" "لعله كان خائفاً عليك من أن تصابي بسوء "قالت كارلوتا معاتبة "ما كان يصح ان تفعلي هذا يا فتاة " هزت لونا كتفيها بخفة وقالت ببساطة "كنت في الرابعة عشر حينها ولم اكن افكر بالامر على هذا النحو ,المهم غضبت منه وانتقمت بسكب الحبر على بنطال بذلته المفضلة والتي كان ينوي ارتدائها للذهاب للحفل السنوي الذي تقيمه احدى العائلات المقربة منا ....كانوا يقيمون حفلاً رائعاً كل عام في الهالويين ويحضره الجميع ,لكني حرمت هذا العام من الذهاب معهم بسبب ما قمت به فزاد حنقي وقررت ان اذهب للحفل مهما كلفني الامر.." "وما علاقة الحفل بالاستاذ كوبلت..؟؟" سألها غابرييل بفضول وهو يتأمل ملامحها الجميلة بأستمتاع فابتسمت له بشقاوة لذيذة وقالت .. "انتظر قليلاً وستعرف ..ليلتها تسللت بالخفاء مع صديقتي وتنكرنا طبعاً وحضرنا الحفل الراقص دون ان نلفت انتباه احد الينا ,حتى اني مررت بقرب امي ولم تتعرف علي ..ولم نكتفي بذلك بل بقينا في الحفل لما بعد الفجر ..وعندما تسللت عائدة لغرفتي القيت بنفسي فوراً على السرير وغططت بالنوم العميق ونسيت انه كان لدي امتحان كيمياء مع الاستاذ كوبلت في اليوم التالي ولم استعد له .." "هذا تصرف ارعن يا لونا لو كنت مكان امك لعاقبتك بشدة " علقت السيدة كارلوتا بتقريع فردت عليها لونا بخفة ومرح "صدقيني يا سيدتي لم يكن هناك داعٍ لمعاقبتي فقد حصل معي ما هو اشد من العقاب "ثم ضحكت بمرح "ماذا حصل ؟؟؟" سأل اليخاندرو بفضول "في الصباح نادت علي امي مراراً لتوقظني لأذهب للمدرسة دون فائدة..فجاءت ورفعت عني الغطاء وقالت غاضبة " معك خمس دقائق يا فتاة وإن لم تخرجي الآن ستبقين معاقبة لاخر يوم في عمرك " "فتحت عيني.بصعوبة..واخذت ارتدي ثيابي بكاسلٍ شديد وبعينين نصف مغمضتين(واخذت تمثل ما حصل معها )...وخرجت حتى دون ان اتناول طعامي..وذهبت للمدرسة مشياً على الاقدام لاني فوت الحافلة ,وطوال الطريق وانا ارى اشخاصا ًينظرون الي ويتهامسون ويضحكون ,ولكني لم افهم لماذا يفعلون هذا ولم اكترث فقد كنت شبه نائمة ..المهم وصلت المدرسة بعد قرع الجرس وكالعادة استطعت ان اتسلل للحصة دون ان يلاحظني احد وما ان دخلت حتى بدأ الصف جميعه بالضحك علي بصوت عاليٍ وانا اشير لزملائي ان يهدأوا حتى لا يثيروا انتباه الاستاذ كوبلت والذي كان يكتب على السبورة ,لكنه تنتبه لضحك التلاميذ فاستدار فجأة فوجدني اقف قرب مقعدي الذي لم ابلغه بعد فصاح بصوته الحاد" " انسة افليك..لمَ لست في مقعدك؟؟(وبدأت لونا تقلد صوته بشكل متقن اثار ضحكهم ثم تابعت قصتها ) فتعذرت بالقول "سقطت ممحاتي يا استاذ وكنت ابحث عنها ." وكنت سعيدة لانه لم ينبته لاني قدمت متأخرة لكن ما ازعجني هو ضحك التلاميذ المتواصل علي..فارتاب الأستاذ كوبلت من الأمر وخطى نحوي ليعرف سبب ضحك التلاميذ ,دنى مني ونظر لي بنظرة متفحصة قبل..ان تستقر عيناه على قدماي وعندها اخذ يضحك بصوت عالي مما ادهشني, فأنا لم اره يضحك في حياته ابداً ..ثم اشار لقدمي..فماذا شاهد يا ترى ؟؟" . "ماذا..؟!!"قال الجميع معاً وهم متلهفون ليعرفوا... "كنت اسير بخفي ..توجهت للمدرسة بخفي الذي على شكل كلب وليس هذا وحسب بل كنت اجر قميص نومي معي لانه علق بتنورتي دون ان انتبه .." ضحك الجميع فتابعت لونا القول " حين نظرت لنفسي ادركت لمَ ضحك الكل علي وكدت اموت حرجاً فقال لي استاذي.."اين حذؤك؟؟" ..فلم ادري ما اقول سوى .." لقد وهبته ..لفقير كان يسير حافي القدمين فأشفقت عليه واعطيته حذائي"..فرد علي الاستاذ بسخرية ".فقير.. ها يا لقلبك الكبير !!..وهل له نمرة قدمك..؟؟"فأجبته " لم اسأله يا استاذ ..ان المهم ان نساعد الاخرين....اليس كذلك؟؟ ". فتابع القول بتهكم "ولمَ قميصك معلق بك..؟؟"فأجبته "انه يحبني ويأبى ان يتركني..يخشى ان يظل وحيداً في المنزل.." اخذ الجميع يضحكون بقوة ,وهي تقول.."لم يناقشني الاستاذ لأنه بات يدرك اني وصلت متأخرة واراد معاقبتي لكن بسبب الامتحان قرر الصفح عني وليته لم يفعل فقد غفوت في اثناء الامتحان من شدة نعاسي ً وصحوت على صراخة وهو ينادي بغضب .." انسة افيليك..ما هو العنصر الذي رمزه Co رفعت رأسي مذعورة واجبته بارتباك.."انت يا استاذ اوليفر كوبالت Oliver Cobalt" انخرط الجميع في الضحك من جديد,بينما كانت روزا الصغيرة تنظر لهم باندهاش فهي ترى اسرتها تضحك ولأول مرةٍ منذ زمن ,لكنها مع ذلك لم تحرك ساكناً ,كانت لونا تعرف انها ومنذ الحادثة المريعة في حالة صدمة وتظل واجمة ,وكم اشفقت عليها وتمنت لو تتمكن من اضحاكها ,بل لعلها بالغت في اضحاكهم على امل رؤية ابتسامة واحدة للصغيرة لكن مع الأسف لم تتأثر روزا ,لكنها لاحظت ان الصغيرة لا تكف عن التحديق في شعرها الاشقر الطويل وكثيراً ما كانت تدنو منها بالخلسة لتلمسه ,لكنها سرعان ما تتراجع حين تنتبه لها لونا أو تنهرها امها بلومٍ لتصرفها ,حاولت ادونيكا ان تعتذر بحرجٍ من تصرف صغيرتها , لكن لونا هزت رأسها بخفةٍ وتفهم وقالت "لا داعي لهذا دعيها تفعل ما تريد " وأيقنت ان هذا قد يكون سبيلها لكي تكسب ودها ,فنادتها بلطفٍ لتقترب منها ثانيةً ,لكن الصغيرة رفضت وظلت تقف متخشبةً بجانب اختها ريتا ,فحلت لونا ظفيرتها المعقودة فوق رأسها وتركتها مدلاةً واخذت تحركها امام الصغيرة لتجذبها ,وباستمتاعٍ راقبت اتساع عيني روزا وكيف بدأ الفضول يثيرها ,وبعد تردد كبير دنت من لونا ثانيةً وتجرأت على لمس شعرها الأشقر الجميل ,ثم اخذت تعبث به وتحل ظفيرتها ,فحاولت ادونيكا ان تثني طفلتها عن فعل ذلك بحرج ,لكن لونا لوحت لها بيدها لتوقفها ,واكدت لها بأنها ليست منزعجة من تصرف الصغيرة ,بل قامت برفع شعرها ووضعته على رأس روزا فبدى وكأنه صار شعرها هي ,وهذا الامر اسرالصغيرة جداً خاصةً وهي ترى انعكاس صورتها بالمرآة .... "لقد كنت فتاة مشاغبة حقاً يا لونا..(علق اليخاندرو بدهشة وهو يتأمل بأعجابٍ كيف تلاعب حفيدته المسكينة المنطوية ثم اكد بتأثر ) ولكن من يراك الآن لا يظن انك كنت كذلك.." قالت وقد تحولت ضحكتها على شفتيها الى ابتسامة ساخرة.. " كنت اعبر عن استيائي بتلك الطريقة.. اظن انها لم تكن الطريقة الامثل..لكن ..(صمتت لوهلة ثم نظرت لغابرييل بنظرة اعجابٍ وتقدير وقالت ) اظن اني منذ اتيت هنا اختلفت كثيراً..وتغيرت مفاهيمي (ثم تابعت بشكل حالم وهي لا تزال تنظر لغابرييل بنظراتٍ مثيرة )" حين حضرت اول محاضرة مع غابرييل ..تغيرت نظرتي للأمور حقاً ..وبت رحيمة بالأساتذة " تأملها غابرييل بغموضٍ وهو يفكر بانفعال "اي رحمةٍ هذه يا لونا ....وانا اذوب في هواك " وعادت به الذاكرة ليوم التقاها اول مرة ,واكد لنفسه انها سحرته منذ النظرة الأولى ...ولم يكن يستطيع ان يرفع بصره عنها يومها كما هو الحال الآن لكن الفرق انه ظن سابقاً ان اعجابه بتلك الحسناء اعجابٌ لحظيٌ مؤقت سيزول بمجرد مغادرتها ,لكن الآن بات واثقاً ان حبها قد غرس عميقاً في قلبه ولن ينزعه بعدها عنه بل سيظل ينمو وينمو للأبد ...تبادلا النظرات الحالمة امام الجميع والكل يحدق بهما بفضول وهما لا يشعران بأي شخص اخرى الى ان قطع اليخاندرو تواصلهما البصري بقوله بعد ان نحنحةٍ كبيرةٍ كعادته... " حسناً ...بما انك ستبقين فترة هنا ..ادرك انك تشعرين بالملل ..ربما نجد لك عملاً تقومين به ..حتى يحين موعد مغادرتك..."كان يكفي ان يأتي على ذكر مغادرتها حتى يبعث في نفسها الضيق..فهي لا تريد حقاً المغادرة خاصة بعد ان عرفت بحب غابرييل لها وتحسنت الاحوال في اسرته ...وكحالها تكدر غابرييل ايضاً من ذكر الامر ,ونكس رأسه واخفض بصره لأنه لا يرغب في ان يلاحظ احدهم مقدار انزعاجه ,فهو يكره مغادرتها رغم اصراره عليها...لكنه سيكون واهماً ان ظن ان انزعاجه يخفى على احدٍ منهم... تابع اليخاندرو...بخفة "ما رأيك في العمل في المطبخ..يمكنك مساعدة كارلوتا على تحضير الطعام." نظر لزوجته يلتمس رأيها وموافقتها ,فلم تبخل عليه بذلك رغم ان الجميع يدرك ان كارلوتا تكره ان تدخل اي مرأة اخرى مطبخها الذي تعتبره مكاناً مقدساً ,وقد اوكلت مكرهةً خلال الأسابيع الماضية بمهمة الطبخ لمدبرة منزلهم لانها كانت مشغولةً بالعناية بغابرييل ,لكن الآن وبعد ان استعاد صحته وعافيته وقرر مغادرة غرفته ,لن ترضى ان يستلم احدٌ غيرها الأشراف على الطعام ... لكنها لم تعترض حتى لا تزعج زوجها وابنها ,خاصة بعد ان الزمت نفسها بتقبل لونا اكراماً لهما فهزت رأسها موافقة . فهتفت لونا بصدق" هذا يسعدني لكن اخشى ان يخيب ظنكم بي ..فأنا فاشلة بالطهو تماماً .." "فاشلة..كلمة كبيرة يا بنيتي " رد اليخاندرو مواسياً " بل مريعة في الفشل صدقني ..فأنا لا اجيد حتى قلي بيضة.."اقرت بصدق كعادتها " ليس لهذه الدرجة..؟!!" سأل بتشكك .. " بل واكثر..لكن ان كانت السيدة كارلوتا تتحمل جهلي وترغب بتعليمي فسأكون ممتنة .." قالت كارلوتا بدهشة " كم عمرك ..؟" " انا في الحادية والعشرين...." ردت لونا بكل ثقة " يا الهي في الحادية والعشرين ولا تجيدين الطهو..حتى الان" قالت كارلوتا باستهجان ثم اكملت قولها "لقد كنت اماً لثلاثة اطفالٍ وانا بمثل سنك , كان الله في عون زوجك واطفالك سيموتون من الجوع اذاً.." علقت بتهكمٍ واستهجان ,فنظر غابرييل للونا بنظرة ذات مغزى ليذكرها بحوارهما عن الطبخ يوم تناولا الطعام معاً في مطعم سماء الارجنتين ,ثم ما لبثا ان انفجرا بالضحك سوياً فقد أخبرها يومها برأي امه التقليدي وهاهي تأكد كلامه... "هل تضحكين !!..على ما تضحكين ...فهذه خيبة كبيرة يجب ان تبكي لا ان تضحكي يا فتاة..انت لن تجدي زوجاً يقبل بك" علقت كارلوتا بحدة " أمي في امريكا ..ليس من الضروري ان تجيد النساء الطهو.." برر غابرييل لأنه خشى ان تتضايق لونا من حديث امه الحاد,لكن لونا لم تستاء ابداً من كلام امه ونقدها اللاذع ,ربما لو سمعت مثل هذا الكلام قبل اشهر لانتفضت غيظاً ولتحيزت لقضية تحرر المرأة ومساواتها بالرجل التي كانت تعتنقها مذهباً ,لكن الآن نظرتها للأمور اختلفت بالكلية ...فظلت تضحك بمرحٍ واستمتاعٍ وهي تسمع رأي السيدة كارلوتا المتزمتة .. " هراء في كل مكان في العالم يجب ان تجيد النساء الطهو..(تابعت كارلوتا باستهجان ثم نظرت للونا بنظرةٍ تقيمية وهي لا تستيغ فكرة ان هناك امرأةً في الدنيا وصلت لهذا السن ولا تجيد الطهو ,فحفزها جهل الشابة بأمور الطهي ودغدغ شعورها بالتفوق وقررت ان تستلم زمام المبادرة لتعليمها بنفسها,فهي لن ترضى ان يقترن ابنها الحبيب بامرأةٍ لا تجيد الطهو لذا قالت بكل ثقةٍ وكبرياء ) حسناً اظن اني سأعلمك.., وان كانت امك قد فشلت بذلك فأنا لن افشل بالتأكيد.." "شكرا لك..وارجو ان لا تندمي.." قالتها لونا بشكلٍ استعراضي وقد رسمت على وجهها الجميل ابتسامة ماكرة فهي تعلم انها ستقود كارلوتا للجنون حتماً,وفهم غابرييل نظرات محبوبته الشقية المثيرة للضحك تلك ,وهز رأسه بأسف لما سيحدث لأمه فقد ادرك ان صراخها سيعلوا قريباً ويملأ المكان ...وهذا ما حصل بالفعل ... ففي كل يومٍ تقريباً يهرع كل من في المنزل نحو المطبخ بفضول بعد ان يعلو صراخ كارلوتا غيظاً ليروا الكارثة الجديدة التي قامت بها لونا ....فيروا كارلوتا تقف مصعوقةً وسط مطبخها تنظر بأستياءٍ للونا التي أحرقت الطعام.. لذلك لزم غابرييل المكتبة ليكون قريباً من الحدث ومجرد سماعه صراخ امه يخرج مسرعاً ليراقب المشهد مستمتعاً وكأنه يشاهد مسرحيةً كوميدية ,حيث تبدأ لونا مهمتها كل يومٍ بعزمٍ وهي تقف بثباتٍ عاقدة حول رأسها عصبة وتمسك بملعقة خشبية وتتلقى تعليمات امه بانتباهٍ شديد ثم ينتهي الأمر دائماً بكارثةٍ حقيقية حين تفسد الطعام ,فتصاب كارلوتا بصدمة كبيرة فهي بأسوء توقعاتها لم تتخيل ان هذه الفتاة مريعة في الطهو هكذا .. " انه شيء بسيط ...لمَ لا تتقنيه..يا الهي...لقد احترقت هذه ايضاً...يا الهي ماذا افعل معك لكي تفهمي..." عندها لا يعود غابرييل قادراً على كتم ضحكاته خاصةً حين تبدأ لونا بالرد على امه ببراءة الاطفال "لقد اتبعت تعليماتك بحذافيرها لا ادري ما حصل" فتبدأ امه بالتضرع الى الله ان يلهمها الصبر..على هذه المصيبة التي منيت بها ".انت كارثة حقيقية لم ارى اسوء منك في تعلم الطهو.." وعند العشاء تضع كارلوتا الطعام المحترق على المائدة وتنظر لاليخاندرو وغابرييل بغضب مكبوت لهذه الورطة التي ورطوها اياها وتكاد ان تصرخ..وإن حاول اي منهما ان يخفف من وقع المصيبة او يقوم بتشجيع لونا على المحاولة مرة اخرى قائلاً بأنها قد تنجح في المرة المقبلة ,كانت كارلوتا تنفجر غيظاً وتعطيه اسوء جزء في الاكلة يأكله مكرها دون ان ينطق بكلمة اعتراض واحدة ,ولسان حالها يقول "حتى تبقي فمك مقفلاً المرة القادمة ايها المتحذلق" وفي مرة ألحت لونا على السيدة كارلوتا لتدعها تعد قالباً من الكعك زعمت انها تستطيع اعداده بسهولة لبساطة مكوناته ,وكانت ترغب بأفراح الطفلتين ريتا وروزا ,لذا تركتها كارلوتا تعده مكرهةً وهي تظن ان اسوء ما ستقوم به هذه الخرقاء ان تحرق قالب الكعك ...فأخبرتها بأنها ستأتي بنفسها لتساعدها في خبزه حتى لا يحترق كما يحصل كل مرة ,بالكاد غابت عنها كارلوتا لنصف ساعة لتعود بعدها غير متوقعةٍ ما سيحصل ,وما أن وقعت عيناها على المطبخ حتى علا صراخها بشكلاٍ لم يسبق له مثيل فأفزع كل أهل البيت الذين اندفعوا بفضول ليعرفوا ما الكارثة الجديدة التي قامت بها لونا ...لكن لم يتخيلوا ان تحيل تلك الحسناء المطبخ النظيف المرتب الى فوضى عارمة بهذه المدة القصيرة فقط...فقد بدا المطبخ وكأن اعصاراً من مزيج الكعك قد ضربه..كانت لونا تقف في وسطه مع الصغيرتين وقد غطوا بالكامل بمزيج الكعك وتعلو وجوههم نظرة طفلٍ بريء اقترف ذنباً دون ان يعلم ... "ماذا فعلت بحق السماء ايتها الحمقاء " زمجرت كارولتا بسخط ,فهي لم تكن تعلم بأن لونا رغبت اثناء اعدادها الكعك ان تقوم بملاطفة الصغيرة روزا لتحثها على التفاعل معها ,خاصة بعد ان بدأت الصغيرة تظهر مرونة وتجاوباً معها في الاونة الاخيرة , وبحركة ملاطفةٍ مرحةٍ قامت لونا بوضع قليلٍ من الخليط على انف روزا الصغير وهي تبتسم,فتجرأت روزا وبادلتها الحركة ,ولطخت انف لونا بالمزيج ,فسرت لونا لتجاوب الطفلة معها وكررت المحاولة ولطخت خدها بالمزيج لترد الصغيرة عليها ثانية ..وهكذا تبادلتا تلطيخ بعضهما بتسلية حتى امتلأت كلتاهما بخليط الكعك وتلوث المطبخ...وحتى ان ريتا التي حاولت ان تتصرف بعقلانية وتتجنب التورط بالامر طالها شيء من الخليط حين لحقت بها لونا وهي تضحك بمرحٍ صبياني وروزا تقلدها بسعادة والقيتا على ريتا بعض المزيج ,عندها خرجت الفتاة عن وقارها وعاشت طفولتها للمرة الأولى وبدأت تلهو معهما ,وحين نفذ الخليط منهن بدأوا برمي الطحين والسكر وكل ما تطاله ايديهم في لعبة مجنونة اثارت استمتاع الصغيرتين اللتين شعرتا بالسعادة لأول مرةٍ منذ زمن .... وقف الجميع ينظرون للكارثة الحاصلة والغير المتوقعة ,كان منظر لونا والصغيرتين يبعث على الضحك لكن لم يجرؤ احدٌ على ذلك خشية اثارة غضب كارلوتا التي كانت تنتفض غيظاً ,بصعوبةٍ امسك اليخاندرو نفسه حتى لا يضحك امام نظرات زوجته الغاضبة وبدأ يتمتم بخفوت "عزيزتي ...." فجحظته كارولتا بحنقٍ الجمه فصمت مكرهاً وهو ينظر بعتبٍ للونا التي وقفت امامهم مدعيةٍ المسكنة ....اما غابرييل فكان يمسك نفسه بصعوبةٍ من الأنخراط بضحكٍ هيستيري بسبب حبيبته الشقية لذا استدار من فوره وابتعد عن امه بسرعةٍ خشية ان تصب جام غضبها عليه ..لكن بالكاد خطى عدة خطواتٍ حتى فقد السيطرة كلياً وانخرط بالضحك وهو يفكر بمنظر لونا المضحك وهي تنظر لهم بعيني قطةٍ بريئة مسكينة ...لم تستطع كارلوتا كتم غيظها هذه المرة وقالت بصوتٍ مخنوقٍ من الغيظ .."لقد طفح الكيل ...لن تطئي مطبخي بعد الآن ابداً ولن اكترث ان تعلمتي الطهو او لا....فقد اكتفيت من هذا الجنون ...وعقاباً لكِ انت وهاتين الشقيتين ستنظفون هذه الفوضى وحدكم ...ولن يساعدكم احد ...مفهوم " واستدارت كارلوتا على عقبيها ورمقت غابرييل بحنقٍ فكتم ضحكته بصعوبةٍ وبمجرد ان ابتعدت انفجر الجميع في ضحك هستيري..ما عدى روزا التي اخذت تنظر لهم بفضول شديد ودهشة .. دنى غابرييل من لونا اخيراً بعد رحيل امه ,وكانت خواصره تألمه لشدة ما ضحك فقال لها "بالله عليك لونا....ستفقدين امي صوابها .." فردت ببرائةٍ طفوليةٍ لذيذة" كنت اعد الكعك فقط " اشار للفوضى حوله وقال بتأنيبٍ لطيف "تعدين الكعك ها !!! " فهزت كتفيها بخفةٍ واقرت" لقد اخبرتكم ,انا كارثة " فدنى منها ومسح بعض نقاط الخليط العالقة على خدها بخفة ثم قال بحميمة "انت اروع كارثة ..." فنظرت له بعذوبةٍ وقررت ان تستخدم سحرها عليه فقالت "اذاً ستساعدني بتنظيف المكان صح..!!" ورمشت بعيونها بدلال لتحفزه للقبول فرد بتسلية وداعب انفها "لا ...لم تحزري يا حبي ...لقد صدر قرار رسمي من القيادة العليا في منزلنا بأن المهمة لكم (واشار لها وللصغيرتين ) وأنا لا اجرؤ على عصيان الأوامر...اخشى من عقوبة الأعدام " "غابريييل " نادته برجاء لكنه لوح لها مودعاً بمرح وتركها تنظر للباقين تستجديهم برجاء ان يساعدها احدهم لكن الكل تهرب منها ...فنظرت لونا بتحدٍ للصغيرتين وقالت بسخطٍ صبياني "انا اكره التنظيف...لكن (وعادت الشقاوة والمرح يلمعان في عينيها )ان تخيلنا الأمر كلعبة سيصبح ممتعاً أكثر ما رأيكما ؟؟" وكعادتها اعتبرت كل امر تقوم به مجرد تسلية ولهو..وهذا ما آل اليه تنظيف المطبخ ايضاً ...فقد قامت مع الصغيرتين بسكب الماء والصابون في كل الأرجاء وبدأوا بالرقص واللهو والغناء والضحك على انغام موسيقى صاخبة تخرج من المذياع الذي شغلته وبدأت مهمة التنظيف الممتع .. كان صوت الاغنية العالي يثير فضول الجميع لكنهم لم يجرؤا على الذهاب ورؤية الكارثة الجديدة ...خوفاً من التورط وظلوا مجتمعين بغرفة المعيشة ينظرون بترقب وخشية لكارلوتا التي جلست تحيك بغضب لعلها تهدأ من ثورتها لكن ثورتها كانت تزداد شيئاً فشيئاً مع صوت الموسيقى الصاخبة حتى ما عادت تطيق صبراً فقالت بسخط" كيف يمكن لكما ان تقرأا بهذه الضجة " وكانت تخاطب زوجها وغابرييل اللذان شغلا نفسيهما بأدعاء القراءة حتى لا يتورطا ,لكنهما لم يستطيعا استيعاب كلمة واحدة وبقلقٍ راقبا كيف انتفضت كارلوتا بحنقٍ حين دخلت الخادمة بحذر واخبرتها بعد تردد بأن لونا عاثت في المطبخ فساداً ..وقفت كارلوتا بحدة والقت ما في يدها بغيظ ونظرت لزوجها وابنها بغضبٍ وخرجت وهي تمتم بوعيد شديد "لن اسكت على ما تقوم به هذه المجنونة هذه المرة " قالتها بحنق وزوجها وغابرييل يجريان خلفها و يتوسلانها ان تهدأ قليلاً.. نظر دافيد لاخيه خوسية وزوجته ادونيكا وقال بتسلية ..."لن اضيع على نفسي المشهد الساخر " وسارع باللحاق بالأخرين ,نظرت ادونيكا لزوجها الجامد وقالت بتحفظ "سأذهب لأطمأن على الصغيرتين اخشى ان تورطهما لونا بشيء سخيف كالعادة "لكنها كانت ترقص مرحاً في داخلها والفضول يتآكلها لمعرفة السخافة التي قامت بها ... وبعد برهة لحق بها خوسيه وهو يقول لنفسه بأمتعاض "لن اظل الوحيد هنا "وهكذا تجمع الجميع خلف كارلوتا التي وقفت مصدومة تماماً امام المشهد الكارثي الحاصل لمطبخها العزيز ...لكنها لم تصرخ كما تخيلوا جميعاً ...رغم غرق مطبخها الغالي بفوضى الماء والصابون ...فقد شغلت عن تلك الكارثة التي احدثتها لونا برؤيتها للشابة الشقراء تمسك بروزا وتدغدغها من بطنها وصوت الصغيرة الضاحكة يعلو اكثر واكثر حتى صدح بالمكان كله ...لم تنتبه لونا والصغيرتين لوجودهم ,واكملت لعبها ولهوها مع الصغيرتين حيث كانت تتزحلق على بطنها فوق الارض المغطاة بالماء والصابون..والطفلتين تقلدانها وهما تضحكان بشدة .. انزلقت في اخر مرة ووجدت نفسها عند اقدام المجتمعين عند باب المطبخ..رفعت نفسها واعتدلت بارتباك ..ولكنها سقطت مرة اخرى بسخافة بعد ان اصطدمت بها روز وريتا..وهما تقلدانها في الانزلاق على ارضية المطبخ..وهما تضحكان بمرح...ثم سكتت ريتا وجلست بارتباك بعد ان لاحظتهم ,لكن روزا ظلت تضحك..وتضحك..وهي تقفز وتدور في وسط الصابون دون توقف ,كانت اول مرة تضحك بها الطفلة الصغيرة منذ الحادثة الفظيعة التي شهدتها ,وقف الجميع مصعوقين بالتطور الحاصل وكان اكثرهما تأثراً خوسيه وادونيكا اللذان نظرا بذهولٍ لطفلتهما الصغيرة وهي تضحك من كل قلبها ... انسابت دموع ادونيكا بتأثر فاحتضنها زوجها بحب والسعادة بادية عليه فهما لم يريا صغيرتهما سعيدة هكذا ابداً... ولم يعلق احدٌ علق على الكارثة التي حلت في المطبخ والتي بسببها تأخر العشاء لأكثر من ثلاث ساعات , ولم يجرؤ احدٌ منهم على لوم لونا على ما حدث من تخريب هذا اليوم لأن ضحكة روزا كانت اغلا من ان تهدر في تأنيبها...بل ظلوا يحدقون بصمت بروزا التي بقيت ملتصقة بلونا بتملك وهي تمسك ظفيرتها وتضعها على رأسها مدعية انه شعرها وهي تضحك بسعادة وسرور .. قطعت كارلوتا الصمت وقالت بحزم "لن تدخلي المطبخ بعد اليوم..وهذا امرٌ نهائي " ثم عقبت بجد" اظنك تصلحين للأعتناء بالاطفال أكثر..اهتمي بالصغيرتين وهذا هو ما ستقومين به طيلة بقائك هنا ..لكن دون صابون او كوارث مفهوم ... " هزت لونا رأسها مدعيةً الأستكانة والرضوخ وهو ابعد ما يكون عنها ,ففي عيونها المثيرة ظهرت شقاوة ووعد بتنفيذ المزيد من خططها الجهنمية التي تدخرها لتقلب الأوضاع هنا وتزيل الجمود والحزن الذي عشش لسنين ...لكنها اقرت برضى بالنتيجة فهي كانت تتوقع عقوبة اكبر على ما قامت به ,ونظرت حولها بسعادة وهي ترى الفرحة ترتسم على وجوه الجميع الا غابرييل الذي جلس قبالتها ينظر لها بنظرات غامضة ومتكدرة..فلم تفهم سبب تكدره ,كانت تتوقع غضب امه وليس هو. "ترى ما سبب تجهمه ؟؟!!هل هو مستاء مني ؟؟ لا يعقل انه غاضبٌ من اجل المطبخ !!!" فكرت بانزعاج وهي تلاحظ تقطيبة حاجبيه وتجنبه النظر اليها ..لكن مالم تدركه لونا ان محاولاتها تلك للتقرب من اسرته وجعلهم يحبونها ستصعب عليه فراقها اكثر واكثر وهذا يمزقه ... **************************** نهاية الفصل الحادي عشر | |||||||||
|
| |
|
03-07-18, 06:33 PM
| #220 | ||||
| تسلمي حنو ع الفصل الجميل والممتع ضحكت ع مقالب لونا خاصه بالمطبخ😂😂😂 بجد هذي البنت تحفه فرحت لتطور الوضع في عائلة غابرييل ، والاهم التطور الذي حدث لروزا بجد فصل لطيف وظريف بعد الماآسي في الفصول السابقه سلمت اناملك يامبدعه، في شوق لباقي القصه❤🌹 | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
37Likes
.png)
العرض العادي
