آخر 10 مشاركات
هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          قلوبٌ محرّمة على النسيان *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بقايا بلا روح - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree20Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-18, 01:14 PM   #51

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded:


الفصل السابع




" بين مطرقة وسندان "




صباحا
غادر وليد بهدوء دون اثارة ضوضاء حولها ..بعد أن ظل يراقب ملامحها طوال اليل بعد نومها .. تأمل وجهها الحزين حتي بعد أن حجبها عن الواقع قليلا بكلماته الأخاذة .. وأحتوائه اللامحدود .. كانت بين يديه سارة الرقيقه كما عرفها دوما .. سارة المطيعة التي توجته علي كل الرجال ملكا .. يتسائل هل ضاعت من بين يديه لطول صبرها عليه .؟. هل استكانتها الآن معه انتظارا لعودة جودي فقط .؟. هل حزنها علي جودي هو ما يجعلها تناسق خلف أوامره .. هو لا يعلم .. انما ما يعلمه هو أن عودة ابنته ستضع كثيرا من النقاط حول علاقتهم .

توجه لمنزل عصام بسيارته .. جلس عصام جواره قائلا
" صباح الخير وليد .. مستعد يا صديقي ..."
أجاب وليد بأمل أخذ يزداد في صدره ..
" نعم .. مستعد ..."
انطلقا بالسيارة الي وجهتهم .. ودع عصام صديقه معانقا اياه قائلا
" عد سريعا بابنتك وليد .. تماسك صديقي ولا تيأس .."
اطمئن عصام علي صديقه بوصوله الي داخل المطار عائدا بسيارة وليد الي منزله .
هبط وليد من الطائرة .. قدم اوراقة متحدثا بالانجليزية .... ضابط الجوازات لا يتهاون معه في الأسئلة .. اسئلته كثرة وحازمة .. لولا سلامة اوراقه وثباته في الجواب لما مر وليد داخل الاراضي الكورية .. هل مرت رقية وزوجها بهذه الصعوبات عند وصولهم .. لماذا اختارت كوريا بالذات التي تبعد الكثير والكثير عن وطنه .

التقي مازن صديق عصام خارجا .. تبادلا السلام .. مازن انسان خلوق و هذا ما لمسه وليد منذ رأته عيناه .. رجل اربعيني هادئ الملامح .. رحب به مازن بقوة مصطحبا اياه الي الفندق كي ينال قسطا من الراحة قبل البدء في رحلة البحث




وجدت نور رجلا ضخما يقطع طريقها وهي تسير نحو مكتبها صباحا ..انه زميلها محمد .. نظرت له مني بترقب .. سمعته يقول
" صباح الخير نور .. أود التحدث اليك قليلا .. هل تسمحين لي .."
فطنت لما يريده منها .. يبدو أن كريم من أرسله ليحل الأمر بينهم .. مر للآن خمس وعشرون يوما علي مشاجرتهم .. كل يوم يرسل لها رسالة حب وهيام وهي لا تجيب... كل يوم يرسل اليها باقة زهور علي برنامج الواتس آب ليستميل قلبها وهي لا تهتم ..هو يمشي علي خطتها كما رسمتها مستقيما دون اعوجاج...هي لا تراه فقد أصبح عمله ليلا .. يتدرب علي عمل يختص بالصحة والسلامه في الشركة .. فهي لا تراه كذي قبل .. نظرت الي محمد بهدوء قائلة بأقتضاب
" بخصوص ..!"
أخرج محمد يديه من جيبي بنطاله .. عاقدا ساعديه أمام صدره قائلا
" كريم ..."
أومأت برأسها مستجيبه لما يريده .. توجهت الي مكتبها وهو خلفها .. كان المكتب شبه فارغا ... فالوقت مازال مبكرا .. فهي تخرج من بيتها مبكرا بسبب موعد حضانه ابنتها ... تذهب بأروي الي الحضانه .. ومنها الي عملها فتصل قبل الجميع .. أما محمد فورديته الفجرية تضطره للمجئ فجرا .. ذكرها فراغ المكتب الآن بأيام انقضت بينها وبين كريم .. كم مرة لامسها هنا ... كم مرة قبلها بمكتبه ... كم مرة كشفت جزءا من جسدها له لتثير غرائزه بين اروقة الشركة خلسه من الجميع ... لتجعله كالعجين الغض بيديها ...انتبهت علي صوت محمد يقول بعد أن جلس قبالتها
" أنا وسيط خير بينكم نور .. ان كنت تودين الطلاق والانفصال فلا مكان لي الآن .. أنا لن أتدخل بينكم للهدم .. بينكم طفله يجب أن تحل الأمور لأجلها .."
نظرت نور الي محمد بتمعن قائلة
" أشكرك لتدخلك محمد .. انما الأمر أكبر بكثير مما تظن ..."
قال دون مواربة
" لقد أخبرني بأمر الخاتم .. وأنك أتهمته بالسرقة ..."
انتبهت لما فعله كريم .. لقد فتح بابا للثرثرة في مقر عملهما .. هي لم تخطط لذلك .. فهي تخشي علي صورتها أمام زملائها ...لكن طالما هو من بدأ فليتحمل اذا .. قالت
" أنا أطمح في حياة سعيده مع زوجي ... أود أن أمتلك الشقه التي استأجرها الآن .. أود تعليما أجنبيا لأبنتي ... أود حياه كريمة ...أريد أن أشعر بزوجي يغدقني حبا ومالا وأهتماما ... أتعلم أني من أقوم بدفع أيجار منزلي محمد ... مصاريف حضانة ابنتي ... حتي تنظيف منزلي أنا من أنقد من تساعدني بعمل البيت مالا ... هو لا يعرف ملابسه النظيفه هذه التي يرتديها ...كم تكلفني نظافتها ...هو لا يهتم .. يهتم بالأخري كيف يطعمها كيف يسكت فاها كي تغض الطرف عن عدم وجوده معها ومع أطفالها ... لقد مللت محمد .. وتعبت .."
قال بجديه
" اذا أنت تريدين العدل "
قالت مكمله حديثه
" بل أقل من العدل ... أنا وابنتي اثنتان فقط .. أريد ايجار شقتي وحضانتها وأنا كفيله بالباقي .. أريد التزاما بعهده أمامك ... أريده أن يحترمني ويحترم عائلتي ... لقد قصصت الأمر علي اخواي .. الأمر الآن بين أيديهم .. ليجلس معهم ويتفق .. من جانبي لقد مللت الأمر حقا .. ولكن رجوعي اليه او أي اتفاق بيننا هو لأجل ابنتي .. لا أريد لها أن تبتعد عن والدها "
تأثر محمد بكلماتها كثيرا .. فطن لما تريده .. فأنهي مقابلته بها وهو يعدها أن الأمر الآن يخصه وأنه سيفعل ما بوسعة لرأب الصدع بينها وبين كريم ..

خرج من مكتبها ليتصل بكريم ويخبره بما تم
مستكملا حديثه
" أري أن الأمر سيحل أن شاء الله .. هي تريدك أن تتعهد بدفع ايجار منزلك وحضانه ابنتك .. لكني أشعر أيضا أن الأمر له علاقة بالغيره من زوجتك الأخري كريم .."
قال كريم مقتضبا
" أعرف ..."
وتذكر قبل أن تعكر صفو حياتهم بأمر الخاتم أنه تحدث مع زوجته الأولي بمنزلها .. ولأول مرة منذ تزوجا فلقد طلبت منه نور أمران .. ألا يهاتف الأولي ببيتها .. وألا يجامعها أبدا ...طالما يرغب بالتودد والتقرب منها.. لم تكن مجحفه بأمر ألا يجامع الأولي .. فقد اشتكي لها مرارا عن عدم نظافتها وشعوره بالنفور منها .. فهو لا يجامعها بأعترافه .. فما كان منها الا أن أخذت وعدا بذلك .. فهي تخشي الأمراض كثيرا..
" وما رأيك محمد ..؟ "
فكر محمد قليلا
" أري أن تمتثل لما تطلب كريم .. زوجتك لا تطلب الكثير .. وبالنهاية العدل بين زوجاتك سيرفع عنك الكثير من الحرج أمامها ... أه امرا آخر لقد طلبت أن تحدث أخيها .. لقد قصت ما حدث بينكم الي أخويها لكنها أخبرتني أن تتحدث مع الأصغر ..."
أبتسم كريم .. هو يعرف أنها تهتم بصورتها كثيرا .. هي لن تخبر أخويها بما بينهما أبدا .. و ان أخبرتهم ستقص مشاكل عادية .. ليس لها علاقة بالسرقة ... هو يعلم زوجته جيدا كما تعلمه هي .. يحفظها ككف يده .. يعلم أنها لم تغير رتاج المنزل .. ويعلم أنها لم تخبر أحدا من أخوتها بتفاصيل شجارهم ...

وأزادت ابتسامته اتساعا عندما فطن أنه أقترب من العوده لمنزله .. أقترب كثيرا
" شكرا لك محمد .. آسف أن كنت أزعجتك فأنت صديق مشترك بيننا وأعلم أنك تريد الخير لنا..أشكرك لتدخلك لتحل الأمر أنت أكثر من أخ .. سأكلم أخيها الآن ..."
أنهي حديثه مع محمد .. وهاتف سما ليخبرها ما حدث .. فكانت صدمتها بأن قالت
" ماذا .. حل الامر .. ألم تقل زوجتك أنها تود الطلاق .. ألم تلمح أنها ستخبر والدك بزواجك منها .. ألم تتهمك بالسرقة .. وهل ستأمنك علي نفسها وبيتها ثانية .. أحقا ما تقول كريم ؟.."
قال بصوت ضاحك
" هدأي من روعك سما .. انها زوجتي التي أحفظها عن ظهر قلب .. هي تريد أن تكسبك بصفها .. وتريد أن تكسب محمد ايضا .. وتريد تذللي لها ..وقد حظيت بما خططت .. فلتنتظر ما أخطط أنا له "
شعرت سما برأسها يوشك علي الانفجار .. ما هذا .. هل هؤلاء زوجين .. كلا منهما يخطط للآخر.. وهل هذه حياة .. قالت
" سوف أغض الطرف عن استعمال زوجتك لي .. سأغض الطرف عن تخطيطك أنت الآخر لتثأر منها ..لكن اسمعني جيدا كريم .. علاقتك بنور ستنتهي عاجلا ام أجلا .. هي ستظل تشك بك .. وأنت ستظل تشك بها .. هي عائده اليك لسبب وأنت ايضا .. مع جهلي بأسبابكم... هل ستشعران بالأمان لبعضكما .. هل هذه ستكون حياة سوية تحيا فيها ابنتكم .. أعذرني أخي ..أنا لا أريد أن أعرف مشكلاتك ولا أريد التدخل بحلها .. وأطلب من زوجتك عدم مهاتفتي .. عقولكم أكبر من عقلي .. دناءة نفوسكم أكبر من خبرتي بالحياة .. عذرا كريم لقد أستهلكت حياتك مني الكثير .. لقد مللت حقا "
ثم أغلقت الهاتف .. هذا ما كان يريده كريم .. سما .. فلتبتعد عن عالمه الاسود .. فلتبتعد ببرائتها عن ثأره .. وعن تمثيله .. وعن كذبه .. لا يريدها تعرف شيئا عنه هو أيضا لا يريد تأنيبا منها .. يريد ان يحيا كما يريد بلا ضمير .. بلا قلب .. بدون أحد يرده عن أفكاره وأفعاله المنحرفة .
عاد للمنزل .. لم يجد زوجته ولا طفليه يبدو أنهم عند والدها بالأسفل .. دخل وجلس حيث الظلام .. ظل يفكر ويفكر .. هو لا يحب نور .. يعلم أنها تريد مسخا لزوج أمام الناس .. كي لا يشمت أحد بها أنها تأخرت في الزواج ثم تزوجت وتطلقت .. أنجبت بعد وقت طويل من الزواج وستصبح ابنتها بلا أب .. هو يعلم كيف يعمل عقلها .. ونفذ لها ما أرادت .. سما لم تكن تفيده هذه المرة في الرجوع لزوجته ... بل كانت تقف موقفا صارما ربما أقوي من نور ذاتها .. أضطر الي أقحام أحد أصدقائه بالعمل كي ينجح الأمر فهي تخشي علي مظهرها ولن تفضل أن يطول الأمر .. وبالفعل حدث ما توقع .. أخرج هاتفه ليطلب رقم أخيها .. لينه الأمر مع زوجته ويعود لثأره منها .

" لا اقبل أن يلزمني أحد بما ينبغي علي أنفاقه علي بيتي يا علي ..ان وجدت بيتي أو ابنتي تحتاج شيئا لن أبخل عليهم به .. أخبر أختك بأني عائد الي منزلي غدا .. أخبرها أن تكون بشوشة الوجة .. أن تتعامل معي بأحترام أنا زوجها .. أخبرها أني آت لأني أشتقت ابنتي التي أراها بالعمل كالأغراب .. الأمر منته .. أنا لن أحدد مبلغا أنفقه عليهم .. لكني أعدك ألا أقصر في حقهم "
هذه الكلمات أنهي بها كريم محادثته مع علي .. أخو نور الأصغر .. والذي أنتبه من مكالمته أنه لا يعرف شيئا عن الخاتم ..كل حديثه عن البيت والمال وأنه يجب أن يساعد أخته في الانفاق .. وهكذا تأكدت شكوكه ..أنها لم تخبر أحدا بما حدث بينهم .. لازال أمر رتاج الباب الذي أدعت تغييره .. وهذا ما سيعرفه غدا بنفسه ..

في اليوم التالي ذهب لعمله والأفكار لازالت تتداخل برأسه .. دوما مشكلاته مع نور تنتهي بخروجه هو من المنزل .. وكأنها تخبره أنها طردته من جنتها .. تخبره بأن يذهب للأولي كي يتأدب ويشعر بفضلها عليه .. هو لم ينس كلماتها له عن أنه عديم الرجوله .. عديم النخوة .. لا يؤتمن علي مال أو بيت أو أبنه.. لن يغفر لها تفاصيل حياته التي أصبحت تلوكها الالسن بفضل صديقه محمد .. الذي أخذ يثرثر هنا وهناك .. أستمع لكلمات مؤلمة تقال خلف ظهره فور وصوله للعمل
" كريم زوجته من تنفق عليه .."
" اه كريم المتزوج من نور .. لقد سرقها .."
" كريم الذي تشتري له زوجته ملابسه ويعيش عاله عليها"
هكذا أصبحت حياته الشخصية مشاعا للجميع .. هو يلقي عليها كل اللوم ..
لن ينسي لها ما فعلته مع سما .. ليس استعمالها .. أو أنها أستمالتها لصفها .. وانما تشويه صورته أمام أخته التي بنت بينها وبينه جدارا من البرودة والعزلة .. لا ترد علي اتصالاته لقد حاول محادثتها بالأمس واليوم فلم تجب .. لن يغفر لها بعده عن الله الذي كانت سببا فيه .. استمالت قلبه .. جعلته يخلع رداء ايمنانه بلمسها وتقبيلها وهي لا تحل له بعد .. رتبت له كل شئ .. لا ينس كلماتها
" أزل لحيتك كريم .. أنا لا أحبها .. "
وبالفعل أطاعها وتم الأمر ... وعندما تذمر أنه اشتاقها بالحلال ظلت تطارده بأمر القرض .. أخبرها أنه يدين لله بحرمانيته .. وأنه سيأذن بحرب من الله ورسوله اذا فعل .. لن ينس ردها
" نحن سنتزوج به كريم .. "
وبالفعل تم الأمر .. وعندما أخبرها بأن سما لن تقبل أن يتزوج ثانية .. وأنها لا تقبل بفكرة الزواج الثاني .. وأنها لن تقبل بأن تأت معه لخطبتها لا ينسي كلامها
" استدرجها .. فاتحها مرة .. ثم اخري .. ثم اخري .. حتي تستجب لك .."
وبالفعل تم الأمر

منذ عرفها وهي تخطط .. تعرف جيدا ما تسعي اليه .. بل وتناله .. بصبر صياد .. يرمي بشباكه وينتظر ... لم يكن يري الأمر بهذه الصورة من قبل .. بل الآن اتضحت أمامه بعد أن أصبح هو بين شباك صيدها هذه المرة .. تحيك حوله وتغزل ... وتنتظر أن يفعل ما تريد ثم تسحب شبكتها سعيدة بما نالته ... لن ينسي لها استغفاله .. لن ينس أمر بكارتها .. هو الآن يشك بأبنته .. هل هي ابنته حقا .. ألم تتغنج له قبل الزواج .. ألم تكشف له جسدها في عملهم .. وما أدراه لعلها فعلت المثل مع غيره .. كانت مراجل من النيران تتقد داخله .. وتزداد .. وألسنه اللهب داخله تزيد .. سيثأر لشرفه .. لكرامته .. سيثأر لكل القيم والمبادئ التي تخلي عنها لأجلها .. هو لم يسرق شيئا .. لم يسرق خاتمها .. لا هذه المرة ولا المرة التي تسبقها .. لقد فعل الكثير من المحرمات ..الكثير والكثير حتي أظلم قلبه .. لكنه حقا لم يسرق شيئا .. لم فعلت كل ذلك .. ما الهدف وراء ذلك .. هو لن ينسي شيئا لها .. فقد ثقلت كفه حسابها وعليه ان يخفف وزنها قليلا بالانتقام..




أغلقت الباب خلفها .. نظرت اليه .. وجهه لا ينذر بالخير أبدا .. نظرت الي زياد الذي لازال يحتضن ماجد قائلة
" الي غرفتك يا صغيري .. أود التحدث مع بابا قليلا .."
ثم تبعت كلماتها بقبله علي خده ... بعد مغادرة زياد ..مرت من أمام ماجد متجهه لغرفة نومهم ليحظوا ببعض الخصوصية .. أمسكها من ذراعها بقوة يمنع مرورها من جواره .. سائلا بغضب
" أين كنت ؟.."
صدمت من سؤاله .. تماسكت .. التفتت اليه قائله
" ذهبت مع الصغار لأوصلهم .. ثم الي الماركيت لأشتري أشياءا للمنزل "
ثم أشارت تجاه الباب حيث تقبع حقائب بلاستيكية تؤكد صدق كلامها ...قال من بين اسنانه ولا زال مشددا علي ذراعها
" وأين ذهبت بعدها .. ساعتين منذ شرائك الأشياء .. عندما دخلت لشارع جانبي أين ذهبت؟ .."
أنتبهت الآن لما يشير اليه ... هل يظن بها سوءا ..هل كان يراقبها .. هل أمر سفره للعمل كان كذبا .. هل يشك بها وهي التي تحفظه في وجوده وعدمه .. ليتها ما زلت .. ليته ما عرف بزلتها .. كلماته الغاضبة آلمت قلبها الذي غرق في حبه .. لم تراه من بين دموعها قائلة بضعف
" تراقبني .. تتتبع خطواتي ...بظنك أنت ماجد أين كنت؟ .."
لم يجب .. بل أزدادت قوته وهو يهزها قائلا
" اخبريني أنت .."
قالت بضعف أكثر
" وهل تظن أنني سأذهب لفعل شئ مشين ومعي ولدك "
مال عليها هامسا
" لقد فعلتها قبلا .. وبين اطفالك .."
اغمضت عينيها ودموعها تسيل .. لا تستطيع ايقافها .. الكلمات تؤلم وكأنها وخزات ابر تنغرس في لحمها .. اااه.. لقد آلمها .. ان كانت تظن أن ابتعاده عنها .. وتجاهله لها مؤلم .. فقد كانت مخطئة .. ان كانت تتمني أن يتكلم ليخرج ما بصدره ليصفو .. فقد كانت مخطئة .. فكلماته الآن كانت أشد من المطارق ثقلا .. واشد من النيران حرقا .. بل اشد الموت الما... لم تجب... لم تتحرك .. ليته ما تكلم .. ظلت مغمضه العينين وقطرات الدمع تسقط رغما عنها ..هو يقتلها ببطئ .. يستلذ بعذابها .. ينتقم منها بخطة مدروسة ليضعضع أمانها معه

ظل ينظر اليها بقوة .. هو لن يتسامح معها .. لن يتغافل عنها .. ستبقي تحت ناظريه دوما .. يكاد يموت كل يوم وهو يتذكر مقطع الفيديو .. لقد كانت غبيه لفعلتها ... وكان يخشي غبائها فتعيد الكرة ثانية مع أي أحد ... لا يستطيع أن يمنع نفسه من الشك بها .. والترقب الدائم لأفعالها ...لقد زج نفسه بين نيران رجولته .. وخوفه علي ولده

" لقد هاتفتني عاملة الحضانه لتخبرني بأن هناك مشكله تخص طفل هناك .. أخبرتني أن والديه معه ويريدان محادثتي بشأن ابنهم .. كنت قد أنتهيت من شرائي مستلزمات المنزل فذهبت اليهم .. كان زياد بالخارج مع الأطفال حتي انتهيت من حل الأمر بمكتبي ... لتتبين صدقي من عدمه .. سل زياد عل صدق حديثه يهدئ من روعك..."
ترك يديها فور سماعه ما قالت ..هدأت مرارة أفكاره عند معرفته أين ذهبت .. وهل غفل عن طريق الحضانه .. لقد كان شارعا جانبيا الا أنه يؤدي اليها ..أعطاها ظهره يخفي عنها خجله مما فعل بها وبنفسه .. وهل تخيل رحيق تواعد رجلا تذهب اليه بولده .. الي أي حد تطرف بفكره .. لا يريدها أن تشهد ندمه فقال سريعا
" لم تخبريني قبلا .."
قالت بصوت متألم منخفض
" لم اشأ أن أزعجك فقد كنت علي سفر .."
التفت سريعا اليها يقول بغضب وكأنه وجد وسيلة اخري لتفريغ غضبه بها
" أنا رب هذا البيت .. كل خطوة .. كل حركة .. لا بل كل هفوة لابد أن تخبريني بها .. لا تكلفي نفسك بالاتصال .. يكفي رساله تنتظرين ردي عليها ..فأنا لم أكن لأجيب علي اتصالك .."
.. ثم غادر سريعا .. لا يعرف الي أين سيذهب .. ولا كيف يهدئ من ارتجاف قلبه الذي أصبح علي الهاوية .

قبل الظهر بقليل انتبهت الي جرس الباب .. وعندما فتحت وجدته حارس البناية يعطيها الحقيبه التي غادر بها ماجد صباحا .. أخذتها وأعادت ما بها الي خزانة ملابسه ..
بعد ساعتين استعدت هي وزياد للذهاب لمدرسة صغارها ... توجها نحو الباب .. فوجدوه يفتح ويدخل منه ماجد يليه ولديها .. هل ذهب للمدرسه وأحضرهم !.. هل تعتبر هذا صلحا ..! هي لن تقبل صلحه علي كل حال .. بدلت ثيابها وأعدت الغداء .. وكعادته ذهب للسرير لينام قليلا .. لن تفعل ككل مرة اليوم .. عليه أن يعترف أنه اخطأ بحقها .. هو لم يثور أو يصرخ أو حتي يرفع صوته اليوم .. حتي زياد لم ينتبه لهم ولم يعرف ما الذي حدث بينهم ..زوجها هادئ الطبع حتي في مواجهة مشكلاته ..حكيم حتي وهو مخطئ ..بالنهاية هي السبب فيما هو عليه الآن .. اقتربت من السرير .. همت بالنوم جواره ..فقام من جوارها .. أوقد الأضاءة ..جلس علي طرف السرير معطيها ظهره قائلا
" عمتي وابنتها آتيه لزيارتنا غدا .. أستعدي لأستقبالها "
أعتدلت جالسه ... عمته وابنتها .. هذه الفتاه الباردة الفارغة .. لم تنس نظراتها لها اثناء عقد قرانهم .. وكأنها اختطفته منها .. لم يكن زفافا بل عقد قران حضرته عمته وابنتها واخويها وزوجاتهم فوالد ماجد وأخته بالخارج .. لم يحضروا .. ستأتي لها هويدا هنا .. .. في بيتها .. بدأ الشك يسكن قلبها .. هل سيستبدلها بأبنة عمته .. لا لا .. فلقد كانت أمامه قبلها ولم يفعلها .. وماذا ان فعلها الآن بعدما تبين له سوء اختياره لها .. فهي ليست امرأه شريفه.. تتحدث مع الرجال بطرق مشينه .. تتخفف امام رجل غريب من حجابها .. هل يكرهها ماجد .. هل تصدقه عندما أخبرها أنها هنا بسبب زياد .. هل هي مجرد مربيه لطفله .؟.. يا الهي !.. هي تخشي ذلك .. تخشي أن تكون ابنة عمته ندا لها في قلبه .. قلبه .. وهل تظن أنها في قلبه .. هو حتي لم يخبرها أنه يحبها .. أخبرها صراحة أنه يبقيها لأجل ولده .. اذا فقلبه فارغا وبأمكان ابنة عمته أن تسكنه الآن ..

في اليوم التالي

بعد أن كانت تحاول معالجة الأمور بينهما .. تتدلل .. تحاول التقرب منه .. بعد أن كانت تحب ذلك وتستمتع به.. شعرت بالأمس أولي خطوات تباعد بينها وبينه .. وخاصة بعد مراقبته لها .. هو لا يثق بها .. قتلها هذا الشعور .. و هاهي بالمطبخ تعد الحلوي والعصائر لأستقبال عمته وابنتها .. تشع غيرة قبل أن يحضرن ..
رأته يخرج من غرفة نومهم .. يرتدي قميصا نبيذيا يتناسب مع سمرته .. مع بنطال من الجينز اسود اللون.. رائحته التي تذيبها شوقا اليه تسبقه.. اشتاقته حقا .. تدفع عمرها كله مقابل عناقا واحدا بعدما أعترفت لنفسها بحبه .. ألم تكن تنتوي التباعد منذ قليل .. الآن من رائحة عطر تذوب .. هل تعاني من أنفصام بشخصيتها.. فلتمر الآن من أمامه تتصنع السقوط كي تسندها ذراعيه القوية ... لالا هذه الحركة امتلأت بها افلام السينما .. لابد أن تبتكر .. كانت تنظر له وهي بالمطبخ .. كان يرتدي ساعته الأنيقة .. مشذب الذقن .. لامع الشعر .. هو دوما جذاب بطلته وبعينيه التي تقتلها عشقا.. عادت من شرودها علي صوته مرحبا بعمته .. وابنتها هويدا ..بعد أن جلسوا جميعا .. خرجت لتقدم لهم العصير ... ما ان وضعت الصينية حتي نظرت لهويدا ... أهذه هويدا حقا !.. ألم تكن بحجاب .. ماهذا الأحمر والأخضر الذي تضعه علي وجهها ؟.. هل تعتقد أنها ستحظي بزوجها بهذه الطريقه .. هي لا تعرفه اذا .. لقد أوشك علي طلاقها لأنها تعرت فقط من حجابها أمام رجل واحد .. فما بالها هي بما تفعله بنفسها أمام جميع الرجال بالطرقات.. هي لا تعرفه حقا..
" اهلا بك عمتي .. شرفت بزيارتك .. ما الأمر هويدا .. تزدادين جمالا يوما بعد يوم "
هل ألقي عليها أحدا دلوا باردا من الماء المثلج .. ضغطت علي أسنانها حنقا .. جمال .. هل يسمي هذا التلطيخ جمال .. يبدو أنها لن تجلس كثيرا معهم فلقد أثار حفيظتها الآن ... قالت لمداراة حرجها
" أهلا عمتي .. كيف حالك هويدا .."
" بخير .. أهلا بك رحيق "
مر الوقت بطيئا .. شعرت بالملل من جلستهم .. حاولت أن تكون لطيفه لكنها لم تستطع ..كانت تري تقرب هويدا من زوجها .. وكيف تحاول الألتصاق به .. وكلما جلس زياد جوارهم تحمله علي قدميها لتنعم بقربه ... تقدم له الحلوي وتتجاهل وجودها تماما .. تبادلوا الحديث جميعم وهي تقوم علي خدمهم .. لم تظهر امتعاضها .. ولكنها كادت أن تنفجر من معاملة ماجد لهذه الهويدا..
سمعتها تقول
" كيف حال عملك ماجد ؟.."
أجابها مبتسما .. ابتسامة لم ترها منذ زمن .. غمازة صغيرة أرتسمت علي خده الايمن .. تقاسيم وجهه المحببه تكاد تقتلها ..لا تعرف أتتغزل به .. أم تخنقه جزاء ما يفعل الآن .. يبتسم لهويدا .. ويعطيها ظهره ليلا ..
" بخير .. حمدا لله"
" كنت أعرض عليك عملا خاصا معي .. سأفتتح محلا شبيها بالسوبر ماركيت .. أحتاجك معي ..تنظم لي الحسابات .. وتجهزه لي بنظام حديث يضمن السهوله والسرعه في التعامل مع الأسعار والمنتجات .. ستكون شريك لي ..ما رأيك ؟ "
أبتسم ثانية .. هل هو ابلها اليوم .. أجاب
" دعيني أدرس الأمر .. وان لم نتشارك لن أمتنع عن منحك خبرتي لتصلي لما تريدين بمشروعك .."
هل يعدها بأنه داعما لها .. اذا لن تنتهي مقابلتهم اليوم امامها بل سيدعمها ايضا حيث لن تراه
سمعت عمته تقول
" كيف حال والدك ماجد .. وسمر كيف حال عملها ؟ "
أجاب ماجد مبتسما
" بخير حال عمتي .. أحادثها علي فترات .. ترسل سلامها اليك والي هويدا "
لم تستطع أخيرا الا أن تتثاءب بمنتهي البرود أمامهم .. فقد ملت من هذه الكلمات فقالت العمة
" هيا بنا هويدا .. لقد أخذنا الوقت يا ابنتي.."
قامت رحيق علي الفور .. وكأنها ترحب بمغادرتهم .. وقف ماجد جوارها .. ليودع عائلته ..
بعد أن غادروا .. تركت الصغار يتجهوا كلا الي غرفته وهمت مسرعة الي غرفتها .. شرعت بفك سحاب بلوزتها الوردية .. لتزيحها بعنف .. لحق بها مسرعا .. أغلق الباب خلفه قائلا
" ألم يخبرك أحد من قبل أنكي عديمة الذوق ؟"
ردت ببرود
" بل قليلة الذوق .. لقد ضايفتهم لا تكن ناكرا للجميل .."
ثم استدارت لتخلع عنها تنورتها البيضاء .. لقد كانت اليوم مثل الشمس التي تضئ المكان .. تنورتها الوردية التي تناسب بياض بشرتها وسواد شعرها .. تنورتها البيضاء التي اضفت سحرا خاصا علي جسدها .. كانت ساحرة .. عينيها الواسعة كانت تقص الحكايا ..الكثير من الحكايا ..
" لقد أحرجتهم وأحرجتنا .."
أجابت وهي تتناول قميصا قطنيا بأكمام ليتناسب مع هذا الوقت من العام .. قائلة
" هم من أحرجوا أنفسهم .. ألم تري هويدا وما تفعله بنفسها .. تتقرب منك ولا تهتم لوجودي .. كان ينقص أن تجلس علي قدمك .. ألم تر وجهها وزينتها كالبهلوان .. أين حجابها .. هي تعرض نفسها عليك كسلعة رخيصة أمامي .. ولا تخجل ."
كان صامتا .. مبتسما بسخرية .. كان ينظر اليها وكأنه .. وكأنه .. قائلا
" ألم تفعلي مثلها قبلا ! ..."
جملة من كلمات تعد علي الأصابع .. عني بها أنها هي ايضا فعلت .. تخلصت من حجابها .. كانت كسلعه رخيصه .. لم تكن تخجل من نفسها أو من صغارها .. كلمات ألقاها بوجهها ثم ذهب عنها .. تاركا اياها بين أفكارها وحنقها وألمها .. الذي لن ينتهي علي ما يبدو ... هل أحضر هويدا اليوم ليؤنبها هي .. هل أحضرها ليثير حنقها .. هل .. هل من الممكن أن يعمل معها حقا .. أمام عينها وفعلت كل ما فعلت .. ماذا ان أختلت به في عمل أو في شرح شئ يخص العمل ..ماذا ستفعل .. هو يضعها بين مطرقة وسندان .. بين حبها له وغيرتها عليه .. وبين ذنبها الذي لن ينساه ابدا .




هذا هو الفرق بينهن.. رغم أن زوجاته الأثنتين بدينتين .. لكن مني قد تزن أكثر بقليل من نور ..مني صاحبة المنحنيات الزائده ..صاحبة الثنيات المكثفه المنتشرة بجميع جسدها ... حيث ثنيات بذراعها .. فلا كوع لديها .. ليس لديها ما يسمي بمفصل الركبة .. هي عباره عن قطعة لحم فوق لحم .. ربما هذا ما يتسبب في رائحتها الكريهه التي تنفره منها .. ظل يفكر متسائلا .. كيف تزوجها .. كيف أعجب بها من الأساس .. ملامحها أقل من العادي .. عينين ضيقة حاجبان عريضان .. كل ما يمكن أن يميزها .. بياض بشرتها ..ظل يستمع لصوت المياه القادم من الحمام .. فزوجته تأخذ حماما من أجله .. هو لا يهتم لأن النتيجة واحده فهو لا يشعر بنظافتها أبدا .. تخرج من حمامها تعكص شعرها دون تسريحه أو تجفيفه فيخرج منها دوما رائحة شبيهه "بالكمكمة" .. احتار في ايجاد حلا لها .. هي تري أنها نظيفه .. هي لا تشعر أن بها مشكله .. هو وصغاره من يعانون ...
رآها تقترب من الغرفة بعد أن أنتهت من حمامها... كانت تمشط شعرها أخيرا ...ظل يتذكر أنه ذات مرة أقحم سما لتتحدث معها بشأن نظافتها .. وكيف نمقت سما كلماتها حتي لا تحرج مني قائلة
" عندما أخرج من الحمام أفرد شعري حتي يجف وأضع زيتا يسهل تمشيطة ويعطيه رائحة حلوة ..."
لقد أرهق سما معه .. هي دوما تقوم بدور الأم معه مع هذه وتلك .. ولكم انهكها بأفعاله .. ظل يحمد الله بداخله علي وجود سما بحياته .. لكنه الآن لا يريد قربها بل يريد ابتعادها لأقصي درجة ..
عاد لواقعة وهو راقب مني وتجملها لأجله .. هي تري أنها تفعل ما بوسعها لأسعاده لكنها لا تفعل شئا يجذبه اليها .. مسح علي وجهه منهكا... لولا شكوي والده من عدم نظافتها ورؤية سما بعينيها بيته القذر لظن أنه يتوهم
أنتهت من تمشيط شعرها ثم جلست تناظره رأته يخرج من جيبه مالا ليعطيها اياه
" هذا مصروف أسبوع .. اقتصدي قدر المستطاع حبيبتي .. "
تناولت المال منه قائلة بهدوء
" شكرا لك "
وضعت المال بجانبها قائلة
" وزنك في نقصان كريم .. أخاف عليك حبيبي "
ابتسم ناظرا للأرض
" لا تخافي .. ارهاق من العمل .. لا تكترثي .."
ثم قام ليغادر .. هل تخاف عليه حقا .. أم تخاف عليه لأنه من يعمل ليوفر لها المال .. ضمها اليه مقبلا جبينها قائلا
" سأذهب للعمل الليلي .. تحتاجين لشئ ؟.."
" لا حرمني الله منك .. أحبك "
كان جوابة بسمة أنارت وجهه ..عليه أن يمثل طوال الوقت ويكذب ايضا كي يتخلص من الأسئلة التي لا نهاية لها ..
" كريم لما لا تلقي علي كلمات الحب "
" كريم أنت لم تعد تعانقني "
" كريم أنا بحاجه للمال "
كانت أول خطوة لتنفيذ ثأره من نور .. هو التفرغ للتخطيط لها .. أن يفرغ عقله .. أن يسكت ثرثرة مني التي لا طائل منها .. ليتفرغ لمن هي أهم منها ..
هو أبدا لم يخشي مني .. هي بالنسبة له امرأة وقت الحاجة .. يفرغ فيها شهوته كيفما شاء .. يفرغ فيها غضبه .. هو لا يهتم بها ولا لأمرها .. لقد اخطأ في اختيارها من البداية .. وكما اخبرته والدته يوما بأنه ليس هناك بينهما تكافؤ مادي أو معنوي ...فظل يفرغ بها أحباطه وكأن عدم تكافئهم خطأها وحدها وليس خطئا منه في أختيارها.

ظلت مني تنظر في أثره .. هي تخاف عليه .. لقد فقد الكثير من وزنه .. يبدو مرهقا دوما .. صامت طوال الوقت وكأن شيئا يشغله .. أحيانا تصدق كلمات زوجة أخيها بأنه ربما تزوج عليها .. لكنها تعود لتقول وكيف ؟ .. كيف سينفق عليها ؟.. الحاله ضائقة بزوجه واحده وطفلان .. كيف يزيد الأمر سوءا علي نفسه..ثم فكرت قليلا .. أم هذا هو سبب الضائقة المالية !.. أن مسئولياته في زياده بزوجه جديدة ظلت الأفكار تطيح بعقلها الي أن اقترب معاذ منها .. هو مريض يعاني البرد .. عطس معاذ بقوة.. وسائل مخاطي يخرج من انفه .. تناولت قطعة ملابس ملقاة جوارها ومسحت له انفه ثم القتها مكانها .. حملته بين يديها تهدهده قائله
" سلامتك يا نور عيني "




تنهد وليد بقوة وهو يجلس أمام النافذة .. يجلس ببيت مازن .. الذي دعاه اليوم ليتناول غدائه مع عائلته .. ظل يتأمل مشهد الغروب .. لم يره هكذا من قبل .. الشمس تغرب في مشهد حالم بين ألوان الشفق القاتمة .. أخذ وليد ينظر لأتساع السماء .. وترتيب السحب .. وجمال الشمس بلونها البرتقالي المائل للحمرة أثناء الغروب ..قال بشرود
" يا رب بعظمة خلقك .. وقدرتك .. رد الي ابنتي .. أشتاقها .."
التفت خلفه ليري باب غرفة الاستقبال يفتح ويعود مازن بالحلوي قائلا ..
" تفضل وليد .."
تناول وليد قطعة حلوي وحالما انتهي قال
" لديك ولدان ررائعان مازن .. بارك الله لك فيهم "
ابتسم مازن قائلا
" لم يكونوا هكذا منذ عامين وليد.. فقد مر ولدي الكبير بمحنه جعلت منه رجلا مؤخرا "
اعتدل مازن بجلسته وهو يكمل
" لقد شاهد أعز أصدقائه يقع فريسة الأدمان .. كان شاهدا علي زلة صديقه وأيضا علي رحلة علاجه المؤلمة .."
تعلقت أنظار وليد بمازن منتظرا المزيد .. سمعه يقول
" لم يمل ولدي من أنتظار عودة صديقه .. بل ثابر معه وانتقل من مرحلة لأخري في علاجه.. تكاتف معه حتي مر الأمر بسلام .. هذه التجربة جعلت منه رجلا هادئ طويل البال وليس مراهقا طائشا كما كان .."
قال وليد
" لابد أنك كنت داعما له "
أجابه مازن
" لا .. بل كانت والدته .."
تعجب وليد من الاجابة مستمعا لتفسيرها من مازن
" والدته من احتضنت ألمه وخوفه علي صديقه .. فقد كان ولدي قاب قوسين أو أدني من الأدمان هو الآخر .. أخبرنا أخيه الصغير في بداية الأمر و تداركناه .. لولا دعم والدته وايمانها به لما تخطي هذه المرحلة .. لولا دعمها له لما تخطي صديقه ايضا مرحلة العلاج بسبب ولدي فقد اعتبره قدوة له بقوته وعزوفه عن خوض معركة خاسرة مع الأدمان "
نظرات الاعجاب التي طالت مازن من وليد كانت حافزا له ليكمل
" معني العائلة وليد أن يهتم كلا منا بالآخر .. أن يدعم كل منا الآخر ان زل .. أن نعلن حالة الاستنفار العام ان سقط أحدنا في الوحل .. وكلنا معرضون لذلك وليس الصغار فحسب .."
مازن قطعا لا يعرف شيئا عن معاناته وسارة .. ما باله يلقي علي مسامعة هذ الكلام عن الدعم والعائلة .. هل بدأ في الفهم أخيرا بأن الله ارسل له اشخاص لينتشلوه مما هو فيه من غفلة .. عصام في بادئ الأمر .. والآن مازن واسرته ..
قاطع استرسال أفكاره وشروده قائلا
" أنا مستعد الآن مازن .. هيا بنا لقد تأخرنا اليوم عن البحث "
خرجا سويا .. جلس وليد جوار مازن الذي كان متوجها نحو ايتوان وهي منطقه تضم العرب والمسلمين بين ربوعها للبحث عن ابنة وليد .. مر حتي الآن عشرة أيام علي مكوثه الفندق .. يبحث يوميا عن ابنته .. لم يكملوا البحث بالمدينة كلها بعد بسبب عمل مازن .. فهم يبدأون رحلتهم بعد الغروب لأرتباط مازن بعمله .. .. ساعده مازن كثيرا لمعرفته بالبلد .. وطلاقته في التحدث بالكورية .. هو لا ينكر فضل مازن عليه واهتمامه بالأمر .. بل وفضل زوجته وابناءه اللذين تعرف عليهم اليوم .. عائلة هادئة داعمة حتي أصغر من فيها .. هل يوجد أناس هكذا .. يقدموا المساعدة مجانا .. دون الحاجة لشكر أو مال ..ما باله كان سيؤذي رحيق ويدمر سعادتها..بل كان سيحطمها تماما .. لم يفكر قبلا فيما كان سيتسبب لها من فضيحة حقيقية تقضي علي ما تبقي من احترامها لذاتها ..خلل شعره بأصابعة في محاولة لأنهاء تدفق الذكريات لرأسه .. نظر من نافذة السيارة .. يبحث بقلبه وعينيه عن ابنته .. أستمع الي مازن يقول
" اليوم تجدد الأمل بقلبي .. "
التفت اليه وليد مسرعا
" أهناك جديد ؟.. "
أبتسم مازن قائلا
" أحد أصدقائي يعمل بفندق هنا .. هاتفته بالأمس طلبت منه البحث عن الأسماء التي أعطيتني اياها .. "
صمت مازن .. فحثه وليد علي التكمله .. فهو لا يطيق صبرا ..قائلا
" وهل قام بالرد عليك ؟"
أتسعت أبتسامة مازن قائلا
" نعم .. لقد وجد أسم الرجل الذي أعطيتني اياه ..نحن في الطريق الي الفندق الآن "
تسارعت نبضات قلبه بشده ترقبا وانتظارا .. وقد تزايد الأمل بقلبه .. هل يهاتف سارة الآن .. هل يكلمها لتشاركه سعادته .. لقد اقترب كثيرا من ابنته .. ظل يحمد الله وقد افترش الفرح قلبه ... استل هاتفه ليتصل بسارة ويخبرها عما وصل اليه.. الا أنه فوجئ بتوقف السيارة فجأه فقد وصلا الي وجهتهم .. أعاد الهاتف لجيبه ثم هبط من السيارة بصحبة مازن مترقبا.. خطواتهم تتسارع نحو باب الفندق .. كان يرتدي قميصا ابيض اللون تعلوه شتوية ثقيلة تتناسب مع الطقس البارد و بنطال من الجينز وحذاء رياضي ... شعر بحرارة تسري في دماءه فخلع عنه السترة ممسكا بها بيده .. وصلا الي موظف الاستقبال .. سمع مازن يتحدث الي الموظف بالكورية .. لم يفهم أيا من كلماته سوي أسم الرجل الذي يبحث عنه .. نظر وليد بترقب الي الموظف وهو يبحث علي الجهاز أمامه عن الأسم .. ثم تحدث الي مازن الذي بدا عليه خيبة الأمل ..
أمسك مازن كتف وليد قائلا ..
" ليست هنا .."
نظر وليد الي موظف الأستقبال قائلا ..
" ابحث ثانية .. أرجوك .."
لم يفهمه الموظف فنظر لمازن .. يحرك رأسه مستفهما عن كلمات وليد .. فترك وليد سترته أرضا وأخذ يهز الموظف بين يديه بغضب ظنا منه أنه يرفض البحث ثانية ...صارخا
" أبحث ثانية .. والا سأصعد أبحث عنهم في غرف الفندق جميعها ...ان لم تبحث أنت علي جهازك اللعين "
حاول مازن فض النزاع .. لم يستطع فقبضة وليد قوية ..يري وليد قد وصل لقدر من العصبية لم يره عليها منذ وصوله ...ربما هو الأمل الذي انهار بين عينيه .. ظل وليد ممسكا بالموظف وهو يقول
" ان لم يكن هنا ..فأين هو ؟... هل غادروا .. متي غادروا .. ابنتي هل هي معهم ؟.. أجبني "
كان صياحه قوي .. رأسه أوشكت علي الانفجار من شده حنقه .. ظل مازن يردد
" وليد .. ليست هنا .. استمع الي وليد .. لم يجيئوا الي الفندق من الاساس .. الحجز وهمي .."
بدأ يعي كلمات مازن ببطئ .. ثم ترك الموظف شيئا فشيئا .. تعلو وجهه نظرة حيرة .. خيبة .. حزن .. حجز وهمي .. و كيف يكون هذا الحجز الوهمي .. هل الأمل الذي تسلل الي قلبه أصبح وهمي .. هل انتظاره لأخذ ابنته بين ذراعيه أصبح وهمي .. هو يموت .. الآن هو يموت .. أن تشعر بالأمل ثم تفقده .. أشد عليك من عدم وجوده منذ البداية.. الأمر أصبح مؤلما للغاية .. ليته لم يتشبث بالأمل ..ليته انتظر حتي يراها بعينيه .. ليته لم يتركها .. ليته جلس بها وترك عمله وترك الدنيا برمتها لأجلها ..تبا لذلك تحدي دخله مع زوجته .. تبا لكل شئ منعه عن ابنته ...
أمسك وجهه بين يديه ..ساندا اياها الي طاولة الأستقبال الكبيره .. كان يري مازن يتحدث الي الموظف وكأنه يعتذر له .. هو لا يري جيدا .. الرؤية لديه مشوشة .. هل هذه دموع .. ام أن عقله يود ان يأخذ هدنه من التفكير .. لم يشعر بنفسه الا وذراع مازن المحكمة حوله وكأنه يمنعه من السقوط .. حتي وصلا الي السيارة ...

أخذه مازن الي مكان يجلسا فيه يشبه المطعم .. الا أنه ساحر ..لكن عينه الآن لا تري شيئا .. لا تري جمال .. أو بهجة .. أو حتي أمل ...طلب مازن عصيرا طازجا لوليد ..ظل ينظر اليه حزينا .. بعد أن أقتربا من الوصول لطفلته فقدا حماسهم الذي حملوه في قلوبهم .
جلس وليد ساهما .. حائرا .. بوجه أكثر حيرة وحزن مما أتي به الي كوريا ..كان الصمت يرفرف عليهما .. وليد بحيرته ..ومازن بخزيه أمام وليد الذي أعطاه كل الأمل .. ثم سحبه منه بقوة
" لقد تم الحجز بالفندق بالفعل بأسم الرجل الذي نتتبعه .. لكنه حجز وهمي ..هو حجز قام به لكنه لم يأت للفندق ولم يمكث حتي ولو لليله واحده .. "
أنتبه وليد لكلمات مازن ..شعر بالتحسن قليلا بعد تجرعه القليل من مشروبه قائلا
" وما أسباب ذلك برأيك ..؟"
حك مازن ذقنه متناولا رشفه من قهوته قائلا
" قد يكون فعل ذلك للتمويه وليد .. قد نجدهم في فندق آخر أنا أعمل علي ذلك ..."
شرد وليد بعقله قليلا .. هل حقا جارته وزوجته وجودي هنا في كوريا .. هل تكبد زوجها نفقات تزوير اوراق لجودي للخروج من مصر بل ونفقات السفر لكوريا .. لقد سافر بمفرده و استنزف ماديا ماباله هو بزوجة وطفله .. هل جاره ثريا لهذا الحد .. كان من الاسهل عليه كفالة طفل وليس اختطاف طفله من احضان والديها وتكبد هذا العناء.. هناك لغز في الأمر لا يعلمه .. لماذا جودي ؟ .. لماذا السفر الي كوريا ..؟ لماذا قاموا بحجز وهمي للفندق ؟..
أغمض عينية في أسي .. وقد بدأ اليأس يتسلل لقلبه ..سمع مازن يقول
" أمامنا عشرون يوما وليد .. سنبحث بكل ما أوتينا من قوة عن ابنتك .. لا تيأس .. أن شاء الله سنجدها"
بعد أن عاد لغرفته بالفندق المتواضع الذي انتقل اليه ليتفادي نفقات أكثر .. أستلقي علي سريره بحزن .. ظل يفكر بسارة ..حمد الله كثيرا أنه لم يهاتفها ..فقد فقد أعصابه اليوم .. فكيف بها وهي بمفردها دونه لا أحد جوارها قلبها مكلوم علي ابنتها ..كان عصام يؤكد له أنه يهتم بها وأن سما تكاد لا تفارقها ..يخبره دوما عن تحسنها قليلا .. الأمر الذي لا يشعره وهو يكلمها بنفسه ... أخرج هاتفه ليتصل بها .. هو بحاجه لدعمها .. بحاجه لصوتها ببحته الناعمة لتنسيه ألمه .. هو تائه الآن ولا يعرف له مرسي ...سواها .. أستمع لرنين الجرس .. حتي أتاه صوتها متلهفا
" وليد .. هل من جديد ؟ .."
لهفة صوتها مع احباطه كان لها أثر كبير عليه فقال هامسا بأسمها
" سارة .. اشتقت اليك .."
وقع كلماته عليها كان كمفعول السحر .. هدأت خفقات قلبها المرتجفه المنتظرة لأي خبر ينبت الأمل في قلبها برجوع طفلتها ..كانت تجلس في غرفة نومها علي سريرها بعد أن ودعت سما التي حضرت اليها هي وأطفالها لتخفف عنها قليلا حزنها .. ولقد نجحت سما بذلك .. خاصة مع وجود مالك ابنها .. طفل لم يتجاوز الثامنه بشعر كالحرير يشبه والدته .. عينية الصغيرة وفمه الصغير .. وصوته الرقيق الذي يشبه صوت اخته جني .. لقد تعبت معها سما كثيرا هي وزوجها واطفالها .. كانت تسخر كل جهودها كي تهون عليها مصابها ...
" وأنا أيضا وليد .. هل جد في الأمر شئ ؟ .."
تنهد قائلا
" لا جديد في أمر جودي .. يبدو أنك لا تدعين الله جيدا ..."
انسابت الدموع من عينيها دون سيطرة منها ...قالت
" بل أدعوه ليل نهار ... أنا لست قانطه من أمر الله وحكمه .. فهذا ما كسبت أيدينا وليد .. أعطانا الله نعمة ولم نحافظ عليها كلانا ..."
كانت كلماتها تؤلمه وهو يعي مدي صدقها ..هو في حال يرثي لها وكلماتها تنخر في عظام ندمه وذنبه.. قال بمرارة
" ليتنا ما ابتعدنا .. ليتني ما قصرت في حقك وحقها .. ليت الزمن يعود فأبدأ من جديد ... أنا آسف سارة ..آسف حقا علي أيام واسابيع وشهور كنت معي ولست معي .. آسف لأني لم أحل الأمر مبكرا بيننا ...كان ينبغي علي كرجل أن أتعامل بحكمة .. آسف لكل لحظة ألم تسببت لك بها .. آسف علي جحودي وأنانيتي .. آسف علي تحملك لي وصبرك علي تجاهلي وخيانتي .. حقا آسف"
دلك رأسه قليلا مستكملا كلماته
" اشتقت اليك .. اشتقت لبلدي .. اشتقت لعصام ..."
" يبدو انك نسيت شوقك لجودي"
ابتسم بسخريه قائلا
" ولم أنا هنا ...؟ "
قالت مستشعرة ألمه
" ما بك وليد .. هل حدث شئ ؟..؟"
قال مخبئا مرارة يومه
" لا .. لا شئ .. لازلنا نبحث أنا ومازن ... كيف حالك أنت ؟.."
" أنا بخير .. سما لا تتركني هي وصغارها... أنا في أنتظارك أنت وابنتي وليد ...أنتبه لنفسك.."
أنهي المكالمة لم يشأ أن يطل حتي لا يكشف أمره فهو لن يخبرها عن ما حدث اليوم .. ستموت سارة ان فقدت الأمل .. يجب أن يكون جوارها في حال فشل مهمته ... لن يتركها لكوابيسها .. أبدا لن يتركها




أعدت لجودي رضعتها فقد بدأت بالصراخ .. حملتها من زوجها الذي كان يهدهدها لتكف عن البكاء ... قال وهو يبتسم
" لقد حققت لك احلامك جميعها رقية "
بادلته الابتسام قائلة
" نعم فعلت .. انا ممتنه لك سامح حتي أموت .. لقد ملئت جودي حياتي .. لم أعد أشعر بالخواء .. هي ابنتي سامح أنت تعلم ذلك .."
أقترب من مجلسها .. أخذ يداعب شعر جودي قائلا
" هي ابنتي أنا أيضا .. لقد أصبحت علي أسمي الآن .. لكن حقا لا أفهمك .. لقد قمت بتزوير شهادة ميلادها لأستخرج لها جوازا للسفر .. لماذا لم نستبدل اسمها بغيره "
قالت وقد أنهت رضعة الصغيرة وهي تقول
" لقد أحببتها جودي .. تحملت أعبائها برضي وهي جودي .. تكبر يوما بعد يوم أمام ناظري وهي جودي .. هي جود وكرم من ربي لي أنا .. فلم أغير أسمها سامح "
شرد سامح بعيدا يتذكر ما مر به حتي وصل لهذه النقطة مع زوجته .. الأن هو مختطف .. مزور .. متخفي .. كل ذلك لأجلها .. لأجل سعادتها التي يراها الآن .. لكم شعر بهنائها مع جودي .. بل وهو أيضا تعلق بالصغيرة .. فقد كان يراها يوميا عند عودته من عمله ..كان يتعجب دوما من والديها وجحودهم بهكذا نعمة .. كان يفكر في كفالة طفلة تؤنس وحدة رقية فقد مر خمس سنوات ولم ولن يرزقا بأطفال ..فرقية تعاني عيبا خلقيا برحمها يمنعه من احتضان طفلا لها .. طلب منها أن يكفلا طفلا لكنها أبت وتمسكت بجودي منذ أن بدأت سارة في العودة لعملها وبذلك كانت تستمتع بمكوث جودي معها .. وهكذا تعلقت بها .. وهكذا فكرت عل مهل وترو في مخططها الذي نفذه كما رسمته تماما لأسعادها .. لا ينكر تسرعه في قبول رغبتها .. لا ينكر خوفه من الأمر رغم ترتيبه وتكتمه الجيد .. لكنه لا زال يخشي حب رقية المرضي للطفله .. لا يعلم الي أين سيؤول بهم الأمر الا أنه محب خائف

انتهي الفصل السابع قراءة ممتعة ♥



noor elhuda likes this.

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 09:16 PM   #52

mannoulita
 
الصورة الرمزية mannoulita

? العضوٌ??? » 417498
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » mannoulita is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 1 والزوار 11)
‏mannoulita


mannoulita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 09:25 PM   #53

mannoulita
 
الصورة الرمزية mannoulita

? العضوٌ??? » 417498
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » mannoulita is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل جميل جدا كالعادة
كريم كل مره بشفق عليه أكتر ، دلوقتي فعلا مالوش أي عيشه لا مع دي و لا مع دي ، متشوقه جدا لطريقة انتقامه من نور و منتظره ازاي هيقدر يكمل حياته وسط اللخبطه دي كلها.
سما حاسه بيها قوي ، هي نفسها تساعد بس بجد مشاكلهم أحقر من طاقتها على الاستيعاب .
سارة أول مره أشوف منها جانب الرقه و انتي بكلمات بسيطه عرفتي توصليلنا علاقتها بوليد كانت عامله ازاي ، بس المساكين بنتهم وقعت مع ناس مختلين ذهنيا تماما فما أتسويش هيلاقوها قريبا .
أحلى كابل لحد دلوقتي هما رحيق و ماجد بس يا ريت ما تخليهوش يعاقبها كتير ، صعبت عليا قوي .
حبيت الفصل جدا و روايتك ممتعه ، أتمنالك كل التوفيق


mannoulita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-18, 09:59 PM   #54

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mannoulita مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل جميل جدا كالعادة
كريم كل مره بشفق عليه أكتر ، دلوقتي فعلا مالوش أي عيشه لا مع دي و لا مع دي ، متشوقه جدا لطريقة انتقامه من نور و منتظره ازاي هيقدر يكمل حياته وسط اللخبطه دي كلها.
سما حاسه بيها قوي ، هي نفسها تساعد بس بجد مشاكلهم أحقر من طاقتها على الاستيعاب .
سارة أول مره أشوف منها جانب الرقه و انتي بكلمات بسيطه عرفتي توصليلنا علاقتها بوليد كانت عامله ازاي ، بس المساكين بنتهم وقعت مع ناس مختلين ذهنيا تماما فما أتسويش هيلاقوها قريبا .
أحلى كابل لحد دلوقتي هما رحيق و ماجد بس يا ريت ما تخليهوش يعاقبها كتير ، صعبت عليا قوي .
حبيت الفصل جدا و روايتك ممتعه ، أتمنالك كل التوفيق
احلي تعليق بنتظره كل فصل شكرا يا منمن .. ماجد لازم يعاقبها هو راجل شرقي ع كل حال .. كمان مش عارفين هي هي هستستحمل عقابه ولا لأ .. سارة رقيقة وهيبان في الفصول الجاية ان شاء الله .. سعيدة بيكي يا منمن وشكرا لحرصك ع القراية والمتابعة شكرا حبيبتي


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 12:43 AM   #55

mannoulita
 
الصورة الرمزية mannoulita

? العضوٌ??? » 417498
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » mannoulita is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 6 والزوار 6)
‏mannoulita, ‏هند3, ‏kokisemsem, ‏حروف ضائعة, ‏هالة حمدي, ‏رسوو1435


mannoulita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-18, 09:49 AM   #56

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mannoulita مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 1 والزوار 11)
‏mannoulita
تصدقي فاتني المشهد ده 11 زائر مرة واحدة .. الحمد لله والله ما كنت احلم انهم يوصلوا ل 5 .. شكرا يا منمن

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mannoulita مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 6 والزوار 6)
‏mannoulita, ‏هند3, ‏kokisemsem, ‏حروف ضائعة, ‏هالة حمدي, ‏رسوو1435
6 اعضاء ماشاء الله ولا واحدة علقت ..
بجد شكرا يا منمن انك بتؤرخي لحظات بتفوتني .. والله مكملة حتي النهاية 1


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 01-05-18, 01:34 PM   #57

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 02-05-18, 01:01 PM   #58

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن




" العودة "




بين كلمات ونظرات وضحكات .. جلست رحيق بين صغارها الثلاثة يتحدثوا عن الطعام .. فقد حان وقت الغداء ولم تجهز شيئا لتعده .. كانت في حالة ملل من زوجها ..غاضبة من تقربه من هويدا .. فلقد بدأ منذ اليوم الذهاب اليها ليعطيها خبرته في مجال الحسابات .. لم يهتم لضيقها .. لم يهتم لنظراتها الحانقه عليه .. لم يهتم لابتعادها وتجاهلها اياه منذ قذف بوجهها كلماته التي كانت تقطر قسوة .. فعل ما يريد .. وكأن زلتها ستجعلها تصمت عما يفعله وهي تري انجذابه نحو هويدا .. ظنت أنها تعرف زوجها .. لكنها الآن بدأت تشك .. هو يقترب من الهاوية وهي تشاهد الآن سقوطه.. تحاول الامساك به لكنه يرفض ويبتعد ..بين جذب وشد ..بين ضيق وغيظ .. تركته يفعل ما يريد .. هو لم يتحدث اليها بشئ وانما هي من نقلت له ضيقها من أمر هويدا .. اليوم عطلته .. وعطلة الصغار .. تركهم ليذهب اليها..كانت تنظر لثلاثتهم ثم قالت
" ماذا سنأكل اليوم .. بابا سيأكل بالخارج .. ماذا عنا ؟ "
قال زياد بطفولية
" فلنأكل نحن أيضا من الخارج .."
شعرت بالغيظ من ماجد ورأت أن ما يطلبه زياد هو الحل الأمثل لتفريغ حنقها.. لماذا يأكل هو طعاما شهيا سريعا وهي تتعب في اعداد الطعام .. فلتتساوي الرؤوس اذا .. وبالفعل طلبت طعاما من الخارج .. أمهلها المطعم نصف ساعة ويكون العامل أمام بيتها ... وبالفعل بعد مرور نصف ساعة كان الجرس يرن... قامت رحيق لتعطي أحمد المال ... وقالت له " أعطه المال بالكامل .. وخذ منه الطعام فقط .."
وبالفعل تناول أحمد الطعام من العامل ونقده المال ثم أغلق الباب وعاد اليهم ...
سعدوا كثيرا بالطعام وكأنهم فازوا بكنز ثمين ... ما ان همت بالجلوس لتأكل حتي سمعت صوت الباب يغلق بعنف ...وكيان ماجد يتجسد أمامها .. راقبت دخوله .. يبدو غامضا ... مر من جوارها ذاهبا الي غرفته في صمت .. عادت بنظراتها للصغار قائلة
" من سينهي طعامه أولا .. له مكافئة .. هيا ابدءوا يا صغاري"
ثم توجهت الي غرفة نومها وهي تتسائل لماذا عاد مبكرا .. لم يمر الكثير علي ذهابه .. وجدته يبدل ملابسه ...أقتربت تضع يدها علي كتفه .. فأسقط يديها عنه بعنف قائلا
" من أحضر هذا الطعام ..."
انتبهت وقد فهمت ما يرمي اليه
" آه .. لقد طلبنا طعاما .. جاء حتي البيت .. لم أخرج دون اذنك .. ولن أفعلها ثانية لقد وعدتك .."
بدت ملامحه أكثر شرا .. تطلعت اليه لا تفهم ما الأمر .. هل أنزعج بسبب طلبها للطعام من الخارج .. هل سيؤثر ذلك علي مصروف البيت .. لم كل هذا الغضب !.. فهي لم تعهده بخيلا
ازداد حنقه .. هو يعلم جيدا أنها طلبت الطعام الي هنا فقد أصطدم بالعامل وهو يهبط مغادرا .. شقتهم بالدور الخامس والأخير ... عندما صدم بالعامل فطن أنه قادم من شقته بعد أن وصل للرابع فلا شقه تليهم ..

" كيف تطلبين طعاما من الخارج وتعلمين أن من سيوصله بالطبع رجلا وأنا لست بالبيت .. من سيستلم منه الطعام .. رجل أمام باب بيتي وزوجتي بمفردها .. كيف تجرؤين علي فعل ذلك ..."
بدأ الاحمرار يزحف الي وجهه .. هي تخشاه .. كان دوما هادئا .. و اليوم يبدو في أوج غضبه ..
" هل تحبين لفت الأنتباه رحيق .. هل تستمتعين بنظرات الرجال زوجتي .. هل ترغبين بشئ زوجك مقصر معك به .. لماذا تثيرين حنقي كلما حاولت السيطرة عليه ؟.. لماذا تصرين علي اخراج اسوأ ما بي ؟ لماذا ؟ "
مع آخر كلماته بدأ صوته في العلو .. لم تستطع الا وهي تجيب بقوة ..

" أنا .. أنا استمتع بنظرات الرجال .. أنا من أحفظ بيتك وعرضك سواء أنت معي أو كنت خارجا .. هل أخطأت في أختيارك ماجد فلتعترف بذلك الآن .. ألست أنت من يهتم بنظرات النساء .. بل وتسرع لأرضائهم .. ألم أر بعيني أهتمامك بهويدا ؟.. ألم أسمعك بأذني تغازلها في وجودي ..؟ أنت لم تحترمني كزوجتك أمام عائلتك .. ناهيك عن أهانتي بيني وبينك .. أنا لم أخنك .. وما حدث كان قبل معرفتي بك .. أنا أخطأت أعرف ذلك تماما .. لكني لم أتمادي .. أخطأت .. وتبت الي ربي وهو الغفور الرحيم .. فلماذا لا تغفر انت !.. من منا يستمتع بالنظرات .. من منا اسرع خلف امرأة يعلم جيدا ما تريده ..."
تواجهت النظرات .. علت الأنفاس .. الهدوء الذي كان يكتنف حياتهم أصبح عواصف تثير الأفكار والمشاعر ... نظرا لبعضهما البعض بنديه وقوة .. أكملت رحيق
" أخبرني ماجد .. لماذا لم تقطع علي هويدا طريق القرب منك ؟.. لماذا لم تتزوجها طالما هي تريدك .. ؟ أخبرني لماذا توصمني بشئ أنت تفعله الآن وأنا علي عصمتك ... أنت تكيل الأمور بمكيالين ... تحلل الأمر لك .. وتحرمه علي ..."
صمتت مع صفعته ... صفعة قوية من يده دون تفكير .. هل تريد أن يحلل لها خيانتها .. هل تساوي بينها وبينه .. هو لم يفعل شيئا هل هي غاضبة لمجرد غزل برئ لابنة عمته.. أما هي .. فلن ينسي ما فعلت أبدا .. ولا يستطيع ايقاف النيران التي تشتعل بداخله من فعلتها ..نارا تتجدد كل يوم مع رؤيتها .. نارا تقضي علي استقراره وأتزانه .. كلما تطلع لشعرها .. كلما تطلع الي طول عنقها .. كلما نظر الي نحرها .. كل هذا رآه غيره .. رجل غيره غريب عنها شاهد زوجته هكذا .. ما الذي يجب عليه فعله

وضعت يدها علي موضع صفعته بألم .. دون أن تذرف دمعة واحدة .. ها هو زوجها الذي ظنت به خيرا .. ها هو ماجد الهادئ يخرج أخيرا عن طوره .. هو رجل ككل الرجال .. أين الخطبة العصماء التي ألقاها علي مسامع ولدها عن العقل وضرورة استخدامة قبل اليد .. لطالما فخرت بكلماته .. بل وبأفعاله .. فهو رغم كل شئ لم يتطاول بيديه عليها من قبل ...
سمعا صوت الباب يفتح ليدخل الصغار ثلاثتهم ... يجري زياد تجاه رحيق ليختبئ خلفها ... بينما ولديها يقفا عند الباب ... لم يتقدموا ولا خطوة واحده .. مصدومين مما سمعوه .. فأمهم ..وأبيهم يتشاجران ...لملمت نفسها سريعا ...ثم أمسكت بزياد تحمله ... وبيدها الأخري توجه صغارها للخارج .. بينما جلس ماجد علي السرير بأنفاس وأفكار متسارعة...هو لم يستطع منع نفسه من صفعها .. لقد تطاولت عليه ...لقد عاملته بنديه لن يقبلها ... أتكون مخطئة وتتطاول أيضا بالكلمات...

بعد قليل

وجد باب الغرفه يفتح ... وجد أحمد يتوجه نحوه ..جلس الطفل جواره ينظر اليه بخوف .. يقول بصوت مرتجف..
" أمي ... أنا ... أمي أعطتي مالا لأوصله الي العامل ... هي لم تخرج له .. لم يرها عمي ..."
اغمض ماجد عينه متألما .. عمي ... انها المرة الأولي التي ينعته أحمد بهذا اللقب .. منذ اليوم الأول من دخوله بيته هو وأخيه وهو يناديه أبي .. يبدو أنه بدأ في هدم بناء قد تعب في ارسائه طويلا مع الصغار .. قال ماجد وما زال مغمضا عينه جالسا علي السرير
" هل استمعتم لحديثنا .."
نظر أحمد أرضا ..مجيبا
" نعم .. أقصد لقد كان صوتكما عاليا ..."
يبدو أنه لم يعرف بأمر صفعه لوالدته أمسك الطفل من كتفه يضمه الي صدره ...قائلا
" أنه أمر طبيعي أحمد أن نختلف أنا ووالدتك في الرأي حول أمر ما .. هي تراه صحيحا بينما أراه أنا خاطئا .. عليها الأمتثال لأوامري علي كل حال.. ليس تسلطا مني وأنما لخوفي عليها وعليكم .. "
أستمع أحمد الي ماجد ثم نظر اليه وهو يبكي قائلا
" أمي تهتم لأمرك .. لا تزعجها ثانية ع..."
قاطعه ماجد بصرامة محببة قائلا
" بابا .. قلها ثانية أحمد .. أي خلاف بيني وبين والدتك لن يؤثر علي علاقتي بكم أنت وأخيك .. أنتم مثل زياد .. "
ثم قبل رأسه وتركه يغادر .. أذا فقد فتح له أحمد الباب وتعامل معه .. هي لم تخرج الي العامل .. هل اخطأ بحقها للمرة الثانية .. نعم .. وما بها .. فليخطئ الآف المرات .. فهو ما جنت يداها ....علها تكفر بعضا من ذنبها .. وعله يخفف قليلا مما يعتمل بصدره من نيران .
ليلا
وقف أمام النيل يتطلع الي مياهه السوداء حيث عم الظلام .. حدث نفسه و الهواء البارد يمتزج مع أنفاسه
" اذا فقد فتح أحمد للعامل .. لماذا لم تفتح له هي .. هل فعلت ذلك لأجلي .. "
" لماذا أنت غاضب هكذا .. ألم تذهب الي السوق و تتعامل مع الرجال .. ما مشكلتك في فتحها للعامل من عدمه .."
" كانت بمفردها "
" معها الصبية "
" وماذا سيفعلوا ان حدث شئ .. أو لو تجاوز العامل بنظرة .. أو لمسة "
" لا تشطح بأفكارك ماجد .. لقد تطرفت معها في رد فعلك .. "
"لقد عاندتني .. صاحت بوجهي "
" بل واجهتك بما تفعل "
" وما شأنها هي .. لقد أفقدتني عقلي "
" هل .. هل أحببتها "
انتفض لموجة الهواء الشديدة التي بعثرت ثيابه وشعره
انتفض لهذه المواجهة بينه وبين قلبه .
انتفض مما يحاول قلبه اقناعه به ..
هل يحبها حقا .. وهذا سببا لما هو فيه .. هل ما يفعله معها بسبب حبه وغيرته عليها .. أم بسبب استغفالها له وعدم مصارحتها بما كان .. عليه أن يحسم أمره .. لا مزيد من الشجار حتي يحسم أمره .
مسح علي شعره بيديه في محاولة لترتيبه .. نظر للمياة مضيقا عينيه ليتجب الهواء البارد قليلا ثم ألقي بأفكاره في المياة المظلمة .. عائدا للمنزل




وضع كريم مفتاح شقته في رتاج الباب .. وللغرابة أنه فتح .. اذا فنور لم تقم بأستبداله ..لم يكن الأمر غريبا علي الأطلاق فلقد توقع كل شئ .. بل يزداد ثقتا في نفسه لمعرفته خبايا عقلها .. وأنتظاره لتنفيذ ما تخطط له بصبر
شعرت بدخوله .. حملت أروي وتوجهت نحوه ...ناولتها له قائلة
" أذهبي لبابا أروي ..."
تناول طفلته منها ليجلس حاملا اياها بخفه .. أخذ ينظر اليها شاردا متسائلا .. هل أنتي ابنتي ؟..هل أنتي من دمي؟ .. هل تحملين جيناتي أنا ؟... .
جلست نور جواره مفسرة نظراته الي أروي أنه أشتاقها .. وكانت تقصد من منعها عنه أن يشتاقها .. هي ابنته الوحيدة ..فأبناءة من الأولي ذكور .. وللبنات سحر خاص مع والدهم .. فالبنت تغار علي والدها و تدلله ..

هي لا تنكر غيرتها من مني لأنها حظيت بكل شئ .. حظيت بكريم عندما كان رجلا بمعني الكلمة .. يذهب معها للطبيب لمتابعة حملها ... ينفق عليها فهي لا تعمل ..يحمل صغاره لجرعة التطعيمات الشبه شهرية .. كل شئ .. كما أنها أنجبت له الصبيان .. أي لها الكثير .. يكفي أن الشقه التي تجلس بها ملكه .. أما هي فقد حرمت من كل شئ ... فهي تجلس في ايجار .. هي من تدفعه..وتهتم بكل ما يختص بأروي
حقد نور علي مني لن ينتهي أبدا .. لو دون .. سيملأ مجلدات ..
ظلا متواجهين ..هي بأفكارها .. وهو بأفكاره ..
لم ينتبها الي أروي التي استسلمت للنوم بين يديه ..
حملتها نور لتذهب بها الي سريرها وعندما عادت .. وجدته كما هو .. بسترته الشتوية .. التي عاد بها من الخارج .. حتي حذاءة لم ينزعه بعد .. أقتربت منه تسأله
" أعد العشاء ؟..."
نظر اليها مبتسما بسخرية ..
" لا .. "
هي غير مطمئنة لنظرة عينيه .. شروده ازداد وكأنه يخطط لشئ .. قالت بوضوح
" ماذا تحمل لي بصدرك كريم !"
أتسعت ابتسامته وهو يمدد قدميه علي الطاوله أمامه قائلا
" مم تخافين نور ؟"
أستشعرت سخريته قائلة
" أنا لا أخافك كريم وأنت تعلم هذا جيدا .. "
قال بلهجة صارمة
" ما الذي أخبرتي محمد به ؟.."
أضطربت ملامحها وهي تقول
" أنت من أقحمته في الأمر ... عليك تحمل توابع تصرفاتك "
هنا قام يواجهها بعلامات غضب لم تره بها من قبل
"أنا لم أسرقك نور .. أنت تعلمين ذلك جيدا..لم فعلت كل ذلك .."
قامت من مجلسها تواجهه صارخة
" بل أنت كريم .. البيت لا يحوي سوانا .. ان لم أكن أنا .. فأنت"
ازداد غضبه ملتفتا حوله .. ليكسر ما تطاله يده .. صارخا بها
" ألا زلت تصرين علي كلامك ؟.. تبا لك .. لقد صار زواجنا علكة تلوكها الألسن بالعمل .. لقد جعلتني مسخا .. صورة لكل شئ .. صورة لأب .. صورة لزوج ..صورة لرجل .. أنا لم أعد كذلك نور .. لم أعد رجلا ..أخبرك سرا .. أنا أكرهك .. و أكره نفسي .. "
شهقت نور مرتده للوراء فسقطت علي الكرسي خلفها .. صدمت من كلماته .. من هذا .. من هذا الرجل الذي تزوجته .. ما الذي حدث له .. لا .. لم تكن هي السبب أبدا فيما حدث له ... أرادت تغييره حقا .. حقا فعلت .. لكن ليس بهذه الصورة التي هو عليها الآن أبدا..جلست ممسكة بذراع المقعد وكأنها تتمسك بالقوة لمواجهة زوجها الذي علي ما يبدو جن.. ظل يدور حول نفسه ويكسر اشياء أخري تزين بيتها .. واصل صراخه
" جعلتي مني أضحوكة لكل من بالعمل .."
قاطعته بصوت أشبه بالهمس
" أنت من أقحمت صديقك بالأمر .. لم تلومني أنا علي ذلك كريم "
هدر بقوة مقتربا من مقعدها تواجهها أنفاسه
" أنا ألومك علي كل شئ .. أنت تغارين .. قد أدفع أنا من سمعتي ومن واجهتي ومن عقلي ودمي من أجل غيرتك سيدتي .. أنا فداءا لكل شكوكك .. أنا من اسرق .. أنا من لا انفق علي بيتي .. أنا من لا يهتم لأمر ابنته .. أنا المدان دوما .. أنا السبب فيما يحدث بالأقصي ان شئت نور "
التقط أنفاسه متسائلا
" ألم تتسائلي فيم قصرت أنت .. ؟ أنت تمنعين نفسك عني .. لا تشبعيني كرجل بحجة أني أعاشر الأخري ... لقد أقسمت مرارا أني لا أفعل وأنت لا زلت تتمنعين ؟ .. ألم تتسائلي عن سبب زواجي ثانية .. ألم تنتبهي الي حبي وحاجتي اليك ..لقد قصرت بكل شئ لأجلك .. أبتعدت عن أطفالي لأبيت ليال بين يديك .. لم ألبث أن أعود اليك وتتفننين في طردي مرة أخري .. أبحثي عن شخص آخر تلصقي به أتهاماتك سواي .."
ابتعد عنها ليعطيها ظهره ممسدا جبينه بقوه..التقطت أنفاسها .. لم تكن تعلم أنها قد ضغطت عليه بهذه الصورة .. يبدو كمن أصابه مس من الجنون .. .حاولت تجنب هذا الجنون ليمر الأمر .. قامت من مكانها مرتعشة الأقدام .. تقترب منه متماسكة .. أحتضنت ظهره قائلة
" انا آسفه .. لم أكن أعلم أن ابتعادك عني سيجعلك هكذا ..."
التفت اليها بسرعة مما جعلها تفلته .. قال من بين أسنانه ...
" هل تظنين أن ما بي بسبب أبتعادك عني نور ... "
ثم أضاف بسخرية لم يظهرها لها
" بل من أجل أبتعادي عن ابنتي ...وهذا سبب عودتي .."
تركها مغادرا الي غرفة نومهم .. هو يعلم أنها ستأتي الآن لتلاطفه .. لتهدئ من ثورته .. لقد قام بما خطط تماما .. كان بحاجه لأسترداد ولو جزءا بسيطا من كرامته .. هو يعلم أنها سعيدة بما حققت .. سعيدة بتذلله لها من قبل .. وسعيدة بمكالمته لأخيها علي ظنا منها بأنها تظهر رجال عائلتها أمامه ليرتدع عن أفعاله و يخافهم .. هو يعلم جيدا مدي سعادتها لعودته .. فزوجته الآن بحاجه للحب ... هي بحاجه لقربه رغم كل شئ .. وهو سيفعل لها كل ما تريد .. بدل ثيابه .. صعد الي سريره .. تبعته نور مسرعة .. قالت وهي تجلس جواره
" أشتقت اليك .. ألم تشتق الي ؟.."
وضعت يدها علي صدره في بداية لشئ يعلمه جيدا .. وقد احتاج أن يطمئنها كثيرا .. فلن يصح انتقامه في ظل اشتعاله وانفجاره بها منذ قليل .. استجاب للمساتها .. وتركها تظن أن المياه بينهم قد عادت الي مجاريها





تطلع وليد الي ولدي مازن .. لقد حان وقت الرحيل .. هو عائد لزوجته ووطنه غدا ..كم بحث .. كم مر من الوقت وهو ينظر هنا وهناك .. مازن يتحدث الي هذا وذاك .. فعل كل ما بوسعه .. بحث في ايتوان وخارجها أيضا علي قدر استطاعته .. لم يسفر البحث عن شئ .. لم يجدها .. لم يجد جودي .. ليس لها أثر لا هنا ولا في وطنه .. ترك عمله .. ترك بلده .. ترك كل شئ لأجلها عله يعوضها عن أهماله لها .. لكن علي ما يبدو أنه سيصبح مدينا لها الي الأبد .. مات الأمل بداخله لم يعد له أثر ولو بسيط .. هكذا هو منذ تحدث مع سارة في آخر مرة .. كان يهاتف عصام ليطمئن عليها .. لن يتحمل أن يكون هو سببا في فقدانها الأمل الذي تحيا به وهو بعيدا عنها لا يملك أن يخفف عنها ألم الفراق ..مازال يتطلع الي ولدي مازن .. بعد دعوته للعشاء معهم قبل سفره غدا... ما أجملهم .. ما أجمل أهتمام والديهم بهم .. ما أجمل العائلة حقا .. في السابق كان يتحسر علي العائله غضبا من زوجته لكن بوجود جودي .. الآن زوجته برفقته لكن جودي من تنقصهما .. يبدو أنه لا راحة له علي الأطلاق ...

بدأ عقله يحثه علي نبذ أفكار اليأس تلك .. الحياة أمامهما هو وزوجته .. فمن رزقه بجودي قادر بأن يزقهما غيرها ..عليه أن يستعيد ثقة سارة من جديد ليكون عائلة جديدة .. أبدا لن ييأس من رحمة الله .. سيكون له عائلة كعصام وزوجته .. او كعائلة مازن وولديه .. ما المانع لديه أن يفعل .. و لن ينس جودي بل سيظل يبحث حتي الموت عنها ..
تناول عشائه بهدوء مع عائلة مازن .. ظل الولدين يتشاكسان حول كل شئ .. بعد أن انتهوا من عشائهم ودعهم وليد مغادرا بصحبة دعواتهم ودعمهم الذي أثلج صدره.

صباحا

استقل السيارة جوار مازن متجها الي المطار ليعود الي وطنه .. عندما وصلا الي المطار .. ربت علي كتف مازن قائلا
" شكرا لك مازن علي كل شئ .. لقد أخذت من وقتك الكثير .. لقد كنت نعم و عون الصديق انت وأسرتك ..بارك الله لك فيهم "
عانقه مازن بقوة هو يعلم جيدا مدي ألم وليد الذي عاصره لثلاثين يوما مروا قائلا
" لا تيأس وليد .. ستعود اليك ابنتك .. أنا أثق بذلك .. لا توقف عن البحث .. وأنا أيضا أعدك بأني لن أوقفه حتي نجدها .. أنا هنا .. وأنت بوطنك.."
ثم ودعه مغادرا ..استقل وليد الطائرة .. الأفكار تتزاحم داخل عقله .. هو الآن عائدا الي وطنه .. قبل موعد الرحيل بيوم كامل .. حتي لا تنتظره سارة بأمل .. لا أحد يعلم بموعد عودته سوي عصام ..لم يجد ابنته هذا نتاج رحلته الذي وجب عليه الأعتراف به .. لم تعد معه جودي و بأنتظاره مواجهه دامية مع سارة عليه الأستعداد لها .. لابد أن يلتزم بعمله فهو شبه مفلس .. عليه أيضا أن يكثف جهوده للبحث عن ابنته في وطنه ثانية عله يصل لشئ..
استسلم للنوم بالطائرة .. كان مرهقا .. حزينا .. خائفا مما ينتظره بالعاصمة
وصل ليلا .. أستقبله عصام بسيارته التي سبق وأن ترك مفتاحها له.. أوصله لمنزله ثم تركه قائلا بتشجيع
" حمد لله علي سلامتك وليد .. "
ربت علي كتفه في بادرة دعم يقدمها لصديقه .
دلف وليد الي منزله يحمل حقيبة سفره.. كان الوقت متأخرا جدا .. يثق بأنها نائمة .. وضع حقيبته بالصالة .. وهم بالجلوس ليرتاح قليلا .. لم يكد حتي سمع صوت نحيب يأتي من غرفة ابنته ..قام متوجها نحوها .. رأي سارة جالسة تتوسط ملابس جودي و ألعابها التي اشترتها لها .. أستمع الي بكائها وكلماتها التي تقطر ألما ..

" جودي .. حبيبتي .. صغيرتي أنا جوارك .. أتعلمين .. أنتي كل الحب .. أنتي كل الحياة ..الحياة سواك عدم صغيرتي .. أود أن أنعم بقربك .. أستمع لبكائك .. أهدئ من روعك .. لم أكن بجوارك عندما ظهر أول سن لك .. لم أعاصر ألمك .. لم أنتبه الي طعامك .. لم أهتم بنظافتك .. لم أعطرك يوما .. لم أكن أما لك يا ابنتي .. أنا أمووت .. من دونك أموت ..."
لم تكن تراه فظهرها نحو الباب وهو لم يتحرك فتسمعه .. الي أن سمع صراخها بآخر كلمة .. دني منها ..ثني ركبتيه ليجاورها ممسكا كتفيها بهدوء ..

انتفضت لمرآه .. لم يكن موعد عودته .. لقد عاد .. عاد وليد دون جودي ... قالت من بين صرخاتها
" لقد وعدتني أنك ستعيدها الي .. أين هي ؟.. أين ابنتي وليد ..؟ "
ضمها اليه بقلب يكاد يقف متأثرا مم سمع منها .. هي لن تستطع أن تنسي أو تتأقلم علي عدم وجود جودي مثله تماما مهما مني نفسه بالأمل والقدرة علي النسيان .. قال بهدوء بوعد لا يعلم مدي صدقه
" ستعود .. ستعود سارة .."
أبعدها قليلا يتفرس وجهها قائلا
" اشتقتك حبيبتي .. "
ثم أمسكها لتقف ليذهب بها لغرفتهم بعيدا عن غرفة جودي التي تجدد الالم .. لم تقدر علي الوقوف ..لم تفق من صدمة عودته دونها .. كانت تعلم .. كانت تشعر بذلك .. أمتناعه عن محادثتها أثناء سفره سوي مرات قليله كان يخبرها بفشل مسعاه .. شعر بأرتجافتها .. شعر بقدميها رخوة ..حملها بين ذراعيه قائلا
" سارة .. أنت قوية حبيبتي .. انه قدر الله .. نحن معا .. سنظل هكذا دوما .. سأظل أبحث .. لكن حياتنا لن تقف .. علينا الرضا بقضاء الله والدعاء .. لن يضيعنا الله .. ثقي بذلك . لن ينفعنا نحيبك أو صراخك .. سينفعنا الدعاء والسعي لايجادها "
كان قد وصل الي غرفتهم .. وضعها علي السرير .. مدثرها بالغطاء .. مقتربا من وجهها .. يداعب خدها بأبهامة ..
" أتسمحين لي بحماما دافئا يزيل القليل من همومي وشقاء سفري .."
اومأت له برأسها والدمع يقطر من مقلتيها .. قبل جبينها وقام متجها الي الحمام .. ظلت مستلقية علي السرير شاردة ... لقد نحل زوجها .. مثلها تماما ..لقد انكسر زوجها .. مثلها تماما .. لقد ندم زوجها .. مثلها تماما ...عليها النهوض من هذه الأزمة .. عليها مواجهة الأمر بقوة .. هذا الضعف والوهن لن تسترجع به ابنتها .. .. جودي ..رددت بداخلها
" يا بسمة عمري التي لم ألتفت لها وأعطها حقها .. يا روحا أنتزعت من روحي ولم أحافظ عليها .. يا وجعا لن ينتهي الا بعودتك لصدري ...آه جودي..آه "
قامت من رقدتها ومن حزنها ومن رثائها لتعد طعاما بسيطا لزوجها الذي بذل أقصي جهده لأستعادة ابنته ولم يستطع بعد.

عندما أنهي حمامه خرج محيطا خصره بالمنشفة .. بحث عنها في الغرفة بعينيه فلم يجدها .. جلس علي السرير واضعا وجهه بين يديه مهموما .. أستشعرها أمامه .. أحتضنت رأسه التي تواجه صدرها .. احتضنته بقوة .. وهو يضمها اليه معتصرا خصرها ..كانت عينيه تلمع بالدموع وهي لا تراه .. لكنها تشعر بما يثقل كاهله .. هو رجل خسر الكثير لأجل ابنته .. وعاد محملا بخيبة الأمل .. تستشعر كل أنين من صدره لا يصدره .. تستشعر كل آهه من قلبه يكتمها لأجلها .. تستشعر حزنه وألمه ويأسه .. فهي تعلم أنهما في مركب واحدة بلا ربان..
أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
دعي أسمي وعنواني وماذا كنت
سنين العمر تخنقها دروب الصمت
وجئت إليك لا أدري لماذا جئت
فخلف الباب أمطار تطاردني
شتاء قاتم الأنفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لدي أحباب
ولا بيت ليؤويني من الطوفان
وجئت إليك تحملني
رياح الخوف .. للإيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك
أم أمضي مع الأحزان
وهل في الناس من يعطي
بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟
فاروق جويدة




" ماذا بك عصام .."
رد عصام علي تساؤل سما قائلا
" لا شئ .. متأثر من حال وليد .. يحاول تجاوز محنته .. حزين لأجله .. "
أخفضت سما بصرها للأرض قائلة
" وسارة أيضا .. تبدو هشة في تماسكها .. ليس لنا الا أن ندعو الله لأجلهم ..ما رأيك بأن ندعوهم للغذاء يوما "
" فكرة جيدة .. موافق .. ومعها رحيق وزوجها .. نحن لم ندعهم منذ زواجهم .. رحيق بصغارها ونحن بمالك وجني تحيطون بسارة .. سيبدو الأمر ممتعا .."
ابتسمت سما قائلة بمكر
" هذا سيكلفك الكثير .. اليك بمبلغ محترم لأجل وليمتك تلك .."
فردت كفها اليه منتظرة المال .. أمسك بيدها قائلا
" أول الشهر حبيبتي ..لن تجدي بجيبي سوي أجرة مواصلاتي غدا للعمل .."
ابتسمت له قائلة
" ومن قال أن المال كل شئ .. أنت عندي أهم شئ .. أنت وصغاري عائلتي البسيطة .. ادامك الله لنا يا حبيبي "




" لا لست في مزاج يسمح لي سما "
ثم استدركت وهي تنظر بصحنها
" الأطفال و الواجبات .. "
انصتت الي رد سما ثم قالت متحججة
" حسنا سأخبر ماجد وأعطيك ردا .. شكرا لدعوتك سما "
بعد أن انهت المكالمة سمعته يقول
" ما الأمر "
لم تنظر اليه قائله
" تريد دعوتنا ببيتها الجمعة المقبلة "
تهللت أسارير محمد قائلا
" فلنذهب امي أشتقت مالك "
لم تجبه رحيق بينما قال ماجد
" سنذهب جميعنا ملبيين دعوتها .. فهي صديقتك .. أليس كذلك "
أنهت طعامها .. قامت لتغسل يديها فأمسكها وهي تمر جواره قائلا
" أليس كذلك "
قال مقتضبة
" نعم كذلك .. "
سألها مطيلا قربها منه
" هل سنذهب "
قالت بأذعان
" كما تشاء "
ثم ذهبت .. أغلقت باب الحمام خلفها فهو المكان الوحيد الذي تختلي فيه بعيدا عنه وعن الصغار..استندت عليه بظهرها .. لا تسامحه .. لن تنسي تطاوله عليها .. تخشي كرهه .. فهو يسحب من رصيد حبها له كثيرا .. هل طاوعته يديه علي صفعها .. هي لم تفعل شيئا سوي تنبيهه الي الهوة التي قد يسقط بها .. هل جزائها يكون بالصفع .. تدحرجت دمعة خائنة علي وجنتيها وقد أقسمت علي ألا تبكي .. مسحت دمعتها شاردة في القادم .. تنهدت بقوة وهي تتمني قادم افضل .

قراءة ممتعة

تنويه بسيط لمتابعي الرواية أعضاء أو زوار .. بدءا من الاسبوع القادم هنزل فصلين عشان انهيها قبل رمضان .. كل عام وانتم بخير



هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 02-05-18, 04:19 PM   #59

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 06-05-18, 10:11 AM   #60

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع

" ظلال آثام "

شردت حيث أيام قليلة مضت .. كانت تستيقظ مبكرا تعد لوليد افطاره قبل ذهابه الي عمله .. وذات صباح ترنحت أمام ناظريه فقام مسرعا ليساندها خشية ارتطامها بالأرض ... أخبرها أن تعد نفسها للذهاب معه الي الطبيب ليلا .

بعد زيارة الطبيب الذي أوصي بضرورة عمل تحاليل والتي اثبتت بدورها حمل سارة ..
لا تستطيع سارة أن تنس ملامح وليد عندما علم بالأمر بعد أن عادا الي المنزل .. وكأنها حامل لأول مرة .. هي في بداية حملها ... كانت سعادته غامرة .. ينثر قبلاته حول وجهها ..قائلا
" مبارك سارة .. رزقنا الله بطفل سنبدأ معه من جديد .. عوضنا الله عن جودي خيرا ..حمدا لله .."
أدمعت عيناها .. أحتوت وجهه بين كفيها قائلة
" هل فقدت الأمل"
أجاب متلهفا
" لا"
أدمعت عيناها لا تعرف سعادة من مولود قادم .. أم حزنا علي مولود فقد فقالت
" مبارك حبيبي ..."
نظر لعينيها قائلا ليرسي قواعد حياتهم الجديدة
" عليك بالاهتمام بنفسك سارة .. أنت الآن مسؤولة من طفل جديد .. عليك أن تعتني بنفسك جيدا .. علينا أن نتعلم كل شئ .. علينا الأهتمام به منذ أول يوم له برحمك .. سيكون همنا الأكبر الاهتمام والعناية به.. سيكبر بين أيدينا .. سنربيه علي الأمانه والوفاء وحب الغير .. سيغدو ذو شأن بدعمنا وتربيتنا له ..عديني سارة "
قالت بتأثر
" أعدك وليد"
كان خبر حملها بطفل جديد وكأنه البلسم الذي داوي روحها .. وكأنه أملا جديدا يجعلها تتمسك بالحياة ..كانت لاتزال غاضبة من فعلة وليد بحقها .. لاتزال حانقة عليه من خيانته .. لازالت روحها عالقة في نقطة اللارجوع ... كان فقد ابنتهم ما خفف قليلا من ألم خيانته لها ... منذ علمت بمحادثته لأخري ازداد تباعدهم والفجوة التي بينهم أخذت في الاتساع ..فقد كرهته ورغبت في البعد عنه وكانت تنتظر أن يفاتحها في رغبته في الطلاق .. فظلت تجمع المال لتؤمن ذاتها .. أما الآن وبعد فقدها لجودي .. لم يكن لها سواه .. بعد ما عاصرت من ألم تشاركاه سويا.. بعد أن تمزقت أرواحهم سويا .. بعد أن عاشت علي أمل تلاه أمل حتي أصبح زائفا.. لم يتبق لها سواه .. ثم أتي لها حلم جديد تتمسك به .. طفل جديد ستحيا معه ما لم تحياه مع جودي .. طفل جديد قد يكون سببا في رأب الصدع بينها وبين وليد .. قررت التمسك بالأمل .. والبدء من جديد معه .. وانما بترقب وخوف أن يعيد الكره من جديد .. فحينها لن تقبل أبدا أن تكمل حياتها معه .. ربما أخطأ فقد أخطأت هي أيضا بحق ابنتها .. فتعادلت كفتي الميزان بينهما .. اذا نقطة .. وسطر جديد .

بعد مرور يومين

بعد أن تلقي أتصال عصام أخبر سارة بأمر مشاركة عصام وسما الغداء .. وافقت علي الفور ..وأخذت تعد نفسها لهذا اليوم .. تجهز ثيابها و ثياب وليد .. فهي تحب سما وتشتاق لرؤيتها ..
تذكرت والدتها عندما أخبرتها بأمر حملها .. تذكرت ما قالته لها
" مبارك حبيبتي .. أعتني بنفسك "
كلمات مقتضبه معدمة من المشاعر والدفئ .. هي لم تهتم بأن تعتني هي بها .. هي لم تهتز لفراق حفيدتها .. هل ستهتم بميلاد حفيد أو حفيدة أخري ..هزت رأسها تنفض عنها أفكارها التي تؤلم قلبها.
هي تحتاج من يسعدها ويبارك لها من قلبه كسما .. لم تخبرها للآن بحملها.. تود رؤية السعادة بعينيها عند سماعها الخبر .. تعلم أن سما تحبها وتهتم لأمرها .. فقد كانت هبة لها في محنتها .. تحبها .. تحبها كثيرا

---------------------------------

بعد أيام

رن جرس الباب .. قام عصام ليفتح الباب لزائريه ..رحب برحيق وصغارها .. تلاه ترحيب بزوجها .. ماجد
أشار عصام الي الداخل لتتوجه رحيق الي سما تساعدها في اعداد الغداء ..
صاحب ماجد الي غرفة الضيوف التي تبعد عن المطبخ كثيرا حتي لا تقيد حركة النساء .

--------------------------

" مرحبا رحيق .. اشتقت اليك "
رحبت بها سما تعانقها وتقبلها .. ابتسمت رحيق قائلة
" وأنا أيضا أشتقت اليك كثيرا "
نظرت رحيق حولها قائلة
" هذه الوليمة تتطلب يومين لأعدادها .. ما كل هذا سما ؟ "
قالت سما ضاحكة
" لست وحدك المدعوة .. أنتظر صديقة بحاجة لنا و صغارنا .. لنهون عنها قليلا "
تظاهرت سما بالتفكير ثم قالت
" اذا الدعوة ليست لي فقط .. بل لأجل صديقتك .. وكل هذا الطعام لأجلها .. أشعر بالغيرة منها قبل أن أراها "
لم تكد تنه كلماتها حتي سمعا جرس الباب منذرا بوصول ضيفة سما .

------------------------

جلس عصام و ماجد يتبادلا أحاديث عامة عن السياسة التي أصبحت مسار مناقشة الجميع ..قطع حديثهم .. رنين الجرس .. معلنا وصول وليد وسارة .. وبالمثل فعل مع سارة بعد أن رحب بها .. أشار الي الداخل لتلحق بسارة ...في حين توجه عصام مع وليد الي غرفة الضيوف حيث ماجد .
عند دخول سارة الي المطبخ حيث رحيق وسما ..أمسكت سما من خصرها هامسة بأذنيها ..
" مرحبا سما .. اشتقت اليك "
التفتت اليها سما ورحيق معا بعد ان كن مشغولات بالطهي .. بادلتها سما العناق بحب وقد لمحت لمعة خفية بعين سارة .. لمعة لم تعرف مصدرها .. قد تكون حصلت علي أملا جديدا في العثور علي ابنتها .. أبتسمت سما برقة مقبلة وجنتي سارة قائلة
" مرحبا سارة .. سعيده لقبولكم دعوتنا .. كيف حالك أنت ووليد ... أشعر أن هناك جديد بأمر جودي ..."
تسمرت رحيق وقد أختفت أبتسامتها .. رنت الأسماء بعقلها .. سارة .. جودي .. وليد .. أحقا ما سمعت .. قد يكون تشابه في الأسماء ...لا .. تشابه في أسماء عائلة كاملة .. يا الهي ... أعطتهم رحيق ظهرها مدعية انشغالها بالآنية التي أمامها بعد ان رحبت بسارة بكلمات مقتضبة حتي تتمالك زمام أفكارها .. مرتبكة .. حائرة .. كيف لسما أن تفعل ذلك .. كيف تدعوها وهي تعلم بأمر وليد .. كيف لم تنتبه سما لذلك .. يا الهي ... لالا .. سما لا تعرف بأمر تصوير وليد لها هي لم تخبر أحدا ... كما أن سما لا تعرف أسم زوجة وليد .. من أين تعرفت علي سارة ؟ .. سما لا تصادق حديثا .. هي تكتفي بمعارفها وأصدقائها القدامي.. يالها من مصادفة لعينة .. يا الهي ماجد ...ظلت تفكر بماجد .. هل وليد هنا بصحبة زوجته .. هي لا تعلم .. هل وليد هنا .. وان كان هنا .. ماذا سيكون رد فعل ماجد .. هو يعرفه ..يعرفه جيدا فقد أخذ منه هاتفه سابقا ...ظلت بحيرة من أمرها حتي سمعت سارة تقول
"وليد بخير هو بالخارج مع عصام ... "
ثم اضافت سارة بأسي
" ولا .. لا جديد بأمر جودي "
لم تنتبه رحيق للجزء الأخير من رد سارة وانما سمعت جيدا أن وليد بالخارج .. الكلمة أخترقت أذنيها . صعدت لعقلها .. هبطت الي قلبها ...شعرت بخفقاته تقتلعه من بين أضلعها .. هي الآن بأنتظار الكارثة .. تعلم بهدوء وحكمة زوجها التي تزعزعت منذ آخر مرة صفعها فيها ... هي تخشي أن يفضح أمرها ويخرج ماجد عن طوره في مواجهة وليد.. سما لا تعرف شيئا ..ولا عصام زوجها ... يا الهي ...ظلت ترهب كل شئ .. تخشي الأواني أمامها ..تخشي النار علي الموقد .. تخشي من التفاته سما وسارة لها ..أصبحت تخاف كل شئ وأي شئ .. ألن ينتهي هذا العذاب ؟.. اخطأت مرة ..ولا زالت تعاقب للآن ...زوجها .. أقاربها .. تخشي الفضيحة ... صغارها .. زياد .. لن يظل الأمر في طي الكتمان ...أمسكت رأسها متألمة .. ربتت سما علي كتفها قائلة
" رحيق .. ما الأمر ..؟"
التفتت اليها رحيق بهدوء زائف ..
" لا شئ .. أشعر فقط ب .. ب .. بصداع خفيف .."
ربتت سما علي كتف رحيق مواساة لها قائلة بحرج
" هذه سارة صديقتي .. زوجها وليد صديق عصام "
ثم أشارت الي رحيق
" هي رحيق زوجة عمي رحمه الله .. "
ثم تركتهم لتذهب الي صيدلية منزلها لتحضر مسكن لما تعانيه رحيق من صداع .. أنتبهت سارة للأسم .. رحيق ..
هو أسم ليس بالمتداول كثيرا .. شعرت بالقلق تجاة هذه المرأة .. أقتربت منها قائلة ...
" أهلا رحيق .. كيف حالك ..؟ "
ردت رحيق بأبتسامة زائفة
" مرحبا بك ..."
قالت سارة مباشرة
" هل أنت أرملة رحيق ...!"
شعرت رحيق بالانزعاج من سؤالها ... ألم تستمع لسما وقت تعارفهم ! فأجابت قائلة
" كنت والآن متزوجة .. زوجي بالخارج بصحبة عصام .. وهؤلاء أطفالي ..."
ثم أشارت الي الصغار حيث يجلسون مع أطفال سما بالغرفة المواجهه للمطبخ .. فابتسمت سارة بألم وقد تذكرت ابنتها جودي .. نظرت لأسفل حيث يقبع جنينها المنتظر وهي تمسح بيدها عليه قائلة
" بارك الله لكي فيهم رحيق .. أنا أيضا أحمل طفلا جديدا لهذا العالم.."
أبتسمت رحيق ابتسامة حقيقيه هذه المرة محتضنة سارة قائلة ..
" مبارك لكي .. "
عندها عادت سما وناولت الدواء لرحيق .. التقطت كلمات سارة بأذنيها فضحكت عاليا قائلة
" حقا ما سمعت .. سارة .. وتخبئين الأمر عني ..."
أخذتها سما بين ذراعيها وهي تقول ...
" لم أخبرك حتي أري هذه السعادة بعينيك سما .. أنت لا تعلمين قدرك عندي .. رغم معرفتنا القريبة بسبب اختطاف جودي .. الا أنني أشعر وكأننا كأخوة .. بارك الله لي فيك سما"
عانقتها سما ثانية بحب .. ولم يشعرن بمن خلفهن .. التي توالت الصدمات علي رأسها .. لم تكد تسعد حقا ومن قلبها لسارة ووليد بطفلهم الجديد .. الذي ظنت أن قدومه سببا في حدوث الأستقرار والتفاهم بينهم أخيرا ... لم تكد تسعد من قلبها لأجلها وأجله .. فهي لم تكن تتمني له السوء رغم كل ما حدث فقد اخطأوا هما الاثنان .. لم يجبرها وليد علي شئ .. لقد أخطأ بتصويرها نعم .. الا أنها هي من جعلته يفعل .. فارتضت عقوبتها بصبر .. حتي علمت بفقده لابنته ... أبدا لم تكن تتمني ذلك .. حقا جودي أختطفت .. يا الهي .. المسكينة سارة .. هي رقيقه .. سارة بعينيها البنية .. وأنفها الدقيق .. وحجابها الناعم الذي لم تتخلي عنه رغم أنهم نساء فقط .. جسدها الهش الناعم .. لم تشعر رحيق بالغيرة من سارة أبدا .. وهي تكتشف الآن أنها لم تحب وليد يوما .. لم تحب سوي ماجد .. زوجها البعيد .. تري .. ماذا يفعل الآن .

---------------------------------

ظل ينظر للضيف الآخر الذي يتقدم بصحبة عصام .. هل هذا وليد سمع الاجابة من عصام الذي وصل الي غرفة الضيوف قائلا بحب
" وليد صديقي .. ماجد قريبي ..أعذراني سأذهب لحظات وأعود علي الفور ...البيت بيتكما.."
لم يلتقط عصام شرارات الغضب التي اشتعلت بالمكان .. غضب ماجد من وجود وليد .. وغضب وليد الذي تذكر لكم هذا الرجل له حتي تورم وجهه وفقد وعيه ..
تردد بذهنه أسمها رحيق .. أين هي رحيق من زوجته .. زوجته الرقيقة التي في غضبها أبتعدت عنه.. كانت تعلم بأمر خيانته وحتي لم تواجهه .. رحيق تختلف كليا عن سارة .. كيف استمالته .. بل كيف استمالها .. هو لا يعرف كيف بدأ الأمر ..فجأه وجد قدمه تزل مع زوجة صديقه رحمه الله .. التي لم يرها منذ زمن .. الا مرة أو اثنان بصحبة صديقه .. وبعد وفاته بدأ يتواصل معها عبر الانترنت .. في البداية يطمئن عليها و علي ولديها ..وفي النهاية تجرد من ملابسه ورجولته أمامها .. فتخلي عنها لا هو تزوجها ولا هو تركها تنعم بحياة سوية مع رجل آخر .. رجل يقف أمامه الآن والغضب يملأ حدقتيه .. بل وجسده ...لم يكد ينته من أفكاره حتي شعر بماجد يقترب منه ليوجه له لكمة قوية .. الا أنه تفاداها ..ممسكا بقبضته .. قائلا من بين أنفاسه
" لن أشرب من نفس الكأس مرتين .. فقد لكمتني من قبل ..كما أنك مدين لي بهاتف .."
نفض ماجد يده من قبضة وليد بقوة .. محاولا لكمه للمرة الثانية .. الا أن وليد ابتعد فتفادي هجومه ثانية ..
أمسك ماجد وليد من سترته قائلا بقوة
" وتجرؤ علي التواجد بمكان أنا به .. "
ضغط وليد علي يد ماجد المستقره أعلي سترته قائلا وهو يري اقتراب طفل من مجلسهم ...
" أنت لا ترغب في اثارة فضيحة هنا علي الأقل .. استمع لصوت العقل واهدأ .. هناك أطفال .."
" بابا .. أحمد ضربني وأخذ لعبتي .."
ترك ماجد سترة وليد .. كاتما غضبه أمام الصغير .. جلس ليهدئ خفقات قلبة وانتفاضة جسده .. قائلا
" هي ليست لعبتك زياد .. هي لعبة مالك .. هل سمح مالك لأحمد بأخذها "
قال زياد بحزن
" نعم .. ولكني كنت ألعب بها .."
مسح ماجد علي رأس ولده قائلا
" أن تلعب بها شئ .. وأن تمتلكها شئ آخر ..ان كنت تلعب بها فقد يأخذها غيرك .. انما لو كنت تمتلكها .. فهي لك .. ولن يجرؤ أحد أن يأخذها من بين يديك "
ثم لاطف صغيره تاركا اياه يعود الي الصغار ليستأنف لعبه .

لماذا شعر وليد أن كلام ماجد يحمل معنيين !.. هل كان يخاطب طفله حقا أم كان يلقي الكلمات علي مسامعة مثبتا ملكيته لرحيق الآن؟ ..رحيق .. أين هي من تفكيره ..! لم تعد تخطر بباله الا وهو يؤنب نفسه علي ما فعله معها ..هل حقا كان سينشر الفيديو علي الانترنت .. هل حقا عندما يراها الجميع وتنفصل عن زوجها كما خطط .. هل كان سيهنأ بها ..؟ هل كان وغدا لهذه الدرجة ..؟ أبدل الاوضاع برأسه .. لو كانت سارة هي من فعلت .. كيف كان سيتصرف ..؟ ومن هنا التمس العذر لماجد في غضبه .. عذر ماجد في حقده عليه ورغبته في تمزيق وجه .. وأيضا التمس العذر لزوجته التي قرأت الرسائل بينه وبين رحيق ..وحمد الله علي تباعدهم فقط فهي بالأخير لم تكن خائنة مثله .. هو غاضب منها لأجل جودي .. لم يستطع سبر اغوار قلبه الي الآن .. الا أنه أبدا لن يتركها أو يفكر بخيانتها ثانية .. أخذ يحمد الله أنه أفاق من ذنبه .. وتعهد بمحو آثار هذا الذنب ..نظر الي ماجد .. رأي صدره يعلو ويهبط غضبا ..فقال
" أنا آسف ماجد .. نحن الرجال أحيانا ما نجري خلف ما نريد .. "
قاطعه ماجد قائلا بقوة
" أصمت .."
واجهه وليد وهو ينظر الي عينيه قائلا
" لن أصمت .. يجب أن تستمع الي حتي تهدأ .. لقد أقتص الله لك مني .. لم اهنأ بفعلتي كثيرا .. بنفس اليوم الذي علمت أنت بأمر الفيديو فقدت أنا ابنتي .."
كانت ملامح ماجد مغلقه .. هو يجيد السيطرة علي انفعالاته وقادر علي اخفائها ..فأكمل وليد
" أعلم أن أعتذاري ليس بمحله الآن .. بل لن يفيد .. الا أنني يجب أن أحظي بغفرانك ..أنا حقا آسف .. أستحللت عرضا ليس لي .. أستحللت امرأة وأنتهكت خصوصيتها ولم تكن ابدا لي ..شاهدتها وهي ..."
هذة المرة لم يستطع ماجد ان يخفي انفعالاته فهدر بقوة
" قلت لك أصمت ... لا أريد أن أستمع لأعترافك ولا الي تأنيبك لنفسك .. لا أريد اعتذارك .. لا أريد ندمك ..لن تحظي بالغفران أبدا وليد .. لقد كان عقاب الله لك قويا .. الا أنك تستحقه .. تلعب بعرض زوجتي .. بل وهدمت بيتي .. كيف ستحظي بالغفران .. قل لي كيف أغفر لك وقد دمرت حياتي .. أخبرني أيها التائب كيف أمنحها ثقتي ثانية .. ان كنت ترغب بغفراني أخبرني كيف أعود بحياتي مع زوجتي كذي قبل .. ..."
أخذ ماجد نفسا عميقا ليخرجه بغضب مكملا
" أنت جبان وليد .. لم تؤتمن علي امرأة صديقك رحمه الله .. ولا علي ولديه .. كان بالامكان أن تكون رجلا .. أن تكون عاقلا .. لكن انسياقك خلف شهواتك هو ما أوقع بك .. أقسم لك أن رأيتك مرة أخري ولو بالصدفه كهذه المرة .. ستقضي بقية حياتك سجينا لكرسي متحرك ...."
استمعا الي خطوات عصام الذي أتي أخيرا محملا بالعصائر والمقبلات .. قائلا
" يبدو أننا سنجوع اليوم ..النساء يثرثرن ولم يعدوا صنفا واحدا بعد .. لملمت هذه الاشياء من الثلاجة .. تفضلا"
قدم لهم عصام العصائر والمقبلات .. لم يتناول أيا منهما شئ .. شعر عصام بالتوتر .. وهو يري شرود الرجلين أمامه .
اذا فزوجته العزيزة تثرثر مع زوجه حبيبها .. هل تسألها عنه .. عن حياتهما .. هل تحن رحيق الي وليد ..؟ ... اذا رحيق .. أنت تسعدين بوقتك وأنا هنا أتمزق غيرة .. أتمزق لأجل رجولتي التي عبثتي بها .. كان يغلف ملامحه بالهدوء .. بينما وليد ينظر اليه ويعلم ما بداخله .. فلقد أخبره للتو عن حياته الغير مستقرة مع رحيق .. هو مندهش لأخباره بهذا الأمر .. ألا يخشي أن يعيد الكرة مرة أخري مع رحيق ؟... لا .. علي ما يبدو أن ماجد أستشعر صدقه .. أو ربما يختبره .. أو هو رجل مسيطر فلا يخشي من تهوره ثانية .. أو قد تكون رحيق أحبته لهذا لا يخشي فقدانها ..هو يجهل ما يريده ماجد .. يجهل ما برأسه وما يريده وما يخطط له .. بدا له شخص غامض .. قوي .. رجل بحق .. وهذا ما كانت تحتاجه رحيق .. رجل أقوي منها .. رجل يحتوي آلامها وليس رجل ضعيف .. جبان مثله .. هو الآن يشعر بالغيرة تجاه ماجد .
رأي زياد يقترب من والده قائلا
" أمي تشعر بالصداع أبي .. "
قال له ماجد بهدوء
" أخبرها أن تستعد للمغادرة .."
ذهب زياد ليخبر رحيق بالمغادرة .. فقال عصام
" لازلنا في بداية اليوم ماجد .. لم الاستعجال ..؟ .. تناولوا معنا الغداء علي الاقل "
أبتسم ماجد ليقوم من مكانه استعدادا للمغادرة قائلا
" اعتذر منك عصام .. رحيق متعبة .. سررت حقا بالتعرف اليك "
" أنت لم تتعرف علي بعد "
لم يكد ينه عصام كلمته حتي أستمع لصوت زياد وأحمد ومحمد .. رآها تقترب من باب المنزل .. كان قد خرج اليها ومعه عصام الذي قال
" سلامتك رحيق .."
قالت رحيق مبتسمة
" شكرا لك عصام علي دعوتك لنا .. انا آسفة حقا "
قال عصام بهدوء
" لن تحسب أبدا هذه الزيارة .. سأغفر لكما هذه المرة لتعبك لا أكثر"
ابتسمت الي عصام قائلة
" لن تكون زيارتنا الأخيره علي كل حال.. الي اللقاء
"
ربت ماجد علي كتف عصام قائلا
" أعتذر عن مغادرتنا .. المرة القادمة ستحضر انت الينا ان شاء الله "
ثم غادروا المنزل .. استأجر ماجد سيارة لتعيدهم الي المنزل .. جلست بالخلف مع الأطفال بينما هو بجوار السائق..لا تعرف ما الذي حدث بينه وبين وليد .. ويبدو أنها لن تعرف .

----------------------

بعد مغادرة رحيق .. تناولوا غدائهم .. سما وسارة بصحبة الصغار .. بينما عصام ووليد بمفردهما في غرفة أخري ..
نظرت سما الي سارة قائلة
" أنا أحب رحيق كثيرا .. تعبت بحياتها .. زوجها عمي رحمه الله لم يكن بالزوج المثالي معها ..لطالما تشاجروا .. حياتهم لم تكن مستقره أبدا ..."
تذكرت سما اتصال رحيق يوما ما تخبرها بأن عمها قد سرق مالها الذي ائتمنته عليه .. ظل ينفق منه حتي نضب .. خسرت رحيق مالها وقد كان عمها سببا في ذلك .. لم تعد حينها تمتلك سوي مشغولاتها الذهبية.. وبعض أملاك عينية لم يستطع عمها الفوز بها ...لم يعلم بالأمر سواها .. لم تخبر أيا من أخوته بل أتصلت بسما لتفرغ شحنة غضبها منه فهو والد اطفالها بالأخير
أستمعت سارة لكلمات سما بأهتمام .. أكملت سما حديثها قائلة
" أنت تعلمين حال المطلقات والأرامل بمجتمعنا .. وكم الطمع الذي يتعرضن له من الجنس الآخر ..عرض عليها الكثير .. وطلبها الكثير .. وهي لم تقبل سوي بماجد .. هو والد زياد .. هو أرمل أيضا.."
أنتبهت سارة لكلمات سما وهي تسأل
" تقصدين أن الصغار لم يكونوا لها بالكامل .. طفلين فقط لها والآخر لزوجها .."
" نعم"
لا تعلم لماذا ازداد الشكوك داخلها فقالت
" هل هي متزوجه منذ زمن .. أم حديثة العهد بالزواج"
"تزوجت منذ وقت قريب ..لم ندعهم لزيارتنا منذ تزوجا .. لذا فكرنا بدعوتهم اليوم معكم لتسعدي بالصغار.."
هنا أنتبهت سارة .. اذا فشكها بالأسم لم يكن عبثا .. اذا هي رحيق بولديها الذي لم تنتبه لأسمائهم .. اذا هي زوجة صديق وليد .. هي الارملة التي استمالت زوجها .. هي رحيق من كانت تتألم من محادثتها لزوجها .. هي رحيق التي تباعدت عن زوجها بسببها .. هي السبب في ضياع زوجها ..آه .. وهي من كانت تتحدث معها بود ولطف وهي تستحق أن تنبش وجهها جراء ما فعلت .. لابد أنها كانت تعلم بأمرها .. رحيق تعلم أنها سارة زوجة وليد حبيبها .. رحيق علمت ما حدث لجودي .. علمت بأمر حملها .. علمت بكل شئ يخصها وزوجها من دون قصد منها .. يا الهي ..

بعد أن أنهين طعامهن قامت من مجلسها تدعي الهدوء وهي تقول
" أنا آسفه سما أشعر بالتعب .. علي الرحيل الآن..شكرا لك ولزوجك الطعام كان رائعا.. لقد أرهقتك اليوم كثيرا .."
قاطعتها سما ممسكه اياها قائله
" لم تتناولي الحلوي بعد .. اجلسي قليلا "
" آسفه سما أعذريني .. أشعر بالتعب حقا "
ثم طبعت قبلتين علي وجنتي سما مغادرة
وبالفعل خرجت الي وليد وأخبرته برغبتها في الرحيل .. بوجه متألم .. خشي أن يكون ألمها بسبب الحمل .. فأعتذر لعصام الذي علم بحمل سارة للتو قائلا بسعادة
"مبارك يا صديقي .. "
ثم احتضنه مقبلا اياه ..ابتسم وليد مجيبا
" شكرا لك عصام .. "
وغادر هو الآخر بصحبة زوجته

------------------

بعد أن غادروا جميعهم خرجت سما لزوجها قائلة
" ما الأمر .. يبدو أنك لم تكن راض عن هذه الوليمة عصام "
التفت اليها عصام متحيرا وهو يقول
" في بادئ الأمر ماجد ورحيق يغادروا .. وبعدها وليد وزوجته .. أشعر بشئ غريب .."
أنتبهت سما وقتها .. رحيق .. وليد .. أحقا ما تفكر به .. يا الهي .. حدثت نفسها
"تبا للساني المنفلت ولعقلي الذي لم يفكر قبلا..كيف لم أنتبه الي أسم صديق عصام .. كيف لم أنتبه لرحيق التي تغير لونها عندما أستمعت لأسم وليد أثناء تجمعهم بالداخل... كيف لم ألاحظ الشحوب الذي أعتلي محياها بمجرد أن تحدثت هي وسارة عن وليد ..عن حمل سارة .. عن أختطاف جودي ...بل ولاحظت تغير سارة أيضا أثناء تناولهم الغداء .. هل سارة تعلم ما كان بين رحيق ووليد ؟..آه.. يا الهي ما الذي فعلته سما..."
أنتبه عصام لتغير لون زوجته فقال
" سما ما الأمر "
أجابه صمتها وشرودها .. ثم سمعها تقول بشرود
" لا شئ عصام حبيبي .. لا شئ.."

---------------------------

ظلت بثيابها .. لم تبدلها بعد .. منذ أن عادوا للمنزل والصغار يمرحوا .. تناولوا طعاما بسيطا لتعوضهم عن الغداء الذي لم يتنالوه .. ظلوا يركضون خلف بعضهم يضحكون بصوت عال .. وهي بين أفكارها .. ماجد منذ عودته بغرفته .. وهي لم تجرؤ علي الأقتراب منه .. مر الوقت ببطئ .. الي أن حان موعد نوم الصغار ... أطمئنت لسكون ولديها فسرعان ما ناموا .. ثم ذهبت لزياد ..الذي لازال يحمل هاتف والدته يلهو به ..جلست جواره تتخلل شعره بأصابعها قائلة
" هل سعدت اليوم مع مالك ؟ "
" نعم سررت كثيرا ...لعبت بألعابه كلها"
ثم قال وهو يقص عليها ما رأي
" لكن أحمد أخذ لعبتي .. فذهبت لأخبر أبي فوجدته يمسك الرجل الذي كان معنا بمنزل عمي عصام .. كان يمسكه من سترته .. لابد أنه ضايق أبي"
نزلت الكلمات كالمياه الباردة علي رأسها ..كانت ترغب بمعرفه ما حدث .. وها هي تعلم الآن ..اذا فقد فقد ماجد أعصابه اليوم .. لم تشأ أستدراج زياد الي هذا الكلام ..دثرته هو الآخر وأخذت الهاتف قائلة
" لقد حان وقت النوم صغيري"
أخذت الهاتف ومكثت جواره الي أن نام .. شردت بأفكارها ..كيف كان لقائهم.. الآن علمت أن ماجد لم يجلس مكتف اليد .. بل بيد قوية تدافع عنها..هل كان يدافع عنها .. أم يدافع عن رجولته التي أنتهكت من قبل وليد ؟.. لم تنس يوم معرفته بأمر الفيديو لم يغمض له جفن الا بعد أن استولي علي هاتف وليد ليتستر علي ما تبقي من سمعتها .. لم تنس تباعده عنها معاقبا اياها علي ما فعلت .. لم تنس أهتمامه بأطفالها رغم ما علمه عنها .. هل هو يعاقبها أم يحبها أم يحتاجها لأجل زياد !.. هو لم يقربها منذ علم بزلتها .. لم يحتويها بين ذراعيه اللذان تتوق لدفئهما الآن .. هي تشعر بالبرد .. بل ترتجف .. هل يسمح لها اليوم .. اليوم فقط بأن تقترب منه .. تقترب من دفئ جسده تنعم برائحته .. ياله من شتاء .. يشعرها بالكآبة .. يشعرها كم هي بحاجه لأحد تحتمي به وتستمد الدفئ منه .. أحد تحبه وتشعر بالحنين اليه .
سارة .. زوجة وليد .. هي لا تستحق الخيانه .. لم تكن تستحق ما فعلته بها بأن تستميل زوجها .. سارة ضعيفة ليست مقاتلة مثلها .. يبدو أنها أندفعت بالأبتعاد عن زوجها ...سارة حامل .. تحمل طفل وليد ...لم لا تفكر هي الأخري بالحمل من ماجد .. سخرت من نفسها قائلة
" وكيف سأحمل منه وهو لا يقربني .. سأحمل عبر الهواء "
تأثرت بالخاطرة التي مرت بعقلها ولم لا !.. طفل يجمع بينها وبينه يوطد الأواصر التي اوشكت علي التهتك .. هل يسمح لها بأن يعطيها طفل من صلبه .. هل سيثق بها يوما كمان كان
خرجت من غرفة زياد وهي تأمل التقرب منه .. الليله .. الليله فقط

------------------------

عاد كريم الي منزله بعد أن أصبح مشغولا أكثر من ذي قبل .. فبعد أن كان يعمل عملا واحدا .. الآن صارا عملان .. وقد كان هذا هو الحل الذي توصل اليه أخيرا .. زوجته الأولي تريد المال .. والأخري أيضا أصبحت تريد المال .. وهذا المال لا يملكه ..لذا كان من الواجب أخذ القرار .. كما أن العمل جاء اليه علي طبق من ذهب .. والده .. الذي طلب منه أن يفتتح متجرا لبيع الهواتف ولوازمه من اكسسورارات وخلافه ..وامتثل اليه كريم في طلبه وبدأ في الاعداد له .. متيقنا أنه سيكون ملكا له في النهاية .. كان يذهب اليه مساءا بعد أن ينهي عمله الحكومي .. يعود الي نور ليتناول غداءه .. وبعد أن يغلق متجره يختار العودة اما الي نور أو الي مني .. واليوم اختار نور ...ليوطد علاقته بها قليلا .. ويكسب ثقتها .. دفع بالأمس مصاريف حضانه ابنته .. ويجاهد لأكمال مبلغ الايجار ليقوم بدفعه لصاحب البناية .. هو لا يريد أن يساورها الشك تجاهه .. ظل يحدث نفسه
" وهل هذه حياة ..هل ما أنا به الآن من زواجي بأثنتين الأمر الذي قد يحسدني عليه الكثير .. وحصولي علي ثلاثة أطفال من الأولي والثانية ..حياة .. هي نعم في نظر البعض .. لكن هل لهم ان يتألموا بدلا مني .. هل لهم أن يثقوا بأن أروي التي تجاوزت العام بقليل هي ابنته من نور ...؟ هل ستيحتملوا الشك مثله .. فليأتوا اذا وليحملوا عنه بعضا من أثقاله "
لا زال هناك صراع داخلي يرفض ويقبل .. هل أروي الصغيرة ابنته .. من فض بكارة زوجته؟ .. هل خانته بعد زواجها منه ؟.. اسئلة كثيرة تفتك برأسه لا يعلم هل هي حقيقية أم بسبب ذنوبه التي تكالبت عليه فجعلته أسيرا لأفكار مشوهه تنغص عليه حياته ..

ها هو قد جاء اليها .. سمعها تقترب منه لتجلس جواره بعد أن نامت أروي .. كانت تمسد كتفيه تزيل عنه تعب يومه .. هي تنتظر كي تري مدي صدقه .. هل أصبح رجلا بحق .. أم يمثل مسرحية جديده عليها ..! لطالما شهدت نجاحاته في التمثيل عليها وعلي الأخري ...هي تعلم من سما كذباته علي مني .. وتعلم منه أيضا حينما يريد التندر علي غباء زوجته الأولي معها فيخبرها عن كذبه عليها وتصديقها له ..ظلت تكمل تدليك كتفيه .. وظلت الأفكار أيضا تضرب عقلها ..تتمني أن يكون تغييره معها حقيقيا .. هو يهتم بها رغم انشغاله .. يتحدث معها ليل نهار علي الهاتف .. يسأل عن أروي ويهتم بها .. لا تنكر سعادتها بدفعه مصاريف حضانة ابنته ..وفي انتظار المزيد ...
استمتع بتدليكها لكتفيه .. هو يمشي علي الطريق الصحيح نحو انتقامة .. لم ينس ما شاهده اليوم ... كانت تقف مع أحد زملائهم .. كان يقترب منها بشكل لا يليق .. هي لم تمنعه .. وهو أيضا لم يمنعه أو يتدخل لمنعه بل استمتع بما يري كي يزيد من لهيب رغبته في الانتقام منها ...سمعها تقول
" هل أحضر لك العشاء ..؟"
أقترب منها أكثر قائلا
" لا .. أنا جائع لشئ آخر حبيبتي "
فهمت ما كان يرمي اليه .. وأعطته ما أراد بسخاء .
بعدها بقليل
كان جوارها لم يتحرك .. ينشد النوم ولكنه جافاه ..ظل يتقلب علي جنبيه يحاول ويحاول بلا أدني نتيجة
" ما الذي يؤرقك كريم ..؟"
نظر اليها بتمعن .. لم يكن يراها بوضوح فالظلام يغمر الغرفة الا من نور بسيط ..لكنه يحفظ نومها .. يحفظ سكناتها ... قال بهدوء
" فيما كان يتحدث معك زميلنا اليوم ..؟ "
شعر بأرتباكها فقال
" هل الأمر مربك لهذه الدرجة .. نور "
اعتدلت لتنام علي ظهرها وتقول
" لا شئ هام .. كان يحادثني عن أمور بالعمل .."
لم يتحرك .. لم يغضب أو يثور .. لم يكن له أي رد فعل سوي قوله
" وهي ...!"
ردت مستمفهمة
" وهي ماذا كريم ؟"
ظل علي وضعه يتأمل ارتباكها بهدوء وهو يقول
" ماهي الأ مور الخاصة بالعمل التي تجمع بين قسم عمله وقسمك .."
ازداد ارتباكها فقالت بعصبية
" ما الأمر .. ما بك .. ؟ هل تبحث عن أية مشكلة بيننا لتثور وتغضب لأجلها .. ماذا بك .. ؟ ان كنت تود الذهاب للأخري فلا داعي الي أختلاق مشكلات ...أذهب اليها ولن أهتم .. أنت تعلم أني لا أغير منها هي أقل مني شأنا .. لا ترقي الي فكري ونظافتي واهتمامي بأبنتي .. لا أعلم لم تتمسك بها للآن كريم .."
كان علي نفس هدوئه وهو يراها تخرج بذكاء مما كان يتحدث بشأنه .. ابتسم قليلا وقال
" هل ترغبين في طلاقها ؟ ..."
هدأت ثورتها قليلا وقالت
" لا .. لا أود ذلك كريم .. أنت تعلم ذلك .."
نعم هو يعلم .. يعلم أن بوجود الأخري .. تلمع هي وتضئ كالآلئ .. طالما الأولي مقصرة .. ستظل هي دوما الفاضله الناجحة طوال الوقت في مقارناته .. هي تريد وجود مني في حياته .. ليعلم دوما قيمتها ..
كان يود أن يري هذا الارتباك .. كان يريد أن يري هذه الثورة .. اذا نور ليست علي طبيعتها .. قد تكون تخونه ..هو لا يهتم .. فقد تزوجها فاقدة لعذريتها .. فهل هناك ما هو أكثر .. اقترب منها .. جذبها الي صدرة .. مسد شعرها قائلا
" أنا آسف حبيبتي .. لم اشأ أن أثير حنقك لهذه الدرجة .. تعلمين أنك الأولي والأخيره بقلبي نور .."
ثم استكانت بين يديه .. علم أنها استغرقت في النوم ..وهو مازال النوم يجافيه ..

-------------------------

" عليك أن تسألي يا ابنتي .. زوجك وضعه غير طبيعي ..أنا متأكد من زواجه بأخري .."
كانت هذه كلمات والدها يلقيها للمرة المئه علي مسامعها .. هي تشعر بتغير كريم معها .. يهتم بها .. ينفق عليها وعلي ابناءه .. لكن لازال هناك أشياء بلا تفسير .. هو يعمل بالمتجر خاصة والده .. ثم يعود اليها يوما .. ويوما آخر لا يعود .. عندما تحدثت معه بشأن الأمر أخبرها أنه يذهب لعمل ثالث ليجني المال لأجلها وأجل أبنائهم ...هي لا تصدق بالطبع .. لكنها صامته .. هي لا تجد ما يمكن أن يكون مسارا للغضب أو للمشاجرة .. مطالبها مجابه .. ولديها سعيدان .. الأمر هادئ بينهما .. لماذا تسعي للمشكلات اذا ؟
" حاضر يا أبي .. أعدك اني سأبحث في الأمر ..أتريد شيئا من الخارج .. سأذهب الي السوق .. سآخذ معاذ معي ..سأترك أحمد لك لن اتأخر "
قال والدها
" لا .. لا أريد شيئا .. لا تتأخري .."
والدها لا ينفق من ماله الا فيما يختص بمتعه الخاصة .. المعاش الذي يتقاضاه ينفقه علي تدخينه .. وهي وأخيها ينفقا علي طعامه وشرابه ..منذ أن توفت والدتها وهي من يهتم لأمره .. هي لا تملك مالا سوي مال كريم فتنفق علي والدها منه .. وان قصر كريم في الانفاق يوما عجزت عن اطعام والدها ...لذلك كريم هو الكنز الذي ينهل منه ويخشي أن يذهب ماله لأخري ..
مرت أوقاتا كثيرة لم تمتلك فيها مالا .. كان أخيها يتحمل العبئ وحده .. لم تنس هذه الايام قول والدها
" هاتفي أخته علها ترده عما يفعل .. أخبريها أن صغاره جوعي .. أخبريها انه مقصر معك مني "
وكانت تستمع دوما لما يطلبه والدها وتشتكي الي سما .. وسما بدورها تؤنب كريم .. فيعود وينفق .. والدها لا يعترف بظروف .. لا يعترف بأعذار قد تمنعه يوما عن تناول طعامه .
وصلت الي السوق وبدأت بشراء الخضروات ذات الدرجة الثانيه وربما الثالثه .. كي تستطيع تدبر وجبه تكفي اربعة اشخاص هي وابنائها ووالدها ..تأخذ من فم أولادها الطعام لأجل والدها ..كريم لا يأكل معهم علي كل حال ..يخبرها ان والده يحضر طعاما ويتناولوه بالمتجر .. ابتعد عنها معاذ قليلا فصاحت به
" قف هنا بالقرب مني .. لا تبتعد .."
تصيح ولا تهتم لمن يراقبها .. تشتري طعاما أقل ما يقال أنه طعاما للبهائم .. كل هذا وهي غير منتبهه لمن يراقبها عن كثب بغيرة .. وامتعاض.

-----------------

noor elhuda likes this.

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.