آخر 10 مشاركات
لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          32 - القلب اذا سافر - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          126 - السهم يرتد - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : ورده قايين - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree37Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-18, 03:59 PM   #1

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 هي والربان (2) .. سلسلة الفرقاطة * مميزة ومكتملة *








بسم الله الرحمن الرحيم






غلاف اهداء من قسم وحي الاعضاء بمناسبة التمييز









أعود إليكم من جديد أيها القراء الغوالي بعملٍ أرجو من الله عزوجل أن يترك أثرًا طيبًا في نفوسكم، ويرسم الضحكة على وجوهكم.

رواية (هي والربان) تعد الجزء الثاني من العمل الذي تم نشره قبل عامين تحت عنوان (فراشة أعلى الفرقاطة)
أستمر معكم في متابعة أجواء التحدي بين قطبي تلك العلاقة اللطيفة ( المقدم يزيد جودة، والصحفية فرح عبد الحميد) آملة أن تحوز على الإعجاب..








رابط الجزء الأول (فراشة أعلى الفرقاطة) عبر المنتدى
https://www.rewity.com/forum/t344508.html

ورابط التحميل ككتاب الكتروني عبر موقع الميديا فاير
https://www.mediafire.com/file/9a6ha...%D8%A9+pdf.pdf

*******

مواعيد النشر فصول مجمعة أسبوعيًا يتم نشرها الجمعة مساءً من كل أسبوع في تمام العاشرة بتوقيت القاهرة ما لم يحدث ظرف طارئ يمنعني عن النشر..


*****


المقدمة


أُكذُوبَة عَاشَتْهَا بَكُلِ جَوَارِحهَا،
وَحُفِرَت مَعَالِمْهَا فِي طَيَّاتِ ذَاكِرَتِهَا،
فَاِنعَكَسَت سَلبًا عَلَى حَيَاتَهِا..
وَبَيّنَ مَاضٍ قَد وَلّىَ،
وَحَاضِرٍ قَد أَتَى

وَقَفَت هِيَّ تَائِهة،

حَائِرَة،

عَاجِزَة،
حتى عَن تَقرِيرِ مَصِيرهَا...
تُرَى هَل سَينجَح رُبَانِهَا فِي استِعَادة زِمَامِ أُمُورِهَا،
أَمْ سَيَغرق هُوَ الْأَخَر فِي بُحُورِ أَحزَانِهَا؟
!

ندى تدى and noor elhuda like this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-07-18 الساعة 02:54 PM
منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 04:02 PM   #2

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الأول

الفصل الأول:

خرجت من مخفر الشرطة متحفزة للغاية، لم تكن لتتركها تعيش حياة هانئة وهي مازالت تحملها الذنب في وفاة ابنها الوحيد، لم تقتنع بكونه قضاءً وقدرًا من المولى عز وجل، فهي بالنسبة لها الملامة الوحيدة فيما حدث لفقيدها الغالي، نظرت لها ابنتها باستنكار، فهي مثلها تعلم حقيقة الأمر، ولكنها لم تستطع إثناء أمها عن رأيه، هي أكثر عِندًا مما ظنت، زفرت بضيق معاتبة إياها:
-برضوه عملتي اللي في دماغك يا ماما؟
نظرت لها " سميرة " شزرًا، وأجابتها بامتعاض:
-ايوه، ومش هيهدى قلبي ولا يرتاح إلا لما أشوفها متبهدلة، ومتمرمطة على الأخر!
حركت "كاميليا" رأسها رافضة تفكيرها العدواني، واحتجت قائلة:
-يا ماما هي ماتستهلش كده، والله حرام اللي بنعمله فيها!
عنفتها سميرة بغلظة:
-بس اسكتي! ده لولا إننا عرفنا بالصدفة من جيرانها كان زمانا فضلنا على عمانا!
اعترضت عليها قائلة بإصرار:
-مش هاسكت! ده ظلم وافترى، ربنا هيحاسبنا!
نظرت لها سميرة بقسوة، وتابعت بصوت محتد:
-مالكيش دعوة، أنا أم مفترية اتحرق قلبها على ابنها، وهي رايحة تتمتع بشبابها!
اكفهرت ملامح وجهها أكثر، وأضافت بسخط:
-بس كانت عملالي فيها حبيبته المخلصة وهي ماصدقت إنه مات وراحت تتجوز بداله في عدتها!
هتفت كاميليا مدافعة عن فرح بصوت جاد دون أن تطرف عيناها:
-حقها يا ماما، وخصوصًا إنه.. إنه كان ( مطلقها )..!!!
أظلمت نظرات الأخيرة بقوة ورغم يقينها بحقيقة الأمر إلا أنها رفضت التنازل عما ظنت أنه حقها المشروع وتمادت في فعلها الأرعن دون النظر إلى عواقبه
.....................................

تململت بإجهــــاد كبير على الفراش، وشعرت بعظامها تئن من قلة الحركة، كانت كمن بذل مجهودًا مهلكًا لفترات طويلة فانعكس هذا على صحتها، وبتثاقل شديد بدأت تفتح جفنيها، أغمضتهما سريعًا لتعتاد على الإضاءة القوية بالغرفة أولاً، ورويدًا رويدًا بدأت تبرز التفاصيل أمامها، حدقت حولها باندهاش غريب، هي ليست بغرفتها، هي في مكان غريب عنها واسع ومريح، جدرانه مطلية باللون السكري الفاتح، وهناك نافذة زجاجية عريضة على الجانب ينسدل عليها ستائر حريرية من نفس لون الغرفة، اعتدلت في نومتها محاولة استيعاب ما دار مؤخرًا.
فأخر ما تذكره هو ذلك الحلم الوردي عن حفل زفاف مفاجئ لها أمام حشد غفير من الناس، وهمس آسر لـ "يزيد" في أذنيها، نظرت إلى أصابع يدها متفحصة إياهم بنظرات متفرسة، لم تكن ترتدي أي خاتم خطبة، وكانت هناك علامات لإبرة طبية مغروزة في رسغها، تجهمت تعابير وجهها، وبدأت في التركيز أكثر فيما يدور، هناك شيء مريب بالأمر، والدتها لم تكن معها بالحلم العجيب، شيء ما في صدرها أشعرها بالمرارة والألم، ابتلعت غصة عالقة في حلقها حينما جمعت خيوط الأحداث معًا، انقبض قلبها أكثر، وتهدج صدرها علوًا وهبوطًا، ثم قبضت على طرف الغطاء بأصابعها بقوة.
اضطربت أنفاسها، وتجمعت حبات العرق الباردة على جانبي جبينها، مر سريعًا أمام مقلتيها المتسعتين شريطًا متلاحقًا ومتداخلاً لمشاجرة عنيفة مع يزيد في سيارته، محاولة منه للاعتداء عليها لإرهابها، صدام شرس مع "هايدي" – طبيبتها النسائية -وتطاول بالألفاظ واليد منها، ثم تلقيها لذلك الخبر المفجع من "شيماء" عن وفاة والدتها الغالية، هنا زادت حدة دقاتها، وبدت عاجزة عن التنفس للحظات، جاهدت لإخراج صوتها المحبوس في حلقها لعلها تستغيث بأحد.
لقد ماتت أمها دون سابق إنذار، تركتها بمفردها في تلك الحياة القاسية، اغرورقت عيناها بالعبرات الغزيرة، وانسابت بلا توقف لتبلل وجهها كليًا، وفجـأة خرج من صدرها شهقة عالية مصحوبة بصراخ متألم:
-لأ، مامــــــا!
لم تمر لحظات إلا وفتح الباب على مصراعيه لتلج بعض الممرضات للداخل، اهتاجت "فرح" وواصلت الصراخ بصورة هيسترية قائلة:
-عاوزة ماما، فينها، هاتوهالي!
قيدت الممرضات حركتها، وحاولن تثبيتها في الفراش قبل أن تتهور وتفعل ما لا يحمد عقباه. هتفت إحداهن بصوت آمر:
-بلغي الدكتور انها فاقت وخليه يجي فورًا عندها
هزت أخرى رأسها ممتثلة لأمرها المباشر وهي تقول:
-حاضر!
وبالفعل ركضت الممرضة إلى خـــارج الغرفة لتستدعي الطبيب النفسي المشرف على حالة فرح لمتابعتها فورًا.
......................................

استند بكفيه على حافة شرفة منزله، وظل يراقب حركة المارة من الأعلى بشرود، بدا على وجهه علامات التعب والإرهاق وهو يزفر في ضيق، فرك وجهه بيده، ثم انحنى للأمام ليعود "بركات" بذاكرته إلى تلك الليلة التي أبلغته فيها زوجته سميرة بأمر خطير، كان كل شيء هادئًا إلا أن صراخها المذعور أفزعه وجعل الدماء تفر من عروقه، انتبه لصوتها المرتعد:
-إلحق يا بركات، إلحق ابنك!
هب واقفًا من جلسته المسترخية متسائلاً بفزع:
-يا ساتر يا رب، ايه في ايه؟
أجابته "سميرة" بصوت شبه مرتجف:
-كريم اتصل وقالي إنه هايتسجن واحتمال كبير يترحل لو ما اتصرفناش!
انقبض قلبه خوفًا على ابنه، وسألها مستفهمًا:
-طب ليه؟
ردت عليه بقلق جلي:
-مراته عرفت بموضوع فرح وهددته!
ارتفع حاجباه للأعلى مصدومًا مما قالته، وهتف بارتعاد:
-ايه، هددته؟!
تابعت قائلة بعبوس خائف:
-ابنك محتاس ومش عارف يعمل ايه
ضرب كفًا بالأخر مرددًا بحيرة:
-لا حول ولا قوة إلا بالله، هانتصرف ازاي دلوقتي؟!
ضاقت نظراتها، ولمعت ببريق مخيف، ثم أجابته بجمود:
-مافيش قدامنا غير إنه يطلق فرح!
تجهمت قسمات وجهه لردها القاسي، وهتف بنزق معنفًا إياها:
-يا سميرة حرام عليكي، فرح بنت ناس وأصول، والبنت شيلانا من على الأرض شيل، نقوم احنا نجي عليها وآآ...
قاطعته قائلة بجمود وهي تشير بيدها:
-مافيش إلا كده، وإلا هايضيع ابننا!
هز رأسه مستنكرًا اقتراحها، وردد قائلاً وهو يتحرك في الغرفة ذهابًا وإيابًا:
-أكيد في حل تاني!
تابعته بنظراتها القاسية، وهتفت بحدة:
-هو متجوز سعودية، يعني مواطنة مش واحدة أي كلام، هتبهدله ومش هايشوف خير خالص، يطلق فرح الأول، وبعد كده نتصرف!!
توقف عن الحركة، ورمقها بنظرات ساخطة، ثم هتف بصوت محتد:
-ازاي؟ وهانقول لفرح ايه وأمها؟
ردت عليه ببرود:
-مافيش داعي يعرفوا!
نظر لها بحنق، وهتف مصدومًا من حديثها الغير منطقي:
-نعم، قصدك ايه؟
ردت عليه بصوت هادئ يناقض تمامًا حالة الخوف البادية عليها:
-بص هو هايعملك توكيل في السفارة وهيبعتهولنا هنا، واحنا بقى هنطلقها بموجب التوكيل ده!
استشعر بقلبه أن الأمر قد تم الترتيب له مسبقًا، وانزعج كثيرًا من ثقتها الواضحة وموافقتها على أمر مشين كذلك، حدج زوجته بنظرات صارمة مرددًا بتهكم:
-كده، بالبساطة دي!!
أجابته بإيجاز وقد لمعت عيناها:
-ايوه!
اغتاظ من استهتارها بالأمر وكأنه لا يستحق القلق، أضاف بحدة:
-طب يا ست يا تقية يا اللي عارفة ربنا كويس مفكرتيش إن فرح هيوصلها إعلام بالطلاق ده؟ ولا فكرك هاتكون عايشة في كوكب تاني ومش هتدرى باللي كريم ناوي يعمله؟
ابتلعت ريقها بتوتر قبل أن تجيبه بنبرة شبه مترددة:
-لأ، ما احنا فكرنا في .....
ابتلعت كلماتها مترددة في إخباره بما انتوت عليه، انزعج بركات من صمتها فهدر بها بتساؤل:
-في ايه؟ كملي يا سميرة!
أجابته بترقب:
-في إننا نبعت إعلام الطلاق على عنوانا القديم!
اتسعت حدقتاه مصدومًا من تفكيرها الشيطاني الذي خالف توقعاته، هتف مصدومًا من بين شفتيه:
-إنتي بتقولي ايه؟
ردت مبررة فعلتها:
-ده الأسلم لينا وليها، وأهو بكده نضمن إنها مش هاتعرف مؤقتًا لحد ما ابنك ينزل أجازة ويبقى ساعتها يشوفله حل!
حدجها بنظرات احتقارية رافضة لما استباحته لنفسها، ردد بازدراء:
-حسبي الله ونعم الوكيل، بقى في تفكير كده! ده يرضي ربنا إزاي يا ناس؟!
ردت عليه بعدم اكتراث بعد أن قطبت جبينها ليزداد عبوس وجهها:
-هو ده المتاح قدامنا!
ظل بركات يتمتم بكلمات غاضبة غير مفهومة، فصاحت بصوت مرتفع لتجبره على الصمت:
-يعني إنت عاجبك أسيب ابني يتسجن ومانعرفش عنه حاجة عشان عيون الست فرح؟!
أدرك بركات أن جداله معها لن يفيد في شيء، فهي قد أعدت كل شيء مسبقًا، ونقاشه بلا جدوى، نظر لها بضيق وهو يقول:
-إنتو أحرار! اصطفلوا!
وبالفعل أسرعت سميرة في دفع زوجها لتولي إتمام إجراءات تطليق فرح غيابيًا من ابنها عن طريق التوكيل الرسمي، حدث كل شيء مثلما تمنت بالتنسيق مع المحامي التابع للعائلة، وتم إخفاء الأمر تمامًا عن فرح – بطرق غير شريعة وبالتدليس - لتسقط عنها حقوقها المادية والمعنوية، ونجحوا في كتمانه لعدة أشهر، كما برع كريم في تمثيل دوره كخاطب مغترب ومترقب بشغف ليوم عودته ليتم إجراءات الزفاف، ولكنه تُوفي فجـــأة، فانقلبت الأمور رأسًا على عقب، وفسد كل شيء.
فُجعت سميرة في ابنها وتناست تمامًا جريمتها النكراء، وحملت الذنب كله لتلك المسكينة المخدوعة فيهم، وما زاد الطين بلة قرارها بالذهاب للمخفر الشرطي لتحرر محضرًا ضدها تتهمها فيه بعقد قرانها خلال أشهر عدتها رغم عدم وجود عدة لها باعتبارها (مطلقة دون حدوث خلوة شريعة مع زوجها الراحل)، نفض بركات عن عقله تلك الذكريات المؤسفة مبديًا ندمه القوي على إطاعة زوجته بإقدامه على فعل مشين كذلك، حاول تعويض فرح ماديًا مدعيًا أنه إرثها الشرعي لكنه يتذكر جيدًا رفض والدتها له مما صعب من الأمر كثيرًا، لم يعرف طعم السكينة وعمد ضميره لتأنيبه ليل نهار، انتبه لصوت زوجته المتذمر فالتفت برأسه نحوها، أزعجه سبابها اللاذع لتلك التعيسة التي تتحمل كل اللوم في شيء لم ترتكبه، لم تكترث سميرة بتوسلات ابنتها بالتوقف، لم يتحمل المزيد فصاح بها:
-ركبتي دماغك وروحتي القسم؟!
حل الوجوم على قسماتها وهي ترد بشراسة واضحة في نظراتها:
-ايوه، زي ما إنت جريت على المحروسة أمها تديها فلوس من غير ما تقولي
هدر بها بصوت منفعل:
-حقها، مش كفاية الذنب اللي عملناه فيها!
ردت مستنكرة بسخط أكبر:
-كسر حقها، هي تورثه عافية!!
ضاقت نظراتها أكثر وهي تتابع تبرير تصرفها الأرعن:
-الله يرحمه، كان مخنوق في غربته، مش عارف يراضي مين ولا مين، ضاقت في وشه! وكان هايتسجن، أسيب ابني يروح في داهية عشان المحروسة دي؟!
اقتربت كاميليا من والدها، وربتت على ظهره برفق قائلة بتوسل:
-اهدى يا بابا، بلاش تتعصب، الضغط عندك بيعلى و....
قاطعها قائلاً بامتعاض وهو يرمق زوجته بنظرات مغلولة:
-هو إنتو خليتو فيها ضغط، ربنا موجود!
لم تعبأ سميرة به وأكملت عويلها قائلة وهي تضرب فخذيها بكفي يدها:
-آه، كبدي عليك يا حبيبي، روحت وسبت كل حاجة في الدنيا!
انهمرت عبراتها تأثرًا لرحيله فتابعت بنبرة حانقة:
-واللي بتدافع عنها راحت اتجوزت وعاشت حياتها
استشاطت نظراته من استمرارها في تصديق تلك الأكذوبة التي اختلقتها فهدر بها بغيظ:
-ارحمي نفسك، إنتي وابنك استغفلتوا الغلبانة دي وناسيين إن بنات الناس مش لعبة، ده احنا عندنا زيها
لوت ثغرها للجانب وهي ترد بنبرتها الباكية:
-يعني كان يعمل إيه؟
دنا منها زوجها، ونظر مباشرة في عينيها ليقول بجدية:
-كلنا شركا في الجريمة دي وهنتحاسب عليها يا سميرة، ربنا مابيرضاش بالظلم، واحنا افترينا جامد أوي!
بادلته نظرات متحدية وهي تكفكف عبراتها، تنفست بعمق متابعة:
-أنا مش فارق معايا ده كله، أهوو تحس شوية بالنار اللي جوايا! ده أنا أم يا ناس، أم!
.........................................

-حالتها دلوقتي شبه مستقرة
قالها الطبيب بنبرة رسمية للغاية وهو يطالع المقدم "يزيد" الذي بدا وجهه مشدودًا ونظراته شارد، امتزج خوفه بقلقه عليها لكنه أخفى تعبيراته عن الجميع، تنفس بهدوء، ثم فرك طرف ذقنه برفق قبل أن يسأله بجدية:
-يعني هي فاقت وهترجع تتعامل معانا طبيعي؟
أجابه الطبيب بحذر:
-صعب أحكم، هي لسه مقدرتش تستوعب الصدمة للأخر، بس اطمن أنا متابعها أول بأول!
كان حديثه منطقيًا بدرجة كبيرة، فهي لم تتعافَ بعد من حالة الهروب النفسي التي لجأت إليها، ومن الطبيعي أن تثور وتجول فور إدراكها للواقع المرير، أخرج من صدره تنهيدة تحميل الكثير من الأثقال والهموم، ثم ضغط على شفتيه قائلاً باقتضاب:
-طيب، شكرًا يا دكتور!
ابتسم الطبيب بتكلف وهو يرد:
-العفو، أنا في الخدمة
تابعه يزيد بنظراته القوية حتى انصرف من أمامه، فاستدار بظهره ليمسك بالمقبض ويلج إلى داخل الغرفة حيث ترقــــد حبيبته على فراشها، ضغط على شفتيه ليكتم آلامه التي يعانيها وهو يراها في وضعيتها الغائبة تلك، أتعب قلبه فرارها الإجباري من الشعور بما حولها لتجعل عقلها يتخيل وقائع وهمية، بدت معه كأنها في رحلة ترفيهية تقضيها بعيدًا عن قسوة الحقيقة متوهمة أن والدتها لا تزال على قيد الحياة، اضطر أن يتعامل بحرفية مع حالتها بناءً على توصيات طبيبها النفسي، كما عاونه رفيقه آدم وزوجته شيماء وابنتهما الصغرى سلمى في القيام بأدوارهم على أكمل وجـــه، لكنه في نفس الوقت لم يرد لفرارها في عالم اللاوعي أن يستمر للأبد خاصة، وأن الطبيب النفسي أبلغه بخطورة التمادي في المســألة إن ظلت محاصرة فيها لأكثر من هذان لذلك رتب لإبلاغها بحقيقة وفــــاة والدتها في خلوة خاصة بهما بعد أن اطمأن من تقبلها لوجوده في حياتها، ولكن أتت النتيجة عكسية، وتأزم الوضع بدرجة مخيفة مما استدعى نقلها للمشفى النفسي، تنهد بحزن واضح عليه، دنا منها يتلمس وجنتها الناعمة بإصبعيه، انحنى على رأسها ليطبع قبلة صغيرة على جبينها وهو يهمس لها:
-كله هيبقى تمام!
اعتدل في وقفته ثم استدار برأسه للخلف ليبحث عن أقرب مقعد، سحبه بالقرب من فراشها وجلس عليه يطالعها بنظراته الحزينة، شرد في أول لحظة التقى فيها بها حينما تم إرسالها إلى وحدته لتنوب عن أحد الصحفيين، تذكر كيف عاملها بفظاظة وقسوة في بعض الأحيان لكونها فتاة، حاربها وشدد من تصرفاته الجافة معها، لكنها أثبتت كفاءتها، وتسللت إلى خلاياه رويدًا رويدًا فباتت إدمانه، تنهد مجددًا بحزن واضح عليه حينما استعاد مشهد شجاره المتهور معها بسبب زوجته السابقة، وكيف أخافها منه، لمعت عيناه تأثرًا من ظلمه لها، تنفس بعمق ليضبط انفعالاته ثم مد يده ليمسك بكفها، احتضنه بين راحتيه وقبله بشوق، رفع وجهه نحوها لينظر إلى قسماتها الساكنة بشرود، وضع يده الأخرى على رأسها يمسد عليه برفق قائلاً لها بتأكيد:
-فترة وهاتعدي، أنا جمبك يا فراشتي ................ !!

..................................




noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 04:04 PM   #3

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الثاني

الفصل الثاني:

مسح بنعومة على بشرتها قبل أن يتراجع بظهره للخلف لينتصب أكثر في جلسته الغير مريحة، أغمض "يزيد" عينيه مستعيدًا في ذاكرته ما حدث قبل وقت سابق عندما انتهت مراسم العُرِس واعتقد أن الأمور كلها قد مضت على خير، وَدَّع آدم وزوجته بعد أن استقلا السيارة ليذهبا في طريقهما لتبدأ حياتهما الزوجية معًا، تشكل على ثغر "فرح" ابتسامة خجلة، وظلت تعبث بباقة الورد المسنودة على حجرها بارتباك ملحوظ، بينما لم تختفِ ابتسامته السعيدة عن محياه، وزع نظراته بينها وبين الطريق، بدا باله مشغولاً بسبب كيفية إبلاغها بما حدث لوالدتها، أتعبه إنكار عقلها لتلك الحقيقة المفجعة، ظل يفكر في طريقة تمكنه من ذلك تكون متضمنة أقل الخسائر.
بين جنبات نفسه أراد ألا يفسد روعة اليوم، ولكن لا مفر من الحقيقة، أخرجه من شروده الحائر صوتها الهامس وهي تقول بتنهيدة:
-كان نفسي ماما تكون حاضرة، أنا مش عارفة هي ليه مجاتش!
تحاشى النظر نحوها وهو يبتلع ريقه بصعوبة، حافظ على ثبات ملامحه الهادئة أمامها متسائلاً بحذر:
-هو إنتي مش فاكرة هي راحت فين؟
أجابته برقة وهي تداعب الباقة المسنودة في حجرها:
-بصراحة لأ، حاسة إن في حاجة غلط، غيابها المفاجئ ده قلقني!
حدق فيها بنظرات متفرسة دون أن يعقب على كلماتها التي شكلت خنجرًا حادًا أوخز صدره بشدة، فإن أراد إخبارها برحيلها عن عالمهم الحسي عليه أن ينتقي الوقت المناسب، والآن ليس بالجيد على الإطلاق، رغب أولاً في توطيد علاقته بها، خاصة أنها أصبحت زوجته وبعد برهة ستتلاحم روحيهما سويًا، أكملت فرح حديثها قائلة بنعومة:
-أنا معرفش حاجة عنها من ساعة ما كنا في اسكندرية!
حركت فرح رأسها في اتجاهه لتضيف بعتاب:
-وقت الخناقة بينا! فاكر؟
تنهد يزيد بعمق وظل مسلطًا أنظاره على الطريق وهو يفكر بجدية في كيفية التصرف معها، حالة الهروب من الواقع التي تعيشها تؤرقه كثيرًا، بل وشغلت كامل تفكيره، لاحظت هي شروده الدائم وصمته الذي طال، فسألته مستفهمة:
-مالك؟ ساكت ليه؟
رد عليها بخشونة قليلة:
-مافيش يا فرح
انتبه هو لصوت رنين هاتفه المحمول معلنًا عن قدوم رسالة نصية، فمد يده ليلتقطه، ثم قرأ فحواها بنظرات سريعة، تضمنت الرسالة كلمات مقتضبة من رفيقه آدم توصيه بها، عاود قرأتها محدثًا نفسه:
-خلي بالك من فرح، بلاش تعرفها حاجة دلوقتي!
ضغط على شفتيه بقوة، ونفخ بضيق وهو يلقي بهاتفه على (تابلوه) السيارة، راقبت هي تصرفاته المريبة، وسألته وهي محدقة فيه بغرابة:
-مين؟
أجابها بفتور:
-ده آدم، بيحب يرخم كعادته عليا
لم تقتنع بإجابته، فتعابير وجهه توحي بالعكس تمامًا، ورغم هذا ردت باقتضاب:
-اوكي!
حركت فرح رأسها للجانب لتحدق في الطريق وتتأمل تفاصيله بشرود، لاحظت تبدل وجهتها المعتادة للعودة إلى منزلها، فسألته بتعجب:
-هو احنا مش رايحين على البيت؟
أجابها بجدية وهو يدير عجلة القيادة:
-لأ رايحين
أمعنت النظر في الطريق جيدًا، وردت معترضة:
-بس مش دي السكة!
ابتسم بألفة قائلاً:
-ما هو احنا طالعين على بيتنا!
انعقد ما بين حاجبيها باستغراب مرددة بتعجب قليل:
-بيتنا؟!
هز رأسه بإيماءة خفيفة مجيبًا إياها بهدوء:
-ايوه، عندي!
ارتبكت سريعًا من جملته المقتضبة، كما توردت وجنتاها بحمرة خجلة، وابتلعت ريقها قائلة بهمس متلعثم:
-هـــاه، عندك!
غمز لها يزيد قائلاً بعبث:
-إنتي ناسية إن احنا متجوزين وعرسان جداد!
عضت على شفتها السفلى بحياء، وردت بنبرة مضطربة وهي تعبث بأناملها بالباقة:
-أها، بس كنت عاوزة أكلم ماما الأول، وأشوف هي فين و آآ...
قاطعها يزيد قائلاً بجدية:
-فرح!
حدقت فيه بتوتر مرددة:
-نعم
مـــد يزيد يده ليمسك بكفها المختبئ في حجرها، ثم جذبه نحو فمه، وقبله بعشق، فارتجفت من لمسته، بادلها نظرات متيمة، وهمس لها:
-عاوزك متفكريش في حد خالص واحنا مع بعض، متفقين؟
هزت رأسها بخجل وهي تسحب كفها من بين يده:
-اوكي
ابتسم يزيد لزوجته، وردد بصوت رخيم:
-بأحبك يا فراشتي!
.......................................

جلست على طرف الفراش لتنزع حذائها عن قدميها، ثم بدأت في فركهما بتمهل، كان اليوم مرهقًا بالنسبة لها فقد تكفلت بإتمام الكثير، أطلقت آنات موجوعة وهي تدير رأسها في وجه زوجها آدم الذي استرخى على الفراش، ضاقت نظراتها نحوه فرأته عاقدًا لساعديه خلف رأسه ومحدقًا في سقفية الغرفة، هتفت شيماء قائلة بقلق:
-أنا خايفة يا أندومي، مش مطمنة للي ممكن يحصل بعد كده!
رد عليها بفتور:
-يعني هأعمل ايه أكتر من اللي عملته؟ ما هو على يدك بعتله رسالة أوصيه!
نهضت عن الفراش، وبدأت تنزع سحاب ثوبها للأسفل متابعة حديثها بنبرة متوجسة:
-شكلها مش مريحني خالص، ده ولا في بالها موضوع مامتها!
اعتدل آدم في نومته مسلطًا أنظاره عليها ثم رد بنبرة عادية:
-ماهي مش على طبيعتها يا شيمو!
نزعت ثوبها عنها، وجذبت منامتها الحريرية لترتديها، تنهدت بعمق لتضيف بعدها:
-ربنا يستر!
تعلقت أنظــــار آدم بجسد زوجته، وجاب بعينيه على قسماتها المغرية، التوى فمه بابتسامة متسلية مرددًا:
-يزيد واعي وهيعرف يتعامل زي ما أنا بأتعامل
عاودت شيماء الجلوس على طرف الفراش، وحدقت في زوجها قائلة بنبرة متعبة:
-كان نفسي نكون معاهم!
انتصب في جلسته، وحدجها بنظرات قوية مردداً بسخرية:
-طب بذمتك ده ينفع؟ لأ وفي يوم زي ده، جرى ايه يا شيمو؟ خلي عندك فيلنج (إحساس)
عبست بوجهها وهي تهتف بعصبية قليلة:
-الله، مش قلقانة عليها!
دنا أكثر منها متفرسًا في مفاتنها الأنثوية باشتياق، مال على رأسها ليهمس لها بعذوبة:
-بس إنتي حلوة النهاردة!
لكزته شيماء في كتفه بدلال لتزداد محبتها في قلبه، أشاحت بوجهها للجانب بعد أن فهمت مقصده اللاهي، وردت عليه بضيق مفتعل:
-يووه يا آدم، وده وقته!
وضع آدم أصابعه على كتفها متحسسًا إياه برفق، ثم همس متسائلاً بمكر:
-أومال وقته امتى بالظبط؟
دفعته بقوة قليلة من صدره، وهبت واقفة من مكانها، نظر لها بضيق مبديًا انزعاجه من تصرفه، غمزت قائلة وهي تتغنج بجسدها:
-حاسب كده أما أشوف بنتك!
اغتاظ من تجاهلها له، ورد عليها بنبرة ممتعضة:
-لومة في سابع نومة دلوقتي، ماحبكتش يعني!
زفرت بصوت مسموع، فنهض من مكانه، واقترب منها، ثم حاوطها من خصرها بذراعيه، فأصبحت محاصرة في أحضانه، نظر آدم مباشرة في عينيها، وتنهد قائلاً بحرارة:
-تعالي احنا نقول كلمتين كده على السريع
حاولت شيماء تحرير نفسها منه، ولكنها فشلت، فقد تمكن منها كعادته، ثم هتفت بدلال:
-إنت فايق وبتهزر؟!
ضمها أكثر إلى أحضانها صائحًا بجدية تحمل بين طياتها المرح:
-يا بت خليكي ناصحة واستغلي الفرص، تعالي بقى! ده موضوع حيوي تقوم عليه حروب!!
........................

صف سيارته أسفل البناية التي يقطن بها، وأخفض رأسه قليلاً ليحدق في مدخلها، تلفتت فرح حولها بنظرات سريعة وشمولية محاولة اكتشاف المكان الذي أتت إليه معه، بدا التوتر الممزوج بالخجل واضحًا على تعبيراتها، لم يحالفها الحظ أن تراه من قبل، فقد حدث كل شيء بصورة سريعة للغاية، هي تعرفت عليه في فترة قصيرة، تعاملت معه بحذر لكن اندلعت شرارة الانجذاب بينهما رغم إنكار الاثنين لذلك في البداية، تودد هو إليها، وتطورت العلاقة بينهما من مجرد علاقة عمل رسمية إلى ارتباط شرعي في فترة زمنية محدودة، سيطر عليها إحساس داخلي بالخوف والقلق، فهي لم تعرفه جيدًا، ودومًا يتكرر الصدام بينهما في أي شيء، ومع ذلك هي تثق في حدسها الذي أنبأها بطيبته ورجولته، تذكرت كلمات والدتها عن شهامته وأخلاقه الكيسة ومدحها المتواصل له، فاستغلت ذلك في تشجيع نفسها على المضي قدمًا في حياتها معه، عفويًا ترجلت من السيارة لتتحرك نحو أقرب مدخل للبناية الواقفين أسفلها، ولكنها استدارت برأسها للخلف حينما سمعت صوت يزيد يأمرها
-استني يا فرح!
ردت عليه متسائلة باستغراب:
-في ايه؟
اقترب منها بخطى متمهلة وهو يرمقها بنظرات رومانسية مطولة، ثم لف ذراعه حول خصرها، وانحنى بجذعه قليلاً للأسفل ليحملها قائلاً بخشونة محببة:
-هو يصح برضوه عروسة تدخل بيتها لأول مرة على رجليها؟!
شهقت مصدومة من فعلته الجريئة، وتلفتت حولها بخجل بعد أن اكتسى وجهها بحمرة شديدة لتعاتبه بخوف:
-إنت بتعمل ايه؟
تقوس فمه بابتسامة عابثة وهو يجيبها:
-بأرحب بيكي
سار هو بها حاملاً إياها نحو المصعد الموجود بالطابق الأرضي، بينما ركلت فرح بساقيها في الهواء قائلة باحتجاج خجل:
-يزيد، نزلني مايصحش كده!
مـــال بجسده على مفتاح المصعد ليضغط عليه، ثم حدق فيها عن كثب مردداً بصوت خفيض:
-الله! قوليها تاني!
ردت عليه بحدة قليلة وهي تحاول إجباره على تركها:
-نزلني!
هز رأسه نافيًا وهو يصحح لها:
-لأ اسمي، يزيـــــــــــــد!
يئست من تخليص نفسها منه، وردت بضجر بعد أن زاد شعورها بسخونة وجنتيها:
-لو سمحت!
أمـــال يزيد رأسه على أذنها ليهمس لها متسائلاً بعتاب لطيف:
-ينفع الرسميات دي بينا!
عضت على شفتها السفلى بخجل كبير، فتابع بنبرة صادقة:
-بأحبك يا أحلى فرحة في حياتي
اضطربت من تأثيره القوي عليها، وردت بخجل وهي ترمش بعينيها:
-وأنا كمان!
فُتح باب المصعد على مصراعيه، فحدق كلاهما بصدمة في السكان الخارجين منه، أطرقت فرح رأسها خجلاً بسبب ذلك الموقف المحرج، فمازال زوجها يحملها دون اكتراث لمن حوله، لم تتبدل تعابير يزيد، بل ظل متشبثًا أكثر بها غير مهتم بنظراتهم، تحرك بها للداخل بعد ابتعادهم، وضغط على زر غلقه، قاومته فرح محاولة إنزال نفسها عنوة وهي تقول بضجر:
-عاجبك كده، الناس بتبصلنا وآآ....
قاطعها قائلاً بنبرة غير مبالية وهو يحكم قبضته عليها:
-ولا يفرقوا معايا، المهم إنتي وبس يا أجمل فراشة خطفت قلبي
أخفضت نظراتها خجلاً من غزله الصريح، بينهما أسبل هو عيناه نحوها متأملاً بشغف واشتياق حياءها المثير لمشاعره المشتعلة بحبها.
....................................
بعد لحظات خرج كلاهما من المصعد، فتوجه بها يزيد نحو باب منزله، رفض تركها حتى يلج بها للداخل، أنزلها برفق لتقف على قدميها، ثم لف ذراعه للخلف ليبحث عن مفتاح الإنارة ليضيء الصالة، تأملت فرح المكان بنظرات خاطفة. كان منمقًا ومرتبًا للغاية، أثاثه على الطراز الحديث، يخلو من أي لمسة أنثوية، فهو قد استبدل محتويات منزله بالكامل بعد أن انفصل عن "هايدي" - زوجته الأولى – ليبقى بمفرده فيه لسنوات متتالية،
شعرت بالخوف رغم إحساسها بمشاعرها العميقة نحوه، لكن التحول المفاجئ في حياتها أربكها كثيرًا، لا تعرف لماذا تحديدًا خالجها ذلك الشعور الآن، لكنها هكذا دومًا حينما تخوض تجربة جديدة عليها، ابتلعت ريقها بتوجس، وتنفست بعمق محاولة الحفاظ على ثباتها الانفعالي أمامه فهي اليوم مقبلة على مرحلة جديدة في حياتها، لاحظ يزيد شرودها، وكذلك اضطرابها، فاقترب منها، ثم انحنى برأسه على كتفها ليطبع قبلة ودودة عليه، فانتفضت فزعة في مكانها من حركته تلك.
ابتسمت بتكلف له، وهمست معتذرة:
-سوري، اتخضيت شوية
وضع يده على ظهرها ليضمها إلى صدره، ثم سألها بود وهو يشير بعينيه:
-ايه رأيك في منزلي المتواضع؟
أجابته بابتسامة صغيرة:
-حلو!
أضـــاف قائلاً بحماس وهو يتحرك معها:
-إن شاء الله هنعدل فيه حاجات كتير على ذوقك!
هزت رأسها متفهمة، فتابع متشجعًا:
-أنا غيرت أوضة النوم وجبت حاجة كده مودرن، يا رب يعجبك ذوقي!
عضت فرح على شفتها السفلى بارتباك كبير هامسة باقتضاب:
-اوكي!
غمز لها قائلاً بمكر:
-تعالي شوفيها!
حاولت التملص منه قائلة بجدية:
-أنا عاوزة أشوف باقي البيت الأول!
جذبها من ذراعه إليه، وهز رأسه محتجًا:
-لا، مش وقته خالص!
خجلت من تلميحاته الضمنية، فابتسم لحيائها، وأكمل متسليًا وهو يرمقها بنظرات ذات مغزى:
-دي يا فروحتي أهم حاجة في البيت، والأولويات تقتضي نبدأ بيها!
وقبل أن تعترض عليه، أمسك بكفها، وسحبها منه خلفه، سارت فرح بخطوات متعثرة بسبب ثوبها، وهتفت بضيق قليل:
-استنى بس!
التفت نحوها ليقول بابتسامة عريضة ونظراتها الشغوفة تطالعها بتلهف لتذوق طعم السعادة من على شفتيها:
-هنستنا احنا الاتنين جوا، يالا يا فراشة!
..................................
قطمت قطعة كبيرة من البيتزا لتشرع في مضغها بشراهة قبل أن تسحب الحاسوب المحمول لتضعه على حجرها، ظلت تطالع ما يظهر على شاشته بتركيز شديد فلم تنتبه لنداءات زوجها لها، فرقع "أمير" بإصبعيه أمام وجهها لترفع رأسها نحوه وهي قاطبة لجبينها، سألها مهتمًا:
-بتعملي ايه يا إيلي؟
أجابته زوجته "إيلين" بهدوء وهي تشير بعينيها:
-باظبط كام حاجة كده في اللاب بتاع فرح
انزوى ما بين حاجبيه باستغراب من استحواذها عليه، هتف متسائلاً:
-وهو بيعمل ايه معاكي؟
عبثت بخصلات شعرها ونفضتها للخلف، ثم أجابته دون تردد:
-يزيد جوزها ادهوني عشان التقارير اللي كانت كتباها فيه
هز رأسه متفهمًا فتابعت موضحة:
-المفروض كانت تسلمها من فترة، ومستر عبد السلام سأل عليهم!
أكمل متسائلاً:
-وإنتي بتكملي شغلها، مظبوط كده؟
هزت رأسها نافية وهي تقول:
-لأ، هي عاملة كل حاجة، ومجهزة التقارير، بس أنا بأرتبهم على حسب الأولوية و...
قاطعها مشيرًا بكف يده:
-تمام
نظرت له بأعين لامعة، ثم أخفضت نبرة صوتها لتبدو رقيقة وهي تضيف:
-معلش يا حبيبي، ربع ساعة وهاكون معاك
فرك أمير مؤخرة رأسه قائلاً:
-براحتك يا إيلي، وأنا هابص على مارسيل وأرجعلك
أرسلت له قبلة في الهواء قائلة بابتسامة مشرقة:
-بأحبك
ابتسم لها زوجها بود وتركها تكمل عملها دون مقاطعة أخــرى، فعكفت هي على إنهاء ما بدأته في أقرب وقت مدعمة تلك المقالات الصحفية بما التقطته عدسات رفيقتها الاحترافية من لقطات مميزة، أبدت إعجابها بمهارتها قائلة:
-برافو يا فرح، طول عمرك شاطرة!
.....................................
توقفت عند عتبة غرفة النوم مترددة في الدخول، حاولت أن تشتت تفكيرها المتوتر في تأمل الأثاث الأنيق الذي امتاز بألوانه الداكنة، تحركت أعينها نحو الفراش فتجمدت نظراتها عليه، إنه ذلك الشيء الذي سيجمعها بزوجها بعد دقائق، ارتجف بدنها من مجرد تخيل الوضع، لوهلة شردت في كلمات "كريم" المعسولة لها وهو يداعب أذنيها بمعسول الكلام، كان جيدًا في ذلك، نفضت عن عقلها جبرًا ذكراه، وعاتبت نفسها لتفكيرها فيه بعد زواجها من غيره، تابعها يزيد من الخلف بنظرات فضولية، لم يقاطع تأملها الذي طال لكنه ضجر من الانتظار، دنا منها بخطوات متمهلة وهو يسألها بهدوء:
-ها عجبتك الأوضة؟
انتبهت لصوته ورسمت على ثغرها ابتسامة مرتبكة وهي ترد:
-ايوه، حلوة!
سلط أنظاره عليها متابعًا بغزل صريح:
-بس مش أحلى منك!
وقف قبالتها ومد يده ليلتقط كفيها بيديه، ارتعشت قليلاً من لمساته الحذرة ونظرت له بتوتر، تقوس فمه للجانب بابتسامة سعيدة، ثم سحبها إليه ببطء حتى باتت شبه ملتصقة به، تنهد قائلاً بنبرة تحمل المزيد من الأشواق:
-أخيرًا اتقفل علينا باب واحد!
ابتسمت له بحياء له مسبلة عينيها خجلاً منه، نظر لها بتمعن أكثر، ومال برأسه نحوها محاولاً نيل أول قبلة من على شفتيها، لكنها سحبت يديها فجأة من قبضتيه لتفسد عليه الأمر، انسلت من بين أحضانه قبل أن يتمادى معه قائلة بتلعثم خجل:
-اليوم كان لطيف
حدجها بنظرات شبه مغتاظة من فرارها العابث منه، وضغط على شفتيه بقوة ليقول:
-اه، كان ظريف وخفيف
أولته فرح ظهرها، ولفت ذراعيها حول نفسها محاولة بث شعور الاطمئنان لنفسها المضطربة، وقف يزيد خلفها ثم طوق خصرها بذراعيه ليحاصرها بداخل أحضانه، أسند طرف ذقنه على كتفها، واقترب بفمه من أذنها ليهمس لها بعشق:
-مش هاتهربي مني يا فروحة!
قشعريرة لطيفة داعبت بشرتها، فارتكبت أكثر وحاولت التخلص منه، أحكم قبضته عليها جيدًا كي لا تفلت منه، وتابع قائلاً بصوت خفيض للغاية:
-حبك ليا إجباري، مش اختياري!
تسارعت دقات قلبها من نبرته المؤثرة، شعر بتهدج أنفاسها واضطراب حركة صدرها، فتدفق الأدرينالين المتحمس في خلاياه وازداد رغبة في التعبير عن مشاعر حبه لها، تملكها أحاسيس مختلفة في آن واحد، ما بين الرغبة والشوق، الحب والخوف، التردد والإقدام، شعرت بسخونة تلهب وجنتها وهو يطبع قبلة صغيرة عليها ليشعل أتون مشاعرها، سرت قشعريرة استمتاع في خلايا جسدها، أدارها ببطء نحوه دون أن يفلتها، وحدق فيها بنظرات مليئة بالعشق، مال عليها يزيد أكثر ليطبع قبلة أخرى ولكن على شفتيها، أغمضت عينيها مستسلمة لتأثير المشاعر الغريبة التي اجتاحتها وعصفت بكيانها، ظل يعمق من قبلاته لها بعد أن استشعر تجاوبها معه، للحظة اقتحم عقلها طيف صورة والدتها، فابتعدت فجأة عنه لتقول بصوت شبه لاهث:
-يزيد، أنا عاوزة أكلم ماما الأول!
تصلبت عروقه وتخشب جسده من جفائها الغريب، لم يكن راغبًا في إفساد ليلته معها، فرد بحذر:
-فرح مش هاينفع دلوقتي، خلينا نركز في ....
قاطعته بإصرار وقد عبست بوجهها:
-لأ، قلبي مشغول عليها
حاول إقناعها بالعدول عن تلك الفكرة فرفضت الانصياع له، وقف يطالعها بنظرات حائرة يفكر فيما سيفعله معها، شعرت بالريبة من تجنبه المتعمد لكل ما يخص والدتها، كذلك أثار حفيظتها تحججه بأعذار واهية ليمنعها من مهاتفتها حتى، عاندته مرددة:
-مش هاسمع أي حاجة منك، خليني أكلمها الأول، ولا أقولك أنا هاروحلها
همت بالتحرك فاعترض طريقها بجسده قائلاً بحدة:
-استني يا فرح
نظرت له بحدة وهي تقول:
-لو سمحت خليني أعدي
حسم أمره بالبوح بكل شيء، فإن استمر في إخفاء الأمر عنها سيتعقد كل شيء، سحب نفسًا عميقًا لفظه دفعة واحدة، جمد أنظاره عليها قائلاً:
-طب اقعدي الأول
تسمرت في مكانها رافضة التحرك مما دفعه للإمساك بها من رسغها لإجبارها على الجلوس على طرف الفراش، زفرت بصوت مسموع وانتظرت بترقب حديثه الغامض، فرك طرف ذقنه عدة مرات ثم أشار لها بسبابته موضحًا:
-أنا عاوزك تبقي فاهمة إنك أغلى حد في حياتي، صعب أسيبك أو حتى أفرط فيكي
قطبت جبينها وهي تطالعه بنظرات غريبة، جثى يزيد على ركبته أمامها، والتقط كفها بيده ليداعب أصابعها برفق، استصعب الأمر كثيرًا فاستجمع شجاعته ليقول بجدية تامة:
-فرح، مامتك الحاجة فوزية...
توقف عن إتمام جملته عاجزًا عن الاعتراف بحقيقته وفاتها، تنفس مجددًا ببطء ثم ضغط على شفتيه متابعًا بترقب متوتر:
-ماتت
تجمدت أنظارها عليه ولم تبدو متأثرة بما قالته، ظنت أنها مزحة سخيفة منه يرددها على مسامعها ليزعجها فهتفت بلا تفكير تعنفه:
-إنت بتهزر؟
سلط عينيه على تعبيرات وجهها المتشنجة مبتلعًا ريقه بتوتر، تابع قائلاً بتوجس وقد شعر ببرودة كفها:
-أنا مكونتش عاوز أقولك، بس مش مستحمل أشوفك كده ومش هاستنى إنك تفكري إني مانعك عنها
هبت واقفة من جلستها لتصرخ فيه بانفعال طفيف:
-دي نكتة بايخة على فكرة!
نهض واقفًا من مكانه ليمسك بكفها الأخر رافضًا تحريرها وهو يقول بنبرة جادة:
-لأ، للأسف دي الحقيقة اللي إنتي مش عاوزة تصدقيها
استشعرت جدية حديثه فانقبض قلبها بقوة، ارتجفت أطرافها من مجرد التفكير في احتمالية صدق ما قاله، دق قلبها بعنف وهي تعاتبه:
-يزيد بلاش تخوفني، أنا مش بأحب كده
سحبها إلى أحضانه ليضمها بقوة ليحتوي انفعالاتها قبل أن تطفو على السطح، همس لها مؤكدًا:
-حبيبتي، هي دلوقتي في مكان أفضل، ادعيلها بالرحمة
تهدجت أنفاسها على صدره وشعرت بأن روحها تقتلع منها، استعاد عقلها سريعًا مشاهدًا متداخلة من لحظات معرفتها بوفاتها، بدأت الصورة تتضح تدريجيًا، لم تكن أوهامًا، هي رحلت بالفعل، تجمعت العبرات سريعًا في مقلتيها مع اكتمال معرفتها بالحقيقة، اعتصر فؤادها ألمًا لفراقها الأبدي، وانتابتها نوبة من الصراخ الباكي فشدد يزيد من ضمه لها، توسلها قائلاً:
-عشان خاطري اهدي، ماينفعش اللي بتعمليه ده!
تضاعفت أحزانها بفجيعتها فيها، تشنجت بجسدها صارخة:
-مامــــا! ليه سبتيني لوحدي؟ ماما!
أرخى ذراعيه عنها ليحتضن وجهها بكفيه، حدق مباشرة في أعينها الباكية هاتفًا برجاء:
-حبيبتي، اهدي، ده قضاء ربنا!
وضعت كفيها على يديه محاولة انتزاعهما عنها وهي تصرخ فيه بجنون:
-ابعد عني، أنا عاوزة أروح لماما
رفض تركها متفهمًا حالتها الغير طبيعية، نظر لها بإشفاق وهو يرد:
-لأ مش هاسيبك، إنتي مش في وعيك والصدمة كبيرة علـ......
أجبرته على قطم عبارته بصراخها القائل:
-إنت السبب، إنت اللي موتها!
اتسعت حدقتاه مدهوشًا من كلماتها الخطيرة، استخدمت قواها الغاضبة لتدفعه عنها متابعة بتشنج:
-إنت اللي عملت فيها كده، أنا افتكرت كل حاجة!
أحزنه تلميحها الصريح وابتلعت ما قالته بمرارة، تعامل مع انفعالاتها المهتاجة قائلاً بحذر:
-أنا مقدر اللي إنتي فيه، بس صدقيني أنا...
وضعت يديها على أذنيها لتمنع نفسها من الإصغاء إلى صوته وتابعت بصوت لاهث:
-ليه حرمتني منها؟ ليه؟
فاقت الحقيقة الموجعة قدرتها على الاحتمال وضاعف من تأثير ذلك عليها، لم يتمكن عقلها من الصمود كثيرًا والمقاومة، أتعبها تذكر كل شيء، اجتمع في عقلها كل الذكريات الحزينة التي أضنت قلبها، ظلت تصرخ بصورة هيسترية حتى بدأت قواها تخبو تدريجيًا، شعرت بالظلام يغلف عينيها بقوة، فاستسلمت له وغابت عن الوعي رغمًا عنها، تهاوى جسدها فأسرع يزيد بإسنادها قبل أن تسقط وترتطم بالأرضية، رفعها إليه حاملاً إياها ثم وضعها برفق على الفراش، ركض باحثًا عن هاتفه المحمول، عبث بأزراره قبل أن يضعه على أذنه ليقول بعدها بخوف بائن في نبرته:
-آدم تعالى عندي بسرعة، فرح عرفت بالحقيقة ................................. !!
............................................

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 04:08 PM   #4

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الثالث

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 04:11 PM   #5

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الرابع

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 04:13 PM   #6

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل الخامس

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

noor elhuda likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 05:07 PM   #7

whiteduck

? العضوٌ??? » 318603
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 589
?  نُقآطِيْ » whiteduck is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

whiteduck غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 05:23 PM   #8

NoOoShy

? العضوٌ??? » 156463
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,142
?  نُقآطِيْ » NoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud ofNoOoShy has much to be proud of
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركته مبروك علي الجزء الثاني من الروايه وبالتوفيق ان شاء الله

NoOoShy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 05:43 PM   #9

Maysan
 
الصورة الرمزية Maysan

? العضوٌ??? » 368562
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 583
?  نُقآطِيْ » Maysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond reputeMaysan has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يااهلا وسهلا سعيده جدا برجوعك لينا بروايه ثانيه ربنا يسعدك وييسر امورك ويكرمك .. اول ماوقعت عيناي على اسمك تحت مسمى الروايه ماصدقتش نفسي هههههههه وهوووووووب على طووول دخلت كزائر .. تعرفي انه باقي الفصول الاخيره من الدكان لسى ماختمتش هههههههه .. هي عندي في الايباد في صفحه لوحده كل مااشتقت لهم بصبصت عليهم هههههههه .. كانت بجد من الروايات الجميله اللي قرأتها واستمعت فيها ..

منال هو سؤال صغنن الروايه هذا منفصله عادي لو قرأتها لوحدها كذا او لازم كذا ارجع للجزء الاول منها ؟ بإنتظااار ردك .. لان انا ماقرأتش الجزء الاول لها .. ربنا يبارك فيك وفي وقتك وفيما وهبك ورزقك واعطاك ..


Maysan غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 13-04-18, 06:03 PM   #10

نداء1
 
الصورة الرمزية نداء1

? العضوٌ??? » 381735
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 343
?  نُقآطِيْ » نداء1 is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك الجزء الثاني من الروايه ... الجزء الاول كان رائع 😊
ان شاء الله متابعه معك .


نداء1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.