آخر 10 مشاركات
سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree225Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-18, 05:52 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء التاسع عشر ..
:
:
"القادم الغريب .."
:
:
:
:
أنزعجت في سريرها وهي تشعر بحر خانق رغم برودة الجو لقد نامت ببيجامتها الشتويه والكنزه وكتابها في يدها ...
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تفتح النافذه قليلا لفحتها البروده القارصه ..
الا ان النفس عاد الى رئتها ..أعادت اغلاقها وهي تتأمل الشارع الخلفي تحتها وقد بدأت المحلات في اغلاق ابوابها ...
:
:
صلت ركعتان لترتاح ومن ثم توجهت للمطبخ لتعد لها عشاء خفيف ..
انها تشتاق حقا لكادي ..لم ترها منذ يومان ..
ولن تراها هذا الاسبوع كله ..
:
:
:
جلست تراقب طبقها بسرحان وهي تقلب ملعقتها بعشوائيه ..
الفقد في قلبها بات يكبر أكثر ونسيان السنين كاد ان ينفذ و العمر يمر في طرد السراب ..
سراب اسمه فياض لا يفسر ولن يفسر يوما ..
أي شئ في حياتها الا ان يكون زوجها ..لم تشعر يوما اتجاهه بذاك الشعور الذي يرواد النساء حيال رجالهن ..
فياض صمام امان لحياة كريمه لا غير ...
فأنا اول جامعيه في عائلتي ومن بعدي بنات اخواتي وقد تحررن من لعنة المرأه للمنزل والخلفه فقط ..
:
:
اتكأت على يدها التي سندتها فوق الطاولة ..
اغمضت عينيها تمنع بكاءها ..
وقفت تنهر نفسها ...كما نهرتها لسنوات ..."لا ياعذبى لا لاتضعفين اللحين ...امتس واخواتس يحبونتس ...ايه يحبوني ...طالباتي يحبوني ...انا تخطيت كل شيء وجالسه اعيش حياتي بالطول والعرض ..."
:
:
:
غطت جفنيها بكفيها تمنع دموعها ...الا انها انفجرت فقد استحملت كل هذا منذ زمن بعيد ....
رمت الطبق فأنكسر وتناثر مابه ..رمت كل ما على الطاولة امامها ...
جرح معصمها من بقايا كأس زجاجيه قد حطمتها ..
زاد بكاءها ونحيبها حينها وهي تشدد على جرح معصمها الذي يحرقها ..
جلست وهي ترمي ظهرها على الخزانه الخضراء خلفها وقد تلوثت بدماءها وغرق وجهها الجميل بدموعها الحزينه ...
ضربت نفسها على فخذيها وكأنها توبخ احدهم وتلقنه درسا ....."لاتضعفين ...مهوب بعد هالسنين ..."
:
:
لطالما كانت قويه ليس الان لقد مرت السنوات وكل ماحدث اصبح ذكرى مندثرة ...
اخذت منشفه بيضاء قريبه منها وهي تلفها على جرها بعد ان وضعته اسفل سيل المياه البارده ..
كان سطحيا ولم يكن غائرا ...
رتبت المكان ونظفته وهي ترفع احد حاجبيها سارحه وكأن ماكان للتو لم يكن ..
لقد اعتادات على نوباتها الحمقاء عندما تكن بمفردها ..
لكنها حدثت لها هذه السنه اكثر من ثلاث مرات ..
وقد تأجج قلبها بالغضب على وحدتها ..
رفعت شعرها للأعلى وفردت كتبها وغرقت كعادتها بمذاكرتها الدقيقه التي تنسيها ..
نظرت الى هاتفها ....
فتحته واخرجت الذاكرة وضعتها بين اسنانها و حنتها بين اظافرها بصعوبه فأنكسرت ...
رمتها بعيدا ..
وقفت وهي تأخذ معطفها من غرفتها ارتدت حذائها الشتوي واخذت شالها وهاتفها نزلت السلم مسرعه ..
فتحت باب المنزل فلفحتها برودة الخارج القارصه...
شدته على صدرها وهي تغلق الباب اكملت سيرها في الشارع الشبه خالي ...
مشت وهي تقاوم البرودة تحنط ملامحها ودموعها الساخنه تحرقها ...
أخذت نفسا عميقا وهي تدخل المتجر الضخم الذي قد تزين بزينة موسم ما ..من حسن حظها انه لم يغلق ...
:
:
جرت عربه معدنيه من صفها الممتلئ لقلة المتسوقين ...
واتجهت الى قسم الاواني ..
مرت فيه سارحه وهي تتأمل الاطباق حولها ..
كان ليكون لي بيت خاص واستقرار والكثير من المشاكل ..
كان سيكون لي اطفال ..
كان سيكون لي حياة ممله وغير مرضيه لكن بأنجاز و اشخاص حولي و اسرة قد كونتها ..
استغفر الله لا يجوز قول هذا ...لقد قدر الله لي كل هذا وعلي الصبر فقط وستكون النهاية مرضيه ..
هذا ما عودت نفسي عليه ..
وجدت نفسها تخرج من المتجر عائده الى البيت وهي سارحه دون ان تشتري شيئا ..
:
:
أقتربت من باب المنزل الا انها كرهت الدخول حقا فالمكان يخنقها ..
وقفت للحظة على باب المنزل تراقب زينة الشارع استعدادا لموسم عيد ما ..
الاحمر والاخضر يطغى على المكان ...
وما اجمل عيد موطني وديني ..
انخفضت درجة الحراره وهي تراقب هاتفها ..
لقد مر اسبوع كامل مع احتمال سقوط الثلوج ...
شدت على معطفها وهي تراقب السماء لفتها نشاط ما حول اضاءة الشارع انها تثلج حقا ....
مدت كفها للسماء وقد قرصتها برودة رقاقات الجليد المتباعده ...
فتح باب جيرانه وخرج طفلا في السادسه يصرخ بحماس ..."داد اتز سنونغ ...."
:
:
=ابي انها تثلج ..
:
:
التفتت اليه مبتسمه وقد نهاه ابيه بمحبه ليكون حذرا في خطواته ..
لتساقط الثلوج في هذه الوقت قيمه عاطفيه لعيدهم هذا ..
:
:
خرج اجمع قاطني الشارع واناروا مداخلهم وباتو يوزعون على بعضهم الكاكو الساخن ..
فتحت باب منزلها ودلفت اليه تفتقد حقا سكاكا ومنزل ابيها القديم ..
مؤخرا قد اشترت هي بدخلها لامها منزلا في حي جديد صغير فخم ومرتب ويليق بها ...
راقبت هدوء المنزل حولها وهي تصعد للطابق غرفتها ...
رمت بجسدها على السرير تأملت نقوش الحائط الكلاسيكه بعقل شارد بلا تفكير ..حتى رحم جفنيها النوم ..
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لقد انهى للتو اخر عمل كلف به ..
لطالما استغرب من حوله منصبه وعزاه لمكانة اخيه القبليه والتجاريه ..
الا انه وصل الا هنا بمجهوده وتعليمه ..حتى ان لم يكن يبين عليه عمره فهو يبدوا بسن جسار وبل اصغر الا ان عمره 37 عاما ..
يشبه اخيه في كل شيء الا في ملامحه ..فيشترك معه سماره وضخامة هامته الا انه يبدو كأعادة احياء ونسخه اجمل من اخيه كساب الراحل ..
:
:
وبعد ان يأس من الامل في لندن ..ترقى مؤخرا لمنصب في السفارة السعوديه في كندا ..
لبى عزومة غداء كان قد خصه به قسمه ...وعاد الى مكتبه ليجمع بقية اغراضه ...
ابرد كائن قد تحتك به ..قد يأخذ صمته اسبوعان دون ان يلاحظ لكن لا شيء جدير بالكلام هنا ..
لطالما كان هادئا في كل مايقوم به وفي منظره الفخم المرتب ..
وهندامه الانيق ..
ماديا يملك تجاره و اصطبلات تغنيه عن كل هذا لكنه يريد ان يعمل فأعطى كله لوزراته ..
حمل حقيبة جهازة المحمل على كتفه وكتابن كان قد تركها في مكتبه في يده ..
وقف في المصعد يتأمل الارقام تنقص..
لطالما كان عقله خاليا من أي هم وتفكير لقد اقصى نفسه منذ زمن من كل اساليب الحياة وصراعاتها فعاش هادئا بعيدا ..
وكدبلوماسي سعودي هدد ذهابه للعراق منصبه الا ان الترقيه كانت لصالحه فهو يليق تماما بالمنصب ..
كأسم و كدراسه و كمكانة عائله ومنصب ..
:
:
وضع ما يحمله بجانب بقية اغراضه مؤخرة السياره السوداء الضخمه التي يكلف شرائها ثروة ..
عدل من غترته التي لا يغير شخصيتها يميل عقاله كعادة ابناء منطقته التي مهما ارتحلوا لا يبدلونها ويتركها منسدله ويضع طرفها الايسر على كتفه الايمن ..
:
:
بثوبة الاسود وساعته الرماديه وكل هذه الاناقه الصاخبه وهدوءه المؤلم ..
بكل الفراغ في نظراته و قلبه ..
بكل القرابين القديمه المعلقه على عتبات صدره ..
كان فياض لا يعرف عنه شيء ابدا كشبح يغرق بين الناس ..
كأستفهام في صفحة بيضاء ..
تعرفون ان هناك اشخاص يتممون الامور لكن لا تعرفون من هم ..اشخاص مهمين لا يعيشون مثلنا يسكنون الشقق الفاخره في الابراج السكنيه المطورة ....الشقق العصريه المرتبه وبدون عائله و اهل وحياة ..يقتونن السايرات السوداء الفارهه المظلله ..
آلات العمل الفخورة ..المتفانيه ..
:
:
:
فتح باب شقته الرمادي أمر العامل خلفه ان يدخل اغراضه ..اعطاه اكراميه ومن ثم نزع غترته ..
عدل شعره الاسود الفاحم ذو القصه الاعتياديه النظيفه ..
وهو يجلس بقرب الواجهه الزجاجيه الضخمه التي اطلت على وادي الاسمنت مدينة الرياض الرتيبه ..
لطالما احب الواجهات الزجاجيه الصامته التي لاتخبئ شيئا لم يكن هناك مايخبئة والجدارن تخنق خياله ...
:
:
كتب ..كتب ..كتب ..كتب ..اكوام منها ..الكثير منها ...امواج وجبال وعوالم منها ..
مالا يعرفه احدهم انا هذا العتيد يمتلك شركة نشر عصريه تساند الشباب المبتدئ ..
المسودات حوله تغطي المكان والطاولة الضخمه امامه وتحتها وجميع جوانبها ..
فهو لا يرضى بالكتابه الرقميه ابدا عليهم ان يطبعوا المسوده و يتحسس الورق بين يديه ليبدي رأيه ...
فتح اعلى زر في ياقة ثوبه فحرر جلوسه ..
استند على الواجهه الزجاجيه وهو يوجه ريموت التحكم لمشغل الصوت ..فأطلق ذاك صوت صديق وحدته طلال مداح ..
لا يطيق الجلوس على المقاعد فهي تقيده فيقرأ بالساعات و يغير وضعيته كل لحظه ..
قلب مسودة كتاب في يده الا ان الملل هده ..
تثاوب وهو يتركها من يدها ..تناول كتاب قديم بغلاف عودي و اخضر وخط رقعه ذهبي تعود الطبعه لخمسينيات القرن ..
فتح حيث توقف وبدأ شغفه المعتاد تلخيص الكتب للأقل خبره ..
تناول جهازه اللوحي وفتح مدونته التي عرفت بأسم دار نشره ...
كتب ما لخصه اليوم ومن ثم اغلقه تذكر انه لازال يرتدي عدساته ..
اخرج علبتها من جيبه وبتمرس ودون مرآه أخرج واحده تلو الاخرى ..
فضعفت رؤيته وتداخلت حدود الاشياء امامه واختفت ..
مد يده لنظارته على الطاولة بين الاوراق وقد حفظ مكانها ...
ارتداها فتغيرت ملامحه ..و اختفت حدتها ..
متعايشا مع نظارته وعدساته لم يفكر يوما في العلاج الا انه مؤخرا بات ينساها في عينيه ..
:
:
تنهد وهو يغلق كتابه ....نزعها مدلكا جفنية بتعب ..وقف يمشي مترنحا واستقام بعد ان اعادها على عينيه ..
نزع ثوبة و بقية ملابسه ..
الجو دافيء نسبيا اليوم ...رمى بجسده على السرير ..
سريره الوافر الضخم ..في شقته التى لم يطأها ادهم يوما سوى خادمه و اخيه و ابناءه ...
ما ان اغمض عينيه حتى استغرق في نومه ..
وكل الاحزان المنسيه تداهمنا وقت نومنا فلا تشكو سوى الوسادات ..و شكواها الصمت..
:
:
رجل مكتمل في السابعه والثلاثين بشخصية منعزله وغامضه لم يشارك يوما انثى اهتمام او جسد ....
أي الوعود هذه التي تقيده ؟؟....اي وفاء هذا الذي يمتهنه ؟؟..
:
:
أي فياض هذا...؟؟ فياض الاسم الحاظر والوجود المعدم المستثنى وقد ابتعد عن حياة الجميع الا حياة اخيه الوحيد الذي تبقى اليه ..
حتى امه ...لم يكن يوما صديقها ..وبعد حربها عليه ..لقد اقنعها بطريقته التي انتقصته في عينها لكنه قد اقنعها لن يثنيه احدهم عن وعد قطعه ابدا ولو كان الثمن موته ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليوم فقط شقته خاليه من أي عقاقير قويه و أي احتياطات مشدده ..
عليه فقط اني يبقى المكان نظيفا ومعقما فلا زالت مناعته ضعيفه وعليه ان يتغذى جيدا ..
غيابه اجل تقاعد زميلة عمله الا ان عودته للمستشفى اعادت الحياة الى روحه ..
فقد انتدب الى الجحيم اخر 6 سنوات استسلم و ضعف و نهشته وحدته الا انه قاوم ليعيش بعدها لازال هناك الكير لم يفعله لازالت هناك اشياء جميله يتشاركها مع هذا العالم لقد تولد في قلبه شغف وبات قويا وهزم مرضه ...
:
:
لقد شخص يوما بسرطان الرئة ..الذي اثر على عظمة ساقه كان استئصال العظم هو الحل ..
لم تساعده صحته للتمرن بعد على طريقة مشيته واكمال علاج رجله ..
الا انه يشعر الان بأنه بخير بات يستطيع ان يعيش يوما بنشاط طبيعي دون الانهاك المرهق المبالغ فيه ..
وقف امام المرآه الضمه في ركن غرفته البيضاء النقيه ..
نحول جسده في تحسن وقد كان في يوما لا يستطيع الوقوف لشدة ضعفه ..
لقد زاد ثلاثة كيلوات في اسبوع واحد فقط وهذا دليل على شهيته التي باتت مفتوحه ..
شحوبه المخيف ..الا انه بدأ الدم يدب الى ملامحه مؤخرا ...هالات عينيه السوداء التي تغطي محاجره وحول رموشه السوداء الكثيفه ..
بدأت تتلاشى ..
شعره نما مجددا منذ ستة أشهر ..
واختفى ارتجاف اطرافه ..
حرقة قلبه ودمه و احشاءه الآلم القاتل المستمر ..
النزيف ..حالات الاغماء وفقد السوائل ..ملازمة السرير لأشهر والعجز ..
لقد اختفت ...فقط من كان جانبه بعد الله كانت روحه الوحيده ..
لم يكن يتوقع يوما ليعود واقفا على رجليه...بعد ان فقد الامل في شفائه قبل سنتان ..
وقد عاد انتشر المرض حينها في أجزاء من رئته..
لم يكن يوما مدخنا ولا مدمنا للكحول وقد عاش في منطقه نظيفة طوال حياته لكن سبحانه ربي ان احب عبدا ابتلاه ...
لقد شهد الماضون بصحته وقوة جسده وضرب به المثل يوما ..
لكن الحمد لله ..
بخطوه عرجه واسعه القى بنفسه على سريره ..وقد تحرر من ماضيه الذي لاحقه مطولا ..
لكن قلبه احمق لن ينسى بكاءه يوما ..
فالقلب الباكي لن يتمالك نفسه يوما ابدا ..
:
:
:
جر غطاءه فوق صدره ..بسرير منفرد لم يقتنع يوما ان يقتني سريرا مزدوجا كتبت عليه الوحده منذ ان ولدته امه ..
الماضي ..آه منه ..النقص ..الاحتياج ..الشباب ..الرغبة .. و الانهزام ..
انه في منتصف الاربعين الان ..
لقد ودع شبابه منذ ان اصيب بهذا المرض المميت ..
امله بربه كبير لكنه هناك احتمال ان يعود له يوما مباغته وينهي حياته حينها سيكون مستعدا وقد انهى اماله و طموحاته و انجزها ..
سيخدم الانسانيه التي عذبته ..ليس هنالك شيئا يعيش لأجله ..لا عائله ولا ذوي قربى ..فقط هو و وحدته التي سخرها لمساعدة من يمرون في نفس حالته ..
:
:
هل تعرف تلك الايام التي تعيش فيها سوى ليمارسك الآلم كانت تلك كل ايامه ..
كانت سعادته في شيئين فقط و غادرته منذ زمن ..
تعلم ان لا يأتمن لأحد ..
انه اكثر انسان اسود وحزين ومحمل بعقد الماضي..
لكن تعلم ان يتجاوز كل هذه القباحه ..
تعلم ان ينقي قلبه ..
ان يمارس الجمال في كل نواحي حياته وينسى ما كان ..
وبالفعل نسي ما كان لكن لازالت دموع قلبه تنهمر ..
القلب لا ينسى ابدا ..
:
:
:
أرتجف رغم دفء المكان لازال جسده ضعيفا يحتاج للمراعاة ..
لقد اعتاد على الاعتناء بنفسه ..
فرد غطاءه الثاني الذي احتفظ به في طرف السرير فوق جسده النحيل الضخم ...
أغمض جفنيه المنهكه ..فلمح طيف ملامحها ..
:
:
لم يفتح عينيه يهرب منه ..بل ابتسم بحسرة ..
هناك مايبلل وسادته..
و اعوذ بالله من دموع الرجال ...
من حزن الرجال و كمدهم ..
:
:
:
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::::::
على غير عادتها استيقض فلم يجدها بجانبها ..
رفع معصمة كانت الساعه الثامنه صباحا ..
لقد مر اسبوع منذ الحادثه ولازالت حزينه بل ان انغلاقها اشتد ..
مع وجود جسار خف قليل من الحمل عن عاتقه ..
فذهب بدلا منه الى مكه ..
لقد كان هذا مكانه من الاصل .....
:
:
:
جال الغرفه فلم يجدها غريب ان يمكن ان تكون ..
راقب قميصها الاسود معلقا ..وجودها الانثوي يغمر كل حواسه ومحيطه ..
:
:
ان يمكن ان تكون وقد تركت هاتفها هنا ..
:
:
:
:::::::
::::::::::::::::::
لقد عرف دوما بأن يومي الاربعاء والخميس ماهي الا ايام عائليه يخلو المنزل الكبير من ايا من رجاله ومساعديه ..
:
:
وقفت امام باب الاسطبل الضخم ..
تذكرت الرقم الذي ادخله بسهوله فهي تحفظ كل مايتعلق به ..
طوال الطريق من المنزل حتى الاسطبل احست بنقاء يداهم عقلها وقد ابتعد عن المنزل و جوه المشحون الغير مفسر ..
:
:
دخلت الاسطبل وهي تحس برهبه ..
أي شيء يخص ذاك المثالي يشعرها برهبه أي مكان و وجود قديم له يسقط على قلبها اشعة حضورة المهيب..
:
:
لا زالت ترتجف لمنظره بكامل اناقته ..لا زالت تشعر بأنها لا ترضيه ..
ولا تليق به ..حتى وان نسيت نفسها معه للحظتين الا ان ما ان ينتهي كل شيء وتراقبه نائما بطريقته الغريبه بجانبها حتى تبدأ الوساوس تباغت عقلها ..
أ يعقل بأنها بدأت تحبه ..؟؟فأصبحت تخاف من وجهة نظره ناحيتها ...؟؟
لا ..لم تحبه فقط انه فاتن للغايه ولا تتمالك نفسها في وجوده ..
اقتربت من فرسها ..لولا انها لمحت خيلا اسودا وضخما وعربيا للغايه ..
اسود تماما ولامع وقد اشتدت عضلاته دليلا على قوته وتمرسه ..
لا يبدو أليفا وهو يصد عن حركتها في المكان ..
اقتربت متطفله منه ..
هذا الكائن الاجمل على وجه الارض سبحان من سواه ..
وما الخيل العربية الا امتداد لأصالة وشعر وقهوه وحميه ..
و ما الخيل الا هوية عربي وصلة بالصحراء ..
ترددت في ان تمد يدها له ..
وقد ابتعد ذاك لاقصى مقصورته ..فكما يبدو بأنه عدائي للغايه ..
:
:
وكأنها تحدث نفسها همست له بأحتقار .."أحسن برضك ...رجال ..."
:
:
قالتها حنقه وهي تتجه لفرسها الفضيه ..مدت يدها فعرفتها تلك مقتربه ..
قبلت ما بين عينها وهي تمرر كفها على رقبتها ..
رفعت رجليها على باب المقصورة وهي ترتب شعر تلك الناعم ..
حدثتها وكأنها تحدث صديقه كما وجهها ذاك ..
" وحشتيني يا جوزى .. يا جمالك ..بس طبعا ماراح اركب عليكي خلينا كذا حلوين ...نفسي اخرجك اعرف شعور الخنقه ..بس ما اعرف كيف ...جوزى انا تعبانه بجد ..كادي وحشتني ...جاهده هم على همي ..."
:
:
ركستت للحظه وهي تسرح في ما تفعله بشعر تلك ...همست بشيء من حيرة .......تنهدت "و ثلاب ...ثلاب حنون انتي شفتي كيف يضمني ..احس ما ودي اطلع من صدره ...لكن ..مكاني ..احس بأي لحظه ممكن يقولي خلاص مع السلامه ..احسه زي ...امممم ..كيف اقولك ...يعني كأني ..ما ادري ...يعني كأني تسلاية وقت محدد وبعدين خلاص ينساني واقعد في غرفتي يوم كامل يومين لحالي ..تعرفين لو نايف سوى هالحركه بالعكس بالطقاق ويوم المنى عندي يخرج و ينساني ...بس ثلاب ..لا ..زي جرح لانوثتك انه في رجال زي ثلاب وما يهتم لك ..
يعني انا ما اشوفه الا سته ساعات بالكثير في اليوم ..وكلها تروح نوم ..يقوم يصلي افطره يخرج ...يرجع اخر الليل و ينام ..انا في حيرة مع ثلاب وامه وبيته واموره وعياله مو فاهمه شيء احس فجأة من بعد يومي اللي ما اقابل فيه الا كادي ..اقابل كل ذيلا ومحد راضي يستقبلني ...وانا اللي مايستقبلني اصير شرسه معاه لا اراديا ...بعدين ياجوزى لاحد يلومني انا سنين عمري كيف قضيتها غصب راح اكون شرسه..بس وربي كلمة وحده من طرفهم وانسى كل شيء ..انا بأمكاني اقول اش عليا منهم وبالطقاق ..لكن كمان هما اهل ثلاب ..وانا نفسي ارضيه في حاجه ..وكمان هوا مايترك لي مجال ارضيه في شيء او اتواصل معاه قيادي جدا ...حتى في الامور العاطفيه ...."
:
:
تأملتها تراقبها بأهتمام ..وكأنها تفهم وجعها وشكواها ..
ضحكت مع نفسها برقتها المعتاده .."وانا اكلمك ليه ...هو انت تفهميني ..."
:
:
سمعت صوتا ذابت له قدميها ..وقد نهر ذاك احدهم خلفها بصوته الجهوري المميز ..."عساف ...."
:
:
لقد كان هنا منذ البدايه ولم تنتبه له ..يالحماقتها ..راقبتها بخوف ..أ تراه سمع ما باحت به ..
ل يلقي لها بالا وهو يحاول التفاهم مع الخيل السوداء العدائيه تلك ..
يليق به حقا ..
ألتفت اليها ..أشار بعينيه على فرسها ...."ماتبين تركبينا ...؟؟"
:
:
أبتسمت له ..."لا بس ابا اطلعها .."
:
:
هز رأسه بالايجاب .."زين طلعيه ...."
:
:
التفتت لفرسها ..."كيف ؟؟"
:
:
خز كتفيه ببديهيه .."فكي الباب وكلميه وهي تلحقتس ..."
:
:
قالها وهو ستند بخفه بأحد رجليه على الجدار وهو يثبت خيله بيديه رفع نفسه واستقام فوقه ..
انه يتجاهلني كعادته ..راقبت خروجه من المكان فوق خيله ..
شامخا و وقورا ..و غامضا صامتا حتى النخاع ..
:
:
:
فتحت باب مصقورة فرسها الثقيل بصعوبه ..لم تحتج تك وقتا لتفهم بأنها تريد ان تلحقها ..
خرجت من الاسطبل وهي تضع يدها على رقبة فضيتها الثمينه ..
لم تجد له اثرا يذكر ..
هل يعقل بأنه سمع كل ما قلته انا الحمقاء التي افضي بسري لفرسي ..
أ لهذه ادرجه بت وحيده ..اريد حقا ان اتخلص من كل هذا ..
وكلما طلبته الذهاب الى كادي بادرني بصمته..
وكأنه يقول لي الامر كله بيدي ..
:
:
:
كانت سارحة تمرر يدها في شعر فرسها وتحدق الى اللاشيء..
حينها وقف بالقرب بجانبها على خيله الضخمه السواء ..
سألها ..."تبين رسن لاجل الفرس ...؟؟"
:
:
راقبت هدوء ملامحها العملي ...قبلت فرسها فأمالت تلك رأسها ..."لا ما ابا اركبها بس كذا حقضي وقت معاها ..."
:
:
:
لم تفهم بما همس وهو يتجه بخيله الى الاسطبل فهرولت ورأه فرسها خانعه ..
مما يعني ان هو من روضها ...
لم تلحقه وفضلت وحدتها وهي تتأمل المكان الشاسع والبرودة تقرص أطراف جسدها ..
تكتفت وهي تأخذ نفسا عميقا ..نفثته باردا ..دمعة تحدت خارجا عن ارادتها ..
عن كل الامور التي تعاكسها ..
التفتت الى قدومة وهو يمسك رسن فرسها بيده ..
ولازال على خيله السوداء مستقيما ..
أمرها بهدوء .."أركبي يا سلطانه ...."
:
:
:
لم تحتاج لمساعدته هذه المره وهي ترفع رجلها على مكانها المتصل بالسرج بخفه ..
عدلت من جلوسها فوق فرسها ورائحة ملمع الجلد تفوح مع كل نسمه تهب ..
:
:
نظر الي يدها يأمرها ان تقلده وهو يشد رسن خيله بين كفيه بتمرس ..."شديه بين يدتس ..وين ماتبين تروحين شدي ..يمين ولا يسار ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تطبق ما قاله لها ...
راقبت صمته وهو يتقدمها ..لم تتقن كيف تتعامل مع فرسها الا انها لحقته تلك بهدوء بدون الحاجه الى امرها ....
لقد سمع كل ما قالته ..
انها لا تعرفه من قبل لتيقن بأن هذا طبعه ..
أحزنته غربتها ..فالغربة شكل من اشكال الهزيمه ..
:
:
التفتت اليها كانت تحدق بالافق التي تنذر عن هطول امطار قريبه ..
وقد اسودت السماء ..للتو كان الجو صحوا لكنه موسم لا يتنبىء به ..
كانت الريح تحمل شعرها عابثة ..
كاد ان يقسم بأنه لم يرى شيئا اجمل من هذا يوما ...
:
:
:
عجز حقا عن التحدث معها انها حصينه ...... كما انه لا يعرف ما يقول.........
:
:
ساعدها في النزول عن فرسها وقد بدأت زخات المطر تصدر صوتا طفيفا مصطدمة بصفائح سطح المكان ..
:
:
راقبته يعتني بخيله الخانعه له ..بينما هي تمرر كفها على جبين فرسها الناعم ..
:
:
تأملته للحظه المسافه تتباعد بينهم مع كل موقف جديد ..
احيانا كثيرة تشعر بأنها منبوذه منه ..
لا تنكر بأن هنالك لحظات عاطفيه بينهم تذيب قلبها كأنثى ..
:
:
لكن هذا لا يكفي ..لاتفسر شعورها ابدا ..هذا رجل صعب حقا..
:
:
ازعج همسها لدواخلها تساقط المطر الغزير ..ألتفتت الى البوابه ومن ثم التفتت اليه كان لازال يعتني بخيله الضخمه ..
متجاهلا ما يحدث حوله وقد انعدمت الرؤيا في الخارج ..
:
:
جفلت فرسها لصوت الرعد المدوي في الخارج ..
أبتعدت عنها لم تعرف كيف تتصرف معها وقد هدأت تلك بعد لحظه ..
:
:
ألتفتت اليها يراقب الوضع ...همست له وهي تشير للخارج ..."كيف حنرجع البيت..؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ..."ننتظر لين يخف .."
:
:
قالها وهو يتجه الى لوح التحكم بالاضاءه والتدفئه ليضبطه بما يناسب خيوله الثمينه ..
فتح الاضاءة البيضاء القويه فأنار المكان في لحظه ..
أنزعجت حدقتيها التي ارتاحت في الظلام ..اغلق الباب حتى نصفه ..
ومن ثم جلس على كرسي خشبي طويل بالقرب من صفوف أسرجة خيوله ..
:
:
راقبت صمته كان بعيدا عنها للغايه مكانا و قلبا ..
وجدت نفسها تتأمله لمده طويله بينما هو سكونه اغرق المكان فحتى ضجيج هطول المطر بدا كخلفيه لهدوءه الهادر ..
:
:
التفتت لصوت خطوتها تقترب منه..كانت الارضيه قد ابتلت بالقرب من الباب المفتوح نصفه ..
:
:
لم تكن تنظر اليه وقد اقتربت منه تأملت انعكاس الاضواء على بقعة مياه على الارض ..
:
:
رفعت عينيها اليه كان يتأملها بلا تعبير يقرأ ..
مدت اناملها الطويله تلمس كفه التي اسند على رؤوس اناملها جبينه ..
عبثت في انامله قليلا ..شدد على قبضته يحتضن كفها ..
:
:
:
في الواقع سلطانه انثى شاعر .. لاتليق بكتوم مثله ابدا ..
ففي كل حركاتها وهمساتها بيوت غزل يتيمه ..
تنتظر من يكملها ..فيؤلفان موقفهما قصيده ..
:
:
كانت تعض طرف شفتها السفلى في حيره وهي تتأمل يده السمراء ..
أغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا ..أقتربت لتجلس في حجره لم يبدو متفاجئا وقد اعتاد قربها مؤخرا بل ادمنه ..
:
:
أطرقت رأسها تدفنه مابين رقبته وكتفه ..أغمضت عينيها وهي تغرق برجولته الأخاذة ..
:
:
مازال محتضنا كفها فوصلها سحر وقربها جنه ..
سهلي الممتنع ..الرجل الذي لا يبخل على بأي شيء الا بمشاعره فهو شحيح منقطع ..
:
:
:
حاول فتح حوار ..."القابله وعدت العيال نروح حايل ..تخاويني...؟؟"
:
:
أبتسمت له ..وهي تمرر سبابتها على حاجبه الايمن ..."يتضايقون الاولاد بقربي بعدين ما اقدر اترك جاهده ....بس بجد ودي اخرج معاك ..."
:
:
في كل لحظه يضن بأنه يراها لأول مره ...تأمل جمالها القوي ..."ناخذ جاهده بعد ..أشقولتس ...؟؟"
:
:
أبتسمت لأصراره الكريم ..."و اولادك ...؟؟"
:
:
رفع حاجبه ..."أشنوهحم ؟؟"
:
:
أبتسمت للهجته التي تعشق ...فهي صله قويه بأمها والماضي الجميل ..."سلامتهم ..بس مايستحملوني خصوصا جسار ..."
:
:
هز رأسه بالنفي بشيء من ابتسام لا تعلم هذه الجديده أي من مكنونات ابناءه ..."لا توهمين ....قلتها وان شاء الله القابله بتباتين في حايل ..ها ؟؟"
:
:
عدلت شعرها بيدها الحره ..."قلت لا اله الا الله ...ونشوف حايل أخيرا ..."
:
:
انها فخمه معتزه بنفسها للغايه فتتحدث عن نفسها بصيغه الجمع انها سلطانه بالفطره ..لا تليق الا بهذا المقام ...
:
:
وبعد لحظه صمت همست متسائله..."وعمتي بتروح ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."اكيد بنات اختا فيذاك ..."
:
:
تغيرت ملامح منذره عن عدم الارتياح .."أجل بلاها الجايات اكثر ..صعبه اخذ جاهده معانا وكمان عند اهلها ..خلا هي ماترتاح في وجودنا ..نعوضها ..."
:
:
خجل للحظه من قسوة امه الغير مبرره ..."ما بوه خلاف ..اومي عند اهلا وحنا بالمحميه مالتس ومالا ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأعجاب وهي تعض طرف شفتها السفى من الداخل مبتسمه ..."تقولي محميه ...اممم ...لا وجبت الروحه بس اوعدني ما حتتضايق عمتي ...طيب ..."
:
:
هز رأسه برضا ..."طيب وطيب خاطرتس فوقا طلبه ماترد ..انتي اطلبي ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي تهيم به ..."ابغي سلامتك ..وسلامتك ..وسلامتك ..و فوقها قربك و رضاك ...ولا ابغى غيرها طلب ..."
:
:
أعجبه ردها وهو يغير الموضوع ...."دمتي سالمه ....وزاف بيت "قالها وهو ينظر للخارج ..
:
:
غضنت جبينها لم تفهم ما قاله ...أبتسم لها ...شارحا مقصده"المطر ...وزاف بيت ...عنيت ان المطر غزير ...."
:
:
:
وصل المعنى لها ..."آآها ...ملاحظتك تتكلم معايا بألفاظ سهله ...عكس عمتى واولادك ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب .."لاجل اعرف اوصل لتس هرجتي ..تعودت من كثر ما احتكيت بالخلق ابسط الحتسي ...لكن والله لو هرجتس بهرج ابوي وجدي ما هنالتس علم ..."
:
:
:
أبتسمت له فسعادتها في جمله مكتمله يحدثها بها بعد طول صمت ..."يابعد حيي ..جعلني ما ابكيك ..."
:
:
رقة لهجتها وبساطتها السمحه تلفته ..لكن ما يعشقه هو عندما تفلت منها عبارات امها القديمه دون قصد ..
هذه الانثى هم محبب..و حمل جديد ..
هذه الانثى مغامره لم يتوقعها يوما ولم ينتظرها ..
هذه أنثى على هيئة هديه ..
:
:
لم يتمالك نفسه وتجاهل المكان و هو يقبلها فما أصعب البعد عن شفتيها ..
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::
:
:
:
كانت تجلس في الاريكه الملحقة بالنافذه الضخمه وقد راقبت انعكاس ضوء الشمس المتسلسل بين الغيوم على قطرات المطر الملتصقه بزجاج النافذه ..فتترك ظلا وضوءا على ساقيها العاريه ..
:
:
هاتف امها مغلق وهي لا تحفظ غيره ..فليحفظها القدير ..أسأل الله ان تكون بخير ..اريد فقط ان أطمئنها بأنني قويه وسأجابه كل هذا ..
الا ان الحزن تمكن مني واشعر به يخنق قلبي ويشد قبضته على روحي ..
البعد عن امي ما هو الا قطعه من جهنم تزرع داخلي ..
:
:
تركت الهاتف من يدها بعد ان ضعفت بطاريته وهي تطلب رقم امها منذ الفجر ..
رتبت شعرها وهي تصففه في جديله طويله لن تشبه ماتصنعه امها به ابدا ..
:
:
:
لم تعد تراه منذ اسبوع في المكان ...أ تراه نساها ورحل ..؟؟
:
:
منذ ان وجدت لها غرفه خاصه بها في الطابق لم تعد تغادرها ابدا ..
لم يعد لشيء طعم وفقدت الحياة الوانها ..
واليأس سيطر على مشاعرها ولم يعد بالقلب حيله ..
البعد والغربه بدأت تنهشها صامته ..
و افتقدت انفاسها ارض العراق و هوائها ..
والارتحال عن العراق اكبر غربه و أشد مصيبه ..فهي أم تشد ابناءها لحضنها مهما ابتعدوا ..ماذا لو كان رحيلها غصبا ..
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لقد مر اسبوع العلاج ولم تره بعد غير تلك المره ..لم تحتك سوى بالأخصائية المسئولة عن حالتها ..التي ذكرت بأن طبيبها المدعي سيقيم الحاله بأنتهاء الاسبوع القادم ..
:
:
:
نهت نفسها كثيرا عن التفكير به ...من الممكن ان يكون تشابة اسماء لا غير ..
وما ادراني انا بكايد هذا ..
لكن لهجته من اصل سكاكا الجوف ..وملامحه ...نعم ملامحه الجميله التي نحتت في ادراكها منذ اول صورة لمحته فيها ..
من يكون هذا الرجل ما قصته ..
و ما علاقته بفياض زوج عذبى ...؟؟
لن اخبرها حتما بوجوده ...لربما هي لا تعرفه وان كانت تعرفه ما موقفها مني ان اكون اعرف عنه وانه صديق لعائلة زوجها ..
وما دخلني انا في كل هذا سامحك الله ياطبيبي ..
لقد اقتحم كل تفكيري وشغلني ..
يالوقاره الساطي ..
كلما اقترب موعد لقائي المقرر به يعترني توترا وخوفا لذكرى قربه ورؤيته ..
فهو من ذاك النوع من الناس الذي لا تود ان تراه مرتين كي لايضعف قلبك ..
:
:
:
قلوبنا محتاجه ..و ضعيفه منقاده..علينا فقط ان تعلم كيف نسيطر عليها..علينا فقط ان نوبخها ..
لكن لنتذكر أنها عنيده للغايه ..
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 05:53 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء العشرين ...
:
:
:
:
:
"بين ضلوعي مقبره .."
:
:
:::::::
لقد مرت سنه منذ زواجها ..كانت مزدحمه بسنتها الدراسيه الاولى في قسم صعب كالفيزياء ..
وتغيرت حياتها جذريا ودمرت أحلاما وبنت احلاما ..
الا ان الوضع اصبح لا يطاق ..من ناحية كرامتها لأن قلبها لم يعد يأبه لأحد ابدا ..
:
:
:
وقد توصلت للقرار هذا وبات يكبر في عقلها منذ اربعة أشهر ..
راقبت ابيها اكبر اعمامها يحدث عمها من يليه مباشرة في السيطرة و تشابه العقول ..
رفعت عينيها للتلفاز الضخم الذي كان افخر الانواع أنذاك ..
كان الصوت مختوما الا انها قرأت شفتي الفنان بالاغنيه التي لها ذكريات كثيره في حياتها ..
قالوا ترى ..
:
:
قالوا ترى مالك أمل في قربها لو يوم
أبعد وجنب دربها وهذا هو المقسوم
قلت اتركوني واسكتوا خلوا العتب واللوم
قدني غرقت في بحرها ولا عاد يفيد العوم
قالوا تروا في حبها ويل وأسى وهموم
قلت إن قتلني حبها حسبي تقول مرحوم
قالوا لي أنسى ذكرها منت بها ملزوم
قلت ابشروا يا عاذلين بنسى لذيذ النوم
قالوا بتلقى غيرها واترك هواها اليوم
قلت العفو يا حاسدين ما أبدل قمر بنجوم
قالوا لي لغيرك حبها. قلت الجواب مفهوم
دام إنها متهنية شلون أصير محروم
بقضي الليالي انتظر صابر على المقسوم
متعلقٍ بطرف الأمل يمكن يجيني نوم .....
:
:
:
انهمرت دموعها وهي تراقب مكانا من المجلس حمل وجوده يوما ..
لقد نسي عمها و ابيها وجودها لشدة هدوئها وصمتها همست فجأه بما كاد ان يوقف قلبيهما ...
"يوبا ..أبي اتطلق ..."
:
:
لم تستوعب صفعة قويه حركتها من مكانها ...
وابيها ينفجر بها غضبا ..."وشو ...تتطلقين ...منهو انتي لاجل تحتسين بالطلاق ...نسب شيوخ ذا ماحسبنا يوصلنا تقولين بأتطلق ...والله ان هوجس بها خاطرتس ...هوجس ها...لأدفنتس حيه ..طول ما راسي يشم الهوا ماحدن متطلق منكم ابد ....تبين تلبسنا عارتس ياقليلة الحيا ..."
:
:
:
كانت عينيها قد تحجرت بدموعها محدقه بأبيها و جسدها يرتجف بلا هواده ..
هنا تدخل عمها ..."والله يابنت امتس كان طلقتس لا ازوجتس صبيي ابوتس مثل مازوج ابوتس عمتس صفيه صبيه ...تسمعين .....قليلة الحيا ...نسب شيوخ ذا .. تجيهم الحريم في المجالس عطيه عمرهم ماخطبوا ..ويوم خطبوتس ونفعتنا مره في دنيانا تقولين ابي اتطلق ...تموتين هاه ..تموتين يقتلتس يمريتس للكلاب ويحط فوقك ثلاث ولا تفتحين ثمتس سامعه ...أقهرهتس بالله جعلني اعزي بتس ...."
:
:
:
لم يكفيه هذا بل شدها من شعرها لتقف ...هددها ..."أنا وراتس ياحزينه ...ان شاء الله ليوم ربي ياخذ روحتس طلاق تحلمين بوه ..."
رماها بكل قوته على الارض ..ارتطمت بها متألمه ..
رفعت عينيها الكسيره لأبيها يرمقها بنظرات غاضبه ملتهبه ..
تكرههم للغايه ..تكرههم وتتمنى فنائهم لقد انهوا حياتها وحياة اخواتها وعمتها من قبلها ....
وكانت لعنة ابيها ان لا يخلف سوى فتيات حتى مع محاولات زواجه المتكرره كان لا يخلف ابدا وهي اخر من خلف ..
ويصب كل سخطه عليها ..
كانت لعنته في الدنيا بما يكره ...و لا يدري ان في خلفته للاناث الجنه ...
:
:
هي الوحيده من نجت من الزواج من ابناء عمومتها مع الخطبه الغريبه هذه..والزواج الملكي الذي كان اعمامها و ابيها يحلمون به ..
و اكمالها دراستها لم يكن سوى طلبه ..وتعلق ببشت من قبل جدتها رجت بها ابيها ..
:
:
:
لكن حياتها تدور وتعود لنفس البدايه تسلطهم المريض يكبلها حتى لو كانت في منزل زوج ..
:
:
:
مرت السنوات لتتأقلم مع حياتها ..فجهنم فياض ..ولا جنتهم ..
على الاقل هي حره الان ..لقد طلق ابيها امها ورزق اخيرا بالصبيه ..
تتواصل مع المجتمع بأريحيه ..بل هي من يعتمد عليها اخواتها وبناتهم في كل امور حياتهم التي تحتاج لمعجزة لتلبيتها ..
:
:
تبدل الزمن وتغيرت الافكار ولازال ابيها وعمها يمارسون تسلطهم الجاهل ..
قد تكون بنات اخواتها الاربعه فقط هن من اكملن دراستهن لكن تحت تشدد مخيف من اهلهم ..
الوحيده من نجت هي "رها " ابنة اختها راجيه التي سكنت جده بعد زفافها فأبتعدت قليلا عن كل هذا ..
:
:
:
تنهدت وهي تمسح دموعها اليوم متعب حقا ..وكل الفقد القديم يعود لها ..
عدلت من غطاء رأسها ..اليوم التعب يبين على وجهها لذا ستؤجل زيارة كادي ..التي كانت ربما تنويها اليوم ...
نزلت السلم وهي تعدل من حملها حقيبتها الثقيله ..
أخر من توقعت رؤيته اليوم هو هذا ..
مصدر مللها وسجنها وعذابها وكرهها ..
تكرهه للغايه ..
لاتطيق رؤيته او سؤاله او حديثه ..
المخيف ان هذا الفياض لا تخطو خطوة الا وقد علمها قبل الكل ..
مسيطر على امور حياتها بشكل مخيف ..
:
:
كان يهم بفتح باب غرفته رفع عينيه اليها تقف اعلى السلم ..
القى السلام عليها ببرود ومن ثم دخل غرفته ..
:
:
كانا معتادين على كل هذا ..دوما ما يأتي ويلبث معها مده اثناء دراستها ..
لكنها لاتعلم عنه أي شيء ..ولم تكن تعلم بأنها سيبقى في تورنتو طوال مدة حياته العمليه التي سيقررها ..
:::::
:
:
::::::::::
كانت سارحة طوال طريقها الى محطة الترام نهاية الشارع ..
اليوم الذكريات تحملها الى الماضي مصرة ..
:
:
:
دخلت اختها راجيه اجملهن الغرفه وكانت لازالت غارقه في حرقة بكاءها ...
تحسرت لمنظر اصغر اخواتها ..أحتضنتها تؤازرها ...انها اكبر منها واعلم منها ...وقد امتهنتها الحياة قبلها ....حاولت تهدئتها ..."ياعمري يا عذبى ترى مابوه أي ارتباط كامل ..أصبري ياوخيتي ..وش لنا الا الصبر ...ناظريني انا صح بعدت ورحت جده ...لكن ربي بلاني برجل مسخر لأومه و اومه عجوزن منكده الله وكيلتس ...لكن اقول الحمد لله وربي يخلي لي بناتي يعوضوني ان شاء الله ...ودامتس ظهرتي من هالسجن الحمد لله و فياض ولد شيخ ..مو بضايمتس ابد ..ويكفيتس انوه خلاتس تكملين دراستس ...."
:
:
:
لا يفهمها احدهم ...هي بالكاد تفهم مايحصل من رجل هجرها منذ ليلة زفافها ..
هو من يضعها في موقف تفكر فيه بحياة غير حياتها معه ...فتستغفر الله كثيرا ..
:
:
:
بدون ان تشعر وبمرور السنوات بنى فياض شخصيتها وصقلها ..فياض الذي لم تحتك به ابدا او تقترب منه او تلمس ولو حتى كفه ..
لم يراها يوما في غير لباس محتشم ..
فياض اخ او وصي بأسم زوج امام المجتمع ..
في الماضي كانت تتمنى لو تعرف لماذا يفعل هذا بها الا انها مؤخرا يئست ولم يعد يهمها ابدا ..
الا ان الذكرى القديمه تعود لها أقوى وهي من قطعت وعدا على نفسها ان لا تفكر بالغد ابدا ..
:
:
:
نزلت من الترام ..وقطعت الحديقه المركزيه للأتجاه الى معهدها ..
فهي تسكن في طرف تورنتو وهو بسيط وقديم واشبه لأن يكون ضاحيه مستقله ..
مبتعده عن كل صخب المدينه المتطورة ..
شددت على جيب معطفها ترجو الدفء ..
دخلت الى المبنى القديم الاثري الدافئ نسبيا ..
أتجهت الى غرفة درسها ..نزعت معطفها الازرق و رتبته بجانبها ..
كان معها في نفس الصف شاب عماني يقضي نصف الدرس يتأملها ..
هادئ للغايه بالكاد يكون له تفاعل ..
بل يجلس برزانه أخر الصف يتأمل الجمع ساكتا ..
التفتت لدخوله مستغربه فقد كان يرتدي زيه الوطني ..
فاليوم كما يبدو يوم عمان الوطني ..
:
:
انتبه الى نظراتها فأبتسم ..
رفعت عينيها عنه وهي تفرك اناملها ببعضها بخجل ..
تمنت لو انها تملك دبله فترتديها لتحميها ..
لا تنكر بأنه مهذب لكنه يضن بأنها بنت ...
في الواقع هي بنت ..
لكن ..
يا لسخرية وضعها ..
:
:
ثوبه الاسود ذكرها بأحدهم ..فهو يشاركه شيء ما ..لربما هو من اشباهه الاربعين كما يبدو ..
:
:
دخل البروفيسور الصف وبدأ بحديثه الممل عن قانون يستحمل الخطأ ..
لم تشعر بنفسها تسرح ناظره الى الفراغ ..وكانت عينيها تغرق بحزنها ..
ولا يحتاج احدهم لأن يعرفها لكي يشعر بهالة حزنها تحيطها ..
سد عنها الضوء ...رفعت عيينها اليه ...كان مبتسما ..."سلام عليكم اختي ...كيف حالش ؟؟"
:
:
اتسعت حدقتيها تراقبه صامته ...اكمل ..."البروفيسور قال انا و انتي نفس المجموعه ..نشتغل على القانون الثالث .."
:
:
:
فتحت فمها لترد الا انها تلعثمت ...لم تحدث رجلا عربيا من قبل غير فياض و ابيها ..و لربما ثلاب احيانا ...جمعت شتاتها ..."أوكي ...يصير خير ان شاء الله ....ايميلي مع المشرفه ..."
:
:
كانت ستهم بقول اسمها وهي تقف وتجمع اغراضها بين يديها بتوتر اكمل بأسمها ...."عذبى سيار ..."
:
:
سكتت للحظه ..."ايه ...حدد اللي علي و انا اسويه .."
:
:
هز راسه بالنفي ..."اول نبحث بالموضوع و يوم الثلاثاء نحدد ..."
:
:
اتجهت الى باب الصف ..."ان شاء الله .."
قالتها وهي تسرع بخطاها متجهه الى السلم ...وقد سد ذاك بحضورة الفتي الهواء عنها ...خرجت قاطعه المدخل الخاص بالمعهد ومن بعده الحديقه التي قد اكتضت بالمتنزهين ...
:
:
شعرت بالهواء يأبى الدخول الى صدرها وقد غرقت عينها بدموعها تعميها ..
جلست في مكانها ..
مسحت دموعها بأطراف اناملها ..خذت نفسا صعبها وهي تفتح سحاب معطفها ..لتسمح لعنف اختلاج صدرها بالراحه ..
اتكأت على جذع الشجره البارد الرطب خلفها ..
محاولة تهدئة روع نفسها ..حالات الهلع القديمه بدأت تنتابها كثيرا مؤخرا ..
لربما لانها قضت وقتا طويلا لوحدها فوجودها بالقرب من امها و اخواتها من سكاكا يخفف عنها كثيرا ....
:
:
:
لا طاقه لها بحظور فترة الدرس الثانيه ..
سيكون اول غياب لها ..
فليكن انها مرهقه ..
:
:
:
:
لقد تطورت حالتها كثيرا ..
للتو اغلقت من اتصال مطول مع عمتها سلطانه التي هدها الشوق لها ..
تركتها الاخصائيه تنهي شوطا من المشي حول المكان معتمده على نفسها وعلى القضبان الجداريه المثبته حول المكان ..
:
:
كانت خطواتها صعبة ومؤلمه ..
الا انها توقفت للحظه متأمله وقوفها في مرآه مقابله ترى نفسها واقفه للمره الاولى بعد كل تلك السنوات ..
دمعت عينيها تراقب طولها ..
يا الله ..
لم اتوقع يوما في أنني سأقف مجددا ..
كم هذا شعور جميل ..بعد الملل من طول الجلوس تقف لا اراديا ..
عندما احتجت هذا في ما مضى كنت اكبت كل هذا واستمر بالحمد ..فعلى الاقل لازلت احتفظ بساقي..
و اليوم حمدي اجدى ..و عوضني الله وقوفي..
:
:
فتح الباب ..ولم تتوقع الداخله خلف جاملا ..
توقفت تلك للحظه متفاجأه ومن ثم اسرعت خطاها نحوها ..
فتحت ذراعيها ..وقد بكيت بدون قصد ..."ياعمري ...يابعد روحي ..."
:
:
احتضنتها ولازالت تتمسك في القضيب الحديدي..كانت رغم انحناءها اطول منها ..
ابتعدت تلك عنها ولازالت ممكسه يدها ...."ياروحي انا يابعد عمري ...الحمد لله ياعمري الحمد لله على سلامتس ربي يسعتس لا يبيلتس صورة مستعجله نرسلها لسلطانه ...."
:
:
نهتها مبتسمه ..."لا ياويلك ياعذبى ..."
:
:
فتح الباب ..رفعت كادي عينها للطويل الاعرج ..غيابه اسبوعان غير منه الكثير لقد زاد وزنه ..وقد شذب شعره ..وخفف لحيته وخفت الهالات السوداء تحت عينيه ..
:
:
التصاق السكراب الازرق النيلي بصدره وعرض منكبيه زاده وسامة ..
وقد ارتدى سترة شتويه رياضيه باللون الرمادي والابيض ..
:
:
وقفاز يغطي فقط باطن كفه وظاهرها ليحيمه من شدة الاحتكاك بعكازة السوداء ..
:
:
تجاهل من تعطيه ظهرها وهو يبتسم بعمليه لمريضته ,,فبانت انيابه البيضاء ..و رسمة اسنانه المتقنه ..
تأملت ابتسامته فقد زاد جماله اضعافا في مدة غيابه ..
ورجولته قد ملئت المكان ..
سألها بصوته المميز ...وهو ينظر للملف في يده "السلام عليكم ...كيفتس هالاسبوع ياكادي ..."
:
:
:
ذابت قدميها لصوته ..
كانت قد فتحت طرحتها الرماديه وقد ترتكتها على رأسها تعدل شعرها تحتها ..
:
:
ارتعد قلبها وهوى الى حيث لا نبض ..ارتجفت كفيها ..اغمضت عينيها تمنع دموعها ..
قوه عجيبه تخنعها ان لا تلتفت للداخل ..كل امل السنين والنسيان تزاحم يمنعها ..
فلتفت من اخر التوقعات ان يكون هو ..
:
:
عضت على شفتيها ومن ثم التفتت ..
كانت نظراته معلقه بالاخصائيه التي تشرح له التطورات في الملف ..
اصابته رجفه والتفت مسرعا لصاحبه المعطف الازرق ..
:
:
راقبت جانب محياه وهو يدقق في الملف في يده ..صمت غزى حواسها وصخب نبضات قلبها المتباعده تنخر سمعها ..
لم يكن ..
:
:
:
:
سوى هو ..همست متردده وقد التفت لتوه معلق حدقته بشيء من دمع بها ..كان يحتضنها بنظراته ..
:
:
اخر من توقع ان يراها بعد كل تلك السنوات ونكث العهود كانت هي ..
الجميله القديمه ..التي لم تزدها السنوات سوى نضوجا وفتنه ..
:
:
وكأنها تعلمت النطق لتوها ..."كـ...كا...."
لم تستطيع اكمال قولها وقد فقدت السيطره على نفسها وذابت قدميها فقدت وعيها قبل ان تصل الى الارض ...
:
:
ترك عكازه وبسرعه كان اقرب لها من الارض البارده ..
لم يعي لنفسه وهو ينادي اسمها بغير تصديق ...
"عذبى ....عذابي....."اعتاد ان يدللها بهذا الاسم ...
:
:
كانت تراقب المنظر بحدقتين غير مصدقه وقد ذابت رجليها هي ايضا فجلست في مكانها ...
.
.
كانت تستلقي في حضنه ..و كأنها نائمه..وقد خلى محياها من أي شعور ..
ازاح شعرها عن جبينها ..وهو يغلل انامله فيه ..احتضنها وهو يقبل خدها ..هامسا بعدم تصديق .."ياعمري ...ياعمري ....يابعد حيي وروحي ..."
:
:
لقد نسي كل السنين ..لقد نسي كل الفقد ..ونسي الآلم والبعد ما أن رأها ...
:
:
تذكر من تكون وهو يتنفسها ..
ابتعد عنها هلعا متناولا عكازه من الممرضه خلفه ...
وضع كفه المرتجف على جبينه و بدون ان يتحدث وعكس ما دخل خرج يقاوم دموعه ..
يقاوم كسرته وحنينه ..
بعد كل الحرب القديمه مع قلبه ..
عادت ..
:
:
:
ان سمحت له بالعودة مره واحده فقط لن يغادرك ابدا ..
و ان ضعفت له سيتخذك عبدا ..
و ان هزمته ..لن تهزمه فردا ..
تحتاج لمن يؤازرك ..ولصدر تلجأ اليه ..وحب تقتات منه..
:
:
انه الماضي ومن غيره ..
:
:
:
نبذه عن ...


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 05:59 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




:
:
:
الجزء الواحد والعشرون ..
:
:
:
"من سمح لك ان تعود ..."
:
:
:
شعر برئته تحترق وهو يستند على باب غرفة الاطباء ..مسح بطرف باطن كفه المرتجفه شفتيه ...تأمل مابيده ومن ثم اعاد كرته ..
وقد لوث نفسه بدمائه ..
اتجه الى الحمام ينظف نفسه ..لقد عاد اليه ألمه القديم ..
سعل وهو يتند بكلا يديه على طرفي المغسله البارده..
فتلوث سير المياد بخيوط حمراء ..
غسل وجهه وشعره ونزع تشيرت السكراب الملوث ومن ثم اعاد سترته و احكم اغلاقها ..
لوث حتى قفازه بدون قصد ..نظر الى وجهه المبلل كانت شفتيه لازالت حمراء وبين اسنانه توزع دمه ..
اعاد تنظيف فمه من الطعم المعدني الكريه ..
رئته الجديده عنيده للغايه ..
نظر الى المرآه مطولا ..لقد تمنى ان يكسر يديه ..
كانت اول مره يلمس فيها انثى بهذه الطريقه ..وهو من عرف عنه في وسطه انه لا يصافح النساء حتى ..
الا ان قلبه وشوقه من سيره تلك اللحظه ..
التمعت حدقيته منذره عودة قهره القديم لقد كانت حياته صعبه و مؤلمه و مجحفه وغير مريحه ..
الا ان فقط هي من ابكته ..وجودها يعني وجود ذاك ...و ماصلتها بمريضتي ...
وبعد 11 سنه اراها وليتني لم ارها ..لقد اعادت نزف الطعون في قلبي ..
وقد تضاعف جمالها ..وتضاعف الالم والحسرة معه ..
تلك الحسرة والعجز والنقصان القديم ...
:
:
لقد جرحتني ..رمتني خلفها ما ان اتى من يفوقني منصبا ومالا واسما و نسبا ..
النسب علتي القديمه ..
وهو كيف فعل هذا بي ...كيف غدر بي ...لا اسامحهما ليوم الدين ..
لماذا فقدت وعيها اهو خوف من ان اعود الى حياتها واهدد وجودها مع ذاك ...
لطالما عرفت من أول مره نبض قلبي لها بأني سأخسر ...
كايد انت قوي لقد تجاوزت السرطان بأمكانك تجازها ...
لا انا كاذب وحيد ...لن اتجاوزها الا بموتي ...
الحب الاحمق الذي دمر جسدي قبل قلبي لن اسمح له ان يعود ابدا ..
و تبا لها و له ...من غدرا بي و اختارا رضا المجتمع ..
لطالما اوهماني بأننا سواسيه ...
الا انني لازلت صبيا ..ابن صبي..حكم عليه منذ مولده الا يمارس سوى الخدمه ..
:
:
:
:
:
:
:
بعد محاولات بسيطه افاقت تلك ..كانت نظراتها مخطوفه ولم تنطق بكلمة واحده ..
وكأن لا يحيطها سوى الفراغ متجاهله سؤال كادي وجاملا الملح لمعرفه كيف حالها ..
اعادت ترتيب حجابها و وهي تحمل حقيبتها وما انتثر منها ...
كانت تهمهم لنفسها بأقوال غير مفهومه ..
وقفت متعثره ..الا انها سندت طولها اخيرا وقد خلى وجهها من أي ردة فعل سوى التوهان الغير مبرر..
:
:
لم تكن يوما في هكذا موقف غريب ومحاط بالغموض ..راقبت خروج عذبى المتخبط من المكان أمرت جاملا بأدب أن تذهب معها اليوم الى المنزل ..
كيف ستعود وهذه حالتها ..
و ما علاقتها بهذا الكايد الغريب ..منذ أن رأيت صورته عرفت بأنه يخبئ سرا كبيرا ..
:
:
:
تجاهلت سير جاملا بجانبها وهي تقطع المسافه سارحه بقلب مرتجف..
لقد توفي ..لقد مات ..لقد دفنته في قلبي منذ يوم دخولي منزل فياض ..
كيف سمح لنفسه بالعوده ..
وطبيب ..
هنا في تورنتو طوال هذه السنوات كنا في نفس المكان ..
سارت كالأموات متخذه الطريق مشيا متجاهله سكة الترام فعقلها قد توقف لتبدي أي فعل مع ما حولها ..
:
:
:
وصلت الى باب منزلها توقفت للحظه ..
سقط المفتاح من يدها المرتجفه التقطته جاملا لتفتح الباب ..
قابلها ذاك وعلى وجهه ملامح لاتفسر وهو يرتدي معطفه بسرعه ..
نظر الى وجهها ...لم يرها يوما هكذا ..
سألها مستعجلا ...."اشنوحتس ...؟؟بلاه وجهتس....؟؟"
:
:
تجاهلته وهي تصعد السلم متكئه على جدره ..
لم يحاول ان يسأل اكثر وهو يخرج الى ما اتى اليه ...
وفاته كانت غلط ..
لازال عائشا ..
صديقي من نقل وفاته الى قبل سنوات كان قد وجد صعوبه في فهم لكنه جاره الارلندي ...
لم يمت ..
اليوم استعلمت وكان هناك رقما كنديا بأسمه ...
:
:
:
ادار محرك سيارته ...
هز رجله بملل وتوتر ينتظرها أن تسخن ..
ما ان أحس بجهوزيتها حتى انطلق مسرعا يشق صوتها صمت شتاء الحي الهادئ ..
:
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
راقبت ابنها وثاني خلفتها يقبل اخيه الاصغر بعنف ...
نهرته ..."ياوليدي لا تعطلوه تحبحب فيه ...عيب رجل ذا ..."
:
:
بالكاد توازن ذاك عندما دخل اخيه الذي يسبقه وأذاه حتى سقط ...
نهره اكبرهم ..."ثلاب قص رجلك ....اتركوه عنك ..."
:
:
كشر ذاك ..."طالع وجهو ...يقطع الارزاق ..."
:
:
أسقطه ظافر مره اخرى ما ان وقف ..."ابو اربعه عيون ...الشين ....بيكبر رخمه باااارد وجهو ...."
:
:
مسحت على رأسه ترتب شعره ..."عوذه ....ولدي بيكبر شيخ ...و بينخطب لوه ست البنات...وبزوجه اربعه موب وحده ...."
:
:
اعقب ثلاب في غيره .."أول زوجي عياد و كساب وظافر وهو وبعدوه انا ..."
:
:
كشر ظافر له بحنق ..."شين وجهو ...من يوم عرفتوا وهو سقيم ...كان المفروض امي تجيب لنا اخيه بدالو ...."
:
:
كشرت امه بغير رضا ..."وجيعه بعين العدو ..باقي ولدين غيروه ثم اجيب لكم اخيه ...و ثنتين وثلاث ..."
سمعوا صوته الوقور فأستقامو في جلوسهم صامتين ..."ياموجعه ...."
:
:
كان يعشق ان يناديها بأسمها ...وقفت مبتسمه ..."ياعمرها وروحها ...."
:
:
:
دخل المكان نظر الاى اصغر ابناءه ..."هذا اللي شاق الارض ..لبسيه باخذوه لم الشيخ سيار ..."
:
:
ابتسم ظافر ......"أي والله خلي ام سيار تقرا عليه كود يهجد و يفكنا ..."
:
:
كانت انذاك مشهوره بممارستها الطب الشعبي في اوساطهم ..
:
:
ضحك ثلاب ..."بوه قبيلة جن ....قال شيخ قال ..."
:
نهره ابيه ..مهما كان ثلاب اقرب ابناءه له بطريقه غريبه بالرغم من ان ثلاثتهم الكبار كأصدقاء له .."قوم شغل السياره ...يافاتح الفم ..."
:
:
وقفت خلفهم تحيطهم بدعواتها ...وهي تمسح على ظهورهم ...فهم جمال حياتها ومنيتها وسندها و كل وجودها ..
:
:
:
قد صابه الملل وهو جالس بجانب ابيه فهو صغير كثير الحركه ..
تثاوب يراقب اخوته الذين انصتوا لحوار ابيه بأهتمام اولهم ثلاب ..
رفع عينيه للرجل القصير ضعيف البنيه الذي كان يمدهم بفناجيل القهوه ..
نادى الرجل "ياكايد هات الدله الثانيه ...."
دخل احدهم يعرفه من مكان ما كان رغم صغر سنه الا ان بنيته صحيحة ..
ناولها ابيه مسرعا ثم خرج ..
التفتت الى ابيه المنشغل بالحديث انسحب بهدوء وطفوله حتى خرج من المكان ..
التف حول الخيمه ليجد ذاك مقابل نار موقده يزن الدلال فوقها بأحترافيه ...
أبتسم له ..
رفع ذاك رأسه بصمت ..بادره ..."انت معنا في الفصل صح دوم تجلس ورى ....ليه بس تغيب ....؟؟"
:
:
سكت ذاك وهو يمارس ما اسند اليه بتفاني ....اجاب بعد وهله بنبرة كبير ..."أساعد ابوي ..."
:
:
أبتسم له ذاك فبان الفراغ مقدمة فكه ...."تبي اساعدك .."
:
:
رفع عيينه لثوبه الابيض الناصع ..
وكان قد ارتدى هو بدورة ثوبا اسودا ثقيلا ورثا ...."لا ..."
:
:
دار حوله مصرا .."تبي تنقل من كتبي الواجبات اللي راحت عليك ..."
:
:
رفع رأسه له ...."لا ..."
:
:
جلس بجانبه ..."علمني كيف اصب القهوه ..اخوي ثلاب دوم يهاوشني لاجلي رخمه ..."
:
:
أبتسم ذاك فهو اكبر منه عمرا ...بثلاث سنوات تقريبا ..
شرح له الفعل مبتسما ..هذا اول طفل يتواصل معه ..هو ايضا طفل وحيد ومنبوذ ..
يعيش مع اب عجوز وام مريضه ...
ابتسم قلبه لصديقه الجديد المرح ..هذا ماكانت طفولته تحتاج ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
نهر اصراره ....وهو يرتب الجمل اسفل الدله بالملقط الساخن وقد احمرت خديه لدفئها ....
"ياخيي وش طبوه ....الثانوي يادوب خلصتى مع مجلس خالي مقدر ...وطب ..ياعضيدي المنهج بأربع ميه ...أبد ...فكنا منوه ..."
:
:
أصر ذاك كعادته ..."ياكايد ياخوي ...طب والله يأمن لك حياة مستقبل حلوه وانت نسبته 98 محد بسكاكا جابها غيرك ..هذا وانت ما تذاكر ويومك كله بمجلس خالك ...اسألك بالله راضي بحالك وحال امك ...ترى راسك من راس خالك ..قبيلتكم وحده وامك اختوه ...وانت ياخيي تستاهل الخير ...وفكر بفرحة امك لا دخلت الطب .....والمناهج علي وعليك لاتخاف انتقاسمها ...وانا يمك والله ماتنقصك محاظره ...."
:
:
سكت مبتسما هو اشد علما بأن ذديقه يهوى قسم الكيمياء ..لكنه قدم اوراقه للطب فقط ليكون بجانبه متناسيا نفسه ليحقق كايد حلمه الاكبر ويصبح ذو شأن ويكتفي بنفسه ...
الا ان مايقوله صعبا ..
طريقة سير حياته لا يناسبها هذا القسم ...
:
:
:
:
كان للتو قد اخذ الفنجال من يد خاله ..وقد اكتض المجلس بأبناء اخواله ..
وغرق بحديثهم ..
سأله اصغر خال له ...لا يعاملنه انه منهم ابدا ..."الا ياكايد تخرجت يقولون ماشاء الله وش لك بها دامك فكيت الحرف .."
:
:
أبتسم هو ..."العلم زين ياخال ...."
:
:
نهره خاله سيار ..."علمك الدله ...بلا هروج فاضيه بتحط راسك براس ولد الشيخ "
:
:
عندها ارتجف قلبه انفه ...واصر خينها على قسم الطب اكثر من أي اصرار قد سبق ...
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
لقد الغيت محاظراته اليوم ....رغم تجرح اخواله له لن يترك قسمه ابدا فهو تذكرته للحياه الكريمه ...
كان يفتح كتابا في يده يستذكر اخر ما درسه ...
عندها اطلت زوجة خاله الرحيمه ...."ياوليدي ياكايد ...كيف حالها امك ان شاء الله بخير .."
:
:
أبتيسم لرقتها .."بخير ياخالتي توصل لتس سلامها ..."
:
:
وعدته بصدق ..."أن شاء الله وانا خالتك يوم الخميس عصير بسير عليها جعلني ما ابكيها بيوم وحشتنا ..."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب ...
"ان شاء الله وانا اللي بوصلتس ..."
:
:
ضربت على رأسها متذكره ..."ياحزينه يا ام جازي نسيت ...يا وليدي رح جب عذبى من المدرسه ...اليوم ابو صلاح موب فاضي لها سرح مع خالك بدري ...انا مدري هالرجل متى بيظهر لوه قلب ..."
:
:
:
وقف متأهبا فهو يحترم هذه الرقيقه فهي وحدها من يهتم به ..
"لا تشلين هم ياخالتي اللحين بأجيبها ....بس هي تدري ..."
:
:
أبتسمت له ..."جزاك الله خير ورزقك بنت الحلال والضنا الصالح وعوضك ...اللحين ادق على مدرستها ....واقول لها ..."
:
:
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
نهاية الترم الثاني من اول سنه في الثانوي ...
كانت الثلاث الحصص الاخيره فراغ ..
وقد تناثرت طاولات الصف وحقائبه بعشوائيه ..
وغرقت بضحكاتهن وحكايا مغامراتهن واخر ما حدد في الكتاب ..
:
:
ضحكت صديقتها وهي تجر قلم الكحل منها ..."هاتيه بتركبين مع سواق ابوتس كذا ...وقف قلبه العجيز ..."
:
:
نهرتها .."دسي القلم ولا جاتس استاذه سميه كسرتوه بعينتس ...."
:
:
نظرت لها صديقتها بعدما رفعت عينها من المرآه المتهالكه في يدها ..
"سبحان الله ياعذبى من يصدق انتس وصلتي لسنة اول ثانوي ..."
:
:
كشرت لها ..."ياحزينه ..عوذه منتس ..لا يجي ابوي اللحين يتلني من شعري ..."
:
:
دخلت طالبه ..متسأله ..."عذبى سيار ...كلمي الاداره ..."
:
:
ضحكن صديقاتها بصوت عالي ...اعقبت صديقتها "جا ابوتس يتلتس من شعرتس ..."
:
:
:
حاولت مسح الكحل ..الا انه ابى ولوث يديها فقط ..
دخلت مطرقه رأسها ...مدتها المديره بسماعة الهاتف ..."كلمي امك ..."
:
:
بلعت ريقها بخوف وهي تأخذ السماعه ليست من عادة امها ..
يمعت صوتها الحنون يوصيها في الطرف الاخر بأن من سيقلها اليوم هو كايد ابن عمتها ..
:
:
:
لم تأبه للامر وهي تعود للصف ضاحكه ..
مرت الحصه مسرعه ..
و اطلن في لبس عبائاتهن ..
عدلت فتحة برقعها وهي تمسح ماتبقى من الكحل ..
وضعة عبائتها على رأسها وحملت حقيبتها الشبه فارغه على كتفها ..
:
:
خرجت لتقف بجانب الباب ..توجهت بالحديث لصديقتها .."اللحين انا وش يدريني منهو كايد ذا ...."
:
:
تنهدت صديقتها وهي تراقب احدهم فتح باب سيارته المتواضعه و وقف مستندا بيده على سقفها مرتديا ثوبا اسودا وغتره حمراء فتحها ليعدل من وضعها الغير رسمي فوق رأسه ..
:
:
كان مطرقا رأسه لم يرفعه ...
همست لعذبى ..."ابوي بينقلنا الرياض ياحسرتي الرياض بوه مثل جمال هالخضيري ..."تقصد بها منعدمي القبائل الذين سكنوا المنطقه ...وقد كانت ملامحه الجميله تدل على انه واحدا منهم..
:
:
رفعت رأسها لقول صديقتها .....سكتت للحظه تتأمله وقد كانت مرتها الاولى في تأمل رجل ...لو علم ابيها او حتى امها لدفنوها في مكانها حيه ..
:
:
اشاحت نظرها عنه ...
بدأ ازدحام الطالبات يخف وقد علق معضمهن على وجود هذا بالقرب من المدرسه ..
توجه اليه الحارس يحمل غضبه في عصاته ...
"ياولد وش تبي ...؟؟"
:
:
رفع رأسه له ..فعرفه فهو صديق لأبيه المرحوم ...بادله التحيه ...وبخجل ..."ابي اخذ بنت خالي بس ماعرفه ولا ترفني اومه موصيتن عليه ...."
:
:
سأله ..."وش أسمى ..؟؟"
:
:
حاول التذكر ..."عنود ...ع....والله ناسي بنت ساير وخلاص ..."
:
:
اقترب ذاك من باب المدرسه ينادي ..."بنت سيار وينه ..."
:
:
سمعت اسمها فرفعت رأسها لحارس المدرسه ..."هنا ياعم ...."
:
:
نهرها كعادة من بعمره ..."أسنوحتس راصه مع البنيوات ذبحتكن الهروج ...ولد عمتس صكتوا السمش ينتظر ....عله أي والله عله ...."
:
:
ضحكن على تهزيئه لها ....التفتت الى من اشار لها عليه ..
ارتجف قلبها ان يكون هذا ابن عمتها وصبي ابيها الوفي ..
اتجهت الى السايره متجاهله حديث صديقاتها التي كن بدورهن ينتظرن من يقلهن ..
ما ان لمح احداهن تقترب ..حتى استقل سيارته ...
ترددت في فتح الباب خلف الراكب ...للمره الاولى تتواجد مع احدهم وحيده وقد اعتادت الذهاب للمدرسه مع ابنة جيرانها وسائق ابيها الطاعن في السن الا ان تلك غائبه طوال هذا الاسبوع ..وهذا الشاب لا تعرف عنه شيئا لربما كان احدهم يحاول خطفها ...
صوت ناداها ..."من زود زينتس اركبي لا تصكتس الشموس.."
:
:
ركبت معتدله في المقعد ..اخرجت نفسا متوترا وقد احست بنفسها تغرق في عالمه ..
وقد ترك بجانبها اكواما من الكتب الدراسيه باللغه الانجليزيه ..
عقاله وزجاجه عطره الفارغه ..
لم يحدثها فقد ادار محرك سيارته بصمت..
كانت كلما رفعت نظراتها كلما اعادتها لا اراديا اليه ..
التفتت للخلف فجأة ليخرج سيارته من المكان ..
ارتعدت وتعلقت عيناه بها ..
للمره الاولى في حياته يتأمل عينا احدهم ..دون قصد منه ولا تخطيط ..
ازاح عينيه ..يكمل ما بدأ
:
:
يجزم بأنه لابد ان يكون احدهم ثالثا لهم لكن ماهي الا ثقه من خالته ..فهو أأمن على بناته من أي احد فهو من يتكفل بمشاوير اكبر بناتها جازي وابناءها ..
:
:
لكن من غير الصواب ان تترك معه بلا محرم او حتى ابنة جارهم التي تشاركها السياره يوميا ...
تنهد بصمت مدققا في سير طريقه ..
الشرف العاليه في المجتمع تجرده من قيمه ..
فلقد نظروا له على انه خادم و أجير لا كشاب مكتمل الرجوله ....
فمثله في نظر عين مجتمع دون الارض كسير لا يرفع عينه فيقع أعمى ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
نفض الغبار عن ثوبه الاسود الشتوي ..وقد فتح له سائقه باب السياره ..
القى نظرة على المقبره الهادئة خلفه وقد خلت تدريجيا من المعزين ..في أخر رجال زعامة القبيله القدماء ...
:
:
اليوم يدفن اخر عم تبقى له ..وقد دفن منذ شهر أبنته ..
المشيخه صعبه وقد تولاها فعليا منذ اخر 9 سنوات بعد وفاة ابن عمه و وهن عمه ...
:
:
تأمل الطريق المكتض بالسيارت فقد تزامنت عودته مع وقت انصراف المدارس..
توقفت السياره في اشاره ..
مع عمله الصعب والنادر الذي يتمناه كل من حوله ومشيخة قبيلته ..
يتمنى حقا لو يجد له عضيدا ..
ولن يتنازل عن الشيخه ابدا وقد احتفظت بها عائلته منذ الازل ..
لكنه اخر رجل تبقى يحمل اسم جده المرحوم ..
و أخر امل لأسم لم يندثر يوما ..
لكن الايام قادمه ..
مهما كان سيترك هذا المكان يوما ...
كل ما حوله يضغط عليه لترك عمله الذي امتهنه منذ 17 عاما ...
عقيد في الحرس الملكي ..
بفعل اسم ابيه وجده وصل الى ما لم يصل اليه غيره ..
فأختلط بالعائله الاكثر تحصينا ...
العائله المالكه ..
لكن هذا كله لم يشتري له ..لا عضيدا ..و أبنا ..ولا سندا ..
:
:
عائلته ايضا صعبه بحيث يحرم بتاتا عليهم ان يرتبط احدهم من خارج القبيله او دائرة ابناء العمومه ..
وفاءه للتقاليد القديمه المتحجره جعل منه وحيدا ..
:
:
الان فليستقبل التعازي في عمه الاخير ..
وليترك ما يشغل باله منذ سنوات لما بعد ...
الرياض كلها ستكون في مجلسه خلال هذه الايام الثلاثه ...
:
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
نظرت الى هاتفها في يدها ..لا زالت لا تستطيع الوصول الى امها وهذا مايضعف قلبها و ارادتها ..
سمعت صوتا باتت تجهل الاصوات التي لا تشبهه...
ارتجف قلبها خيفه ..
وهي تتحصن خلف باب المكان تحتضن هاتفها وتحدق بلا هدف في ما تعرضه الشاشه الضخمه في ابعد جدار عنها ...
:
:
ابتعد صوته الجهوري مختفيا ..
نظرت من خلف الباب ..
لم يكن متواجدا حينها ...
نفثت نفسا عميقا ...
:
:
:
ودعت قريبتهن التي عاتبتها على حال زوجة شيخهم الجميله التي رزقت لتوها بأبن بعد طوال انتظار ...
وانها حاولت مرارا الاتصال بهاتفها عبثا ...
دخلت متأملة حال زوجه اخيها ..التي غطى الحزن والوحدة محاياها و اسودت محاجرها ونحل جسدها ..
و هد صغيرها البكاء ...
:
:
تنهدت بقل حيله فهذه حالها منذ غادرتها صغيرتها ...
او خطفت منها بالأحرى من قبل منظومه مجتمع متحجره ...
لم تعرف ماذا تفعل وهي تحمل الصغير المنزعج الى حضنها ...
بان لها طرف هاتف تلك من اسفل السرير ...
رفعته ..و بعد مهمه بحث طفيفه اوصلته بالشاحن ..
:
:
جلست بالقرب منه وهي تلقم الصغير رضعته ..فهي أمه بالرضاع الان ..
لولا الله ثم هي كان هذا الصغير سينسى ..
:
:
ازعجت نغمات اشعارت الهاتف الغرفه ...رفعته بلا مباله ..
لفتها عدد الرسائل والمكالمات الفائته ...
اتسعت حدقتيها بتفاجئ وهي تقرأ فحوى الرساله ....التفتت الى زوجة اخيها غير مصدقه ...."عيني ....هاي مكالمات و رسيال من رقم سعودي ...."نظرت الى الهاتف في يدها مره اخرى غير مصدقها ..."هاي جاهده ..اي وربي هاي من بنتج ....باوعي.."
مدتها بهاتفها ...
وكأن غريق الايام من اذابت ملوحة البحر جسده واحرقت الشمس ملامحه ...تشبث بطوق نجاة مجهول ....
:
:
قفزت من مكانها تتناول الهاتف منها ...
ارتجفت شفتيها الجافة مقاومة بكاءها ....
جلست منهاراه على الارض وهي تحتضن الهاتف بقوة فوق صدرها وكأنها تحتضن ابنتها ...
تأملت رسائلها المناجيه للرد ....اعادت طلب الرقم بسرعه ...
:
:
:
وضعت الخادمه للتو الطعام امامها ..الا انها قاومت شعورا بأفراغ ما بمعدتها لمنظره ...
باتت ترفض كل اشكال الحياة مؤخرا وقد شغلت روحها بوصال امها المنقطع ..
رن الهاتف ..كان يرن للمره الاولى برقم غير رقم سلطانه ...
ذاك الرقم الذي حفظته عن ظهر قلب ...
تلقفته بسرعه الا انه سقط ...
جرت متعثره الى حيثما توقف ...
لم ينقطع الاتصال ....اجابت على الخط ...
:
:
:
:
:
لحظة صمت ...شهقات بكاء مكتوم من الجهتان ...
صعب نفسها و هي تشدد على جيب فستانها ..وتبلل وجهها بدموعها في غربتها ...
فالحنين الى العراق اقوى من أي شعور ...وحضن امها منيتها الاخيره ...
:
:
:
من بين شهقتها نادتها ...." أمي ..."
:
:
انفجرت تلك ببكاءها .."عين امتج حبيبتي انتي روحي بنتي ...ضنياي ...شلونج ياروحي كيفها دنياتج..."
:
:
تنهد ....تأوهت من وجع قلبها ..."آه يا أمي شكد تعبانه ...اني ما اعرف منين ابتدي لجل احتجي لج...اني لا اني خدامه مع الخدم ولا سيده مع الاسياد ...جدر الله وكيلتج يا امي ...جدر لولا قطعة مرميه دون قيمه ....اني هني مو اني يا امي ...اني هني بدون لا اسم ولا قيمه ولا شعور ..."
:
:
:
تشاركن البكاء والوجع مع كل هذا البعد ....تمالكت نفسها بصعوبه .."بنتي ...حبيبة قلبي ...خلتج صابره واحتسبي ....امي اني وكلت امرتج لألله ...سبحانه ما بعده وكيل بهاي الدنيا ...حسبي الله ونعم الوكيل يا الله اقتص لألنا حقنا ...اني والله مكسورة ما بأيدي حيله ...اني والله ما...."
:
:
قاطعتها ابنتها لا تحملها اللوم ..."امي لا تخافين انا الله معاي ...لكن والله مشتاقه ..اريدتج واريد حضنج هسا ...امي ليش ماعلمتيني ..ليش ماعودتيني ...اني كل يوم اراقب جيته وروحته وخايفه يا امي خايفه هاي عيونه تجتل كيف وصله ....يكرهني يا امي ..اني بكل يوم ادعي على ابوي هم استغفر ..للي رماني فيه ...هاي الريال يا امي لو عليه كان يكتلني اليوم قبل باجر ..وجدته مره قاسيه حتجيها سم ...ومدت يدها علي ..لولا الله ثم مرة ابوه كان اني هسا ميته مكتوله ما ادري شنو وضعي ...ابوه ريال طيب أي والله طيب لكن ما اله حس...هاي لو يكتلني و يدفني ما حد يمي ....بس لا تخافين امي الله وياي "
:
:
لم تستوعب لمن كان يقف على باب سادا بهامته النور المتسلل من الخارج للمكان طفيف الاضاءة ...
:
:
لم تستوعب بعد منظر الهاتف الذي تحطم الى قطع بألتقاءة مع الجدار ....
رفعت عينيها هلعه لوجوده القريب منها ....
كانت عينيه تتأجج شرا ..وغضبا ...
ومع فرق اشوط الطول بينهما ..غلل اناملهه في شعرها ولفه حول كفها وهو يجره لتقف متألمه ..تمسك يده بكل قوتها محاولة تخفيف ماتشعر به ....
:
:
:
وبتعاليه الذي لا يطاق ..."انا لا سمح الله سمحت لجنابتس ...تستخدمين جوال ..ولا تتواصلين مع اهلتس ...."
:
:
حررها وهو يدفعها بكل قوته على الارض ...خفف من نبرته ...تسلطه متفنن فلا يصرخ ابدا ...اقترب منها ...."اهلتس الله يرحمهم سامعه ...ماعاد لتس اهل انتي غره انتي مولوده من يوم انا اخذتس لمي ...ولا اقولتس انتي اصلا مالتس وجود ولا قيمه ...انتي ولا شيء ...انتي ديه فاهمه ...."
:
:
:
رفع عينه لابنته التي كانت تقف امام الباب مشدوهه ...تغيرت ملامحمه ...وهو يتقدم منها اكثر فهلعت مبتعده ...."فكتس الله ....انا كل ما افضى لتس يحبسني عنتس شيء ....بس ثقي المره الجايه بعلمتس قدرتس ..."
:
:
:
انسحب بهدوء عكس ما دخل وهو يحمل ابنته عن الارض ويقبلها ...
كانت لا زالت مطرقه رأسه وهي تغطي ملامحها بكفها و اهتزت كتفيها باكيه ...
انها ضعيفه لا تقدر عليه وقد كسرها بكل ماحولها ...
كسر كيانها وسحب انسانيتها منها ...
:
:
:
و انسانياتنا يا سادتي ...اغلى ما نملك...
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 06:02 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني والعشرين ..
:
:
:
" مواجهات مؤجله .."
:
:
:
أغمض عينيه بشده مقاوما الام وهو يضع ابنته في سريرها الحصين ..
ما ان وضعها حتى فقد توازنه وجلس على الارض ...
ضرب طرف السرير الخشبي القاسي بيده التي مدها عليها ...
لم يكن يوما ليضرب انثى او يؤذيها ..
حتى ام ابنته مع كل المشاكل بينهما لم يتجرأ يوما ليمد يده ..
فتنقص رجولته في عينه ..
الا ان جدته كانت قد أملته حقدا و تحريضا قبل ان يراها ...
تجاهل الالم القاتل في يده وهو يغلل انامله في شعره و يشده مفرغا حدة الآلم ..
:
:
كانت ابنته تراقبه فزعه ..مالت من سريرها تقبل رأسه بحنانها الصغير المبتدئ..
رفع رأسه لم يكن ليستطيع ان يفتح عينيه فالضوء يزعجه ..
الا انه ابتسم لها مغمضا عينيه وقد تسللت من بين جفنيه دمعة آلمه الذي لازمه منذ سنوات ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
تعلقت بصغيرها تحتضنه والابتسامه المتردده تداهم محياها الجميل ..
لا تكاد تصدق بأن ابنتها بخير ..تواصلها معها بحد ذاته يعني بأنه بخير ..
وهناك شعور في قلبها يقول لها بأنها ستراها قريبا ..
و ستحتضنها ..حينها لن يفرقها عنها الا خالقها ولن تسمح لمخلوق كان بلمسها او التعدي عليها ...
:
:
صغيرتها الجميله ...جاهدتها ...جمال حياتها ومهجة روحها ..
كان يكفيها ان تسمع صوتها لتدب الحياة الى اطرافها ..
تجاهلت الحزن في صوتها وانقطاع الاتصال ..لانها تود ان تكون متفائله وسعيده ..
تحتاج للتفاؤل لتستمر بالعيش ...و لاحيلة لها سوى الدعاء ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::
أبتسم لابنته السارحه كعادتها ساكنه في مقعدها ..
التفت لأبنة عمه التي دلفت للغرفه للتو وقد اكتست باللون الغامق ..
وخلت طلتها من أي زينة
:
:
سألها بهدوءه المعتاد ..."وينها ام يوسف ..؟؟"
:
:
اشارت له برأسها هامسه ..."تنوم ولدها ...."
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وهو يعاود تأمل ابنته امامه ..
جمع قبضتيه وهو يسند ذقنه عليها ..وعينيه تغرق بأفكاره ...
كانت نظراته وكما اعتادت كعينا صقر ...لقد كان حلمها ان ترتبط به منذ كانت مراهقه لكن ارتباطها به لم يجر عليها سوى الحياة الرتيبه والنسيان المؤلم ...
:
:
لم تكن يوما لتفتح اسرار مقلتيه او تفهمه او تصل الى قلبه ..
التفتت لأبنة عمها الداخله ..تكبرها بخمس سنوات فقط الى ان ملامح الكبر واليأس كانت قد بدأت تتسلل اليها ..
لم يكن ليجتمعن في أي مناسبه الا ان وفاة عمهن اكبر من أي مناسبه ..
وهن يعلمن ماذا يجر هذا من حمل على هذا العسكري المتزمت ..
:
:
سألته تلك بأدب ....
وقد حولت سنوات زواجهم ال22 علاقتهم لأخوه محضه ...." أمرني يا ولد عمي ...."
:
:
نظر الى من تشاركهن الغرفه وقد تواجدت بجسدها فقط ويبدو بأنها قد داهمها النوم جالسه ...
أشار برأسه بنبرة لم ولن يفسرنها فهو لم يشتكي يوما ..."نوف نامت ...."
:
:
التفتت اليها امها ...وبحسرة ..." اليوم اتغير جدولها ..."
:
:
راقبها تخرج من الغرفه مع ابنته ..
ألتفتت الي تلك بجانبه ............." كيفك يا ام يوسف ؟؟مبطي ما قابلتك ..."
:
:
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله ..كيفك انت الله يسلمك..؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وغرق في صمته ..
برود المشاعر والحياة المنزوعه تسيطر على هذا المنزل ..
دخلت تلك تلبس عباءتها ....سألته برسميه ..."ابو يوسف ..توصلني بطريقك امدي السواق نام اللحين ...."
:
:
فهم انها تود ان تختلي به فهو لم يراها لأسبوعين وقد كانت عينيها تزدحم بالاحاديث ...
:
:
ارخت عينيها خجله من النظر في عين ابنة عمها الوقورة التي اختارتها العائله لتكون ضرتها ...
وقف وهو يلتفتت لزوجته الاولى ...."تامرين شيء يا ام يوسف ...."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."سلامتك ....ايه صح ..عمتي نايمه عندي .."
:
:
هز رأسه بالايجاب وهو يشير لتلك لتسبقه ...."زين قلتي لي كنت بمرها ....زين ..بكرا ان شاء الله بمركم ..."
:
:
ما ان رأته الخادمه مقتربا حتى ابتعدت عن طريقه بخفه رفع ابنته حذرا واجلسها في المقعد خلفه ...
:
:
استقام جالسا في مقعده ...التفتت اليه من بجانبه ...سألته ..."أخذت اجازة ...."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."احتمال اخليها تقاعد ..."
:
:
اتسعت حدقتيها هلعه ...."لا يا ابو يوسف الا التقاعد ...تنازل عن الشيخه ولا تتقاعد ..."
:
:
التفتت اليها بهدوء وقد ارتفع احد حاجبيه محذرا ..."مها ...."
:
:
تلعثمت وقد نسيت نفسها معها طول هجره انساها من يكون ...
همست نادمه ..."أسفه ..."
:
:
وقد توتر جو السياره ...في الواقع أي مكان يتواجد به هذا الصعب يلفه الصمت والتوتر ..
التفتت لأبنتها بجوار خادمتها ..تنهدت وهي تعيد نظراتها الى الطريق ...
:
:
في الواقع الفجوة بينهم كانت متواجده منذ ان ارتبط بها قبل 15 سنه ..
الا انها اتسعت وكبرت حتى قد هوى كلاهما الى هاوية الهامش والنسيان والتجاهل ...
محمد اول خلفتها قد توفي بعد اربع سنوات من ولادته بفعل شدة اعاقته ...
نوف ثاني خلفتها لا زالت صامده ..وقد فقدت منذ سنتين طفلها في ولادته لأعاقته ..
:
:
ابنة عمها سارة زوجته الاولى فقدت ابنتين ولازالت تحتفظ بيوسف اهون اعاقة مرت بعائلتهم ...
:
:
هذا الرجل دفن اربعه من ابناءه ..غير تجارب الحمل الفاشله التي لا تحتسب ..
ودفن ابيه و اخيه و اعمامه الاثنين وابني عمه ..
قلبة العسكري وشخصيته القياديه تمنعه من الوقوف على الاطلال ..
رجل مثله يرقد على الكثير من الاسرار ولا يفكر بالامس ابدا ...
:
:
اوقفها امام بوابة منزلها الفخم المترف الذي خصصه لها ..
لم يحدثها وهو يفتح الباب ليخرج ابنته من السياره ...
راقبته بصمت وهو يضع ابنه في مقعدها المتحرك ويتركها للخادمه ..
سألته ...بتردد"بتنام هنا ...؟؟"
هز رأسه بالنفي واجما ...وهو يعود ادراجه الى سيارته السوداء الفارهه الضخمه ..
:
:
تعلم بأنه لن يتحرك حتى تغلق باب منزلها ...
لم تلفتت الى الخلف وقد اعتادته ...حكم قدرها ان ترتبط بأقسى واصعب شرقيي ..
كانت خطيبه لأخيه رحمة الله ..
لكنها مشيئة الله تسيرنا ...
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
حتى سكاكا في هذا الوقت من السنه جوها شديد الحراره ..
اغلق باب سيارته التي بالكاد اوقفها في الشارع الضيق ...
توجه للباب الذي يختفي ربعه تحت الارض بظرفتين خضراء صدءه ..
كان منزله افضل منزل في المنطقه الشعبية القديمه ...
دفعه بكتفه وهو يدير المفتاح في القفل ..
:
:
واجهته برودة المنزل القديم المرمم ..بدورين وسلم طيني بالي ..
طلاء الجدار الابيض واسلاك توصيل الكهرباء الخارجيه ..
فرشه المرتب ورائحة امه في المكان ..
الدور الاسفل صالة وغرفه ومطبخ وحمام ..و الاعلى غرفته وحمامه و السطحوح الذي عدله ليمضي فيه معظم وقت فراغه النادر..
:
:
سمع صوتها الذي يعشق يناديه من غرفتها ..
"كايد ..."
:
:
ابتسم يمحي وعثاء يومه من على هيئته ...اتجه الى غرفتها ..."ذاني يمه ...."
:
:
كان يحمل علبة علاج في يده ..انكفأ عليها يقبل يدها ورأسها ويغرق في رحمتها وحنانها ..
أمطرته بدعواتها ..أبنها الجميل العاقل ..
ابنها وسعادتها في الدنيا واعظم انجازاتها منذ ان خلفته اختفت مع قدومه كل هموم الدنيا وحزنها وشعورها بالنقص ..
وباتت الدنيا في عينها كايد ..
لقد كان ابيه فقيرا معدما لا انه شيخ الكرماء وعظيم الاخلاق وكريم النفس ابي الروح ...
فقد ربى هذا الشاب على الفضائل و العفه رغم كل حياة المترفين التي تحيطه لم ينجرف يوما ..
:
:
عاتبته ...."ياوليدي ..بعده باقي علاجي ما قضى ...."
:
:
أبتسم لها وهو يجلس على فراشها بجانبها .."يمه اليوم اول مااخذت المكافأة شريته هو اهم من أي مقضاه ..."
:
:
ابتسمت له تقبل باطن يده .."يافدى عمر امك انت ...."
:
:
قالتها وهي تقف ..تعلقت عيناه بها ...تسائل"يمه ...وين ؟؟"
:
:
ابتسمت بحنانها .."الغدى من ضحى وانا احتريك بوه ..."
:
:
وقف يمنعها ..."اجلسي يمه خليه علي ...."اكمل قلقا عليها ..."يمه الله يخليتس لو علي ما ابي غدى ..مابي الاسلامتس خلاص يمه ..اجلسي وارتاحي ...يمه قلبتس ما يحتمل كل ذا ...و انا ابيتس يمي يمه لا غديت دكتور و خرجنا من هالعيشه واستغنيت عن خالي ..."
:
:
غصت بمناجاته ..فهي قد نجت من جلطه بأعجوبه ...ولم تكن لتخلف ورائها سواه ...تخاف عليه من حزن الايام وجور الدنيا ...
بالكاد تمالكت نفسه وهي تتأمل منكبيه الواسعه يخرج من الغرفه ..
همست بكل كسرة السنين القديمه .."ياعين امك ..ياروحها ..."
:
:
مد السفره المتواضعه وهو يجلس امامها يجبرها على الاكل ..
تأملته انه امير بهيئة خادم ...لا يشبه ابيه او امه ...
فترت يدها وهي تراقب شعرات رماديه غزت شعره ..
أ شاب أبني في ريعان شبابه ؟؟حسبي الله على الدنيا ..؟؟حسبي اياه وكفى سيعوضنا بمشيئته جنته الخالده ...
:
:
بعدما تأكد من نومها وراحتها ..
صعد الى غرفته ..
لم تكن تحوى الاخزانه خشبيه صغيره وفراشه على الارض وتلفاز صغير في ركنها ...
وباب غطاه بستار يؤدي الى السطح الذي احتفظ فيه بكل عدته وادواته ومحركاته ...
لطالما امه نهرته من حمل الاثقال ..
الا انه لا مكان لممارسه هوايته الا هنا ..
حورة ليناسب اهتماته برفوف حديده جمعها ورتب عليها اغراضه ..وغطاه بصفائح معدن وخشب ..
:
:
بالكاد تحمم ورمى نفسه على فراشه تبقي ساعه عن صلاة العصر ..ليرتح قليلا ومن بعدها سيتوجه الى مجلس خاله ...
غدا الجمعه ولن يكون هناك مجلسا سيسافر خاله اليوم المغرب ...
الحمد لله ...
سيتسنى له قضاء نهاية الاسبوع لنفسه ..
:
:
:
:
للتو انتهت من رفع السفره فبالرغم من حياة ابيها الفارهه الا انه يرفض دخول أي خادمه للمنزل ..
استلقت امام التلفاز بملل ..
اليوم الجمعه مما يعني بأن الفروسيه ستبث حتى صلاة العشاء ...
راقبت اشكال الامراء بفضول مراهقهه ..
حتى ظهر احدهم ...
فازت فرسه للتو ..جلست متأمله ملامحه تشعر بأنها رأته قبيل هذه المره ...
نطق المذيع بأسمه ..."الشيخ عساف منصور الــ ..."
:
:
لم تسمع اسم قبيلته وهي تلتفت لامها تستعد للخروج ...نادت عليها ...وقد رأت في خروج امها انتهاء مأساة الملل ..."يمه ...... يم وين رايحه ؟؟.."
:
:
بأستعجال ردت ...."يم عمتس صفيه ...."
:
:
ترجتها ..."يمه الله يخليتس بروح معتس ضايقتن بي وزمان عن عمتي ..جدتي بتروح ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."جدتس ف القريات ...اعجلي علي ..."
:
:
وقفت بحماس ..."توني متحمهه يمه البس عباتي بس ...الله يخليتس لا تروحين عني ..."
:
:
ابتسمت امها لحماسها ..."زين خلصيني ...لا تروح علي العصريه ...."
:
:
للمره الاولى تكن في هذا المكان تأملت الشارع القديم الاثري ...
بعض المنازل لا زالت طينيه ...
توقفت السياره في اقصى مكان استطاعت ان تصل اليه ...
ترجلت منها بعد امها ..
انتابها الماس وقد فتح الباب ودلفت بعد امها ...
كمية الحميميه في المنزل الصغير تجعل منه قصرا ..
لم ترى عمتها منذ 6 اشهر ..
لقد تغيرت جذريا وفقدت وزنها ...وبانت ملامح الكبر عليها ..
رحبت بها ترحبيا حارا وهي تحتضنها ..كانت كريمه بمشاعرها و ضيافتها ...
احاديث النساء لاتهمها الا انها تحب عمتها للغايه ...لديها عقليه جميله ..وشابه ..
ومنزلها يبعث شعورا ايجابيا وسعيدا بها ...
سألت امها عمتها فتذكرت بدورها ...."وينوه كايد ...موجود ابي اسلم عليه ياحبيبي ياهالولد تربية رحمان ....؟؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي مبتسمه .."ماتقصرين ياحبيبتي ...لا والله اليوم طلعتوه مع فياض اخوه وصديق عمره..."
:
:
غضنت جبينها .."الا بسألك يا ام كايد فياض مهوب اصغر منوه ...حول الثلاث سنين ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."الا والله اصغر منوه لكن كايد دخل المدرسه متأخر ..."
:
:
غرقن في الحديث عن الاعمار و تواريخ الميلاد ..
لم يكن الحديث يهمها تأملت في سقف الغرفه المعاد ترميمه ..
:
:
احست بفضول عما يدور في انحاء المنزل الصغير ..
وقفت مستأذنه لدخول دورة المياه ..
خرجت من باب الغرفه قابلتها صاله صغيره بفرش ازرق شبه تراثي ...تلفاز مغطى بمفرش تريكو ابيض ...
ورائحة البخور قد تشبع بها المكان ...
دورة مياه اقصى يساره بمغسله خارجه ..وبجانبها باب مغطى بستار يؤدي للمطبخ ...
رفعت الستار بفضول نظرت في انحاء المطبخ المتواضع المرتب ..
أبتسمت لمنظره الجميل و اشعه الشمس تضيئه ..
ألتفتت للسلم المؤدي للأعلى بالقرب من باب المطبخ ...
:
:
شدها الفضول وهي تنظر الى باب غرفة عمتها التي استقبلتهن فيها ...
ابتسمت وهي تخطو بحذر نحو الاعلى ...
لم تتوقع ماذا تجد ..
كان الباب مفتوح حتى نصفه ..دفعته بهدوء ..
تأملت المكان للحظه ..تذكرت من اوصلها ..المكان يغرق بوجوده وشخصيته ..
جالت في الغرفه قليلا وهي تراقب الباب ...
رفعت الستار في منتصفها بلا مبالاه ..
فأتسعت حدقتيها لما خلفه ..
ذبلت اطرافها خيفه وتعلقت عينيها بما ترى ...
كان ذاك يجلس على الارض معطيها جانبه الايمن وقد انشغل بما بين يديه بحرفيه ..
وقد اتسخت انامله بسواد ما ينشغل به ..
كان عاري الصدر فالحر خانق هنا ..كان المكان قد نضح بجماله ..
سبحان من سواه فجمال الرجال مخيف ..
كان يدندن مع نفسه ..
" قالوا ترى ..ما لك امل في قربها لو يوم .."
:
:
توقفت يديه للحظه عما يفعل يفعل وهو يحس بوجود غريب ..
لم يكن يوما في هذا البيت سواه و امه و ابيه ..
رائحته وجودها رقتها غطت المكان ..
رفع عينيه ..فتعلقت بها ..
كانت نظراتها هلعه ..كطفل فضح أمره ..
توقف الكون حوله ..
وكانت جميلته اول انثى يراها في حياته ..
غللت اناملها في مقدمه شعرها واعادت ترتيبه وهي تعود للوارء بخطوات متعثره ..
وقف بعينان متعلقه فيها أخر مالمحه شعره وهي خارجه من الباب ..
راقب مكانها الخالي متنهدا ..
لقد عرفها ..عرفها من عينيها التي لمحها مره واحده ..
:
:
كادت تتعثر في درجات السلم وهي تحاول تمالك نفسها وقد اعلن نبض قلبها الانتفاضه العشوائيه ..
و بردت اطرافها و تهمشت حواسها وهي لا ترى سواه عاري الصدر محدقا بها ...
:
:
ما ان انهت السلم حتى استندت على الجدار محاوله تمالك نفسها ..
محاوله تجميع شتاتها بلا جدوى ..
كانت عينيه وحدها اكبر مواجهه في حياتها ولن تواجه مثلها يوما ..
تبا لها ولفضولها الذي اوقع بها ...
:
:
اتجهت الى الغرفه حتى لا يشك احدهم بغيابها ...
دخلت الغرفه تمثل الاسترخاء وبداخلها حروب عاتيه ..شنتها حدقتيه بقلبها...
:
:
لم تعرها امها اهتمام بينما ابتسمت لها عمتها تحي بها مره اخرى ...
وبعد الاحاديث بينهن وصمتها السارح ...
وقفت عمتها ..
سألتها امها .."وين يا أم كايد ..."
:
:
ابتسمت تلك .."الشاهي ..."
:
:
نهتها .."ارتاحي هذاهي عذبى تقوم عنتس ..."
:
ابتسمت معترضه بلطافه ..."لا يابعد حيي خلى ترتاح ضيفتنا ...اقوم انا بالمره اراعي كايد كوده جا اناديتس تسلمين عليه ..."
:
:
:
:::::
::::::::::::
ارتجفت لذكره ..وحرائق اللقاء لازالت تضرم فيها بلا هواده ...
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::
احمر وجهها وغارت حدقتيها من شدة بكاءها ...استلقت على سريرها وحرائق قديمه تشتعل بها ..
تماما كمرتها الاولى باللقاء به ...
كانت هذه ثاني مره يلتقيان دون حجاب ...
بعد كل هذه السنوات هذه اول مره ..
تحفظه عن ظهر قلب ..تصم وصفه كما اسمه ..
لقد نسيت كم كانت تعشقه ..
كم كانت متيمه به لا تبكي الا لغيابه ولا تفرح الا لقربه ..
جميلها المنبوذ ..
والان هي في علاقه لاتفسر مع فياض ...
:
:
صديقه المقرب بل اخيه ..كم تأملته دون قصد تبحث عن أي شيء فيه كان قد تشاركه مع ذاك ..
لا وصفه ..ولا اسمه ..ولا خلقه ..ولا فكره ..يشبه ذاك ..
ومن يشبه كايد ..
من ..؟؟
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::
جمعت اجزاء الجوال المبعثره في يدها ..
سكنت وهي تحتضنها بين كفيها وكأنها تحتضن اخر صدى لصوت امها ...
ارتجفت لا ارديا ..متأثره ببرد المشاعر حولها ..
"بيمن يعني اعتز هسا لاجل اعيش بهالدنيا ...الماعرف منهو ...يمسح بكرامتي الارض ...اني شنو سويت ..ياربي هاي الابتلاء منك واني راضيه ..ارحمني يارب واكتب لي الاجر .."
:
:
التفتت الى الباب ..كانت جميلة المكان التي طالها اجحاف مشاعره ..
ابتسمت لها وهي تجلس بجانبها ...رتبت شعرها وهي تتأمل دموعها بحزن ...
أنتبهت للحطام في يدها ...غضنت جبينها .."جاهده ..اش هذا ؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..لقد كبرها الهم حقا .."هاي بركات الشيخ جسار ..."
:
:
عضت تلك على شفتها السفلى لائمه نفسها ...ليس بيدها شيء حقا ..
لحظات مواجهة جاهده معه دائما ماتكون غير متواجده ..
احتضنتها لتحسسها بالامان ..
الا ان تلك مات في داخلها أي شعور ...
:
:
تواجدها في مكان يحمل قصد كقصة جاهده اكبر عجز ..فهي تراقب بلا أي مبادره ...
فحتى لو وعدت نفسها فهي في موقع لا يخول لها التصرف ..
لا تملك سوى الوقوف بجانب هذه الصغيره ..
:
:
همست لها .."جاهده ...حبيبتي الغرف كثيره انتي بس اختاري ..ووعد مني ان شاء الله ماراح تشوفين وجهه .."
:
:
جسار غريب ومخيف ...فهو شخص متناقض ..يؤجل كل شيء الى وقت في حين خطئه لن يصلح بعده شيء ابدا ..
فلا يكلف نفسه عناء الاعتذار او الوقوف على الاطلال ...
:
:
:
بعدما تطمنت على استلقاء جاهده على سريرها في غرفتها الجديده انها صغيره ولكنها حميمه بنافذه تغطي اغلب جدار الغرفه ..
و بسرير فردي ..وقطع اثاث على الرغم من فخامتها الا انها قليله ..
:
:
عادت الى غرفتها ..القصر في وسط قصر ..
اغلقت الباب خلفها ..
كانت خاليه منه كالعاده ..جلست على الكنبه في منتصفها ..
راقبت باب مكتبه المغلق ..وما ثلاب الا باب مؤصد ..
احيانا تذم نفسها لانها تشتكي من بروده وبعده ..وكانت د جربت كل تلك الحياة القاسيه .
الا انها انثى تحتاج مشاعره اكثر مما تحتاج أي شيء ..
فهي منسيه بالنسبه له لكن عندما يتذكرها لا يزيدها سوى ألما وتعلقا به ..
لحظات كثير تنتبه اليه بأنه قد نسيها فعليا ..
تنهدت وهي تتمدد في جلستها تراقب تجمع السحب مجددا في الخارج ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
راقبت دخول رأس مال سعادتها في الدنيا ..قبل رأسها ويدها ..
جلس بجانبها بهدوءه الوقور..كان لازال مرتديا بذلة عمله السوداء المهيبه واحزمة اسلحتها المضاعفه وشارت انجازاته ..
في ثاني ايام العزاء لازال يؤدي واجبه ..
فهو موقن بصعوبه و اهميه وظيفته النادرة التي لا يلتحق بها أي من كان في هذه المملكه ..
:
:
راقبها تمده بفنجال القهوه ..تناوله وهو يفتح اعلى زر في الياقه ..
نزع قبعته العسكريه السوداء مرر يده على شعره القصير المسرح بطريقه عسكريه لا تتغير ..
:
:
هي تعلم بأنه ينوي التحدث ولكنها عادته يتحلى بالصمت طويلا قبل ان يلقي بحديثه المنمق ..
:
:
"لا اله الله يمه ..."
:
أبتسمت له .."محمد عبده ورسوله ...أمر يا وليدي ..."
:
:
"عمي .."
:
اغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا ..."كانت هذه فكرته منذ سنوات والان حان وقت تنفيذها ...هي تعلم عن أي عم يتحدث ...عم له من ام جاريه اختفت اخباره منذ سنوات عندما نفاه اكبر اخوانه ....وحرمه من أي ميراث او شيخه ..
هزت رأسه بالنفي .."والله ياوليدي ما اعرف عنه أي شيء ..هي قصه و اعرفها صحيح ولد عمي لكن القصه قديمه ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."يمه له ابن خاله حول الحجاز ..تعرفينه .."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لاء والله ...ياوليدي مالك وماله وش تبي به يمكنه مات و الله يرحمه ...منين بتطلعه اللحين بعد كل هالسنين ...وشيختك لك ...مايحتاج ..."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."لا يمه ..و اذا لي اولاد عم ..لهم حقن علي ..وهذا حق لهم من شرع الله ..برده لهم عسى ابوي وعماني يرتاحون بقبورهم ...يمه انا مالي ولد ولا وريث ...وذاك شايفه الحمد لله ..ابي منهو يشيل اسمنا بعدي ...و منيب متنازل عن الشيخه ابد ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي تمنعه ..."ياروح امك وشهوله هالهرج...لو يريحك روح دور عن ولد خالته اسأل ..مانيب موقفتك ابد ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ...وهو يهم واقفا بأصرار ..."لعمي جوهر حق برقبتي لا يمكن يضع ..."
:
:
تأملته مفتخره ...لقد ربت ابنة الصحراء شيخا وقورا رغم سنوات عمره الاربع و اربعين ..
شيخا يكنى بـ"عساف بن منصور اليوسف ..."
:
:
:
اغلقت كتابها وهي تنظر للنافذه الواسعه التى احتلت معظم جدار الغرفه ...
تعبت من الوقوف ..
يا الله ...سبحانه ..من لا يصعب عليه اعجازا ..
منذ شهور كانت بالكاد تستطيع تحريك نفسها ..
و الان تتعب من الوقوف ..
لقد ملت من كل هذا حقا ..تود بشده العودة الى المدينه المنورة ...
بعد اخر مواجهه مع عذبى والموقف الغريب الذي لا يفسر لم تستطيع التفكير بشيء ...
عداه ..
عدى عذبى والالتقاء الغريب بطبيبها ..
طبيبها السعودي الغامض ..كيف وصل الى هذا المكان ..ماقصته ..؟؟ما ماضيه ؟؟
ماحزنه ؟؟
ماصلته بعذبى ؟؟
:
:
وما شأنها هي ...وما اللذي ادخله لكل هذه الدوامات بعد غرفتها الصغيره في شقتهم القديمه ..
:
:
:
وهل يبنى حاضرنا الا على اضغاث الماضي ..
لماضي هو ما نكون ..
:
:
:
:


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 06:04 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثالث والعشرين
:
:
:
" ذكريات عائده "
:
:
:
:
:
أخذت نفسا عميقا متنهده وهي تستنشق رائحه سرير أمها الياسمين وهي تمرر اناملها على نعومة مفارشه الوردية التي شغلتها اميها بيدها بخيوط الحرير الزاهيه برسومات دقيقه ...
رفعت رأسها وهي تتأمل أمها تتأنق بمقابل مراءتها الواسعه ...التفتت الى اختها الصغيره التي تغط بهدوء في
نومها المسالم ويبدوا بأنها هي أيضا تنعم بطريقتها بهذه المفارش الناعمه اسفلها ..
قبلت خدها الصغير الممتلئ الذي لا يبعد لونه زهوا عن مفارش أمها ..وقفت بكسل تجر رجليها ...وهي تقترب من أمها التي همت بوضع اخر لمساتها وعينيها تكاد تشع فرحا خجلا للقاء المرتقب الذي تمر ايامها كلها شوقا اليه ..ولو كان قاسيا وجافا وقصيرا ...
:
:
ساعدت أمها في اغلاق عقدها الذهب الذي خصصته فقط للياليها معه ..
حادثتها وهي تفتح احمر الشفاه بين اناملها بفضول ...
"الله شقد حلو هايا .."
قالت كلمتها وهي تقربه من شفتيها المكتنزة بطفوله قد همت بهجرها لتتبدل الى طور الانثى الساحره ...جرته أمها منه وهي تضربها على كفها ..." عيب ..."
تركته من يدها وهي تكشر لها ..بغير رضا عبثت في خطواتها المبتعده عن أمها بمقتنيات غرفتها الواسعه ...
لمست زر جهاز تشغيل الصوت وهي تبدل بين الترددات بعبثيه ...
الا ان أمها نهتها فجأه هي تأمرها ..." بس قافي هني .."
أبتسمت لامها التي اكتمل تأنقها ...وهي تنصت للاغنيه القديمه ... أبتسمت لمنظر أمها ..وهي تبتسم متنهده ...وتغدق من رشات عطرها الياسمين بيدها على شعرها وقميص نومها الوردي الانثوي الصارخ ..
أتسعت حدقتي أمها وهي تقترب و تخفض صوت الجهاز وهي تتبين صوتا قادما ما ..
غضنت جبينها بعدم رضا وهي تفهم تماما عن أي صوت أمها تبحث لطالما كانت تخاف منه وتنفر منه لاتعرف كيف أمها تكن له كل هذا الشعور ...
استعدت للخروج من الغرفه وهي تتجه الى اختها النائمه بسكينه وقد وصل صوت هدير محرك سيارته لأذنها ...ومن ثم صوته وهو يحادث احد مرافقيه ...
راقبت أمها وهي تخبئ ابتسامتها وتهم مسرعه ناحيه المراءة لتلقي اخر نظره متفحصه لزينتها ...
أرتدت معطف قميصها وهي تحثها على حمل أختها ..." صعدي غرفتج واخذي اختج وياج ...أبتسمت بحنانها الفريد لها وهي تعدل خصلاتها الليل الطويل فوق صدرها ...اقتربت منها وهي تراقبها تحمل اختها بين يديها بحنان بدأت تتعلمه من أمها ..." حبيبتي جاهده عيوني أني ..سلمي عليه ..ابتسمي له ..ضحكي وياه ..ابوتج هايا والله يحبتج اهوا ..بس كلش مايعرف يحتجي .."
أبتسمت بحزن لمحاولة أمها ...بررت نفسها بهدوء لأمها.." ماما ..ماعرف اني شقوله ...شيريد مني أقوله ..رجلتج هايا مرعب أي كلمه مني اطلعها بعد ألف حساب..."
سمعت صوت نحنته الرجوليه وهو يصعد درجات السلم بالقرب من باب غرفتها ..عجلتها للخروج وهي تقبل رأسها و وجنتي اختها ..حبايبتي فدوة أني ألكم ..."
:
:
فتحت أمها الباب لتخرج هي قبلا ...ما أن رأته حتى عانقت نظراتها موقع قدميها بعدما قبلت يديه ورأسه لصعوبة حملها اختها التي هم بتقبيل جفنيها النائمه مما ازعجها ....وهي تجاوب أسئلته عن حالها بصوت هاديء بالكاد يسمع ...هكذا عودتها أمها ان لا يعلى صوتها في وجود رجل ...ان لا تحادث رجلا ..أن لا تنظر لرجل ..أن لاتقترب من رجل ..الرجال دوما في الأعلى ..دوما محقين ..دوما الرأي الأخير لهم ..
صعدت درجات السلم.. مبتعده وقد تجرأت مختبئة ان ترفع عينيها لوجوده ..
كادت عينيه ان تنطق وهو ينظر لأمها ...وهو يفتح يديه مثنيا على مايراه ..تنهد مبتسما " شكد القلب يرتاح من يشوفتج .."
:
أشتعلت خديها خجلا لقوله ونظراته وهي تراقبه يقترب من أمها ليحتضنها ويقبل جبينها ..وجنتها ..ورقبتها ..
اغمضت عينيها لصوت اغلاق الباب خلف دخولهم ..
عدلت من طريقة حملها لاختها وهي تقربها من صدرها ..علها تفهم ما اختلجه وهي تراقب هذا الفعل الغريب ..
رمشت عينيها بخجل وقد اختلطت دموعها برموشها الطويله ..وهي تبتسم لجهلها ..مستمعه لصوت الاغنيه القديمه وقد علا ...جلست على درجه السلم ولازالت اختها في يديها وهي تستمع لكلمات الاغنية واضحه تأتيها من خلف الباب ..لتحجب أي صوت غيرها ..

يامدلوله شَبِقِى بِعُمَرِيّ غَيَّرَ العَذاب وَالحَسْرَة
جِسْمِي عايِش بَغْداد رُوحِيّ سَأَكُنهُ البَصْرَة
يا مَدْلُولَة وَلا سألتي وَلا قُلَّتَيْ اشْجِرَه بِيَّه
أَنُوح وَحَدِيَ بِعِلّتِي لَجل عُيُونكَ يا بُنْيَة
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
صوتا حزينا صدر منها وهي ترتجف للذكرى في سريرها ...رفعت رأسها للنافذه الزجاجيه الضخمه ..وقد كسى العرق جبينها ...تأملت السكون المخيف حولها لدرجة ان لا صوت هنا سوى نبضات قلبها المضطربه ...
:
مدت يدها لعباءة أمها وهي تحتضنها ..سارحه بالظلام الهاديء وكيانات الأثاث التي بالكاد بدت خلف ستار الظلام ..
لم يبقى لها من قبلات أمها .. تربيتها واحضانها الدافئه سوى قطعة قماش سوداء خاليه من أي روح قد لمست رأسها يوما ...
:
:
اغمضت عينيها رعبا من المكان الخالي والجدران الفارهه التي تشعر بها تنهار فوق صدرها ...مالذي تفعله هنا ..ما الفائده من بعدها عن أمها ..وعن الحضن الوحيد الذي عرفته في حياتها ..آه لو تطوى المسافات ..لو تفتح هذا الباب الضخم الاصم ..لتنفذ منه الى جلوس أمها امام الفرن ..ورنين اساورها الذهب الثقيله وهي تفرد العجين بتمرس بين يديها واناملها الرقيقه لتلفتت الي مبتسمه ..." صحيتي يا عين امتج .." ...." فطرتي " ..." عفيه بنيتي القمر .." وانا امد يد المساعده لها ....جمل متفرقه كنت اخجل منها والان أتمنى لو اسمعها الف مره ..أن لاتسمع اذني سواها ..
آه يا امي لما لم تجعلي مني كبيره ..لما لم تحديني على المر ..لم تزوجيني بأبن أحد أصدقاء ابي المشائخ مثلي مثل اخواتي فقط لأكون بجانبك ...كم هذه الغربة مؤلمه و مخيفه ..وتحمل كل ثانيه منها الخطر ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:
لا تعلم كم لبثت على هذا الحال وهي حتى حذائها ومعطفها الثقيل لم تنزعه بعد ...وقد اطرقت رأسها تخبئة بين كفيها ..دون ان تشعر كان كفيها امتلئت بدموعها ونضحت تبلل اطراف اكمام كنزتها الغامقه وتركت قطرت غامقه فوق بنطلونها ..
:
:
كانت دون وعي تردد اسمه بين شهقاتها المشدوهه لما رأت ...تهمس بأسمه ...عن كل صمتها السنين الماضيه ..عن كل السنوات التي مضت دون نطقها له ..
:
:
:
:

" كايد "
"كايد "
" كايد "
"كايد "
" كايد "
"كايد "
:
:
:
:
ذكرى العمر الحزين ...ذكرى فرحة القلب الكسير ...ياه من اين خرج لي ..من أي ثغر منسي لم اطمره وجدته ..
من أي مرحلة خذلان في حياتي ظهر لي ...
"كايد"
همست في غرفتها التي غرقت في الظلام بنبره حزينة ..مشدوهه و غير مصدقه ...
:
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
كانت تجمع السفره في الغرفه الخاليه الا منها والفوضى التي تركها الخارجون للتو فيها ...
تنهدت وهي ترفع خصلتها الفاتحه الطويله عن محياها المتعب وقد احمرت جفنيها لشدة ارهاقها ...
رفعت رأسها وهي تجمع أخر ماتبقى ..وهي بالكاد تسمع صوت تفكيرها لشدة الازعاج حولها في المنزل..
تعلقت حدقتيها بشاشه التلفاز الضخمه التي بثت قناة السنه النبويه ...شدت للتاريخ المعروض اسفل الشاشه بأهمال ..راقبته بصمت غريب وبدون أي شعور يخالجها ...غضنت جفنيها وهي تعيد جمع مابيدها قامت بتعب هزيل ...نظرا للتاريخ المعروض لقد أكملت شهرا في سنتها الـ33 ..
وضعت مابيدها على طاولة المطبخ وهي تهم بترتيبها المعتاد ..بحركات يدها التقائية التي اعتادتها ..
لاتذكر أي نشاط مختلف قامت به منذ تخرجها من الجامعه سوى ساعات الاشغال المنزليه الطويله هذه وحمل المسؤوليه الثقيل ...
نظرت الى أسفل جيدها الفارع وهي تتأمل منامتها القطنية البسيطة وقد أتسخت متأثرة لطول وجودها بالمطبخ لأعداد هذه الوجبه الشهيه ..
لم تلزمها سوى دقائق لتجلس على سريرها وهي تصفف خصلات شعرها المبتله فوق كتفيها ..
رفعت رأسها تتأمل ازعاج اخواتها في الغرفه ..أقتربت منها اختها الصغرى وهي تسألها واثقه من الجواب...." تسوين لي الكيكيه اخذها معاي بكرا أكيد ...وابغا دلة قهوه معاها كمان ..البنات في الدوام بيفرحون والله من زمان موصيني على حلى من يدك "
أبتسمت لها وهي بالكاد تستمع الى ماتقوله وتهز لها رأسها لها بالأيجاب ....مشيره بسبابتها على عينيها المتعبه ..
لقد دللتها كثيرا ..وربتها وكأنها ابنتها ...ضحكت تلك بحماس وهيتقبل خدها ..." حبيبتي اختي عمري أنا افداكي ..."
سمعت صوت أمها وهي تصرخ موبخه...." هالبزر محد يسكتها ..."
وقفت ولازالت منشفتها الرطبه على كتفيها وهي تستعلم مايزعج أمها وتحمل ابنة اختها عن الأرض ....نهت ابن اخيها عن مايفعله وقد هم بتخريب شيء ما ...نسيت المشط بجانبها وهي تحاول ان تهديء من بكاء ابنة اختها التي غابت أمها في مكان ما وتركت عهدتها لها ...
أبتسمت لدخول اختيها الغرفه وقد أمتلئت ايديهن بأكياس التسوق ..."حدثتهن وولم يلقين بالا لها ..."عشاكم في المطبخ يابنات ..."
طال صمتها وهي تتأمل ازعاجهن وقد شعرت الصغيره بالاطمئنان داخل صدرها لتغط في نوم عميق ...
منذ وفاة ابيها منذ 6 سنوات حملت عبئ بالكاد لاحدهم حمله ..فهي الام والأب الأن رغم حياة أمها الا انها اختارت ان تستند على اكبر ابنه بقيت لها في البيت ولم تختار التخلي عن حملها لها الا لقوة شخصيتها وسرعة بديهتها و شهامتها التي ورثها لها ابيها ...أما اخوتها واخواتها الكبار فقد لهو في حياتهم واختاروا أيضا ان يميلوا عليها في كل محنه ..حتى نسيت ونسيوا ما تريد ..
:
:
حادثتها اختها الكبرى وهي تأخذ ابنتها من حضنها ...." وين عشاكي ...؟؟"
أبتسمت لها بتعب وهي تحاول ان تتمدد على سريرها ..في غرفتها الغير هادئة التي تحولت لمعقل تجمع اخوتها واطفالهم ...
" قسمكم جاهز ....تأخرتوا في السوق ..قلت اغرف خصوصا ان البنات بينامون بدري بكرا وراهم دوام ..." قالتها وهي تشير الى اخواتها الثلاث الصغار ..أثنتين في الجامعه و واحده في الثانوي ...ربما لم يعدن صغيرات لكنها لازالت تراهم اطفالها المدللين ...بدون عمل او حياة او زوج ...هي مسخره لهم تماما لتكون امهم ..كتبها التي تعشق غطاها الغبار لقلة قراءتها ...مشاريعها المؤجله قد نسيتها وهي تستسقظ كل يوم لاهثه لان توفر لهم ولامها حياة مريحه...لكي يمارسوا حياه هي لم تجدها ...
:
:
دخلت أمها الغرفه لتعتدل هي في جلوسها لن تبقى مستلقيه في وجود أمها ....تسألت وهي تعتدل في جلوسها ..."امي اخذتي علاجك ...؟؟"
جاوبتها تلك غير مهتمه بالاجابه مكتفيه بهز رأسها لها أن نعم وهي تلتفت لاخواتها التي بدأن في وضع لمساتهن الاخيره على تجهيزاتهن لسفر الغد ..." خلصتوا اغراضكم ..مو بكرا تقولون لي بننزل السوق في جده ..هي كلها ثلاث أيام يادوبك نحضر الحنا والعشاء والزواج ..."
ألتفت لأبنتها وهي تتأمل احمرار جفنيها وقد اطرقت رأسها للأرض بتعب ..." أنتي تراكي بتروحين ..."
رفعت رأسها لها بغير استيعاب وكأنها تبحث عمن خصتها أمها بالكلام ...تسألت غير مصدقه ..." أنا ...؟؟"
رفعت أمها لها حاجبها بالاستهجان ..." أجل أنا ...أيو انتي ..قومي دبري عمرك بفستان ...."
تريد حقا بشده وقتها الخاص بها ..فقد بدأت تنسى ما معنى الخصوصيه بالنسبه لها ....لم يعجبها قول أمها ردت بهدوء..." لا يا امي اعفيني مو رايحه ماجهزت ولا عندي فستان ولاشيء ومالي نفس اقابل احد ...غنيه عنهم وعن تضييع الوقت معاهم ..خليني هنا .."
نهرتها أمها بغري رضا .." وين اخليك..خواتك وبياخذون عيالهم معاهم جده منها يحضرون الزواج ومنها فسحه لعيالهم ...واخوانك واحد بيروح معانا وواحد عنده شغل وين اخليك ...؟؟"
لمعت فكره في رأسها ...." ودوني عند جدي في طريقكم لجده ...جدي وحشني وزمان ماطليت عليه تلقينه ياعيني ضايع ..."
نهرتها اختها غير متفهمه ..." خير اش تبغين بجدي...تلقين العامل حقه قايم فيه ...واشبه جدي لو رحتي بيطالع فيك مشغول بنخله وجباله ...اسمعي كلامي روحي الزواج معانا امكن يجيك ابن الحلال ولا يشوفك احد ...تركي خلاص كبرتي..."
غضنت جبينها بعدم رضا لقول اختها عجبا أ سلعة هي ...كم تكره هذه النبرة و هذه الفكرة لهذا هي لاريد الذهاب مع أمها لأقرباءها ...ليس ضعفا في شخصيتها القياديه انما ترفعا عن مخالطة من لا تهوى ....تنهدت وهي تعدل غطائها فوق سريرها ..." معليش مره ثانيه ...أنا بروح لجدي والله وحشني ...من ما توفى ابوي الله يرحمه معاد احد يراعيه واخواني مشغولين ولا والله ما يقصرون ..."
لم يفهمها احدهم في الغرفه ..وقفت أمها وهي تنهرها ...." خلك كذا الله يعينك على نفسك ...جدك مو كنتي عنده قبل شهرين ..أشتبغين فيه مو معتازك ..."
تأملت ظهر أمها وهي تخرج من الغرفه لقد كبرت فجأة منذ وفاة ابيها ..كم هذه الدنيا مخيفه ...لأقد تغيرت وتبدلت أصبحت شخصا اخر ..بهم جديد و استسلام جديد ...
فركت جفنيها بتعب وهي تراقب غرفتها تعج بالفوضى...عندها نبهتها اختها ...." لا تنسنين الكيكه ..."
أبتسمت لها بتعب ..." حبيبتي ماراح انساها ارتاح شوي بس وقبل الفجر أقوم اسويها لك ..."
استلقت على سريها وهي تواجه الحائط معطية الغرفه ظهرها ..احتضنت غطائها وهي تتأمل النقوش الباهته فوق الحائط امامها ...تشعر بأكتئاب غريب ..يلازمها منذ سنتين الان ..بلا هدف او سبب هي تستيقض كل يوم تراقب الجميع حولها يمارس حياتهم ...كانت سعيدة جدا تعيش حياتها بكل اريحيه تذهب الى الجامعه كل يوم تتسوق كل اخر أسبوع .....تجرب كل جديد.... وتستعد للماجستير ....الا ان بوفاة ابيها رحمة الله حملت الحمل عن أمها اول الأشهر في عدتها الا ان ذاك بدأ يريح أمها ..فأستمرت عليه ..حملت عن الجميع كل شيء شكروها اول وثاني مره اثنوا عليها باتوا لا يتخلون عنها الا ان الامر مؤخرا اصبح مزعج ..لاتستطيع ان تتوقف ..بات يرون هذا من اقل واجبتها فهي لاتدرس ولاتعمل ولاتخرج وليس لها حتى طفل ...حتى ان اقتطعت وقتا خاصا بها يرون في هذا دلال مفرط وتقاعس وكسل ..انها بلا هدف لما لاتساعدهم في طريقهم لنيل أهدافهم ....
:
:
غرقت الغرفه في الظلام بعد ان تركنها لها ...اغمضت عينها متنهده في الظلام المريح لها ...فهي قد استيقضت من قبل صلاة الفجر بساعه والان الساعه الثانيه عشر صباحا ...
لحظات كهذه تشعر بلطف اخواتها حولها تسعدها تنسيها تعبها .. قد يراها الاخرون اغلاق مفتاح الاضاءه لكنها بالنسبه لها بادرة مساعده جميله جدا ...
لم تملك ثانتين تغرق فيها في تخيلاتها و أفكارها وماذا لو ...حتى داهم النوم جفنيها ...
لتخرج منها نبرة انين متعب ما ان استغرقت في نومها العميق ....
:
:
:
صوت عصف بها وهو يفتح باب الغرفة بعنف ...
:
:
:
" تاضي .."
لم تستوعب مايحدث وهي تلتفتت لأختها التي بلا مبالة سألتها سؤالا تافها ..."وين الريموت ...؟؟"
غضنت جبينها بغير استيعاب فلا زالت نائمة نسبيا ..عندها رددت تلك بغير صبر ..." تاضي ؟؟ الريموت .."
أشارت بأنلمها وكأنها تراه اين وضعته وهي تهمس بتعب وكأن بينها وبين الواقع حجاب ..." في...وين ...؟؟ فوق المكتبه ...يمكن ..مدري ..؟؟"
قالتها وهي تراقب اغلاق باب الغرفة العاصفه والصوت المدوي الذي تركه في الغرفة المظلمه الهادئه ..
تنهدت وهي خبيء اناملها بجفنيها ...لقد جفاها النوم مرة أخرى .... هذا ثاني يوم في الأسبوع سيضيع في الارق غير المفسر الذي بات يداهم لياليها القصيره ...
:
:
استندت في جلوسها تراقب الظلماء الداكنه حولها ..متى أصبحت هكذا لاتعلم ..غللت اناملها في خصلاتها الرطبه وهي تشدد عليها بين يديها ..أطرقت رأسها لحجرها الفارغ من أي شعور سوى الوحدة ...رغم حياتها المزدحمة الا انها وحيده للغايه ...بلا شعور كانت تغرق في ذكريات ابيها وحياتها القديمة وقد أبتدأت حدقتيها الواسعه في ذرف دميعات متباعده طعمها طعم الأسى ...
:
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::
:
:
كانت تفرد خصلات شعرها الطويله فوق عبائتها وهي تجلس على الريكة في الممر بالقرب من السلم ..تنتظر خروجه من الجناح ..كانت منشغله في هاتفها وهي تراسل كادي ...
فُتح باب الغرفة أخر الممر بعنف ....رفعت رأسها وكأنها تستوعب كل ما يجري ...كيف ستذهب لتقضي مالايقل عن يومان بجانب ثلاب في حائل ..لم تفكر في جاهده خلفها ..
راقبته وهو يعدل عقاله ويرمقها بنظرة قاسية ويمر بجانبها متجاهلا المصعد لينزل السلم بخطوات واسعه رشيقه ...
التفتت تراقب طوله وهي تقف مستعجلة وتضع هاتفها في حقيبتها ..حاولت ان لاتصدر خطواتها صوتا وهي تتجه الى غرفة تلك المعزولة التي خصصتها لها...
فتحت الباب بهدوء وهي تراقبها ..كانت تلك تغط في نومها الحزين وهي محتضنه عباءة أمها ..
تنهدت وهي تغمض عينيها بحزن على حالها ..
أغلقت الباب بهدوء خلفها ..كان حينها ذاك يخرج من باب الجناح وهو يغلق هاتفه من مكالمة ما وردته للتو ....أبتسمت شارده بحديثها وهي تقترب منه ..." ثلاب عيالك كلهم بيروحون ...؟؟"
قالتها وهي ترقب اجابته بتساؤل ...جاوبها بعدم اهتمام " كلهم عدا جسار عنده شغله وصيته فيها ..."
:
:
حاولت ان لاتظهر صدمتها على محياها وهي تضع يديها على نحرها تضيع توترها ..." وموجعه ...وجاهده ..؟؟

قالتها وهي تراقب وجهه لتتبين ردة فعله ...ألتفت اليه بحاجب مرفوع وكأنه فهم ماتريد الوصول اليه .." شنوحهم ..؟؟"
هزت كتفيها تمثل اللا مبالاة ..." يعني قلت كيف نتركهم لوحدهم ...؟؟"
غضن جبينة بعدم رضا للفكرة التي تريد التوصل اليها ..." أبوهم معهم ..."
هزت رأسها بالإيجاب غير مقتنعه ...." بس قلت يعني ...؟؟"
نهرها بصوت خافت وحازم ..." سلطانة ..تريا مرتو .."
اخذت نفسا عميقا حزينا لقولة ..لا احد هنا يفهم هذه الصغيره الخائفة سواها ..كان الله بعونها ...
اقتربت منه مبتسمه وهي تربت على ذراعه بنعومه ...وكأنها تريد منه فهمها ..يا الله كم هي مشوشه بالقرب منه تشعر بنفسها استعجلت في كل تقربها منه ..يملك جسدها وبينهم ثغره كبيرة ومخيفه تكبر كل يوم كلما اختارت هي الصمت ...فصمتها المختار وصمته الدائم داء غريب وقاتل لأي تفاهم بينهم ...
:
:
:
التفتت الى باب غرفة تلك وهي تلحقة في خطواته انها حتى لم تنبه جاهده لغيابها ..راقبت عرض منكبيه امامها لو تسرق لحظه بس لتنبه هذه الغافله ..
لكن مما تنبهها ..؟؟ حقا لاتعرف ....
:
:
من شاب جائر وقاسي بمسمى زوج ..او من سنوات مخيفه وطويله ستقضيها هنا حتى تنسى من هي ..مسكينة هذه الصغيره حقا ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
حملت حقيبتها فوق ظهرها وهي تنبه أمها للمره الاخيره ..." امي اليوم برجع مشي ..."
نهتها أمها بحزم ...." لا ..ابوتس لو درى ذبحتس ..تسمعين ...برسل لتس كايد وياويلتس ماترجعين معوه ...سامعه"
قالتها وهي تراقب نظرات ابنتها المعانده وهي ترتدي نقابها لتخفي به ما اختلجها من الاسم الذي ذكرته أمها ..ما ان قالت أمها اسمه حتى تسرب لمسمعها صوته يدندن بصوته الهادئ الاغنية التي تشبثت بأذنها ..
" قالوا ترى مالك أمل ..."
حينها عاندت مصره ..." نعم ..ذا الكايد بالذات مانيب راجعتن معوه يا تردون لي سواقي يا برجع مشي كل يوم ....بننصرف سوى انا وصديقتي وبنمر المكتبة وبنشري اغراضنا مع بعضنا وبرد..."
اتسعت حدقتي أمها .." تبين ابوتس يذبحتس ..شوفي ان رديتي تسذا انسي المدرسه ..."
:
:
لقد مر اليوم وتم ماخططت له ومازادها إصرارا هو الهرب من العوده مع ذاك ...
:
:
:
:
مرر ساعده على جبينه بتعب وهو يرتشف من قارورة الماء التي فقدت برودتها ويرميها داخل السياره مره أخرى وهو يراقب جمع الفتيات الذي بدأ يخف تدريجيا ...
لم يعلم كم لبث في وقوفه ...أبعد قميص السكراب الكحلي عن صدره وهو يتنهد بتعب ولا يفكر سوى في غرفته البارده وغداء امه ..الا ان اليوم اربعاء وهو مضطر للذهاب الى مجلس خاله لن يغادره الا الساعه العاشره مساء حتى ان ثوبه الأسود معه في السياره ...
:
:
أخيرا تنبه الحارس لوجوده لينادي بأسمها بين جمع الفتيات ...أجابته صديقتها التي لازلت تنتظر سائقها ....بأنها غادرت منذ وقت مع صديقتها الاخرى...
:
مرر يده في شعره بتعب وهو يراقب الحارس من بعيد وهو يحادثه بصوت عالي بأنها غادرت مبكرا ...
شعر بمسؤليته تجاه اختفاءها على عاتقه .. ما ان رمش بعنيه حتى تذكر وجودها الهادئ خلف ستار غرفته ...همس لنفسه محادثا دون ان يعي مايقوله ويبدوا بأن قلبه من تحدث حينها ..
" ياعذابي
كـيــف أنـــا بـقــوى عــذابــك
لا صــار فــي بـعـدك عـــذاب
وفــــــي قـــربــــك عـــــــذاب"
كان يدندن بالاغنيه لمجرد ان تذكر اسمها ..اسمها العذب الغريب الهاديء ..
ركب السياره المتهالكه وقد تعطل مكيفها منذ أسبوع ..واضطر ان يقضي كل مشاويره في الحر الخانق...لم يقضي وقت فراغ ليصلحها ..
:
:
لم يكن بيت خاله بعيد جدا عن المدرسه ...اتجه بسيارته للمواقف ..ترجل منها متعبا وهو يفتح الباب الخلفي ويرتب كتبه المبعثره نذع سكرابه الذي لازالت تفوح من رائحة غسيل امه النظيفه ..رتبه في العلاق المعدني وهو يتناول ثوبه الأسود ويرتديه دون ان يغلق ازاراه ..ارتدى طاقيته وشماغه الحمراء باعتياديه ودون رسميه عدل عقاله وهو يخالف طرفي الشماغ فوق تأكد من ميلته ..
بدل حذائة الابيض الطبي المريح بحذاء العمل سهل النزع ..اتجه بخطوات واسعه نحو المجلس ....
وهو يرفع كمي ثوبه ..يا الله انه متعب للغايه ..بعد ساعه تقريبا خاله سيأخذ غفوته المعتاده هو سيعود حينها الى الجامعه لازالت لديه محاظرة ..ومن ثم سيعود الى هنا لن يرى امه ..ربما يخرج من هنا مستعجلا ويراها ولو لدقيقه ...
غضن جبينه بأستغراب للصوت داخل البيت ...تنهد بحزن لحال خاله ..وبناته اللاتي ربي بلاهن بأب كهذا ...لربما من حكمة ربي ان لا يرزقه الابن الذي يتشفق لرؤيته فقط لكي لا يربيه ليكبر مثله ...
توقف في منتصف المجلس اقرب للباب وهو يستمع بحسره كارها ان لا يظهر بيده شيء ...كان صوت الفتاه يسمعه للمره الأولى فهو معتاد على صوت الجازي وامها فقط ...
كان صوتها مميزا للغايه ..شعر بقلبه يقبض وسط صدره وهو يستمع لنحيبها ...ماذا لو كانت هي ...تلك الجميله تسكن هنا في هذا البيت المترف بينه وبينها باب فقط ..تلك المدلله الفريده ..اول انثى يراها غير امه ..شتان بينه وبينها يا الله ...
لا يصدق بأنها كانت في بيته وفي غرفته أيضا ..أبتسم بسخريه لتفكيره وهو يبتعدعن الباب كان يعطيه ظهره عندما فُتح بعنف ...
يبدوا بأن لا احد هنا يهمه وجوده في المكان ...لتدلف تلك ولازالت مرتديه مريولها المدرسي و تحتفظ بطرحتها السوداء على كتفيها وقد تمردت خصلاتها الفاتحه الطويله وقد مالت للأحمرار لاعتياده على الحناء ...
ما ان رأته حتى تعثرت خطواتها وهي تنسى مكان طرحتها فوق كتفيها..و ما ان استوعب وجودها حتى يبتعد عنها يهم بالخروج مطرقا رأسه ...
ماهذه الصدف التي تدك قلبه الفقير من أي جمال ...
دخل حينها ابيها وهو يصرخ باحثا عنها .." وينها ...؟؟" ما ان سقطت عينيه عليها حتى اسرع الخطى عليها وباء هروبها منه بالفشل وهو يشد على شعرها بين يديه بقبضاته القويه .." اقهرتس بالله بنيه يا مال الوجع والهم ...راسل لتس ولد عمتس راتن لي هايته بالشوارع بالقويل ليه ...الله يلعنتس يا قليلة الحيا ..."
دخلت أمها وهي تمنعه مما يفعل حسرة على ابنتها وهي تحاول ابعاده عبثا عنها ..." لا ياسيار لا تدعي عليا .."
عندها دفعها بكل قوته وهو لازال ينكل شتائمه وضرباته لتلك ..." والله ماعاد بوه مدرسه تسمعين ..."
عندها تلك انفجرت بين نحيبها ..." لا يا ابوي الله يحفظك الا المدرسه ..."
بكت أمها لتألمها من دفعه لها ..." يا سيار لا تحلف..." قالتها وهي ترفع رأسها لكايد الذي هم بالخروج من الباب عندها كأنها رأت الفرج وهي تسترعي انتباهه مرتجيه ..." كايد ...يا كايد ..فزعتك ياوليدي .."
سمع رجاء عمتها وهو يتقاعس عن فعله ويعود بخطوات واسعه ...بخفه كان يقف بينها وبين ابيها بمنكبيه العريضه وطوله الفارع وهو يهدئ من انفجار خاله الغاضب ....كان نداء امه له هو ما شد اخر شعره وقطعها وقفت بينه وبين شهامته ليتدخل حينها لكن من هو ....؟؟
" ياخال عوذه اتركا ...استهدي بالله ...ضعيفا مادرت اني بأجيا ....دخيل وجه الله يا خال لاتضربا هيك .."
رفع رأسه ذاك له وهو يرمقه بأستصغار ...." وانت وش فوتك بينا ...ابعد اشوف ..."
حينها ثقل صوته وبانت هيبته المختبئه ..." والله ماتمد يدك ياخال ..بوجهي ..والله بوجهي ..وابشر ماعاد ترد مع احد غيري بجلس لى كل يوم على باب المدرسه ...دخيل الله يا خال ..استهدي بالله .."
:
:
تنبه خاله لفعله ..ما انقص منها عنده الا هو ..لا يهمانه هما الاثنين ..وبئس الطالب والمطلوب ...الا انه رأى شيء حينها يدعى الانفه في عيني هذا الفتى وكم كرهها منه ...كره ان لايكون له ابنا مثله فسخط عليه اكثر ....وهو يكيل الدعاوي والشتائم لها ولامها ولكايد معهم وهو يخرج من المجلس ..مهددا وموعدا ...
دون ان يشعر كان يخبئها خلفه ويحرسها بذراعه الايسر ....
كل هذا وهي تتأمل ظهره العريض واشتداد الثوب الأسود فوقه ..كان لها درعا حصينا حتى من ابيها ...وجدت فيه قيمه كانت تجهل وجودها في أي رجل ....
كانت تيد ان تطرق رأسها على ظهره حينها وكم هي متعبه ..جلست على الأرض لا تحملها رجليها وهيي تتشبث في ثوبه من ناحية سقيه من الخلف ...كانت قد انهارت قواها وتشبثها الضعيف هذا كان كعلامة شكر خفيه ترسلها له ...
ابتعد عنها دون ان ينظر اليها خارجا من المجالس الواسعه ليتركها لامها ..تباطئت خطواته وسرح بهم جديد وقد سيطرت رائحتها الانثويه البارده على رئتيه ..فهم قلبه حينها مايريد تمنى لو ان يخرج رئتيه من صدره ليمحي هذا التأثير الغريب عليه ...
هو ...هو ابن القسوه ..ابن الحرمان والمشقه وربيب الانكسار ...يشعر بهذا الوجود الانثوي الرقيق حوله لأول مره ...وكل خليه في جسده كانت تنتفض تريد ان تحميها لاخر نفس في هذا الروح ...انها كأم جديده تخرج امامه ....هو الذي لا يعرف شعور وجهه يوما ما سوى لامه ...هو ذا القلب البسيط الذي لم يرى الانثى يوما سوى ام ...
:
:
وكل الاناث أمهات بطريقتهم....
:
:
:
آه ياكايد المسكين ..آه من وجعك الذي تعلم من أين بدأ ولا تعلم متى ينتهي ....
:
:
لقد صابك مرض نادر وكانت نجاتك شبه مستحيله وعلاجك نادر...وها انت تقف هنا اليوم بوجع لن يستطيع أي طبيب استئصاله منك ...
حتى مع أجزاء رئتك التي تم استئصالها لازالت تتذكر تلك الرائحه جيدا ...
رائحة عذابك ...عذابك المتوحش الرقيق ..العنيف الحنون ...
:
:
لماذا لانتعلم ؟؟ نحنا كنا هنا من قبل ..لكن هذه الأخطاء كلما تكررت كلما صنعت مانحن عليه ...
نحن مجموعة اغلاط ..تستيقظ كل يوم تبحث عن غلط جديدة يحدد ملامحنا اكثر ..
نحن بشر ..

:
:
:
:
تم ..
ولي بكم لقاء قريب ....
:
:
:



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 08:53 AM   #26

hadj rymas

? العضوٌ??? » 356792
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 726
?  نُقآطِيْ » hadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond reputehadj rymas has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم فرحتينا لامار بالخبر وبرجوع كاتبتنا الرائعة في انتظار تكملة الرواية

hadj rymas غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 12:11 PM   #27

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

يسعد صباح الجميع
الف شكر للكاتبه انها استجابت لنا واكملت تنزيلها

سؤالي في اي تعديل عالاجزاء السابقة يحتاج نعيد قراءتها.. والا بس تنقيح للاخطاء


ندى المطر غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 01:55 PM   #28

ريما الشريف

? العضوٌ??? » 385097
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 280
?  نُقآطِيْ » ريما الشريف is on a distinguished road
افتراضي

نورتي رواية جميلة شكرا انك بتكملينها 😍😍😍😍❤

ريما الشريف غير متواجد حالياً  
قديم 12-04-18, 04:20 PM   #29

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 12-04-18, 04:22 PM   #30

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا اهلا لامورة وشكرا لاهنمامك بالنقل
ومفيش اخبار عن رائعتها الاخري
الله يسهل ل الكاتبة الرئعة احوالها ويوفقك لامار الجميلة


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.