آخر 10 مشاركات
لؤلؤة تحت الرماد-قلوب احلام زائرة-للكاتبة [ام البنات المؤدبات]*كاملة&الروابط* (الكاتـب : ام البنات المؤدبات - )           »          13-ليلة عابرة-مركز دولي قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          انّي ابتُلِيت هوَاه (1) .. سلسلة ويشهد قلبي *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : زمردة عابد - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          89 - جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree37Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-18, 09:25 PM   #81

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الانوار حبيبتي 🌹فصل الثالث جميل جدا وكل كلمه فيها ممتعه المحادثة بينهم كانت عميقه جدا ومتنوعة مره تكون عاطفية مره تكون سياسية مره ثقافية اكثر شي عجبني لما انزعجت عندم طلب منها ان تتعلم الطبخ هم شعب يحبون الحريه ولا يحبون تقيد بشي سلمت اناملك حياتي منتضرين مزيد من الابداع خاتمة الفصل كانت اكثر من رائعه 💋

نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 02:15 PM   #82

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
مساء الانوار حبيبتي 🌹فصل الثالث جميل جدا وكل كلمه فيها ممتعه المحادثة بينهم كانت عميقه جدا ومتنوعة مره تكون عاطفية مره تكون سياسية مره ثقافية اكثر شي عجبني لما انزعجت عندم طلب منها ان تتعلم الطبخ هم شعب يحبون الحريه ولا يحبون تقيد بشي سلمت اناملك حياتي منتضرين مزيد من الابداع خاتمة الفصل كانت اكثر من رائعه 💋
تسلمي يا صديقتي نور والحمد لله انه الفصل عجبك ....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-18, 01:50 PM   #83

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

ﻧﺠﺪ ﺃﻥ " ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ " ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻗﻮﺓ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺧﺸﻴﺔ ﺗﺤﻤّﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﻳﺪﺭﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﺃﻣﺎ " ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ " ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻮﺯّﻋﻴﻦ ﻣﺸﺘﺘﻴﻦ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﻴﺘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 14-04-18, 09:49 PM   #84

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ﻧﺠﺪ ﺃﻥ " ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ " ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻗﻮﺓ ﺗﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺧﺸﻴﺔ ﺗﺤﻤّﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﻳﺪﺭﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﺃﻣﺎ " ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ " ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻮﺯّﻋﻴﻦ ﻣﺸﺘﺘﻴﻦ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﻴﺘﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﺍﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻗﺎﺋﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ .

السلام عليكم صديقتي ....كما العادة المس الوعي العميق لديكِ من خلال كلماتكِ البليغة التي تصف واقع الحال ....برأي ان الواقع والتغير كلاهما قد لا يكون ثابتاً وهما قابلين للتحول والتبدل بحسب الساعين والداعمين لهما ....لكن التغير دائماً يحتاج قوةً اكبر ليحل مكان واقعٍ جامدٍ يفرض هيمنته بالقوة وأحياناً بالظلم والجور....والتغير يحتاج تضحية كبيرة وثباتاًَ وقوة ....اضرب مثلاً حال المرأة المتردي في كثير من البلاد ,ظلمها قهرها وجور بعض اشباه الرجال عليها ....قد يكون واقعاً يصعب تغيره بنظر البعض....لكن حين نرى نماذج من نساءٍ مثابراتٍ قويات عازمات على نيل حقوقهن او الموت ...يدافعن عن حريتهن وحقهن حتى آخر رمقٍ في حياتهن....يحملن شعلة الأمل في قلوبهن لتنير حياتهن وحياة غيرهن من بنات جنسهن ...ندرك انهن ومع والوقت والجهد والصبر والمثابرة قد حققن التغير المنشود وان لم يبدو هذا للكثيرين انجازاً....فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس...


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-04-18, 10:30 PM   #85

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك حميل جدا وحقيقي و واعي بال بيحصل
حبيت اضيف ان الكلام ال انا كتبته مقتبس احسسته ماشي مع احداثك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 14-04-18, 10:56 PM   #86

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلامك حميل جدا وحقيقي و واعي بال بيحصل
حبيت اضيف ان الكلام ال انا كتبته مقتبس احسسته ماشي مع احداثك شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أهلاً فيك مودي واكتبي زي ما تحبي وكل احاسيسك يا قمري وانا اكون اكثر من سعيدة بيها ,لأنها بتلهمني اكثر ...وتعليقي كان كنوع من التواصل معاك وتبادل الافكار ....


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-04-18, 03:12 AM   #87

سهام هاني

? العضوٌ??? » 154062
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,187
?  نُقآطِيْ » سهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond reputeسهام هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سهام هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-18, 09:50 PM   #88

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهام هاني مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أهلاً بكِ سهام ويسعدنا مرورك


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-18, 10:07 AM   #89

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

صباح الخير على الجميع جأتكم بالفصل الرابع من هنا ستبدأ المغامرة والتشويق ارجو ان ينال أعجابكم

الفصل الرابع

من الأفضل ان لا تعلمي

رغم ان الوقت الذي قضاه غابرييل مع لونا انساه حزنه وهمه ,واثاره لحد ان عقله –الفطن عادةً – لم يهدأ للحظة من الانجرار وراء حلمٍ لذيذ يسول له أخذ هذه الحسناء – التي أثارته بخفة دمها وعفويتها اكثر حتى من جمالها الفتان – معه للمنزل لتؤنس وحدته القاتلة ,وتريح قلبه الصارخ برغبته ان يتحرر من قيده القسري , لكن وعياً لديه - كان لا يزال محتفظاً به مختبأً في زوايا عقله الذي يخوض صراعاً عنيفاً مع قلبه ومشاعره ليستعيد السيطرة عليه ,ويعيده للدرب الصحيح الصارم الذي اتخذه لنفسه - نبهه ان القدوم هنا لم يكن من اجل هذه المتعة البسيطة التي حرَّمها على نفسه لسنين طويلة ,ولأسبابه الخاصة ,وادرك انه حاد عن الهدف المنشود من وراء الحضور هنا ,فهو حتى الحظة لم يعرف بعد سبب حضورها المتكرر للجامعة وسؤالها اللحوح عن الاستاذ الفونسو كورتيس ,لذا قام بكل صرامةٍ يمتلكها وقدرةٍ على ضبط النفس بلجم مشاعره المتأججة في قلبه ,وقيّد احلامه الوردية مستحيلة الحدوث ,وأبعد - مكرهاً - فاتنته الشقراء الشقية التي ظلت تتوسد صدره بكل راحة بعد أن انهيا الرقص ,وقادها بخفةٍ ودون ان يحرم يده لذة استبقاء راحتها الغضة اسيرةً لديه ,واتجها صوب مقهىً بسيطٍ قريب منهما ,جلسا حول طاولة صغيرة مظللةً , موضوعةٍ خارج المقهى وفي اقصى زاويةٍ منه ,بعيداً عن العيون النهمة للفضوليين الذين لم يستطيعوا انزال نظارتهم عن تلك الامريكية الحسناء...فاشتعلت الغيرة في قلبه وتملكته غريزة التملك نحوها ,ورغبةً جارفةً في إخفائها عن عيونهم في ثنايا صدره ,رغم علمه انها ليست له ,لكن قلبه استملكها منذ اول لحظة وقعت عيناه عليها ,ورغم انهزام قلبه الولهان امام منطق عقله الصلف لكنه لم يشأ ان يخرج من المعركة خاسراً ,فأراد الأستئثار بها حتى اخر لحظة ممكنة ...لتكون له وحده ....لذا ظل يتأملها لدقائق بإعجابٍ لم يقطعه سوى حضور النادل الذي احضر لهما الـ(ماتي) ...
راقب باستمتاعٍ كيف تجعد انف لونا حين رأت تلك الأوراق الناعمة تطفو في قدحها غريب الشكل والذي يشبه الجرة الصغيرة ,وابتسم بمرحٍ حين لاحظ كيف اخذت تقلب المصاصة المعدنية باستهجان قبل ان ترفع له بصرها بأستفهامٍ عن ماهية هذا القدح العجيب وما يحتويه من سائلٍ مريب ,فتبسم لها بخفة وحمل قدحه (المعروف بالجوزة ) وقام بمص قليلٍ من السائل الدافئ واشار لها لتفعل مثله ,فتجرأت وقامت بالمحاولة مثله فتكهربت من طعمه غير المألوف بالنسبة لها , وتعجن وجهها الجميل بحركاتٍ مثيرةٍ وكادت تبصق ما في القدح لولا انها تداركت الأمر على استحياء....وهمست باستهجان "ما هذا بحق السماء...؟!! "
ضحك غابرييل بخفة واقر بمرح "طعمه ليس بهذا السوء...لكن وبما أنها المرة الأولى لكِ ستحتاجين وقتاً لتعتادي طعمه ....هيا اشربيه انه الذ من الشاي والقهوة في رأيي "
هزت رأسها باشمأزاز وقالت برفضٍ وهي تبعد قدحها الغريب عنها "مستحيل !! حين قلت اننا سنشرب (الماتي) ...ظننتها نوعاً من الشراب العصري كالكوكا كولا مثلاً ..."
ضحك بخفة وقال مداعباً "دعكِ من هذا يا فتاة الكولا وتابعي شربه وسترين ان طعمه لا يضاهى " واستحثها على اكمال قدحها لكنها هزت رأسها رافضة ,فهي ترفض تناول اي شيءٍ تجهل كنهه ,وكثيراً ما حاول صديقها السابق مايكل ان يدفعها لتقليده هو ومجموعته المريعة لتتعاطى الكحول وبعض المواد المخدرة كنوعٍ من تقليد صيحات الجنون التي يحترفها الشباب في امريكا, لكن ومن تجربةٍ مريعةٍ واحدة تركتها ذاهلةً ضائعة ,وكادت تودي بحياتها -كما صرح طبيب المستشفى الذي نقلت له بعد تعاطيها المخدر -رفضت المحاولة مجدداً ,وكانت تلك نهاية علاقتها بمايكل اللعين ...
عادت تنظر لغابرييل بريبةٍ بينما هو يضحك واكدت لنفسها انه لا يشبه مايكل الماجن في شيء ,ولفت نظرها ايضاً أن العديد من رواد هذا المقهى يشربون ذات السائل ,فهل يعقل ان التعاطي مباحٌ هنا وعلى الملأ ....لكن ايٌ من رواد المقهى الذين امامها لم يكن يشبه الانماط الماجنة - التي يصادقها مايكل والتي تحترف الشرب والعربدة والمخدرات –في شيء ...بل كانوا من مختلف الفئات العمرية ,شباب وشيوخ... رجالاً ونساءً....وكلهم يبدون في كامل قدراتهم العقلية ,وعلى قدرٍ من الأحترام الظاهر من هيئتهم ...ورغم هذا ظلت تنظر بازدراءٍ وريبةٍ لقدحها الغريب .
لكن غابرييل لم يقبل برفضها ,لذا وبخفةٍ دنى منها وحمل قدحها نيابةً عنها ,ورفعه نحوها وقال ضاحكاً "انت هنا في الأرجنتين وستتابعين طقوسنا حتى النهاية هههههه...هيا هيا " واجبرها على تجرع المزيد من السائل الدافئ وهو مستمتعٌ بقربها منه ,وبمراقبة تعابيرها الطفولية الساخطة وهي تحاول جاهدةً عدم تذوقه.
رغم رغبته بمناكفتها لكنه اضطر لأبعاد القدح عن فمها قليلاً حين رأها تبحث عن شيءٍ في جيب سترتها لتمسح به بعض القطرات التي سالت على زاوية فمها المثير اثناء معاندتها برفض شرب هذا السائل الغريب ,فسارع هو بلملمة تلك القطرات الآثمة بطرف ابهامه الذي عشق ملمس جلدها المرمري ,ودون وعيٍ منه تلمس خطوط فكها الأنسيابي قبل أن يرتفع نحو فمها المثير الذي اجتاحته رغبةٌ جارفةٌ بلثمه .
ولم يدري ما أثارته لمساته الناعمة تلك بها ....فقد عصفت بلونا مشاعر غريبةٌ لذيذة لم تألفها من قبل صحيح انها ليست غرة أو عديمة التجربة فيما يختص بعلاقاتها مع الجنس الآخر ...لكن ما يثيره غابرييل فيها امرٌ لم تعهده سابقاً ,ورغبت بقربه اكثر وبتذوق حلاوة ملامسته لها اكثر ,لكن ولدهشتها فقد رأته ينظر لها باضطرابٍ جلي بعد ان تجمدت اصابعه عند ذقنها ولم تدري بالصراع الذي يخوضه ,فحين لمح نفس الرغبة الجياشة في عينيها فكر بذعر "لا ...لا يجب ان يتطور الأمر بيننا ...من اجلها ...ومن اجل مصلحتها ,يجب ان تبتعد عني.....وفوراً "
فسارع بتنفيذ قراره القاسي ,وتكدرت قسماته فوراً وأشاح نظراته الهائمة عنها وأنزل القدح من يده واقر بفتورٍ "بعد ان تذوقتِ شرابنا التقليدي ...لكِ الحرية بأكماله او لا ..." وابتعد عنها مكرهاً واسند ظهره على كرسيه واخذ يرتشف من كأسه بجمودٍ ,فهو لم يعد مستمتعاً بطعمه كما في السابق ,فكيف يطيب له بعد أن اشتهى شهد شفتيها المحرم ...وحاول تجاهل خيبتها الجلية بوضوحٍ على وجهها الصدوق, وخيبته المقيتة التي تصرخ في صدره ,وسارع بتنحية مشاعره المتأججة جانباً وألتزم بحيادية عقله المزعجة فسألها بجد
" اذاً ..لونا ..لم تخبريني بعد لمَ كنت تسألين عن الفونسو كورتيس.."
باغتها بسؤاله فكادت تختنق بشرابها الذي رغبت بشرب المزيد منه لا لحبها لطعمه الغريب ,بل اكراماً لتلك اللمسات المثيرة التي رغبت بالمزيد منها ...تمالكت نفسها بحرج من انجرار افكارها نحو هذا المنحنى الحرج , ورفعت حاجبيها الاشقرين الدقيقين بالفطرة وقالت بارتباك
" يا الهي ..لقد نسيت الامر تماماً ما أغباني ...هههه.....لقد امضيت عشر ايام انتظر ان اسأل عنه وحين جاء الوقت المناسب لذلك نسيت كل شيءٍ تماماً .... ههههه..لقد نسيت تماماً ما اتيت من اجله.."علقت بحرجٍ لكن بصدقٍ كعادتها .
لذا رد غابرييل بخفة مداعباً ليرفع الجرج عنها ...ً " ارجو ان لا اكون السبب في ذلك ؟؟"ً
" الحقيقة ..انت السبب بالفعل (اتهمته برقة وهي تضحك بمرح ,فأبتسم لها باعجابٍ وقد راقه اتهامها الذي ارضى غروره الذكوري لكنه لم يعقب فاكملت ) لكن انا سعيدة فقد قضيت وقتاً ممتعاً معك اشكرك من كل قلبي..فهذا عوضني عن ساعات الأنتظار الطويلة التي قضيتها في مكتب سكرتيرة العميد "ردت بأمتنان
فأجابها بحياديةٍ التزم بها مكرهاً " انا سعيد بهذا ..والان ماذا كنت تريدين ان تعرفي ..ولمَ تسألين عنه بهذا الألحاح ؟؟" سألها بفضول قاتل
"مهلاً لحظة " قالت بخفة وابعدت قدح الماتي وسحبت مجموعة من الصور من حقيبتها وبسطتها على الطاولة واخذت تبحث بينها عن صورة محددة ,فلفت نظرغابرييل صورها الفوتوغرافية ,فسحب بعضها واخذا يتأملها بأعجابٍ شديد الواحدة تلو الاخرى , كانت كلها جميلة ومتقنة ,منها الملونة و منها البيضاء والسوداء, قلبها بين يديه بدهشة..وسألها بأندهاش
"هل هذه لك ؟؟...اعني هل قمت بالتقاطها..؟!!!"
" اجل ..هل اعجبتك..؟"سألت بأمل وهي تراقب بتعطشٍ تعابيره المثيرة
" انها ...رائعة..بل مذهلة فعلاً " اقر بصدق فقد كانت صوراً مختلفة لمناظر طبيعية اخاذة ..نباتات وحيوانات و...سهولٌ و جبال ,وبشر من مختلف الفئات والأعمار ... كلها التقطت من زاويا جميلة منحت الصور عمقاً وتأثيراً مبهراً, فأخذ يتأملها بتفحصٍ شديد واعجاب واضح ,قبل ان يستقر على صورة لتمساح كبير يفتح فمه الواسع المخيف بينما استقر طائر صغير فيه..فاشار لها وهو يسألها بدهشة مشوبةٌ بقلق
" كيف استطعت ان تلتقطي هذه ؟؟؟هل التقطها من بعيد..؟"
هزت رأسها وقالت بخفة " الحقيقة كنت اقف على بعد بضعة امتار منه فقط..مختبئة خلف الاعشاب.."
ظهر الرعب جلياً على وجهه وهتف بخشية "..بضغة امتارٍ !!!...انت تمزحين أليس كذلك؟!! (وحين رأها تضحك بقلة اكتراث هتف بعصبية ) كان يمكن ان يهجم عليك.."
فردت بهدوءٍ " لا تقلق كان شبعاناً ..كما اني تسللت بهدوء "ضحكت بتهكمٍ قبل ان تكمل " في الحقيقة لم اكن منتبهة لوجود التمساح منذ البداية ,كنت يومها في فلوريدا لأصور الطبعة البرية هناك,وحين رأيت الطائر الصغير قررت تصويره ,لكنه كان طائراً مراوغاً صعب المنال, تبعته مسافة كبيرة حتى استقر فوق صخرةٍ صغيرة ,فتسللت نحوه بين الحشائش وقمت بالاقتراب بهدوء لألتقط الصورة وفجأةً فوجأت بالتمساح - الذي كان جسده مختفيٍ تماماً بين الحشائش الكثيفة - يفتح فمه لحظتها قبل ان يقفز الطائر ويستقر في فمه...كدت اصرخ من الذعر اقسم اني كدت افعل ...هههههه....لكن لحسن الحظ تمالكت نفسي..وها هي النتيجة....صورة مذهلة اليس كذلك !!؟ لقد حزت على مكافأة مجزية لقاءها,رغم ان رئيس التحرير قال بأن زاوية إلتقاطها ليست واضحة ...لكنه صرف لي المكافأة كنوعٍ من التشجيع لقاء جرأتي ,ولم يعلم اني كدت ابول في سروالي من الخوف ههههههه ...اتعلم ان هذا الطائر يعمل طبيب اسنان..؟؟؟"
"ماذا طبيب اسنان..!!!؟" سألها بخفوت دون ان يستوع تعليقها الآخير حقاً ,فذهنه ظل مشغولاً في تصور خطورة الموقف وما كان يمكن ان يحصل معها لو ادركها التمساح المفترس .
ودون ان تنتبه لانزعاجه تابعت بمرح "اجل انه يأتي لينظف فم التمساح من بقايا الطعام وهكذا فإن العلاقة التي بينهما تشبه علاقة الطبيب بالمريض والكل مستفيد..ارأيت انا اتعلم بعض الأمور ايضاً ...لست كارهةً للعلم تماماً ههههه..."ضحكت بتسليةٍ ومرح لكنه لم يشاركها تسليتها بل سأل بقلقٍ كبير
" هل عملك خطر هكذا؟؟ اعني تماسيح ...واشياء مريعة اخرى " ً
هزت كتفيه بخفة واقرت " ليس دائماً ,في الحقيقة انا شخصياً تستهويني المناظر الطبيعية ووجوه البشر اكثر, لقد عشت تجربةً فريدةً مدهشة حين زرت ولاية ايداهو( Idaho),فالطبيعة الغناء هناك امرٌ لا يصدق ,(ثم تابعت بفتور) لكن في بعض الاحيان علي المجازفة..تعلم العمل ومتطلباته.. وتجربتي مع التمساح لا تذكر امام تجربتي بالادغال في البرازيل." وببساطة كشفت عن ذراعها وارته ندبة صغيرةً دائرية مزرقة على ساعدها..
فشهق بذعر وقال وهو يتلمس ندبتها " يا ألهي ما سبب هذا ؟؟ تبدو كعضة ..او شيء من هذا القبيل"
فأكدت له بكل بساطة " حشرةٌ غريبةٌ لدغني وانا احاول تصوير زهرة برية تعيش في الادغال..لكن والحمد لله كان اصدقائي معي فأسعفوني بسرعة والا لكنت الآن .."وحركت يدها بحركةٍ هزلية مشيرة لموتها وتابعت بقلة اكتراث "ما كنت لا اكون هنا.." وضحكت بلا مبالاة وكأنها تلقي نكتةً ما ,لكنه لم يشاركها الضحك بل عبس بشدة ثم سألها بصوت منفعلٍ لا يخلو من الغضب واللوم
" لمَ تفعلين هذا؟!! اهو نوع من أثبات الذات الذي يستحوذ على فكر بعض بنات جنسك ؟؟!!...هل انت مهوسة في قضية تحرر المرأة ومساوتها بالرجل لحد تشبهها بالرجال!!؟ لأن تساوينا لا يعني هذا مطلقاً ,ولا يعني ان تقومي بالمجازفات السخيفة وقتل نفسك !! الامر لا يجب ان يكون هكذا ...اعني لا يجب ان تخاطري بحياتك لتثبتي ذاتك ,إنها ليست حرباً لأثبات الذات بيننا.... اتعلمين يمكنك ان تكوني حرة ومستقلة وتعيشي حياتك كامرأة وبسهولة دون الحاجة لتقمص شخصيةٍ متهورة لتقولي للعالم ...انا هنا... "
كان يتكلم بسرعة وانفعال شديدين ولم تدري أكان غاضباً منها ام قلقاً عليها ام كلاهما معاً.. لكنها لم تملك امام نبرته الحادة واسلوبه الناقد سوى الهجوم ,فأجابته بحدة مدافعة عن نفسها وعن معتقداتها التحررية التي تفتخر بها وتسيطر على عقلها كحال سائر الفتيات من سنها في ذلك الزمان
" الامر ليس هكذا..اعني اجل بالتأكيد ان اؤمن بحرية المرأة ومساوتها مع الرجل وبكل جوانب الحياة ومجالات العمل ,فبرأي ليس هناك عملٌ مخصصٌ للرجال وآخر للنساء ...نحن سواسية في كل شيء ,وهذا لا يعني اني قد اتحول لرجلٍ ان قمت ببعض المخاطرة ..وما قمت به لم ينقص من شأني شيئاً ..."
فقال بحدة " لكن هذا العمل خطير.."
فتابعت بحدة أكبر "وهل يكون الأمر مبرراً في رأيك ان قام به رجل بدلاً عني ...المجازفة هي المجازفة سواء من قام بها رجلٌ او امرأة "
فأجابها بانفعالٍ وقلقٍ بالغ ..." حباً بالله ليس للأمر علاقةٌ بكونك امرأة ...اعني انتِ بارعة في التصوير اقر بهذا ,لكن ليس عليك المجازفة بحياتك لتثبتي جدارتك ومهارتك !!...انظري (وحمل بعض الصور الجميلة واكمل بانفعال )هذه الصور رائعة ,بل اكثر من رائعة ...مناظر طبيعية خلابة وصور اطفالٍ وزهور ,إنها فاتنة, لم يكن عليك ان تجازفي بحياتك لونا لتثبتي ذاتك بتصوير تمساحٍ او حشرةٍ غريبةً ,من نظرةٍ واحدةٍ لصورةٍ جميلة التقطتها ادرك انك مبدعة وبارعة ,واظن ان الكثيرين ممن قد يرون صورك سيأيدوني في رأيي ....هذا ليس نفاقاً ...انت مصورة جيدة...لكن ...ليس بقتل نفسك تثبتين هذا..."
ادركت من كلامه كم كان قلقاً عليها وسرها الامر اكثر مما تخيلت ,وكان كلامه اجمل اطراءٍ سمعته وان كان على شكل لومٍ وتعنيف ...فلم تتمالك سوى الابتسام له واقرت بهدوء أكبر " انا لم افكر في المجازفة بنفسي من دون سبب..ربما لو ترك الأمر لذوقي في الصور لما فكرت بالقدوم للبرازيل حتى لكن...الامر كله له علاقة بقدومي الى هنا من اجل مقابلة البروفيسور كورتيس "
وحين رأت تقطيبة حاجبيه وسمعته يقول بأستهجان "لم افهم !!!"
شرعت تشرح له بالتفصيل "اعني كنت بحاجة للمال لتأمين رحلتي الى هنا ,واشتراكي في البعثة العلمية في البرازيل امن ذلك لي في وقتٍ قياسي ,فرغم مخاطرها إلا أنها كانت الفرصة الأمثل والأسرع لكي احصل على التأشيرة والمال الكافي من اجل القدوم هنا ,لولا هذا كان الأمر سيتطلب مني عامين اخرين على أقل تقدير براتبي المتواضع ".
" لم افهم...بعد لمَ الأمر مهمٌ لكِ ,اقصد لمَ كان القدوم هنا مهمة لك بهذا الشكل؟؟" سأل بحيرة وفضول
" السبب تجده في صورةٍ موجودة بين يديك.."نظر للصور التي أمامه ولم يفهم ما تقصده, فأخذ يقلب الصور ثانية وينظر بحيرة لعله يفهم مرادها ,فخلافاً لكونها صوراً متقنة جميلة لمناظر طبيعية خلابة ,لم يكن هناك ما يثير دهشته اكثر من صورة التمساح المرعب ,لكن فجأة تجمد بصره حين وقع على صورة مختلفة تماماً عن باقي الصور ,صورة قديمة بالأبيض والأسود مهترئة الحواف وقد اصفر لونها قليلاً بفعل عوامل الزمن.. كانت صورةً لرجلين يقفان متأبطي اكتاف بعضهما البعض ,ويحملان بندقيتين ويضحكان بسعادة وقد توسطهما صبي صغير لم يتجاوز العاشرة ,كان يجلس امامهما قرفصاء بشعره الطويل الفاحم و عينيه الضاحكة بشقاوة ,ويحمل بكلتا ذراعيه ارنباً ضخماً قد صيد لتو ,تصلبت يدا غابرييل وهو يمسك بالصورة ويقربها منه ويدقق فيها ,ثم فجأة تبدلت سحنته بشكل مخيف وتحولت ابتسامته الرائعة الى وجوم مرعب ثم لغضبٍ متأجج ظهر جلياً بزفراته المتلاحقة وهو يقول لها بحنق وصوت مخنوق
"من اين حصلت على هذه الصورة .؟"كان كمن يدينها ويتهمها بشيء اكثر من كونه يسألها, استغربت لونا تبدل حاله ونبرته الغاضبة الآمرة لكنها لم تتوقف عندها كثيراً فهزت كتفيها باستخفافٍ كعادتها , لكنه امسكها من معصمها بقوة اوجعتها وشدها نحوه وهو يهمس بغضب مكبوت " اخبريني من اين اتيت بها؟."
"ما بك غابرييل ؟؟؟انت تؤلمني."صرخت في وجهه بحدة ,فأفلت يدها لكن ملامحه لم تلين بل زادت عبوساً وغضباً...اخذت تدلك يدها من اثر مسكته القاسية ..بينما عاد يسألها بشكل مزعج وعنيف .
"من اين حصلت عليها بحق الجحيم ؟؟"
فردت بحنق على اسلوبه العنيف " اخبرتك اني جأت من اجل هذه الصورة وهي لي بالمناسبة "
"ماذا تعنين بـ لي ؟."سأل بحدة
استغربت سؤاله لكنها اجابت بتهكمٍ وتعالي لما اعتبرته إهانةً لها .."لي ..اي انها ملكي انا ..ارسلها لي ابي حين كنت صغيرة .."
" والدك ؟!! (همس بريبة ) أتعنين السيد افليك..هو من ارسلها لك..؟؟"سأل بأستهجان
فسارعت بالنفي بنوعٍ من الاشمأزاز " لا...لا ..روبرت افليك ليس ابي الحقيقي..انه زوج امي ..والدي الحقيقي يدعى جوليانو بالاسيو..." وما ان نطقت بهذا الاسم حتى انتفض غابرييل بذعر جلي وقد شحب وجهه بشدة كمن تلقى صعقة كهربائية ..."ماذا قلتِ..لم افهم..؟؟"همس بذعر
كررت بصوت عالي "اخبرتك ابي يدعى جوليـ..."وقبل ان تكمل وثب غابرييل صوبها ووضع يده على فمها بسرعة وصاح بها من بين اسنانٍ مصطكة "اسكتي ,ولا تقولي شيئاً "
ثم شدها نحوه بعنف فوقفت مذعورة وهي تلهث من حركته المباغتة فلم تستطع استيعاب تبدل حاله, واستهجنت تصرفه المريب وتغير سلوكه المفاجيء الذي اصابها بالدوار كما فعل وقوفها المباغت ..
بسرعةٍ واضطراب اخرج غابريل بعض النقود المعدنية من جيبه والقاها على الطاولة ,ثم اخذ يلملم الصور بسرعة وعصبية ,وأخذ يحشوها في حقيتبها بعشوائية كيفما اتفق دون الاكتراث بتجعدها ,وسط ذهولها التام من تصرفه الفظ الذي يناقد قوله انها اعجبته ,و قبل ان تتمكن من الاعتراض على تصرفه الهمجي حمل حقيبتها وهتف بها بعنف "هيا بنا ..." وجرها خلفه وخطى مسرعاً نحو الشارع الذي أتوا منه ,كانت حركته مباغتة ومضطربة فلم تدرك ما ينوي فعله ,ولم تجد متسعاً للقول شيء لأنه كان يسير بسرعة ارهقتها ,فلم تستطع مجارات خطواته الواسعة وتعثرت اكثر من مرة بسبب كعبها العالي ,لكنه لم يتوقف لحظة من اجلها وكأنه لا يكترث بها ,بل ظل يجرها خلفه بعنف فصاحت به مستأةً من تصرفه الفظ وقالت "غابرييل ..مهلاً .. توقف ارجوك "
لكنه لم يصغي لأستغاثتها ورجائها ,فكان كمن تلاحقه شياطين الارض اجمع لتقتص منه ..بقي يجرها خلفه حتى وصلا لسيارته التي سارع بفتح بابها الجانبي ودفع لونا للجلوس بحدة بالرغم من احتجاجها و استيائها لتصرفه الفظ الذي لا يشابه بشيء تصرفاته اللطيفة اللبقة معها طوال النهار...تلفت غابرييل خلفه بحذر قبل ان يغلق بابها ثم استدار وركب السيارة وادار محركها وانطلق بسرعةٍ جنونية ..
" ما بك؟؟ ..لم تتصرف هكذا..؟؟"سألته بحنق شديد لكنه وضع يده على فمه وهمس "ششش فيما بعد " ولم يجبها واكتفى بالتلفت في مرآته بريبة شديدة وهو يقود سيارته بسرعة مخيفة ,فعادت تحتج وتتأفف وتطلب تفسيره عما يجري لكنه تجاهلها فطلبت منه ان يتوقف وينزلها فوراً فهي لن ترضى بتصرفه المزعج هذا...
"اوقف السيارة هيا...وانزلني حالاً " فلم يستجب لها او يحدثها بل تجاهلها تماماً فزاد حنقها اكثر ,وقامت بضربه بقبضة يدها على كتفه فآلمته وزمجرت بسخط وحدة "قلت انزلني حالاً ...أيها الوغد "
نظر لها بحدة وغضب شديدين فأفزعها ,فهي لم تكن تعلم ان عينيه اللتان كانتا تشعان رقةً واعجاباً قبل قليل قد يصدر منهما كل هذا الغضب المخيف ...
ورغم حنقه الواضح لكنه لم يعلق على ضربها اياه بأي كلمة واكتفى بالتركيز على الطريق امامه لتجاوز السيارات التي تعيق تقدمه المجنون ...لكن لونا لم تقبل بجموده هذا فأخذت تصرخ به بغيظ "قلت انزلني ايها الوغد " وفي مبادرة اخرى كادت تقوم بها احتججاً, رفعت قبضتها وحاولت ضربه ثانية لكنه زجرها بعنف هذه المرة قائلاً
" اياك ان تحاولي ..وإلا ستندمين.." قالها دون ان ينظر نحوها حتى ,فصرخت بوجهه ساخطة " ماذا ستفعل ؟!! هل ستضربني..؟""
فرد بتهكم " مع أنك تؤمنين بالمساواة بين الرجل و الامرأة والمفروض ان اضربك كما ضربتني, لكن لا .. انا لا اضرب النساء ابداً...لكن ان حاولت ضربي مرة اخرى فسأسعى لمنعك ..وعندها قد افقد السيطرة على السيارة فتنحرف عن مسارها وقد نموت ..فهدأي ارجوك..حتى نصل "كان يتحدث بهدوء مخيف اكثر من غضبه السابق ,ففيه نبرة وعيد خطرة مرعبةٍ الجمتها...فاستكانت على مضض وهمست بخفوت مشوبٍ بالحيرة وهي تجاهد نفسها على عدم البكاء
"أنا لا افهم ,لمَ كل هذا الغضب من اجل صورة..؟!!"
" شششش. "واشار بيده على فمه لتسكت وهمس" لا تقولي شيئاً ...ليس الان ....سنتحدث حين نصل للبيت.."
" البيت ...اي بيت..؟؟؟!!."سألت بخشية لكنه لم يجبها وظل يقود سيارته بجنون حتى وصلا لحي شعبي بسيط لا يبعد عن شارع سان تيلمو كثيراً ,كانت الساعة قد شارفت على التاسعة مساءً ,اوقف سيارته في زقاقٍ جانبيٍ مظلم واطفأ الانوار وانتظر لوهلة وكأنه يطمأن بأنهما وحدهما وليسا ملاحقين ,وحين اطمأن لذالك زفر بقوة ثم اشار لها لتنزل..لكن بهدوء..
رغبت بالصراخ في وجهه احتجاجاً على تصرفه لكنها منعت نفسها بصعوبة ,لكن طبيعتها المتمردة ابت الانصياع له و رفضت النزول ,وعقدت ذراعيها بسخط وهي تلوي فمها بغيظٍ لم يكترث له ابداً ,فخرج بدوره واستدار صوبها وفتح الباب ومد يده و امرها بحدة "اخرجي.."
فهزت كتفيها اعتراضاً "ليس قبل ان تخبرني سبب كل هذا "
فلم يمهلها لحظة اخرى لتعترض وامسك بمعصمها واخرجها بقوة آلمتها ,فحاولت التفلت من قبضته الحديدية بتذمر "دعني ..ايها الـ..." وقبل ان تصرخ او تعترض شدها نحوه ووضع كفه على فمها وهمس محذراً "توقفي لونا ولا تثيري اي ضجةٍ...واضح هذا ليس آمناً " أربكها موقفه المتبدل وكلامه المريب لدرجةٍ شل معها تفكيرها ولم تدري بما تجيبه ,فظن انها استكانت له فقادها خلفه نحو مدخل جنابي لعمارة قديمة كانت مكونة من ست طوابق ,انار مصباح الدرج و خطى صوب المصعد فوجده معطلاً فلعن بحنق واستياء ,ثم اتجه صوب الدرج وبدأ يصعد نحو الأعلى بسرعة ارهقتها فعلاً ...
"اين تأخذني..؟؟" سألته بقلق لكنه لم يقل اي كلمة ليريحها أو حتى ليخفف عنها من عناء صعود اربعة طوابق متعبة ,ولم يخفف من سرعته رفقاً بها..ظلا صامتين حتى وصلا لشقته وهم بفتح بابها ,هنالك زال تلبد دماغها وعادت خلاياه تعمل محذرة "أين يأخذني ....؟؟؟" تصلب جسدها ووقفت جامدة مكانها مرعوبة ,فآخر مكان تود دخوله الآن شقته..وتدافعت الهواجس بوحشية في عقلها ,ماذا يفعل هل ينوي خطفها ؟؟ كيف لم تنتبه لذلك ..وشعرت بالخوف الشديد ورغبت بالهرب ولامت نفسها بعنف "أنا غبية ما كان يجب ان اتي معه منذ البداية كان علي ان اهرب قبل ان اركب السيارة"
تمكنت من افلات يدها منه حين شغل بفتح الباب واستدارت هاربة ,لكنه امسكها من ذراعها قبل ان تصل للدرج وهتف بحنق "لونا توقفي "
فضربت صدره بقبضتها وزمجرت بسخط "دعني ...قلت لك دعني ايها الحقير " فسارع بتكميم فمها بكفه وقيد حركتها بذراعه القوية ,تلفت حوله بحذرٍ وحمد لله على خلو الشقة المجاورة له من السكان ,ثم حملها بخفة وكأنها لا تزن شيئاً ,فظلت تتلوى بين ذراعيه بسخط لعلها تفلت منه ...لكنها عجزت عن ذلك,فعضت كفه الذي يكمم فمها بكل قوتها ...
تحامل غابرييل على ألمه حتى دخل الشقة ثم تركها وقام بأغلاق الباب بأحكام واستبقى المفاتيح بيده..ثم أنار المصباح ,فذعرت لونا من نظراته الغاضبة الحانقة لكنها لن ترضخ له مهما حصل , فبدأت تصرخ متوعدة وتقول بانفعال كبير
"..لن اسمح لك ..انا لست فتاة ساذجة ..ولا غبية ..ماذا تظن نفسك فاعلاً..ها ..دعني اخرج يا هذا ..."
خطى ببطئٍ نحوها فظنت انه يريد سوءاً بها ...لكنه تجاوزها واخذ يتفقد شقته الصغيرة المتواضعة بتوتر واضح ,ويتأكد من اغلاق النوافذ والستائر بينما يسمع احتجاجاتها الهيستيرية دون ان يجيبها بكلمة ,لكن حين ارتفعت وتيرة احتجاجها وبدأت تصرخ كالبلهاء بهيستيرية واضحة قد تُسْمِعُ كل سكان العمارة سارع نحوها وبلمح العين قطع المسافة التي تفصلهما وشدها نحوه وأطبق بكفه على فمها وزجرها بهدوء مخيف وتهكم "شششش هلا صمتي قليلاً بحق السماء ...ماذا هل ابتلعت مذياعاً ؟"
حدقت به بعيونٍ دامعةٍ مرعوبة ,فأرخى قبضته على فمها وهمس بهدوءٍ اكبر " بالله عليك توقفي عن هذا واستمعي لي ... " فاستكانت قليلاً ,ليس خشيةً من كلامه الحاد ,بل من لمسة يده الدافئة على وجهها ومن نظراته المثيرة الساخرة التي اظهرت لها جانباً اخر لم تكن تعلم بوجوده ..وكيف لها ان تعلم وهي لم تقابله سوى من ساعات قليلة ,ولامت نفسها مجدداً فكيف سولت لها نفسها ان تنقاد وراء سحره وتذهب معه...كيف وثقت به..
حين لمس هدوءها تشجع وابعد يده عن فمها ,لكنها سارعت لتستغل الأمر وصرخت مستغيثة "النجدة ...:" فسارع بإغلاق فمها من جديد وهمس محذراً ".ششش أهدأي ..قلت لكِ"وعاد يرخي السمع ليطمأن ان لا احد انتبه لهما.....فقامت بعضه ثانية حتى أدمت كفه ,فنهرها بضيق "توقفي عن التصرف بصبيانية ...انت لن تفيدي بفعلك هذا سوى بإيلام نفسك لأني لن اتركك حتى تهدئي...فاعطني فرصة لأشرح لك ..وتوقفي عن عضي بالله عليك " وكانت تدرك انه من الصلابة بحيث لن يتأثر بعضتها الخرقاء تلك التي أوجعت اسنانها امام صلابة كفه....لكن عنادها دفعها للأستمرار ,فأبتسم بتهكمٍ وأقر "لن افلتك لونا حتى لو مزقتي كفي ...فتوقفي عما تفعلينه لأن ذلك لن يفيدك في شيء " وبالفعل لم يتأثر بما تفعله ولم يرخي قبضته عنها رغم انها ذاقت ملوحة دمائه في فمها ,ومن شدة تعبها أضطرت مكرهةً للتوقف عن عضه ..
فهمس بنعومة خطيرة حين لاحظ تراخيها "سأرفع يدي هذه المرة ..لكن اياك والكلام..حتى انهي كلامي واضح..."وازاح يده -التي تورمت من غرز اسنانها – بهدوءٍ حذر حين لمس استكانتها قليلاً, لكن هيهات ان ترضخ لونا العنيدة لطلبه فقد سارعت بشتمه بأقذع الألفاظ وهي تحاول جاهدةً التفلت من قبضته المحكمة ...فقال بتهكم وهو غالب نفسه من الضحك
"يا الهي كم انت عنيدة.....(ثم دنى منها اكثر حتى لفحتها انفاسه الدافئة وهو يهمس بشكلٍ مثير عصف بمشاعرها ) من يصدق ان فماً مثيراً كهذا قد يصدر منه كل هذه الشتائم المريعة القذرة"
اربكها قربه ونظراته الراغبة اكثر من وعيده "توقفي عما تفعلينه ,لقد اخبرتك انه لن يمسك اي سوء لذا اهدأي ايتها القطة المتوحشة " ,وعاد يحدق اليها بنظراته الساحرة التي اذهبت عقلها ودفعها للأنقياد وراءه دون حذر قبل ساعات ...ورغم معرفتها الآن بأن سحره هذا يشكل خطراً عليها لكنها لم تستطع مقاومته.
وحين تأكد من هدوءها همس برقة لكن لا تخلو من حزم "هذا افضل هيا اجلسي ولنتحدث بعقلانية "فاطاعته على مضض متحينة الفرصة المناسبة للهروب منه ,واخذت تبحث عن شيءٍ تنقض به عليه ,فشخصٌ كغابرييل لن تؤثر به ضرباتها الهشة ,لكن شقته المتواضعة خاليةٌ من اي شيءٍ قد تستطيع استعماله كسلاح في وجه هذا الرجل الصلب المثير ...ظلت تنظر اليه بتوجس وراقب حركاته وسكناته ,شاهدت كيف اخرج منديلاً من جيبه ولفه على كفه النازف محاولاً تجاهل ألمه ,نظر صوبها وظنت انه سيكون غاضباً منها ويؤنبها لأذيته ,لكنه لم يفعل بل خطى قربها وجلس على المقعد المجاور لها ,فنظرت له بتحدٍ هو سمةٌ أصيلةٌ فيها تحاول تحته اخفاء رعبها الذي لم يغب عنه ,فقد أدرك مقدار اضطرابها بسبب تصرفه غير المبرر بنظرها فقال بهدوء "لونا انا لا انوي احتجازك ...كل ما اريده ان احدثك فقط "
"تحدثني ؟!! (همست بأستهجان ) ولمَ لم تفعل سابقاً ...لم جئت بي هنا إذاً ...انت اختطفتني ..." همست بصوتٍ متحشرج وحاولت بجهدٍ التماسك امامه حتى لا تظهر خوفها وضعفها ,وظلت تنظر له بقلقٍ وتشكك فتصرفاته المتقلبة تفقدها عقلها...
فهمس بهدوء " لا لم افعل ,لكن لم يكن الوضع امناً في الخارج ...لذا احضرتكِ على عجل ...سنتحدث وبعد ان ننهي كلامنا سأوصلك بنفسي لفندقك ولن يصيبك اي سوء ..صدقيني "وحتى يظهر لها حسن نواياه اظهر المفتاح من جيبه ولوح به في الهوء قليلاً قبل ان يسحب كفها ويضع المفتاح به ثم اغلقها وهو يعتصرها براحتيه بلطف وتابع بهدوء "لن يمسك اي سوء..اعدك "
نظرت له باضطراب وذهول غير مصدقة ما فعل ...هل أعطاها المفتاح حقاً !! ...هل تستطيع ان تغادر !! إذاً لمَ لا تفعل !! ازدرت ريقها بوهن ونظرت لعينيه التي لمع الصدق فيهما فأزال خوفها بصورةٍ غريبة ,ابتسم لها برقة فعادت ترى مجدداً امامها غابرييل الرقيق الذي عرفته منذ ساعاتٍ ,لكنها لم تستطع قول شيءٍ وظلت تقلب بصرها بشكٍ بينه وبين المفتاح الذي بين يديها غير قادرةٍ على استيعاب ما يحصل ..
فعاد يطمأنها "لونا انت بأمان ثقي بي..ولا تخافي مني فأنا اريد ان احميك..." هزت رأسها بارتباك وهمست بخفوت "من ماذا ؟؟" رأته يسحب حقيبتها ويفرغها من محتوياتها بطريقة فظة ..وقبل ان تعترض او تحتج لفعله سارع بنبش الصور ثانية حتى اخرج منها تلك الصورة القديمة وقال بحزم
"والآن اخبريني مرة اخرى من اعطاك هذه الصورة.." ظلت صامةً لوهله تغالب طباعها المتمردة الراغبة في تحديه وعدم الكلام..لكنه تابع وصوته ملئ برنة رجاء لا تخفى عليها رغم نبرته الحازمة" قلت انك ابنة جوليانو بالاسيو اليس كذلك...؟ "هزت رأسها بوهن
" اخبريني بكل شيء.."استحثها برجاء
حدقت به بغموض وهي تحرض نفسها على عصيانه "لمَ علي ان اقول له اي شيء؟؟ لن ارضخ له ..سأغادر وحدي..وأهرب منه (وعادت تنظر للمفتاح بيدها واقرت )لكن هو لا يحتجزني ..يريد ان يعرف الحقيقة..وانا اريد ان اعرفها ايضاً , الست من قصده في المقام الأول لأسأله عن البروفيسور كورتيس..."
لذا بدأت تقول بصوت اوهنه التعب وكثرة الصدمات "..انه ابي..وا.."وخانتها العبرات ولم تعد تستطع المتابعة وانهمرت دموعها رغماً عنها ...فاقترب منها واحتضن كفيها براحتيه بلطف وهو يطمأنها بكلماته الهادئة
" لونا لا تخافي ارجوك ....انا حقاً اسف على تصرفي الفظ.. لكن..لم يكن من الامان الكلام في الخارج...صدقيني لذا احضرتك هنا على عجل ... والان..تكلمي..ارجوك" قال برجاء
فحل الارتباك مكان الخوف فتقلب حاله مربك لها , لم يعد غاضباً ويتصرف بعصبية لكن وجودها هنا وقوله ان المكان اكثر اماناً لم يرحها ابداً بل على العكس من ذلك افزعها اكثر ..
"ماذا تعني ان المكان هنا آمنٌ اكثر؟؟ ..اكثر من ماذا ؟؟"تسائلت بحيرة
لم يجبها بل عاد يستحثها بلطف لتكمل قصتها"ارجوك لونا فقط اريد ان اعرف الحقيقة.."
فأخذت نفساً عميقاً للتستجمع شجاعتها ونطقت ببطئ.." ادعى لونيتا جوليانو بالاسيو.. ( وقصت عليه قصة امها وابيها كما اخبرتها امها بها ) ثم اردفت.."و لم اكن اعرف بوجود ابي الا من بضع سنين..وحين وجدت الفرصة جأت ابحث عنه.."
ظل غابرييل صامتاً لا ينطق بأي كلمة بل راقبها بغموض وكأنه يستوعب ما قالته..وبعد صمت طويل رد بصوت عميق قلق " لونا ..ارجوك عليك ان تغادري الارجنتين حالاً...اتسمعين ..اين تقيمين ..؟؟؟"
فردت بأنفعالٍ وتحدٍ كعادتها ونسيت حذرها منه " مهلا ً لحظة انا لن اغادر قبل ان التقي ابي ..فان كنت تعلم اين هو فاخبرني والا فسأبحث عنه وحدي " ففاجأها حين دنى منها بسرعةٍ وامسك بكتفيها وشد عليهما وهو يقول من بين اسنانٍ شبه مطبقة وكأنه يحاول ضبط اعصابه بأقصى ما يستطيع
"لا ..لن تبقي ..ولا لحظة مفهوم(ثم اكمل بصوت قلق مضطرب)الامر خطير...خطير جداً ..أكثر مما تظنين ...ارجوك افهمني.."
رغم شعورها بخوفه عليها وقلقه لكنها رفضت الاستسلام والانصياع لطلبه دون ان تفهم على الاقل السبب وراء تصرفاته الغريبة وطلبه الأكثر غرابة ..فزمجرت بحنق " كل ما اريده ان ارى ابي ....لقد امضيت سنواتي الخمس الماضية وانا لا افكر بشيء سوى به وبلقاءه..لن اغادر هكذا...فإن كنت تعرفه أوتعرف اين أجده فـ " وقبل ان تكمل سؤالها اسرع ينكر..
" لا ..لا اعرف (رد عليها بضيق واشاح بوجهه عنها وتابع بعصبية )وعليك ان تسمعي كلامي لمصلحتك.. هيا لمَ انت عنيدة..."
صاحت بحنق" لاني لا افهم ...لا أفهم لمَ جأت بي هنا ,ومما تخاف ؟؟؟ ولمَ علي المغادرة؟؟ اخبرني ارجوك ..."(لكنه تجاهل توسلها وظل يتجنب النظر اليها فوقفت بأنفة وقالت بحنق وتحدٍ وهي تشد على المفتاح بيدها ) "ان لم ترد مساعدتي سأسأل البروفيسور الفونسو كورتيس...سأبحث عنه حتى اجده وسأسأله عن مكان ابي "تركته وسارت متجهة نحو الباب لتغادر ولدهشتها لم يمنعها ..لكنها تسمرت في مكانها حين قال لها بصوت باردٍ كئيب. " الفونسو كورتيس مات ...أو بالأصح قتل.."
التفتت اليه مذعورة .." وقالت ماذا ..؟؟لكن ..في الجامعة ..قالوا انه.."
نظر لها بألم وهمس بمرارة " قالوا ماذا ؟!! تقاعد..اليس كذلك..؟!! (شخر بتهكم ثم اكمل بمرارة ) هكذا هو الحال..اناس يختفون..ويقال سافروا ,تقاعدوا عن العمل..,لكن اي تقاعدٍ هذا بعد ان اقتحموا بيته واخذوه بالأكراه !! وأين سافر دون ان يبلغ حتى زوجته وابناءه بمكانه!!!....لقد أخذوه قبل عامين كما أخذوا اليينا ومئات الأشخاص قبلهما ...ولا احد يعلم اين هم الآن ...ولكني اجزم ان رجلاً كالفونسو يعاني من مرض القلب ما كان ليصمد امام تعذيبهم ... لذا اخمن بأنه قد مات بعد فترةٍ من اعتقاله ...حتى وان ظل الأمل يراوح في قلوب ذويه ان يعود لهم يوماً "
وهنت ساقاها ولم تعد تحملانها بعد ان سمعت ما يقوله فجلست عند اقرب مقعد وهمست بوهن" لماذا ..اعني لمَ أخذوه ؟؟؟.."
رد بأسى بالغ" لأنه يفكر..لأنه يملك ارادة وعقل ..يريد ان يعيش حراً ..."
" هذه ليست جريمة.." صاحت برعب
"انها كذلك هنا.(صرخ بحدة وعيونه تلمع بتأثر كبير ثم زفر بقوة يحاول السيطرة على انفعالاته و اكمل بعد ذلك بصوتٍ معذب ) والان أرجوك ان تغادري ...ان بقيت هنا فلا استطيع ان اضمن سلامتك ارجوك لونا عليك ان تغادري وتعودي لبلدك سالمة " اقترب منها وامسكها من كتفيها وهزها بلطف وهو يقول بخوف شديد "..ارجوك غادري ..غداً..بل اليوم.. الان إن أمكن ذلك,سأرافقك لتأخذي امتعتك..وان استطعت ان تغادري دون ان تأخذي شيئاً فأفعلي اهربي من هذا الجحيم فوراً ..."
تبدد خوفها من فكرة اختطافه لها ,ليحل مكانه خوفها من المجهول الذي يحذرها منه فسألته بقلق بالغ " غابرييل..ما الذي تخشاه..علي..؟؟"
نظر لها بعمق ثم سحب الصورة القديمة من على الطاولة وقال " هذه..اخشى عليك هذه..(قطب جبينه وسألها بخشية وقلق )هل أريتها لاحد غيري...؟؟؟"
هزت راسها نفياً..فزفر براحة وقام بالتوجه لغرفةٍ جانبيةٍ صغيرة تبين لها حن فتح بابها انها مطبخٌ متواضع فلحقت به لتعلم ما يريد فعله ..فرأته يشعل الموقد فظنت انه يريد اعداد شيء ما ..لكنها ذعرت حين رأته يضع الصورة عليه لتحترق...
صاحت بذعر".لا ...صورة ابي " وجرت تحاول انقاذها قبل ان تلتهمها النار..لكنه كبلها بذراعيه مانعاً ايها من الاقتراب فاخذت تدفعه وتضربه وهي تصرخ دون فائدة تذكر فلم يتزحزح قيد انملة..وبألم وحسرة شاهدت صورتها الغالية على قلبها والوحيدة لأبيها تتحول للرماد وسط دموعها واستجدائها المرير..وما ان اكتمل احتراقها حتى ارخى غابرييل قبضته عنها فأستدارت نحوه وعيونها تشتعل غضباً وقبل ان تدرك ما تفعل رفعت يدها وهوت على خده بصفعة قوية دوى صداها في المكان , وقد تركت اصابعها النحيلة اثرها على خده احمراراً قانياً شابه الغضب المكبوت في عينيه ,وشعرت باصابعه تنغرز بذراعيها ..وظنته سيرد لها اللطمة لكنه قال بهسيسٍ مخيف .." هذا لمصلحتك.."
صاحت بألم وهي تغالب دموعها " لكنها لي... ذكرى من ابي ..كيف فعلت ذلك؟!!! ولماذا؟؟!...انها كل ما املكه عنه.."ولم تعد تقدر على قول المزيد واخذت تضربه على صدره بقبضتيها وبكل ما أوتيت من قوة وهي تبكي بأسى وغضب,فلم يمنعها من ضربه وكأنه اراد لها ان تفرغ كل ما يعتمل في صدرها من حزن ,وبعد ان وهنت قواها قال بتأثرٍ "لونا..ابوك ليس مجرد صورة ...اتفهمين ؟؟؟(نظرت اليه باكية فتابع يؤكد بحزم )انه ليس مجرد صورة...بل هو ذكرى محفور هنا ..وهنا" واشار لرأسها وصدرها فتوقفت عن ضربه وانخرطت ببكاء مرير على صدره فضمها له بقوة وحنان ولم تقاومه ابداً فقد تعبت من عناده ... فقد استنفذتها الأحداث المتتالية المربكة التي عاشتها معه في الساعات الاخيرة ,وشعرت بشعورٍ غريب داخلها وهي بين احضانه ,واستغربت من استكانتها بعد ان قال لها هامساً وهو يمسد شعرها برقة وحنو
"سامحيني .. اعرف ان الامر صعبٌ عليك..لكن ..هذا افضل ولمصلحتكِ..صدقيني وان كنت تحبين اباك حقاً ..لن تنسيه ابداً سيظل محفوراً في ذاكرتك ولن تنسيه مهما حصل ,فالانسان ليس مجرد صورة... الآنسان ليس مجرد صورةٍ يا لونا "
وزاد في قوة ضمه لها فشعرت بدفئ عواطفه نحوها وصدقه ,فالتصقت به اكثر تلتمس الآمان الذي فقدته بسببه واكتسبته بسببه ... فرغم انه اجبرها على المجيء معه بالقوة واحرق صورة ابيها العزيزة امام عينيها ,لكنها لم تقدر على كرهه بل شعرت بالامان والراحة بين احضانه وكأنها تعرفه طوال عمرها وليس منذ ساعات فقط ,التصقت به اكثر وهو شدها اليه بقوة اكبر واخذ يواسيها بكلماته الحانة ولمساته الدافئة حتى استرخت تماماً وتوقفت عن البكاء ...
لم تعرف كم بقيا متعانقين بالمطبخ لكنها تنبهت حين شعرت بتصلب جسده وتوقف يداه عن تمسيد شعرها فرفعت رأسها لتعرف ما اصابه ,فرأت تجهم ملامح وجهه وهو يرخي السمع ويصغي بحذر بعد ان تهادى لهما صوت فرامل سياراتٍ عدة ,ودون ان ينطق بكلمة ابعدها عنه بحذر واشار لها لتبقى هادئة ولم تعانده هذه المرة , وتوجه نحو ضوء المصباح الوحيد المضاء في الغرفة فاطفأه ثم خطى بخفةٍ نحو النافذة الجانبية المطلة على الشارع الرئيسي , واختلس النظر من خلف الستارة فتغيرت سحنته وبان الرعب على محياه الوسيم حين رأى ثلاث سيارات خضراء تتوقف امام مدخل العمارة الرئيسي وخرج منها عدد من الرجال اخذو يتلفتون حولهم قبل ان يدخلوا العمارة ...نظر اليها بهلع..وقال مذعوراً
"لا وقت لدينا علينا ان نهرب " التفت لحقيبتها وسارع اليها يلملم الصور ويدفعها مجدداً داخلها بفوضى عارمة اتلفت اكثرها ...ثم سحبها من ذراعها بعصبية وهو يتمتمت .."هيا بسرعة "
سألته وهو يجرها من يدها ويدخلها غرفة نومه " نهرب ممَ الان ..غابرييل؟!!!"
"انهم هنا ..اصحاب السيارات الخضراء...الخاطفون " شعرت بالذعر و استعادت كلام خوانيتا , ماذا يريد الخاطفون منه ..او منها .
كانت غرفة نومه بسيطة ومتواضعة كباقي الشقة ,ومليئة بالكتب والاوراق المبعثرة هنا وهناك وفوق مكتبه الذي وقف للحظة امامه يبحث في ادراجه عن شيءٍ ما وجده بلهفةٍ كبيرة ,كان مظروفاً متوسط الحجم سارع بدسه بين ثنايا قميصه ,ثم القى نظرةً خاطفةً على كل الأوراق التي امامه وكأنه يخشى شيئاً ,لكنه هز رأسه بحنق وتمتمت بسخط (اللعنة لن استطيع حملها كلها ) ,وتركها وسارع بالأتجاه صوب الستارة القديمة وازاحها بقوةٍ وعنف فبدت خلفها نافذة فرنسية كبيرة بحجم الباب تقريباً ,سارع بفتحها فافضت لشرفة صغيرة محاطة بسياج معدني , نظر حوله بقلق يستطلع المكان ثم قال امراً "هيا بنا."
توجه نحو سور الشرفة المعدني من الناحية المقابلة لدرج الطوارئ ,اخرج ساقه من فوق حاجز الشرفة المعدني والحقها بالاخرى فصار يقف خارجها متشبثاً بحافتها الضيقة ,ثم استدار بحذر وهو ممسكٌ بالحاجز المعدني بثبات ,ومن ثم قفز بمهارةٍ في الهواء نحو سياج درج الطوارئ القديم الموجود على بعد مترٍ ونصف تقريباً,تمسك بالحاجز ورفع نفسه بسرعة وتشبث جيداً ثم استدار نحو لونا التي ظلت تراقب ما قام به من مخاطرةٍ بذهول ...فقد قفز لتوه من شرفته نحو سلم الطوارئ من على ارتفاع اربعة طوابق ...لكن الذي ارعبها اكثر من مخاطرته ذاتها انه هتف بها مشجعاً "هيا لونا اقفزي "
نظرت له برعب غير مستوعبةٍ ما يريد منها.. هل حقاً طل منها ان تقفز بالهواء مثله و من هذا الارتفاع الشاهق ,هل هو مجنون ؟!!
لاحظ غابرييل خوفها فقال يحثها على تقليده "هيا يا باليرينا ..( اي راقصة الباليه) اقفزي " كان يعلم انها تستطيع ذلك فهي راقصة باليه رشيقة ولينة ويمكنها فعلها بسهولة ,عاد يستحثها
" هيا لونيتا اسرعي ارجوك سأمسك بك فلا تقلقي " مد يده نحوها وعيونه تلمع بقلق كبير ..فهزت رأسها برعب رافضةً الأنصياع لجنونه ,فهتف بها مشجعاً "ثقي بي "
وعندها علا صوت ضجيجٍ وصراخٍ مبهم وقرعٍ شديد على باب شقته ..."كوفييري افتح الباب .."
فنظرت لونا صوب غابرييل بذعر فصاح بها محفزاً "هيا لونا لا وقت لدينا...سيقتحمون الشقة في أي لحظةً "
فهزت رأسها باكية "لا استطيع ..."
فهتف بحدة "ان دخلوا الشقة سيقبضون عليك ...هيا لونا انتِ لست جبانة ...اعرف هذا ...ثقي بي ارجوك "
وبخنوعٍ هزت رأسها وخلعت حذاءها ذو الكعب العالي ,ثم ثبتت حقيبتها على كتفها ,وفعلت مثله تماماً ...فلم تواجه مشكلةً في اخراج ساقيها من فوق الحاجز المعدني للشرفة والأستدارة نحوه ,لكن حين خانتها عيناها ونظرت الى الاسفل شهقت برعب خوفاً من الارتفاع المخيف وشعرت بالدوار ,فتمسكت بقوة في الحاجز المعدني وبدأت تبكي مذعورة ,فهي وان كانت تجيد القفز فلم يحدث ان قفزت يوماً من هذا الارتفاع الشاهق.
فهمست بذعر "لا استطيع "
"لونا لا تنظري للأسفل ابقي نظرك علي واقفزي سأمسك بك .." لم تجرؤ على فعل ما يقوله .. لكن صوت الطرقات القوية على باب شقته ارعبتها اكثر ...فتلفتت نحوه مذعورة وهمست بوهن "غابرييل انا خائفة "
فعاد يستحثها بانفعال" هيا لونا ارجوك....لا تنظري للاسفل ..انظري لي ابقي عينيك علي واقفزي وسأمسككِ اقسم اني سأفعل فثقي بي ..ارجوك هيا بسرعة.."
تمالكت نفسها وفعلت مثلما قال لها ,اخذت نفساً قوياً ثم قفزت بكل قوتها فشعرت بنفسها للحظةٍ تطير بالهواء قبل ان تهوي, وافلتت منها صرخة مذعورة وهي ترى الفراغ تحت قدميها حيث هوت حقيبتها وارتطمت بالارض للتتبعثر محتوياتها بصورةٍ بشعة, وفكرت ماذا سيحل ان لحقت بها الآن, اغمضت عينيها واستسلمت للموت المحقق ,لكنها لم تسقط فقد اوفى غابرييل بوعده وامسكها من ذراعها ,ظل جسدها يتأرج بيده في الهواء وبقيت معلقة لا تعلم ما تفعل وهي تشهق مذعوره ,لكنه و بقوة سحبها وشدها للاعلى وجذبها نحوه وهتف بها بصوتٍ مخنق "تمسكي بي لونا " فتجرأت وفتحت عيناها وحين رأته قربها التصقت به مذعورة ,كانت انفاسها تتلاحق و قلبها يكاد يقف من شدة الرعب وهي تشعر بالفراغ اسفل قدميها لكن...
" لا وقت للخوف.".هتف بها آمراً بعد ان زادت حدة الطرقات على الباب فأدرك انهم يحاولن كسره
"اسرعي لفي نفسك حولي وتمسكي بظهري..هيا " ..ففعلت كما امرها وبدأ هو يسير فوق حافة درج الطوارئ الخارجية الضيقة,وبصعوبةٍ تمكن من الوصول لفجوةٍ في سياج الدرج أحدثها بعض الفتيان الأشقياء قبل مدة وكانت فرجةً للنجاة له ولها ...دخل منها وعندما وقف على الأرض الصلبة ,تركته لونا وارتمت على أرض سلم الطوارئ المعدنية لا تصدق انها تجلس على ارض ثابتة ثانيةً, لكنه لم يدعها تهنأ بجلوسها اذ شدها من ذراعها واجبرها على نزول الدرج خلفه بينما اصوات تحطيم الباب وتكسير الشقة تضج في اذنيهما..
حين وصلا اخر الدرج وقفا للحظة بعد ان ادركا ان الدرج لا يصل للارض ..بسرعة قفز غابرييل المسافة المتبقية والتي قاربت المترين والنصف ...ثم رفع نفسه و شعر بألم شديد في ساقيه من شدة القفزة لكن الألم كان محتملاً, فهو لم يقفز هكذا منذ ان كان فتىً يافعاً..التفت لها وقال يحثها "قفزة اخرى لونا ." ترددت للحظة فعاد يشجعها بمرح لا يتناسب مع اضطراب الموقف "اعتبريه تدريباً على الرقص"
لم تعد خائفة فهو معها سيمسكها بالتأكيد , بثقة قفزت نحوه فتلقفها بذراعيه وضمها له فتشبثت به لا تريد تركه لكنه انزلها بهدوء وهو يهمس بأذنها برقة "احسنت يا فتاتي.."
"هناك انهما هناك..."نظرا بذعرٍ للاعلى فإذا بأحد الاشخاص الذين اقتحموا الشقة ينظر لهما من خلال النافذة وينادي زملاؤه ليتبعوهم....
اطلق غابرييل ولونا ساقيهما للرياح وجريا في الزقاق الخلفي للعمارة بسرعة قبل ان يتبعهما احد , توجها صوب سيارة غابرييل التي ركنها بالشارع الخلفي لكنهما فؤجئا بعدد من الخاطفين يقفون عندها ,فاضطرا لتغير طريقهما ودخلا ممراً ضيقاً آخر بين الابنية يفضي لشارع جانبي صغير, ظلا يجريان بأقصى سرعتهما ويدخلان من زقاقٍ لأخر حتى صرخت لونا بتعب وألم ...
"ارجوك توقف .." وتهالكت على الارض "لا استطيع الجري اكثر .." واخذت تمسد قدميها الداميتين وهي تأن بشدة ,فأن كان جريها بحذاءها ذو الكعب العالي قد آلمها سابقاً ,فالجري بدون حذاءٍ مؤلمٌ اكثر...
في خضم كل ما جرى لم ينتبه غابرييل لأنها تجري حافية القدمين ,فدنى منها وشعر بالانزعاج الشديد لمنظر الدماء التي سالت من قدميها الصغيرتين...اخذ يتفحصهما بقلق ويزيل بعض ما علق بهما من شوائب ...ثم همس بأنفعال صادق...
"انا اسف حقاً ...لكن علينا ان نتابع..فقد يلحقون بنا بأي لحظة.."
"لم اعد استطيع الجري اكثر...ارجوك " قالت بألم وكان يدرك ذلك تماماً لذا أدار ظهره لها وامرها بحزم " تمسكي بي "
"لكن..." حاولت الاعتراض لكنه لم يمنحها فرصة ,فاجابها بعصبية "لا تستطيعين السير ولا نستطيع البقاء ..هيا اسرعي.."
فاطاعته بخنوع وتشبثت بعنقه فرفعها بكل يسر وعاد يستأنف سيره...ظلا يهربان لاكثر من ساعة بين الأزقة الضيقة لهذا الحي البسيط المزدحم ..حتى نال التعب منه ,فوجد قنطرة صغيرة معدة لتمر من تحتها مياه الامطار المتدفقة في الشتاء لكنها جافة الان ,فنزلا واستقرا تحتها لينالا قسطاً من الراحة بعيداً عن اعين المارة...
" الى متى سنظل نهرب.." سألته لونا بصوتٍ مضطرب "..ومما نهرب؟"
قال بأنهاكٍ وهو ينزلها عن ظهره .." لن يتوقفوا حتى يمسكوا بنا..علي ان اجد وسيلة لاخرجك من البلاد ,وبما انهم بدأوا بملاحقتنا ..فلن يكون آمناً ان تذهبي للفندق ولا يمكنك السفر عن طريق المطار.."
" انا لم احضر عبر المطار..جأت عن طريق البر..مع صديقي..."همست بخفوت
" صديق؟!! من هو ..؟؟هل هو اهل للثقة...؟؟"سألها بحدة واضحة ,فردت شارحة
" انه ..صحفي ..يدعى براد ماكنلي لقد اخبرني ان اتصل به ان احتجت المساعدة..اظنه يستطيع مساعدتنا..."
لم يستطع غابرييل ان يمنع شعوراً بالضيق تسلل اليه رافق اعترافها بأن لها صديقاً سافرت معه, لكن عليه ان ينحي مشاعره الخاصة جانباً ولا يكون انانياً فمصلحتها ونجاتها تأتي في اعلى ترتيب اولوياته ,رغم هذا خرج الكلام من فمه بحدة وغيرةٍ لم يستطع اخفاءها..
" سنناقش امر هذا الصديق فيما بعد فلربما يساعدنا ....لكن الآن ليس امامنا سوى الاختباء وقبيل الفجر سنتسلل لمكانٍ اخر اكثر امناً ,ربما يكونوا قد ملوا من مطاردتنا عند ذلك...."زفر بتعب ثم اخذ يجيل بصره بأنزعاج بأرض القنطرة وهو يفكر كيف سيقضيان ليلتهما هنا ,كانت القنطرة صغيرة ومنخفضة وقد انتشرت تحتها بعض النفايات فاخذ غابرييل يبعدها بقدمه ليهيئ مكاناً لهما ولونا تراقبه باشمأزاز من فكرة اضطرارها لان تقضي ليلتها في هذا المكان الوضيع ,كان يدرك استياءها فعلق بفتور مبرراً
" علينا ان نتكيف مع واقعنا فلا مكان اخر نذهب اليه "خلع سترته وفرشها على الارض وجلس عليها ودعاها للجلوس بقربه ففعلت مكرهة لإيقانها بصحة رأيه..اخذت تدعك ذراعيها لتزيح عن نفسها البرد الذي بدأ يتسلل لها ..فأحاطها بذراعه وضمها لصدره وقال مبرراً
"النوم بالعراء امر صعب ويجب ان نحتفظ بحرارة اجسادنا.." لم تكن بحاجة لتبريره لأنها بتلقائية التصقت به تلتمس دفأه والامان الذي افتقدته بالساعات المنصرمة ,دفنت رأسها بصدره واحاطته بذراعيها بتلقائية وهمست بأمتنان
"اعرف..ذلك......لكن ...."رفعت رأسها ونظرت له لبرهة وتابعت بحيرة".لكني لا زلت لا افهم لمَ يلاحقوننا.."
شتم غابرييل بضيق ..وكانت هذه اول مرة تسمعه يشتم فيها بكلمةٍ بذيئة..ثم تنهد بقوة وقال"اخشى ان بحثك عن الفونسو وابيك هو السبب بالاضافة لالتقائك بي..."
"لا افهم لماذا؟؟؟" نظر لها مطولاً قبل ان يقول وهو يلمس خدها المتورد بكفه " صدقيني الافضل لك ان لا تعلمي شيئاً "( ارادت ان تحتج على كلامه لكنه اسكتها بوضع اصبعه على فمها بلطف وهمس لها) لونا لا تحتجي كثيراً ارجوك ..فقط ثق بي."...
نظرت لكفه الدامي ولاحظت انحسار المنديل عنه ليظهر لها مكان انغراس اسنانها فيه ,فشعرت بالخجل من نفسها فهمست باسى وهي تتلمس كفه بحنو "انا اسفة ما كان يجب ان افعل هذا "
تطلع لكفه وضحك هازئاً واقر بتهكم" لقد فعلت ما ظننته صائباً ...ولا انكر بأنك آلمتني ايتها القطة الشرسة (وحين رأى امتعاضها تلمس خدها برقةٍ وهمس بهدوء) لا تبتئسي بسبب هذا ...سيشفى قريباً ... لكن يا عزيزتي في المرة القادمة التي يمسكك بها احدٌ هكذا ,لا تلجئي للعض فهو وان كان مؤلماً لكنه لا يفيدك في شيء...عليك بالأنف,او بضربةٍ بين الساقين " نظرت اليه بحيرة فقال "ان ضربت احدهم على هذه الأماكن فسيتركك فوراً "
تطلعت نحوه بدهشة وقالت بتهكم " لم يسبق ان تم اختطافي سيد غابرييل ...لكن شكراً على الدرس قد اجربها عليك اولاً "
فضحك بخفة وقال بإثارة.."هذا جيد لكن لا تفعلي هذا معي ابداً ...فأنا...(صمت لوهلةٍ وهو يداعب وجهها بلطف ثم همس بانفعال ) فأنا لن أؤذيكِ ابداً يا لونا ...أبداً ..ثقي بي ...ولولا خوفي عليك لما اجبرتك على المجيء معي بهذه الطريقة ...فسامحيني " وقبل جبينها بعمق ...
همست بقوة "اعرف هذا ..." ولم تعلم من اين جاءها التأكيد لكنها بالفعل تدرك انه لن يؤذيها ابداً ,نظرت له بعيونٍ بدت داكنة كلون محيطٍ غارق بظلمة الليل وافكارها تتخبط برأسها كموجه الهادر , فلو ان شخصاً اخر طلب منها ان تثق به في ظل ظروف مريبة كهذه لأبت ,فطبيعتها المشككة والمتحدية تأبى ان تطيعه.. لكن بدهشة عجبت فيها من نفسها اكثر من عجبها من كل ما جرى معهما هزت رأسها باستسلامٍ وقالت بصدق "انا اثق بك غابرييل "
زفر براحة لقولها وعاد يضمها لصدره ليحميها من رغبته الجارفة في تقبيلها اكثر وبشكلٍ حميميٍ اكثر ,فأحاطها بذارعيه القوية ليشعرها بالأمان ,ثم اغلق عينيه باستسلامٍ فبدى وكأنه غط بالنوم ,فحذت حذوه وتوسدت صدره النابض واغلقت عينيها ,وما هي الا دقائق قليلة حتى غفت على وقع دقات قلبه المنتظمة وحركة انفاسه الرتيبة ودفأ صدره المريح ,دون ان تدري بأنه لم يغفوً ابداً بل كان يفكر بقلقٍ وضيق ...
"لماذا رغب القدر بالعبث بي الآن ؟!! لماذا كان عليه ان يلقي بك في طريقي يا لونيتا لماذا؟؟!! ..بعد كل هذه السنين التي اقفلت بها قلبي وابعدت اي مرأة عن حياتي حتى لا تحزن علي ان اعتقلت او قتلت..وحتى لا تصير لي عائلة يهددوني بها ..جئت انت لتمزقي قلبي ,وتثقليه بقيدٍ يصعب الفكاك منه...لماذا اتيتٍ الآن لماذا ؟؟؟ لمَ أتيتِ يا ابنة جوليانو بليسيو الآن لمَ ؟؟"
*******************************

(الماتي .. ومعروف بالمتة وهو مشروب ساخن من فئة المنبهات يعود منشأه إلى دول أمريكا الجنوبية, وفي الوطن العربي ينتشر في عدد من المناطق كسوريا ولبنان على وجه الخصوص، وبالأخص في المناطق التي غادرها كثير من المغتربين...وهو المشروب التقليدي في الارجنتين وهو عبارةٌ عن عشبة تشبه الشاي تؤخذ من أوراق نبات البَهْشِيِّة البراغوانية وتوضع في كأس به مصاصة..)



نهاية الفصل الرابع

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ريبانزيل ; 17-04-18 الساعة 10:26 AM
ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-18, 09:39 PM   #90

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل اكشنى تخلله مغامرة ومطاردة وهربهما
غابريل انصدم لما راى الصورة وسالها ان تحكى له كل شيئ
وقدر ادرك ان لونا فى خطر كما كان والدها قبلا
هل مات والدها فعلا ؟
غابريل ماذا ستكون خطوته القادمة
هل سيقدر ان يساعد لونا على الهرب من الارجنتين
وشكرا لكى يا ريبانزل على وصف المشروب الماتى
يسلمووووووو وبانتظار القادم
الله يعطيكى العافية


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.