آخر 10 مشاركات
دموع على خد القمر (124) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء 2 من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] عقلي عنده ، للكاتبة/ لينا المنفي " ليبية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree37Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-18, 07:59 AM   #281

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 08:59 AM   #282

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...اتمنى انه يكون المنتدى في حالة جيدة بعد الأعطال الي حصلت في الأيام الماضية ....وأخيراً اقتربت رحلتنا من نهايتها ....جئتكم بالفصل الأخير راجية من الله ان ينال استحسانكم


الفصل الثالث عشر

والأخير


وداعاً يا وطني ويا حبيبي


"غداً سأرحل .."
فكرت لونا بحزن وكآبة وهي تنظر لهيأتها المشعثة في المرأة ..

"هل هكذا اريدهم ان يتذكروني..؟؟ بهذا الوجه الشاحب الحزين والعيون المحمرة الباكية ...بهذا الشكل المخزي..الباعث على الكآبة ؟!!! لا ...يجب ان اتأنق واقضي معهم اجمل سهرة على الاطلق لتظل ذكراي محفورةً في عقولهم وقلوبهم للأبد "

اكدت لنفسها بعزم وتمالكت نفسها وجففت دموعها ثم دخلت الحمام واغتسلت وفركت نفسها جيداً لتزيل عن جسدها كل آثار الوهن والتعب وتعيد لوجهها دمويته وألقه ,ثم وقفت تنظر بحيرةٍ لثياب سيلفيا (شقيقة غابرييل الراحلة ) المعروضة امامها في الخزانة ,وقررت بعد طول تفكير ان ترتدي الثوب الزهري الجميل الذي ارتدته مرة على العشاء فأطار عقل غابرييل واثار جنونه ,خاصةً مع اشتراك دافيد في لعبة إثارة غيرته ...

نظرت لنفسها برضاً واخذت تسرح شعرها لتعيد له ألقه ,فصار يلمع كشمس صيفٍ ازاحت برودة الشتاء القارس التي ترزح في قلبها ....وبعد تفكيرٍ قررت تركته منسدلاً بحرية تشعر انها الآن بأمس الحاجة لها لتعوضها عن القيود الدامية التي تحيط بقلبها ..

زفرت بقوةٍ وأخذت تجيل بصرها في الغرفة التي امضت بها الاسابيع الماضية بحلوها ومرها ..
"سأشتاق لكل شيء هنا.."همست بأسى

ثم لمست سوراها الغالي على قلبها ..وعادت بها الذكريات ليوم اهداها اياه غابرييل ...
ياه كم ليومٍ واحدٍ يتيم - بل الأصح ان تقول نصف يومٍ - قضياه بسعادة تامة وحلقا بحريةٍ في سماء الارجنتين ان يترك كل هذا الأثر في قلبها ,فيشعرها انها عاشت معه احلى يومٍ في حياتها كلها ...وكم تمنت لو تستطيع ان تحظى بيوم اخر مثله ,لكن كيف؟؟! وهي ستغادر صباح الغد ....

ادركت ان الذكرى هي كل ما تبقى لها ...لكنها ذكرى ستغنيها العمر كله ....

اخرجها من تأملاتها طرقٌ رقيقٍ على الباب وصوت ادونيكا الرزين تسأذن بالدخول
فأجابتها لونا وهي تعدل هيأتها وتستعيد ثباتها "تفضلي..."

خطت ادونيكا بوقارٍ وهي تقول "العشاء جاهز...(لكن ما أن رأت لونا حتى هتفت باعجاب )واو تبدين فاتنة.."
وكانت صادقةً في قولها ولم تخفي اعجابها بلونا , فمنذ ان سمعت أذناها صوت ضحكة صغيرتها الغالية روزا بفضل جهود لونا الحثيثة ...زال الحاجز والجمود الذي غلف قلب هذه الشابة لسنوات وعادت تبتسم ثانية وتشعر بالأمل يطرق باب حياتها مجدداً ....حتى أن علاقتها مع زوجها بدأت بالتحسن تدريجياً ,لقد بددت ضحكة روزا الغيوم المتلبدة في قلب الزوجين وساعدتهما على الانطلاق من جديد...

" تبدين جميلة جداً يا لونا "علقت ادونيكا بصدق

" شكراً ..لك..هذا من لطفك.." ردت لونا بتواضع رغم سعادتها برأي ادونكا , فهذا دل على انها نجحت في مسعاها بكسب ودها ...

دنت ادونيكا منها وعيونها تشع باسفٍ ثم قالت بتردد " لونا ..كنت اتمنى ان تسير الامور معكما بشكل افضل ..اقصد بينك وبين غابرييل...."

هزت لونا رأسها ونكست عيونها تواري حزنها ثم اقرت بخفوت " وانا ايضاً..كنت اتمنى ذلك..لكن..هذا قدرنا.."

لم تكمل ..لانها لن تستطيع ان تمنع اهتزاز صوتها تأثراً ,ولن تفوز ثانيةٍ في معركتها ضد دموعها التي تلتمس اقل فرصة لتهطل بغزارة ,وهي لا تريد ان تبكي لا تريد ان تفسد زينتها ,تريد ان تظل متألقة مشرقة حتى يذكروها هكذا ....لقد وعدت نفسها ان تظهر السعادة لحين مغادرتها حتى لا تزيد من حزنها و حزن غابرييل الذي تثق تمام الثقة بأنه يواجه صعوبة في مجارة ما يحصل مثلها أو ربما اكثر ..

استجابت لدعوة ادونيكا ونزلت معها لتناول العشاء ,لكنها فوجئت حقاً بالوليمة الفاخرة التي لم ترى مثلها من قبل وقد اعدت على شرفها..

فقد رغبت اسرة اليخاندرو باقامة حفل وداع لها عرفاناً منهم بكل ما قامت به في الأسابيع القليلة التي قضتها معهم .

كان العشاء رائعاً للغاية ومبهجاً فقد تجنب الجميع الحديث عن اي شيء محزن , وحاولوا جاهدين اضفاء جو من الالفة والبهجة على المكان ,فمنذ المجزرة الفظيعة والضيق والكآبة هي السمة الغالبة عليهم ...لكن الليلة هي آخر ليلة للونا عندهم وهم يريدون نشر السعادة في قلبها وقلب غابرييل ليخففا من وقع الفراق القاسي عليهما ,وشعرت لونا بأنها بالفعل باتت فرداً من افراد هذه العائلة الرائعة..

كان الكل يحدثها ويمزح معها الا غابرييل الذي لزم الصمت معظم الحفلة وتجنب التحديق بها طويلاً..لم تلمه لونا او تضغط عليه لأنها تفهم ما يعانيه ,وكم تمنت لو كان هناك حلٌ اخر غير رحيلها ,لكن بعد ان رأت ما حل بخوانيتا وألينا وأولئك النسوة ,وبعد ان قبلت أن تحمل مسؤولية ايصال تلك الوثائق ,صار رحيلها واجباً لا خياراً ولا بد من انجازه..

كان اليخاندرو -على غير العادة- اكثر من ثرثر وضحك حتى أنه بعد العشاء حين توجهوا جميعاً لغرفة المعيشة ليتناولوا القهوة قام بوضع اسطوانة قديمة لمغني ارجنتيني مشهور يغني عن الحب ,ثم وقف بكل لباقة ودنى من زوجته ومد يده صوبها ثم سألها برقةٍ متناهية
"هل تتكرمين وتراقصيني يا حبيبتي.."
نظرت له كارولتا بدهشة ٍ ثم أحمرت خدودها خجلاً وكأنها فتاة عذراء في السابعة عشر يدعوها رفيقها لمشاركته الرقص لأول مرة ,علا التصفير والتصفيق من حولهما لتشجيعهما ...فتلقت كارلوتا يده الممدودة بحياءٍ فسارع اليخاندرو بجذبها نحوه وضمها لصدره بتملك واضح وهمس لها بعذوبة
"ارقصي معي يا حبي ..."
هزت كارولتا رأسها بصمتٍ وبدأ الزوجان يتمايلان بانسجام وحب , ورقصا بروعة على انغام المعزوفة الهادئة المثيرة للمشاعر ,وبعد لحظاتٍ تجرأ خوسيه وحذا حذو ابيه ودنى من زوجته وطلب مراقصتها ,فرحبت ادونيكا بمبادرة خوسيه النادرة اشد ترحيب ,وتهلل وجهها لتبدل حاله وانشراحه غير المعهود ,ثم خطت بخفةٍ قربه فأدناها خوسيه منه بحميميةٍ لم يعد يستطيع اخفاءها اكثر , ثم اخذ يراقصها بأفتتانٍ جليٍ على وجهه وكأنه ما عاد يطيق ان يخفي حبه لها اكثر ,بل يريد ان يبوح به للعالم بأسره....لقد كُسِر الصندوق الأسود الكئيب الذي كان يغلف قلبه ,كُسِر بضحكة ابنته الصغيرة البريئة ...

وحين لاحظ دافيد ان لونا وغابرييل لم يرقصا ..عرف انهما يحافظان على مسافةٍ آمنة حتى لا يتوها بدوامة المشاعر الجياشة المحتبسة في صدريهما ,وظن انهما احمقين بتصرفهما ...فهو حتى اللحظة لا يعتقد بصواب فكرة اخيه ,ويظن انه لو كان مكانه ما ترك لونا تبتعد عنه لحظة ...فشعر بسخط وقرر التلاعب بأعصاب اخيه الباردة و اشعالها بنار الغيرة مجدداً ,فدنى من لونا ودعاها لمراقصته ظناً منه انها سترحب باشتراكها بلعبة أثارة مشاعر الرجل الجلدي الجالس بقرها ,لكن ظنه خاب حين رفضت طلبه بأدب ,لا كرهاً له ...بل على العكس فقد اثبت دافيد انه صديقٌ وفيٌ لها ...لكنها لا ترغب في مراقصة اي احد سوى حبيبها غابرييل وهي تثق تمام الثقة انه لن يفعل ذلك حتى لا يفقد ثباته...

وبعد ذهاب دافيد خائباً بسبب رفضها همس غابرييل بخفوت دون ان ينظر نحوها مخافة ان تفضحه نظارته
" ان رغبت في الرقص ..فافعلي..لا تفكري بي.."

ردت عليه بحدةٍ دون ان تنظر له ايضاً وقالت بانزعاج " لا اريد ان ارقص..مع احدٍ...("غيرك"..اضافت في صمت ثم اكملت بحنق ) لا اريد..."

رغم انه ارادها بصدق ان تعيش حياتها بعيداً عنه ويتمنى السعادة لها ,الا انه كان ممتنٌ برفضها الرقص مع دافيد ,فهو لا يملك ان يسيطر على انانية مشاعره نحوها رغم كبته القاسي لها ,لقد كره بحق ان يرى احداً يقترب منها ....ومجرد فكرة انها قد تنساه بعد عودتها لاميركا وتحب رجلاً غيره يمزقه شر تمزيق ...لكنه يكابر بعناد....

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:09 AM   #283

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

تعكر مزاج لونا مع رؤيتها للأزواج الراقصة امامها بينما هي وحبيبها جالسين بجمودٍ مقيت وهما يتفاديان حتى النظر لبعضهما مخافة ان ينهار ثباتهما المقيت ,ارادت ان ترحم عيونها التي تحبس الدمع بقسوة وتترك لها العنان لتفرغ من حملها الثقيل ,فقررت الاعتذار بلباقةٍ والمغادرة بحجة النوم باكراً لتقدر على الأستيقاظ عند الفجر ,لكن اقتراب روزا وريتا منها الغى خطتها فقد هتفت ريتا برجاءٍ طفوليٍ مؤثر

" ارجوك لونا قبل ان تسافري ان ترينا كيف ترقصين الباليه...ارجوك..."
واتسعت عيون روزا وكأنها تنطق برجاءٍ مشابه ,تأملت لونا الصغيرتين بحب لكنها لا تقدر ...ليست بمزاجٍ يسمح لها بالرقص ,وقبل ان تهم برفض طلبهما بأدب ,تناها لها صوت غابرييل وهو يقول بانفعال شديد وبشكل حالم

"وانا ايضاً ارغب في رؤيتك ترقصين الباليه ...ولو لمرةٍ واحدة "

نظرت له بعبوس وأسى وتسائلت بصمت وحيرة "لمَ الان يا غبرييل ؟؟؟ لمَ تكلمني بحب والفة الآن ؟؟؟ ..لقد حرمتني من لمستك وقربك منذ المجزرة .. ماذا تقصد !! هل تريد ان تصعب الرحيل علي.."

"ارجوك لونا من اجلي "عاد يستجديها وفي عيونه بريقٌ يخطف الانفاس ,فلم تستطع ان تضن عليه بهذا الأمر فهي مستعدةٌ لتقديم حياتها من اجله ... قد تفعل اي شيءٍ يرضيه, لذا ابتسمت له بعذوبةٍ تعكس حبها وعشقها له وهمست بخفوت "من اجلك ...سأفعل أي شيء بتأكيد..."

ابتسم له بامتنان لقبولها طلبه ,ثم لاحظ تورد خديها وهي تتابع بخجل " لكني احذرك قد أكون فظيعة في الرقص ...فأنا كنت قد اعتزلت الرقص و لم اتدرب منذ مدةٍ طويلة وبتأكيد فقدت رشاقتي "

ابتسم لها بحبٍ وقال بثقةٍ غريبة "ابداً لا زلت رشيقة يا باليرينا ...انسيتي كيف قفزت من فوق السلم " وكان يذكرها بفرارهما تلك الليلة .

فهزت رأسها وقالت بارتعاش وهي تذكر تلك الليلة المريعة "هذا لا علاقة له بالرشاقة ....لقد كنت مرعوبة ....وفظيعة ,وتشجيعك ما ساعدني على فعل تلك المجازفة ..." ثم ابتسمت له بحب واكملت "لكن حتى لو فقدت لياقتي اظن اني استطيع امتاعكم قليلاً ....( ثم اكملت بخيبة ) آه كم اود لو كان معي حذاء باليه..عندها سأبهركم اكثر ,لأنه يصعب علي الرقص بدونه .... "

" يمكننا حل هذه المشكلة ..اليس كذلك..يا حبيبي..؟؟ .." اخترق تصريح كارلوتا الحديث وشدت انتباه الكل لها ,وعادت السيدة الخمسينية تنظر لزوجها وتقول بمرح "هذه ليست مشكلة اليس كذلك ؟؟" وتبادلت مع غابرييل نظراتٍ غامضة ذات مغزى ...ثم كررت طلبها من زوجها بدلال ...

فأخذ اليخاندرو ينظر لها بارتباك..وقال بتلعثم غريبٍ على شخصيته الجريئةٍ القوية "انا..انا..لا ادري..."

تحلق الجميع حوله ينظرون له بترقب ولم تفهم لونا ما يجري ,ثم سمعته يقول بأنهزامٍ
"حسناً سأعود بعد قليل.."
وغاب لدقائق معدودة ثم عاد حاملاً معه علبةً بيضاء قد اصفر لونها لقدمها , ومعه اسطوانة موسيقية تمزق جزءٌ من غلافها الخارجي لشدة استعمالها ..
قدم العلبة للونا..فنظرت له بتساؤلٍ ودهشة لكنها لا تعدل دهشتها حين فتحتها وتفاجأت لما رأته فيها ,فقد كان فيها حذاء باليه ابيض اللون جميل وبراق..

" واو انه رائع...من اين حصلت عليه..؟؟؟" سألته بذهول
تردد اليخاندرو لوهلة ثم قال باضطرب..:" كان لأحد الاصحاب ..اخذته بدل دين..ارجو ان تستعمليه في الرقص .."

تمتمت كارولتا بمكر وهي تكزه بخفة "بدل دين ها!! يا لها من حجة واهية !! "

فهمس اليخاندرو برجاء "كارلوتا !! " فهزت كتفيها بدلال وهي تبتسم بمكر
نظرت لونا للجميع بفضول وشعرت ان هناك امراً مريباً يخفونه عنها لكن تجاهلته حين شعرت بلمسة ناعمة على كتفها ,استدارت لترى غابرييل يقف خلفها يقول بصوت عميق مؤثر فيه رجاءٌ كبير " ارجوك ان ترقصي..من اجلي.."

همست بعذوبة "سأفعل اي شيءٍ من اجلك " ظلا يحدقان ببعضهما بوله قطعه مع الأسف الحاح الصغيرتين على رؤية لونا ترقص ,ضحكت لونا بخفة وقالت بتهكم
" حسناً حسناً ....سأرقص لكما لكن... لم يسبق لي ان رقصت الباليه على انغام التانجو.."علقت ضاحكة

" هل تنفع هذه المقطوعة... او الجزء الصالح منها على الاقل.."قال اليخاندرو بارتباك وهو يمد لها بالاسطوانة القديمة لأوركيسترا بحيرة البجع ,كانت اسطوانة قديمة ربما عمرها يزيد عن عشرين عاماً.. واسم مؤلف المقطوعة الروسي الشهير ( تشايكوفسكي ) مدونٌ عليها....

" واو..هل تملك اسطوانتها حقاً ..(لمست الأسطوانة باجلال ثم تتبعت بأنبهارٍ ما خطّ على الغلاف وادركت انها اسطوانة اصلية فهمست باعجاب ) انها اسطورة.."

" (Лебединое озеро ليبيدين اوزرا) "رددت بالروسية ثم ترجمتها " بحيرة البجع " نظر لها الجميع بفضول فتابعت بخفة

"امي روسية وقد علمتني الروسية منذ الصغر وانا اتحدثها بطلاقة"

امسكت الاسطوانة والتي يبدو انها استخدمت كثيراً وسألت اليخاندرو بفضول "هل هي في حالةٍ جيدة ..؟؟"
رد بأرتباك " هناك بعض التقطيع بسبب كثرة الاستخدام ..لكن فيها مقاطع جيدة انتظري.."

اخذ الأسطوانة منها ووضعها على الة التسجيل ثم قام بتشغيلها ..كان الصوت مشوشاً قليلاً في البداية ,ثم ما لبث ان صفا وعلا صوت النغم المميز الرائع لها...

اغمضت لونا عيناها تستمع للموسيقى العذبة التي تصدح منها , كان هناك مقطع جيد مدته نحو عشر دقائق..ثم بعده عادت الاسطوانة لتشويش من جديد ..

فقالت بحماسة "اظن اني استطيع الرقص على هذا المقطع..رغم انه بحاجة لشريك في الرقص..فهو المقطع الذي يجمع الامير بأوديتا..لكن اظن اني استطيع ان ارقصه وحدي وسأغير بعض الحركات ..الا اذا رغب احدكم بمشاركتي الرقص فلا بأس ..." هتفت بتحدٍ محبب وهي تنظر لغابرييل الذي رد عليها بخفة

" كلا قومي انت بالرقص ..وسنكتفي نحن بالمشاهدة .".

"حسناً يسعدني ان افعل...لكن ارجو ان تمنحوني بعض الوقت للاستعداد ."

ثم سألت ادونيكا ان كانت تملك جورباً حريريا طويلاً ..فاصطحبتها ادونيكا لغرفتها ..وهناك بدأت لونا تستعد..كان الثوب الذي ترتديه ليس كثياب الباليه طبعاً ,لكنه كان ناعماً وقصيراً يصل لفوق ركبتيها ..وله تنورة واسعة تساعد على التحرك بشكل جيد ورفع ساقيها ,ثم طلبت من ادونيكا بعض الفائف الطبية لتربط اصابع قدميها وعلقت شارحة وأدونكا وابنتيها يراقبانها بأهتمام

"لكل شيء ضريبته ...وضريبة الباليه اصابع متورمة قبيحة خخخخخ " علقت بفكاهة ثم ارتدت الجورب الطويل والحذاء الذي كان على مقاس قدمها تماماً فاستغربت هذه المصادفة الغريبة , سرحت شعرها وعقدته على هيئة عقدةٍ محكمةٍ كما تفعل فتيات الباليه ,ووضعت على جوانب رأسها بعض الورود لأنها لم تجد ريشاً كما في المسرحية, اخذت تتنفس بهدوء وانتظام وتتمرن قليلاً لتستعيد ليونتها ,تدربت لبضع دقائق وروزا تراقبها بأنبهارٍ شديد
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:14 AM   #284

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

وحين نزلت لونا للصالة فوجأت بأنهم قد افسحو لها المجال في غرفة المعيشة بعد ان سحبوا المقاعد للخلف فصارت كالمسرح ..
إذ جلس الجميع على المقاعد وحضر بعض الخدم ليشاهدوا العرض ايضاً ..فشعرت بالارتباك الشديد والحرج رغم انها ليست المرة الاولى التي ترقص امام احد...لكنها سترقص وحدها وبدون تدريب مسبق واكثر ما يرعبها انها سترقص امام غابرييل ...

قالت تمازحهم لتخفف من توترها " انا احذركم ..فحركاتي لن تكون رشيقة كما في السابق..فأن سقطت فلا تضحكوا علي.."

" لا بأس ..دعي الحكم لنا..." صرح اليخاندرو بحماسة غير متوقعة وصفق بيديه بجذل

بحثت عينيها عن غابرييل فرأته يقف بالخلف وحيداً عند منصة الدرج واستغربت ذلك ,كان يستند لدرابزين الدرج وهو عاقدٌ ذراعية حول صدره ,وتعلو وجهه ابتسامة تشجيع..وعيونه تشع بالحب الصريح ( ولم تعلم انه ابتعد ليكون وحيداً ..حتى لا يراى احد انفعلاته..)

اشار اليخاندرو لدافيد الذي شغل الاسطوانة من حيث ضبطت على المقطع الجيد بعد ان اتخذت لونا وضعية البدأ ,ثم ما ان بدأت الموسيقى تصدح بروعةٍ من جهاز الموسيقى حتى حلقت لونا معها في سماء الخيال ...

شعرت بأنها هي اوديت ,الفتاة التي حولها الساحر الشرير لبجعة بيضاء ليحرمها من حبيبها الأمير ,لكن في نظر لونا الشرير لم يكن ذالك الساحر اللعين بل الاوضاع الهمجية التي ستجبرها للابتعاد عن حبيبها غابرييل.. فكيف ستغلبه ,كيف ستفعل ....هل ينفع الرقص للقضاء عليه؟!!!
اخذت تتمايل بشكل ساحر ,وبحرارة وانسجامٍ وكأنها بجعة حقيقية..


" هل تقف على رؤوس اصابعها..حقاً.." سألت كارلوتا زوجها باستغراب وهي تراقب لونا بذهول ,وتسائلت بحيرة كيف تتحمل اصابع قدمها ذلك.!!!.

لكن اليخاندرو لم يجبها ....فقد كان بدوره منسجماً للغاية مع رقصها الرائع ....

لم تتخيل لونا انها ستستطيع ان ترقص بهذه المهارة رغم انقطاعها عن الرقص منذ مدة طويلة ,ربما لأنها ترقص من اجله .. بل من اجلهم جميعاً..الموجودين امامها ,والذين رحلوا (خوانيتا ..اليينا..وكل اؤلائك الضحايا..)

كانت تتمايل كالبجعة برشاقة تحرك يديها كرفرفة الأجنحة وتقفز وتدور ,وتحرك يديها ورجليها بشكل ابهر كل الحضور الذين حدقوا بها دون ان ينبس احدهم ببنت شفة..,صحيح انها لم تلتزم بالحركات الأصلية لأنها اختارت حركاتٍ تناسب لياقتها الحالية ,رغم هذا بدت لهم رائعة وماهرة ..
وفي لحظة تسارع فيها نغم الموسيقى جازفت بالقيام بالدوارن المتعدد واخذت تدور بشكل رائع ورشيق..ابهرهم للغاية ..ثم عادت الموسيقى تهدأ رويداً رويداً لتعود لرتمها المنتظم ....

كان هذا اكثر مقطع مفضل لديها وربما للعالم باسره...وحين انتهى المقطع الموسيقي مالت لونا للخلف...وقوست ظهرها حتى بدى كظهر بجعة حقيقية ... ثم انحنت للأمام في تحيةٍ للجمهور ..وانتهى العرض مع عودة الاسطوانة للتشويش والذي طغى عليها هتافهم وتصفيقهم الحار
" رائع مدهش..احسنت."

رفعت لونا رأسها والسرور والرضى يشع من قسماتها ,ابتسمت لهم بغبطة وعيونها تبحث بشوقٍ عن حبيب قلبها لترمي له قبلةً في الهواء لكن نظرها جمد على روزا التي أخذت تقفز امامها فرحاً وتصيح بصوت عالي..اسكت الجميع..

" لونا ..لونا..انا ...لونا ..انا.."

يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:22 AM   #285

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

لم تصدق لونا اذنيها.."ايعقل هذا ...!! انها تنطق" همست بخفوت واقتربت من الصغيرة التي كانت تضحك وتقفز بجذل ..وتقول..بدون توقف..

"لونا أنا اريد..لونا.....اريد ..."

لمست لونا وجهها برقة وهمست بانفعال "ماذا يا صغيرتي..ماذا تريدين؟؟"

" هذا ..انا اريد ..هذا.." وكانت تشير للحذاء الرقص..
فضمتها لونا بحب وتأثر واستدارت لترى تأثر الجميع مثلها بما حصل ...

وضعت ادونكا يدها على فمها تكتم شهقاتها وكادت ان تنهار لمشهد صغيرتها روزا تقفز وتتكلم بفرح ثم شعرت بيدين تحتضنانها بقوةٍ فاستدار لترى زوجها خوسية يقف خلفها وقد دمعت عيناه بتأثر ,فارتمت على صدره تبكي بحرارة ...اخذ خوسيه يكفكف دموع الفرح في عيون زوجته التي شعرت بسعادة غامرة لم تشعر بها منذ زمن بعيد ...

كانت كارلوتا تبكي بشدة لكن هذه المرة من شدة سعادتها برؤية حفيدتها الصغيرة تضحك وتتحدث ,كانت اجمل هديةٍ قد حصلت عليها يوماً ...فعانقت زوجها واجهشت بالبكاء ...كان الجميع مندهش ومتأثر..وامتلأ الجو بمشاعر مختلطة من السعادة و الضحك والبكاء..

بحثت لونا عن غابرييل بلهفة فوجدته يقف مكانه ينظر لها بعينين تلمعان بالحب والعرفان فابتسمت له بسعادة وقبلته في الهواء بقبلةٍ عميقة والقتها نحوه ......فمد يده يلقف قبلتها الوهمية وادناها من فمه ليلثمها ثم انزل قبضته نحو صدره وكأنه يدفن القبلة في حناياه .... فابتسمت لما فعله وفهمت انه يقول لها " ستظلين في قلبي الى الابد"

فشعرت بالرضى لأنها منحته اجمل هديةٍ قبل ان تغادر وهي ان تعيد السعادة لأسرته التي يحبها كثيراً ....وعادت تنظر للصغيرة التي ما فتأت تحاول نزع الحذاء من رجلها.. فضحكت لونا على تصرفها العفوي وجلست بقربها وقالت لها برقة
"يا حلوتي الصغيرة انت تظنين انك ان لبست الحذاء سترقصين..حسناً ها هو.."

ونزعت فردة الحذاء الاول..فسارعت روزا بتلقفها ومحاولة ارتدائها فتعثرت ولم تستطع فعل ذلك وحدها ,فأخذته لونا منها وهي تضحك وقالت لها
"ليس هكذا يا حلوتي..دعيني اساعدك "

ثم قامت بحمل الحذاء وفك تشابك اربطته الساتانية ...وامسكت برجل روزا الصغيرة تريد الباسها اياه ,لكن يداها جمدت بعد ان وقع بصرها على كلام كتب اسفل الحذاء..بالروسية لم تكن قد انتبهت له سابقاً ....فقد طرز على اسفل الحذاء عبارة ( русский балет روسكي باليت) اي الباليه الروسية..وهذا كان شعار فرقة الباليه التي عملت بها امها لسنوات ...وكانت فرقةً ذائعة الصيت ...وهذا يعني ان هذا الحذاء صمم لتلك الفرقة بشكلٍ خاص فكيف وصل هنا ؟!!!


كانت روزا تحاول جاهدة اخذ الحذاء من لونا لكن لونا تشبثت به بقوة وهي تفكر بذهول وتحاول تحليل المعطيات المتضاربة في رأسها ...ثم تذكرت شيئاً فاخذت تبحث بلهفة عن الملصق الذي يوجد في داخل الحذاء للتعريف بمقاسه , فقد كان من عادة راقصين البالية ان يوقعوا اسماءهم على الملصق الداخلي ليعلم كل منهم اي حذاء له ولا يختلط الامر عليهم..

بدأت يدها تبحث داخل الحذاء بلهفة حتى عثرت على الشريط فسحبته وقرأت اسم ( انستاشيا اميليانوف.)موقع بخط يدٍ تستطيع تميزه ولو بين مئة خط لأنه خط والدتها ....وتوقيعها

" امي..!!!(همست بوهن وتسائلت باستغراب ) لكن كيف وصل حذاء امي الى هنا؟؟"

وفجأة عاد بها الزمن خمس سنوات للوراء حين علمت بأمر ابيها جوليانو لأول مرة, حينها اخبرتها امها انها عندما افترقت عن ابيها اهدته حذاءها كذكرى منها...

وضعت لونا يدها على فمها تكتم شهقتها ونظرت بعيون دامعة نحوه "أمعقول هذا ؟؟.كيف لم ادرك ذلك من قبل..!!!"

" لونا ما الامر.." سألتها ادونيكا بقلق بعدة ان رأت تغير ملامحها وشحوبها الشديد ,وكيف تشبثت بالاحذاء بشدة بينما روزا تحاول بأستماتة ان تأخذه منها وهي لا تزال تردد عباراتها المتلعثمة "انا ...اريد ..."

لم تكن لونا تعي شيئاً غير صورة الشخص الماثل أمامها, هزت رأسها ولم تنطق وظلت تحدق نحوه..كان يقف هناك امامها ....يتحدث لكارلوتا ويضحك بسعادة وقد ظهر جانب وجهه السليم وليس المحروق...

"الصورة..كان هو من في الصورة..كيف لم ادرك هذا من قبل ؟!! "
انها تذكرها جيداً الان..لكنها لم تدرك الأمر من قبل لاختلاف شكله مع الزمن وبسبب الحرق في وجهه ...

"انه هو..بالتأكيد "همست بأنفعال وسارت ببطء شديد نحوه وهي لا تزال تتشبث بفردة الحذاء بينما روزا تحاول بأستماتة ان تشده من يديها ,و ادونيكا محتارة ماذا تفعل لابعاد ابنتها عنه ...
نادته لونا بصوتٍ ضعيفٍ واهن

" ابي..اهذا انت؟؟...أأنت ابي حقاً..؟؟"

التفت اليخاندرو اليها منذهلا ًوشاهد في يدها فردة الحذاء فأدرك انها عرفت سره ...فرفع عينيه وواجهها بوجه اكتساه الحب والتأثر وقال بانفعال وهو يجاهد دموعه " اجل..انا هو..."

"ابي....."صاحت لونا وتركت الحذاء فجأة بعد ان شدته روزا منها بقوة حتى كادت الصغيرة ان تهوي لولا ان سارعت امها بتلقفها ..

ارتمت لونا على صدر اليخاندرو فضمها له بقوة ٍ واخذ يربت على ظهرها بحنوٍ وهي تشهق بلوعة وتقول ."لقد اشتقت لك كثيراً..كنت معي طوال الوقت..آه أبي."

( الان فهمت لم تحمل غابرييل كل هذا العذاب..لانه ببساطة كان يحمي الرجل الذي رباه واعتنى به وبأسرته..اليخاندرو ..هو نفسه جوليانو بالاسيو والدها .."

دخل الجميع بموجة من التأثر والبكاء, وكان غابرييل لا يزال يقف في مكانه ,يراقب ما يجري بتأثرٍ ورضى ,لقد ارادها ان تعرف الحقيقة قبل رحيلها ...نعم لقد ارادها ان تعرف حقيقة ابيها ,فهذه اقل هدية يستطيع ان يهديها اياها قبل رحيلها ..) القى نظرةً اخيرةً عليها وهمس بتأثر وهو يجاهد دموعه....
"انتِ تستحقين ان تعرفي الحقيقة يا حبيبتي ...." ثم صعد لغرفته وهو يبتسم برضىً وعيونه مغرورقةٌ بالدموع....

******************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:28 AM   #286

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

جلست لونا على الارجوحة في الشرفة وهي تتوسد صدر ابيها كفتاة صغيرة مدللة ..بينما ذراعا اليخاندرو(جوليانو) الضخمتان تضمانها بحنان وتمسدان رأسها برفق...لم تدري كم مضى من الوقت وهي بهذه الحالة..قبل ان تستطيع الكلام...رفعت رأسها لتراه..وقالت بلهفة

" ابي ..اخبرني بكل ما جرى لك....؟؟."

تنفس اليخاندرو بعمق..ونظر للقمر المكتمل الساطع في سماء هذه الليلة الصافية على غير عادة ليالي الخريف الباردة ...وقال بشكل حالم

"اظنها كانت ليلة صافية مقمرة كهذه الليلة...حين كنت احتضن انستاشيا بين ذراعي ,كنا نراقب القمر سوياً وحينها ضحكت وقالت لي بصدق بأنها تريد ان تمضي كل حياتها معي وحتى لو امضتها في العراء ....كانت تلك الكلمات البسيطة الصادقة اجمل ما قيل لي ....

(تقلصت تعابيره لشدة انفعاله ثم اكمل بتأثر ) قالت بأنها تريد ان ترزق باطفالٍ كثر مني ...لكنها ترغب ان تكون اول طفلةٍ لدينا فتاة جميلة لتسميها لونيتا (اي القمر ) " زفر بقوةٍ وانفعال وهو يتذكر ما حصل معه قبل اكثر من اثنين وعشرين عاماً ,ثم تابع القول

"تعرفت عليها في أسبانيا ......فقد ذهبت الى هناك في منحةٍ لأتابع دراسة الطب ولأتخصص بالجراحة العامة, وقد امضيت هناك نحو خمس اعوام , وفي اخر عامٍ لي دعاني احد اصدقائي - واظنك قد سمعت به من قبل-,انه جوستافيو مارتينيز (والد خوانيتا) وكان زميلي في المنحة و يدرس الطب مثلي ,قال لي يومها
" انت في اسبانيا منذ سنوات ولم تحضر حفلة واحدة ..انت لا تعرف ما يفوتك.."

وكنت شخصاً جدياً صاحب فكر ثوري و اعتبر الترفيه ومشاهدة المسرحيات الأستعراضية تبذيراً يقوم به البرجوازيون , كنت اشعر انه طالما هناك مظلومين وفقراء فلا مكان للترفيه في حياتي ,كنت اتعلم الطب فقط لأساعد الفقراء ....
لكن جوستافيو كان صاحب شخصية مختلفة عني كثيراً, فقد كان شخصاً مسالماً لا يؤمن بالسياسة ويحب الفن ويعشق الترفيه..وفي اسبانيا تعرفنا ايضاً على الفونسو دي كورتيز فقد كان يحضر رسالة الدكتوراة في الادب الاسباني ,هناك عشنا ثلاثتنا في شقة واحدة وفي اوضاعٍ صعبة ...كنا نوفر كل قرشٍ نحصل عليه حتى نكمل دراستنا ونعود للوطن ,لكن جوستافيو لم يكن يستسيغ حياة التقشف التي عشناها مكرهين ,فقد كان يقول دائماً كما نحتاج لتغذية اجسادنا فأرواحنا بحاجةٍ للغذاء ايضاً والفن والترفيه هو غذاء الروح ...لذا كان يبدد المال الذي يرسله له والداه على حضور الحفلات ,حتى سأم والده من تبذيره فحرمه من مصروفه ذلك الشهر ....فقام اللعين بأخذ المال الذي ندخره لتسديد الكهرباء وقام بشراء تذاكر مسرحية باليه كانت تقيمها فرقة روسية في مسرح الجامعة ...

"ماذا بددت المال على تذاكر لحضور استعراض باليه؟؟؟ ..اجننت !!"
لقد جن جنوني وكدت ان ابطش به لولا انه وقف امامي بكل استخفافٍ يقول ...." لا داعي لكل هذا الغضب سادفع لك المال حين يرسله ابي ...ثم اني حصلت على تذكرة لك لتحضر الحفل معي..."

ضحك اليخاندرو بتهكمٍ وهو يكمل "اللعين كان قد اشترى تلك التذكرة لصديقته لكنها خذلته ولم تذهب معه فاحتار ماذا سيفعل بالتذكرة فادعى انه اشتراها لي....كم رغبت بضربه ,لكني خشيت ان ارديه قتيلاً من فوره خاصةً بجسده النحيل ذاك...هههه " ضحك اليخاندرو بزهوٍ وهو يتذكر الفرق الواضح بين بنيته العضلية وبين صديقه النحيل كعصى المقشة ...

ثم اكمل " لقد استخففت بالفكرة ورفضت ان احضر الحفلة معه ,فلطالما ظننت ان الباليه فن للارستقراطيين والبرجوازيين فقط , ولا يليق بأشتراكيٍ مثلي ان يشاهده ...هههه (ضحك بتهكم ثم اكمل )..وقلت له خذ الفونسو لكن جوستافيو اخبرني ان لا خيار امامي سوى الحضور لأن الفونسو عنده امتحان ولن يذهب وإن لم احضر العرض معه سنخسر ثمن التذاكر ...فرافقته مكرهاً وانا اتذمر طول الطريق واتوعده ....بينما هو يضحك علي ويقول لي بأني سأغير فكرتي الحمقاء بمجرد ان اشاهد العرض .."

تنفس اليخاندرو بعمقٍ دلالة التأثر وقال بحبور " وهذا ما كان..لم اكن في البداية افهم شيئاً مما يحدث امامي وشعرت بسأم لرؤية الراقصين ,لكن وبمجرد ان دخلت امك لم اعد ارى في العرض سواها,كانت بطلة العرض وقد لعبت ايضاً دور اوديتا في بحيرة البجع..لقد سحرتني امك ما ان وقع بصري عليها وشعرت اني سأجن ان لم اتعرف أليها فوراً ,وقد لاحظ جوستافيو تبدل حالي وانفعالي فدنى مني وقال بخفة
" اتحب ان اعرفك بها ..."

لم اصدقه حين عرض علي ذلك لكن اللعين كان ماهراً بشكلٍ لا يصدق واستطاع بالحيلة والدهاء من ادخالي للكواليس وهناك.... رأيتها فاقتربت منها ....واخذت انظر لها بافتتان ...ولم اجرؤ على الحديث معها فوقفت كالصنم الأصم بينما كانت هي تتحدث بخفةٍ مع زملائها الراقصين,وفي لحظةٍ استدارت ورأتي ,فدفعني جوستافيو نحوها بقوةٍ حتى كدت اصطدم بها ....وأخذت احدثها كالابله ,بالكاد استطعت ان اقول لها كلمتين ,لكنها ابتسمت لي وسحرتني بلطفها وتفهمهما ,وتطور الأمر بيننا بسلاسة وبسرعة لم اتوقعها ووقعت بحبها بسهولة ,فهي كانت مثلك عفوية صريحة وجريئة ... فكيف لا احبها "

(شعرت لونا بالذهول اهذه امها التي يصفها ..وقبل ان تنطق بكلمة تابع والدها بهيام
"..لقد همت بها عشقاً ..وبادلتني الحب دون شروط لكن الظروف حالت دون ان يتوج هذا الحب بالزواج , فقد انتهى العام الدراسي الأخير لي ...وكان علي العودة لبلادي التي كانت تعيش اوضاعاً صعبة مليئةً بالفوضى والثورة , كان ذلك في صيف عام 1957...لذا توجب علي العودة من اجل مسيرة كفاحي.. ولم استطع اخذها معي لخوفي عليها.. فدست قلبي وتركتها ...وعدت لوحدي..."

صعقت لونا بسماعه يقول ذلك ..وصاحت بهلع "لكن امي اخبرتني..انها من تخلت عنك ...لقد طلبت منك ان تتركها لعدم..رغبتها بالقدوم معك..ولأنها تعشق ..عملها..."

رد بأندهاش "هل قالت ذلك..حقا؟؟..(ثم اقر باعجاب شديد ) يا الهي انا حقاً لا استغرب قولها هذا فهي انسانة رائعة ومضحية ,ربما لم تشأ ان تشوه صورتي امامك بذكر الحقيقة لكن يجب ان تعرفي يا طفلتي ان امك تخلت عن كل شيءٍ من اجلي ,كانت الراقصة الأولى في الفرقة رغم هذا القت بكل شيءٍ وراءها وقررت ان تعيش معي ولم تكترث لأي شيء ابداً ...تخلت عن عملها.. ومستقبلها.. وارادت ان تأتي معي غير مكترثةٍ بأي شيء , تماماً مثلما رغبت انت في البقاء مع غابرييل ..لكني رفضت ذلك خوفاً عليها ,كنت اعلم انها ما كانت لتتحمل العيش معي بهذه الظروف القاهرة , وخشيت ان حدث لي شيء اعتقلت مثلاً او مت فستكون وحيدة في بلدٍ غريب لا اهل لها او معيل ..وهذا كان يقتلني..لذا رفضت رفضاً قاطعاً ان اصطحبها معي..ولم اردها ان تتعلق بي, احسست اني ان تزوجتها واخذتها معي فسأظلمها لذا كان علي الانسحاب من حياتها ...فتركتها وعدت لبلدي وقلبي بقي معها "

زفر بألمٍ شديد واحباط بينما استكانت لونا متقوقعةً على نفسها تشعر بالخجل من نفسها فهي لم تدرك ان امها عانت مما تعانيه هي الان..وانها اضطرت للتخلي عن حبيبها ..كما هي مضطرة لتخلي عن غابرييل...)

تابع اليخاندرو بأسى "افترقنا ولم تكن تعلم ساعتها بانها حامل بك ,وانا غادرت دون أترك لها حتى عنواني لأني كنت اعرف مقدار عنادها وخشيت ان تتبعني..

وبعد ثلاث سنين وبمجهودٍ جبار تمكنت من مراسلتي عبر الفونسو كورتيز واخبرتني بوجودك,وانها تريد القدوم للعيش معي مهما كان الوضع حتى لا تعيش ابنتي بعيداً عني لكني (ونكس رأسه بأسى وقد بان التأثر على محياه ) ....لكني كنت قد تزوجت كارلوتا حينها ,فبعد عودتي بعام اعتقل بيدرو (والد غابرييل) وكان صديقاً ثورياً لي,لقد عذب كثيراً ومات في المعتقل.. وكانت اسرته تعيش اوضاع مزرية..فلم استطع التخلي عن كارلوتا والصغار فتزوجتها..وقد سبق ان اخبرتها بقصتي مع امك ..وقد عاشت كارلوتا معي بصبر وكفاح فكانت خير زوجة ..صبورة.. وطيبة..وتحملت صعوبة الحياة معي..لكني لم اعلن زواجي منها إلا للمقربين مني حتى لا تتعرض للمضايقة من الشرطة ,خاصة بعد انضمامي لشباب المونتونيروس حيث اصبحت حياتي سلسلة من الاصطدامات والمواجهات المسلحة مع الجيش.

اردت ان ابعدها والأولاد عن المشاكل فطلبت منها ان تنتقل معهم للعيش في منزل استأجرته لهم في ضواحي بيونيس ايريس وانا كنت ازورهم كل نهاية اسبوع بالسر.. ...رغم اني لم اكن حينها شخصاً مهماً...لكن فيما بعد صرت قائداً ميدانياً لدى شباب الحركة ووصلنا لسدة الحكم في عام 1973 وصرت ممثلاً عن الحركة في الحكومة ,لكن بعد ما حصل من تداعيات وبعد ان خاننا بيرون وتحالف مع اليمين ...اختلفت حياتي وانقلبت رأساً على عقب وصرت مطارداً كحال باقي الثوار."

عادت تسأله بحيرة " لكن انا لا أفهم كيف اصبحت اليخاندرو..؟؟"

شعر والدها بغصة وهو يقول "..حين بدأت اعمال التصفية لشباب الحركة وضع اسمي على رأس قائمة المطلوبين.. واصبحت ملاحقاً بشراسة ,عندها خشيت على عائلتي فطلبت من كارلوتا ان ترحل الى هنا لتقيم عند شقيقها الأكبر والذي توفي بعد ذلك بوقتٍ قصير مورثاً اياها كل ما يملك خاصةً انه مات ولم يخلف وريثاً له ...وبعدها بوقتٍ قصير جئت انا ايضاً بالسر واقمنا هنا بعيداً عن العاصمة وجواسيس النظام
وبعد أشهرٍ قليلة حدث امر رهيب ..لقد شب حريق في المنزل ,وقد ماتت فيه سيلفيا ابنة كارلوتا الوحيدة.. وايضاً مات اليخاندرو دوسانتوس البستاني, وكان شخصاً وحيداً مجهول النسب لا معارف او اقارب له ,وقد قدم للعمل في المزرعة في وقتٍ مقاربٍ للقدومي انا من العاصمة ,ولأنه يقاربني بالحجم والبنية الجسدية استطعت ان انتحل شخصيته بعد موته بسهولة خاصةً ان المسكين قد مات محترقاً بالكامل وصعب على احدٍ ان يتعرف على جثته ,وقد ساهم تشوه وجهي بأخفائي شخصيتي وعندها استطعت ان امارس حياتي دون خوفٍ من الملاحقة ,وما هي الا سنوات حتى بت معروفاً لدى الجميع باليخاندرو دوسانتوس الطبيب ...لكن كان يجب ان تظل هويتي سرية لهذا ...." (صمت وهو ينظر لها بألم دون ان يقوى على قول ما يريد ,فربتت على ذراعه القوية الصلبة وهمس بتفهم

"لهذا لم تشأ ان تخبرني من انت ....اليس كذلك ؟؟"

تنهد والدها بتعبٍ وقال بتأثر "لونا يا ابنتي..انا رغبت دوماً في رؤيتك..لكن ..ارجو ان تدركي اني كنت سأعرض الجميع للخطر ان فعلت ,لا يجب ان يقترن اسم جوليانو مع هذه الأسرة حتى احميها , كما اصبح في عنقي مسؤولة اكبر فأنا الآن قائدٌ لمجموعةٍ سرية وهي الوحيدة المتبقية من الشباب الفاريين من المونتونيروس والجيش الشعبي ...وقد رأيتي بعضهم اليس كذلك ؟؟؟" وكان يشير للرجال المسلحين الذين سبق لها وأن رأتهم


عاد يكمل بأسى " في البداية استطعت مراسلة أمك عن طريق الفونسو ,وبعثت لها ببعض الصور والهدايا لك..لكن حين اصبح الوضع خطيراً وشائكاً ..توقفت عن ذلك..كنت اريد ان ابعدكما عن دوامة الاحداث الجارية هنا ...وأريدها ان تعيش حياتها بسعادةٍ بعيداً عني ... صدقيني لم انسك ولم انسى امك يوماً..كنتما في قلبي دوماً...وحين جئتي تبحثين عني لم اشأ ان اخبرك بحقيقتي خوفاً عليك ...(ثم همس بأمتنان وتأثر ) لكني اظن انه لم يرد ان يتركك تذهبين دون ان تعرفي من انا..فرتب لهذا الامر مع امه....."

" اتعني غابرييل..؟ ؟ " سألت بدهشة

" اجل ...هو..,لقد طلب مني منذ مدة ان اخبرك بحقيقتي..لكني..رفضت ..وقلت له لن افعل هذا الا ان بقيت لونا معك ...لكن ان غادرت فافضل ان تغادر دون اتعلم حقيقتي..لقد ..لقد..(تردد فيما سيقوله ثم نظر لها بارتباكٍ وقلق وتابع بخفوت ) الحقيقة خشيت ان عرفتي بأني ابوك ان تكرهيني...وهذا كان صعباً علي..."

هتفت بلهفة " ابي ..لا يمكن ان اكرهك...انت ابي..مهما حدث...وانا فخورة بك..لتحملك مسؤولية هذه العائلة الطيبة...."

دمعت عيناه من شدة تأثره واحتضنها وهو يقول .." ليتني اخبرتك من قبل بالحقيقة... كنت سأحظى معك بوقت اكبر كأب وابنته..لكن وقت رحيلك قد حان...(تردد قليلاً قبل ان يكمل بأنفعال ) لونا يا طفلتي ...ان لم ترغبي بالسفر..سأتفهم ذلك..وأعدك ان أبذل قصار جهدي لاحميك وغابرييل... "

"لا يا ابي ...(اعتدلت في جلستها وقد بان الجد على وجهها وتابعت " انا حقاً ارغب في البقاء معكم ومع غابرييل لكن الآن اصبح لدي مهمة نبيلة وعلي انجازها...سأكون انانية ان تخليت عنهم الآن ...يجب ان أسافر لأنشر الحقيقة..واساعد بلدي...لكني سأعود يوماً هذا وعدٌ مني .....لكن ارجوك ...انا أريد ..ان.. " وارتعش صوتها بتأثر فاخفضت بصرها لتخفي دمعة فرت من عينها ....

فأجاب بالنيابة عنها وقد فهم ما تصبو اليه " تريدينه ان ينتظرك. ..اليس كذلك.؟؟."
(هزت رأسها بقوة فرد عليها بثقة )
"لا تقلقي سيفعل.. انا واثقٌ من ذلك ...أتعلمين انا معجبٌ به جداً بما يخصك ,فهو لم يكن ضعيفاً وانانياً مثلي ...لقد كره ان يعيد تجربتي السيئة ....فأنا لم اشرف امكِ بزواجٍ يليق بها ,وتركتها تعاني مع طفلةٍ صغيرة وحيدة في بلدٍ غريب ....كان يرى تمزقي وحيرتي ,فكره ان يعيد الكرة ويسيء لكِ رغم حبه العميق ...." ثم قال بنوعٍ من الحرج "اظنه كان يجاهد نفسه بشدة حتى لا يقترب منك..."

تورد وجه لونا بخجلٍ وهي تذكر كل لحظاتهما الحميمة وكيف كان غابرييل دائماً ينهي الأمر بقسوةٍ قبل ان يكمل ,لم تكن تفهم السبب لكنها ادركت الآن سبب هروبه من مشاعره ,فماذا كان سيحصل لو تكرر الأمر ثانية وحملت لونا منه وغادرت ,لم يشأ ان يعيد نفس الكرة حتى لا تتألم لونا كما تألمت امها ,وحتى لا يعيش اطفاله بعيداً عنه كما حصل معها هي ,لقد تصرف بمنتهى النبل ليحميها حتى من نفسه ...

وعاد اليخاندرو يؤكد افكارها حين قال
" لقد رفض ان يعلقك بحبال حبه..حتى لا يحزن هو على فراقك وحتى لا تعيشي انت بتعاسة وحيدة ,اعلمي يا ابنتي انه يحبك بجنون لكنه يريد لك السعادة وحتى ان كانت بعيداً عنه..لكني واثق انه لن ينساك..ابداً..."

ضمها اليخاندرو لحضنه بحنان فبكت بشدة ,فاخذ يمسد رأسها برقةٍ وحنانٍ ابوي حتى نامت كفتاة صغيرة بين احضانه على الارجوحة.

*****************************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:35 AM   #287

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

كانت كارلوتا تنظر اليهما من شرفة غرفتها وهي ساهمة فاقترب منها غابرييل..ووضع يده على كتفها..فالتفتت نحوه ..وابتسمت ثم اقرت بصدق

" كان هذا الصواب..اليس كذلك ؟؟..كان عليها ان تعرف الحقيقة قبل مغادرتها..."

" اجل..يا امي.."همس بتأثر وأخذ يراقب ما يجري في الحديقة معها ...وسرّ حين رأى السعادة التي طفح بها وجه محبوبته الغالية وهي تستقر بين احضان ابيها الحنون...

نظرت كارلوتا نحو لونا وهمست بخفوت "..لقد كرهتها ..كما كرهت امها..."

"امي ..ارجوك..لا داعي لهذا الكلام " رد غابرييل باسى

نظرت له كارلوتا بعيونٍ دامعة ثم قالت باسى " ارجوك انت... دعني اكمل ... انا لم اكن قاسية هكذا طوال عمري ..لقد كنت كالوردة المتفتحة..احب الحياة واتوق لها واحب كل الناس لكن الحياة كانت قاسية معي..كانت قاسية معي بشدة "هتفت بألم

" امي ..انا اعرف ..كم ..قاسيتي..." قال بتفهم

" اجل ..اظنك تعرف..(اقرت بأسى ثم اخذت تنظر للقمر.. وهي تقول بشكلٍ حالم )اذكر حين كنت صبية صغيرة وقدم ابوك ليعمل في مزرعتنا..كنت لم اتجاوز السابعة عشر يومها مجرد طفلة غرة تنقصها الخبرة ,لكني وقعت بحبه وتحديت اسرتي من اجله فنبذوني .....لم اكترث بهم وتزوجت اباك رغماً عنهم ,فتبرأ مني ابي وحرمني من كل شيء...رغم هذا لم اكترث بالأمر وسافرت مع ابيك وعشت معه في ظروف قاسية ولم ابالي, ورغم سوء طبعه وحدة مزاجه كنت التمس له العذر دائماً , جعت وتشردت وتعبت لأحميكم.. واربيكم وحين مات , عشت الذل والهوان وأنا اراكم تذوون من حولي ...

لكن حين تقدم اليخاندرو وعرض الزواج مني ادركت انه طوق النجاة الذي كنت ابحث عنه..صحيح انه اخبرني بحبه لتلك السيدة ولم يخفي عني الحقيقة ,لكني املت يوماً ان يحبني مثلها ,خاصة بعد ان احببته بجنون .."بكت بتأثر

" امي ..انه يحبك..انا اعرف..ذلك.." قال غابرييل بانفعال

فهمست بوهن" اجل احبني ..لكن ليس كما احبها..وليس كما احببت انت ابنتها, رغبت في ان يحبني لنفسي ,صحيح انه احسن معاملتي اكثر حتى من ابيك..واحبكم واهتم بكم كما لو كنتم ابناءه من صلبه..ولم يبخل علي يوماً بأي شيء ..لكنه لم يكن لي...كان جسداً بلا روح..روحه كانت معها دوماً..كان يقفل على نفسه المكتب كل يوم وينظر للحذاء ويشغل تلك الاسطوانة ويستمع للموسيقاها,كنت اعلم انه يتذكرها بهذا الشكل ,لذا كنت اكره تلك الموسيقى ...فقد كنت اغار منها لانه كان معي بجسده فقط وروحه معها..

لقد تزوجني شهامةً..ونبلا ً..ليحميني ويحمي صغاري..ولكني اردته ان يحبني..كما احبها..لم استطع ..ان اجعله يفعل ..وبدل ان اقربه مني..ابعدته عني..."( اخذت كارلوتا تبكي بحرقة ..) فاحتضنها غابرييل..وقبل رأسها بحنو لانه كان يشعر بها..ويعلم ما تقاسيه..

رفعت كارلوتا رأسها..وقالت بأسى.."كرهت لونا لأنها ستأخذك مني كما فعلت امها باليخاندرو سيتركك حبها جسداً بلا روح ,لكن بعد كل ما حصل لم اقدر على كرهها,لقد غيرته وغيرتك,وادخلت البهجة لبيتنا.. وجعلتني ادرك انني من ابعد اليخاندرو عني وليس العكس, كان يجب ان اقاتل من اجله كما تقاتل هي من اجلك..
اتعلم حين عدت ذلك النهار من المخبأ في الجبل كنت اراك تضحك مع اليخاندرو وكأني اراكما من جديد .. كأب وابنه."

ابتسمت له بسعادة ثم تابعت ".اتذكر رحلات الصيد التي كان يصحبك فيها رغم اعتراضي..لكنك كنت تتشبث به وتقول (خذني معك يا ابي)
كنت تعشقه وتحبه كثيراً ثم فجأة كبرت وتغيرت وبدأ الخلاف ينشب بينكما...لقد حزنت لذلك...ورغبت في ان تعودا معاً كما في السابق, وحين رأيتك تضحك معه ذلك النهار بعد عودتكم من مخبأ الجبل تذكرت تلك الرحلة الجميلة التي ذهبت معه انت والفونسو ,لقد عدتما تضحكان وكنت سعيداً تحمل ارنباً كبيراً ..اتذكر هناك صورة جميلة لكما معاً...."

" اجل ..اذكر ذلك جيداً (قال بحزن) لكن مع الاسف لقد احرقت تلك الصورة يا امي..احرقتها بيدي..لكني كنت مضطراً "

" لا لم تفعل..انها عندي..." ردت بأستنكار
" ماذا تعنين..؟؟" سألها بتشكك

توجهت كارلوتا لطاولة الزينة فحركتها قليلاً ثم ضربت على بلاطةٍ خلفها فاختلت وسقطت لتظهر خلفها فجوة فيها علبةٌ معدنيةٌ صغيرة ,اخرجتها ودنت من ابنها وهي تضحك وقالت "اخبئها بحرص حتى لا تقع بين ايديٍ خاطئة " فتحت العلبة واخرجت الصورة واعطتها له
"لقد احرق اليخاندرو كل صوره القديمة له خوفاً من الملاحقة وانا احتفظت بهذه لأنها تذكرني بتلك السنوات الجميلة التي كنتما فيها معاً ..انظر "

ابتسم غابرييل بسعادة وحبور وهو يقول " لا اصدق..عيني..انها هي..حقاً نفس الصورة ...هل هي نسخة ثانية.."

" ماذا تعني...؟؟"سألت بحيرة

" لقد احرقت صورة تشبهها تماماً كانت مع لونا..حين حضرت..لخوفي من ان تقع بأيدي الاشخاص الخطأ فيربطوا بين جوليانو واليخاندرو .."

" قد تكون تلك نسخة الفونسو..لا ادري حقاً " ردت بحيرة

" ربما..!! آه امي لو تعلمين اي هديةٍ جميلةٍ منحتني ..."حمل الصورة بسعادة فنظرت له امه بحب وقالت بدهشة "ماذا تقصد اي هدية ...؟؟"

" هل تستطيعين اعطاءها اياها...اعني للونا ,ارجوك امي دعيها تأخذها ....ما رأيك..؟" قال بأنفعال

فأبتسمت له بحب وقالت " كما تريد يا بني انها لك افعل بها ما تشاء ..."

ثم تابعت بشكلٍ حالم " اتعلم منذ ذالك النهار واموري ومشاعري اختلفت بشكلٍ كبير ,اعني مع اليخاندرو.. وكأننا تزوجنا من جديد لا ادري ما حصل..لكن ليلتها ..كدت اموت خوفاً عليك حين جاء العسكر واخذوا يفتشون المنزل ويعيثون فيه فساداً .. لو شاهدته يا غابرييل..كان كالجبل..يقف امامهم بثبات ..ويتحدث بدون خوف..امسكني وضمني له وقال ( سأحميكم مهما حصل يا حبيبتي )
لم يكن يتتحدث عن لونا فحسب..بل عنك وعني وعن الجميع نحن عائلته ..وهو يحبنا ..شعرت ساعتها بأن الجليد في قلبي ذاب , وحين ضمني تلك الليلة ليواسيني من شدة خوفي عليك..قال لي
" لا تخافي يا حبيبتي.."
كان دوماً يقولها ..يا حبيبتي..لكني لم اكن اصدق انه يعنيها..لكنه كان دوماً يعنيها..وانا التي لم تدرك ذلك..وحين رقصنا معاً..شعرت اني عدت صغيرة واستطعت ان احب من جديد ..لقد اختفت سنوات المرارة من نفسي...منذ الآن سأكون سعيدة لأن كل يوم اعيشه ..اعيشه من اجلكم... فأنا احبكم..كما انتم..."

" امي .." وضمها له بحب ..اخيراً عادت له امه..عادت تنير ضحكتها سماءهم..

نظرت له بحنان وقالت " اسمع غابرييل..دعها تعيش معنا..سنحميها..يا بني..ارجوك...لا تدعها تغادر "

فرد باضطراب " لا ..يا امي..انا ادرك ما تريدين قوله..لكن..ارجوك..لا تزيدي من تشويشي ..لقد اتخذت قراري..وانتهى الأمر "

" لكنك لست سعيداً..وهي كذلك.." قالت بمرارة

" امي ...لو تزوجتها..سأربطها بي للابد..وانت تدركين ما اريد القيام به ,فما زال دربي في كفاحي طويل..وطالما الاوضاع هكذا ..لن استطيع ان اجازف بخسارتها..."

" لماذا لا تتخلى عن ذلك..وتعيش حياتك كباقي الناس !!"

" لا .(رد بعزم ) ان انا فعلت ذلك وتخليت عن كفاحي من اجل الحرية ,ستكون تضحية كل من خوانيتا والينا وكل الضحايا جميعهم قد ذهبت سدى..لا استطيع ان افعل ذلك لا ...انا رضيت بأن اتخلى عن لونا رغم حبي لها من اجل كفاحي وهي باتت تدرك ذلك وتتفهمه.."

كانت كارلوتا تدرك أنه سيعيش حزيناً وتعيساً وهو بعيدٌ عنها فقالت في محاولة اخيرة لتغير رأيه .. " لو تزوجت غيرها لن تستطيع نسيانها.."

فأقر بوجوم " اعرف ..لذا فأنا لن اتزوج غيرها ابداً ..."

لم يكن ما قاله سهلاً عليها ...ان يعلن ابنها انه لن يتزوج ابداً ولن يهنأ بحب محبوبته ...فهذا امرٌ لا تحتمله اي ام ....لا تستطيع تصور قسوة الحياة التي سيحياها في منفاه في الجبال...فاعتصر الألم قلبها وأدرك غابرييل ما تشعر به فدنى منها وقال بعاطفةٍ جياشة ...

" امي الحب والأمل سيبقى في قلبي دوماً ...وهو ما سيحييني ويجعل ايامي تمضي لا تخشي علي..."
ضمها لصدره وعادا ينظران للقمر..المضيء..ثم طلب منها ان تغني له كما كانت تفعل حين كان صغيراً فاخذت كارلوتا تدنن بأغنية حب شاعرية كانت تحفظها..واخذ هو يغني معها بهدوء وعيونه على محبوبته التي تنام بسلامٍ في حضن ابيها ..
******************
يتبع

noor elhuda likes this.

ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:43 AM   #288

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اشرقت الشمس على لونا وهي لا تزال نائمة بحضن ابيها ,ثم احست بلمسته الحانية تمسح جبينها برقة وصوته العميق يحدثها بعذوبة ففتحت عيناها بكسل فرأت ابتسامته الحنونة ,ثم قال لها بحزن لم يستطع اخفاءه

"حان الوقت ..اظن ان عليك الاستعداد..لرحيل.."

(الرحيل..) كلمة صعبة قاسية..لكن لا بد منها ...

وقفت لونا امام المرأة تسرح شعرها بعد ان استحمت وغيرت ثيابها ..وفجأة سمعت طرقاً على بابها وبعد ان إذنت للطارق بالدخول تفاجأت بأنها كارلوتا جاءت بنفسها لتدعوها لتناول الفطور..
اقتربت كارلوتا منها بارتباكٍ وفي وجهها كلام كثير لكنها لم تستطع البوح به بسهولة ,فطوال ليلة امس وهي تفكر انها يجب ان تتدخل لتنقذ ابنها من قراره المميت ...
كيف كانت أنانية وعمياء لهذه الدرجة ولم تدرك ان سعادته مع هذه الفتاة ....عليها ان تقوم بآخر محاولة علها تنجح ...اخذت تستجمع شجاعتها للحديث لكن لونا سبقتها إذ بادرت بالقول وهي تبتسم بأمتنان .

" اريد ان اشكرك للسماح لي بالاقامة في غرفة ابنتك..واستعمال ثيابها..لم يكن هذا امراً سهلاً..وانا اقدره كثيراً ...كما اريدك ان تسامحيني على كل ما جرى.."

" على ماذا..؟؟ليس هناك ما يتوجب المسامحة عليه...(هتفت كارلوتا بصدق ثم استجمعت شجاعتها وقالت لها ) بل الاصح اني أريدك انت ان تسامحيني..لأني كنت جافة معك في بادئ الامر..لقد حملتك ذنب ما جرى لأبني ..لكني ادرك الان انك افضل ما جرى له ولي ولاسرتي كلها ...لونا ..انا ..اعتبرك ابنتي وارحب بك دائماً في اسرتي, لقد اعدت الدفئ لعائلتي وكان شرفا ً لي انك استعملت اغراض سيلفيا ,فكأنك اعدتها للحياة من جديد فقد كانت فتاة مرحة محبة..ولو كانت لا تزال على قيد الحياة لقامت بنشر الحب والسعادة بين افراد هذه الاسرة كما فعلت بالضبط..لذا اشكرك.. "

وضمتها كارلوتا بحب وقبلتها..ثم اردفت "..اظن انه يجب عليك البقاء..ان احببت ذلك ,فأنت جزءٌ من اسرتي..ويسرني ان تصيري كنتي....."

شعرت لونا بالسعادة الغامرة لقولها لكن مع الاسف فدعوتها جاءت متأخرة فهي ستغادر...وهذه المرة من اجل هدف اسمى...لذا ردت عليها بخفوت
" شكرا لك..لكني ..سأغادر"

" اتمنى لو سارت الامور بينك وبين غابرييل بشكل افضل..."همست كارلوتا بحزن بعد ان ايقنت انها لن تنجح في اقناعها
هزت لونا راسها وهي تجاهد لأخفاء دموعها.."ستسير بشكل جيد لكن علينا الانتظار..انا واثقة..من ذلك." فرت دموعها من عينيها فسارعت كارلوتا بمسحها بيديها وقبلتها على رأسها بحنان امومي ,ثم قامت بأعطائها الصورة ..
"هذه لك ..من غابرييل" نظرت لونا للصورة وصاحت بفرح.."انها ,هي ...نفس الصورة التي احترقت "

اخذت تتأمل الصورة من جديد ولأول مرة تدرك بأن الفتى الذي يحمل الارنب كان هو غابرييل...

" كارلوتا اريد ان اطلب منك شيئاً..." قالت لونا برجاء بعد ان خبأت صورتها الغالية في حقيبتها ...

" ماهو يا عزيزتي..؟؟" هتفت كارولتا بحماسة فهي مستعدة لفعل اي شيءٍ لها اكراماً لأبنها وزوجها الحبيب ,فرفعت لونا المقص ..واعطتها اياه وعلى وجه كارلوتا تعابير استفهام كبير...

**************************
وصلت لونا للغرفة الطعام فوجدت في انتظارها الجميع ماعدى غابرييل..ورغم انها توقعت هذا الا انها شعرت بالحزن الشديد ,انتبه الجميع لها فقد بدت مختلفة..

" لونا هل قصصت شعرك..؟؟" سأل دافيد باستهجان وهو لا يتستطيع اخفاء خيبته بعد ان لاحظ ان شعرها الطويل الفاتن قد صار قصيراً جداً وبالكاد يغطي رقبتها ..هزت لونا رأسها وقالت بخفة
"هذا سيسهل علي التنكر "

ثم مدت جدلتها التي قصتها واعطتها لروزا الصغيرة والتي ذهلت وهي ترى شعر لونا الذهبي يقدم لها كهدية ,فقامت لونا بوضع الظفيرة على رأس الصغيرة وسرحتها بحيث بدت وكأنها شعرها الحقيقي فرحت روزا واخذت تصيح بعباراتها الوليدة المتلعثمة ..
" ماما..انا ..شعري....." واخذت تدور..وترقص بالحذاء الذي لم تخلعه من قدمها منذ الامس...نظرت ادونيكا للونا بحب وعرفان..واحتضنتها..وقالت بامتنانٍ كبير
" لا ادري كيف اشكرك..على كل شيء فعلته لنا .."

" فقط لا تدعيه ينساني.." قالت لونا بصوت متهدج من كثرة الأنفعال .وهي تجاهد بعدم البكاء

" لن ينساك..انا اعرفه جيداً..لن يفعل"ردت ادونيكا بثقة وعادت لونا تضمها..وهي تبكي...


جلس الجميع لتناول الافطار الذي لم يستطع احد تناول شيء منه..وحين جاءت الشاحنة التي ستقلها..اخذت تودعهم وهي تغالب دموعها ,لكنها لم تستطع ان تتماسك فانهمرت دموعها انهاراً , وحين اقتربت من دافيد قال لها بحنق..

" انه احمق..كيف يبقى اسير غرفته ولا يأتي ليراك ويودعك ...انه غبي حقاً "

" لا تقل هذا ارجوك ..انا ادرك تماماً ما يشعر به..واتفهمه " هتفت بتأثر ثم نظرت لسوارها العزيز الذي اهداها اياه غابرييل ..وتذكرت ايامها معه..رغم قلتها..الا انها غيرتها للأفضل بتأكيد ..خلعته وقبلته بحب ثم اعطته لدافيد..وقالت بانفعال
" ارجوك اعطه اياه..هل تفعل ذلك..من اجلي.."

" اجل... " رد بانفعال وتأثر

"لونا ..هيا يا بنيتي.." ناداها اليخاندرو بحزن فالتفتت صوب الجميع وودعتهم ثم سارت ببطء نحو الشاحنة بينما سارع دافيد بالصعود لغرفة غابرييل ,كان يريد ان يحرك هذا الجمود الذي يقتله فهو يعلم ان اخاه سيندم كثيراً ان تركها تغادر دون ان يودعها..لذا لن يدعه يفعل..

فتح باب الغرفة دون استئذان فرى اخاه واقفاً عند الشرفة يراقب ما يجري بصمتٍ وحزن ..
"غابرييل..!!" ناداه دافيد بحدة وحين التفت اليه بدى له مقدار الاسى والحزن الذي يغمره.. فتقدم منه دافيد وقام بوضع السوار بيده بحدة..وقال ببرودٍ تعمده
" انها لا تريده..."

صعق غابرييل..حين رأى السوار الفضي وقال بصوت مرتجف..
" هل قالت ذلك.؟"
ولم يتظر ان يسمع الاجابة بل جرى يريد اللحاق بها..قبل ان تغادر الشاحنة..

ابتسم دافيد بمكر وقال .."كان يجب ان ادفعه..دفعاً..ليتحرك.."

القت لونا نظرة اخيرة على كل ما يحيط بها لتختزل الصورة في عقلها وتحتفظ بها كذكرى جميلة للبيت الذي تمنت ان لا تفارقه ابداً ..

"هيا بنا يا ابنتي.." استحثها اليخاندرو
فردت بخفوت " اجل..يا ابي.." وقبل ان تضع قدمها وتصعد للشاحنة ناداها غابرييل بلوعة

" لونااااا...!!!"
التفتت بلهفةٍ لتراه يجري نحوها لاهثاً ..وحين اقترب منها قال معاتباً بصوت مخنوق ..

" لمَ اعدته..انه هديتي لك ِ(واشار لسوارها,الذي عاش معهما لحظات صعبة وقاسية..وحلوة..وعذبة..عاش تجربتهما بأكملها ) لمَ ارجعته..لي." سألها بأستنكار ومرارة

" حتى تحضره لي مرة اخرى ..." ردت برقة

" لكن ..لونا ..قد ..لا استطيع ان اراك ثانية.." قال باسى وهو يدرك صعوبة الأمر .

فصاحت به باكية " اذا لا اريده... ان لم تعده لي ..لا اريده....لا اريد ان اتعذب بتذكرك وانت ستنساني..."

" لن انساك...ابداً...ابداً "قال بانفعال ودنى منها اكثر

" اذا عدني ان تعود من اجلي...وتعيده لي.." قالت برجاء

" قد تمضي سنين طويلة قبل ان استطيع ذلك" رد باسى وهو يتخيل دربه الشائك الذي يبدو بلا نهاية

" سأنتظرك..مهما طال الزمن..سأنتظرك غابرييل ولو لمئة عام " قالت بحبٍ وثقة ثم استدارت وابتعدت عنه..

" لوناااا..!!( صرخ باسمها بلوعة وقطع المسافة بينهما في خطوتين واسعتين وضمها له بحب وقبلها بشغف ثم همس بأنفعال

" سأتي اليك هذا وعدٌ مني ...فانتظريني... "واحتضن جهها بين راحتيه وعندها لاحظ شعرها المقصوص فنظر اليها بتساؤل وحيرة ,فابتسمت له وهي تداعب وجهه بيديها ثم همست

"انه هناك.."واشارت لروزا التي كانت تضعه فوق رأسها وتمسكه بيدها وتدور بحذاء الباليه..دنت منه اكثر وهمست بنعومة " تركته لكما.."

"اريد انا اراه طويلاً حين اراك المرة القادمة.." قال بلهفة وتملك محب..

" سأنتظرك..بشوق "

فعاد يحتضنها ويقبلها بلهفة وحب ..ثم تركها كارهاً وظل يشيعها ببصره ..حتى اختفت الشاحنة عن بصره ثم نظر للسوار في كفه فضمه بقوة وقال بانفعال
"لقد الزمتني يا لونيتا..بوعد صعب التحقيق لكني اعدك اني سأبذل جهدي لافي به...."

******************************

غادرت لونا المنزل الذي عاشت به اجمل لحظات حياتها..غادرت حبيبها وابيها واسرتها ..كان اصعب فراق عاشته يوماً ...

اخذت تبكي على كتف ابيها بحرقة بعد ان اوصلها آمنةً لمنطقة الشلالات وهتف بألم وحزن
"الوداع يا ابنتي...وسامحيني " هكذا قالها جوليانو باسى ...


نهاية الفصل الثالث عشر


اراكم ان شاء الله في الخاتمة هذا المساء


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 12:08 PM   #289

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

يانهاري علي المفاجعات 😂 بقي طلع ابوها وهي عماله تدور
واضح ان لسه منتظراهم بلاوي 😒


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 02:39 PM   #290

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr فى انتظارك ريبانزل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 1 والزوار 1)


‏موضى و راكان



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.