آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree20Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-18, 12:07 PM   #21

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ان علمت حنان ما يدور بخلدي الآن سأكون عبرة لمن يعتبر ... وما بها حنان ؟... شعرها مجعد ... اممم .. ليس كثيرا .. لكن عند اهتمامها به في الأعياد بصبغه وفرده يصبح افضل .. وهل شعر حنان المجعد سيجعلني رجل لعوب ؟... لالالا "
أغلق افكاره عند هذة النقطة وقام ليأخذ حماما دافئا قبل تناوله للغداء

دي حاجة حلوة ولا وحشة
هو بيهزر بفكره وهنعرف بعد كدة انه بيناكفها حتي في افكاره
تحياتي


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 03:46 PM   #22

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

مبارك الرواية الجد يدة بداية مشوقة واسلوبك سلس وجميل وبتناقشى افكارحلوة

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-18, 08:27 PM   #23

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
مبارك الرواية الجد يدة بداية مشوقة واسلوبك سلس وجميل وبتناقشى افكارحلوة
تسلمي حبيبتي كلك ذوق
شرف ليا انك تتابعيني


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 11-04-18, 12:30 PM   #24

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني



" خبر وفاة "



مر حوالي أسبوع علي زياد ولم يحضر للحضانه ..لم يعتد أن يتغيب هكذا أبدا فلقد اشتهر بين زملاؤه بالأنضباط في مواعيده وحضوره .. رقم والدته تحتفظ به في ملفه بالحضانة لكنها لا تريد أن تحرج نفسها .. ماذا لو كانوا أستغنوا عن خدماتها .. او نقلوه لحضانة أخري .. قطع أفكارها أتصال من وليد .. لم يتبادلوا الحديث منذ آخر مرة رغب في محادثتها بمكالمة مرئية.. ولم يتحادثا علي برنامج التواصل منذ وقتها.. لا تعرف عنه شئ ولا هو أيضا ... ردت علي الاتصال فسمعته يقول
" مرحبا بمن لا تهتم لأمري "
أجابت وهي لم تشتق حتي اليه ..
" مرحبا وليد كيف حالك ؟.. وجودي وزوجتك ؟ "
" ما هذا الحنان الفائض علي ابنتي وزوجتي رحيق .. ألا تغارين قليلا .. كيف حالك أنت وصغارك ؟ "
" حمدا لله .."
وجدها تقتضب في كلامها فسألها
" ألازلتي غاضبة مني ؟ .."
" لا .. ولم الغضب ؟ "
مازحها قائلا
" بما أنني أحفظك كرقم هاتفي .. أنا آسف ..لن أكرر ما حدث ثانية .. لكني أشتاق اليك رحيق وأنت ترفضين مقابلتي ..أنا أحبك "
استمتعت بالكلمة .. لم تشعر بها .. بل استمتعت بها تداعب أنوثتها .. لم يفعل بها أحد مثلما يفعل وليد .. هو يعلم ما تحتاجه .. حقا تحتاج للكلمات .. فقط كلمات تهون عليها وحدتها وحياتها الممله التي لا جديد فيها ..طال صمتها فقال
" هل تنامين جيدا ؟ .."
" نعم .."
تنهد قائلا
" أسهر طوال الليل أفكر بك وأنت تنامين قريرة العين .. لو تعلمين ما يفعله بي حبك رحق .. كلما تذكرتك جوار زوجك أموت شوقا لك وغيرة عليك .. أريد مقابلتك "
لم تجب فقال
" لا أعرف كيف أسيطر علي ذاتي .. كنت أعدك منذ قليل أني لن أكرر فعلتي والآن أطلب رؤيتك أعذريني رحيق .. أمنحيني شيئا .. أي شئ سأرضي به حتي لو قليل "
ردت بعد صمت طويل
" سأفكر .. أنتظر ردي ليلا .. سأهاتفك "
ثم أغلقت المكالمة وهي تبتسم .. لملمت أشيائها وتناولت حقيبتها لتلحق بموعد خروج صغارها من المدرسة.
ليلا .. بعد صراع يومي طويل مع الصغار .. من يأكل ومن يتحمم .. من يلعب ومن يكمل واجباته .. صراع دام وقتا طويلا خلدوا أخير الي النوم .. أختلت بهاتفها بغرفة نومها .. ظلت تفكر هل تحادثه أم لا .. ؟ هل تقابله أم تفتح له كاميرا هاتفها .. ! ظلت تفاضل بين أمرين كلاهما ضخم .. هي تحتاج لوليد .. هي تثق به .. هو صديق زوجها .. لا تعرف لما أتت هذة الذكري لعقلها .. أخت زوجها رحمه الله ترتب أمرا لها لا تعرف كنه .. تشعر بعدم راحة تجاهها .. هي لم تحببها يوما .. كانت تنغص عليها حياتها مع زوجها .. كانت تزيد حياتها مشقه وتعب .. من يشعر بها الآن .. لا أحد .. لا هي ولا أخويها .. هي وحدها .. وحدها

نظرت للهاتف وقد حسمت امرها بأن تحادثه مكالمة مرئية فهي لن تخاطر بسمعتها وتقابله خارجا وتعرض نفسها للقيل والقال ...
لم يشعر بنفسه الا وهو ينتفض حاملا ابنته .. ليستقبل مكالمتها .. رأي وجهها بحجابها تبتسم قائلة
" مرحبا يا أبا جودي .. ماهذا الجمال .. تبدو رائعة "
لم ينتبه أنه يحمل جودي .. وأنه يرتدي تي شيرت بلا اكمام مكشوف الصدر .. فالجو بمنزله دافئ .. فاجئته حقا بأتصالها المرئي قال مشيرا لجودي
" ما رأيك .. تشبهني صحيح ؟ .. "
" تشبهك كثيرا .. أين زوجتك .. هل أنهيت اشغالك بالمطبخ ؟ "
أخذ يلوي فمه قائلا
" نعم ..السيدة زوجتي لا زالت بالعمل .. وأنا اهتممت بالمنزل والصغيرة وما كان ينقصني استهزائك بي رحيق "
تجاهلت ما قال لتجيب
" لقد قمت بما طلبت .. حدثتك الآن وأنت غير متفرغ لمكالمتي .. "
كانت تهم بانهاء المكالة لولا مقاطعته لها
" انتظري رحيق .. "
وضع جودي جواره علي الأريكة وقال
" سريعا هكذا .. أنا لم أر شيئا بعد .. أقصد لم نتكلم بعد .. أصبري قليلا "

قاطعته بأن أغلقت المكالمة فورا وهي تبتسم من رؤيته هكذا .. وسيم وليد .. عينية الواسعة السوداء شعرة الاسود . لونه الاسمر الجذاب .. قسمات وجهه .. ما بالها تفكر هكذا .. هل الوحدة اثرت علي عقلها.. نزعت حجابها وأقتربت من السرير .. لتنهي أفكارها بالأستسلام للنوم.

أمسك ابنته وقام بدفعها لأعلي لتسقط بين يديه بقوة .. ظلت تقهقه وهو يكرر فعلته قائلا لها
" لقد كسر أول حاجز جودي .. لقد أقتربت كثيرا "
لم يكن يعلم أن كلماته وصلت لأذن زوجته .. التي أستمعت لنهاية محادثته مع رحيق دون أن يشعر بها .. زوجها سعيد .. يضحك .. يلاطف جودي بمرح وأمل وتفاؤل.
بعد أن دلفت سارة للمنزل حملت جودي منه دون تبادل الحديث معه فهي غاضبة منذ مواجهتهم الأخيرة وصياحه بها .

بعد أن انتهت من ارضاع جودي ونومها .. أستلقت بغرفتها تفكر في حياتها مع وليد .. تهادي لأذنيها صوت المياة تجري بالحمام يبدو أنه يتحمم.. خرجت من غرفتها مسرعة لتجد هاتفه ملقي علي طاولة الطعام أقتربت وأمسكت به .. فتحت محادثاته مع أصدقائة .. ثم وجدت أسم رحيق .. فتحت المحادثة .. قرأت .. شاهدت .. شهقت .. صدمت .. زوجها يتحدث الي امرأة .. يواعدها .. يطلب قربها ويتودد اليها .. ما باله لا يتقرب منها هي اذا .. هل ما تقرأه حقيقيا .. يطلبها لتكون زوجة ثانية له .. يقص عليها تقصيرها معه .. لا .. بل ورحيق تطلب منه أن يحل مشكلاته معها هي زوجته .. أتضحك أم تبك ..؟

هل يتوجب عليها الآن الضحك من كرم غريمتها ..؟ أم تبكي حبا كان لزوجها بقلبها .. ؟ يبدو أنه لن يتغير أبدا .. كانت قد علمت من أحدي صديقاتها أنها شاهدته مع امرأة من قبل .. وعندما واجهته بالأمر أجابها
" صديقتك كاذبة .. هل تسعي لهدم حياتك دون دليل .. أنا لا أواعد النساء سارة .."
في المرة التي تليها كان مع صديقتها الأخري الدليل .. كانت صورته يلف ذراعية حول امرأة ..و يضحك ملئ شدقيه..متجها الي باب مطعم فاخر بها .. لكن الآن .. هي تري بعينيها .. هي من فتحت وشاهدت وصعقت .. أمسكت رأسها متألمة .. يبدو أنك لن تتغير وليد .. وان حاولت مواجهته سيتهرب في ردوده هي تعلم مراوغته في الحديث .. سمعت صوت المياة يتوقف .. تركت الهاتف عائدة لغرفتها .. متدثرة بالغطاء حتي وجهها .. تكتم ألما وبكاءا وصدمة لم تكن في الحسبان..أختلط بكائها مع أفكارها .. لماذا تبك .. لماذا تتألم ؟

لقد كتب وليد نهاية قصتهم سريعا .. بعد ما شاهدته الآن لن تعطيه الأمان أبدا .. عليها بناية ذاتها .. وتأمين مستقبلها هي وابنتها .. عليها أن تتركه لنزواته يمرح ويلهو كيفما شاء .. استمعت لتحركاته بالغرفة .. تسللت لأنفها رائحة عطره .. اذا هو في الطريق لمقابلة جديدة .. أو ربما لمكتبه .. ابتسمت بسخرية مختلطة بالدموع .. مكتبه الآن في هذا الوقت ... ألا زالت تلتمس له عذرا لخروجه في هذا الوقت ..؟ قالت تحدث نفسها
" صبرا وليد تشكو تأخري .. تشكو جلوسك بأبنتك .. أنت لم تر شيئا بعد"
ورغم ضعفها وحبها وغيرتها .. الا أن الحقد الذي خلفته خيانته لها يدفعها للثأر منه .. ستتأخر أكثر في عملها .. ستلقي عليه مسئولية ابنته أكثر .. ستقذف عليه بالضغوط كي لا يهتم الا بهم ..بينما هي توفر المال والأمان لها ولابنتها.

لم يهتم وليد بعودة زوجته .. وجدها تتجاهله ففعل المثل ..لم يهتم هو الآخر بل سعد بذلك .. لم يعد يهتم بأمرها والنساء حوله يملئن الحياة بهجة وسرور .. بعد أن ذهبت لغرفتها توجه للحمام لينعم بمياة دافئة منعشة تهدئ قليلا من أفكاره ..شوقه للايقاع برحيق يزداد يوما بعد يوم .. هي صلبة الرأس وعليه تفتيت هذه الرأس قطعة قطعة .. وقد حظي اليوم بأول خطوة تنازلت عنها لأجله ... اليوم رآها أخيرا بعد وقت طويل منذ آخر مرة شاهدها .. اليوم هدم أول جدار بينهما .. عليه أن يهدأ قليلا .. ويخطط برزانه لينالها .. أزاح المياة عن عينيه قليلا وهو يرتب أفكاره وخطواته ليصل لما يريد مع رحيق..

أنهي حمامه متجها لغرفة نومه .. يبدو أن جودي نامت .. دلف للغرفة مرتديا ملابسه للخروج .. مفرطا في عطره .. فهو علي موعد للمرح اليوم مع فتاه صغيره تعيد الشباب لدمه ..قد بلغ الخامسة والثلاثين ويواعد فتاه في الثامنه عشر .. يريد فتاه صغيرة يلهو بها .. تهون عليه حياته الجافه مع سارة ومع رحيق أيضا .. عله يلهم بوسيلة جديدة ليستميل بها رحيق.



" نعم سما لقد عدت لبيتي "
" أيهما ؟ .."
قال كريم وهو يفهم ما يحويه كلام أخته من معان .. فقد كشف أمامها تماما .. آخر خلاف بينه وبين زوجته الثانية فضح كل شئ .. فلقد حدثتها نور زوجته الثانية مخبره اياها كل شئ .. فلا داعي الآن الي كذبة أو الي اخفاءه بعض الحقائق التي تأجج ثورة سما
" لقد عدت الي نور .. لقد حل الأمر "
ردت سما بأقتضاب
" هداك الله كريم .. أوصل سلامي لأروي الصغيرة "
" حاضر .. لابد من العدل بينهم الآن .. فكلتاهما يردن المال .. علي الأقل الأولي تكن لي الحب "
ردت سما بهدوء
" سعيدة لسماع ذلك منك .. أقترب من الله وأقم العدل ستهنأ بحياتك "
" حاضر .. أتريدين شيئا .. سلامي للأطفال .. بلغي مالك أني أصلي علي النبي "
أبتسمت سما قائلة
" سأخبره "
أغلقت الهاتف وظلت تنظر اليه .. هو أخيها .. حبيبها .. تود ألا تستمع لشكوي زوجاته الاثنتين كي يظل أمامها بلا أخطاء .. لا تنكر أنها تأثرت بما تسمعه منهن .. الأولي تتذمر من عدم وجوده معهم .. ومن قلة المال .. من علاقتهم الحميمية التي تكاد تكون معدومة .. والثانية تتذمر من قلة المال .. من عدم اهتمامه بها وبأبنته .. لتصل سما الي أمر آخر هي من تتذمر منه .. أين تذهب أموال أخيها .. ؟ انتبهت علي صوت مالك الذي يعطيها الهاتف لتجد زوجة أخيها الأولي تتصل ردت سما
" أهلا مني .. كيف حالك .. كيق حال معاذ و أحمد؟ "
قالت الأخري ببشاشة
" مرحبا سما .. "
بعد الترحيب قالت مني
" لقد تعبت من كريم سما .. يضرب الصغار دوما .. يعاملني بجفاء .. لقد تغير كثيرا معنا .. كان قد أصلح أموره معنا منذ شهر تقريبا يتعامل معنا بالحسني ..ومنذ يومان تبدل حاله .. لا مال .. لا معاملة حسنة ..أريد مصاريف درس أحمد .. يخبرني أنه لا يملك المال ."
وبدأت وصلة الشكوي التي لا تنتهي .. هي تعلم سبب تغير أخيها فلقد عاد للأخري .. هل كثير عليه أن تكون الاثنتين سعيدتين ..هي للآن لا تعرف ردة فعل مني ان علمت أن هناك اخري .. بل و عنده طفلة منها ..لا تعلم كيف سيكون موقفها أمامها وأمام أولاده عندما يعلموا أنها من ساعدته لزواجه .. ظلت سما شاردة تستمع فقط دون أن تجيب الي أن انتهت مني من كلامها فأجابت
" سأحدثه بشأن المال والصغار .. لا تقلقي مني .. قبلي لي الصغيرين "
بعد أن أغلقت الهاتف شعرت سما بالمسؤليات تتزايد علي عاتقها ...أخيها بزوجتيه .. زوجة عمها رحيق التي لا تطمئن لها هذه الأيام ..لقد قصت لها ما حدث بينها وبين وليد من رغبته في زواجها ومن طلبه لمقابلتها خارجا أو رؤيتها عبر الهاتف .. نبهتها سما من خطورة الأمر .. وأكدت عليها ألا تنساق خلف طلبه .. أنتبهت لصوت جني الصغيرة
" ألن تراجعي لي دروسي أمي .. "
استفاقت سما من شرودها .. لتتناول الكتب من ابنتها لتشرع في بدء المذاكرة



" أهلا زيزو .. لقد افتقدتك كثيرا فيم كان غيابك ؟ "
لاحظت رحيق تغير ملامح زياد .. وهي تمر بفصول حضانتها صباحا .. فوجئت به اليوم بين الأطفال . هل نقص وزنه ؟ .. لم يجب عليها فأقتربت منه ..
" ما بك صغيري ..؟ هل أغضبك أحد ... ؟"
لم يجب
مسحت علي شعره وهي تغادر لتتفحص الفصل المجاور ..مر اليوم بملل .. هي لم تتحدث لوليد من يومها .. منذ نالت تقريع سما .. لقد وافق تقريع سما هواها .. وشعرت أنها تتمادي في أفعالها مع وليد .
أنتهي اليوم .. فرغت الحضانه الا من زياد .. صرفت العامله .. ظلت بالطفل وحدهم .. لقد تأخرت علي ولديها .. سألت زياد
" أين والدتك زياد ؟ .. "
لم يجب زياد بل رأت دموعا بعينه فقالت
" ألن يحضر أحد لأصطحابك للمنزل ؟ .."

ظل زياد صامتا لم تجد بدا من احضار رقم والدته من ملفه واتصلت بها.. لقد تأخرت كثيرا علي صغارها ... لم تلق ردا ..أضطرت لغلق الحضانه وأخذ زياد معها مدرسة ولديها .. لن تستطع التأخر عليهم أكثر من ذلك ...
بمجرد أن أنصرفت رحيق حتي حضر ماجد للحضانة .. وجدها مغلقه .. جن جنونة .. فقد أصبح تعلقه بزياد مرضيا ..أخرج هاتفه ليتصل برقم مكتوب علي يافطة الحضانه أعلاها .. حتي أتاه الرد
" مساء الخير .. من معي ؟ "
أتاها صوته هادئا
" أنا والد زياد .. "
" مرحبا .. لحظات وأكون بالحضانه .. زياد معي "
أغلق الهاتف منتظرا اياها .. وجدها أمامه بثلاث أطفال .. أخذ ولده لأحضانه قائلا
" كيف حالك زياد ..؟"

لم يجب الطفل ..دلفت الي الحضانة وهي تدعوه اليها لأمر هام .. أستقر الصغار بغرفة الألعاب ..بينما دعت ماجد لمكتبها و جلست تناظره .. بادر بالحديث قائلا
" أعتذر عن التأخير .. لن يتكرر تأخيري مرة أخري .. آسف ان كنت أثقلت عليك "
نظرت له بتأن قائلة
" لا بأس .. زياد ليس كعهدي به .. اليوم لم يتحدث الي مطلقا ..عندما تأخرت هاتفت والدته لكنها لم تجيب اضطررت ان آخذه معي لمدرسة أبنائي .. "

عقد حاجبيه عابسا
" زياد يمر بمرحله صعبة من حياته .. يحتاج اليك والي زملاؤه .. والدته توفت الأسبوع المنصرم مما أثر علي طعامه وعلي حالته النفسية وعلي كلامه أيضا"
بدت صدمه علي وجهها ... ألهذا يبدو زياد ضائعا .. ووالد زياد أيضا .. لم تنتبه لنقصان وزنه .. ولا الي ذقنه التي أهمل تشذيبها .. يبدو مجهدا .. تأثرت رحيق بالخبر ..هي أيضا أرمله وصغارها أيتام ... الا أنهم بخير .. حمدت ربها أنهم بخير .. يبدو أن فقدان الأم أصعب كثيرا من فقدان الأب .. فالأم هي الحنان والأحتواء والأهتمام رغم أن فقد أحداهما يؤثر قطعا علي الصغار وهي أدري بذلك .. حمدت ربها أن صغارها لم يعانوا مثل زياد .. هي تتحمل هموم صغارها .. ماذا عنه هو .. هل سيقدر علي الأهتمام بطفله وعمله وبيته.. يا الهي
" البقاء لله .. لا تقلق سيد ماجد سأهتم لأمره .. "
أنهت المقابله .. لم ترغب أن يصله أحساسها بالشفقه .. فلينضم الي مقعد الأرامل جوارها ..أعانه الله .. أنصرفوا جميعا وأغلقت الحضانه ..عائدة للمنزل .. وهاتفها لم يهدأ من اتصالات وليد




ظل يدور في حلقة مفرغة .. عاد لمني زوجته الأولي ليلا لا يملك شيئا لها .. لا مالا ولا جهدا للعناية بها أو بأولاده الذين تمسكوا به وكأنه طوق النجاه .. هو ليس شحاذا أو رجل بلا عمل .. بل يعمل ..وعملا حكوميا يتمناه الكثيرون لكن مصاريفة الشخصية التي تتمثل في سجائره .. مواصلاته .. افطاره بالشركة التي يعمل بها صباحا أهم من بيته واطعام صغاره.. كل هذه الأشياء تقضي علي راتبه ...

بالاضافه الي القرض الذي قام به كي يتمم زواجه بنور .. زوجته الثانية ..والذي يقضي علي الجزء المتبقي من راتبه فالقرض يخصم منه شهريا .. في أول عامين من زواجه بالأخري كانوا أجمل عامين .. يهرب من الأطفال والطلبات وقلة نظافة مني ... يهرب الي نور حبيبته ..يقضي معها ليالي الأسبوع كاملة ولا يعود للأولي الا ليعطيها لمم المال لتصمت عن ثرثرتها وشكوته لسما التي كانت تجهل الكثير .. فلم يخبرها انه يبيت عند الثانية طوال الاسبوع ويهجر الاولي ..كان يخشي ان تخبرها مني بثرثرتها المعتادة هكذا كان عليه اسكاتها بالمال .. هكذا كان يظن .. كان يظن أنه ذكي .. أنه متمرس بالكذب لدرجة أن الاثنتين يصدقنه .. لكن مع الوقت اكتشف غباءه .. وأقر بذكائهن ..

فمن يظن نفسه أنه اذكي من امرأة .. ما هو الا مغفل كبير .. كان يفرغ شحنة غضبه ونقمته علي الحياة بضرب صغاره .. ما ان يستمع لاحدهم يطلب شيئا او استمع لمشاجرة بسيطة بينهم حتي يهب مسرعا لضربهم .. قد يدفع احدهم بعصبية فيصدم بشئ .. قد يصفع احدهم بقوة تتناسب مع كبر حجمه .. قوة قد تتسبب في تورم احدي عيني طفله ..سمع مني تقول
" تغير حالك كثيرا معي كريم .. لا يعجبني ما أنت فيه .."
أبتسم بسخرية قائلا
" اذا حالك أنت هو المميز مني ..ألا ترين صغارك كيف يبدون ؟ .. انظري لنظافتك ونظافتهم .. أهكذا تنتظر النساء ازواجهن .. ألا تشمين رائحتك يا امرأة ؟ "
صدمت من كلماته التي كان يلمح لها فرادي من قبل .. لم يجمعها معا بهذه الصلافة قبلا .. صدمت من طريقته المتحفزة في رده عليها .. قالت متذمرة
" أنا أعيش معك لأجل صغارك فقط .. أنا لا أكن لك الحب بعد الآن .. كنا بخير الشهر الفائت .. ما الذي جد ؟ "
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها .. تركها ذاهبا لغرفة النوم ليستلقي بملابسه كما هي .. لم يهتم بصغاره ولم يهتم بعناقهم .. لم يهتم ببناء نفسيتهم التي هو محورها فالاب قدوة فعلية لابنائه بأفعاله وليس بالكلمات او بالتوجيه .. وهم بالمثل لم يقتربوا منه خشية ضربهم .. كان يهرب من هنا وهناك بالنوم .. لقد اصبح غير قادرا علي مواجهة مشكلاته .. فالأخري تدعي ان الأمور علي ما يرام .. الا انه يشعر بشرخ في جدار علاقتهم




" هيا رحيق أرجوك .. هل سأظل طوال الليل هكذا ..أرجوك .. أنا لا أطلب الكثير .. فقط أنزعي عنك حجابك .. لا أطلب منك التعري أمامي "
هي لا تعلم لم تنساق خلف طلباته .. بعد أن وعدت نفسها ووعدت سما ألا تفعل .. هاقد فعلت .. محادثة ثانية مرئية بينها وبينه .. ثانية أم ثالثة .. لم تعد تهتم بالعد .. ظل يلح عليها
" رحيق أرجوك سأموت بردا .. هيا حبيبتي .."
كان بالمكتب بعد أن أنجز عمله .. أغلق مكتبة وهو بالداخل .. حادثها وقرر أن يفاجئها بجسده عاري الصدر .. صدمت عندما رأته هكذا فأغلقت الهاتف ... ظلت ضربات قلبها تقرع .. خوفا تحفزا ... رهبة .. حاجة ...عضت علي شفتيها .. وجدته يكتب اليها
" أنا أحتاج لهذا الآن ..أحتاج أن تشاهديني هكذا .. أحتاج لرؤيتك رحيق بلا حجاب"

ابتسمت وقد هيأ لها شيطانها أنها تحتاج لذلك أيضا وعندما عاود الاتصال ردت عليه هذه المرة وهي بحجابها ... ظل يردد أنزعيه .. أنزعيه ...أنزعيه ... وكأن الشيطان يأبي أن يفارق عقلها وأذنها ... بدأت بفك حجابها أمام ناظريه .. وهو يترقب لرؤيتها .. أزاحت حجابها .. وبدأت في فك شعرها الاسود الطويل .. كانت جميلة .. شعرها يعطيها جمالا هادئا .. أسود ثقيل يميز بياض بشرتها .. كانت ترتدي كنزة ضيقه حددت صدرها وأظهرت مقدمة نهديها .. لم تنتبه هي لذلك لأنها كانت تغطيه بالحجاب .. فاجئها قائلا
" جميلة .. آية في الجمال .. ماهذا .."

أشار علي الشاشة بأصبعه فلم تفهم .. نظرت لنفسها في مرآه بعيده ... وجدت نفسها امرأة مغوية .. تعرض نفسها كسلعة رخيصة لعينين رجل غريب ينهش جسدها .. يظهر منها مقدمة صدرها بطريقة مغوية .. شعرها اللامع يخفي جزء من وجهها ..
لم تشعر بنفسها الا وهي تغلق المكالمة .. وتبكي .. تبكي بشده .. اختبأت تحت غطائها علها تخفي بعضا من خيبتها وذلها وعارها ...ماذا فعلت بنفسي ...
أنفاسه تعلو وتهبط .. رحيق .. لابد أن تصبحي لي .. لن أتمالك نفسي كثيرا ..

لقد تعمد أن يفاجأها هكذا ليجعلها تعتاد عليه قليلا .. هي لا تمنحه لقاء .. لا تمنحه كلمة تتودد بها اليه .. وهو يريدها بشدة .. التقط قميصه وسترته ليبدأ في ارتدائها .. حركت بداخله مشاعر بدائية كان يظن أنه لا يملكها.. مع فتياته اللاتي يواعدهن أو مع زوجتة التي لا يقربها .. هي دوما بعملها الهام .. أو نائمة .. حتي ابنته لا تراها الا عند النوم .. هل يبرر لنفسه الخيانه .. لا لا هو لا يخون .. هو يريد امرأة يري فيها حاجته ... تناول هاتفه وظل يكرر مقطع خلعها للحجاب .. وظهور شعرها ومقدمة صدرها أمامه .. يكاد يجن .. سيجن فعلا... عاد لمنزله..البيت مظلم .. وصل لغرفة جودي وجدها نائمة قبل جبينها .. وأفسح مكانا له جوارها .. ثم أستلقي بجانبها .. بينما زوجته بغرفة نومهم وحيدة .. تنتظر موعد عودته ... ثم أغمض عينيه ونام سريعا ..

أستمعت سارة لصوت اغلاق الباب فعلمت بعودته لم تنتظر قربه وهي تعلم بذهابه لغرفة جودي .. هي تسير علي ما قررت فعله .. لن تواجه فقد ملت .. لن تهتم رغم تقطع نياط قلبها غيرة الا أن كرامتها تأبي المواجهة أو الاعتراف بالخيانه ..
أستيقظ علي صوت سعاله .. الساعه العاشرة .. يبدو أنه لن يذهب لعمله .. آه .. يشعر بثقل جسده يبدو أنه أصيب بالبرد جراء ليلة امس .. أنتبه لأبنته الملقاه جوارة .. وزوجته التي ليس لها أثر .. لقد تركته وأبنته لم تهتم بأيقاظه .. أو رعاية جودي ..أمسك رأسه فقد داهمه صداع لازال في بدايته قائلا
" آه .. لقد حسدتني رحيق .. فجسدي كلاعبي كمال الأجسام .."

هب واقفا متجها خزانة صغيرة للدواء .. تناول حبوب مسكنه .. وحبوب لخفض الحرارة .. واستلقي جوار جودي .. حتي شعر بالتحسن قليلا .. أحضر طعام جودي وتناول افطارا سريعا ثم ذهب ليرتدي ملابسه .. ويعد جودي للخروج .. أحضر شرائط شعرها .. صففه لها..ألبسها فستانها الشتوي الانيق .. وأغلق سحاب البوت خاصتها وأمسك هاتفه ومفاتيح سيارته .. متجها لأهم مشوار بحياته .
سمعت طرقا علي باب مكتبها ظنتها العاملة قالت
" تفضلي .."
هبت رحيق واقفة عندما شاهدته يدخل ويغلق الباب خلفه ..بهدوء .. رغم صدمتها من فعلته الا أنها كانت تخجل أن تنظر لعينية ..
" كيف دخلت الي هنا وليد ؟ .. "
" لقد أخبروني خارجا أنك لا تقبلي الأطفال ذوي السبعة أشهر .. فجئت أتفاهم مع المديرة .."
" هل جننت كيف تأتي لمكان عملي هكذا "
بدأ يسعل بقوة قائلا
" أنا مريض .. جدااا ... جئت كي أراك .. لا أستطيع السيطرة عما بداخلي رحيق .. لقد مرضت لأجلك .. أريد جرعة حنان أرجوك .."
استشعرت صدق كلامة .. أخرج الهاتف من جيبة ليشغل الفيديو الذي سجله لها بالأمس ولفه اليها قائلا
" ألتمسي لي العذر بعد أن رأيت جمالا كهذا "
فوجئ بصفعه قوية من يديها .. قابلها بصلابة .. نظر لعينيها متسائلا .. متألما .. منتظرا لتفسير ... ألم تخلع حجابها بأرادتها .. ألم تنجر نحو مشاعرها مثله ...لم تلومه هو الآن .. هو بالنهاية رجل يفعل ما يشاء أما هي ...
" كيف سمحت لنفسك بتصويري ...!"

وانسابت الدموع من عينيها .. هي لن تسامحه بل لن تسامح نفسها علي ما فعلت ..حمدا لله أنها استفاقت الآن قبل حدوث المزيد ..لقد عاندت سما .. عاندت نفسها .. عاندت الأعراف والتقاليد .. ظنت أن ذنوب الخلوات لا تكشف .. هاهي كشفت .. وكما هتكت ستر الله عليها .. سيهتك وليد سترها .. كانت مفتوحة العينين ودموعها تسيل دون توقف .. دموع كثيره علها تغسل ذنبها ..دموع ألم وحسرة ... تخاف ... نعم تخاف علي سمعتها .. صغارها ..أهل زوجها رحمه الله .. تخاف الله ..الآن تذكرت الله .. أخذت تردد
" أستغفر الله وأتوب اليه .. أستغفر الله وأتوب الية "

جلست علي كرسيها من جديد تضع وجهها بين كفيها ..لو كان حقا وليد يريدها بطريقة شرعية لتقدم اليها رسميا ..لما أنساق نحو اعتراضها .. بدأت الشكوك تتزايد تجاهه...
كان يشاهدها وكأنه يشاهد مسلسل تليفزيوني .. لم تبالغ في تقبل الامر ..
هي لم ترتدي له ملابس نوم بعد .. لم تتعري أمامه .. لم تقم بفعل فاضح ..ومن ردة فعلها أخذ طرف الخيط
" تزوجيني الآن ..."
نظرت له بأمل قائلة
" حقا وليد .."
" عرفي .. وحالا ..."

أخرج من جيبه ورقة جاهزة للأمضاء ... نظرت له بأحتقار قائلة
" غادر مكتبي الآن .. هذا الزواج زنا بشكل متحضر .. وثقت بك لأنك صديق زوجي .. ليتني لم أنزع حجابي أمامك .. ليتني لم أنزع حيائي وأتخلي عن مبادئ كنت أتمسك بها لأجلك .. غادر ولا تعد لحياتي ثانية ..."
أجابها بقوة غير آبه بالصداع الذي بدأ في العودة لرأسه
" ماذا .. وهل هناك امرأة تثق برجل لأنه صديق المرحوم .. أفيقي رحيق .. أنا لم أجبرك علي مشاهدتي بالأمس .. ولم أكن أنا من نزع عنك حجابك .. ولست أنا من تصور بغرفة نومه .. فعلتي ذلك لأجلك رحيق وليس لأجلي أنا .. أنت تحتاجيني كما أحتاجك .. أنظري الي .. هذا عرضي عليك .. اما القبول .. أو .. لن أكن وحدي من يشاهد هذا العرض ..."

خرج بعنف تاركا اياها لألمها .. التقط ابنته بهدوء من عاملة الحضانة وهم بالمغادرة عندما أصطدم برجل يفوقة طولا وعرضا .. تخلل الشيب لحيته.. اعتذر عن الصدام مكملا طريقه الي سيارته .. متجها الي العمل .. لكن ليس عمله .. انما عمل زوجته




كانت رحيق اليوم مختلفه .. حزينه ربما .. وجهها بلا تعبيرات .. عابسه .. لم يرها هكذا أبدا .. تري ما السبب .. لم يشغل باله كثيرا وهو يضع الطعام لولده .. وهو يداعب رأسه بحب .. جلس جواره يطعمه في فمه .. عاد زياد كما الرضيع .. يريد من يهتم به .. يطعمه .. يساعده في دخول الحمام .. وكأنه عاد رضيعا من جديد .. لا يتكلم .. كلها ايماءات .. حزين دوما ..

لذلك لم يعبأ برفضه لطلب والدة حنان أن تعتني بولده .. هو لا يريد أن يدلل ولده أو أن يصبح محط عناية الجميع .. هو يريد حياة طبيعية له لذلك أصر علي وجوده معه ليعتني به .. ولذلك جعله يكمل بنفس الحضانه مع معلمة تؤثر به .. وأيضا كي يتعامل بأنسيابية مع زملاؤه الذي يعرفهم جيدا ..ظل ماجد ينظر الي طفله الشارد مثله تماما ..

أنتقل ببصره الي هاتف زوجته .. لم يغلق هاتفها وكأنها لازالت علي قيد الحياة وتستخدمه .. آخر مرة وجد عليه مكالمات فائته عندما عاد للمنزل بزياد يوم تأخر علي موعد مغادرة ولده للحضانة .. كانت مكالمات رحيق .. مسح وجهه بيده ملتفتا الي زياد ... أدخل في فمه قطعة بيتزا كي يأكل .. الأمر أصبح مجهد ومكلف عليه جدا .. هو لا يملك وقتا لصنع وجبات له ولولده ... ويريد طعاما يحبه زياد فأصبح لا يدخر مالا أو جهدا في اغراء زياد ليأكل .. قضم زياد من البيتزا ... ثم انصرف بوجهه عن والده ... حمله ماجد وقام به ليجلس علي الأريكة ... واضعا اياه علي قدمة .. محتضنا رأسه الي صدره قائلا
" أتعلم زياد .. لقد أشتقت لوالدتك كثيرا .. أتتذكر كلماتها ؟ ... كانت دوما تخبرك أن الجسد كالسيارة .. كي تتحرك لابد من وضع الوقود داخلها .. والجسم بحاجة للطعام كي يعمل ويتحرك .. أليس كذلك ؟ "

لم يلق رد .. انما شعر بأرتعاشة جسد الصغير بين يديه ...أسند رأسه للخلف ناظرا للسقف قائلا
" ابك زياد ...أنت لا تتكلم لتعبر عما بداخلك ... ابك يا صغيري ...ليتني أستطيع البكاء أنا الآخر ..."
عاد لذكرياته عندما سمع صوت ارتطام جسد حنان بالأرض ترك ما بيده مسرعا عائدا لغرفتها ... وجدها طريحة الأرض بلا حراك حملها الي السرير وأستدعي الطبيب ... بعد أن غادر الطبيب بوقت قصير .. حان موعد نوم زياد .. الذي أرادته حنان جوارها الليلة وبالفعل وافق ماجد وترك زياد جوراها ...عندما عاد بعد أن طمئن والدتها القلقة عليها وتركها لتنام ...

بدل ثيابة واندس جوارها واضعا رأسها علي صدرة لم ينبس بكلمة وجدها تهدأ وانفاسها تنتظم .. أخذ يربت علي شعرها ويمسح بكفه علي وجهها ... دثرها هي وزياد بالغطاء ... لم يتركها ظل علي وضعه .. مر الوقت وهو لم ينم .. لم يتحرك قيد انمله ..ومع سكون الليل والهدوء توقفت أنفاسها .. كتم أنفاسه قليلا لينصت أكثر .. لقد توقفت أنفاسها .. ظل يمسد شعرها ويهزها بهدوء قائلا
" حنان ... حنان حبيبتي "

لم يحظ بأجابة أو حتي نفس واحد يشعره أنه علي خطأ...أبعدها عن صدره قليلا ...قام ليحمل زياد ليعود به لغرفته سريعا .. والطفل غارق بنومه .. لم يقم بأي صوت .. عاد اليها سريعا أضاء النور .. لفها لتستلقي علي ظهرها بهدوء متمالكا أنفاسه .. قلبه يخفق بعنف يتمني لو كان مخطئا .. هل فقدها .. هل فقد دفئها وحضورها حوله .. هل تركته وحده يواجه العالم حوله بحلوه ومره .. ظل يردد
" حنان حبيبتي .. حنان أفيقي "
لم تجب .. ولن تجب .... توفت حنان سريعا يبدو أنها كانت تعاني ولا يعلم .. قامت بكل شئ لأجله هو وزياد .. سهرت علي راحتهم تحملت تذمرهم .. تحملت مشاكساتهم .. ألهذا أصرت علي نوم زياد جوارها ... ألهذا استسلمت للنوم علي صدره ... ألهذا كانت ترفض ذهابها للطبيب ... كانت تشعر أنها مغادرة .. ذاهبه لعالم آخر بلا عودة ...

بعد الصلاة عليها ودفنها وذهاب الجميع عنها .. لن يتذكرها أحد .. هو نفسه قد لا يذكرها يوما ما .. هكذا النهاية ...كانت تتنفس علي صدره .. وانقطعت أنفاسها علي صدره ...ظلت رهبة الموت تطارده منذ وفاتها ... ورهبة تربية زياد بمفرده ... زياد الذي تبدل حاله .. وعجز معه علي استرجاع صوته وحياته فقد تأثر كثيرا بفقدان والدته .. هو طفل يحتاج حنانها واحتوائها ومرحها .. لم يكن له سواها
أفاق من ذكرياته علي سكون جسد زياد بين يديه .. أعتدل في جلسته حاملا زياد لغرفته واضعا اياه في سريره .. ماسحا عنه دموعه ...مستلقيا جواره في هدوء يتنافي مع ما بداخله من عواصف وحزن وافكار مشعثه هو نفسه غير قادر علي ترتيبها


noor elhuda likes this.

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 12-04-18, 10:16 PM   #25

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 15-04-18, 12:37 PM   #26

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
New1

الفصل الثالث



" طلب زواج "



عند وصوله لعملها رآها تجلس علي مكتبها ..فهي تعمل كسكرتيرة في مركز طبي كانت تعمل به منذ بدايته مع أكثر من طبيب بمواعيد مختلفه .. منذ الثامنه صباحا وحتي الثامنه مساءا .. بعد وضعها لجودي أخذت ما يقارب من الثلاثة أشهر جوار ابنتها ومن ثم طالبت بالعوده لعملها .. فهو مستقبلها .. أمانها .. هي تخشي الغد .. فدوما تحرص علي ملاقاته قوية .. لم تنتبه وهي تبني قوتها تدهس غيرها للوصول لمبتغاها .. ابنتها التي لا تراها الا عند النوم .. تتركها وتذهب .. لا تعرف هل سيكون وليد معها .. ام ستتركها لجارتها التي لم تنجب للآن رغم زواجها منذ خمسة اعوام .. فرأت سارة انها الانسب للعناية بطفلتها وقت غيابها .. ان غادر وليد صباحا لعمله تترك جودي لجارتها .. وان لم يغادر بسبب نومه لا تهتم بايقاظه وانما تترك جودي بهدوء وتذهب لعملها مغيظه له بتبجح ...لا تهتم لأي شئ ...فالأهم هو انتقامها منه ومن خياناته التي لا تنتهي .. اهم شئ هو المال .. المستقبل .. الامان ...ومن قال ان الامان في المال .. ومن ضمن لها هذا ...لم تنس يوم ولادتها كانت تري نظراته للممرضات .. لم تنس ابتسامته المستمتعة عند وقوع نظره علي مفاتن احداهن.. ملت منه وملت من تجاهلها للأمر .. هي أكبر من أن تقارن نفسها بنساءه .. هي أكبر من أن يهينها زوجها بالنظر أو مكالمة أو ملامسة أخري .. هي بالطبع أحلي وأجمل من أي انثي قد تلفت أنظار زوجها ..

أنتبهت لصوت بكاء ابنتها التي يحملها وليد أمام باب الأستقبال .. نظرت لهم بأبتسامه .. اقتربت منهم قائلة وهي تلامس وجنتي جودي...
" حبيبتي ... الفستان رائع .. ألا يوجد شكرا جوجو لماما التي انتقته لك .."
ثم أخذتها من والدها تقبلها ...ظل صامتا ينظر اليها ...واجهت نظراته بالتجاهل فقال
" ألا يوجد شكر لوالدها ..من نظف وصفف و ألبس ... "
قالت وهي تتلفت حولها تخشي أن يراها الدكتور ذو النوبه الصباحية
" ما الذي أتي بك الي هنا وليد ... أتيت لأفتعال فضيحة لي بعملي "
نظر اليها ببرود واضعا يديه بجيبي بنطاله الجينز الثمين قائلا
" لا .. لقد أحضرتها كي أذهب لعملي .. منذ أن انتظمت انت بعملك وانا أكاد أكون عاطلا بلا عمل .. أعذار دائمة لعملائي .. وعملي الصباحي استنفذت اجازاتي منه ... أخبريني سارة .. عمل أيا منا اهم ؟ انا أم أنتي ... من المنوط بتربية جودي والعناية بها أنا أم أنتي ...أخبريني متي تراك ابنتك ؟ .. بل متي أراك أنا ؟ "
كانت كلماته هادئة باردة ... لم يكد ينهيها حتي أدار لها ظهره مغادرا بمنتهي الهدوء.

هكذا وجه لها ضربته ... هكذا انتقم من برودها الذي لا نهاية له .. لن يفيد معها الكلام .. لابد من صفعه قوية لتهتم بأبنتها هو لن يطلب منها ترك العمل ... هو سيجبرها علي الاعتناء بجودي .. جودي فقط فهي لم تعد شيئا بالنسبة له... هو لم يقربها منذ وقت طويل بل لا يراها .. عملها .. كيانها .. مالها .. هو فقط ما تفكر به ... ابنته دوما معه او عند جارتهم .. هو شاكر لجارتهم في الحقيقه لاعتنائها بطفلته لكن المبادئ .. القيم ..الاخلاق.. ممن ستتشربها من جارته ..ذهب اليها اليوم ليلقي عليها بالمسؤلية قليلا رفقا بابنته ... ويبدو ان المشوار معها طويل لتفهم اولوياتها.
كانت تستشيط غضبا مما حدث..لا تستطع أن تنسي تغيره معها .. هما متباعدان .. كلا يمضي في طريقة .. كلا يأذي الآخر بطريقته .. هي لا تشعر بالأمان حيال وليد .. تباعده عنها مخيف هو حتي لم يحاول استمالتها نحوه .. او مصالحتها .. او حتي مشاكسة لطيفة للتقرب منها ..الهذا الحد اصبح العيش معها مستحيل !.. أمن حقه الغضب ؟.. ماذا عنها هي وهي تعلم بخيانته لها ... بدأت جودي في البكاء ... لا بل الصراخ ... يبدو أنها جائعة ... من أين ستحضر لها لبنها الخاص .. ماذا وان كانت تحتاج لتغيير حفاضها ...يا الهي ماذا فعلت بنا يا وليد .. ظلت تضرب الارض مجيئا وذهابا تهدهد ابنتها علها تصمت حتي خرج الطبيب من غرفته قائلا
" ما هذا سارة .. هي عيادة أم حضانة ؟ من هذه ؟ ... أبنتك ..."
نظرت للأرض فأكمل قائلا
" ما الذي أتي بها الي هنا ؟.. "
اجابت جودي هذه المرة بصراخ لا ينته .. فقالت سارة
" آسفه دكتور .. أواجة ظرفا عائليا طارئا "
" سيتعطل العمل .. انتي صاحبة مكان ولك نسبة علي كل شئ .. أرجو ان تنتبهي لذلك سارة "
ردت بأرتباك
".. هل يمكن ان استأذن ساعتين فقط .. .. أعتذر بشدة "

التقطت حقيبتها وفرت هاربه من أمامه.. لولا أنها الفترة الصباحية والمتوافدين من المرضي ليسوا كثيرا لما وافق الطبيب .. أوقفت سيارة أجرة عائدة للمنزل سريعا .. مرت علي جارتها وتركت لها جودي مسرعة الي اعلي لتحضر مستلزمات ابنتها .. عادت بعد لحظات لتقذف الحقيبه التي تحتوي علي مستلزمات جودي لجارتها قائلة
" أعتذر لك بشدة عندي عمل هام ... لا أستطيع أن أوفيك حقك .. شكرا لك "
وغادرت مسرعة حتي لا تهدر من وقتها اكثر من ذلك في حين نظرت جارتها في أثرها قائلة
" لا تقدر نعمة الله عليها ... ألا تدري أن هناك من يشتاق لصراخ طفل يؤنس وحدته "
ثم نظرت لجودي مقبله عينيها قائلة
" اضئت بيتي جودي ... اشتقت اليك "
ثم اغلقت باب شقتها لتعتني بالصغيرة وحدها ...



لم تمر سوي بضعة شهور حتي شهدت والدة حنان معاناته بين ولده وبين عمله وبين الحضانه ... هزل ماجد كثيرا .. ينهك نفسه بالعمل نهارا .. لا يسمح لأحد بمساعدته في تربية ولده .. لقد وصل معه الأمر للتملك .. للخوف عليه من كل شئ واي شئ .. حياته كلها تدور حوله .. شعرت بذلك والدة حنان في زياراتهم الاسبوعيه لها ... وهي تراه يطعمه وتراه يساعده في دخوله الحمام .. تري نظراته التي تتبع زياد أينما ذهب .. ظلت تتذكر محادثتها معه
" أنت تنهك حالك يا ولدي مع زياد .. أتركه لي ..سأعتني به جيدا أقسم لك "
كانت تتمة كلماتها دموع .. لم تتمالك نفسها فحنان وحيدتها توفت تاركة ابنها الصغير وحده في هذا العالم المتسع .. تركت ولدا وزوجا حائرا متألما وحيدا..ليس له احد توفت والدته منذ زمن ووالده واخته بالخارج .. لا يستطيع أكمال مهامه وحده ..مسحت دموعها وهي تري نظرات ماجد الزائغة .. تعلم انه يحبها .. تعلم ببعثرة حياته الآن هي لن تنكر أنه أفني نفسه ووقته حول ولده فقط ...هي تحبه .. لم يتبقي من ابنتها سوي ماجد حبيبها .. وولده الصغير .. قالت وهي تدير وجهه بيديها لينظر لها ...

" ماجد حبيبي .. تزوج .."
عبس ماجد مندهشا ان يصدر هذا الطلب من والدة زوجته رحمها الله ... لو كانت والدته علي قيد الحياة لما طلبت منه هذا المطلب .. هو يحب زوجته ومخلص لها .. يقسم أنه مازال مخلص لها .. لا زال يدعو لها في صلاته بالرحمه ... لازال حمل ولده ثقيل علي عاتقيه .. لازال قلبه ينبض الما لأن قلبها توقف قبله ... اخذ نفسا عميقا ملأ صدره قائلا
" انت من تطلبين ذلك أمي... لا أستطيع ... من التي يمكن أن أئتمنها علي زياد غير حنان .. أهناك من سيخاف عليه مثلها .. أهناك من سيهتم به مثلها .. هل سيحب زياد أحدا مثلها .. أأ .... أنا..."
لم يكمل كلماته التي فاضت بالعذاب .. لولا انه قدر الله لتذمر وملأ العالم بشكواه .. لكنه أمر الله الذي لن يرد...

نظرت له بحب مستشعره ألمه .. ثم قالت بواقعية رغم حزنها
" يجب علي أنا تحديدا أن اقول هكذا كلام .. لابد أن تستفيق بني .. وذلك لأني والدتها... وانت ولدي الذي لم أنجبه لن أرضي أو أفرح بعذابك .. لا تظلم نفسك وزياد معك ماجد ... لابد من وجود امرأة بحياتكم .. تخدمكم وتسهر علي راحتكم ... ولدك يحتاج أم لتعبر معه هذه المرحلة الخطرة من عمره ... لا أريد جوابا الآن .. فقط فكر في الأمر ... لولا مرض عمك لما قصرت في المجئ اليكم ابدا .. وانت لاتريد تركه معي .. فكر بني .. فكر قليلا "

بعدها تناولا الغداء ثم عاد برفقة ولده لمنزلهم .. كانت تري حيرته .. تري رفضه لكلماتها .. تعلم ان الأمر ليس سهلا علي محب .. ولكنها سنة الحياة وعليه ان يمضي قدما بها .
ظل ماجد يتذكر كلمات والدة حنان مفكرا في الأمر بعد عودته للمنزل .. كيف يتزوج هكذا بسهوله .. نظر لزياد الذي جلس امام التلفاز صامتا كعادته يشاهد فيلما كارتونيا ... جلس جواره قائلا
" ما رأيك ان نخرج سويا غدا .. سنذهب لمكان لم تره من قبل .. تحتاج لأجازة وأنا أيضا ..."
نظر زياد لوالده عابسا ... ظل يحرك رأسه يمينا ويسارا ...لم يفهم ماجد ما يعنيه زياد ... فقال
" لا تريد الخروج معي ..."
اومأ بنعم ...فقال ماجد
" أتريد الذهاب للحضانه غدا ؟ ... "
انفرجت أسارير طفله متابعا بأيماءة رأسه .. أبتسم ماجد أخيرا عندما علم أن طفله متعلق بالحضانه و علي ما يبدو بمالكة الحضانه ... سأله ماجد مباشرة
" انت تحب مس رحيق زيزو ..!."
اومأ الطفل برأسه ... فهم ماجد ما يعنيه طفله ... وما كانت تعنيه والدة حنان .. ووعي اخيرا ان معها كل الحق في ان زياد يحتاج لأم بديله عن امه ... ليتعلق بأذيالها كأي طفل سوي.... الطبيب دوما يطمئنة أن الانفراجة قريبة ... أن ولده لا يعاني أي أمر عضوي يمنعه عن الكلام ..ولكن الأمر نفسي و عليه بالأهتمام به .. حتي أصبح تعلقه بزياد مرضي يبدو أنه من يحتاج لطبيب نفسي .. يحب ان يكون زياد تحت نظره دوما .. لا يغفل عنه للحظة .. ينام جواره .. هو من يعتني به .. قد يكون يزيد الأمر سوءا ولا يعلم .

بعد مرور عده أيام ... علم من عاملة الحضانه بالصدفه ان رحيق ارملة ... سأل عنها في محيط منزلها كانت طيبة السمعة ... وبطريقته الخاصه علم أن لها أخوان يسكنا بالقرب منها... علم انها تعتمد علي نفسها في تربية صغارها فأعمار اولادها تتقارب مع عمر زياد ... لقد وقع اختياره علي رحيق فهي ام لطفلين ذكور وقادرة علي تربيتهم وقادرة علي الامساك بهم بقبضة من حديد ... يعلم جيدا مدي تعلق زياد بها وانها قد تؤثر ايجابا في تخطيه هذة المرحله من عمرة .. وقد تكون سببا في عودته للكلام ... ظل يجمع معلومات لا بأس بها عنها .. علم انها رفضت العديد من الرجال من طلبوا قربها والزواج منها ... كان معظمهم طامعين .. هو لا يكن لها مشاعر ... هي مقبوله بمظهرها وحجابها المحتشم ... مقبوله اجتماعيا .. لها دخلها الخاص ولها املاكها الخاصه ... تحب زياد وهو لا يريد اكثر من ذلك ... زياد هو من يهتم لأمره... تكالبت عليه الكلمات .. كلمات والدة حنان .. كلمات الطبيب .. وتوالت عليه الأحداث هو لن يستطيع ان يكمل باقي حياته في دوامة الخوف المرضي التي يحياها مع ولده .. لابد ان يحظي زياد بحياة طبيعية .. لابد ان يخرج من عبائته ويواجه الحياة ويتعلم منها ...ظل يفكر ويفكر قائلا بهمس
" ولم لا ؟ " .



اختفي وليد منذ آخر مرة كان بمكتبها ... ظلت تتقلب علي جمر ذنبها ليل نهار ...تخشي أن يمس سمعتها بسوء .. هو قادر علي ذلك ...قادر علي جعل حياتها جحيم ... ماذا لو ارسل التسجيل المرئي لأخويها ... او لأعمام ولديها ... ماذا وماذا ... ظلت تستغفر في الأيام الماضية وتدعو الله من قلبها ألا يعاود الاتصال بها مجددا ... كانت تعلم انها مجرد هدنه من وليد فهو مثابر جدا في هذه الامور ... يكفي انه لازال يبقي علي امرأته رغم انه ليس بحاجه لها ... تري .. لماذا لم يطلق وليد زوجته للآن ؟.. هي لا تصدق انها من تمنعه عن ذلك ... لماذا يبقي علي زوجته وهي كما يصفها لا تهتم لأمره وهو لا يهتم لأمرها .. يخبرها انهم لا يتفقوا علي شئ .. بينهم فجوة تتسع شيئا فشيئا .. لماذا اذا لم يحدث الطلاق ! .. توصلت الي ان وليد يخدعها ...منذ البداية وهو يخدعها هو لن يتزوجها رسميا ولا كزوجه ثانية كما كان يدعي وقد أتضحت نيته في طلبه الأخير لزواجه منها عرفيا ... حدثت نفسها
" آه منك وليد ..ذاك كله مخطط للايقاع بي ... وأنا كما الغبية انسقت وراء كلماتك وطلباتك ...ليتني ما فتحت الكاميرا ... ليتني ما وثقت بك "

دموعها بدأت بالتساقط مجددا .. تخشي من تهوره ...ليس لها احد تلقي علي عاتقه سرها وخذلانها من نفسها أولا ... هي بحاجه لرجل ... رجل يسترها ...هي حقا بحاجه لرجل .. هي لم تحيا كأنثي من قبل حتي مع زوجها الراحل .. لم يشبع رغباتها كأنثي كان يأخذ دوما ولا يعطي ... فكرت ساخرة .. يكفي أنه أعطاها ولدين من صلبه ... تأففت ممسكة رأسها .. صداع مجددا .. يكاد لا يفارقها هذة الأيام ... ..عند اقتراب موعد اغلاق الحضانه خرجت من مكتبها تلملم حاجياتها لتغادره... صرفت عاملة الحضانه ولم يتبق سوي زياد كالعادة ... بقي دقيقتان علي موعد والده الذي لم يخلف موعده أبدا منذ أعطاها كلمته بالالتزام... وجدته مقبلا عليها.. رحبت به قائلة
" مرحبا سيد ماجد .. "
ثم نظرت لزياد مداعبة شعره قائلة
"زياد متفوق بدراستة انا سعيدة من تفوقه هذا .. وأود مكافئته "
نظر اليها ماجد بتفحص ... قائلا
" وكيف ستكافئينه؟ "
مطت شفتيها قائلة
" بما يرغب .. اخبرني ماذا يحب لأكافئه فورا "
نظر اليها ماجد بتمعن قائلا
" أود محادثتك رحيق بأمر هام "
تحولت نظراتها الشغوفة لمعرفة ما يحبه زياد الي نظرة تعجب من الغاءه الألقاب ..ما الذي يرغب محادثتها بشأنه ؟..قالت
" خيرا سيد ماجد "
اصرت علي تمسكها بكلمة سيد لتسبق اسمه لتجبره علي احترامها
شعر بالحرج منها وفهم ما ترنو اليه .. هي لن تقابله خارجا حفاظا علي سمعتها والآن موعدها مع اطفالها ... فقال مختصرا
" أريد الزواج منك رحيق ..."
التعجب الذي علا قسماتها جعلته يخفض صوته قليلا قائلا
" فكري في الأمر بروية رحيق .. انا أحتاج لأمرأة ترعي شئوني ويحبها ولدي ... لست طامعا .. ولا اتلاعب بك .. ان وافقت سأتقدم رسميا لأخويك .. "
لم يلق منها ردا سوي تصلب نظراتها وجسدها .. لوح زياد لها بيده ليغادر أما والده فرمقها بنظرة أخيرة ثم أدار لها ظهرة ممسكا بكف ولده مغادرا .. هكذا بكل بساطه ألقي في وجهها طلبا للزواج ليشتت ما تبقي من أفكار تملأ عقلها ..




" سأطلقها يا سما .. ألا تخجل من قلة نظافتها .. ألا تخجل من عدم أهتمامها بأطفالها .. "
تأففت سما وهي تقول عبر الهاتف
" لا علاقة بين نظافتها وبين مصاريف بيتك .. من يلبي احتياجات صغارك اذا ! "
" ليس معي مال سما .. نفذ راتبي .. هي لا تهتم سوي بالمال .. المال فقط لا يهمها زوج او اطفال تبحث دوما عما تشتكي منه"
قالت سما بهدوء
" ليس المال فقط كريم .. لقد اعترفت بنفسك قبلا أنها تحبك وأنها من اعتنت بك أثناء غضبك من نور ..اعتني بزوجتك أشعرها بأهتمامك .. سيتغير الكثير .. "
ظلت تحاول اقناعه وتهدأته ..لقد سئمت حقا .. سئمت من مشكلاته التي لا حصر لها .. وملت من التكرار .. أغلقت سما الهاتف متأففه ثم انتبهت لزوجها الذي عاد من عمله ..
" ألا يوجد لدينا سوي اخيك وزوجتية سما ؟ .. بدأت أتيقن أن العيب به هو وليس بزوجتيه "
هي تعلم أن مع زوجها حق ... أتي مالك يحتضن والده تبعته اخته جني ... تقبل وجنتيه ...
" أري أن الحل أن تقذفي بهذه الهموم والمسؤليات علي والدك ..كيف للآن لم يخبر والده عن زوجته الثانية وعن طفلته منها"

لقد نصحت أخيها كثيرا وهو لم يهتم ..
" هو ليس طفلا عصام .. هو رجل في الخامسة والثلاثين من عمره عليه أن يدير حياته كيفما شاء ... أنا .. أحتاج للخروج .. هل يمكن أن نتغدي خارجا اليوم ..."
نظر لها متفحصا هو يعلم زوجته عندما يتغير مزاجها ..
" لبيك يا زوجتي العزيزة .. أستعدوا سريعا فأنا أكاد أموت جوعا " .
دلف الي المطعم بعائلته ..طلب الطعام المفضل لصغاره وجلس يداعبهم حتي يحضر الطعام .
يوم ممطر .. قطرات صغيرة تترقرق فوق زجاج سيارته الامامي .. سيارته التي كانت ارثا من والده .. وأيضا منزله الذي يحيا به مع سارة .. توفي والده قبل لقاءه بسارة .. تاركا له بيتا وسيارة وحياة كريمة .. لم يحظ أعمامه بشيئا من الارث فهو ولده الوحيد .. مما أغضبهم .. وذلك كان سببا في مقاطعتهم له .

لم يذهب وليد لعمله اليوم بكامل ارادته .. استيقظ باكرا في موعده مرتديا ملابسه مغادرا منزله مبكرا .. ظل يجوب الطرقات بسيارته .. يسير بها يتأمل الناس والنساء .. ظل يتذكر حبه لسارة وارتباطه بها .. تذكر ولادة جودي ومدي سعادته بقدومها .. كان وقتها يحب زوجته لكنه لم يستطع ان يخلص لها .. هو يحب النساء .. يحب مفاتنهن .. يحب تمايلهن .. أصابعهن .. التفاتتهن .. يحب كل شئ فيهن .. ينظر لأصابع أقدامهن .. هل يعتلي أظفارهن طلاء فهو يعشق الطلاء الاحمر .. هل اقدامهن نظيفة .. رفيعة .. منحوتة .. يبدو انه مبتلي بحبهن .. أهدر وقته و لم ينتبه الا بأقتراب موعد مكتبه .. صف سيارته أمام مطعم ليتناول غداءه ..دلف داخل المطعم ليجلس به قليلا حتي موعد عمله .. احتاج لفسحة من الوقت ليفكر جيدا في حياته ..شعور غريب تسلل اليه من مرأي الأسر وهي تتناول غدائهم سويا .. انتبه وهو يبحث بين الناس الي صديقه عصام الذي لم يره منذ زمن طويل .. لا يعرف أخباره .. يبدو أنه تزوج وأنجب مثله .. ظل يتابع صديقه واسرته ..نظر وليد مستغربا ... عائلة .. لصديقه عائله ويخرجوا سويا لتناول الطعام .. اذا أين عائلته هو ! .. سارة وابنته التي تباعد عنها في سباق للعند يتباريان فيه هو وزوجته ... هو لم يتأخر يوما علي عمله منذ ذهب بجودي لعملها .. يستيقظ قبل زوجته ويخرج ويعود بعد عودتها .. لا يراها .. لا يتحدث معها ان صادفها مستيقظة.. حتي رحيق أمهلها وقتا لتفكر بعرضة ...وابنته تباعد عنها تلقائيا بسبب انتظامه في عمله ..لكن لا يخلو يومه من مكالمة لتلك .. أو لقاء مع أخري... كان يستمتع علي طريقته .

فوجئ عندما شاهد زوجة عصام منتقبه .. عصام لم يكن ملتحي او فقيها في الدين .. لم يكن من المتشدقين بكلمة حلال او حرام .. دوما كان شاب عابث .. هكذا كان يراه .. كيف يقع اختياره علي زوجة منتقبة .. شاهدهم يقفوا للمغادرة .. هم هو الآخر ليغادر ..اقترب منهم بهدوء ممسكا بذراع عصام قائلا
" شباب الجامعة .. سباق السيارات .. عصام ابو العزم ..."
التفت عصام الي صديقه الذي اشتاق له منذ زمن ..
" وليد منصور .. يالها من مصادفه .. كيف حالك يا رجل"
انتبهت سما الي زوجها الذي تأخر عنهم بعدة خطوات .. شاهدته مع رجل يبدو صديق قديم .. وجدته يسلم عليه ويلحق بها .. سألته
" من .. ؟ "
أدخل هاتفه بجيبة بعد أن تبادلا ارقامهم هو و وليد مجيبا بأبتسامه
" صديق قديم ... قديم جدا سما .. هيا بنا"





الجو باردا .. أمطار غزيرة اضطرته للعودة الي منزله متأففا .. هل من العقل أن يترك النظافه ويأتي لهنا .. أن يترك العقل الراجح ويأتي حيث التخلف والجهل المتشعب بين ربوع عقلها وبيتها .. هكذا هو يراها دوما .. لولا الأمطار التي أعاقت حركة المرور لما جاء الي مني .. دلف الي منزله لم يجدها وجد طفله الصغير أمامه يبكي متألما .. أمسك كفه ثم تركها مصدوما .. يا الهي .. يد ابنه مشوهه سأله بغضب
" من أحرق يديك هكذا ؟ .. "
رد الطفل متلعثما
" معاذ .. "
" وكيف ؟"
خشي الطفل من غضب والده أجاب علي الفور
" لقد ألقي الزيت الساخن علي يدي "
اقشعر جسده مغمضا عينيه .. ثم صاح مناديا بقوة
" معااذ .."
خرج معاذ من غرفته خائفا
" نعم يا أبي .."
لقد وجده هو الآخر يتألم .. واتضح له أنه ايضا يشكو من يده .. ما الذي يجب عليه فعله الآن ..من أين أتوا بالزيت الساخن ؟ .. علم أن زوجته أعدت لهم الطعام .. وتركت الزيت علي الموقد .. وخرجت .. هو حتي لا يعرف أين هي .. حقا أين هي ؟..في هذا الطقس الممطر وليست بالبيت .. تذهب وتعود ولا يعرف عنها شيئا ...حمل الاثنان وذهب بهم للصيدلية .. أعطاه الصيدلي مرهم للحروق .. ظل طوال طريق العودة يحاول مهاتفة زوجته مني .. لا تجيب .. يكاد يجن ما الأمر الهام الذي جعلها تترك اطفالها وتذهب لأجله ؟ .. وتمتنع أيضا عن تلقي أتصاله .. تري ما هو الشئ الأهم منه ومن صغاره..عاد للمنزل بولديه .. كرر اتصالاته بها..وما من مجيب .. ذهب للحمام .. نظر لحمامه .. لبيته .. لأطفاله .. ما الذي اوقع نفسه فيه .. الأوساخ بكل ركن بالمنزل .. ورق ملقي علي الارض .. كوم صغير من التراب مكوم جانب الباب .. الحمام لا يرقي ان يكون مرحاض عام .. ملابس ولديه ملقاه علي السرير .. علي الأرض .. خزانة الملابس مفتوحة يخرج منها ملابس صغاره .. لا فرق بين نظيف او متسخ ...

لم يكد يخرج من الحمام حتي وجدها امامه .. قال بغضب
" اين كنت ؟... "
ردت بتأفف
" عند زوجة أخي ... ابنها مريض "
أمسكها من ذراعها بقوة قائلا
" طالما قلبك حنون لهذه الدرجة .. لماذا لا تهتمي بأطفالك من باب اولي ! "
لم تكد تفتح شفتيها لتتكلم حتي ساقها كما تساق النعاج متجها بها الي ولديه
" أنظري الي أطفالك ... الي أيديهم .. لقد قذفوا بعضهم البعض بالزيت الساخن ...الذي تركته أمامهم دون ان تخفيه عن اعينهم .. تتركي أطفالك الصغار دون رعاية و اهتمام ...لتهتمي بزوجة أخيك وابنها .. اليس لديك عقل يا امرأة .. !"
دفعها لتسقط جوار ولديها .. مصدومة مما خلفته افعالها .. لم تقصد ..لم تكن تقصد حقا ...هدر بعنف
" ماهذا .. أهذا مكان صحي يحيا به أطفال !.. أنظري للأوساخ العالقة ببيتك .. أنظري لملابس أطفالك .. تبا لك مني .. كيف أخترتك .. كيف تزوجتك ؟ تبا لك ..."
قذف بوجهها دهان الحروق .. قائلا
" اهتمي بأطفالك .. وببيتك .. هذا آخر تحذير .."
غادر صافقا الباب خلفه بقوة .. ظلت تبكي وتحتضن أطفالها .. عندما انتهت من تحضير الطعام لم تنتبه أن تخفي الزيت عنهم .. فأتصال زوجة اخيها أربكها .. كانت تحتاج اليها ورضيعها يصرخ ألما ولا تعرف ما به .. تركت ولديها علي الفور للذهاب اليها .. ظلت تردد
" لم اقصد .. حقا لم اقصد "
لم تقصد أن ترتب بيتها .. لم تقصد أن تعتني بأطفالها .. لم تقصد أن تجيب علي هاتفها .. كل شئ لم تقصد .. متي ستقصد وتهتم اذا .
رغم الأمطار التي منعته عن زوجته الأخري .. الا أنه اتجه اليها مسرعا وكأنه يحتمي بها من مني وأفعالها .. أخرج المفتاح من الباب واغلقه خلفه .. عالم آخر .. لا يعرف ان لم يكن متزوج من أخري أين كان ليذهب !.. الشارع .. قطعا الي لشارع .. دلف حيث النظافه والرعاية والاهتمام .. نور كانت النقيض لمني ..في كل شئ .. التعليم .. رجاحة العقل .. الطبخ .. الأهتمام ببيتها وزوجها ... هبت واقفه عند سماعها صوت مفتاحه اقتربت منه قائله
" حمد لله علي سلامتك كريم "
بدأت بخلع سترته .. اشتمت رائحة منزله الآخر عالقه بها.. قالت ساحبة اياه الي الحمام
" حمام دافئ يزيل تراب الطريق .. حتي اعد الغداء حبيبي " .
اغتسل وبدل ملابسه بأخري نظيفه ذات رائحة طيبة

هذا دوما هو الفارق .. كمن يقارن بين الشاي واللبن بين نقاء اللبن ببياضه وضياءة .. وبين الشاي بسواده وتعكره ..دوما يقارن بينهن بين هذه وتلك .. هو سعيد مع نور .. ما ينقصه معها هو ان يقضي علي تسلطها الذي كان من صنع يديه .. بعد زواجهم بدأت بمساعدته بكل شئ .. ايجار الشقة التي يقطنوها الآن.. تساعده بالمال لتلبية احتياجات أولاده من الأخري .. تنفق هي علي البيت .. نظافة وطعام ومستلزمات ... وبدأ هو يتنحي شيئا فشيئا حتي بدأ في طلب مصروفه اليومي منها .. أو يتركها تدفع أجرة مواصلاتهم وهم في طريقهم للعمل سويا فهم يعملان بنفس الشركة.. هكذا بدأت نور تتغلغل داخله .. حتي اصبحت كل شئ واعتمد هو عليها في كل شئ ...هو يخشاها .. يخشي ان تخبر والده عن زواجهم .. أو تخبر مني .. هو لا يحب أن يبرر افعاله لأحد .. لا يريد أن يغلق والده صنبور مساعداته له .. نهاية هو يريد كل شئ .. يريد مساعدة والده .. يريد زوجاته الاثنتين الأولي لتتولي تربية أولاده .. ويحتاج الثانية كواجهة مشرفه في عمله .. ويريد السعاده أيضا .. التي تمزق اشلاءا حتي يحصل عليها تمدد علي الأريكة هو حتي لم يسل عن أروي ابنته الصغيرة فلينعم قليلا بالهدوء..

وجد نور تقترب منه قائله بغضب
" هناك خاتم آخر اختفي من المنزل كريم "
نظر لها بجمود دون ان يرمش له جفن
" و ..."
قالت شبه صارخة
" من اخذ الخاتم الاول اخذ الثاني .."
عدل من جلسته منتبها لها فقد فهم ما تعنيه .. بل أدركه منذ أن تفوهت بأن هناك شئ اختفي وكأنه هو السارق الوحيد في هذا الكون .. نظر لها بهدوء
" طبعا أنا ... لن تفكري كثيرا .. أو تشكي بأحد فدوما الجاني حاضر لتلتصق به كل التهم ...وهل تعتقدي أني لم ألبث حتي أسرق خاتم آخر ولم يمض علي عودتي للمنزل الا أيام ..."
وضعت يدها علي أذنيها محركة رأسها يمينا ويسارا
" كفي .. لقد مللت من الكلام .. من سيسرقني اخوتي ..أم أبناء أخوتي .. فسر لي أرجوك .."
قال شاردا
" لا .. بل انا ..."
نظر لها بقوة ثم هب واقفا معلنا نهاية الحوار معها ..مغادرا بهدوء .

انتهي الفصل الثالث قراءة ممتعه



noor elhuda likes this.

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 17-04-18, 12:44 AM   #27

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 17-04-18, 01:33 AM   #28

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-18, 12:36 PM   #29

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رىرى45 مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
شكرا ريري حبيبتي


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 18-04-18, 12:45 AM   #30

memogoog

? العضوٌ??? » 328112
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 365
?  نُقآطِيْ » memogoog is on a distinguished road
افتراضي

💐💐💐💐💐😍😍😍😍😍💐💐💐💐💐💐😍😍😍😍😍

memogoog غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.