05-11-18, 11:40 PM | #391 | |||||||
| هاي يا بنات كيفكم فعلا ان وعدتكم بالفصل الثاني و انا عند وعدي لكن ما حدث أنه تعذر علي الكتابة ليس لشيء إلا أنني وجدت نفسي غير قادرة على تنظيم أفكاري فاحتفظت بالفصل للاثنين لكي لا أخلف الموعد الرسمي وبإذن الله ان شاء الله و أكملت الفصل الموالي فسأقوم بإنزاله الفصل بعد قليل | |||||||
06-11-18, 12:07 AM | #392 | |||||||||||||
| اقتباس:
الله يسلمك حبيبتي ... و تسلميلي على متابعتك القيمة يا زهرة ... اقتباس:
الله يسلمك دودي و انت رائعة شكرا على تواجدك بصفحة عطر عزيزتي يكفي تواجدك و مؤازرتك شكرا لك اقتباس:
ههههههههههه شفتي تأثير سمية الله يستر خوخة أنت حلوة بطعم السكر وجودك من يحلي الرواية شكرا لتعليقك المرح اقتباس:
أنا معك "يحيى" القادر على ذلك فعلا فهو الأقرب للثلاثي والوحيد الذي سيفك النزاع بشكل نهائي فلنرى ؟؟؟ أم زياد سيشرفني تواجدك معي شكرا لك اقتباس:
مرحبا يا نيلو أنت تأمري امر .... وأنا منزعجة مثلك من سمية و مثيلاتها فعلا شكرا لك نيلو على دعمك المتواصل حبيبتي انت اقتباس:
كثرة الزن يا حياة فوالدة سمعت لواحدة دون الاخرى و سمية عرفت كيف تستغل المراة شكرا لك عزيزتي على تعليقك الجميل و متابعتك القيمة | |||||||||||||
06-11-18, 12:28 AM | #393 | |||||||||||
| اقتباس:
طبيعي أن تشعر أم يحيى بشيء رغم الذنب الذي يلازمها إلا أن تغير أبناءها ثم قوة شخصية تيتريت ستجعلها دائما بارزة بالبيت رغم تجنبهم و سمية عرفت تماما استغلال الوضع م ام زياد شكرا لك حبيبتي على تعليقك الجميل و متابعتك القيمة اقتباس:
أنت الأروع زهرورة .... أب تيتريت اختار طرفه منذ زمن فلذا لن نأمل أن يغيره الآن ..... وام يحيى تشعر بالتغير من حولها وعرفت سمية كيف تستغل الوضع لصالحها .... تسلميلي عزيزتي و شكرا لك على دعمك الدائم و المحفز اقتباس:
سمية نجحت في استغلال الوضع لكن العائلة مزعزعة منذ قدوم تيتريت فالأسرار تنكشف و الأقتعة بدأت بالتساقط فلنرى القادم شكرا حبيبة كيدازت العطلة اقتباس:
مساء النور منكق النساء ... عندما تستغل سمية الوضع بشعور أم يحيى بأن الأوضاع حولها تتغير بدون تحكم فهذا ما يحصل و كما أشرت بالنسبة لشريفة وكذلك عائشة للأسف مثيلاتهن كثيرات بالدول العربية شكرا لك رونتي حبيبتي ... و شكرا لك على تعليقك الجميل المميز | |||||||||||
06-11-18, 12:34 AM | #394 | ||||||||
| اقتباس:
شفت الغل يا جيجي سمية عرفت تطلع صوت ام يحيى الله يستر من الجاي تكهنك ايه يا جيجي من سيفوز بالتحدي عمر أو تيتريت لذيذ تعليقك يا جيجي شكرا لك عزيزتي كما أشكرك على مرورك المميز بصفحة عطر حواء | ||||||||
06-11-18, 01:07 AM | #396 | |||||||||
| اقتباس:
الله يبارك فيك عزيزتي .... الشكر لك عزيزتي على متابعتك و على تعليقك الجميل و المحفز اقتباس:
أتمنى أن تنال باقي الفصول إعجابك | |||||||||
06-11-18, 01:14 AM | #397 | |||||||
| الفصل 17 كانت تهم بالدخول لمكتب عمها عندما انتبهت لاسمها يتردد في الحديث .. أشارت لشريفة التي انتبهت لنفس الشيء قبل أن ترفع حاجبيها بذهول عندما فاجئها صوت زوجة أبيها التي كانت تقول برجاء : - تحدث إليها يا جلال ... لا أظنها سترفض طلبك لم تنتظر لتنصت لجواب عمها بل دلفت إلى المكتب لتتسع عينيها بخفة وهي تنظر للحضور فانتقلت عينيها بين عمها الذي رفع لها عينيه مبتسما بينما نظرت لها زوجة والدها قبل أن تنحي عينيها للجهة الأخرى ... بينما تركزت عليها نظرات "عمر" بهدوء مغيظ و عندما حطت عينيها على "يحيى" لم تستطع إلا ان تبادله ابتسامته بعدما سمعته من شريفة فتسأل بهدوء و هي تتقدم للأمام : - هل جئنا بوقت غير مناسب ؟ هز "العم جلال" رأسه نافيا و قال بإقرار : - بالعكس صغيرتي لقد جئت بوقتك ؟ فهناك ما تريد زوجة والدك التحدث به معك بذهول و استغراب فتحت "تيتريت" عينيها فتابع عمها الذي استشعر التوتر الذي غزا الأنحاء : - زوجة والدك تقول لو انك تجدين لسمية ما تفعله و ما تساعدك به بالجمعية ..... فـ قاطعته حينها "تيتريت" بنبرة جازمة : - لا فتتابع وعمها ينظر لها بعتاب خفي عن الحضور : - آسفة ... لكن لا يوجد هناك ما ستفعله سمية بالجمعية . لتقول حينها زوجة والدها بنبرة عصبية : - بالطبع هناك ... فيمكن أن تفعل ما تفعله شقيقتك هناك . نظرت "تيتريت" أخيرا للمرأة التي ترك والدها من أجلها ابنته ... ودققت بملامحها البسيطة الأنيقة و التي تتلون الآن بغضب استفز "تيتريت" لتجيبها ببرود : - شقيقتي يا سيدتي مصممة حلي ... لها شهادة تثبت ذلك و لها من التجربة ما يجعلها تساعد بالجمعية و هذا ما يدفعني للتساؤل بماذا ستساعد كنتك؟ ... ربما بعرضها ؟ فهي مناسبة لذلك تماما - احترمي نفسك "تيتريت" فأنا لا اسمح لك بالانتقاص من زوجة ابني ... و ربما ستكون هناك أكثر جدوى هناك من "شريفة" و غيرها. بانتهاء كلمات المرأة الأكبر سنا تدخل "يحيى" مستشعر لما تؤول إليه الأمور ليقول بهدوء : - كفى أمي ... أنت اقترحت الموضوع رغم رفضنا له وعلمت الجواب فكفى خلط الأمور ببعضها و لننهي الموضوع لكن والدته كانت من الغضب الذي جعلها غير عابئة بتحذيره الخفي لتتابع تحت نظرات الجميع المحترسة و نظرات "تيتريت" الغاضبة : - الموضوع لم ينتهي يا يحيى ... فالجمعية للعائلة و سمية من العائلة وبما أن غيرها هناك فلما لا تكون هي ؟ مططت "تيتريت" شفتيها وأجابتها بجمود و صلابة : - حسنا إن كنت ذلك ما تفضلينه ... ببساطة لن أتواجد و كنتك بمكان واحد خاصة الآن بعد قولك هذا . هزت "أم يحيى" كتفيها بعصبية مفرطة و تعالا صوتها بعد كلمات "تيتريت" المستفزة لتقول بحنق و تسلط : - ربما أفضل ... فزوجة ابني ستكون أكثر من مناسبة لتدير المكان . - أمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــي صاح بها "يحيى" باهتياج فزعت له والدته قبل الحاضرين لتستيقظ على ما تفوهت به فتتقهقر شجاعتها أكثر و"يحيى" يهتف : - هذا لن يحدث وسمية زوجتي أنا ... وعندما أقول أنها لن تعمل فلن تعمل .... وليس لأحد الحق في تقرير ذلك عني وإن كانت معترضة على ذلك فبإمكانها العمل أينما شاءت لكن بعد حصولها على طلاقها فيلهث قبل أن يضيف بتصميم و تقرير بعينين عاصفتين لكن قاسيتين : - وهذا الموضوع ... انتهى زأرت كلماته محدثة دويا بالأذان كما بالأفئدة ... و موقظة إياها مما تلبسها للتفوه بما تفوهت به، كانت تريد فقط طرح ذاك الاقتراح لعله يكون سبيلا بين المرأتين لخلق صداقة بينهما رغبة في اضمحلال المشاكل ... وتبديد رعب كنّتها التي جعلتها كلمات "تيتريت" المهددة بالطلاق مرعوبة من أن تتجرأ من السعي لتحقيق تهديدها. أجلت حنجرتها لتقول بهدوء : - كما تريد فالتفتت منصرفة لتصطدم بابنها الأصغر الواقف بعتبة الباب والذي كانت عينيه أيضا تلمع بقسوة لم تراها قبلا وهذا ما زاد من توجسها . كانت تراقب بصمت ما يحصل منذ قدوم "تيتريت" فكانت تشعر بذنب أكبر من البعد الذي ينهجه زوجها نحو ابنته رغم أنها بدورها تحرص على الابتعاد عنه. تفهمت التجاهل الذي تتعامل به معهم جميعا كما سعدت لتحسن العلاقة بينها و بين "أيمن" إلا أنها شعرت أيضا بتعلق أبنائها بالفتاة الشقراء .... وهذا ما أكدته "سمية" بحديثها عما دار بينها و بين "تيتريت". تنهدت قبل أن تنسحب تاركة إياهم لصمتهم الذي ينسج الكثير من الكلمات و القرارات. **************************** | |||||||
06-11-18, 01:16 AM | #398 | |||||||
| كادت تتعثر وهي تحاول تثبيت الأكياس بين ذراعيها لتزفر بسخط وهي تتحرك بمهل نحو السيارة حيث ينتظرها السائق الذي كان مكلفا بإيصال "تيتريت". تسمرت قدميها وقد جذب نظراتها الشخص الذي كان يولي ظهره لها و يحدث السائق ... ضيقت عينيها تفكر بالتسلل بعيدا حتى انصرافه لكنه التفت باللحظة التي كانت قد تراجعت خطوة للاستعداد للالتفات . حطت عينيه عليها بتعبير غريب قبل أن يرفع حاجبه و تتحول اللمعة بعينيه لتسلية واضحة باتت تميزها كما باتت تغيظها. أخذت نفسا تستعد للمجادلة التي صارت عادة للقائهم. اقتربت تمطط شفتيها بما يشبه ابتسامة فتبادر وقد توقفت أمامه : - ما أجمل أن ألقاك مجددا "أسامة" ؟ ابتسم أسامة بمرح وقد لاحظ مدى غيظها المرتسم على ملامحها و أجابها : - إنه لأمر جميل فعلا . عادت لتتصنع الابتسامة و تقول وهي تتجاوزه : - حسنا سعيدة بلقائك كل يوم ... إلى اللقاء غدا . ضحك "أسامة" بابتهاج قبل أن يلتفت يتتبع خطواتها ليقول مستوقفا إياها : - بالتأكيد سوف أراك غدا ... فكيف سأعيش دون أن أسمع كلماتك الفذة ليتابع رافعا حاجبيه بعبث ... ويتابع : - لكن هل أستطيع أخذ من وقتك القيم دقائق ؟ قطبت "مليكة" باستغراب و عادت لتنظر له بتساؤل غير منطوق ليفسر بهدوء يتسم بالجدية : - بخصوص العمل ... هل نستطيع الانفراد لدقائق في مكان هادئ لنتحدث ؟ رفعت حاجبها بذهول رسم ابتسامة مرحة على ملامحه فتقول بسخرية مشيرة لها ثم له : - أنا ... و أنت .... وحديث عن العمل ... ما الذي حصل في الحياة ؟ التوت شفتيه بابتسامة و لمعت عينيه بغرابة جعلتها تشعر بالتوجس ثم أجابها بنبرة متمهلة وعينيه مركزة على عينيها : - حصل الكثير ... الآن هل نذهب؟ رفعت حاجبها برفض و تعجرف زاد من اتساع ابتسامة "أسامة" وقالت : - لماذا تسعى يا ابن ملاّك؟ كان السؤال الذي رن بفكر أسامة محدثا صدى قويا ... كان يستغرب تلك الإثارة التي تحثه على الاستمرار في البقاء حول هذه الصهباء، مع يقينه أنه يسير بقدميه نحو منحدر خطير. تغريه الإثارة التي يخلقها وجودها والجدال المبهج بينهما ... تلك الإثارة التي فقدها منذ الحادثة التي جعلته يفضل ترك مركزه كطيار حربي و يتجه لإدارة شركته ... لم يجبها بل ابتسم بنفس الغرابة التي زادت التوجس بداخلها و اكتفى بهز كتفيه لها ببساطة لا تعبر عن شيء لتزفر حنقا قبل أن تعطي الأكياس بين يديها للسائق و الذي أمره "أسامة" بالذهاب بالبضائع للجمعية قبل أن يشير لمليكة نحو سيارته المركونة على بعد أمتار معدودة. رافقته "مليكة" بصمت و فعل المثل حتى استقرا بمقهى مجاور لشركته فبادر قائلا بعدما شكر النادل الذي خدمهم : - الأمر أيتها الصهباء .... أن مصمم الحلي بالشركة تعرض لحادث تعرض على إثره لكسر بذراعه اليمنى ... و الشركة ملتزمة بعقد لتقديم قطعة عن كل تصميم ... لكن للأسف لم يستطع تتمة سوى نصف التصاميم المتفق عليها. توقف للحظات ينظر لتأثير قوله عليها فضحكت بعد برهة بدون تصديق و قالت بسخرية : - لا .... هل أتوقع بعد هذه المقدمة عرض عمل ؟ ميل رأسه ينظر لها بجدية و أكد : - تماما ضيقت عينيها غير مصدقة لما جاء به فسألت بشك : - لماذا أنا بالضبط ؟ - ببساطة لأنني رأيت تصاميمك و هي مثيرة للإعجاب ... بالإضافة أن وقتنا ضيق و لن يمهلنا توظيف بديل له استفسرت مقطبة : - لكن أليس للمصمم مساعدين - طبعا يا مليكة فهناك مساعدين له لكنني بحاجة لشخص محترف فكما قلت لك التصاميم فريدة و نحتاج فقط لقطعة من كل تصميم ... خاصة أن العرض سيكون بالخارج و أنت مناسبة تماما لكونك تمتلكين مزيجا من الثقافتين . ضيقت عينيها تفكر بجدية بالموضوع الذي يمكن أن يكون لها فرصة لخط اسمها بين مصممي الحلي لتقول بتردد : - ستقدم القطع باسمي . أجابها : - طبعا ... نحتاج لأربع قطع إضافية وهو العدد المطلوب منك تصميمه و ستكون موقعة باسمك لكن تحت اسم الشركة أومأت "مليكة" تدرس كلمات "أسامة" قبل أن تقول : - هل أستطيع إجابتك مساء؟ فعلي التشاور مع أبي. أشار لها موافقا بجدية قبل أن يأخذ فنجانه يرتشف منه بتمهل دون أن تترك عينيه ملامحها التي أبرزت حماسها ... و الذي انتقل له بصورة تلقائية زادت من الإثارة التي تملأه. | |||||||
06-11-18, 01:19 AM | #399 | |||||||
| تدفقت الدموع من عيني عائشة وهي تنصت للمرأة المنهارة ... كانت تعتصر كفي المرأة المرتعشتين بين يديها بمؤازرة صامتة بينما المرأة التي لجأت إليهم بعدما عنفها زوجها كانت الكلمات تتحرر لتسطر معاناة أخرى تحتضنها هذه الجبال. كانت "تيتريت" تنصت للقصة من مدخل الغرفة حيث أدخلت المرأة بينما تطوعت "عائشة" تحت دهشة الجميع للحديث معها ... لم تكن تحتاج لذكاء خارق لتتكهن القصة. فمظهر المرأة التي كانت تجاهد لإخفاء اللون الازرق المنتشر بملامح وجهها و الكدمات بردائها الأسود كان كفيلا لرواية قصتها. كانت تنصت لقصة المرأة بمزيج من الغضب و العجز ... مع كل قصة تصادفها بهذه القرية باتت تشعر ان الأمر أكبر منها فمنذ افتتاح الجمعية و هي تصادف قصصا تدمى لها الأفئدة فمن يتيم أم يسعى لتحرره بالعمل معهم من زوجة أبيه ... لشاب يافع ينظر للعمل معهم كمساعدة قيمة للتخفيف عن والدته الأرملة من الحمل ... لزوجة سعدت بوجود عمل لتطعم أطفالها بعد مرض زوجها ... لزوجة أخرى مضطرة للعمل للتجنب عنف زوجها المدمن عن طريق تقديم النقود له .... كانت حكايات مأساوية و هي على يقين أن هذه الجبال تستر أكثر من ذلك. انتبهت للمرأة الباكية التي خفتت كلماتها و دثرت عينيها لتقول بنبرة خزي و بصوت هامس : - لقد احتملت الحياة البائسة ... احتملت الجوع ... احتملت الضرب ... احتملت جنونه ... و خياناته و اكتفيت بتكرار أن الزوجة الصالحة هي من تحتفظ بأسرار زوجها ومن تتحمل لأجله ... لكنه بات مؤخرا يطالب بمطالب غريبة ... تخص علاقتنا ... علاقتنا... فتضيف بكلمات متقطعة ... هامسة : - كانت... أمورا غريبة .... و مؤلمة ... حتى بت أعتقد أنه مس أو أصابه الجنون اتسعت عيني عائشة بذهول ... وشحبت ملامحها مما توحي إليه المرأة قبل أن تتسع عينيها ثانية برعب والمرأة تعري بخزي على مرفقيها حيث ترتسم خطوط محمرة تتخللها جروح فتقول بصوت واهن : - لقد .... كان بالأمس كالمجنون ... وقيدني بحزامه ....لقد ...لقد.... كانت عائشة تنهج باكية وهي تتصور المنظر الموصوف قبل أن تستقبل بين أحضانها المرأة التي انهارت باكية. بينما "تيتريت" التي تتنصت كانت تقاوم رجفة جسدها و ارتعاش فؤادها بحناياها ... كان الشحوب قد غطى كافة قسمات وجهها ... بينما تصلب بعينيها الدمع. تراجعت منسحبة بخطوات متعثرة و كلمات المرأة تطرق بذهنها بشكل مكرر جعلها تهز رأسها منفضة إياها لعل صدى الكلمات يتوقف. تخبطت خطواتها و تعثرث بالأحجار لتسقط بقوة تصاعد على إثرها أنة خفيفة . لم تساعدها عضلاتها المستسلمة لتنهض لتشعر بذراعين قويتين يحيطانها قبل أن تضم لصدره العريض و صوته الاجش الهامس يصل لأذنيها : - هل أنت بخير؟ هل تأذيت ؟ أومأت ورفعت رأسها نحوه بوجهها الشاحب الذي أخافه وعينيها تنظران له لكنها لا تراه لتقول بصوت بنبرة متألمة ... و بتيه : - لست بخير ... لست كذلك ... فالألم حاد . كان صوتها يرتعش فهلع "عمر" لذلك وقد سارت عينيه على أطرافها يتفحص ظهور جرح غائر أو كسر ... نظر حوله قبل أن ينخفض ليحملها بين يديه فتفاجئه باستكانتها بين ذراعيه و اللجوء إلى صدره تخفي به وجهها فتهمس به بصوت هامس ... واهن : - أريد أبي. خفق فؤاده لقربها كما فعل لحالتها فاقترب من السيارة بملامح جامدة لا توحي بما تختلج به نفسه . سارع السائق لفتح الباب له بسرعة و توجس لا يخلو من الفضول فأجلسها عمر بالمقعد الخلفي و جاورها يراقب ملامحها المنقبضة ... المتشنجة . أسند رأسه للخلف واعتصر قبضته بجانبه قبل أن يولي وجهه للخارج بعينين تلمعان قسوة و بأس . ترجل من السيارة أمام الجزء المخصص لمنزلهم فالتفت يحملها بين ذراعيه تحت نظرات أبيه المرعوبة و تحت وابل تساؤلاته التي لا يعرف كيف يصيغ إجابة لها. مددها على فراشها بحنو قبل أن يشعر وهو يستوي بوقفته بمن اقتحم عليهم الغرفة لاهثا والذي صدح صوته مستفسرا بقلق وخوف : - ماذا بها يا "عمر" ؟ ماذا حصل لها ؟ اقترب "أيمن" من السرير حيث ترقد شقيقته فلقد كان يهم بالمغادرة للجمعية لرؤيتها حين صدم بعمر يحملها بين ذراعيه . تضاعف خوفه وقد لاحظ ملامحها الشاحبة و ضعفها الواضح فاقترب أكثر يقرفص بجانبها و يقول بهمس و بنبرة تحمل من القلق الكثير : - "تيتريت" ... حبيبتي ماذا بك ؟ فتحت عينيها تنظر له بعينين غارقتين بدموع حبيسة وتقول بهمس : - أشعر بالإعياء ... أنا متعبة ... متعبة جدا . بقلق همس و أصابعه تتحسس حرارتها : - هيا "تيتريت" سآخذك للمستشفى. هزت رأسها رفضا ثم عادت لتغمض عينيها و تقول : - لا ... لا يحتاج الأمر لمستشفى ... أنا أريد فقط أبي. اقترب العم جلال منها ليقول موجها كلامه لأيمن : - تنحى قليلا يا أيمن ... التفت له أيمن بضياع ليزيح الطريق لعمه الذي كان يحمل المصحف بين يديه و اقترب حتى جاور بكرسيه سرير "تيتريت". تحسس جبينها بأصابعه قبل أن يخفض عينيه و يبدأ بالقراءة من المصحف بعض الآيات المختارة. حل الصمت إلا من صوت العم الرخيم بينما العيون المركزة على الفتاة بالسرير فكانت أحاديثها تتفاوت بين قلق .. خوف ... فجمود. *************************** دفنت "عائشة" رأسها بين يديها تستعيد بقلب موجوع ما حدث و ما قيل ... كانت في عزلة عن العالم ... تظن أن بها سترقى لعزلة عن نفسها لكنها اكتشفت أنما لا عزلة بحضور الذكريات .. واكتشفت أنها ضاعت بألمها ... بماضيها .. بما كانت عليه ... هي تعلم أنها لم تكتشف هذا حديثا ... لكن أن توضع أمام ألم شخص آخر فتجده ينازع من أجل الاستمرار رغم وجعه الذي يفوق وجعها ... أن تتناسى وجعها أمام وجع أم ثكلى ... أن تتألم لألم شاب صغير شارف على توديع الطفولة ... أن تشعر بالدفء وهي تفكر بابنة شقيقها الشقراء ... كان كفيلا بدفعها اليوم للخروج للحياة .... بل للعودة للحياة ... أنصتت من خلال ضجيج أفكارها لخطوات حذرة تقترب منها لترفع وجهها و تجد أمامها من مر بأفكارها فابتسمت وهي تنظر لابتسامته التي زينت قسمات وجهه الطفولية فتهتف بصوت مبحوح و هي تستقيم لتقترب منه : - أهلا عزيزي ... كيف حالك ؟ تألق السرور بعينيه العسليتين الشبيهتين بعيني أبيه وأجابها بحبور : - بخير ... بأفضل حال ... وكيف أنت ؟ انعكس الحبور المنبعث منها عليها فقالت : - بخير ... خاصة الآن بعدما رأيتك ... هل تريد شيئا عزيزي ؟ تأثرت عائشة بتقهقر السرور الذي كان متألقا و ملامحه المرتبكة ثم نبرته المحرجة : - أنا آسف ... لقد ... لقد ... فكرت بالمرور لرؤيتك . بلعت "عائشة" ريقها و الخافق بحناياها يدوي بأحاسيس متناقضة فالرغبة للشعور بأمومتها يحثها على الاقتراب و الخوف من حنين كهذا سيقرأ الإشارات بشكل خاطئ مما ينتج انتكاسة وهي لم تتقدم خطوة معلومة ... لكنها ما وجدت نفسها وهي تنظر لهذا الصغير إلا مقتربة منه بسرور لم تستطع كبحه وتقول بحنو و ابتهاج : - أنا سعيدة جدا بقدومك ... عادت ملامحه للانشراح و عينيه لتتألقا فتابعت "عائشة" وهي تثمل سرورا لما يلوح على قسمات الصغير : - لما لا نتغذى سويا فأنا أشعر بجوع لم أشعر به لسنوات و أنت تحتاج لتغذية . أضافت كلماتها الأخيرة بعبوس وهي تنظر لجسمه النحيل فيقول "معاذ" ضاحكا : - هذا ما يقوله أبي تماما ... حسنا لما لا ؟ فأنا أيضا أشعر بالجوع . بعد تردد انتبه له "معاذ" رفعت "عائشة" ذراعيه تلفها حول كتفي الصغير الذي عادت ابتسامته لتتسع وهو يرافقها لمكتب "شريفة" التي أخبرتها بفرح وهي تتأبط ذراعها صباحا وهما تدخلان للجمعية أنها أعدت الغداء اليوم وأنهن سيتناولنه بالمكتب. بينما "شريفة" التي كانت تنظم الأطباق على الطاولة المواجهة للكنبة بالجانب الآخر من المكتب تفاجأت وهي تنظر لمن يرافق "عائشة" .... عائشة التي لم تكف اليوم عن إصابتها بالذهول ... أولا بانتظارها بالبهو مخبرة إياها أنها سترافقها منذ اليوم إلى الجمعية ... ثم مشاركة بعض النساء العمل على آلة الخياطة ... ثم بعد ذلك فاجأتهن جميعا بالتطوع للحديث مع المرأة المعنفة ... دثرت الذهول وابتسمت بوجه الاثنين وحيت الشاب الصغير بابتسامة مرحبة قبل أن تدعوهما مشيرة للأطباق أمامها. كان الذهول و السعادة يتعاقبان بداخلها وهي تنظر لعائشة التي انخرطت تحدث الصبي بأريحية لم تراها عليها قبلا فتسأله عن دراسته و حادثته فتزمجر تارة ناهية إياه عن ركوب الدراجة و تئن تارة متألمة لألمه عند الحادثة ...... فتابعت الاثنين أمامها بتأثر أجادت إخفائه فلقد كان المنظر أمامها مفرح بشكل موجع. ******************************* | |||||||
06-11-18, 01:22 AM | #400 | |||||||
| دلف "صالح" بخطوات مسرعة للغرفة حيث ترقد ابنته ... كان قلقه قد وصل ذروته عندما دلف للمنزل ليلمح القلق و الخوف المرتسم على الملامح . سار بهدوء نحو السرير ينظر للفتاة أمامه فشعر حينها أنه عاد لينظر للفتاة المنكمشة ذات السادسة عشر ... رفع يده المرتعشة يتلمس رأسها بحنو قبل أن تأخذه ذاكرته لتحط يوم كانت ترقد نفس الرقدة بين الملاءات البيضاء بينما الألصق الطبية تحيط بمناطق متفرقة من جسدها ... كانت الجروح الغائرة بروحها بعد استفاقتها أعمق من الجروح الظاهرة. تذكر ألمها ... وجعها ... أنينها ... هذيانها ... و انهيارها .... كانت أصغر من أن تتحمل لكنها فعلت ... كانت ألطف من تقاوم لكنها فعلت ... كانت تماما كما يلقبها عمها منذ صغرها "نجمة وضاءة" . تبددت الذكريات وهو يشعر برأسها يتحرك تحت كفه لتفتح عينيها تنظر له لثوان قبل أن تبتسم ابتسامة مرتجفة بينما تترقرق الدموع بعينيها فتنساب من بين عينيها بغزارة فتقول : - لا يتركني الماضي لأمضي يا أبي ... لا يفعل ... أشعر به يحيط بي ... بلع "صالح" ريقه بصعوبة ليقول بحنو : - لماذا حبيبتي ماذا حصل ؟ - أشعر العجز يا أبي ... أشعر باللاجدوى ... أنا أكثر من يعرف ذاك الشعور فكيف لا أستطيع المساعدة ... عاجزة أنا يا أبي ... عاجزة و أظن أنني أستطيع المساعدة ... أستطيع خلق التغيير ... لكنني لا أستطيع ... لا أستطيع فتنهار باكية بقوة ليزحف جالسا بجوارها و يأخذها بين ذراعيه متنهدا بوجع ... كان الباب مواربا فكان صوتها يجتاز المسافات ليخترق صدورهم بقسوة مؤلمة ... كان نشيجها بالبكاء يخترق صدورهم ليقصف أفئدتهم. تحرك "أيمن" دالفا للغرفة بلهفة احتضانها و التخفيف عنها ما لا يعلمه فتبعه عمه الذي كان الشحوب يغطي ملامحه التي شاخت أكثر بينما عمر وقف عند العتبة بملامح جامدة تخفي ألمه لكنها لم تخفي قسوة جبل عليها لسنوات بالتحامه و اختلاطه مع الأجناس باختلافها بأسواق الشغل كما تربى عليها فهي لمن يسكن هذه الجبال ترضع لهم مع حليب أمهاتهم . انتبه الجميع لصوت صالح الذي صدح قويا رغم الألم الذي يبدو واضحا بعينيه : - من قال ذلك ؟ أنظري لنفسك ... انظري لما تحولت إليه ... كيف تقولين عن من جابهت و حاربت لتعود بعدما صارت حطام ... عاجزة ... أنت أقوى من عرفت من النساء حبيبتي ... أنت أشجعهن . هزت رأسها ترفض كلماته ليهزها بقوة هاتفا.... فأغمض على إثرها أيمن المبهوت عينيه بينما انقبضت كفي "عمر" المتتبع لما يحدث بتركيز واقترب عمها أكثر : - "تيتريت" ليس الآن ... ليس بعد كل الأشواط التي قطعتها ... انظري حولك أنت هنا ... لن تنهاري الآن بعد كل ما فعلته ... لن تفعلي "تيتريت" ... وإن لم يكن لأجلك فلأجلي حبيبتي ... لأجلنا جميعا. ليضيف عمها جلال بحنو : - طبعا صغيرتي أقوى من هذا ... فكيف تقولين أنك عاجزة ... فمن صقل شخصية شريفة ... من دفعها للتغير ... من أخرج عائشة من مستنقع الترح و الماضي ... من أعاد هذا الضائع شقيقك ... من غير الكثير بالعائلة ... ثم من يخلق التغيير بالقرية ... نساء كثيرات بالقرية بتن يرينك مثالا لهن للتقدم ... قشة نجاة مما يعانينه ... و يتابع ملتقطا كفها بين يديه يعتصرهما بحنان : - أنت دائما كنت نجمة وضاءة صغيرتي فكيف تكونين بدون جدوى ... .. توقف حديثه و كفها ترتعش بين يديه قبل أن تفتح عينيها على اتساعها تنظر للعم جلال بصدمة مخلوطة بذهول فتقول بصوت مرتجف من عدم التصديق : - إنه أنت ؟؟؟؟ أنت ؟؟؟؟ إنه أنت . ******************************** كانت مازلت تبتسم للحوار المرح الدائر بين عائشة و"معاذ" حول شفاء يده بالكامل عندما تفاجأت بمن يقف أمام الجمعية مستندا على سيارته ... ارتجف قلبها و تسمرت بمكانها وهي تنظر له متأنقا بسترته الكاشمير السوداء و الجينز الذي يحيط بساقيه الطويلتين بينما كان ملامحه مسترخية لا توحي بشيء وعينيه تتدثران تحت نظراته الشمسية التي تحاكي لون سترته . "يحيى" الذي كان ينتظر خروج "تيتريت و شريفة" تفاجئ بوجود عائشة قبل أن يرفع حاجبه باستغراب وهو ينظر للصبي الذي يتوسط المرأتين و الذي كان غارقا في حديثه مع عائشة المبتسمة بحبور .... أعلن عدم التصديق عن نفسه واضحا وقد رفع "يحيى" كفه ليزيل نظراته و يعود للنظر متأكدا من هوية المرأة التي كانت تختلف كليا عن عائشة التي عرفها للسنوات الماضية. اقترب منهم فانتبه له معاذ الذي تراجعت ابتسامته المرحة لتعود ابتسامته الرسمية للظهور فحيا "يحيى" بطريقة رسمية تثير الإعجاب قبل أن يلتفت للشريفة يحييها بابتسامة ودودة و يعود ينظر لعائشة و يقول بابتسامة متوترة : - هل أستطيع العودة غدا ؟ - طبعا عزيزي سأكون بانتظارك بعد كلماتها ابتعد ملوحا لهم بمرح فاستدار يحيى ينظر للمرأتين ويقول باستفسار مذهول : - ماذا يفعل ابن خليل هنا ؟ التزمت "شريفة" الصمت بتوتر بينما أجابته عائشة مقطبة : - لماذا تسأل ؟ تدارك "يحيى" نفسه مستشعرا حساسية الموضوع باستغراب أجاد مداراته : - ليس لشيء ... تفاجأت لرؤيته هنا فقط . هزت عائشة كتفيها دون ان تجيب متهربة بعينيها من محاصرة عينيه المدققة لتقول متسائلة وهي تبتعد : - أين "تيتريت" بالمناسبة ؟ قطب "يحيى" ليعود و يسأل بدوره : - أليست هنا ؟ - لا فلقد غادرت ... ستكون بالمنزل . أومأ "يحيى" قبل أن يقول : - لنذهب إذن فاتجها نحو سيارته لتقول عائشة المبتعدة عنها بخطوات : - اذهبا أنتما أنا أفضل السير للمنزل رافقته "شريفة" متسلحة أمام ترددها بكلمات "تيتريت" ليفاجئها بدوره بالالتفات و الخروج من المزرعة ... التفتت حولها قبل أن تحيد بنظراتها له فيفاجئه بقوله : - هل تيتريت من نصحك باختيار اللون البني المحمر ؟ نظرت شريفة بذهول لجلبابها باللون الذي ذكره قبل ان تعود وتنظر له بتوتر لتقول بهمس : - هي و كذلك الخالة ناديا . أومأ دون أن تتغير ملامحه وقال بهدوء : - حسنا سنكتفي بما لديك من هذا اللون من قطع و سنزيله من قاموسنا للملابس الرسمية . رمشت "شريفة" غير مستوعبة لمقصده قبل أن يزحف اللون الزهري ليلون خديها وهو يلتفت لها بابتسامة جانبية و يضيف بهمس ارتجفت له حناياها : | |||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
عطر،حواء،عطر حواء، epilobe |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|